القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أصفاد الحب الفصل السادس عشر حتى الفصل الحادي والعشرين بقلم الكاتبه رشا عبد العزيز حصريه وجديده

 رواية أصفاد الحب الفصل السادس عشر حتى الفصل الحادي والعشرين بقلم الكاتبه رشا عبد العزيز حصريه وجديده 


وبعد يوم متعب عادت لتقف أمام باب الغرفه  المخصصه لها وفتحت الباب لتجده يقف أمام المرآة 


تسمرت بضعت ثواني كما تسمر هو يحدق بها   استدارت محاوله الهروب من أمامه لكن صوته أوقفها


حبيبة


لم تعطيه أي جواب وهمت بأكمال طريقها لكن توسله أوقفها مره أخرى


حبيبه أرجوكي أستني. أنا أسف بس الاوضه دي في الأصل أوضتي عشان جنب أوضة تيم  وأنا أختارتهالك عشان تكوني قريبه منه.  أنا بس جيت أخذ حاجه وماشي وهبلغ جينا تنقل حاجتي  غرفه تانيه


حمل حقيبته وأفسح لها لطريق وقال


أتفضلي


دخلت هي وهم هو بالرحيل لكن توقف قبل خروجه وقال لها دون ان يستدير


أنا مسافر مهمة يومين أو أكثر.  ياريت تخلي بالك من تيم في غيابي 


لتجيبه بسخرية 



-ما تخافش يا أدهم بيه أنا عارفه مهمتي هنا كويس أنا هنا أم لتيم.


قالت هذا وهي تضغط على  حروف الكلمة الاخيرة .


توقف يحاول استيعاب ماقالته هل انقلب السحر على الساحر ، هل حجته في وجودها  هنا  ستستخدمها هي ضده وتصبح حجه للابتعاد عنه . لكنه لم يعقب بشئ وتركها ورحل.

   

جلست هي على السرير تطالع تلك الغرفه التي لم تهتم بتفحصها وانتبهت أنها فعلا تحتوي أغرضه


والان يملئها عطره لتسرع بفتح الشبابيك كي تتخلص من أثر وجوده فيها .


*******************************************


كانت نهى تجلس تدون بعض الملاحظات أمام يوسف. عندما رفعت رأسها فجأه لتجده يحدق بها


ولكن ما أن إلتقت عينيها بعينيه أشاح بصره بعيداً عنها كأنه يهرب منها لاتعلم لماذا عينيه تخبرها بأنه يبادلها المشاعر لكن أفعاله لها رأي مغاير

.

تحمحم هو ليخرجها من حاله التيه التي اصابتها


-خلصتي يانهى؟ 


-ايوه دكتور


ولتتخلص من أحراجها قالت


-هو حصل أي في موضوع حنان قدرت تقنع جوزها


ليجيبها مبتسما


-لا الحمد الله  أقتنع بعد نقاش طويل واهي الحمد الله بدأت تتحسن


لتجيبه بعبوس


-أنا مش عارفه أي الناس دي هو فيه حد عنده الأفكار دي دي الناس بتتمنى يكون عندها طفل وبتصرف ملايين عشان تتعالج وحضرته جابلها أكتئاب عشان خلفت البنت التالته


ليقول بحزن :


-فعلا ناس مبتقدرش النعمة .


*******************************************


بحثت عنه نجاة في كل مكان فلم تجده لتدخل غرفه حبيبه تجده جالس على سريرها والدموع تترقرق في عينيه لتسأله بقلق


-مالك يا محمود أي الي مقعدك هنا ؟


رفع عينيه التي تلملأها الدموع وقال :


-وحشتني اوي يانجاة مكنتش عارف إنها هتسيب فراغ كبير كده دا أسبوع  واحد بس لكن حاسه كأنه سنة .


جلست نجاه بجانبه وحركت يدها على ظهره وقالت :


-ربنا يريحها ويسعدها. دي سُنة الحياة ياخويا

 .

استدار محمود نحوها وبنظرات رجاء سألها

 :

-تفتكري هتسامحني لما تعرف الحقيقة؟


أخفضت رأسها ثم رفعته. لتنظر اليه بأسى :


-رغم أني ماكنتش موافقة من البداية على الاتفاق دا بس يارب هي تتفهم ويارب يصدق أدهم في وعده .


لينظر لها محمود ويقول باضطراب


-والله يانجاة أنا لولا أني حسيت بصدق كلامه وأنه بيحبها بجد ، مكنتش اتفقت معاه على لعبة  القضية دي عشان نضغط عليها توافق تتجوزه .


-حبيبه أنت جيتي أمتى ومالك واقفة كده ليه؟


كان هذا صوت دلال التي رأت حبيبه تقف متسمره أمام باب غرفتها المفتوح .


ليلتفت نجاه ومحمود بسرعه ويجدوها تقف عند الباب عينيها متسعه بصدمة مما سمعته .


شعرت أن الأرض تميد بها.  قلبها يتمزق و  نيران تجتاح جسدها تحرق روحها ألماً


 شعرت بالإختناق كأن الهواء أنحسر من حولها. الصدمه عقدت لسانها ، أقرب الناس اليها أتفق معه غدر بها من منحته الثقة .


أقترب منها محمود بحذر وبصوت  متوجس  قال


-حبيبه ، أسمعيني .


عادت للوراء ورفعت يدها أمامه تمنعه من التقدم نحوها وقالت :


-عملت كده ليه ياخالي ؟ دبحت*ني ليه؟

 

أعتصره قلبه  من تلك الكلمه التي طعنته بها لكن عليه مواجهتها .

 

-عملت كده عشان مصلحتك ، أنت لازم تعيشي حياتك وتنسي الماضي

.

لتصرخ مستنكرة :      (بقلم رشت عبد العزيز) 


-مصلحتي أخون علي ؟

    

ليقترب بسرعه منها يمسك كتفها بيديه يهزها علها تصحو وبصوت عالٍ قال :


-علي م*ات أفهمي ، م*ات


نفضت يديه من على كتفها وقالت وهي تقبض يدها وتضرب موضع قلبها بقوة .


-ماماتش ، على عايش جوايا وفي قلبي أنتو ليه مش قادرين تفهمو ليه  مستكثرين عليا أعيش على ذكراه ؟

أنا كنت راضيه بحياتي بتدخلوا فيها ليه ؟


لينظر اليها محمود بتحدي أكبر فهي يجب ان تصحو هذا ماكان يشغل تفكيره في هذه اللحظة .


وهي حياتك طبيعيه ياحبيبة ؟ أنك تتكلمي مع صور وهدوم ، دا طبيعي ؟


لتجيب بعزم وتحدي أكبر :


-حتى لو كنت مجنونة فى نظركم فأنا مرتاحة

.

ليتكلم محمود هذه المرة بسخرية :


-مرتاحه ازاي ياحبيبه وأنت عايشه ميتة . هي دي حبيبه الي كانت مضرب مثل لتحدي الظروف ، هي دي حبيبه الي كانت بتحارب عشان تنجح  .


لتسكن عينيها عينيه وتقول بهدوء هذه المرة :


-لأني مت ياخالي ، مت معاه .


اغمض عينيه من قسوة هذه الكلمة ، وأقترب منها بسرعة . يحتضنها بقوة ويقول :


-بعد الشر عنك يابنتي. 


لكنها دفعته فجأة وفرت من أمامه هاربة رغم نداء دلال لها .


رغم مرور أسبوع على هذه المواجهة لازالت حبيبه تتذكر كيف وقفت أمام البحر تصرخ بقوه محاوله إخراج النيران التي اجتاحت جسدها وكيف أصمت آذانها بيديها محاولة أخراج صوت خالها المؤنب لها .


لم ترى هي خالها مرة أخرى منذ ذلك الوقت .


أخرجها من هذه الذكرى صوت تيم وهو يقول


-مامي شوفي كده صح


قال هذا وهويرفع الكراسة أمام  عينيها. يريها ماكتب. لتمسّكها بيديها  وتقول


-برافو ياقلب ماما


ثم قبلت وجنته وأشارت اليه ليكمل أداء واجبه


-مساء الخير


كان هذا صوته الذي جعلها وتيم يرفعون رأسهم سوياً لتجده يقف مبتسما أمامها .


ركض تيم بتجاهه ليفتح هو له ذراعيه مستقبلاً إياه بين أحضانه .


-بابي


حمله ثم جلس على السرير وأجلسه على ساقيه وظل محتضنا إياه يقبل وجهه ورأسه

ثم رفع نظره اليها وقال


-ازيك ياحبيبة؟.       (بقلم رشا عبد العزيز) 


لتشيح نظرها عنها وتجيب دون النظر اليه


-أهلاً .


ابتلع غصة بطعم العلقم من حده تعاملها معه وادعى عدم المبالاة وأكمل حديثه ومداعبته لولده .


أما هي فتشتت أفكارها أتخبره بمعرفتها بإتفاقه مع خالها أم تدعي عدم معرفتها بذلك

.

لكن كيف ستخبره بذلك هل رخصت لهذه الدرجة ليعرض خالها عليه الزواج منها ظلت برهة من الزمن في هذا التخبط ثم استرقت النظرإليهم ورغم حنقها منه إلا أنها  تعترف انه أب حنون فلهفة تيم وحبه له وطريقه تعامله معه تثبت أنه منح ولده الكثير من الاهتمام والحب ،


وابتسمت خلسة عندما سمعت سؤال تيم :


-جبتلي أي معاك يا بابا؟


-رغم أني كنت في مهمة لكن منستش هديتك ياتيمو .

ليرحل ويعود بعد قليل يحمل علبتين فتح الأولى ليخرج سيارة ذات التحكم عن بعد .


فرح بها تيم كثير وأخذ يتفحصها ثم أقترب من حبيبه يريها إياها


-مامي شوفي حلوه؟


لتمد يدها تشعث شعره مشاكسه إياه وتقول


-حلوة يا حبيبي


لتجده يقف أمامها ويقول :


-معرفتش اجيبلك أي يارب تعجبك


ليضع أمامها علبه ويتركها ويرحل قبل أن يسمع قبولها أو رفضها

 .

ليقترب تيم منها ويقول :


-مامي افتحي العلبة خلينا نشوف هديتك .


وبيد مترددة أمسكت العلبة وفتحتها لتجد ألواح من الشوكلاتة .


-خلينا ندوقها يا مامي .


كان هذا طلب تيم منها ، لتفتح إحداهن وتعطيها له.


   أخذها هو ثم قطعها نصفين.  تذوق أحدهم وقال :


-الله يامامي طعمها يجنن


ثم أعطاها النصف الآخر وحرك رأسه لها يحثها على تذوقها


-دوقيها يا مامي


ورغم مذاقها الحلو لكنها شعرت أنها مرة للغاية كطعم الخيانة التي تشعر به .


******************************************


تعمدت الخروج متأخرة من المدرسة خشية أن يكون في إنتظارها مثلما تعود ملاحقتها التي أصبحت تخنقها في  الآونة الأخيرة .


وصلت إلى البوابة . لتجد  أولاد أيمن لايزالون في انتظار وألم أقتربت منهم بأبتسامه وقالت


-أنوس ، مسوكة إزيكم عاملين إيه ؟

   

ليجيبها الأولاد بوجه متعب وإبتسامه باهتة :


-الحمد الله

 

لتسألهم مستفهمة:


-هو بابا لسه مجاش؟.   (بقلم رشا عبد العزيز) 


لتجيبها مسك مستاءة :


-لا يامس ،  بس هو أداني رقمه عشان لوأتاخر


ورغم ترددها في البدايه لكن حالة هؤلاء الصغارواحساسها بالشفقة عليهم جعلتها تحسم قرارها فقالت :


-أديني يامسك الرقم


أتصلت به وأعطت الهاتف لمسك وعندما فتح الخط مباشرة

_الو ايوه يابابا 


قالت هذا وأعاده الهاتف لخديجه

 

-ايوه ياحبيتي معلش اتاخرت عليكم عشر دقايق وأكون عندك .


جلت صوتها وتكلمت بحرج :


-أنا خديجة يا أيمن .


ليسكت فجاة ثم سألها بقلق .


-خديجه هما الولاد جرالهم حاجه؟


لتجيبه بسرعه بعد ان استشعرت قلقه على صغاره


-لا يا أيمن ماتخافش ، الولاد بخير . لكن هما تعبوا من الانتظار.


ليجيبها بصوت يغلفه الحزن .


-معلش والله عارف بس الطرق والزحمة  وظرف بايخ حصل فجأة .


-طب ممكن أخذهم ونقعد نستناك في الكفتريا القريبة من المدرسة ؟


سؤال طرحته وتمنت أن يوافق على طلبها بعد ان رأت التعب يتملك من أجسادهم الصغيرة


_مافيش مشكلة وأن شاءالله مش هتأخر عليهم .


تمام


وقبل ان تغلق الخط قال


-خديجة.    (بقلم رشا عبد العزيز) 


-نعم


-متشكر هتعبك معايا


لتبتسم وتقول


-مفيش تعب ولا حاجه أطمن


وبالفعل طلبت من الصغار الذهاب معها لكنهم استجابو لها بعد إلحاح منها وبحرج كبير تبعوها حتى وصلوا وأختاروا مكان ليجلسوا فيه.


-ها نتغدى أي اصلي جعانه أوي .


لتجيب مسك بحرج كبير وبطريقة تدل شخصيتها المتعقلة :


-متشكرين يامس بس احنا اكلنا في المدرسة .


شعرت خديجه بإحراجهم منها لتقول :


-بس أنا جعانة ومبحبش أكل وحدي أنا هطلب بيتزا وناكل كلنا سوا .


أشرق وجه أنس بابتسامه كبيرة زالت بعد ان نظرت اليه شقيقته بغضب


ابتسمت خديجة من هذه المشاكسة


وبعد حديث دار بينهم عن الدراسة والدروس وصلت البيتزا ليتناول الأطفال الطعام على إستحياء دل على حسن تربيتهم .


لتحاور خديجه نفسها وتقول : معقولة ان أيمن اللى كان مقضيها شغب ومحدش بيخلص من هزاره ومقالبه يخلف عيال مؤدبه بشكل دا ؟ حتى اخرجها من هذه الذكريات المضحكة  صوته:

 

-ياخونة أكلتوا بيتزا من غيري .


ليضحك الأطفال وخديجه معاً


-طب استريح واحنا نطلبك بيتزا


ليجلس أيمن وهو يتأسف على تأخره ويشكر خديجة على بقائها معهم،  استغلت خديجة انشغال الأطفالل بحوض أسماك الزينة وسألته:


-هي مامتهم مش هتزعل عشان سبتوها واتغديتو؟

 

لتلمع الدموع في عين أيمن ويجيبها :


-مامتهم تعيشي أنت ياخديجة .


شعرت خديجه بالحزن من اجل هؤلاء الصغار لتسأله مستفهمة


-ياحرام ياعيني عليهم .وماتت ازاي ؟


نظر أيمن نحو صغاره بقلب منفطر وأجاب :


-أروى بنت عمي اتجوزنا وكان عندها ١٨سنه كانت طيبة وحنونة ورغم ان جوزانا تقليدي لكن كنت متاكد أنها بتحبني حتى لما قلتلها إني كنت بحب واحدة قبلها ومحصلش نصيب


تقبلت دا وبالعكس قالت إنها  هتنسيني . ادتني كل الحب والحنان والاهتمام وتعلقت بيها أوى حبيت اهتمامها بيا.  وحبها ليا وبقى عندنا مسك وزاد ارتباطي بيها لكن حصل حمل أنس بعد مسك بقترة قصيرة .


جسمها مستحملش . وحصلها نزيف أثناء الولاده وماتت .


ليمسح دموعه التي هربت من عينيه وقال :


-الحمد الله أنا تكفلت بالأولاد بعدها .


ابتسمت خديجه بعينين غزتها الدموع وقالت


-ربنا يرحمها. ويعوضك في الولاد .


-متشكر.


عم الصمت دقائق حتى سألها قاطعاً هذا الصمت :


-هو ممكن اسألك أنت ومالك انفصلتوا ليه ؟ دا انتو كنتو بتحبوا بعض ؟


لتقص عليه خديجه ماحدث بينها وبين مالك وسبب انفصالهما


-تعرفي ياخديجه عمري ماكنت أصدق انك ومالك يحصل بينكم كدا .


-نصيب نعمل أي


-لسه بتحبيه  ياخديجة ؟


سؤال طرحه أيمن عندما رأى الحزن البادي عليها .


-ياريتني اعرف ابطل احبه .


انتهى الغداء مع ايمن وأولاده وعادت إلى المنزل وما أن فتحت باب شقتهم حتى وجدته أمامها .


-مالك ؟!


أصفاد الحب ❤️ 17


-مالك


نطقت اسمه متوترة  من وجوده وعلامات الغضب المرسومة على وجهه


-ايوه مالك ياهانم كنت فيه لحد دلوقت  وميعاد شغلك انتهي من تلات ساعات ؟


ليكون الغضب من نصيبها هذه المرة

  

-وأنت مالك وبأي حق تحاسبني ؟


لينظر اليها بتحدي ويقول


-بصفتي جوزك


-قصدك طليقي يا ابن عمي


جوابها الحاسم والسريع أثار براكين الغضب بداخله ليمسك ذراعها بقوه ألمتها وينظر داخل عينيها عله يرى بقايا حبه بداخلها


-هترجعيلي غصب عنك ياخديجة ، أنت ليا حبيبتي ،  ملكي أنا .


ولاتعلم من أين أتت بقوتها في تلك اللحظة لتنفض يده عنها وتدفعه


-أنت أناني ومريض يامالك وحبك الي بتقول عليه لعنه هتخلص منها .


-أيه الي بيحصل هنا ؟


كان هذا صوت والدها الذي أتى بعد ارتفاع أصواتهم


-أنت مش قلت هتتكلم معاها بالهداوة وتحاول تقنعها ؟. (بقلم رشا عبد العزيز) 


-أنا اسف ياعمي هي الي استفزتني .


لتتسع عينيها مما تسمع هل والدها موافق على مايقوله ابن أخيه لتصرخ مستهجنة :


-بابا أنت كنت عارف هوبيقول أي وموافقه كمان ؟


لينظر لها والدها بترجي ويقول


-يابنتي ومالو دا بيقول هيجبلك شقه بعيده وهيعدل بينكم .


ليكمل مالك مستغل وقوف عمه بجانبه


-ياعمي أنا أحترمت رأيك وخوفك عليها واستنيت شهور العدة تخلص عشان يكون رجوعها بأرادتها

.

لكن أنت شايف قدامك أنا متمسك بيها وهي الي مش راضيه تديني فرصه أن مستعد أعمل أي حاجه عشانها .


لتشتعل بخلايا جسدها ثورة غضب معلنةً العصيان حتى على قلبها العاشق لتصرخ في وجهه :


-إنسى ان أرجعلك يامالك ، انا الموت ارحم لي من أنى ارجعلك .


قالت هذا وركضت نحو غرفتها لتطلق العنان لدموعها آلتي تحبسها أمامه ،


اماً هو فكانت كلماتها كسكاكين أخترقت فؤاده  ليصرخ عليها متناسياً حتى وجود والدها :


-يبقى تموتي وأنت على ذمتي ياخديجة


ثم رحل صافقاً الباب خلفه بقوة .


*******************************************


كم أطرب مسامعه صوت ضحكاتها وضحكات ولده معها.  هذه الصوت القادم من غرفة ولده ساقته قدميه للوقوف قرب باب غرفة ولده ليشبع فضوله مما يحدث ، ليشاهد المشهد الذي تمنى في تلك اللحظة لو كان جزءًا منه .

كان ولده يلعب بسيارته فيقودها خلفها وهي تجري وتضحك خوفا من اصطدامها بها وكأنها تشبع رغبته كطفل في الركض والعب فهو ليس كباقي الأطفال يستطيع الركض واللعب بشكل طبيعي .


لكنه تفاجأ أنها خرجت بسرعة واصطدمت بجسده.    (بقلم رشا عبد العزيز) 


 العريض ليستغل هو هذه الفرصه مباشرة ويكبل جسدها بذراعيه القويتين ، أربكتها فعلته في البداية ، لكن سرعان ما ظهر غضبها عندما ادركت وضعها بين يديه

-أنت بتعمل أي أنت اتجننت ابعد عني

.

حاولت تخليص جسدها من بين يديه لكنه احكم حصارها

ليخرج تيم ويضحك لمشاهدته هذا المنظر ويقول


-برافو يابابا خليك ماسكها كده لحد ما اجيب بطاريه جديده وارجع .


نظرت له حبيبه باستهجان وقالت


-كده ياتيمو تعمل فى مامي كده ؟


لينظر لها الصغير بخبث ويقول :


-امال عاوزة تفلتي وتفوزي عليا ، امسكها كويس يا بابي .


قال هذا ورحل يبحث عن داده كريمة لتعطيه بطاريات جديدة .


وبنظرات هيام جالت تقاسيم وجهها الذي يعشقه


-ماسكها ياحبيبي ومستعد افضل ماسكها ومخبيها جوه حضني طول العمر.


اربكها وضعها وكلماته. لتقول بخجل


-ابعد عني .


تحركت يمينا ويسارا تحاول التملص من قبضته ليسترخي جسدها فجأه عند سماعها الكلمة التي جعلتها تتوقف لتنصت له


-آسف ياحبيبة .


ثم توقف وأكمل بعد ان ابتلع لعابه متلعثماً وبأنفاس متسارعه


-يمكن أنا اتصرفت غلط وطريقتي كانت غلط لكن صدقيني...


عينيها المترقبة له أبصرت الدموع التي بدأت تلمع في عينيه . وأذنها المصغية له سمعت صوته الذي تحشرج في جوفه جسده الذي ارتعش فأنتقلت تلك الرعشه لجسدها الملاصق له كل هذا زاد دهشتها ليكمل


-مكانش قدامي غير الطريقة دي . آسف لو أذيتك بس  تيم بيحبك وأنا كأب بأرجوكي تفضلي معانا لغايه ماتيم يعمل العمليه ووضعه يستقر وأنتى حرة بعدها والقرار ليكي .


وشعرت بتشنج جسده أكثر وبصوت مختنق أكمل


-كل الي بطلبه منك تحترمي أني جوزك في الفترة دي .


وما أن سمعت هي تلك الكلمه حتى أغمضت عينيها كأنها تصم قلبها لكي لايسمع تلك الكلمة فيجرحه شعور الخيانة .


-خصوصا قدام ماما ، أمي طول عمرها بتتمنى تشوفني سعيد مع..... 


وهنا أغمض عينيه وتنهد مخرجًا زفيرًاطويلًا حمل نيران قلبه .


 -سعيد مع الانسانه الي بحبها .


ثم أفلتها ببطئ مزيجا يديه عن جسدها لتبتعد هي بسرعة لم يعد يقوى على الوقوف أمامها أكثر ليقول منسحبًا :


-عن إذنك .


ثم دخل غرفته القريبة ، يمسك قلبه بيده اليمنى عل ضرباته تهدأ فقربها المهلك أنهك روحه .


اماهي فأسندت يدها على الجدار القريب بعد حالة التشتت التي اصابتها ألم يقول خالها انه فعل ذلك لأنه يحبها وهو الآن يخبرها انه فعل ذلك من اجل ولده بل ويحدد لها سقفا زمنيا لمكوثها في بيته .


أخرجها من هذا الصراع صوت تيم الذي يطالبها بالعودة للعب .


كانت تظن انه كشف أوراقه لها لكن مالم تعرفه انه حرك حجرفي لعبة الشطرنج التي يلعبها معها ليكسب الملكة فبهذه الطريقه سوفه تعطي هدنة للحرب معه هذا كان هدفه من كلامه معها ليبتسم لأنه على مايبدو قد نجح في تحقيق هدفه ليعطي لنفسه وقت أكبرفي إقناعها


-هتحبيني ياحبيبه. 

 

قالها مبتسما كأنه نجح في أول خطوات لعبه

*******************************************(بقلم رشا عبد العزيز) 


كان الثلاثه يجلسن في أحدى المقاهي كل واحد منهن تشكو للأخرى حالها .


لتبدأ خديجة التي لم يعد مالك فقط من يضغط عليها لكن والدها ايضاً أنضم اليه .


-والله أنا بجد تعبت معدتش مستحمله حاسة إني بتخنق


-طب هو والدك مش كان رأيه من رأيك أي الي غيره ؟


سوال طرحته نهى عليها لتجيبها خديجه بوجه ممتعض


-مالك ياستي أقنعه ، بيضغط عليا من كل الجهات.


-طب ياخديجه ممكن اسألك هو أنت ممكن ترجعيله ؟


هذه المره كان السؤال من نصيب حبيبه.  لتتنهد خديجة متألمة .


-مش عاوزه اخسر نفسي أكثرمن كده ياحبيبه.    أنا كنت كأني عايشة فى جحيم . حب مالك بقى زي المرض الي بينهش فى روحي ويطفيها .


-خلاص خليكي ثابتة على مبدأك ، هو أكيد مش هتحصل حاجه غصب عنك .


لتلقي عليهم بمخاوفها


-خايفه ياحبيبه خايفه بابا يضغط عليا اكثر مالك لا سايبه ولاسايبني .


-هتخوفيني من الحب ياخديجه وتخليني ابطل احب يوسف .


لتضيق خديجه عينها وتنظر لنهى.  وتقول ساخرة :


-أنت تبطلي تحبي يوسف؟ طب عيني فى عينك كده ؟


لتحرك نهى أهدابها بطريقه مضحكه. انفجرت خديجه بسببها ضحكا.  لتشاركها نهى .


حتى انتبهتا لشرود حبيبة التي تمسك بفنجان قهوتها وعينها تنظر نحو المجهول حتى حركت نهى يدها أمامه وجهها وقالت


-الي واخذ عقلك يتهنى بو


انتبهت حبيبه لحرك يدها وعادت من شرودها لتسألها خديجة


-أي يابنتي روحتي فين؟


نظرت اليهم بعين تملأها الحيرة والتشتت وقصت عليهما ما قاله ادهم لها  وهما يستمعان لها حتى انتهت وقالت خديجة :


-بصراحه ياحبيبه ماتزعليش مني هو معاه حق هو دلوقت جوزك ومن حقه عليكي تحترميه .


-لا أنا مش فاهمة هو بيحبك ولا عمل دا كله عشان  ابنه  ؟


سؤال طرحته نهى عليها لتجيبها :


-الاتنين عينيه وهو بيكلمني كانت بتنطق غير الي لسانه قاله .


قالتها ببرود تام ادهش الاثنين لتقول نهى :


-ياجبروتك يعني حبه واضح للدرجه دي وأنت مش حاسه بيه .


لتهبط دموعها من دون عناء


-كل الي أنا حاسه بيه أني بخون علي .


لتربت خديجه على يدها وتقول :


-طولي بالك ياحبيبة أنت دلوقت مش بتخوني علي ، أنت بتخوني أدهم وأنت بتفكري فى غيره وأنتي على ذمته .

لتنظر لها حبيبه بعين حانقة .


-ايوه ياحبيبه متبصليش كده.  أنت عارفة أني صح ، أحترمي انك مراته زي ماطلب على الأقل الفتره دي .


لتؤيد نهى حديث خديجه


-خديجه بتتكلم صح ياحبيبة .


هربت هي من هذا الحديث العقيم بالنسبه لها لتقول :


-طب يلا خلينا نمشي بدل لمتنا كده زي المتعوس وخايب الرجا على رأي نوجّة .

******************************************(بقلم رشا عبد العزيز) 


كانت تجلس أمام التلفاز ويجلس تيم بين أحضانها يشاهدون أحد أفلام والت ديزني وكأنها تعيش طفولتها التي لم تعشها معه . كان يختلس النظر اليها من بعيد ويضحك على تغير تعابير وجهها كلما تغيرت مشاهد الفيلم بين الفرح والحزن وصغيره الذي يقلد تعابيرها.  ويستفسر منها عن احداث الفلم فتجيبه وتوصل له بعض الرسا ئل التربوية . كم تمنى لو استطاع الجلوس بجانبهم ومشاركتهم لكنه تحلى بالصبر ليصل إلى مبتغاه.    عاد يجلس داخل مكتبه يراجع بعض أعمال والده المتوفي التي استلمها ابن عمه نيابه عنه .


-يابنتي خليه يقعد جنبك كده رجليكي هتوجعك .


كان هذا صوت أمينه التي رأت تيم يجلس على ساقيها ومتشبث بأحضانها .


ليتذمر تيم على طلب جدته .


-سبيه ياماما أنا والله مرتاحه وهو فى حضني .


ابتسمت أمينه على حبها لهذا الصغيروتمنت ان تستقر حياه ولدها مع زوجته علها تعوض هذا الصغير عن غياب والدته .


وبعد انتهاء الفيلم انتبهت هي إلى ثقل جسد تيم بين أحضانها نظرت اليه لتجده قد غفى . أراحته بين أحضانها كماتريح الأم رضيعها ثم نظرت اليه أزاحت خصلات شعره السوداء عن جبهته البيضاء وطبعت قبله عليها .


-لوتعرف ياتيمو أنا بحبك آد أي

 

تلمست وجنته المنتفخه وقرصتها بخفه


-عندك خدود زي خدودي .


ثم ابتسمت لتأخذها ذكرياتها إلى ذلك اليوم الذي رسمت فيه صورته في ذهنها .


-بتبصلي كده ليه ياعلي ؟


لينظر لها علي بحب وأجابها


-نفسي ولادي كلهم يطلعو شبهك حلوين كده وعندهم خدود حلوة زي مامتهم .


وبلهجه مستنكره قالت :


-بس أنا عاوزاهم يكونو شبهك أنت .


-يابنتي حرام عليكي شبهي أي ، لا بصي أنا عاوز ابني يكون ابيضّ وشعره أسود وعنده خدود زي خدود مامته .


ليقرص وجنتيها بيديه


-عشان أفضل اقرص في خدودكو انتو الاتنين .


أصدرت تأوه من أثر قرصته وحركت يديها على وجنتيها .


_اه ياعلي إيدك تقيله ربنا يكون في عون ابني


ليضحك وهو يحرك يده على وجنتيها اثر قرصته ويقبلهما ويقول :


-شفتي اهو كده خدودك ترتاح مني


لتضحك. ويضحك هو معها جاذباً إياها نحو احضانه .


عادت من ذكرياتها تنظر لتيم وتقول :

 

-الصورة كانت شبهك يا تيمو . أنت ابن قلبي  ياحبيبي الي كنت بتمناه . ربنا مايحرمني منك .


حاولت حمله لتصعد بيه نحو غرفته لكن ساقيها أصابها الخدر وتألمت قليلاً .


-عنك ياحبيبة .


كان صوته نجدةً لهذا الموقف بالنسبه لها فلن تستطيع ساقيها حملها أومأت له رأسها موافقةً .


ليقترب منها وانحنى ليحمله وكلما اقترب أغمض عينيه يستنشق عبيرها لتداعب خصلات شعرها وجهه

وتلامس يديه يديها  

 

حمله وأسرع بالابتعاد  صاعدا إلى الطابق العلوي بعد ان تبعثرت روحه اثر اقترابه منها .


كان يظن أن قربها سيريحه. لكن حدث العكس فهي بالنسبه له كالفاكهة المحرمة يمتلكها ولايستطيع تذوقها .

*******************************************


زاد مالك الخناق حولها وأصبح والدها ووالدتها في صفه الآن ولم تجد أمامها سوى تلك الفكره المجنونه التي جالت في بالها منذ ثلاثة أيام حتى عزمت على تنفيذها .


-مالك ياخديجة بقالك نص ساعه قاعده قدامي وبتهتهي بالكلام ،  طلبتيني ليه قلقتيني فيكي حاجة ؟


فركت يدها ببعضها اثر توترها وأحمرت وجنتيها خجلا. ثم نظرت اليه لترمي ما بجعبتها دفعة واحدة :


-تتجوزني يا أيمن ؟!


أصفاد الحب ❤️18


أعتلت  الصدمه ملامح وجهه وألجمت لسانه فلم يستطع البوح بأي كلمة فقط ينظر لها بعينين متسعة يحاول استيعاب ماقالته


أحست هي بتسرعها ، وبهذه الفكرة الغبية ،  تمنت لو أنشقت الأرض وابتلعتها في هذه اللحظة هل جنت لكي تطلب منه هذا الطلب لكن جنون مالك جعلها تريد الهرب بأي طريقة ، طأطأت رأسها تنظر ليديها المتشابكة

ثم قالت بأستحياء تفسر له :


-أنا عارفة أنه طلب غريب بس ، بس والله يا أيمن مالك خانقني ومش عارفه أعمل أي فكرت أن دي الطريقة الوحيدة الي ممكن يسيبني فى حالي فيها وأني أكون على ذمة راجل تاني .


ثم بكلمات سريعة أكملت وهي تلوح بيدها له تشرح طلبها :  (رشا عبد العزيز) 


-حتى لو فترة مؤقتة لغايت مايبعد وينساني . أنا عارفة إني بافرض نفسي عليك بس دي خدمة  مش هنسهالك طول عمري ولو مش موافق …


-موافق


أعطاها الجواب قبل أن تكمل شرحها بعد أن رأى الحرج الذي ارتسم على وجهها .


*******************************************


كانت تجلس في غرفتها تلملم أغراضها بعد انتهاء فتره عملها حين سمعت طرقات على الباب لتأذن للطارق بالدخول فتفاجأت من هويته


-مامي ،،،،،مفاجأة


قالها تيم وهو يركض بإتجاهها يرمي نفسه بين أحضانها لتتلقاه هي بكل ترحاب بين أحضانها


-تيمو حبيبي  !


ثم أنتبهت لتسأله بقلق وهي تتلمس وجهه


-فيك حاجه ياروحي جيت مع مين ؟


-مع بابي


لتحول نظرها نحو باب الغرفه فوجدته يقف يراقبهم والابتسامه تملئ وجهه


-ازيك يا حبيبة ؟


أجابته متسائلة بنبرة قلق :


-الحمد الله ، هو تيمو فيه حاجة ؟


ليجيبها والابتسامة لم تفارق وجهه .


-أبدا بس هو عاوز يأكل سمك فقلت أعزمك أنت وهو على أكلة سمك .


ارتبكت وابعدت نظرها عنه ، وترددت بالموافقة لكن نظرات تيم المتوسلة دفعتها للموافقة .


-دقايق أخلص الي في إيدي ونروح  مش هنقدر نقول لتيمو باشا لا .


قالت ذلك وهي تقرص وجنة تيم مبتسمة دون ان تنظر نحوه .


شعر أنها ترسل له رسالة ان وجودها فقط من اجل ولده ليتنهد بحيرة ويجلس في المقعد المقابل لباب الغرفه ينتظر ان تنتهي مما تفعل .


وأثناء استعدادهم للرحيل وقف الثلاثه أمام باب الغرفه ليجدوه يفتح فجأه ويدخل من يقول


-دحيحتنا الجميلة وحشتيني


لكنه تسمر مكانه عندما رآها تقف بجانب طفل صغيروشخص أخر لا يعرفه .


بهتت هي وهي ترى ملامح أدهم التي تغيرت يقطب حاجبيه ممتعض الوجه . لتجيب متلعثمة :


-صهيب أزيك ؟


خرج من دهشته وهو يوزع نظراته بينها وبين أدهم .


-اهلاً ياحبيبة اسف مكنتش أعرف أن عندك حد .


ابتلعت ريقها فصهيب يخرجها من مأزق ليرميها في مطب .


-دا تيمو …حبيبي .   (بقلم رشا عبد العزيز) 


-اهلاً ياتيمو.  رحب به صهيب وهو يمد يده لتيم الذي بادله السلام .


ليحول نظره نحو ادهم  ،.


ففهمت انه يطالبها بتعريفه


لتقول بارتباك


-المقدم أدهم الألفي.


ليكمل أدهم تعريف نفسه :


-جوزها


وهنا كانت الصدمة من نصيب صهيب  ، الذي ظل مندهشاً ، متى تزوجت ، آخر مره كان معها في قسم الشرطة عندما طلبت منه المغادره الآن القضيه قد حلت.  وهل يعقل أنها وافقت على الزواج لكن كيف. هو يعلم مدى حبها لعلي

 

فهم أدهم حيرته ليمد له يده وهو يقول :


-معلش أصلنا اتجوزنا بسرعة .


خرج صهيب من دهشته ومد يده مصافحاً أدهم  وهو يوجّه نظرات التسأؤل نحو حبيبه التي تمسك بكتف تيم وأخفضت رأسها تهرب بعينيها من مرمى عينيه .


-ألف مبروك يا فندم.   (بقلم رشا عبد العزيز) 


ثم ألتفت نحو حبيبة وقال :


-ألف مبروك يادكتورة ، عن اذنكم .


ثم تركهم ورحل .

******************************************.


كانت تسير خلفه وخلف دكتور رامي دكتور آخر في القسم بعد جولة تفقدية للمرضى .


تدون الملاحظات التي يمليها عليها .


حتى اقترح عليهم دكتور رامي :


-أنا رايح اجيب قهوة أي رايكم أجيبلكم معايا قهوتك ساده يايوسف مش كده وأنت يانهى ؟


وقبل إن تجيب هي أجاب يوسف


-نهى مش بتشرب قهوه بتشرب نسكافيه .


ظلت صامته مندهشه من معرفته بذلك ، رغم أنها لاتشرب النسكافيه دائما ظلت شاردة حتى أنها لم تنتبه على رامي الذي غادر ولايوسف الذي ابتعد عنها 

حتى نادى عليها :


-دكتوره نهى ، نهى


خرجت من شرودها وقالت


-نعم يادكتور؟!


ليسألها بابتسامة


-مالك واقفة كده ليه؟


لتجيبه متلعثمة :


-هااا.   اه.  لا أنا معاك يادكتور بس سرحت شوية .


ثم عادت تمشي بجانبه وتستكمل تدوين ملاحظتها وقلبها يرقص فرحا بمعرفته ما تحب .

*******************************************

كانت تجلس بجانب تيم تزيح الأشواك عن السمك وتطعمه بيدها وكم كان هذا الصغير سعيد بقربها منه تحادثه وتطعمه .  حتى وجدت ملعقه مليئه بطعام أمام فمها عادت برأسها إلى الوراء عندما أبصرت يده الممدودة لها بالطعام.


-كلي ياحبيبه أنت بقالك ساعه بتأكلي تيم وناسية نفسك ،


 السمك هايبرد وأنت مابتحبيش الأكل البارد .


أغلقت عينيها وفتحتها لقد انتبه أنها لاتاكل الأكل البارد . كيف عرف في تلك الفترة القصيرة .


ظلت يده معلقه ينتظر ان تستجيب له يحرك رأسه يحثها على ذلك .


نقلت نظرها بينه وبين تيم الذي يراقب المنظر هل ستحرج والده أمامه هذا ماكانت تفكر به .


فتحت فمها على استحياء وتناولت منه الطعام .


لتعلو شفتيها ابتسامه لمعت على اثرها عيناه حبا


لتقول مستنكرة :      (بقلم رشا عبد العزيز) 


-أنا هاكل لوحدي مفيش داعي تتعب نفسك .


لكنه لم ينسط لها واستمر يطعمها بين الحين والآخر مستغل وجود ولده الذي منعها من الرفض


انتهوا من تناول طعامهم ليخرج علبة سجائره يضعها على المائدة ، لتضع يدها فوق يده تمنعه .


-بلاش سجاير بعد الأكل وقدام تيم


رغم أنها تؤنبه رقص قلبه من كلامها وارتعش جسده من لمسه يدها .


وامتثل لطلبها مكتفياً بالقهوة التي يحتسيها .


اماً هي فعادت تلاعب ذلك الصغير .


حتى باغتها بالسؤال الذي كان يجول في ذهنه منذ ان رأى ذلك الطبيب


-هو الدكتور الي شوفناه زميلك من زمان ياحبيبة؟


توقفت عن مداعبة الصغير والتفتت اليه


-تقصد صهيب ؟ ايوه كنا زملا في الجامعة .


ثم قطبت حاجبها وسألته


-بتسأل ليه؟


سألت سؤالها رغم انها تعلم سبب سؤاله لكن أدعت عدم معرفتها


ليجيبها هو ايضاً مبين عدم اهتمامه :


-لا أبدا أصله دخل عليك من غير حتى ما يستأذن وبيقولك وحشتيني .


لترضي فضوله وغيرته حينما قالت.


-اه هو دايما بيعمل التصرف البايخ دا رغم إني نبهته إني بتخض بس هو كده بيحب يهزر .


ابتسم رغما عنه عندما علم من تضايقها هي أيضا من تصرفه .

*******************************************

جلست بجانب والدها تمسك بقبضة يدها المرتعشة على ثوبها البسيط لاتصدق أن فكرتها المجنونة أصبحت حقيقه قلبها يرتجف مماهو قادم هل هي على صواب أم أخطأت بتسرعها وخوضها هذه اللعبة . لكن لم يعد هناك وقت للرجوع .


رفعت بصرها وجالت عينيها على من يجاورها فترى الفرحه المرسومة على وجه والديها الذان باركا هذا الزواج معتقدين أن أيمن تقدم لخطبتها عندما رآها في المدرسة  طأطأت رأسها وقالت في نفسها


-اه يابابا لوتعرف أن بنتك هي الي خطبته ،  عملتي فى نفسك أي ياخديجه ؟


-أمضي يابنتي هنا


طلب طلبه منها المأذون لإتمام هذا الزواج أمسكت القلم بيد مرتعشة نظرت إلى ذلك الدفتر .


ثم رفعت بصرها لتصدم عينها بعينه ابتسم لها ثم أومئ لها يحثها على إكمال أتفاقهم .


حولت بصرها نحو والدها الذي قال :


-أمضي يابنتي


أغمضت عينها وأعتصرت القلم بيدها  وأخذت نفساً عميقاً


لامجال للرجوع لايستحق هو منها هذا التصرف الآن بعد أن تحامل على نفسه ورضي بكل شئ .


فتحت عينيها ووقعت تلك الورقة بصمت لتكتب بنفسها ملكيتها له


وبعد أن انتهى عقد قرانهما.  وكتبت هي على اسمه أقترب منها وطبع قبلة على جبينها


جعلت جسدها يرتعش ليضمها هو بعد أن شعر بارتعاشها وهمس بجانب أذنها :


-أمّك وابوكي بيبصوا علينا وأمي كمان خليكي طبيعية عشان ميشكوش فى حاجة .


ارتخى جسدها بين يديه كأن روحها تترنح داخل ذلك الجسد لاتعلم ماذا تفعل ،  هل تفر منه أم تستمر بالتمثيل كما قال لها .


أخرجها من احضانه ليقول لها


-مبروك ياخديجة .


لم تجيبب بكلمة فقط حركت رأسها .


ثم انتفضت عندما سمعت طرقات الباب ورأته يدخل كالأعصار .


سحبها أيمن خلف ظهره وأحاطها بذراعيه يحميها كانّها كنز يخشى عليه من اللصوص .


ليصرخ بصوت عالي كأنه قد أصابه مس من الجنون وقد تسلل الرعب إلى قلبه من هذا المنظر.


-أي الي بيحصل هنا ياعمي وأي الي جاب ايمن هنا ؟


دب القلق في قلب العم ليقول :


-أهدى يابني  .   ثم تلعثم وقال :


النهاردة كتب كتاب خديجة معلش يابني كل شئ قسمة ونصيب .


شعر بأن الدنيا تدور من حوله ،عقله لايستوعب ماقيل له 

ليقول بصوت مختنق جاهد لأخراجه :


-أنت بتقول أي ياعمي كتب كتاب مين ؟


ليؤكد عمه مايشاهد :


-زي ما سمعت يابني كتب كتاب خديجة .


وبصرخه حملت الألم الذي اجتاح قلبه قال :


-أنت أتجننتو خديجة مين خديجة مراتي أنا حبيبتي أنا !


اقترب منها .


لتتشبث هي بسترة أيمن والدموع تغرق وجهها من الحاله التي أصابته ، فهى لا تزال تمتلك ذلك القلب الخائن الذي يصرخ معه ويتألم لألمه .


-كلام عمي صحيح ياخديجه صحيح ياحبيبة روحي؟


سؤال طرحه عليها وعينيه التي تلمع بدموع تتوسلها أن تنفيه .


-ابعد يامالك لوسمحت خديجة دلوقت مراتي ومسمحلكش تتكلم معاها كده .


جن جنونه عندما اخبره أيمن بملكيته لها لقد فقد عقله وهو يصرخ


-أنت بتقول أي ؟ أنت اتجننت خديجه مراتي وهتفضل مراتي لغايه ما اموت .


-مش مراتك طليقتك يابن عمي .


طعنته بخنجر الخيانة ومزقت روحه التي تعشقها بكلمات كانت أشبه بسهام أطلقتها فأصابت قلبه المتيم

ليتوسل اليها


-أنا مالك حبيبيك ياخديجة .  نسيتيني نسيتي حبي ليكي بتتحامي بالغريب مني !


-ايمن جوزي يامالك مش غريب .


يا إلهي توسلها أن ترحمه لكنها أطلقت عليه الرصاصه التي أزهقته .


-مالك ملوش داعي الكلام دا يابني كل شي قسمة ونصيب .


لينظر لعمّه بعين تائه ملئتها الدموع. لقد خسرها لم تعد ملكه .


وكطائر ذبيح   يلفظ أنفاسه الاخيره غادر يمسح دموعه من على وجهه فلا داعي للقتال لقد خسر المعركة  .


مزق قلبها منظره لتتقدم نحو والدتها وتنهار داخل أحضانها بعد ان تأكدت من رحيله  .


أما ايمن فظل ينظر اليها ويشاهد انهيارها بقلب متألم .


*******************************************


كانت تساعد تيم في أداء واجباته. عندما أتت اليها جينا تخبرها أن هناك رجل في الأسفل يسأل عنها


استغربت سؤال احدهم عنها تبعت جينا بخطوات متمهلة حتى وصلت اعلى درجات السلالم .


لتتسع عينيها متفاجاه من رؤيته هنا!


أصفاد الحب ❤️ 19


وقفت أعلى السلام مصدومة وهي تراه أمامها مطأطأ الرأس وكأنه طفل مذنب  أمام والدته


أقلقها شحوب وجهه وذبول عينيه  لتجد نفسها تسابق قدميها وصولاً اليه حتى  أنها كادت تتعثر في درجات السلم حتى وقفت أمامه وقالت. وقلبها يتهاوى خوفاً عليه :


-بابا


وبعينين منكسرة رفع نظره اليها وبنبره رجاء غلفها الندم قال


-الخصام طول ياحبيبه ابوكي وقلبي ماعدش قادر على الفراق .


وفور أن أنتهى من كلامه ارتمت حبيبه بين أحضانه. تترجم شوقها له  بدموع فاضت من عينيها .


أطبق يديه على جسدها يضمها بقوه وآه حزينة خرجت من أعماق قلبه :


آه ياحبيبه وحشتيني  ،  وحشتيني ياحبيبه روحي


لم تجبه لكنها ضمت نفسها أكثر اليه واستمر بكائها وشهقاتها تعلو حتى خرجت من أحضانه ووجدته يشاركها البكاء هو ايضاً رفعت يديها ومسحت دموعه وبصوت أختنق من شده البكاء أجابت :


-أنت كمان وحشتني ياحبيبي. 


-سامحيني يابنتي


طلب منها ذلك بأمل


لتنظر له برهة هل تسامحه بل هل تستطيع هي أن تغضب منه وهل يستحق هو منها ذلك وبيد مرتعشه أمسكت يده بين يديها لتنتبه لأثر الحرق الذي تركه والدها في يدها وكانّه ينبهها إلى ماضي ساعدها هو في النجاة منه .


أخفضت رأسها وقبلت يده ،،،، فلن تنسى يد مدت وألتقطتها من براثن الظلم ،، يد مسحت دمعة كانت أقسى من الجمر،،،،  مافعله لها يستحق الغفران .


رفعت رأسها وابتسمت له بحب وقالت


-هو أنا اقدر ازعل منك ياحبيبي ،،،،،فداك روحي يا بابا .


قبل جبهتها ومسح بأنامله آثار الدموع التي رسمت على وجنتيها وقال مفسراً لها :


-والله يابنتي أنا لولا شفت حب أدهم…


وضعت يدها مباشرة على شفتيه تمنعه من أكمال اعتذاره وتفسيره.  فهي تعلم مدى حبه لها :


-متقولش  حاجه ياحبيبي ، أنا عارفة أنت عملت كده ليه .

ثم طأطأت رأسها وعادت ترفعها وبنبرة لوم قالت:


-بس كان نفسي تسألني عن رأيي. أو حتى تسبني لحياتي


ليقول بسخرية :

 

-وهو أنت كنت هتوافقي ياحبيبه؟


ثم رفع يديه يحتضن وجهها وينظر داخل عينيها:


-أديه وادي لنفسك فرصة وأنا مش هقول انسي علي. علي عمره ماهيتنسي.   بس عيشي ياحبيبه.   (بقلم رشا عبد العزيز) 


أنت محتاجه تحبي وتتحبي ،،،،،كفايه الي شفتيه في حياتك مش يمكن يعوضك؟


لتهز رأسها نافيه كلامه


-مش هقدر ياخالى أنا مكملة بحب علي ، علي أداني حب أقدر أعيش بيه العمر كله .


ليقول مستنكراً كلامها :


-أنت غلطانة ياحبيبة ، أنت مطفية ، روحك أتطفت.  أنا الي مربيكي. وافهم نظرة عينيكي


-بس راضية ، حياتي أنا كنت راضية بيها ، أنا دلوقت تعبانة اكثر ياخالي  محدش فيكم حاسس بيا أنا جوايا نار


 بتحرقني ، البيت دا بحس حيطانه بتخنقني ، وأنا حاسة أنى عايشة مع حد تاني غير علي ،،،،شعور الخيانة عامل زي حبل المشنقة الملفوف حوالين رقبتي .


أنا بموت في اليوم ألف مرة وأنا بعيدة عن علي واسمى مكتوب على أسم غيره .


أحتضنها خالها بقوه عله يخفف هذا الشعور عنها


-حتى شعورك دا غلط ياحبيبه أنت مش بتخوني علي .

  أدهم جوزك يابنتي وله حقوق عليكي .

أنت مجرد تفكيرك فى علي خيانة ليه


رغم تفهم عقلها لمايقوله خالها لكن قلبها استنكره عن أي خيانه يتحدث ، علي يملك قلبها ومن يحاول دخوله بعده ليس سوى دخيل لن يسمح له بالدخول . فوضى من الأفكار وصراع بين القلب والعقل ، هذا ماتركه كلام خالها داخلها لكن انتصر قلبها في صراعها وكأنه يخبرها سأوصد بابي ولن اسمح لأحد بالدخول .


***************************'****************


جلست على إستحياء في صالة شقته تنتظر أن يعود بأطفاله من أحد شقق الجيران الذي تركهم عنده .


تنظر إلى أروقة شقته بعين مرتبكة وكل مايدور في ذهنها هل مافعلته صحيح ، أقحمت نفسها في حياته ، من دون إراده منه ، ورغم تقبله تشعر بأنها دخيلة ثم جذب انتباهها صورة زواجه المعلقة على الحائط .


كانت زوجته رقيقة بوجه طفولي صدق هو في وصفها فها هي ترى نظرات الحب التي تنظر بها اليه وسعادتها

 الواضحة بزواجها منه لكنه ورغم ابتسامته لايبدو سعيداً .


اشفقت على تلك الفتاه التي لم تمنحها الحياة الفرصه لتعيش مع أولادها وبالقرب من حبيبها .


عند هذه النقطة تذكرت هي حبيبها الجريح ، لن تنسى ماعاشته ، نظرات الخذلان والحسرة التي رأتهم في عينيه اليوم أحزن قلبها من أجله  لفترة وهي تفكر به لتصفعها كرامتها توقظها من هذه الغفوة


-الي عملتي صح ياخديجه أنت ماعدش ليكي مكان في حياة مالك .


لتسمع صوت الباب يفتح وتدخل مسك التي نظرت لها بنظرات مستنكرة وأنس الذي كان مندهشاً من وجودها .

ليأتي أيمن من خلفهم ويقول :


_مس خديجة من النهاردة هتكون ماما الجديدة


لينظر الطفلين إلى والدهم بسخط وعبست وجوههم حتى لمح الدموع في عينين مسك


لتهب خديجه واقفه تقترب منهم بعد أن لمحت أمتعاض وجوههم لتقول مستنكره قوله :

 

-لا يا بابا محدش هياخذ مكان ماما أروى


لتقترب منهم تمد يدها لهم :


-أنا هنا ديجة صاحبتكم ، تقبلو تكونو صحابي؟


نظر أنس نحو شقيقته ينتظر موافقتها فوجد وجهها حانق  ليحرك بصره نحو والده ويجد مبتسم يحرك رأسه له يحثه على الموافقة .


وبخطى بطيئة اقترب منها يمد لها يده لكن خديجة بدلاً من ذلك جثت على ركبتها لتصبح في مستواه وسحبته نحو أحضانها تحتضنه وهي تقول :


-حبيبي. أنت وأنا صحاب من النهاردة .


هذا المشهد جعل مسك تفك تقطيب حاجبيها وتنظر لهم مترقبة .


أخرجته خديجه من أحضانها وقبلت وجنتيه ثم فتحت يديها لمسك تدعوها لاحتضانها هي الأخرى .


لكن مسك بقيت متسمرة في مكانها لتقترب خديجه منها تحتضنها عنوة وهي تقول


-مسوكة صاحبتي الي بحبها .


ورغم استنكارها لم ترفض مسك حضن خديجة لها .


بعد جلوسهم سوياً بعض الوقت ، ذهب الأطفال إلى النوم وبعد أن أطمئن أيمن عليهم عاد إليها ليجدها شاردة الذهن عيانها تنظر للمجهول .


-ديجه. …ديجه


انتبهت له وابتسمت وهي تسمعه يناديها باللقب الذي اختارته لنفسها ولم تعقب .


أشار لها نحو غرفه النوم الرئيسيه وقال :


-أنت هتنامي في الأوضة دي .


لترتبك ثم تسأله


-وأنت هتنام فين؟


ابتسم وهو يرى ارتباكها وتلعثمها


-هنام هنا في الصالة ياخديجة .


لتقول بسرعة :


-أنا ممكن انام مع الولاد وأنت نام في أوضتك .


-لا ياخديجه نامي أنتي في الاوضه وانا هانام هنا .

ثم أكمل مفسراً :


-أنا مش عاوز الولاد يحسو بحاجة .


هربت عينيها من عينيه  …ودون أن تعقب بكلمه اتجهت نحو الغرفة وقبل ان تصل استدارت نحوه ، تفرك يديها من فرط الخجل ودون ان تنظرإليه قالت :


-متشكرة يا أيمن …وآسفه إني لخبطتلك حياتك


ليقترب نحوها ويقف أمامها رفع وجهها بأنامله لتواجه عينه عينها …التي ابت المواجه وهربت بعيدا عن مرمى عينيه ليبتسم على خجلها ويقول :


-مفيش داعي للشكر والأسف.  هو فيه واحدة تقول لجوزها متشكرة ؟!


وهنا اتسعت عينيها وواجهت عينيه مندهشة 

ليضحك بشدة ويقول :


-تصبحي على خير ياديجه


هربت مسرعة نحو الغرفة وأغلقت الباب خلفها ومشاعر مضطربة اقتحمتها .


جلست على السرير تهدئ من سرعه أنفاسها العاصفه ،،،

وبيد مرتعشه أمسكت بالسرير تستند اليه بعد ترنح جسدها من ضجيج تلك الأفكار التي تضرب رأسها نحو القادم من حياتها معه .


*******************************************


استيقضت نشطة كعادتها كل يوم ، تجهزت ثم اتجهت نحو غرفة تيم تساعد داده كريمه في تجهيزه للذهاب للمدرسة .


-صباح الخيرياروحي


-مامي صباح الخير


قال هذا تيم وهو يتجه باتجاهها ، لتنحني تقبله


_صباح الخير ياداده تيمو جاهز


_جاهز يادكتوره.   (بقلم رشا عبد العزيز) 


ابتسمت لها حبيبه وقالت


-محتاجه حاجه ياداده ؟


ابتسمت كريمه ممتنه لاهتمامها بها :


-متشكره ياست البنات


-يلا يابطل

 

أمسكت بكف تيم تجاوره حتى وصلا إلى صالة الجلوس لتجد حقيبة صغيرة معدة ،  وأمينة  تجلس  على أحد المقاعد وأدهم يرتدي بدلة ويمسك هاتفه يجري اتصال فعلمت انه ذاهب في مهمة .


أنهى اتصاله واتجه نحو والدته يقبل رأسها ويدها


-أدعيلي يا أمي


تجمعت الدموع في عين أمينه وقالت


-ربنا يجعلك في كل خطوة سلامة ، أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه يابني .


ابتسم لها أدهم وعاود تقبيل رأسها وقال :


-خلي بالك من نفسك ياحبيبتي .


ثم انتبه لوجود تيم اتجه نحوه وجثى على ركبتيه واحتضنه وقال :


-تيمو حبيبي هتوحشني خلي بالك من نفسك .


ليبتسم له تيم ويقول :


-متنساش الهديه بتاعتي .


ضحك أدهم وقرص أنفه وقال


-ماتخافش مش هنسى ياباشا .


قبل وجنته ثم قال له :


خلي بالك من تيته أمينه وماما حبيبة في غيابي انت راجل البيت مكاني يابطل .


ابتسمت حبيبه من كلام تيم ووصايا ادهم له كم تسعدها طريقه تعامله معه


استقام واقفاً  بعد ان أنهى كلامه مع تيم وتوقعت حبيبه ان يسلم عليها هي أيضاً لكنه باغتها  بان أحتضن وجهها بيديه وطبع قبلة طويلة على جبينها يستنشق عبيرها يعبئ رئته بعطرها وكأنها أكسير الحياة بالنسبه له. لتصدمها فعلته لكنها لم تستطع منعه وهي ترى نظرات والدته وولده المتسلطه عليهم


ورغم انها ثواني قليلة لكنها كانت كفيلة بهدم حصونه وإرباكه ليقول بصوت متلعثم :


-خلي بالك من نفسك ياحبيبة .


حمل حقيبته وقبل والدته مره أخرى ورحل هاربا قبل ان تفضحه مشاعره .


تاركا أياها كمركب تائه في بحر هائج  حتى أنهى ذلك التيه صوت تيم :


-ماما أحنا مش هنفطر ؟


************* ******************************


فتحت عينيها بثقل فقد جافاها النوم اليلة  الماضية بعد أن أرهق عقلها التفكير لتسمع أصوات في الخارج ، ارتدت ملابسها وخرجت .


لتجد ايمن والأطفال في المطبخ يعد لهم الفطور حمد ت الله أن اليوم هو الجمعه ولايوجد مدرسة وإلا كيف سيكون حالها مع هذه الأصوات التي تصرخ في رأسها وأفكارها التي أتعبتها .


-صباح الخير.     (بقلم رشا عبد العزيز) 


 قالتها مبتسمة .


ليجيبها أيمن بأبتسامه مماثلة


-صباح النور ياديجه


-صباح النو يا أنوس صباح النور ياملوكة


ليردو عليها تحيه الصباح كل حسب طريقته فأنس أجابها بوجه بشوش أما مسك فلايزال هناك ثقل في أجابتها .


أقتربت من أيمن وقالت


-خليني أساعدك


لم يرفض مساعدتها بل بالعكس ترك لها مطلق الحريه  في الحركه والإعداد. 


وبعد أن تناولوا طعام الإفطار الذي لاحظت خلاله خديجه انتظامهم فيه وأن كل واحد يعرف مهمته .


حتى انها حاولت حمل الأطباق وحدها لكن أيمن أخبرها


-معلش ياديجه أحنا هنا بنشتغل متعاونين وكل واحد فينا عارف شغلته فلو سمحتي خلينا ماشين على النظام .


أكمل كل واحد عمله وذهب الأولاد لارتداء ملابس الخروج فأيمن وعدهم بالتنزه اليوم


كان يحتسي الشاي عندما لاحظ شرود خديجة والابتسامه تعلو وجهها .


تعجب منها ليقوم بالجلوس جوارها ويقول لها


-مالك ياديجه بتضحكي ليه ؟


لتنظر له والابتسامه لم تفارق وجهها :


-ايمن أنت بتعامل الولاد كأنهم في معسكر.


ليضحك أيمن ويقول :


-لا معسكر أي بس هو أنا عشان لوحدي فعودتهم على نظام أن كل واحد عنده مهمة

لان لو كنت سبتهم براحتهم الحمل هيتقل اكثر عليا .


بدت علامات الحزن على وجه خديجة من كلامه ،


فحاول ان يخرجها من هذا الجو فقال :


-بس ما قلتليش كنتي بتضحكي ليه ؟


لتعود الابتسامه لوجه خديجة وتقول وهي تهمس له :


-أصل كنت بفكر لو الولاد عرفو أبوهم كان بيعمل أي في الكلية .


وإزاي كان بيعمل مقالب في صحابه


ليضحكا معاً بشدة عندما قال لها :


-الستر حلو ياديجة .


لكن فجأة سمعا طرقاً عنيفاً على الباب ، انتفض منه الاثنان أسرع أيمن كي يفتح الباب


ليقف مندهشا وهويقول :


-اهلاً يا مرات عمي .....


أصفاد الحب❤️20


تفاجأ أيمن بوجود زوجه عمه والدة زوجته المتوفية وشقيقتها أمام باب منزله ووجهيهما لا يبشران بالخير.


-أهلا يامرات عمي


لترد عليه بوجه ممتعض وصوت طغى عليه الحنق والحدة :


-أهلا ياجوز بنتي


-أتفضلي


قال هذا وهو يفسح لها الطريق لتدخل هي وابنتها التي لاتقل أمتعاضاً عنها


-ازيك يا أيمن ؟


قالتها ريهام شقيقه آروى .


-أهلا يا ريهام


قالها وهو يزفر أنفاسه استعداداً لما هو قادم فهذه الزيارة لا تنذر بالخير .


كانت خديجة تقف عند باب المطبخ تراقب المشهد مرتبكة من نظرات زوجه عمه التي اصطدمت بها لتقول وهي تلتفت نحو ايمن :


-ألف مبروك ياجوز بنتي …مش تعرفنا على العروسه؟


ابتسم ايمن وهو ينظر لها ويشير لها بالاقتراب وقال


-اه طبعا تعالي ياديجه تعالي ياحبيبتي .


وبخطوات مضطربة ممزوجة بالاستحياء من وصفه أقتربت تقف بجانبه وبمجرد أن وقفت بجانبه رفع يده محيطا كتفها بيده اليمنى مقربا أيها نحوه وبابتسامه أنارت وجهه قال


-خديجه مراتي .


حدجتها زوجة عمه بنظرات ملأها الحقد تنظر لها من أعلى رأسها حتى أخمص قدمها وحركت شفتها مستهزأةً :


-أهلا ياعروسة .


ليقول لها أيمن :


-دي والدة آروى الله يرحمها وأختها ريها يا ديجة.


خديجة التي لاتعلم ماحل بها فما بين أقتراب أيمن منها بهذا الشكل وتحديق زوجه عمه بها شعرت كأنها طفلة تائهة في مكان غريب تريد من ينقذها…جسدهاالذي ارتجف من لمسته  وقلبها الذي دب فيه القلق من نظرات تلك المرأة .


انتبه هو لصمتها ليضغط بكف يده على ذراعها محاول إخراجها من هذا الصمت ،


لتنتبه  وبإبتسامة جاهدت برسمها وبصوت مضطرب :


أهلا يافندم أزي حضرتك


-الحمد الله


قالت هذا وهي تحول نظرها نحو ابنتها ثم نحو خديجه


-ريهام بنتي

.

أومئت خديجه برأسها وهي تقول :


-أهلا ياريهام ازيك .


-اتفضلي يامرات عمي


قالها ايمن وهو يشير لها بالجلوس ثم التفت نحو خديجة وقال :


-حبيبتي لوسمحتي هاتيلنا حاجه نشربها .


لماذا يتعمد تكرار هذا الكلمة أمامهم ولماذا ينظر لها بهذه النظرات !


وكأن عينيه تنطق حباً حتى لم تستطع استمرار النظر إليه

وبخجل أجابت


-حاضر


ورحلت بعد أن حررها من أحضانه


ليجلس أمام زوجه عمه ينتظر يسمع منها .


-يعني مسمعناش أنك اتجوزت إلا امبارح من والدتك هو أحنه مش أهلك احنا كمان


سوال طرحته عليه مستنكره فعلته


-معلش يامرات عمي أصل الحكايه جات بسرعة .


-سبحان الله وايه الي جد مش كنت زمان بتقول أنك مش عاوز تتجوز إيه الي جد…وإلا يمكن العروسة هي السبب مع أنهم بيقولو انها مطلقة .


اسأله طرحتها عليه جملة واحدة هو يعلم السبب ورائها فلطالما طلبت منه أن يتزوج ريهام ليكون الأولاد في رعايه خالتهم لكنه كان يرفض معللاً ذلك انه لايريد الزواج بعد آروى .


-كل شئ قسمة ونصيب يامرات عمي وإذا كانت هي مطلقة فأنا أرمل يعني مفيش حد أحسن من حد .


رحمه أطفاله عندما جاءوا يركضون نحو جدتهم التي تغمرهم بحبها وحنانها


-تيتا


قالها أنس وملك وهم يتجهون نحو أحضان جدتهم التي فتحت ذراعيها لهم تستقبلهم بترحاب

تقبلهم وتسألهم عن حالهم .


أما عن حال تلك القابعة في المطبخ فظلت برهة من الزمن تحاول إدراك مايحدث هل خرجت من معركة لتدخل في معركة من نوع آخر ليست غبية حتى لا تفهم نظرات زوجة عمه له ولا شقيقة زوجته تنهدت بحسرة وقالت تحاور نفسها :


-يارب ماكنش خطيت خطوة غلط ألوم عليها نفسي بعدين .


عادت من شرودها وهي تخطو نحو مكان جلوسهم لتجد الأطفال يتوسطون أحضان جدتهم .


قدمت لهم واجب الضيافة فأشار لها ايمن ان تجلس بجانبه


جلست بجانبه على استحياء كما طلب منها ابتسم لها وقال


-تسلم أيدك ياحبيبتي


أحمرت وجنتيها خجلا من كلماته وقربه منها ونظرات زوجه عمه المحدقة بهم .


-أنا هاخد الولاد معايا. 


قالت زوجه عمه ذلك بحنق وأكملت مستهزئة:


-عشان تأخذ راحتك انت والعروسة .


-بس أنا وعدتهم أننا نخرج سوى النهاردة


-أنا عاوز اروح مع بابا


قال ذلك أنس وهو يركض بتجاه والده الذي احتضنه وأجلسه على ساقه


لتنظر له جدته غاضبة وتقول :


-أنت هتيجي معايا يا أنس .


نظر الطفل نحو والده  الذي كان ينظر لجدته بتحدي وكأن بينهم حرب نظرات يحاول معرفه رأيه .


ولاتدري خديجه لماذا رفعت يدها تضعها على ذراعه في محاوله لتهدأته بعد صراخ الجدة على ولده .


لمسه يدها كانت كمنبه أفاقه.  ليتنهد زافرًا أنفاسه محاول إخراج براكين الغضب التي نشبت في داخله .

وبعد دقائق من الصمت حاول تدارك الموقف وحاول أنهاء هذه الحرب الباردة وإمتصاص غضب زوجه عمه  …قبل وجنه صغيره


-حبيبي روح مع تيته دلوقت وانا هاجي بليل آخذك ووعد الجمعه الجايه هنخرج أنا وانتو وخديجة .


 

ثم ابتسم وقال : اتفقنا يا كابتن ؟


ابتسم انس وامتثل لطلب والده ورحل مع جدته وخالته التي أمطرت خديجه بوابل من نظرات الحقد والاستنكار .


تنهد بارتياح بعد أن أغلق الباب خلفهم ونظر نحوها لتشق ثغره ابتسامة وهو يرى ارتباكها وخجلها من تواجدهم وحدهم في الشقة .


-يلا ياديجه غيري هدومك أنا عازمك على الغدا .


وكانّه ألقى لها طوق نجاه  أنقذها من هذا الموقف لتبتسم وتقول :


-حالا


*******************************************


لا تعرف كيف ساقتها قدميها ووجدت نفسها أمام باب شقه علي ، لقد اشتاقت له .


وقفت تمسك مقبض الباب والذي للمرة الأولى تشعرأنه يلسعها يجلد قلبها المتلهف للدخول.


لتتسلل إلى رأسها صوة  خالها الذي اخبرها انها تخون ادهم


تلتها كلمات خديجه ونهى اللتين اتفق كلامهما مع كلامه

عقلها يطالبها بالرحيل وقلبها يتوسلها البقاء ومابين هذا وذاك. ظلت تفكر حتى استطاع قلبها إقناعها

انها بضعة دقائق فقط


أخرجت مفتاحها محاوله فتح الباب لتجد ان المفتاح لايعمل كانّه مفتاح باب آخر تراجعت خطوات إلى الوراء وحركت عينها يميناً وشمالًا هل أخطأت في عنوان شقتها

لكن لا إنها هي إذاً لماذا هذا المفتاح اللعين لايعمل حاولت مره ثانيه وثالثه لكن من دون جدوى .


لتنزل السلم لكى تسأل عطية البواب عن الأمر:       (بقلم رشا عبد العزيز) 


-عم عطية هو باب الشقه ماله المفتاح مش شغال .


اندهش عم عطيه من كلامها وسألها مستفسرًا


-هو حضرتك مش ضيعتي المفتاح عشان كده غيرتى الكالون ، جوز حضرتك قال كده.


قطبت حاجبيها بغيظ و رددت هامسة :


-جوز حضرتي؟


-ايوه يافندم سيادة الظابط جاني هنا ووراني قسيمة جوازكم  وقال أنك ضيعتي المفتاح

عشان كده غيرنا الكالون .


تراقصت شياطين الغضب أمام عينيها وهي تسمع كلام عم عطية الذي تكرر فيها ذكر مهنته


لتتضح لها الصورة ، استخدم منصبه وقسيمة زواجهم وغير قفل الباب .


كم ودت لو كان أمامها لتنفجر في وجهه كيف له أن يجرؤ على فعل ذلك دون الرجوع اليها كيف يتصرف في شئ لايملكه .


إعصار غضبها الذي اجتاحها جعل أطرافها ترتعش و أنفاسها تتسارع  من فرط الغضب .


حتى رن هاتفها برقم ابن خالها ، زفرت أنفاسها تهدئ نفسها من موجه الغضب التي اجتاحتها لترد بحدة :


-ايوه يا مصطفى

 

-بيبا تقدري تجينا البيت ؟


تملك الرعب منها من نبره القلق التي يتحدث بها مصطفى


-فيه أي يامصطفى خوفتني خالي جراله حاجة ؟


ليسرع مصطفى بطمأنتها :


-لا بابا  كويس تعالي وانا أفهمك .


-خلاص جايه مسافة السكة .


أغلقت الهاتف وقد تغاضت عن غضبها ليحل محله الخوف من مكالمة مصطفى لتقرر

الذهاب لبيت خالها بسرعة .


****************************************

دارت عينيها تستكشف المكان الذي اصطحبها اليه لتناول الغداء وقد راق لها المكان فقد كان مكان هادئ على شواطئ البحر .


-عجبك المكان ؟


سؤال طرحه عليها بعد ان رأى الاستحسان الظاهر على وجهها ،


اومأت له وقالت :


-اه هادي وحلو.


افتر ثغره عن ابتسامه عندما رأى ابتسامتها ليسألها :


-تاكلي أي ياديجه ؟


-الي تشوفو بصراحة مش في بالي حاجة .


-يبقى جمبري عارفك بتعشقيه .


لتضحك على كلامه وتقول


-انت لس فاكر ؟.     (بقلم رشا عبد العزيز) 


ليبادلها الضحكات


-يابنتي دي كل عزومه في الكليه كنتى تقترحي الجمبري وتخلي البنات يتجننو عليكي .


-وهو فيه أجمل منه بس انتو الي مش بتقدروا الحاجات الحلوة .


ليغمز لها عابثا


-لا بنقدر الحاجات الحلوة يا ديجة .


ارتبكت وأشاحت وجهها تنظر إلى البحر عبر النافذة ، انتبه لتوترها وابتسم ثم أشار للنادل ، يملي عليه طلبه .

طال الصمت بينهم حتى فاجأته هي بسؤالها


-شكل أهل اروى أتضايقو من جوازك .


وبنظرات حملت الجدية .


-عادي أكيد هيتضايقو، بس دا مش من حقهم أنا ماعملتش حاجه غلط بس هما كانو فاكرين إني مش هتجوز بعد اروى ، دا الكلام الي أنا كنت دايما بقوله .


ضيقت عينيها وسألته باستفسار:


-يعني انت فعلاً كنت مش هتتجوز تاني ؟


ابتسم وأخذن يده تتحرك على شعره يجذبه ثم قال :


-صدقيني مش عارف بس هي دي الحجه الي كنت بهرب بيها .


قطبت حاجبها متعجبة :


-تهرب من أي؟


أراح ظهر على الكرسي واصابعه تطرق الطاوله  أمامه :


-مرات عمي كانت ديما بتعرض عليا إني أتجوز ريهام بنتها عشان الأولاد يتربو مع خالتهم وانا كنت بتحجج أني مش عاوز أتجوز بعد اروى .


-طب ورفضت ليه أنا شايفة الولاد بيحبوها .


كانت تنظر له بترقب تنتظر إجابته .


-ريهام مختلفة اوى عن أروى . 

اروى كانت طيبه وحساسه.  وكانت بتحبني رغم انها عارفه إني مش ببادلها نفس الشعور.

لكن ريهام شخصية تانية خالص وحده كده سمجة وثقيلة عارفه بتفكرني بدكتور عصام الي كان بيدرس لنا في الجامعة .


لتحاول خديجه تذكر هذا الشخص حتى قالت :


-اه افتكرته مش دا الي طردك من المحاضرة مره لما اتاخرت .


ليضحك ويقول :


-متشكر ياديجه على الذكرى الجميلة .


لتضحك بقوة  حتى برزت أسنانها وأدمعت عينيها .


انتهت من نوبه الضحك لتجده يحدق بها .


-لسه ضحكتك حلوة زي زمان يا ديجة .


اشتعلت وجنتيها بحمره الخجل ورحمها النادل الذي جلب الطعام لهم .

*******************************************


طرقت باب شقه خالها لتفتح لها فرح الباب


-فروحة ازيك عامله إيه ؟


-أهلا يا ابلة وحشتيني .


احتضنتها حبيبة وبادلتها فرح العناق .


عينيها كانت تجول تبحث عما يحدث لتسأل فرح :


-مصطفى فين يا فرح ؟


لياتي مصطفى لها بعد ان سمع صوتها


-اهلاً ياحبيبة


-اهلا يامصطفى حصل أي قلقتني .


- تعالي ياحبيبة اقعدي احكيلك


لتجلس حبيبه مقابله


-دلال...


ازداد قلق حبيبة وهي ترى نبرة الحزن في نظرات مصطفى .


-أتكلم يامصطفى أنا أعصابي سابت مالها دلال ؟


طأطأ مصطفى رأسه ثم رفعها نحو حبيبة :


-جالها عريس وامبارح كانت الرؤية الشرعية بس للأسف العريس بعد الرؤيه رفض .


سالته حبيبة في حيرة :


-طب وماله دا شي طبيعي يحصل قبول أو رفض .

ليحرك مصطفى رأسه متحيراً هو الآخر :


-مش عارف بس اول مره أشوف دلال حزينة كده ، دي ماخرجتش من الاوضه من امبارح.


داعب القلق قلبها هي الأخرى لم تكن دلال يوما تهتم بهذه الأمور، إذن مالذي استجد .


-هي نوجّه اتخانقت معاها


حرك مصطفى راسه بنعم :


-أكيد ما انت عارفه ماما


تنهدت حبيبه بحزن ، فهي تعلم رغم طيبه نجاة لكنها تقسو على ابنتها في هذا الأمر .


-طب نوجّه فين ؟


أشار مصطفى نحو غرفه والدته :


-ماما كمان قاعده فى أوضتها من امبارح يادوب خرجت عملت الغدا ورجعت تاني .


-طب أنا هدخل لدلال أشوفها .


ليتوهج الأمل في عين مصطفى :


-ياريت ياحبيبه تكلميها يمكن تسمع كلامك .


ابتسمت حبيبه ثم ربتت على كتفه وقالت :


-ولما انت بتحبها كده امال ليه كل مابتشوفها بتناكف فيها  وكل ما تقعدوا سوا بتبقوا ناقر ونقير؟


ليضحك مصطفى ويقول


-ما أنا زهقان وعاوز حد اغلس عليه خليها تخرج عاوز اغلس عليها وحشتني .


تعلم حبيبه مدى حب مصطفى لشقيقته حتى ولو انه لم يظهر ذلك الحب لها .


-ربنا يخليكم لبعض .


دخلت عليها غرفتها فوجدتها جالسة على سريرها تضم قدميها نحو صدرها شاردة الذهن .


-دودو وحشتيني.    (بقلم رشا عبد العزيز) 


انتبهت دلال لوجودها وما ان اقتربت حبيبه منها حتى رمت نفسها بين أحضانها وسقطت دموعها رغما عنها .


-حبيبة وحشتيني وحشتيني اوى .


أخرجتها حبيبه من أحضانها تمسح دموعها تسألها بقلق.


-مالك يا دلال أي الي حصل ؟


لتقص عليها دلال ما اخبرها به مصطفى  عن ذلك العريس الذي رفضها بعد الرؤية الشرعية


-بس يا دلال دى مش اول مره يجيلك عريس .


لتجيبها بكلمات تقطر منها الألم والحسرة :


-بس اول مره تبقى فيه رويه شرعيه كل مرة الحكاية بتخلص من البداية بارفض .


-بس دا طبيعي يا دلال بعد الرؤية يابيحصل قبول أو رفض .


تنهدت دلال بألم ومسحت آثار دموعا الهاربة .


-مش عارفة ياحبيبة لما رفضني حسيت بالنقص .


نظرت لها حبيبه بلوم وضربت كتفها بخفه وبابتسامه قالت :


-نقص يا ياهبلة دا انت وارثة عيون عمتك شريفه الي أنا ياحسرة مورثتهاش .


لتقول لها دلال بسخرية :

  

-بلاش نضحك على بعض أنا عارفة إني عادية .


لتضربها حبيبه هذه المرة على رأسها :


-بلاش الكلام دا ، كدا ازعل منك ، انت ست البنات كفاية ملامحك الهادية وروحك الحلوة .


ثم ضيقت حبيبه عينها وسالتها :


-هو العريس عجبك يابت ؟


لتقول مستنكرة :


-عجبني أي دا سطحي وتافه.   استغفر الله.   مايتبلعش.  أنا بس وافقت عشان ماما قالت اهي جوازه والسلام بس ترضى وتفرح اهو ياختي رضينا بالهم والهم مرضيش بينا .


امتعض وجه حبيبة وقالت :


-يعني ايه جوازة والسلام انت بتتكلمي جد يادلال ولا بتهزري ؟


أغمضت عينيها وزفرت أنفاسها ببطء .


-اعمل أي ياحبيبه تعبت من كتر زنها .


-طب اتخانقتو ليه مدام العريس هو الي رفض


ظلت دلال صامته ، لتطالعها حبيبه بنظرات تعرفها .


-متبصليش كده ايوه رفضت أحط مكياج وخرجت زي ما أنا على طبيعتي. الي عاوز يتجوزني يتجوزني زي ما أنا .


وضعت حبيبه يدها على ذقنها تهز رأسها وتقول:


-يعني هي اعتبرتك سبب في رفض الولد .


لتحرك لها دلال رأسها بنعم


-عشان كده هي زعلانه منك ؟


لتجيبها دلال :


-ايوه.    (بقلم رشا عبد العزيز) 


لتربت حبيبة على كتفها وساقها وتمسك يدها بين يديها تطبط عليها وتقول :


-ولايهمك يا بنت بكرة يجيلك الأحسن منه هو الخسران .

وبنظرات حزن قالت لها :


-عارفة اكتر حاجه زعلانه عليها انه شاف وشي.


استهجنت حبيبه كلامها وقالت :


-مهو لازم يشوفه دا حقه


وبخيبه أمل إجابتها :


-كان نفسي محدش يشوف وشي غير جوزي .


تألمت حبيبه لحال أبنة خالها ونظرات الكسرة التي تراها في عينيها  ،


لتبتسم وتسحبها من يدها تدعوها للوقوف :


-قومي معايا الواد مصطفى بره خلينا نطلب ديلفري ونتعشى سوا بقالي كثير مقعدتش معاكو وإلا أنا موحشتكمش ؟


لتنظر لها دلال بخبث وتقول :


-طبعا سيادة الظابط خطفك مننا .


تجهم وجه حبيبه وقالت :


-بلاش سيرته الساعه دي عشان أنا مبقوقة منه.


-لا كده احنا مش هنخرج لازم تحكيلي الأول مش هقدر استنى .


لتقص عليها حبيبه كيف غير مفتاح الشقة .


لتضحك دلال على تعابير وجهها الغاضبة وتقول

-يابنتي دا بيغير عليكي .


دلال بلاش ضحكتك المستفزة خلينه نخرج  نتعشى انا جعانة .


خرج الاثنان إلى الصالة لتجدا مصطفى يجلس بانتظارهما وما ان رآهما حتى ابتسم وقال :


-هي البومه خرجت من أوضتها حمد الله على السلامة.


لتنظر له دلال بوجه محتقن :


-لم نفسك ياغراب وملكش دعوه بيا .


لتظحك حبيبه على جدالهم وتقول 


-يووووه.  انتو مش هتبطلو ناقر ونقير بتاعكم  خليكو كده كملو على ما أنادي على فرح عشان نختار الأكل الي هنطلبه .


وتركتهم بين حرب الكلمات الدائرة بينهم .


وقفت أمام باب غرفه فرح مباشره لتختفي ابتسامتها لتتسع عينيها وتقول مندهشة :


-أي الحبوب دي يا فرح؟


أصفاد الحب❤️ 21


أفزعت فرح من وجود حبيبه أمام الباب فأخفت ماتمسك وراء ظهرها ، الشئ الذي جعل حبيبة تقلق أكثر .


لتقترب منها وبلهجة شديدة الحدة صرخت بها :


-وريني الحبوب يا فرح .


ارتبكت فرح وبكلمات متقطعة :


-دي دي مش حبوب ده لبان .


ازدادت ريبتها وبسرعه لفت فرح وانتزعت شريط الحبوب من يدها بالقوه لتنظر لها فيصعقها ما رأته ، لكنها هدأت من حدتها فهي يجب ان تعرف كل ما يخص هذه الحبوب ومن أين حصلت عليها بعد أن ايقنت خطورتها .


-جبتي منين الحبوب دي يا فرح؟


لكن فرح بقيت صامته لتكرر حبيبه بشي فيه نوع من الحزم :


-جبتي منين الحبوب دي؟


لكن فرح حافظت على صمتها وعينيها تراقب حبيبة بخوف ، لتتنهد حبيبة وتزفر أنفاسها بقوة  وتسالها بهدوء :


-طب أنت عارفة الحبوب دي أي؟


لتهز رأسها والهلع يرتسم على قسمات وجهها :


-دي هتساعدني أسهر عشان أذاكر وأركز أكتر.


اندهشت حبيبة من وصف أبنة خالها لعمل تلك الحبوب إذا هي لا تعلم حقيقتها .


-مين الي قلك الكلام دا ؟


لتجيب بارتباك


-صاحبتي قريبها بيعرف في الادويه ونصحها بيها وجابت ليه وليها .


اقتربت منها حبيبة أكثر ، تربت على كتفها :


-هي صاحبتك أوي وشاطره كده زيك ؟


-ايوه أحناالاتنين أشطر اتنين في الفصل .


علت وتيره أنفاسها واحتقن وجهها ، أوصل الحقد في بعض البشر الي هذه الدرجة ؟!


تعطيها حبوب منشطة يمكن ان توصلها للإدمان أو ربما أبنة خالها ليست الضحية الوحيدة .


-بصي ياحبيبتي الحبوب دي خطر اوي  ممكن توصلك للإدمان والي قالته صاحبتك كذب .


تفاجأت حبيبه بغضب وثورة أبنة خالها في وجهها :


-انت بتكذبي عليا ومش عاوزاني أبقى دكتورة زيك ، انتى أنانيه مش عاوزه حد يكون أحسن منك .


بهت وجه حبيبة وهي تسمع اتهام أبنة خالها :


-انت بتقولي أي يافرح أنا مش عاوزاكي تبقي دكتوره ؟! مش أنا الي دايما باشجعك ؟!


-فيه أي يا حبيبة مالك هي فرح بتصرخ ليه ؟


سؤال طرحته دلال التي جاءت هي ومصطفى بعد صراخ فرح :


حبيبة مش عاوزاني أكون زيها مش عاوزاني اخلص من الفقرواعيش في فيلا زيها .


اتسعت عين مصطفى ودلال من حديث شقيقتهم ليقول مصطفى مستنكرًا كلامها :


-ماتحترمي نفسك يا بت ، أي الكلام الي بتقوليه ده يامجنونة ؟


-أنا هاقلكم فرح بتقول كده ليه. الاستاذه عاوزة تأخذ حبوب منشطة تخليها تسهر عشان تذاكر ومش عارفة ان صاحبتها بتضحك عليها وان الحبوب دي ممكن توصلها للإدمان لو استمرّت عليها .


شهقات صدرت من دلال ، وصرخ مصطفى عليها :


-انت اتجننتي ، انت شاطرة ومش محتاجة ، ازاي تصدقي صاحبتك دي ؟


لتصرخ بصوت عالي :


-حبيبة كدابة . منى صاحبتي مش هتكدب عليا .


لتسقط صفعة قوية على وجهها من والدتها التي حضرت للتو.


-الظاهر أني معرفتش أربيكى  يابنت نجاة .


 فزعت فرح وصرخت متألمة واضعة يدها على وجنتها .

لتسرع حبيبة بسحب نجاة بعيداً عنها :


-مش كده يا أمي الموضوع ميتحلش كده .


لتنهرها نجاة وتقول :


-مش شايفاها ازاي مش حاسة بغلطها وواقفة بكل بجاحة بتعلى صوتها عليكى .


لتومئ لها حبيبة  وتغمز لها تحثها على الهدوء :


-يا أمي فرح مش مصدقاني وشايفه أني أنانية ، خلاص أحنا نسأل خالد جارنا اهو دكتور صيدلي ويفهم . مش انتى هتصدقي كلامه يافرح ؟


لتحرك رأسها وهي تمسح دموعها التي ملأت وجهها  :


-ايوه


لتشير حبيبه لمصطفى ان ينادي خالد حتى يستفهموا منه ، كانت تسترق النظر نحو فرح التي كانت كالتائهة تجلس شاردة الذهن تقضم أظافرها .


وبعد نصف ساعة ، حضر خالد ليخبرهم ان ماقالته حبيبه صحيح ، وأن الاستمرار بتناولها قد يسبب الإدمان ،


 لتصعق فرح وتتسع عيناها و

تترنح ، ارتدت تستند بظهرها على الجدار بعد ان صدمها كلام خالد .


هل خانتها صديقتها أم هي ايضاً ضحية مثلها ظلت تنظر نحو حبيبة التي كانت تحدث مصطفى بنفس الأفكار التي كانت تجول في فكرها .


-مصطفى الكلام دا ميتسكتش عليه أحنا لازم نتواصل مع مديرة المدرسة ونعرف البنت دي أدت الحبوب لفرح متعمدة آذيتها ، ولا هي كمان ضحية قريبها عشان تستغل البنات صحابها . لما يوهمهم ان الحبوب دي هتساعدهم في الدراسة .


ثم نظرت نحو ساعه يدها وقالت :


-أنا لازم اروح دلوقت ، اتاخرت على تيمو ونتقابل بكرة عشان نروح المدرسة .


نظرت حبيبة نحو نجاة التي كان تجلس على المقعد بجسد أوهنه الخوف والقلق وهي تتخيل لولم تصل حبيبه في الوقت المناسب ترى ماذا كان سيحل بإبنتها .


اقتربت منها حبيبة وقبلت رأسها :


-ماما أنا لازم اروح خلي بالك من نفسك .


أغمضت عينيها المتعبة ثم رفعت رأسها تنظر لحبيبة :


-مع السلامة ياحبيبتي .


اتجهت حبيبة نحو باب الشقة ، تفتحه لتسمع :


-ابلة حبيبة ....


استدارت لتجد فرح التي تنظر لها بندم


-أنا اسفة يا ابلة ، سامحيني .


لتفتح لها حبيبة ذراعيها في دعوة لإحتضانها لتلبي فرح الدعوة بسرعة وتركض نحوها تحتضنها وتبكي لتحرك حبيبه يدها على ظهرها :


-خلاص ياحبيبتي أنا مسامحاكي بس عاوزاكي تخلي بالك من نفسك ، واوعي تقولي لصحبتك حاجة عشان نقدر نتصرف .


-حاضر .


قالتها فرح وهي تخرج من أحضان حبيبه تمسح دموعها


-مع السلامة ياعسل


هذا ماقالته حبيبه وهي تقبل وجنة  فرح وتغادر .


*******************************************

 

كانت تجلس بجانبه في السيارة للعودة لمنزلهم بعد ان قضيا معظم النهار في السير على شاطئ البحر وتبادل الحديث عن ذكرياتهم في الجامعة .


كانت تنظر عبر النافذة للطريق وكانها تنظر إلى طريق حياتها خطوطه البيضاء محطات حياتها التي تباعدت ، واختلفت ولاتعلم ماهي نهايه هذه اللعبة التي وضعت نفسها بها حتى سمعته يقول :


-سرحانه فى أي ياديجة ؟


لتسأله السؤال الذي دار في خاطرها منذ ان رأت نظرات زوجه عمه عندما قالت انها تريد أن تأخذ الأطفال معها .


-تفتكر والدة اروى هتغير الأولاد عليا أو تحركهم ضدي ؟


ليضحك ثم يقول


-لا مش افتكر ياديجة ، أنا متاكد انها هتعمل كده هي أصلا عاملة الأولاد زي المخبرين بتاخذ منهم تقرير كامل عن حياتنا على الرغم إني حذرتهم إنهم يطلعو اسرار بيتنا  لكن هي بتستغل حبهم ليها وبتقدر تجرجرهم في الكلام .


اندهشت خديجة وقالت :


-معقوله تستغل حبهم ليها بالشكل ده ؟


ليومئ لها برأسه


-وأكثر. عشان كده أنا مبلغتهمش بخبر جوازي .

ثم صمت وقال :


-وعشان كده رفضت انك تنامي معاهم.  الحاجات دي كلها هيوصلوها ليها . حتى من غير ارادتهم هي بتسأل بشكل غير مباشر وتاخذ المعلومه الي عوزاها .


نكست خديجة رأسها تنظر ليدها المتشابكه لقد دخلت حياته عنوة وعكرت صفوها . هل وجودها سيسبب له مشاكل كان هو في غنى عنها

.

انتبه هو لشرودها ليبتسم ويمسك يدها ويقول :


-ديجة أنا متأكد انك هتخليهم  يحبوكي .


ارتبكت من لمسة يده وحاولت سحب يدها لكنه كان متمسكاً بها ، لتستسلم ليده التي تحتضن يدها ولاتعلم لماذا رويداً رويدًا دفئ يده الذي تسلل ليدها منحاها شعورا بالأمان لتبتسم لا ارادياً ..


أوصلها إلى المنزل وذهب ليحضر أولاده من بيت جدتهم .


استغلت هي هذا الوقت لتغير ملابسها وتستعد لاستقبال الأطفال الذين ما أن دخلوا حتى علمت خديجة أن مخاوفها باتت حقيقة فها هي ترى النفور واضح على وجوههم لكنها قررت ان تحاول :


-اهلاً ياحبايبي وحشتوني عاملين أي ؟


ليردا بلهجة غريبة :


-كويسين .


وضحت رؤيتها لتغييرهم من أسلوب الحديث :


-طب يلا خلينا نغير هدومنا عشان أحكيلكم حكاية قبل ما تناموا .


لتنظر لها مسك وكانّها استنسخت نظرات جدتها


-لا احنا هنغير وحدنا .


ويكمل انس :


-وعاوزين بابا هو الي يحكلنا الحكاية .


نظرت لأيمن الذي أشار لها ان تتركهم وهو سيتولى الأمر .


الآن عليه ان يتكلم معهم قبل النوم لاعادتهما لسابق عهدهما وكانّه يقوم بإعادة تأهيل لتفكيرهما وسلوكهما .


-يلا يا ولاد روحو غيروا هدومكم وانا هاجي وراكم .


رحل الأولاد لينظر بأسف نحوها :


-آسف ياديجة على طريقة الأولاد معاكي بس انت عارفة السبب ، اناهتكلم معاهم .


لتنظر له بحرج وتقول :


-أنا الي آسفه يا أيمن إني بسببلك مشاكل .


شقت ثغره ابتسامة كبيرة برزت صف اسنانه وقال :


-مشاكل أي دا احنا حياتنا بقى ليها طعم تاني بوجودك .


قال ذلك وهو يقرص وجنتها ويغادر :


لتقف هي متحيرة من نظراته وتصرفاته .

*******************************************


جلست حبيبة تقص لنهى ماحدث في مدرسه فرح عندما ذهبت مع مصطفى وابلغوا المديرة بماحدث وكيف اكتشفوا ان صديقة فرح هي ضحية أيضاً وان هذا الشخص استغل قرابتها واستغل ولعها بالدراسة وكونها تريد مجموع عالي كونها في الثانويه العامه.  واستعملها دون ان تعلم في الترويج لهذه الأشياء .


لتضطر المديره لإبلاغ الشرطة عنه ليتعاملوا معه .

انتهت حبيبه من سرد حديثها لتنتبه لشرود نهى لتحرك يدها أمامها وتقول


-نهى يابنتي رحتي فين ؟


عادت من شرودها عندما سمعت صوت حبيبة :


-معاكي ياحبيبة .


قطبت حبيبه حاجبها وقالت مستهزأة :


-معايا فين ، دا انت فى عالم تاني يابنتي.


ثم سألتها :


-يوسف مش كده ؟


أغمضت عينيها متنهدة


-وهو فيه غيره ؟


زاد استفهام حبيبه لتمسك كف يدها تطلب منها الحديث :


-ماله اتكلمي يا نهى .


نظرت لها نهى وتحدثت بصوت تملؤه الحيرة وتغلفه الحسرة :


-مش عارفة ياحبيبة ، بس عينيه بتقلي بحبك وتصرفاته بتقلي بحبك وساعات بحس انه هيقول لكن بيتراجع ... تعبت ياحبيبة وقلبي كل يوم يعشقه اكثر .


زفرت حبيبة أنفاسها ببطىء وقالت :


-أنا عارفة ان كلامي مش هيعجبك ، بس يانهى هو لو بيحبك أي الي مانعه انه يتكلم خايفة يكون كل ده أوهام وبس .


لسعت عينيها الدموع واختنق صوتها :


-والله مش وهم ياحبيبه ، الأيام دي صدقيني أنا بشوف حبه ليا واضح خوفه عليا اهتمامه بيه دا حتى عارف أي الي بحبه وأي الي يضايقني غيرته عليا دا حتى غير جدولي عشان تكون أوقات نبطشياتنا زي بعض بالضبط .

لو اتاخرت خمس دقايق بيرن عليا يسألني انت فين .

دا أنا اتفاجأت بيه النهاردة بيسألني أي اللون الي  بيليق بيه .


اشفقت حبيبة عليها وربتت على يدها ، وقالت :      (بقلم رشا عبد العزيز) 


-اهدي يانهى  كل شيئ هيبان ولو بيحبك مسيره يتكلم .

أشاحت نهى وجهها ومسحت دموعها الهاربه  مستسلمه لأمل ربما يتحقق قريبا ....


*******************************************

افاقت من نومها كما اعتادت مبكراً رغم ان اليوم اجازه بالنسبة لها لكنها تعودت ذلك أمسكت هاتفها تقلب بعض مواقع التواصل .


وبعده وقت ليس بالقليل نهضت  تأخذ حمام دافئ  وتغير ملابسها وخرجت نحو غرفة تيم فلم تجده ، لكنها سمعت صوته في الأسفل ، يبدو ان أدهم قد عاد من مهمته ،


 أسرعت خطاها تود الانفراد به وسؤاله عن مفتاح شقتها الذي غيره يجب ان تحصل على نسخه منه .


نزلت على الدرج بخطوات شبه سريعه ، عازمة  على مواجهته لكنها تراجعت عندما رأته .


شاحب الوجه لحيته بارزة عيناه ذابلتان لكن مهلًا يده مصابة ، يلتف حولها ضماد ظهرت دمائه منه يبدو أن جرحه مازال ينزف .


لايتحدث فقط يحتضن تيم ووالدته اللذان تشاركا البكاء خوفاً عليه بعد ان رأيا هيئته .


اماً هو فقد احس بوجودها وتمنى انها لو تقترب ،،،تقترب قليلًا فقط تسأله عن حاله لكنها ظلت واقفه بعيدا تنظر اليه من بعيد وكأنّه لايعني لها شئ ، نزف قلبه مع جرحه النازف وأضاف ألم إلى ألمه :


-خلاص يا أمي خلاص ياتيمو ما أنا بخير اهو.


أخرجهم من أحضانه ومسح دموع والدته :


-خلاص يا أمي بالله عليكي أنا تعبان متتعبنيش أكثر.


لتلمس أمينه وجهه كأنها تتأكد من وجوده وتطمئن قلبها الذي انتفض من منظره و ارتعب من فكره فقدانه  

حركت يدها على وجهه وصدره :


-حمد الله على سلامتك ياحبيبي .


ليلوح شبح ابتسامة على وجهه يطمئنها بعد ان رأى الرعب على وجهها :


-الله يسلمك يا أمي .


واحتضن تيم وقبل وجنته :


-وحشتني يابطل


ثم اغمض عينيه بتعب وتنهد مرهقاً :


-أنا عاوز اروح أنام .


ربتت أمينه على كتفه تحثه على النهوض :


-قوم يا حبيبي ارتاح .


لينهض منهكا ً وبخطى متثاقله تقدم نحو الدرج ليمر من جانبها دون ان يكلمها أو ينظر لها ليسمعها تقول :


-حمدالله على سلامتك .


-متشكر .         (بقلم رشا عبد العزيز) 


كلمه واحدة نطقها لسانه بثقل :


استند بيده على سور الدرج يرفع جسده المتعب متحاملاً على ألمه ، يناشد قدميه أن توصله لسريره .


كانت ترى صعوبة تحركه أرادت ان تسنده وتساعده ، لكن شئ ما منعها وكأنها شلت ،


ابتعد عنها عده درجات ، لتستدير متجهة نحوه حتى أصبحت خلفه  :


-أدهم جرحك بينزف ، تسمحلي أغيرلك عليه .


لم ينطق بكلمه لكنه حرك رأسه بالموافقة .


لتنزل الدرج تبحث عن صندوق الإسعافات  نادت على جينا تحضره لها واتجهت نحو أمينه تستفهم منها  ماحدث له لتخبرها انه قد فقد احد أصدقائه في مداهمة لأحد أوكار المخ*درات .


أشفقت عليه فهي تعلم تماما ماهو شعور الفقد فهي اكثر من ذاق مرارته وأحرقتها نيرانه .


عادت جينا بصندوق الإسعافات وهمت هي بترك أمينه والصعود اليه


لتمسك أمينه يدها تتوسلها بنظرات أم تملك الخوف منها على والدها


وبعين دامعة قالت لها :     


-ارجوكي يابنتي خلي بالك منه .


ابتسمت لها حبيبه وربتت على يدها التي تمسكها :


-ماتخافيش ياماما ، أن شاء الله  أدهم هيكون بخير.


دخلت عليه غرفته لتجده جالس على سريره ينتظرها شارد الذهن ، عينه تنظر للمجهول .


جلست بجانبه وامسكت يده تزيح الرباط القديم عنه  لتجد جرحا غائر يبدو ان طلقة نارية قد مرت من جانبها محدثة هذا الجرح الذي يحتاج تقطيب .


-ادهم الجرح كبير محتاج يتغرز عشان يخف بسرعه خلينا نروح المستشفى


أدار رأسه لها ببطئ وبعين حمراء ذابله وصوت ضعيف


-مالوش داعي اربطيه انت وخلاص أنا مش هاروح المستشفى .


علمت انه لن يسمع كلامها لتبدأ بتنظيف الجرح ومداواته  كانت تختلس النظرات نحوه. كان لايصدر أي ردة فعل أو تأوه ، كان وجهه جامد شاردًا في عالم ثاني وكأن روحه تأن .


انتهت من عملها وأحضرت له حبه دواء


-دا مسكن هيخفف الألم ويساعدك تنام .


اخذها منها ثم اعطته قدح الماء ليرتشف منه ثم يعيده لها وتمدد على السرير لترفع هي الغطاء تدثره .


كانت تقنع نفسها ان ماتفعله معه هو واجبها كطبيبة .


مر أسبوعين منذ أن عاد ادهم لكنه لايزال معتكف في غرفته لايخرج منها  وكانت هي تغير له ضماده بين الحين والآخر لكن دون ان يتكلم احدهم مع الآخر كان يسود تلك اللحظات الصمت


-مامي هو بابي مش هيرجع يتكلم معايا زي زمان ؟


سؤال طرحه تيم الذي اشتاق لوالده :


مسحت حبيبه بحنان على راسه وابتسمت


-لا ياحبيبي أن شاء الله هيرجع يتكلم معاك بس هو تعبان شوية .


ثم نظرت لدفتر الرسم خاصته لتجده قد رسمهم كعائله هو و والده وجدته حملت الكراسة وقالت :


-الله أي الرسمة دي ياتيمو ؟


التمعت عيني الصغير فرحا لمدحها رسمته 

-عجبتك يا ماما ؟


-تجنن ياروح ماما .


قالت ذلك وهي تقرص وجنته


نظرت للرسمة ثم نظرت اليه وقالت :


-أي رأيك نوريها لبابا ؟


ابتهج وجهه ونهض مباشره يسحبها


-يلا ياماما خلينا نوريهاله .


دخلا غرفته لتجد جالس على سريره شارد الذهن كما هو حاله في الأونة الأخيرة حتى انه لم يشعر بتيم عندما دخل واقترب من سريره .


-بابي …بابي


واخيراً شعر بوجود صغيره  ليحمله ويجلسه على ساقه دون كلمة .


ليرفع تيم لوحته أمام عينيه ويقول :


 -شوف يابابا أنا رسمت أي ؟


أمسك بالرسمه يتمعن بها ليفتر ثغر عن ابتسامه صغيره


-حلوه ياتيمو، برافو ياحبيبي .


بدأ الصغير  يشرح له عن رسمته


-دا أنا ودا انت ودي تيته ودي ماما .


وعند ذكر اسمها رفع تيم نظره اليها لتتجه نظرات ادهم إلى ماينظر اليه ، ليجدها تقف عند الباب  تراقبهم والابتسامه تعلو وجهها .


-ماما بابا عجبته الرسمة .


اتجهت نحوهم ، حتى أصبحت قريبه منهم :


-حبيبي الرسمة تجنن بس أي دا وريني...


لتمسك ورقة الرسم كأنها تتأملها


-هي مش مناخيري كبيرة شويه ياتيمو ، وبابا بكرش (بقلم رشا عبد العزيز) 


وعندما قالت ذلك ، ضحك تيم بشدة لينظر لوالده فيضحك هو أيضاً .. 

فتشاركهم الضحك هي أيضاً


مر أسبوع آخر أصبحت حاله أدهم افضل قليلاً رغم الحزن الظاهر عليه لكنه عاد يأكل معهم و يخرج قليلا من غرفته .


كانت تضمد جرحه في صمت ، حتى قررت ان تكسر هي هذا الصمت وتسأله :


-انت غيرت كالون الشقة يا ادهم ؟


لينظر لها بلوم فتتلاقى عينيهم …لبضعة ثواني وكأن عيونه قالت لها :


حتى في حالي هذا لاترحميني ألا تسمعين صدى أنيني ، أجرحاً آخر تزيديني ومن نظره عينيه أدركت خطأها باختيار التوقيت ، فلم يشفى هوبعد من جرح يده لتزيد هي جرح لقلبه .


لتبتلع ريقها وتجلي صوتها وتقول :


-أنا بس كنت عاوزه اعرف ليه ؟


ودون ان ينظر اليها أجابها وهو يتسطح على السرير ويوليها ظهره بعد ان أنهت تضميد جرحه:


-لان دا كان اتفاقنا انك تحترمي إني جوزك طول ما انت على ذمتي .


نبرة صوته الباردة كانت كصقيع خدش جدران قلبها

ها هو يؤكد ملكيته لها


*******************************************

شهران مرا على زواجها منه وطيلة تلك الفترة كانت تحاول ان تتقرب من الأطفال وكانوا مابين شد وجذب .


لكنها ابتسمت عندما تذكرت كيف فرحت مسك بضفيرتها الفرنسية التي صنعتها لها بعد ان أبدت صديقاتها إعجابهم بها وكيف أصبحت تطلب منها ان تصنعها لها كل يوم .


اماً انس فبات يتفاخر بها أمام زملائه بان المس خديجه هي زوجه والده .


دعت الله ان تستطيع الوصول إلى قلبهم قريباً .


اماً عن ايمن فهي لاتنكر انه يعاملها أحسن معامله يهتم بها ويسألها عن ادق تفاصيل حياتهم حتى تشاركه الرأي .


لتضحك عندما تتذكر كيف يطرق الباب بطريقة كوميدية لتعلم انه من على الباب ، وكيف يجلب لها الحلوى كما يجلب لأطفاله ً…كيف يجلس معها يتناقشون في بعض المواضيع الإعلامية


هناك شئ به بدأ يجذبها ، لاتعلم ماهو لكن هناك مشاعر تداعبها في بعض الأوقات لكن قلبها ينكرها .


لتسأل نفسها سؤال :


متى ستتخلص من قيود حب مالك التي أصبحت تخنقها .


لتسمع صوت المفتاح في الباب  ،


ليدخل أيمن لتشهق بصوت عالي تضع يدها على فمها من الصدمة :


-ايمن أي الي حصلك مين الي عمل فيك كده؟

يتبع 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الاول والثاني من هنا



الفصل الثالث حتى الفصل الخامس عشر من هنا



الفصل السادس عشر حتى الفصل الحادي والعشرين من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا



إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺






تعليقات

التنقل السريع
    close