رواية بين طيات الماضي الفصل الحادي عشر حتى الفصل الثاني والعشرون بقلم منه مجدي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
أسندها سليم بقوة كيلا تسقط
صرخ مراد بهلع فهدأه سليم بينما يحمل مليكة التي سقطت بين ذراعيه فاقدة لوعيها كالجثة الهامدة
وضعها علي الفراش بعدما صاح مستدعياً إحدي الخادمات التي حضرت فزعة علي صوت سليم الهادر
الخادمة : نعم يا سليم بيه
هتف بها بوله
سليم: إطلبي د. أحمد بسرعة
تجمعت الدموع في عيني مراد وهتف بقلق
مراد : مامي مامي
حمله سليم مربتاً علي ظهره بحنو بالغ
سليم: مامي كويسة يا حبيبي متخافش أنا جمبها أهو
إستدعي أميرة مربيته الخاصة طالباً منها أخذه......حملته في هدوء وذهبت للخارج
فإلتقط هو إزدال الصلاة الخاص بمليكة وألبسها إياه ليداري جسدها عن أعين الطبيب ثم ألبسها حجابها
صعدت ناهد حينما سمعت الخدم يتحدثون عن إغماءة مليكة
فسألته بلهفة
ناهد :مليكة مالها يا سليم يابني
أجاب سليم بحيرة إمترجت بقلق عارم طل وبشدة من عيناه
سليم : مش عارف يا داداة هي فجاءة وقعت أنا قولتلهم يكلموا الدكتور
جلست جوارها وأخذت تربت علي رأسها في حنو بالغ وهي تدعو الله ألا يكون شيئاً خطيراً
وفي ظرف نصف ساعة كان رجلا لطيفاً يعاينها بلطف وحذر إثر نظرات سليم الحانقة وأخبرها بأن ما تعاني منه هو الأنيميا الحادة
ثم نظر الي سليم قائلا
د. احمد: مراتك شكلها قوية يا سليم واحدة غيرها كانت وقعت من بدري
أخبرهم أن مشكلتها ليست عضوية فقط بل هو اجهاد نفسي وعضوي أيضاً وأخذ يوبخه بهدوء لعدم معرفته كم أن الإعتناء بمنزل وطفل مرهق كثيراً لشابه مثل مليكة
إستمع اليه سليم بتمرد فهو ليس معتاد أن يتحدث معه بهذه الطريقة لكنه تقبل الحديث صامتاً ثم سأل في هدوء
سليم : لا ......أنا..... عارف بس إنت تنصحنا بإيه
د. احمد: الأول أتاكد من ظنوني وبعد كدة نشوف
سأل سليم في قلق
سليم: ظنون إيه يا دكتور
د. احمد: مراتك أصلها إحتمال تشرفنا في المستشفي كام يوم كدا
هتف سليم يسأل بقلق
سليم : ليه هو الموضوع خطير أوي كدة
أما هي فصاحت بهلع
مليكة: مستشفي إيه لا أنا مش هينفع أروح مستشفي
ناوله دكتور أحمد ورقة
د. أحمد : دي شوية تحاليل يا سليم تخليها تعملها
وبعدين تجيبهالي ونشوف
أردفت في توتر
مليكة : لا يا دكتور مش لازم تحاليل متقلقش أنا هاكل كل الأكل المفيد وهاخد كل الأدوية ومش لازم تحاليل ولا مستشفي
إبتسم د. أحمد فمن واقع خبرته هو يعرف جيداً متي يكون المريض خائفاً من الحقن فطمئنها في هدوء
فسأل سليم ساخراً في دهشة
سليم: إنتِ خايفة من الحقنة يا مليكة
تجمعت قطرات العرق علي جبينها توتراً وعقدت العزم ألا تظهر مخاوفها لسليم
مليكة: لا أنا مش خايفة ولا حاجة أنا بس بقول ملهاش لازمة
ضحك سليم في إستهزاء
سليم: مهو واضح
د. أحمد: لا يا بنتي لازم علشان نتايج التحاليل هتحدد إذا كنتي هتيجي المستشفي ولا هتاخدي أدويتك هنا
نظر لسليم ثم تابع طالباً في حزم أن تأتيه نتائج التحاليل سريعاً
أردف سليم بجدية
سليم: ساعتين أو تلاته بالكتير والتحاليل تبقي عندك يا دكتور
أومأ براسه ثم أردف مشيراً له بأصبعه للتحذير
يطلب منه بعد تعافي مليكة أن يتجها لتمضية بعض الوقت خارج محيط المنزل و روتين الحياة العملية
أردفت بإحتجاج
مليكة : بس أنا مش عاوزة أسافر
نظر إليها سليم ببرود
سليم: دا كلام الدكتور مش كلامي أنا هرتب كل حاجة وبعدين إنتِ دلوقتي تعبانة لما تخفي نبقي نتناقش
احمد: أنا وجوزك نعرف إيه الاحسن ليكي يا مدام مليكة
ثم أشار لسليم كي يخرجا من الغرفة
وبدأ جفناها يسترخيان وأقفل سليم الباب خلفه وسأل الطبيب
سليم: إنتِ متأكد يا دكتور إن مليكة كويسة وهو دا بس اللي هي محتاجاه
أردف هو بهدوء مطمئناً إياه بأن هذا عادياً وخصوصاً بعد الحمل والولادة وتربية الطفل
سأل سليم بتوجس
سليم: طيب ومراد معتقدتش إن مليكة هتوافق نسيبه
أردف احمد مؤكداً
احمد: لا طبعاً...... أكيد لا متسيبهوش واضح إن مراتك متعلقة أوي بالولد فلما نبعدهم عن بعض هتبقي قلقانة ومتوترة ونبقي مساعدناهاش بالعكس
أومأ سليم برأسه فتابع الطبيب في ضرورة
احمد: أهم حاجة التحاليل وخليها ترتاح ومراد جمبها
وعادي جداً هتلاقيها مرهقة ومش قادرة تقوم ودايخة علي طول بس إنتَ عارف الأمهات دايماً فاكرين إن محدش هيعرف ياخد باله من ولادهم غيرهم
إبتسم سليم
سليم: أنا أكتر العارفين مليكة لازم تعمل كل حاجة لمراد بنفسها
ضحك الرجلان بتفهم وذهب الطبيب
أما سليم فهاتف إحدي معامل التحاليل كي يحضروا الي المنزل.....وبعد عدة ساعات أتت الطبيبة لأخذ العينة ومعها مساعده
دلف سليم معهم الي غرفة مليكة التي سرعان ما هتفت بذعر
مليكة : سليم أنا بقيت كويسة ملوش لزوم التحاليل
أردف هو بهدوء
سليم: مليكة دا كلام الدكتور لازم تحللي
هرت رأسها يمنة ويسرة رافضة هاتفة بتوسل
مليكة: سليم بالله عليك بلاش تحليل والله أنا هبقي كويسة
تابعت الطبيبة بسخرية
الطبيبة: متقلقيش يا مدام دي شكة إبرة وبعدين دا إنتِ أم يعني عيب تقولي كدة
أخذت مليكة تطلع لسليم بترجي وهي ترتجف كالأطفال
إعتذر سليم من الطبيبة بأدب وطلب إنتظارهما خارجاً لوقت قصير
فإبتسمت الطبيبة بعدما أومأت برأسها وخرجت في هدوء
الطبيبة : أه أكيد
جلس سليم الي جوارها علي الفراش حينما سمع صوت الباب يغلق
فأمسكت مليكة يده بتوسل وتطلعت إليه بعنيها كالأطفال تماماً
مليكة: بص يا سليم أنا عارفة إنك مش بتحبني بص أعمل أي حاجة بس بلاش حقن علشان خاطري
أقولك علشان خاطر مراد بلاش حقنة
تألم سليم كثيراً لنبرتها تلك فلا يعلم من أين تأتي بتلك السخافات التي تتفوه بها
(مهو من معاملتك يا اخويا😂😂😂😂😂)
إحتضن بكفيه الضخمين يديها الصغيرتين ونظر الي عينيها
سليم: ششششششش إهدي بالراحة متخافيش الحقنة مش هتوجعك
هزت رأسها رافضة
مليكة : لا هتوجعني......بلاش حقن علشان خاطري
تابع هو مطمئناً إياها
سليم: وعد مني مش هتوجعك
همت بالإعتراض فقاطعها بصدق
سليم: والله مش هتوجعك دا وعد مني
ذهب للخارج وطلب من الطبيبة أن تضع لها بعض المخدر
ثم دلفوا الي الداخل مرة اخري
جلس سليم الي جوارها علي الفراش
بينما أخذت مليكة تطلع إليه في رعب
الطبيبة: سيبي نفسك خالص يا مدام مليكة علشان الموضوع يبقي سهل وبصي الناحية التانية
أومأت مليكة برأسها في رهبة
وفجاءة وجدت نفسها بين ذراعي سليم الذي إحتضنها ليلهيها عن الإبرة
دفنت رأسها في صدره وإلتفت يدها حول خصره تتشبث به بقوة شعرت بأنها تكاد تنصهر بين ذراعيه لم تعرف هذا الشعور من قبل شعرت بأن حرارة جسدها ترتفع أخذت ترتجف بين ذراعيه
أما سليم فلم تكن حالته أفضل أخذ يمنع نفسه بقوة من أن يدفن رأسه بين خصلات شعرها النارية التي تشبه طباعها كثيراً...... من إستنشاق عبيرها الذي يسلبه عقله......كاد يختنق وهو يحاول أن يغض الطرف عن عنقها المرمري الذي يتمني لو يلتهمه من أوله الي أخره حافراً عليه صك ملكيته
إنتهت الطبيبة وظلا كما هما لعدة دقائق
فأبتسمت بإتساع بعدما نقلت بصرها منهما الي مساعدتها في سخرية محببة ثم نظفت حلقها متابعة في توتر
الطبيبة: إحم أنا خلاص خلصت يا سليم بيه
أفاق سليم لنفسه وهو يحمد الله كثيراً علي إنتهاء هذا العذاب فتركها من بين يديه بقوة وكأنها ورقة إنتهي من إستخدامها فكورها وألقاها أرضاً
كرهت برودته وإبتعاده عنها تمنت لو تظل بين ذراعيه هكذا
أوصل الطبيبة الي الأسفل وأعطاها عنوان الطبيب وطلب منها إيصال النتيجة الي الطبيب
صعد للأعلي فوجدها قد خلدت للنوم مرة أخري
فأغلق الباب في هدوء وهاتف جدته ليعتذر عن قدومه بسبب أمر طارئ
وبعد عدة ساعات هاتفه الطبيب الذي طمأنه علي حالتها وطلب منه الإهتمام بطعامها وأدويتها
فتوجه في أريحية الي مكتبه ليتابع بعض الأعمال
ولكن ما إن جلس علي المكتب وبدأ بالعمل حتي تدافعت الي ذاكرته مليكة وهي بين ذراعيه
أغمض عينيه وزفر بقوة وهو يحاول نفض تلك الأفكار البائسة عن عقله
ولكن بائت محاولاته بالفشل فصعد لغرفته الرياضية وأخذ يمارس رياضته المفضلة في تلك الأوقات وهي الملاكمة حتي إنقطع نفسه وسقط أرضاً لاهثاً
وصاح بنفسه موبخاً بصوت مرتفع
سليم: متنساش يا سليم إنها كانت مرات اخوك وإنك متجوزها علشان مراد......يعني لو هتموت متبصلهاش
ألقي سليم بقفازاته وتوجه الي غرفته كي يتحمم عسي بعض المياه تطفئ نيران عقله فلقد إرتكب إثماً حينما تذوق الفاكهة المحرمة بعد صيام دام دهراً ..!!
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍
الفصل الثاني عشر
جلست مليكة نصف جلسة علي فراشها لمراقبة مراد وهو يقص عليها كل ما حدث الفترة الماضية معه في فرح لتحسن والدته
كانت اميرة أدخلت مراد لغرفة مليكة بناء علي رغبتها بعد أن أمضت في الفراش أربعة أيام.........زارها الطبيب مرة واحدة وأكد علي تحسنها
تمتمت مليكة تشكر أميرة بشدة علي إعتنائها بمراد في الفترة الماضية
أردفت أميرة بصدق
أميرة: لا والله يا هانم دا البيه الصغير كان هادي خالص وسليم بيه كان معاه علي طول
تغير وجه مليكة حينما سمعت اسمه
إذن لقد امضي وقتا كثيراً في المنزل ومع ذلك لم تراه إلا حينما أتي الطبيب لزيارتها
فأردفت في هدوء
مليكة : المهم إنه كان هادي
أخذته أميرة وذهبت كي تتيح الفرصة لمليكة بأن تستريح
بعد ساعتين نهضت مليكة عن فراشها وقررت الهبوط للأسفل فقد سئمت من الفراش وبشدة
إرتدت ثيابها وهي تشعر بقليل من الدوار فإستخدمت المصعد للهبوط
تهللت أسارير ناهد حينما شاهدتها قادمة
ناهد: حمد لله علي السلامة يا حبيبتي
أردفت مليكة باسمة في حبور
مليكة : الله يسلمك يا طنط
تقدمت منها تسألها في قلق
ناهد: بس يا بنتي إنتِ مش حاسة بأي دوخة ولا حاجة
إبتسمت مليكة بعدما هزت رأسها يمنة ويسرة كدليل علي أنها بخير
جلست في الحديقة ومعها مراد يلعبان في هدوء
شاهدها سليم الذي عاد من عمله مبكراً فتوجه ناحيتها وسألها بقلق
سليم: مليكة إنتِ إيه اللي منزلك من سريرك
أردفت باسمة
مليكة: أنا الحمد لله بقيت كويسة يا سليم
هم بالإعتراض فأردفت هي بهدوء
مليكة: أنا كويسة والله
إتسعت إبتسامته بأريحية وتابع
سليم: إذا كان كدة تمام
جلس مقابلها حاملاً مراد
نظفت حلقها في توتر وأردفت بإعتذار
مليكة: أنا أسفة لأني بوظتلك خطة السفر بتاعة الصعيد بجد أسفة
تابع بهدوء
سليم: إيه الكلام دا مفيش حاجة عادي يعني
فتمتمت هي بحماس
مليكة: أنا بقيت كويسة في أي وقت تحب نسافر معنديش أي مشكلة
أومأ براسه وتابع بجدية
سليم: تمام خلاص ممكن إن شاء الله نسافر بعد بكرة.........وشوفوا لو محتاجين أي حاجة
أطرقت مفكرة للحظات وتابعت في حرج
مليكة: لو مفيهاش مشكلة بالنسبالك أنا كنت محتاجة أشتري لمراد شوية حاجات
أردف بجدية
سليم: مفيش مشكلة بكرة إن شاء الله نروح نشوف هو محتاج إيه
أومأت برأسها في هدوء ثم حاولت النهوض للذهاب لغرفتها فشعرت بدوار شديد فنهض هو مسرعاً ليسندها......إرتجفت وتوترت بالكامل من دفئ جسده الملاصق لجسدها...... جائها صوته عميق أجش يسألها في قلق
سليم: إنتِ كويسة يا مليكة
أؤمات في هدوء
تابع هو بضيق من قلقه عليها
سليم: مكنش ينفع تنزلي دلوقتي
هزت رأسها في هدوء باسمة
مليكة: لالا مش كدا أنا بس علشان بقالي كتير متحركتش مش أكتر
حاولت الإبتعاد عنه قليلا كي تثبت له أنها بخير
مليكة: بص بقيت كويسة أهو متخافش
أضافت مبتسمة كي تخفف التوتر
ومتنساش الدكتور قالك إن مراتك ست قوية
إبتسم فهو فشعرت بالخجل من تلك الكلمة التي تفوهت بها
سليم: ماشي يا مليكة
إبتسمت بخجل وصعدت الي غرفتها لمحادثة عائشة فلقد إشتاقت اليها كثيرا .........وبعد العديد من ثرثرة الفتيات أغلقتا الهاتف وتوجهت مليكة لإعداد الحقائب
*************************
في صباح اليوم التالي
بعد الإفطار
أردف سليم بحزم
سليم: مليكة إجهزوا يلا إنتِ ومراد
أومأت برأسها في هدوء
بعد وقت قصير كانا سوياً ومعهما مراد في السيارة
بعد عدة دقائق صف سليم سيارته
هبطت مليكة من السيارة وحمل سليم مراد الذي أخذت مليكة تغطيه جيدا كي تحميه من الشمس الحارقة......فإبتسم سليم
حقاً إن مليكة تكاد تكون مهوسة إذا تعلق الأمر بسلامة مراد
دلفا الي الداخل وسليم يحمل مراد الذي أخذ يحادث والده في حماس بعدما أبيٰ إلا أن يتجول في ذراع دادي المحبوب
أخذا يتسوقان كثيراً ولاحظ سليم أن كل ما تشترية هو لمراد فقط
فسأل في دهشة
سليم: إنتِ ليه مجبتيش لنفسك حاجة
أردفت هي بعدم إهتمام
مليكة: عادي يعني بس انا مش عاوزة حاجة
أومأ رأسه وأثناء طريقهم للخارج شاهدت مليكة سيدة عجوز ومعها حفيدها تحتاج لمساعده لإحضار أحد الأشياء
إستاذنت سليم لدقائق وتوجهت لمساعدتهم ولكن الرف كان مرتفعاً للغاية
إبتسم سليم إبتسامته الجانبيه تلك التي تظهر فيها إحدي نغزتيه وتمتم محدثا مراد
سليم: مامي قصيرة أوي يا مراد
ضحك مراد علي كلمات سليم وهمس له بحذر
مراد: مامي بتضايق متقولش كدة أبداً قدامها لحسن تزعقلنا أنا وإنت
فتوجه إليهن ووقف خلفها وأحضر للسيدة ما كانت تريد بسهولة دون عناء
تطلع إليها بسخرية من قامتها القصيرة بينما تطلعت إليه مليكة في كبرياء كانت عيناها تخبره
مليكة: لست أنا القصيرة زوجي العزيز بل أنت هو العملاق
إبتسم من نظراتها فقد فهم ما ترنو إليه تماماً
فهتفت السيدة تشكره بقوة
الست : شكراً يابني ربنا يحميك
شعرت مليكة بشئ ما يجذب طرف فستانها وعندما نظرت لأسفل وجدته الطفل الصغير
إبتسمت وهبطت لمستواه
فتطلع سليم ناحيتهما شذراً بينما هو يحادث السيدة
سألها الطفل في دهشة
الطفل: طنط هو إنتِ متجوزة الgreenman دا
ضحكت مليكة وأومأت برأسها في خفوت بينما كاد سليم أن ينفجر فهو لا يستطع معرفة الحديث الدائر بينهما
الطفل: بس هو ضخم أوي....يعني دا ممكن لو إِتقَلِب شوية وإنتِ نايمة جمبه يسفلتك
سألته ضاحكة
مليكة : ايه
قلب عيناه من سذاجتها وتابع بجدية تامة
الطفل: يسفلتك زي توم وجيري كدة
إنفجرت ضاحكة لعدة ثواني وبعد أن هدأت اردفت بهدوء
مليكة: متخفش متخفش عمو طيب خالص
إبتسم الطفل في حبور وتابع بحذر
الطفل: بس بردوا خلي بالك
مليكة ضاحكة: حاضر
أمطرتهم السيدة بوابل من الدعاء شكرتها مليكة وسليم ورحلا
فهتف سليم بحزم
سليم: إتاكدي ان كل حاجة تمام علشان لو ناقص حاجة نرجع نجيبها
تطلعت مليكة الي العربة في نظرة خاطفة
مليكة: لالا كدة تمام
توجها للكاشير لدفع الحساب
كانت مليكة مشغولة باللعب مع مراد بينما كان سليم يفرغ العربة
ولكن فجاءة سمعت إحدي السيدات التي تحدث سليم
سألت هند بدهشة
هند : سليم الغرباوي
لفت إنتباه مليكة صوت أنثوي ناعم للغاية
فتطلعت ناحيتها رافعة حاجبها الناقم ونصف شفتها العليا لدلالها المبالغ فيه ووقفتها المريبة
تطلع سليم ناحيتها بنظرة تحمل القسوة والجفاء وتابع بحزم
سليم: مدام هند إزيك
أومأت هي برأسها باسمة
هند : الحمد لله إيه أخبارك إنت وأخبار شغلك
تابع باسماً بفخر
سليم: الحمد لله
سألته في دهشة
هند : إنت بتعمل إيه هنا
أشار سليم للعربة باسماً بادب
سليم: زي ما إنتِ شايفة
تحدثت مليكة لمراد في خفوت
مليكة: أبوك شكلوا مش هيلم الدور يا مراد يلا بينا نكبس عليهم
إبتسم بحماس
مراد: ييا يا مامي
ثم تطلع لتلك السيدة التي تقف بجوار والده
وسألها بحنق
مراد: مامي هي مالها بتتكلم كدة ليه زي ياثمينا اللي معايا في الحضانة
ضحكت مليكة بخفوت فهي تعلم أنه يكره تلك الياسمين بشدة
طفح كيل مليكة فقررت التدخل توجهت ناحيته وهي تحمل مراد
تطلعت لتلك الهند بعدم إهتمام وهي تسأل سليم في هدوء
مليكة: في حاجة يا حبيبي
دهش سليم لبضع الدقائق من تلك الكلمة التي تفوهت بها ولكنه أخذ يحمد الله في سره علي تدخلها فأحاطها بذراعه وتابع باسماً
سليم: لا يا حبيبتي مفيش حاجة
ثم تابع مشيراً للسيدة الواقفة أمامه
أعرفك مدام هند مرات هشام محمود واحد من اأكبر رجال الأعمال
إلتفت إليها مليكة وإبتسمت بنزق
مليكة: أهلاً وسهلاً
أشار سليم ناحيتهم باسماً بفخر
سليم: مليكة مراتي ومراد ابني
شعرت هند بمن سكب فوق رأسه دلواً من الماء
البارد ......فصاحت بدهشة
هند : مراتك
أومأت مليكة بعدما رفعت حاجبها بتحدي وأردفت بثقة وإبتسمت إبتسامة صفراء
مليكة: أه مراته
شعرت هند بالحرج كثيراً فتمتمت جاهدة أن ترسم إبتسامة لبقة
هند : أهلا وسهلاً يا مدام مليكة
إتشرفت بمعرفتك
إبتسمت مليكة بتصنع
مليكة: أنا أسعد
معلش بقي يا مدام هند مضطرين نستأذن علشان مستعجلين
رجعت خطوة للخلف وهي تتمتم في صدمة
هند : طبعاً إتفضلوا
سارت مليكة ساحبة خلفها سليم ليكمل ما كان يفعله ليخرجا من هذا المكان
وبعد الانتهاء خرجا الي السيارة ووضعا فيها الأشياء المشتراه ثم إنطلقوا الي المنزل
***************************
في الطريق كان سليم شارداً صامتاً للغاية
أما مليكة فكانت تستشيط غضباً من كل تلك النساء التي يجب عليها ان تقاتلهم
رفعت حاجبيها ومنتصف شفتيها المغلقتان وتطلعت إليه في نظرة جانبيه تنم عن الغضب
زفرت بعمق وهي تتسائل في خفوت
ياتري في إيه تاني يا ابن الغرباوي
وفجاءة سمعت سليم يتحدث بصوت أجش عميق......شعرت وكأنه يأتي من مكان بعيد مكان ملبد بالذكريات المؤلمة التي لا يريد تذكرها ومن الجلي تماماً أن رؤية تلك الهند أثارت تلك الذكريات مرة أخري
سليم: هند كانت خطيبتي
فتحت عيناها دهشة مما يقول ولكنها تابعت الحديث بهدوء
مليكة : وبعدين
سليم: راحت اإتجوزت هشام اللي كان اعز اصحابي لما عرفت أننا مش ناوي أخد فلوس من عيلتي وأبدأ لوحدي ومن ساعتها مشوفتهاش
صمت سليم عن الحديث فلم تتفوه مليكة بحرف بل أشاحت وجهها عنه في هدوء وأخذت تطلع في الطريق ولم تعرف لما شعرت بكل تلك الغيرة وكل ذلك الألم...... لما تشعر بتلك الغصة في قلبها
تسائلت في دهشة
تري هل من الممكن أن يتاثر سليم الغرباوي بامراءة.....هل كان يحبها لتلك الدرجة... ولكن يبدو بأنها قد نسيت أنه لا أحد ينسى حبه الأول مطلقاً.....حتى لو كان ُحباً طفولياً..... وحتى لو كان بسيطاً ُمهلهلاً ضعيفاً..........حباً عادياً.....ولو كانَت تفاصيله سطحية......ستظل تلك الرابطة تضرب في جذورنا.....تخاطبنُا وتُنادينا مهما مر العُمر وإبتعد....سيظل الحب الأول هو بداية تشقق زهور الحياة
****************************
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍
الفصل الثالث عشر
بعد وقت قصير إنطلقا هي ومراد وسليم الي المطار........جالت ببصرها في ربوع المكان ومن ثم تمتمت تسأل في دهشة
مليكة: هو إحنا مش هنركب القطر
ضحك سليم بخفة علي دهشتها
سليم : لا يا مليكة قطر إيه إحنا هنسافر بالطيارة
تطلعت ناحيتة في ذعر ولكنها لم تتفوه بحرف كيلا يسخر
منها ........ حمل مراد الذي كان سعيداً للغاية باللعب مع والده وبفكرة الطائرة وصعدا سوياً علي متنها أما مليكة فكانت جالسة ترتعد بداخلها فهي تكره الطائرات وتخاف منهم بشدة فما كان يمنع نزولها القاهرة بعد سفرها إسبانيا هو خوفها من الطائرات......لاحظ سليم شحوبها قليلاً وأيضا خوفها البادي بسهولة علي وجهها فإبتسم بسخرية
سليم: متخافيش أوي كدة يا مليكة مش هرميكي من الطيارة ولو إن الفكرة عجبتني جداً
ضيقت زرقاوتيها ورسمت إبتسامة صفراء علي شفتيها
إنفجر سليم ضاحكاً ما إن شاهدها
مليكة بتساؤل : أصلاً هو إحنا إزاي ينفع نسافر للصعيد بطيارة وهتنزل فين يعني مفيش شرطة مثلاً هتمانع .....أو قانون كدا يعني
إبتسم سليم وتابع بأنفة وكبرياء غلفت نبرات صوته
سليم: أكيد مش هتمنع من إني أستخدم حاجاتي دا غير إني معايا ترخيص
هزت مليكة رأسها موافقة علي حديثه ولم تعقب
فهو محق بالتأكيد لن يمنع من إستخدام ممتلكاته الخاصة
بعد سويعات قليلة هبطت الطائرة في مطار الصعيد.......كانت هناك سيارة فخمة في إنتظارهم يقف خارجها شاب يبدو علي ملامحه اللطف في العقد الثالث من العمر مُقرب لسليم كثيراً كما عرفت هي فيما بعد
هبط سليم أولاً فتهللت أسارير ياسر وذهب لإحتضان ابن عمه ورفيق طفولته وهو يتمتم بدفئ
ياسر: مرحب يا ولد العم إتوحشناك يا سليم كيفك وكيف أحوالك
إبتسم سليم وتابع
سليم: وإنت كمان واحشتني يا ياسر والله أنا يا سيدي الحمد لله كويس.....إنت إيه أخبارك و إيه اخبار عمتو وتيتا
ًأردف باسماً
ياسر : كلاتهم بخير يا سيدي ومتسنينك علي أحر من
الچمر ....يلا بينا
تمتم سليم بهدوء عائداً للطيارة
سليم: أه يلا بس أصبر
صعد سليم درجتين من سلم الطائرة وأردف بهدوء حسدته عليه مليكة وبشدة
سليم : إنزلي يا مليكة يلا
هبطت مليكة علي استحياء تحمل مراد النائم بين ذراعها الذي حمله منها سليم علي الفور
فأشار ناحية ذلك الرجل القابع أمام السيارة باسماً بفخر
سليم : ياسر ابن عمي يا مليكة
فتح ياسر عيناه دهشة فهو قد ظن أنها مزحة من قبل سليم وسأل بدهشة
ياسر: دي مرتك يا سليم
تابع سليم بفخر لم تصدقة مليكة بالمرة
سليم: أيوة هي يا ياسر مليكة مراتي ومراد ابني
أومأ برأسه في ترحيب وتابع باسماً
ياسر: كيفك يا مرت الغالي نورتي البلد ومرحب بيكي بيناتنا
إبتسمت مليكة بخفوت و تابعت بخجل
مليكة: منورة بأهلها
تمتم ياسر مازحاً
ياسر: يلا يا سليم هم بينا لحسن لو إتاخرنا أكتر من إكده الكبيرة هتبيتنا في الزريبة
صعدا سويا الي سيارة ياسر بينما ياسر وسليم يتحدثان ويتضاحكان
ساروا بين الطرق الترابيه المتعرجة والأراضي الزراعيه الخلابه حتي وصلوا الي منزل كبير فخم للغاية عتيق المظهر
وقعت عينا مليكة المضطربة علي لافتة متوسطة الحجم من الرخام حفر عليها قصر الغرباوي
فتح الباب إحدي الرجال كبار السن يرافقه شاب في بدايات العقد الثاني رحبا كثيراً بسليم
دلفت السيارة الي القصر في خطاً هادئة
وبعد وقت قصير كانوا أمام البوابة الداخلية للقصر
دلف ياسر أولاً يتبعه سليم خلفهما مليكة التي تحمل مراد الناعس بين ذراعها
رحب الجميع بسليم بحفاوة
فسألت عبير باسمة بعدما ضيقت عيناها توجساً
عبير: مش تعرفنا علي ضيوفك يا سليم يابني
أردف سليم بجمود
سليم : دي مش ضيفة يا عمتو مليكة مراتي ومراد ابني
تعالت شهقات الصدمة ......يمكننا القول والفزع أيضا.......خبطت عبير علي صدرها في صدمة وتمتمت بهستيرية
عبير : يادي الفضيحة........ميتي حوصل إكده يا سليم
شعرت مليكة بالألم مما تفوهت به عبير الأن
أ حقاً أصبحت فضيحة.... لغمضت عيناها تبتلع غصة ألم تكونت في حلقها وهي تستعد لمواجهة الأسوء
تطلع مهران الي شقيقته محذراً متمتماً في غضب
مهران : إكتمي يا عبير أحسنلك عاد
ثم نظر الي سليم يسأل في هدوء
مهران بهدوء : كيف يا ولدي
طالع شاهين تلك الواقفة أمامهم بإزدرء شديد وتابع بتهكم
شاهين : وليه مجولتلناش عاد
رمقه سليم بنظرة تحذيرية لم يفهمها إلا هما الأثنين
وتابع بهدوء وثبات
سليم: أولاً يا جماعة أنا متجوز مليكة بقالي خمس سنين
يعني الموضوع لسة مش جديد ثانياً أنا وهي إتجوزنا بسرعة لأني خفت ترجع تاني إسبانيا فكان لازم أربطها جمبي ولما كنا جايين نقولكوا إتشغلت بموضوع حازم الله يرحمه وبعد كدة هي بقت حامل وكانت ممنوعه من الحركة أصلاً ولما جات الفرصة المناسبة أديني جبتها وجيت
ساد الصمت أرجاء الغرفة الواسعه أما مليكة فقد كانت الدهشة تعلوا وجهها وبشدة علي تعابير زوجها الهادئة
أحاطها سليم بذراعه وسارا سوياً وهو يتمتم بعدم إهتمام
سليم : أنا رايح أشوف تيتا عن إذنكوا
دلفوا سويا الي الداخل ومليكة تشعر بأنها تكاد تفقد وعيها إثر التوتر تري ستقول جدته هي الأخري كلمات تؤلمها كعمته أم أنها سترفض مقابلتها من الأساس........ كان من الحماقة أن تأتي الي هنا بهذه الطريقة
تهللت أسارير خيرية ما إن شاهدت حفيدها
فهتفت في سعادة
خيرية: سليم وحشتني يا ولد
توجه سليم ناحيتها وقبل يدها ورأسها و تابع في حبور
سليم: وإنتِ كمان يا حبيبتي والله عاملة إيه وإيه أخبار صحتك
أردفت باسمة في حبور
خيرية : زينة يا ولدي نشكر الله
****************************
في الخارج
وقفت عبير تحدث زوجها وشقيقها في تلك المصيبة وهي تهتف في هلع
عبير : هنجول إيه للناس عاد
هنجولهم سليم عمل زي أبوه و زي أمچد الراوي وچابلنا واحدة من البندر لا وإيه عاد مخلف منيها عيل
برقت عينا زوجها في غضب وهو يهتف بها في حزم
شاهين: إكتمي يا ولية عاد مش ناجصين ولولة حريم فاضية
أومأت برأسها بعدما وضعت يدها علي فمها في غضب عارم
أردف مهران في هدوء وهو يهاتف زوجته
مهران : وداد خدي عبير وأطلعوا فوج دلوجت
إنصاعت وداد لأمر زوجها في هدوء فأخذت عبير وصعدا معهما قمر وهمس
نظر شاهين بتمعن لشقيق زوجته وكبير العائلة بعد وفاة والد سليم رحمه الله
شاهين : عنديك حديت كَتير يا مهران جوله
أسبل مهران جفناه بهدوء بعدما زفر بقوة وتابع
مهران : إحنا معنچيبوش سيرة لحد باللي حوصل واصل.......ونخلي مرت سليم وابنه يحضروا حنة محروس ود ذكريا وهناك لما الحريم يسالوا يبجوا حريماتنا يخبروهم باللي حوصل وإحنا نوبجي نجول إننا عاملين عشاء في الدوار لأچل وصول مرت سليم ووده بالسلامة
إبتسم شاهين بفرحة فالأن لن يضطروا لسماع الأقاويل في القرية بسبب فعلة سليم ولكنه مازال يتالم لأجل
طفلته.... فهو يعلم جيداً أنها تعشق سليم .....تري ما سيحل بها حين تعلم
ولكنه تابع بإبتسامة
شاهين : زين الحل ده يا خوي
مهران باسماً : يوبجي علي خيرة الله
***************************
في غرفة خيرية
تطلعت خيرية الي مليكة بحب ومودة وتابعت بدهشة بعدما برقت عيناها بإستنكار محبب
خيرية بحبور : إنتِ لساتك واجفة يا بنيتي أجعدي عاد
إبتسمت لسليم وتابعت مازحة
خيرية: جول لمرتك تجعد يا سليم إحنا مبنعذبوش حد
همت مليكة بالجلوس علي كرسي في أحد أركان الغرفة فأشارت لها خيرية بالجلوس جوارها
خيرية بحب : تعالي يا حبيبتي هنيه چاري
نهضت مليكة وسارت إليها في هدوء شديد
إبتسمت خيرية وتابعت بحب للمختبئ في أحضان تلك الفتاة
خيرية : لافيني الغالي ود الغالي
وضعته بين ذراعي خيرية التي ظلت تعوذه من أعين الحاسدين
خيرية: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله كيف البدر المنور في ليلة تمامه كيف أمه تمام
أشارت خيرية لمليكة بالجلوس جوارها علي الفراش
أخذت خيرية تربت علي يدها في حنو بالغ وهي ترحب بها بحرارة.....كادت مليكة تبكي من فرط توترها ورقة كلمات هذه السيدة
أردفت باسمة بإعتذار
خيرية: أنا عاوزاكي اليومين الچايين متضايجيش من أيتها حاچة إني عارفة إن لسان عبير بتي عاوز حشه وإنها بترمي قوالح طوب من خشمها بس هي طيبة وهتحبيها كَمان بس في الأول بس لحد ما يتعودوا عليكي وعلي وچودك بيناتهم....أعذريهم يا بنيتي سليم اللي غلطان عاد كان المفروض جالنا جبلها بس خير اللي حوصل حوصل
أومات مليكة برأسها في هدوء موافقة لكلمات خيرية التي تعلم صحتها وبشدة
نظرت خيرية لأعين مليكة بنظرة لم تفهمها الأخيرة بالمرة وتمتمت بصوت عميق
خيرية: عينك يا بنيتي مش غريبة عني واصل
سرت رجفة خفيفة في جسد مليكة لتلك النبرة الحنونة التي تتحدث بها تلك السيدة طيبة القلب
ولم تعلق
أخذوا يتسامرون ويتضاحكون قليلاً في عدة مواضيع
وبعد ساعة ......ربتت خيرية علي يد حفيدها بحب وطلبت منه في حبور أن ياخذ زوجته ويصعدا لفرفتهما فقد كان طريقهما شاق ومرهق للغاية
وبالفعل صعدا سليم وملكية الي الغرفة
وضعت مليكة مراد النائم علي الفراش ونظرت لسليم فوجدته قد خلع جاكيت بدلته وألقاه علي الاريكة
برقت عيناها وهي تسأله في هلع
مليكة : هو إنت بتعمل إيه
تمتم بإرهاق
سليم : زي ما إنتِ شايفة بغير هدومي
أجفلت لما يقوله وتابعت بتوتر
مليكة: أيوة منا شايفة قصدي يعني ماتغيرها في أوضتك
زم شفتيه وتابع بضيق
سليم : مهي دي أوضتي
إزدردت ريقها في إضطراب وتابعت تسأل في دهشة
مليكة : طيب وإحنا هننام فين
تمتم بحدة ضاغطاً علي كل أحرفه
سليم: هنا برضوا
برقت عيناها هلعاً و صاحت بدهشة
مليكة :إيه..... لا طبعاً
ترك ملابسه التي كان يحملها بيده بغضب علي الفراش وزفر بقوة متمتماً بحنق أجفلت هي علي أثره
سليم: مليكة إحنا مش في بيتنا يعني مش هينفع هنا أقولهم شوفولي أوضة تانيه علشان أنا ومراتي مبنامش في أوضة واحدة
تراقصت الكلمات علي شفتيها تلعثماً وهي تهم بالإعتراض
مليكة : بس
إستطرد حانقاً
سليم : مبسش يا مليكة نامي وإنتِ ساكتة أنا تعبان جداً وعاوز أنام
تمتمت بخفوت
مليكة: أنا هنام علي الكنبة خلاص
أمسك سليم ذراعها بقسوة وحدق في عيناها بغضب أرعبها
سليم: مليكة متعصينيش إنتِ هتنامي علي السرير ومعايا
ثم تابع بسخرية
ومتخافيش إنتِ لو أخر ست في الدنيا مش هاجي جمبك
سيطرت بصعوبة علي تلك الرجفة التي سرت في جسدها إثر نظراته الغاضبة التي أرعبتها حد الموت وتمتمت بعناد وغضب أيضاً
مليكة : وإنت لو أخر راجل في الدنيا يا سليم أنا مش عاوزاك
تركها بتقزز وهو يتابع بإزدراء ساخراً
سليم : كويس حاجة متفقين عليها
دلفت مليكة المرحاض وقررت أن تاخذ حماماً دافئاً عساه يهدئ أعصابها المتوترة وجسدها المشدود
وبعد وقت قصير خرجت من المرحاض بعد أن إرتدت ثوباً قصيراً أحضرته للنوم
أخذت تلعن نفسها كثيراً فهي إعتقدت أنها ستبيت في غرفة هي ومراد بعيداً عن سليم لهذا أحضرت ثياب عادية للنوم وعندما وصلت الي الفراش وجدت مراد يرقد في أحضان سليم فإبتسمت وزفرت بقوة
ااه كم يشبه ذلك العفريت الصغير
دلفت الي الفراش في هدوء كيلا تزعج نومهما
بعد وقت طويل إستيقظ سليم من نومه علي صوت بكاء خافت وشهقات مكتومة وبعض الهمهمات
في بادئ الامر إعتقد أنه مراد فإحتضنه وأخذ يربت علي ظهره في حنو بالغ ولكن لم يقل الصوت بل إزداد ففتح عينيه في صعوبة محاولاً نفض النوم بعيداً فوجد مراد هادئً للغاية وأن مليكة هي من تبكي
كانت نائمة في وضع الجنين كعادتها يغطي وجهها الكثير من الدموع .....تتناثر قطرات من العرق علي جبينها ووجنتها
تصرخ تارة بوالدها وتارة أخري بوالدتها وتارة بعاصم
مليكة بآلم : بابا.... لا بابا... متسبنيش
عاصم.... إستني... عاصم لا ....ماما....
شعر سليم بالغضب الشديد تري من هذا العاصم الذي تدعوه في أحلامها
أه علي حواء تلك ألا تخجل.....ترقد جوار زوجها وتحلم برجل أخر
زفر بعمق متمتم في غضب
اللعنة عليكي يا امرأة
أيقظها في غضب فنهضت فزعة من نومها وجدت سليم يطالعها بغضب وتكاد تقسم أن عيناه حمراوتين مثل الدم
سليم بغضب :كنتي بتحلمي بمين يا مليكة
أردفت بنَفْسٍ مثقلة وآلم ولا ضرار أيضاً من بعض الفزع من هيئته
مليكة : ببابا
نهض في غضب وجذبها من أعلي الفراش.... جاراً إياها خلفه الي حجرة الإستقبال الموجودة بالمندرة كيلا يوقظ مراد
تحدث بغضب وهو يضغط علي كل حرف يخرج من فمه.....
سليم: مليكة كنتي بتحلمي بمين
أردفت بألم
مليكة : سليم سيب إيدي
هتف بها بغضب هادر
سليم : أقسم بالله هقطعهالك حالا إذا ما نطقتيش كنتي بتحلمي بمين
تلعثمت الكلمات علي شفتيها خوفاً وأردفت بصدق
مليكة : والله كنت بحلم ببابا
جذبها سليم بعنف أكبر
سليم: متكدبيش يا مليكة إنتِ قولتي عاصم
حدقت به بدهشة وتابعت بتلقائية
مليكة : عاصم دا أخويا يا سليم
زاد سليم من الضغط علي ذراع مليكة وتابع بغضب
سليم: متعصبينيش يا مليكة أنا مش أهبل من إمتي وإنتِ عندك اخ اصلا
تألمت مليكة من قبضته بشدة ولكن ما آلمها اكثر هو نظرات الشك والإشمئزاز في عينيه إجتاح قلبها المسكين غصة ألم قاتلة أ فلا يكفيها ما تعيشه حتي تري كل ذلك الإشمئزاز والكره في عينيه
ولكن يبدوا أنكِ نسيتي طفلتي بأن الذي يفتّش عن أخطائك........لن يجد سواها
فامتلات عيناها بالدموع ولكنها تمتمت بثبات
مليكة: أنا مش بكدب يا سليم وانت لو مش حابب تصدق متصدقش بس عاصم دا يبقي اخويا وبعدين إنت إيه..... إنت إزاي فاكرني كدة
ضحك سليم بسخرية مريرة وتابع
سليم: أنا مش بتبلي عليكي يا مدام مليكة
يعني دا أكيد واحد من ضمن الرجالة الكتير اللي تعرفيهم واللي مكنتيش عارفة مين ابو مراد بسببهم..... يعني علاقتك الكتير دي أكيد صعب تنسيها يعني علشان إتعودتي عليها
صرخت به مليكة باآلم وحزن وهي تحدق فيه بتحدي يخبئ وراءه آلم قاتل..... كاد يفتك بها....بل وبه أيضاً !!!
مليكة: أنا بكرهك يا سليم يا غرباوي بكرهك
شعر بغصة تجتاح قلبه المسكين ولكنه تطلع إليها
بسخرية المتها ثم تركها وعاد مرة أخري الي فراشه يرقد جوار مراد صغيره العزيز
ظل ينظر إليه وهو يربت علي رلسه في هدوء
ثم زفر بقوة
سليم باسي: إنتَ الحسنة الوحيدة لمليكة يا مراد
أما مليكة فإنهارت مكانها وأخذت تبكي بشدة
فقد كانت تتألم حقا أ لا يكفيها إبتعاد والدها
وشقيقها ...........لا بل أيضا سليم يشك بها
هي من فعلت هذا بنفسها لو أخبرته الحقيقة منذ اللحظة الأولي لكانت حياتهما أفضل
تنهدت بعمق فهي تعرف جيداً أن حياتها كانت ستكون أسوء لأنه من المؤكد كان سيأخذ منها مراد
فعلي الأقل هي الأن بجانب تلك الذكري الوحيدة التي تبقت لها من عائلتها
قررت أن تنهض لأداء الصلاة عساها تجد عند الرحمن ما يريحها ففي رحمة الله أبواب مجنحة......تؤوي القلوب التي عانت وتؤوينا
وهي تصيح داعية في جزع أنت تعلم كم أُجاهد يا الله.....وحدك تعلم ما بي من صراعات أنهكَت روحي
وأرهقتها ...... ووحدك تعلم ما أُخفي نفسي عنه ولازال يُطاردني...اللهم حِكمة...... اللهم قوة..... اللهم ثبات......إنتحبت بقوة وهي تردد بعزتك رباه أجبر ماتحطم في دواخلي
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي❤😍
الفصل الرابع عشر
في صباح اليوم التالي
إستيقظ سليم فوجدها نائمة علي سجادة الصلاة في غرفة الجلوس التي تركها بها في الأمس
لم يعرف لما تألم بشدة لمظهرها هذا.......هو يعرف أن غضبه هادر في بعض الأحيان ولكن هي أيضا أخطأت
زفر بعمق وهبط لمستواها فإستطاع أن يري بوضوح أثر أصابعه التي أصبحت زرقاء علي معصمها
المرمري ......إنكمشت ملاحه إثر الغصة التي إعترت قلبه فزفر بعمق وحملها الي الفراش
أخذ يتطلع إليها في آلم.......هو يعلم أنه آلمها بالأمس ولكن بتلك الطريقة ستتذكر جيداً أنها الأن زوجة سليم الغرباوي لهذا لا يجب عليها حتي التفكير في رجل آخر.....وضعها علي الفراش في هدوء وترك مهمة إيقاظها لمراد الذي بدأ يستفيق
إستيقظ مراد فجلس علي الفراش وأخذ يوقظ والدته النائمة
مراد : مامي مامي.... ييا إثحي بقي.... بابي ثحي وإنتِ لثة
ثم أخذ يتحدث بلغته الغير مفهومة بضع جمل
إستيقظت مليكة علي قبلات مراد ليوقظها
إبتسمت في هدوء وإحتضنته طابعة قبلة حانية علي وجنتها
أضائت عيناه فرحاً لدي إستيقاظ والدته
مراد : مامي مامي ييا
مليكة باسمة : صباح الورد يا عيون مامي من جوة
إبتسم مراد بسعادة
مراد: ثباح الخيل يا مامي
دلف سليم الي الغرفة في تلك اللحظة و تابع بحدة
سليم: يلا علشان الفطار هنا بمواعيد
مليكة بغضب: طيب
ركض مراد لوالده بسعادة كي يلعب معه
نظرت مليكة حولها فوجدت نفسها في الفراش
أخذت تفكر في أنها لم ترقد علي الفراش فمن أحضرها
إليه......أجفلت لوهلة حينما فكرت أن سليم هو من وضعها علي الفراش
ثم نهضت في هدوء
إرتدت عباءة سوداء مزركشة بخيوط سيوية في غاية الإتقان والروعة والجمال وإرتدت فوقها حجاب باللون الأبيض كانت تبدو غاية في الجمال
خرجت الي سليم الذي توقف عن ملاعبة مراد ما إن رأها فقد نالت إستحسانه كثيراً بهذه الملابس
هبطوا سوياً الي الاسفل
كانت مليكة متوترة للغاية إتجه سليم للجلوس مع أعمامه وياسر ابن عمه
أما مراد فذهب مع إحدي الفتيات الصغيرة التي تبدو في عامها الخامس ليلعبا سوياً
وقفت مليكة وحدها لا تعرف الي أين تذهب أو ماذا تفعل حتي جائت منقذتها
قمر باسمة : صباح الخير يا حبيبتي
مليكة باسمة: صباح النور
قمر بحبور : أني جمر مرت ياسر
مليكة باسمة : أهلا يا قمر اسمك جميل أوي
ضحكت قمر مازحة
قمر: لا الحديت ده إحنا اللي المفروض نجوله
إبتسمت مليكة في خجل وتابعت بإضطراب
مليكة: في أي حاجة أساعدكوا فيها
إبتسمت قمر بارتياح وتابعت بحماس
قمر: تعالي هاخدك معايا وإحنا بنحط الوكل عشان الفطور
وبالفعل أخذتها قمر وعرفتها علي وداد والدة ياسر
أخذت مليكة وقمر يتحدثان ويتضاحكان في هدوء وهما تعدان المائدة فقررت عبير أن تضايق تلك الفتاة قليلاً
فوقفت تنظر إليها بغضب وكره خفي لاتعلم مليكة سببه هاتفة بحنق
عبير : إيه يا جمر هنسيب شغلنا ونجفوا نضحكوا ونتسايروا عاد
تمتمت قمر بهدوء
قمر: أنا بشتغل يا خاله أهه متجلجيش
إبتسمت مليكة بإرتباك وتابعت بهدوء
مليكة : متقلقيش حضرتك أنا هساعدها وهنخلص أهو
جائت وداد لإنقاذ الموقف
وداد: سيبهم عاد يا عبير وتعالي
أخذتها وداد ووقفت تحدثها في هدوء
وداد: في إيه يا عبير.... مهران جال إنه لجي الحل اللي هيحل بيه الموضوع من غير فضايح كيف ما إنتِ رايدة
رمقتها وداد بنظرات حذرة متوسلة
سيبي البنيه في حالها بجي وخليها تاخد علينا وتحس إنها بجت منينا يا عبير..... إنتِ عندك بنيه
إحمر وجهها غضباً وتابعت بتهكم
عبير : جصدك إيه يا وداد.....جصدك إني مش طايجاها و إني بتلككلها عاد
إبتسمت وداد بهدوء وتابعت
وداد: هو من الناحية دي فإنتِ فعلاً مش طايجة البنية من لما عرفتي إنها مرت سليم
أشاحت عبير ببصرها بعيداً عن وداد التي تعلم أنها محقة للغاية
تابعت وداد بالم
وداد: سليم ولدنا يا عبير ومش عاوزين نحسسه إنه بجي غريب كيف ما حوصل مع زين أبوه الله يرحمه
زفرت عبير بغضب وتابعت بتهكم
عبير : طيب عاد يا وداد
في غرفة الطعام
إبتسمت قمر في توتر وتابعت
قمر: معلش عاد يا مليكة هي خالتي إكده بس هي طيبة والله
أردفت باسمة
مليكة : عادي يا حبيبتي مفيش حاجة متقلقيش
جائت همس ومراد يتضاحكان
همس: ماما أني چعانة عاد عاوزة أكل وكمان مراد
هبطت مليكة لمستواهم ونظرت لقمر و هي تتسائل في حبور
مليكة: بنتك يا قمر
أردفت همس باسمة
همس : أيوة واسمي همس
قبلتها مليكة في حبور وأردفت بلطف
مليكة: إنتِ عسولة خالص يا همس ربنا يحفظك يا حبيبتي
إبتسمت قمر
قمر: أمين
ثم أردفت بجدية للأطفال
أجعدي يا همس إنتِ ومراد إهنيه خمس دجايج والوكل يكون إتحط .....وبالفعل أُعِدت المائدة وإستدعت وداد الجميع
جلس الجميع الي المائدة التي علي رأسها جلست خيرية لتناول طعام الإفطار
كانوا يتحدثون ويمزحون سوياً........شعرت مليكة بالألفة بين أفراد تلك العائلة وتذكرت عائلتها الصغيرة.......كانوا هم أيضاً يجلسون علي المائدة لتناول الطعام ويتضاحكون ويمزحون كثيراً
أغمضت عيناها بألم شديد وإبتلعت غصة ألم تكونت في قلبها فلقد إشتاقت إليهم حقا
لاحظ سليم شرودها وعلامات الآلم البادية علي وجهها
فتحت عيناها التي إمتلات بالدموع فوجدت سليم يتطلع إليها في دهشة تقابلت عيناهما لبرهة وكأنها تتوسله.......ولكن من أجل ماذا.......أ من أجل الحب.......العطف أم الاهتمام شعرت بأن الجو العام يخنقها........فإعتذرت في هدوء لعدة دقائق ونهضت عن المائدة
مالت خيرية علي حفيدها قليلاً.......ضيقت عيناها وتابعت تسأله في ريبة
خيرية : إنتَ مزعل مرتك ولا إيه يا سليم
أردف هو بهدوء
سليم : ليه يا تيتا بتقولي كدا
سألت خيرية في لوم
خيرية : مرتك جامت متضايجة وحزينة روح شوفها يا ولدي
أردف هو بهدوء
سليم : بيتهيألك يا خوخا.........هي كويسة
هو يعلم صحة حديثها.......نعم يعلمه فلقد رأي عيناها منذ قليل ولكن هو الأخر لا يعرف لما !!
نهرته هي قائلة
خيرية: جوم يا ولدي وإسمع الحديت......جوم شوفها
وبالفعل نهض سليم علي مضض ليري مليكة
نعم علي مضض ....فهو خائف.....نعم خائف وبشدة
أيضاً ....يخاف من قلبه ....ذلك اللعين الذي يخاف من ضعفه
دلفت مليكة الي حجرتها تاركة لدموعها العنان كي تخفف من هذا الشعور بالألم الذي يكاد يحرق قلبها وروحها.......أخذت تمني قلبها ونفسها .....تحثهما علي القوة وعدم الضعف ثم أردفت متسائلة في سخرية
إنتِ من إمتي يعني محتاجة حد جمبك ما إنتِ طول عمرك عايشة لوحدك ومش محتاجة حد
من إمتي وانتي محتاجة دفا وحنان وحب والكلام دا
إياكي تضعفي يا مليكة لو ضعفتي هتروحي في داهية وتبوظي كل حاجة
جففت دموعها ونثرت بعض الماء علي وجهها كي تخفي أثر البكاء وهمت بالذهاب للخارج ولكنها ما إن فتحت الباب حتي وجدت سليم أمامها
رمقها سليم بقلق يخفيه خلف الحدة التي غلفت صوته
سليم : إيه اللي قومك من علي السفرة
أردفت هي مضطربة
مليكة: مفيش حسيت بس بشوية صداع فقومت أخد مسكن
كان سليم يعلم أنها تخبئ شئ ما وأنها لا تخبره الحقيقة فقد لاحظ عيناها المنتفختان وزرقاوتيها المعكرتان......شعر برغبة عارمة في ضمها الي ذراعيه ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة عندما خيل له أنها تبكي بسبب تذكرها لعاصم ذاك الرجل الذي إستدعته في حلمها
سليم بقسوة : طيب يلا مينفعش نسيبهم كل دا عيب
عادا سويا الي المائدة
إبتسم سليم لجدته كي يطمئنها
سليم: قولتلك مفيهاش حاجة يا خوخا إنتِ اللي مكبرة الموضوع
بعد إنتهاء الإفطار سمعت مليكة صوت وصول أحد ما تبعه أصوات ترحيبات كثيرة
قمر : دي فاطمة وصلت
تسائلت مليكة في دهشة
مليكة: مين فاطمة يا قمر
أردفت قمر باسمة
قمر: بنت عمتي عبير وتوبجي بنت عمة سليم
كانت في الكيلة ولساتها چاية
أما فاطمة فكانت تبحث عن سليم بعينيها في أرجاء المكان
إحتضنتها قمر
قمر: حمد علي السلامة يا فاطمة
أردفت فاطمة باسمة
فاطمة: الله يسلمك يا جمر
أشارت قمر لمليكة لتعرفها علي فاطمة
سألت فاطمة باسمة
فاطمة: أهلين بيكي إنتِ الضيفة اللي چاية مع سليم
أردفت مليكة باسمة بحبور
مليكة : أهلاً يا فاطمة أنا مليكة مراته
تلاشت إبتسامة فاطمة تدريجياً من هول ما سمعته وكادت أن تفقد وعيها..... تري هل ما سمعته بأذنيها صحيح ......أم أن أذنيها قد خدعتها....لا هي متاكدة أن ما سمعته صحيح ولكن كيف ومتي
لم تشك مليكة بشئ من ناحيتها فهي تعلم أن لها الحق في أن تصدم كرد فعل الجميع بالأمس
حضرت عبير للترحيب بابنتها وأخذها لغرفتها
صعدا الاثنان سويا وعبير ترمق مليكة بنظرات
غاضبة..ساخطة و حاقدة أيضاً.......أخذت قمر مليكة وخرجا للجلوس في حديقة القصر
**************************
أما في غرفة فاطمة
تمتمت فاطمة بغضب وحقد
فاطمة :جوليلي إن الحديت الماسخ اللي سمعته تحت ده مش صوح.......جوليلي إنه غلط ومحصولش
أردفت عبير بألم
عبير : إهدي يا بنتي ومتجطعيش جلبي عليكي عاد
إتسعت حدقتاها بصدمة وتابعت بضياع
فاطمة : يعني الحديت دا صوح وهي مرته
إحتضنتها عبير بقوة..... فأردفت هي وصوتها يقطر آلماً
فاطمة : ليه يا أماي يعمل معايا إكده ليه يتچوز واحدة تانية وهو خابر إن الكل كان بيجول فاطمة لسَليم وسَليم لفاطمة
تابعت بغضب
ليه جوليلي ليه
أسبلت عبير جفناها بألم وتابعت بهدوء
عبير : النصيب يا بنيتي النصيب كل شي جسمة ونصيب......إنسيه يا فاطمة...... إنسيه يا حبيبتي وأني هچوزك سيد سيده
أظلمت عيناها حقداً وجاشت ملامحها غضباً
فاطمة : أني هنساه فعلاً يا أماي وجسماً باللي خلجني وخلجهم لهوريهم هما التنين
***************************
تفتكروا فاطمة هتعمل حاجة ولا تهويش علي الفاضي ؟؟!
و
ايه هيكون رد فعل مليكة لما تعرف ان ليها منافسة تانية؟؟!
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍
الفصل الخامس عشر
أما في الحديقة
جالت قمر ببصرها في وجه مليكة في إضطراب وأردفت
قمر: مخبراش إن كان سليم خبرك بالحديت اللي هجوله دلوجت ولا لع بس أني هجوله
إعتري مليكة القلق كثيراً لحديث قمر فسألتها في قلق
مليكة : في إيه يا قمر
أردفت هي بهدوء
قمر : بصي يا حبيبتي كل العلية كانوا مرتبين چواز فاطمة من سليم لما فاطمة تخلص چامعتها علشان إكدة إتصدموا في الأول وعلشان إكده برضك خالتي عبير متضايجة منيكي وطبعاً أكيد كمان فاطمة
جحظت عينا مليكة صدمة مما تسمعه
مليكة: بس أنا مكنتش أعرف حاجة زي دي
أردفت قمر بإضطراب
قمر: بصي يا مليكة أني خبرتك بس علشان توبجي فاهمة ومتزعليش منيهم هم طيبين والله بس زي ما جولتلك هما بس مصدومين و أول ما يتعاملوا معاكي هيحبوكي وهينسوا كل حاچة فمتجلجيش كل الموضوع حبة صبر
زفرت مليكة بعمق و هي تتسائل بداخلها في سخرية
أه يا تري كم إمراة بعد أوقعتها يا سليم.....لا تستطيع أن تلومهم فهي قد وقعت في أسره منذ اللحظة الأولي نعم وكأنه لا يكفيها من حياتها آلماً وعذاباً لا بل أحبت هي رجلاً كل الطرق لا تؤدي اليه!!!!
أخبرتهم خيرية بزفاف محروس وطلبت من مليكة الإستعداد هي ومراد للذهاب معهن
وبالفعل إستعدت النساء وإرتدين ثياباً مزخرفة مزينة تليق بالمناسبة وأيضاً باسم العائلة ومكانتها
وبالفعل توجهن الي المكان المخصص إليهن
وعلي الناحية الأخري إستعد الرجال بإرتداء الجلباب الفلاحي وإرتدي البعض منهم العمم وتوجهوا الي المكان المخصص لهم في موكب مهيب يليق بإسم عائلة الغرباوي
جلس سليم بين الرجال وبين أحضانه مراد طفله الصغير الذي أسر الجميع ببرائته وملامحه وأيضاً بشقاوته أخذ الجميع يرحب به فها هو ابنهم الغائب قد عاد الي الوطن ها هو طيرهم قد عاد لموطنه
بارك مهران لمحروس وأعلن مفاجئته وسط الجميع بأن سليم ابنهم قد تزوج وبأن الجميع مدعون غداً الي الدوار الكبير لتناول العشاء علي شرفه وشرف زوجته وطفلهما
وكذلك فعلت خيرية فقد عرفت عن مليكة منذ الوهلة الاولي ودعت السيدات الي المنزل لتناول العشاء
سعد بها البعض وحزن البعض ممن كانوا يرتبون لتزويج سليم لابنتهم ولكن مليكة حظيت بالكثير من المحبة والود فحقاً أؤلئك الناس طيبون للغاية
*************************
في صباح اليوم التالي
إستيقظ سليم مبكراً وذهب مع ياسر للإشراف علي أمور الكفر والأراضي الزراعيه......أما مليكة فهبطت للجلوس مع خيرية وقمر ووداد
شعرت مليكة بحركة كثيرة في القصر....وتجهيزات عديدة في الصحن فأردفت متسائلة في دهشة
مليكة: إيه الحركة الكتير اللي في البيت دي يا قمر
أردفت قمر باسمة بحبور
قمر: النهاردة هيوبجي فيه عشا في الدوار الكبير علشان چوازكوا إنتِ وسليم
تابعت خيرية باسمة في فخر
خيرية: دا هيوبجي بدال الفرح يا بنيتي
أردفت مليكة متسائلة
مليكة:طيب يعني هو أنا المفروض ابقي موجودة صح
أجابتها وداد باسمة
وداد: صوح يا بنيتي بس الكلام ديه لو في ستات
چم .....فإنتِ هتنزلي تجعدي وسطيهم علشان يرحبوا بيكي بيناتهم
أومأت مليكة برأسها في هدوء
ظلت السيدات في غرفة خيرية يتسامرن ويضحكن حتي ميعاد قيلولتها فصعدت مليكة لتأخذ حماماً وتستعد للعشاء وزيارة السيدات أما وداد فذهبت كي تري ماذا فعلت السيدات بالعشاء وذهبت قمر للإطمئنان علي همس ومراد
دلفت مليكة لمرحاض غرفتها وفتحت المياه كي تظبط حرارتها ولكنها فجاءة سمعت إحدي الخادمات تطرق باب غرفتها بعنف
أغلقت مليكة المياة بعدما ظبطتها وخرجت مسرعة لتفتح الباب متسائلة في دهشة
مليكة : في حاجة
هتفت بها الفتاة بهلع
الفتاة : إلحجينا يا ست مليكة سي مراد وجع وهو بيلعب وإيده انچرحت
شهقت مليكة بفزع بعدما إرتعد قلبها وركضت مهرولة لتري طفلها......ولكن عندما هبطت وجدت قمر تلعب معهما في هدوء ومراد بخير حال حتي إنه يلعب ويضحك في سعادة منقطعة النظير
شاهدتها قمر فتوجهت إليها في دهشة
قمر: مليكة!! في إيه عاد.........مالك نازلة بتچري إكده ليه حوصل حاچة
سألت مليكة بقلق
مليكة : مراد كويس يا قمر
حدقت بها قمر وأردفت في دهشة
قمر : مهو بيلعب وبيچري جدامك أهه.... في إيه!!!
أردفت مليكة بعدم فهم
مليكة: أصل واحدة من البنات اللي هنا طلعت وقالتلي إن مراد وقع وإتعور فأنا نزلت جري علشان الحقه
هتفت قمر بدهشة
قمر : مفيش حاچة يا مليكة أني مهملتهمش واصل وجاعدة معاهم متجلجيش وروحي شوفي كنتي بتعملي ايه
أردفت مليكة باسمة بحبور
مليكة : ماشي يا قمر
عادت مليكة الي غرفتها مطمئنة ولم تفكر حتي في كلام تلك الخادمة فقد ظنت أنها أخطأت
عادا سليم وياسر سوياً للمنزل فركض إليه مراد كعادته........حمله سليم للداخل وهما يضحكان وخلفهما ياسر وقمر وهمس
وفجاءة سمعوا صوت صرخة قوية تأتي من الأعلي
هتفت قمر متسائلة في قلق
قمر: مين اللي صرخ إكده عاد
صاح سليم بلهفة راكضاً للأعلي
سليم : مليكة
ركض الجميع للأعلي بفزع ......فدلف سليم للداخل وخلفه قمر وبقي ياسر بالخارجحفاظاً علي حرمة زوجة ابن عمه
طرق سليم باب المرحاض بعنف وهو يسأل في قلق
سليم: مليكة إنتِ كويسة
خرجت مليكة من المرحاض ترتدي الروب تمسك بأعلي كتفها الأيسر وأسفل ظهرها يبدو الألم جلي تماماً علي قسماتها
هتفت بها قمر تسألها في قلق
قمر : مليكة إنتِ اللي صرختي إكدة عاد
أومات مليكة راسها بألم
أمسك بذراعيها وهو يتفحصها في قلق
سليم: فيكي إيه يا مليكة إنتِ كويسة
أردفت هي بدموع
مليكة : الماية السخنة حرقت كتفي
أجلسها سليم علي الفراش بحنان وقلق في أن واحد فتح مقدمة روبها وأنزله قليلاً كي يتمكن من رؤية كتفها.....إنكمشت ملامحه و شهقت قمر من مظهر كتفها فقد تأذي بشدة
هتف سليم بقلق
سليم: إيه دا
أردفت هي وقد غشا زرقاوتيها ستاراً من الدموع
مليكة : مش عارفة أنا.......أنا كنت مظبطة الماية ويدوبك بس نزلت وطلعت لما فتحتها كانت أكنها مغلية
دلفت قمر للمرحاض كي تري ماذا حدث
وضع سليم يده بالخطأ علي موضع سقوطها
فأنكمشت بجسدها الصغير بعدما تجعدت قسماتها
آلماً ......ظن سليم أنها إبتعدت عنه لأنها لا تطيق لمسته.......ففجأة تحول الدفئ في عينيه الي قسوة وبرود آلمتها وجعلت جسدها الصغير يرتعد وقلبها يصرخ باكياً
اااه يا لك من أحمق زوجي العزيز.... أه يا معذبي
لما كل هذا البرود والقسوة لما..... ماذا ظننت أظننت أني أكره لمستك
*********************
في المرحاض
وجدت قمر أن مؤشر المياه يشير لأعلي درجة حرارة وأيضاً يوجد الكثير من الصابون المسكوب علي الأرض فخرجت من المرحاض تسألها بهلع
قمر : إنتِ وجعتي يا مليكة
همهمت مليكة بخجل وهي تطالع سليم وكأنها تخبره سبب إبتعادها
مليكة : وأنا طالعة إتزحلقت
وتابعت بآلم كي يعلم سليم لما إبتعدت عنه
مليكة : ضهري واجعني
فهم سليم كل شئ وإتضحت أمامه الصورة بشدة
طلب سليم من قمر أن تساعد مليكة علي إرتداء ثيابها بينما وقف هو خارجاً ينتظرها يقص علي ياسر ما حدث
إنتهت قمر فدلف الرجلان للداخل
أردفت قمر مضطربة
قمر : الموضوع كدة مش طبيعي..... يعني الصابون المدلوج والسخان إكده مش طبيعي واصل
فكرت مليكة أنها إذا أعربت عما يعتريها ستثير المشاكل في المنزل وهذا اخر ما تريده فقررت تحويل مسار الموضوع وهي تحاول أن تفسر الموضوع بصورة طبيعية
ولكن سليم لم يقتنع وخصوصاً بعد أن سمع حكاية الفتاة التي جائت تدعوها لرؤية مراد
تطلع الرجلان لبعضهما وكأنهما قد عرفا من الفاعل
فمن له مصلحة في أذية مليكة غيرها.... نعم هي
فاطمة..... قرر سليم ألا يمرر تلك الفعلة علي خير ولكن الأن سيقوم بأخذ مليكة للمستشفي
***********************
مرت الأيام في روتين طبيعي بين حدة عبير وفاطمة مع ملكية وبين محاولات قمر ووداد وخيرية لجعل مليكة تنسجم بينهما وتشعر بأنها وسط عائلتها
وما عزز موقفها هو موقف سليم بعدما عادا من المستشفي
تتذكر حينها كيف دلف للداخل غاضباً وطلب أن يجتمع الجميع في صحن القصر من الخدم وأهل المنزل
وقف يصيح غاضباً
سليم: كلمة ومش هكررها تاني واصل وياريت تسمعوها وتوبجي حلجة في ودن الكل.....مليكة مرتي واللي يمسها يوبجي مسني أنا ومتفكروش إني مش دريان باللي بيوحصول.......أني عارف زين مين اللي عمل إكده وعارف ليه و وحيات اللي خلجني وخلجه ما هعديهاله
إرتعدت أوصال فاطمة كثيراً يومها حتي كادت أن تعترف ولكنها تراجعت في أخر لحظة
سألتها خيرية عن عائلتها فأخبرتها مليكة بالحقيقة دون ذكر أن والدها أخذ شقيقها وتركهما فأخبرتها أنه قد توفي في حادث ما هو وشقيقها
**************************
وبعد مرور عدة أيام
ملت مليكة من الجلوس الدائم وقلة الحركة فقررت النهوض والخروج للمروج الخضراء التي شاهدتها في طريقة
للقصر .....تمتع ناظريها قليلاً
بتلك الجنة الخضراء الخلابة التي لاطالما سمعت عنها......فنهضت وإرتدت ثيابها وطلبت من قمر أن ترافقها.......التي وافقت علي مضد فهي تعلم جيداً إذا علم سليم بالأمر فسيقتلها فوراً دون أن يرف له جفن.....فهو يغار علي مليكة كثيراً.....ومن الجلي تماماً الذي لا يلحظه هو بنفسه.......أنه يحب مليكة لا بل هو يعشقها.......ومن لا يحبها فهي فتاة رائعة للغاية
إرتدت مليكة ثيابها وخرجت الأخيرة ومعها قمر الي
الحقل .....بُهرت حقاً بتلك الخضرة رائعة الجمال وتلك المظاهر الخلابة التي تحيط بهم
أخذت الفتاتان تضحكان وتتحدثان كثيراً ولكن فجاءة وأثناء حديثهما سمعا صراخ طفل صغير
إلتفتا سريعاً في هلع ففزعا لما يحدث...... فقد شاهدا طفل يبدو في السابعة من عمره قد علقت إحدي قدماه في أحد السواقي التي تقودها المواشي.....أخذ يتطلع ناحية تلك البهيمة التي قاربت علي دهسه بفزع صارخاً محاولاً تخليص قدمة الصغيرة قبل أن تدهسها تلك الماشية
شهقت مليكة بهلع وهي تركض ناحيته فقد كانت البهيمة علي بعد خطوات حقاً من دهس ذلك الصغير.......جثت علي ركبتها بسرعة فائقة لم تصدقها حتي هي...........خلصت قدمه العالقة وإحتضنته بكل قوتها.......فكان جسدها يمثل له درعاً بشرياً من ضربات تلك الماشية الغاضبة
تلقت هي كل الضربات من تلك الأخيرة المغمضة العينين........لم تعرف حتي لما فعلت هذا ....أ لأنها تخيلته مراد......أم هو قلب الأم..... حقاً لا تعلم
*****************************
تفتكروا إيه الي هيحصل لمليكة؟؟!
وسليم هيكون رد فعله ؟؟!
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها 😍❤
الفصل السادس عشر
كانت تتلقي ضربات تلك الماشية بشجاعة غير معهودة غير عابئة بكم الألم الهائل الذي تشعر به في ظهرها.....يكاد يقتلها ........تتساقط دموعها كالسيول في يوم شتوي ممطر في صمت تبتسم بهدوء لطمئنة ذلك الصغير الباكي بين ذراعيها
أخذت قمر في الصريخ والصياح حتي جائا ياسر وسليم علي صوتها -حقيقة لم يكونا هما فقط من حضرا بل جائت البلد بأكملها -شعر سليم بقلبه يغوص بأخمص قدميه حينما رآها بتلك الهيئة فركض مسرعاً هو وياسر
أمسك ياسر تلك الماشية الرعناء........وحمل سليم زوجته الباكية التي بدأت تفقد وعيها من شدة الألم
حدق فيها بقلق سمح له أن يطل من خضراوتيه
وهو يسمعها تهمس بأنين ناعم كما رنة نبرتها
مليكة: سليم....
تأمل قسماتها المتآلمة للحظات.......لحظات تَعَرف فيها قلبه علي آلم ما ذاق مرارته يوماً
أخذها الي المنزل وخلفه سيارة ياسر ومعه قمر وذلك الطفل الصغير الذي لا يعرفون أهله
بعد دقائق معدودة كانوا قد وصلوا الي منزل العائلة
وبعد عدة محاولات نجح في حملها
فتأوهت بوَجع مزق قلب حديث الولادة في دنيا الحب وصعد بها لغرفتها........أسرع واضعاً إياها علي الفراش بحذر إنتفض قلبه وروحه مع صرختها إثر لمس الفراش لظهرها........فتشتت وما عاد يدري ما التصرف السليم وهو ينظر الي جميلته الباكية المتألمة.....لذا ترك العنان لزمام قلبه كي يتحكم
صعدت خلفه وداد وخيرية وبعض الخادمات وخلفهما عبير وفاطمة
لطمت وداد علي صدرها وشهقت بفزع حين رأت هيئة مليكة بينما تسللت إبتسامة خفية لثغر عبير
هتفت خيرية تسأل في قلق
خيرية : حوصل إيه يا ولدي مليكة فيها إيه
قص سليم عليهن ما حدث بتوتر وخوف
تعالت شهقات الفزع وحقيقة لم يكن الخوف والفزع وحده المسيطر بل كانت هناك بعض نظرات الفرحة
والإنتصار.... نظرات غل و شماتة
نظرت لزهرة نظرات قلقة آمرة
خيرية: إدلي يا زهرة بالعَچل هتلاجي برطمان في أوضتي فيه دهان أخضر هاتيه
هبطت زهرة راكضة لأسفل
فأردفت وداد بقلق
وداد : دي محتاچة حكيم يا أمة....لازم يشوفها حكيم
إستطردت خيرية بهدوء
خيرية : الدهان دا هيريحها واصل متجلجوش
وإنت يا سليم لما تفوج تاخدها طوالي وتروحوا الوحدة وهناكة يشوفها حكيم
تأوهت مليكة من شدة الآلم الذي تشعر به بظهرها وبدأت تبكي
جلس بجوارها ومد كفه نحو وجنتها ليمسدها بإبهامه بلطف وهو ينحني قليلاً ليهمس برقة أمام عينيها الباكية
سليم: إهدي حالاً هتبقي كويسة
أحاطها برفق بين ذراعيه........وفجاءة صرخ بجميع الخادمات كي يستعجلن زهرة
علي الرغم من كل ما تشعر به من آلم إلا إنها تمنت لو تلك اللحظة تدوم للآبد لو تبقي ولا تنتهي.......... لم تري سليم بهذه الحالة من قبل
كانت تمني ألا تخرج من بين ذراعيه أبداً.......أه كم تتمني لو تظل هكذا طوال العمر
صعدت زهرة لاهثة وناولت العلبة لخيرية
التي ناولتها بدورها لسليم آمرة إياه أن يضعه مكان الكدمة ثم إستدارت محدثة الجميع طالبة منهم أن يخرجن ويتركوهما
هم سليم بالإعتراض فهو لن يستطيع أن يقوم هو بوضع ذلك الدهان لها......ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة........فماذا سيقول.......أيخبرهم إنه يخشي من قلبه الأحمق .....أم
ماذا !!!
هبطت خيرية ومعها باقي السيدات وأغلقت خلفها الغرفة
فوقف هو مرتبكاً للغاية لا يدري ماذا يجب عليه أن يفعل
لم يعرف كيف همس بها برقة بالغة وحنان أشد
سليم : حاولي تساعديني يا مليكة......وتنامي علي وشك وأوعدك والله كل حاجة هتبقي تمام
رأي عينيها تتألقان بأمل خلف ستار العبرات التي غشت عينيها قبل أن تحرك أهدابها صعوداً وهبوطاً موازياً لحركة إماءة خفيفة برأسها كما يفعل الأطفال.......ومن قال أنها ليست طفلة.......هي لا تزال تلك الطفلة التي تركها والدها في الثامنة من عمرها......التي وَأدت طفولتها عند ذلك العمر كي تجابه هذا العالم......كي تساعد والدتها وشقيقتها كيلا يتفرقا
إنفرجت شفتيه بإبتسامه قلقة....لا يعرف حتي من أين خرجت فكل ما يعرفه أنها خرجت بأمر حاسم من قلبه......وبعد بضع محاولات حثيثة....نجحت في الإستلقاء علي بطنها
أمسك هو بيده ذلك الدهان التي أعطته له جدته
ليمسد بها ظهر تلك المسكينة المتالمة
لكن..... كيف!!!!
ظل لبضع ثواني ينقل بصره بين البرطمان الذي بيده وبين مهجته المسجاه علي الفراش فإختل تفكيره ولأول
مرة.... لأول مرة سليم الغرباوي يجد نفسه غير قادراً علي إتخاذ قرار صائب
فتصلب كالأبله لايدري ما الذي يجب عليه فعله
أهه مكتومة صدرت منها..........جعلته يفيق من حالته الخرقاء تلك رفرف بأهدابه وزفر بهدوء وبطء وهو يفكر ويعد خطته
إزدرد ريقه وهو يعتدل في جلسته كي يتمكن من وضع ذلك الدهان.........ولكنه فشل قبل أن يبدأ
حين داهمته حقيقة أنها ترتدي إحدي فساتينها المزركشة فهذا يعني.... هذا يعني أنه سينكشف منها أكثر مما يستطيع تحمله ......إنقعد تفكيره.......وإزدادت تأوهاتها حتي أنها إمتزجت بالبكاء
فإزداد توتره ووقف حائراً لا يدري ماذا يفعل
جاب ببصره بين ذلك البرطمان الممسك به وبين
فستانها ......إنطلقت منها صرخة خافته متآلمة لتبعثر شتات روحه
رفع فستانها في هدوء وهو يغض الطرف عما إنكشف منها بالضالين لينكشف وأخيراً ظهرها المرمري الذي غطته الكدمات الحمراء والزرقاء التي تلونت بالأخضر والأرجواني
زفر بعمق وجلس بجوارها في هدوء........أخذ جزءاً من ذلك الدهان وبدأ بتمسيده علي ظهرها بأصابع يده بخفه ورقة بالغتين تتنافيان تماماً معه
كان يسمع تأوهاتها تقل شيئا فشيئاً حتي هدأت تماماً فعلم أنها قد خلدت الي النوم
وضع عليها الفراش بهدوء وهبط للأسفل كي يعرف ماذا فعلوا بذلك الطفل الصغير
وحينما هبط للاسفل سألته خيرية بلهفة
خيرية : طمني يا ولدي كيفها مليكة دلوجت
أردف بهدوء
سليم : نامت يا حبيبتي متقلقيش
أردفت وداد في قلق
وداد: لما تفوج ياولدي تاخدها وتروحوا للحكيم علشان نتطمنو برضوا
أومأ برأسه في أدب ثم تطلع الي ياسر يسأل بصرامة
سليم: الولد دا عرفتوا فين أهله
إزدرد ياسر ريقه بتوتر بعدما جاب ببصره كافة ربوع الغرفة......فإستاذن من الجميع وسحب سليم للخارج
ضيق سليم عيناه وسأل في توجس
سليم : في إيه يا ياسر
أردف ياسر مضطرباً في قلق
ياسر : الواد دا يوبجي.... ولد عاصم الراوي
إتسعت حدقتا سليم صدمة لما حدث وهتف بدهشة
سليم : إيه!!!
ياسر بجمود : كيف ما سمعت يا سَليم
سليم بدهشة : وإزاي يعني يدخل أراضينا
ياسر بحيرة : مخبرش كيف يا ود عمي.... ودا اللي هيچنني دا غير إن ابوه مچاش يسال عنيه لحد دلوجت
سأل سليم في توجس
سليم: طب وبعدين
أردف ياسر في هدوء
ياسر: مخابرش... أنا أصلاً ........
ولم يتما حديثهما حتي سمعا أصوات مرتفعة تأتي من الداخل
دلفا للداخل مسرعين
تطلع مهران بصدمة لذلك القادم نحوهم......تظهر عليه وبوضوح علامات السن
مهران : أمچد!!!
صاحت عبير غاضبة
عبير : إيه اللي چايبك هني عاد
صرخ شاهين بأحد الرجال الرابضون بالخارج
شاهين : كيف يا بهايم إنتو تدخلوه إكده
تمتم الرجل بقلق
الرجل: جالنا إن حضراتكوا اللي رايدينه
هتف ياسر بهدوء
ياسر: خلاص يا عمي أنا اللي طلبت أمچد بيه
ذهل الجميع مما تفوه به ياسر ........أولا يعلم هذا الاحمق مدي تلك المشاكل بين العائلتين
هتف مهران بدهشة
مهران : كيف يعني يا ياسر
تمتم سليم بصرامة
سليم : خلاص يا عمي بعد إذنك
أمجد بهدوء : زي ما سمعت يا شاهين
أنا چاي إهنيه علشان أخد أمانه ليا عنديكوا
هتف به شاهين غاضباً بحنق
شاهين : أمانة كيف
امجد: حفيدي .....إهنيه عنديكوا
سألت عبير غاضبة بدهشة
عبير : كيف يعني !!!
نظر شاهين لزوجته كيلا تتفوه بأي حرف وتصعد لغرفتها فوضعت يدها علي فمها حانقة وهي تلعن وتسب داخلها
رمقهم سليم بنظرة صارمة وتحدث بحدة وجمود
سليم: خلاص يا چماعة كل واحد يتفضل علي اللي كان بيعمله......... أنا وياسر هنتصرف في الموضوع دا متشغلوش بالكوا بيه واصل
وكانت تلك الكلمات هي أمر واضح وصريح من سليم ليذهب الجميع وألا يتدخل أحد بينهم وبالفعل إنصرف الجميع اثر نظرات سليم الحذرة.......أشار سليم لأمجد ناحية الحديقة
سليم: إتفضل يا أمچد بيه ....هنجعد برة
أومأ أمجد برأسه موافقاً وتقدم المسيرة جلس الرجال علي الطاولة الموجودة بالحديقة فإعتذر له سليم عما بدر من أهل المنزل
إبتسم امجد بود وأومأ له رأسه بهدوء
امجد: مفيش حاچة يابني........هما عندهم حق
أخذ سليم يتحدث ويقص عليه ما حدث.......وأمجد غير عابئ ألا بهذا الشبل الذي يشبه صديقه كثيراً
أااه كم إشتاق له.... فقد كانوا أكثر من الإخوة إمتلأت عين أمجد بالعبرات التي أبت أن تخرج
دموع الفراق.......الإشتياق.... والحزن.....والألم أيضاً
لاحظ ياسر شروده فسعل سعله خفيفة كي ينبهه دون أن يحرجه......وبالفعل إنتبه امجد لحديث سليم الذي سرعان ما إنتهي وقد فهم منه أمجد ما حدث تماماً
فأردف بإمتنان واضح
أمجد: أنا مش عارف إشكركوا إزاي يابني......ولو ينفع كنت حابب أشكر مراتك بنفسي
لم يعرف سليم ما هذا الشعور بالنيران الذي إجتاحه فجاءة........أ هذه هي الغيرة......لالا إنه رجل كبير.... مما يغار... ولما قد يغار في الأساس وهي لا تُحدث لديه فرقاً
سليم بهدوء : إن شاء الله يا أمجد بيه بس هي حالياً نايمة
سأل أمجد بقلق
امجد: أخدتوها للدكتور يابني
طالعه سليم بغضب........لما يصر علي إغضابه
حسناً إهدا قليلاً إنه فقط يطمئن.......فهي من أنقذت حفيده
سليم بإقتضاب : لا لسة
تمتم أمجد بفخر
أمجد: إسمحلي يابني يعني لو مش هيبقي فيها مشاكل أنا مرات ابني دكتورة.......يعني لو تيجي تشوفها علشان نتطمن.......وأحس إني حتي رديتلها جزأ من جميلها عليا
تهللت أساير وجهه فرحاً فقد كان ما يغضبه إنه سيضطر الي إصطحابها لدي طبيب ذكر.......فهو يعلم جيداً أن المستوصف الموجود بالقرية ليس لديه عدد كبير من الاطباء
اردف سليم بفرحة خفية لاحظها ياسر الذي يشاركه نفس التفكير والمعتقدات
سليم : ياريت..........يعني لو مش هنتعبها
أردف أمجد فرحاً
أمجد : لا يا بني لا هتتعبها ولا حاجة دا شغلها
وبالفعل هاتف نورسين زوجة ابنه للحضور لمنزل
الغرباوي........الذي ظن أنه لن يدخله مرة أخري
*********************
في غرفة مليكة
كانت قد إستيقظت بالفعل علي بكاء مراد القلق الجالس بجوارها
مراد باكياً : مامي.... مامي
عمدت مليكة بكفها تمسح به وجنته الرقيقة وتبتسم له في وهن تطمئنه بأنها بخير
إبتسم هو ما إن رأي والدته قد فتحت عيناها وقبل رأسها يسألها بقلق
مراد : مامي إنتِ كويثة
أردفت باسمة بوهن
مليكة : الحمد لله يا حبيبي متخافش
دلفت قمر الي الغرفة ومعها أيهم......ذلك الطفل الذي لمس شغاف قلبها من الوهلة الأولي
إبتسمت له في حبور بينما كان يبكي....تألم قلبها لرؤيته يبكي بهذه القوة
قمر : كفاية بكي عاد أهي صاحية... وزينه كمان متجلجش
أردفت همس باسمة
همس : شفت مش جولنالك إن خالتي مليكة بجت زينه
أشارت مليكة له بالإقتراب باسمة في حبور
مليكة : تعالي يا حبيبي هنا
أقترب منها في هدوء وتردد
فعمدت مليكة بيدها لتمسح دموعه برقة بالغة
مليكة بهدوء : بتعيط ليه
أردف باكياً بتأنيب الضمير
الطفل: علشان.......علشان أنا اللي خليتك تبقي تعبانة وتعيطي كدة
أردفت هي باسمة
مليكة: يا حبيبي أنا كويسة متخافش
ثم تابعت باسمة
مليكة: قولي بقي إنت اسمك إيه
الطفل : أيهم
إبتسمت بعدما مسحت علي شعره في حنو
مليكة : ماشاء الله اسمك جميل زيك
تطلع لها أيهم ببراءة شديدة وحاولت إبتسامة رقيقة أن تصل الي شفتيه في هدوء ثم سألها متوجساً
أيهم : يعني إنتِ مش زعلانة مني
مليكة باسمة : لا طبعاً يا حبيبي
ربتت قمر علي رأسه بحنو
قمر: بس متلعبش چمب البهايم تاني يا حبيبي
هز رأسه بحدة وتابع بخوف وكره
أيهم: أنا بكرههم أصلاً
إبتسمت قمر علي فعلته وتمتمت باسمة
قمر: لا يا حبيبي متجولش إكده......إنت بس المرة الچاية تخلي بالك منيهم......وهما مش هيعملولك حاچة
أومأ رأسه باسماً بحبور بحركات وائمت حركة جفناه
أيهم : حاضر
بعد وقت قليل صعدت نورسين للأعلي ومعها وداد
أشرق وجه أيهم ما إن رأي والدته وركض إليها بإشتياق
أيهم: مامي
جثت علي ركبتيها لمستواه وإحتضنته هي بقوة وأخذت تقبله في هلع هاتفة به بقلق
نورسين: كدة يا أيهم تعمل كدة في مامي
تمتم ببراءة شديدة
أيهم : يا ماما أنا كنت عاوز ألعب معاها بس إتلعبكت
(اتكعبلت )
ضحكت مليكة بوهن وألم علي كلماته
وكأن نورسين لاحظت وجود الناس حولها في تلك اللحظة
فنهضت بإحراج وتوجهت ناحية مليكة متمتمة في بأمتنان
نورسين: أنا مش عارفة أشكرك إزاي.... إنتِ رديتيلي روحي
إبتسمت مليكة بهدوء
مليكة : متقوليش حاجة........أيهم زي مراد بالظبط
وأنا معملتش حاجة والله.........أي حد مكاني كان هيعمل كدة
لم تعلم نورسين بماذا تشكرها فإكتفت بنظرات الإمتنان التي تشع من عينيها
نورسين: أنا دكتورة عظام.......وبابا كلمني علشان أجي أشوفك
أردفت قمر باسمة
قمر : هو إنتِ مرات ولد عمي أمچد
نورسين باسمة: أه
إضطربت مليكة قليلاً لدي سماعها الاسم فو يشبه اسم والدها ولكنها رحبت بها باسمة
طلبت قمر من أيهم وهمس ومراد الهبوط للأسفل واللعب سوياً حتي تتمكن نورسين من معاينة مليكة
قبل مراد والدته وهبط للأسفل في هدوء
ساعدا قمر ونورسين مليكة علي الإضطجاع علي بطنها وفحصتها نورسين برفق
نورسين: الحمد لله مفيش حاجة خطر
أهم حاجة بس تستريحي في السرير أطول فترة ممكنه ودول شوية مراهم مسكنة تحطيهم كل 4ساعات وبإذن الله تقومي بالسلامة
أردفت مليكة شاكرة إياها بشدة
فتابعت هي باسمة
نورسين: علي إيه دا واجبي........وإعتبريه جزء من ديني
ترك سليم الرجلان سوياً ولم يشعر بنفسه إلا وهو أمام غرفتها
طرق الباب بهدوء ثم دلف للداخل وتنحنح
قمر باسمة : إتفضل يا سليم
أومأ رأسه بهدوء
سليم بقلق : إيه الاخبار يا دكتورة طمنيني
طمانته نورسين علي حالتها كثيراً وأعطه نفس التعليمات التي أعطتها إياها منذ دقائق
أوما لها سليم.... وظهرت علي وجهه شبح إبتسامة إمتنان
سليم : شكراً
خرجا قمر ونورسين وتركاهما بمفردهما
أما بالأسفل فطلب أمجد من ياسر أن يوصله لحجرة الحاجة خيرية التي تهلل وجهها ما ان رأت ذلك العجوز الذي يذكرها بولدها الراحل
توجه ناحيتها مقبلاً يدها
فهتفت بحبور أمتُزجت به الدهشة
خيرية: امچد!!! كيفك يا ولدي
أمجد باسماً : الحمد لله يا امة انتي كيفك
اردفت هي بهدوء
خيرية: انا مليحة يا ولدي.........طمني عنك لجيت بتك عاد ولا لسه
أظلمت عينيه بأسي وعبست ملامحه
أمجد بأسي: لسة يا أمة.........لسة
خيرية بثقة : ربك هيعترك فيهم يا ولدي
هتلاجيهم وعن جريب........متجلجش ربك كريم عاد
تنهد بعمق
أمجد : يارب يا أمة.......يارب
عادت البسمة الي ملامحه سريعاً حين تذكر سليم
أشار الي الخارج بسعادة بالغة وهو يتمتم مستفسراً
أمجد : سليم.......سليم دا يوبجي ولد زين
أومات خيرية بفخر وسعادة
خيرية بفرحة : شبهه مش إكده
أردف بألم
أمجد : نسخة طبج الأصل عنه يا أمة
ثم تابع بأسي حزناً لفقدان صديق عمره ورفيق دربه وطفولته
دلف أيهم للداخل باحثاً عن جده
برقت عيناها دهشة و سألت باسمة
خيرية: حفيدك يا امچد
حمله امجد بفخر وحب
امجد: أيهم......ولد عاصم
خيرية: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله ربنا يحميه ويحفظه ويباركلكوا فيه
***************************
في غرفة مليكة
سليم بجمود : بقيتي أحسن
همست بخفوت
مليكة : الحمد لله
وفجاءة دلفت عبير لغرفتهم تضرب مثل الأعاصير القمعية تماماً صارخة بقهر
عبير : ملجيتيش إلا ولد الراوي اللي تلحجيه ردي عليا إنتِ عاوزة إيه بالظبط هاه.......جوليلي.....إنتِ مين مسلطك علينا
كانت مليكة مذهولة بما يحدث فهي لا تعرف ماذا يحدث وماذا فعلت هي لكل ذلك
وما زاد دهشتها هو اسم الرواي ولكنها ظنت أنه مجرد تشابه اسماء لا أكثر
وفجاءة أفاقت من دهشتها علي صوت سليم الهادر مثل الإعصار
إلتف لها بحدة وتحدث بصوت مرتفع للغاية حتي سرت رعدة بسيطة في أوصالها
سليم بغضب : عمتوووو
فزعت مليكة للغاية من نبرته بينما تابع هو بلهجته الصعيدية التي عشقتها هي حد النخاع
سليم بجمود : اللي حوصل حوصل........ومسمحش بأي شكل مالأشكال إنه أي حد........أي حد يتچرأ ويكلم مرتي بالطريجة دي........فاهماني
وقفت عبير مذهولة لا تكاد تعي ما يحدث حولها تحدق به كالبلهاء تماما.....أما مليكة فإرتعبت من نبرته حتي إرتعد جسدها الهزيل....ولكنها أيضاً أشفقت علي تلك المرأة كثيراً
فهمت بالتحدث لإنقاذ الموقف........ولكنها إبتلعت كل شئ وإنكمشت علي نفسها حين إلتف لها وبرقت عيناه رافعاً حاجبيه يطالعها بنظرة مخيفة وكأنه يخبرها تحدثي إذا جرؤتي......سرت علي إثرها القشعريرة في كامل جسدها
تابع سليم بنبرة أكثر حدة وإرتفاعاً
سليم مفهوم يا عمتي
أومات هي برأسها وخرجت من الغرفة بذهول
أما مليكة فقد كانت تتمني أن تنشق الأرض وتبتلعها قبل أن يفتك بها سليم فهي لم تراه غاضباً لتلك الدرجة....لقد شعرت بأدخنة تتصاعد من عينيه وأذنيه.........أو هكذا خيل لها
فتمتمت والكلمات تتعثر خوفاً علي شفتيها
مليكة : ا.. اااا.... أنا....
إزدردت ريقها في توتر بالغ وتابعت بسرعة وإندفاع
مليكة: أنا أسفة لو كنت سببت أي مشاكل
للحظة فقط تأملها وهو يأخذ نفس عميق يخبرها
بنبرات غريبة عميقة لم تسمعها منه من قبل
مأخوذا بمظهرها الطفولي
سليم: محصلش حاجة يا مليكة
كان سليم يلعن نفسه بداخلة...أيها الأهوج...... الأحمق... هل ستترك لها الفرصة كي تظن أنها إستحوذت عليك.......أو حتي علي قلبك........ماذا ستفعل الأن........أ تتركها هكذا وترحل.....أخذت تطالعه بنظرات غريبة لم يستطع تفسيرها
فصرخ قلبه وبشده
اااه من زرقاوتيكي أه......ألم يخبروكي مهجتي و وتيني أن في عيناكي حرب !!!و في داخلي ألف قتيل
أما هي فلم تنسي تلك الفرحة الأسيرة التي عانقت روحها وتلك الفراشات الوردية التي إنتشرت في ثنايا صدرها ولكنه صدمها كالمعتاد وأنزلها من معانقتها للنجوم التي كانت تسبح بها علي جذور عنقها لتصتدم بأرض الواقع بعدما نفض عن عقله سحر عيناها وإستقام جزعه واقفاً يطالعها بجمود وتحدث بنبرات صارمة ممزوجة برعونة ساخرة كادت أن تقتلها
سليم : إنتِ أصلاً مبتعمليش أي حاجة غير المشاكل ولسة هنتكلم ونتحاسب بس بعدين مش دلوقتي
خرج وتركها........غير عابئ بكم الألم الذي سببته كلماته.......خرج ولم يعطها حتي فرصة الرد أو الدفاع عن نفسها
إنهمرت الدموع من زرقاوتيها معلنة آلم قلبها الذي أصبح لا يحتمل......لما يفعل معها هكذا
أخذت تبكي بألم واضعة يدها علي قلبها عساها تهدأ من هذا الآلم الذي تشعر به قليلاً
إبتسمت بسخرية ولما تبكي من الأساس آليست هي القوية.......نعم ولكنها القوية التي دائماً ما توردت الحياة علي إتسامتها الباكية !!
******************************
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍
الفصل السابع عشر
في منزل الراوي
عادت نورسين ومعها أيهم للمنزل
شاهدهم عاصم قادمون سوياً فإعتراه القلق
فهتف يسأل بقلق
عاصم : كنتوا فين يا بابا
إبتعدت نورسين عنه بغضب شديد حاملة أيهم وصعدا سوياً
صاح به أمجد بغضب
أمجد : إنت إيه يا بني آدم.........إنت مش كنت واخد أيهم معاك علشان تفرجه علي الأرض
أردف هو مؤكداً
عاصم: أيوة يا بابا بس جالي مكالمة شغل وسبته مع حميده وبعد كدة لما ملقتهمش إفتكرهم رجعوا البيت هو إيه اللي حصل
صاح به أمجد غاضباً
أمجد : يا أخي ملعون أبو الشغل..........إبنك كان هيروح فيها لولا مرات سليم الغرباوي الله أعلم كان إيه اللي هيحصل
برقت عيناه دهشة وأردف بهلع
عاصم : إيه !!
تمتم أمجد بيأس
أمجد: ما إنت كل اللي همك الشغل..........إطلع إطلع يا ابني شوف مراتك وابنك
هم عاصم بالرحيل فأوقفه أمجد بنبرة غريبة لم يعتدها هو منه
أمجد: خلي بالك يا عاصم قبل ما كل حاجة تروح منك
صعد عاصم لغرفته قلقاً
فوجد طفله يلعب بالغرفة علي حصانه الخشبي ونورسين في المرحاض
حمله عاصم محتضنا إياه بقوة .....علي الرغم من عشقه للعمل الا إنه يعشق أطفاله......فهم فلذات أكباده غير أنهم ثمرة حبه هو ونور عيناه.......مهجة قلبه.... نورسين
وبعد دقائق خرجت نورسين من المرحاض فسألها وهو لا يزال حاملاً أيهم
عاصم: إيه اللي حصل يا نور
تطلعت له بألم وتمتمت بخفوت
نورسين : الحمد لله
أردف متسائلاً في قلق
عاصم: بابا بيقول إن مرات سليم الغرباوي لحقت أيهم........من إيه ؟!!
أردف أيهم بعدما إنكمشت ملامحه إستياءً
أيهم: من البقرة يا بابا كانت هتدوس عليا بس طنط.....
قاطعته نورسين حازمة
نورسين : لو سمحت إقفل علي الموضوع علشان أيهم والحمد لله المهم إنه بخير
ساد بينهم صمت خانق لعدة ثواني
وكالعادة لم يكسر هذا الصمت إلا صوت رنين هاتفه بإحدي مكالمات العمل خرج هو مجيبا عليه.......فوقفت تطالع مكان رحيله بألم.....كم كرهت عمله...........كم إشتاقت لعاصمها القديم..... إشتاقت لمحبوبها القديم....أميرها الساحر كما كانت تدعوه
*************************
في المساء
إستيقظت مليكة من نومها علي صوت صراخ ما بالأسفل لا تدري مصدره.......تملل مراد في نومته فدثرته جيداً بالغطاء وحاولت النهوض كي تري ماذا يحدث بالأسفل
أما في الأسفل
صاح شاهين بغضب هادر
شاهين : يعني هي مرتك ملجتش غير ولد الرواي اللي تلحجة.......رد عليا.....بعد كل الزمن ده أمچد الراوي يدخل بيتنا بكل بچاحة إ كده عادي وأكنه محصولش حاچة منه جبل سابج.......وأكنه صاحب بيت.......وكان كل المشاكل الجديمة دي إختفت
وقفت وداد تتألم لما يفعله شاهين فما ذنبها تلك الفتاة كي يفعلوا معها كل هذا.........من أين لها أن تعرف كل تلك المشاكل ففي الصباح زوجته والأن هو......أما فاطمة و عبير فوقفتا يتشفيان في مليكة التي اصبحت لا تفعل شئ سوي جلب المشاكل
هم سليم أن يجيبه حتي أجابته خيرية التي صرخت بغضب في شاهين
خيرية : شاهين .....واضح إنك نسيت عاد
أمچد الرواي كان إيه وهيوبجي إيه...... وإذا كنت إنت مش راضي بدخوله فهو لساته عندي زي زين الله
يرحمه..... وأوعاك تنسي..... أوعاك يا شاهين تنسي إن البيت دا هيفضل مفتوح لكل خلج الله طول ما أنا لساتني عايشة وفيا النفس سامعني
جز علي أسنانه بغضب ورمقها بإستياء شديد ثم صعد الي غرفته كالإعصار الهادر
قابل مليكة في طريقه للأعلي فرمقها بكره بالغ وتمتم بإزدراء
أهلاً ببنت البندر..... بالحية اللي عماله تنشر سمها من ساعة ماچت..... نجول إيه مهو العيب مش عليكي العيب علي اللي رباكي
أظلمت عيناها غضباً والماً
لما..... لما يستمرون دائماً في إيلامهاً بتلك الطريقة..... لما يستمرون بإهانتها هكذا ......لما لا يصمتون فقط....هي حتي لا تمتلك من يدافع عنها....نعم لم تمتلك اب أو اخ .....لم تحصل عليهم .....حتي والدتها رحلت هي الأخري وتركتها
لما يستمرون بقتلها هكذا......ولكنها تمتمت بأنفه وغضب
مليكة: قول اللي حضرتك عاوزه عليا أنا.........إنما مسمحلكش بأي شكل من الأشكال إنك تهين عيلتي
رفع شاهين يده كي يصفعها علي جرأتها هذه
فصرخ به سليم ما إن شاهده وتوجه ليقف أمام زوجته موقفاً يده ..... شعرت مليكة وقتها بالأمان
نعم فلأول مرة منذ وقت طويل تشعر بأن لها سنداً
تشعر بإنها تحت حماية شخصاً ما.......... بأن لا أحد يستطع أن يؤذيها طالما هو موجود
سليم: عمي....... إلزم حدودك....أنا ساكت علشان إنت عمي بس أقسم بالله اللي يمد إيده علي مرتي مش هجطعهاله بس لا دا أنا أمحيه من علي وش الدنيا
رمقه شاهين بغضب ورحل كالإعصار تماماً.....أما سليم فترك مليكة وخرج من المنزل بأكمله
صعدت لغرفتها بألم وهي تكاد تختنق وجعاً والماً
هي حقاً لم تسبب شئ سوي المشاكل منذ أن قدمت لهذا المنزل..... ولكنه لا يحق لأي أحد مهما كان أن يهين والديها.......هم لا يعرفون أي شئ عنها أو عنهم
إنهمرت دموعها بصمت متألمة حتي إستيقظ مراد
عندما شعر أن والدته ليست الي جانبه
جلس علي الفراش وأخذ يفرك بعينيه كي يزيح أثر النوم.........جاب ببصره في الغرفة باحثاً عنها
حتي وجدها تجلس في الشرفة
توجه إليها فوجدها تبكي فسألها في قلق
مراد: مامي بتعيطي ليه مين زعلك
جففت مليكة دموعها وتمتمت باسمة في ألم
أه يا طفلي العزيز وحدك أنت من تفهمني وتشعر بي في هذه الدنيا
ثم تابعت باسمة
مليكة: مفيش حاجة يا حبيبي متخفش أنا كويسة
مراد: لا يا مامي إنتِ بتعيطي.......أنا ثفت دموعك
إحتضنته مليكة وتابعت بألم
مليكة: لا يا حبيبي مش بعيط أنا بس بابايا ومامتي وحشوني
إحتضنها مراد وتابع ببراءة
مراد: بثي يا ماما علثان هما لاحوا عند لبنا ومث هينفع نلجعهم تاني فإعتبليني أنا باباكي إيه لأيك
دمعت عينا مليكة علي برائته وإحتضنته بقوة وهي تتمتم
موافقة......صعدا لها وداد وقمر وخيرية ليجلسا معها قليلاً
وإعتذرت منها خيرية كثيراً علي ما فعله زوج ابنتها متعلله بغضبة الهادر من أمجد الراوي
***************************
في صباح اليوم التالي
وبعد تناول الطعام
ذهب الرجال لأعمالهم وجلست السيدات سوياً
يثرثرن حتي ولجت زهرة إليهم تخبرهم بقدوم نورسين لتطمئن علي مليكة.......إبتسمت مليكة وطلبت منها أن تُدخلهم......دلفت نورسين باسمة ومعها أيهم وجوري طفلتها ذات الثلاث أعوام
نورسين: صباح الخير
أردفت هي باسمة
خيرية: صباح النور يا بنيتي إتفضلي
دلفت تمشي علي إستحياء وجلست بجوار مليكة وقمر وسألت مليكة عن حالها فاجابت باسمة بحبور
مليكة : الحمد لله يا حبيبتي بقيت أحسن كتير
إبتسمت خيرية لتلك الطفلة التي تحملها
خيرية: بتك يا بنيتي
إبتسمت نورسين وأومأت برأسها في هدوء
نورسين: أيوة يا طنط جوري
ثم ناولتها لخيرية التي أخذت تعوذها من أعين الحاسدين
خيرية : اسم علي مسمي
إبتسمت نورسين في هدوء
أردفت قمر باسمة
قمر : طبعاً أكيد هتطلع لأمها
تمتمت نورسين بخجل
نورسين : الله يخليكي يا قمر أنا حلوة كدة
أومأت مليكة باسمة
مليكة : طبعاً يا حبيبتي
تمتمت وداد بدهشة
وداد: تعرفي يا مليكة حاسة أنها شبهك جوي
ضحكت مليكة بأدب وأردفت بلباقة
مليكة: بقي أنا بالحلاوة دي
إبتسمت نورسين بهدوء
نورسين : بابا بيقول إنها تشبه جدتها وعمتها الله يرحمها
أجفلت خيرية وتمتمت بأسي
خيرية: الله يرحمها
طلب مراد من والدته أن يأخذ جوري كي يلعب معها فوافقت نورسين مرحبة بعدما طلبت منه أن يعتني بها أما أيهم فأخذ همس من يدها وخرجا ليلعبا سوياً
بعد وقت قصير وصلا سليم وياسر المنزل
فشاهدا سيارة غريبة عن منزلهم زم ياسر شفتيه بحيرة وهو يتمتم بدهشة
ياسر : عربية مين دي يا عم عباس
جفل عباس ورفرف بأهدابه مرتبكاً فهو لا يدري ماذا يخبره
عباس : دي....دي......دي عربية من بيت الراوي
سأل ياسر بدهشة
ياسر : مين من بيت الراوي إهنه يا عم عباس
أردف مضطرباً
عباس : دي الست الدكتورة مرت عاصم بيه بتطمن علي الست مرت سليم بيه
أسبل ياسر جفنه وتنهد بأريحية وتمتم بهدوء
ياسر: ماشي يا عم عباس
أنهي سليم هاتفه فالتفت يسأل ياسر
سليم: عربية مين دي
ياسر: دي عربية مرت عاصم چاية تطمن علي مرتك
أومأ سليم بهدوء ودلفا سوياً للداخل
حمحم الرجلان قبل الدخول فعدلت السيدات من حجابهن
إستطرد سليم مرحباً
سليم: أهلاً بيكي يا دكتورة
نورسين : أهلا يا أستاذ سليم
تمتم ياسر يسأل بدهشة بعدما رحب بنورسين
ياسر: أمال فين همس عاد أني مش شايفها
أجابته وداد بتلقائية
وداد : هتلاجيها برة مع أيهم ومراد بيلعبوا
حدق بهم ياسر بصدمة..... مع من... أيهم ومراد
رفر بغضب وتمتم بداخله
ياسواد السواد يا ياسر
إبتسمت قمر ما إن رأت معالم زوجها فهي تعرف جيداً أنه يغار عي طفلته ولا يحبها أن تلعب مع أياً من الذكور وإتسعت إبتسامتها حين رأته يُهرول للخارج كي يأخذها
وجدها ياسر تقف أمام أيهم الذي أخذ يؤنبها غاضباً
أيهم: مش أنا قولتلك إمبارح لما نلعب بلاش فساتين وتلبسي بنطلون
أردفت همس بضيق
همس : أيوة أني عارفة بس أني مكنتش أعرف إنكوا چايين وبعدين أني قاعدة في بيتنا يعني عادي ومفيش حد غريب يعني
إلتفت أيهم ناحية مراد مشيراً في حرد
أيهم: يا سلام ومراد
ضحكت همس بطفولية علي حماقته
همس: مراد دا عيل صغير
أردف أيهم بحزم
أيهم: برضوا يا همس متلبسيش فستان تاني و إنتِ بتلعبي
عقد ياسر ذراعيه باسماً يبدوا أن هذا الولد سيصبح رجلاً حازماً في يوم ما ولكن وإذا فهو لن يترك طفلته هكذا
تمتمت همس بضيق وهي تلتفت للناحية الأخري
همس: يوووه
شاهدت والدها فركضت نحوه باسمة محتضنته إياه
حملها ياسر وتابع بضيق
ياسر: إحنا قولنا إيه عاد يا همس
أردفت هي ببراءة
همس : إيه يا بابا
تابع هو متبرماً
ياسر: مش جولنا مفيش لعب مع الولاد
همت بالإعتراض فأوقفها قائلاً بحزم
ياسر: من غير يا بابا إنتِ تلعبي إنتِ والصغننة والولاد يلعبوا سوا
أردف أيهم بثقة
أيهم : سيبها يا عمو تلعب معانا ومتخفش هخلي بالي منها
تطلع له ياسر بضيق وتمتم بغضب يا خرابي علي المرار الطافح اللي أنا فيه
وتابع باسماً بنزق
ياسر: لا يا حبايبي الولاد مع الولاد والبنات مع البنات
يلا يا همس زي ما جولتلك
زفرت همس بضيق وأخفضت رأسها بأسي وتمتم
همس: حاضر
ثم حملت جوري ودلفا سويا للداخل
************************
بعد الغداء كان سليم لا يزال علي حالته منذ الأمس يتجاهل مليكة تماماً فقط يلهوا مع مراد وهمس
قررت أن تنتظر حتي يصعد لغرفتهم ومن ثم تشكره لمدافعته عنها وتعتذر منه إن كانت سببت إية مشاكل......وبالفعل ما هي إلا دقائق حتي شاهدته يصعد للأعلي فصعدت خلفه في هدوء
شاهدها سليم تقف عند الباب وهي تفرك في يدها وكأنها تريد أن تقول شيئاً...... لم يعرف لما أحب مظهرها هكذا فهي ولأول مرة تظهر جانبها الهادئ الضعيف أمامه لذلك قرر ألا يعيرها إهتمام حتي يري ماذا ستفعل
شاهدته مليكة وهو يرمقها بعدم إهتمام فجفلت لتلك البرودة التي سرت في أوصالها حقاً إنه قادر وببراعة علي أن يجعل من أمامه يشعر بمدي صغره وحقارته
هتفت به في خفوت وبحة
مليكة : سليم
إرتفع وجيفه بنبض غريب عنه و رفرف بأهدابه ما إن سمعها تنطق اسمه بتلك البحة وكأنه يسمعه لأول مرة......... محدثاً نفسه بتيه
لم أكن اعرف أن لاسمي بين شفتيكي إيقاع خاص يخلق بقلبي نبضاً لم يكن
ولكنه قرر ألا يعيرها إنتباه
زفرت بحنق حينما رأته يبتعد وكأنه لم يسمعها
فتوجهت إليه ووقفت أمامه تتمتم بحزم
مليكة : سليم
أجابها بعدم اهتمام
سليم : نعم
فركت يدها بتوتر ونظفت حلقها بخوف
مليكة : أنا عاوزة أشكرك لأنك دافعت عني إمبارح
وعاوزة أعتذر عن أي حاجة سببتها
ولكن كيف يصمت بسهولة......
(لازم يعملنا سبع رجالة في بعض ويسم بدن البنيه 😑😓😒)
صاح بها بكلمات تقطر إستحقاراً من بين شفتيه
سليم : أنا معملتش كدا علشانك عملت كدة علشاني..... يعني علشان متفتكريش إني خايف عليكي ولا حتي مهتم.......وعلي فكرة عمي شاهين كان عنده حق إنتِ أكيد لو اهلك كانوا ربوكي مكنتيش هتبقي كدة بس واضح إن العيب فعلاً عليهم
لم تدري متي وكيف رفعت يدها إلا حينما شعرت بها تستقر علي وجنته التي إشتعلت كما إشتعلت عيناه تماما بالغضب
فوضعت يدها علي وجنتاها وثارت زرقاوتيها تماماً كموج البحر في يوم شتوي عاصف وهتفت به في غضب عارم
مليكة: أنا عمري في حياتي ما غلطت في أي حد
ومش هسمحلك يا سليم إنت ولا أي حد إنكوا تغلطوا في أهلي...... محدش فيكوا إتعامل معاهم ولا يعرفهم علشان تغلطوا فيهم
رمقته بنظرة نارية وهتفت به بإشمئزاز
ومعتقدتش من الرجولة أبداً إنك تغلط في ناس ميتين
لم تعرف حتي من أين واتتها كل تلك الجرءة التي تتحدث بها ولكنها علمت أنها أقترفت خطأً فادحاً حينما رأت عيناه اللتان تقدحان شرراً......فأمسك ذراعيها بقوة وأخذ يهزها بعنف صارخاً بها بغضب ناري تماماً كخصلات شعرها التي تحررت من حجابها وكأنها تستعطفه أن يتركها
سليم: أعتقد إني حذرتك قبل كدة من إنك تمدي إيدك
خرجت منه صرخة هادرة وائمت هزة قوية منه جعلتها تنتفض كمن صعقتها الكهرباء
لم تعلم لما لم تبتلع لسانها الأرعن الذي سيؤدي بحياتها الأن وتصمت...... ألا تعرفين طفلتي أنه ليس من الحكمة تماماً إستفزاز الأسد الغاضب في عرينه
رفعت عيناها بعينيه وتمتمت بتحدي
مليكة: وأعتقد إنك سمعتني إمبارح وأنا بقول مش هسمحلك ولا همسح لأي حد في الدنيا يغلط في عيلتي
صعق من شرارة التحدي المضيئة في عيناها والتي تتنافي تماماً مع إرتعادة جسدها الهزيل
ولكنها أعجبته...... نعم أعجبته........ لن يكذب هو يعشق مدافعتها عن الحق حتي ولو كان علي حساب سلامتها
وفجاءة وجدت يده ترتخي من الإمساك بكتفيها وترك الغرفة بأكملها كالإعصار
******************************
لايك قبل القراء وكومنت بعدها ❤😍
الفصل الثامن عشر
إستيقظت مليكة من نومها علي صوت طرقات علي الباب
أدخلت قمر رأسها من الباب باسمة
قمر: ممكن ادخل
أردفت مليكة باسمة
مليكة : إتفضلي يا قمر
شاهدت قمر عيناها المنتفختان إثر البكاء
قمر: صباح الورد علي عيونك يا مليكة
فتمتمت باسمة
مليكة : صباح الخير يا حبيبتي
قمر: هاه نمتي زين
أومأت مليكة برأسها باسمة
قمر: أنا جيت علشان أحطلك الدوا وبعدين أخدك وننزل تحت علشان الحاجة عاوزة تشوفك
وبالفعل وضعت لها قمر الدهان ثم جلست الي جوارها وهي تربت علي يدها بحنو
قمر: أنا عرفت اللي حوصل إمبارح من عمتي عبير
زفرت مليكة بأسي ولم تعلق فأردفت هي
قمر: بصي يا مليكة غير كل المشاكل اللي بين العيلتين.....عمتي عبير كانت المفروض توبجي هي مرت عمي أمچد
إتسعت حدقتا مليكة بصدمة فأومات قمر رأسها مؤكدة
قمر: اللي كان سبب المشاكل بين العيلتين هو إن عمتي عبير وعمي أمچد كانوا لبعض من صغرهم.........بس يعني عمي أمچد حب واحدة تانية وإتچوزها......وطبعاً لما العيلتين عرفوا حوصلت مشاكل عويصة لأن دي إهانة لعيلة البنتة بس الوحيد اللي كان بيتصرف بعجل هو عمي زين الله يرحمه لأن عمي أمچد كان صاحبة وهو جاله حتي جبل ما يتچوز طبعاً عمتي عبير جعدت فترة حزينة وبعدها قررت إنها هتتچوز علشان تنتجم من عمي أمچد وكأنها بتجوله إنه مش فارج معاها واصل علشان أكده هي أكتر واحدة شايلة من عيلة الرواي
أما مليكة فلم تكن تسمتع لنصف ما قالته قمر لكن هذا لا يؤلمها فكل ما يؤلمها هو كلمات سليم التي تفوه بها بالأمس
فأردفت باسمة بخفوت
مليكة : مفيش حاجة يا حبيبتي
قررت قمر أن تخفف عنها وتمازحها قليلا ً
فلكزتها بخفة وهي تغمز بإحدي عينيها الكحيلتين
قمر: مكنتش أعرف إن بركاتك واصلة إكده
فغرت مليكة فاها بعدم فهم وهي تسأل
مليكة: يعني إيه مش فاهمة
قمر: جصدي علي سليم....أنا عمري ما شوفته إكده واصل
إمبارح كان شايلك وبيصرخ في الكل زي المچنون.....ولما سمعك وإنتِ بتبكي حضنك چامد وفضل يزعج
إتسعت حدقاتها فعلي الرغم من وجودها ورؤيتها لكل ما حدث إلا أنها شعرت بالصدمة إثر كلمات قمر
فسألت ضاحكة
قمر : مالك تنحتي إكدة ليه
أردفت مليكة المضطربة بتوتر
مليكة : هاه لا مفيش حاجة
قمر بهدوء : بصي يا مليكة.......أني عارفة ومتوكدة كمان إن حكايتك إنتِ وسليم غريبة واصل معرفش كيف ولا ليه عاد بس أني متوكدة من إكده واللي متوكدة منه كمان إن عشجه ليكي باين في عينه يا مليكة
ضحكت مليكة بسخرية شديدة داخلها
ااااه لو تعرفين عزيزتي عمن تتحدثين... فلو بيده هذا العاشق المتيم لقتلني منذ أزل..... لو تعرفي كيف يشعر
تجاهي ........ولكنها قررت الصمت
(وااه إنتِ اللي هبلة ومتعرفيش حاچة واصل😂💔✋)
بعد وقت قصير سمعا طرقاً علي الباب
عدلت قمر من وضعية حجابها فدلف سليم للداخل يخبر مليكة بالإستعداد كي يعودا للقاهرة
زمت شفتاها بضيق وتابعت
قمر: ليه عاد يا سَليم إنتو ملحجتوش تجعدوا معانا
أردف هو باسماً بأدب
سليم: معلش بقي يا قمر إن شاء الله نجيلكوا تاني
أردفت هي بأسي
قمر : هنتوحشكوا
إحتضنتها مليكة التي كادت تبكي فقد أحبت قمر وبشدة
مليكة: وإنتِ كمان والله يا قمر هتوحشيني أوي
هبط سليم لأسفل وأعدت مليكة حقائبها بمساعدة قمر ثم تبعته مليكة.........عادوا الي القاهرة بعد وداع حار ودموع ووعود علي العودة مرة أخري
***************************
مرت أيامهم بروتينيها الطبيعي حتي جائتهم مكالمة هاتفية في مساء أحد الأيام من زوج عائشة المذعور تفيد بإبلاغهم بأن عائشة تضع طفلها الأن
هبطت مليكة المرتبكة من غرفتها تبحث عن سليم ومراد الذي ما إن شاهدها حتي ركض نحوهاهاتفاً بفرحة
مراد : مامي إنتِ ثحيتي
حملته باسمة بعدما لاحظ سليم إرتباكها الشديد فهمس بقلق
سليم: مالك يا مليكة في إيه
تلعثمت الكلمات علي شفتيها فرحة.... توتراً وإرتباكاً
مليكة: عائشة.... عائشة بتولد .....وأنا....
تمتم سليم بهدوء بالغ
سليم: طيب واقفة مستنية إيه يلا البسي علي مالبس ونروحلها
صدمت مليكة فوقفت تحدق به وكأنه يملك سبع رؤوس.......هي حقاً لن تنكر أن زوجها وكما عاهدته هي في الأيام الماضية هو رجل شهم للغاية......وكيف لا
يكون...... هل نسيت تلك الحمقاء كم هو صعيدي.....نعم رجل صعيدي بحق يعرف الواجب والأصول حق المعرفة ولكنها لم تتخيل أن يكون هو البادئ
حملت مراد وصعدا سويا للأعلي
مط مراد شفتيه مفكراً وهو يطالع والدته بحيرة
مراد: مامي هي خالتو شوشو هتجيب النونو
تسللت إبتسامة عذبة الي ثغرها ما إن رأت كتلة البراءة المتحركة هذه وتمتمت بداخلها
أه كم اتمني أكلك صغيري
ضحكت بخفة وتمتمت باسمة
مليكة : أيوة يا روح قلب مامي وعيون مامي من جوة خالتو شوشو هتجيب نونو
إدعيلها يا مراد قول يارب خالتو تبقي كويسة هي والبيبي
هتف داعياً بسعادة
مراد : ياربي يا مامي ياربي
إحتضنته مليكة بقوة وهي تقبله ......لا وللحقيقة تلتهمة
ثم تابعت بجدية
مليكة: مراد يا روحي هتقعد مع دادة أميرة وأوعي تغلبها
تفخ مراد وجنتيه بغضب طفولي بالغ وتمتم بضيق
مراد: عيب أثلاً يا مامي تقولي كدة لملاد علثان هو بقي راكل كبير خلاث ....بابي قالي كدة
سألته بدهشة
مليكة : قالك ايه يا عيون مامي
مراد: بابي قالي إن ملاد راكل كبير وثاطر وبيثمع الكلام لوحده
إحتضنته مليكة بقوة وقبلته بحنان
مليكة: أيوة يا روح مامي دادي عنده حق
بعد وقت قليل وصلا مليكة وسليم للمستشفي
فصعدا لغرفة عائشة بعدما سأل سليم موظف الإستقبال عن مكان غرفتها
ركض محمد ومعه ندي ناحيتهما التي إحتضنت مليكة ما إن رأتها
تمتمت مليكة تسأل بتوجس
مليكة: خير فين عائشة
همس بقلق
محمد: لسة جوة
تمتمت مليكة بهدوء محاولة في أن تجعله يطمئن
مليكة : إن شاء الله خير
أخذتها مليكة بين أحضانها وجلست في هدوء ظاهري بينما القلق يكاد يفتك بها فهي تخاف جدا ًمن هذه المرحلة.........مرحلة الولادة
نعم تخاف كثيراً بعدما فقدت صغيرتها تلك التي لم تستطع حتي رؤية طفلها.......وافتها المنية بالداخل نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية
تجمعت الدموع في عينيها بعدما نفضت من عقلها كل تلك المشاهد والأفكار السوداء.....لازالت تتذكر جيداً كيف ماتت شقيقتها فجاءة.......لازالت تتذكر كيف أخبروها الأطباء أن صغيرتها قد وافتها المنية بكل هدوء وكأنه شئ عادي.........تذكرت أنها ماتت حتي قبل أن تودعها
مسحت دمعة هاربة هبطت من محيطها وضمت ندي الي أحضانها جالسة تدعوا الله في صمت
جلس محمد علي كرسي الي جوارها وهمس بهدوء
محمد: الله يرحمها إدعيلها يا مليكة وإدعِ لعائشة ربنا يطلعها بالسلامة
إبتسمت مليكة بآلم وتابعت بصدق
الله يرحمها
بعد وقت قصير سمعا صوت صراخ الطفل
فهبت واقفة بعدما تهللت أساريرها
خرجت الممرضة من غرفة عائشة تحمل الرضيع بين يديها
هتفت ندي في سعادة وحماس
ندي: النونو
توجه الجميع لرؤية الطفل الذي حملته مليكة بين يديها
مليكة: ماشاء الله ولا قوة إلا بالله
إقترب محمد من صغيره وصديقنا يكاد ينفجر غضباً وغيرة لرؤيته لهذا الرجل يقترب من مليكة بهذا القدر وزين له الشيطان الكثير والكثير من التخيلات أ كانت معه هو الأخر........ أ هو من ضمن رجالها الكثر
إعتصر قبضة يداه حتي إبيضت مفاصله
سألت مليكة في حماس
مليكة : هتسموه إيه
أردف محمد باسماً
محمد: أنا وعائشة كنا متفقين لو ولد هنسميه عبد الرحمن
أردفت هي باسمة بحبور
مليكة : حلو أوي
ناولته طفله فحمله منها محمد وبدأ في تلاوة الآذان في أذن الصغير والتكبير فيهما
بعد وقت قصير إستفاقت عائشة فذهبوا إليها جميعاً
ربتت مليكة علي يدها بحنو
مليكة : حمد لله علي السلامة يا شوشو
إبتسمت بوهن وتابعت بخفوت
عائشة: الله يسلمك..... فين عبد الرحمن عاوزه أشوفه
دلف محمد حاملا طفله......طابعاً قبله حانية علي جبهة زوجته فرحاً بسلامتها وسلامة طفلها
محمد: حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي
همهمت هي بوهن
عائشة :الله يسلمك يا حبيبي
ثم ناولها طفلها
طرق سليم الباب في خفوت ودلف غاضاً بصره متمتماً بصوته الأجش في هدوء
سليم: حمد الله علي سلامتك يا مدام عائشة
عائشة بأسف : الله يسلمك يا أستاذ سليم معلش بقي تعبنا حضرتك
أردف هو باسماً بأدب
سليم : لا أبداً مفيش حاجة وحمد لله علي السلامة مرة تانية
جلس بالخارج برفقة ندي يجلس علي جمراً مستعراً يأكل قلبه وعقله حتي استحاله رماداً
وبعد وقت قصير خرجا محمد ومليكة من الغرفة يمزحان بهدوء.......وكأنها كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير.......فهب سليم واقفاً متمتما ببعض الكلمات يعتذر فيها من محمد ويستأذنه بالرحيل ثم سحب مليكة من يدها عنوة وتوجها ناحية السيارة
كانت تتألم بشدة من قبضته الممسكة بيدها وطلبت منه كثيراً أن يترك يدها ولكن لا حياة لمن تنادي فقد كان مغيباً تماماً عنها ......لم يكن يسمعها حتي .......وما إن وصلا حتي دفعها للداخل بعنوة
فلتت منها صرخة ألم إثر إرتطام رأسها بالزجاج
أما هو فركب جوارها وعيناه تكاد تنفجر حنقاً منها
وغضباً لفعلتها.......أما قبضته فإبيضت إثر ضغطه عليها بشده وإنطلق مسرعاً
أغمضت عيناها بذعر وهي تتمسك بالمقعد تحاول نفض كل تلك الذكريات المؤلمة التي تجمعت بذاكرتها
فتمتمت بتوسل باكية
مليكة : سليم لو سمحت هدي السرعة .....سليم .....
لم يعتد بها حتي أنه زاد من سرعته
أمسكت بمقعدها بقوة اكبر وإزادت توسلاتها بشدة وهي تحاول منع عقلها من تذكيرها بتلك الليلة المشئومة
فهمست باكية وهي تحاول بأخر رمق لديها محاربة تلك الذكريات
مليكة: سليم هدي السرعة ........يا سليم أنا بخاف
صرخت بجزع حينما كادت السيارة أن تنقلب بهما
ولكن فجاءة إرتخت فبضتها الممسكة بالمقعد
وعادت تلك الطفلة ذات ال 15عاماً.....تلك الطفلة التي لم تحصل علي سعادتها منذ الثامنة
شاهدت والدتها تجلس علي كرسي القيادة تمسك المقود بأيدي مرتجفة تنهمر دموعها في صمت
تذكرت جيداً تلك الطفلة وهي تحاول تهدئة والدتها المنهارة.......تحاول تقويتها
مليكة : مامي إحنا جمبك وحتي لو بابي حب ياخدنا إحنا مش هنوافق
تابعت تاليا ببراءة
تاليا : مامي أنا أه مشوفتش بابي أصلاً بس مبحبهوش هو وحش لأنه سابنا
إحضنت ايسل الباكية مليكة الجالسة بجوارها وضمت يد تاليا مقبلة إياها وأردفت باكية
أيسل : متخافوش يا حبايبي مامتكوا قوية أوي ومش
خايفة ......بس بابي مش وحش يا تاليا الظروف هي اللي وحشة
نفخت تاليا أوداجها في غضب طفولي وتمتمت ببراءة بعدما شبكت يداها أمام صدرها
تاليا: أنا بكره الظروف
زمت شفتيها بعدما أطرقت مفكرة
تاليا : مامي هو إحنا مينفعش نكلم طنط الظروف ونخليها تسيب بابي أنا نفسي أشوفه أوي وأشوف عاصم كمان
إبتسما مليكة وأيسل بألم علي سذاجة تاليا
وتابعت أيسل باسمة وسط دموعها
أيسل: للأسف لا يا تيتي
همست مليكة بخوف لوالدتها التي كانت تقود السيارة في سرعة
مليكة: مامي لو سمحتي هدي السرعة شوية أنا مبحبهاش
ربتت ايسل الباسمة علي يد طفلتها وهي تخفض من سرعتها قليلاً
أيسل: أنا أسفة يا حبيبتي
وفجاءة صدمتهم إحدي شاحنات النقل الكبيرة بقوة حلقت علي إثرها سيارتهما في الهواء ثم دارت عدة مرات في الهواء ومن ثم إرتطمت أرضاً بقوة
وضعت مليكة يدها علي أذنها وأخذت تصرخ بهلع باكية
مليكة : مامي حاسبي..... لا......... لا متسيبينيش
حدق بها سليم الجالس جوارها بدهشة وفزع
وكيف لا يفزع وهو لا يعرف لما تصرخ بكل تلك القوة
كانت تصرخ وكأن كل حياتها تعتمد علي تلك الصيحات.......فأوقف السيارة واضعاً يده علي كتفها يهزها برفق
سليم بقلق : مليكة في إيه
شعر بجسدها ينتفض رعباً تحت يده وهي لا تزال تصرخ وهي تهز رأسها بقوة
مليكة: ماميييييييي
وفجاءة فقدت وعيها وبدون أي مقدمات
شعر وقتها بالهلع فأدار سيارته وإتجه ناحية أقرب مشفي مسرعاً
جلس بجوارها لبضع ساعات بعدما أخبروه الأطباء بأنها تعاني من إنهيار عصبي ما......لا يعلم حتي ماذا فعل ليحدث كل هذا........ ولما أخذت تدعوا والدتها بهذا الشكل........ يجب أن يعرف الحقيقة..... نعم عاجلاً غير آجلاً يجب عليه معرفة الحقيقة
*****************************
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤😍
الفصل التاسع عشر
بعد وقت قصير شعر بها تتملل في الفراش
رمشت بزرقاوتيها المغمضتين عدة مرات في خفوت و رَوية قبل فتحهما
إتنفض جسدها علي الفراش ثم هبت جالسة وفتحت عيناها تحدق في ربوع الغرفة في ذعر
ولكن كل ذلك هدأ...... إستكان جسدها.... وهدأت رعشاتها سامحة للهواء المنحبس داخل رئتيها بالتحرر في أريحية حين شاهدته جالساً بجوارها
حقيقة لا تعرف لما إطمأنت تحديداً
هل لرؤيتها له بخير...... أم لرؤيتها له في الأساس لا تعرف
فسألت في خفوت
مليكة: أنا هنا ليه
أردف هو بآلية
سليم: تعبتي وإحنا جايين في الطريق وأغم عليكي
إعتدلت في جلستها بهدوء وهمست بخفة
مليكة : ممكن نروح صح
حرك سليم كتفيه في هدوء وتمتم بآلية
سليم: أه عادي الدكتور قال وقت ما تفوقي
أخفضت مليكة بصرها وعضت علي شفتيها متمتمة في هدوء
مليكة: طيب معلش أنا عاوزة أروح
أومأ برأسه ثم خرج من الغرفة طالباً من إحدي الطبيبات معاينتها كي يتسني لها الرحيل
وبالفعل لم يمضي وقتاً طويلاً حتي كانا يسيران سوياً في السيارة
كان الصمت هو المخيم علي الطريق بأكمله
فكان هو يقود السيارة شارداًًً ......يود لو يسألها عما حدث معها ولما صرخت وكيف توفت والدتها بالأساس ولكن كبرياؤه الأرعن وقف حائلاً بين سؤاله فكيف يجهل سليم الغرباوي شئ ما
أما هي فإستندت برأسها علي زجاج النافذة
سارحة.... شاردة تتذكر والدتها تنهدت بعمق وهي تتمني لو ينتهي كل شئ
فأحياناً ما تمر علينا أوقاتاً نشعر فيها بالتعب من كل شيء ومن اللاشيء......نود لو أنه بإمكاننا أن نغمض عينينا فقط وينتهي كل هذا..
بعد وقت قصير وصلا الي القصر
فهبطت مليكة من السيارة متوجهة للداخل في هدوء حتي سمعت صوت مراد ولكن معه ندي التي علمت منها أن سليم هو من أرسل إليها سيارة كي تأخذها للمنزل كيلا تبقي في المستشفي
************************
في منزل عاصم
جلس الجميع علي المائدة يتناولون الطعام
أخذا أيهم وجوري يحدثان والدهم ويقصان عليه كل ما فعلوه في النادي والحضانة لليوم
وهو جالساً يعمل علي هاتفه وفقط يومئ برأسه إليهم........أما نورسين فأخذت تطالعه بالم.....الي أي مدي سيظل هكذا...... الي أي مدي
وبعد قليل سأل ايهم
أيهم: بابي إيه رأيك
أخذ عاصم يومئ برأسه في هدوء كما كان يفعل
فلكزته نورسين
نورسين: بابا أيهم بيسالك
إبتسم عاصم بهدوء وتابع ناهياً أي مجال للنقاش
عاصم: اللي مامي تقول عليه تعمله يا أيهم
ثم نهض حاملاً أشياءه مودعاً إياهم ورحل
زفرت نورسين بألم بعدما شاهدت طفلها يخفض رأسه في أسي
فضحكت بهدوء وتابعت بحماس
مين فيكوا بقي يا قطاقطي اللي خلص كل أكله
نسي أيهم ما حدث وتابع بفخر
أيهم: أنا يا مامي إنما جوري لا
نهضت نورسين مقبلة طفلها وتابعت بفخر
نورسين : أيهم هيكبر وهيبقي راجل أد الدنيا أما جوري هتفضل صغيرة
وقف أيهم بكبرياء متابعاً بفخر وحماس
أيهم: أيوة هبقي راجل أد الدنيا زي بابي بالظبط
إبتسمت نورسين في سعادة وتمنت من الله أن يستفيق عاصم قبل فوات الآوان
***************************
في منزل العائلة بالصعيد
جاء رجل ما لخطبة فاطمة ولكنه يكبرها كثيراً في العمر وإنقسم المنزل بين مؤيد ومعارض ولكن القرار الأخير بيد فاطمة كما أخبراها والدها وعمها مهران وجدتها خيرية
قررت قمر التحدث معها ونصيحتها في هدوء فهي تعتبرها شقيقتها الصغرى فأخذتها وخرجا للجلوس سوياً في حديقة القصر
قمر: بصي يا حبيبتي...... ربنا اللي يعلم إنتِ إيه عندي وأني بعتبرك أكتر من شجيجتي
إبتسمت فاطمة في هدوء وتمتمت
فاطمة: وأنا كمان يا جمر والله
قمر: بصي يا حبيبتي أنا بس چاية أنصحك نصيحة لوچه الله بلاها العريس اللي چاي ديه متدفنيش شبابك بالحيا لأي سبب
همت معترضة فتابعت قمر بإشفاق
قمر: أني عارفة إنك كنتي بتحبي سليم ود عمك بس يا حبيبتي مش معني إنه مچاش يوبجي خلاص بالعكس لسة بدري والبنية الزينة يا حبيبتي هي اللي تكتم جواها أي أحاسيس لحد البني آدم اللي من توبها.........اللي يشتريها بأغلى ما عنده
الراجل الي يحسسها بأنها الكون كله..... ويرفع رأسها وميحوچهاش واصل...... والحوچة يا حبيبتي مش للفلوس لع.........الحوجة الشينة توبجي للكلمة الزينة.....للإهتمام والحب.....الحوچة للحاچات اللي البنتة سابتها في بيت ابوها
فهمتيني يا حبيبتي
أومأت فاطمة رأسها في هدوء حتي دخلت عبير التي إستمعت الي كل الحديث.......تصرخ بها بفضب هادر
عبير : ملكيش صالح ببتي يا جمر.....أني بجولك أهو
عاد .......متسمعيش كلامها يا فاطنة يا بتي هي بتعمل إكده علشان مش عاوزاكي تتچوزي وتخلفي وتچيبي الواد اللي هي مش عارفة تچيبه
آلمت تلك الكلمات قمر وبشدة فكيف تقول لها مثل هذا الكلام ألا يقابل الإحسان إلا بالإحسان
كيف لها تظن بها هكذا وهي التي تنصحها بدافع اخوي
برقت عيناها بآلم واردفت بدهشة
قمر: إيه الي إنتِ بتجوليه ديه يا خالة
أردفت عبير بنزق
عبير : زي ما سمعتي يا جمر كفاية حديتك الماسخ دا عاد
تابعت قمر بإستهجان
قمر: حديتي مش ماسخ يا خالتي أنا بس كنت بنصح خيتي نصيحة رب العباد هيحاسبني عليها وزي ما تحب تسمعها أو لع
ثم تركتهم قمر وصعدت الي غرفتها باكية مما تفوهت به خالتها
نعم تتألم...... وكيف لا تفعل وهم يحاسبونها علي شئ لم تقترفه يداها أو حتي يكن لها به ذنب من قريب أو من بعيد كيف لهم أن يفكروا هكذا
بعد وقت قصير وصل ياسر الي المنزل فوجد خيرية توبخ ابنتها كثيرا
ضيق عيناه توجساً وسأل مُرتاباً
ياسر: في إيه يا ستي......صوتكم واصل لحد البوابة
تطلعت ناحيته في آلم وهي تتابع بلوم
خيرية: في إن تربيتي وتربية چدك وعمامك مهران وزين راحت بلاش يا ولدي وإستعوضت ربنا فيها خلاص إطلع يا ولدي شوف مرتك وراضيها الظاهر إننا خلاص نسينا حكمة ربنا وجدره
ضيق ياسر عيناه بتوجس وتابع بقلق يغلفة بعض الدهشة
ياسر : مرتي!!!!!مالها جمر
خيرية: هي مليحة يا ولدي إطلع بس
لم يسمع ياسر ما تبقي من حديثهما وصعد لأعلي ملهوفاً ولعاً علي محبوبته
فوجد صغيرته تجلس باكية ووالدته الي جوارها تحاول تهدئتها
هتف يسأل في دهشة
ياسر: في إيه يا أمة جمر بتبكي ليه
فركت وداد يدها مضطربة وتابعت في توتر
وداد: مفيش حاچة يا ولدي جمر زينة
خبأت عليه......نعم خبأت هي تعلم كيف يعشق ولدها زوجته......كيف حتي أنه لا يطيق أن يضايقها النسيم فما بال كلمات عمته اللاذعة التي توافق السوط في حدته وتتفوق علي سم الافعي في آلمها
فهتف بها بإستهجان واضح
ياسر: لا مش زينة عاد ياما هو أني مبشوفش
ثم سأل زوجته بإستياء
مين ضايجك يا جمر خبريني
أردفت هي بهدوء فهي تعلم زوجها
قمر: مفيش حاچة يا ياسر
ياسر:لو مجوليش يا أمة جمر مالها هنزل أعرف من ستي تحت
تمتت وداد في خفوت
وداد: عمتك ضايجتها كالعادة
هبط ياسر لأسفل تحاوطه أعاصيره القمعية
وصرخ بأهل البيت في حنق وحرد
ياسر: بصي بجي يا عمتي علشان توبجي كلمة وإنفضينا منيها وأجسم باللي رفع السبع سموات ما هكررها تاني واصل والمرة الچاية هيوبجي فعل
جمر مرتي وأي كلمة تزعلها تزعلني أما بجي بالنسبة للحديت الماسخ بتاع الخلفة وأبصر إيه
لو متعرفيش فأنا اللي هعرفك ودلوجت كل حاچة بإيد ربنا أولاً وثانياً جمر ملهاش أي دخل في الموضوع دا واصل يا عمتي وإياك.....إياك اسمع حد تاني بيتكلم ولا حتي بيلمح للموضوع دا من جريب ولا من بعيد حتي علشان المرة الچاية هاخد مرتي وبتي وهمشي من هنية والكلام دا مش لعمتي بس دا للبيت كلاته
ثم لملم أشلاء عبائته وصعد للاعلي غاضباً
خرجت وداد بعد دخوله مباشرة تاركة فرصة للزوجين في الحديث بعدما أمطرت ولدها بوابل من الدعاء علي نصرته لزوجته وعدم خجله من عدم إنجاب الأولاد
وقف ياسر يرمق زوجته في حب بالغ ممزوج بإشفاق عليها من كلمات عمته التي يعرف جيداً أنها أكثر الماً من لسعات الصوت
ثم توجه ناحيتها في حب وجلس أمامها مجففا دموعها في حنان بالغ
ياسر: مكفاكيش بكا عاد
إرتفعت شهقاتها وإرتفع نحيبها ملقية بنفسها بين ذراعيه في آلم......وكأنها طفلة صغيرة تحتمي بوالدها.....تبث له آلامها وأوجاعها.....ولما لا فهو قد وعدها بهذا من لحظتهما الأولي سوياً
قمر: أني معرفش بيحاسبوني علي إيه عاد يا ياسر
كيف يعني يحاسبوني علي إرادة ربنا
إحتضنها ياسر بقوة
ياسر: خلاص يا قمر عاد متجطعيش جلبي وكفاياكي بكا
ثم تابع ضاحكاً
إنتِ مشوفتيش چوزك وهو بيديهم الطريحة التمام
كله علشان عيونك الكحيلة دي يا چميل
تسللت إبتسامة صغيرة خجولة الي شفتيها علي إستحياء
فإنقض ياسر يزرع قبلاته علي جانب فمها
تلك القبلة التي تسلبها عقلها وتسحب أنفاسها
همس ياسر ببحته الرجولية التي تسلبها لبها وكأنه يريد القضاء علي أخر ما تبقي لها من وعيها
ياسر: بجولك إيه هي همس فين عاد
همست قمر بخفوت إثر سهادها
قمر: عند فاطمة
تهللت أساريره وأردف غامزاً
ياسر: طيب ما تيچي أجولك كلمة سر
**********************
طرق مهران باب غرفتها في هدوء ودلف يسير الهويني سائلاً بقلق
مهران : خير يا أمة جالولي إنك نادمتي علي
إبتسمت خيرية في حبور وأشارت علي المقعد جوار فراشها
خيرية: خير يا ولدي خير متجلجش
أني كنت عاوزاك في موضوع إكده
جلس مهران في أريحية وتمتم بتوجس
مهران : موضوع إيه عاد
تابعت هي بثبات
خيرية: أمچد الراوي
تغصن وجه مهران بقليل من الحنق وتمتم في هدوء
مهران: ماله يا أمة ولد الراوي
هتفت خيرية بأمل
خيرية: مش كفاينا معادية عاد
تابع مهران بحدة
مهران : وعلي أخر الرمن نوطوا راسنا في الارض لولاد الراوي
خيرية: إنت أعجل من إكده يا ولدي وعارف إن الموضوع مش هيمشي إكده أمچد مغولوطتش والراچل عداه العيب لما راح إستاذن اخوك زين الله يرحمه و زين وافج وإداله الإذن والكلام دا زين اخوك الله يرحمه هو اللي جايله بلسانه
أردف مهران بهدوء لأجل والدته
مهران: خليني أمشي وياكي يا أمة وأجولك إننا عاوزين نتصالحوا طيب وبجيت الغرباوية الي شايفينها عيبة في حجنا ومش هيسمحوا بحاچة زي دي واصل
أردفت خيرية بعتاب
خيرية: واحنا من ميتي يا ولدي بنأخر حج علشان كلام حد
إنت وسليم وياسر تجعدوا معاهم وتخلصوا الموضوع كفايانا عداوة .......كفايانا بجي يا ولدي عاوزة أجابل زين اخوك وأني متطمنة
تمتم بإستنكار
مهران: بعيد الشر عنك يا أماي
إستطردت خيرية بأسي
حيرية: أمچد طول عمره ولدي زيه زيك وزي زين الله يرحمه
تنهد بعمق وتمتم بهدوء
مهران: اللي فيه الخير يجدموا ربنا يا أمة
أردفت هي بأمل
خيرية: هاخد منك وعد يا ولدي
هتف بدهشة مازحاً
مهران: واااه يا حاچة .......بس حاضر كلامك اوامر
ربتت علي كتف ولدها في فخر وتابعت باسمة
خيرية: تسلم يا ولدي
************************
في غرفة فاطمة وعبير
فاطمة : هسألك سؤال وتچاوبيني عليه وبصراحة يا بنيتي
أردفت فاطمة تسأل في توجس
فاطمة: جولي يا أمة
أردفت عبير
عبير : لساتك بتحبيه ورايداه
أردفت هي بقهر إمتزج بأسي
فاطمة: وااااه يا امة..... بحبه بس!!! دا أني عشجاه دا حتي العشج جليل علي عليه
أردفت عبير بثبات
عبير : يوبجي تسمعي حديتي زين ومتعارضينيش واصل في اللي هجوله
أردفت هي بتوجس
فاطمة: جولي يا أمة أني سمعاكي
*****************************
بعد مرور عدة أيام
كانت مليكة جالسة في حديقة القصر تتناول شايها في هدوء بينما تراقب عيناها طفلها وهو يلهو مع والده في سعاده....... تطرب أذناها وقلبها بسماع صوت ضحكاتهم التي تملأ الارجاء......... حتي سمعت صوت هاتفها الذي أخرجها من سهادتها
إلتقطته في عدم إهتمام وإبتسمت بعدما رأت أن المتصل عائشة ولا أحد غيرها
تركتهم وإبتعدت قليلاً لتجيب علي هاتفها حتي يتسني لها فرصة الحديث مع رفيقتها بهدوء
أخذا يثرثرا سوياً لبضع ساعات حتي إستمعت عائشة لصوت طفلها يبكي فإستاذنت مليكة التي أردفت بحبور
مليكة : بوسيهولي لحد ما أجيلكوا
أردفت عائشة باسمة
عائشة : من عيني يا روحي وخلي بالك من نفسك
أغلقت مليكة الهاتف ووقفت تطالع سليم ومراد يلهوان بصخب والضحكة لا تفارق محياهما
زفرت بعمق وتنهدت في آلم راجية من الله يفتح سليم عينياه بقوة ولكن كيف........كيف تطلب منه أن يشاهد أي شئ هي لا تظهر إلا عكسه
وفجاءة إستمعت الي أصوات قادمة من الأشجار خلفها فتسلل قلق عارم الي قلبها و إتجهت نحوه في توتر وتوجس هاتفة في خوف تسأل
مليكة : مين اللي هنا
زادت الأصوات والحركات ولكن لم يأتها إجابه
شعرت بالتوجس وكادت أن تعود ناحية الفيلا مرة أخري ولكن فضولها وقلقها تغلب عليها فإقتربت من مصدر الصوت أكثر و أزاحت بعض الشجيرات بيدها.......كانت ترتجف بداخلها وترتعد أوصالها.......ولكن اللعنة وكل العنة علي فضول الأنثي
فسألت مرة أخري بذعر
مليكة : مين اللي هنا
وفجاء لم تدرِ ماذا حدث...... فقد إنقض عليها شخصاً ما ووضع يده علي فمها وأخذها وتواريا خلف بعض
الشجيرات ..........إتسعت حدقتا مليكة زعراً وأخذت تصرخ ولكن بفم مغلق فلم يسمعها أحد
أخذت تحاول ركله وتحرير نفسها من بين براثن ذلك الغريب الملثم ولكن دون فائدة فقد كان يمسكها بقوة
هَمس بالقرب من أذنها بتهديد بصوت يشبه فحيح الأفعي جعل الخوف يشل جسدها..... ورعدة خفيفة طغت علي جسدها
أنا هشيل إيدي بس لو سمعتلك صوت إنتِ حرة
أومأت برأسها عدة مرات في حركة وائمت حركة جفناها صعوداً وهبوطاً بقوة في هلع
فأزاح يده بروية من علي فمها وإقترب من أذنها ضاحكاً بسخرية علي ضربات قلبها التي يسمعها من مكانه ثم تابع بسخرية أشد يسالها إن كانت زوجة سليم الغرباوي أم لا
هتفت مليكة بصوت مرتعد وذعر تسأله
مليكة : إنت مين وعاوز مني إيه
ضحك بسخرية شديدة
الملثم : إنتِ متعرفينيش بس أنا أعرفك ومش لازم تعرفي أنا عاوز منك إيه لأنك هتشوفي بعينك دلوقتي
أومأت برأسها في هلع طالبة منه أن يتركها ويخبرها ماذا يريد منها ولكنها لم تلحظ السكين الذي أخرجها
******************************
المرار الطافح اللي إنتِ فيه يا مليكة 😂😂😂💔
ياتري إيه اللي هيحصل تفتكروا مليكة هتموت ورد فعل سليم هيكون إيه ؟؟!!!
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها فرولاتي❤😍
الفصل العشرون
وفجاءة طعنها بالسكين الذي يحمله في يده
وإختفي مثلما جاء
خرجت منها صرخة آلم بعدما وضعت يدها علي موضع الطعنة فوجدت الدماء تسيل منه بغزارة
جحظت عيناها هلعاً وهي تكاد تصاب بنوبة ذعر لخوفها من الدماء ولكنها قررت الصمود وهي تتوسل عقلها بالتركيز فقط علي ما يحدث لها الآن حتي بدأت في إبعاد كل تلك الأفكار وغض بصرها عن كل تلك الدماء المتناثرة حولها في ثبات وأخذت تدعو سليم في وهن وآلم
سمع سليم صرختها وشعر بحركة غريبة خلف الشجيرات........إتجه ببصره إلي مكان جلوسها فلم يجدها.......إعتراه القلق فركض ناحيتها لكي يطمئن
وفجاءة وجدها تسقط أرضاً في آلم ....إنتفض قلبه قبل جسده إثر رؤيته لدمائها الغزيرة تسيل من جسدها وثيابها التي تخضبت بالدماء فركض ناحيتها محتضناً إياها قبل سقوطها واضعاً رأسها علي قدمه وهو يضرب وجنتيها بلطف
هاتفاً بها في وله عاشق معذب عساها تستجيب
يصرخ قلبه هاتفاً بوله لن أسمح لكِ أن تنفصلِ عني حتي لو أردتِ..... أنتِ ملكي.....كنتِ ضائعة مني وقد وجدتكِ....اريدكِ أن تبقى ملكي طويلاً ..... ملكي إلى الأبد
ولكن كل ما تسرب الي لسانه من ذلك الحديث الطويل هو صراخه بهلع
سليم: مليكة مليكة ردي عليا
حاولت أخذ أنفاسها بقوة وهي تحاول تحريك شفتيها التي تخضبت بدمائها بصعوبة لتتحدث ثم فقدت وعيها
ضمها سليم الي جسده صارخاً بالأمن وطلب من أميرة أن تأخذ مراد الي الأعلي كيلا يري مليكة
حمل هو مليكة وركض بها الي سيارته بفزع
واضعاً جسدها الهزيل الملطخ بدمائها علي المقعد الي جانبه ممسكاً بيدها في قوة وحنان في أن واحد......هاتفاً بها في قلق
سليم: مليكة عاوزك تفتحي عيونك متغمضيش يا مليكة
كان يسمع فقط همهمات تأوهاتها فصرخ بها مرة آخري بقلق قد بلغ منه مبلغه
كانت هي تجاهد حتي تبقي زرقاوتيها مفتوحتين ولكنها تشعر بأنهما ثقيلتان وكأن بهما رمل
فقدت الوعي تماما وهدأت تأوهاتها فصرخ بها سليم بخوف كيلا تغلقهما
وصلا الي المستشفي بعد دقائق فحملها ودلف للداخل راكضاً وهو يصرخ بالجميع
سليم: دكتور بسرعة
حملتها منه الممرضات ودلفن الي غرفة العمليات
*************************
خارج الغرفة
جلس سليم علي أحد المقاعد الموجودة واضعاً رأسه بين يديه مفكراً تراها ستفيق أم لا
هبط قلبه الي قدميه حينما راودته فكرة أن تكون إصابتها شديدة الخطورة الي الحد الذي لا تستفيق فيه .......شعر بآلم غريب يجتاح قلبه.......هز رأسه بعنف فهو لا يحبها.....لا يحبها........لا يجب عليه ذلك
بعد عدة ساعات
سمع أصوات حركة كثيرة وهرولة الممرضات وبعض الهرج والمرج
فهب واقفاً بهلع محاولاً أن يوقف إحداهن
صرخ بهلع
سليم: في إيه.......مراتي إيه اللي بيحصلها جوة
فأخبرته الممرضة أن مليكة قد فقدت الكثير من الدماء ولا يجدوا نفس فصيلتها
هتف برجاء
سليم: أنا o negative خدو كل اللي تحتاجوه بس المهم تفوق
تهللت أسارير الممرضة كثيراً وطلبت منه أن يأتي معها......وبالفعل دلف سليم الي غرفة العمليات
وضعوه علي سرير يقابل سريرها ووصلوا بذراعه بعض الانابيب لينقلوا لها الدم سريعا
أخذ يتطلع إليها وهي مُنسدحة علي الفراش في وداعة شديدة......لاحول لها ولا قوة......تشبه الملائكة كثيراً علي الرغم من شحوب وجهها الشديد
وشفتيها أيضاً ولكن كل ذلك لم يخفي جمالها
وبعد وقت قصير إنتهت العملية
فطمئنه الطبيب كثيراً مُخبراً إياه أنها ستظل في العناية المركزة حتي تمر أول 48ساعة لخطورة مكان الإصابة ثم تنقل بعد ذلك الي غرفة عادية
زفر سليم بأريحية فطلب منه الطبيب أن يستريح ويتناول بعض السوائل حتي يعوض ما تم أخذه
أومأ سليم براسه ولم يعلق وجلس بجوارها حتي يكون الي جوارها حين تستيقظ............سمعها تنادي باسمه تارة وتارة باسم مراد وتارة آخري بوالدها ووالدتها و تارة بذلك العاصم الذي لا يعرف حتي من هو
*************************
في قصر الغرباوية
وتحديداً في صحن القصر كان ياسر يقف مودعاً والداته وجدتة وزوجته لرحيله للقاهرة كي يطمئن علي زوجة ابن عمه
تمتمت قمر في لهفة
قمر: خلي بالك من حالك بس وطمنا علي مليكة الله يخليك أول ما توصل
أومأ ياسر براسه متمتما في هدوء
ياسر: إن شاء الله
هم ياسر بالرحيل فشعرت قمر بأن الدنيا تميد تحت قدميها وبتشوش في رؤيتها
فهتفت في صوت مضطرب متقطع
قمر: إلحجني يا ياسر
إنتفض قلبه قبل جسده حينما سمع صيحة إستنجادها وإحتضنها قبل سقوطها أرضاً
ليصرخ منادياً بإسمها ولكن......لا منادي
إندفع الخفير عوض مستدعياً الطبيب ما إن صرخ فيه ياسر آمراً بذلك وهو يحمل قمر صاعداً الدرج في عجالة......إندفعتا خلفه الحاجة خيرية ووداد في وجل....... وضعها ياسر علي الفراش لاهثاً في وله حقيقي عليها......ينادي بإسمها في فزع محاولاً إفاقتها لعلها تستجيب لندائه.......وعندما لم يجد منها أي إستجابة..... إندفع محضراً عطره ثم وضع بعضاً منه علي كف يديه وقربه من أنفاس قمر التي بدأت في الإستجابة لتهمهم في وهن محركة رأسها يمنة ويسرة في هدوء
زفر بأريحية .........في نفس اللحظة التي وصل فيها الطبيب علي باب الحجرة
دخل ليفحص قمر فإنسل هو من جوارها تاركاً والدته وجدته مع الطبيب........لم يستطع مداراة قلقه فوقف يدعوا الله وهو يتحرك أمام الباب ذهاباً واياباً
حتي إنفتح باب الغرفة أخيراً علي خروج الطبيب مصحوباً بإندفاع مفاجئ لزغاريد أمه وإبتسامة جدته
وقف تائهاً لا يعلم ماذا يحدث..... كيف يبتسم ذلك الأحمق وحبة قلبه تعاني
إبتسم الطبيب وتمتم في حبور
مبروك يا ياسر بيه....... المدام حامل
تسمر ياسر للحظات مشدوهاً يحملق في الطبيب الذي إتسعت إبتسامته ونقل نظراته لوالدته التي أومات برأسها في إبتسامة يتبعها تاكيداً من جدته
ليهتف ياسر اخيراً
ياسر: إنت متاكد يا داكتور من حديتك ديه
ضحك الطبيب بخفة وتابع مشاكساً بمرح
علي حسب معلوماتي الطبية المتواضعة جداً جداً فأقدر أكدلك كلامي ده
إبتسم ياسر بحرج وتابع معتذراً
العفو يا داكتور مقصدييش إكده.....
إبتسم الطبيب بحبور وتابع مربتاً علي كتف ياسر
الطبيب: أهم حاجة دلوقتي هي الراحة التامة للمدام وطبعا مش هوصي الحاجة علي التغذية الكويسة علشان الحمل وكدة
هز ياسر رأسه مؤكداً وهو يطلب من عوض إصطحاب الطبيب للخارج دالفاً هو لغرفته مغلقاً الباب خلفه في سعادة......إقترب من قمر المنسدحة علي الفراش في هدوء وإنحني مقبلاً جبهتها في محبة عارمة
فتحت قمر عيناها وهمست بحب
مبروك يا ابو عمار
ضمها إليه في سرور بالغ وكأنه يضعها بداخل قلبه
فأغمضت هي عيناها تستنشق رائحته علها ترزق بطفل يشبهه في كل شئ كما تمنت دوماً
************************
بعد عدة ساعات كان قد وصل القاهرة بعدما ترك زوجته علي مضد لأجل سليم فهو يعلم مدي قلقه الأن فهو قد رأي حب مليكة يطل من بين عينيه ولكنه يعلم ابن عمه ورفيقه جيداً فهو يعافر بقوة كيلا يظهر هذا الحب وهو حقاً لا يعرف لماذا
زفر بعمق وهو يتمتم بحنق
ياخرابي علي المرار الطافح اللي إنت فيه يا ياسر
هما يتنيلوا يحبوا وإنت تتجندل علي دماغ اللي خلفوك
***********************
وصل للمستشفي ليجد سليم قابعاً علي أحد المقاعد عيناه خير دليل علي عدم رؤيتها للنوم ولو لعدة دقائق حتي
ياسر: طمني يا واد عمي
هتف سليم بصوته العميق في وله وجزع
سليم: الدكتور بيقول إنها بقت كويسة بس هي لسة لحد دلوقتي مفاقتش
ربت ياسر علي كتفه في إشفاق
ياسر: إن شاء الله خير يا خيي متجلجش
بس كيف دا حوصل...... وكيف حد يدخل الجصر عنديك من غير ماحد لا يحس ولا يدرا بيه
هتف سليم بحنق ودهشة
سليم: مش عارف يا ياسر ودا اللي هيجنني دخل إزاي وكان عاوز إيه مادام هو مش جاي للسرقة أصلاً
ربت علي كتفيه في حنو وتابع بهدوء
ياسر: أصبر ياواد عمي لما مرتك تفوج ونوبجي نسألوها يمكن اللي عمل إكده جالها أيتها حاچة نعرف منيها هو مين أو حتي كان چاي ليه
تمتم سليم بصبر
سليم: أديني مستني
تمتم ياسر بتوجس
ياسر: في خبر إكده أني عارف إنه مش وجته بس لازم تعرفه مش عارف أخبيه عنيك عاد
زم سليم شفتيه وتابع بسخرية
سليم: خير في إيه تاني
إبتسم ياسر ملئ شدقتيه وتابع بفرحة
ياسر : لا دا خير وكل خير..... جمر مرتي حامل
إبتسم سليم في حبور
سليم: مبروك يا ياسر الف مبروك والله الواحد كان محتاج يسمع أخبار حلوة
تمتم ياسر بهدوء
ياسر: لساتني عارف جبل ما أچيك طوالي
ضيق سليم عيناه وتابع موبخاً
سليم : وإيه اللي جابك يا ابني إنت كنت خليك جنب مراتك علشان تاخد بالك منها وتراعيها
إستطرد موبخاً
ياسر: والله عيب اللي بتجوله دا
جمر وياتها أمي والحاچة خيرية والبلد كلاتها لو حبت بس إنتو هنية لحالكوا يوبجي تسكت خالص
ولم يكد سليم أن يتحدث حتي سمعا صوت انثوي
يهتف في دهشة ممزوجة بالقلق
نورسين: أستاذ سليم
إلتفتا سوياً علي وقع الصوت في هدوء بينما إقتربت منهم نورسين التي دب القلق لأوصالها
تسأل عن سبب وجودهم
رحب بها سليم بأدب
سليم: د.نورسين أهلاً وسهلاً مليكة تعبانة شوية
تابعت نورسين بقلق
نورسين : خير فيها إيه
قص عليها ما حدث بإقتضاب يخبئ ورائه الكثير والكثير من الغضب
شهقت نورسين بفزع ثم حاولت الإستفسار عن سبب الحدوث فأخبرها سليم بعدم معرفته لأي شئ حتي الآن...........فتركتهم هي بعد الإستئذان لتطمئن علي حالتها وتطمئنه قليلا ً
وبالفعل بعد وقت قصير خرجت لتخبره بإفاقتها
فهب سليم واقفاً هاتفاً بوله عاشق أضناه القلق وإحترق بنيران الخوف من الفقد والفراق
سليم: أنا عاوز أتطمن عليها
تمتمت نورسين في هدوء تطمئنه وتخبره بألا يحدثها كثيراً كيلا تؤذي جرحها
أومأ سليم برأسه عدة مرات وإتجه مندفعاً لغرفتها يسبقه قلقه وشوقه
وجدها منسدحة علي الفراش في وداعة تبدو بوادر الآلم علي وجهها الذي أضحي شحوبه يماثل شحوب الموتي جلس الي جوارها ممسكاً بيدها في حنو بالغ يتنافي مع قسوته في الأيام السابقة
كيف لا والحب النقي بنيتي هو من يسكن الوحش الذي بداخل الانسان.......همس برقة بالغة يعتريها قلق شديد سمح له بأن يطل من خضراوتيه
سليم: حمد لله علي سلامتك
همست في وهن شديد يتخلله آلم تحاول جاهدة إخفاؤه
مليكة: الله يسلمك
مراد.... مراد فين
أردف يطمئنها في حبور
سليم: متقلقيش مراد كويس
رفرفت بأهدابها بتلك الحركة الطفولية وكأنها تقول له حسناً ثم غابت عن الوعي مرة أخري
هب سليم واقفاً في هلع وخرج مسرعاً ليحضر الطبيب
سليم: د. نورسين مليكة... مليكة
هتفت نورسين بهلع
نورسين: مالها
هتف سليم بجزع
سليم: مش عارف أنا كنت بكلمها وفجاءة لقيتها غمضت عيونها
إبتسمت نورسين في حبور
نورسين: متقلقش يا باشمهندس هي كويسة دا بس من البنج والعملية متخافش
زفر سليم بأريحية وأومأ برأسه بمعني حسناً
إستأذنت نورسين ورحلت بعدما طلبت منهم إعلامها إذا إحتاجوا لأي شئ
إبتسم ياسر مشاكساً بعدما خبط علي كتف سليم
ياسر: واه واه علي زينة الرچال .....إيه مشندل حالك إكده يا واد عمي
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها ❤
الفصل الحادي والعشرون
في صباح اليوم التالي
فتحت مليكة عيناها بوهن تشعر بجفاف قاتل في حلقها وظمأ يكاد يخنقها
جابت ببصرها في ربوع الغرفة حتي رأته....سليم
كان نائماً في هدوء علي أحد المقاعد بجوارها
يستند بنصفه العلوي علي الفراش
خفق قلبها بعنف إثر رؤيته بتلك الهيئة..... يرقد مسالماً كطفل صغير..........تمنت من كل قلبها لو أن بقاؤه هنا يكون بدافع الحب وليس شفقة أو حتي واجب أو أي شئ اخر...... حب.......وَله وقلق
فقط هكذا
ولكن تلك ليست شيمه أو يمكننا القول أنها ليست شيمه معها هي علي الأخص......تألم قلبها بشدة لتلك الخاطرة التي مرت ببالها ولكنها نفضت رأسها في هدوء وهي تمد يدها لتلتقط كوب الماء الموضوع بجوارها بعدما قررت نسيان كل شئ و الإستمتاع باللحظة
فتح سليم عيناه بذعر حينما سمع صوت تأوهها الذي خرج من شفتاها بألم حينما ضغطت بيدها علي موضع الجرح دون أن تقصد متخللاً قلبه لينتفض من مكانه.........وقف يحاول أن يلملم شتات نفسه مستوعباً ما يحدث حوله
إنفرجت شفتاه بصوت رخيم إثر نومه
سليم: إنتِ كويسة يا مليكة
أومأت برأسها في آلم متمتمة في أسف
مليكة: أسفة علشان صحيتك......أنا بس كنت عاوزة أشرب
إنتفض قلبه قبل جسده لنبرتها وما هي إلا لحظات حتي إمتدت يده للكوب بجواره ووضع الماصة عند شفتاها ولا تزال يده تمسك بالكوب
إقتربت هي ببطء وأخذت ترتشف الماء بروية تروي به ظمأها بينما وقف هو يطالعها بآلم فبالتأكيد أنه هو السبب في ما جري لها الآن
لم يتركها تشرب الكثير طبقاً لتعليمات الطبيب
فأبعد الكوب واضعاً إياه علي الطاولة بجوارها
وإتجه جالساً علي المقعد المقابل لفراشها
رمقها بهدوء ثم أردف سائلاً
سليم: فاكرة أي حاجة
طالعته بعدم فهم..... فلاحظت أصابعه القابضة علي يد المقعد حتي إبيضت مفاصله
سليم: الحيوان دا مقالش أي حاجة
تمتم مليكة بخفوت
مليكة: سألني إن كنت مراتك ولا لا..... وأنا قولت أه....... بعد كدة..... بعد كدة محستش غير بوجع وعرفت إنه ضربني بالسكينه
سمعته يتمتم بغضب ببعض الشتائم بالإسبانيه بينما تشتد قبضتاه أكثر وأكثر علي يد المقعد حتي شعرت بأنه كاد أن يكسرهما
وماهي عدة دقائق حتي هب واقفاً كمن لدغه عقرب وإقترب منها فإنمكشت هي علي نفسها في الفراش بينما إرتفع رجيفها خوفاً من هيئته
ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح حينما إنفرجت شفتاه عن نبرة رخيمة تمتم بها في كبرياء سلبها أنفاسها
سليم : أنا أسف... أسف جداً يا مليكة لأني مقدرتش أحميكي بس أوعدك إني هجيبلك حقك
همت بالتحدث فاوقفها بإشارة من يده
سليم: أنا عارف إن أي كلام دلوقتي ملوش لزوم بس لازم تعرفي إني مش هسيب الحيوان الي عمل كدة أبداً
ثم تركها......تركها وذهب وكأنه لم يكن من الأساس
تركها ورحل في هدوء....... لم يعطها حتي الفرصة لإخباره بمدي حماقته.... كيف لم يستطع حمايتها وهو فارسها الوحيد وبطلها الشجاع.....أنها تفتخر بكونها إمرأته.......ولتكن أكثر دقة بأنها زوجته
دلفت بعده نورسين وظلت جوارها بضع الوقت
تسألها عما حدث وتحكي لها كيف كان سليم قلقاً ومذعوراً في اليومين السابقين
إبتسمت بداخلها .......نعم إبتسمت وبقوة
كيف لا وهي تسمع الآن ما يطرب الأنثي بداخلها ولولا هذا الجرح اللعين الذي يعيق حركتها وبشدة لكانت رقصت فرحاً
هي فقط تتذكر بعضاً من صراخه يومها وبضع كلمات حثيثة سمعتها أثناء غيبوبتها في السيارة في طريقهم لهنا
***************************
في الخارج
جلسا ياسر وسليم في الكافيتيريا الموجودة بالمستشفي
فأخبره ياسر عما تنوي جدته في إيجاز
هتف سليم بدهشة
سليم: يعني إنت عاوز تقولي إن الغرباوية هيوافقوا أردف ياسر بقلق
ياسر: أني مش خايف غير من عيلة عمك سليمان
دول اللي واخدين الوضوع علي صدرهم أوي
أردف سليم ساخراً
سليم: بيحبوا الخير زي عنيهم
إستطرد ياسر بجدية
ياسر: ستك كانت عاوزاك تبقي موجود
رفع سليم كتفيه بقلة حيلة وهو يجوب ببصره في ربوع المكان ثم إستطرد بأسي
سليم: والله كان نفسي بس أديك شايف
أومأ ياسر برأسه بتفهم
ياسر: ربنا يشفيها ويكون في عونك
أنا لازم أسافر البلد علي بالليل بالكتير علشان نشوف هنعمل إيه بالظبط مع بقيت الغرباوية
آبتسم سليم
سليم: إن شاء الله خير متقلقش...... إنتو بس خليكوا حازمين من الأول علشان ميسوقوش فيها
وخصوصاً إن دا الحق ولو حصل أي حاجة كلمني وانا هكون عندك فوراً
أومأ ياسر برأسه في هدوء
ياسر: ربك يسترها
***************************
ما هي إلا بضع أيام حتي خرجت مليكة من المستشفي مع تعليمات الطبيب لها بالراحة التامة والإقلال من الحركة قدر المستطاع
عادت الي المنزل وسليم بجوارها فرأت مراد يركض ناحيتهما بسعادة بالغة فهو قد إشتاق لوالديه اللذان سافرا لأمر ضروري لهذا لم يستطيعا أخذه كما أخبره سليم
همت بحمله ولكن سليم أخذه منها بسبب جرحها يداعبه ويؤرجحه ويستمع الي حكاياته المثيرة مع أميرة المربية
*************************
في الصعيد
هاتف مهران جميع رجال الغرباوية بالحضور للدوار الكبير بعد بضع ساعات
وبالفعل ما هي إلا ساعات قليلة حتي دلف رجال الغرباوية الواحد تلو الآخر للدوار وبالخارج يقف أهالي الكفر تعلوهم الدهشة ويحملهم القلق ويضعهم في توجس
تري ما سبب هذا الإجتماع.....أ هو خير أم أنها ستكون بداية النيران التي ستستعر في النجع حتي تحيله الي رماد
وبعد عدة ساعات أخري من النقاش والمناورات حتي أنها وصلت للمشادات الكلامية في بعض الأحيان......أذعن أعتي الرجال لكلمات سليم التي قصها عليهم في الهاتف......كيف لا وهو كبيرهم الذي يحترمونه ويقدرونه علي الرغم من صغر سنه
فله الكثير والكثير من الأفضال علي الكبير منهم قبل الصغير ........إنقضي الأمر وأُعلن عن إنعقاد عشاء كبير لعيلة الراوي بقصر الغرباوية الكبير
*************************
بعد مرور يومان
بعد صلاة الظهر
وقفت ثلاث سيارات تخص عائلة الراوي أمام قصر الغرباوية الذي إصطف حوله أهالي النجع في توجس....... فقد دخلت السيدات ومعهم الأطفال داخل المنازل والمحلات وأُغلقت الأبواب والنوافذ جيداً بينما وقفن يسترقن السمع يدعون بداخلهم أن يمر هذا اليوم علي خير
أما الرجال فوقفوا في قارعة الطريق في قلق يتسائلن بريبة
تري ما سر تلك الزيارة...... أ ستشتعل نيران الحرب بين العائلتين مرة آخري....... هل ستخلد تلك الليلة في ذكري الجميع ولن يقدر أحد علي نسيانها .......أ ستكون هي بداية النيران التي ستستعر في أرجاء النجع حتي تحيله هشيماً تذروه الرياح....... أم ستكون بداية لفجر جديد بين عائلتي الراوي والغرباوية وتكون تلك هي بداية جمهعم سوياً كالسابق......لا أحد يعرف
هبط من السيارة الأولي
أمجد الراوي ومعه زوجته نورهان ........بينما هبط من السيارة الآخري حسام الراوي ومعه والداه قدري الراوي و سمية الراوي
أما السيارة الثالثة فركض منها الأطفال
-أيهم وجوري- لجديهما
بينما هبطا عاصم ونورسين الذين حضرا في الصباح الباكر
وقف الرجال يراقبوا ماذا سيحدث بالتحديد
بينما حبست النساء أنفاسهن يتضرعن للمولي
حتي شاهدا مهران وبجواره شاهين وياسر يخرجوا لإستقبال ضيوفهم بترحاب شديد
فتنفس الكل الصعداء وعاد صراخ الأطفال يملأ المكان وخرجت النساء وتوجه الرجال لما كانوا يفعلونه
دلف الرجال ليجلسوا في صحن القصر يتبادلون الأحاديث كلاً منهم في تحفز للأخر علي أتم إستعداد لبداية الحرب ولكن مهران وياسر بحكمتهما إستطاعا السيطرة علي مجري الحديث وتحويله للمجال العملي والودي أكثر
بينما إتجهت النساء للمقعد الكبير في الجزء الغربي من القصر بصحبة خيرية ووداد وقمر اللاتي عرفن جيداً كيف يسيطرن علي الوضع بحكمة
فقد كانت خيرية تراقب ابنتها عبير في تحفز لتقطع عليها أي فرصة لنشب الخلافات.......هي تعرفها وتعرف مدي شعورها بالضيق
أما نورهان وبثينه فقد كانتا تشعران وبشدة بتلك الأجواء المشحونة وخصوصاً نورهان فهي جالسة الأن مع غريمتها تتشاركان نفس الأريكية وها هي تجلس بأريحية شديدة علي عكس عبير تماماً
التي أخذت تطالعها بنظرات نارية تنم عما يعتمر جوفها
كيف يتوقع منها أؤلئك القوم أنها ستجلس في غرفة واحدة مع غريمتها بكل هدوء ....... لا ليست حتي نفس الغرفة بل أنها تشاركها الأريكة......تشاركها الهواء الموجود في الغرفة
ولكن يجب عليها.........يجب عليها التحلي بكل مخزونها من الهدوء لأن أي تصرف خاطئ يصدر منها الليلة سيقيم بحور من الدماء لن تنهي حتي أبد الآبدين
لايك قبل القراءة وكومنت بعدها مانجاتي ❤😍
الفصل الثاني والعشرون
وضعت الأخونة بجوار بعضهن البعض
طاولة كبيرة للسيدات بجوارها طاولة آخري للرجال
نهضت خيرية تدعوا الجميع للغداء بعدما وُضع الطعام علي الموائد
جلس الجميع يتبادلن المزاح والحديث
تعرف ياسر علي عاصم وحسام وإندمجوا كثيراً سوياً بينما لاحظ هو مدي إبداع وحنكة عاصم فيما يتعلق بالعمل وتناقشا سوياً في مشروع ما
ياسر: الفكرة زينة جوي وهفاتح فيها سَليم ونتفج نتجابلوا في الشركة في القاهرة إيه رأيك
أومأ عاصم بحماس
عاصم: الفكرة عجبتني جداً وأكيد موافق عليها خلاص حددوا ميعاد وقولي
أومأ ياسر باسماً وهو يشير ناحية الطاولة
جلست نورسين أمامها قمر وبجوارها فاطمة
إنغمس الجميع في تناول الطعام بينما تسلل لسمع نورسين أصوات همهمات خافته تأتي من طاولة الرجال رفعت بصرها تلقائياً لتلاحظ قمر التي تبتسم بخجل وهي ترمق زوجها بنظرات هائمة
تحول بصرها تلقائياً في هدوء دون أن يلاحظها أحد ناحية طاولة الرجال فلاحظت ياسر وهو يغمز لقمر ويبتسم لها في هيام ومن حركات شفتيه أنه يخبرها بكلمات غزل ما
إبتسمت بداخلها في شجن وهي تطالع زوجها الذي إنغمس في مزاحه مع حسام والجميع ولم يلتفت ناحيتها ولو لثانية
طالعته وهي تتنهد بعمق تكاد تبكي شجناً علي حالتها..........هي تتذكر كيف كانا قبل إرتباطهما
وكيف كان يطالعها بنظرات تجعل قلبها يرفرف بين أضلعها..... بنظرات لا طالما سلبت أنفاسها
تنهدت بعمق وهي تطالعه بألم وكأن قلبها يحدثه
ألا تعلم عزيزي أن ما أحمله لك من حب قد عذبني كثيراً وأنهك روحي
هزت رأسها بلطف تطرد تلك الأفكار وهي تعاود رأسها ناحية طعامها بينما أخذ لسانها يلهج بالدعاء لأؤلئك الاثنين
بعد إنتهاء الطعام
جلست السيدات في مكانهن بينما لاحظ الجميع نظرات نورهان المتألمة تجاه فاطمة
ربتت خيرية علي فخذها بلطف وهي تبتسم لها بحنو
خيرية : منورانا يا مرت الغالي
إبتسمت نورهان في إمتنان وهي تومئ برأسها في خجل
نورهان : دا نورك يا ماما
مرت فاطمة من أمامهما ناحية قمر تخبرها بأمر ما
فأشارت لها نورهان بالجلوس بجوارها
وقفت فاطمة لا تدري ما الذي يجب عليها فعله فهي تري نظرات أمها التي أستحالت لنظرات عجيبة لم تعهدها من قبل بينما إرتسم علي وجهها ملامح عجيبة .......لكن قطع عليها كل ذلك صوت خالتها وداد الدافئ
وداد : روحي يا بتي
تقدمت بخطوات مرتابة متمهلة حتي وجدت نورهان تبتسم لها في حبور
نورهان : عمرك 24سنة مش كدة
إبتسمت فاطمة بخجل
فاطمة: إيوة
أردفت نورهان باسمة بأسي
نورهان : بنتي كانت هيبقي عندها زيك كدة
أردفت فاطمة باسمة بحماس
فاطمة : طب وهي مچاتش وياكوا ليه
أظلمت عينا خيرية في أسي فأردفت نورهان باسمة
نورهان : بنتي مشيت من زمان.......راحت للي خلقها
إضطربت ملامح فاطمة في أسي وأردفت تعتذر منها في آلم شديد علي حماقتها
فاطمة: أني أسفة واصل والله مكنتش أعرف
ربتت نورهان علي يدها في حنو وأردفت في حبور
نورهان: ولا يهمك يا حبيبتي ما إنت زيها بالظبط
مش كدة ولا أيه
أومأت فاطمة برأسها في سرعة وأردفت باسمة
فاطمة: وأني أطول برضوا
إبتسمت نورهان وإحتضنتها في حبور بينما جلست عبير وفي قلبها آتون مستعر من الغل والحقد يكاد يحرقها ويحرق الجميع من حولها
************************
في قصر الراوي
وضعت نورسين أطفالها في فراشهم بعدما دثرتهم جيداً ثم عادت لغرفتها في هدوء لتجد عاصم يجلس علي حاسوبه كالعادة ينجز بعض الأعمال
تنهدت بيأس بعدما أغلق الباب خلفها
وفكت حجابها الذي إنحسر عن أمواج من شعرها البندقي الذي إنسدل لينشر عبيره الأخاذ في الغرفة.....توجهت في هدوء لتبدل ثيابها ومن ثم عادت لتجلس أمام طاولة زينتها
ثم هتفت فجاءة وبدون إدراك بنبرات تحمل في ثناياها الحسرة والشجن
نورسين: شوفت يا عاصم ياسر وقمر ماشاء الله عليهم مبسوطين إزاي سوا
أغلق حاسوبه بعدما إتسعت حدقتاه لنبرتها وهتف بدهشة
عاصم: ليه يا نور هو إنت مش سعيدة
ضحكت بسخرية وفرت منها دمعة هاربة توضح مدي آلم قلبها العاشق المعذب
نورسين بسخرية : سعيدة........أنا ابعد ما يكون عن السعادة دي يا عاصم
حدق بها بدهشة ورفع حاجبه الناقم بحنق
عاصم: وليه بقي يا نور بيت وعندك بدل البيت تلاتة.....عربيتك أحدث موديل......بتلبسي أحسن من أي حد....الولاد في مدارس إنترناشيونال....سفر وبتسافري.... فلوس ومعاكي عاوزة إيه تاني
نهضت دافعة المقعد الصغير ليحدث صوت صرير يخترق الجو المشحون توتراً ومن ثم تمتمت بألم ويأس ......بصوت يغمره الشجن والقهر
نورسين : عاوزة حب.... إهتمام.....أنا وإنت فين من كل دا يا عاصم
نعم...هي عاشقته المعذبة... التي أماتها إهماله
وكانه لا يعرف أن الإهمال بعد الإهتمام هو قتل نفس بريئة بغير حق......يا ولدي إن المراءه بحاجه الى الإهتمام أكثر من حاجتها الي الحب وكل تلك التراهات التي تتفوه بها
هتف هو بهدوء
عاصم : ما إحنا زي الفل يا نور أهو مالنا بس
ضحكت بسخرية ممزوجة بالقهر
نورسين: زي الفل!!!! لا يا عاصم متكدبش علي نفسك إحنا مش زي الفل ولا حاجة.... إحنا أبعد ما يكون عن كدة
إستقام جزعها وضاقت عيناها بعدما ضاق ذراعاها حنقاً منه هاتفة به في حنق
إنت أخر مرة إتصلت بيا بس لمجرد إني وحشاك وعاوز تطمن عليا كان إمتي يا عاصم..... أخر مرة قولتلي بحبك الي كنت مغرقني بيها أول ما عرفنا بعض كان إمتي يا عاصم......أخر مرة إفتكرت عيد جوازنا كان إمتي.... بلاش كل دة أخر مرة إفتكرت عيد ميلادي من نفسك كان إمتي يا عاصم
أخر مرة قولتلي وحشتيني يا نور كانت أمتي يا عاصم .......أخر مرة حبيت تفاجئني بيها بأي حاجة كان إمتي يا عاصم
تابعت بقهر إخترق قلبه ليمزقة لأشلاء
أخر مرة بصلتي فيها زي زمان كانت إمتي يا عاصم
تابعت بدموع
يا عاصم إنت بتقعد معانا علي السفرة تقضية واجب مش أكتر.... بتقعد بجسمك بس.....إنما عقلك بيبقي مع الصفقة الغولانية ولا بتفكر في المناقصة العلانية ....وإحنا أخر حاجة
ثم تابعت بتوسل
ومتقوليش إنك بتعمل كل دا علشاننا.....إحنا والله مش عاوزين كل دا اصلا
إحنا عاوزينك إنت ....لا عاوزين بيت كبير فاضي علينا مش حاسين فيه بالأمان علشان عمود البيت ومصدر أمانه دايماً غايب ولا عاوزين فلوس كتير مش عارفين ننبسط بيها وإنت مش موجود جمبنا ولا حتي عاوزين عربيات ولا عاوزين أي حاجة والله
أنا و ولادك محتاجينلك يا عاصم......محتاجينلك أوي والله
كاد أن يتحدث فتابعت هي بألم يقطر من صوتها
جمراً يكوي قلبه
نورسين : عاصم أنا مش بلومك أبداً والله.......أنا عارفة إنك عاوز توفرلنا كل اللي تقدر عليه علشان نبقي في أحسن حتة وأحسن مكان.... بس كفاية كدة بقي إحنا عاوزينك جمبنا مش عاوزين حاجة تانية والله.........إنت بالدنيا وما فيها ياعاصم
صدم من كل ما تشعر به وتكتمه بداخلها كل تلك الفترة ......أ حقاً كان ذلك البعيد الغائب.....أ حقاً قرر أن يتخذ الدور الذي لاطالما إمتقته
تمتمت نورسين بألم
نورسين: قرب من ولادك يا عاصم.......إنت بقيتلهم ال ATM بتاعتهم مش أكتر
ولادك محتاجينلك أكتر من أي حد......نفسهم يلاقوا بابي بتاعهم دايماً موجود يحضنهم ويبقي جمبهم
يبقي بطلهم في كل حاجة......نفسهم يلاقوا بابي يسألهم بيحبوا إيه وبيكرهوا إيه...... يلعبوا معاه....يتمرنوا سوا
تمتمت بتوسل باكية
جرب يا عاصم تكسبهم وتقرب منهم علشان خاطر ربنا
ثم همست بألم لم يصل الي مسامعه
يارب يا عاصم تقرب منهم بمزاجك وأنا عايشة بدال ما يضيعوا منك بعد ما أموت
إحتوي عاصم وجهها بين يديه وتابع بحنو بالغ
بنبرة متالمة لألمها ودموعها
عاصم: إنتِ عارفة أنا بحبكوا قد إيه يا نوري
أنا معنديش أهم منكوا في الدنيا عارف إني مشغول بس غصب عني و أوعدك إني هحاول أفصل الشغل عن البيت ......بس أهم حاجة مشوفش دموعك أبداً سامعاني
عمد بأنامله الي وجهها يجفف دموعها برفق بالغ
تحدث بصوته الأجش الذي يسلبها عقلها دائماً
عاصم : إتفقنا
تنهدت باسمة وتابعت
نورسين : إتفقنا
غمزها عاصم بمكر ثم تابع بجدية
عاصم: بقولك إيه ما تيجي نجيب توئم حلوين كدة لأيهم وجوري
شهقت نورسين بخجل وهي تدفن وجهها بصدره
نورسين : عاصم!!!!!
عاصم : عاصم إيه بس وبتاع إيه تعالي بس هقولك
*************************
عاد سليم من عمله مساءً متوجهاً لغرفة مليكة التي يعلم أنها نائمة في هذا الوقت..... فذلك الدواء اللعين يجعلها تنام كثيراً فلا يستطيع أن يشبع عينيه منها بعدما أغلق هاتفة بعد محادثة طويلة بينه وبين ياسر ابن عمه مخبراً إياه كل ماحدث في تلك الأمسية بالتفصيل ومعرباً عن رغبته هو وعاصم في مقابلته والحديث عن مشروع ما قد تحدثوا فيه قليلاً أثناء العشاء وموافقة سليم وتحديد موعد ليتقابلوا فيه سوياً في مقر الشركة بالقاهرة
دلف في هدوء الي غرفتها ليجدها راقدة في هدوء منسدحة علي الفراش في وداعة.....أخذ يتطلع إليها بإحساس لم يعده يوماً.....غريباً عن قلبه الوحيد فقد كان يفكر فيها دوماً لم تكن تبرح خواطره وحتي أفكاره لم تخلو منها مطلقاً طوال يومه.......ظل يكابر ويعاند نفسه كثيراً كي يصعد مباشرة لغرفته دون العروج علي غرفتها لكن أخيراً تحطمت مقاومته وإتجه ذاهباً يدفعه قلبه الذي أخد يعاند وبشدة لحجرتها كي يراها....فقط هي.......كيف له أن يقاوم ذلك الجمال الملائكي القابع هنا علي الفراش وعلي ذلك الضوء الخفيف الذي تسلل من القمر لشرفتها ليضفي عليها مظهراً عجيباً......كم كانت تشبه الحوريات بذلك الرداء المخملي الذي يجعلها كتلة مجسمة من
الفتنه...... نعم فتنته كما تفتن تلك الحوريات البحارة بسحرهن ودون أي عناء يذكر منها
وشعرها.....و ااه من خصلات شعرها الحريرية التي تضاهي النيران في فتنتها وإثارتها متناثراً حولها في غجرية تبعثر روحه وتنثر أشلاء قلبه وتهيم بعقله
ااااه لا يعرف حتي ماذا حدث معه وكيف......هو ليس بطفل أو حتي شاب مراهق كيلا يعرف ما هو الحب هو يعرف ذلك الشعور جيداً يعرف إنه الحب ولكن كيف ومتي ولماذا .........ألا تعلم يا ولدي أن الحب يأتيَك متخفيا فلا تسأله لما أتى.....ولا تسألهُ َعن السبب.........فَـهَو إن َضرب َضربتهُ لا سبيَل للنَجاة .......ولا طريقاً للهرب
************************
في صباح اليوم التالي
إنسل عاصم من فراشه بعدما طبع قبلة حانية علي رأس زوجته وإرتدي ثيابه متوجهاً للمطبخ
وقف يعد لهم طعام الإفطار في هدوء وسط دهشة الخدم الموجودين بالقصر وبعدما إنتهي طلب من الخدم وضعه علي طاولة الطعام وصعد هو لإيقاظ طفليه اللذان لم تسعهما فرحتهما حين شاهدا والدهما يوقظهما صباحاً لا بل إنه لا يحمل هاتفه أيضاً أو حتي يطالع جريدته بل يحملهما ويلعب معهما ......إحتضنه أيهم بقوة هاتفاً به يسأله ببراءة
أيهم: بابي إنت مش رايح الشغل ولا إيه
هز عاصم رأسه باسماً يمنة وميسرة
فإحتضنا أيهم وجوري والدهما وهما يهتفان بسعادة
آلمت والدهما فقد أدرك الآن كم كان أحمقاً ليبدي عمله علي هذين الملاكين
حمل طفليه وتوجها لإيقاظ نورسين التي لم تصدق عيناها ما تراه حتي أنها ظنته حلماً جميلا من بين تلك الأحلام التي تراودها يومياً
حتي سمعت أطفالها يخبرانها بسعادة بينما يتقافزان فرحاً أن والدهما سيقضي معهم اليوم بأكمله ولن يذهب للعمل
**********************
بعد مرور عدة ايام
في شركة سليم الغرباوي
إجتمع الشباب الثلاثة لمناقشة مشروع ما ليكون ذلك هو أول إتحاد يتم منذ زمن طويل بين عائلتي الغرباوي والراوي
هتف عاصم باسماً
عاصم: إنت بقي ابن عمو زين الله يرحمه
إبتسم سليم بفخر وتابع مؤكداً
سليم: أيوة بس إشمعني
إبتسم عاصم ًبحبور متابعاً
عاصم: أصل بابا مبيبطلش كلام علي عمو زين الله يرحمه
في نفس الوقت حضر ياسر ينفخ متأففاً
ضيق سليم عيناه وهتف مشاكساً
سليم: مالك يا زينة الرچال
ضحك عاصم علي سخرية سليم
ياسر: أدي اللي خدناه من الحمل والوحم
شوية مش طايجاني وشوية عاوزة أبصر إيه
مرار طافح
ضحكا سليم وعاصم علي ضيق ياسر
وهتف سليم مازحاً
سليم: الأبوة مش بالساهل يا حبيبي
تذكر عاصم مشهداً ما وقت حمل نورسين بجوري
فتمتم ضاحكاً
عاصم : إنت عارف مراتي كانت بتتوحم علي إيه لما كانت حامل في جوري
أردف سليم باسماً بمزاح
سليم: إشجينا
أردف عاصم زاماً شفتيه كتعبيراً عن مرارة أيام حمل زوجته
عاصم: كانت بتتوحم علي الطوب الأحمر
إنفجر سليم ضاحكاً أما ياسر فحدق به مدهوشاً
فإستطرد عاصم باسماً
عاصم : كانت تاخدني علي ملا وشي في إنصاص الليالي نروح مواقع لسة بتتبني وتقعد تاكل في الطوب اللي هناك زي الزومبي بالظبط
جلس ياسر وتابع بثقة
ياسر: واه واه دا أني علي كدة أحمد ربنا علي جمر وأروح أبوسها كمان
تمتم سليم بين ضحكاته
سليم : قولتلك إحمد ربنا
************************
في فيلا سليم الغرباوي
تعافت مليكة بعد مرور أشهر علي ذلك الحادث اللعين فقررت الذهاب لزيارة عائشة ورؤية طفلها عبد الرحمن
تناولوا طعام الافطار سوياً وودعت مراد للذهاب لمدرسته وإنتظرت هبوط سليم للأسفل كي تأخذ إذنه قبل ذهابه للعمل
سليم: السواق برة تحت أمرك ومتتأخريش ومتقفليش موبايلك علشان لما أحب أوصلك
كانت تلك الكلمات التي خرجت منه بحزم وجمود قبل أن يخرج ويترك علامات الفرح بادية علي وجهها المستدير.... جلس أمام مقود سيارته يزفر الهواء واضعاً يده علي قلبه ليطمئنه قبل أن يخرج من مكانه بسبب إرتفاع وجيفه.......مشاعره تزداد كل يوم من حب لعشق لهيام لوله وهوس
أصبح لا يستطع كبح جماح رغبته بالركض وإلصاق رأسها الصغير بصدره وإغداقها بكل عبارات الحب والغرام وكلمات الغزل التي لم يتخيل نفسه ينطقها يوماً ما......حب يخفيه عن العالم....... لا يعرف بشأنه مخلوق
يلعن نفسه مرارا وتكراراً لذلك الوعد الذي قطعه لنفسه أمام قبر شقيقه في الماضي ولا يزال يدفع ثمنه للآن
فحلوته تزداد جمالاً كل يوم..... تزداد أنوثة كل يوم
كيف يشرح حبه الكبير..... إنه لعنة تسيطر عليه
يغيب لديه المنطق بمجرد مرورها من جانبه
يفقد عقله بمجرد إستنشاقه لشذاها الآخاذ....يعشق كل تفصيل صغير فيها......يتوه بين نمنماتها وقسمات وجهها......يدرس حركاتها وخطواتها
نعم لقد وقع في عشق صهباؤه الجميلة
***********************
في صحن قصر الغرباوي
علت صيحات الفرحة وزغاريد السيدات
وإنهالت علي قمر عبارات التهنئة من السيدات
-عدا تلك الناقمة عبير -بعد معرفتهم بحمل قمر في توئم ولدين وكأنهما عوض الله عن قهر وآلم تلك المسكينة لإخراس أفواه عبير وغيرها
***********************
في شركة سليم الغرباوي
هاتف سليم ياسر متمتماً في فرح وفخر
سليم: عاوزك تجهز حفلة كبيرة بقي
هتف ياسر وسط دهشتة
ياسر: إنت عرفت
تابع ياسر بدهشة أكبر
سليم: عرفت إيه بالظبط
صاح ياسر فرحاً
ياسر: جمر...... جمر حامل في توم ولدين
حمد الله سليم ربه فرحاً وأخذ يعوذهما من أعين كل حاقد حسود وبارك له كثيراً
أردف سليم باسماً بفرح
سليم: بس أنا مكنش قصدي علي كدة إفتح الجرايد كدة وقولي شايف إيه
ضيق ياسر عيناه وتابع متسائلاً
ياسر: في إيه
هتف سليم به بسعادة
الصفقة كسبناها وأول نجاح لصلح العيليتن
وإتفقا سويا علي إقامة حفل كبير سيكون بجوار مقر الشركة في القاهرة
الفصل الثالث والعشرون حتى الفصل الثلاثون من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
متخرجوش واتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق