رواية الطفلة والوحش الفصل 22/23/24 بقلم الكاتبه نورا مرزوق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية الطفلة والوحش الفصل 22/23/24 بقلم الكاتبه نورا مرزوق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
يزن (بهدوء قاتل):
– قلت سيبوا الصحافة تدخل...
الجملة دي نزلت على الكل كأنها صاعقة.
مرفت (بانفعال):
– إيه؟! يا ابني انت لسه فايق ! إيه اللي بتقوله ده؟!
آرين (مصدومة):
– يزن لأ، مش وقته، والله مش وقته.
لكنه رفع إيده بإشارة بسيطة، وقال بنبرة كلها هدوء
– متخافوش عليا انا بخير ..دخلوهم
مسكت إيدة بدموع وقالت ـ عشان خاطري انت لسا فايق خليها بكره تكون اتحسنت شويه
باس إيدها بحب وقال ـ متقلقيش عليا يا أميرتي انا كويس والله
ريان اتنحنح وقال:
– يزن انت لسا تعبان و
يزن (وهو بيعدل نفسه بصعوبة وابتسامته الباردة على وشه):
– متقلقش عليا انا الوحش ولا اي
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[خارج الغرفة – بعد 10 دقايق]
الباب اتفتح...
ظهر أيمن الصياد، وعلى يمينه ريان، وعلى شماله آرين، وخلفهم... يزن.
ماشي على رجلين ضعاف ساند علي ذياد وشماله رعد ، لكن في كل خطوة... في هيبة بترجع.
الحرس محاوطينه من كل مكان
الكاميرات اتحجّرت، الصحفيين وقفوا، المايكات ارتجفت... والناس نسيت تسأل، نسيت تصرخ، نسيت تلاحق.
اتكلم يزن، بصوت هادي، بس كل كلمة كانت طلقة:
– بشكر كل إنسان دعا لي، انتظرني، ما فقدش الأمل فيا.. دعواتكم كانت بتوصلي شكرا ليكم وبقول ليكم يزن الصياد ملك السوق رجع من جديد
أحد الصحفيين (بتردد):
– أستاذ يزن... حضرتك ناوي ترجع لإدارة المجموعة؟ هل في تغييرات متوقعة؟ وهل ده إعلان رسمي؟
يزن (ابتسم وقال):
– لما أقرر أرجع... الكل هيعرف. لكن دلوقتي؟ أنا راجع لنفسي... لحياتي... وللناس اللي بتحبني.
صحفية تانية (بشغف):
– مين أول حد شفته لما فقت؟
بص ليهم، وبعينه راح لـ آرين، وبابتسامة باينة في ضي عنيه:
– اللي عمري ما فقدتها حتى وأنا نايم.
الكلمة دي لحالها، غطّت على كل الكاميرات... لأن الصورة كانت أوضح من ألف لقطة.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[بعدها بساعة داخل جناح يزن ]
الكل مشي مفضلش غير آرين بس كانت قاعدة جنبة وماسكة إيدة وحضناها بقوة وهيا لسا مش مصدقة انو معاها دلوقتي
ابتسم يزن عليها وقالها ـ آريني عاملة اي
آرين بدموع ـ كنت وحشة اوي من غيرك يا يزن كنت حاسة اني تايهه اوي كنت محتاجاك جنبي انا زعلانة منك اوي
يزن بحنان ـ تعالي جنبي
قامت من مكانها واتمددت جنبة علي السرير ودفنت وشها في حضنة وعيطت بقوة
آرين بعياط ـ انا إستنيتك كتير اوي وكنت بناديلك وانت مكنتش بترد عليا
شدها لحضنة بحنان ورتب علي ضهرها بحب وخلاها تقول اللي هيا عاوزاه
بعد مده هدت آرين ونامت في حضنه من كتر العياط وهو كان بيبصلها بحب
يزن ـ اوعدك هعوضك عن كل حاجه يا أميرتي
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
– بالليل في الجناح
يزن طلب سجادة، ورغم التعب... أصرّ إنه يصلي.
قام بتقطع، وركع لله لأول مرة من شهور...
آرين وقفت بعيد، والدموع بتنزل من غير صوت...
كل لحظة سجد فيها، كانت كأن قلبه بينضف، بيغتسل...
وفي الخلفية، كان صوت المآذن بيرتفع:
"الله أكبر... الله أكبر"
والسماء كانت أقرب من أي وقت فات.
تاني يوم داخل غرفة يزن
الجو كان ساكن… غير صوت الأجهزة اللي بتقيس النبض بهدوء.
آرين كانت بتوضب حاجتها في شنطة صغيرة، يزن قاعد على السرير بنظرة ثابتة، وكأن جواه قرار أخد خلاص.
دق الباب، ودخل ذياد ويامن، ووراهم عز، وكلهم نفس النبرة على وشهم:
"ده جنان، مستحيل نوافق!"
ذياد (بحزم):
– لا، يا يزن. مستحيل تخرج النهاردة. لسه جسمك بيترعش وانت بتقوم. الدكتور نفسه قال ممنوع!
يزن (بهدوء غريب):
– أنا مش طالع أحارب… هيا ساعة واحدة بس.
يامن (برفع حاجبه):
– ساعة واحدة ولا دقيقة، ما ينفعش. انت مش بتلعب بصحتك.
آرين بخوف ـ بلاس ونبي
يزن بص ليهم، نبرته بقت أهدى، أعمق، فيها حاجة غريبة: – أنا ماشي على رجلي، بصحتي، وبوعيي، وده قرار… مش طلب.
عز (بقلق):
– رايح فين؟ حتى ما قلتلناش...
يزن وقف، جسمه فعلاً مرهق، لكن فيه عزيمة مش طبيعية، قرب ناحية الباب، ووشه ملامحه صافية جدًا وهو بيقول:
– في جامع على آخر الشارع… ودّوني هناك، وبس.
الثلاثة سكتوا… بصوا لبعض، مش مستوعبين.
ذياد (بصدمة):
– جامع؟!
يزن اكتفى بإيماءة صغيرة…
بس كانت كافية تقول "محدش يمنعني دلوقتي".
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[بعد ربع ساعة – عربية يامن]
يزن قاعد في الكرسي اللي ورا عينه على الشباك، ساكت، وفي صمت قلبه في حاجة بتحصل محدش شايفها.
ذياد بيسوق، يامن جنبه، وعز ساكت وبيعد الشوارع.
ذياد (بهمس وهو بيبص في المراية):
– يزن، أنت عارف الشيخ اللي هناك؟ ولا عشوائي؟
يزن (بابتسامة هادئة):
– لا، مش عشوائي… كنت بروحله قبل الغيبوبة بشهور.
يامن (بدهشة):
– من غير ما تقول لحد؟
– لأنه الوحيد اللي كنت بحس معاه… إن روحي بتتكلم.
♕♕♕♕♕
[بعد شوية – قدام الجامع الصغير]
كان جامع بسيط، بس ريحة الطُهر فيه تخترق الروح.
يزن نزل من العربية، خطواته تقيلة، بس عينه فيها نور.
دخل من الباب، وكانت صلاة الضحى لسه شغالة، والإمام قاعد بيقرأ قرآن بصوت هادئ جدًا:
> ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾
﴿ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾
يزن وقف مكانه…
الإمام سكت لحظة، كأن الآية الجاية مش فاكرها…
وصوت يزن خرج بهدوء:
> ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾
الإمام رفع عينه بسرعة، قلبه دق، وابتسم…
الإمام (بصوت مليان شوق):
– يزن…؟ أنت؟
يزن ابتسم وهو بيمشي ناحيته، وقال:
أيوه… انا
♕♕♕♕♕♕
[داخل المسجد – بعد السلام والتحية]
الإمام مسك إيده، وقعده جنبه، وقال: – كنت حاسس إنك هترجع، وكنت بدعيلك، كل يوم… ربنا رجّعك يا يزن، رجّعك له.
يزن قال
– رجّعني وأنا فاضي… بس أنا عايز أتملي منه.
الإمام (بهدوء جميل):
– وربنا لما بيرجع حد… بيرجعه مش علشان يرجع زي ما كان، لأ…
بيرجعه علشان يبدأ من أول وجديد…
ويملاله الفراغ اللي مافيش غيره يملّيه.
ثم قال بصوت هادئ:
أحيانًا بنتوه وسط دوشة الدنيا، ننسى إننا مش لوحدنا…
ننسى إن في إيد ممدودة لينا من فوق سبع سماوات، بتقولنا:
"ادعوني أستجب لكم."
ربنا مش بعيد…
هو أقرب لينا من قلوبنا، من همساتنا، من الدموع اللي محدش شايفها غيره.
بيسمعك من غير ما تتكلم…
وبيحنّ عليك حتى وأنت غرقان في غلطك.
لو حسيت إنك اتأخرت… متقلقش.
الباب عمره ما بيتقفل…
وربنا بيستناك دايمًا، مش عشان يعاقبك،
لكن عشان يطهّرك… يضمّد وجعك… ويبدّل كل سوء فيك لخير.
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله…"
الآية دي مش مجرد عزاء…
دي حضن.
مافيش أجمل من السجدة اللي بتبكي فيها، وتقوم منها خفيف…
ولا دعوة بتطلع من قلبك آخر الليل، وربنا يرد عليك بلُطف ما تتوقعهوش.
ابدأ حتى بخطوة صغيرة…
ركعتين، استغفار، صدقة… كلمة "يا رب".
وبتشوف…
إزاي الطريق بيرجع ينوّر من تاني.
♕♕♕♕♕♕
قدام الجامعة
كانت لينا ماشية وهيا ضامة الكتب لحضنها وفجأة وقفت لما اتنين شباب وقفو قدامها وجنبهم بنت
نظرت لهم بضيق وحاولت تمشي من طريق تاني بس برضو وقفو في طريقها
الشاب الاول بسخرية ـ اي عاوزة اي
الشاب التاني بضحك ـ هههه يبني دي خر*سة هتقولك عايزة اي ازاي
الكل ـ ههههههههه
التمعت عيون لينا بالدموع وهيا بتدور بعيونها علي منقذها
البنت بخبث ـ اي ده لينو هتعيط ولا اي تؤ اخص عليك يا وائل كده تعيط لينو
وائل بمكر وهو بيقرب من لينا ـ لا بجد اخص عليا
لينا بعدت عنه بسرعة وقلبها بيدق بخوف كبير حاولت تمشي بس رامي مسك ايدها وقال بخبث ـ رايحه فين قبل منصالحك
برقت لينا بصدمة كبيرة وقلبها هيطلع من مكانه من الخوف ودموعها نازلة بقوة وهيا بتشد إيدها منه
وفجأة وقع رامي علي الأرض أثر بو*كس كبير
نظرت لينا إلي ريان اللي كان بينهج من الغضب
ه*جم عليه ريان وهو بيقول ـ انت ازاي تتج*رأ وتل*مسها يا *****
والواد التاني مش عارف ياخد نفسه من الضر*ب وائل لما شاف ريان في الحالة دي حاول يهرب بس حرس ريان مسكوه
نظرت لينا إلي رامي لقته مش عارف ياخد نفسه وخافت علي ريان راحت ناحيته بسرعة وحاولت تشدة بس هيا صغيرة جدا مقابل حجم جسد ريان
لينا بتعيط ومش عارفة تعمل اي وخايفة عليه اوي وحاولت تشدة أكتر من مرة بس هو بعدها
حطت إيدها علي راسها وهيا بتعيط بهستريا وخايفة شاورت ل الناس برجاء انهم يوفقفوه بس مفيش حد عنده الجرئة يروح
لينا حاولت تتكلم أكتر من مرة بس مفيش فايده
ريان كان بيضر*ب بغل وغيرة نظر حولة وجد عصا حد*يديّة مرمية علي الارض ب إهمال بدون تفكير راح ناحيتها ومسكها وراح ناحيه وائل اللي خلاص ملامح وشه مكنتش باينه من الضر*ب ور*فع العصا ولسا هيضر*ب
برعب ــ رياااااااااااااان
صمت سكوت كان ريان واقف ورافع العصا وكأنة متجمد واللي بيتردد في ودنه إسمه من صوت صغيرته اللي اول مره يسمعه
وقفت لينا وهيا حاطه إيدها علي رقبتها بصدمة كبيره وعينها بتروح يمين شمال
نظر لها ريان ورمي العصا وجري ناحيتها بسرعه ومسكها من كتفها
ريان بلهفه ـ انتي ..انتي قولتي اي ..انتي اتكلمتي صح ..اتكلمي
كانت لينا بتنهج بصدمة وهيا حاطه إيدها علي رقبتها
لينا ـ ر..ريان
ضحك بفرحة كبيرة وبدون تفكير شالها ولف بيها ولينا مكنتش مصدقة هيا دلوقتي بتتكلم ولا في حلم
نزلها ريان وقال بفرحة ـ اتكلمي اتكلمي كمان يلا
نظرت لينا إلي وائل اللي وقف ورا ريان وكان بياخد نفسه بصعوبة كبيره
لينا بخوف ـ ريان ..كفاية أمانة عليك خلاص متوديش نفسك في داهيه
للحظة افتكر وائل اللي لمس حبيبته نظر خلفة وجد وائل واقف
وائل بغضب ـ اااه ق ..قولو كده بقا الدكتور ريان و لينا كده انا فهمت
ريان كان لسا هيروح عنده بس لينا وقفته بخوف
مسح ريان علي شعره بضيق وقال ـ االله يخربيتك بوظت كل حاجه نظرت له لينا بإستفهام نظر لها وإبتسم بحب وركع قدامها هلي ركبه ونص وقال بعشق ـ لينا تتجوزيني
شهقت لينا بفرحة كبيرة وعيونها اتملت ب الدموع
كرر ريان جملته وقال ـ انا مستعد افضل كده علطول بس تقبلي
لينا رفعت راسها وشافت الناس كلها بتسقف .ودموعها نازله ومش مصدقة .ومش عارفه تعمل اي .وبتقول لنفسها .هو ريان قال تتجوزيني
ريان ـ لينا .لينو .لي لي .موافقه تتجوزيني .رجلي نملت ابوس إيدك يلا
ضحكت بدموع وهزت راسها ب الموافقة
ريان قام وقلبة دقاتة عدت معدلها الطبيعي
وفتح علبه قطيفة وكان فيها خاتم ودبلة وقالها .تسمحي إيدك
لينا برعشه ودموع .مدت إيدها .وإيدها التانيه علي بوقها مش مصدقه
ريان ابتسم ولبسها الخاتم وقالها .اتفضلي الدبلة
لينا بلعت ريقها بتوتر .ومسكت الدبلة برعشه وحاولت تلبسها ل ريان ولبستها ليه
والكل بيسقف وأروي صحبتها كانت فرحانه جدا وهيبرت وزغرطت في نص الشارع ودموعها نازله بفرحة وكانت بتصور اللحظة دي
ريان مسك آيدها وقال بهمس ـ مبروك عليا حبيبتي
لينا لحد دلوقتي مش مصدقة ومش مستوعبة تصرفات ريان
لينا بصت في عينه وقالت ـ ريان
ريان بفرحه وهو سامع صوتها ـ قلب ريان
لينا ـ انا مش مصدقة يا ريان
ريان ـ انا اللي مش مصدق نفسي والله ممصدق
أروي قربت منها وحضنت لينا بفرحه وقالت ـ لينو مبروك ياروحي الف مبروك سمعيني صوتك يابت وقولي عقبالك يابت يا أروي
ضحكت لينا علي صديقتها المجنونة وقالت ـ عقبالك يا أروي
أروي بمرح وهيا بترفع إيدها لفوق ـ ياااارب .القِبلة فييين
ضحك الجميع عليا و رامي مشي بغيظ والحرس سابو وائل اللي هرب بسرعه وناس جات تبارك ليهم لكن ريان منع اي راجل يسلم
علي لينا وبعد فترة من الاستعاب لينا خلاص صدقت انها اتخطبت ل ريان . وريان اتنهد بسعاده
وهيا مش فاهمه حاجه كل ده حصل امتا وريان اتقدملي امتا يعني العيلة كانت عارفة وأروي كمان وحست انها مش فاهمه حاجه
( زيكو كده بس الصبر هتفهمو كل حاجه )
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كانت واقفة قدام شاشة الـ TV، ملامحها مش مصدقة، إيدها على قلبها، وعنيها بيلمعوا بدموع سخنة، وهي بتسمع المذيعة تعلن الخبر اللي قلبها تمناه بقاله شهور:
– "رجل الأعمال الشاب يزن الصياد... أفاق من غيبوبته بعد خمسة أشهر، وحالته مستقرة."
نادين بدموع فرح وهمس خافت: – "أخويا... أخويا رجع!"
ضحكت وهي بتقولها، ضحكة من جوه قلبها، ضحكة أول مرة تخرج من شهور.
– "يزن فاق... الوحش رجع."
قعدت تلف حواليها تدور على موبايلها بجنون طفلة فرحانة، لحد ما لقيته، وإيدها كانت بترتعش وهي بتدوس على الرقم.
■ ■ ■
[في القاهرة – داخل جناح يزن بالمستشفى]
كان الجو دافي، ونور الصبح داخل من الشباك بهدوء… على السرير، يزن قاعد نص قعدة، ظهره متكّي على مخدة، عيونه فيها آثار تعب لكن فيه حياة… أخيرًا فيه حياة.
آرين كانت جنبه، بتحاول تطعمه بملعقة شوربة.
يزن بنبرة فيها ضيق خفيف: – "آرين، أنا مش صغير والله."
آرين ضحكت، ضحكة ناعمة خارجة من قلبها: – "بس برضو ضعيف… والمعلقة دي آخر واحدة، عشان خاطري."
بص لها بحدة مصطنعة، ورفع حاجبه: – "ممكن أعرف بتضحكي على إيه؟"
قالتها وهي بتحاول تمنع نفسها من الضحك: – "على إنك لسه بتعمل نفسك قوي… وانت متغلبان على طبق شوربة."
قبل ما يرد، رن التلفون.
آرين بصّت عليه وابتسمت: – "نادين."
ناولته الموبايل بلطف، وهو خده منها بإبتسامة واسعة، ونظرة شوق في عيونه:
يزن: – "ألو؟"
نادين بصوت مبحوح بالدموع: – "يزن؟! أنت بخير؟ أنت فعلاً بخير؟!"
يزن بحنان أخوي دافي: – "آه يا قلب أخوكي… أنا بخير، الحمدلله. إنتي عاملة إيه يا نادو؟ وحشتيني قوي."
نادين بصوت بيرتعش: – "أنا كويسة أووي بعد ما سمعت صوتك. كنت كل يوم بدعيلك، كل لحظة. حمدلله على سلامتك يا حبيبي."
يزن بضحكة دافئة: – "الله يسلمك يا نادو. إيه الأخبار؟ الدراسة؟ جامعة Oxford مش سهلة… بس أنا واثق فيك."
نادين بضحكة صغيرة وسط دموعها: – "وحشتني يا يزن… كل حاجة ناقصة من غيرك. بس كنت بذاكر وأنا شايفة عنيك في كل صفحة، في كل كتاب… عشان لما تقوم تكون فخور بيا."
يزن بصّ لآرين، اللي كانت واقفة سكتة، بتتأمله، ووشها فيه راحة أول مرة تظهر من شهور.
يزن: – "أنا فخور بيكي من قبل ما تسافري. إنتي قوية، وذكية… وأهم حاجة إنك بنت الصياد."
آرين بصوت هامس: – "وإنتَ رجعتلنا… والحياة رجعت معاك."
■ ■ ■
[بعد المكالمة – نفس اليوم بالليل]
آرين كانت قاعدة جنب يزن، بس المرة دي مفيش شوربة… كانت بتقرا له شوية قرآن، وهو ساكت، مغمض عنيه، كأنه بيسمع بكل حواسه.
– "ألا بذكر الله تطمئن القلوب…"
همس يزن: – "أنا قلبي أول مرة يطمن من سنين."
بص لها، وقال بنبرة فيها خضوع: – "عارفة، وأنا نايم… كنت سامع صوتك. بتحكيلي، وتبكي، وتقوليلي قوم… وكل حاجة جوايا كانت بتتجمع عشان أرجعلك."
آرين قربت منه، وإيديها لامست إيده: – "أنا كنت مستنياك… وعمري ما شكيت إنك هتقوم."
– "ليه؟ إزاي وثقتي؟"
– "عشان أنا اللي شفت حقيقتك… شفت الإنسان اللي جوا الوحش."
ضحك يزن، ودمعة نزلت على خده من غير ما يحس: – "أنا كل مرة كنت بخسر نفسي، كنت بلاقيها لما أبص لك."
سكت شوية، وبص للسماء من الشباك: – "يارب، دي نعمتك… ودي فرصتك التانية… مش هضيعها تاني."
آرين همست: – "قربنا منك بيخلينا أقوى… بيطهرنا."
يزن همس بدعاء: – "اللهم ثبتني… وخد بإيدي… وخلي كل خطوة جايه ليك، مش ليا."
وآرين، في اللحظة دي… عرفت إن الوحش، رجع فعلاً… بس رجع بني آدم جديد.
رجع بقلب حي… وروح أنضج… وحب أكبر من أي كلام.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك – قبل الخطوبة ب 1 يوم
في قصر عائلة الصياد – الساعة 8 مساءً
كان الجو هادي، والأنوار خافتة في صالون القصر.
محمد، والد لينا، قاعد بهدوء، بيقلب في أوراقه وأيمن ورؤوف قاعدين جنبة بيتكلمو ، ولحظة ما دق جرس الباب، رفع راسه بتركيز.
دخلت الخادمة بهدوء، وقالت
– ريان ويامن بيه جم.
محمد رفع حاجبه باستغراب ونظر ل أيمن ورؤوف ، لكنه قال بابتسامة: – خلّيهم يتفضلوا.
دخل ريان، لابس بدلة رمادي غامق، بسيطة وأنيقة، ووشه كله احترام وهيبة، ويامن وراه، بنفس الهيبة، لكن بعينين فيها دعم واضح.
وقف ريان قدّام والد لينا، وقلبه بيدق، لكنه فضل ثابت، حاسم، راجل واقف يطلب أغلى حلم ليه.
ابتسم أيمن وقال بودّ: – نورتوا يا ولاد. خير؟
ريان ب إبتسامة : شكرا يا عم أيمن
ريان اتنفس، وبص لمحمد بثبات وقال:
– حضرتك تعرفني، وتعرف عيلتي، وتعرف إني مش برضى للبنت اللي بحبها إلا بالأصول.
سكت لحظة، وكمل:
– أنا جايلك النهاردة كراجل، بيحب بنتك، وبيحترمها، وبيشوف إنها تستاهل العالم كله… جايلك أطلب إيد لينا.
محمد فضّل ساكت لحظة… وبعدين سأل بهدوء:
– بتحبها؟
ريان قال بدون تردد:
– أكتر من أي كلام يتقال. أنا عمري ما شفت في الدنيا سكون زي اللي بشوفه في وجودها… البنت دي بتعلّمني كل يوم إزاي الحب مش بس مشاعر… الحب اهتمام، صبر، واحتواء.
يامن، اللي كان واقف ساكت، ابتسم وقال:
– ريان من زمان قلبه معاها… بس استنّى لحد ما يكون جاهز ييجي لحد عندكم… يطلبها بالحلال. وهو مستعد يفضل جنبها في كل لحظة… في فرحها وفي ضعفها، في ابتسامتها وفي بكاها.
ريان كمل:
– أنا مش جايلك بوعود بس… أنا جايلك بنيّة عمر، وشراكة حياة… عاوزك تسلّمني أمانة عمرك، وأنا أوعدك قدامك، وقدام ربنا، إني هكون راجلها وسندها، وحبيبها، وبسندها وقت الحاجة.
محمد اتنهد وقال بابتسامة خفيفة:
– عارف يا ريان… أكتر حاجة كانت مخوفاني إن بنتي تتأذى… بس لما بشوفك وهي معاك، بحس إنها متطمنة… وده كفاية.
ونظر ل أيمن اللي ابتسم وهز راسه ورؤوف برضو
سكت، وبعدين مد إيده لريان:
– الله يرضى عليك… توكّل على الله.
ريان مسك إيده بقلب بيرقص جوه صدره، وقال بصوت مبحوح:
– الله يبارك فيك يا عم محمد… شكراً على ثقتك… وشكراً إنك سلّمتني النعمة دي.
وبعدين قال ـ احم.. انا عاوز طلب منكم
رؤوف ب إستغراب ـ خير يبني
ريان ـ انا عاوز انا افاجئ لينا ..احم يعني محدش يقولها انا هروحلها الجامعة بكره
رفض محمد في الاول وتحت إصرار يامن وريان وافق أخيرا
لما خرجوا من البيت، كان ريان ساكت، ماسك إيده بإيده، وساكت شوية.
يامن بص له وضحك:
– مالك؟ متجوزتوش لسه.
ريان ضحك بهدوء وقال:
– أنا مش مصدق… فعلاً مش مصدق… هتبقى مراتي.
يامن ربت على كتفه وقال:
– عيشها بقى… واتجهّز للمرحلة الجاية… الستات ما بيسيبوش التفاصيل تفوت.
ضحكوا سوا، وكان قلب ريان لأول مرة يحس إنه لقى البيت… في عين بنت، اسمها لينا.
ويامن بيقول في نفسة ـ قريب اوي انتي كمان هتكوني معايا يا ندوشتي هههههه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عودة من الفلاش باك…
كانت لينا بتسمعه… عينيها بتلمع، ودموعها نازلة ببطء وهي مش مصدقة.
وقفت مكانها، كأن كل كلمة سمعِتها في اللحظة دي كانت حلم… حلم مش قادرة تصدق إنه بقى حقيقة.
بصت له، وبصوت بيرتعش من التأثر قالت:
– أنت… أنت اتكلمت مع بابا؟ قبل كل ده؟
هز ريان راسه بابتسامة ناعمة، وقال:
– طبعًا… هو أنا كنت هسيبك تضيعي مني؟
ده أنا جاي من بدري… قلبي سبقني ليكي.
حطت إيدها على بقها وهي بتبكي من الفرحة، وقالت:
– وأنا… كنت فاكرة إني عايشة قصة خيالية.
ضحك ريان وقال:
– وإنتي مش شايفة؟ ده حتى أروي زغردت في نص الشارع… عايزة خيال أكتر من كده؟!
ضحكت لينا وهي بتعيط، وقربت منه بخطوة خجولة، وقالت:
– بس أنت فاجأتني بجد… أنا لحد دلوقتي مش مستوعبة.
ريان مد إيده، مسك إيدها بلطف، وقال بهمس:
– استوعبي بقى… عشان أنا مش ناوي أسيبك تاني.
■
أروي دخلت عليهم وهي بتهلل:
– يا جدعان أنا لسه مرجعتش صوتي من الزغرودة دي!!
الله أكبر يا دكتور ريان، ده الخطوبة بقت تريند على تيك توك!
ضحك ريان، وبص للينا وقال:
– خدي بالك… عندك صاحبة شبه المتحدث الرسمي باسم الفرح.
أروي بضحك:
– بقولك إيه، بما إني صاحبة المناسبة، أحب أعلن رسميًا… إن ليلة الخطوبة هتكون في القصر بكرا، واللي مش هييجي… يفوته نص عمره!
■
في الوقت ده، ريان كان ماسك إيد لينا، والناس حواليهم، بس هو كان شايف بس ضحكتها… لمعة عينها… والرعشة اللي في إيدها.
همس لها:
– مستعدّة نبدأ مع بعض؟
أنا وأنتِ… قصة حب حقيقية، مش حلم.
لينا همست وهي بتبتسم:
– طول عمري مستنياك.
كان يزن قاعد على الكرسي قدام الشباك، ضهره متّكئ على المسند، وعيونه بتبص للسما، كأنها بتدوّر على لحظة طمأنينة.
جنب سريره، آرين قاعدة على الأرض، رأسها على رُكبته، وإيدها ماسكة إيده… كانت لحظة هدوء، فيها سكينة ما يعرفهاش غير اللي عدّى على الموت ورجع منه.
رنة موبايل آرين قطعت اللحظة، بصّت على الشاشة…
"ريڤان يتصل"
فتحت بسرعة:
– "ألو؟"
ريڤان بصوت متحمس جدًا:
آرين! مش هتصدقي لينا اتخطبت رياان أخيراا طلب إيد لينا
آه والله، في الجامعة وسمعنا صوتها اتكلمت أول مرة لينا اتكلمت
آرين شهقت بفرحة، وصرخت:
– "ييييييزن!!!! اسمع ريڤااان بيقول إيييه؟!!!"
يزن رفع حاجبه، وهو بيحاول يستوعب حماسها:
– "إيه اللي حصل؟!"
آرين وهي بترقص حرفيًا مكانها:
– "ريان خطب! للينا في الجامعة! قدام الناس كلهاا! ولينا إتكلمت لاول مرة لينا اتكلمت واااااو
يزن اتسعت عيونه، وقف بصعوبة من كرسيه، وقال بذهول:
– "لينا؟ اتكلمت؟"
ريڤان كان على السماعة، بيصرخ:
– "أقسم بالله يا وحش! صوتها حقيقي
يزن بصّ في عيون آرين، وبصوت مبحوح قال:
– "أنا لازم أرجع القصر… لازم أكون معاهم، أنا اتحسّنت كفاية… خلاص."
آرين اتوترت وقالت:
– "بس الدكتور…"
يزن قاطعها بابتسامة خفيفة:
– "أنا مش هتخلّى عن لحظة زي دي. عيلتي بتفرح، وأنا هنا؟ مستحيل."
■■■
📍 قصر الصياد – بعد ساعات
رجع الوحش… رجع القائد، رجع الأخ الكبير.
باب القصر اتفتح، ويزن واقف على رجليه، متكئ على عكازه، ووراه آرين اللي كانت شبه ملاك الحارس.
أول ما دخل، الكل كان مستني على السلالم…
فهد أول من شافه، جري عليه واحتضنه بقوة:
– "رجعت يا زيزو!!!"
يزن حضنه بنفس القوة وقال:
– "ماقدرش أفوّت فرحه ذي دي يا مجنون!"
ثم بص ل لينا بابتسامة واسعة:
– "مبروك يا لينا… من قلبي."
لينا دمعت عيونها
– "الله يبارك فيك يا يزن حمدالله على سلامتك
■
دخلوا جوه، الكل مجتمع… العيلة كاملة، آرين، نادين، ليليان، فهد، لؤي، رعد، ريڤان، أيمن، رؤوف، مرفت، محمد ولينا طبعا … الكل في القاعة.
وفجأة صرخت آرين:
– "خلييييينا نحتفل بقى!!!"
والكل بيضحك عليها وعلي شقاوتها اللي كانو مفتقدينها
■
بدأت ترتيبات الخطوبة الرسمية
1. آرين: استلمت الملف رسميًا – التنظيم، الديكور، الفساتين، قائمة الضيوف.
2. ليليان وندي وأروي: قعدوا مع لينا يختاروا شكل الفستان، اللون، الطرحة، والسواريه.
3. فهد وريڤان: اتكفلوا بالدي جي والأنوار وتنسيق الساحة الخلفية للقصر.
4. رعد و لؤي : اتفقوا مع شركة حفلات متخصصة تعمل مدخل ملكي فيه سجاد أحمر وبالونات بشكل فاخر.
5. فهد كان واقف في البلكونة، عينه على أروي علي مجنونته الصغيرة اللي معذباه بقالو سنتين ، وهي بتنقّي مع البنات فساتين، وبيده كوب عصير بيشرب فيه… بس عقله في عالم تاني، في متمردة مجنونة وبيضحك علي تصرفاتها الجنونية المرحة
همس لنفسه:
– " آه يا أروي… قلبي وقع من غير ما آخد بالي …"
في أوضة البنات – قبل الخطوبة ب 4 ساعات
ليليان بضحك:
– "لينااا، فوقي بقى!! انتي هتتخطبي!! البّسي الماسك ده، وشدي جلدك شوية!!"
لينا بغيظ
– "هو اي ده لا مش هحط البتاع ده وبعدين ماله وشي مهو حلو اهو لو محطتش يعني مش هيخطبني !"
آرين حضنتها وقالت:
– "ريان كان مستني اللحظة دي أكتر منك… وخدها من عيلة كاملة علشان يطلبك… تستاهلي الفرح ده، يا أحلى لينا."
■
في أوضة الرجالة – قبل الخطوبة بساعات
يزن قاعد على الكرسي، قدامه ريان، لابس بدلة سودا فخمة جدًا، وقميص أبيض، وشعره متسرّح بنظام، ومعاه بوكيه ورد أبيض.
يزن قال:
– "فاكر أول مرة حكيتلي عنها؟ عن لينا؟"
ريان ابتسم:
– "كنت بتريق عليا، وبتقولي ده إعجاب مش حب."
يزن ضحك وقال:
– "وأهو الحب غلبني أنا كمان."
■
أخيرًا… الساعة 7 مساءً
أنوار القصر اتلمعت
المزيكا بدأت
والكل في أماكنه
والقمر كان شاهد على ليلة من أجمل ليالي عيلة الصياد
كان في حب… وفرحة… ولمّة
اتجمّع الكل في المكان اللي اتحوّل في ساعات لساحة أشبه بحلم…
أنوار بيضاء ناعمة متعلقة في الشجر، وممر من الورد الأبيض والروز، وسجاد سيلڤر ممتد من أول المدخل لحد المنصة.
القاعة اتقسمت بجمال: جزء للعيلة، جزء للأصدقاء، وكوشة ناعمة على الطراز الكلاسيكي…
كل حاجة على ذوق آرين ولمسة ليليان.
الكل واقف منتظرها
ريان كان في أول الممر، لابس لبس كاجول جميل جدا
عن يمينه يامن، وعن شماله فهد و عز وذياد جنبهم
وراه ماري وآرين وليليان وريڤان…
وكانت اللحظة دي، لحظة دخولها.
■■■
من فوق السلالم ظهرت…
لينا وجنبها ندي
كل الناس اتنفسوا شهقة إعجاب
ريان حس كأنه الزمن وقف…
كل ما حواليه اختفى
بس سمع صوت قلبه، وصوت صدى خطواتها
مشيت ناحيته… بهدوء
ورأسها مرفوعة، رغم الخجل
ورجليها مش ثابتة… لكن قلبها كان رايح له
ريان همس ليامن:
– "هي دي… لينا "
■
وصلت له… وقفت قدامه.
ماقالش حاجة
بس مسك إيديها
وقال من غير صوت
"وحشتيني… حتى وإنتي قدامي"
هي ابتسمت بخجل ومردتش
■
بدأت الحفلة
أمين، ابن عم يامن، بدأ بالكلام:
– "بسم الله الرحمن الرحيم، الليلة دي ليلة فرحة جديدة في بيت الصياد، ليلة بنتنا لينا، وابننا ريان، واللي هنشهد فيها بداية حكايتهم الرسمية…"
الناس بدأت تصقف
والأضواء اتحولت للمنصة
وابتدت الأغنية الخاصة تشتغل
(صوت دافي بيغني: "على عيني وعد… وبقلبي أمان… بحبك حب، مافهيوش نقصان
جابو الخواتم وكانت جميلة جدا جدا
ولبسوها لبعض ووراهم تصفيق حاار
وأروي بتزغرط بفرحه والله اعلم بقلب الفهد
يامن بصّ للكل وقال:
– "عيلة الصياد بتكبر بحب جديد… وده أول حفل، مش آخرهم."
ريان قال بهمس للينا:
– "استعدي… هيبقى عندنا حياه … مليانه ضحك وحب وأمان."
لينا بصّت له، وابتسمت… وقالت:
– "وهدوء… زي ما دايمًا بتدور عليه."
■
الرقصة الأولى
وقفوا قدام بعض
وسط دايرة من الورود
والمزيكا هادية
ورايان مد إيده بهدوء وقال:
– "تشرفيني؟"
لينا حطت إيدها في إيده
وبدأت الرقصة الأولى
كانت جميلة … ناعمة… ماكانش فيها استعراض، بس كان فيها حُب
ريان كان مركز على عيونها، بيحضنها بنظراته
وهي كانت ماسكة في إيده كأنها ماسكة الحياة كلها.
فهد قال ليامن وهو بيضحك:
– "هو احنا هنستحمل كده كل يوم؟"
يامن بصّ له وقال:
– "ده لسه لما تشوف لما أنا أتجوز… الدنيا كلها هتهز "
■■■
نهاية الليلة
بعد الصور، والتهاني، والضحك،
بعد رقص ليليان مع آرين وغيرة الوحش القاتلة وكان بيبص حواليه عشان لو حد بيبصلها
■
لينا كانت قاعدة في الجنينة، لوحدها لحظة، بتتنفس بعمق، بتحاول تصدق اللي حصل
ريان جه، وقعد جنبها
ـ كلها إسبوعين وتبقي علي إسمي
هي بصت له، وقالت بهدوء:
– "وأنا مستعدة… بس طالما معاك."
■
كلهم كانو قاعدين في جنينة القصر بيضحكو ويهزرو وبيلعبو والقعدة كانت مرحة جدا بوجود أروي
فجأة دخل شخص وقال بصوت عالي
ـ مين هنا يامن المنشاوي
استغرب الكل مين ده ..!
يامن قال بهدوء ـ انا
ـ معاك الظابط حسن وانت رهن الإعتقال بتهمة قتل
سكوووووت عم المكان
يامن بتفكير وبعدين إبتسم بخبث وقال ـ يجدع
يتبع....
رأيكم
بارت طويل تعويض أهو النت كان فاصل معلش بقا وأسفه بجد علي التأخير
رسالة ليكي يا حفيدة عائشة ♥
الاحتشام مش بس في طول الفستان،
ولا في لون الطرحة،
الاحتشام… ده وقار بيخرج من القلب،
وهيبة بيسكنها ربنا في ملامح البنت اللي اختارت تكون قريبة منه.
الفتاة المحتشمة مش "متأخرة" عن الموضة…
هي متقدمة بخطوة عن كل ده،
اختارت تكون لؤلؤة محفوظة، مش معروضة،
تتغلف بحيائها، ويميزها حجاب عقلها قبل حجاب راسها.
الاحتشام مش كبت،
ده حُرية… من نظرات تؤذي، ومن مقارنات توجع، ومن طرق تضلّ.
الفتاة اللي بتختار رضا ربها،
هي البنت اللي لما تمشي في الأرض… الملائكة بتدعي لها،
والناس بتشعر بجمالها من غير ما تشوف شعرها…
جمالها في نقاء نيتها، في وقار مشيتها، في اتزان كلامها.
الاحتشام مش بيقلّل من أنوثتك…
ده بيزودها قيمة
ويخلي اللي يبص لك، يحترمك قبل ما يفتتن بيكِ.
خليكي مختلفة، مش علشان تظهري…
لكن علشان ترفعي راسك لما تواجهي ربك، وتقولي:
"يا رب، حاولت أرضيك… حتى لو كل الدنيا مشيت عكس ده."
صلو علي من إختصر الحب بقوله " لا تؤذوني في عائشة " 🧡🧡🧡🧡🧡🧡🧡
#رواية_الطفلة_والوحش
#الفصل_الثالث_والعشرون
#بقلمي_نورا_مرزوق
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
يامن بإبتسامة خبث ـ ياجدع
الظابط اتوتر من إبتسامة يامن وقال ـ ياريت يا يامن بيه تتفضل معانا من غير شوشرة عشان مستخدمش معاك العنف
يزن بعصبية وحده ـ طب جرب تعملها كده وانا هوريك مين هو يزن الصياد
الظابط بغيظ ـ يزن بيه ده شغلي
يزن ـ انت
يامن بهدوء ـ استني يا يزن خلينا نشوف حضرت الظابط..وبصله وقال بسخرية واضحه
: متعرفتش ب إسم الباشا
هيثم بتوتر ـ احم هيثم
يامن قام من مكانة بهدوء ولف حوالين هيثم كالصقر خطواته بطيئة وموزونه وقال ـ امممم وانت بقا جاي تقبض عليا لوحدك يا هيثم ؟
حاول هيثم يكون متوازن وميتوترش بس فشل وقال ـ احم ..
يامن ببرود قاتل وهو واقف قدام "هيثم"، كتافه مرخية لكن نظرته حادة، فيها ألف معنى ومعنى، وابتسامة خفيفة جداً على طرف شفايفه:
ـ طب فين المذكرة؟
هيثم بلع ريقه بصعوبة، حس للحظة إنه واقف قدام واحد مش سهل، واحد مش بيتوتر.. واحد ممكن يدوس على رقبتك وأنت بتفتكر إنه بيهزر.
قال بتلعثم خفيف: ـ المذكرة... آه يعني... موجودة بس...
يامن قطع كلامه ونظره لسه ثابت فيه:
ـ بس إيه؟
سكت لحظة، ومال برأسه ببطء كأن بيشفق عليه:
ـ ولا بلاش مذكرة... تعالى نسألك كام سؤال كده على السريع... تعرفني منين يا هيثم؟ مين قالك إني قتلتها؟
هيثم اتلخبط... حاول يلم نفسه بسرعة:
ـ كان... كان فيه ميدالية عليها اسمك في مكان الجريمة...
ضحك يامن، ضحكة كاملة، مش من نوع الضحك اللي بيريح، لا... ضحك فيه استهزاء واستخفاف وتهديد مبطن:
ـ ميدالية؟ باسمي؟
ـ يعني مثلاً... لو أنا دلوقتي دخلت بيتك ورميت شنطتي عند باب أوضتك، يبقى أنت اللي قت*لتني لو حصلت جريمة؟
ـ يا ابني ده حتى أغبى قا*تل مش هيسيب اسمه مطبوع في موقع الجريمة! ده لو فكرني عيل صغير كنت هزعل منك بجد.
الشباب اللي قاعدين على الأرض، كانوا متابعين المشهد بنظرات فضول وثقة، وعيونهم بتلمع وهم شايفين يامن واقف كملك وسط معركة ويزن واقف جنب يامن مربع إيده علي صدرة ونظراتة حاده جدا
رعد ابتسم بخفة، وفهد همس رعد :
ـ يامن ده بيتعامل مع الظابط كأنه مساعد بتاعه.
رعد رد بابتسامة فخر:
ـ يامن برغم الهدوء اللي باين عليه بس لو حد فكر يتعدي حدودة معاه وقتها يامن المنشاوي اللي بجد هيظهر
ندى كانت قاعدة بين البنات، ووشها فيه ألف شعور... كانت فخورة، منبهرة، بس قلبها بيدق بسرعة، إيدها بتشد طرف طرحتها من التوتر.
بصت له وهي بتفكر:
يا تري اي اللي هيحصل ؟!
بس برغم خوفها، كانت بتبتسم... لأن برغم انها علطول بتتخانق معاه بس معترفة انها بتحبه
يامن لسه واقف قدام هيثم، وسأله بنبرة هادية جداً:
ـ طيب... مين بلغك أصلاً؟
هيثم اتلخبط تاني وقال:
ـ في واحد... قدم بلاغ مجهول... وكان فيه شوية تفاصيل...
يامن ابتسم بس المرادي بقى بارد جداً، زي الجليد:
ـ بلاغ مجهول؟! وأنت مصدقه؟ وجايلي القصر، ومعاكش حتى أمر ضبط وإحضار؟
ـ جايلي تتهزق يا هيثم؟
ـ ولا دي محاولة جس نبض؟ أنت مرسول ولا متطوع؟
هيثم حس بالدم بيتجمد في عروقه... معرفش يرد، وساب عينه تتهرب من عيون يامن.
يامن قرّب منه خطوة، وقال بهدوء:
ـ لو ناويين تلفقولي قضية، يبقى راجعوا أوراقكم كويس... لأني مش سهل.
ـ واللي بيلعب بالنار... بيتحرق.
صوت أنفاس البنات كان باين في الهوا، والتوتر اتسلل حتى لندى، اللي بدأت تحس إن ممكن يامن يتجاوز مع الظابط، فقامت بسرعة وقالت بصوت خافت:
ـ يامن... بس بلاش...
لف يامن ليها بعينه، ونظراته لانت، بس إيده مافيش رعشة فيها.
ـ متخافيش، مش هيحصل حاجة، بس لازم يعرف إننا مش فريسة سهلة.
رجع يبص لهيثم، وقال له:
ـ شوف يا باشا... لو ناوي تلبسني تهمة، يبقى اجهز لنفسك كويس، لأنك هتتحاسب.
ـ إنما لو جاي بدافع حقيقي... روح هات أمر رسمي، وتعالى لما تكون مستعد.
لف يامن بصمت وراح قعد مكانه وسط الشباب، اللي وسعوا له الطريق ، وسابوا الظابط واقف لوحده، بيتلفت، مش عارف يروح ولا يفضل.ويزن بيبصلة بهدوء
هيثم أخد نفس عميق وقال وهو بيحاول يستعيد وقاره:
ـ أنا هبلغ رؤسائي... وهارجع قريب...
رد يامن بضحكة خفيفة:
ـ هنكون في انتظارك... بس تعالى وانت مذاكر الدرس كويس.
خرج الظابط من القاعة والباب اتقفل، وصمت ساد اللحظة...
كانت الأجواء في الجنينة متوترة ، الكل ساكت، وكل واحد باين على وشه إنه في دوّامة تفكير، كأنهم بيخططوا لعملية إنقاذ سرية في دولة معادية
بس كان في واحدة بس هي اللي دماغها مش عاجباها الأجواء دي خالص...
أروى.
قعدت تبص عليهم شوية، وبعدين فجأة وقفت وهي بتخبط كفها بكفها وقالت بأعلى صوتها:
– صلوا على رسول الله"!"
الكل اتفزع. حرفيًا. عز اتنفض من مكانه، وندى صرخت:
– "يا شيخة حرام عليكِ! قلبي وقع!"
أروى قالت وهي مبتسمة بكل براءة:
– "إنتي اللي قلبك ضعيف... أنا بعمل خير! مش شايفين إن القعدة دي كئيبة؟! كأننا في عزاء! يعني حد مات وإحنا لسه مش عارفين مين دا حتي انهاردة كان خطوبة لينو والدكتور ريان !"
فهد كان سايبهم يتكلموا وساكت، لكن أول ما سمعها قال كده، لف لها راسه ببطء وهو بيضحك وبيقول في سره:
"يا رب استر، دي ناوية تقلب القعدة كلها زي كل مرة."
ندى قالت بنبرة مستسلمة:
– "طب يا أروى قولي، عايزة إيه؟"
أروى عملت حركة درامية بإيدها كأنها بتقدم نشرة أخبار وقالت:
– "أنا قررت نلعب لعبة!"
زياد قال بتنهيدة:
– "اللعب في الوقت الضائع؟ هو ده وقته؟"
أروى قربت منه وقالت له وهي بتوشوشه بصوت مسموع:
– "أهو بدل ما تفكر في حاجات توترك... تعالى نضحك."
يوسف فرك وشه بإيده وقال:
– "ماشي... قولي بقى، إيه اللعبة؟ بس لو فيها مجازر ولا كوارث، أنا منسحب."
وفهد كان بيبص عليها بعصبية كبيرة ونفسه يروح يضربها ويزن بصلة وفهم
أروى فردت ضهرها وقالت:
– "لا لا خالص. لعبة بسيطة جدًا: كل واحد يقول سر عن نفسه، بس لازم يكون سر حقيقي! واللي يكذب... عليه عقوبة! ونخلي العقوبة على ذوقي أنا!"
لينا همست لريان وقالت وهي بتحاول تمسك ضحكتها:
– "يعني من دلوقتي نعتبر إننا داخلين في مصيبة!"
ريان ضحك وقال:
– "هي دي أروى... بتخترع المصائب بإبداع."
أروى بصت للجميع وقالت وهي بتعدّ بأصبعها:
– "يلا نبدأ. ليليان... انتي أول واحدة."
ليليان خبطت على رجلها وقالت بتنهيدة:
– "أنا مرة وقعت في حفرة في المدرسة قدام المدرّسة بتاعت الرياضيات، وكل الفصل ضحك عليا... بس أنا قلتهم إن ده تمرين جمباز!"
الكل ضحك، وأروى قالت وهي بتصقف:
– "برافو! روح جميلة!"
ندي قالت بضحك :
– "طيب أنا... أنا مرة فتحت المايك بالغلط في محاضرة أونلاين، وكنت بعيط على نهاية مسلسل كوري."
ضحكوا بصوت عالي، وأروى قالت وهي بتحاول تتكلم:
– "آه والله كنت عارفه إنك بتخزني مشاعر!"
فهد كان ساكت، وأروى بصت له وقالت بخبث:
– "تيجي بقى علينا يا أستاذ فهد؟ قولنا سر!"
فهد رفع حاجبه وقال:
– "أنا؟"
أروى ضحكت وقالت وهي بتشاور عليه:
– "أيوه حضرتك. وقول بقى سر جامد!
الكل انفجر ضحك، وفهد هزّ راسه وقال:
– "سر؟ طيب... أنا كنت فاكر إن أروى دي غريبة جدًا أول ما شفتها... وبعدين اكتشفت إنها... غريبة جدًا بس بطريقة لطيفة."
سكت لحظة، وقلّب عيونه ناحيتها وقال:
– "واللي زيها... بيتحبوا غصب عنك."
الضحك اختفى شوية، وهدوء لحظي ساد. أروى حست إن في حاجة اتقالت بس مخها مرضيش يترجمها. ضحكت بخفة وقالت وهي بتهزر:
– "يعني إيه؟ دي إهانة مغلفة؟"
فهد قال وهو بيرد من غير ما يغيّر ملامحه:
– "ده وصف دقيق."
أروى اتلخبطت، وبعدين رفعت حاجبها وقالت بصوت عالي:
– "خلاص! أنا قررت إن فهد يخسر... وعقوبته... يغني أغنية أطفال بصوته."
رعد قال:
– "يا سلام! دي عقوبة ولا كرامة؟ ده صوت الراجل تقيل!"
أروى قالت وهي بتمثل القسوة:
– "عقوبة يعني عقوبة. مفيش كلام!"
الكل بدأ يهتف ويشجع، وفهد وهو بيضحك بصوت هادي قال:
– "ماشي... بس هغني أغنية أنا أختارها."
وقعد يغني بصوت واطي أغنية قديمة للأطفال، والكل بيصفق، وأروى بتضحك بصوت عالي وهي ماسكة بطنها.
ومع كل لحظة، كانت هي بتضحك، وهو بيبص لها، وسؤاله في دماغه واحد بس:
"يا ترى هتيجي اللحظة اللي تعرفي فيها إني بحبك؟ ولا هتفضلي تضحكي... وأنا اللي كل ما تضحكي أحبك أكتر؟"
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في الحديقة الخلفية لقصر الصياد،
وفي ركن مفيهوش غير ضي القمر،
وشجرة كبيرة كانت شاهدة على كل اللي راح...
قعد يزن على الأرض، ضهره على جزع الشجرة، ومد إيده ليها:
– "تعالي هنا... تعالي على العالم اللي فيه أنا وإنتي وبس."
آرين قربت بخطوات هادية، وملامحها فيها ابتسامة خفيفة من جوا القلب.
قعدت جنبه، وسابت راسها تميل على كتفه، كأنها لقت المكان اللي كانت بتدور عليه من شهور.
سكتوا شوية...
الهواء كان خفيف، والنسيم بيعدي ما بينهم كأنه بيهمس للحب ده يعيش أكتر.
قال يزن وهو بيبص للسماء:
– "عارفة؟ الليلة دي من النوع اللي ميتنسيش.
كأن ربنا خلقها مخصوص عشان تحكيلي كل حاجة... وإحنا قاعدين كده."
آرين ابتسمت، بصت له وقالت:
– "طيب اسمع بقى...
كنت بتمشى في الحديقة دي وأنا حاسة إني ماشية على طرف خيط ضعيف،
كل حاجة كانت باهتة...
بس كنت بضحك، كنت بقاوم،
وكانوا كلهم معايا."
بصتلُه بعينين مافيهمش دموع، لكن فيهم حكايات:
– "العيلة كلها كانت جنبي يا يزن.
ندى، وريان،وريڤان ، حتى لينا، وفهد، وأروى المجنونة...
كلهم كانوا بيحاولوا يملوا مكانك."
قربت منه شوية، وقالت بنبرة فيها خفة دافية:
– "بس ولا حد فيهم كان يقدر يملالك مكانك...
كنت بداري، كنت بضحك،
بس كان نفسي تكون إنت أول واحد تعرف إني خفيت…
إني رجعت، ووقفت على رجلي، واستنيتك."
يزن اتنهد، ومسّك إيدها، وحطها على قلبه:
– "كنت معاكي...
حتى لو جسمي مكانش بيقوم،
قلبي كان عايش عليكي.
كنت بسمع صوتك وانتي بتتكلمي معايا، حتى لو محدش مصدق،
بس أنا كنت سامعك...
هي ابتسمت... والابتسامة دي فيها دفء مفيهوش خوف.
ولا وجع.
ولا لحظة ضعف.
قال هو، بصوت واطي، وعنيه مش بتسيب ملامحها:
– "عارفة... طول الوقت كنت بتخيل اللحظة دي.
لحظة تكوني فيها قدامي،
وانا عارف إني موجود،
وانك هنا، معايا."
قرب وشه أكتر، وقال:
– "إنتي أحلى قدر جالي في حياتي يا آرين.
وأحلى صدفة،
وأغلى سبب أخاف عليه."
هي بصت له، وقالت بخفة:
– "إنت رجعت شاعر؟"
ضحك، وقال:
– "آه… يمكن،
أصل الحب بيخلي الواحد يطلع اللي عمره ما قاله.
وأنا... عندي كتير ليكي."
سكتوا لحظة.
لكن السكون كان مليان كلام،
والهوا كان بيغني من غير صوت.
وفجأة، هو قال:
– "تعالي نهرب."
هي ضحكت، وقالت وهي بتفكر في اليوم ده:
– "نهرب؟ تاني؟
قال وابتسامته بتكبر:
– "ساعتها كنت مصمم أهرب بيكي من الناس،
دلوقتي عايز أهرب بيكي للحب… من الناس."
– "وهنهرب إزاي؟"
قالت بخفة وهزار وهي بتبص له بعين فيها ألف نجمة.
– "مش مهم الطريق...
طول ما إنتي فيه، يبقى هو الطريق الصح.
هنهرب من زحمة الكلام،
من الأسئلة، من العيون اللي بترقبنا…
ونروح لحلم لينا إحنا."
قالت وهي بتخبط على قلبه بخفة:
– "الحلم جوا ده...
مش محتاج نهرب من حد،
إحنا خلاص في عالمنا."
هو قرب منها أكتر، وحط جبينه على جبينها،
ووشوشها:
– "أنا بحبك."
هي قالت وهي بتضحك:
– "تأخرت."
قال:
– "بس جيت."
وفي اللحظة دي،
الوقت وقف،
الليل نام،
والشجرة شهدت على أول مرة قلوبهم اتكلمت من غير خوف.
كانوا قاعدين تحتها...
بس كانوا فوق كل حاجة.
وفجأة، وقبل ما يزن يمد إيده على خدها،
وقبل ما لحظة السكون تكمل،
رن صوت عالي ومزعج:
– "إييييييه ده؟!!! قاعدين تحت الشجرة لوحدكم وسايبيننا جوه نتحارق؟!"
آرين انتفضت مكانها، ويزن اتلفت وراه بسرعة،
لقوا أروى واقفة بعينين واسعة وضحكة مستفزة على وشها،
ووراها فهد واقف وهو حاطط إيده على وشه بيخبي ضحكه،
وبيهمس:
– "يا بنتي بلاش تكسفيهم… سيب الناس تحب براحتها!"
بس أروى رفعت حاجبها وقالت بصوت عالي وهي داخلة عليهم:
– "حب إيه؟ ده انتو كنتوا على بعد دقيقة من لحظه سينمائية!
طب في أطفال يا بشر!!"
آرين حطت إيدها على وشها وهي بتضحك ومحرجة،
ويزن بص لأروى بنص عين وقال:
– "أنتي إيه؟ جهاز إنذار؟"
ردت أروى وهي قاعدة على الأرض جنبهم بكل براءة:
– "لا أنا جهاز تخريب لحظات رومانسية.
أصل الجو بقى لزج بزيادة، كان لازم حد يتهجم."
فهد قعد جمبهم وقال ليزن وهو بيضحك:
– "أنا آسف… حاولت أمسكها بس هي خارجة عن السيطرة من ساعة ما شربت عصير برتقال بالنعناع."
يزن بص لآرين وقال بهمس:
– "شوفتِ؟ قلتلك ننهرب… حتى الشجرة ما حمتناش."
آرين ضحكت بصوت خفيف، وقالت:
– "خلاص اعتبرنا هربنا... بس في قصر الصياد."
ندى ولينا وليليان كانوا جايين من وراهم وبيضحكوا،
ندى قالت:
– "واضح إن الهروب هيكون جماعي المرة دي."
ريّان قال:
– "على فكرة، الحديقة واسعة… اللي محتاج لحظة رومانسية، ياخد نمره وينتظر دوره."
ضحكوا كلهم، والدنيا اتقلبت بهجة.
لكن نظرات يزن لآرين كانت لسه مختلفة،
نظرات كلها وعد… كلها حب هادي،
حتى وسط دوشة وضحك، كان في عالم تاني بينهم.
وهي، وسط كلام البنات،
بصّت له من بعيد... وابتسمت.
كانت ابتسامة تقول:
"أنا فهمتك... ولسه معاك."
وكان هو بيرد بابتسامة أهدى تقول:
"ومش هسيبك."
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تاني يوم الصبح
كان واقف قدام الدولاب، بيلم هدومه، واضح عليه لسه مرهق رغم إنه بيحاول يبان طبيعي.
آرين كانت واقفة وراه، حاطة إيدها على خصرها، ومكشرة بعينين كلهم رفض.
– "قلتلك لأ يا يزن… مش هتروح النهاردة!"
قالتها وهي بتقرب منه وتسحب القميص من إيده.
بصلها بنصف ضحكة، وقال بصوت هادي لكن ثابت:
– آرين… حبيبتي… بقالي خمس شهور في غيبوبة.
الشركة مش هتمشي لوحدها… الشباب شايلين، بس ده شُغلي."
– "طب وإنّا؟ أنا؟! مش محتاجني؟ مش عايز تقعد معايا؟"
– "انتي أكتر حاجة محتاجها… بس أنا كويس، والله العظيم كويس.
الطبيب قال إني أقدر أتحرك، وأنا حاسس إني قادر."
قربت منه أكتر، ومدت إيديها وحطتها على صدره، قلبها بيضرب بسرعة وهي بتقول بهمس:
– "أنا لسه مش مستوعبة إنك قدامي…
كل شوية أقول لنفسي يمكن بحلم…
مش عايزة تصحى وتسيبني، حتى لو هتروح للشغل."
مد إيده ولمس خدها بحنية، وقال بهدوء كبير:
– "أنا مش هسيبك تاني… لا بالشغل، ولا بأي حاجة.
بس كفاية خوف، صدقيني أنا محتاج أرجع، عشان أحس إن الدنيا بترجع تمشي."
– "بس لسه جسمك تعبان…"
– "والله لو تعبني، هرجعلك تاني جري…
بس جربي مرة تصدقي إني قوي عشانك."
سكتت شوية، وبصت له نظرة طويلة…
نظرة كلها وجع وخوف وحنين، وقالت:
– "أنا صدقتك طول الوقت… حتى وانت نايم
دلوقتي قمت، ما تخلينيش أعيش نفس الرعب وأنت صاحي."
قرب منها أكتر، حضنها بهدوء وقال عند ودنها:
– "أنا راجعلك قبل المغرب…ووعد قريب اوي هفاجئك مفاجأة انتي مكنتيش متوقعها
لو تأخرت؟"
– "اتصلي بيا… ولو مردتش، ابعتيلي رسالة فيها 'حب '، هسيب الاجتماع وأجري."
ضحكت غصب عنها، ومسحت دمعة كانت بتتزحلق على خدها، وقالت:
– طيب… بس أرجع سليم، وإياك تتعب نفسك، أو تتقل على نفسك."
– "أنتي قلبي… وأي حاجة هتضايقك، هشيلها من طريقي بإيدي."
بسته في خدّه، وفضلت واقفة على الباب وهي بتبص عليه وهو بيظبط رابطة عنقه قدام المراية.
وهو خارج من الأوضة، وقف لحظة، وبص لها وقال:
– "بصيلي كده تاني… النظرة دي بتخليني مش عايز أروح ولا حتى أفتح باب الجناح."
قالت وهي بتشد عليه:
– "يبقى خليك…"
– "أنا لو فضلت دقيقة كمان… مش هروح فعلاً."
– "طيب متروحش، ومين قالك إني زعلانة؟!"
ضحك، وقرب منها، وباس جبهتها وقال:
– "بحبك يا آرين… أوي."
– "وأنا مش هسيبك تنسى لحظة إنك ليّا."
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أول ما دخل الشركة، اتبدلت ملامح كل الوجوه.
الضحك اللي كان بيطلع من مكاتب الاستقبال اختفى،
والقهوة اللي كانت لسه بتتعمل نُسيت على النار،
والسكرتير اللي كان بيهزر في التليفون قفل الخط فجأة.
الوحش رجع.
يزن الصياد... دخل بخطوات هادية، لكن كلها حضور.
بدلته السودا مفصلة عليه كأنه لابسها من غير مجهود،
والنظرة اللي في عينيه كانت كفيلة تقول لكل واحد فيهم:
"الراحة خلصت… الشغل ابتدى."
دخل مكتبه، وبدون ما يطلب قهوة أو يسلم حتى على حد،
قال بصوته الهادئ اللي فيه حدة خفية:
– "هاتيلي ملفات صفقة إيليت ميديكال فوراً…
واجمعيلي زياد، عز، يامن، وندي… اجتماع مغلق بعد ساعتين بالضبط."
السكرتيرة دخلت الملفات وهي بتحاول تلفت نظره بطريقة مصطنعة،
صوتها ناعم، وكلامها فيه تلميحات سخيفة.
– "حضرتك عايزني أراجع مع حضرتك البنود كمان؟
ولا تحب أدخل معاكم الاجتماع؟"
من غير ما يرفع عينه من الملف، قال بجفاف:
– "انتي وظيفتك إنك توصلي الكلام مش تقعدي فيه."
السكرتيرة عضت شفايفها بغيظ ساكت، وخرجت.
يزن بدأ يراجع الأوراق، علامات التركيز والحنكة ظهرت في كل حركة.
مفيش حاجة عدت عليه، كل سطر كان بيقراه كأنه بيحل معادلة،
كل رقم بيتراجع مرتين، وكل بند بيترسم له خط في الهامش.
وبعد ساعتين بالتمام، غرفة الاجتماعات كانت مستعدة.
زياد داخل بنظرات تحليلية.
عز كعادته ماسك تابليت، ووشه جاد.
يامن بقهوتين، واحدة ليه وواحدة لندوش.
وندي لابسة رسمي، عينيها كلها حماس وتركيز.
يزن دخل بعدهم، وقفل الباب بنفسه، وقال:
– "مافيش تسجيل، ومافيش تليفونات.
الموضوع ده بينا وبس.
الصفقة دي هتغير ترتيب الشركة في السوق… واحتمال تغير حياة ناس كتير."
فتح العرض على الشاشة
.، وقام يزن يعرض العرض التوضيحي على الشاشة.
يزن لف الشاشة لأول شريحة، وقال: – "الشركة اللي هنورد لها، طلبت توريد دفعتين من الأجهزة اللي إحنا طورناها بالشراكة مع شركة ألمانية. الدفعة الأولى: مية وخمسين جهاز من جهاز كشف الأعصاب الجديد.
الدفعة التانية: تمانين جهاز متخصص في التحفيز العصبي والعلاج الطبيعي. كل جهاز فيهم بيستخدم في تشخيص وعلاج الأعصاب الطرفية الدقيقة، خصوصاً للمرضى اللي بيعانوا من آلام مزمنة أو شلل جزئي."
يامن قال: – "الصفقة بقيمتها تتعدى ميتين مليون، وفي بند في العقد بيفرض خصم كبير لو اتأخرنا حتى يوم واحد عن الميعاد."
عز دخل بهدوء في الحديث، وهو بيقلب في التابلت: – "خط الإنتاج شغّال، بس المشكلة في مرحلة الاختبارات. كل جهاز محتاج يتجرب لوحده بدقة، ونسبة الخطأ لازم تكون أقل من نص في المية."
ندي علقت بثقة: – "بدأنا تدريب فنيين جدد، وخصصنا قاعة كاملة للاختبار الفردي. هتشتغل على مدار الساعة، وفي نظام ورديات كل ٨ ساعات علشان التركيز."
يزن سأل وهو باصص لزياد: – "التغليف؟ الحماية؟ المعايير الأوروبية؟"
زياد قال: – "الغلاف الخارجي مقاوم للصدمات، داخليًا فيه ٣ طبقات حماية. وبنتعامل مع شركة أوروبية في التغليف الطبي عالي الحساسية، كله مطابق للمواصفات المطلوبة."
يزن هز راسه بإعجاب وقال: – "النقل؟"
ندي فتحت ملف على اللابتوب وقالت: – "أول مرحلة شحن بري لحد الميناء، المرحلة التانية شحن بحري عن طريق سفينة مخصصة للأجهزة الطبية… وفي اتفاق مع شركة تأمين ألمانية لو حصلت أي خسائر أثناء الشحن."
يامن قال: – "أنا عندي اقتراح… بدل ما نبعت الدفعتين مع بعض، نبدأ بسبعين جهاز من كل نوع في شحنة أولى. لو حصل تأخير في الباقي، نكون لسه في الأمان."
يزن بص له وقال بابتسامة خفيفة: – "دماغك شغالة يا يامن… بس الشحن على دفعتين هيزود التكلفة تمانية في المية."
عز دخل وقال: – "صحيح، بس لو خسرنا الصفقة كلها عشان التأخير، هنخسر أكتر بكتير."
يزن سكت شوية، فكر، وبعدين قال: – "تمام. يبقى هنقسمها. شحنة أولى فيها مية وأربعين جهاز، والباقي يتجهز بعدها بعشرة أيام. ولو حصل أي تأخير في النقل البحري، نوصل الباقي بالطيران. ندي، جهزي خطة بديلة مع شركة شحن جوي."
ندي: – "حاضر، هكلم شركة شحن متخصصة، اشتغلنا معاهم قبل كده في صفقة الخليج."
يزن: – "ممتاز. عايز تقارير يومية بالتقدم في الإنتاج، الاختبار، والتغليف… كل مرحلة لازم نتابعها كأننا بنسابق الزمن."
وبص ليهم وقال بهدوءه المعروف: – "أنا كنت في غيبوبة خمس شهور، بس واضح إنكم اشتغلتوا كأنكم في سباق. فخور بيكم، بس مش هسامح أي تهريج في الصفقة دي. العالم هيعرف اسم الشركة بعد الصفقة دي، ومينفعش يعرفه غير بالخير."
سكت شوية، وبعدين قال بجديّة: – "أنا هرجع لمكتبي أراجع الفواتير والبنود النهائية، اللي محتاج حاجة يقولي دلوقتي."
زياد: – "في طلب بسيط، نحتاج توقيعك على مستند التخليص الجمركي."
يامن: – "وعايزين تنقلات لفنيين من المصنع القديم للمكان الجديد."
ندي: – "ولو ممكن نعمل فيديو قصير عن عملية التصنيع… نبعت نسخة دعائية للعميل."
يزن: – "كله يتنفذ النهاردة. أنا رجعت… وهكمل اللي بدأته."
الكل هز راسه، والنظرة في عيونهم مش بس احترام… كانت حماس، لأنهم عارفين إن يزن مش قائد بس… ده قائد بيخلي كل واحد فيهم أحسن نسخة من نفسه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
رجع يزن لمكتبه بعد الاجتماع الطويل، فتح زرار الجاكيت وهو بيقعد على الكرسي الجلدي الفخم، وقال بنبرة هادية لكنها قاطعة:
ـ نادِلي ماري فورًا.
السكرتيره هزت راسه بسرعة وخرجت.
بعد دقايق خبط الباب ودخلت ماري بخطوات ثابتة، لابسة بدلة رسمية وملف الصفقة في إيدها، !
وقفّت قدامه ومدت الملف وهي بتقول:
ـ صباح الخير يا فندم، كنت مستنية حضرتك تطلبني في أي وقت بخصوص الملف ده.
يزن أخد الملف بدون ما يبص فيها، فتحه وبدأ يقلب الصفحات بهدوء، وبعد دقايق قال بنبرة واطية لكنها تقيلة جدًا:
ـ انتي كنتي المسؤولة عن الصفقة دي، صح؟
ماري بتوتر: أيوه يا فندم، من أول ما جت المراسلات من الشركة الألمانية وأنا بتابع كل التفاصيل.
ـ طيب، قوليلي... لو أنا مفقود تاني، تضمني الصفقة تكمل؟
ـ (بلعت ريقها) هو حضرتك اللي كنت موقّف نقطة التوريد، لأنك طلبت تحديث في البنود الفنية الخاصة بالأجهزة.
ـ وده حصل؟
ـ حصل بنسبة ٧٠٪، بس كنا مستنيين توقيع حضرتك، واللي موقفهم إن لازم يكون فيه اختبار جودة مشترك قبل التصدير.
يزن رفع عينه ليها لأول مرة وقال بتركيز:
ـ يبقى عايز جدول تفصيلي باللي اتنفذ واللي متأخر... عايز أعرف إمتى هيتم تصنيع كل جهاز، ومين الموردين، وأسماء شركات النقل، والتأمين... كل التفاصيل. مفهوم؟
ـ تمام، هبعت لحضرتك جدول بكل البيانات خلال ساعة.
ـ لا، مش هيحصل. هتفضلي قاعدة قدامي وهتعملي الجدول دلوقتي... مش هستنى.
(وسكت لحظة، وبعدين قال بهدوء)
ـ كفاية شهور عدّت وإحنا في مكانّا.
ماري قعدت بسرعة على المكتب الجانبي، وطلعت اللابتوب، وبدأت تكتب في سرعة.
يزن وقف، راح للنافذة الكبيرة اللي بتطل على وسط البلد، بص على الناس والضوضاء، وكل حاجة ماشية بسرعة، وقال بصوت كأنه بيكلم نفسه:
ـ الناس فاكرة إن لما نغيب، الدنيا بتقف... بس الحقيقة إن كل حاجة بتمشي، وممكن تمشي من غيرنا كمان.
ماري رفعت عينيها وقالت:
ـ حضرتك راجع بقوة أكتر من الأول... الناس كلها في الشركة مش مصدقة إنك رجعت المكتب بعد يومين بس!
بص ليها بنظرة مش مفهومة، وقال بهدوء:
ـ ماري... انا مابقتش أحب الإطراء، أنا بحب النتائج... وخلي بالك، الصفقة دي مش مجرد صفقة، دي هتفتح لنا أبواب تصدير كبيرة لدول تانية، وأي خطأ ممكن يوقف كل ده.
ماري نزلت عينيها وقالت:
ـ مفهوم، وهعمل المستحيل عشان تطلع بأفضل صورة.
ـ عايز الاجتماع مع فريق الجودة بكرة الصبح، ومع المهندسين بعد بكرة. مش هسيب تفصيلة، ولازم أعرف كل حاجة... مفهوم؟
ـ تمام يا فندم.
وبينما كانت هي منهمكة في كتابة الجدول، كان هو واقف لسه عند الشباك، بس عينه كانت تسرح بعيد... وكأن في حتة من قلبه لسه سايبة المكتب، وراحه عند شجرة في الحديقة، عند ضحكة بنت عينيها فيها الحياة كلها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
نبذة عن البارت القادم
آرين بدموع وصدمة ـ يزن
يزن بإبتسامة ـ قولتلك هيجي يوم وافاجئك مفاجئة انتي مش هتتوقعيها
يتبع ......
رأيكم يهمني
الحجاب... مش مجرد قطعة قماش.
الحجاب مش بس حاجة بنلبسها... دي رسالة. رمز. عهد بين البنت وربها.
هو إعلان صامت بيقول: "أنا مش سلعة، أنا مش للعرض، أنا جوهري مش في شكلي، أنا نضجي مش في جسدي... أنا أنثى، وأفتخر."
الحجاب مش بيخنق الحرية، ده بيحررها.
بيحرر البنت من نظرات الاستهلاك، ومن قسوة المقارنة، ومن إن كل حد يحدد قيمتها بطول شعرها، أو لون بشرتها، أو ضيق لبسها.
الحجاب بيخليها تمشي في الدنيا رافعة راسها، عارفة إنها غالية، ومحفوظة، ومصونة.
فيه حنية في الحجاب مش بتتفهم بسهولة... حنية أمك لما كانت تداريك وإنتي صغيرة، وحنية ربك لما أمرك بيه علشان يحفظ قلبك وروحك من أذى الزمن ونظرات البشر.
الحجاب مش ضعف، ده قوة...
قوة إنك تقولي "لا" لتيار ماشي عكسك،
قوة إنك تختاري رضا ربك على رضا الناس،
قوة إنك تثبتي كل يوم قدّام المراية، إني أنا دي، اللي اخترت طريقي بإرادتي، مش بخوف، ولا تقليد.
الحجاب مش عبء، ده هويّة.
بيعرّفك، بيميّزك، بيخلي اللي يشوفك يعرف إن جواك إيمان، جواك مبدأ، جواك احترام لنفسك قبل أي حد تاني.
وبيخلي كل خطوة ليكي شهادة، إن الدين مش بس جوامع وسُجود... الدين كمان لبس، وموقف، ونظرة.
ولما تكوني محجبة، إوعي تفتكري إنك أقل أنوثة...
لأ، إنتي أنثى... بكل تفصيلة، بكل حنية، بكل سكون.
بس أنوثتك محفوظة، مش مستباحة.
أنوثتك في ضحكتك، في قلبك، في أدبك، مش في تفاصيل جسمك ولا زينة وجهك.
الحجاب مش نهاية، ده بداية.
بداية مشوار طويل اسمه "أنا لله"،
بداية رضا، وسكينة، ومراجعة نفس كل يوم.
بداية إنك تتعلمي تمشي بإيمان، وتتجمّلي بالستر، وتعيشي بأنوثة مؤمنة، رزينة، ومليانة حياة.
وفي الآخر، الحجاب مش فرض وبس...
الحجاب حب.
حب لله... حب لطريقه... حب لنفسك.
#رواية_الطفلة_والوحش
#الفصل_الرابع_والعشرون
#بقلمي_نورا_مرزوق
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في نفس اليوم – مكتب يزن
بعد ما ماري خلصت شغل وخرجت
كان يزن واقف قدام الشباك، ضهره للمكتب، وإيده ورا ضهره ماسك ورقة بيقلّب فيها بتركيز.
الباب خبط خبطتين خفيفين، وصوت السكرتيرة جه من برّه:
– "يامن بيه وصل يا فندم."
رد يزن بدون ما يلف: – "خليه يدخل."
دخل يامن، وكان لابس قميص أبيض مفتوح زراره الأول وبنطلون جينز، شكله عادي جدًا… بس عينه كانت بتلمع بدهاء.
قفل الباب وراه وقال بمرح مصطنع: – "مش معقول! أخيرًا افتكرتني وطلبتني لوحدنا، يا ترى إيه الموضوع؟"
لف يزن ببطء، وبص له بنظرة هادية جدًا… بس وراها نار.
– "أنت فاكر نفسك شغال في سيرك؟!"
يامن اتحرك وقعد عالكرسي قدامه وقال وهو بيضحك: – "هو فين السيرك؟ عشان أروح؟"
يزن رمى الورقة قدامه على المكتب… ورفع حاجبه:
– احكيلي انا مش فاهم حاجه وجريمة قتل إي ومين البنت دي
ضحكة يامن اختفت، وحرك جسمه شوية وقال: – دي بنت كانت بتشغل سكرتيره عندي في الشركة التانية واكتشقت انو هيا كانت بتنقل أخبار ل راجي الاحمدي
يزن قرب منه، وبص له مباشرة:
– راجي الاحمدي ! الاسم ده مش غريب عليا
سكت يامن لحظة، وبعدين قال بصوت أهدى:
– انا مش عايزك تقلق انا هتصرف وانا عارف انو راجي ورا كل حاجه وعايز يوقعني من زمان بس انا سايبه بكيفي يجيب أخرو
يزن فضل ساكت لحظة، وبعدها قال:
– مسمعش كلمة انا هتصرف دي إسمها هنتصرف
يامن ابتسم قال بهدوء: –حاضر يا وحش
يزن رجع قعد على الكرسي، وسحب ورقة تانية من الملف وقال:
– "طيب، تمام.
قولي إي رأيك في الصفقة الاجهزة دي
يامن هز راسه وقال:
– "بص يا كبير… الصفقة دي مش مجرد أجهزة.
إحنا بنتكلم عن دخول سوق جديد بالكامل… سوق المستشفيات المتوسطة، مش الكبيرة بس.
اللي بيشتري أجهزة عشان يعيش بيها مش يفتخر بيها.
وده يفرق في نوع الأجهزة، وجودتها، وطريقة التوزيع."
يزن كان ساكت، بيسمع وهو بيقلب في ورقة قدامه، ويامن كمل بحماس واضح:
– "الأجهزة اللي داخلين بيها – خاصة وحدات الأشعة والتحاليل – معمولة بتقنية كويسة جدًا، كورية الصنع، بس بماركة ألمانية…
وده في السوق المصري يعني ‘برستيج بسعر’.
ودي نقطة نقدر نكسر بيها المنافسين اللي داخلين بأجهزة صيني مستوردة رخيصة."
يزن رفع عينه، وقال باهتمام:
– "طيب وإيه اللي مضايقك؟
واضح إنك مش مقتنع بالكامل."
يامن هز دماغه وقال:
– "مش مضايقني، بس في شوية مطبات…
أولاً، المورد الأساسي اللي هنتعامل معاه، عنده شبهة تأخير في التوريدات السنة اللي فاتت في الأردن، وعندي تقرير بيقول إنه سلّم دفعة أجهزة ناقصة قطع داخلية، واتمسك هناك بفضيحة بسيطة.
ثانيًا، طريقة الدفع اللي اتعرضت علينا risky شوية…
هو طالب مقدم ٤٠٪ قبل الشحن، وده رقم كبير من غير ضمانات قوية.
إحنا بندفع كأننا مستجدين، وده مش أسلوب الصياد."
يزن ابتسم بنص شفة، وقال:
– "كمّل."
يامن فرد ضهره وقال بنبرة جدّية:
– "أنا شايف نضغط عليه بإننا نفتح له التوزيع في فرع السودان كضمان – هو نفسه عايز يدخل هناك بس مش لاقي ممول.
نعرضها كامتياز، بس يكون مقابل شروط أقوى، وضمان جودة لمدة سنتين مش سنة واحدة.
ولو رفض؟
في مورد بديل في دبي، أغلى بنسبة ١١٪، بس بيقدّم تدريب مجاني على الأجهزة، وخدمة صيانة محلية، يعني نوفر كتير على المدى البعيد."
يزن قعد براحته في الكرسي، وساب الورقة من إيده… وقال ببطء:
– "أنا بحب لما تتكلم كده."
يامن ضحك وقال:
– "عارف… بس برضو دايمًا بتحسسني إني في امتحان شفوي."
يزن ابتسم وهو بيقول:
– "هو ده شغل الصياد… مفيش إجابة سهلة، ومفيش قرار يتاخد على طاولة فاضية.
كل حاجة بحساب… واللي بيغلط في الحساب…
بيتدفع تمنه."
وقف بعدها، ومشى ناحيته، وحط إيده على كتفه وقال:
– "رتّب اجتماع مع الموردين التلاتة الأسبوع الجاي.
أنا عايز أسمعهم بنفسي…
بس القرار النهائي هيكون بناءً على دراستك أنت والشباب."
يامن وقف، وضرب كفّه في كف يزن وقال:
– "يبقى القرار مضمون يا كبير."
خرج بعدها، وساب يزن واقف لوحده…
يزن سابه يطلع، وبعد ما خرج، مسك تليفونه، واتصل بمجهول:
– "ابدأو رصد حركة الظابط هيثم.
عايز أعرف بيقابل مين، وبيشتغل لصالح مين…"
صوته بقى حاد وهو يكمل: – "ومحدش يتحرك غير بإذني."
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قدام شركة "المدى جروب" ( فرع تاني من شركات الصياد ) – الساعة ١١ صباحًا
في عز النهار، عربيات رايحة جاية قدام الشركة الفخمة، وكل حاجة ماشية بانضباط زي الساعة.
عربية سوداء فارهة وقفت قدام المدخل، وبمجرد ما نزل منها رعد، كل الحراس عدّلوا وقفتهم وادّوا التحية… الهيبة ما بتتكلمش، بتبان.
لكن رعد وقف لحظة، وهو سامع صوت عالي… مش مألوف.
صوت بنت.
صوت مليان حماس، وطفولة، وغضب.
– "يا عم أنا داخلة! مش هفضل واقفة برة عشان حضرتك شايفني صغيرة!"
كان فيه بنت قصيرة جدًا، بالكاد طولها يوصل لكتف الحارس، واقفة قدامه وبتزعق بغضب بريء
– "أنا عايزة اخش مليش فيه
الحارس قال بهدوء:
– "آنسة، لازم تصريح للدخول."
– "أنا عندي ميعاد مقابلة في قسم التصميم. وإنت واقفلي كده ليه؟! هو أنا داخلة على مكتب وزير؟! ولا هتشوفوا اختراع نووي؟"
رعد وقف مكانه… مش مصدق.
البنت كانت زي القنبلة الموقوتة، بتتكلم بسرعة، وإيديها بتتحرك مع كل كلمة، وعينيها بتلمع بثقة غريبة.
ضحك… ضحكة كاملة.
دي أول مرة يضحك من قلبه من شهور.
البنت بصت له باستغراب:
– "هو في إيه يضحك؟!"
الحارس كان لسا هيتكلم رعد شاورة يسكت وهو بيبص عليها
قال وهو بيقرب منها بخطوات هادية:
– "إنتِ جايه على شغل فعلاً؟ ولا جايه تعملي حفلة تمرد؟"
– "جايه أشتغل، وعندي أفكار ممكن تزوّد أرباح شركتك بنسبة ٣٠٪، فلو سمحت متوقفليش مستقبلي على باب الشركة."
رعد بص للحارس:
– "دخلها. فورًا."
رجعت تبص له بانتصار طفولي:
– "شكراً. وهتفتكرني… أنا اسمي نور."
رد رعد بابتسامة خفيفة:
– "أكيد… الاسم دخل في دماغي خلاص."
دخلت الشركة بخطوات سريعة، ووشها متحمّس كأنها داخلة ملعب مش شركة.
أما رعد، ففضل واقف في مكانه شوية…
فيه حاجة في البنت دي شدت انتباهه بشكل غريب.
كأنها مش بس جاية تقدم على شغل… كأنها داخلة تغيّر حاجة حقيقية.
♡♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
داخل شركة "المدى جروب" – قسم التصميم
نور كانت قاعدة في الاستراحة الصغيرة قدام مكتب المدير، رجليها ما كانتش ثابتة من الحماس، كل شوية تبص في المراية اللي في جنب المكان وتعدّل طرحتها الصغيرة، وتحاول تهيأ نفسها
سكرتيرة أنيقة طلعت من المكتب بابتسامة هادية:
– "آنسة نور، المدير بيستناكي، اتفضلي."
قامت بسرعة وابتسمت بثقة، لكن أول ما دخلت المكتب...
اتجمّدت.
الكرسي الفخم اللي قدامها اتحرك ببطء… وطلع منه رعد، بابتسامته الغامضة.
نور اتسمرت في مكانها، عينيها اتسعت، وشها اتحوّل للون الطماطم، وكل الثقة اللي كانت لسه بتتحاكى بيها برا، طارت في الهوا.
قال بنبرة فيها سخرية ناعمة:
– "صباح الخير… أنسة أفكار تزوّد الأرباح ٣٠٪؟"
فتحت بقها شوية، وبعدين قالت بسرعة:
– "أنا… مكنتش أعرف إن حضرتك… هو حضرتك المدير؟!"
– "واضح."
– "طب أنا آسفة لو… يعني لو كنت اتكلمت بطريقة مش رسمية شوية برة، بس أنا كنت متحمسة، وأنت… كنت واقف بتضحك، ففكرتك موظف."
ابتسم وهو بيشيرلها تقعد:
– "اطمني، طريقة كلامك خلتني أقرر أقابلك فورًا. وده نادر يحصل."
قعدت على الكرسي المقابل، ولسه عينيها بتراقبه بتوتر طفولي.
– "طيب… حضرتك عايزني أتكلم عن خبرتي؟"
– "قبل كده… قوليلي، منين جبتي الثقة دي كلها وإنتِ لسه داخلة سوق الشغل؟"
قالتها ببساطة وصدق:
– "أنا طول عمري برسم… ولما اتقفلت الأبواب في وشي، قررت أفتحه بنفسي. فاكرة إن التصميم مش بس شغل، ده وسيلة أعيش بيها وأنا مبسوطة."
رعد سكت للحظة… نظراته اتحوّلت لاهتمام حقيقي.
– "وأفكارك عن الأرباح اللي قولتي عليها بره؟"
– "عندي مشروع تصميم منتجات للأطفال بخامات مصرية ١٠٠٪، ستايل مختلف وخفيف ويجذب السوق… أنا مش بس برسم، أنا بلاحظ. واللي بيلاحظ بيفهم الناس."
ابتسم رعد، وقال وهو بيقلب في السي ڤي:
– "أنتِ مختلفة فعلاً يا نور."
رفعت حواجبها بدهشة بريئة:
– "كويسة؟ ولا مختلفة اللي هي… غريبة؟"
ضحك وقال:
– "مزيج بينهم."
نور ضحكت، وأول مرة من ساعة ما دخلت تحس بالراحة:
– "أنا قبلت الشغل؟"
– "لسه. بس خليني أقول… أول انطباع عندك خطير."
– "خطير حلو ولا خطير يخليني أخرج من الباب دلوقتي؟"
ضحك تاني… وضحكته المرة دي ما كانتش مجرد إعجاب، كانت فضول.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند آرين كانت قاعدة مع مرفت وأيمن ورؤوف وليليان في غرفة الليفنج
آرين بحماس : واااو فرح لينا هيكون تحفة اووي وياااه لو الدكتور ريان يغنيلها هتبقي واااو بجد
مرفت بضحك ـ ههههه ريان بطوله ده هيغني
ليليان بحماس هيا كمان ـ لينو انهاردة هتروح تختار فستان الفرح
أيمن بإبتسامة ـ عقبالك يا ليليانو
جرت ليليان وحضنته وقالت ـ لا انا هقعد معاك يا عمو مش عايزة اسيبك انت وبابي
لمعت عيون رؤوف عندما خطر بباله انو ليليان ممكن تسيبه في يوم
كانت آرين قاعدة وبتبص عليهم بإبتسامة وهيا من جواها كانت بتتمني لو كان عندها عيلة
سمعت صوت تلفونها بيرن وكان يزن ابتسمت بفرح وقامت طلعت اوضتها وردت عليه بسرعة
يزن بحب ـ أميرتي عاملة اي
آرين ب إبتسامة مصطنعة ـ أميرتك كويسة طول منتا كويس
يزن ـ وحشتيني اوي يا آري
آرين بتنهيدة ـ انا أميرتك ولا روحك ولا قلبك ولا آري
ابتسم يزن وقال بشرود عاشق ـ انتي كياني انتي رفيقة دربي انتي أماني انتي نبضات قلب يزن انتي النفس اللي بتنفسه انتي بنتي انتي مراتي وحبيبتي انتي جنه يزن
لمعت عيونها بدموع وقالت ـ اوعدني انك تفضل جنبي يا يزن
يزن ـ يزن جنبك يا أميرتي حتي لو روحت في يوم كل موحشك غمضي عينك وأول لمسه هواء هتلمس وشك اعرفي انو انا
آرين بدموع ـ بعد الشر عليك
ابتسم يزن وقال ـ طيب يا أميرتي قوليلي بقا اي اللي مزعلك
آرين بعياط ـ تعالي يا يزن انا عاوزاك
قام يزن من مكانة بقلق وقال ـ مالك يا آرين
آرين بعياط ـ تعالي
طلع يزن من مكتبه بسرعة وقال ل السكرتيرة ـ إلغي مواعيدي كلها ومشي بسرعة وشافه ذياد وإستغرب
ركب يزن عربيته وساق بسرعة وهو لسا بيكلم آرين وبيحاول يهديها وفجأة الخط قفل بص في التلفون لقي تلفونه فصل شحن ساق بسرعه وبعد عشر دقايق وصل القصر
*كان الكل قاعد في الصالون واستغربو دخول يزن*
مرفت باستغراب ـ يزن في اي
يزن وقف وقال ـ آرين فوق
أيمن ـ طلعت فوق من شويه كده في اي ..؟
يزن وهو طالع علي السلم ـ مفيش حاجه
وطلع جناحه بسرعه ودخل
ـ آرين
كانت قاعدة علي السرير بتعيط بخنقة كبيرة سمعت صوته فتحت عنيها بسرعه لقيته واقف علي الباب وبينادي عليها بقلق نزلت بسرعه وجريت عليه اتشعلقت في رقبته وحضنته بقوة ضمها يزن لحضنة بحنان وهو بيرتب علي ضهرها وبيحاول يهديها مشي بيها في إتجاه السرير وقعد عليه وهيا علي رجلة كانها بنته كانت بتحضنه بقوة كبيرة كانها خايفه يروح منها ومتكلمتش صوت عياطها بس اللي مسموع ويزن قلق عليها بس متكلمش اكتفي انو يضمها لقلبه ويرتب علي ضهرها بحنان لحد منامت في حضنه بعدها براحه عن حضنه وبص في وشها لقي دموع علي وجنتها مسحهم بإيده براحه وباس جبينها بحب وبقي يهمس لها بكلمات حانيه رغم انه يعلم انها نائمة الان شدها لحضنه تاني وبقي ينظر لها وهيا نايمة بدون ملل بدون زهق
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان ماشي وهو باصص في التلفون وفجاة وقف لما شافها ابتسم وشرد فيها لحظه كانت ماشيه مع موظفة كانت بتشرح ليها حاجه وبتتكلم بجدية كبيرة وإبتسامة هادية تزين شفتيها وقفت لما شافته قلبها دق بعنف واتوترت في الكلام والموظفة بصت ليها ب إستغراب
ندي بتوتر وهيا بتبص عليه ـ إحم ..ااسفة روحي انتي دلوقتي مشت الموظفة وبقت ندي واقفة مشي يامن ووقف قصادها وقال بإبتسامة جميلة ـ إزيك يا ندي
ندي بتوتر ـ انا ..ك..كويسه
ابتسم علي توترها وحب ينكشها شويه وقال ـ مشوفتيش ريماس السكرتيرة كنت عاوزه في موضوع مهم
اشتعلت ندي بنيران الغيرة وقالت ـ لا مشوفتهاش تحب ادورلك عليها
كتم ضحكته وقال ببرود ـ لا هروح انا متتعبيش نفسك
ندي بغضب وهيا ماشية ـ طيب
مسكها يامن بسرعه من إيدها وقال ـ تعالي هنا راحه فين يا مجنونة
ندي بغيرة ـ وانت مالك
يامن بمكر ـ لا مالي ونص ولا اي وغمزلها
اتوترت ندي وقالت ـ ت..تقصد اي
يامن بنفس المكر ونزل لمستواها وهمس ـ شكلك حلو اوي وانتي غيرانه كده
اتحبس نفسها بسبب قربه منها وريحه برفانه اخترقت انفها وقلبها وضربات قلبها ذادت
يامن بغمزه ـ علي فكره سامع صوت ضربات قلبك يا ندوشتي
بلعت ريقها بتوتر وحست انها مكشوفة اوي قدامة الملف وقع من إيدها بسبب التوتر شهقت ندي وهيا بتبص علي الملف ويامن متابعها بإبتسامة كانت هتنزل بس وقفت فجأة وهيا حاسه ب الجو بقا حر اوي مشت بسرعه من قدامة علي مكتبها ويامن ضحك عليها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في شركة الصياد – مكتب ذياد الصياد
كان ذياد قاعد على مكتبه، وسط ملفات كتير مفتوحة قدامه، وعنيه بتجري في الأرقام، وصوت الكيبورد بيعزف سيمفونية سريعة.
الجو ساكت، بس فيه توتر خفي، كأن في حاجة بتغلي تحت السطح...
خبطت السكرتيرة على الباب بهدوء، ودخلت فورًا:
– "مستر ذياد، ريڤان الصياد برا وعايز حضرتك."
رفع ذياد عينه من على اللاب توب، وقال بنبرة هادية لكن صارمة:
– "دخّليه، ومن دلوقتي يدخل من غير استئذان... فاهمة؟"
أومأت السكرتيرة برأسها وخرجت، وبعد ثواني بالظبط... الباب اتفتح، ودخل ريڤان، بخطوات واثقة، ملامحه هادية، بس عينه تقطع الصخر.
ذياد بابتسامة ترحيب:
– "ريڤان باشا بنفسه هنا... نورت المكان."
قعد ريڤان قدامه، من غير ولا كلمة زيادة، وقال بصوت هادي جدًا، بس فيه نبرة خطر:
– "ده أنسب مكان أكلمك فيه بهدوء..."
ذياد استغرب نبرة صوته، ورفع حواجبه:
– "في إيه؟ حصل حاجه؟"
ريڤان اتكّى بإيده على مسند الكرسي، وقال بنبرة أهدى من اللازم:
– "الشخص اللي كان بيهددك بنادين... امبارح مسكته."
ذياد – بصدمة:
– "نــادين؟!! إنت عرفت؟!"
سكت لحظة، وتلون وشه بالدهشة والتوتر، فاكر الأيام اللي كان فيها بياخد رسايل مجهولة المصدر، وتهديدات إن لو مبعدش عن نادين هيموتها
وهو كان ساكت، مش عايز ريڤان أو رعد يعرفوا…
بس واضح إن ريڤان عارف أكتر مما بيتقال.
ريڤان – بابتسامة باردة:
– "الواد كان بيلعب بالنار... دخل بيت الوحش برجليه، ومكانش عارف."
ذياد اتنفس ببطء، وحاول يفهم، لكن ريڤان كمّل وهو بيقف:
– "علمته الأدب... وعرفت منه كل حاجة..الرسائل وحتى الناس اللي مشّياه."
قرب من المكتب، حط كارت صغير عليه، وقال:
– "اللي باعتلك التهديدات… مش هيكرّرها. واللي معاه… اتحرق."
رفع عينه لذياد، وقال بهدوء يخوف:
– "الوحش باعتلك سلام."
لفّ، وخرج من المكتب بخطوات هادية، وعلى وشه ابتسامة فيها انتصار ...
وذياد قاعد مكانه، عينه متسمّرة في الهوا، وهمس بصوت شبه مسموع:
– "صدق اللي سماك وحش...
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في كافيه بسيط على النيل...
كان الجو دافي، والشمس لسه بتودع اليوم، ولينا قاعدة قدام ريان، بتحرك المعلقة في العصير من غير ما تشرب، وعيونها فيه.
قالت له بخجل بسيط:
– "حاسّة إنك بتخبّي حاجة…"
ريان رفع حاجبه، وبص لها بنص ابتسامة وقال:
– "من ساعة ما اتخطبنا وانتي كل ما أكون ساكت شوية تقوليلي بتخبّي حاجة."
– "ما هو انت فعلًا بتخبّي!"
قالتها وهي بتضحك، بس بسرعة خدت رشفة صغيرة من العصير كأنها بتحاول تهرب من نظرة عينه.
ضحك وقال:
– "لو قولتلك إني بحب أبصلك وانتي ساكتة… كده برضو تبقي مؤامرة؟"
وشها احمر، وحطت إيدها على وشها وقالت:
– "ريان… بلاش الكلام ده قدام الناس."
– يعني بلاش أقول اللي جوايا يعني
قالها الكلمة الأخيرة وهو بيقرب كفّه من كفها على الترابيزة، لمس صوابعها بهدوء…
ولينا سابت إيده، بس ما بعدتش، بالعكس… نزلت عيونها في الأرض وابتسمت.
سألها ريان بلُطف:
_ الفستان عجبك يا ليتو
هزّت راسها بحماس:
وطلع تحفة اووووي
ريان لمح الفرحة في عنيها، وسكت ثواني كأنه بيخزن الصورة دي في دماغه…
وقال بهدوء:
– "هتكوني أجمل عروسة شافها قلبي."
اتسعت ضحكتها، وقالت له بخفة دم:
– "يعني قلبك شاف كام واحدة قبل كده؟"
– "هو قلب مش كاميرا يا لينا… بس لو كان كاميرا، كان هيصورك انتي بس، وعلى طول."
ضحكت أكتر، وبعدين حطت كفها على خدها وقالت له بهدوء:
– "أنا كنت فاكرة إني عمري ما هتكلم تاني… بس دلوقتي…
أنا حتى صوتي بيرتاح جنبك."
ريان حس بقشعريرة خفيفة في جسمه… الكلام جه من القلب، وبصدق، وهو عارف كويس قد إيه دي مش مجرد جملة، دي لحظة.
وبهدوء، مد إيده في جيبه… وطلع علبة صغيرة، فتحها قدامها.
جواها كان في سلسلة دهب بسيطة… فيها قلب، محفور عليه حرف L & R
وتاريخ معين…
قال لها:
– "دي مش هدية مناسبة ولا عيد…
بس التاريخ اللي مكتوب… هو يوم ما نطقتي لأول مرة…
كان أعظم يوم في حياتي."
لينا بصت للسلسلة، وبعدين له… وبصوت خافت جداً، قالت:
– "أنا… مش عارفة أقول إيه."
ريان قفل العلبة، وقربها منها وقال:
– "قوليلها قدامي ‘بحبك’… وأخدها."
ضحكت من قلبها، بس عنيها دمعت، وهمست بخجل:
– "بحبك يا ريان…"
هو ماخدش السلسلة، هو بس قام، ولبسهالها بنفسه، وهو بيهمس وراها:
– "وأنا كمان… بحبك أكتر مما الصوت يقدر يقول."
وسكتوا شوية…
بس الصمت كان دافي، ومليان كلام.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عند عز وقف بالعربية بتاعته قدام بوابه قصر الصياد فتح ليه الحارس وهو بيأدي التحيه نزل عز من العربية وفي إيده ملف
عز وهو داخل ـ والله علي أخر الزمن هشتغل توصيل ملفات كان مالي انا كان زماني ملك قاعد في مكتبي ملك ملي هدومة بس أهي جات بفايدة اما أشوف ست الكل عامله اكل اي وفجأة وقف لما شاف بنت صغيرة جات وإستخبت وراه
ـ إلحقني يا عمو
عز بإستغراب ـ انتي مين يا شاطرة
البنت ببراءة ـ خبيني بس الاول وانا هقولك انا مين
ـ طب مين بيجري وراكي
وفجأة ظهرت ليليان قدامة وهيا بتقول بغيظ ـ انتي هنا وانا بدور عليكي
اتخض عز منها وقال ـ بسم الله طب كحي حتي انا قطعت الخلف
ليليان بطفولة ـ بقولك إي يا أستاذ عز ابعد عن طريقي دلوقتي ..وانتي تعالي هنا
قالت أخر جملتها وهيا بتبص علي البنت بغيظ وحاولت تمسكها من ورا عز وكانت قريبه جدا منه وعز لأول مرة يركز في ملامحها وقد إي ملامحها طفولية وجميلة وهادية
البنت بصراخ ـ عاااااا إلحقني يا عمو
فاق عز من شروده علي صوت صراخ البنت وحاول يمسك ليليان اللي كانت زي الفارة ومش عارف يكتفها بسبب قصرها
عز بنفاذ صبر ـ يخربيتك فارة مش عارف أمسكك
وقفت ليليان فجأة لما سمعت جملته والبنت هربت بسرعه
ليليان بغيظ ـ انا فارة يا عز .
عز بتوهان ـ أحلي فارة والله
اتكسفت ليليان واتلخبطت وقالت ـ ا..ا..انت يوووه أسكت بقا يا عز أصل انا زعلانه اوي اه والله
ابتسم عليها وقال ـ زعلانة ليه بس
ليليان بزعل ـ البنت دي بنت واحده شغالة عندنا إسمها زينب وأبيه فهد كان جايب ليا شوكلاته وانا روحت أجيب مايه .. لقيتها كلت الشوكلت بتاعي كله ..عاااااااا
عز بإبتسامة ـ بس يا ليليان
ليليان ـ عاااا انا عاوزه الشوكلت بتاعي عااااا
عز بحنان ـ طب خلاص هجبلك الشوكلت بتاعتك بس أسكتي
سكتت ليليان بفرح وقالت ـ واااو بجد
ضحك عليها من قلبه وهيا سكتت بحرج
عز بضحك ـ أيوة بجد ..خودي بقا الملف ده إديه ل يزن
خدت منه الملف ب إحراج وقالت ـ حاضر
عز بإبتسامة ـ انا ماشي ومتخافيش هبعتلك الشوكلت مع البنت
ليليان بغيظ ـ لا هتاكلهم
عز ـ ههههه لا متخافيش سلام وسابها ومشي
وليليان فضلت واقفه تبص عليه وقلبها بيدق وهيا مش عارفه ليه وفعلا بعد خمس دقايق البنت دخلت عليها بكيس كبير مليان شوكلت خدته منها بفرح كبير ودخلت جري علي القصر
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
أروى – أوضتها الصغيرة في بيت والدها
الليل كان ساكت، بس قلب أروى كان بيصرخ بصوت كل اللي جواه.
كانت قاعدة على الأرض، ضهرها للحائط، والدموع مغرقاها.
وشها كان باين عليه أثر الضر*ب… كف واضح على خدها، وتحت عينها فيه زر*قة خفيفة لسه بتظهر.
في إيدها صورة قديمة… صورة لأمها وهي حاضناها، وهي صغيرة… في لحظة سعادة مفقودة.
حضنت الصورة كأنها بتحضن أمها بجد، وقالت بصوت مخنوق:
– "انتي مشيتي وسبتيني ليه يا ماما؟
أنا لوحدي… بابا بيضر*بني كل يوم، ومراته… مراته بتقفل عليا الباب ومبتدينيش أكل…
أنا جعانة، جعانة أوي يا ماما، وخايفة…
كل ما الليل بييجي، بحس إني بمو*ت حتة…"
دموعها كانت بتنزل بهدوء دلوقتي، كأن حتى الدموع تعبت.
لفت نفسها في شال قديم كانت أمها شريته زمان، وكان ريحته لسه فيها ريحة حنينة.
وفي لحظة استسلام، وشها بدأ يهدى… وغرقت في النوم على الأرض.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مده طويلة
حس يزن بنفس أرين في رقبته مبقاش منتظم عرف انها صحيت مشي إيده علي ضهرها بحب وقال
ـ حبيبي
همهمت آرين بهدوء وهيا بتدفن وشها في حضنه أكتر
يزن بحنان ـ بقيتي كويسة دلوقتي ..؟
آرين بصوت مبحوح ـ أيوه
يزن ـ طيب نمتي كويس عايزة تنامي تاني ..!
آرين بنفي ـ لا مش عايزة
ابتسم يزن بحب وقال ـ طيب قومي يلا عشان ناكل سوا انا ميت من الجوع
آرين بهدوء ـ انا مش جعانة
يزن مط شفايفه وقال ـ امممم طيب انا كمان مش جعان
آرين ب إستغراب ـ بس انت قولت دلوقتي انك جعان
باس جبينها بحب وقال ـ لو كلتي معايا هاكل غير كده لا
تنهدت وقالت ـ طيب ماشي هنزل أجيب أكل لينا وأجي
يزن ـ الاكل أهو يا روحي
نظرت آرين الي الطاولة اللي عليها أكل وإبتسمت شالها يزن بخفة وراح بيها ناحيه الكنبة وقعد عليها وقعدها علي رجلة وبدأ يأكلها وهيا كمان بتأكلة وبعد مده انتهو وآرين قالت ـ هنزل أعملك فنجان قهوة علي متكون انت غيرت هدومك
يزن ـ ماشي يا حبيبي متتأخريش عليا تمام
ونزلت آرين تعمل القهوة ليه ويزن دخل الحمام ياخد دش ويغير هدومه
بعد مده طلعت آرين وكان معاها فنجان قهوة وجنبه عصير عناب ساقع
دخلت الجناح وكان يزن خلص الدش وغير هدومه ل هدوم بيتي مريحه وواقف في الشباك بيتكلم في التلفون وبينشف شعره ابتسمت آرين وحطت الصنيه علي التربيزه الصغيره وراحت عنده ومسكت آيده وهو بصلها بإبتسامه
يزن ـ اه ..اه كمل معاك
شدته بهدوء وقعدته علي السرير ومسكت منه الفوطة وبدأت تنشف شعره بهدوء
ابتسم يزن وقال ـ طيب يا عز أكيد ليليان حطت الملف في المكتب هبص عليه وبكره في الشركة نتقابل ان شاء الله ......... لا متقلقش كل حاجه تمام انا إتكلمت مع يامن ........ معرفش تلاقية واخد قرشين من حد متقلقش انا هتصرف وهوصي عليه في الشرطة
راحط أرين عند التسريحة وجابط المشط والكريم الخاص بشعر يزن وحطت الكريم علي شعرة ومشطت شعره بهدوء وهيا مبتسمة
يزن ـ ماشي يا عز هبقا أكلمك بعدين ...سلام يا صحبي
خلصت آرين ومش إيدها بين شعره بحب ومسكت راسه وباستها بحنان
قعدها يزن علي رجلة وقال ـ امممم بتتحمرشي فيا
ضحكت آرين بقوة ويزن تاه في ضحكتها
آرين بضحك ـ هههههه بتحمرش اي بس ههههه
يزن بمرح ـ ايوا قولت الواد مشغول في التلفون استغل الفرصة
آرين ـ ههههههه
وسندت براسها علي كتفه ـ ربنا يخليك ليا يا يزونة
يزن ـ يا مين يختي
آرين بخبث ودلع ـ يزونه بدلعك يا حبيبي
يزن برفع حاحب ـ لا يزونه ولا حلزونه إسمي يزن وبس .
آرين بضحك ـ هههههه حلزونه إي بس هههههه
يزن ـ بت إسمي اي
آرين بمكر ـ ي..ز..ونه
يزن بخبث ـ طيب انتي اللي جبتيه ل نفسك وبدا يزغزغها من جنبها وهو بيقول ـ يزن إسمي ايييي
آرين ـ ههههه ..بس خلاص . والله هههههه
يزن بضحك ـ قولي يزن
آرين ـ ههههه مش قادره
يزن ـ مش هسيبك غير لما تقولي يزن
آرين ـ هههههه يزونه إسمك يزونه
رماها يزن علي السرير وقال بخبث ـ بقا كده طب تعالي وبدا يدغدغها بقوة وصوت ضحكهم كان مالي القصر
ويزن بحبه وعشقه ليها قدر ينسيها حزنها
بس يزن قلبه مشغول يتري كانت بتعيط كده ليه ومرضاش يسئلها دلوقتي
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تاني يوم كانت آرين قاعده مع ليليان في غرفتها ويزن مشي مع ندي وماري وراح الشركة
ليليان ـ قوليلي بقا مالك يا ست آرين
آرين بإبتسامة ـ مالي منا كويسة اهو وفرحانه اوي عشان كلها إسبوع ولينو هتتجوز
ليليان برفع حاحب ـ عليا يبت ده يزن قبل ميمشي قالي أجي ألاقيكي عرفتي آرين زعلانه ليه من إمبارح يا إيما مش هيحصل
أرين بتنهيدة ـ يزن ..يزن ده ربنا يخليه لقلبي ويحفظه من كل شر
ليليان ـ هيييح يا عيني يا عيني
آرين ـ بس يا لمضه
ليليان ـ طب قوليلي مالك مش انتي بتعتبريني اختك برضو
آرين بحزن ـ يعلم ربنا انا بحبكم كلكم قد إي وكلكم إخواتي
ليليان رتبت علي كتفها بهدوء ـ طب قوليلي مالك
آرين بتنهيدة ـ هقولك بس متقوليش حاجه ليزن انا مش عايزاه يزعل
ليليان اتوترت وبصت في تلفونها اللي بيسجل بأمر من يزن طبعا
ـ ا..اه احم ..اه طبعا قولي
آرين بحزن ـ كل بنت كانت بتتمني يوم مميز ليها يوم فرحها عيلتها جنبها أبوها وأمها واخواتها وأصدقائها والقرايب والجيران بتحلم تلبس فستان ابيض وطرحه طويلة وترقص هيا وحبيبها علي اغنية رومانسيه وهو يغنيلها ويشيلها ويلف بيها ويعمل ليها مفأجأة ... تعرفي انا فرحانه اوي اوي ل لينا بنت طيبة وتستحق الجميل كله أبوها جنبها هيسلمها ل عريسها والدموع في عينه ويقوله خلي بالك منها دي الغالية خليها في عينك ولو زعلت في يوم انا هقفلك ويعرفه انو ليها دهر ليها سند اخواتها كلهم هيقفو في ضهرها رعد وفهد ولؤي ويزن لو جات في زعلانة أكيد هيزعقو معاه ههه أختهم وانتي وماري وندي معاها دايما هتلبسوها وهتجهزوها وتقفو وراها وأبوها بيسلمها ل العريس وتشيلو طرف الفستان والناس ... وكملت بدموع والناس تقول اخواتها وأهلها ودهرها .. انا ..انا اتخلقت وحيده مفيش حد جنبي كان ..كان نفسي في اب ياخدني في حضنة ويقولي انا جنبك يا روحي نامي ومتخافيش بابا جنبك كان نفسي في ام تكون حنينه عليا وتكون صحبتني وتعرفني الصح من الغلط
آرين – عينيها مغرقة دموع، وكلامها بيخرج بصوت مرتعش من جوا القلب:
– "كان نفسي أحس إني مش غريبة فـ الدنيا…
كان نفسي أحس إني مش لوحدي…
كان نفسي أنام وأنا مطمنة إني هصحى ألاقي حضن مستنيني، حضن أم… ريحته فيها أمان.
أو إني ألاقي بابا بيجيبلي لعبتي اللي بحبها، أو حتى يقولي لأ وأنا أزعل، بس على الأقل يكون موجود…"
وبكت
لكنها ما بكتش زي المرات العادية…
كانت دموعها مختلفة.
دموع حد عمره ما لقى مكانه وسط الناس، وبيحاول يقنع نفسه إنه قوي… لكن جواه طفل بيصرخ من الوحدة.
– "أنا لما بشوف حد بيتخانق مع أهله… بضحك من جوايا.
بتمنى أكون مكانه…
أهو عنده أهل يتخانق معاهم!
أنا كنت بتكلم مع لعبتي زمان… كنت بحكيلها كل حاجة.
كنت بقولها إني جعانة، وإني خايفة، وإني بحلم إن حد يخبط عليا الباب ويقوللي:
– 'يلا يا آرين… جه وقتك تعيشي زينا…'
بس محدش خبط…
ولا حد جه."
سكتت لحظة ومسحت دموعها بطرف كمّها، لكنها ما كانتش بتحاول تبين قوية.
كانت بس بتحاول تستجمع شوية من نفسها، تكمل بيهم.
– "زمان…
كنت لما أسمع عن فرح، أستخبى في أوضتي وأتخيل نفسي العروسة.
كنت بلبس طرحة قديمة لقيتها مرمية عند حدّة في الملجأ، وألفها على شعري،
وأقولهم 'أنا عروسة'،
وأرقص لوحدي،
وأتخيل إني شايلة ورد، وحوليّ ناس بتحبني…
بس كل ده كان وهم.
كان بيفضل في دماغي…
ولما أصحى… ألاقي نفسي على السرير الحديد، والمروحة بتزن، والليل حالك، وأنا بردانة وخايفة…
ومفيش حد."
ليليان كانت سكتة تمامًا…
عينها غرقت دموع، بس ما كانتش قادرة تنطق.
الوجع اللي في صوت آرين كان بيخترق القلب، يكسره ويعيد تركيبه على هيئة سؤال واحد:
"هي البنت دي استحملت قد إيه؟"
آرين كملت وهي بتحاول تبتسم، بس كانت ابتسامة منهارة:
– "أنا مش بزعل على حاجة فاتت…
أنا بس كنت بحلم…
أبسط حلم لأي بنت في الدنيا.
مش حلم القصور ولا الدهب…
أنا كان نفسي في حضن،
كان نفسي لما أبكي ألاقي إيد تطبطب،
مش تبصلي وتقولي 'اقفلي صوتك هضربك'…
كان نفسي لما أكبر ألاقي أخ أو أخت يقولولي 'اتأخرتي ليه؟'
مش ألاقي الباب مقفول في وشي، والمفتاح من جوه."
اتنفست بعمق، ونزلت دمعة جديدة… هادية، لكنها تقيلة، كأنها دمعة عمر كامل.
– "أنا عمري ما جربت أفرح بجد…
يمكن بس مع يزن،
هو الوحيد اللي حسسني إني مش عيب…
مش ناقصة…
بس برضو… ساعات بخاف أفرح…
عشان كل مرة كنت بفرح، كنت بعدها بتوجع.
عارفة أنا بحب لينا قد إيه…
بس وأنا بضحك وبساعدها، كان جوايا صوت صغير بيقولّي:
'طب وانتي؟
فرحك هيبقى عامل إزاي؟
مين هيبقى جنبك؟
مين هيقولك إنتي حلوة يا عروسة؟'"
ليليان قامت، قربت منها، وقعدت على الأرض قدامها، وبهدوء شديد، أخدت إيدها في إيدها.
وقالت بصوت حنين، صوت صادق:
– "وإحنا… مش أهل؟
مش إخواتك؟
مش بنحبك؟
يمكن الدنيا ما عطتكيش البداية اللي تستحقيها…
بس قسمًا بالله، النهاية هتكون مختلفة.
مش عشان حظك اتبدل…
لكن عشان ربنا كان شايف، وكان بيحضرلك الناس الصح…
يزن، وأنا، وندي، وماري، ولؤي، وفهد، ورعد…
إحنا معاكي…
وبنتعلم منك،
إزاي القلب يفضل نضيف رغم كل الجروح."
آرين بصت فيها، وقالت بهمس:
– "أنا مش عايزة كتير…
أنا بس… عايزة يوم أفرح فيه
ويكون ليا ناس تقول عليا 'دي عروستنا'
مش 'اليتيمة'."
قامت ليليان، ورفعتها معاها بحضن كبير…
وقالت بخبث وهي تمسح دموعها:
– "وبعدين، يعني مش انتي مرات يزن الصياد؟
والله لأفرحك فرح يخلي لينا نفسها تزعل!
وألبسك طرحة أطول من شارعنا،
وأشيلك أنا لو يزن تعب!"
ضحكت آرين من قلبها…
ضحكة باكية، بس مليانة حياة…
كانت أول ضحكة حقيقية من أيام.
وليليان بعتت التسجيل ل يزن وعيونها مليانه دموع
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
في مكتب يزن – منتصف اليوم
كان يزن قاعد بكل تركيز قدام شاشة اللابتوب، قدامه عادل مدير الحسابات، بيشرح تقارير عن الميزانية الجديدة لفرع دبي.
عادل ـ بهدوء:
– "والصفقة دي هتكلفنا مبدأيًا 2.5 مليون، بس الأرباح هتبدأ تظهر بعد أول شهرين تشغيل…"
يزن حاسس إن الكلام بيدخل ودنه ويخرج من التانية، عقله مشغول بحاجة تانية، قلبه مش مرتاح من لحظة دخل المكتب.
وفجأة… صوت مميز رن في المكتب.
رسالة من ليليان.
مد إيده بهدوء، فتحها…
وشاف التسجيل.
قرأ أول سطر في الرسالة:
"زي ما طلبت مني، آرين اتكلمت…"
ماكملش قراءة وقال ل عادل
ـ طيب اتفضل انت يا عادل وكمان ساعتين اتجمع انت والفرقه كلها عندنا إجتماع
عادل بإحترام ـ أمرك يا باشا وإستأذن ومشي
… و يزن ضغط على "تشغيل"، وحط الموبايل على المكتب، وسند ضهره لورا في الكرسي الجلد.
ليليان اتسجلت بصوتها الأول:
– "أرين، قوليلي مالك…"
وبعدين… بدأ صوتها.
آرين.
آه يا وجع القلب…
الصوت اللي حافظه، والضحكة اللي بتطمنه، بقت دلوقتي مليانة حزن… وكسرة.
"كان نفسي في أب ياخدني في حضنه… ويقولي أنا جنبك يا روحي…"
صوابع يزن بدأت تضغط لا إراديًا على طرف الكرسي، وعنيه تزوّجت بالدموع بس ماسابهاش تنزل.
كان سامع… بس عاجز.
كأنه مربوط…
كأن الصوت بيخترق ضهره، ويعدّي جواه لحد القلب ويخبط فيه بقوة.
"كان نفسي في أم… تعرفني الصح من الغلط… ترجعني لو ضعت…"
غمض عنيه بقهر، كأن الكلمات بتتقال ليه هو…
هو اللي فشل يحس بكل ده من بدري.
هو اللي سابها وجعها تتدفن تحت صوت ضحكتها وهي بتقول “أنا كويسة”.
الصوت خلص.
بس الرجفة في قلبه ماخلصتش.
فضل ساكت.
وبعدها…
قام بهدوء، راح ناحية الشباك الكبير اللي بيطلّ على القاهرة،
والمدينة بتجري تحت رجله…
بس هو واقف، ثابت، في مكانه،
وحاجة جواه بتتكسر.
بصوت واطي، مش بيكلم حد معين:
– "دي أميرتي… اللي كنت فاكرها بتتحمل…
بس هي كانت بتنزف… وأنا ماخدتش بالي."
اتنفّس ببطء…
كأن النفس محتاج طاقة يطلع، كأن الوجع خنقه.
رجع لمكتبه، قعد، وكتب في ملاحظاته:
> "لو هنعمل خطة لفرح آرين،
فده مش فرح… ده حياة جديدة.
عايز كل اللي اتحرمِت منه تعيشه مضاعف.
عايز تتصور وهي بتضحك من قلبها.
عايز طرحتها تلمس الأرض… وتكون أطول من أي دمعة نزلت منها زمان.
فتح الموبايل، وبعت رسالة لـ فهد:
"تعالى المكتب حالًا."
ثم بعت رسالة لليليان:
"خليكي معاها متسيبهاش لوحدها ."
رجع يبص في الصورة اللي كانت علي مكتبه…
آرين كانت فيها بتضحك وبإيديها وردة صغيرة،
لكن في عينيها حاجة بيشوفها لأول مرة دلوقتي…
حزن مألوف… بس مخفي.
يزن، وهو ماسك الصورة، قال بهمس:
– "أنا آسف…
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وبعد أسبوع أخيرا
انهاردة فرح الملاك علي ريان
كانت الفرحة باينه علي وجوههم كلهم والقصر بيتزين بطريقة جميلة وشيك جدا وحاجه اخر فخامة ويزن طلب نوع ورد مخصص القصر كله يتزين بيه كانت آرين بتجهز عشان راحه مع لينا السنتر مع البنات وإبتسامة صافية علي وجهها
دخل يزن وابتسم ـ أميرتي جاهزة
آرين بحماس ـ جدا يلا بقا انت خليت البنات يمشو وقولت انت هتوصلني ل باب السنتر بنفسك
يزن بضحك ـ اي ده امتا ده
آرين وهيا بتشد إيده ـ يلاااا بقا انت لسا هتتكلم
ضحك يزن من قلبه عليها وراحو السنتر
ووصلها وهو في الطريق جاب ليها بوكيه ورد من النوع اللي هو بيعشقة وآرين اكتشفت ده
وصلها السنتر ومشي
جوه السنتر
كانت لينا بتعمل ماسك لوشها وآرين خلت سلمت عليهم وقعدو وليليان جه في بالها فكره
ليليان ـ آرين تعالي اعملي ماسك انتي كمان
آرين بحرج ـ احم مش عايزة يا لي لي
ليليان بتصميم ـ لا يلا
والبنات كلهم اتحايلو عليها لحد موافقت بإستسلام وعملو ليها هيا كمان كل حاجه كانها عروسة بالظبط
البنت صاحبه الكوافير جات وأخدت لينا عشان تلبسها
ماري شافت فستان ـ وااااو شوفو الفستان ده
ليليان ـ بسم الله ماشاء الله بجد تحفة اوووي وكمان التفصيلة رقيقة اوي وجميلة ولا شوفو التاج
آرين نظرت ل الفستان وانبهرت بيه بجد كان جميل بمعني الكلمة واتمنت لو انو ليها
البنت من وراهم ـ الفستان ده موديل جديد اول مره ينزل وجاي بطلب مخصوص ل بنت
كانت آرين بتبص علي الفستان بإنبهار فاقت علي صوت البنت
البنت ل آرين ـ انا خايفة الصراحة الفستان ميجيش علي مقاسها هيا في عودك وطولك بالظبط ممكن تلبسيه عشان أشوفة
اتوترت آرين وقالت ـ مينفعش جوزي مش بيرضي أخليني أغير هدومي برا البيت
ليليان ـ يا آرين انتي هتقسيه بس
ماري ـ احم بليز يا آرين إلبسيه وعارفه كمان إلبسيه وهصورك وانتي لابساه عشان تكون للذكري انتي ملبستيش فستان في فرحك وعندي فكره كمان
كلهم ـ اي
ماري ـ آرين هتقيس الفستان وهتحط الميكب كمان واحنا هنجهز ونلبس ونتصور كلنا مع بعض
ندي ـ واااو فكره تجنن
ليليان ـ والله حركه حلوة
آرين ـ لا يا بنات أخاف ل يزن يعرف ويدايق اني غيرت هدومي برا
كلهم قامو وشدوها ـ يلا بقا مش هنقول ل يزن حاجه وحياتي
لينا قالت ـ وحيات يزن عندك تقومي تلبسي الفستان ده انا هتجنن وأشوفه عليكي
ندي ـ يلا بقي يا آرين انتي كده كده هتغيري هدومك برا عشان الفستان اللي هتلبسية
ماري ـ يلا بقي يا آرين
ليليان ـ وحيات يزن عندك انتي مش بتحبيه ولا اي
كلهم ـ وحيات يزن عندك تقومي
آرين إستسلمت والبنات أخدتها عشان يطلعو الدور التاني
آرين ـ إي ده احنا رايحين فين
البنت هنطلع علي السلم ده واللبس فوق والميكب كمان وتنزلي عروسة من هنا انا هقيس عليكي الفستان ويارب يطلع مظبوط واشوفة عليكي وبعدها تنزلي للبنات تتصوري معاهم زي مهما حابين مع اني ممكن أرفض عشان كده خسارة ليا لكن عشان خاطرك انا هوافق تتصوري
آرين بإبتسامة ـ شكرا ل ذوقك
آرين لبست الفستان وكانت جميلة جدا جدا بمعني الكلمة ولما شافت نفسها في الفستان كانت فرحانه جدا بس الفرحة مش كاملة هيا هتقيس بس
البنت بسم الله ماشاء الله ياريتك بجد عروسة وتطلعي من عندي وانتي بالجمال ده
آرين ـ أحم شكرا ممكن اشوف في المراية
البنت ـ هعملك ميكب بسيط جدا الاول وبعدين انزلي شوفيه
آرين بتوتر ـ هو لازم ميكب يعني
البنت ـ صدقيني الميكب خفيف خالص لا يذكر انتي أصلا جميلة اوي من غير حاجه وبعدين تنزلي تتصوري بس بشرط
آرين ـ اي
البنت ـ هربط عنيكي بشريط خفيف عشان تشوفي نفسك تحت في المراية الكبيرة
آرين ـ موافقة بس بسرعه بالله عليكي العريس زمانه جاي وانا لسا هغير هدومي
البنت ـ متقلقيش انا والبنات معاكي هتخلصي في ثواني تعالي يلا
والبنت حطتلها ميكب خفيف جدا ولبستها الطرحه والتاج وكمان جابت الجزمة بكعب عالي وكانت جميلة جدا جدا وآرين كانت خايفة لتقع من علي السلم وهي نازلة
آرين نازلة ممن علب السلم والبنت رابطه عينيها ومسكاها ـ متخافيش واحده واحده علي مهلك انتي بسم الله ماشاء الله حلوة اوي البنات هتتصدم لما تشوفك
آرين ـ هو السلم طويل اوي ليه كده
البنت ـ هههههه عشان انتي نازلة ببطي بس خلاص يا قلبي وصلنا اهو هنادي للبنت دي تيجي تمسك إيدك أيوة يلا هاتي إيدك هنا يلا كملي انا وراكي اهو تعالي خلاص احنا داخلين علي البنات
آرين ـ هو الجو ساقعة
البنت ـ عشان التكييف بس خلاص إرفعي رجلك وعدي خطوة كبيرة اقفي هنا بااااس تمام كده
آرين ـ إي الاصوات دي ..؟
االبنت ثواني هفكلك الشريط البنت فكت الشريط وكانت المفاجأة
آرين فتحت عنيها وشافت نفسها قدام السنتر ويزن واقف قدامها وماسك في إيدة بوكيه ورد جمييل جدا
آرين بدموع وصدمة ـ يزن
يزن بإبتسامة ـ قولتلك هيجي يوم وافاجئك مفاجاة انتي مش هتتوقعيها يا أميرتي ...وعروستي وغمز
تابعوووووووني
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺