القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية السيده الأولي الفصل الثالث بقلم الكاتبه الكبيره سوما العربي حصريه وجديده


رواية السيده الأولي الفصل الثالث بقلم الكاتبه الكبيره سوما العربي حصريه وجديده 


سقط حديثه على أذنيها ورأسها كالصاعقة.

هو بالتأكيد يمزح معها، أو يكذب كي لا تتعلق به او تتعشم، ضحكت بخفه ورددت:

-بتقولي كده عشان...عشان مش عايزني اتعشم أو أحلم

قاطعها بحسم يعلق بجفاء :

-ليه هخاف منك ولا ايه عشان اضطر أكذب مثلاً؟! أنا فعلاً بحب واحده تانيه وبحبها من زمان مش من دلوقتي ولا سنه ولا سنتين.

-أمال من أمتى؟!


سألت بحلق جاف فردد:

-من أيام ثانوي وكلية.

-معقول؟؟!؟

-أمممم.

-هي مين دي.


تألمت وهي تراه وتلاحظه يتبسم بحب حقيقي ولمعة حالمية تشكلت على شفتيه وهو يردد:

-نور... نور الدمرداش.. باباها صاحب اكبر شركات عصير في مصر.

-وليه ماتجوزتوش؟!



عاد من عالمه الحالم على سؤالها الذي يعيده للواقع دوماً فتغيرت نبرة صوته وكذا ملامحه، بان كأنه عاد هاشم ثابت المحامي الثابت بخلاف ذلك الحالم الذي كان يتحدث عن حبيبته منذ ثواني  ورفع عيناه فيها يقصف:

-وانتي مالك، ماتنسيش حدودك.


نظر حوله للشموع والتوضيبات وكمل بتقزز:

-وجو الأمهات الرخيص ده ماتبقيش تعمليه تاني، شكل معاملتي الكويسه ليكي طمعتك وخلتك تاخدي حجم ووضع اكتر من حجمك، فوقي يا قطة، انتي هنا لمزاجي وخلي بالك عشان بزهق بسرعه.


اغمضت عيناها تبتلع الإهانة ثم رددت:

-حاضر..طيب جرب أكلي.


كأنها مازال بداخلها أمل؟! 


القى المعلقة من يده وردد: 

-مش عايز...ايه القرف ده...أنا ماشي.


وقف وهي تابعته وهو يخرج بخطى غاضبه ثم هبد الباب خلفه وتركها تجلس وحيده تفكر في وضعها.


________السيدة الأولى_سوما العربي_____


سبه نابية خرجت من بين شفتيه وهو يشعر بأحدهم صدم سيارته من الخلف، ترجل من السيارة بغضب شديد والتف ليرى حجم الكارثة.


تقدم عمر زهران بحجمه الضخم وهو يشمر عن ساعديه ينوي قسم جسد الفصل لنصفين، خطواته هجومية مخيفة ولسانه لا يتوقف عن السب واللعن بأقذر الكلمات.


وقف أمام السيارة التي صدمته كانت من فئة الفيات ١٣٢ لونها أزرق نيلي، بابها مغلق وصاحبها يأبى الخروج...ولديه حق فهيئة عمر وحده بلا شيء في الحقيقة مخيفه، ماذا لو كان غاضباً وقد صدمت سيارته ومن الخلف أيضاً.


حينما فاض به الكيل من احتمالية خروج ذلك البهيم فتح هو الباب بنفسه، يشد الباب وصاحب السيارة يشده ايضاً كي لا يُفتح...وصوت صراخ انثوي قادم من الداخل:

-لا والنبي لاا.

تقريباً الغضب أعماه فلم يكن يحسن سماع الصوت وانه للسائق وزجاج العربية معتم.


بالطبع قوة عمر زهران كانت الأكبر وفتح الباب ثم مد يده يخرج ذلك الحمار الذي صدمه وهو يقسم على إبراحه ضرباً.


صدم من ملمس اليد الناعم و شعر مموج غجري يتطاير في الهواء مخفياً خلفه ملامح صاحبته، كل ما على لسانها:

-ماعملتش حاجة ماكنش قصدي.


ازاحت شعراتها عن وجهها فظهرت له ملامحها البديعة، وجه مستدير أبيض وخدود منتفخه وعيون واسعه عسليه مثل لون شعرها المتمرد.


وكل هذا لم يمنعه من الصراخ فيها:

-ايه الي هببتيه ده يا أنسه؟؟!


سيارة عمر زهران لديه بمقام زوجته لا يقبل المساس بها، وحتى جمال تلك الفتاة لن يشفع لها.

-ماعملتش حاجة...أساساً انت الي غلطان.


هيجت شياطينه فصرخ فيها:

-غلطان ايه انتي خبطاني من ورا...والي يخبط من ورا عليه السمكرة، لمّا انتوا مش عارفين ابسط قواعد الطريق بتسوقوا ليه؟ منه لله الي علمها لك.

-لو سمحت...حاسب على كلامك عشان بابا الي معلمها لي.

-وبلانا احنا بقا.

-ماخلاص يا حضرت ما انت كويس اهو..وكويس انها جت في الصاج.

-جت في الصاج؟! انتي عارفه العربيه دي بكام؟! وخبطة الصاج اللي بتقولي عليها دي بتتعمل فين؟! 

-ماحدش راكب رانج روفر غيرك يعني!!


زم شفتيه بغضب، وقد ساقه تفكيره منذ دقيقه فقط ان يعفوا عنها كونها فتاة لكن طول لسانها وسلاطته حسه على التراجع فهتف من بين أسنانه لكن عيناه ما زالت تجوب ملامحها التي تناقض طول لسانها:

-تصدقي انا كنت نازل من عربيتي وناوي افلق الي عملها نصين عشان مش عمر زهران الي يتعلم عليه وعلى عربيته بس لما لاقيتك بنت قولت خلاص سيبها لكن بسبب طولة لسانك دي انا بقا رجعت في كلامي، عشان انتي بت لسانك طويل.

-بت؟!! لو سمحت خليك محترم، مش عايزه اغلط فيك.

-تغلطي فيا؟!؟؟ أنا والله حتي بعد الكلمتين الي قولتهم كنت ناوي أسمعك كلمتين وبردوا هسيبك بس بما انك شبح كده يالا بينا على القسم وهناك تعرفي تمامك ..يالااا.


تمسكت بيداه تصرخ بهلع:

-لاا والنبي للا انا واخده العربيه من ورا بابا.


-كمااااان.

-اه.

قالتها بأعين لامعه من الدموع فسألها:

-انتي منين؟

-وانت مالك؟!

-كده؟ طب يالا بينا على القسم.

فصرحت برعب على الفور:

-مدينة نصر 

-كان لازم اهددك يعني، هو انتي من الي مابيجوش غير بالعنف.


تدخل الجمهور من حولهم واصوات من عينة

-حصل خير بقا يا باشا .

-عديها شكلها بنت بنت ناس وماتقصدش

-ربنا يكيفيك شر الغفلة 


نظر حوله لكل المتوسطين وهي تنظر لهم وله برجاء وأمل ان يتأثر بحديثهم، لاحظ نطراتها وتبسم داخله بتسليه وخارجه يرفع احدى حاجبيه مردداً:

-ماشي كلامكم على عيني وعلى راسي بس هو الدين بيقول أييييه؟

-أيه!!!!

-من أتلف شيء عليه إصلاحه، مش ده شرع ربنا؟!!

-هتصلح رانج روفر؟! براحه عليها شوية شكلها غلبانه ياباشا وانت الكبير 

انسحب لسانها منها رغم عنها واندفعت تردد:

-ايه غلبانه دي شايفني بشحت قدامك.

=تصدقي انا غلطان لك، دفعها ياباشا 

-شوفتوا...عرفتوا انها تستاهل.

=حقك يا باشا اعمل ما بدالك بس ماعلش بقا تيجوا على جنب عشان تمشوا الطريق الي انتو قافلينوا ده .


تحرك بسيارته وهي حركت سيارتها و وقفا على جانب الطريق فقالت:

-هاااا، همشي بقا مش كده.

-تمشي فين يا كتكوتة، قالوا لك عليا مختوم على قفايا ولا داقق عصافير، قدامك حل من اتنين يا نروح القسم يا تصلحي العربية.


صدمت ملامحها من إصراره فصرح:

-والله كنت هكبر للناس وامشيكي بس انتي عملتي فيها بنت بيل جيتس يالا صلحي العربيه.

اخذتها العزه، أيعايرها هو؟! رفعت ذقنها وهتفت بتحد:

-هصلحها.

-أنا مستني، يالا خلي طولة لسانك تنفعك.


تناولت هاتفها و وقفت على جنب فسألها:

-رايحه فين؟!

-هكلم حد يجي لي.

ابتعدت عنه وهو يتابعها بعيناه، وقفت بعيده عنه بكم خطوة تحاول عده مرات الاتصال بأحدهم لكن ملامحها تدل على عدم تلقي أي رد.


زفرت بضيق وهو كذلك وهتف:

-لا ما انا مش فاضي لك ولازم أتحرك دلوقتي،

-ماحدش بيرد.

-انا عندي شغل مش فاضي لك.


نظر لها من أعلى لأسفل ومن اسفل لأعلى ثم سألها:

-انتي اسمك ايه؟!

-كنزي.

-ايه ياختي؟؟

-كنزي، ايه السمع ايه؟!

-بطولي لسانك تاني؟؟ طب يالا على القسم.

-لا خلاص خلاص...كنزي وهو اسم غريب فعلاً 


ضحك رغماً عنه بتسليه ثم نظر لها وقال بصوت آمر؛

-هاتي رقمك.

-نعم نعم!!

-لا انا مش جاي اخطبك بعد الصلاه انا عايز رقمك عشان اكلمك تصلحي العربية واعرف أوصلك..لأني لازم أتحرك دلوقتي مش فاضي لك انا.

زمت شفتيها بتوتر وخوف، عض شفتيه يحاول كبت ضحكته عليها وهو يسمعها بصوت محتقن من الغل تعطيه رقم هاتفها مضطرة.


سجل رقم الهاتف والتف يصور لوح السيارة فسالته بهلع:

-انت بتعمل ايه؟!

-باخد نمر العربية عشان اعرف أجيبك، شكلك عيلة غدارة .

-ربنا يسامحك...انا مش هرد عليك عشان انا متربية.

-لا عشان معايا رقم العربية يا كتكوتة.

-بلاش كتكوتة دي بتعصبني .

-ماشي يا كتكوتة.


تحرك كي يغادر لكنه توقف يسألها:

-عندك كام سنه؟

-٢٣

صمت لدقيقه ثم غادر بصمت تام ...قاد سيارته باتجاه شركته وهو بين كل كم دقيقة تفلت ضحكته وهو يتذكر ما جرى.


وصل للعمل وصف سيارته ليقابله مدير مكتبه:

-عمر بيه، اتاخرت جدا في مستورد كبير فوق مستنيك من بد...

قطب كلماته وهو يرى مطبقة من الخلف فسأل:

-ايه ده؟؟ ايه الي حصل؟!

-حادثه ، خلي حد ياخدها الصيانة ونادي لي مدير الحسابات يحضر الاجتماع.

-لا هو اجازه النهاردة بس في دراعه اليمين "تيم مرسي" شاطر بردو زيه.

-اي حد المهم يكون شاطر، الراجل الي فوق ده عقر وعايز الي يقعد قدامه يكون صاحي.

-تمام.


تحرك كل منهما وبعد ١٥ دقيقة كان عمر زهران يتقدم لداخل غرفة الاجتماعات ومعه مدير أعماله فسأله عمر:

-امال فين الأستاذ المحاسب؟ هو انا الي هستناه؟!

-جيت خلاص يافندم.


قالها شاب طويل و وسيم جداً جدا، ملابسه مهندمة وشعره اشقر كثيف بعيون خضراء بشرته بيضاء صافيه اكثر حتى من الفتيات، كان فاتن جدا ووسيم جداً .


التف عمر لمدير أعماله يردد:

-بقولك عايز محاسب شاطر.

-ما اهو يا فندم.

-اهو ايه؟!! مش ده مهند بتاع العشق الممنوع؟!! وعدنان بيه بقا عارف انه هنا ولا ايه؟!


ضحك الرجل وتقدم تيم يردد:

-هعتبرها مجاملة يا باشا ومش هزعل، جرب شغلي وهتشوف بنفسك.


نظر عمر لمدير أعماله فحسه بنظراته على ان يثق فيه فتقدم عمر وخلفه تيم، و في الاجتماع انبهر عمر بمهارة تيم، كان جيد بالفعل 


زم شفتيه وهو يخرج من الاجتماع فنظر له مدير أعماله يسأل:

-ها؟!

-لا طلع شاطر فعلاً..اصرف له مكافأة حلوه.


تهلل وجه تيم وبدأ يشكر عمر بصورة متواصله حتى اختفى داخل مكتب رئيس مجلس الإدارة.


_______السيدة الأولى-سوما العربي______


خرجت بعد ذهابه، كانت تبكي مخنوقه، ساقتها قدماها للمشفى الموعود، وقفت خلف زجاج الحضانه تنظر على شقيقتها وهي تبكي، رغم كل احتياجاتها الأن الا انها تفتقد لشخص تحكي له وتبكي معه تشكيه همها، ذهب الاب وذهبت الأم وكل شيء حدث بغمضة عين، حتى سيرتها الطيبة ومستقبلها المشرق ذهبوا أدراج الرياح.


ولم يتبقى لها سوى قطعه اللحم الحمراء هذه.


مرت ممرضة من جوارها كانت قد خرجت للتو من الحضانة فاقتربت منها طيبة تسأل:

-هي حالتها عامله ايه دلوقتي؟!

-بتتحسن بس لسه مش احسن حاجة...أدعي لها.

-طب ماعلش...ممكن ادخل عندها من جوا اقرب من سريرها؟!

-لااا ماينفعش.

اخرجت طيبة مالاً من حقيبتها واعطته لها تقول:

-عشان خاطري ...عايزه اتطمن عليها.


دفست الممرضة المال في طيات ملابسها ثم همست:

-ماشي بس بسرعه الله يباركلك مش عايزه مشاكل.

هزت رأسها موافقه وتحركت معها متذكرة كيف نفعها مال هاشم.


دلفت للداخل واقتربت من حضانتها الزجاجية ، الصغيرة كانت اقرب للهيكل العظمي حمراء وضعيفه، مظهرها يؤلم ويصعب على الكافر.


جثت طيبة على ركبتيها وهي تبكي حتى وصلت لمستوى الصغيرة تنظر عليها وهي تردد:

-مابقاليش غيرك، عيشي واكبري عشاني، مابقالناش غير بعض.


بكت بحرقه وهي تردد:

-انتي صعبانه عليا قوي، مالحقتيش تشوفي بابا ولا حتى ماما، بتصارعي عشان تيجي علي دنيا مافيهاش غير وحوش، يارب يبقى مستقبلك احسن وأمن مني يا... فرح...هسميكي فرح عشان حياتك تبقى كلها فرح...يارب يا فرح ما يحصلكيش الي حصلي.


زاد نحيبها وهي تتحدث كما لو انها اخيراً وجدت شخص يفهم تحكي له:

-انا في مصيبة، انا بقيت من غير شرف، مابقتش شريفه، اتباعت، حتى مالحقتش استوعب واعيط على الي حصلي.


ضحكت من بين دموعها على سذاجتها تكمل:

-غبائي وهبلي صوروا لي ان كل حاجه ممكن تتصلح، لو اتجوزني ممكن الحق نفسي، كنت حاسه ان لسه في امل وممكن كل حاجه تتصلح، وماتبقاش كارثه، طلع لا واني هبله، انا هبله، انا في مصيبة، هعمل ايه؟؟ اعمل ايه؟؟؟


تقدمت الممرضة تخوف تردد:

-لو سمحتي كفايه كده لو حد عدى ممكن اتأذي.


وطيبة كانت لا زالت تبكي فهتفت الممرضة من جديد:

-يا أنسه.

أااااه عاليه وسط بكاء صدحت عن طيبة، اللقب الذي نادتها به الممرضة سقط على أذنها كحد السيف على الرقبة.


وقفت بصعوبة وحاولت التحرك، نظرت للصغيرة تعدها بأن تعود لها.


خرجت تذهب لقسم الحسابات لتدفع جزء منه تحاول الاستفادة بمال شرفها.

وجدت سيدة مسنه وابنتها كل منهما تنظر لها ثم يبادلان النظر ويعودا للنظر لبعضهما، نظراتهم ضايقتها وقد شعرت السيدة بذلك فقالت:

-لا احنا بنبص لك عشان حلوه مش تريقة يعني.

تقدمت الفتاة تسألها:

-هو انتي مخطوبة؟؟

صدمت طيبة ولم تجيب فأكملت الأم بحماس:

-بنسأل بجد والله، شكلك يشرح القلب، أنا عندي ابني شغال برا ونازل في شهر سبعه عايز يخطب، ماتفكريش انه وقيع عشان بخطب له اي واحده تيجي قدامي كده، ده انا عشان عايزه له بت على الفرازة وتكون نقاوة، ايه رأيك، عنده شقه ملك ٢٠٠ متر في مصر الجديدة الشبكة الي انتي عايزاها والمهر كمان انتي بس قولي أه.


هل اتفق الكل عليها اليوم، هذا العريس غريب الأطوار مجهول الهوية وعرض تلك السيدة لو عرضوا عليها منذ يومين فقط لوافقت حتى لو كانت مقبلة على الزواج من شخص مجهول.


هل كل ثانية سيحدث شيء يذكرها انها ضاعت، ما عاد يحق لها العيش ككل الفتيات..


عروض كثيرة مثل ذلك العرض كانت ستحظى به، وقد تعرضت لمثل تلك المواقف مراراً، وحدها او مع والدتها التي كانت ترفض بدلع وترفع، تعلم ان ابنتها الطبيبة ذات السمعة الطيبة ستحظى بذلك مراراً وما هو اكثر ولا داعي أساساً للإستعجال فابنتها لازالت صغيره وفرصها كثيرة.


فلتأتي الأن وترى ابنتها التي ضاعت وباتت بلا فرص، وفرصه قليله مثل تلك أضحت غير مستحقه لها.


أجهشت في البكاء من جديد وفرت من أمامهما تخرج من المشفى واتجهت ناحية النيل تشم هواءه.


سارت لمسافه طويلة على أمل ان يشفي هواء النيل من حرقة قلبها قليلاً.


واذ بها تتفاجأ بعرس وزفة لعريس وعروسه، وقفت تلقتط صوراً تذكارية بجوار النيل.


كانت العروس جميلة تضحك وسعيدة، نظراتها تلاقت مع طيبة فابتسمت لكن طيبة لم تبتسم بل أدمعت وهي تتأكد ان الكون كله تحالف ضدها.


اقتربت احدى السيدات من العروس تلتقط معها صوره ثم احضنتها وهي تردد بصوت وصل لطيبة:

-مبروك ياعين خالتك، ربنا يعدي ليلتك على خير.


تمزق قلب طيبة، وهي تعرف المقصود بتلك الجملة، لحظة الألم التي عاشتها بغير زواج ، لن تلبس فستان أبيض كتلك الفتاة ولن تسعد مثلها.


غادرت تتركهم وعرسهم كأنها تهرب من شياطين ، فرت ناحية النيل و وقفت فوق الكوبري قريبة من حافته.


كادت ان تقذف نفسها في ساعة يأس وشريط دقائق فقدانها شرفها تمر أمام عينيها تستوعب حجم الكارثه التي لن تستطيع حتى تصليحها.


همت لتفقد توزانها وترتاح لكن منعتها يد ، التفت لترى سيدة كبيرة بالعمر تردد؛

-ايه الي هتعمليه ده يابنتي؟!

-سبيني يا طنط، انا عملت غلطة كبيرة قوي، الموت أهون.

-عملتي غلطة ورايحه تزوديها؟!! قتل النفس من الكبائر يابنتي، هتقابلس ربنا ازاي؟!

تراجعت  بخوف من لقاء ربها فأخذتها السيدة وقالت:

-تعالي تعالي نقعد في الهوا، أحكي لي مالك.


جلست معها طيبة في الهواء الطلق وبدأت طيبة تحكي بأختصار ما حدث معها.


____السيدة الأولى_سوما العربي_____


تقدم يدلف للداخل فقابلته رقية بوجه متهلل:

-هاشم..اخيراً رجعت..البيت نور.

=اخيراً رجعت يا سيادة المحامي؟! 


قالها رجل متعدي لسنواته الستون، جسمه صحي وطويل كأبنه وكمل:

-كل الزعل ده ليه ها؟! عشان مش موافق على جوازك من الست نور؟!

-بابا لو سمحت.

-لو سمحت ايه؟! انت عارف ان بيني وبين أبوها وجدها شغل كتيو من زمان وانت لعبي ومش بتاع جواز، ومع ذلك مصمم عليها؟! ليه ما بنات الناس كتير.

-مين قاللك كده؟! مين قال اني لو اتجوزت هفضل كده؟؟

-بأمارت صُحبتك، شريف البطل اللي مطلق بعد سنه جواز بسبب الصرمحه ولا البيج بوص عمر زهران الي مابيعشلوش نسوان ومطلق مرتين.

-وانا مالي بيهم وبعدين مين عرفك بظروفهم، شريف طلق عشان مراته بتعامل مامته وحش .

-هممم وعمر الي امه ميته؟!

-ماعرفش بس لو كده ما كانتش هتبقى طليقاته الاتنين بيحاولوا وهيموتوا ويرجعوا له.


تنهد عزت ثم ردد:

-طيب، بص يا هاشم، انت محامي وكبير قوي وشاطر، نور عندك روح قولها، انتم صحاب من زمان مش بتقولها ليه؟؟


صمت هاشم بصمت، جوابه معلوم عند نفسه، لانه لا يرى بعيناها نظرة إعجاب، تعامله كأنه شقيقها ومنذ كانوا صغار.


دق جرس الباب ففتحت رقية لتشهق مرددة:

-نورر، وحشتيني ازيك.

-روكااا...وحشتيني قوي، طنط وعمو موجودين؟؟

-اه وهاشم كمان..تعالي.


دلفت نور التي كانت تشع نور، اسم علي مسمى، فتاه شقراء وعيونها بنيه وقوامها ممشوق، تقدمت لتسلم عليهم جميعاً ثم سألت:

-هاشم صحيح عرفت؟! مش هاشم عمل حادثه؟!


جعد ما بين حاجبيه وسألها:

-وانتي عرفتي منين؟!

-كلمته بالصدفه، 


قالتها بتوتر، اهتمامها بعمر أزيد منه ومن شريف يثير حيرته كل فترة خصوصا أن  ثلاثتهم أصدقاءها منذ الدراسة.


لاحظت تبادل نظرات هاشم مع عزت فسألت لتبدد التوتر:

-أمال طنط ليلة فين؟! وحشتني قوي.

-انا هنا يا حبيبتي.

قالتها سيدة في نهاية الخمسينات من عمرها قوامها متوسط وثيابها فاخرة وتقدمت من نور بحبور تحتضنها وتجلس معهم ونور تحادثهم جميعاً بإعتياد اهتمامها غير منصب على هاشم الذي لا يركز سوى عليها، فوقف بغضب وغادر الجلسه.

_____السيدة الأولى-سوما العربي______


وقفت في شرفة بيتهم ولجوارها صديقة عمرها تردد بصدمة:


-يخربيتك وبعدين؟!

-خد رقم العربية، واسمي كمان ياخوفي لا يعمل محضر.

-أبوكي لو عرف هتبقى مصيبة.

-حرام عليكي  يا منار، ده انا ميتة في جلدي فال الله ولا فالك.

كانت تحدث صديقتها وعيناها على الشارع فقالت منار:

-بتبصي على ايه؟! مستنية البيه؟! بذمتك انتي عندك دم؟! انتي في ايه ولا ايه؟! وبعدين بقالك سنين على ده الحال وه مش معبرك.

-هموت عليه، يجنن، عاجبني قوي.

-تيم مرسي ده واد شايف نفسه، صراحه حقه هو اشقراني وجان وشقة وعربية وشغال محاسب في شركة كبيرة فهو عريس لقطة وهو عارف، عشان كده عمال يتفرد ويتني على البنات ...وخلي بالك عشان بيبقوا عارفين لما بيكون في اهتمام يعني هو أكيد واخد باله خصوصا من تصرفاتك انتي كل يوم مستنياه في الشباك في ميعاد وجوعوا

-بس انا معجبه بيه فعلاً مش عارفة اخرجه من دماغي، كل يوم بيستفزني بتطنيشه ليا وأقسم بالله اطلعه من دماغي بس بلاقيني ارجع أفكر فيه.


صمتت وهي تلاحظ إصطفاف سيارته ونزوله منّها مغادراً نافش ريشه كالطاووس ، يضحك بإستخفاف وكبر وهو يلاحظ وجود تلك الفتاة المهووسة به تقف في نافذة غرفتها تنتظر رجوعه ككل يوم.


كالعادة اغلق سيارته بالريموت ثم غادر بغرور.


كانت تتابعه بهيام لتصرخ فيها منار:

-فوقي بقا يا موهومة نفشتيه علينا.


زمت كنزي شفتيها بضيق وكادت ان تتحدث لولا ان صدح صوت هاتفها باتصال من رقم مجهول ففتحت الاتصال ترد:

-ألو!

-ايه ده ايه الصوت الحلو ده! غريبة.

قالها عمر متأثراً برنين صوتها في الهاتف فردت كنزي ببعض الحده:

-ايه ده مين حضرتك؟!

اتكئ في نومته على الأريكه وقد راقه غضبها وصراخها ثم ردد:

-مش فكراني يا كتكوتة ولا ايه؟؟

-كتكوتة؟!!! هو انت؟!

______السيدة الأولى_سوما العربي______


وقف اسفل البناية المطلة على النيل، ساقته قدماه لعند نفس الفتاة من جديد.


صعد البيت وجد كل الانورا مطفئة على عكس الحال الذي تركها عليه، بحث عنها بعيناه ولم يجدها.


دلف لغرفة النوم وجدها غافية متكورة على ذاتها في الفراش.


أضاء المصباح بجوار الفراش وجلس على حافته لجوارها ينظر عليها تحت تأثير الضوء.


تأملها بهدوء، كانت جميلة جدا، ملائكية تشبه الأطفال، مد يده لا إرادياً يتلمس خدودها المنتفخة والتي هي اكثر ما يميزها كأنها عروس لعبة لذيذة.


فانتفضت برعب وجلست في الفراش بهلع تسأل:

-ايه؟! في ايه؟!

ملس على خدها يردد بصوت حنون:

-ايه؟! مالك؟! أنا هاشم.

-عايز ايه؟!

-نعم؟!


قالها بصوت حاد وقد ارتفع حاجبه لا يعجبه فعلتها فكمل:

-عايز ايه؟!! 


هز رأسه مهمهاً وقد أججت غضبه فثار ورد:

-طب انا بقا عايزك.

صرح بلا مواربة فردت على الفرر:

-لأ.

حسمها فاجئه، منذ متى الرفض ومن أين تلك القوة؟! فهمس بهدوء مخيف:

-لأ؟!!!


كان صدرها يعلو ويهبط بثوران أنفاسها المرتعبة وقد زادها عليها حينما حضرت شياطينه وصرخ بفظاظة:


-فوقي ده انا شاريكي بالفلوس،هو ايه الي لأ؟ أنا لما  أقول عايزك من قبل ما أنطقها تكوني في السرير ومتهيئة لي كمان ولا انتي نسيتي نفسك، فوقي بدل ما افوقك.


صدح صوته عالياً وهي وقفت متفززه أمامه، وعلى مايبدو فوقَتها لحجم الكارثه جاءت متأخرة، ها هو يحدثها كالغانيات.


ابتلعت لعابها بخوف، تريد الرفض ولكنها غير قادرة على مجابهت، حاولت التفكير:

-أنا مش عايزة اعمل كده تاني.


نطقت برعب وخوف فعصبته لانه يريدها، واكشتف انه يريدها فهو لا يلهث خلف النساء في العادة وبرفصها كشفت له ما كان غافلاً عنه.


تقدم بعصبية بعدما فطن انه يريد وهي الرافضه فصرخ فيها:

-ايه الي مش هعمل كده تاني؟ امال مفكراني مقعدك وبصرف عليكي ليه، فوقي لنفسك ياروح امك.

-خلاص أمشي.

نطقت برعب لكن مالها حيله غير ذلك فعصّبته بزياده كونها تبتزه فصرخ بغضب وهو يدفعها بكتفها:

-طب يالا اطلعي برا، فكراني همسك في ديلك يا قطة، يالا...يالا ماتتنحيش.


غضبه كان مضاعف فقد كشفت له أمام نفسه انه لم يعد مرتخي اليدين من ناحيتها وان وجودها بات فارقاً.

دفشها بمهانة لتخرج من الباب وألقاها خارج الشقه بملابسها البيتيه مردداً:

-غوري في ستين داهيه يالا..


حاولت التجلد  وهي تذكر نفسها بالتجلد كي لا تغرق بزيادة في الوحل، مسحت دموعها وحركت قدميها تستدير كي تغادر فأشعلت شياطينه كونها على عكسه مستغنية فردد بصوت كله تهديد و أبتزاز يكافر مايثور داخله:

-بس لما تنزلي هتلاقي الي اشتريتك من عنده مستنيكي تحت.


توقفت قدميها برعب  وتهدجت أنفاسها وبدأت تلتف له ثانيه تدرك انه هكذا يعلن رفع يديه عن حمايتها فالتقت عيناها بملامحه القاتمة من الغضب و....

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹




تعليقات

التنقل السريع
    close