رواية وصمة عار الفصل العاشر حتى الفصل السادس عشر بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
كان آدم أمام غرفة الطوارئ بالمستشفى، ينتظر والقلق يستوطنة وكان زين يقف جانبه بضيق مكتوم حتي انتبه للطبيب الذي خرج يمسح وجهه بأرهاق فسأله ادم بلهفة وهو يقترب منه
= ماذا حدث لها ؟؟ هل هي بخير؟
هز الطبيب رأسه بهدوء قائلاً بابتسامة صغيره
= كن مطمئنًا سيد آدم هي بخير، تعاني فقط من كسر في يدها اليمنى وبعض الخدوش والكدمات الطفيفة
زفر آدم براحة ليردد يتساءل باهتمام
= هل يمكننا الدخول ورؤيتها والاطمئنان عليها ، ألا تزال جيده؟
هز الطبيب رأسه بهدوء بالايجابي ثم استأذن منهم و غادر بينما هتف الاخر و هو يناظرا بنظرات جليدية مردداً بحدة
= آدم ، هذا يكفي. لقد فعلت أكثر مما كان ضروريًا. لقد أنقذتها من ذلك الشخص الذي كان يضربها بقسوة وأدخلتها إلى المستشفى. و أيضًا لم تغادر وتتركها الى هنا، بل انتظرت خروج الطبيب لتطمئن عليها، لماذا كل هذا؟ هي لا تقرب لك ولا تعينك.. هيا بنا نرحل ليس لنا دخل بها
كز ادم على أسنانه بعنف ليرد آدم بغضب دون تردد
= من ماذا انت مخلوق زين! أليس لديك لا شعور ولا احساس ؟؟ ألا تشعر ببعض الشفقة على تلك المسكينة التي بالداخل؟ هل يجب أن أتعرف عليها لكي أساعدها؟ لقد رأيت بنفسك إذا تركناها وغادرنا لكانت قد ماتت بالتأكيد
انفجر زين صارخًا فيه مستنكرًا
= واصبحت بخير الآن فلماذا ما زلنا هنا؟ هل تعرف آدم هذه الفتاة بالضبط ما هي وظيفتها فتاة ليلة! هي تبيع جسدها للرجال لتحصل على مال ، وهي بالتأكيد امرأة غير لائقة ، لذلك يجب أن نغادر حتى لا ترانا ، وإلا ستجد فرصة للاقتراب منك والوقوع بك في شبكتها. هؤلاء الفتيات ليسوا جيدين والأفضل الابتعاد عنهن.
قال اخر كلماته ببساطة ولكنها محترقة بداخل قلب آدم بقوة بدون قصد منه ليحاول ادم تهدأة نفسه وهو يرد بصوت مخنوق
=هل انتهيت؟ وانا لم اكن اتمنى ذلك ولكن للضرورة احكام سيد زين، بالتأكيد لم اكن اتمنى ان اكون في وضع كذلك !! لكنه حدث
أقترب و ربت زين على كتفه بتوتر قائلاً بنبرة مؤسفه
= آدم ، لم أقصد فتح جروحك القديمة لك، لكن انا مازالت أصر على أن تذهب ولا تقابل فتاة كهذه حتى لا تتألم عندما تراها و تتذكر والدتك وما كانت تفعله في الماضي .. وغير ذلك كان الأمر مختلفًا، والدتك لم تكن لديها اي رغبه لفعل شيء مثل ذلك وكأنت تسير في هذا الطريق مرغمه، لكن تلك الفتاة التي في الداخل من المرجح جدًا أن تكون راضية عن فعل ذلك ، لذلك من الأفضل لك عدم الاختلاط معها ويكفي هنا لمساعدتك معها.. عند رؤيتك لفتاه مثلها سوف يربكك الأمر وسوف تشفق عليها بسبب ماضيك المتعلقة بعمل والدتك
ثم تابع حديثه وهو يقول إليه بجدية
= لقد أخبرك الطبيب انها اصبحت بخير والامر ليس خطير وقد فعلت الواجب وزياده هي لنرحل الآن..
لم يهتز لادم جفن وهو يخبره بجمود
= لم ارحل قبل أن اراها بالاول.. انتظرني هنا قليلا أو ارحل افضل لك زين.
❈-❈-❈
واخيرًا بدأت اليزابيث تستعيد وعيها رويدًا رويدًا و إستيقظت مستشعرة بألم فظيع بكامل جسدها، ضرب ضوء قوي جعلها تغلق عيناها مرة اخرى بانزعاج واضح وعادت لتفتحها مرة اخرى ببطء وبدأت الرؤية المشوشة تتضح امامها شيءً فشيء ولكن حتى الان هناك نقطة مفقودة؟ لتجد شخص لا تعرفه يقف جوار الفراش كما هو منذ أن دخل منتظرًا استيقاظها ولكن تلقائيًا حاولت ان تنهض ببطء متأوهة ثم قالت
= من انت؟ وماذا تفعل جواري
عقد حاجبيه قليلا شاعراً ان وجهها مألوف وقد راها من قبل لكن لم يتذكر اين؟ فملامح وجهها لم توضح كامله بسبب بعض الكدمات التي تسبب بها ليام، ولم ينطق سوى بكلمة واحدة هادئة
=انتظرك حتي ان تستعيدي وعيك
نظرت إليه بدهشة من حديثه ولم تفهم ماذا يريد؟
ثم قال آدم متسائلا بلهفه لم يستطع اخفاءها
= هل تشعرين بالم؟ تريدين ان اطلب الطبيب لياتي ليفحصك؟
جزت اليزابيث علي أسنانها بعنف و صرخت فيه بانفعال حاد رغم المها
= من انت؟ و ما الذي تريده مني؟ واين انا؟ وكيف اتيت الى هنا؟
ومع كل هذه التساؤلات ظل هو هادئ! ثم ثواني ووجدت اليزابيث ادم يقترب منها هامس برقة
= اهدئي لما غاضبه هكذا؟ انا لن اؤذيكٍ على العكس انا الشخص الذي انقذك من ذلك الرجل الذي كان يضربك دون رحمة و احضرتك الى المشفى.. بالمناسبه لماذا كان يضربك بوحشيه هكذا؟ هل كأن يريد ان يجبرك على شيء دون موافقتك ؟.
وقال هذه الكلمات الاخيره في شك بفضول شديد؟ بينما هي صمتت لحظه ثم رسمت ابتسامة غريبة على شفتها وهي تهمس له بصوت جامد
= قلت من قبل إنك ساعدتني وأحضرتني إلى هنا ، وأشكرك على لطفك ، لكن لماذا ما زلت هنا ولم تغادر ، أو كنت تنتظر المقابل؟
رفـع كتفاه بعدم فهم وهو يرد بتلقائية
= عفوا لم افهم ما تقولين؟ لقد ساعدتك لأن هذا الصحيح، انتٍ كنتي بحاجه الى مساعدة ، وكان يجب أن أساعدك. لم أكن أنوي أن أتوقع منك أي شيء في المقابل.
ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة لتلمع دموعها بين عينها بمرارة وهي تقول له بنبرة تجعل قلبها متحجرًا بأنين مكتوم
= حقا؟ وهل يوجد شخص في هذه الحياه يساعد احد بدون مقابل و بالمجان؟
صمت آدم وهو شارد في دموعها الحزينه و وجهها الشاحب و روحها المتالمة.. ليردف بنبرة شاردة
= أنتٍ تتحدثين وكانني قمت بانجاز؟ وهو شيئًا طبيعيًا فعلته بالاصل ، قد رأيتك بالصدفة بحاجة إلى المساعدة وساعدتك.. وانتهي الأمر
هزت راسها بعدم تصديق فأشارت له اليزابيث متسائلة بصلابة و إتهام
= إذن لماذا لم تغادر بعد أن أوصلتني إلى المستشفى؟ ماذا كنت تنتظر بعد أن استيقظ
زفر آدم بصوت مسموع ثم نظر لها بنفاذ صبر قائلا
= يا إلهي .. لا أريد منك شيئاً مقابل مساعدتي. لما تصري على هذا الحديث؟ كنت أنتظر أن تستيقظي حتى أتأكد من أنك بخير وأنكٍ لست بحاجة إلى مساعدة .. لا تقلقي مني ، لن أؤذيك ، ولا أنوي ذلك. هل من شيء آخر.
وفي اللحظة التالية كانت تنظر نحوه بصمت وهي تخبر ادم برأس مرفوعة وكبرياء جعل قناع الكسرة يتصدع ببطء داخلها
= إذن ارحل لأنني بالحقيقه ليس لدي اي شيء أقدمه لك لمساعدتك
تنهد آدم تنهيدة عميقة تحمل في طياته الكثير والكثيـر. ثم هز رأسه وهو يرد باستسلام
= حسنا اذا كانت هذه رغبتكٍ سارحل.. المهم انكٍ اصبحتي بخير، بالاذن
وبالفعل بعد فترة تحرك آدم وغادر... ولم تنطق هي بحرف واحد بل كانت ملتزمة الصمت وما اصعب الصمت عندما يكتم فوران ربما ينهي ذلك الانفجـار الكامل إن تصدع.
أسندت اليزابيث رأسها للخلف بتعب وضعف بينما فتح الباب بعد دقائق و دلفت شويكار لتنظر نحوها بسخرية واستهزاء ثم تقدمت و وضعت قدم فوق الاخرى وهي تبتسم ابتسامة بادرة قائلة بفضول
= ماذا يوجد بينك وبين عمدة الجزيرة المستقبلي حتى يساعدك ويأخذك إلى المستشفى بنفسه؟
نظرت اليزابيث اليها وهي ما زالت على وضعها ولم تتفاجا بمجيها من الاساس، ثم اغمضت عيناها بأرهاق نفسي يفوق كل القدرات وهي تستطرد
= لا اعرف عن من تتحدثين؟ ولا اعرف اي شخص غيركم هنا مع الأسف ..و لا ادري ماذا فعلت ليوقعني قدري مع امرأه مثلك عديمة الرحمة
لتشعـر شويكار بغليان في اوردتها و جنون منها ومن تصرفاتها الوقاحة معها طول الوقت، لتنظر إليها بغضب قائله بنبرة حادة
= تعرفي انتٍ لم تصمتي أبدا حتى اقطع لسانك اللعين هذا.
❈-❈-❈
كأشجار الخريف المرهقة نتخلّص ممّا يُعيقنا وإن تسبب ذلك بألمِنا ، تعصِف بنا الحياة حتى نكاد نزيل طبقة من شخصيتنا كي نواكب قساوتها ، فالجلد اللّيّن تخدشهُ الشوكة الصغيرة ، وحين نكافح زاحفين نحو النجاة نترك خلفنا كل الأثقال التي تردعُنا عن المضي قدماً وإن تطلّب الأمر سلخ جلدنا عن جسدنا ، ليسَ كل ما نتركهُ نكرهه ، لكن تشاء الصدمات أن تجبرنا على الرحيل عنها كي ننقذ ما تبقّى من أرواحنا ، قد يكون تساقط الأوراق استسلاماً للواقع أو أنها حركة تضحية تنجينا من الأذى وربما بداية جديدة لنزهِر من بعدَها ، جزء منّا يموت ويجعلنا عاجزين عن الحراك ، فإمّا أن نرقُد بجانبه أو نتخلص منه كي نستمر مع الحياة ، تسقط الأوراق أرضاً بعد فصول طِوال ويرى المارّة شيبها وألوان مرضها وهي تتطاير على الأرصفة والشوارع الباردة ، وحدها الشجرة تعلم سبب تخلّيها عمّا كان يكسو أغصانها التي تعرّت كي تحيا ، حين نرى مشهد سقوط الأوراق عن أغصانها وكيف يطأها العابرين بأحذيتهم ، نتألم ، نشعر أنّ ما نراه يُحاكي واقعنا ، ولا أحد منّا يعلم سِر تخلي الشجرة عن أوراقها وإطاحتها أرضاً سوى صاحب الصراع ، مع كل صرخة إنكسار وأنين الليل الموجع بمحاولتنا جاهدين كتم أصواتنا كي لا يسمعنا أحد ، مع كل دمعة نذرفها متخبّطين في معاناتنا وقد خارت قوانا نبقى نبحث عن أمل لو ضئيل نتشبث به بالحياة.
بعد مرور أسبوعين خرجت اليزابيث من المستشفى و رجعت إلي نفس الدوامه مره ثانيه نفسها، كانت في غرفتها تحبس نفسها لا تريد ان تري أحد ولا احد يراها هكذا بذلك الضعف.. حيث استيقظت و هي تأن من الالم الذي يغزو جسدها.. بسبب وحشيت ليام في ضربها العنيف كان الأمر مروع دون رحمة ولا عطف نحوها منهم، حتي مازال اثار الضرب ظاهره علي وجهها الرقيق لكن ألم النفس اصعب إليها.. تلألأت عيناها بالدموع، و صرختها عن طلب النجدة من اي شخص علقت في حنجرتها عاجزه عن التعبير، ولسانها يعجز عن البوح... تحول كل ذلك الكتمان إلى غصه مؤلمه.
لم تعد تستطيع أن تقاوم او تدافع عن نفسها حتي لتكمل رحلتها البائسه التي ليس لها نهايه .. ليكمل القدر هو استبياح جسدها الضعيف و المرهق.
بعد فترة وجيزة فتحت هانا باب الغرفة وتقدمت منها بخطوات مترددة فنطقت اخيرًا بصوت مبحوح وعينيها تمتلئ بها القلق مرادفا
= هل أصبحتي بخير الان اليزابيث تحدثي اريد ان اطمن عليكٍ.. هل مازالتٍ تتالمي حبيبتي
أغمضت عينيها بشدة ثم فتحتها بصعوبة بالغة ونظرت لها بنظرة جمعت شتى المشاعر التي
تخالج بصدرها، من خذلان، حزن، خيبه امل إلى قلب محطم.. و أردفت بصوت مبحوح
= لم يعد بداخلي حزن ولا الم ولا رغبه لاي شيء، مجرد نظره فارغه من عين انطفأت ولم تعد تلمع
تقدمت هانا منها فوق الفراش و صعدت جانبها وأرجعت هانا ظهرها للخلف جانبها وأمسكت يدها بحنان تربت فوقها كانها تعطيها جرعه من الأمان و الامل ثم قالت
= لا بأس هي إستراحة قليله ثم نعود أقوى بالتاكيد.. اليزابيث ثقي بي سوف يمر كل ذلك، في لحظة قريبة لا تتوقعيها ستجدي نفسك وسط حلمك الذي طالما أردته وتمنيته فلا تفقدي الأمل أبداً ،ابشري بالفرج القريب ..
ابتسمت ساخره بمرارة بغضب وتحدثت بخيبة أمل بنبرة حادة
= توقفي هانا عن الأمل في ان ياتي شخص ما ينقذك من ذلك العذاب، لا احد يستطيع النجاه دون المقاومه بنفسه.. لان كل شيء يمر وليس كل شيء ينسى!
سحبت يدها منها وحزنت هانا علي صدقتها فالشعور بالأمان هو إحساس نادر جدا عليهم بذلك المكان وما تعرضوا له علي يد ذئاب بشرية بلا رحمه و بلا قلب سرقت براءتهم... نطقت اليزابيث بعد مدة من الصمت محادثها بشرود
= هل بامكاننا ان نعود لتلك الأيام مجدداً، عندما كنت طفله صغيره
التفتت هانا لها بكامل جسدها و نظرت لها بتعجب و عندما نظرت اليزابيث نحوها لتجدها تبتسم لها بين تلك العينين البارقة بحب و أجابت
= ولكن كنا نريد ان نكبر بسرعه وقتها
تنهدت اليزابيث بقلة حيلة حين أحست أن كل الأبواب مغلة و الطريق مسدود تسأءلت نفسها هل هذه هي النهاية ..؟ فقد ضاق الألم الذي استولي عليها بكل جدارة.. و احتل قلبها الصغيرة دون رحمة، هتفت بصوت مرتجف منخفض
= ولكن لم نكن نعرف اننا سنتألم هكذا عندما نكبر ..هذا الجرح لم يختفي من داخلي طول حياتي ..كنت اتمنى ان اعيش فقط بسلام كمراهقه لما سرقوا براءتي مبكراً؟
أحست هانا بالتعب بصوتها أرادت التخفيف عليها لكنها لم تعرف كيف او حتى ما يفترض بها فعله، رفعت رأسها تضعها فوق صدرها فقط تريد الراحة لها بعيداً عن التفكير بأي شيئ ..فقط الراحة الي صدقتها حتي لا تتألم.. أردفت هانا مبتسمه وهي تتحدث ويدها تربت فوق كتفها بحنان
= عندما كنا اطفال كنا نضع الماء بعيوننا لأجل نريهم اننا بكينا وعندما كبرنا صرنا نغسل وجوهنا بالماء من شان نخفي اننا بكينا..
انكمشت نفسها بصدرها و قوست شفتاها بحزن تام وعيناها أصبحت ضبابية من دموعها التي بدأت تنهمر
= ليتنا لم نكبر أبداً أنهكتنا الحياة بما يكفي وضاعت منا البراءة أصبحنا غرباء حتى عن أنفسنا اشتقت لأيام كانت كلها راحة بلا هموم...
ثم تحدثت بصوت مختنق تميل رأسها للجانب الآخر لتضع يدها فوق قلبها لا شيء لا حركة يبديها، ابتسمت بغصة و رمشت بإستسلام لتتسارع الدموع بالهطول من مقلتيها دون إنقطاع.. ثم همست بنبرة موجعة
= أصبحت أخاف من نفسي حين أظل صامده أمام الأشياء القاسية، أخاف حين لا أبكي أمام الأشياء التي تستدعيني للبكاء، وأخاف حين أصمت رغماً عن ضجيج رأسي وكل الكلمات التي في صدري، أخاف على نفسي حين استقبل كل الصدمات بهدوء تام..أخاف من فكرة أن هذا الثبات سينهار فجأة ولن أستطيع النهوض مرة أخرى؟
أسوأ ما قد يمر على الإنسان أن يحزن من نفسه وعلى نفسه..
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين.. .
في منزل أدم بداخل الغرفه كان يجلس فوق الفراش ممتد جسده وهو نائم بعمق حتي بدأ يتحرك فوق الفراش بحركات عشوائيه وهو يضغط على جفه بقوة و بدأ عرقه يتساقط فوق جبهته كانه يصارع احدهم في احلامه! حيث كان يشاهد في أحلامه والدته وهي تبكي وتتألم من عنف الرجال إليها وهو كان يراقبها بقله حيله.. فتح عيناه فجاه ليشهق بانفعال شديد لينظر حوله بتراقب وحذر ليعرف على الفور انه مجرد كابوس! وليس ذلك الواقع الذي إنتهاء منذ سنوات، نهض من على حافة سريره وهو مصدوم وكانت الغرفه مظلما وفارغا.. ظل هكذا فتره مكانة يحاول استوعب لما عادت هذه الكوابيس إليه مره اخرى؟.
بعد مرور عدة ساعات.. .
بشرفة الغرفة كان آدم واقفًا وهو يتطلع أمامه نحو الأشجار الخضراء والزهور المتنوعة بحديقة منزله والذي اصبح مسكنه منذ سنوات قليلة عندما ترك قصر نيشان زوج والدته ليعيش هنا بمفرده بعيد عنه،وكانت هذه برغبة آدم بسبب معامله نيشان السيئه له في الفترات الاخيره! واوامر التي يطلبها منه باستمرار دون راية لذلك فضل الابتعاد عنه.. رفع فنجان القهوة يرتشف منه وهو لا يشعر بطعم القهوة ولا حتى يرى جمال الزهور كعادته فعقله كان يسبح بعيدًا في أفكاره!.
حيث يقلقه هذه الهيئة الغريبة داخل عقله فهو منذ أيام وهو يفكر في تلك الفتاة التي أنقذها من ذلك الشخص الذي كأن يضربها بقسوة شديدة و اخذها بعدها إلي المستشفي؟
يصدمه فعله والتخطيط الذي قام به معها و مساعده دون أنه يعرفها، ربما زين محق هو ساعدها لأنها ذكرته بوالدته لأنها كانت تعمل نفس هذا العمل لاجل الانفاق على وهو صغير، لكن هذه التضحية لم تكن ابدًا من سمات زهرتة بالأساس، فهو أصبح يكره نوعية هذه الرجال التي تعاشر النساء دون رغبتهم وكان طول الوقت يقول ذلك إلي والدته بأن تترك هذا العمل ولا تبيع نفسها لأجل توفير المال حتي إذا لم يجدوا لقمه يتناولوها فهو راضي تماما.. لكن غيري راضي ان يراها هكذا مستسلمة بيأس! رغم أنه يعرف انها ضحت لأجله ويشفق عليها ولم يطاوعه قلبه للضغط عليها باستمرار ولا ان يتركها ويرحل مثل ما فعل والده بالماضي، ولكن لا ينسى ان كل هذا اثر على نفسيته والكوابيس التي ظلت تلازمه في احلامه وهو يرى والدته تبكي بحرقه في كل ليله بندم وقله حيلة وهو يقف عاجزا امامها.. ولكن تلك الكوابيس قد عادت اليه مره ثانيه بهذه الايام منذ أن راى تلك الفتاه؟.!
حتى التفت برأسهِ للخلف فوجد زين في وسط الغرفة يقف ينظر إليه،و استدار بجسده ليخطوا نحوه ليتقدم زين منه مضيقًا عيناه بريبة مما يبدوا على ملامح وجهه من أشياء لم تريحه على الإطلاق، اقترب منه يسأله بتوجس
= اشعر انك ليس علي ما يرام منذ فترة وأنت هكذا، هل حدث شيء لم اعرفه
هز آدم برأسه يحركها دون صوت، مما ازدادت حيرته زين ليهتف بشك متسائلا
= هل انت متاكد؟ آدم تكلم انا اعرفك جيد
= لقد عادت إليه، يا زين هذه الكوابيس مرة أخرى ولا أعرف لماذا في هذا الوقت بالذات؟ في الماضي عندما كنت صغيرًا كنت أستيقظ على أمي وهي تبكي ، وأحيانًا كنت أسمع صراخها العالي وهي تتألم ، وتشكلت كل هذه الأشياء بداخلي عقدًا نفسيًا ، ونتيجة لذلك ، هذه الكوابيس لكن مع مرور السنين ، اختفت هذه الكوابيس من ذاكرتي تماماً ، ولا أعرف لماذا عادت مرة أخرى
كان آدم يغمغم بالكلماتة شاعراً بوخزة بقلبه ليهتف هامسًا بصوت مهتز من فرط ارتياعه
= لا أريد أن أتذكر الماضي وكيف كنت أقف أمام أمي وأراقبها وهي تتألم وأنا عاجز
تنهد زين ليتريث قليلًا بسأم ليهدر به يائسًا
= لا تحمل نفسك المسؤولية. كنت صغيرا في ذلك الوقت. اهدأ يا آدم. ربما من خلال التفكير كثيرًا في هذه الأشياء ، عادت هذه الكوابيس إليك مرة أخرى ، لكن مع مرور الوقت ستختفي بالتأكيد مرة أخرى ولن تظهر في أحلامك ، لكن حاول التوقف عن التفكير فيها فقط.
كم الحديث سهل لكن الفعل أصعب! همهم بهذه الكلمات الدلالية داخله بصمت وهو يلتقط أنفاسه جيدًا قبل أن يتحرك للخارج بينما نظر له زين باستغراب وهو يشاهده يرحل!
❈-❈-❈
تجلس اليزابيث كعادتها قبل مغيب الشمس فوق الأريكة فى الغرفه بمنزل شويكار، تجلس بجانب النافذة تتابع الغروب مع ابتسامة ترتسم بضعف على شفتيها، لحظات من يراها بهذا الهدوء يعتقد أنها لا تحمل أي هموم ولكن من يعرفها خير المعرفة يتيقن ان هذا الهدوء يخفى خلفه عاصفة من الأحزان، يبدأ الظلام يخيم على المكان والسكون الذي لا يقطعه سوى انفاسها الدالة على أنها لازالت على قيد الحياة، لتشرد من بعيد وهي تري هانا تجلس علي الارجوحه بالحديقة الخلفية وكان يقف باكر خلفها يضمها من خصرها و يحرك حبال الارجوحه بهدوء ويبتسمون الى بعض كانهم بعالم اخر... ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة وهي تتذكر اليوم الذي أتت في مع نيكولا إلى ذلك المنزل، ذلك اليوم الذي تعده أسوأ يوم بحياتها، قرار خطأ واختيار لشخص الخطأ، وعلى الرغم من ذلك الخطأ إلا أنها كانت مغامرتها الوحيدة فى حياتها وأقسمت انها لم تعيدها مره ثانيه ولا تؤمن بأي رجل ولا تثق باي شخص غير نفسها فقط.
أغمضت عينيها بشدة و كانت سابحه بشرود تام وعيناها تموج بشتى المشاعر بين الألم....و الهدوء... والاضطراب النفسي الذي يعتمل داخلها...!! لا تدري ماذا فعلته ليكن هذا قدرها لتستقبل كل هذا العذاب وتواجه الصعوبات بحياتها بمفردها .. من بدايه موت عائلتها لتكن يتيمه.. الى حبها للشخص الخطا الذي اوصلها الى ذلك الجحيم.
أفاقت من دوامه صراعها النفسي بعد أن سمعت صوت باب الغرفة خلفها يفتح ووجدت هانا تقتحم الغرفه و تقترب منها هامسة برقة
= كفاكٍ حزن لأجلي اشتقت للجلوس والتحدث معك يا اليزابيث
ارتسمت ابتسامة حانية على ثغرها وهي تجيب
= وانا اكثر، ساصبح بخير لا تقلقي علي، اصبحت معتادة على هذه الالام ، ليس شيئا جديد علي!
تنهدت هانا بيأس علي صديقتها لتقترب لتجلس أمامها بينما هتفت اليزابيث متسائلة بصوت بدأ يلونه الجمود
=هل وقعتي في عشق ذلك الرجل يا هانا
لتفهم علي الفور ماذا تقصد؟. عضت هانا على شفتاها بحرج وأخفضت رأسها تفرك أصابعها بتوتر حتي لا تبدأ اليزابيث تتحدث بالهجوم عليها وتحذرها بالابتعاد عنه وهي لا تريد ذلك، بدأت الحمرة تزحف لوجنتاها ببطء فكانت تلك خير علامات لأجابة رفضت السطوع، ثم همست هي بابتسامة حانية
= نعم يا اليزابيث.. لقد فعلت وعشقت باكر ماذا عساي افعل؟, الامر ليس بيدي وانتٍ تعرفي ذلك جيد، ليس بيدي الرفض او القبول .. أشعر بالاستسلام دائما أمام كلامه اللطيف و غزله الحلو
استغرقت اليزابيث دقيقة واحدة وكأنها تقنع نفسها المتقلبة بتلك الحقيقة المرفوضة داخلها، لتومئ تردف بصوت مبحوح
=حسنا لكن انتبهي من هذا الكلام اللطيف فالذي سقاني المُر فكانت كلماته في البدايه ايضا ناعمة ..وكنت أشعر نفس شعورك ذلك؟ تماماً كما وقعت في حب روح غابت عني مع غياب احدهم .. ولكن بسبب هذا الحب دفعت الكثير من حياتي وكرهت كل الرجال بلا استثناء .. حتى أصبحت أكره الحب نفسه، فعندما يقع أحدنا في حب شخص ما ، يصبح القلب خاضعًا رهن اشارة ذلك العشق و القلب... يتحكم فيه ليفرض سيطرته على مناطق ضعف القلب فيغمر الإنسان بهذا الحب.
تنهدت هانا يائسه بضيق شديد ولم تتحدث وقبل أن تنهض لترحل حتى لا تفسد سعادتها تفاجات بأن اليزابيث امسكت بيدها وهي تربت عليها بحنان مرددة بحكمة تفوق عمرها عمرًا
= انا ليس لدي اي نيه لافساد سعادتك يا هانا، ولا اعلم اذا كان باكر صادق في حبه لكٍ ام لا؟ لكن إحتمال كبير انه يكون يحبك بالفعل .. لكن الذي اعرفه جيد ان لو يعشقك حقا فتمسكٍ بحبك يا هانا... فلا يعشق كلا منا احدهم كل يوم ولا يجده بسهولة
اتسعت ابتسامه هانا بسعادة وهي تقترب منها تحضنها بقوة.. بينما صمتت اليزابيث تنظر للجهة الأخري خارج النافذة بجمود ثابتة ولكن كأن كل ثبات اليزابيث وصلابتها تلك تخفي في بواطنها انهيار مُعلن في عيناها اللامعة بدموع القهر.... مسحت دموعها بسرعة ثم ربتت علي كتف صديقتها بحنان وهي تضمها ثم لمحت دخول شخص تعرفه من بوابة المنزل آثار غضبها الشديد ثم ابتسمت بسخرية وهي تتذكر حديثها الذي قالته من قبل؟ ان لا تثق بأحد مهما كان ، حتى لو ساعدها؟ فبالتاكيد يريده شيئا من مساعده لها... !!؟
❈-❈-❈
في منزل شويكار ،وقع نظر ليام على دخول ذلك الشخص الذي ضربه وأخذ اليزابيث منه بالقوة و رحل، ليتفاجئ به هنا، فتقدم ليام ناحيته بسرعه يمسكه ثم يتلمسه من قميصه ثم طالع ليام يصرخ به بأعصاب منفلتة
= ما الذي جاء بك الي هنا أيها الحقير
ازداد احمرار وجه آدم ونفرت عروقه كأعمدة بركان تتدفق حممه سخطًا فأمسك آدم كتف يحثه بهدوء مريب
= الافضل لك ان تبتعد عني فأنا بصعوبة اتمالك نفسي حتي لا ابرحك ضربة قوية مثل المره السابقه
أطبق ليام على أسنانه وهتف بوجه ادم بشراسة
= هيا افعلها ، ولم أتركك هذه المرة إلا عندما اكسر عظامك بعنف. هل تعتقد أنني سأدعك تخرج من هنا سالماً هذه المرة؟، المرة السابقة حدث كل شيء بسرعة ، ولم أستطع إصدار أي رد فعل ، والقنك درس لا تنساه في حياتك، حتى تعرف كيف تضربني وتأخذ الفتاة مني.
دمدم آدم بصلابة وبصوت مثقل
= هل تظن لمجرد أنك رجل فسيكون لك الحق أن تضرب امرأه فأين هي حقوقها؟ فمهما فعلت أو لم تفعل لم يغفر شيئا فعلتك الوقحه هذه
غلت الدماء في عروق ليام عند هذه النقطة فهتف بصوتٍ غاضب بشده وهو يصيح بانفعال أشد
= لا علاقة لك بما لا يعنيك. هذه الفتاة لي تخصني، ولدي الحق في أن أفعل بها ما أريد .. حتى لو رأيتني أقتلها ، فلا علاقة لك بذلك.
اتسعت عينا آدم من استهانة واستهتار حديث ليام فطالع ادم يهتف منفعلا بدون تصديق
= لسانك الطويل المتبجح و أفعالك المخزية هذا ما سيجرك أنت إلى منحدر أسوء.. و تتحدث بتبجح معي أيضا دون أن يرف لك جفن، والأنكى بأنك لا ترى نفسك مخطئا أبدًا.. بؤسا علي حالك ولا يبدوا أي ندم على ما فعلته رغم أن الندم لن يغير شيء
اقتربت شويكار على الاصوات لتتفاجا بي آدم يتشاجر مع ليام الذي يريد ان يضربه هو الأخري، لتركض سريعا حتى تبعد عنه فهي قد ارسلت رجالها حتى تتاكد اذا كان بالفعل هذا العمده المستقبلي ام يدعي كذب؟ وقد اتضح انه بالفعل العمده المستقبلي للجزيره، هتفت هي بتحذير في ليام
= ليام ابتعد من هنا و اصمت ستنحدر الأمور لمنعطف أسوء بسببك.. ولا تفكر مره ثانيه ان تتطاول على العمده المستقبليه لهذه القرية فهو ضفنا العزيز هنا مهما فعل
قست عينا آدم ليقول بعنفه الغير طبيعي
= ابتعدي أنتٍ الأخري واتركني ألقنه درسا لا ينساه.. ابتعدي من هنا فإذا كانت نيتكٍ أن تحميه مني وتدافع عنه فلن اتركة
أبعدت شويكار يده التي كانت تمسك على كتف ليام بهدوء وقالت مبتسمه ببراءة
= أنا فقط أمسك بكتفك ولا أمنعك منه .. لم أأتي إلى هنا لأدافع عنه ، بل لشد ذراعيك .. ابرحه ضربا كما تريد بل اقتله حلال عليك.. لكن دون أن تضغط على أعصابك أكثر، فانت ابن الغالي العمده نيشان
اهتاجت ملامح آدم فاستقام يتساءل كلامه بصوته الناري وعينيه المحتدمة
= من اين تعرفي والدي انتٍ الاخرى؟
اقتربت شويكار منه بخطوات بسيطة تنظر إليه بابتسامه عريضه خبيثة
= هل يوجد في هذه الجزيرة شخص لا يعرف الرئيس نيشان ومن هو إبن الرئيس المستقبلي؟ غير ان السيد نيشان غني عن التعريف وكان يتردد كثيرا هنا وما زال بصراحه؟!. وستكون طلبات ابنه أوامر أيضًا
لم يتفاجا آدم من فعل والده فهو بالاساس تعرف على والدته في مكان مثل ذلك بالماضي، نظر إليها مطولاً ثم أردف بصوتٍ عميق أجوف
= أريد أن أرى تلك الفتاة التي كان هذا اللقيط يضربها
= اتقصد لوسي!!.
قالتها شويكار بابتسامةً ماكرة أعلي ثغرها.
❈-❈-❈
بداخل الغرفه التي تجلس بها اليزابيث تعالى فجاه صوت خطوات حذاء فوق الأرضية الخشب يعلن عن دخول شخص ولم يكن غيره آدم! شعرت اليزابيث بدخول ذلك الشخص الذي أنقذها من قبل من ليام و اخذها إلي المستشفي لكنه رحل حينها إذن لماذا هو الآن هنا.. ومن شدة غضبها نهضت تقترب منه وابتسمت له باصفرار قائلة بغضب مكتوم
= آه انت هنا؟ قالوا لي بالاسفل انك طلبتني بالاسم ماذا تريد؟
عقد ادم حاجبيه وهو يشاهد ملامح وجهها أمامه بواضحة عكس المره السابقه لم يراها من كثر ضرب ليام لها قد غطت الكدمات وجهها ، لكن ملامحها تشبه احد يعرفه جيدا؟ ازداد ريقه وهو يخطو للأمام خطوات مرتجفة.. يشعر بأنه منفصل عن كل ما حوله إلا تلك الفتاه التي أمامه.. أحس بالعاطفة تكاد تخنقه وهو يشرد في تفاصيل وجهها حيث عينها تشبة والدته ونفس نظراتها بقوه؟ لا يعرف أهي حقا تشبه والدته ام يتوهم عقلة! بينما طال الصمت لينظر لها إلي.. وجهها الصغير و عيناها الزرقاء، حيث فقط لون عينيها وشعرها الأسود يذكروا بوالدته.. مشط بعينه ملامح وجهها بلهفة ويدقيق غير مصدق التشابه القوي الذي بينها وبين تلك الفتاه؟ لكن لم تكن والدته هذه المره بل تشبه هذه الصوره التي التقطها وهو علي الشاطئ بداخل السفينه؟ لكن لم يكن مجرد تشابة فقط بل كانت اليزابيث بالفعل هي نفس الفتاه التي كانت بالصوره ولم تكن واضحه؟ عكس الآن أمامه!
شعر آدم بالتوجس و نظراته المصوبة نحوها مختلفة على نحو رهيب وهو يقول بنبرة شاردة
= لم أتعرف عليكٍ في البداية ، لم أري ملامح وجهك بوضوح إلا الآن. في المرة السابقة قد غطت وجهك بعض الكدمات ولم تكن ملامحك واضحة.. لكنك جميلة جدا.
كلماتة تلك اثاره غضبها اكثر حيث اعتقدت أنه قادم إلي هنا لأجل رغبة لا اكثر، ابتسمت له بسخرية واستهزاء هاتفه بحده
= لقد فزت بالرهان الذي كنت أراهن عليه نفسي؟ عندما استيقظت وأنا في المستشفى وفوجئت بك جانبي، أخبرتك أنك بالتأكيد لم تساعدني من أجل لا شيء وأنك بالتأكد تريد مني شيئًا ؟ وأنت أنكرت ذلك و رحلت بهدوء، وصدقتك للأسف ، وأعتقد أنه لا يزال هناك شخص طيب في هذه الحياة يساعد الناس بالمجان .. و بدأت ألوم نفسي على سوء تفكيري بك؟ لكن عندما رأيتك هنا الآن أمامي؟ لم يخيب ظني ولكني فوجئت حقًا
هز ادم رأسه برفض قبل أن تتسع عيناه بدهشة وهتف بخفوت ووجل
= مهلاً لحظه أسأتي فهمي انا لا أريد منكٍ شئ ولن المسك حتي أنا فقط أريد التحدث معك قليلا ..
ظلت اليزابيث ترمقه بنفس ملامحها الجامدة ثم التفتت تمضي قدما للأمام هادرة
= اخرج الي الخارج ولا تعود الى هنا مره ثانيه و اذا كنت راجل حقا لا تاتي اماكن مثل ذلك وتعاشر النساء الذين هنا بالاجبار دون موافقتهم
أخفض ادم عينيه وهو يشعر بضغط عصيب عليه! لا يعرف إذا ما كان أخطأ وبماذا أخطأ! خاص أنه هو قادم إلي هنا حتي يساعدها وليس لحرقة أعصابه
= ما مشكلتك؟ لم أقل شيئًا ، حتى انك تنزعجي دائمًا عندما تراني أمامك ، على الرغم من أنني لم أؤذيكٍ .. اهدئي واستمعي إلي. في البداية جئت إلي هنا لأسألك سؤالاً واحداً .. هل حياتك هنا في ذلك المكان وعملك هنا تفعلي بموافقتك أو رغماً عنك؟
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار فتطلعت له بوجه مزدر تقول بمرارة لاذعة
= هل تمزح معي؟ جئت الى هنا حتى تسالني هذا السؤال فقط ! انت شخص ليس طبيعي حقا، ولماذا تريد ان تعرف ومهتم الى هذا الحد بي
تنهد آدم للحظات يجد صعوبة حتى في التفكير بهكذا امر لينطقه
= لأنك تستحقي أن تكوني سعيده ولا تستحقي هذه الحياه؟ لكنك لم تجاوبيني على سؤالي؟ ما تفعلي هنا يتم بالإكرة او برضاكٍ
رفعت رأسها تنظر لعيناه وهي تهدر بقهر وكأنها لا تعي ما تقول
= كانوا في البدايه خيروني بين الموت والبقاء.. لكن لما يكون اختيار كما قالوا لي بلا إجبار... لأني اخترت الموت! واصبحت اتمناه في كل ليله حتي أرتاح
شعرت اليزابيث بألمٍ وحشيّ ينخر قلبها لكنها سرعان ما خرجت من دوامة جلد الذات على صوت آدم يخبرها بجفاء
= تبدي هادئه كانك متصالحه مع الجميع وربما كل هذا النوع من السكينه حرباً صامته ضد كل شيء...حتى نفسك؟ استمعي لي، لا أحد يعيش مكانك ، ولا أحد يعرف ما مريتي بي ، لذلك لدي رغبة في مساعدتك ، ويمكنني إخراجك من هنا... هل اذا اتاحت لكٍ فرصه للخروج من هنا للابد ستوافقي؟
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار وعدم فهم، ليكمل ادم وهو يقول بواضحة أكثر
= اقصد أنني على استعداد ان اساعدك للخروج من هنا ولم تستمري في هذا العمل مجبره بعد الان لكن وافقي بالاول وثقي بي
صمتت لحظه وهي تنظر إليه نظرة شاملة وقد فهمت أنه يريد استغلالها ثم استطردت من بين أسنانها مغمغما باشمئزاز
= ممم ، وماذا سيحدث بعد أن أوافق على طلبك وأرحل معك ، هل ساعمل لحسابك انت ..اخرج من هنا ، لاني لن أصدق أبدًا شخصًا مثلك في حياتي بغض النظر عما فعلته ومساعدتك إليه لكني من البدايه لم ارتاح لك
جحظ عينا آدم ما إن فهم مقصد اليزابيث وسارع بصوت خشن دون سيطرة يصحح
= من فضلك لا تفهمي حديثي بشكل خاطئ أنا لن أؤذيكٍ ولا أريد منك أي شيء سوى مساعدتك ولا تخافي من أي شخص يهددك هنا سأكون قادرًا على مساعدتك وفعل أي شيء حتى اقوم بذلك و تهربي من هنا
نظرت إليه اليزابيث بازدراء وصدرها يعلو ويهبط بقوة و أنفاسها محتدمة.. وكأنها تزأر بالألم وعيناها تكادان تخرجان من محجريهما من شدة انفعالها.. غمغمت اليزابيث بامتعاض وقهر
= أنت تتوهم أنك ستكون قادرًا على البقاء بجانبي فلن تستطيع البقاءَ إلى جانبي لمدّة يومين حتي .. لم يسمح لك أحد بأخذي والمغادرة بسهولة! ولم تنتظر مني المقاومه ، أنا رخو ، أزحفُ على الأرض وكئيبة ومتذمرة .. وصرت وصمة عار لم تنزع عني قط ، فهل ستتحمل هذه الحياة كما أعيشها؟ أقضي معظمها طول الوقت في هذه الغرفه أو الأزقة القابلة للطي وحدي ، فأنا أموت حرفيًا في هذه الغرفة كل ليلة. .. اخرج من هذه الدائرة الملعونة التي سُجنت أنا فيها عندما أعماني الحب في الماضي ... أشعر وكأنني ملعون بالخسارة كلما اقتربت أو أحب شيئًا يتركني ..
تطلع ادم متأهبا نحو اليزابيث فتصلبت ملامحه وتحرك من مكانه ثم اقترب منها بتوجس.. للحظات ظلت نظرات آدم مصوبة نحو اليزابيث بتدقيق كأنه يدرس ملامحها لتتحول أمامه ملامح والدته وهي تتحدث عن حالتها والعذاب الذي تتلقى منهم؟
حتما وجوده هنا هو أمر متعلق بالماضي! يتذكر كل هذه التفاصيل الماساويه في والدته لكنه حينها لم يستطيع ان يساعدها ولا يفعل لها شيء؟ وضميره يؤنب طول الوقت لانها ضحيت بنفسها لاجلة وهو لم يعرف يساعدها لذلك ربما هو هنا لأجل ذلك؟ لعله يتوقف عند لوم نفسه بعد ان يخرج تلك الفتاه من هذا المستنقع؟ ارتجف أنفاسه انفعالا بنبرته المهيبة التي لم يفقدها يوماً قائلا
= لن أؤذيكٍ أبدًا ، ستكوني بأمان معي .. أريد حقًا مساعدتك منذ أن قابلتك بالصدفة وهذا الشخص الذي لا أعرفه كان يضربك و أيضًا عندما عرفت وظيفتك بالضبط ماهي .. وكنت أفكر طول الوقت عن سؤال واحد؟ إذا كانت فُرضت عليها هذه الحياة ، فلا بد لي من مساعدتها
دمدمت بصوتٍ متحشرج لا تعرف سبب تزايد ذلك الشعور الرهيب القاتل داخلها واحست بشعور مريب يتسرب بداخلها وهي تهمس بجفاء لاذعة
= تعلم أفضل جملة سمعتها منذ فترة ، والآن اكررها داخلي؟ ليست كل فكرة يعطيك إياها عقلك ، فأنت تأخذها على محمل الجد وتفكر فيها.
ضيق ادم حاجبيه باستهجان وقال بحيرة مشوبة بالتعجب
= ما الذي يفترض ان يعني؟
شعرت اليزابيث بعذاب لم تعرفه يوما جعل حواسها تتأهب في غضب وضراوة فينطق لسانها بحريق جوفها
= هل تحتاج إلى توضيحها لك بشكل أوضح من ذلك؟ حسنًا ، استمع إلي ، أنا صبور! لم أفعل شيئًا سوى الانتظار .. طوال حياتي رأيت ما لم أرغب في رؤيته ، عشت في صمت بينما كان من المفترض أن أصرخ في مواجهة المواقف التي زعزعت استقرار قلبي ... لم يعد لدي مكان هنا أو هناك ، لم يعد لدي مكان في أي مكان ، حتى في نفسي .. أنا عبء ثقيل علي ، لا أستطيع تحمله ، الألم ينمو بداخلي ، والفضاء في صدري ضيق جدًا ، وأتمنى دائمًا لو لم أكن قد كبرت وتذوقت مرارة الحياة ، فالحياة التي عشتها كانت قد فاقت توقعاتي على الإطلاق. لذلك سواء كان أنت أو أي شخص آخر لن اعطي ثقتي إلي اي شخص مهما كان من مره اخرى؟
شحب وجه آدم لما سمعه منها.. خاصة وهو يرى دموعها تسابق بعضها وهي تهز رأسها نافية ببطءٍ شديد غير قادره على أنه تثق في رغم أنها بحاجة إلى مساعدة! عضت اليزابيث طرف شفتها تمنع نفسها من البكاء بالمزيد وعينيها تنطقان بالألم المبرح.. ثم أردفت هامسة بوجع باح بصميم وجعها
= هناك اشخاص في تلك الحياة قبل أن تموت ، و يحسبون في نهاية الحياه .. يحسبون في الدنيا أولا.. وأنا منهن ، رغم أنها كانت خطيئتي الوحيدة هي أنني أحببت ووثقت بالشخص الخطأ .. ولم أكرر هذه التجربة وأثق بأحد مرة أخرى! حتى لو كانت نيتك جيدة حقًا وتريد مساعدتي ، فأنا لا أريد ذلك ، لأنني لا أفعل ما فعلته في الماضي و أثق في رجل
حاول التحدث مره ثانيه لكنها لم تعطي اليزابيث اهتمام بل التفتت بهدوء ثم كادت تخرج من الغرفة ولكن أوقفها ادم الذي اقترب بسرعة وهو يتجه لها ليمسك معصمها بلهفة قائلاً
= لوسي.. انتظري ارجوكِ
اشتدت اعصابهـا التي كانت وكأنها موضوعة على مرجل فهمست بصوت حاد دون أن تنظر له
= اترك ذراعي ! واسمي ليس لوسي ولا تناديني بهذا الاسم مره ثانيه
تركها علي مضض و أغمض عينيه للحظات قبل أن يفتحها مجدداً ويتمالك اعصابه وبين كبرياء رجولته كانت صرخة ألم يخفيها بعينيه المتحجرة ليقول بترفع دون أن يرف له جفن
= حسنا سوف اتركك الان لكني ساعود إليكِ مره ثانيه فكري في حديثي بشكل جدي لان اتحدث بصدق وحقا اريد ان اخرجك من هذا المكان
قالها وخرج و بقيت هي مصدومة !.. نعم تريد الرحيل أو الهروب من هنا ولكن غير مستعدة لمفاجأة كهذه !.. او صدمه اخرى تهشم ما باقي منها عندما تثق في احد مره ثانيه وتصدقة.. فقد أخذت بالوعد ولم تتراجع مهما حدث؟
❈-❈-❈
في اليوم التالي دخل آدم للقاعة التي يضخ بها كمية من الاغاني الصاخبة .. بحث بعينه عن شويكار وكانت تجلس مع احد الزبائن .. لوح لها من بعيد لتستأذن منه و تأتي إليه علي الفور وتحدث معها بأنه يريد لقاء أخري مع اليزابيث.
وفي الاعلي فتح آدم الباب ودلف للداخل وأغلقه خلفه بهدوء ،وعند هذه اللحظة صوبت اليزابيث عيناها نحو آدم تطالعه بنظرات ساخطة أثارت القلق في قلبه مِمَّا ينتظره لكنه تجاهل ذلك وتقدم منها ليجلس علي المقعد أمامها وهتف متسائلا باستفسار
= كيف حالك؟
تجاهلت إياه ولم تجيب و اشاحت وجهها عنه و أغمضت عينيها ببرود وهي تجلس فوق الفراش ممده جسدها براحه، تنهد آدم بضيق وهو يراها هكذا تعامله بجفاء ثم تنهد وهو يقول بصوت هادئه
= ماذا تتمنى؟
فتحت اليزابيث عينيها تطلع إلي آدم حيث كان جسدها الضعيف في هذه اللحظة عبارة عن شعلة من المشاعر المتفجرة الغاضبة المكتومة لتقول بحده
= اتمناه؟ ما الذي تقصده؟
فازدرد ريقه قبل أن يقول بصوتٍ فيه بحة
= نعم ما بكٍ مصدومه هكذا، اليس لديكٍ احلام تعيشي لاجلها وتنتظري ان تتحقق في يومآ ما؟ جمعنا بالاساس نعيش لاجل تحقيق احلامنا وبانتظار معجزه تحدث في حياتنا لتتغير للافضل
نظرت إليه بدهشة و تناهت على مسامعها ليجعل صوتها يخونها بالصمت من سؤال؟ لتخنقها العبرات وتهتز روحها كلها داخل جسدها وكأنها تئن! في حين اضطربت عواطفها كالموج البارد تغرق قلبها وكيانها! لتهتف بصوت اجفله
= أتمنى أن أبتعد عن كل شىء أعيشه الآن.. أريد ضحكتي القديمة، وحياتي القديمة، أشعر أني تائهة، هذا ليس عالمي،. وهذه ليست دنيتي.
بدأ آدم يرمقها بلوم وعتاب قائلا
= قلتها لكٍ في المره السابقه أنني أريد أن أساعدك ، لكن أنتٍ لا تريدي أن تثقي فيه
أجابته اليزابيث بنبرةٍ جافة حملت بردًا لاسعًا وهي تنظر إلي آدم
= هل ستظل تاتي في كل مره الى هنا وتتحدث حول نفس الموضوع؟ انا حزينه علي أموالك التي تضيع من أجل لا شيء و تهدر دون فائده هنا، فنصيحه مني وفر اموالك ولا تاتي الى هنا مره ثانيه ولا تامل بأن اصدق شخص مثلك
تنهد بإجهاد قبل أن يقول
= ليس مهم الأموال، الأهم بالنسبه لي في هذه اللحظه ان اساعدك تتخلصي من هذه الحياه
انفرجت به صارخة بغضب مشتعل
= ارحل من هنا لاني لم ارضخ لك ولا اصدقك مهما فعلت أنا بالاساس ليس مرتاحة لك
ثم نهضت من فوق الفراش بغضب وهتفت هي ساخطة
= لماذا أنت مهتم بي لهذا لدرجة ولماذا أنا بالذات تريد مساعدتي؟ البيت كله هنا مليء بالنساء. إذا كانت نيتك جيدة حقًا ، فاذهب إلى فتاة أخرى وساعدها ، على الرغم من أنني أشك في أن شخصًا عديم الفائدة مثلك قادر حتى على مساعدة نفسه .. أليس لديك ما تفعله لإبقاء نفسك مشغولاً، أفضل من الركض وراء النساء وشهوتك
عض ادم على شفته السفلى يتمالك اعصابه من حديثها القاسي والمهين، لتقف هي أمامه بابتسامه استفزاز قائله بقصد
= ماذا هل شعرت بالإهانة؟ انا بالاساس لم اعتبر الأشخاص الذين ياتون الي هنا رجل حقيقي، مجرد اشبال للرجال لا أكثر.. و بتاكيد انت واحد منهن طالما أنك هنا.. شخص متحجرة القلب ومنعدمة المشاعر
تنهد آدم يلفظ الألم ثم تطلع لها ليقول بغيظ
= ليس كل الكسور نهاية حين تسقطي لم يرحمك احد حتى اضعف الضعفاء.. هل فكرتي بأنك ستظلي طول حياتك هكذا في هذا المكان أن لم تحاولي الهروب؟ لما انتٍ ضعيفه ومستسلمة هكذا يجب ان تحربي لاجل حريتك
علا الدم في عروق اليزابيث حتى كادت تنفجر من عينيها المحمرتين وهي تقول بقهر
= مستسلمه! طالما لا تعرف شيء عني لا تتحدث ولا تلومني انا ظليت هنا احارب بمفردي كثيره وفعلت المستحيل حتى اخرج من هذا المكان، لكن مع الاسف لم انجح ولا مرة، حتي عرفت بالآخير تقبل الهزيمه كأن افضل شيءً لي
ثم أغمضت اليزابيث عينيها وهي تتمتم بتلك الكلمات بنفس الألم حتى أخذت تنهت من تعب تكرارها وهتفت بحرقة قلب
= كم هو مؤلم .. أن تعيش حبيسا بين حلمك وواقعك ... لا واقعك يحتمل .. ولا حلمك يكتمل، اصبحت معتاده على الألم، وعندما يكثر الالام يختفي الاحساس وانا لم أعد أشعر بشيء
نكست اليزابيث رأسها وعم الصمت البائس بينهما لدقائق وهما على حالهما.. قبل أن يقاطعها آدم بامتعاض وملامح متجهمة
= في بعض الاحيان يجب ان تعطي لنفسك الحق في الارتياح و تقبل الحزن وليس الهزائم ، صديقيني كنت كذلك لسنوات طويلة الا أن مرضت نفسياً و فهمت انه يجب الخضوع للحرب وعدم تقبل الهزائم
انكمشت ملامح اليزابيث التي كانت تبادل آدم النظر باشمئزاز منه وهي تقول به بغضب ملامحها ونبرتها المشحونة
= أتمني أن أكون مثلك غير حساسية وقوية
ابتسم آدم باستخفاف مريرة و أردف بصوتٍ متهدج لائم
= مزحه سخيفه بالتاكيد اذا اصبحتي مكاني لم تستطيعي تحمل ما انا فيه وانا ايضا المثل، لان لا احد يتحمل عبء الاخر
رشقته بنظرات صارمة وهي تقول له من بين أسنانها ساخراً
= ما الذي احزنك جداً هكذا؟
ترققت ملامح آدم المحتدة لما يقوله وبالكاد تماسك بصلابة ألا ينهار وهو يقول بنبرة حزينه جدا من الفياض القابع بداخله
= الحياة
صمتت اليزابيث للحظات وقد هدأ ارتجافها ثم قالت بصوتٍ ضعيف
= لا افهم ما بك ولا أريد أن أعرف، بالاساس لم أعد أتفاجىء، أصبحت أتوقع أي شيء، من أي أحد، في أي وقت ولا أبالي...
هز رأسه بيأس منها بينما هي رفعت مقلتيها ونظرت إليه وقد لمحت بعينه وجع تنفست بحرارة وهي تقول بصوتها الرقيق المتذبذب
= لماذا تصر ان تساعدني هكذا ومستعد ان تفعل المستحيل لاجل فانت لا تعرفني حتي!
شعوره بالذنب تجاه والدته بأنه لم يعرف يساعدها رغم أنه كان حينها ليس باليد حيله، فابتلع مشاعره وتعابيره وغللها بإجحاف لا يريد فعل أو قول شيء من الماضي لكنه مع ذلك هتف بصوت مخنوق
= تعبيرك تذكرني بشيء! شيء مؤلم.. شيء كنت اهرب منه دائما ..الماضي المؤلم
لا يدري ما يفعله صحيح ام لا ولكن ما يعرفه حاليًا أنه لا يمكنه ان يتركها تعاني من ألم الاجبار علي شئ لا تريده وهو يقف يشاهد كيف حياتها تضيع دون فائدة بسبب ذئاب بشرية لا يملكون رحمة ...!
وفي نفس اللحظه بالخارج اقتربت شويكار من الباب حتى تطرق وتدلف لتخبره ان الوقت قد انتهى، لكن وجدت ان الباب مفتوح قليلا وعندما نظرت الى الداخل فاجئه بأنه الاثنين يقفون امام بعض و يتهامسون في شيء لم تسمعه جيد؟ عقدت حاجبيها بتعجب وعندما لاحظت ان اليزابيث رأتها اعتدلت شويكار بسرعه وفتحت الباب لتدخل وهي تبتسم ابتسامة باردة
= الوقت قد انتهى ارتدوا ثيابكم .. آه انتم مازالتو بملابسكم بالفعل لم أكن اعرف! هل تريد وقت اضافي سيد آدم
تطلع ادم بها ثم نظر الى اليزابيث مطولاً التي بادلته النظره بجمود ليهز رأسه برفض وتقدم ليرحل للخارج بصمت، بينما تحركت اليزابيث لتفرد جسدها فوق الفراش وهي تبعثر بيدها خصلات شعرها المتمرده بشكل عشوائي فوق الفراش متجاهله شويكار تماما!!.
جزت شويكار على اسنانها بغيظ من تصرفاتها واغلقت الباب خلفها وتقدمت منها بخطوات غاضب لتتساءل بشك
= عن ماذا كنتم تتحدثون انتم الاثنين؟ ما الذي بينك وبينه؟ و لما كل مره ياتي إلي هنا يطلبك انتٍ بالذات ، ورأيت قبل قليل أنه لا يزال مرتدي ملابسه ولم يخلعها وانت ايضا معني ذلك أنه لم يلمسك ، فلماذا إذن يأتي إلى هنا و يطلبك انتٍ بالاخص وبنفس الوقت لم يقترب منك؟
قطبت اليزابيث حاجبيها وغمغمت ببطء وهي تصطنع التفكير
= أتذكر أنك أخبرتني ذات مرة أن الأشياء التي تحدث داخل الغرف مع الزبائن هي سر لا ينبغي لأحد أن يعرفها ، فلا تتدخلي فيما لا يعنيكٍ سيده شويكار
احتقن شويكار وجهها بالغضب وهي تراها مصممه على جعلها مادة لسخريتها فاندفعت نحوها و جذبت اليزابيث بقوة من ذراعها من فوق الفراش، لتشهق الاخرى من المفاجاه لا تستوعب متي تقدمت منها، و جحظت شويكار عيناها ونظرت باستهجان وهي تمتمت بحنق وانفعال.
= لا تلعبي هذه اللعبة معي ، لا أدري إلى متى سيستمر هذا السلوك الوقح والاستياء منك .. لا تتسرعي في موتك يا اليزابيث ، فقد توعد لكٍ السيد أدريان بأنه بعد شفائه سيخرج باحثًا عنك كأول شخص لينتقم منك لما فعلته به، ولن يبلغ الشرطه عنك .. ولا تتوقعي مني أن أدافع عنك أو اساعدك .. لأنك تستحق هذا وأكثر
ختمت شويكار حديثها الأخير بابتسامة شماته بينما صمتت اليزابيث و لا تنكر داخلها بأنها توترت بخوف من ذكر اسم "أدريان" أمامها و انتقامة لها.
❈-❈-❈
نزل آدم الدرج بسرعة قافز كل درجتين معا إلي أن وصل لطاولة الطعام فوجد نيشان هنا بمنزلة يجلس علي رأس الطاولة وعلي يمينه زين يقف فلتفتوا إليه ما أن سمعوا صوت خطواته فتحدث آدم قائلا بتوتر
= صباح الخير، كيف حالك يا ابي لم أكن اعلم انك هنا
رمقة زين بإبتسامة هادئ ورد عليه بمحبة
= صباح النور يا آدم تفضل الفطور جاهز ساذهب لاحضر القهوة لكم .. بالاذن
رحل زين بينما أقترب آدم وجلس أمام الطاوله أعلي المقعد و والده كأن يجلس أمامه بينما يسأله والده باهتمام
= لماذا لا تأتي الايام السابقة لبيتنا لتشاركنا طعام الغداء يا آدم، هل يجب ان اتي انا بنفسي في كل مره حتى تتذكر ان لديك اب
هز ادم رأسه برفض هاتفا باعتذار
= دعها في وقت لاحق يا أبي، هذه الايام سأظل مشغول بالعمل في الشركه
عقد نيشان حاجبيه بحده متسائلا بخشونة
= ولكن أليس اليوم هو عطلتك؟
تردد آدم قبل أن يقول بهدوء
= هذا صحيح، ولكن كنت أتحدث مع زين قبل قليل.. عن المناقصات الجديدة ويجب الاعتناء بها بنفسي، قريبا سآتي اليك لا تقلق بالتاكيد سينتهي هذا العمل
ضغط نيشان على أعصابه بضيق ثم هتف بسخط
= حسنًا ، بالمناسبة ، لا تعطي زين قيمة إضافيًا وتقربه منك كثيرا، حتي لا يعرف أسرارك وكل ما يخصك! قد رايته يتحرك في المنزل برايحيه كأنه منزله.. وهو في النهايه ليس أحد من افراد العائله ومجرد خادم فقير هنا
نظر آدم إليه مطولا فهو لا يعجبه أسلوب والده في العيش وكم يتسلط علي الفقراء فلا يعجبه احد غير أصحاب المراكز العاليه ذوات شأن في المجتمع تنهد آدم وهو يفكر لما لم يتعامل والده مع الشخص لشخصه وليس من اجل كم معه من النقود، او ابن من، فقط يهتم بالمظاهر ، ثم نظر إلي طبقه ليكمل طعامه في هدوء تام غير عابئ بة من حوله فدار نيشان ببصره إليه وراقبه في صمت يحاول أن يقرأ ما بداخله وما يمر به ليقلب حياته في ليله وضحاها رأس علي عقب خلال هذه الأيام، تنهد نيشان وهو يزفر انفاسه قائلا
= سأذهب فلقد تأخرت علي العمل.. أليس تريد ان تاتي معي مثل سابق وتتعلم كيف تدير هذه الاعمال
نظر آدم إليه وقد فهم عن اي عمل يتحدث؟ وهي الاعمال المشبوهه الذي يرفض رفض تام الاختلاط بها، ليهز آدم رأسه برفض وتبسم بتوتر بينما جز نيشان علي أسنانه بغضب مكتوم منه لينهض بحده فخرج نيشان قاصداً عمله.. ليدعي آدم داخله إلي والده ان يعود إليه سالماً فكم كان يتمني أن يعمل معه ويدير أعماله ليكون بجواره ومطمئن عليه بدل من عمله هذا الغير مشروع والخطر الذي يجول من حوله .
❈-❈-❈
استمرت زيارات ادم الى اليزابيث لاقناعها بمساعدته لكن كانت دائما تقابله بالرفض او تتجاهل وجوده تماماً، لكنه مع كل ذلك لم يياس وحاول مرة اخرى.. تمددت اليزابيث على ظهرها فوق الفراش وكان آدم يقف أمامها بعيد بجانب النافذة ينظر للخارج لتهتف هي متسائلة بنبره فضوليه
= لنقل اني وافقت ان اذهب معك الى اين ستاخذني
التفت لها وهز ادم كتفه مرددا بصراحه وهو يقول بصوت هادئه
= كلها مجرد خطط مبدئية تدور داخل عقلي، لكن أريد أن تضعيه خيارا متاحا أمامنا، أساسا ااتي للمنزل هنا فقط لاقناعك، انا ليس من نوعيه الرجال الذي تقابليهم هنا يأتون لأجل رغبتهم، وكنت لا احب الاماكن التي مثل ذلك، قبل أن اراكٍ بالصدفه تزامنا مع الاحلام الماضي التي عادت لي مره ثانيه.. وفقط حينها عرفت كيف يمكن أن تدفعك الصدفة لمساعده الاخرين دون ان تعرفهم من قبل
ثم أخذ نفسا عميقا وقال بتشتت ممزوج بشجن الماضي
= لدي يقين بأن الله قد رتب تقابلنا مسبقًا، لسبب ما و ترك لنا فقط مهمة إيجاد الترتيبات فحسب و أؤمن تمامًا بأن كل شخص في هذه الحياه قد خُلق من أجل مهمه في ذلك العالم و عليه أن ينتظر حتى يجدها
لتغير حياته
اضطربت ملامح اليزابيث لتنهض وهي تستشيط غضبا هاتفه ساخرة
= هل أصبحت روحاني أيضًا؟ هل ما زلت تائهًا ولا تعرف ما الذي تريده بالضبط
خرج صوت آدم باستغراب وأسره التعجب لدقيقة قبل أن يردد
= وهل هناك من لا يعلم إذا كان يريد شيئاً أم لا ؟!
انكمشت على نفسها وهي تدير ظهرها إليه تشتاط فهدرت به بملامح جامدة يكتنفها مزيج من.. الألم..
= بالطبع ، هناك أشخاص يعيشون حياتهم كلها دون أن يعرفوا بالضبط ما يريدون. إذا عرف كل شخص في العالم ما يريده وما لا يريده ، فلن تكون هناك حاجة تسمى الندم.
أطلق نفسا بائسًا وهو يرخي ربطة عنقه قائلا بإحباط
= اذن حددي ماذا تريدي في هذه الحياه حتى لا تشعري بالندم بعد فوات الاوان
التفتت له و ازدردت اليزابيث ريقها ثم فهدرت به بصوتٍ مشحون بالحنق والعناد
= جذوري ما زالت محبوسه بداخلي واقع مرير مرت به... ولكني رسمت حياتي كلوحه فنيه معبرة.. لوحه تجذب الانظار.. في منتصفها عيونها التي انبعث منها الاشراق للجميع..
عقد آدم حاجبيه بضيق من كلماتها الغير مسبوقة وأجابها بضجر
= لا أعرف لماذا حتى الآن لا تريدي أن تثقي به. أتيت إلى هنا أكثر من ثلاث مرات ولم أقترب منك أو المسك. أعني ، إذا جئت إلى هنا لأجل شهوتي كما تعتقدي ، لكنت اقتربت منك وأجبرتك على ذلك.
أطلقت اليزابيث ضحكه عالية بقوة و استخفاف لتقول بوجه حازم دون أن ترف لها جفن
= ماذا ؟ وهل حديثك هذا يعني أنك محل ثقة ولا تريد أن تؤذيني؟ بدلاً من ذلك ، أنت تفعل هذا بقصد تجعلني أثق بك وأوافق على مساعدتك والخروج من هنا معك وبعد ذلك ستستولي عليه، كنت اعرف شخص مثلك عرفني وعاملني بكل نبل ولطف واعترف ايضا انه احبني بجنون ولم يقترب مني ولا لمسني تعرف لماذا؟ حتى سعري يرتفع ويرسلني إلى هنا كعذراء .. وهو سبب وجودي هنا!
هز ادم رأسه بضيق شديد بينما حاولت اليزابيث أخذ نفسا من بين لهاثها لتغمغم بوهن
= لا تقلل من شأن الشخص الذي أمامك، ولا تنظر إلى علي إني بريئه و صغيرة و قليله خبره، لقد مررت بالعديد من الأشياء في حياتي التي لا أتوقع وجودها في الحياة ، لذلك لا تتوقع مني أن أصدقك أو أثق بك.
تنّهد آدم ثم هدر بإنهاك و يأس
=حسنا اعتذر، لكن صدقيني انا اقدم لكٍ فرصه لم تعوض جربي و لن تندم
اقتربت منه لتقف امامه ورفعت يدها تلامس خصلات شعره الذهبية لتقول بنبرتها الخاصة الرقيقه، بينما هو ظل مكانه مصدوم من فعلتها الجريئه حين بدأت تهتف كلماتها فأحس ادم فجأة برجفة وخفق أنفاسه بينما يسمعها تقول بدلال
= أسأل نفسي دائمًا لماذا تصر على مساعدتي بشكل خاص نيابة عن جميع النساء هنا؟ ماذا ، هل وقعت في حبي بهذه السرعة من النظرة الأولى .. أشعر أحيانًا أنك تهتم فقط بمظهري ، وأنت هنا من أجل ذلك. هل جذبك جمالي عندما رأيتني في منتصف الطريق لأول مرة ثم بدأت في اتخاذ خطواتك نحوي؟ قبل أن تتأكد من أنني أبدو مثل روحك .. هيا تحدث هل تفعل كل هذا لأنك تحبني ولا تريد أن تتركني هنا وحدي مع تلك الوحوش البرية
كان آدم ينظر بزرقة عينيها اللامعة حدقت اليزابيث في عمق عينيه المخيفتين ككهفين مظلمين وقد تأججت فيهما النار على حين غرة! أما آدم فتشنج جسده في جوع إلى وصالها.. بل تلوّت روحه توقا لقربها.. وشبَّت النار فيه من كل جانب حين رفعت يدها وأصبحت تلامس صدره بخفوت.. بينما ابتلع ريقه ريقها بتوتر باضطراب من قربها وحاول أن يتحلى بالصبر وهو يتنفس الصعداء ببطء، وكانت هي تراقب ذلك لتجز علي أسنانها بعنف هاتفه باشئمزاز
= اصبحت اعرف النوعيه التي مثلك جيد، لا يهمهم غير انفسهم فقط ولا تمثل دور الرجل الخلوق الذي يحب مساعده الاخرين وهو بالاساس يفعل كل ذلك لاجل مصلحته
تراجع ادم بجسده من المفاجاه بصدمه ونظر آدم إليها بعدم فهم، و احتقن وجه اليزابيث بالامتعاض من آدم ثم ضربت علي صدره لتبعده بيدها بعنف هاتفه بانفعال
= في المره القادمه لم اقابلك لأنك تضيع لي وقتي بلا فائده ،اهتم بشؤونك ولا تتدخل في شؤون الاخرين
امتقع وجه آدم بالحرج والخزي وهو يرى اليزابيث مصممه على عدم تصديقه و ترفض طلبه بهذه الطريقة المهينة.. بلا بالاساس معتقده انه يسير خلفها لأجل غريزته.!
❈-❈-❈
بعد مرور يومين.. .
في منزل آدم، كان هو يجلس فوق المقعد شارد الذهن وبجانبه زين يشاهد مباره كره القدم بتركيز، ثم نظر آدم إلي زين ليهتف متسائلا باهتمام
= زين أريد أن أسألك عن شيء يخص والدي! أنت كنت تعمل معه في الماضي، لا تعرف لماذا لم يغلق شبكة الدعارة الخاصة بي شويكار وغيرها ، حتى تتوقف هذه السيدة عن استغلال الفتيات .. أليس هو رئيس بلدية القرية وله الحق في ذلك؟
اندهش زين من سؤاله ليشعر بالتردد وهو يردف بواقعية
= في الواقع! السيد نيشان قادر حقًا على فعل ذلك ، لكنه لا يريد أن يفعل ذلك لأنه أحيانًا يستفيد أيضًا من هاتين الفتاتين
عقد حاجبيه باستغراب بريب قائلا بشك
= ماذا كيف؟
ابتلع زين ريقه بتوتر وضيق من در فعله قبل أن يقول حقيقة والده البشعة مرددا
= أعني أن والدك أحيانًا يطلب من هذه السيدة أن ترسل له فتيات ليلاً ولكن ليس له !! فعندما كان يريد السيد نيشان شيئًا من أي شخص ويرفض يلجأ إلى تلك السيده ان تحضر له فتيات ،ويتفق معهم على أنهم يمارسون مهنتهم وينامون مع ذلك الرجال .. وكل هذا يحدث و يتم تسجيله بواسطة الكاميرات لأجل ابتزازهم
اتسعت آدم عينا بصدمه ولم يستوعب ما قاله ليصمت شاعراً بالاستحقار من فعلت زوج والدته غير مصدق، بينما لاحظ زين صمته لفتره ليقول باستغراب
= لكن لماذا أنت مهتم بهذا الموضوع؟
صمت آدم ولم يجيب عليه ليشعر بالاختناق من حديث زين عن والده! فهو يعتبر شريك معه لتلك السيده في استغلال الفتيات، هز رأسه بضيق شديد قبل أن ينهض للخارج بينما نظر له زين بقلق وهو يشاهده يرحل!
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.
في منزل شويكار ، داخل إحدى الغرف ، كانت إليزابيث جالسة على المقعد ، تقلب فنجانًا من القهوة ، وكانت هانا جالسة بجانبها تتحدث معها عن باكر وكيف كانت سعيدة معه الفترات الاخيره و تتمنى بشدة الهروب معه من هنا وتتزوجه ، بينما كانت إليزابيث تستمع إليها بوجه مظلم بدون تعبير، تحاول الضغط على نفسها حتى لا تلفظ بكلمه تفسد سعادتها رغم انها داخلها غير راضية تماماً بأن تثق برجل ..
فتحت جومانة الباب فجاه ودلفت لتنظر إلي اليزابيث و لاحت على شفتيها المكتنزتين ابتسامة ماكرة وهي تردف
= العاشق الولهان قد وصل بالخارج
عقدت هانا حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب متسائلة باستفسار
= من تقصدي؟
همهمت جومانة قبل أن تعلمها بصراحة خطيرة
= وهل يوجد غيره، الرجل الوسيم الذي يتردد على ألحانه كثيرًا حتى يقابل إليزابيث، من الواضح أنه وقع في حبك. إنه لا يأتي إلى هنا من أجلك فقط
جحظت عيناها لا تصدق أنه قد عاد مره أخري، تالفت الأعصاب من ذلك الرجل الذي لا يمل لتحث نفسها بقوة على عدم التعليق.. إلا أنها لم تقدر أن تكتم كلماتها طويلا وخرج صوتها عاصفا وزجرتها بغضب
= ليس لدي أي علاقة بي، أخبرته في المرة الأخيرة أنه إذا عاد مرة أخرى ، فلن أقابله مهما فعل. رجل سخيف. لا أفهم لماذا يصر على نفس الموضوع في كل مرة.
نظرت إليها هانا مترددة وتحشرج صوتها وهي تقول باقتراح
= لماذا لا تعطيه فرصة يا إليزابيث؟ ربما كانت نيته سليمة بالفعل ويريد مساعدتك وإخراجك من هنا. لا تفوتي الفرصة وجربي ما سيحدث بعد ذلك، ماذا سنخسر أكثر مما فقدناه؟
عادت جومانة تلح عليها بعبثها المعهود لتثير استفزاز اليزابيث قائله بخبث
= حتى لو لم يساعدك فهل هناك شخص عاقل يرفض رجل مثلة ، إذا منك ، فسأوافق على أي شيء يطلبه مني. و ادع شخصًا واحدًا على الأقل يسيطر عليه. أفضل من المئات هنا .. عدا ذلك ، أنا معجب بمظهره ، فهو وسيم وغني ماذا أريد أكثر من ذلك
تغضَّن وجه اليزابيث بالضيق ولم يمضِ الكثير قبل أن تهتف اليزابيث بفظاظة إلي جومانة الواقفة والتي لا تبدو أنها ستبارح المكان من سعادتها لتقول بصوت جامد
= جومانة ، هل تصنعي لي معروفًا؟ اذهبي إليه وقابلي هذه المرة بدلا مني
الفصل الحادي عشر
#روايه #وصمة_عار
✍️ #بقلم_خديجه_السيد
دلفت جومانة لداخل الغرفه وبعينين قد جُحضتا تكادان لا ترمشان وهما تحدقان نحو آدم الجالس فوق الفراش منتظر إليزابيث أن تأتي، فقد تعجب عندما دخل الغرفه ولم يجدها مثل كل مره! لتنظر جومانة بسعادة إليه وكأنها حصلت علي كنز ثمين لم يعوض و بدأت تعتصر كفيها ببعضها ثم سرعان ما ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهها وهي تظن أن خطتها ستنجح لجذب آدم إليها الآن بعد أن دلفت الغرفه وبقت معه بمفردها و تتنمي داخلها أن تنجح في إغواء آدم وارتكب فاحشة معه لعله يعجب بها هي بدلاً من اليزابيث ويأخذها من هنا وإلا إنها قد تجبر على فعلها مع غيره..
تنهد آدم بملل من الانتظار و ازدرد ريقه بتوتر وهو يفكر في حديثها في المره السابقه حين اخبرته بانه اذا جاء مره أخري فلن تاتي تقابله؟ لينهض آدم بسرعه بلهفه عندما سمع صوت انفاس خلفه معتقد بأنها هي! لكنه تفاجئ بامراه غيرها امامه.. تراجع آدم خطوات للخلف بغيظ عندما رأي الذي أمامه ليس اليزابيث، ليعقد حاجبيه بحده وهو ينظر لها قبل ان تتهجم ملامح بهذه الوحشية قائلا باستفسار
= من انتٍ وما الذي تفعليه هنا؟
ارتعدت جومانه من مظهر آدم المخيف قبل أن تحاول الاقتراب منه محاوله لإغرائة مما جعل ادم يصرخ بها عاليا بصوتٍ مزلزل وهو يبعدها عنة بعنف
= ابتعدي يدك عني ايتها الفاسقة؟ وقولي لي اين ذهبت لوسي! او ما اسمها الحقيقي لا اعرف
خشيت جومانة أن يسمعه أحد بالخارج فلو تعلم الكونتيسه بأنها دلفت بدلا من اليزابيث إليه رغم انه طلب اليزابيث فستعاقب بشده! فسارعت تحاول أن تجعله يصمت وهي تهتف في ادم بدفاعية
= أنا لم افعل شيء وليس لي دخل، اليزابيث هي من طلبت مني اتي اليك بدلاً منها بتلك الملابس الشفافة وأغلقت الباب علينا لاغريك ،حتي تبتعد عنها لأنها لا تريد رؤيتك مره اخرى
أظلمت ملامحه وصوب نظره نحو جومانه وبالكاد تمالك نفسه وهو يهمس لها بهسيس أرعبها من بين أسنانه المطبقة
= ماذا أخبرتِ؟ عيدي حديثك مره ثانيه؟!.
ارتجف كل ما فيها وتمنت لو تنشق الأرض تحتها ولا تواجهه في هذه اللحظة فهي لم تتوقع أن يغضب بهذه الطريقة هكذا عندما يراها أمامه هي بدلاً من اليزابيث.. حيث شاهدت ملامحه تحاكي عنفا حقيقيا تنهدت جومانة ببؤس ولم تجد غير قص علية كل ما حدث؟.
صرخ آدم بها بصوتٍ جنوني وهو لا يصدق فعلتها
= هكذا إذن كنتم تخططون انتم الاثنين لأجل أن أقع لكٍ؟ وكانني ااتي الى هنا ككل ليلة من أجل شهوتي... حسنا أيتها الحقيرة لا أريد منكٍ أو منها أي معروف، وأنا لن أكسر هامتي من أجل صديقتك اللعينة التي كنت اريد مساعدتها وليس جسدها مثل ما تفكر دائما..
و لستُ معدوم الرجولة لأخذ باقية امراه مثلك لسد رغبتي واخبري صديقتك بأنني لم ازعجها مره ثانيه
ثم اندفع آدم مغادرا الغرفه وهو لا يرى أمامه وجسده كله يرتجف في ظلمة مميتة.
❈-❈-❈
بداخل احد الغرف بالخارج تمددت اليزابيث على الفراش الصغير بمئزرها الذي بالكاد يسترها فهكذا طبيعه الملابس هنا، كانت تحدق في سقف الغرفه ودموع حارقة جديدة تلمع في عينيها تكافح حتى لا تسيل على خديها وهي تفكر فيما مضى، كانت تحب النوم فوق الحرير الناعم الذي كان مرتعا حرا لأحلام صباها الوردية الأولى.. قبل أن يلوثها الزمن وتصبح فما هي في الآن؟ كانت مجرد فتاة هانئة خالية البال تتورد لمجرد همسة غزل بريء تداعب أذنيها من أي رجل غريب عنها! و تجعلها تسهر طوال الليل تبتسم لخيالات رومانسية بريئة.. قبل أن يصبح جسدها رخيص بلا ثمن! أغمضت عينيها تغور أنفاسها للموت بالحياة وروحها تنضح وجعا..
فالآن قد تغير كل شيء، لتصبح هذا الأحلام بالنسبة لها إلا كوابيس تسوده العتمة الكئيبة والظلال الثقيلة الذي يطبق على صدرها يذكرها بكم من المرات الذي انتهك جسدها دون رحمة من اشخاص تجردت منهم الرحمه والانسانيه.. احيانا تتساءل نفسها هل هي المخطئه ام الاشخاص الذي حولها بسبب نيتهم السيئه؟ لا تصدق أنها استسلمت حتى لو قليل وبعد رفض طويل منها خضعت لهم عملا مشينا ولم تنتصر على نفسها الضعيفة بعد أن استغل الجميع قله حيلتها في الخلاص من عذاب القهر الذي تثقل ظهرها ولا مفر منه..
ليتها لم تحب وتتعلق باشخاص لم يعرفونا معنى الحب الحقيقي الطاهر والانسانيه؟ ليتها لم تقابل نيكولا هذا الحقير الذي احضرها الى هنا ورحل! ليتها لم تصبح يتيمه في هذه الدنيا ولا تجد شخص تلجا إليه ليساعدها.. ليتها.. و ليتها.. لكن الأحاديث لم تغير شيء.
بعد أن تَراكمت كُل هذه الأحزان فوق بعضها، أصبحت لا تعرف أيَّ حُزنٍ غيرها لهذا الحد...كانت تحاول العبور من ثقب إبرة نحو منطقة غير مأهولة بالظنون لذا ظن العالم أنها خيط فأغلقو بها كل الجروح المفتوحة
لكن لما الآن لم تستطيع وتحارب باستمرار.. بل لو استمرت بالرفض الشديد بالتاكيد سيملوا منها ويتركوها، بدأت تبكي ألما.. وتئن بكرامة ضائعة وكبرياء متصدع وجمال لم يبد له معالم، قبل أن ترفع يديها المرتجفتين لتكمم فمها وتكتم نحيبها خوفا من أن يعرف أحد بالخارج بأنها هنا! و جومانة هي التي مع آدم الآن.. فأنها لن تستطيع الخروج قبل منتصف الليل حتى لا يراها احد؟
ظلت منكسة وجهها للحظات قبل أن ترفع وجهها بغتة وتنظر للسقف مره اخرى، كتمت شهقة في أوج ضعفها لتقول بصوتٍ متذبذب مخنوق
= ليتني استطيع الخروج مني لاعانق نفسي بقوة
ليتها تجد حل لأيامها الصعبة التي تعيشها هنا.. لكنها انكمشت فجأة على نفسها عندما سمعت أصوات ضرب فوق باب غرفتها بعنف وقوة تعلن عن نفاذ صبر صاحبها وفقدانه السيطرة وتوقف عن دفع الباب بجسده عندما انفتح ليدلف ليام ووقف مكانه يلهث بإنهاك ويقول بغضب
= لم اصدق عندما قالوا لي انكٍ هنا و ارسلتي جومانه بدل منكٍ.. لما فعلتي ذلك ولم تذهبي انتٍ لعملك؟
نظرت إليه وهي تنهض ببطء و غمغمت له اليزابيث بنبرة قاسية مستنكرة
= انت شخص معدوم الرجوله ليام وساقولها لك مره ثانيه السيده شويكار تعاملك وتعتبرك كواحدة من النساء هنا، وليس هناك فرق بينك وبيننا.. استمع الي جيد؟ انا من من الآن وصاعد لم اسمح لك او لغيرك ان يتحكم بي.. ومهما فعلتة لم أخضع لكم مره ثانيه
تطاير الشرر من عيني ليام فوجد نفسه يصرخ بوجهها بصوتٍ مخيف
= منذ المرة الماضية ، كنت أنتظر الوقت المناسب حتى أعلمك درسًا صعبًا لا تنسيه من حياتك يا اليزابيث.. وهذا بسبب حديثك العنيف معي واستخفافك دائمًا بة والتقليل مني .. لكن بعد حديثك معي الآن أيضا، أعتقد أنه لا يوجد وقت أكثر ملاءمة من الآن.
شهقت اليزابيث متوجعة ووجهها يحمر كالدم بآثار أصابع ليام على وجنتها المحترقة بينما لم يتوقف بل اسقطها بالارض ليضربها بقدمه بعنف وقسوه..
دخلت شويكار على الاصوات وهتفت بغضب واحتدام
=ما الذي يحدث هنا؟ توقف يا ليام، لماذا تضربها هكذا ماذا فعلت؟
توقف ليام عن ضربها وعمّ الصمت في المكان لا يُسمع إلا صوت تنفسه اللاهث وبكائها الصامت قبل أن يتحكم بنبرة صوته ويقول بدناءة ودفاعية واهنة
= هذه المخادعة مجددا ترفض الخروج من غرفتها للعمل، إنها تستغل غيابنا في قضاء أمورنا وارسلت اليوم جومانة بدل منها الى ابن العمده
في هذه اللحظة نفضت اليزابيث عنها الضعف وانتفضت واقفة أمامهم مباشرة تصرخ بهم بصوتٍ مضطرب حزين
= ألا يمكن ان تتركوني بحالي لا ارتاح منكم او اقتلوني افضل لي ولكم..متى ستدركٍ يا سيده شويكار أنه بمجرد ان يقترب مني رجل ويلمسني رغم عني وينتهي مني اشعر وكانه ياخذ روحي معه وكم أصبحت اشئمزاز من جسدي و أكره بسبب لمسات الرجال عليه وبالكاد أستطيع تحمل الوضع بالسابق ولا ينقصني عبئ إضافي
هزت شويكار رأسها معترضة بعنف و مدت يدها تمسك حفنة من شعر اليزابيث بقوة وتقول بقسوة شديدة
= لا أدري ماذا أفعل بكٍ أكثر من ذلك حتى تستسلمي وتتوقفي عن التمرد. صبري نفذ فعلاً ، ولا تتوقعي مني أن أستمر في التغاضي عن معاملتك الوقحة والتسامح معكٍ طوال الوقت .. أليس في الفترات الأخيرة بدأتي بالخضوع والاستسلام؟ ماذا حدث الآن إذن؟
تجاهلت اليزابيث وجعها والواقفين امامها و تذمره ليام و نظرات شويكار الغاضب .. أغمضت اليزابيث عينيها بحسرة ودموعها البائسة تنساب على وجنتيها الباردتين حتّى تمنت أن تفقد وعيها لتتخلص من هذا الجحيم الذي تعيشه الآن ولا يبدو له نهاية فلم يبقَ في حياتها معنى للحياة وهي هنا! تتجرع دموع قلبها نهارًا كما تتجرع وسادتها دموع عينيها ليلًا.. فتحت عينيها لتردف ببؤس كأنه هناك جزء منها يتجول في هذا العالم الفسيح مرددة
= صعوبه الحال الذي كنت أعيشه بالماضي هو ما يجبرني على ذلك.. لكن فقدت صبري و كرامتي بما يكفي، وسأظل اصر على حريتي منكم واحترامي لجسدي وساتقبل الصعوبات في حياتي مهماً كانت، لكن بدون التضحية بالشرف لكن الظروف أقسى مني دائما والغدر لعب دور اساسي بزيادة علي أوجاعي
تركتها بحده وهتفت شويكار بنبره مليئه بالجفاء والقسوة
= لقد سئمت من التحذير والتهديد والتحدث معكٍ بهدوء حتى، لدرجة أنني لا أعرف ماذا أفعل معكٍ بالضبط حتى تتوقفي عن هذا الحديث وتنسي موضوع رحيلك من هنا و...
صمتت شويكار ولم تكمل جملتها من الصدمه والتوتر عندما رات آدم يقف في الخلف بأعين مظلمة ويراقب كل ما يحدث؟ من بداية حديث اليزابيث و ردت فعلهم عليها القاسية... وعندما لاحظ ليام صمت شويكار اعتقد انها صمتت لاجل أنه يعنفها و ويعاقبها على فعلتها.
وعلي بعد مسافه، انزوى ثغر آدم بابتسامة باهتة.. الآن فهم شيء من الذي مرت به هذه الفتاه في الماضي بعد ما سمعها وهي تحارب بمفردها وسط ذئاب لا تعرف الرحمة وتتمرد حتى يتركوها.. لكنه كان أكثر حظا انه استمع ذلك منها بنفسها بانها ما زالت لم تستسلم لهم بإرادتها.. و لأنه كان سيرحل من هنا ولم يعود إليها مرة اخرى.
أقترب ليام يصفعها علي وجهها بعنف شديد ولم يكمل ضربها مره اخرى حين رأئها انتشر الظلام من حولها تدريجيا وأغمضت عينيها لتفترش الأرض بجسدها الهزيل..
وجد آدم نفسه يتسلل إلى جسدها الممده بالأرض ثم يقترب منها ويحتضنها من خصرها بعناق يقربها بين أضلعه قبل أن يحملها بين ذراعيه وينهض بها ليقول قبل أن يتمالك رباطة جأشه
= من الآن فصاعداً ، لا علاقة لكم بهذه الفتاة ، وغداً سأرسل لكم زين لدفع ثمنها .. اشتريتها من اليوم وأصبحت لي! حسم الأمر..
اتسعت عينا شويكار بذهول التي ما أن رأته يتحرك بها للخارج حتى انسحبت ألوان الحياة من وجهها ولا تعرف ماذا تفعل؟ بينما كاد أن يتحرك ليام بغضب شديد خلفه لياخذها منه ولكن امسكته شويكار واشارت له بتحذير ان لا يتحرك خلفهما..!؟.
❈-❈-❈
في منزل آدم، بدأت شمس منتصف الربيع الصباحية تدغدغ صفحة وجه اليزابيث بإحساس دافئ تشعر به لاول مره منذ فترة طويلة، فتحت اليزابيث عينيها بتثاقل وهي تمطى بإرهاق.. لكنها عادت تغلقهما بانزعاج وهي تجز على أسنانها بألم شديد ينخر رأسها.. لتجد صعوبة في تحريك أطرافها.
عادت تفتح عينيها متأوها وهي تنظر للمكان بتشتت وما إن رأت ملابسها عبرا عن جاكيت بدله رجالي يسترها من الجزء العلوي فوق ملابسها الشبه عارية، وهي داخل غرفة نوم مرتبه وانيقه.. سرت إلى ذهنها مشاهد مما حدث آخر شيء بينها وبين ليام و شويكار فشعرت الجزع يهزها هزًا ويكاد يخنقها حتّى الموت وهي تفكر إذا ما كانت بالتأكد ارسلتها شويكار مره اخرى الى ليام و قد نام معها!
رفعت كفها المرتجف مثل ارتجاف قلبها على صدرها تحاول بعفوية السيطرة على نوبة الخفقان الشديدة التي تنتابها.. تبا لجسدها.. ماذا حدث لها! ما هذه الاضطرابات والخدر الذي تشعر به! اعتدلت وهي تتحامل على أحبالها الصوتية لتخرج كلماتها المتحشرجة بفيض من التوسل في نبراتها وهمست بلا صوت
= هل هناك أحد ما هنا!
بهدوء ظهر آدم جالسا على مقعد جانب الفراش يتطلع لها ويقول بصوتٍ أجش
= أنه أنا، وأنا من أحضرتك إلى هنا ، لا تخافي ، أنتٍ هنا بأمان وأنا لم أؤذيكٍ ،انا اشتريتك من تلك السيدة التي تدعى شويكار
تحركت شفتاها تنطق بحده بهمس غاضب عنيف
= انتبه لخطابك ، فأنا لست سلعة حتى تشتريها ، فأنا أنتمي لنفسي فقط
ظل يحدق بها بنفس النظرة ليقول لها بجدية يعنيها
= حسنًا ، اهدئي ، لم أقصد شيئًا سيئًا ، وأنتٍ على حق. أنتٍ حره و ملك نفسك فقط .. لقد أخطأت في التعبير اعتذار ، لكنني اضطررت للقيام بذلك حتى تسمح لكٍ شويكار بالمغادرة معي ، لكن هل ما زلتٍ لا تثقي به .. انظري حولك جيد ، أنتٍ هنا بأمان ، ولم يحدث شيء لا تريدي رغم عنك ، صدقني .. وحتى إذا لم تصدقني ساثبت لكٍ الان نيتي ، أعطني رقم أي من أقاربك حتى أتمكن من الاتصال به حتى يأتي إلي هنا لترحلي معه، أنتٍ لست مسجونة هنا .. وإذا لم تتذكري أي أرقام هواتف لأي من أقاربك ، أعطني عنوان أحدهم وسأحاول الوصول إليه
اتسعت اليزابيث عيناها بذهول وعدم استيعاب هل بالفعل سيعطيها حريتها؟ لكن عندما ذكر عائلتها ازدردت ريقها ثم نظرت جانب وجهه لتقول باعتراض
= لا أريد أن يعرف أي منهم مكاني كيف سأعود إليهم بعد ما حدث لي؟ لقد مرت عدة أشهر على اختفائي. يحتمل أنهم ظنوا أنني مت ، وهذا أفضل اعتقاد، لم أعود إليهم بعد أن أصبح شرفي بلا قيمة
نهض آدم لينظر إليها بأسي ليردف متسائلا باهتمام
= لا اعرف قصتك بالضبط ما هي؟و كيف وصلتي الى هذا المكان؟ لكن عندما سمعت السيدة شويكار تتشاجر معكٍ بشدة حتى تستسلمي لها ، كان واضحًا أنكٍ كنتي هكذا منذ البداية ولم تخضعي لها ،و أنتٍ لا تريدي هذا. أعني أن كل هذا حدث رغماً عنك ، والحياة أساءت معاملتك ، فلا تلومي نفسك وتواصلي معهم بالتأكيد عائلتك الأن في موقف صعب للغاية وانتٍ بعيدًا عنهم وسوف تلتمس لكٍ العذر
ارتجفت شفتاها بقهر ووجدت نفسها تقول بحنق ناسفة ما كانت تفكر به عندما تغادر منزل شويكار وهو أول شئ تفعله الذهاب الى عائلتها لكن الان تغير الوضع تماماً
= من فضلك أصمت ، أنت لا تعرف أي شيء ، يكفي ما يمرون به ، لا أريد أن أجلب لهم المصائب ، أصبحت عبئًا ثقيلًا وصعبًا ، ولن يتحملني أحد بعد ما حدث لي، لذلك من الأفضل أن أبتعد عنهم
لم يعقب على كلامها وأمرها بهدوء فقط قائلا بجدية
= حسنًا كما تريدي .. هذه حياتك وعليكٍ أن تقرري بنفسك ما تريدي .. سنتحدث لاحقًا. استرخي الآن ولا تفكيري في شئ
خرج آدم بخطوات سريعه دون ان ينتظر ردها بينما اليزابيث نظرت إليه بعدم فهم مساعده إليها؟ لتحاول ان تتحرك من فوق الفراش ببطءٍ شديد لتنهض! لكن جسدها خانها من ضعفة لتميل للخلف بتعب وتغمض عينيها بألم بشدة.
❈-❈-❈
في منتصف الليل.. .
اختض جسده زين بعُنف وهو يصرخ بوجه آدم بعدم تصديق
= إذاً تلك العاهرة كانت تنام في منزلنا الليلة الماضية؟ وما زالت تنام في الطابق العلوي. هل انت مجنون يا ادم؟ حتي تصطحبها إلي هنا
تنهد آدم مخرجًا بعضا من حرارة صدره قبل أن يتحدث بتحذير
= زين اخفض صوتك حتى لا تسمعك وقلت لك انني مجبر على فعل ذلك، حالها كان سيء جدا لحسن الحظ استطعت اخذها منهم و غير ذلك عرفت انها اضطرت للعمل معهم مجبوره وهي معهم بغير بإرادتها
وفي ذلك الوقت كانت قد استيقظت اليزابيث للتو علي الاصوات لتقف أعلي الدرج وهي تستمع الى حديثهم بوجهها الشاحب وهالات داكنة تحيط بعينيها حتى أنها بدأت فتاه آخري وجهها نحيفة.. تعيش أياما تزخر بالألم..نكست اليزابيث رأسها حرجا وهي تسمع اهانتها، وقد تابع زين كلامه بخشونة
= يا آدم ، أنت تساعدها وتشفق عليها من أجل ماضي أمك و يجب أن تفهم هي ليس والدتك ..استمع إلي جيد هذه الفتاه خطر ان تكون هنا، نحن لا نعرف عنها شيء غير انها مجرد فتاه تبيع جسدها مقابل المال، من الممكن ان تكون سارقه او ارسلها احد لتتجسس عليك
اضطرب قلبها في صدرها متألمة على هيئتها، انتفاخ عينيها الحمراء وذبول وجهها وذلك التشتت و الخذلان الساكن في عينها.. لتهبط اليزابيث الدرج بخطوات ضعيفه بعد ان شعرت بانها غير مرغوب بها هنا، ثم مضت قدما نحو خارج المنزل ولحقها آدم بعد أن رآها و أعطي نظره غاضبة الي زين ومع بضع كلمات يحثه فيها بعتاب مؤكدا أنها استمعت حديثه؟ لكن زين لم يعطي اهتمام له.. و تحرك آدم في الخروج من المنزل بخطوات سريعة ليجيدها قد تواصلت الى اخر الطريق وهي تركض هاربة.. ليتحرك ادم نحو سيارته بسرعه حتى يسبقها ويكون اسرع منها..
واستمرت إليزابيث بالسير ولا تعرف إلي إين؟ إلا أنها كانت شاردة ولم تنتبه إلا علي صوت سياره خلفها تصف جانبها فسارعت بعيدا عنها بقلق بالغ لتري أمامها آدم يهبط وهو ينظر لها بغضب.. وهي نظرت أمامها ببرود.
وعندما تحرك بخطوات بسيطة نحوها
استدارت اليزابيث تنظر إليه بحده تكتف ذراعيها أمام صدرها هادرة بتهكم يشوبه برود قاتم
= ماذا؟ لماذا تطاردني ماذا تريد مني؟ أنا لست جاريتك ولم أبقي معك وانت لم تشتريني وأنا سأرحل وأعيش حياتي بعيدًا عنكم جميعًا ولن يسيطر علي أحد مرة أخرى ..
تقدم آدم ليقف أمامها مباشره ليردف باحتدام هادرا
= حسنًا ، حظًا سعيدًا ، لكن من قال إنني سأوقفك ، وقلت لكٍ هذا الحديث من قبل ، فأنتٍ لست مسجونة هنا في المنزل ، وفي أي وقت ترتدي المغادرة تفضلي لم يمنعك أحد ، لكن يجب أن تخبريني أولاً ولا تهربي بهذا الطريقه.
تهدلت كتفا اليزابيث وغامت عيناها بغضب شديد منه ومن تحكمته فمن يظن نفسه حتى تستاذن منه للرحيل! صمتت وهي تتطلع الى آدم وهو يتابع حديثه قائلا بجدية
= تفضلي ارحلي ماذا تنتظري؟ لكن قبل أن تغادري ، يجب أن أحذرك من شيء فالسيدة شويكار ورجالها! ينتظروك في اخر الطريق؟ وإذا أمسكوا بكٍ ، فسوف يأخذونك إلى المنزل مرة أخرى ، لهذا العمل مرة ثانية و هكذا بالطبع ستستمري في حياتك فتاة ليلة .. والاختيار بالتأكد يعود لكٍ؟
تطلعت اليزابيث إليه باندهاش للحظات تستوعب ما قاله، وقد آلمها قلبها عندما أستشعرت من كلامه فكرة أن تعود مرة أخرى إلي شويكار ..لتقول له بملامح هادئه رغم شحوبها ثم قالت
= أتذكر أن عندما استيقظت ورأيتك جالسًا بجواري ، أخبرتني أنك دفعت المال للسيدة شويكار لتعطيني حريتي
هز آدم وجهه لها بصمت علامة رفض بيأس ثم أجابها
= أتمنى لو كان ذلك صحيح ، لكن ما حدث ليس كذلك! تلك السيدة قبلت المال لأنه لم يكن لديها حل آخر في ذلك الوقت ، ولم تستطع أن تقول لي لا من أجل منصب والدي .. لكن انا واثق بانها لم تتركك بحالك و اذا رايتكٍ امامها مره ثانيه بمفردك ستاخذك دون تفكير ، وهذه المرة ستأخذ تحذيراتها حتى لا أصل إليكٍ ، فلا تتوقعي أنكٍ خرجتي من جحيمهم إلى الأبد.
انطفت أسارير اليزابيث ملامحها من محاولتها للهروب لتحافظ على إخفاء رعشة جسدها للرد غير المتوقع.. لكن صدح صوتها عاليا بحزم وهي تتقدم منه
= كلامك يعني أني سأبقى تحت جحيمك أنت ، لأني ليس لدي حل آخر ..صحيح ، لكني لم أبقٍ معك وسأرحل ، ولا يمكنك أن تمنعني .. هل تفهم؟
كادت أن تتحرك للرحيل بالفعل، ليهتف آدم قائلا باقتراح
= انتظري لحظة ، لدي حل أفضل، ما رأيكٍ بالعمل هنا في منزلي؟
لم يتغير شيء في ملامح اليزابيث الجامدة وهي ترد بجفاء
= مهلاً ، لم افهم وماذا ساعمل هنا بالمنزل معك بمفردي ..
زفر آدم أنفاسا محتدة كانت تجيش في صدره وقد شعر بألم يتضاعف من أجلها فهو لا يقصد اهانتها مطلقاً بل يشعر بالعطف لأجلها لذلك يريد يساعدها ثم قال
= اهدائي لما دائما تغضبي بسرعه دون أن تنتظري و تفهمي حديثي ما المقصود منه بالضبط. لم أقصد شيئًا سيئًا ، ولكن كما أنك تري من حولك ، فلا يوجد هنا عمال بمنزلي غير زين ، وايضا زين يعمل سائقًا لي، ولا يوجد هنا مساعدين يهتمون بالمنزل إلا هو! حاولت بالماضي معه كثيرًا أن أجلب شخصًا ما يساعده ، لكنه كان يرفض دائمًا ، لكني كنت مصرة على ذلك، لذلك ما رايكٍ ان تعملي أنتٍ معه...
لتزرع ابتسامة باهتة على وجهها البائس فأطبقت اليزابيث شفتيها بقهر مريرة تطالع وجهه بعينين لامعتين دعا تحامل على نفسها وهي تنطق وتقول بصوت ضعيف
= تقصد أن أعمل خادمة هنا لتنظيف المنزل وتحضير الطعام لك..
رفع آدم حاجباه معترضا وقال متسائلا بصوت أجش
= لما أشعر كانك تقوليها كإهانة ، فأي مهنة في العالم طالما أنها محترمة تكون جيدة لصاحبها ، ولا تنسي أن هذا هو الحل الأفضل لكٍ حتى لا يأخذوكٍ رجال شويكار
تحشرج صوت اليزابيث من فكره البقاء وحيدا في منزله مع اثنين رجال لا تعرف عنهم شيء لكن هو معه حق العمل كخادمة افضل بكثير من عملها السابق! لتنظر إليه متحسرة وهي تجيب عليه قائله بصوتٍ متذبذب
= عرضك حقًا جميل ومناسب لي ، وكنت أتمنى الموافقة عليه ، لكني أعتذر ، لا أريد ، وأنت غير ملزم بمساعدتي و يكفي إلي هنا وسأدير حالي بالتأكيد ..
تضيق من عنادها فهو متأكد بأنها إذا رحلت فسوف تصل إليها بسرعه تلك السيده شويكار، لكن رسم البرود وهتف بها بامتعاض
= لا أرغب في تقديم عرض مرتين ، لكن عرض العمل سيظل مفتوحًا لكٍ في أي وقت إذا تراجعتي عن قرارك
ازدردت اليزابيث ريقها بعدم استيعاب وهي تري نفسها تقف في منتصف الطريق بمفردها و ادم ألتفت ليرحل تاركها تقرر مصيرها بنفسها؟ لتفكر في حديثه بالفعل اذا رحلت ستكون مطمع للجميع فهي ليس لها مكان الان؟بعد ان استبعدت فكره الرجوع الى عائلتها وبالتاكيد ستجبرها شويكار على العوده معها لتعمل عاهرة مثل سابق، نظرت إليه بتردد فسارعت تهتف بتوتر
= مهلاً أنتظر لحظه..!
توقف آدم مكانه ينظر لها بصمت، بينما كانت ملامحها مسترخية بخيبه أمل لتتعالي أنفاسها الحارّة المتسارعة تزيد من تسارع نبضات قلبها فتمتمت بصوتٍ أجش ثقيل
= لم اقتنع بحديثك وفكرت البقاء بجانب رجل حتى لو أراد مساعدتي ، لأني لم أثق بأحد مهما فعل معي .. لكنني ساوافقك الرأي أن أعمل في منزلك لأن ليس لدي مكان آخر وعليه أن أظل معك حتى أعيد لك المال الذي دفعته مقابل حريتي إلي الكونتيسه.
ثم رفعت مقلتيها ونظرت إليه بتحذير قوه مصطنع فمظهرها يدعو للشفقة حقا، كطفل شريد يأمل من أحد أن يأخذ بيده ليوصله لوالديه.. وهي ترفع يدها بوجهه بتهديد
= لكن إذا تجاوزت حدودك معي في أي وقت أو أجبرتني على القيام بشيء لا أريده وعقلك يجعلك تعتقد أنني سأوافق على أي شيء تطلبه مني حتى لو كان ضد رغبتي لأنني مجرد عاهرة في نظرك وليس لها الحق في الرفض .. لم أصمت و..
قاطعها آدم يستحسن فكرتها كي يطمئنها قائلا بهدوء
= كن مطمئنًا ، لم يحدث شيء من هذا القبيل ، وإذا حدث ، افعلي ما تريدي .. هيا لنعود الآن ، لقد تأخر الوقت
أومأت له برأسها بنفس البطيء غير واثقة فسألها هو بحذر من حالتها
= بالمناسبه ما هو اسمك؟
ضغطت علي شفتيها بطرف لسانها الجاف ثم ردت عليه بصوت وجدته بصعوبة بعد لحظات وقد أحرجت ألا ترد مرادفة بصوت منخفض
= أنا .. اليزابيث
رمش بعينيه مرة مع حركتها العفوية ثم ضيقهما مرددا وكأنه يتذوق الاسم على مهل وقال ببساطة مع ملامح وجهه الجادة
= اليزابيث !!
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار، بصمت عده لحظات ثم كسر هو صمته قائلا بإقتضاب
= وأنا أسمي.. آدم
❈-❈-❈
في منزل أدم، تقدم زين وهو يحمل صينية الطعام وهو يبالغ في جمع حاجبيه بوجه قاتم ثم وضع الصينية فوق المقعد أمام اليزابيث بقوة لتشهق اليزابيث بصدمه عندما اصطدمت الصينيه على الطاوله التي كانت تجلس فوقها وسقط عليها بعض الطعام، لتتأفف اليزابيث قائله بغيظ
= مهلا ببطء ،شاهد ما فعلته
تبدلت نظراته وملامحه وقد تبدد ملامحه القاتمه إلي التجهم وهو يردف باستخفاف
= وماذا فعلت برايك؟ أحضرت الطعام لخادمه مثلي في هذا المنزل ،على الاقل تشكريني بدلاً ان تتاففي بوجهي
ظلت اليزابيث مكانها وعينيها متعلقة بذلك الشخص الذي يقف امامها وعيناه تشع كره لا تعرف مصدره او ماذا فعلت له حتى يعاملها هكذا، لتقول بنبرة حادة خفيفة
= كل ذلك لأنك أحضرت لي الطعام؟ أنا لم أطلب منك شيئًا إلا أنه ذلك الرجل صاحب المنزل. هو الذي طلب منك أن تحضر لي الطعام رغم أنني رفضت.. واذا كنت اعرف انك ستغضب هكذا كنت ..
صمتت فجاه و عادت اليزابيث للخلف لتنظر لأعلى ويسيطر عليها الوجوم، عندما انخفض زين لمستواها بجسده وهو ينظر مباشره داخل عينيها بشدة ليخفض نبرة صوته قليلا وينحنى نحوها متابعاً
= بالنسبه إليكٍ فاسمه السيد آدم ولا تتخطى حدودك معي، فأنتٍ هنا لغرض واحد فقط! خدمة السيد آدم ولا تنسى من أنتٍ؟ ومن أين أتيتٍ من قبل إلي هنا
سيطر عليها الغضب داخلها فورا وضحت كلماتة و نظرات زين المليئه بالاستحقار و الاشئمزاز منة، لتضغط علي يدها بعنف فوق الطاولة محاوله السيطره على اعصابها.. ليثير الفوضى بصدرها و الصخب بعقلها مع عجزها الذى يشقيها.. وفي نفس اللحظه قاطع حوارهما دلوف آدم وهو مرتدي البدله يستعد للخروج الى العمل، لكن لاحظ نظراتهم الى بعض القريبه؟ رفع آدم حاجبيه بدهشة وهتف متسائلا باستفهام مرددا
= ما بكم.. هل يحدث شئ هنا ؟.
ابتعد عنها زين لتتهرب هي عينيها وتتلون ملامحها ببعض الحمرة من الاحراج و الغضب بينما هز زين رأسه وتناول الفنجان من أعلي الطاوله أمام اليزابيث ليرشف منه رشفة واحدة ناظرا إليها باستفزاز ثم تابع حديثه ببرود قاتل أصبح يؤلمها
= أبدا كل شئ علي ما يرام ..اليس كذلك يا آنسه اليزابيث
اشاحت اليزابيث وجهها بجمود ولم تجيب عليه ،وقد عم الصمت يسيطر على المنزل ونظر آدم إليها قليلا باستغراب والي زين المثل لا يفهم ما بهم ،ثم تنهد ليرحل بينما تحرك زين خلفه لكنه توقف مكانه مره ثانيه لينظر إليها باستهزاء مرادفا باشئمزاز
= آه.. لا تنسي بعد ان تتناولي الطعام نظفي مكانك جيد ،لانه بالتاكيد تلوث!
لم تهتم اليزابيث بالنظر إليه أو الرد، لكنها رفعت الطعام من أعلي الطاوله بهدوء دون أن تتناول منه ،لتنهض بتثاقل يدل على إجهاد روحها...
❈-❈-❈
في الخارج أمام منزل آدم ، كاد أن يصعد ادم إلي السياره التي تصف أمام المنزل لكن توقف عندما استمع الى صوت زين من الخلف يقول بجدية
= يا آدم ، اذهب بمفردك اليوم ، وأنا سأبقى في المنزل
توقف آدم مكانه لينظر له بعدم فهم وقال متسائلا باستفسار
= و لماذا؟ ألم تأتي لتأخذني من الشركة اليوم ايضا؟
نظر زين إليه بدهشة وحاجبين معقودين فتحدث له مستنكرا
= هل تمزح يا آدم تريدني أن أذهب معك وأترك هذه الفتاة وحيدة في المنزل ، ما زلنا لا نعرفها جيدًا ، من يدري ، يمكن أن تكون لصًة، أو أرسلها أحدهم إليك حتى تتمكن من اللعب عليك..
ارتفع آدم حاجبيه بدهشة وكأنه شخص لا يعرفه بينما تجاهل نظراته الغاضبه قائلا بملل
= ألم تشعر أنك تبالغ قليلا في الأمر يا زين، لا تخاف لا يوجد في المنزل شيء ثمين تخشاه .. ولا أشعر بالريبة حيالها
لهجته التهكمية أثارت غضب زين ليقول بصوت مكتوم دون قصد
= آدم ، لا تنخدع بالمظاهر ، ولا تحكم على أحد دون العيش معه لفتره طويله .. يجب أن نحذر من هذه الفتاة جيدًا ، ويجب ألا ننسى ما كانت تفعله قبل مجيئها الى هنا.. هي عاهره يا ادم هل تعرف ماذا اعني عاهره! تبيع جسدها مقابل المال وتنازلت عن شرفها و احترامها إلي نفسها.. والذي مثلها مستعدين عن التنازل عن اي شيء مقابل المال
ليجفل آدم وتحتد ملامحه آثار حديثه القاسي، ثم تنهد بألم من تلميحاته الغير مقصوده وحاول أن يبدو طبيعة وهو يتحدث وكأن شيئا لم يكن
= اختصر زين ماذا تريد الان؟
لم تكن إجابته سوى مزيدا من السخافة كتتبعه له ليبتسم بنفس التهكم قائلا بجدية
= سأبقى في المنزل هذه الأيام .. أنا لا أثق في هذه الفتاة العاهره ويجب أن أراقبها جيدًا
= افعل ما تريد ، سأرحل
قالها آدم و غادر دون أن يمنحه فرصة لمتابعة الحوار فهو بالفعل يهرب منه ومن نفسه ومن الماضي.
❈-❈-❈
جلست اليزابيث على المقعد الخشبي الملاصق للأريكة بعد أن وضعت اطباق الطعام بالداخل المطبخ وغسلتها كما امرها زين، شردت بحالها بتوتر وعيناها تنظر لكل جانب حوليها ،إنها لا تعرف ما إذا كانت في أمان هنا ، أم سيحدث شيء آخر .. لذا حذرت نفسها من الوثوق بهم ، مهما ساعدوها. يكفي ما حدث لها بسبب تلك الثقة الزائدة.
في حين فتح باب المنزل فجاه ودلف منه زين بعدما ودع آدم وذهب ليتقدم منها، وقفت اليزابيث من مجلسها ونظرت له بتلبك من عودته، فابتسم بسخرية لها زين وقال بشك
= لما توترتي هكذا إلي ماذا كنتي تخاطتين؟ تفاجاتي باني عدت اليس كذلك! لكنني كما قلت من قبل لم اثق بكٍ
تعجبت اليزابيث من لهجته معها ، فشحب وجهها و زاغت بنظراتها لتقول بضيق
= ليس اخطط الي شيء، اما موضوع الثقه فمعك الحق لا تثق بي.. مثلما انا لا اثق بكم
ضيق زين نظره باستهزاء وقال بلهجة غالبتها الغضب الشديد شعر وكانها تتحداه
=حقا! حسنًا استمعي اليه؟ القضية لا تستحق ضغوطك يا آنستي ، العمل الجليل ليس خطأ ، ولن يقلل من قيمتك عندما وظفك آدم كخادمة أفضل من عاهرة ،وأيضا ستمكثين معنا هنا فيجب ان تلتزمي بقواعد المنزل وتنسي ماضيكٍ ومن اين جئتي وحياتك من قبل.. والان! هيا تحركي أمامي حتى تتمكني من بدء عملك الآن .. أم أنكٍ كنتي تنتظري وظيفة أخرى هنا؟
تجاهلت تلمحياته القاسيه وابتسمت اليزابيث بجمود وقالت دون تردد
= حسنا لنبدا ،ماذا تريد ان افعل؟
❈-❈-❈
في منتصف الليل، قد وضع آدم كل تركيزه فى الملف الذى يحوى كل ما يخص ذلك المشروع التنفيذية الجديد، فلم ينتبه للوقت حتى مرت ساعة كاملة أخري ولكنه خلال هذا الوقت قد دلف شخص ما؟ إلي المكتب دون استأذن فهو قد أمر السكرتيره بالرحيل عندما تأخر الوقت، ليرفع آدم رأسه ونظر نحو نيشان باستغراب
= ابي أهلا تفضل، هل حدث شيء لتاتي في هذا الوقت للشركه
اقترب منه نيشان وهو يتساءل ويتحدث بعدم رضي
= وهل يجب ان يحدث شئ سيئا حتى اتي وازور ابني وشركتي؟ ليس هناك شيء مهم، وجدت نفسي قريب من هنا ،قلت اصعد لاراك .. واسالك أيضا لماذا تغضب خطيبتك لارا فقد حدثتني في الصباح الباكر وقالت انك منذ اسبوعين لم تجيب على اتصالاتها
تنهد آدم بضيق شديد عندما ذكر اسم لارا ليفهم على الفور لماذا قد اتى والده الى هنا، وقبل أن يجيب هذه المره! ليزحزخ عن صدره هذا الكم من الصمت الذي عانيه من تقبل الأوامر دون رفض، وفى اللحظة الثانية تحدث اخيرا هاتف بما اتفق فيه قلبه وعقله دون الاهتمام إلي العواقب
=أبي لاختصر ونغلق هذا الموضوع، انا ليست موافق على هذه الخطبه ولن اتزوج لارا
❈-❈-❈
أما في منزل آدم، أمر زين اليزابيث بلهجه صارمة دون نقاش بتنظيف المنزل بالكامل جيدا و بعدها تذهب لتحضير الطعام لهما! وجلب إليها أدوات التنظيف وما إن انتهى من أوامر دخل الغرفة تاركها حتى شرعت بتنظيف المنزل و بدأت بالأريكة والمقاعد من التراب الذي عليهم و أمسكت بكفها بعصاه بلاستيكة قمتها مهيئة على شكل مربع مثقوب بكثرة تهوي به على الأريكة كي تنظفها من الأتربة ، وعندما لمع الاثاث وبعد إنتهائها من تنظيق الأريكة والمقاعد ألتفتت للجهة الثانية كي تأتي بالمكنسة كي تشرع بتنظيف الأرض بالماء و بمسحوق سائل برائحه ورديه جميله.. .
وكان علي الجهه الاخرى كأن يراقبها زين في كل حين واخر دون ان تراه وينتظرها حتى تتوقف عن التنظيف ليبوخها بسخط؟ لكن تفاجئ بها لم تتوقف عن العمل..
وظلت اليزابيث هكذا ساعات متواصله في التنظيف رغم انها قد شعرت بالتعب الشديد لكنها لم تتوقف، وعندما انتهت من تنظيف المنزل بالكامل ذهبت إلي المطبخ مباشره لتجهز الطعام كما امرها زين، كانت تقف أمام الموقد وتطهي طعام العشاء عليه ، وعلى وجهها ترتسم شحوب مليئة بالاجهاد و التعب لكن لا تنكر ان داخلها أصبح قليلا من الامل لأول مرة تشعر به وذلك لانها ابتعدت عن شويكار وعن مستنقعها القذر.
❈-❈-❈
بالمكتب ، كان نيشان يقف بالداخل ووجه يكسوه الحمرة بغضب من كلام ابن زوجته آدم الذي تبناه و ربه حتى ينفذ اوامره دون نقاش لكن الان يعارضه، اطال بنظره إلي الذي يقف أمامه يكابره و يعانده، ثم صرخ به بحدة
= لم أسمع جيد! ما الذي قلته من قبل يا قليل الادب
نظر له آدم بضيق ظهر واضحًا على وجهه وقال بإصرار
= قلت لم أتزوج من لارا، لم أجدها فتاه مناسبه إليه ولن احبها في يوم و الأهم إني ليست مرتاح معها، أعتذر يا أبي عن قلة أخلاقي لكني لن أتزوج من لارا..
جز نيشان علي أسنانه بغضب وهتف بحدة
= أتعانديني وترفع صوتك عليّ أيتها الحثالة.. هذا جزاتي انني اعتبرتك مثل ابني ورعايتك طول هذه السنوات حتي ترفض ما اامرك بي .. وتقول بوجهي لا
أنصدم أدم من رد فعله و كلماته، و لم يتأثر على أثر صراخه ليقول و الدماء تغلي داخله لكنه كتم غيظه بداخله أحترامًا له
= هذا الحثالة اعتبرك والده هو أيضا ، وتغاضى عن ظلمك وتجبرك عليه، وظليت السنوات الماضيه صامت ولم اعترض ولم افعل شيءًا لذاتي وقضيت سنوات عمري اخضع لك ولأحلامك التي ترسمها إلي نفسك قبل مني..
نظر له نيشان بقلة صبر وصرخ به بعنف
= أصمت يا قليل الأدب.. آدم لا تتعدي حدودك وسوف تتزوج من لارا ولن تخالف اوامري مهماً كانت، انا لم اتركك تذهب الى فتاه اخرى تضحك عليك و تخسر العموديه بسببها، لارا فتاه جيده لك ونعرف أسرتها، وهي تحبك وتريدك و شقيقها الوزير وسيكون اليد اليمنى اليك في المستقبل عندما تنتقل العموديه اليك
فتح آدم فمه ببطءٍ ليخرج الكلمات من فمه ببعض السخرية المريرة غير مصدق مبالاه والده إلي مشاعره تجاه لارا وأنه لم يراها زوجه مريحه الي وسعادته لم تكون معها! ومع ذلك لم يهتم اليه وكل ما يهمه مصلحته فقط.
= قلت لك انني لم اكون مرتاح معها ولم احبها، وانت كل ما يهمك انها تحبني و تريدني.. و العموديه! هل كل ما ذكرته اهم من راحت إبنك يا !! يا سيد نيشان
كان نيشان جامد الوجه ، ونظره معلق على أثر وقوف آدم ، الذي ولأول مرة يدعوه بأسمه وليس "بـ ابي" ، وكان آدم يبادله النظر له بنظرات مختلفة ، فـ آدم ينظر له بجمود و ملامحه حزينة ، فخرج نيشان صوته بصرامة قائلا
= ساعتبر نفسي لم اسمع شيء من هذه السحافات.. وزواجك من لارا سيكون قريبا جدا !.
❈-❈-❈
يتحول الإنسان في غمضة عين من حال إلى حال .. بعد أن يتخللنا اليأس ،يتسلل لكل خلايانا ..نؤمن أن لا مفر وأن الهلاك أحكم طوقه من حولنا ويسحبنا تجاهه
فتتدخل إرادة القدر .. تفعل ما يشاء وما كتب لنا ،ولو اجتمعت كل الظروف على هلاكك لن تهلك .. إلا بمشيئته فتشبث دائما بإيمانك..
بعد أن انتهت اليزابيث من تجهيز الطعام ظلت جالسه بالخارج أمام ذلك المنزل التي يتضح أنه ملك لذلك الرجل الذي أنقذها .. والذي غادر منذ ساعات تاركا إياها وحدها مع زين! لم تتوقف عن سؤال نفسها وهي تجلس على المقعد متكومة تضم ركبتيها لصدرها وتلف ذراعيها حولهما مستندة بذقنها.. ماذا الأن .. ماذا سيحدث .. من الواضح أنه لا يوجد نساء في ذلك المنزل ياتون! بل رجال فقط.. وربما تكون الفتاه الوحيدة هنا، لن تنكر ذلك هي خائفة بل مرتعبة .. لا تعلم ما نية هؤلاء الرجال الذين ستعيش معهم من الان و الى متى لا تعرف ايضا؟ علي الرغم من عدم إساءة آدم إليها وأنه أنقذوها أيضا من مصير بائس .. لكنها في النهاية فتاة وحيدة بالطبع ستخاف من موقف كهذا.. رغم سفرها وحبها للمغامرات في السابق ،لكنها عندما كانت تقوم بأي مغامرة كان والدها معها دائما وأمها أحيانا ..و هذه المرة الأولى التي تقوم بمغامرة هي وحدهما وقد انتهت المغامرة بكارثة !!..
رفعت راسها وأغمضت عينيها ترتجف وهي تعود راسها للخلف و دموعها تتساقط بألم شديد ،تحاول التمسك لكنها تبدو من الإرهاق والتعب حتى لا تستطيع التمسك .. تحاول تجنب الذكريات بالقوة وهي تمسد على جبينها ولكن لا تستطيع.. و تتذكر بعض لقطات كأنه حلم بعيد ..
صف آدم سيارته و هبط وعندما التفت نظر لها نظرة مندهشة وهو يجدها على تلك الوضعية بالخارج رغم تعب ملامحها تبكي.. هذه الفتاة دائما تتألم من شئ لا يفهمه ليقترب منها وتكلم بهدوء جاف قائلا
= لماذا تبكين و تجلسي هنا.. هل اساء اليك زين وانا بالخارج؟
انفزعت اليزابيث من مكانها متفاجئ بي امامها ونفضت أفكارها الكثيرة المتلاحقة محاولة الهدوء وقفزت برشاقة من المقعد للأرض تجيب بتوتر وتمسح دموعها
= لا! لم يحدث شيء ..وقد فعلت كل ما امرني بي سيد زين، نظفت المنزل واحضرت الطعام بالمطبخ
نظر لها وهو يضيق عينيه مجددا إلي ملامحها ونبرتها المشحونة بالحزن بينما يميل برأسه قائلا متسائلا
= هل دائما تنظرين بحزن هكذا ؟.
كادت أن تتساءل عن ماذا يريد منها وما الذي أتى به ليأخذها إلى تلك المنطقة وينقذ فتاه مثلها لا تليق بهيئته ومكانته.. لكنها وجدت نفسها أطلقت صوتا من حنجرتها دليلا على مدي تأثرها وهي تردف بحزن لم تستطع إخفائه
= هاه.. برايي لا احد يختار قدره
هتف بعذوبة دغدغت جميع حواسها تتأهب وهي تسمعة يقول بالسان حاله يردد
= إذن قدرك هو ان تكوني حزينه دائما هكذا
نظرت إليه اليزابيث مطولا ثم أومأت برأسها ببطيء وكانت تلك أول إشارة تدل أنها تنتمي لما حولها بعد أن كانت شارده و مصدومة لكنها لم تفهم على أي شئ تحديدا تجيب لتقول بصوت منخفض
= ربما .!!
صمت قليلا هو الأخري ثم أردف وهو يقف نفس وقفته ويداه متقبضتان وراء ظهره
= قلتي الطعام جاهز معنى ذلك انك تجدين الطبخ؟ .. رغم انني كنت اريد النوم من إرهاق العمل.. لكن ليس هناك مانع أن أجرب طعامك.. لي ارى الى اي درجه ماهره في الطبخ
❈-❈-❈
بداخل المنزل بالصالون كان آدم يجلس أعلي الطاوله و زين و اليزابيث يرصون الطعام فيما بينهم أعلي الطاوله ففي هذا الغرفه الذي على ما يبدو خصصوه للجلوس فيه .. ويوجد غرفة من ورائهم يبدو أنها المكتب الخاص به آدم، بعد أن انتهو من وضع الطعام جلس زين أعلي المقعد بينما ظلت اليزابيث واقفه تنظر حولها بحرج لا تعرف ما الذي عليها فعله وقد بدأ آدم التناول على الفور فمنظر الطعام شهية جدا، احمر وجهها له و منعا لهذا الموقف المحرج تحركت لتسير الي المطبخ ..فرفع آدم نظراته لها وهو يقول باستغراب
= إلي إين ..ألن تأكلي معنا؟
التفتت له و ردت بخفوت محاولة السيطرة على خلجاتها مبتلعة ريقها بصعوبة
= لا لست جائعة .. شكراً
كانت تكذب بالفعل فـ معدتها ظلت ليومين لم تتذوق طعم الطعام حتى في الصباح لم تتذوق الفطور الذي جهزه زين اليها؟ عاد حينها يتحدث ببساطة قائلا بنبرة آمرة بعض الشيء
= لا يوجد حساسية في ذلك.. اجلسي لتناول الطعام معنا. الخدم هنا يأكلون على طاوله الطعام ، ولا مشكلة في ذلك. شاهدي بنفسك زين جالسًا على المقعد جانبي و هذه عادة هنا يأكل معي كل يوم .. وأنتٍ لم تأكل منذ أن تم إنقاذك.. اقتربي حتى لا ينهار جسدك ، فأنتٍ بحاجة إلى طعام .. تعالي .. قبل أن أنتهي من هذا الطعام اللذيذ
نظرت إليه مترددة لينظر إليها زين بطريقة مستفزة وقال بفظاظة
= هل ستظلين كتمثال مكانك .. أم ترغبين لو آتي وأحملك بنفسي لتتقدمي ، اسمعي الكلام وتقدمي
امتقع وجهها بين إحراج وغيظ منه لكنها ابتلعت فظاظته و إجابت بهدوء مصطنع
= شكرا ساتناول في المطبخ افضل
صمت آدم قليلا ثم فتح فمه وكأد ان يرفض مره ثانيه لكنه فكر بانها تخجل منهم و ان تتناول بالداخل افضل باريحيه لها بينما رفع إحدى حاجبيه ليجد أنها ما زالت ترتدي جاكت البدله فوق قميصها القصير تداري جسدها به.. و لاحظت اليزابيث نظراته لتفهم ثم تنفست عدة مرات تستجدي الإسترخاء وهي تقول
بارتباك
= أنا آسفه .. لكني لم أجد غيره من ملابس التي تناسبني ، لكن لا تقلق ، سأقوم بتنظيفها غدًا وأحضرها لك
هز ادم رأسه برفض هاتف بتفكير
= لا ليس هناك مشكله.. انا كنت افكر بانك بالفعل تحتاجي الى ملابس تناسبك فلم تظلي هكذا ترتدي ذلك، لكن لا تقلقي في الصباح الباكر سوف احضر لكي ملابس ترتديها مناسبة
.. وعند النوم سوف تجدين غرفه صغيره بجانب المطبخ، هي صحيح ليس مرتبه لكنها مناسبه اليكٍ لتنامي فيها
لم تستطيع ان ترفض فهي بالفعل بحاجه الى ملابس لذلك صمتت ونظرت له بامتنان ثم استدارت خارجة مغلقة الباب خلفها بهدوء، لينظر ادم الى زين ليطلب منه ان يحضر اليها ملابس... لكنه سأله بصبر نافذ حاول عدم إظهاره
= هل تتحدث بجدية يا آدم ، أرى أنك مهتم بها وهذا خطأ كبير ، صدقني ، مع مرور الوقت ، سيزداد الأمر عندما ترى جميع طلباتها مُستجابة .. في رأيي ، لا تعطها الكثير من الوجه ولا تثق بها.
زفر آدم وكأنه أصيب بالصداع من ثرثره زين ! نظر له يرفع حاجبه المشقوق يقول بانزعاج
= زين لا تخبرني نفس الشيء في كل مرة .. إذا رأيت منها شيئاً سيئاً .. لم أنتظرك لتتكلم بالتأكيد سأعاقبها أو أطردها من هنا .. لكني لم أرها تفعل شيئاً خطأ حتى أسأ معاملتها و بالمناسبة ، لم يعجبني ما فعلته اليوم ، لكني لم أتحدث أمامها.. ليس لأنها وحدها وليس لديها من يحميها ،و مضطره للجلوس معنا تحملها جميع طلبات المنزل والطبخ .. بإذن منك ، لكن من الان وصاعدا بعد اذنك ستقوم بتنظيف المنزل انت ..وهي وستتولى شؤون المطبخ
طالعه زين بطرف عينيه بعدم تصديق، فسأله أدم باستغراب زائف حينها بملامح مندهشة وحاجباه ارتفع ليقول ببراءة مصطنعة
= ماذا .. لماذا تنظر إليه؟ أتذكر في الماضي ، أنك دائمًا كنت لا تحب الطبخ ، أو بعبارة أخرى ، لم تكن لديك مهارة مثلها.. فقد اعجبني طعامها و ساعينها طباخه المنزل وانت تهتم بالشؤون الاخرى مثل ما كنت تريد ..حسنا
فأغمض زين عينيه بقوة حتى كاد أن يعتصرهما ثم فتح عيناه ولسان يردد بصوت غاضب بنفاذ صبر
= افعل ما تريد يا آدم. أنا لم أجادل معك. سأتركك وشأنك حتى تعرف حقيقة هذه الفتاة وتصدم من واقعها، حتى تعرف اني معي الحق فان لا اثق بها.. لكن صدقني ستندم على ثقتك الزائده بهذه الفتاه
= عن اي فتاه تتحدثون ؟؟.
ألتفت زين و ادم بسرعه نحوه الصوت لتكون لارا أمامهما فقد دلفت من باب المنزل المفتوح و استمعت الى اخر كلماتهم، صمتت بملامح عابسة مغتاظة تبا لقلة ذوقها ..وكالعادة لم تمنع نفسها من الهمس بفضول
= لماذا لم تجيبني.. من هذه الفتاة التي تحدثت عنها للتو؟ يا آدم
طالعها آدم بطرف عينيه قائلا ببرود
= هذا ليس من شأنك ... لكن الشيء الأكثر أهمية الآن هو أنه من الجيد أن تطرقي الباب قبل أن تدخلي مثل اللصوص وتنصتي على الناس.
❈-❈-❈
في منزل شويكار، بداخل احد الغرف كانت تجلس فوق المقعد شاردة بضيق شديد تشعر بالعجز لانها لم تستطيع ان تفعل شيء حتى الان وتسترجع اليزابيث إلي هنا مره اخرى وإلي مستنقعها.. بينما كان ليام يقف أمامها ينظر لها ببؤس ليقول بسخط شديد
= هل سنبقى هكذا ، مكتفين من أيدينا ونترك هذا الشخص الحقير الذي أخذ إليزابيث منا دون أن نفعل شيئًا له حتى نعيدها؟
ضيّقت شويكار عينيها هادرة
= اصمت ليام. أنا لا أنتظر منك أن تخبرني بماذا افعل .. أنا أفكر بالفعل في حل ، فيجب أن تعود إليزابيث إلى هنا إذا بقيت هناك ولم نتمكن من استعادتها ، فإن بقية الفتيات ستتمرد علينا .. لذلك يجب أن أجد حلًا سريعًا.. لكني لا أعرف ماذا أفعل ، بعد كل شيء ، فهذا هو ابن العمدة ذاته
انفلت أعصاب ليام ليهتف بها بغضب بتهور
= وإذا كان! فعلينا فعل أي شيء ، حتى لو أمرتي بقتله ، فلن أتردد لحظة
نهضت شويكار بحدة وهي تقف أمامه تحذرة بقوه و بنبرة ذات مغزى
=إياك! لا تفعل يا ليام ، لا تتصرف بدون الرجوع إليه. أعلم جيد أنك دائمًا متهور في سلوكك، صدقني عقوبتك ستكون صعبة..فلم يتم حل هذه الأمور على هذا النحو. يجب أن نفكر بعقلانية حتى لا نقع في المصائب.
❈-❈-❈
في منزل أدم ، نهض من المقعد وترك لارا بالاسفل ليتجه الى غرفته فهو منذ اخر مقابله بينه وبين والده اصبح يكره رؤيتها، دلف غرفته واغلق الباب خلفه بضيق شديد وقبل ان يتجه الى المرحاض ليبدل ملابسه، انفتح الباب دون مقدمات ودخلت لارا. ! التفت آدم إليها بملامح متهجمه وهو يقول بحده
= هل جننتي كيف لكٍ ان تدخلي هكذا غرفتي، قلت لكٍ للتو من الذوق ان تطرقي الباب أولا قبل ان تدخلي
جزت لارا علي أسنانها بعنف هاتفه بابتسامة عريضة بارده
= لكني ليس غريبه عنك يا آدم وقريباً سيصبح هذا المنزل منزلي عندما نتزوج
ضرب آدم بكفه ببعض غير مصدق وقاحتها وقال مشدداً علي كلماته بتحذير
= هذا الحديث لم يحدث مهما فعلتي يا لارا وانا لن اتزوجك ولا اريدك في حياتي
تنهدت لارا بحُرقة قلب وقالت خافتة بصوتٍ مرتجف
= آدم توقف عن قول هذا الكلام، انت لا تعرف بماذا اشعر عندما تقول ذلك؟ أشعر أن قلبي محروق، هل هكذا سنفسخ خطوبتنا وتنتهي علاقتنا للأبد؟ مستحيل انا لم استطيع ان انساك انا احبك بصدق اعطيني فرصه واحده فقط و ساثبت لك حبي
أظهر آدم تعاطفا مزيف وقال لها
= لا الموضوع ليس صعب وستتجاوزين الأمر سريعا عندما يتقدم لكٍ رجل آخر ثري يحبك ولا يعرف الكذب والخداع له طريقا
غمغمت لارا ببؤس ووهن
= لكن انا اريدك انت ولا اريد غيرك.. أخشى ألا أتمكن من نسيانك فقد أدمنت على وجودك، وهذا ما جعلني اتجاوز كلماتك الجارحه الي طول الوقت
اكتسب نبرة آدم الصرامة وهو يأخذ واجهة الرجل الحكيم الذي يستمد كلامه من خبرته المكتسبة من الحياة وقال بجدية
= هذا ليس حب يا لارا، العلاقه التي تتطلب منك التنازل عن كرامتك علاقه سامه لارا، وادمانك بجانبي أضراره أكثر من فائدته لذلك حاولي.. أن تنسيني فقط
هزت راسها برفض وبدات الدموع تلمع في عينيها بحزن حقيقي وهي تهتف بألم
= لا أظن أني أستطيع تجاوزك بسهوله، لماذا لا تعطيني فرصه فقط بما أن الألم باقي لي في كلا الحالتين!
عَبَس آدم بملامح مكفهرة قائلا باحتدام
= هذا غير صحيح يا لارا وجودك بجانبي هو أكبر ألم وحبك لي مثل التدخين. قد يظن المدخن أن الاستمرار في التدخين عذاب ، وإيقافه عذاب آخر ، فتضعف إرادته ويستمر في التدخين ، متجاهلًا أن العذاب الناتج عن الإقلاع عن التدخين عذاب مؤقت ينتهي بآثار الانسحاب ، وسرعان ما سيبدأ حياة صحية ونظيفة خالية من مضار التدخين .. فحاولي أن تعتادي على عدم وجودي بجانبك ، وهذا أفضل لكٍ
نظرت إليه عده لحظات اكتنفت الجدية لارا وقالت بنبرة قوية
= انا ليست صغيره ..واعرف جيد ما هو الافضل لي؟ .. و الافضل لي ان اظل جانبك وستحبني في يومآ يا ادم
اتسعت عينا آدم بعدم استيعاب فما زالت مصره على ما تريده؟ بعد كل ما قاله! تقبضت يد آدم وعقب بغضب شديد
=تعلمي! كنت في البداية؟ لم أكن أكرهك ولا أحبك ، وأحيانًا كنت أعتبرك صديقًة لي ، لكن بسبب أفعالك الأخيرة ،اصبحت أكرهك كثيرًا لارا ، وليس هكذا فقط ، بل سأدخل في صراع مع نفسي من أجل أن لا اقع في حب فتاة مثلك .. إلي الخارج .. اخرجي الآن
مسحت دموعها بقوة وغيظ منه ثم اظهرت ابتسامة متشنجة بسماجة ظاهرية وهي تتحرك بقوه زائفه لتسير الى الخارج.. بينما تنفس آدم بهدوء يجاهد نفسه ألا يرتكب جريمة بسبب عنادها و إصرارها الوقح!
الفصل الثانيه عشر
#روايه #وصمة_عار
✍️ #بقلم_خديجه_السيد
_________________
بعد مرور اسبوع.. .
بداخل غرفه صغيره كانت اليزابيث تتقلب على جانبيها وهي تشعر بدفيء غريب تشتاقه يتسلل إليها .. ونعومة تلفها كالبلسم فتقلل من ذلك الألم الذي تشعر به في كل أنحائها من آثار تعذبها من قبل .. وهواء كنسيم الربيع يتطاير من حولها أثار دهشتها .. فتحت عينيها ببطيء ترمش قليلا منزعجة من اشاعه الشمس التي تصل لوجهه ذلك النور الذي يداعب جفنيها فيجبرها على الاستيقاظ قادم من النافذة.. اصطدمت عيناها ما أن فتحتهما بسقف خشبي بلون الخشب البني الدافئ تتدلى منه رسومات صغيرة بشكل جميل .. لتعقد حاجبيها غير مستوعبة بعد .. ما هذا !! وعندما نظرت جانبها دون حركه لتفهم علي الفور اين هي؟ ولم يكن غير منزل آدم؟ ذلك الشخص الذي لا تعرفه الذي انقذها من الجحيم منذ اسبوع واستضافها الى بيته حتي يبعدها عن رجال شويكار ويساعدها تضل بأمان..
توقف عقلها عن إسترجاع ما مضى من سبع ايام عاشت بها مرتاحه ، طاهرة ، ذات شرف دون أن يجبرها أحد علي شئ لا تريده ، حتى ترتيبات المنزل اصبحت تتولى شؤون المطبخ فقط ليست عكس ما توقعت أنها سوف تتولى شؤون الجميع هنا والمنزل مثل اول يوم لها هنا؟ عندما طلب منها زين ذلك.. لكن تفاجات في اليوم التالي بان آدم أمرها بأن تهتم بالطبخ فقط.. حتى لم يزعجها ولا أجبرها علي شئ ما كانت تخشية والاهم انها ابتعدت عن شويكار
لكنها تعلم أنها سيئة الحظ و راحه البال هذه لم تستمر طويلاً ، فما هي تنام على ما يسمى فراش من قدم بتلك الغرفة الرديئة البناية التي تقطن بها الآن ، لكن فلا وجود للسعادة بحياتها ، وكانت لابد أن لا تسعد وتعيش الوهم من البداية ، فالجميع يعلم أن الوهم يتلاشى فجأة كالسراب ، وهذا الوهم كسر قلبها ، كسرها.. أكثر من رحيلها عن شويكار !!
أما زين هذا البغيض فمزال يضايقها كل حين عندما تاتي الفرصه لم يفوتها دون ان يجرحها ويذكرها بماضيها فالسبب انه واثق انها فتاه سيئه وتريد اذيه صديقه و يريد يبعدها عنه، فهذا دائما الطابع الاول الذي ياخذوا عنها الجميع لأجل عاملها كـعاهره حتي إذا كانت هي مجبره ولا تريد هذا؟؟ ولم تسعي إلي تلك الحياة مطلقاً ..لكن في النهاية تسمه فتاه سيئه السمعه ويجب ان يبتعد عنها الجميع حتى لا يتلوث و كأنها مثل الوباء الضار! ومثل الشيطان وهم الملائكه!
تعيش في مهانة الكرامة ومكسورة القلب دون علم أحد ، ومن وقتها وهي تقيم هنا .. معهم و تطبخ إليهم لكن لا يهم الحياه هنا افضل من حياه شويكار بكثير، بعد فترة نهضت وخرجت اليزابيث من الغرفة التي تطل على ممر واسع لتقترب من السور الحديدي الأسود تنظر للسماء الصافية أمامها و الشمس كالماس المغري للعين تلمع بأشعة صافية وكأنها تشعر و اخيرا بالحريه وليست مسجونة ..
أغمضت عينيها ترتجف برهبة وهي تستعيد تلك اللحظات التي كانت في جحيم شويكار.. اغتصابها عده مرات.. و عذابها.. وضربها..فهل يوجد ما هو أسوأ لحظات من تلك التي تكون فيها يائسا .. متأكدا ألف بالمئة من دنو الموت منك .. فيقبض روحك بأكثر الطرق ألما وعذابا !. عادت لفتح عينيها تزفر نافضة الذكرى الأليمة .. وشعرها القصير يتطاير للخلف تسحب عدة أنفاس من الهواء المنعش تهدئ من روع قلبها الذي انفعلت ضرباته وكأن مجرد تذكر الأمر يُعيده لهلع اللحظات المجنونه ..لتتحرك بخطوات سريعة بنشاط حتي تبدا يومها في منزل أدم!.
❈-❈-❈
عندما انتهت اليزابيث من تحضير الفطور و غسلت الصحون خرجت لخارج الحديقه تسير ثم تقدمت لطرف حوض الزهور لتلمح تلك الزهور التي كانت تعرفها جيد وكان يحضرها اليها والدها من البلاد الاوروبيه بالخارج مخصوص اليها.. ضحكت بخفوت حزين ودمعة تدحرجت من بحرها الأسود وهي تتذكر تلك السنوات التي لم تدوم، ليت لم يموت والدها وظل بجانبها ليحميها من غدر البشر.. على الرغم من إنها لحد الأن بخير .. لكن لا تعلم إلى أين ستصل.. لتقترب اكثر تقطع احدى الزهور وهي شارده بحزن في ذكرياتها مع والدها
ليظهر أمامها فجاه زين وظهرت خطوط حمراء من الغضب في عينيه ثم نظر من زاوية عينه إلى إليزابيث ليتحدث بنبرة صارمة تشبه الصراخ
= ماذا فعلتي أيتها الحمقاء ، كيف تجرائي على الاقتراب من ورودي ، هل تعرفي قيمتها قبل أن تأخذها هكذا دون إذني حتى ..
شهقت اليزابيث بخضه ثم زفرت نفسا طويلًا قبل أن تهتف بغضب شديد
= كفى صراخًا ، لقد أصابتني بصداع ، لا أصدق كل هذه تلك الصرخة من أجل زهرة واحدة أخذتها دون علمك
ضغط زين على يده في غضب مكتوم بينما نظر زين إلى اليزابيث باشمئزاز وقال بحدة
= هذه الأزهار تخصني فقط ، وقد زرعتها هنا ، وأنا أعتني بها منذ شهور للاستمتاع بمظهرها الجميل.. وتأتي فتاه مثلك غبيه لا تعرف قيمتهم تقطعها بذلك الطريقه
ابتسمت اليزابيث ببرود لتقول متحدثًه بسرعة بثقه
= مخطئ ، أنا أعرف قيمتها جيد ، هذه الزهور تسمي أزهار الزعفران ومن أغلى أنواع الزهور في العالم. تستخدم كأحد أنواع البهارات ، وهي باهظة الثمن ، حيث يصل سعر نصف كيلو الزعفران إلى 1500 دولار. هل تعلم أن هذه الكمية الصغيرة من الزعفران يتم حصادها عن طريق حصاد ما يوجد أكثر من 80 ألف زهرة زعفران؟؟ .. هل تريدني أن أشرح لكٍ المزيد عن زهور الزعفران .. فكان لديه نفس الشيء في حديقتي القديمة والعديد من أنواعه
اتسعت عينا زين بصدمه بأنها عرفت نوع هذه الزهور فهي من النوع النادر و باهظة الثمن، ثم ابتسم زين وقال ساخرًا
= بالطبع ، كنتي تعملي خادمة لهم في تلك الحديقة .. اسمعيني جيد اخر تحذير اليكٍ لا تقتربي من هذه الازهار و إلا ستجدين رد فعل مني صعب للغاية
ضغطت اليزابيث على أسنانها بعنف من أسلوبه في الحديث معها وحاولت ان تتملك اعصابها، بينما كانت عروق رقبة زين بارزة بشكل غاضب وعادت اليزابيث ببطء بخطوات بتوتر وهي تراه يتنفس بعنف وأنفاس مسموعة وصدره يرتفع ويهبط بشدة وظهرت حبات من العرق على جبهته من شدة غضبه فنظر إليها بعيون حادة مليئه بالكره ويقول بصوت خفيض بابتسامة مشـ.ـبوهة
= فتاه عديمه الفائده
ليرحل من امامها بخطوات سريعه حتى انه تجاهل ادم الذي جاء على الأصوات وقد استمع الى نصف الحديث وشرح اليزابيث عن الزهور، عقد حاجبيه باستغراب قائلا متسائلا باستفسار
= ماذا حدث هنا ..لماذا كأن يصرخ زين
نظرت إليه اليزابيث بتوتر شديد و تأففت بحنق مرادفة بصوت مكتوم
= كل ذلك لاني قطفت زهره من زهوره الزعفران الباهظة الثمن...
❈-❈-❈
في مكتب آدم، اقتربت اليزابيث تضع فنجان القهوه فوق المكتب بينما كان يراقبها آدم بتركيز وهو يفكر في حديثها من قبل، عندما كانت تشرح الي زين اهميه هذه الزهور الباهظ وقد ذكرت ايضا انها كانت تمتلك حديقه تجمع كل هذه الانواع النادره.. فهو أحياناً يشعر بالغموض نحو تلك الفتاه ولا يعرف عنها شئ.. وعندما راها سترحل من الغرفه حاول فتح أي حديث معها لعله يعرف عنها شيء!.
نظر لها آدم سائلا إياها فجأة بإقتضاب
= من أين أنتِ .. لا تبدين أوربية الملامح
رفعت اليزابيث مقلتيها ونظرت إلية و امتقع وجهها لترد بهدوء وهي تشعر بعدم إرتياح
= بلا أنا اوروبيه من دولة ...
كانت ملامحها جميله بالفعل وتشبه الاوروبيين لكنه قال ذلك بقصد حتي يفتح احاديث معها ليصل الى ما يريده، هز آدم برأسه علي مضض ثم سألها آخر مكملا التحقيق بفضول
= و كم عمرك تبدين كشابه صغيره
شعرت بالضيق الشديد من ذلك التحقيق لكنها أجابته تلزم نفسها الأدب
= ثالثة وعشرون عاماً
تنهد آدم بضيق ويأس فهي ترد باختصار جدا ليفكر أن يسألها باستفسار مباشره افضل،
تدلى فك آدم وتساءل بانشداه
= لكن لحظة ، من أين تعرفي كل هذه المعلومات عن الزهور؟ فهذه الورود من النوع النادر ولا يشتريها إلا الأغنياء
هزت اليزابيث راسها مبتسمه وهي تشرد في حياتها السابقه مع والدها ولمعت عينا اليزابيث وهي تقول بصوتٍ رخيم
= نعم ، صحيح أنه أبي قبل وفاته ، كان يحضرها دائمًا إلى القصر لان يعرفني احب هذا النوع من الزهور و ...
صمتت قليلاً عندما انتبهت إلي ما تقوله لتصمت بارتباك شديد، بينما عقد ادم حاجبيه باستغراب قائلا متسائلا بدهشة
= هل كنتي تعيشي في قصر من قبل؟ أعتقد أنك كنتي هنا في المنزل معنا لأكثر من 7 أيام ، ولم يخرج منا أي شيء سيء ، أليس كذلك؟ لماذا لا تتحدثي عن حياتك السابقة وكيف أتيتي إلى منزل شويكار .. أم إنكٍ ما زلتٍ غير واثقٍ بنا؟
سرعان ما انقلبت ملامح وجه اليزابيث إلي حسرة على نفسها ووجدت نفسها تكمم فاهها بيدها لتمنع رغبة بكاء تتصاعد من اختناق نفس متألمة قبل أن ترفع وجهها إلي آدم الذي كان يراقب حالتها بصدمه وأشفق على حالها رغم أنه لا يعرف ما حدث لها بالتفصيل.. فهناك في داخلها وحدها هي من تكتم أسرارها وبئرًا لدموع ذرفتها عيون بكت مرار لنفوس لا يعلم مآلها إلا الرب.. إبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تغمغم بصوت حاولت أن تجلي حلقها أولا ثم تجيب عليه
= ليس الأمر كذلك ، لكن .. لن يفيد شيء اذا تحدثت. حتى أنك قلت أيضًا إن سبب إنقاذك لي هو أن تعبير وجهي تذكرك بشيء من الماضي ولم تشرح لي ما قصدته .. هل هي صديقتك؟ اقصد ام حبيبتك؟
نظر آدم إليها وهز رأسه برفض وما تجلى الإحباط والبؤس على وجهه! وتمتم بوهن
= لا ، ليس الأمر كذلك ، لكني أيضًا لا أريد أن أقول ، وعندما قلت ذلك ، كان مجرد سؤال وليس اجبار .. لديكٍ الحرية المطلقة إذا كنتي لا تريدي أن تخبرني بما حدث معكٍ.
ساد الصمت لينظر ادم إليها في إنتظار حديثها ليعرف ما حدث لها ؟ واذا كان والدها يمتلك قصر صحيح ما الذي حدث ودفعها لتصبح هنا الآن؟ ملأت اليزابيث رئتيها بالهواء وزفرته سريعًا في محاولة يائسة للسيطرة على مشاعرها وانفعالات جسدها ثم همست بألم
= كنت أعيش في رفاهية من قبل ، وكان والدي رجل أعمال مشهور و رجلاً ثريًا وكان يحبني بشدة .. قبل أن يصاب بنوبة قلبية عندما أفلس وخسر كل المال في البورصة .. بعد ذلك انتقلت إلى منزل عمي وزوجته وابنته. لم تكن الحياة هناك مريحة ، لكنها لم تكن سيئة ايضا. مرت الأشهر والليالي ، وكان عمي أركون يعتني به جيدًا ، لكن عندما بدأت الدراسة ، لم يستطع دفع مصروفات جامعتي وعندما علمت بالصدفة ، طلبت مني ابنته أن أعمل من أجل تخفيف العبء عنه ، وبالفعل توظفت لم يكن العمل سهل علي وانا في تلك الظروف لكني حاولت.. وواجهت صعوبات كثيره .. وكانت الامور تسير بهدوء حتى
بدأ آدم يفهم ما الذي حدث معها اعتصر حزنها قلبه فغمغم بعد أن صمتت وعيناها امتلات بالدموع بمرارة
= حتى ما؟ ماذا حدث بعد ذلك!
تقوست شفتاها للأسفل وقالت بصوتٍ متحشرج ينذر بالبكاء
= لا أريد أن أتذكر ما حدث بعد ذلك ، لكن باختصار ، وقعت في حب الشخص الخطأ ، ولهذا السبب أنا هنا الآن؟ لا أعرف حتى لماذا فعل ذلك بي ، لكني أتذكر جيدًا أنه أحبني ، أو أنني كنت أتخيل ذلك ... ثم حدث ما حدث لذلك لا اريد ان اذهب الى عمي وانا بتلك الحاله
تغَّضن جبين آدم وتجهمت ملامحه لكن لم يرف له جفن، وهو يتساءل
= لا تريدي ان تذهبي الى عمك، لأنك خائفه من رده فعله ..ام انك لا تريدي ان يراكٍ بعد ما حدث لكٍ
للحظة بدأت نظراتها له غير ثابتة كأنها تتهرب لكن لسانها أنكر وهي ترد عليه
= الاثنين! لا اريد ان يعرف انني اصبحت عاهره وخائفه ايضا من رده فعله حينما يعرف فلا اتوقع ماذا سيفعل عندما يعرف.. لذلك اتمنى ان يعتقد انني ميتٍ افضل من ان يعرف كيف اصبحت الان؟ انا تغيرت كثيرًا عن سابق
تقبضت يديه بعجز ليردف بصوتٍ مرتجف
= لا أحد يتغير فجأة ..كل ما في الأمر أننا في لحظة ما نغلق عين القلب و نفتح عين العقل،فنرى بعقولنا حقائق لم نكن نرها بقلوبنا.. وتلك هى الحقيقه التى لطالما حدثتنا عقولنا عنها ولكنا فضلنا ان نواريها تحت اقدام قدر حبنا لهم ...
صمتت قليلاً بتوتر شديد ثم رفعت وجهها نحوه ومسحت دموعها بظهر كفيها وهي تنظر إلى فنجان القهوة الذي وضعته أعلي المكتب للتو لتقول بصوتٍ متهدج
= هل اعجبتك القهوة ؟
تفهم آدم أنها تريد تغيير الموضوع، ولم يزعجها اكثر بالتساؤلات ..مد هو كف يده وألتقط قدح القهوه من أعلي المكتب وقربة أولاً من أنفه ليشتم رائحتها العبقة، أغمض عيناه وهمهم بتلذذ تحت تلك الناظرة عليه بعيناها وأنزل القدح لمستوي فمه وأرتشف رشفته الأولي بتلذذ وأستمتاع فهو شخص عاشق للقهوه ثم فتح عيناه ونظر إلي تلك الوقفة تطلع إليه بإهتمام ليقول مبتسم
= ممتازة ، أنتٍ جيد في ذلك ... وأنتٍ تطبخي جيدًا بمهارة ايضا ، أنا اعتادت على طعامك اللذيذ وأشعر أن وزني سيزداد بسببك ... ولكن من أين تعلمتي هذه الأشياء ، أنتٍ قلتي للتو أنك كنتي تعيشي حياة الأغنياء وكان لديكٍ قصر وكان والدك رجل أعمال مشهور.. فبالتاكد كان لديكٍ خدم
سَرَت قشعريرة في جسد اليزابيث لتقول بابتسامة متشنجة فقد تذكرت نيكولا الذي احضر لها ذلك العمل حتي تثق به
= في وقت من حياتي ، كنت أعمل طاهياً في احد الفنادق ، وتعلمت الطبخ من شيف ماهر هناك. إذا كنت لا تريد مني شيئًا الآن ، اسمح لي بالذهاب إلى المطبخ حتي إنهاء الغداء.
تنُّهد آدم متذكر قبل أن يقول لها
= بالمناسبه لا تنتظريني أنا و زين على الغداء ... ساتأخر اليوم
ازدادت ابتسامة اليزابيث اتساعًا وهي تقول له مقترحه
= اذا كنت تريد ان تاكل الان فالغداء جاهز
غمز لها آدم و اردف بمزاح
= قلت لك سيزيد وزني ولم تصدقي
إبتسمت له بخفه علي مزحه ثم اردفت اليزابيث باهتمام
= انها الواحدة ظهرا .. افضل من بقائك بلا طعام طول النهار
اومت لها آدم بالموافقة لتتحرك اليزابيث للرحيل و اغلقت الباب خلفها وتوجهت الى المطبخ لتسكب الاطباق للجميع ...
❈-❈-❈
دخلت اليزابيث لمكان أشبه بشرفة واسعة تطل على حديقة صغيرة مزينة بالورود والأضواء الدافئة .. وفي المنتصف طاولة مزينة ببعض الازهار، سحب آدم المقعد أمام الطاوله وجلس هو لتتقدم اليزابيث مقابلا له لتضع الطعام بينما كان ينظر لها بعينيه اللامعتين بصمت! وعندما لاحظ ما يوجد بالاطباق رفعت عينيه آدم بدهشة وما أن إنتهت من وضع الأطباق أمامه استاذنت منه لتسير بأدب لتنصرف فقال آدم بتذمر واستنكار
= ما هذا! يا إلهي .. تركتي كل ما في الدنيا من طعام. وأحضرتي السمك إلى هنا لتطعمني أياه .. كيف سأأكله؟ لا أعلم كيف أخرج الأشواك منه.
عقدت حاجبيها وهي تقول بدهشة
= حقا! آسفة ، لم أكن أعلم أنك لا تحب السمك
ظل ينظر لها للحظات صامتا ثم فتح فمه يقول بخفوت حزين
= لم أقل إنني لا أحب وجبة السمك، على العكس من ذلك ، كان طعامي المفضل عندما كنت صغيرًا .. لكني لا أعرف كيف أتناوله عندما يكون مليئًا بالأشواك مثل هذا. فكانت والدتي هي التي تهتم بذلك قبل رحيلها
نظرت إليه اليزابيث ببؤس ثم ساد الصمت لينظر ادم إليها مطولاً لاحظت ذلك هي و ابتسمت بتوتر له وهي تحاول البحث عن كلام مناسب للرد فرفعت يدها تتلاعب بخصلة هاربة بجانب وجهها بصمت ثم قال آدم بخفوت
= لماذا لا تقومي بهذه المهمة بما أنك قمتي بطهيها فليس من الصعب عليكٍ إمساك السمكة وإخراج أشواكها منها
عقدت اليزابيث حاجبيها بعدم استيعاب فأكمل آدم يشرح لها ببعض الشرود من طلبه الغريب هذا
= بصراحة مظهره يثير اللعاب و اشتهيت السمك كثيرا ولفترة طويلة لم اكله و لكن لا اعرف كيف ازيل اشواكه .. اذا كان ليس لديكٍ مانع قومي انتٍ بذلك المهمه
ضغطت اليزابيث على يدها بقوه بغضب مكتوم من طلبه لتفكر داخلها هل اعتقد نفسه اشتراها بالفعل ليطلب منها ما يشتهيه ويريد، حاولت الضغط على نفسها لتنظر إليه مبتسمة بخفوت ثم صمتت لا تعلم ماذا تقول، فبدأ آدم بالكلام قائلا مره أخري بحذر
= اين شردتي ..اليزابيث!
لمعت عينا اليزابيث ببعض الإرتباك وابتسمت بسخرية مُرة داخلها وهي تخبره مبتسمة بغيظ
= معك.. حسنا كما تريد سافعل
ابتسم آدم بامتنان مرادفا يتساءل وهو يمد يده بطبقه
= بالمناسبه اين زين؟ لماذا لم ياتي لياكل معنا
تنهدت بقله حيله وهي تجلس أمامه واخذت الطبق أمامها فأردفت بنفاذ صبر
= قال ان لا يريد ان ياكل طعامي ولا يريد اي شيء مني، من الواضح انه ما زال غاضب لانني قد قطفت زهورة الباهظه
ضحك آدم بخفوت وهو ينهض من مقعده ليتحدث وهو يفتح أزرار كمي القميص ويشمر !! حتى لا تتسخ ملابس العمل وهو يأكل
= لا تنزعجي منه ، فهذه هي طريقة زين وطبيعته ، يغضب عندما يقترب أي شخص من تلك الزهور
هزت راسها له بالايجابي دون النظر إليه ثم أمسكت بالسمك تنزع عنه أشواكه فضحك آدم بعجب وهو يتابعها بعينين لامعتين وهي كانت مستمرة في مهمتها حتي انتهت من سمكه واحده ووضعت الطبق امامه، مد آدم يده على الفور مباشرةً ليأكل باستمتاع و بحنين فهذه الوجبه اعاده ذاكرته الى الماضي... عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار فكل ذلك الاستمتاع لاجل وجبه سمك !.
ابتسم وهو يمد يده ياكل من جديد وانقبض قلبه على نفسه حزنا بينما وهو يردف بشرود بملامح بهتت
= أتذكر هذه الوجبة ، كانت والدتي تدللني وتخرج الأشواك لي وتأكلني بفمي .. ولكن بعد رحيلها توقفت عن أكل السمك لأنني افتقدتها كثيرًا .. ولكن بينما كنت اتناول الآن شعرت كأنها أمامي ومعي .. أتمنى لو لم أتوقف عن أكل السمك من قبل لأشعر بالحنين ذلك .. يا للحظ.. اتمنى أن تعود أمي إليه من جديد
أغمضت اليزابيث عينيها و اردفت بنبرة خرجت دونا عنها بالفعل مثيرة للشفقة عليها وعليه
= أحلام صعبة جدا حد الوجع ! .. فالاموات لا تعود مهما فعلنا.
ضغطت اليزابيث على شفتيها بندم وكاد أن
تدمع عيناه وهو ينظر لها بواقعيه فتنحنح يحاول تغيير الموضوع فقال لها متسائلا بتوتر
= من علمك نزع الأشواك من السمك
ودونا قصد هو الاخر فتح امر الفراق لديها.. أومأت وهي تحاول التفاعل معه في محي الحزن مؤقتا وقالت وهي مستمرة في نزع الأشواك من السمك بصوت مخنوق
= أبي كان دائما يحب هذه الوجبه.. وأنا تعلمتها لأجله
❈-❈-❈
غربت الشمس وأسدل الليل ستاره الأسود المزين بنجوم بدت كماسات تلمع من بعيد متوهجه، قد ذهب الجميع للنوم ما عدا اليزابيث لم تتمكن من النوم ، فالليلة البدر مكتمل وهي تجد سلوتها في مناجاة البدر حين يكتمل.. تقف بمفردها تحت الشجرة وتلف حول جذعها بحركات دائريه كما كانت تفعل عندما كانت صغيرة تستمتع بهدوء الطبيعه وقد سكنت العصافير ونامت المخلوقات فلم يبقي إلا هي وزوار الليل .
ظلت اليزابيث واقفة تنظر لذلك الستار الجميل الشكل رغم ظلامه، تتذكر كلام أبيها وهي تبتسم بحنان واشتياق ! لطالما كان يخبرها دائما أنها لامعة مثل النجوم بشخصيتها الأنثوية المختلفة التي تحمل قوة خفية تظهرها وقت الحاجة وبعد علمها ما مرت به من مسافة طويلة وحدها بتلك الحياة تدرك عن أي قوة خفية كان يتحدث أبوها فالأمر أشبه بالمستحيل .. إنها تكاد تتجمد رعبا وتخمد انهيارها داخلها من مجرد الذكرى .. لكن على ما يبدو أن الإنسان عندما يوضع في موقف لا يحسد عليه فإنه يحاول اجتيازه بأي طريقة ممكنة آملا الهروب من مصير مخيف !..
صحيح انها لا تنكر بان بدات تشعر بالامان في ذلك المنزل نوعا ما ! حتى اذا كان يزعجها الجميع هنا فهي راضيه... طالما انها بعيدا عن شويكار !!
تثاءبت اليزابيث وهي تحتضن خصرها بذراعيها تبعث بعض الدفيء في نفسها وبدات تشعر بالنعاس لتحرك قدمها لتذهب للنوم لكن.. مهلاً لحظه توقفت مكانها بعد أن شعرت بحركة غير مألوفة تشعر بها قرب باب البيت الرئيسي ماذا عليها ان تفعل ؟ انه من الواضح لص تشاهد رأسه الان وهو يراقب البيت وهو يمد يده اسفل الباب يحاول فتحه تحفزت كل ذرة وخلية في جسدها بخوف شديد لتفكر سريعه كيف تمنع ذلك اللص من سرقه بيت آدم ، ولا يهم ما الذي سيحدث لها . المهم ان تحمي هذه الدار الذي سكنت تحت سقفه وحماتها جدرانها ..
❈-❈-❈
دخلت لارا من بوابه المنزل وهي متخفيه بالبلطه الطويل من اعلى راسها الى قدمها وأتجهت للدرج كي تصعد إلي الداخل... فلمحت ظل أحدٍ يتحرك أمامها تحت الدرج توجست من هذا الظل معتقدًة أنه لص هي الأخري ، فأخذت تهبط منه متجهة لهذا الظل فرأيت أمامها فتاة تحمل بيديها خشبه سميكه وتلوحها بيديها كانها تهددها بها شهقت لارا بقلق وبسرعه مخرجًا سلاحه من " حقيبتها " فـ شقيقها انطون قد دربها عليه لاجل عملهم الخطير لتحمي نفسها اذا تعرضت لاي هجوم من الغرباء وما إن رفعت السلاح بوجهها نحو رأسها، شعرت اليزابيث بالذهول وتفاجات بالسلاح يرفع بوجهها، فما كان منها إلا أن سقوط الخشبيه من بين كفيها بصدمة وذعر مما حدث و حاولت أن تتحدث ولكنها لم تستطع من الخوف..
فكانت الا ثواني وسوف تصوب بالسلاح عليها بالفعل لولا انزلت السلاح بخضة عندما أستمعت لصوت آدم يصرخ بها بتحذير
= لارا ماذا ستفعلي؟ أخفضي سلاحك أيتها المجنون بسرعه
التفتت لارا إليه باستغراب و أبتعدت اليزابيث للخلف بذعر وهي تتنفس الصعد بصعوبه باللغة، بينما نظرت لارا إلي آدم وقالت بغيظ شديد
= من تلك الفتاة يا ادم ،ماذا تفعل هنا هل تعرفها؟!.. قد ظننتها لصة
نظر لها آدم بضيق شديد وقال لها بغضب أشد
= هل انتٍ غبيه يا لارا دون ان تعرفي هويه الفتاه حتي، اخرجتي سلاحك نحوها وتريدي ان تقتليها. لم تفكري لحظه من الممكن ان تكون هذه الفتاه تسكن هنا؟ التي كانت ستكون جثة هامدة بسبب تسرعك..
تعجبت لارا من عصبيته لكن احمر وجهها من الغضب وهتفت بحده
= مهلا لحظه ما الذي قلته للتو ! تسكن هنا؟؟ في المنزل معك! من تلك الفتاه يا ادم اريد ان اعرف وماذا تفعل هنا
أردف آدم معلق على حديثها يعنفها بصوت خفيض بحزم
= أخفضي صوتك هذا لارا، و ما الذي كنتي تفعليه انتٍ ايضا بذلك الوقت؟ لماذا جئتي إلي هنا الآن
كانت إليزابيث تقف بينهم ولا تفهم شيء وصامته من القلق و التوجس.. بينما تأفف آدم منها وكاد يزجرها مرة أخرى لكن سبقته لارا تهتف غاضبة بشده
= ليس هذا الجواب الذي كنت أنتظره.. اريد حالا اعرف من تكون هذه الفتاه وباي حق تجلس معك، وانا لم ارفع عليها السلاح عمد قلت لك لقد ظننتها لصة وهي ايضا كانت تمسك بيدها لوح خشب سميك وكانت تريد ان تضربني به ،فطبيعي ان ادافع عن نفسي
عقد ادم حاجبيه بدهشة لينظر إليها متعجب، لتسرع اليزابيث قائلة بتبرير
= لم اقصد أن اؤذيها... لكن عندما رايتها تدخل من باب المنزل متخفيه في ذلك الوقت ظننت في الحقيقه انها لصه!
تمالك ادم نفسه بصعوبه حتي لا يضحك علي حديثها بينما نظرت لها لارا بغضب وكادت تعنفها لكنها أستمعت لصوت زين يخرج من باب المنزل ويتقدم اليهم ، رمى زين نظره واحدة عليهم بدهشة فسأل بصوت متوترة
= هل حدث شيء ؟ ما مصدر هذا الصراخ ، من الذي كأن يتشاجر..
نظرت إليه لارا بملامح صارمة و أردفت بصوت حاد
= زين قول لي أنت من هذه الفتاه.. أنا لم أعلم بعد من هي؟ وماذا تفعل هنا بينكما؟
تعجب زين من حديثها وقال بنبرة هادئة
= إنها آنسة اليزابيث الطباخه الجديدة هنا
ظهر الإستنكار على ملامح وجه لارا لتهتف بسخط وغيره
= طباخه جديدة!. لم اعرف انك احضرت عامله جديده ولماذا لا تقول لي آدم؟ ولما هي تسكن معكم؟
نظرت لهم اليزابيث ببعض الخجل و التوتر ولم تتحدث بينما انسحبت اليزابيث من بينهم قائلة بتلعثم
= من بعد أذنكم..
ثم ذهبت تصعد الدرچ تاركة لارا ناظرة لها وعقلها يكاد يتوقف من وجودها هنا بمفردها مع آدم، ثم تطلعت لارا إلي آدم بسخط وقالت له بانفعال شديد
= تحدث آدم لما تلك الفتاه هنا؟
بدا يستوعب زين ما يحدث وفضل الصمت، بينما هتف آدم بنبرة جفاء وهو يبتسم ببرود
= لا علاقة لكٍ بي ، أليس هذا منزلي؟ يحق لي افعل بة ما أريد
اتسعت عينا لارا بنيران تشتعل داخل صدرها من الانفعال وكادت تصرخ به لكن سبقها آدم بالرحيل وهو ينظر لها بضيق وصعد الدرج بعدم اهتمام، نظرت إليه بذهول وصاحت بعصبية وبسخط
= آدم أنا لم انتهي من الحديث معك... و كنت قادمه اليك بالاساس لنجلس سوا.. آدم توقف
رحل آدم ولم يعود إليها بينما حمحم زين ليرحل هو الأخري دون أن يقول شيئا واكتفي بالنظر إليها، أومأت لارا له دون أنتباه له وذهب وتركها ليصعد الدرچ هو الآخر وكانت عيناها تلمعان بوميض عاصف نحوه تلك الفتاه!..
❈-❈-❈
في اليوم التالي، فتحت اليزابيث عينيها ببطيء وأشعة الشمس تتسلل للغرفة من الشباك بستائره البيضاء الخفيفة المتطايرة والتي لا تقلل من نور الشمس بل تُدخله كاملا فتنزعها من نومها المليء ..تمطت بجسدها قليلا براحة ثم انقلبت على جانبها الآخر لتفيق بهدوء شاردة في ذكرياتها لكن سرعان ما اتسعت عيناها بصدمه عندما إصطدمت نظراتها ما أن فتحت عينيها بوجوده زين واقفا بجوار الباب عاقدا ذراعيه العضليين أمام صدره ينظر إليها ، وكأنه ينتظرها ! شهقت بإجفال وهي تهب بجذعها جالسة تضم الغطاء لصدرها بحركة عفوية ثم همست بحنق وهي تستوعب وجوده
= يا الهي تبا .. ماذا تفعل هنا ارعبتني في ظهورك فجأة بالغرفة
وجدت صامت ثم سحبت نفسا هادئا تهدئ من إنفعالاتها كالعادة لتقول بعدها وهي ترسم ابتسامه غيظ
= اقصد صباح الخير سيد زين .. كيف حالك اليوم ولماذا جاءت إلي الغرفه فجاه هل تريد شئ؟
لوي زين شفتيه ليرد عليها بهدوء بارد متجاهلا تحيتها الصباحية بتعمد
= ظننتك ميتة لن تستيقظي أبدا الساعه قد تجاوزت الثانيه عشر.. ما كل هذه الراحة والنوم بحرية وكأنك في فندق سياحي! أم أنك غير معتاده على النوم فوق الفراش
جزت اليزابيث علي أسنانها بضيق منه واعتدلت من فوق الفراش لتقف وهو لاحظ غضبها المسلي له وفك ذراعيه ليضع يديه في جيبي بنطاله قائلا باستفزاز متمعن
= هيا اغسلي وجهك أولا ثم انزلي الى الاسفل واحضري الفطور فالسيده لارا خطيبه السيد ادم بالاسفل!
قالها معتمد حتى اذا كانت ترسم في عقلها بعض خيالات حتى يقع ادم لها تبتعد عنه وتفقد الامل، عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب بعفوية
= هل السيد آدم خاطب لما اكون اعرف ومن هي ؟
ابتسم زين وقال بابتسامه عريضه بانتصار
= تلك السيده التي اعتقدتي انها لصه وكنتي ستضربيها بالأمس
فتحت فمها ببلاهه ثم احمرت بحرج وهي لا تصدق أنها تلك الفتاه خطيبه آدم، الرجل الذي فتح منزله اليها ليحميها ، ثم همست بنبرة متوتره
= حقا لم اكن اعرف ..حسنا سوف اتي
هز زين رأسه وأكمل بنبرة ذات مغزى
= اسرعي حتى لا تنزعج السيده لارا من الانتظار، واي شيء تطلبه منك نفذيه.. ولا تنسي انها صاحبه هذا المنزل الذي تجلسين به لفتره محدوده !.
❈-❈-❈
أخذت اليزابيث صحون الطعام الزجاجية وخرجت من المطبخ متجهة لغرفة للخارج حيث الحديقة ، فقد قررت لارا أن يكون الإفطار بالحديقة حيث الهواء النقي علي الضوء الشمس.. فقد جاءت لارا منذ الصباح
ولم تتوقف لحظه واحده عن الاوامر إلي اليزابيث بسخط
وبينما هي تضع الصحون على الطاولة الخشبية نظرت لارا إلي آدم الذي يشرب القهوة ويقرا الجريده دون أي اهتمام بمن حوله... ثم تركزت نظراتها الي اليزابيث وهي تضع الطعام بتركيز وعيناها لا تجروء على النظر لمن حولها، جزت لارا علي أسنانها بغيظ منها وهي تراقب ملامح وجهها حيث رأتها فتاه جميله جدا تسكن مع خطيبها وحبيبها الذي لم يهتم اليها ولا مره في حياته.. في وجود هذه الفتاه أمامها قد يشكل خطر في حياتها..
حمحمت لارا بغرور وامسكت الشوكه لتتذوق الطعام لتتحول ملامح وجهها الى اشمئزاز و نظرت إلي اليزابيث الذي مزالت منشغله في وضع الطاعه لتهتف بحده
= ما هذا القرف الذي تقدمي الينا، هل تسمي ذلك طعام
وضعت اليزابيث اخر صحن على المائدة ، وكادت تذهب لكن أوقفها صوت لارا، كسى الإستنكار معالم وجهها تسألها بدهشة
= ماذا، ما بي الطعام ؟.
لوت لارا شفتيها بسخرية لاذعة لتصيح بصوت عالية بعنف
= وما زالت تتساءل هذا لا يسمى طعام بالاصل ،الملح زائد فيه ومنظره على السفر يثير الاشمئزاز اذا كنتي لا تعرفي تطبخي جيدًا ، لما انتٍ هنا الان ارحلي من هنا افضل فمن الواضح انك ليس لكٍ فائده هنا في شيء
عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة من كلماتها ولم تعرف بماذا تجيب بينما، نظر لها آدم بضيق ظهر واضحًا على وجهه قائلاً بنبرة حازمة
= الطعام جيد جدا يا اليزابيث.. اذهبي انتٍ الان واكملي عملك
نظرت إليه مترددة ليهز رأسه بالايجابي لترحل بالفعل، ثم نظر إلي لارا بغضب مكتوم
= سؤال واحد فقط ،لماذا تاتي إلى هنا كثيرًا؟ كل ليلة أجدك هنا ، مرة بالأمس والآن في الصباح. ما الذي تريدي الوصول إليه من وراء أفعالك هذه؟
جـزت لارا على أسنانها بغيظ وهي تقول عده تساؤلات باستفسار
= قل أنت بالأول أين قابلت هذه الفتاة؟ و من اين تعرفت عليها ولما تسكن معك ، ولما هي بالذات يا آدم اريحني ساجن كلما رأيتها تسير امامك
نظـر لها نظرة مغلفة بجميع معانى الكره والاستحقار ليغمغم
= على الرغم من أنه شيء لا يهمك ، ولكن إذا كانت هذه الإجابة ستنقذني من زياراتك اليومية ، حسنًا ، كانت تبحث عن وظيفة بالقرب من هنا ، وبالصدفة ، قبلها زين وطلبت منه أن يجد لها وظيفة ، لأنها كانت بحاجة إلي المال وليس لديها أحد هنا ، وقالت إنها ماهرة في الطبخ. جربتها ببعض الوصفات وقد اعجبني ومن هنا تم تعينها .. هل يريح فضولك الآن؟ هيا غادري
رفعت حاجبها متهكما ثم لوت شفتيها بتقزز واضح فقالت هي بوقاحة
= واو طعمها اعجبك ممم.. وهل طعمها فقط الذي اعجبك ام شيء اخر قد اعجبك فيها ايضا
أغمـض آدم عينيه وكأنه يحـاول منع وصول العصبية لعقله حتي لا ينقض علي تلك البائسـة الذي أمامه ثم فتح عيناه وأشـار إليها وأجاب بصوت حاول إخراجه حازم
= تعلمي حتي الشرح والتبرير خساره معكٍ.. ظلي تسبحي باوهامكٍ داخل عقلك حتى تجني افضل
❈-❈-❈
كانت اليزابيث بالمطبخ ، كانت تقف أمام الموقد وتطهي طعام الغداء عليه ، ليدلف آدم غرفة المطبخ وأغلق الباب خلفه يخطي خطوة نحوها ، رفعت اليزابيث وجهها وطلت برأسها لترى آدم أمامها عقدت حاجبيها بتعجب عندما أغلق الباب عليهم فتركت ما كانت تفعله بارتباك، وظنت انه قادم هنا حتى يبوخ إياها على ما فعلته في خطيبته بالامس ، فنظرت للأسفل بخجل لتقول بأسف
= اعرف لما انت هنا سيد ادم.. أسفة لسوء ظني بي خطيبتك آنسة لارا ، ولكن ملابسها و البالطو الاسود جعلاني أظن هذا.. اعتذر مره ثانيه
نظر آدم لها بدهشة للحظات ثم هتف بعصبية حادة
= هذه الفتاه ليست خطيبتي، من اين جئتي بهذا الحديث ولا تقولي هذا الكلام مره ثانيه فليس لي علاقه بها ، ولم اكن قادم لأجل ذلك بالاساس
رفعت مقلتيها بعينان لامعة من التعجب فقد قال لها زين عكس ذلك للتو، فقالت بخفوت
= اعتذر! لكن السيد زين قال لي عكس ذلك وان تلك الفتاه إسمها لارا وتكون خطيبتك
عقد ادم حاجبيه باستغراب لم يفهم لما قال لها زين هذا الحديث لكن لم يهتم كثيرا وقال لها بصوت حازم
= قد يكون اختلط الامر عليكٍ ولم تفهمي حديث زين جيد، لكن هذه الفتاه ليس لي علاقه بها.. علي أي حال ليس مهم الان، انا كنت هنا لاجل شيء اخر
نظرت اليزابيث إليه بهدوء وصمتت ثم تنهد هو بعمق يسترد حديثه بصوت أجش
= جئت إلي هنا حتى اعتذر على ما فعلته لارا لكٍ حينما ظنت انكٍ لصه ، هي تكون صديقه مقربه للعائله واحيانا تاتي الى هنا، لذلك هي تفاجات بكٍ بالأمس، لا تنزعجي منها ومن حديثها اللاذعة
اتسعت عينا اليزابيث ببلاهه لم تصدق ما سمعته هل يعتذر اليها الى شيء ليست له علاقة به! هل هذا الشخص مهذب لهذه الدرجة، نظرت له بعينان لامعة من الخجل وقالت بصوت منخفض
= آه ! حصل خير ، لم يحدث شيء..
وما أن أنهت حديثها حتى طالعها بنظرة أخيرة ثم هتف بخفه وقال
= جيد، اكملي عملك الان بالاذن
وقد ذهب آدم لحال سبيله ، بينما تحولت بسمتها المحرجة إلى بسمة جانبية سارحة بتلك النبرة الرقية ، ومازالت تقف تشاهده وهو يرحل وبسمتها مازالت على شفتيها وذلك الوميض مازال يتراقص بعينيها لتهمس بصوت غير مسموعة
= هل يعيش في عالم اخر ذلك آدم !!
❈-❈-❈
بداخل غرفه زين، كان يقف في منتصف الغرفه و الباب كان مفتوح! وهو يقف ينظر الى تلك العلبه الذي بين أيديه باهتمام المليئه بالتربه المصنوعه الصالحه للزراعه، ثم تقدمت اليزابيث بخطوات مترددة لتطرق الباب وهي تقول بتوتر شديد
= سيد زين ، هل انت متاح الآن؟ هل يمكنني الدخول؟
نظر زين لها ومـط شفتيـه ثم رد عليها بما ليس له علاقة بسؤالها
= ما بك يا فتاة؟ هل أخذتي درسا في اللطف والذوق؟ لكن من الجيد أنكٍ أتيتي إلى هنا حتي أسألك .. ما هذا؟
ابتسمت اليزابيث بحماس وهي تقول بصوت هادئ
= هذه تربة صالحة للزراعة، فأنت غضبت مني في المرة السابقة عندما قطفت زهورك دون استأذن منك ، وأنت على حق .. لذلك فكرت أن أحضر لك هذا كاعتذار
ضحك زين فجاه بصوت عالية بقوة لتعقد اليزابيث حاجبيها بدهشة ثم رفع زين كتفيه ولم يتخلي عن بروده لحظة وقال بجفاء
= من النادر أن تجدي شخصًا مثل آدم ، لكن هناك الكثير من أمثالك
دارت كلمات زين في علقها بعدم فهم، فابتسمت اليزابيث نصف أبتسامة صفراء متسائلة باستفسار
= عفواً ، أنا لا أفهم ما الذي تتحدث عنه
تطلع فيها باستفزاز معتمد وكان يقف والأبتسامة الخبيثة تعلـو ثغـره قائلا
= أقول أنك عندما رأيتي أن السيد آدم غير متاح واكتشفتي أن هناك امرأة في حياته .. فكرتي أن تغيري خطتك وتركزي معي أنا، حتى أخضع لكٍ وتسيطري عليه .. أليس كذلك؟
نظرت إليه عده لحظات بجمود بينما هو يتطلع فيها باستفزاز .. لتتحرك بغضب شديد واخذت منه التربه وهي تسقطها بالأرض من يدها وتهشمـت و سقطت التربه بالأرض بقصد منها، وظلت هي تنظر له بغضب هادر... بينما صرخ بها زين وشرارات غاضبة تتطايـر من عينيه السوداء
= هل انتٍ مجنونة ماذا فعلتي؟
نظرت له نظـرة من كثرة المشاعر التى تملؤوها يعجز زين عن تفسيرهـا، لم يعرف أهي حزن .. كسرة .. غضب أم خبث.. ثم قـالت اليزابيث بصوت هادئ أشبه لهدوء ما قبل العاصفة
= ماذا؟ ليس علاقة لك به، فهذه التربه انا من صنعتها وانا من افسدتها الان؟ وانتهى الأمر! حتى لا يفكر عقلك القذر الدنيء في هذه الأفكار مرة ثانية نحوي ، لكنك على حق ، فأنا المخطئ عندما فكرت في محاولة الاقتراب منك بنية إيجاد عائلة لحمايتي وإصلاح الأمور بيننا
أدمعت عينيها بيأس ! جـرح أخـر يُضـاف لقائمة جروحها السوداء، اما يكفيها الألم لها ليأتى هو ويزيدها!! نظـرت له بجزع وقالت بين دموعها بصوت صارم بشده
= ولكن إذا كانت هذه هي أفكارك تجاهي ولم تتغير ، بغض النظر عن ما تفعله أنت الأخر نحوي ليس جيدًا .. لكن لن أقترب منك من الآن فصاعدًا
جحـظت عينـا زين بصدمة وشعر بالتوتر لا يعرف لماذا لكن حقا هو خائف على صديقه منها ولا يثق بها مطلقاً فهي مهما فعلت ستظل في نظره عاهره !! ويشعر دائما بالقلق منها وانها تخطط الي شيء ولم ستذهـب دون أن تنجح خطتها .. بينما استـدارت اليزابيث متجهة للخارج بخطوات سريعة وهي تبكي وتتألم بصمت ليشعر زين بالاختناق و التردد !!
❈-❈-❈
في منتصف الليل.. .
في منزل أدم، دلـف آدم الي المنـزل بخطـوات هادئـة، لكن ليتوقف عندما وجد اليزابيث تجلس أعلي المقعد بالخارج في الحديقه وحدها ليغير مسار خطواته وكأنه تذكـر تلك المسكينة التي أصبحت واحدة من افراد المنزل، تقدم منها فقـال لها متسائلا بجدية
= ماذا تفعلي في الخارج
رفعت مقلتيها ونظرت إليه بتوتر ثم هزت رأسها وهي ترد بهدوء حذر
= ولا شيء.. وجدت نفسي لم افعل شيء بالداخل قلت اخرج الى هنا استنشق الهواء وحسب
هز ادم رأسه بتفهم ثم سأل اليزابيث بصوته الأجش مستفهمًا
= هل لديكٍ مانع لو جلست معك؟
عقدت حاجبيها بتعجب عده لحظات لكنها اعتدلت بسرعه وهي تقول بارتباك
= لا بالطبع تفضل هذا منزلك بالاساس ولست بحاجة إلى إذن
هز رأسه وجلس بهدوء مقابلها! صمت احاط بكلاهما يتبادلان النظرات دون حديث فيما بينهما ليحمحم بعدها آدم معيداً جسده للخلف بظهره ليتحدث بنبرة مزحه
= انتٍ صامته للغايه تحدثي الي اعدك انني لن اعضك ولا اشتهي الى اكل لحم النساء الجميلات
هزت كتفها بعدم معرفه ثم شعرت بالتوتر والخجل وهي تتحدث بتلعثم
= ماذا سأقول بعد .. حسنًا ، يجب أن أشكرك كثيرًا على كل ما فعلته من أجلي ومساعدتك لي ، لقد فعلت الكثير من أجلي وأبعدتني عن تلك السيدة .. حقًا أنا مدينا لك كثيرا
ابتسم آدم بخفه وقال بصوت منخفض
= أنا لم أفعل أي شيء ، هذا واجبي. إذا وجدت شخصًا يحتاج إلى مساعدة ، يجب أن أساعده طالما كانت لدي هذه الفرصة .. المهم أن تكوني سعيدة الآن.
ليجد صمتها طال تطالع بهيئتهـا المرزية، والصدمة باتت حاجز بين هدوءها و توجسة، بينما سألها مقتضبًا
= ماذا؟ أليس سعيده فقد ابتعدتي عن شويكار مثل ما كنتي تريدي من قبل.. لماذا لست سعيده الآن
رددت بحسرة تشربت ملامحها فهمست دون وعي
= السعاده هي شيء لا أجده كثيرا في حياتي..اتعلم ما هو شعور ان تتألم وتكون مضطر في العيش؟ وكانما لا شيء يذوب في قلبك .. هذا ما اشعر به بالضبط الآن!
إستكـات تلك الدقـات التي تزعجهـا وتشعرها بالقهـر، دموعهـا تود الإنزلاق أسفل لؤلؤتيهـا ولكنها تشد لجامهـا لتقـف حتى لا تنهار، ملامحها شاردة وواجمـة كالجثة الهامدة خالية من أى روح لتهتف بصوت اجفله
= ومع ذلك لا زلت أومن بأن الرب لم ينساني وبالتاكيد سيجعلني اعيش دون الام واوجاع أخري.. رغم أنني لا الجا الى الرب الا عندما اكون حزينه، اعرف ان هذا يجعلني منافقه
نظـر لها بنظراته اللتان تلمعـان دائمًا ببريق لم تستطع فهمه حتى الان ثم صمت لدقيقة ورد كأنه يجمع كلماته ليهتف بجدية
= اكثر المؤمنين منا منافقين لان لا احد مننا يعيش لدرجه الايمان المطلوبه.. لكن اذا كنتي لازلتي تؤمنين فمن ثم لديكٍ امل ولا تياسي من رحمه الله
بدء يستوعـب موقفها الضعيف الذى انحـدرت فيه لتحاول الخروج سريعًا ،هـز رأسه نافيًا بسرعة وقال بحكمة لم يعرف من أين جلبها
= دائما تقولي انك تغيرتي لذلك تفضلي الابتعاد عن اسرتك ، وانا ارى هذا التغيير طبيعي الي شخص مثلك قد مر بظروف صعبه للغايه.. ومن منا لم يتغير الظروف تغيرنا انفصال الأصدقاء عنا يغيرنا الأيام الذي نقضيها بمفردنا تغيّرنا الوحدة تغيرنا تحمل المسؤولية تغيرنا نقاط الضعف تتغير مع تقدمنا في السن و نتفهم وضعنا والعالم والناس أن الابتعاد عن أولئك الذين يرهقوننا ويؤذوننا افضل ،لذلك نحن نتغير ونعطي الأولوية في كل مرة ،لذلك نتغير... فالتغيير حتمي ، ولكن نتمنى أن نتغير إلى النضج ، للأقوى ، وللأرحم ، وليس للأسوأ والأبشع. أكبر خطأ نرتكبه هو عندما نكون مثل كتاب مفتوح ، لذلك يقرأنا كل من يقترب منا البعض يستخف بهذه السطور ، والبعض يسيء الفهم ، والبعض الآخر لا يفهم على الإطلاق. لا تغضبي عندما يمزقك شخص لا يقرأك جيدًا ،أنتٍ من اتحتي اليه الفرصه
سألت دموعها و ترقرقت في عينيها لتلك الذكريات الجميلة التي عاشتها مع أسرتها !!! لكنها لم تعود، لتنظـر له ولم ترمش حتى، هي ليسـت واعية من الأساس لترد !! هي اصبحت مجرد جزء عاتم ليس له فائدة ابدًا !! تحدث مرة أخـرى بحروف كانت مخارجها غريبة عليها وهو يقولها
= السعاده ممكنه لكٍ يا اليزابيث أيضا، ليس هناك شيء مستحيل على الرب
بدأت دموعها تهطـل بصورة مُقلقـة، وجسدهـا يرتعش بهيسترية مسيطرة عليها، روحهـا داخليًا تفتت لقطـع متناثـرة .. مهشمة ويرتكـز العنوان الوحيد فوق كل هذا والسبب الرئيسي وصمتها العاريه ! تنطبق عليها لتكن هي المذنبه وليست الضحيه ..اصبحـت تتشنج وهي تتذكـر إستسلامها القهرى الي شويكار لتقول بخجل من نفسها
= لكن أنا ارتكبت خطيئه تستحق الموت، لا اعلم اذا كنت في يوم سوف يسامحني الرب على كل ما فعلته في حياتي اما لأ
الوضع كان صعب جدا عليها و حاول التخفيف عنها لانها تشعر بالتأنيب الضمير ... وهذا ما يزيد عذابها ليردف بصوتٍ أجش ثقيل
= هناك فارق بين الحق والخطا اليزابيث.. المعرفه بالذنب ليست المشكله.. بل المشكله هي الفعل نفسه، ان تظلي تستمري بالخطا دونه المحاوله عن التوقف ولا الشعور بالذنب، هذا اكبر خطأ ترتكبي حقا
كانت وكأنها لوحًا من الثلـج جسـد بدون روح، إستسلمت إلي وقعها و لم تتجاوب معه رغم انها حاربت بمفردها كثيرا لكن دائما انتهت بالفشل، قالت بنبرة مقهورة
= وحده من يملك روحي يعرف الحق بين الخطا والصواب لكن انا لا املك روحي سيد ادم.. كنت بالنسبه لي الجميع مثل عروسه بخيط يحركونها كما يشاء من يمتلكها
ظـل ينظـر لها عدة مرات ويحاول قراءة سطـور عينيها ليفهم ما تفكـر به، ولكنها كانت كاللغز الغامض يصعب فكـه..ولأول مرة وجـد نفسـه يتنحنح باشفاق لم يعرفه ابدًا
= انتٍ ترتكبٍ الاخطاء ولكنك تشعري بالندم، وهذا يعني انكٍ مازلتٍ تمتلكي روحك ولديكٍ فرصه للاخلاص والتوبة.. لان من الصعب أن شخص يمنع شخص اخر من الشعور بالندم
هتفـت بنعومة أكتسبتها من بكاءهـا المفاجئ
= مازِلت أتعافى مِنْ أشياء لَمْ أُخبر أحدًا عنها ..
لم يعـرف لما أهتز جبله الشامـخ لتلك الدمـوع ، لما تأثر ولو قليلاً ؟! ليردف برزانة
= وانا مثلك أعيش الألم بصمت، لم ادعي احد يؤذيكٍ بعد الآن.. اقلهم انا
اختلست اليزابيث النظر له بطرف عينيها وهي تمسح دموعها بطرف كم القميص الذي ترتدي وقد ابتسم آدم بخفة يجد تصرف اليزابيث ظريفاً وقد اطالت هي النظر بوجهها لاتصدق حقاً ان هذا الشخص الذي اعتقدت و ظنت انه حقير وشرير ليس سوى بشخص عانى مثلها تماماً لرغبته بالدفاع عن الألم ليعيش.. لكن كانت لا تفهم كلماته ذلك هل اهتمام ام مجرد عطف لكن في كل الحالات!! حتـى ولـو أمطـرت سـبعـون عامـاً مـن الفـرح .. قـلبـها أصـبح رمـاداً لا يبـالـي .
أما في الاعلي كان زين ينظر إليهم من خارج النافذة، وهو يراقب كيف يتحدث معها ادم بلطف وهي تبكي بشده حتي تثير عطفه نحوها !! فقد اعتقد انها تجلس هنا بالاساس معتمده حتي يأتي و يجلس معها و تبدأ تقترب منه، ابتسم زين بعنف وبسخرية لـ يهمس
= فتاه خبيثة، وانا كنت افكر في الاعتذار منها عما صدر مني في الصبح.. حسنا اليزابيث ، لنرى كيف ستنجح خطتك وانا موجود ؟!..
❈-❈-❈
اتجهت لارا إلي مكتب نيشان بالمنزل ثم فتـحت البـاب عليه دون استئذان ليُصـدم من تواجدها وفي هذا القصر !!! فقد انتهت كل محاولاتها للصبر مع وصل حد غلي الدم بعروقها وهي تصرخ فيه بجزع
= أخبرتني في البدايه أن أتحمل آدم ومع الوقت سيحبني أيضًا ، وفعلت ذلك وكنت اتجاهل دائما اسلوبه الغليظ معي واحيانا اتجاهل كرامتي ايضا .. وكل ذلك علي أمل ان يبادلني نفس الحب ، لكن يخوني وتريد مني ان اصمت الى هنا لم اتحمل يكفي
تفاجئ بها نيشان بصدمة لينهض وخـرج صوتـه حادًا صارمًا
= اهدئي لارا ، لم أفهم شيئًا منك، عما تتحدثي عنه وما فعله بك آدم حتى تغضبي منه بهذا الشكل.
تنحنحت بضيق وكأن الهواء انقطع من الغرفـة، وهى تبتلع تلك الغصة المريرة في حلقهـا ثم تحدثت وقد ترقرت الدموع في عينيها بلمعة الغيرة
= كنت اليوم في منزل آدم ورايت فتاة جميلة جدا تسكن معه ولا أعرف من أين التقى بها ويقول إنها الطاهية الجديدة، لكنني متأكدة أن هناك شيء بينهما
رفـع حاجبـه الأيسر بدهشة ثم هتف يسألها بعدم تصديق
= توجد فتاة في منزله !! ، منذ متى يقيم آدم علاقات كهذه؟ استمعي لي جيدًا ، أنا لا أدافع عنه ، لكن آدم ليس كذلك ، ومن المحتمل أنها مجرد خادمة في المنزل بالفعل لا شيء أكثر من ذلك فآدم لا يكذب ، وإن كان بينه وبين هذه الفتاة شيء سيقولها صراحة
عقد نيشان حاجبيه بحده يفكر في ظهـور تلك الفتاه المفاجئ الذى سيقلب كل الموازيـن في حياته رأسًا على عقب !!! لتزيـد الصدمة ألونًا صادمة عندما قالت لارا و صراخها بغل المصعوق مستمر
= نعم صحيح لا يكذب.. لكن هذه المره يكذب ، لأني سالت زين اذا كانت هذه الفتاه هو من اخذها الى المنزل لتعمل؟ قال انه لا يعرف عنها شيء وادم قال عكس ذلك ان زين هو من تعرف عليها بالصدفه وكانت بحاجه الى المال لذلك وظيفها عنده !. اذا لماذا يكذب علي الآن !؟.
صمت نيشان لحظه ليتذكر اخر مقابله بينهم عندما رفض آدم بشده الارتباط بي لارا؟ ليربط نيشان الاحداث ببعضها وانه تمرد علي بسبب تلك الفتاه !! لتجده يقتـرب ليجلس و اشاره بجواره وهو يقول باهتمام بالغ
= اجلسي لارا حتى نتحدث بهدوء .. وافهم من هي هذه الفتاة وما طبيعة العلاقة بينها وبين آدم !
الفصل الثالث عشر
#روايه #وصمة_عار
✍️ #بقلم_خديجه_السيد
_________________
في اليوم التالي، استيقظت اليزابيث في الصباح فخـرجت متجهه للمطبخ لتبدا عملها، لتجد زين يقف امام البوتجاز و يقلب في القهوة بهدوء علي نار هادئة، دلفت بتجاهل لتبدأ في تحضير الفطور بينما نظر زين نحوها بطرف عينه وظل يتفحصها بعينيه وهي لم تعطي اي اهتمام .. زفر وهو يغمغم باستفزاز كعادته
= ارى انكٍ بدأتي تنسجمي في المنزل فافي القريب العاجل سيصبح منزلك كما تخططي.. لكن تذكري أنه نفس ذلك المنزل الذى شهد مخططاتك الدنيـئة لتدمير آدم سيشهد نهايتك انتٍ ايضا !!
اغمض عينيهـا بقوة تتمالك أعصابها لتعرف بأن الوقت حان معلنـة عن بدء حرب جديـدة .. قد تكون مفعمة بالعذاب فمن الواضح انه لم يستسلم !!! لتجـده يقترب منها بهدوء مخيف
= في المره السابقه عندما بكيتي فيها لكسب تعاطفي ، لا أنكر أنني بدأت حقًا أتعاطف معك، حتي انني فكرت في الاعتذار لكٍ وأنني ظلمتك.. انتٍ حقا بارعه في ذلك الدور لتسيري تعاطف الاخرين لكٍ
تركت ما بيدها بعصبية والتفتت له لتسأله وقد بدء غضبها في الظهور
= أنا حقًا لا أفهم ما هي مشكلتك معي .. قررت أن أبتعد عنك حتى لا أسير شكوكك نحوي ، لكنك لم تصمت .. ما الذي تريده بالضبط مني؟
لم يستجـيب لكلامها وهو يهز رأسه نافيًا بأصرار، ليقترب يمسكهـا زين من ذراعيهـا بعنف محاولاً ارهبها ليقول بتهديد
= لم أتوقف حتى تغادري من هنا يا إليزابيث، أنا أفهم جيدًا وأعرف نواياكٍ الدنيئة ، ولا تتوقعي مني أن أقف وأراقب كيف تدمرينا صديقي .. ليسقط في حب فتاة مثلك ، و اقفً صامدًا دون أن أفعل شيئًا لإنقاذه منك.. فقد رأيتكٍ ليلاً أمس وأنتٍ جالسه في الحديقة منتظراً آدم حتى يراكٍ ويجلس ليواسيكٍ وتبدئي في البكاء حتى يتعاطف معك .. أليس كذلك
نظـرت له بعينيها الحمراوتيـن بعدم استيعاب لا تصدق انه يفكر بهذا الشكل، لتصرخ فيه بحدة مفرطة
= ومن قال لك اني اريد شيئا من السيد آدم! أو خطط لشيء مثل ما تقوله ، ماذا رأيت عني لتتوقع مني أن أفعله على هذا النحو
ابعد يده مسرعًا وهو يغمغم بخشونة و اشمئزاز
= لا تحتاجي إلى فعل أي شيء يكفي لتبقى في عيني عاهرة للأبد.. وقريباً سأكشف عن نواياكٍ الحقيرة لآدم.
تركها بحده ليأخذ فنجان القهوة و رحل بمنتهى البساطه، لتنظر في الفراغ وعينها ممتلئة بالألم الحقيقي، الألم الذى نبع منها بوضوح وكأنها لا طاقة لها لتخبأه بعد الان !!! دمـوع .. لا شلالات أقل ما يُقال عنها، عصفت بعينيها، لتدميهـا بحزن تعمق منها بحـق، تتبعهـا شهقات متتاليـة وهى تود الصراخ لكن تعرف أن لم يفيد في شيء !.
= ماذا حدث لتبكي بهذه الطريقه ؟.
قالها آدم الذي دلف المطبخ للتو ، فشهقت وهي تلتفت مسرعة للخلف لتري آدم يقف أمامها يعقد حاجبيه باستغراب، وعندما لاحظ صمتها طال سأل مره اخرى بشك
= من الذي أزعجكٍ لتبكي بشدة ، ليس هناك غيري انا وزين فقط في المنزل؟ وانا قد استيقظت للتو و رأيت زين يخرج من المطبخ منذ فترة. ما الذي فعله بكٍ وجعلك تبكي هكذا
ابتلعت اليزابيث ريقها بتوجس وهي تجيب بارتباك
= لا ، لم يفعل زين شيئًا ، لقد تذكرت شيئًا أزعجني فقط
تأفف بضيق وشعر بأنها تكذب ثم نظر آدم لها وهتف بشيئ من الحنق
= إليزابيث ، لقد سألتك من قبل لماذا كنتي تبكين
هـزت راسهـا نافيـة بأصرار وهي تستطرد بألم سيطر على قسمات وجهها بأريحية
= قلت الصدق يا سيد آدم تذكرت شيئا ازعجني ..آآ تذكرت موت والدي وما حدث لي بعد وفاته
ثم التفتت بسرعة بتهرب وهي تحمل الأطباق الزجاجية وظل هو ينظر لها باستغراب يجهل سبب بكائها ولكنه أربكها حتى سقطت الاطباق من يدها وتهشمـت، فشهقت وهي تردد مسرعة
= اعتذر .. لا اعرف كيف سقطوا مني سانظف هذه الفوضى في الحال
هبطت تجمعهم بتوتر شديد بينما هز ادم رأسه بهدوء بان لم يحدث شيء خطير وهبط الأخري مسرعًا ليصبح مقابلاً لها ليجمع الزجاج معها، ولكن إربكاها تلقائى من آدم الذى كان يتابعها بعينـاه، فجرحـت اصبعها ونزفت الدماء منه فصرخت هى متأوهه
_ آآه يا الهي
نظر آدم لها بقلق ثم اقترب منها و امسـك اصبعها المصاب يتفحصه بهدوء ثم نظر لها ليجدها تكتم المها وهي تعض علي شفتها فقال لها
= انتبهي اليزابيث جرحتي حالك ، انهضي تعالي معي ! .
عقدت حاجبيها بألم لتنهض معه ببطءٍ نظـرت ليدهـا وليده الممسكة بها بذهول و حرج، ليجذبها ادم الى الحوض ويفتح المياه علي اصابعها المصابه ليزيل الدماء، نظر إليها ليتابع ملامحها اذا كانت مزالت تتألم والأمر خطير لهذه الدرجه! ليجدها كانت كالطفل البرئ وشفتاها الكرزية مزمومتين ومزالت تضغط عليهم بحركه عفوية، لينظـر في عينيها مباشرةً ويقول وهو يهمس
= توقفي عن عض شفايفكٍ اليزابيث، ستنجرح هي الاخرى
توقفت بالفعل ليحل ملامح وجهها الصدمة والقلق، واخيرًا استطاعت دفع يدها قليلاً عنه لتهتف بأنفاس لاهثـة مربكة
= ساضع ملصق عليها الامر ليست خطير .. شكراً
لتعود الي توترها لتبتعد عنه خطوة و قد ظهر خجلها ليتنحنح هو و هو يقول محاولاً لتغير الحديث
= حسنا ساذهب انا.. انتبهي إلى حالك
تحرك آدم فأكمل هو سيـره ليرحل بينما هي ظلت مكانها تنظر إلي الفوضى من حولها لتتذكر أيضا آدم و نظراتة الممتلئة بالحنـان؟ لتجهل سر اهتمامه بها؟ وعندما رفعت مقلتيها صـدمت من زين يقف بمسافة امامها..... ونظـر لها نظـرات ادهشتها ..من الغيظ والكـره، ولم يعد يرى امامه سوى شيطانه تخطط ليقع صديقه لها ،لتفهم اليزابيث بأنه قد رأي آدم وهو يساعدها في جمع الزجاج بالأرض و ما حدث بعد !!
❈-❈-❈
بعد فترة خرج آدم من غرفته ليهبط للاسفل للفطور، لكن تفاجئ بوالده نيشان يجلس على المقعد بالصالون ومن الواضح أنه كأن ينتظره! حمحم آدم وهو يقترب منه بتعجب
= ابي، هل انت هنا.. أهلا بك
لكن نيشان تجاهلة ولم يجيب عليه عندما لاحظ خروج اليزابيث من المطبخ لتقترب لتضع الطعام فوق السفره، رفعت مقلتيها ونظرت إلى نيشان باستغراب من و جوده! فهي لم تكن تعرف أن آدم لدي اب من قبل.. شعرت بالتوتر للحظات عندما نظـر نيشان لها من أعلاها الى اسفل قدميها نظرة تود لو تخلعها من عينيه.. وهمس قائلا بخشونة
=أنتٍ.. يا فتاه
للحظه قد نست اليزابيث أنها الفتاه الوحيده هنا؟ فهَزت رأسها وهي تقول متساءلة ببلاهة
= انا
رفـع حاجبـه الأيسر يسألها باستمتاع رهيب يجتاحـه
= هل هناك فتاة أخرى هنا؟ ما اسمك وماذا تفعلي هنا؟ أنا لم اراكٍ من قبل
رفعت كتفيها وردت وهي تنظر للأرضية وكأنها تحدثها
= اسمي اليزابيث واعمل طاهية هنا؟ وقد أتيت إلى هنا منذ فترة قصيرة .. هل تريدني أن أفعل شيئًا لك يا سيدي؟
هز ادم رأسه إليها بهدوء بأن ترحل.. بينما عاد نيشان لقناعه البارد عندما رحلت فهتف بهدوء مستفز
= ليست بشعة لديك زوق جميل في اختيار عشيقه لك .. اتمنى ان لا يطول الوقت معها وتمل منها فـ لارا بدات تشعر بالغيرة منها
أحمر آدم وجهه من الغضب أثر حديث والده ليهمس برجـاء حار لأول مرة يجتاح نبرته الرجولية الجامدة
= أبي ، أرجوك أخفض صوتك ، وما هذا الحديث الذي تقوله لا يوجد شيء بيني وبين هذه الفتاة ....ومن الطبيعي عندما ياتي شخص يقول لك شيء سيء عن ابنك تكذبه ولا تصدقه
أومأ برأسة نيشان ساخراً وهو يغمغم بخشونة
= في البداية لم أصدقها حقًا وأخبرتها أن آدم ليس من هذا النوع ، لكن عندما أتيت إلى هنا بنفسي ورأيتها ، تأكدت من صحة كلامها .. فتريد إقناعي بأنك أحضرت فتاه جميلة مثلها إلى منزلك حتى تتمكن من الطهي لك فقط وليس لأي شيء آخر.
عاد آدم لحدته وهو يهتف مزمجرا
= نعم .. وهذا ما يحدث بالفعل ولا تصدق حديث هذا اللعينة لارا فهي دائما تقول أشياء ليس لها معنى.
هـز رأسه نافيـًا وقال بإتـزان رجولى يليق به
= من حقها أن تشك فيك فهي خطيبتك في النهاية ، والأمر مشبوه حقًا وأنت تخفي شيئًا.
كـز آدم على أسنانـه بغيظ حقيقي، ليتحدث وهو يفتعل الغضـب بهدر
= يا إلهي .. أبي أنا اقول لك الحقيقة ، لا يوجد شيء بيني وبين هذه الفتاة إطلاقا ويجب أن تصدقني .. وهذه الحقيرة لارا ليست خطيبتي
لم يصدق نيشان كلامه وهو يهز رأسه نافيًا بأصرار ليردف بجدية
= إذا كانت كلماتها خاطئة فلماذا كذبت عليها وقلت إن زين من أحضر هذه الفتاة هنا وليس أنت؟
صـدم آدم من سؤال والده واغمض عينيه يلعن نفسه داخله بغباء فقد نسى ان يحذر زين بأن لا يتحدث أمامه لارا عن من أحضر اليزابيث إلي هنا، ابتلع ريقه وصمت ولم يعرف بماذا يجيب؟ وكان الصمت اغبى قرار اخذة آدم فقد اعتقد نيشان بأن حديث لارا صحيح وبينه وبين تلك الفتاه شيءً بالفعل !!
نهض نيشان ووقف مقابله ثم نظر له محذرًا وقال بهدوء مصطنع
= ليس لديه مانع من أن تشغل نفسك وتستمتع بها .. لكنها مجرد فترة مؤقتة وعليك الابتعاد عنها فورًا .. وإلا ساتدخل لحل ذلك الأمر ، وأنت تعلم جيدًا ماذا سأفعل إذا تدخلت.
برغم إهتـزاز بسيطة شعر به آدم من تهديد والده امام قسمه الجامد، فهو يعرفه بالفعل جيد إلا أنه اخفاء وهو ينظر إلية بحنق.
❈-❈-❈
في مكتب آدم ، جلس على المقعد بضيق شديد ، محاولًا السيطرة على أعصابه مما قاله والده قبل مغادرته، وكان زين يقف أمامه ينظر لها بصمت! زفـر آدم بضيـق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا
= أخشى أن أستيقظ ذات يوم في الأربعين لأجد أنني أهدرت حياتي بسبب اختيار خاطئ اتخذته في سن العشرين. لماذا لا يريد والدي أن يفهمني؟ أنا لا أحب لارا ولا أجدها الزوجة المناسبة لي. احيانا افكر بالموافقة والمحاولة ولكن ما حدث في الفترات الاخيرة من لارا اصبح الوضع صعب جدا .. لا يناسبني اطلاقا
رفـع زين حاجبه الأيسر بشك متابعًا بتهكم
= إذن أنت ترفض الزواج من لارا لأنها غير مناسبه لك أو لشيء آخر غير معروف؟
أستفاق آدم علي كلماته سريعًا وقال متساءلاً بذهـول حقيقي
= ماذا تقصد أنت الآخر؟ ماذا سيكون الامر يعني
تأفف زين وهو يهتف فيه بحنق
= آدم بصراحة والدك معه حق، أنت بدأت تبالغ جدًا في الامر مع اليزابيث، قلتها لك قبل سابق؟ الامر سيختلط عليك وستشفق عليها بسبب ماضيك مع عمل والدتك، لذا أرجوك صدقني ، أنا أقول هذا لمصلحتك. دع هذه الفتاة تخرج من هنا ولا تنسى ما كانت تفعله في البدايه وماذا كانت وظيفتها
نهض آدم بحده لم يستوعب حتي الآن لما الجميع أصبح يحقد علي تلك الفتاه و يشك بها؟ وصرخ فيه بغضب شديد
= ما مشكلتكم؟ لما الجميع خائف علي منها ودائما يحذرني منها انا لم ارى منها اي شيء خطا فعلته حتى اطردها من هنا .. ما بكم ؟. ما الذي رايتو منها حتى تكرهونها بشده هكذا
نظر لادم بغيظ مكبوت وقال بحده
= وهل يجب ان ننتظر حتى تؤذيك لنحذرك منها؟
هـز رأسه نافيًا وهو يجيبه بزفرة قوية
= هل تعلم ما هو الفرق بيني وبينكم يا زين؟ ولماذا تكرهونها هكذا... لانكم تنظرون اليها نظره واحده فقط حتى مهما فعلت ستظلوا تنظرون إليها علي انها عاهره فقط
نظـر زين لادم مرة اخرى ثم قال بتحدي وهو يجز على أسنانه بعنف
= وهل هذا خطأ .. أليس كان هذا عملها منذ البداية يا آدم؟ صدقني ، سوف تندم لأنك لم تستمع إلى حديثنا وصدقنا. حاول التركيز على أفعالها معك بشكل ادق؟ هل تراها تنتظرك دائمًا في الحديقة ، هذه صدفة؟ وهل تعتقد أن ما فعلته في المطبخ هذا الصباح كان مصادفة أيضًا؟ عندما أسقطت الأطباق الزجاجية لتقترب منك بنية القيام بذلك عن غير قصد؟ و وبكائها الدائم امامك حتى تتعاطف معها .. صدقني هذه الفتاة لئيمة وليست بريئة كما تظن.
جحظـت عيناه بصدمـة من حديثه، فغر فمة ببلاهه
= يا إلهي ما الذي تقولة انت الاخر ؟ ولماذا ستعتمد تفعل هذه التصرفات معي بالاساس، انت مجنون حقا مثلهم يا زين
إحتـدت عينا آدم وقبل أن يتحدث مره اخرى كان يلقي زين سمومه في وجه آدم، بإصرار
= هذه هي الحقيقة وليس الجنون؟ هذه الفتاة تقوم بكل هذه الأعمال حتى تقع في حبها وتصبح عاشقتك! ولا تخرج من هذا المنزل وتستولي علي أموالك
صمت آدم قليلا يحاول استيعاب كلماته وهو يمسح على وجهه بضيق شديد ليقول بعنف وغضب هادر
= رباه! زين انا ارى ان كل الاشياء التي تتحدث عنها تحدث بغير قصد وليست مقصودة في فعلها، ولم يحدث اي شيئاً منها وقح حتى يتوجه شكوكي أنها فتاه سيئة .. صدقني أنت تبالغ بالأمر .. ولا يوجد شيء من هذا القبيل.
هـز زين رأسه وحاول إخراج صوته مليئ ببعض الثقة
= مثل ما تريد، إذا كنت لا تريد أن تصدقني علي راحتك، لكن تذكر هذا الحديث جيدًا .. ولا تعطيها ثقتك الزائده.. تعلم ليتك تتزوج لارا على الرغم من أفعالها ، على الأقل هي واضحة عنها وليست ماكرة مثلها.
❈-❈-❈
في منتصف الليل.. .
استقر آدم على السرير وهو يشعر بالملل والانزعاج وجفت عيناه من النوم والراحة أيضًا إنه لا يعرف لماذا الجميع يسر بأن اليزابيث فتاة سيئه وتريد ان تستغله رغم انه ساعدها ولم يرى منها اي شيء يدل على ذلك؟ لكن الجميع سيظل ينظر إليها كعاهرة وفتاه استغلاليه.. لكن هو يرى الأمر بصوره أخري؟ بأنها استغلت بالفعل..!! لكن استغلت فرصتها للابتعاد عن الاشياء الخاطئه لتصبح فتاة طاهرة..
بدأ يفكر في تلك الفتاة ولم يراها إلا مرات قليله وكانت البدايه على الشاطئ عندما التقط اليها صورة بالصدفة فهو مدرك تمامًا بأن منذ المره الاولى التي راها بانها هي نفسها صاحبه الصوره، التفت آدم جانبة ليفتح الدرج لياخذ جميع الصور الذي يلتقطها في سفرياته للعمل.. ليجذب صورتها من بينهم وتطلع فيها عدة لحظات يفكر هل بالفعل هي فتاه ليست صالحه وتريد استغلاله مثل ما يقول الجميع ام على العكس تماماً.. ليتسال اهي ملاك ام شيطان؟ بريئه ام خبيثه؟ طيبه أم استغلاليه؟
ليدقق في الصوره فهي لديها جمال مميز فريدة من نوعها، فهي تسحر بجمالها الطبيعي المذهل منذ اليوم الأول الذي ركز على تلك الفتاة نفسها وليس أي شخص آخر والتي ما زالت تعاني من الضفائر البنية القصيرة..فتاة شابة جميلة ذات بشرة صافية وبيضاء وعيون زرقاء صافية مثل السماء.
بينما عندما التقي بها في المره الثانيه كانت ترتجف بشدة تلك الفتاة وكان من الواضح أنها تخشى شيئًا ، قد اعجب بشجاعتها.. و قوتها رغم ضعفها.. و ملامحها الحلوة.. وصوتها الرقيق داعبت مشاعره المحصنـة بسلاح التهديد للأختـراق والتوغل داخل خلاياها !!
بدأ قلبه يدق بصخب وهو شارد، لينتبه الى نفسه بصدمه ما الذي يفكر فيه وكيف شرد بافكاره الى ذلك الحد بها؟؟ لينظر الى الساعه بجانبه و صورتها ما زالت بيده؟ يا الهي هل مرت الساعتـان بهذه السرعة وهو يشرد و يفكر فيها فقط ؟؟!!!! ابتلع ريقه ليهز رأسه بعدم استيعاب و حاول ويستطرد صوته بذهول
= يا رباه بماذا افكر؟ من الجيد أن لا يستطيع أحد أن يخترق أفكاري بداخلي .. احترس من نفسك يا آدم
تناقـض ما بين شعوران يشعر بهم هو و نفسه، شعور ينهـره الذي فاجاه بمشاعرة في منتصف قلبه المميت! احداهما نابـع من القلب، والأخر مؤكد نابع من العقل للماضي .. لينهض بسرعة يضع كل شيء الى مكانه وهو يعاتب نفسه ثم نظـر من النافذة ليراها هي بالاسفل تجلس بالحديقة التى بدت وكأنها مكانها منذ سنوات.!! عاد لوعيه نحو اليزابيث الشاردة .. !
ليفكر في حديث زين؟ هل بالفعل تجلس بالاسفل لتنتظره ..!
❈-❈-❈
= اليزابيث .!
اتسعت اليزابيث عيناها عندما سمعت أسمها المألوف لديها، لتفوق من شرودها ولكنها لم تكن بذلك العالم الذى سلب منها أعز ما تملك من اشخاص و جسد .. كانت بعالم أخر شاردة .. تائهـه .. مكسورة ! هتف آدم
متسائلا بهدوء مصطنع
= اصبحت اراكٍ هنا كثيرا ،ماذا تفعلي بالاسفل بذلك الوقت كل مرة؟
اعتدلت لتنهض لترد عليه بلسان لم تستطـع التحكم به، ولكنها لا تشعر بأى شيئ من حولها لترد بتوتر
= أنا لا أفعل شيئًا ، لكني أشعر بعدم الارتياح في الطابق العلوي وأنا مسجونة بين جدران الغرفة .. وكأنه سجن بلا قضبان ، لذلك أحيانًا أجلس هنا حتى أشعر بالنعاس وبعدها اصعد .. أعتذر أنني أتحرك في المنزل بشكل مريح .. بإذن تصبح علي خير
سارت من امامه كـمسلوبة الأرادة وكان يقف آدم مكانه الذى تطلع فيها بنظراته من الذهول؟ يتسال لما رحلت بهذه السرعة هذه المره.. بينما سارعت اليزابيث بخطواتها وتدعو داخلها ان لا يكون راها زين معه، وتزداد شكوكو نحوها..!!
❈-❈-❈
مرت ايام و الوضع كما هو، مزالت اليزابيث تقيم بمنزل آدم واصبحت تتجاهلة بقدر المستطاع حتى انه لاحظ ذلك آدم لكنه لم يعلق ولم يعرف ماذا بها... وفي منتصف الليل كان المنزل مرتب كما ان عشاء الليلة كان فاخراً للغاية وهذا يعني ان اليزابيث استنفذت طاقتها وهي تعده ، وعندما دلف آدم المطبخ
قد رأها كانت شاردة الذهن وقف يحدق بها لعله يكتشف ما هو الشيء الغامض الذي تفكر فيه داخلها ويحزنها دائما؟ رغم انه اصبح يعرف جزء كبير عنها لكنه مازال يوجد ما تخفيه عنة!!
اما هي فكانت تقف تقطع الطماطم لتحضير السلطة جانب العشاء،و تفكر بما هي أصبحت فيه و الامور دائما تتعقد وانها مع كل يوم يمر تقع في مشكلة اكبر بالرغم من انها تحاول بقدر المستطاع ان تتجنب حدوث تلك المشاكل لكن تصرفات ما حولها الفظة معها تؤدي الى حدوث عكس ذلك.. ولا تعرف الي متى ستظل هنا؟ حتى ان اصبحت بامان فهذا ليست مكانها من البدايه!.
تنهدت اليزابيث بألم تعصف الافكار برأسها تشعر بصداع يكاد يفتك بها لاتدري كيفية الخروج من مأذقها هذا ،واخذتها افكارها فلم تشعر بنصل السكين وهو يمر على باطن كفها بقوة ليجرحها جرحا عميق تتساقط منه الدماء بغزارة لتشهق بصدمه وبألم.. وفي تلك اللحظة اسرع آدم وامسك يدها ولكنها تفاجات به جوده بينما تمتم بسخط
= ماذا فعلتٍ بنفسك؟ اللعنة عما يشغل تفكيرك يا اليزابيث ، انظري كيف جرجتٍ يدك !
فنظرت إليه وهي تقطب حاجبيها بألم وقالت بتلعثم
= منذ....منذ متى وانت هنا ؟
ليسرع ليجذبها للحوض ليضع يديها تحت المياة ليحاول ايقاف النزيف ليرى باطن يدها وقد اصيب بجرح عميق تنبثق منه الدماء سريعا دون توقف رغم وجوده يدها تحت الماء ليظل على هذا الحال لفترة طويلة، ليضع احدى الاقمشة فوق الجرح فى محاولة لايقاف النزيف... قائلاً بصرامة
= هذا ليس مهماً ، يجب ان نعالج جرحك فهو عميق نسبياً.
هزت اليزابيث رأسها بعدم أكثر لتقول بتعب وهي تحاول سحب يديها منه
= شكرا جزيلا سيد آدم.. لكنني اعرف كيف اعتني بنفسي
فامسك يدها بأحكام وهمس بنبرة غاضبة
= اليزابيث اغلقي فمك قليلاً واضغطي على الجرح بهذا الشكل ريث ما اخرج علبة الاسعافات الأولية من الخزانة..
لترفع عينيها بضيق الى آدم لتهمس بصوت ضعيف متالمه
= قلت لك ليس هناك داعي سيد آدم، ساتولى انا الامر اترك يدي من فضلك
رمقها بنظرة ثاقبة واصطكت أسنانه من شدة الغضب لأنها بالرغم من كل شيء وحالتها الخطيره وانها تحتاج الى مساعده ترفض و تعاند... لتتوتر هي من غضبه الشديد ثم تحرك آدم الى الطاولة الصغيرة بداخل المطبخ ليجلسها ثم ليحضر اليها الاسعافات الاوليه لتظل اليزابيث تتابع حركاته بقلق و تستغرب حالة الاهتمام هذة منه ثم جلس أمامها واخذت يحاول ينظف جرحها و ايقاف النزيف... شعرت اليزابيث بالتوتر والخجل لتحرك يدها رغم ضعفها لينظر إليها بطرف عينه بغضب مكتوم وقال بصوت حازم
= اليزابيث توقفي و اتركيني من فضلك انظف الجرح فانتٍ لم تعرفي الاعتناء به بمفردك، لذلك توقفي عما تفعليه رجاء
تنهدت اليزابيث بقله حيله ثم فعلت ما طلبه منها وصمتت بينما وضع صندوق الاسعافات الذي احضرها من الخزانة فوق الطاوله ثم ارتدى قفازين مطاطيين واخرج المطهر وقطعه قطن نظيفة وبعدها اخذ ينظف لها الجرح بلطف شديد لدرجة انها لم تشعر به وهو يفعل ذلك ، نظر إليها بأنزعاج من إهمالها إلي نفسها ثم تنهد واردف بهدوء
= حمد لله الجرح ليس عميق بنسبه كبيره لكن حاولي ان لا تقربيه من الماء حتى لا تتالمي ويتلوث
سحبت يدها من قبضته رغم أنها تتألم قائلة بحدة خفيف
= سيد آدم من فضلك اتركني انا استطيع الاعتناء بنفسي جيداً، يكفي الي هنا .
لم يجيب عليها لكنه جذب يدها مره اخرى بهدوء وبعد ان وضع لها الضمادات ارادت ان تبتعد ولكنه امسك كتفيها وثبتها في مكانها فنظرت اليه بنظرة انزعاج ممزوجة بالارتباك ثم سألته
= ماذا تريد ؟
تنهد آدم بقوة وقال بصدق
= هلا توقفتي عن أذية نفسك رجاء.. فهذه ليست اول مره تجرحي وتؤذي نفسك، اليزابيث جميعنا نمر بظروف صعبه للغايه لكن برايك ما تفعليه هو الحل ؟.
طرفت اليزابيث بأهدابها وقد شعرت بالتوتر والخجل من كلماته فنظرت إليه لوهلة ثم نظرت حولها وجاهدت لان يخرج صوتها طبيعياً ولكنها قالت بنبرة محشرجة
= حسنا.. شكراً لك، آآ قد انتهيت من الغداء هل تريد ان اضعه الان على الطاوله بالخارج
فنظف آدم حلقه وقال بجدية
= امازلتي لا تريدي ان تتناولي الطعام معنا على الطاوله.. قلت لك قبل سابق المساعدون هنا بالمنزل يتناولون الطعام معنا، لذا يمكنك فعل ذلك انتٍ ايضاً .
نظرت اليزابيث إليه تحدق به بغرابة لأن مفهومها عن الخدم لم يكن كما تتوقع هو حيث كانت تعتقد ان مهمتها الأعتناء بأمور المنزل واعداد الطعام ولكن ليس تناوله مع افراد.. وهذا بحكم انها كانت في يوم من الايام لديها قصر وخدم ولم تكن تعاملهم هكذا على الاطلاق... ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تغمغم بصوت خجول
= في الواقع قد تناولت بعض اللقمات وانا احضر الطعام لاتذوقه .. لذلك ليس جائعه الان شكرا، لكن هل لي ان اطلب منك طلب اخر
هز ادم رأسه بالايجابي، لتتحدث اليزابيث بنبرة مترددة
=قد لاحظت وجود مساحة فارغة صغيرة في الحديقة الخلفية .. وأردت أن أزرع فيها بعض الورود لوقت فراغي ، وهي هواية أحبها منذ الصغر. إذا كنت لا تمانع بالطبع ، ولان زين انزعج عندما اقتربت من ورودو ، لذلك أريد أن أملأ الحديقة الخلفية بالورود والزهور الجميلة للاعتناء بها.
ابتسم آدم بخفه وقال بصوت منخفض
= حسنًا ، لا أمانع ، لأن المنزل سيبدو جميلًا بالخارج ، وسيكون مليئًا بالزهور على الجانبين .. افعلي ما تريدي
❈-❈-❈
في اليوم التالي، هبط آدم الدرج بخطوات بسيطة للذهاب الى عمله، وما ان خرج إلى الطابق بالاسفل واختفت عنة الانظار وهو يقف ينظر إلى بعد الي اليزابيث التي كانت تقف في الحديقه الجانبيه لتضع الطين والبذور بعنايه بالارض.. ولم يقل شيئاً للوهلة الأولى حيث اخذ ينظر إليها من رأسها حتى اخمض قدمها وكم بدت في نظره فتاة طفولية بفستانها الأخضر البسيط ذو الاكمام الطولية والذي يصل إلى كاحليها بالاضافة الى شعرها الذي جعلته يبدو على شكل ضفيرتين ووجهها الملطخ بالطين.
وعندما بدأت تنتهي من زرع الازهار ابتسمت بسعادة غامرة وهي تطلع حولها بانبهار، لتضحك من فرط سعادتها بصوت رقيق.. فاتسعت عيناه آدم عندما أطلقت ضحكتها لذا خرج من المنزل بسرعة ووقفت بالقرب من الباب الكبير الفتوح و رأى اجمل ضحكة في حياته على وجه اليزابيث الذي سحرته بمنظرها وهي تضحك بتلك الطريقة مما جعله يبتسم تلقائياً وهو يحدق بها ووقف يراقبها بصمت فهو لاول مره في حياته يراه ضحكتها وابتسامتها الجميله.
كانت ألسنة اللهب المشتعل تجذبه اليها ويجعله يرغب بأن يحتضنها بقوة و يقبلها دون توقف في تلك اللحظة ... فكر ربما تكون الرغبة حقاً؟ فهو بدات نظراته تختلف اليها من وقت سابق بالرغم من طول الايام السابقه لم ينظر اليها هكذا بل علي العكس كان أحيانا يتحدث معها وهو ينظر بعيد عنها حتى لا يشعرها بالحرج ويعاملها كانها مثل امانه لديه يجب ان يحافظ عليها حتى من نفسة.. لكن كثرة ثرثرة الجميع حاولة بانة بالتاكيد يوجد بينهم علاقه في السر.. بدا ينتبه إليها وينظر بدقه ويتابع حركتها بفضول ليعرف لما الجميع مصر على ذلك، وما بها مميز ليجعل الشكوك حولها كثيره؟ لكن قد بدات الامور معه تسير بشكل اخر تماماً..
اما هي فقد شعرت بان هناك من يراقبها لذا حركت رأسها والتقت نظراتها بنظرات آدم والعجيب في الامر ان وجهها لم يكفهر عندما رأته يحدق بها بل ابتسمت بلطف فبادلها هو الابتسامة ايضا... وعندما طال النظرات بينما عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة واستغراب.. وعندما لاحظ ادم نظراتها له بدأت تتغير؟ فنظف حلقة واشاح بنظره عنها بتوتر ثم اردف قائلا بنبرة متعالية
= رائع ما فعلتٍ، أنا متأكد من أنه عندما تنبت الأزهار بعد أسابيع قليلة ، فإنها ستنشر رائحتها في المكان وسيكون المنظر رائعًا .. لكن هل زرعتٍ الزعفران فقط مثل زين أيضًا؟
هزت راسها له بالايجابي لتقول بحماس
= نعم قد زرعتٍ زهرة الزعفران و أنواع اخرى
ابتسم آدم علي حماسها حين رأها سعيده من إنجازها بالزهور لتغشى عينيه مشاعر غامضة يهمس إليها بحنان
= يبدو أنك تحبٍ الورود كثيرًا ..
أومأت برأسها ببطيء لتقول بصوت ضعيف قائلة بألم وهي تتذكر حياتها سابقاً مع والدها
= صحيح، فأنني كنت أزرع كل أنواع الأزهار النادرة والمعروفة في حديقتي قبل أن تستولي البنوك على قصر أبي .. لكنك كيف عملت بذلك
زفر آدم ببطء كان بصدره شيئ يؤلمه ليحدثها بعدها برقة
= الطريقة التي ترتبي بها الزهور وتعتني بها تقول ذلك .. هل أعطيتٍ هذه الزهور كهدايا لأشخاص مقربين منك في المناسبات الخاصة.. لأن قولتي كأن لديك حديقة مليئة بالزهور ...
صمتت قليلاً لتخفض عينيها عنه لتقول بصوت منخفض بخفوت
= في الواقع ، لا ، أو كنت أقدم هذه الزهور لأشخاص معينين بحياتي وأنا متأكدة من أنهم سيحتفظون بها ..لهذا السبب كنت أعطي هذه الزهور فقط لمن هم قريبون من قلبي
عقد آدم حاجبيه باستغراب متسائلا
= وما لم يعجبك في الأشخاص الذين لا تقدمي لهم الزهور ..
لتنقلب ملامحها بحزن شارده بشئ ما ثم هتفت بجمود
= الأشخاص الذين يقطفون الزهور ، لأن هذه الزهور حساسة للغاية ، لكنهم مضطرين أن يدفعوا فرحنا وحزننا كبشر... مثل بعض الاشخاص في الحياه مضطرين ان يدفعوا حياتهم لاجل راحه الاخرين !
حمحم لتغير الموضوع بعد احس بحالة الجمود التى اصبحت عليها قائلا بخشونة
= بمناسبه وجودك هنا هل مازلتي قلقه مننا؟
مسحت اليزابيث علي وجهها وهي تتحدث بنبرة رقيقة
= ان الوظيفة تبدو جيدة وانا بدات اتاقلم مع الوضع ولكن فكرة العيش مع رجلين غرباء تحت سقف واحد ليست فكرة صائبة و خصوصاً لأنني فتاة ولا تربطنا اي صلة قرابة ... لكن مع الوقت.. بدأت أن لا اقلق من حيال هذا الموضوع لأني اكتشفت أنك رجل محترم جداً سيد آدم وذو اخلاق عالية يكفي بانك ساعدتني بالكثير رغم انك لا تعرفني
ابتسم آدم باتساع علي حديثها ليقول بصوت بمزاح
= أوه ،اخيرا وثقت السيده اليزابيث بي.. جيدا انني سمعت ذلك منك
هزت راسها له بالايجابي بابتسامة خفيفه بينما أشار آدم برأسه وهو ينظر إلي وجهها قائلا
= لا تنسي بأن عندما تنتهي من الزرع تنظفي وجهك من بقايا الطين فقد تلوث وجهك أيضا ويدك !.
شعرت اليزابيث بالارتباك والتوتر لترفع يدها الملطخه بالطين بتلقائية علي وجهها لتمسح وجهها ..لكن قد تلوث وجهها بالطين أكثر من يدها، وهي تردف
= آه حقا لم انتبه حسنا ..سوف انظفه
عقد آدم حاجبيه وهو يبتسم بخفه على ما فعلته بوجهها واقترب منها يمسك بيدها ليرفع انامله هو ليمسح وجهها برقة ليتلمس خصلاتها المنتشرة فوق وجهها بحنان ليبعدها عن وجهها وأخرج منديل ورقي من جيبه ليبدأ يمسح الطين من علي وجهها بحركات دائريه بينما تخشب جسد اليزابيث لتشعر برعشة تسري بجسدها حين شعرت بلمساتة لتساله بصوت متوتر
= سيد آدم ماذا تفعل؟ ليس هناك داعي سانظفة انا بنفسي.. أبتعد
ليتسمر مكانه تقع عينيه علي عينيها الزرقاء وقد التقت العيون ببعضها للحظة، لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وهي قريبه منه وفمها الوردي المزموم برقة.. فلم يستطع مقاومة وهو يمرر يده برقة فوق بشرتها يتحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة من الإرتباك تحرك وجهها تحت لمسات يده ليفيق آدم من غيمة الاحاسيس التي اجتاحته عند ملامسته لبشرتها الرقيقة يتنحنح محاولا اجلاء صوته ليبتعد برقة لكن شئ بداخله يرفض ان يبتعد عنها ليظل يتمتع برؤيته لجمالها الهادئ أمامه بهذا السلام... حتي اخيرا تعالي اصوات سياره تصف بقوة خلفهما لتهبط لارا من السياره وهي تصفع الباب بعنف لتنظر إليهم بحنق وتقترب منهما...
هزت اليزابيث رأسها في الاتجاه الذي سارت اليه بعيد عنه بسرعه لتتحرك للرحيل، بينما حمحم آدم وهو يراقب خطوات لارا تسير نحوه بغضب شديد لتصيح بصوت حادة
= توقفي مكانك ولا تتحركي.. أيتها العاهرة !.
التفتت اليزابيث نحوها لتتسع عينيها بصدمة بينما أسرعت لارا بخطواتها وعندما وصلت إليها رفعت يدها لتصفعها بقوه علي وجنتيها بكل قسوة!.
ثم قالت لارا متحدثة بشماته ولكن لاذعة كالنار
= تستحقي هذا ، نعم انتٍ تستحقي هذه الصفعة لانك تدخلتٍ في ما لا يعنيك وتخطيتي كل الحدود بتصرفاتك ، وتريدي ان تاخذي مني خطيبي وحبيبي
شعرت اليزابيث بالذهول وهي تضع يدها فوق وجنتيها اللاسعه.. هز ادم رأسه بغضب بعدم تصديق ليهتف بحده
= ما هذا الهراء الذي فعلتي الآن يا لارا ... كيف تتهجمين على الناس دون ذنب؟ ما الذي فعلته بكٍ حتى تصفعيها
اردفت لارا بجمود وقسوة
= هل تعلم ان هذه الوقحه التي تقف بجانبك عاهره! وكانت تقيم في منزل دعاره وتبيع نفسها للرجال مقابل المال.. وليس كذلك فقط بل انها تسببت في تشويه وجه احدهم بماء نار وهو الان بالمستشفى بحاله حرجه
تلك اللحظة شعرت اليزابيث بألم شديد يفتك قلبها اكثر من الصفعة لانها سمعت نبرتها القاسية واستهزاء في لهجتها الحادة وكأنت تسخر منها عمداً وتذكرها بالحقيقة المرة التي قررت ان تنساها.. لذا لم تستطيع كبح الدموع التي اغرقت عيناها فذرفتها لتحرق وجنتيها
بينما في نفس الوقت اتسعت عينا آدم على وسعهما من حديث لارا الصادم ، لينظر الي اليزابيث التي كانت تبكي وتتالم بصمت.. لينظر إلي لارا بعصبية ثم قال بنبرة جافة
=وإن ما فعلته فلا يحق لكٍ ان تصفعيها هكذا
وقفت تنظر إلى دموع اليزابيث لتشفي غليلها وحقدها منها لتقول باحتقار
= لا تستحق.. لان هذه اللعينة هنا لأجل أن تاخذك مني فماذا سانتظر من عاهره مثلها حقيره، تبيع جسدها لمن يدفع اكثر وتنتقل بين احضان الرجال بكل وقاحه و دون احترام .. لذلك لا تتوقع مني بان اظل صامته واراقبها وهي تاخذك مني دون ان افعل لها شيء واعاقبها عما تخطط لاجله.. ولا تنكر ما كانت تفعل معك للتو قبل ان اتي
مسح آدم وجهه بعنف وغضب عارم من أفعالها الزائده واصرار حديثها حول ان يوجد علاقه غير شرعيه بينه وبين اليزابيث...
نظرت لارا بطرف عينها لتلمح بعض الجيران بدأت تتجمع علي صوتها علي بعد مسافه، لتبتسم بخبث بأنها فرصتها لتأخذ حقها منها وتلقنها درس لم تنساه في حياتها و دون تفكير تحركت تتبختر في مشيتها لتنظر في ارجاء المكان ترتسم فوق وجهها علامات الاشمئزاز قائلة بصوت عالي بقوة
= يا ساده.. ايها الجيران اسمعوني جيد لتعلموا من تلك الفتاه وماذا تفعل هنا، هذه عاهره كانت تسكن في منزل دعاره.. هذه اللقيطه كانت تستعرض جسادها للرجال وتسلم نفسها لمن يدفع اكثر.. وهي تسكن الآن في منزل زوجي المستقبلي لتاخذة مني و تستغله..
أغمضت اليزابيث عينيها بشدة مغشيتين بالحزن والالم لتشعر بألم فظيع داخلها يشعرها بالعار و الخزي ليخرج زين علي صراخات لارا وينظر إلى آدم بعدم فهم، لتنظر لارا لها لاستفزازها لتبتسم ساخرة وهي تشاهدها مكسوره هكذا وغير قادرة على فعل شيء.. ليركض آدم يجذبها من ذراعها ليجز علي أسنانه بغضب وهو يقول بعنف شديد
=يكفي اصمتي.. توقفي عن هذه السخافات التي تفعليها يا لارا ..فانا على علم بما كانت تفعلة اليزابيث قبل ان تتوظف بمنزلي.. وهي لم تضرك لذلك توقفي عن اذيتها بافعالك الفظه
فضغطت لارا على يدها وقد وصل بها الانزعاج الى ذروته بسبب دفاع آدم عنها فقالت بسخط
= وما شأنك أنت بهذا الموضوع لتتدخل وتدافع عن خادمه حقيره مثلها ، هل حضرتك محامي الدفاع الخاص بها ام انها عشيقتك بالفعل !
فقال آدم بنفاذ صبر
= بل انها الطاهية الخاصة بي وانا لا اقبل ان تتعرض للإهانة بسبب خطأ ارتكبته منذ وقت رغم عنها دون قصد وقد ندمت عليه اشد الندم ، لذا قرري الآن ان كنتٍ ستغادرين دون التسبب بالمزيد من المشاكل أم ساجبرك انا على الرحيل بنفسي امام الجميع لننهي هذا الأمر .
فلم تستطيع لارا المجازفة اكثر وخصوصاً لان آدم كان يتحدث بجدية وان لم ترحل بالفعل ستتعرض للاهانه منه امام الجميع مثل ما فعلت فيها، لذا قالت بنبرة تنم عن الكره والحقد
= بل انني سأغادر ولكن قبل ان اغادر سأقول شيئاً واحداً لهذا العاهره.. احترسي مني جيدا فانتٍ لا تعرفيني جيد واذا اقتربتي من اي شيء يخصني مره ثانيه فسوف تدفعي ثمن فعالتك هذه أضعاف من عمرك ..
وبعد أن قالت ذلك الكلام القاسي تحركت بطريقة عنيفة وهمت بالمغادرة بسيارتها بينما نظر آدم الى اليزابيث التي كانت تحني رأسها بصمت وتبدو شاحبة الوجه وسرعان ما نظر إلى الاشخاص الذين كانوا متواجدين هناك و يتهامسون وينظرون الى اليزابيث بنظرات قاسية فزجرهم قائلاً
= وانتم يا سادة أرجوكم فليذهب كلن في طريقه فقد انتهى العرض.
بدأت الناس بالفعل تتحرك الى داخل منازلها.. بينما لوي زين شفتيه ببرود قائلا بقسوة شديدة
= اصبحنا فرجه بين الجميع بسبب تلك الفتاه..اتركها يا ادم ترحل بعد ما حدث الان والجميع اصبح يعرف بأن العمده المستقبلي يستضيف في منزله عاهره فسوف يتغير الوضع.. لذلك الافضل لك ان تتركها وليس لك دخل بها؟.
هز ادم رأسه بضيق شديد ولم يتحدث والتفت حتي يتحدث و يعتذر إلي اليزابيث ليجد المكان خالي وهي ليست موجوده؟ شحبت ملامح آدم قائلا بقلق بالغ
= اليزابيث !! اين ذهبت هل تحركت الى الداخل
= ليس بالداخل قد رايتها تتحرك لترحل.. جيد ما فعلته اتمنى لا تعود مره ثانيه
قال ذلك زين ثم شق طريقه نحو غرفة المعيشة الواسعة ولم ينتظر رد صديقة...
توقف آدم مكانه برهبة وفي تلك اللحظة شعر بشعور فظيع يسري في جسده ، شعور ينم عن الخوف والقلق بسبب اختفاء اليزابيث وخصوصاً لانه يعرف بانها ليس لها مكان اخر تذهب إليه واذا صعدت الى اخر الطريق فسوف يمسكها احد من رجال شويكار..
❈-❈-❈
في فيلا انطون شقيق لارا، كان يجلس في مكتبة وفجأة سمع صياح يأتي من غرفة لارا وصوت تهشيم اشياء فركض انطون للأعلى مسرعًا وفتح باب الغرفة بلهفة ليجد ما توقعه.. لارا تدمر كل شيء أمامها بجنون... حتى المرآة حطمتها ركض نحوها بسرعة وهو يحاول الإمساك بها صارخًا بذهول مرتعد
= لارا ماذا تفعلين، لارا توقفي عما تفعليه وعودي لوعيكٍ ،هل انتٍ مجنونه
ابتعدته بعنف حينها وصاحت به بانفعال
= نعم انا مجنونه وقد فقدت عقلي بسبب حبي إلي ادم ، انه أصبح يكرهني يا انطون لدرجة أنه يشمئز من لمستي لذراعيه !! يشمئز مني انا ويفضل لمسات تلك العاهرة ..لماذا لا يحبني قد فعلت المستحيل لاجله، تنازلت عن كرامتي وتهشمت مشاعري بسبب قسوته معي، ماذا افعل اكثر من ذلك واتنازل حتى يحبني مثل ما أحبة ؟!.
أقترب منها واحتضن كفاها معًا بين كفاه وهو يقبلهما بحنان متمتمًا
= اهدئي يا حبيبتي لم يحدث شيء من ذلك.. ولم يتركك، حتى اذا كان لا يرغب في الزواج بكٍ فالسيد نيشان سيجبرة على ذلك
رفعت لارا عيناها الدامعة له وهي تستطرد بنبرة متحشرجة
= اصبحت اشك في ذلك ، كان في البدايه يتهرب مني ويتجاهلني دون حديث.. لكن عندما دخلت هذه العاهرة حياته اصبح يرددها بوجهي بكل قسوة أنه لا يريدني ولم يتزوجني.. آدم اصبح له عشيقه ويخوني معها ، لا افهم لما هي بالذات يفضلها علي
هز انطون رأسه بضيق وقال بصوت هادئ خشن
= كفوا عن عبث هذا الحديث. هذا غير صحيح. فكري في الأمر للحظة بينك وبين نفسك .. هل سيقع آدم ، العمدة المستقبلي للقرية، في حب عاهرة؟ مستحيل!! وإذا حدث ذلك ، فلن يقبل السيد نيشان بذلك ، حتى لا يفقد العموديه
عضت على شفتاها بأسى وهي تفكر في حديثه بقلق وتبكي بصمت، ليبتعد عنها قليلا وهو يمسح دموعها برفق مرددا بثقه
= صدقيني يا لارا ، ادم سيكون لكٍ وحدك انتٍ فقط !.
هزت راسها له بالايجابي دون حديث بينما تنهد انطون هو يتطلع الى الفوضى التي فعلتها بعدم رضي، ثم تحرك ليرحل الي الخارج لياتي باحد ينظف ذلك..
بينما ازداد جنون لارا الذي ازدادت ملامحها عنفًا وهي تفكر في اليزابيث تلك العاهرة وكيف كانت قريبة من حبيبها آدم، لكن هل ستظل صامته وتترك هذه الخبيثه تاخذ منها خطيبها، لم تكن لارا أن لم تبعدها عنه.. يا الهي أنها تثير غريزة الغيرة داخلها بشكل لا يُطاق... ضيقت لارا عيناها بتنمر وهي تأخذ هاتفها من أعلي الفراش لتتصل بشخص ما وتنتظر حين يرد لتجيب بصوت قاتم
= مرحبا زين انا لارا. اريد ان اتحدث معك عن موضوع مهم .. لكن هذا سر بيننا ولا تخبر آدم؟
❈-❈-❈
ظلت اليزابيث تسير بالطريقه وبدأت تتجول في الطرقات وهي لا تعلم الى اين تريد ان تسير الى ان تسقط .. رفعت يدها اثناء سيرها تحسس وجنتيها .. انهما جافتان و الدموع لا تريد تسقط وتسقيها فهي تحتاج الأن تبكي .. ولكن سماء أحزانها جافة فغيومها قد امطرت كمية من الدموع الغزيرة الى ان افرغت مالديها .. وقفت اليزابيث للحظات أمام بحيرة وهي شارده إلي بعيد بأفكارها وتتصارع.. بينما جاء اخيرا آدم من خلفها فقد كان يبحث عنها بلهفه وقد وجدها ليقترب منها.
وفي تلك اللحظة طرفت اليزابيث بأهدابها وقد استيقظت من شرودها فنظرت إليه لوهلة ثم نظرت أمامها وجاهدت أن لا تنهار ولكنها قالت بنبرة محشرجة
= سيد ادم لما انت هنا؟ ارجوك ارحل واتركني يكفي ما حدث لك من تحت راسي.. فانا لا مكان لي في هذا العالم الأفضل ان اموت! حتي اخلص الناس مني
اقترب منها آدم بخطوات سريعة وهي يتحدث بصوت حازم
= اصمتي ولا تتفوهي بمثل هذه التفاهات مجدداً فانا لا يمكن أن ادعك ترتكبين خطيئة کالانتحار لان الشخص الذي يقتل نفسه يموت ومصيره النار ...
فضغطت اليزابيث على نفسها حتى لا تنتحب بصوت عالٍ وقالت بنبرة انكسار
= انا ضعيفة ولا استطيع تحمل تهميش الناس والمجتمع اكثر بسبب خطأ غير متعمد ارتكبته وتسبب بضياع حياتي، أعلم أنني ارتكبت خطأ في البداية عندما وثقت وأحببت شخصًا لم أكن أعرفه جيدًا مثل نيكولا ، الذي جعلني أشعر بالحب والاهتمام الذي افتقدته بعد وفاة والدي ، فاقترب مني وبدأ يعاملني بلطف وأحضر لي وظيفة واعترف بأنه أحبني بجنون وكان يحاول يسعدني بكل الطرق وللأسف وثقت به .. وبدأت في الانجذاب إلي والإعجاب به .. لقد كان رغما عني ، فقد كان الشخص الوحيد الذي وجدته بجانبي في معظم الوقت كنت بحاجة إلى شخص ما ليواسيني وهو استغل ذلك ... ولكن بعد ذلك اكتشفت أنه !.
صمتت قليلاً بينما هز ادم رأسه لا يصدق ما يسمعه وما عانته تلك الفتاه بمفردها، ليبتلع ريقه بقلق وهو يعقد ما بين حاجباه و يحدق بها بقلق متساءل بتردد
= ما الذي اكتشفتي، اكملي..
عضت علي شفتها السفلية وتشدق بعبث متحسرة علي حياتها التي أضاعت علي يد شخص لعين لا يعرف الرحمه، لتتحدث باستكانة غريبة وكأنها تسبح وسط احزانها وهي تجيب
= بدأت قصتي عندما كنت أسير على الطريق وكنت سعيدًا بأول راتب أخذته من عملي. ولم ألاحظ اللص الذي أخذهم مني وركض وبدأت أركض وراءه كالمجنونة ، حتى صدمتني سيارة لم أرها وسقط بالارض وخرج شخص من السياره وهو يصرخ في وجهي ثم ركض وتركني، وفكرت بأنه من الممكن أن يكون شريكة ذلك اللص و بدأت بالركض خلفه هو الآخر ، حتى أحصل على نقودي ، وعندما تابعت ذلك الرجل ، وجدته يدخل في مكان شبه مهجور. وانا أخرجت هاتفي لتصوير ملامحهم وأذهب بعدها إلى الشرطة وأبلغهم لإعادة أموالي ، لكنني اكتشفت شيئًا آخر؟ عندما نظرت من خلف نافذة ذلك المكان من الداخل ، وجدت العديد من الفتيات من مختلف الأعمار محتجزات في الداخل ، ورجال مسلحين مجهولين ، وعندما تمردت إحداهن للفرار ، قتلوها بدم بارد ! صرخت من الخوف حتى لاحظوه أننا اراقبهم ، ثم اكتشفت أن هاتفي كان يصور كل هذا فركضت بسرعة كبيرة وكانوا يركضون ورائي للحاق بي؟ حاولت الهروب منهم وشعرت أن قلبي سيتوقف من الرعب حتى وجدت شخصًا هناك في منتصف الطريق ساعدني وأنقذني منهم ..كل ما كان يهمني في تلك اللحظة هو إنقاذ هؤلاء الفتيات والذهاب بهاتفي إلى الشرطة حتى يكونوا أحرارًا ، وأقترح ذلك الراجل أن يأخذ هاتفي إلى الشرطة حتى لا اتورط مع تلك العصابة ، وأنا وثقت به ووافقت اعطي الهاتف و بعد ذلك ، بدأ يقترب مني كل يوم بحجة مختلفة، فقد ساعدني في العثور على وظيفة ، واهتم به ، وأتى لي بالهدية التي أحبها ، وغار عليه، وفعل كل ذلك حتى .. آآ
صمتت برهبة وبدأت قدماها تعود للخلف بتلقائية... الدموع متحجرة في عيناها ولكنها ترفض الخضوع لسطوة الانهيـار.. بينما هو يقف أمامها يحدق بها بشفقة حقيقية والحزن يستوطنه بتلقائية على تلك المسكينة.... دون أن ينطق ،مرت دقيقة تقريبًا وهي متجمدة مكانها جبل من جليد يعيق سير دقاتها الممسوسة باهتزاز روحها من الأساس لتهتف بصوتها المرتعش
= لقد فعل كل هذا ليجعلني أثق به ويرسلني إلى شويكار لأصبح عاهره، ويأخذ هو أموال في المقابل ثم يختفى ، ومن الآن فصاعداً لا أعرف إلى أين ذهب وتركني ..حدث ذلك في إحدى الليالي اقترح أن يعرّفني على اصدقائه المقربين وأحضرني إلى هنا .. وفي آخر مرة رأيته ، طلب مني هاتفي بحجة أنه سيتصل بشخص مهم في العمل .. لكنه فعل ذلك حتى لا أستطيع الوصول إلى أي شخص لمساعدتي وبعد 10 دقائق رأيت السيدة شويكار وليام يدخلان الغرفة التي كنت فيها ..و نيكولا رحل ولم يعد ؟!
اتسعت عينا آدم بعدم استيعاب وهو يتنفس الصعداء بصعوبة بالغة دليل علي التأثر بكلماتها ثم تابعت حديثها وهي تصرخ بنبرة مغموسة بالألم
= هذا الشخص الحقير استغلني ، وكانت هذه مهنته بالاساس، فعل كل ذلك معي وخدعني بالحب حتى يأخذ الهاتف مني ويحذف الفيديو ثم يسيطر عليه لياخذني الي شويكار.. ومن بعدها لي اجد نفسي في ذلك الجحيم.. هنا كانت المعاناه الحقيقي لي ، لم أعد أعرف. كم مرة قلت إنني لا أريد! ساعدوني! أنا نادم على حبي! سئمت من العذاب ، لكن لم يرحمني أحد
أطلقت اليزابيث العنان لحزنها وهو يقف يتابعها بنظرات جليدية بعجز ثم تنهد تنهيدة تصدر عن أعماق أعماق تلك الضجة التي تهتاج اكثر داخله شيءً فشيء....! و دون أن يفكر مرتين كان يسحبها إليه وفجأة وجدت يحتضنها ويضمها الي صدره هامسًا بصوت رجولي جذاب
= هششش يكفي
كانت اليزابيث تائهه بين صدمة احتضنها و أوجعها لكن لم تبتعد عنه لأنها ببساطة كانت تحتاج إلى شعور بالأمانة ومن الواضح انها قد وجدت في أحضانه ... أنفاسه الساخنة بدأت تداعب رقبتها وجسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من لمسته، بينما هو أقترب منها اكثر حتى اصبحت ملتصقة به تمامًا.. بينما آدم شعر بمشاعر شتى وهي بين أحضانه... رائحتها تخدره وقربها يهلكه حرفيًا ويهيج تلك العاطفة الموقدة دائمًا داخله.... ازداد من احتضانه لها يشعر بجسدها يرتعش ويلف يداه حول خصرها لتداعب انفاسه وجهها حتى ادركت انه قريب جدًا منها يكاد ينال شفتاها... ثم همهم وهو يحاول تجاهل شعوره متمتم بصوت هادئ خشن
= اهدئي اليزابيث الحزن لن يفيدك بشئ، صحيح أنك تعرضتٍ لفاجعة كبيرة بعد أن خدعك هذا الحقير بتلك الطريقة البشعة، وتركك انك تعاني من متلازمة القلب المفطور ولكن هذا لا ينفي أنك في النهايه كنتي لا تريدي هذه الحياه وتم اجبرك عليها
فازدردت اليزابيث ريقها ثم مسحت دموعها وهزت رأسها بالنفي وقالت بصوت محشرج
= لا أحد يري الأمر هكذا يا سيد آدم ، أنا ما زلت أعاني من تهميش المجتمع ومن قسوة الناس ، حتى بعد أن ابتعدت عن هذا العمل ، ولم أفعله عن طيب خاطر ، لم يكلف احد نفسه ويتساءل ما الذي اوصلني الى تلك الحالة؟ كل ما يهمهم هو أنني سأبقى عاهرة .. قد تعبت حقا .. هل ستظل الحياة صعبةً هكذا دائماً , أم هي صعبة فقط ﻷني لازلت شابة صغيرة؟ وهذه التجارب ستنتهي حتما
زفر آدم بعنف شديد شاعراً بوخزة بقلبه ليهتف هامسًا
= غالباً , هي صعبة إلى الأبد !
رفعت يدها بحركة عنيفة تضرب علي قلبها بقوة وقالت بشيء من الحدة بنبرة موجعة
= لكن هذا الألم الذي بداخلي لا يشفى؟ قد بكيت كثيرا لما لا يزول الوجع
امسك بيدها آدم بقوه يمنعها من ضرب نفسها، و رفع رأسها بيداه برفق وهو يخبرها بنبرة صادقة مُذبذبة
= صحيح أن الألم لا يزول ، لكنك ستتعلمي التعايش معه وستكوني أقوى بسببه .. إليزابيث ، أعلم أنك مررتي بظروف أشد من هذا ، وقد تحملتي المصائب وتعيشتي مع الموقف بروح عالية ، فماذا حدث وجعلك ضعيفا الآن؟ كل هذا بسبب لارا اللعينة ، هي دائمًا ما تقول أشياء فظة ولا تهتم بمشاعر الآخرين ، لذلك لا تهتمي بها .. أنا متأكد من أنك تقولي الحقيقة وأن كل ما حدث لكٍ كان في الواقع ضدك .. وأنك لا تريدي سوى فرصة واحدة للعودة إلى ما كنتي عليه من قبل
فلم تستطيع اليزابيث ردع دموعها عن الانهمار عندما سمعت ما قاله آدم اذ انها بعد كل القسوة والظلم وتهميش المجتمع والمعاملة الجلفة والقاسية التي تلقتها من الناس على مدار شهور طويله وجددت اخيراً شخصاً لا تعرفه يقدم لها العزاء بكل صدق الامر الذي جعلها ترفع يديها وتغطي وجهها وسرعان ما اجهشت بالبكاء مما جعل آدم ينصدم ويشعر بالذنب لانه تحدث معها بذلك المنطقه فتنهد وقال بنبرة تعاطف
= لما تبكي الآن؟ رجاء كفي عن البكاء فانا اعتذر منك وبشدة لانني ذكرتك بأحزانك ومعاناتك .. واعتذر ايضا عن ما فعلته لارا بكٍ
قال ذلك بينما ابتعد عنها ونهض ليمسك بيده ذراع اليزابيث وسحبها قائلاً
= دعينا نغادر هذا المكان.
فسارت برفقته دون ان تتفوه بكلمة واحدة ولم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع ، وعندما وصلا إلى السيارة ترك ذراعيها وفتح لها باب السيارة وقال بهدوء
= هيا اصعدي.
اما هي فكانت مسمرة في مكانها ووجهها شاحب كما لو ان روحها قد فارقتها مما جعله يتنهد بعمق واردف قائلاً بنبرة تنم عن التعاطف
= هيا يا اليزابيث ، اصعدي في السيارة لكي نغادر من هذا المكان.
فذرفت اليزابيث دموعها مرة واحدة ولم تقل شيئاً بل صعدت في السيارة فاغلق آدم باب مقعدها ثم التفت حول سيارته وصعد خلف المقود وقبل أن يشغل المحرك نظر إلى حيث كانت تضع يديها على حجرها وتحني رأسها بصمت فلم يعجبه حالها ومع ذلك فضل ان يلتزم الصمت لذا شغل محرك السيارة وهم
بالمغادرة.
❈-❈-❈
في مكان علي الشاطئ كانت تجلس لارا فوق المقعد وامامها طاولة صغيرة، حتي أقترب زين منها وسحب المقعد الأخري ليجلس نظرت إليه علي الفور بانتباه ليقول زين بنبرة جافة
= تفضلي ما الذي تريدي مني؟
اعتدلت لارا في جلستها وهي تضع يدها فوق الطاولة وتنظر داخل عينه باهتمام
= باختصار ..هل يوجد بين آدم وتلك الفتاه العاهرة شيء يحدث بينهما ؟ ولا تكذب لاني ساعرف الحقيقه
صمت زين وطال صمته ثم اجاب بصوت اجش
= اذا تقصدي علاقه فلا يوجد شئ حسب معلوماتي... ولن يقترب منها يومًا بحياته!! وانا اعرف صديقي ادم جيد واعرف نوايا ..لكن لا اعرف ما هي نوايا تلك الفتاه، ومنذ أول يوم التقيت بها وانا ليس مرتاح لها
شددت لارا على كلماتها وهي تخبره وقالت بزهو
= جيد وهذا ما أشعر به تجاهها أيضًا ، لذا أريدك أن تساعدني في التخلص منها وإبعادها عن آدم
كز زين على أسنانه بصمت ولم يعلق في البدايه ليستوعب الحديث ليقول بشك هاتف بصرامة
= ماذا تقصدي بالتخلص منها؟ سيدة لارا ، أعلم جيدًا أنك تحبي آدم ودائمًا ما تفعلي المستحيل حتى تحصلي عليه ذات يوم .. وقلت إنني لست مرتاحًا لتلك الفتاة ، هذا صحيح .. لكن هذا لا يعني أنني أقتلها
صرخت به مستنكرة بشدة
= هل أنت غبي يا زين؟ هل قلت أن أقتلها لأقع في مشكلة بسبب عاهرة لا قيمة لها؟... اصمت واسمعني جيد هذه الفتاه خبيثه وليست سهله وبتأكيد هي تخطط للاستفادة من ادم ليغرم بها وتستغله، هي أتت إلى هذا المنزل بهدف واحد وهو للحصول على أمواله
زفر زين بعنف متمتم بصوت مكتوم
= أنا أيضا شككت في ذلك وحذرت آدم كثيرًا ، لكنه أصر على أنها فتاة طيبة ويريد مساعدتها. يقول إنه لا يرى شيئاً سيئاً منها حتى يشك بها ويخرجها من بيته. حتى اليوم ، بعد أن أتيتي إلي وواجهتي بما تعرفي عنها ، اختفت هي فجأة من بيننا ، وركض آدم وراءها للبحث عنها وأعادها للمنزل.. لا أعرف ماذا فعلت تلك الفتاة حتى يثق بها هكذا
ازدادت ضغطتها على شفتيها بقسوة فتأوهت بصوت مسموع بينما الغيرة تنهشها كأعنف الوحوش لتهتف بحدة عالية
= وتقولها في وجهي بكل برود ، ركض وراءها ليرجعها إلى المنزل مره ثانيه، يا إلهي .. لا أستطيع أن أتحمل ما اسمعه هذه الفتاة في فترة قصيرة جدًا. يجب أن تتعلق بشخص آخر حتى تنسى آدم.
إتسعت عيناه بعدم فهم ليهمس تلقائيًا
= لا افهمكٍ ما الذي تريدي الوصول اليه
اومأت لارا وهي تهز رأسها بقلة حيلة مرددة بصوت متوتره
= حسنًا ، سأخبرك بوضوح .. اشغلها أنت يا زين ، واجعلها تتعلق بك وتقع في حبك ، حتى تبتعد عن آدم ولا تفكر فيه! وبعد زواجي من آدم أتركها كما تريد
عقد زين ما بين حاجبيه بعدم استيعاب ثم اردف بتلقائية مستنكرًا حديثها برفض
=ماذا،؟ سأعتبر نفسي لم أسمع شيئا من هذا الحديث ، وأنا لم أتي إلى هنا في الأساس ..هه تريدي أن أحب تلك العاهرة! هل انتٍ واعيه الي ما تقولي لي ؟
لتزم شفتاها مغمغمة بحنق شديد وهي تحذرة
= لا تتخطى حدودك معي يا زين .. أنا أتحدث عن مصلحة آدم لا أكثر ، وقد رأيت بنفسك أن آدم بدأ ينجذب إلى تلك الفتاة ويقع في خطتها ولا يعتقد أنها فتاة سيئة ، وإذا تركناها دون فعل أي شيء ، فإنها ستستولي عليه و تؤذي مشاعره بعد أن تحصل على ما تريده .. وإذا تحدثنا إليها فهي لم تستمع إلينا .. لذا فمن الأفضل لنا أن تنجذب مع شخص آخر غير آدم.
بالرغم من أن كلامها شعر زين بأنه هناك جزء من الحقيقه به و هدأه نوعًا ما ولكنه زمجر فيها بغيظ
= أنتٍ تتحدثي ببساطة كأنه الأمر سهل للغاية .. وعندما أخبرها أنني أحبها .. ستبتعد عن آدم فورًا وتسمع حديثًا ، هذه فتاة ماكرة لا تقترب إلا من الرجال الأغنياء وأنا مجرد شاب عادي لا امتلك اي شيء ثمين حتى تنجذب إلي وتترك آدم نجل السيد نيشان.
بللت شفتاها والتوتر يزحف لكافة جوارحها ببطء ثم خرج صوتها مبحوحًا يتحجزه القلق
= أعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة ، ولا أريدك أن تذهب وتقول في وجهها ببساطة "أنا أحبك." بل من ذلك ، أريدك أن تقترب منها بحيل أخرى في البداية ، صفي كل المشاكل بينكما وحاول تهدئة الأجواء والتعامل معها بلطف ، ثم ابدأ بجعلها تقع في حبك بأساليبك الذكية. باختصار ، أريدها حقًا أن تقع في حبك يا زين... ثم بعد ان نرتبط انا و ادم افعل ما يحلو لك واتركها، انا لا اقول لك تكمل حياتك مع عاهرة !!. أرجوك يا زين ساعدني لأن هذه الفتاة يجب أن تبتعد عن آدم حتى لا يتورط معها أكثر من ذلك.. دعنا نحل الامر ونحن في البدايه افضل
صمت زين قليلاً وفجأة غامت عينـاه بأفكاره التي بدأت تنضح من عقله وهو يفكر في كل كلمه قالتها باهتمام، ثم هز رأسه بضيق وهو ينهض ويبعد المقعد بعنف ليقف أمامها يقول بخشونة
= أنا آسف ، لكنني لا أوافق. لو عرف آدم شيئًا من هذا القبيل ، فسيغضب مني ، وقد أفقد صديقي للأبد .. وانا لا أريد الاقتراب من تلك الفتاة ، لأنني أكرهها.
أمسكت لارا يده بسرعه لتهتف بصوت حزين محاوله استعطافة
= سأعتبر نفسي لم التقي إجابة منك. فكر جيدًا يا زين في الحديث بكل جدية ، ثم اتخذ قرارًا .. لكن تذكر أنك تقدم معروفًا لصديقك الذي سيتذكره دائمًا ويشكرك على ذلك.
❈-❈-❈
عندما وصلا إلى منزله اوقف آدم سيارته في موقفها الخاص ونظر إلى الجالسة بجواره دون حركه وقد انتابه القلق بشأنها لانها بدأت وكأنها تمثال من الحجر دون روح فتنهد وقال بصوت منخفض
= اليزابيث.. هيا انزلي فقد وصلنا الى المنزل.
فأومت له ولم تعلق بل شقت طريقها نحو باب المنزل بصمت بينما وقف هو يراقبها وهي تسير نحوه الباب بخطوات ثقيلة.
تنهد آدم بيأس؟ ماذا يفعل معها بداخله شعورين .. سعيد أنه وجدها واعادها ولا يعلم سببا وجيها لسعادته هذه !! وكم استنكر هذا الشعور ! والشعور الآخر؟ غاضب من تهورها بأنها رحلت وهي ليست لديها مكان غير هنا.. ألا تثق به كفاية لترحل دون إخباره حتي وتسير بالشوارع و تموت بردا أو جوعا..
لكن يعرف أن حدث كل ذلك بسبب اللعينة لارا وما فعلته معها؟ لا يعلم ماذا يفعل معها حتى لا تعيد تلك الفعلة المتهورة مرة أخرى أو أي أفعال مجنونة غبية إلا إنه تحكم في كل ما يدور في خلده وقبض علي يده بقبضة من حديد... ولاحظ آدم بأنها مازالت تقف أمام باب منزله مترددة بالدخول، حيث كانت كل هذا الوقت لا يزال تقف بصمت وهي تفرك يدها بتوتر...
اقترب آدم منها ثم ودون كلمات أمسك بيدها يسحبها خلفه بخشونة وهي مستسلمة .. تتمنى لو لا يتحدث بأي شئ يدخلها فقط غرفتها الدافئة لتسقط في النوم غارقة فورا دون أن يراها أحد ويتساءل.. بينما ظل آدم ممسكا بمرفقها بحزم وفتح باب المنزل ودلف
و ما أن مرا معا على الردهة وجد زين مزال مستيقظ الذي ما أن راه حتى اتسع فمة بصدمه بأنه أعادها مره ثانيه إلي المنزل كما توقع ليجز علي أسنانه بعنف شديد ..لكن آدم تجاهل دون حتى أن يبرر له تحرك بها لغرفتها أدخلها بهدوء فوقفت تتطلع حولها باشتياق او ربما اشتياق لـ الدفء ! لا تعلم لمَ أنعشها ذلك الشعور ! لينظر لها آدم ليتحدث ويكسر الصمت بينما قال وهو يلاحظ أنها ترتعش وتمسد على ذراعيها ويبدو عليها التعب والارهاق
= اذهبي للاستحمام اليزابيث بماء دافئ .. ثم تعالي لتنامي .. فأنتٍ متعبة جدا
أومأت برأسها ببطيء بارتباك و بخجل وهي تعض على شفتيها فزم شفتيه مبعدا نظراته عنها وتحركت هي نحو الحمام بخطوات متعثرة، ثم توجه هو للخارج يترك الغرفة يغلق الباب ورائه جيدا .. يفكر أنها تحتاج للطعام لكنه لن يطلب من زين أن يصنع لها يكفي نظراته التي تحوم حوله ودون أن يعطي لنفسه مجال للتعجب والاستغراب ذهب هو يحضر لها الطعام ولم يلتفت لنظرات زين التي كادت أن ترشقه بسهام الذهول و الغضب .. دخل المطبخ وشرع في التحضير لا بأس يستطيع تجهيز بعض الطعام الخفيف لها بنفسه.
وإلي هنا لم يستطع أن يتمالك اعصابه زين لينهض بسرعة إليه بخطوات غاضبة، ليقول بصوت ساخراً
= وأنت من تصنع لها طعامًا بنفسك ، أقول لك شيئًا لم تصدقه على الرغم من أنني أعيش معك في نفس المنزل ، لكنني بدأت أشك مثلهم ، أن هناك علاقة بينكما بسبب اهتمامك المفرط بها
تنهد آدم بضيق شديد ثم نظر للحظة له قبل أن يردف بصوت رجولي
= ما بك زين؟ أنت الأخري ، الفتاة مرت بظروف صعبة للغاية ، ورأيت بنفسك ما فعلته لارا بها في الصباح وكيف أهانتها. هل تريد مني المزايدة عليها أيضا؟ أنت لا تعرف ما مرت به إليزابيث من حيث المعاناة الصعبة التي عاشتها
صاح زين بعصبية شديدة
= وهل اي شيء تقوله يجب ان اصدقه؟ هذه كاذبه و خبيثة .. وهي تفعل كل هذا لمحاولة الإيقاع لها.. و في وقت ما ستعرف الحقيقة وأن لي كل الحق
ساد الصمت لينظر ادم وقال بتساؤل خافت وهو يتمعن في وجهه من جديد بملامح هادئة
= كل ذلك لانني اصنع لها وجبه طعام ؟.
جز زين علي أسنانه بغضب وهتف بحدة بينما كان يتحرك للمغادرة
= أنت تعرف جيدًا ما أعنيه بمحادثتي يا آدم .. لا أعرف لماذا أتحدث معك في الأساس .. افعل ما تريد
أسرع زين بخطواتة إلي الاعلي بتجاه غرفته وهو يفكر في حديث لارا بأنها كانت علي حق فآدم بدأ في الخضوع لها ..وهو الآن علي حافة أن يقع في مصيدة اليزابيث !!.
❈-❈-❈
بداخل الغرفه، دفنت اليزابيث وجهها بين ركبتيها تكمل بكائها بدموع فاضت أخيرا لتطفر تشق الطريق على خديها علّها تزيح بعضا من اختناقها، كانت تنسكب كشلالات من جمرات على روحها المحترقة بالفعل ! وفي نفس اللحظه شعرت بأن الباب يطرق ثم فتح الغرفة بهدوء ليجدها جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها وتدفن وجهها بينهما وتحيط بهما بذراعيها .. وكانت هي غارقة في أفكارها المتداخلة... اقترب منها بهدوء لا يعلم ما الذي عليه قوله وعقدة حاجبيه تزيد من عبوس ملامحه تنحنح مناديا إياها، لترفع مقلتيها ببطءٍ ونظرت إليه بين دموعها بصمت.
فتقدم منها أكثر حتى جلس جوارها على السرير بعد أن وضع صينيه الطعام جانب ، استمر الصمت للحظات فقرر قطعه أخيرا يداري على ارتباكه قائلا بهدوء ممزوج ببعض الحرج الرجولي
= قد احضرت لكٍ الطعام، فيجب ان تتناولي شيء قبل ان تنامي
نظرت إلى الطعام بدهشة فشعرت اليزابيث بالامتنان الشديد تجاهه لذا قالت
= انت انسان طيب سيد ادم وشكرا لك على دفاعك عني ومحاولة تخفيف الامي .. اعتذر عما فعلته من قبل عندما حاولت مساعدتي في البداية وشككت فيك ورفضت مساعدتك.. ولكن الآن تغير الوضع وأنا أعلم أنك شخص طيب و ذو اخلاق عاليه .. وأنا أقدر ما فعلته من أجلي وأريد أن أرد لك الجميل و أرجوك أقبل اعتذاري.
فابتسم آدم ابتسامة حزينة وقال
= يكفيني أن تعتني بنفسك ، ولا أريد منك شيئًا آخر .. أما أنا فقد قبلت اعتذارك منذ أن عرفت ما حدث لكٍ ، وبصراحة لكٍ الحق في ذلك. لا تعطيه ثقتك بأي شخص بعد كل ما حدث معك .. ونصيحتي اليكٍ هي محاولة نسيان ما حدث والبدء من جديد.
تمتمتها بصوت مخنوق متحشرج مشتاق حد التعب لمَ يحدث معها كل هذا لمَ
= قررت ان ابدأ حياتي مجدداً بالفعل وقبلت بهذه الوظيفة لكي اعيد نفسي في هذا المجتمع القاسي.. لكن الامور صعبه للغايه وليس بهذه السهوله.. لما يحدث معي هذا ، لما انا من بين سائر البشر ؟ انا ضعيفه للغاية
شعر بالحزن الشديد عليها، حرك حلقه قائلا بخشونة أعلى وهو يحدق أكثر في وجهها
= اليزابيث.. انا لم ارى فتاه مثلك شجاعه قد واجهت كل ذلك بمفردها وما زالت على قيد الحياه تحارب وتواجه مصيرها المجهول؟. حتى انا اذا كنت مكانك لا اعلم اذا كنت ساستطيع التحمل والمواجهه ام لا؟ لذلك لا تقولي على نفسك ضعيفه مره ثانيه بل انتٍ شجاع وقويه
تنهدت تشعر بالاضطراب و الرهبة بينما هي تحدق فيه وهو يخرج الكلمات من فمه المتشقق الباهت ال .. حلو !! أطرق بنظراته ما أن شعر بمسار أفكاره يأخذ منحنى .. غريبا عنه !! ليقول بنبرة صادق بوعده لم يعتقد يوماً أنه قادر على معاودة قطعه
= على العموم اليزابيث، أنتٍ هنا بخير .. أتمنى ألا تتصرفي باندفاع مجدداً دون الرجوع لي، وأنا أعدك بأن لا تتعرضي للاهانه مره ثانيه وانتٍ هنا بمنزلي .. لا تقلقي بشأن ذلك، لكن يجب ان ثقي فيه بان لم اضرك قط
تنهدت لتحمحم اليزابيث تجلي صوتها شاعرة بالحرج من تحديقه بها لتضرب وجنتيها بحمرة أكثر وهي تردف بصوت مخنوق
= أنا أمنحك كل ثقتي يا سيد آدم .. لهذا عدت إلى هنا مرة أخرى ، شكرًا لك
عقد آدم حاجبيه متمتما بمشاعر متداخلة غريبه عليه داخله، بينما لاحظ اجفال ملامحها للحظة ثم الاحمرار الذي غزى بشرة وجهها وتمنى لو يعرف السبب الحقيقي وراء نضوج تفاحة خديها هكذا ..
= حسنا .. ارتاحي الآن .. ولا تنسي ان تتناولي اي شيء قبل ان تنامي، تصبحي على خير
ثم استدار للباب مغادرا وهو يخرج مسرعا من الغرفة يغلق الباب بحدة أجفلته هو نفسه قبلها تاركا إياها تتساءل بنفس التساؤل الذي دار في ذهنه؟ ما الذي يحدث لهما؟
❈-❈-❈
بعد مرور وقت لاحق، خرجت اليزابيث من غرفتها وهي تحمل صينيه الطعام لتسير باتجاهه الى المطبخ وقد وصلت إلي الأسفل لتتجمد مكانها فجاه عندما وجدت نيشان يقف أمام آدم و كان نيشان عروق رقبته بارزة بشكل مرعب عندما راها وعادت اليزابيث ببطء بخطوات مخيفة وهي تراه ينظر لها بغضب لا تعرف مصدره؟ وأنفاسه مسموعة فنظر إليها بعيون متلألئة ويقول بصوت خفيف بابتسامة استفزاز
= آه.. قد عدت من جديد الى هنا
تنهد ادم بحدة ليعرف بان والده سيضايقها بالحديثه بالمزيد وهي قد اكتفت الليله بما فيه، لذلك تحدت بسرعه وقال بصوت مسموع
= اليزابيث من فضلك اصعدي الى غرفتك الان
ظلت اليزابيث مكانها بحيرة وتوتر، ثم زفر قائلاً غاضبًا جدًا وقال في إزعاج
= اليزابيث هيا ..الى غرفتك
رمشت عدة مرات وهي تحدق به ولم تستطيع سبر غوره ولكنها استشعرت القلق في نبرة لتهز راسها و تصعد إلى غرفتها مره ثانيه.. ابتسم نيشان وقال ساخرًا
= إذن هذه هي العاهره الذي فضلت، لارا خطيبتك المحترمه عنها.. كلمه واحده ولم اردها هذه الفتاه يجب ان ترحل في غضون لحظات
ابتسم آدم ابتسامة صغيرة وقال بهدوء وهو يقترب منه
= اعتذر يا أبي لكن ما قلتة لم يحدث، وهذه الفتاه سوف تظل هنا لاننا أريد ذلك .. اما بخصوص لارا فقد قلت لك قبل سابق لم ارتبط بها لكنك تصر ، وانا ايضا أصر على قراري
التفت نيشان إلى آدم ونظر إليه بمكانة وقال رافعًا سبابته في وجهه بحذر
= بدات تتمرد علي وتقولها بوجهي بمنتهى السهوله لا تريد؟ كل ذلك لاجل هذه الحثاله ، الخادمة!
زفر آدم نفسا طويلًا قبل أن يهتف بغضب شديد
= لا ! ليس كل هذا من أجل إليزابيث ، لكن لأنني سئمت من سيطرتك عليه وانتهى صبري معك حقًا ، منذ آخر محادثة بيننا وما زلت أتذكر كل كلمة قلتها في وجهي.. حتى انك تزوجت من امي قبل وفاتها وتبنتني حتى تضمن العموديه وليس لانك تعتبرني ابنك كما كنت أفكر .. لذلك اكتفيت من الموافقه على اي شيء تقوله ضد رغبتي ..ومنذ هذه اللحظه لم افعل شيء لا اريده يا ابي
استقرت الجدية على وجهه وضاق عينيه قائلا بحزم
= حسنًا ، دعنا نكشف عن اوراقنا لبعضنا البعض ، ما دامت حديثنا قد وصل إلى هذا المستوى بيننا .. أنت على حق يا آدم. لقد تزوجت والدتك العاهرة من أجل مصلحتي واعتبرتك ابني من أجل العمودية .. حتى لا تذهب إلى شخص آخر! بينما ستكون العمدة القادم على الورق فقط ، وانا سأدير هذه القرية كما أريد .. وسوف تتزوج من لارا لأنني أريد ذلك أيضًا ، ولأنها هي الفتاه التي اضمنها أنها لم تلعب بعقلك لتذهب لبعيد عني ،وغير ذلك شقيقها أنطون هو وزير تلك القرية واذا حاولت لارا معك للتنازل عن العموديه شقيقها لم يوافق او ستذهب اليه وفي الحالتين سوف اسيطر انا...
اتسعت عينا آدم و شحب وجهه فور سماعه ذلك لينظر إليه بصدمه وغضب ولم تمر سوى بضع دقائق عندما تابع حديثه ليهز نيشان كتفيه و ردد ببساطة بصوت بارد
= أعني ، لقد اعتنيت بك واهتمت بك حتى ذلك اليوم فقط؟ من أجل العمودية! وأنا على استعداد لفعل أي شيء لمصلحتي .. هل تريدني أن أكشف لك اوراقي أكثر من ذلك يا آدم ؟؟.
نظر آدم إليه باشمئزاز وهو يبتلع لعابه في ارتباك و ألم ليحاول تمالك اعصابه ويضغط علي قبضته بعنف شديد، بينما كانت ترتجف أطرافه وترتجف شفتاه المنفصلتان ويغمض عينيه بخيبة أمل كبيرة يحاول يكتم الألم بداخله حزن وصدمة من حقيقه كلمات والده !! او ما كأن والده وضغط الألم على قلبه ليهدر بصوت ضعيف
= انت شخص متلاعب و استغلالي وخساره كلمه ابي الذي كنت اقولها لك لسنوات طويله لانني كنت اعتبرك مثل والدي بالفعل.. اخرج من هنا ولا تقول على امي مره ثانيه عاهره بل انت العاهر
ابتسم نيشان من زاوية فمه باستفزاز ليتحدث بنبرة حقد معتمدة قاصد جرحه ليشعره بالذل والإهانة
= لما؟ أليست هذا ما حدث حقًا وهذه هي حقيقه والدتك العاهرة، والدتك التي أنقذتها وتزوجتها لتبتعد عن هذا العمل بعد أن فقدت شرفها وأصبحت بلا قيمة.. وجعلتها سيدة مجتمع محترمة وأخفيت ماضيها القذر.. وانقذتك أنت ايضا وأعطيتك كنيتي حتى يكون لك مستقبل عظيم .. لماذا تخجل الآن من ماضي والدتك .. فهذه ستظل الحقيقه مهما حاولت تخفيها، أنا لقد قدمت لك معروفًا كبير وعليك أن ترده.
اخذت آدم يتطلع بانكسار بوجهه الذى كان يكسوه الحزن والالم، شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا وكانه تعري امامه، همس بصوت مرتجف
= قلت لك اصمت.. وارحل من هنا !.
ابتسم على نطاق واسع عندما شعر بانكسار آدم امامه فقال نيشان بنبرة حادة
= هذا النقاش انتهى هنا يا ادم فانا سأعتبر انك لم تقولي شيئاً
ليرحل نيشان بكل هدوء مما جعل آدم يضرب الحائط بقبضة يده بحركة عصبية شديدة الخطورة، و قد التمعت الدموع بعينه بوجع تنفس الصعداء بحرارة وزفر الهواء بعنف ثم أخذت مفتاح السياره ولبس نظارته السوداء ثم فتح باب سيارته ليسير بلا هدف بينما كلمات نيشان كانت تتردد في اذنه بصوت مسموع .
الفصل الرابع عشر
#روايه #وصمة_عار
✍️ #بقلم_خديجه_السيد
___
كان آدم يقود سيارته بجنون بعد أن ترك منزلة بعد حديثه القاسي مع نيشان ،رفع يده يمسح بعضا من حبيبات العرق على جبينه....يفتح أزرار قميصه ليلعن نفسه و نيشان شاتم ، ويضرب عجل القيادة بقسوة ويصرخ بغيظ... يغرز أصابعه في شعره ويتأوه بألم... يضرب قلبه بكفه بقوه على شكل قبضة... ويتألم و يتألم وظل يقود سيارته ساعات متواصله دون هدف !.
استيقظت اليزابيث آن الساعة الثالثة صباحاً رغم انها لم تنم جيدا بسبب ما حدث لها مساء أمس و بالتعب الذي شعرت بة، لتعود تحاول ان تنام مره ثانيه فالوقت ما زال مبكرا لكنها شعرت بالعطش لتنظر جانبها تبحث عن ماء لتمسك الزجاجه لتجدها فارغة، لتنهض حتي تهبط لتحصل على ماء.. لتهبط اليزابيث الدرج بخطوات بسيطة بتجاهها الى المطبخ لتقف امام الرخام لتسكب كوب الماء بينما رفعت راسها تنظر من خلف الزجاج عن سياره آدم لتجدها غير موجوده
تعدت الثالثة ليلا و للأن لم يأتي عقدت حاجبيها بدهشة وقلق فهي قد سمعت صراخه مع والده لكن لم تقف لتسمع الحديث الدائر بينهما بالطبع، لكنها بعد فتره طويله سمعت صوت سيارته تسير بسرعه وقد عرفت انه رحل غاضب بعد حديثه مع والده.. لكنه حتى الان لم يعد؟
انتهت من شرب الماء لتلتفت لتعود الى غرفتها حتى سمعت صوت فتح بوابة المنزل.. ركضت ناحية النافذة لمحت سيارته نزل منها واضعا جاكاته على كتفه مترنحا يبدو بأنه ثمل!! وكان يحمل بيده زجاجة الخمر ما زال يتجرع منها ...اتسعت اليزابيث عيناها بذهول فهي لاول مره تراه يتجرع الخمر بهذه الحاله، لتهز راسها برفض لا ليست سكران بتأكيد لم تظن ان السيد آدم يشرب...
تقدم للداخل بدون ملامح ليسقط مفاتيحه بالأرض بعد أن فتح باب المنزل و ينهي الزجاجة دفعة واحدة ثم سقطت الزجاجه بالأرض أيضا لكن لم تنكسر لكن تعالي صوتها بالمكان بقوه بسيطه.. شعرت اليزابيث بتوتر شديد لتتقدم منه متوتره تفكر هل تساعده؟ ام تذهب ولا تقترب منه وهو بهذه الحاله؟ لكن توقفت مكانها لحظات عندما وجدت التفت لها بكامل جسده و نظر لها بتعجب ليجدها تبتسم له بتوتر بين تلك العينين البارقة لتقول بقلق
= سيد آدم أنت أين كنت ! كيف تعود بهذا الشكل ؟!
شبح إبتسامة آدم ثغره ليردف ببحة ناعسة
= هاي امازلتٍ مستيقظه حتي الآن؟ جيد
تقدم خطوات منها ليشكل على التعثر لتسرع له بخوف بالغ
= سيد آدم.. هل انت بخير ؟!
اردفت بها متفحصة إياه لوهلة بينما ضاع هو بزرقة مقلتياها و استغل قربها منه محاوطا خصرها لتشهق بفزع وهي تحاول سحب نفسها منه بسرعه بصدمة
= سيد آدم.. دعني رجاء انت لست بوعيك.. هيا دعنا ندخل
وضع إصبعه على شفتيها مسكتا إياها ليردف بصوتٍ أجش
= لما نبضات قلبك تتسارع كلما اقتربت منك.. لهذه الدرجة تخافين مني ..!
لينظر آدم اليها بشغف وحنان تمسد اصابعه خصلاتها الى الخلف لينحنى أمام وجهها لتهمس إليزابيث بصوت خجل متلعثم
= لا..نبضي طبيعي
دفن آدم راسه بين حنايا عنقها يهمس بتعب شديد
= حقا دعيني أرى بنفسي
سحب يده ليضعها جهة قلبها صادم إياها،مدت اليزابيث كفيها تدفعه فى صدره بعيدا عنها بقوة وعينيها متسعة العينين بصدمة لتهمس بغضب مكتوم
= أبعد يدك سيد آدم ،أتركني لا يصح هذا ..
شد قبضته عليها أكثر مسندا جبينه على خاصتها
= لا أريد.. لا أريد تركك.. لما الجميع يتركني ويذهب ضلي معي
بقيت عيني آدم على جسدها تتفحصانها من أعلى الى اخمص قدميها, فنظراته احرقتها الى ان رأت عينيه تعود الى وجهها، بينما أغمضت عيناها فاقدة القدرة على التحكم بأنفاسها، ليهتف هامسًا
= تنفسي صغيرتي تنفسي..دعيني اغطيكٍ بأحضاني فلابد انك تشعرين بالبرد
رمشت بعينيها بذهول و رفضت اليزابيث و لكن اليد عادت و امسكت بمعصمها بقوة لدرجة انها احست أن عظامها ستتكسر
= أه.. لا.. دعني .
تيبست عضلات ظهر آدم بشدة يخفض راسه لامام لعدة لحظات صامت حتى يحدث بعدها بسخرية غير واعي
= لا تخافي فأنا لا أحول اغتصابك .... أو على كل حال ليس هنا هههههه
شعر بأن الذي امامها ليست ادم الشخص المهذب الذي تعرفه منذ فترة قصيره انما شخص اخر لا تعرفه؟!. فأحاطها بذراعاه ليضمها و يطفيء شوقه و قاومت اليزابيث و تلوت بين يديه و لكنه لم يتركها بل زاد من قوة ضمه لها فأحست اليزابيث بشعور غريب يسري في جسدها, شعور لم تشعر به ابدا .. إستكانت للحظات صامتة تستوعب أنها داخل أحضانه وشدد هو من ضمتها ثم رفع ذقنها وتلاقت الأعين من جديد وذابت بنظراتهم والحديث ،مال علي كريزتيها ينوي بتقبيلـهما لتتسع عينيها بصدمة ورعب وسُرعان ما أبعدت وجهها إلى الجهه الاخرى ولم تجد وسيله غير انها اذا لتضغط علي قدمه بقوة ليتالم ويبتعد فانسلت من ذراعيه لتبعد خطوات للخلف بتوتر شديد.. ليقول بثمالة فاركا عيناي وصوته يتألم إخترق مسامعها لتستشعر نبرة القلق بها
= آآه ..لما فعلتٍ ذلك
نظرت اليزابيث حولها بقلق شديد ثم جذبت يده إلي الداخل بعد أن أغلقت باب المنزل.. لتسحب يده لتصعد به إلي غرفته.. لكن وقف ادم ينظر إليها بعينيه اللامعة بشدة لتتسارع انفاسه قائلا بابتسامةً ماكرة
= انتٍ تاخذيني الى الفراش صحيح.. ههه هذا جيدا جدآ لينا، لكنك لم تقبليني حتى الان هيا اليزابيث افعليها واعطيني شرف قبلتك
غضبت لتنقلب لهجتها الى عدم تصديق وصدمة قائله بسخط
= توقف عن هذا الهراء... انا سوف اخذك الى الفراش حتى تخلد الى النوم وترتاح
صار معها يسير بخطوات بسيطة لكنه لم يتوقف عن الحديث بوقاحة قائلا بصوت ناعس من الخمر
= وانا ايضا اريد راحتي وهي معك انتٍ فقط اليزابيث.. اعتقد اننا يجب أن تبدأ بالاحضان أولا ثم القبلات ..ثم الهمس بكلمات جريئه ثم ههه الـ..
شهقت اليزابيث بذعر ونفضت ذراعها من يده تلتفت اليه بعينين تلتمع بغضب لتضع يدها فوق فمه ليصمت لتتحدث بصوت كل توتر وحذر
=توقف واخفض صوتك وقلت لك انا اخذك حتى تخلد للنوم ليس الذي يدور في عقلك وكفى وقاحه ماذا بك اليوم تمتلك طاقه وجراءه فظيعه هيا تعال معي حتى تذهب الي الفراش
أمسك آدم يدها من أعلي فمه ببطء شديد ليرفعها إلي فمه ليقبل يدها بشغف وحنان.. بينما شحب وجهها بشدة ليهمس فجاءة بالقرب من اذنها بخشونة وجرأة
= أوه رايتي بنفسك تقولي الفراش مره ثانيه انتٍ الذي تريدين اللعب معي.. لكن انتظري قليلا لم تسمح لي فرصه حتي لمداعبتك ايها القطه الصغيره الشقيه
هزت راسها بيأس منه لتحس بكل ارهارق اليوم الماضية يتراكم فوقها فكأن ينقصها ثمل آدم ، لكن اتسعت عينيها بفزع عندما رأته يقترب منها يحصرها بين ذراعيه يميل بجسده نحوها بشدة لتشعر بالتوتر من قربه الشديد منها ، لتقول بسرعة بخوف
= سيد ادم ارجوك انا اخذك الى غرفتك نومك حتى تنام ليس لدي أي نيه اخرى ..ارجوك ساعدني قبل ان يعود والدك أو يستيقظ زين ويشاهدك بهذه الحاله
انقلب وجهه بعنف عندما ذكرت والده! لتشعر بشئ يلامس وجنتيها مثل رفرفة الفراشة وكانت أنفاسه اللاهثة وصوته برقه هامس بضيق شديد
= حسنا ..حسنا فهمت لا تقولي اسمه الان رجاءا، و الان هي قبليني وقولي لي ليله سعيده وبعدها ساخلد الى الفراش كطفل صغير جيد
أغمضت إليزابيث عينيها بنفاذ صبر وتعب وتجاهلت حديثه تماماً لا تظهر على وجهها اى مشاعر بينما بدأت عيناها تدمع لترتفع صوتها بخشونة وارتفاع بإرهاق من هذا المازق
= يا الله ماذا افعل بهذة المصيبة ؟.
صمت آدم لحظه ثم تطلع بعينيها اللتان ترمقانه و هما مغرورقتان بالدموع من الخوف، ليتساءل بصوت اجش مرتعش
= ماذا؟ لماذا حزينه الآن سافعل ما تريدين حياتي لكن اريد قبله قبل النوم هذا حقي حتي اطيعك.. اليزابيث الجميله حلوه مثل الحلوي سوف تعطيني قبله عنيفه اعلى شفتي ..هيا لا تخجلي مني
شعرت اليزابيث بالذهول والصدمة من جرأته الزائده اليوم ولا تعرف بماذا تجيب عليه؟؟. بدأت دموعها تنهمر أكثر وهو وضع سبابته علي عيناها يمسحهم برفق.. ثم انحني ناحية شفتاها حتي يقبلها ارتجف جسدها لتبعد وهو ثبتها جيداً وأصبحت أنفاسه أمام شفتاها أغمض عيناه واقترب أكثر حتى يقبلها بينما يداه تشابك أصابعها المتشنجة ،لتنفجر تشهق بالبكاء لتقول بصوت اجش باكى
= من فضلك أبتعد ولا تؤذيني
اتسعت عينا آدم الناعسة بصدمه من بكائها المفاجئ ليبتعد عن شفتيها بضيق، و بهدوء وقف يتامل وجهها الشاحب بشدة ودموعها المنهمرة من جانبى عينيها دليل على مدى ألمها لتمتد انامله تمسحها برقة يتلمس خصلاتها المنتشرة فوق كتفها بحنان ليقول بنبرة تذمر وبحزن
= لا تبكي.. انا اسف.. آسف اليزابيث لانني كنت ولد سيئا واحزنتك توقفي أرجوك عن البكاء و الخوف مني
ابتعدت عنه بعنف وجذبت يدها بقسوة دليل على فاقد صبرها لتبكى بصوت ضعيف قائلة بألم
= سيد آدم ، أنت ثمِل ولا تعرف ماذا تقول
احس آدم بقبضة تعتصر قلبه بألم من شدة الالم مرادفا بصوت مخنوق
= لا ! أنا لست ثمِل او مجنونًا ، أنا إنسان أعاني من ألم رهيب إليزابيث
إبتلعت ريقها بارتباك لتهمس له برقة محاولا التخفيف عنه
= ما الذي يؤلمك؟
همس بصوت ضعيف داخله ينبه بانه حقا قد تعب من الصمت لما يحدث له لم يكن له يد فيه ولكن دائما كل اللوم يقع عليه هو ،هز آدم راسه بشدة ليصمت ذلك الصوت بداخله ثم ليتحدث بنبرة منكسرة
= لم تكِن كسوري بالعِظام بل كانت بالعُمق العميق مِن الروح والروح لاتُجبر.. الخيبات المتتالية أطفأتني حتى اعتزلت هذا العالم الذي أصبح لا طعم له
وقفت اليزابيث تراقبه بقلق ولا تفهم ما حدث له أوصله لتلك الحالة.. ثم أنحنى إلى الأمام وضمها بين ذراعيه مجدداً بقوة أكبر هذه المرة ضاغطاً ذراعيه حولها كان عناقه قويا جدا بحيث سمع أنفاسها تنقطع... لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها حاولت ان تتحرك بعشوائيه ليتركها.. لكنه ضغط عليها أكثر بالعناق بحماس ورغبة من دون تحفظ... كان الأمر أشبه برمى عود ثقاب في كومة من القش اليابس وأصبح بإمكانه الآن يتراجع ويراقب ألسنة النار تستعر و تجتاح ما حولها متعاظمة يصعب إطفاءها وهي تقودهما نحو حريق هائل يمكن أن يبتلع كل ما يعترض طريقه في ثوان... لم يختبر آدم مثل هذا الشعور من قبل.. ولم يعرف يوماً امرأة يتجاوب معها بهذه الطريقة....كما لم يكن يعلم أنه قادراً على التفاعل مع أي امرأة بهذا الشكل همس وهو يلتقط أنفاسه الاهثه بصعوبه
= عندما كنت صغيراً ، كنت أرغب في أن يعتني بي شخص ما ، كنت أتظاهر بأنني متعبة وأن قلبي يؤلمني ، واجعل نفسي أموت حتى يبقوا معي حتى الصباح .. وأنا أفعل ذلك اطلب منهم الكثير من الحلويات ليحضرونها لي وكل ما أريد لأنهم كانوا يخافون عليه. تخيلي اليزابيث أنهم سيفعلون كل هذا لأنهم كانوا يخافون علي فقط، وكنت مهم بالنسبة اليهم؟
ثم ابتسم آدم بسخرية مريرة لتلمع دموعه بين عينه بمرارة هاتف
= لكن هذا بالطبع لم يكن يحدث .. تمنيت ذلك لكن لم يحدث ..
كانت اليزابيث تستمع حديثه ومع كل كلمة تخرج من فمه كانها سكين يقطع فى احشائها بقسوة الى هذة الدرجة يعاني من حياته ويتألم.. بينما
شعرت بقلبها ينبض بقوه فبجانبه غلفها الآمان توقفوا ينظرون الى بعض لثنهي لغة العيون بقية الكلام.. ثم أريح رأسه أعلي عنقها وقد بلل عنقها بدموعه حرك أنفه وحاول مسح دموعه ولكنه تألم بسبب ثقل رأسه الثماله، ليتفاجئ بها أخفضت يده و اقتربت منه و مسحت دموعه من وجنتيه، لم تستطع إبعاد يدها عن خده، و دون تحكم منها بدأت دموعها تنهمر دون توقف.. رفع آدم عينيه ثم وقال بصوت متحشرج
=تعلمي في منتصف الليل كل شيء يسكت ماعدا عقلي.. اتمنى ان اتوقف عن التفكير في كل شيء يؤلمني بشده.. منذ طفولتي أتألم وحتي الآن
كانت تنظر إليه بعطف فمن الواضح انك تعذب في طفولته حاولت ان تنسحب من امامه وهو شارد هكذا ليجذبها من ذراعها بقوه لتخاف وهو يرجعها امامه مره ثانيه وقبل وجنتيها بقوة, لم تصدق ما فعله و إحتضنها بشغف.. لم يعد يعرف عدد الاحضان فمن الواضح انه قد اعجبه و وجد الامان بين احضانها، ردد بتلك النبرة الثقيلة
=لا تخافي من المستحيل أن أقوم بأذيتك لكن هل أنتِ متأكدة.. أليس ذلك إليزابيث
أومأت برأسها و لا يزال يعانقها و بإرتباك ردت
= أجل...متأكدة لكن ارجوك الان دعني أساعدك لتذهب الى غرفتك وتنام قبل ان يراني احد بهذه الوضعيه..ارجوك سيد آدم استمع لي هيا.. الأمر سيتعقد اكثر اذا راني زين معك وهو بالاساس يشك به دون دليل
رأيث عينيه الحمراوتان وهما تلتمعان ويغلفهما من الوجع، نظرتُ له بتردد ولم يستطع الإبتعاد أو تحريك لسانه لينطق بأي شيء لتتحرك اليزابيث تقترب منه بحذر و أحاطت بذراعيها على ظهره و جذبته بهدوء الي غرفته ليسير معها دون حديث أو حركة... تنهدت اليزابيث براحه كبيرة أخيرا عندما بدا يهدى ويغمض عينه بنعاس وتعب.
❈-❈-❈
خلعت حذاء آدم ببطءٍ و وضعته بالارض ثم وضعت اليزابيث غطاء الفراش فوق جسد آدم وهو مازل على حالته لتتجه انظارها فورا باتجاه الفراش تتامل ذلك النائم لا يدرى بما حوله لتقترب قدميها منه بهدوء حتى جلست بجواره على الفراش تتامل وجهه الشاحب باجهاد ودموعه أثارها مزال موجود من جانب عينيه لترفع اناملها تمسحها برقة بينما سرحت يدها لتظل فوق صدره ليصدر اصوات تنهدات رقيقة وهو نايم بينما يدها الصغيرة موضوعة فوق صدره برقة لتستيقظ كل حواسه احساسا بها تشعر بنبضات قلبه تتعالى بقوة ودفء.. لتسحب يدها بسرعه وهي تتنهد بإضطراب ثم نهضت بعد وقت لترحل إلي عرفتها.
وعندما التفتت لترحل لتشهق بقوة حين رأت زين يقف مستندا على اطاره الباب لتقف امامه بارتباك وهى ترى نظراته تمر فوقها ببطء شديد حتى توقفت فوق جسد آدم النائم بعمق شديد فوق الفراش..
اما اليزابيث فارتعدت للخلف وهي تنظر إليه بذعر عندما وجدت زين يقف أمامها يتابعها بجانب الباب بنظرات جليدية غامضة ،لا تعرف من اين ظهر؟ ومن متى يقف يتابعها؟ و دون مقدمات اقترب زين منها وسحبها من ذراعيها بقوة ليسير إلي غرفته و فعل ذلك بعنف بينما حاولت هي سحب يديها منه وهي مندهشة لتقول بصوت غاضب بشده
= توقف ساسقط ما الذي تفعله؟ ما الأمر
تركها زين بحده لينظر إليها بقسوة و قال هو بنبرة تنم عن الانزعاج
= الامر وبكل بساطة انك يا انسة تدعين البراءة والعفاف في حين انك ماكرة ومخادعة كالأفعى وقد كذبتٍ علي عندما قلتٍ بأنك لا ترتدي من آدم بأن يعجب بكٍ ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً وها انت قد بدأتي بتنفيذ خطتك القذرة لجعل الرجل يقع في مصيدتك.. هل لكٍ ان تشرحي لي ماذا كنتٍ تفعلين بغرفته ولماذا كنتٍ قريبه منه وتنظرين اليه هكذا
في تلك اللحظة لم تحتمل اليزابيث سماع المزيد من الاتهامات الباطلة فذرفت الدموع واستجمعت كل ما تمتلك من قوة ثم دفعته بيدها وقالت بصوت اشبه بالصراخ بوجع
= كفى ، لا يحق لي أي شخص أو لك ان تتهمني بهذا الشكل لانك لا تعلم ما الذي يجول في قلبي و خاطري وبالتالي لا تعرف كيف اشعر او ما الذي افكر به؟ لذا وفر اتهاماتك الباطلة لشخص آخر لانني لست كاذبة.. وان كنت قلق بأن يعجب صديقك بعاهرة مثلي مما قد يسيء الى سمعة فيسعدني ان اخبرك بأن هذه العاهرة لا تريده ولا تريدك ولا تريد اي شخص يمتلكني من الآن فصاعدا ..وقد سئمت من الشرح والمبررات وانت لا تصدقني
قالت ذلك ثم تحركت بخطواتها ومرت من جانبه وهي تمسح دموعها ولكنه أمسك ذراعها فجأة ،فرفعت يدها وصفعته بكل قوتها دون تردد لدرجة ان وجهه تحرك الى الجهة الأخرى ثم قالت بأنفعال
= ابتعد عني.. انت لا يحق لك ان تلمسني ابدأ هل تفهم !
اتسعت عينا اليزابيث بعدم تصديق وفي تلك اللحطه ادركت فعلتها مما جعل الهلع يتسلل الى قلبها فشهقت ووضعت يديها يدها على فمها من هول الموقف ذرفت دموعها وقالت بصوت مرتجف
= يا الهي ما الذي فعلته انا ؟
اخذت تحدق به بنظرات دامعة اما هو فرفع يده ببطء ثم لمس خده الذي صفعته وبعدها نظر إليها بحده فلم تستطيع ان تعرف اذ ما كان غاضباً ام لا لأنه هادئاً جداً وعلى وجهه تقطيبة غامضة وما زاد ارتباكها انه رفع يده باشاره منه بان ترحل من غرفته دون ان يقول شيئا اي ان ردة فعله تجاه تصرفها الطائش كان هادئة جدا ، إبتلعت ريقها بارتباك ثم سمع صوتها حيث قالت بندم
= هل أنت بخير سيد زين ؟
فضغط زين على قبضته ثم تحرك بسرعة نحوها يجذبها من ذراعها إلي تجاه الباب وهو يصرخ فيها قائلاً
= ما الذي تريدينه الآن ! قلت لك إلي الخارج
انتفضت بخضه وحاولت ان تتحدث لانه صرخ بتلك الطريقة وعادت خطوتين للوراء ثم قالت بنبرة مرتجفة
= انا... انا اسفه لا اعرف كيف فعلت ذلك.. اعتذر منك لأنني...
فقاطعها زين بقوله بنبرة مخيفه
= کفی ، عودي إلى غرفتك قبل أن يفيق آدم و يلاحظ اي شيء كما انني لا اريد التحدث بشأن ما حدث للتو، هيا تحركي من امامي
نظرت إليه عده لحظات بحزن ثم تحركت بخطوات سريعة إلي الخارج اما زين فقد أغلق باب غرفته و بالرغم من هدوئه المخيف الا ان ملامح الغضب كانت واضحة على وجهه كوضوح الشمس فخلع سترته بحركة عنيفة ورماها على الارض ثم دخل إلى الحمام ورفع ذراع صنبور المياه واخذ يغسل يديه بعصبية وسرعان ما اطلق العنان لنفسه، وبعدها نظر إلى انعكاس صورته في المرآة وهو يتذكر صفعتها له، ليغضب اكثر ثم تنفس الصعداء بصعوبة بالغة وهو يخرج من المرحاض ليذهب تجاه الفراش ياخذ هاتفه ويرسل رساله الى لارا ليس سوي كلمتين وهما "انا موافق"
❈-❈-❈
بداخل غرفه أدم استيقظ هو من نومه يفتقد الدفء الذى كان يحيط به عندما تتملل فى الفراش و سقط الغطاء من فوق جسده و تمد احدى يده الى الجهة بكسل... ثم تطلع حوله ببطءٍ شديد بنوم ليشعر بصداع شديد برأسه بألم وخلال لحظات بدأ طيف احداث ما حدث ليلة أمس يظهر بعقله.. وفي ثواني انقلب وجهه محتقن لتتطاير من عينيه الشرر وهو يتذكر ثمِلة؟ وكيف اقترب من اليزابيث وكان يريد تقبلها؟ و احتضانها رغم عنها؟ وظل يتذكر بقية التفاصيل..
ثم جز على أسنانه بغضب لا يعلم منه أم من والده الذي بسبب حديثه القاسية ثمِل؟ بينما رفع نفسه ينظر للباب بطرف عينيه متسائلا إن كانت ما زالت هنا بالمنزل ام رحلت بعد وقاحته الزائده معها.. لينهض ليراها بسرعة يستجيب لنداء عقله ويخرج ! لكنه استجاب لنداء .. قلبة ربما !!
ليسرع فى النزول بحثا عنها بعينيه فى ارجاء المنزل وعندما دلف إلي المطبخ ليجدها قد تقف امام رخامة المطبخ الصغيره مماثله له تعطى كل انتباه لتقشير البطاطس.. ليظل يتابعها بعينيه باهتمام لا يدرى هل يتحدث إليها عما حدث بالليلة أمس ام يلتزم الصمت خوفا من ردها؟ لكنه اختار الحل الاول وليكون مايكون ليتنحنح يحاول اجلاء صوته من بحة النوم قائلا متردد
= اليزابيث
تفاجات بصوته و التفتت بسرعة له ثم أخفضت راسها وقالت بنبرة مضطربة
= صباح الخير سيد ادم هل تريد شيء ؟؟.
اخذ ادم عينيه تجول فوق وجهها بندم شديد و حاول السيطرة على أعصابه وهو يبتلع لعابه بصعوبه يهمس بجدية
= أنا حقا آسف .. لم أقصد كل هذا ..صدقني .. عقلي تقريبا لا يعمل أبدا عندما اسرف في تناول الكحوليات يجعلني لا أعرف كيف أتصرف ولست اتذكر جيدا ما حدث ليلة أمس بالضبط ..لذا أنا آسف فعلا سامحيني اليزابيث، اعدك بأني لم اقترب منك مره ثانيه كذلك.. و أرجوكٍ لا تاخذي فكره سيئه عني
ظلت اليزابيث لحظات صامته بتوتر و ارتباك وعندما طال صمتها، زفر آدم بقوة قائلا وهو يضغط على كل حرف يخرج من بين شفتيه
= وهل أنتِ بمنزلي مزالتٍ مطمئنة لمصيرك ؟
ألقى بسؤاله لها وبقى منصتا يحتاج لسماع إجابة معينة بالذات بعد فعلته الشنيعه ليله أمس معها وانه قد تطول معها بالامر قليل بل تطول جدا... عضت على شفتيها فزم هو شفتيه ثم قالت وهي تتهرب بنظراتها لتقول سريعا
= انا فقط .. اشعر بالامان بوجودك آآ أقصد لأنك أنقذتني من قبل فأشعر بأنك شهم ربما أو .. ممم لا أعرف .. لكن أشعر فقط بأنك ستساعدني إن احتجت إليك.. او بالفعل انت ساعدتني اكثر من مره، لذلك عندما كنت ثمِل ليله امس شعرت بأنك شخص اخر لم اعرف من قبل
اتنابه شعور غريب بين القلق والتوتر ليعلق علي كلماتها عابسا متذكرا لحظات أمس وكيف جذبها الى احضانه عده مرات! بينما هي أومأت له تتحكم في خجلها مما يحدث وتلك الذكرى المحرجة .. ليتنهد آدم بعمق ناظرا إليها ليشرد في ملامحها و الركن الذي نبض بداخله يبعث لكلهما الدفئ والأمان
= معكٍ حق انا لست كذلك ، ونادرا ما اثمل لذلك اصبح شخص اخر حتى انا لا اعرف نفسي؟ لكن احيانا الغضب يجعلني اسرف في تناول الكحوليات لاتناسى ما يزعجني، لكن ساحاول في الفتره القادمه بأن أجد وسيله اخرى لانسى غضبي.. حتى لا اؤذيكٍ ! .
لتشعر بتصلب جسدها ،يا الهي ماذا يفعل بها حقا؟ مجرد كلمات على الهامش يتحدثها ببساطة لكن تشعرها بنبضات قلبها تقرع و تزداد داخلها كـالطبول.. التهبت وجنتيها بخجل شديد تتخفض عينيها لتلتفت لتكمل عملها وهي تتجاهل آدم الواقف خلفها.. وشعورها القابع داخلها أيضاً .!
❈-❈-❈
بعد فترة وجيزة فقد انهى آدم حمامه وخرج وهو ينشف شعره و ارتدى ملابسه وخرج من الغرفة ثم شق طريقه الى الطابق السفلي حيث كان زين جالس ينتظره ليتناولا الفطور معاً بينما جلس آدم ليبدأ في التناول علي الفور بجوع فنظر زين حوله وبعدها سأل آدم قائلاً باهتمام
= اين اليزابيث؟
فقال آدم واجاب وهو منشغل في تناول الطعام
= إنها في المطبخ بالطبع ، كما تعلم ، إنها محرجة من تناول الطعام معنا لقد حاولت معها للتو ، لكنها رفضت كالعاده
فنهض زين واردف قائلاً بهدوء
= حسنا ساذهب اليها و أجرب حظي ربما سأتمكن من اقناعها اليوم لتاتي تتناول معنا.
سار بخطوات بسيطة ثم شق زين طريقه نحو المطبخ تاركاً خلفه آدم الذي توقف عن تناول الطعام وهو يعقد حاجبيه بدهشة من اهتمام زين بها الغير مبرر فجاه فكان لا يطيق النظر الي وجهها حتي بينما الان ذاهب حتى يقنعها لتاتي لتناول الطعام معهم، ليتساءل نفسه ما سر هذا التغيير ياتري فجاه؟
تنهد آدم بضيق قصارى جهده حتى لا ينهض ويلحق بة! الى المطبخ اذ انه شعر بالانزعاج من ان تكون اليزابيث بمفردها معة بعيداً عن ناظريه رغم انها لم تكون اول مره بالتأكيد ؟ فهو يذهب يومياً الى العمل وكثيرا ما يتواجدون الاثنين في المنزل لكنه سابقاً كان يعرف بان زين لا يطاق اليزابيث امامه ويظل بغرفته طول فتره خروجه.. وبطريقة مذهلة تمكن من السيطرة على اعصابه واشغل نفسه بتناول الطعام.
في المطبخ فكانت إليزابيث تقوم بترتيب الاطباق بشكل جميل بينما كان وجهها ملطخ بالطحين والكريما فهي قبل قليل كانت تصنع كيك بالفانيليا ووضعته في الفرن.. ثم اخذ نفساً عميقاً يتمالك اعصابه وتوجه نحو اليزابيث وهو متوتر للغاية فوقف خلفها متردد ولكن سرعان ما حمحم ليجذب انتباهها لكي تلتفت اليه وبالفعل التفتت وقالت بتعجب
= هل تحتاج لأي شيء سيد زين
أومأ برأسة زين قائلا بجدية
= نعم.. اتركي ما بيديك وتعالي معي تناولي الطعام معنا بالخارج
اتسعت عيناها اليزابيث تحدق به بغرابة وقال هو بهدوء مزيف
= اليزابيث انا اعلم بأنني قد تجاوزت حدودي معك كثيرا وان ما صدر مني منذ أن جاءتي الى هنا هو الجنون بعينه وخصوصاً لانني جعلتك تشعرين بعدم الراحة لذا دعينا ننسى ما حدث رجاءً فهذا افضل لكلينا.. وبالنسبه لما حدث ليله أمس في ادم شرح لي ما حدث وقد عرفت اني فهمت الموضوع بشكل خاطئ لذلك اعتذر منك .
و بالرغم من محاولتها المستميتة لكي تبدو هادئة وهو يقول ذلك ، ولأنها لم تستطيع السيطرة على صدمتها ولا تصدق بأن بعد ما صفعته جاء يعتذر بنفسه لها. فضلت التزام الصمت ولم ترد عليه ابدأ مما جعله يتنهد بقوة واضاف قائلاً
= لماذا انتٍ صامتة؟ أفهم من ذلك أنك ترفضي اعتذاري إليزابيث
أفاقت من شردها علي صوته متسائلا بينما هي ابتلعت ريقها بارتباك وقالت
= لا ، في الواقع ، لقد صدمت لأنك هنا لتعتذر لي ، خاصة بعد ما فعلته بك الليلة الماضية ، لكنني حقًا لم أرغب في فعل ذلك ، وعندما كنت في الغرفة ، كان السيد آدم هـ. .
قاطعها زبن قائلا بابتسامةً زائف تعكس غضبة الشديد منها عندما تذكر صفعتها
= أخبرتك إليزابيث أني عرفت الأمر من آدم ولا أريد أي مبررات لما حدث ، و رجاءً عدم فتح الحديث حول هذه المواضيع مرة أخرى .. لذلك أنا آسف وأعدك بعدم إزعاجك مرة أخرى مثل ليلة أمس هذا لن يحدث أبدًا.. لكنك لا تعلمي أن آدم هو صديقي الوحيد الذي أخاف عليه من اي شئ طوال الوقت ، لكنني حاولت أن أنظر إلى الأمر من منظور آخر أن آدم ليست طفل صغير ويعرف جيدًا ما يفعله ، و غير ذلك لم أري منك شيئاً سيئاً .. والآن هل قبلتٍ اعتذاري
صمتت قليلاً لحظه تفكر ثم هزت رأسها بابتسامه خفيفة
= نعم بالتاكيد اقبل لم يحدث شيء
أبتسم باتساع و همسة وصلها مكملا ليتحالف مع أوامر عقلها ليصدمها أكثر
= هكذا إذا، لم ترفض طلبي أن تأتي معي للخارج لتناول الطعام معنا ، و رجاء وافقي حتى لا أشعر بالذنب تجاهك ، فإذا وافقتي فسأعلم أنك قد غفرتي لي بالفعل ..
شعرت اليزابيث بتوتر والحيرة منه لكنها لم تستطيع ان ترفض، أومأت له بنفس العينين المتسعتين لتتنهد بعد صمت وهمست بنبرة رقيقة غير مقصودة
= حسنا موافقه
هز رأسه مبتسماً ثم حمحم زين ونظف حلقة و اشاره بيده إليها ليردف قائلا
= حسنا لا تنسي قبل ان تخرجي.. يستحسن بأن تنظفي وجهك من بقايا الطحين قبل ان نبدأ بالطعام افعلي ذلك بسرعة وانا سأنتظرك
هزت راسها له بالايجابي بإحراج ثم ذهبت إلي الحوض تنظيف وجهها، و ظل زين يقف ينتظرها وهو يكتم ضحكته لان منظرها كان مضحكاً..
أما في الخارج ما زال ينتظرهم ادم ولا يعرف فماذا يتحدث زين معها كل ذلك؟ وفجأة قد ظهر على وجهه تعبیر جاد ممزوج بالغموض عندما رآه اليزابيث تسير برفقت زين ومعنا ذلك أنها وافقت على طلبه !! بينما كانت ترفض الحاحو في كل مره يعرض عليها بان تاتي لتتناول معهم على السفره الطعام.. وتفاجات اليزابيث بدهشه عندما سحب زين الكرسي لها لتجلس وقفت تنظر له بعدم استيعاب لكنة وقف ينظر لها مبتسم بلطف لتتقدم لتجلس بتوتر.. ثم جلس زين جانبها وابتسم وهو يتطلع إليها ثم اردف قائلاً
= هيا يا اليزابيث ابدئي في تناول فطورك .
فابتسمت له اليزابيث بارتباك وقالت بعدم تصديق
= حسناً
ظل آدم ينظر إليهم بصمت لكنه لم يستطيع هو أن يأكل اي شيء اذ انه فقد شهيته تماماً ومع ذلك بقي جالساً وارغم نفسه على تناول ملعقتين من الحساء حتى لا يلاحظ أحدهم بأنه منزعج... ولا يعلم لما عاود النظر بأتجاه اليزابيث التي كانت جالسة تتناول وجبتها بهدوء الذي وضعها زين بنفسه إليها؟ فأنتبه زين عليه لذا نظر إليه وهو يبتسم بخبث بان خطته بدات تسير كما يريد !!.
بعد فتره ليست قليله نهضت اليزابيث بهدوء بتجاهها الى المطبخ ليلتفت برأسه زين يراقبها وهو يبتسم بخفه ! بينما جز آدم علي أسنانه بغضب شديد وهو يهتف مزمجرا
= زين هيا بسرعه إذا انتهيت من التناول الفطور انهض حتى توصلني الى الشركه
نظر اليه زين ليرد برقه رجولية مبتسماً
= لا ادم اذهب انت اليوم بمفردك سوف اظل هنا مع اليزابيث حتى لا تظل وحدها بالمنزل طول اليوم
ضغط على أعصابه بضيق شديد وهو يكاد لا ينهض إلي هذا البغيض و يقتله ولكنه بذل جهد وهو قائلا باستفسار ساخرا
= واذا هل هي طفله صغيره ستحرصها هيا يا زين تحرك معي
التفت زين برأسه إلي الخلف مره ثانيه تجاه المطبخ ثم سرعان ما أبتسم قائلا بنعومة
= ما بك يا ادم قلت لك لا اريد اليوم اذهب معك.. سوف اضل مع اليزابيث اساعدها اذا احتاجت شيء ونتسلى بالاحاديث في وقت فراغنا ، هيا انت حتى لا تتاخر على الشركه بالاذن .
ليرحل زين حامله الأطباق بتجاهه الى المطبخ، زفر حينها آدم وهو يدليك جبهته بغضب مكتوم ثم نهض بحدة مسبلا ستار أهدابه البنية مخفيا نظراته عنه قائلا وهو يجز على أسنانه
= هكذا اذن .. كما تشاء
❈-❈-❈
بداخل المطبخ كان زين يساعد إليزابيث بتحضير الطعام وبعد قليل انتهي كل الطعام وهو يسرع في تقطيع السلطة بشكل مرتب.. وعندما التفت للحظة خلفة انتبه بأن اليزابيث تقف وتمسك هي بإصبعها محاولة ربطها بلاصق وشاش طبي نظيف غير الاخر لكنها تفشل بذلك كل مره بسبب يديها المجروحه، فاقترب منها زين بسرعة فنظر لإصبعها ببؤس قائلا
= اليزابيث ما بكٍ كيف انجرحت يدك
رفعت له وجهها ببطيء لتنظر إلي وجهه بهدوء وهي تجيب بعدم أكثر
= لا شيء يدي مجروحه منذ أيام وملفوفه بالشاش الطبي لكن دونا قصد مني اتصدمت بحفه الرخام ونزفت لذلك غيرت الشاش الطبي
ليردف زين باقتراح خافت وهو يتمعن في وجهها بملامح هادئة لكنها ماكرة شيء ما !.
= حسنا دعيني أساعدك واقوم بعمل ذلك
عبست بوجهها وهي تخبر زين بحزم
= شكراً لك ولكنني استطيع الاعتناء بنفسي جيداً الامر ليس صعب
تجاهل حديثها وحاول ان يقترب ليساعدها رغم عنها ليراها مصره بان تبعد يدها عنه، لذا امسك يدها بأحكام وهي تتألم وتمتم بحنق وجرأة
= هل ستصمتي وتتركيني اساعدك أم ترغبين بأن اقبلك من هذه الشفاء حتى تصمتي ؟
فتحت فمها بذهول عندما سمعت ما قالة لترد بانفعال ودون اي تفکیر صاحت
= ماذا؟ اياك وان تفعل ذلك !
تنهد زين بغيظ شديد منها لكنه اخفاه ليجيب ابتسامه ماكره
= اذا اغلقي فمك قليلاً واتركيني اساعدك
جزت اليزابيث علي أسنانها بضيق شديد وتركت يدها له بقله حيله ويأس منه، ليلف زين الشاش النظيف حولها جيد وعندما انتهى لم يترك يديها بل هبط يقبل يدها الناعمة بخفة فوق الشاش.. بينما اتسعت عينا اليزابيث وحاولت سحب يدها من قبضته قائلة بحدة
= هل تريد ان اصفعك مره ثانيه زين ؟.
احمر زين وجهه بذهول وهمس بنبرة غاضبة
= ماذا قولتٍ؟.
جذبت يديها منه بعنف شديد وهي تقول بصوت مرتجف
= كما سمعت زين ، أنا لا أفهم حقًا ما تنوي فعله. قلت من قبل أنك لم تقترب مني وتؤذيني فماذا فعلت للتو؟
صمت لحظه شاعرا بالذنب من تسرعه بفعلته الواقحه فهو لم يتوقع ان تغضب هكذا وقد فعل ذلك بنيه ان تبدا تعجب به؟ ليرد محاولا تهدئتها وقد تعجب من حالتها
= ماذا فعلت؟ انها مجرد قبلة على يدك كيف جرحتك اذن؟ الامر لا يستحق كل هذا الغضب..و ليس شيء جديد عليكٍ ما فعلته
لكن الحديث لم يهديها كما توقع بل زايد الأمر عندما اهانها بكل بساطه مره ثانيه، فبدت تدمع بحزن شاعرة بالذل والإهانة ثم رفعت نظراتها بعينيها المبتلتين وهي ترد بصوتها الغاضب المتالم
= أنت شخص حقير يا زين وقد آذيتني حقًا عندما اقتربت مني ضد رغبتي، حاولت أن أتجاهل أسلوبك الوقح وأنسى كل كلامك الجارح لي سابقًا ، في سبيل لكي أجد عائلة تحميني ولا تؤذيني. ما الذي يفصلك الآن عن الرجال الذين يأتون إلى منزل شويكار لإجبار الفتيات على النوم معهن؟
استمر الصمت للحظات فقرر قطعه أخيرا يداري على ارتباكه قائلا بهدوء ممزوج ببعض الحرج الرجولي
= ما بكٍ لما كبرتي الموضوع هكذا.. حسنا أنا اسف لم اقصد لم اعلم أنك ستغضبي هكذا ومره ثانيه لا تقارنيني بهذول الرجال .. لان هذول بالاصل ليس يسمون رجال
هزت راسها له بالايجابي وهي ترد بخفوت ودموعها تعاود النزول وتمتمت بصوت مخنوق
= صحيح زين انا لا اعتبرهم رجال ، لذلك لا تجبرني علي أن اشاهدك واحد مثلهم ..لانني اعتبرك مثل أخ واتمنى أن لا تخيب املي فيك!
نظر زين لها مطولا بصدمه ولم يستطيع ان يجيب عليها،لذا تنحنح شاعراً بالحرج من تحديقها به بخذلان مما اشعرة ببعض الندم على فعلته معها !!.
❈-❈-❈
أيام تمر وهي في ذلك المنزل بين آدم _و زين تشعر أنها أصبحت جزءا منهم وكأنهم أصبحوا من عائلتها حتي زين لم يعد يزعجها ويضايقها كما وعدها.. وقد صنعت معه صداقة سطحية وأصبحت نوعا ما لا تخشاهم وتتعامل بهدوء ومحبة.. أو بطريقة مختلفة عن أول أيامها في المنزل عندما كانت مذعورة تتناطح الأفكار السيئه في رأسها حول نية هؤلاء الرجال لكن مع الوقت قد تبين لها لطفهم رغم تحفظهم لكنها لا تنزعج يكفيها الوضع الذي اصبحت في الان ..
كانوا بالخارج يجلسونا في الحديقه زين و اليزابيث وفي نفس اللحظه اقترب ادم بسيارته ليصف جانب ويهبط..بينما عندما لاحظ زين دخول ادم اقترب بشده من اليزابيث ليهمس في اذنها بشيء وهو يضحك بشده وهي التفتت اليه تبتسم بمجامله، ثم تحرك زين الى الداخل مبتسم بمكر .
زم آدم شفتيه بعدم رضا بينما عيناه تلمعان بنار جهل مصدرها ! ليتقدم منها وهو يردد بنبرة غامضة
= أرى أنك بدأتي في الانسجام مع زين ، وليست المرة الأولى التي أراكما تجلسان فيها معًا؟ ما الذي كنتم تتحدثون عنه كل هذه الأيام؟ هل كنتم تتحدثون عني؟
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت باستغراب
= كلا ، فحديثنا لم يشملك مطلقاً حيث اننا تحدثنا عن مواضيع اخرى ليس مهمه
فقطب آدم حاجبيه ولا يعلم لما شعر بالانزعاج بسبب ما قالته فقال بشيء من الحدة
= اليزابيث كنت اريد ان اسالك عن شيء اعرف انه خاص بكٍ لكن اعتبري فضول لا اكثر هل بالفعل شوهتي وجه شخص ما ؟
في تلك اللحظة شعرت اليزابيث بألم شديد يفتك في قلبها لانها تذكرت ذلك اليوم، و عيناها فذرفتها الدموع لتتحرر وجنتيها ونظرت اليه قائله بحزن
= نعم حدث ذلك؟ لكن من فضلك انتظر لحظة واسمع مبرري. كان هذا الرجل من زبائن شويكار ورغم أنه لم يقترب مني.. إلا أنه جاء إلى المنزل بنية واحدة فقط وهي الاستمتاع بعذابي وهو يضربني بقسوة! في البداية لم أكن أعرف لماذا فعل ذلك ، لكن هانا أوضحت لي أن زوجته هربت مع شخص ما وتركته يعاني ، لذلك اعتاد أن يأتي إلى منزل شويكار ويطلب فتاة ويضربها ، وفي ذات ليله لم اشعر بنفسي إلا وانا
كأن ادم ينظر إليها بتأثر ثم تابعت حديثها قائلة بقلب مرتجف ودموعها تنسكب لتكسو وجهها الشاحب
= لم اشعر بنفسي إلا وانا اسكب ماء النار في وجهه ، ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي عرفت فيها أن اخذ حقي من شخص آذاني.. هذه هي القصة وإذا كنت لا تريد أن تصدقني يمكنك أن تسأل عما حدث بنفسك ، أعرف لماذا تسأل لأن هذا الحديث قالته خطيبتك عندما أتت إلى هنا منذ أيام وكانت مستاءة مني.. ولك كل الحق في الشك بي
نظر إليها بأنزعاج ثم تنهد واردف بعصبية شديدة
= ألم أخبرك من قبل أن هذه المرأة الملعونة ليست خطيبتي ، فلماذا لا تفهم ما أقوله
امتقع وجه اليزابيث بحرج وآدم يوبخها فهي لم تفعل شيء يستدعي كل هذا الغضب بينما ترد مرتبكة
= حسنًا ، أعتذر ، لكنها قالت هذه الحديث عندما أتت إلى هنا بنفسها وصرخت في وجهي
ليكمل آدم غضبة الغير مبرر بانفعال حاد
= وأنا أقول لك بنفسي هذا الحديث غير صحيح! ألم تلاحظي أنني لم أرتدي أي خاتم خطوبة في يدي.. وإذا كان هذا صحيحًا فلماذا أنفيه الآن؟ هل أنا خائف منكٍ مثلا؟ لا أريد أن أسمع هذا الحديث مرة أخرى.
فهمتٍ
فعقدت حاجبيها حينها وهي لا تزال تنظر له بعبوس، ثم نظرت له للحظة بدهشة لكنها أومأت بقلة حيلة قائله
= نعم فهمت.. اعتذر
هز رأسه بهدوء ولم يجيب لكنه غادر تاركا إياها تقف وهي لم تفهم شيء؟ وانصرف إلي غرفته.. لكنه حتى الآن لا يعلم لماذا هو غير راضٍ عن جلوسها مع زين صديقه بمفردهما في المطبخ.. على الرغم من أنه اعتاد يأكل طعامها الرائع كل ليلة وقد اعجابه.. لكن هذه الايام اصبح يزعجه! لكن ليس الطعام بل من قربها مع زين !!.
فهو نفسه يجهل سبب غضبه من مساعده زين في المطبخ لها ..واحتكاكها معه هكذا وشعوره المتناقض أنه يريد أن يأكل من يديها كل يوم لكن ..هو فقط لا شخص آخر .. حتي بالاخص زين !!
❈-❈-❈
في الصباح خرج زين يسير في الطريق ليذهب لشراء الخبز الطازج من المخبز وعندما وصل اعطاء الرجل النقود ليجهز له طلبه.. بينما نظر له الرجل صاحب المخبر قائلا بفضول
= صحيح يا زين هل ما زالت هذه الطاهيه في منزلكم و صحيح ما سمعناه؟ انها كانت عاهره؟ كيف تتعامل معها اذا
ليجيب عنه رجل آخر يعمل بالمخبز ليبتسم بخبث وهو يغمز بطرف عينه قائلا بسماجة
= بالتاكيد سعيد ويمرح معها ولا يريد ان ترحل من المنزل؟ فقد سمعت بانها جميله جدا .. وجمالها فريد من نوعه و ناعم
نظر زين إليه وهو ينفخ الهواء بضيق وقال بغضب وسخط دون وعي منه
= اصمت انت لا تفهم شيء أنا لا اريدها بالمنزل من أول يوم.. ولا اعلم لما اشعر هكذا ولكنني اتعمد ان اجعلها تغضب كلما قابلتها لهذا اتحدث معها بجفاء ويسعدني ان ارى الانزعاج ظاهراً على وجهها ومع ذلك اشعر بالضيق عندما افعل ذلك.. فهذا ليس من طبعي ابدأ ولكنني لا اجد تفسيراً لهذه الرغبة الملحة التي تحرضني على ازعاجها طوال الوقت .
فضحك الرجل وقال بصوت ماكر
= ما هذه الساذجة يا زين حتى انك لا تعلم ان ما تشعر به الان ما هو الا غريزة الرجل الذي تحثه رجولته على الانتقام من انثي سببت له بعض الازعاج ولكن هذا يحدث عادة عندما يكون الرجل واقع في حب فتاه؟؟ فهل انت يا زين واقع في حب هذه الطاهية !
فانتفض زين في مكانه كمن تعرض لصعقة كهربائية وأحمرت عينه بعنف وقال بسرعة بعصبية شديدة
= ما هذا الهراء هل سأقع في حب عاهره مثلها تتنقل بين احضان الرجال من اجل المال.. هذه الفتاه سيئه انا اكره النظر في وجهها حتي.. شخص غبي أعطني الخبز وانتبه الى حديثك معي من الآن فصاعدا
فهز الرجل رأسه باستسلام وقال بتوجس
= حسناً لا داعي ان تنفعل بهذا الشكل فأنا كنت امازحك فقط يا رجل.. تفضل كيس الخبز ولا تنزعج هكذا
أخذ زين الخبز منه ورحل بخطوات غاضبة منزعج وفي تلك اللحظة شعر زين بشعور فظيع يسري في جسده شعور ينم عن الخوف والقلق؟ يفكر بأن بالفعل لو وقع في حب تلك الفتاه ستكون مصيبه كبيره ! طال التفكير بذلك والقلق بسبب ما قاله هذا الرجل وخصوصاً لانه اتى على ذكر جمال اليزابيث الناعم الذي كان يحاول جاهداً أن يغض النظر عنه حتى لا يعترف لنفسه بأنها تعجبه كامرأة فعلاً ...!!!
❈-❈-❈
في منزل أدم ،استيقظت اليزابيث من نومها وجهزت نفسها لتذهب الى الاسفل لتبدا يومها كالعاده في منزل أدم، ولكن قبل ذلك عندما فتحت الباب فوجدت زين جالس على الكرسي الخشبي بالقرب من النافذة يراقب رذاذ المطر وعندما شعر بأن الباب يفتح التفت لها مبتسم بلطف وكان لاحظ أنها تبدو شاحبة وضعيفة اليوم، تنهد واقترب منها قائلا بنبرة ملؤها العطف الزائف
= صباح الخير يا اليزابيث كيف حالك اليوم
فرمشت إليزابيث عينيها مرتين تستوعب أنه هنا أمامها ثم قالت بصوت مرتجف
= صباح النور سيد زين
زم شفته بزعل مصطنع وقال بعتاب
= ألم نتفق الليله الماضيه بان تقولي لي زين فقط دون ألقاب.. على العموم ليس مهم الان فتبدين شاحبة جداً هل انتٍ مريضه
رفعت نظراتها له وهي ترد عليه بخفوت وتمسك رأسها بألم
= اشعر بصداع برأسي قليلا لا عليك ، ساذهب لاحضر الفطور قبل ان يستيقظ السيد آدم بالاذن
أمسك ذراعها بخفه وهو يعقد حاجبيه باهتمام ثم قال بحزم
= انتظري اليزابيث لا تتعبي نفسك اليوم ، اذهبي الى غرفتك وارتاحي و انا سوف احضر الطعام اليوم لا ترهقي نفسك أكثر من ذلك، وايضا السيد ادم قد ذهب الى العمل مبكراً اليوم.
ترك ذراعيها ورحل دون حديث مما جعلها تقف بعدم استيعاب وهي تفكر في اهتمامه الزائد الذي حدث فجاه دون مقدمات؟ و لا تعرف ماذا يريد من وراء ذلك؟ لكنها داخلها شعور ليس راحه !!.
❈-❈-❈
في مكتب ادم، فتح الباب ليتفاجئ بي لارا تجلس أعلي المقعد تضع قدم فوق قدم و ابتسمت باتساع عندما رايته أمامها، بينما جز علي أسنانه بغضب شديد وهو يغلق الباب ونظر إليها ليزم شفتيه بعدم رضا
= انتهيت من زياراتك المفاجئه الى منزلي اجدك هنا في مكتبي ماذا تريدين ايضا ، الم تكتفي بما فعلتٍ الايام السابقه
تصنعت لارا براءتها التي تستفزه وهي ترد
= اتقصد بانني كشفت لك هذه العاهره عن وظيفتها المخجلة وما فعلته في ذلك الشخص الذي لا اعرفه وشوهت وجهه.. اشعر بالعطف تجاهك آدم لانك وقعت في مصيده فتاه مثلها خبيثه وسوف تضيع مستقبلك قريبا طالما ستظل معها
صمت لحظه فرفع نظراته الغاضبة إليها صائحا بحدة أكبر
= تعلمي قد فقدت الامل فيكٍ و سئمت من الشرح والمبررات اليكٍ لارا والى ابي والى زين افعلوا ما تريده وأخذوا عني الفكر الذي تشهدونها.. فانتم بالاساس لا تريدون ان تصدقوا غير حقيقه واحده ؟ وهي انني يوجد بيني وبينها علاقه في السر.. لذلك سوف اوفر مجهودي في الشرح والمبررات و أصمت افضل
نهضت بحده وقالت بتهور ممزوجا بتهديد
= اتمنى بان تكون تقول الحقيقه يا آدم ، لان اذا كانت غير ذلك الحقيقه، صدقني هذه الفتاه نهايتها ستكون على يدي لاني ليست رخيصة حتى تتركني وتذهب الى عاهره مثلها تفضلها عني
نظر لها فاغرة العينين والشفتين وهمس قائلا ساخراً
= معنى ذلك أنك اذا رايتيني مع فتاه غيرها فلم تعطي الامر اهميه؟ لكن كل ما يهمك الان باني اخترت ارافق عاهرة ! تعلمي شيء احيانا اشعر انك لا تحبيني ولا شيء انما الفكره مجرد شيء تريدي تمتلكيه وربما لان الشخص الوحيد الذي قلت لكٍ لا أريدك ؟
هزت كتفيها ترد عليه ببساطة مستفزة دون الشعور بمثقال ذرة من حرج من باب قلة الذوق
= ليس صحيح انا احبك وافهم مشاعري جيد.. ما رايك بما اني هنا تعالي نجلس سوا و نشاهد علي الانترنت صور اثاث لبيتنا الجديد
لم يرد عليها، لتتقدم منه ببراءة مصطنعة و جحظ عيناه بصدمة فجاه وهو يجدها تنحني تقبل وجنتيه برقة هامسة وهي ترسم ابتسامه سمجة
=الم تسمعي بالمثل القائل أن العمر يمر بسرعة و الإنسان يكبر في غمضه عين صدقني لن تشعر بالوقت يمضي الا وقد تصبح رجل عجوز فالأيام تمضي بسرعة مخيفة يا آدم.. برايي بان تجرب حظك معي فرصه واحده فقط وصدقني لم تندم
رفع حاجبيه بعدم تصديق من وقاحه لارا ناظرا لها ثم ضغط على يده صارخ بحنق واعتراض
= الى الخارج لا اريد ان ابدا صباحي وانا اشعر بالاشمئزاز
امتقع وجهها حرجا ونظرت إليه باستنكار و كبرياء أنثوي جريح لتتحرك بالخطوات غاضبه وهي تاخذ حقيبتها وتذهب الى الخارج و تلعنه في سرها شاتمة بغيظ.
❈-❈-❈
في المساء دلف آدم المنزل بتعب شديد لكنه تفاجئ به المنزل مظلم على غير العاده، ليفكر بان الجميع قد خلد للنوم لأنه قد عاد متاخر من العمل اليوم ليتجه الى الاعلى ليصعد لغرفته ينوي الاستحمام.. لكنه تجمد مكانه لحظه بعدم استيعاب عندما وجد زين يخرج من غرفه اليزابيث! أسرع يتقدم منه فيمد يده يمسك بذراعية يسحبه بعنف ليعقد زين حاجبيه منه فيرفع نظراته آدم الغاضبة إليه صائحا بحدة
= ما الذي كنت تفعله بغرفه إليزابيث ؟.
مط زين شفتيه بعدم فهم ببرود مصطنع قائلا بأسلوب مستفز
= آدم ، مرحبا بك متي وصلت لم أشعر بك. اصعد لتغيير ملابسك وانزل بعد ذلك حتى تتناول الغداء. فأنا حضرته اليوم. بقيت مع إليزابيث طوال اليوم حتى انتهينا.
ضيق آدم عينيه بأهتمام وشك ليتركة بحدة بينما وقف امامة لتشتعل عينيه بالنيران يصرخ بغضب من استفزازة
= زيــن !!. لقد طرحت عليك سؤالاً وأريدك أن تجيبني عما كنت تفعله في غرفة إليزابيث في ذلك الوقت
التفت اليه زين بكامل جسده قائلا بخبث وتهكم
= ولا شيء. كنت اتاكد من انخفاض درجة حرارتها فمنذ الصباح كانت مريضة وأنا أعتني بها. آه يا آدم كنت حزينًا جدًا عليها فكانت تتألم طوال الوقت وتحتاجه إلية بجانبها.. المهم أن درجة حرارتها انخفضت بسلام.
شحب وجه آدم وسكنت حركاته من تأثر كلماته الغليظة، ثم تطلع له لحظة ليهتف متسائلا بخشونة
= ما سر تغييرك المفاجئ يا زين مع اليزابيث؟ في البداية كرهت وجودها في المنزل وأصررت باستمرار على أن أطردها وأبقى بعيدًا عنها و إنها فتاة سيئة ، و تخطط بالتأكيد لشيء يؤذيني. ما الذي حدث الان لتقترب منها هكذا؟ أليس خائف من الوقوع في فخها أيضًا؟
علق زين علي حديثه بضحكة ساخرة عالية قائلا باستفزاز
= آدم ، أنت لست طفلًا صغيرًا وأنت تعرف جيدًا ما هو مناسب لك ، لذلك توقفت عن الحديث معك عن ذلك الموضوع ..أما بالنسبة لتقربي من إليزابيث ، فقد حاولتٍ التحدث معي بطريقة لطيفة منذ أيام ، كما أنها اعتذرت لي عندما قطفت الورود دون إذني.. ففكرت في كلامك انها لا تسيء الينا فلماذا لا اتعامل معها بلطف واتجاهل هذه الافكار السيئة.. وبصراحة رأيتها فتاة ظريفة جدا
وقد احس آدم بالاختناق من كلماته ليضغط على يده بعنف شديد ثم اقترب منه هامسا بفحيح في اذنيه
= حسنا استمع إلى؟ هذه آخر مرة أراك فيها في غرفتها حتى لو هي طلبت منك ذلك ، لا توافقها. أما بالنسبه لمرضها المفاجئ فكان من الأفضل لك أن تطلب لها طبيبة تعتني بها بدلاً منك.. لكن لا تدخل غرفتها لأي سبب وأنا لست هنا.. هل تفهم كلامي جيد زين ؟؟.
إبتلع زين ريقه بقلق من نظراته فلم يتوقع أن يكون رد فعلة هكذا، لذلك فضل التوقف قليل عن أسلوب الاستفزاز و هز رأسه متنهدا وهو يقول باستسلام
= حسنا كما تشاء، ساذهب اسكب اليك الطعام
ليرفع عينيه آدم الواقف بتأهب قائلا بصوت جفاء
= توقف مكانك لا اريد شيء ساذهب الى غرفتي لارتاح.. تصبح على خير
❈-❈-❈
في غرفة آدم، كان يسير بخطوات غاضبة حد الجنون لطالما كان مسيطر ويتصرف بهدوء في أي موقف ولكن الآن لم يعد قادراً على أن يخمد تصرفاته بالذات إذا يكن الموضوع يخص اليزابيث !! إلي هنا أن لا ينفك عن التفكير بطيش.. لا يعلم ماذا بة؟ أستمر هكذا فترة حتي شعر بالارهاق من كثر التفكير ليهبط الى المطبخ يعد فنجان قهوه له لصداع راسه .
وعندما هبط للاسفل وهو يمر بجانب غرفه اليزابيث استمع الى صوتها وكأنها تناديه علي أحدهم بذعر وتستنجد به؟ عقد آدم حاجبيه بدهشة وقلق ولا يعلم ماذا يفعل لها، حتى بعد قليل من الوقت حسم الأمر ليدخل الغرفة بهدوء ليجد ظلام الغرفة النسبي فجأة وهي ممتده على السرير.. لكن تعالت أصواتها الضعيفة تصل لأسماعه كهمهمات فبقى آدم لحظات فقط ليستوعب أن تلك الأصوات لم تكن سوى من تلك المحتلة الفراش وحيدا وهي تتقلب و تتعرق حد الإحتراق !
كانت تعاني بقلب مرتجف ودموعها تهبط لتكسو وجهها الشاحب المتعرق خائفة وكأنها ترى خيالات سوداء وأشياء تسحبها للظلام.. شئ يحوم من حولها مرسلا بجسدها رعشة قوية و جسدها كله يئن من الألم فتزداد دموعها بينما تعاود النداء وهي تكاد لا تبصر شيئا في هذا الظلام..
حيث كانت تغمض عينيها تتنمي أن تجد نفسها بين أحضان عائلتها.. إنها على حافة الإنهيار من كل هذا الذي تعيشه! إنها تمر بأصعب أيامها بالفعل..لتهمس بضعف
= أبي! أريدك يا أبي.. أشتاقك جدا وأريدك .. عم أركون ساعدني أرجوك.. لا تتركني انت ايضا .
انتفض آدم بقلق بالغ ليقترب منها ليجلس بجوارها علي الفراش يمسك يدها أولا ثم مد يده لوجهها ليتفاجئ به مبتلا من الدموع بينما هي غارقة في النوم، فلا يعرف ما الذي عليه فعله.. ليفكر هل يوقظها أم يتركها هكذا لكن حرارتها كانت عاليه قليلا
إبتلع ريقه بارتباك وخوف عليها و ارتفعت يده لشعرها مربتا عليه بنعومة وهو يقترب من وجهها فتلفحها أنفاسه الساخنة وهو يقول بقلق
= اليزابيث اهدئي ستكونين بخير .. لا بأس .. لا بأس اهدئي .
أستمر في التحدث بجانبها يهمس بكلمات لطيفه يطمئنها و للحظات لكنه شعر بها تقترب برأسها منه دون أن تمسسه وكأنها تبحث عن دفئه أكثر بينما هو مستمرا بكلماته المهدئة فهمس وهو لا يزال يتلمس شعرها بشرود ليهمس بصوت متحشرج حد التعب
=لا تخافي إليزابيث أنتِ شجاعة و لن يمسسك سوءا قط طالما أنا هنا بجانبك ..
تعالت دقات قلبة ليرتجف بإستسلام لسحرها قائلا برقه رجولية
= وأنا سأكون هنا من أجلك عندما يكون العالم كله ضدك .
استكانت شيئا فشيئا حتى هدأت أخيرا لتصدر تنهيدة ناعمة فأنزل يده يمسح خديها من دموعها وهو يراقب ملامحها في الضوء الشاحب الذي يتهادى من النافذة بينما رفع يده الأخري يمسك يديها مره ثانيه ويضغط عليها و يطبقها وكأنه يرفض أن يتركها تعاني بمفردها، لكنه تركها رغماً عنه .. .
❈-❈-❈
في الصباح الباكر، استيقظت اليزابيث ترفرف بعينيها عدة لحظات لتشعر بألم عاصف يضرب جسدها بشدة من تعب طوال الليل وعندما حاولت ان تنهض ببطءٍ قد اتسعت عيناها بذهول وعدم استيعاب فكان آدم مستلقياً فوق الأريكة التي بجانب الفراش وكان نام! وقفت لحظه تراقبة وهي لا تفهم لماذا هو هنا ؟ وما يكون يفعل بغرفتها؟ لكن الأمر اغضبها كثيرة بأنه قد نام معها بغرفه واحدة !! نهضت بحده وتجاهلت إرهقها واقتربت منه تطرق بيدها علي الأريكة بقوه جانبه حتي يستيقظ ثم تنحنحت قائله بصوت اجش من أثر النوم
= سيد ادم ما الذي تفعله هنا بالغرفه ولما انت نائم هنا ؟.
فتح عينيه بنوم لينظر حوله باستغراب ثم اخذ آدم يتابع بعينيه التي تقف أمامه ونظر إلى ما ترتديه منتبهاً الي جسدها الغض في ذلك الفستان الذي كانت ترتديه اخذ يتأملها ممراً عينيه عليها فقد كان الفستان يظهر جمال قوامها الخلاب لكنه كان قصير مما كشف عن جمال ساقيها ضربت الحرارة جسده علي الفور واخذت انفاسه تتعالي بشدة لكن سرعان ما حاول السيطرة علي ذاته والقاء هذه المشاعر بعيداً.. مذكراً ذاته بان زين كان معها طول الوقت وشاهدها بتلك الملابس العاريه.. نهض بحده و اجابها آدم ببرود وهو يرمقها بنظرات جامده
= ما خطبك لما منزعجة هكذا؟ هل زين خير مني ليبقى؟ جانبك و أنا لا؟
عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب
= نعم! ماذا تقول؟ زين قد رأيته في الصباح فقط في المطبخ عندما ساعدني في إمساك يدي الجريحة و ..
قاطعها ليصرخ بانفعال وهو يرفع اصابعه في الهواء أمام وجهها يبوخها كطفلة صغيرة
= هل أنتِ طفلة غبية تماماً لتجرحي إصبعك هكذا دائما ، كم مره حذرتك انتبهي الى نفسك ولا تاذي حالك
تمتمت اليزابيث بارتباك في محاولة منها لتبرير الامر باستنكار
= ماذا حدث سيد آدم..الأمر يحدث دائما لأي شخص في المطبخ.. هذا طبيعي هل أقصد إيذاء نفسي ، على سبيل المثال؟
لكنه لم يهدئ وصاح بإنفعال مكبوت بداخله منذ أن رآه زين يخرج من غرفتها الليلة الماضية وقبل ذلك كانت تقف معة وتتضحك بأريحية بينما جذبها بعنف وهو يضغط على ذراعيها
= ليس طبيعيا.. هذا في الغالب بسبب الشرود من رأيي لا تدخلي المطبخ مرة أخرى حتى لا تتسببي في كارثة فيما بعد نحن لا غنى عنها، لكن أخبرني ، هل كانت المحادثات مع زين جيدة جدًا بالنسبة لكٍ لتكوني بلا وعي وتمرضًي دائمًا ، حتى عندما عُرض عليكٍ تتناولي الطعام معنا؟ لقد وافقتٍ دون تفكير.. ماذا هل بدأتي تنجذبي إلي.. هل تعتقدين أنه سيعجب بفتاة مثلك لمجرد أنه يعاملك بلطف؟
شعرت اليزابيث بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك...فما هو الاخر يري انها تحاول اغراء اي رجل يكون قريبا منها، اخفضت رأسها بألم شاعرة بالإهانة وقد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها..اخذت ترفرف عينيها بقوه في محاولة منها لابعاد تلك الدموع التي تحرق عينيها قبل ان تنسكب علي وجهها وتفضح امرها اخذت تتنفس ببطئ محاولة السيطرة علي ذاتها لتنجح في نهايه الامر برفع رأسها والنظر في عينيه بوجه متجمد خالي من المشاعر وهي تجيبه بجفاء
= سيد آدم ، إذا كان وجودي هنا يزعجك إلى هذه الدرجة ، أخبرني مباشرة بدون لف ودوران ، أنك لا تريدني هنا في المنزل .. وسأذهب
وفي نفس الوقت اقترب زين من الخارج علي أصوات الصراخ، ليسير بخطوات بسيطة جدآ نحوه غرفه الباب ليستمع الحديث الدائر بينهما .
لا يعرف لما اغضبة فكره رحيلها لينظر لها آدم بغل وعينيه تشتعلان بحقد ليتحدث وهو يقترب منها برأسه بغضب ليصيح وقد اسود وجهه من شدة
= يا الهي ماذا تقول هذه الغبيه.. هل ساحتاج بان اروغ بالحديث معكٍ حتى لا أقولها مباشره، هل تريني خائف منك مثلا سيدة اليزابيث حتى لا اقول لكٍ اني لا أريدك في بيتي؟ افعلي ما تريدي.. إذا ارادتي أن تذهبي.. أنطلقي فلن أوقفك ..هيا ما الذي تنتظريه !!.
مسحت اليزابيث دموعها بكف يدها قائله بهمس وهي تنظر الي الأرض بعينين تلتمع بانكسار
= حسنًا ، سيد آدم ، أعطني بعض الوقت وساذهب الآن كما تريد ..!
اتسعت عينا آدم بصدمة و ارتباك وقد أنتبه إلي حديثه الان معها والي دموعها؟ ليصمت لحظه شاعراً بالذنب تجاهها ثم تنحنح من قوة المشاعر التي عصفت به والتفت ليرحل بسرعة من أمامها قبل أن يستسلم إلي قلبة ويقترب منها يضمها ويمسح دموعها الحزينة !.
بينما زين عند خروج آدم من الغرفه أسرع يبتعد بعيد دون أن يراه وهو يبتسم باتساع بأن خطه نجحت و إليزابيث سترحل مثل ما كان يريد ذلك هو و لارا .
❈-❈-❈
بعد فترة قصيرة جدآ، تنهد آدم بضيق شديد ولم يتحدث بل عاد الى غرفته وهو يشعر بالضيق ايضاً وخصوصاً لانه لم يكن يريد ان تحدث تلك المشادة الكلامية بينه وبين اليزابيث لذا عاد لغرفه مع العلم بأن تفكيره كان مشوشاً ، ليفكر هل بالفعل سترحل كما قالت إم كأن مجرد حديث لا أكثر ؟. فهو متاكد بنسبه كبيره بانها ليس لها مكان اخر تذهب اليه، نهض آدم يجوب غرفة المعيشة ذهاباً وإياباً وقد ندم عما فعله اشد الندم مما جعله يحتقر نفسه.. بسبب لحظة الضعف تلك التي جعلته يتصرف بطريقة جنونية و خصوصاً لانه لا يجوز له أن يتجاوز حدود معها هكذا وليس له الحق يحاسبها اصلا ،مما جعله ينزعج أكثر فقال محدثاً نفسه بعصبية
=اللعنة عليك يا ادم ، اللعنة عليك وعلى تصرفاتك الحمقاء وعلى هذه المشاعر التي تكاد أن تفقدك عقلك... كيف ستحل هذه المشكله الان؟
اما اليزابيث بالاسفل فكانت قد استعادت رباطة جأشها والسيطرة على قلبها ومشاعرها التي اهانت كثير لذا قررت ان تتجنب الحديث معه على قدر الإمكان قبل رحيلها علي الرغم بأنها تعرف ان ليس لها مكان آخر تذهب إليه لكن بعد ما حدث لم تستطيع ان تظل هنا؟ فدخلت الى المرحاض تغير ملابسها وبعدها شقت طريقها نحو الخارج دون ان تنظر إلي خلفها ولو لمرة واحدة حتى لا يرى أحد رؤية تعابير الانكسار التي ارتسمت على وجهها بوضوح تام.. وكان زين يقف بالخلف يشاهدها وهي ترحل من المنزل لكنه لم يكن سعيد مثل ما توقع! لم يعرف لماذا؟ رغم انه كان يخطط لذلك من البدايه !؟
أما في الاعلي نظر آدم بعدم اهتمام خلف النافذة وهو ما يزال يجوب غرفة المعيشة ذهاباً وإياباً ليراها قد خرجت من المنزل وتنوي الرحيل بالفعل! خفق قلبة ليرتجف في تلك اللحظة يشعر بالضعف وبأنه سيفقد شيء ثمين لم يعوضه لذلك دون تفكير تحرك إلي الأسفل بسرعه البرق ليوقفها .
❈-❈-❈
هبط آدم بخطوات سريعة فعجل لها راكضاً حين رأها مازالت قريبا منه في منتصف الطريق لينبض قلب آدم ببطئ فهذه اول مرة يكون شاعرا كذلك هو من يتخذ اولى الخطوات تجاه فتاة، وهذا بعث لدية شعوراً دافئاً اسرع ليقف أمامها يسد الطريق عليها وهو يلهث أنفاسه من الركض.. بينما عقدت اليزابيث حاجبيها بصدمه منة عندما أصبح أمامها.. ليقول بين أنفاسه الاهثه بصعوبه
= انتظري لا ترحلي اليزابيث
رأى آدم الدموع تتلألأ في تلك العينين الواسعتين و المعركة التي تخوضها ضد نفسها لتمنع فمها من الارتجاف و السيطرة العنيفة التي تفلت منها حتى وهي تكافح لتفرضها على نفسها ثم تحدثت واجابته بضعف وقد بدأت شفتيها بالارتجاف
= لا بأس يا سيد آدم يُمكنني الذهاب فأنا لم انزعج منك.. لأنك الشخص الوحيد الذي عاملني بلطف حتى اذا كانت مجرد فتره وانتهت هنا .
توقف آدم على بعد خطوات منها وراح يحدق إلى وجهها الحزين كانت نظراته كلها ترجي... من كان ليصدق أنة يتراجاها بأن تبقى إلى جانبه ليكرر ما قاله مؤكدا على كل كلمة
= أنا حقاً لا أريدك ان ترحلى.. افهمي هذا...لقد جرحتك بالفعل
أغمض آدم عيناه بحزن علي ما أوصل به حالتها وتحدث مجدداً إلي اليزابيث بنبرة صارمة
= لا ترحلي إذا تركتك تذهبي فسوف أندم على ذلك لبقية حياتي
اعتقدت أنه يقصد شعور بالذنب.. بينما نزلت بنظراتها بحرج غير راغبة في الظهور بمظهرها البائسة من جرحه ثم قالت باختناق
= لماذا تريدني أن أعود معك؟ هل هناك إهانات لم تحدث لي في ذلك المنزل؟ لا أعرف لماذا ينظر الجميع لي دائمًا باشمئزاز عندما يعرفون وظيفتي القديمة ، على الرغم من أنني تركتها ، ولم أرغب في ذلك.. دائما تعتقدون انني احاول اغراء اي رجل يقع أمامي لاوقعه في غرامي واسلب منه نقوده منه..و رغم كل هذه الشكوك ليس لديكم دليل واحد على أنني أريد أن أفعل هذا عمد، ولكن لماذا تبحث عن دليل وأنا في النهاية عاهرة ، وسترتكب مئات الأخطاء بدلاً من خطيئة واحده دون الشعور بالذنب ..
لتكمل حديثها وهمست من بين شهقاتها بكاءها الحادة
= اليس كذلك؟ اتركني ارحل لو سمحت ولا تلحق بعاهره حتى لا تلوثك بخطئها الفادح
نظر لها بحُزن تملك من قلبه وكانه لحن حزين، يتردد صداها في روحها فيسلب من حياتها ابتسامتها !. رفع يده فجأة مفاجئة إياه قبل أن تفاجئها وكأنه فقد تحكمه بها بل فقد كل تحكمه بنفسه فيرفع ذقنها بأصابعه وهو يمسد بإبهامه على ذقنها دون شعور
= أنا لم أقصد ذلك أنا اسف اليزابيث.. لم أقصد كل ما حدث لكٍ بسببي
تقدم واقترب منها وسحب ذراعيها لكن هذه المرة برفق فتناثر شعرها النعاس حتى التصقت بعض الشعيرات بوجهها ، وهي تنظر إليه بتلك العيون الدامعه حزينه لكل ما أصابها.. واحساس بالذنب لايفارق عقل آدم ليقول بتهور ممزوجا بصدق
= من تريد ان تخطأ لن يقيدها شيء اليزابيث، وانتٍ تمسكتي جيد بفرصتك للنجاة من هذه الخطيئه ولا تدعي احد يؤثر عليكٍ بحديثة.. انتٍ لست عاهره انتٍ تم اجبارك عنوه على شيء لا تريديه !.
جحظت عيناها بصدمة بحديثه وبرقة المهلكة لأعصابها المسكينة إبتلعت لٌعابها من نوبة المشاعر التي إنتابتها فجاه من حديثه، ليعقد حاجبيه وهو يهمس بتأوه ونبضات بقلبه تتعثر فيما بينها لزعلها الحلو هذا
= اعتذر على كل الكلام الذي قلتة لكٍ من قبل، لكن لقد قلقت عليكٍ جدآ أن تؤذي نفسك.. لا أريدك أن تشعري بالامتنان فترهقي نفسك بالاعمال الشديدة.. لأجل مساعدتي
حاولت اليزابيث الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته حولها مانعاً اياها، ثم ابعدها بحنان متأملاً وجهها الباكى مما جعله يزفر بضيق و هو يمرر يديه فوق وجنتها يزيل دموعها برقة قائلاً بلوم
=أنا أنقذتك لأن هذا ما تحتم علي من واجب حينها لكن لست معنا ذلك بان لا تهتمي بصحتك اليزابيث..
رفعت وجهها له متعثرة بأنفاسها ودمعه سقطت وهي ترد عليه بعدم تصديق
= وجاءت خلفي الآن لأجل واجبك.. فقط ايضا
هز رأسه وهو يزفر بعمق فصمت لحظة واحدة فقط وضغط آدم علي يده وتحدث بنبرة جادة
=امسحي دموعك اليزابيث.. لن تبكي بجانبي مره اخرى! لا اريدك ان تتعرضي للاذى مره اخرى بسببي فاذا تركتك ترحلي حالياً.. بالتاكيد ستصل اليكٍ شويكار وتأخذك
نظرت له فاغرة العينين والشفتين وهمست دون وعي مأخوذة بسحره ونبرته وعطره ورائحته الرجولية التي اصبحت تستطيع اشتمامها الآن
= وماذا ستفعل حينها؟ هل ستتركني لها؟
ليبتسم لها ابتسامة صغيرة جدا لم ترها منه من قبل أطاحت بالمتبقي من عقلها وهو يردد بما لم تتوقعه ولم يتوقعه هو حتى من نفسه
=اذا حاولت الوصول إليكٍ هي أو غيرها.. حينها بدون تفكير.. سافديكٍ بروحي !.
أطاح بها كلها هذه المرة.. وازدادت نبضات قلبها من تلك المفاجأه وشعرت بالخجل والدهشة الشديد من نظراتة المصوبه تجاهها، ولم تستطيع ان ترفع عينيها لتنظر له بعد هذا الرد...
ولكن عندما نظر آدم لها مطولاً شرد الذهن يحدق بها لعله يكتشف ما هو الشيء الغامض الذي يجذبه اليها ويجعله يرغب بأن يقترب منها دون توقف... فكر ربما تكون الرغبة حقاً ؟ هي من تجذبه اليها ولكن شعوره نحوها ليس شعور رجل يرغب بامرأة فحسب... نعم هو يريدها وهذه حقيقة اعترف بها لنفسة ولكن بالاضافة الى رغبته بها هناك شعور آخر غير الانجذاب لا يستطيع تفسيره ،لكن بالتاكيد ليس حباً.. ولكنه شعور غریب عجز عن فهم معناه .
وعلي بعد مسافة كان يتابعهم زين باعين تنطلق منها الشرارات بعنف وظل صامت بملامح صارمة فور ان أمسكها آدم واصبح يقترب منها يجفف دموعها ويواسيها والغضب بدأ بث بداخله يتسلل لجميع اطراف جسده.. شاعراً بانه على وشك الانفجار وهو يشاهد هذا المشهد الرومانسية القابع أمامه.. لكن كل هذا الغضب لم يكن لانها سوف تعود هذه المره أيضا بل هذه الغضب كان لشئ اخر يجهله.. لكن يتمني أن لا يكون ما يتوقعة !!.
الفصل الخامس عشر
#روايه #وصمة_عار
✍️ #بقلم_خديجه_السيد
_________________
لـيـلا ..
بعد أن خلد الجميع للنوم كان آدم في الغرفة واقفا أعلى بجانب النافذة يراقب حركة القمر المكتمل بدرا اليوم وكأنه يلاحظ تحركه ! الوقت تعدى منتصف الليل الآن.. ظل يتطلع للنجوم والقمر شاردا يفكر بما يحدث له إلا إنه لا يتوقف عن التفكير بكل ما يصدر منة وهذا لا يساعده أبدا على أي إختيار
ليتذكر كلامة السـ.ـيئه معها وكيف جعلها تبكي وكانت ستغادر بسببة؟ فالذنب ينغز قلبه بسـ.ـكين بارد كلما تذكر.. ليتساءل نفسه منذ متى كان مراعيا هكذا !! بل منذ متى كان متهورا في كلامه، أصبح يـ.ـتعرى ببساطة دون إرادة منة بمشاعر لم يـ.ـرغب بها يوما أن تظهر بة
لا يعرف هذا الشعور تجاهها ما هو ؟! ربما إعجاب بتلك الفتاة التي أنقذها تحديدا ! أغمض عينيه يجز على أسنانه كم يكره هذا التشتت والضياع وهذه الحيرة في وصف شعوره! فكل ذلك احاسيس يعايشها جديده! فمنذ متى لم يحاول وصف شعوره.. منذ سنوات عدة قد توقف عن كل ما يتعلق بالمشاعر والإحاسيس وهذه الترهات
لكن الآن! هناك في قلبه شئ ينمو على اسـ.ـتحياء في أرض قلبه البور ولا يزدهر إلا بوجودها هي تحديدا ! شبح ابتسامه لا يلاحظها أحد تظهر على شـ.ـفتيه وهو يفكر فيها بعبث؟ هل يمكن أن يكون معجبا بها هي و يغار أيضا عليها من تقرب زين لها؟ فهو لم يعرف الفتاة سوى قبل أيام قليلة وهو غير مؤمن أبدا بالحب ولا يريد ان يقع أحد ضحايا العشق؟ فماذا إذا !
سحب نفسا وهو يفكر من جديد بيأس كيف من الممكن أن يكون اعجاب إنه يكاد يشعر بالجنون غيرةً عليها.. من صديقه الوحيد و الجميع !!
يا إلهي لا يصدق كيف ومتى اصبح يفكر هكذا ! فهو أصبح يعيش لحظات مجنونة التي يفقد فيها عقله و قدرته على التحكم في كل أعضائه خاضعا لإندفاع قلبة بطريقة مـ.ـثيرة للشفقة أحياناً
لكن أيا كان سبب انجذابه بتلك الفتاه عليه أن يتخلص من هذا الشعور في أقرب وقت.. هو شخص غير صالح لتبادل أي مشاعر الان وتحميل قلبه المزيد من القلق.. فحياته مهما حاول علاجها سيظل يعيش في متاهات ويحمل ذلك الذنب القديم الخاص بوالدته.. لذلك يجب أن يتراجع بل يتخلى في أصعب الأوقات ويتراجع بجبن !!
أحيانا يشعر بأنه قد قسي على قلبه بالتعاسة للأبد لكن يجب ان يفعل ذلك قبل ان يتعلق بها اكثر و يذوقها عذابة.. فهي لا ينقصها هذا العذاب أيضا في حياتها يكفي ما تعيش فيه .
زفر بضيق يهز رأسه برجاء لا يريدها في قلبه .. هنا ليس مكانها من الأساس ستعود يوما ما لوطنها تاركة إياه وحيد كغيرها والاهم..هل هي تشعر تجاه بنفس الشعور؟ أو غير مهتمة به من الاساس! ليعمق في التفكير فيها وبين قراره بالابتعاد عنها؟ يجب ان يفعل ذلك فهو في وضع لا يسمح له بالتقرب منها أو للحب لذاته.. لكن الوقوع في الحب ليس اختيار بل اجبار .. .
❈-❈-❈
في غرفة اليزابيث، كانت ممتده على السرير وهي تبعث بخصلات شعرها المتناثر فوق الفـ.ـراش حولها لتشرد في كلمات ادم للتو؟ هل حقا قال ما قاله !! لقد مرت فقط ساعات متواصله منذ أن قال جملته"أفديكِ بروحي" جملة صغيره لكن قد تسببت فيه كارثية بكل حروفها ومعانيها بالنسبة لها.. شعرت اخيرا ان هناك احد يريد وجودها في حياتة وسوف يحميها من جميع البشر، لكن هل كان يقصدها بالمعنى القولي بالفعل
فهي في تلك اللحظة ظلت تنظر له غير مصدقة وهناك جمرات تُحرق بطريقة.. مثيرة !! أحيانا تندفع احساس مهاجمة بقوة مجهولة الهوية.. دون أن يقدر الإنسان نفسه على السيطرة عليها؟
شردت فجاه عندما انفجرت في البكاء بين ذراعيه عندما صفعتها تلك لارا.. فقد بكت بين ذراعيه وأخذ يربت على ظـ.ـهرها حتى تهدأ.. وعندما كان ثمل احـ.ـتضانها وهو يطبع قـ.ـبلة على خدها.. لا تصدق حتى الأن أنها كانت في حالة بائسة بحيث لم تشعر فعليا إنها بين ذراعيه وإنه من يقـ.ـبلها على خدها.. ابتسمت اليزابيث رغم الحالة التي تمر بها عندما تذكرت أن له تأثيرا عليها بالفعل
فهناك شعور حارق بتنقلها هنا وهناك.. وافكار وتساؤلات ليس لها اجوبه وكأنها تُلهي نفسها حتى لا يتعبها التفكير بحالها البائس !! لكنها غير قادرة ؟.
وهناك شعور مناقض آخر.. فهي فجاه تتعالي دقات قلبها تضرب بداخلها من رؤيتها له منتشر حولها في كل مكان.. او ينظر لها بلطف؟ او يعاملها باسلوب مهذب؟ او يحميها من غدر البشر؟ يا إلهي كيف لها ان تتجاهل كل ذلك دون الاعجاب به؟ في ظل هذه الأوقات العاصفة
فلن تقدر أن تتجاهل الأمر أكثر وتنكر.. هناك انجذاب صحيح.. لكنها ببساطة لا تستطيع تحديد إن كان هذا الانجذاب لأنه منقذها ! ولأنه يتخلص فيها من ذنب قديم ربما ! لا تعرف المزيد حول ذلك الموضوع.. أم هي منجذبة و معجبة بذلك الرجل الشهم.. النبيل.. والذي يساعد الاخرين دون مقابل.. فهو يحمل كل شئ ونقيضه في خلطة مدهشة تعطي شخصية نكهة مميزة ..
هبت فجاه منتفضه في جلستها خارجة من ذكرياتها تتعجب من حالتها فهي وسط كل ما حدث لها و معاناتها التي لا تنتهي.. إلا إنها كلما تذكرت وجوده سكنت لتشعر بالدفء فعيناه سكن !! انتفضت كل خلاياها وشعرت أن برودة تسري في أوصالها.. تنخر عظامها وهي تهز رأسها برفض تام بغضب شديد تعاتب نفسها بقسوة كيف لها ان تفكر كذلك بهذه الطريقه وتنسى نفسها.
ابتلعت ريقها تعيد ترتيبات في عقلها ببطيء مذعور مرتعش
= ما هذا الغباء الذي افكر فيه؟ لا لا فوقي اليزابيث من هذه الافكار لست صحيحه.. هذا وهم بالتاكيد ولن يصبح حقيقه مهما حدث؟؟.
لتسقط دمعة مواسية تربت على خدها البارد كالثلج و الشاحب للغاية لتشعر بعدها بلا شئ بسبب سقوطها في هوة سوداء استسلمت لها دون جدل بسبب عار الماضي مرددا بمرارة
= فوقي و ذكري نفسك من تكوني الآن و سابقاً.. و ماضيكٍ اللعين الذي لن يغفر من أي سائر بشر !!
تنهدت تهدئ ضربات قلبها المجفلة وهي تنهض لتقف أمام النافذة المغلقة.. فهي الان اصبحت عيون نفسها والناس! مجرد خادمة ام سابقاً عـ.ـاهره؟ وستظل وصمة الـ.ـعار هذه معها طول حياتها .
فأي اعجاب قد ينشأ بين شخصين لن يتقابلا أبدا إلا بصدفة غريبة جدا ؟ في الحقيقة ككل ما يتعلق بلقائهما .. لا تحدث إلا .. في الأساطير !
❈-❈-❈
في اليوم التالي، هبط آدم بخطوات بسيطة ليذهب للخارج ليلاحظ اليزابيث تقف بالخارج تسقي الورود اقترب منها وهو يراها تتحرك بخفه وسط الزهور والوانها الطبيعيه الرائعه.. و تتلامس بيدها الزهره و تحركها باصعبها الأنثوي الرقيق وهي تبتسم بخفوت رقيق حيث أثارت ذبذباته الناعمة الممزوجة بذبذبات الطبيعة من حولهما في قلبه رجفة دفئ.. تنهد آدم بعمق طويل وهو ينظر لوجهها المرتفع فيضئ وجهها نور الشمس المعكوس عليها بينما عنقها نحيل رقيق يثير الشـ.ـفاه لتـ.ـقبيله ودغدغته.. وعيناها الزرقا كأنهما مرآة للسماء تلمع بنجوم وتضئ بقمر..
انتبهت اليزابيث له وكان هو غارق في البراءة في زرق عينيها الذي يلمع من الشمس في هذه اللحظة وهو غارق بمنتهى الضياع في البحر الأزرق في عينيها.. عقدت حاجبيها متحدثه بينما شعرها القصير ذو الموجات يتطاير للوراء محدثا هالة أنثويه متمردة فأصبحت كلوحة تجمع بين الأنـ.ـوثة الناعمة والبرية
= صباح الخير سيد آدم
رد عليها بصوت غريب أجش وهو لا يزال يتطلع لوجهها المطرق
= صباح مليء بالبهجه والنشاط.. لما مستيقظه مبكرا اليوم على غير العاده
هزت راسها وهي تعود بنظره لحوض الزهور بوجه عام عابسا لتجيب هي بشجن
= ولا شيء مهم كنت فقط اعتني بالازهار، وعندما رايت الزهور بدات ان تتفتح قليلا.. تذكرت ابي كنت أحب لمعان نظرت ابي الى الزهور بفخر وهو سعيد بانجازي ،وكانت أمي تغار مني أحيانا فتحرمني من الخروج لكن أنا وأبي كنا نذهب لنزهه من ورائها وعندما كانت تعرف امي تعاقبنا احنا الاثنين ههه لكن كان ابي يعرف كيف يشاكسها ويضحك عليها لتنسي الأمر.. تعلم كان بيتنا دائما يعمه الصخب الحلو والضحكات.. لكن بعد رحيل أمي وأبي أصبح كل شيء مظلماً أسأل نفسي دائمًا هل يشعرني أبي وأمي بي؟ وإذا شعروا بي؟ هل أبي مازال فخوراً بي بعد كل ما حدث لي أم أنه حزين علي الآن؟ وإنه لا يريد حتى أن ينظر إلى وجهي
فرت من عينيها دمعة يتيمة فمسحتها لكن دموعها أصبحت تنزل دون رادع وفجأة شهقت بعنف شهقة بكاء هامسة بوجع
= يا إلهي سيد آدم.. أنا أشتاق إليهم حد الوجع اتمنى ان يعيدون ولو لحظه واحده حتى اعانقهم لا اشعر بالدفئي و الأمان من جديد
تطلع ادم ينظر لها عاجزا يعصر يديه حتى ابيضت مفاصل أصابعه.. فهي كلما تحاول أن تبتسم وتبدا من جديد في لحظات تعود تنفجر في البكاء بقهر.. كم يشعر بالحزن لأجلها ويشعر بأنه يشاركها ألمها ولا يعرف لماذا يشعر بهكذا مشاعره تجاه الفتاة.. تنهد آدم بعد فترة وجيزة ومد يده دون تفكير ليمسك بيدها وهي مستسلمة لرغـ.ـبته في مواساتها بإدراك منها هذه المرة فمسح بأصابعه تلك الدموع بصمت وهو يقترب منها وأخذها بين أحـ.ـضانه دون أن يستطع منع نفسه لتنفجر في بكاء جديد وهو صامت يربت عليها فقط !
كانت تشعر اليزابيث بأن ساقيها تحولا لهلام غير قادرين على حملها وهي بين أحـ.ـضانه.. لكنها تحاملت على نفسها.. وكانا الإثنان غافلين عن عينين تلمعان بالحقد تراقبهما من مكان ما في الخفاء ولم يكن غيرة.. هو زين ! حمحم زين فجاه بصوت خشن ليبعدون الاثنين عن بعض بسرعة وشعروا بالخجل والإحراج..
نظرت اليزابيث حولها بتوتر ثم اقتربت لتغسل يدها من الطين لكنها لم تعرف ان تفتح صبور المياه وقبل ان يقترب منها آدم ليساعدها قد تخطي زين بخطوات سريعة و سبقة وفتح لها صنبور المياه لتغسل يدها بينما أغمض آدم عينيه يجز على أسنانه ثم التفتت اليزابيث إلي زين قائله بابتسامه هادئه
=شكرا زين.. لقد عذبتك معي
ليرد زين باستمتاع من إغاظت آدم فيزيد علية أكثر بتعمد قائلا
=ولا يهمك.. ليت كل العذاب كعذابك يا فاتنتي الزرقاء
تفاجات اليزابيث وأحمرت وجنتيها بسبب حديث زين بينما نظر آدم بطرف عينه فكان يجز على أسنانه رغم وجهته الباردة التي أظهرت بلا مبالاة، لكن بداخله تمنى لو يعاقب زين عقاب قاسي ويبعدة عنها الذي كأن يرمقه الآن ببرود وبساطة.. ثم تنحنحت وقد اشتعل وجهها فاطرقت تنظر للزهور قائلة مرتبكة
= لقد انتهيت ساذهب لاحضر الفطور و بعدها الغدا هل تريد شيء معين على الغداء اليوم سيد آدم
ليقول آدم مبتسم ببلاهة وسماجة
= نعم .. سمك! و أريدك أن تنزعي الاشواك منه مثل المره السابقه
في تلك اللحظة رفعت مقلتيها تنظر له غير مستوعبة بعد ما ينطق به تفغر فاهها وعينيها بمنظر أبله..
❈-❈-❈
بعد مرور اربع ساعات تقريباً كان آدم جالسة في المكتب و زين في غرفه المعيشة يشاهد فيلم يوناني بينما كانت اليزابيث تقوم بتنظيف المطبخ.. حتى تنهد زين بضيق مكتوم ونهض إلي المطبخ وبينما كانت اليزابيث تقوم بمسح الزجاج الداخلي لغرفة المطبخ حتي سمعت صوت خطوات خلفها لتجد زين يقف بصمت عقدت حاجبيها بتعجب عندما وجدت صامت ولم يتحدث ثم التفتت تكمل عملها.. بينما ربع زين ذراعيه أمام صدره وهو يتابعها بعينيه ليقول بصوت جامد
= لم تتح لي الفرصة للترحيب بكٍ مرة أخرى.. ولابد أن اشكر آدم لإقناعك بالعودة وعدم المغادرة من هنا
ليكمل زين حديثه وهو يجز علي اسنانه بحده
= وكنت أتساءل وافكر ايضا أنكٍ نادره ما ترفضي طلب إلي آدم.. هل يعجبك وحسب؟
لم تنتبه إلي نبرته الساخرا، لتجيب بصوت هادئ
= شكرا لك زين.. السيد آدم هو انسان ذو اخلاق عاليه وطيب القلب ولم يعاملني بقسوة بعد ان علم بقصتي فمن الطبيعي ان اعجب باخلاقه.
فضغط زين على قبضته وجاهد لأن يخرج صوته هادئاً حيث قال من بين اسنانه ليكمل عنها باستهزاء
=و إنه أيضًا وسيم ولطيف ويعرف كيف يتعامل مع النساء ، وهذا يجعله رجلًا نبيلًا برأيك! والأهم من ذلك كله ، إنه ثري ويتمتع بمكانة عالية ، لذلك قريبًا سيصبح العمدة المستقبلي لتلك القرية
هزت راسها بيأس وضيق لا تعرف حقا ما به أحيانا يعاملها بلطف واحيانا اخرى يعاملها بجفاء.. التفتت له واردفت قائله
= يمكنك قول هذا أيضا ، لكني لا أهتم بمنصبه ، لأنني أكره هذا المكان لأنه لديه ذكريات سيئة فيه ، ثم قلت إنني معجب بأخلاقه.
فأبتسم زين بسخرية وقال بصوت مكتوم قاصد حديثه ذلك ليضايقها
=أخلاقة آه حسنا ! وهل تعتقدين بأنه سيعجب بكٍ ايضا، فآدم ليس من هذا النوع الذي يركض خلف الفتيات.. هو يفعل هذا معكٍ لانه يشعر بالعطف تجاهك لا اكثر لانكٍ تذكري بوالدته ؟.
عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستنكار وعدم فهم
= ماذا لم افهم؟ وما دخل حديثنا بوالدته السيد آدم
نظر لها زين بحدة ليقول بسخرية لاذعة
= أوه ، أنتٍ لا تعرفي هذا يحتمل أن آدم لم يخبرك أن والدته قبل ان تموت مروا بظروف صعبة للغاية بعد أن تركها زوجها ورحل، وكان عليها أن تعمل ولم تجد وظيفه أمامها غير أن تعمل مثلك وتبـ.ـيع نفسها للـ.ـرجال حتى تحصل على المال وتعرف كيف تنفق على نفسها وعلى آدم؟ فوقتها كان آدم صغيرا جدا.. ولم يستطيع مساعدتها لذلك اضطرت والدته للقيام بهذا العمل رغماً عنها وبعد فترة التقت بالسيد نيشان وتـ.ـزوجته! وعندما كبر آدم وتوفت والدته، كان لا يزال يشعر بالذنب الشديد تجاه والدته لما فعلته وكيف ضحت بنفسها لأجله ،ولم يعرف كيف يعوضها عن تضحياتها العظيمة.. لذلك هو ساعدك لأنه يريد أن يتخلص فيكٍ من ذنب قديم فقط ولست لأن معجب بكٍ..
لم تكن الصدمه من نصيب اليزابيث فقط بل زين ايضا قد شعر بالصدمه والندم لما قالة وكيف كشف سر صديقه هكذا بكل سهوله؟ لكن كان لديه يقين شديد بأن تعرف اليزابيث هذه الحقيقه، حتى اذا كانت تأمل في شيء فتتراجع علي الفور ولا تنتظر ان يعجب بها في يوم!!.
شحب وجهها اليزابيث بشده و وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بصدمة عده لحظات محاولة استيعاب كلماته تلك غير مصدقة لتشرد بكلمات آدم عندما قال ذاته مرة بأن ملامحها تشبه احد يعرفة.. صمتت قليلاً ثم فرفعت كتفيها وقالت بعدم اكتراث مصطنع
=لم اكن اعرف هذا الحديث بالفعل.. لكن ليس من الضروري ان اعجبه او اعجب غيره فانا سعيدة بنفسي هكذا ولا احتاج لان يعجب بي شخص آخر كما انني لا انتظر هذا الاعجاب من اي شخص .
التفتت اليزابيث بسرعة تعطي ظهرها له وشعرت بكلماته تلك كنصل حاد ينغرز بداخل صـ.ـدرها بأنها اعتقدت معاملته اللطيفه وراءها شيء آخر؟ لتشعر بالشفقه و السخريه من نفسها فمن المستحيل أن يحدث ما تفكر فيه.. بينما قد اشتعلت عينيه زين بالغضب من تلك الهادئه وهو يرمقها بنظرات باردة كالصعيق قبل أن يغادر للخارج..
❈-❈-❈
انتهت اليزابيث من عمل الطعام والذي كان أسماكا مثل ما طلب آدم.. والذي إكتشف آدم مؤخرا أنة يحب الأسماك مما يجعله يأكل منها بكثرة ولا تقابلة عقبة إلا في نزع الأشواك لذلك تتضر اليزابيث تنزعها له وهو يشاهد ذلك بإستمتاع.. بعد فترة قد دلف آدم المطبخ ونظر نحو زين الذي كان يقطع السلطه بعدم مبالاه..
للحظه شعر آدم بضيق شديد منه لا يعلم سر تقربه المفاجاه من اليزابيث حتي الآن لكنه يشعر بعدم الراحه من هذا.. وبعد فترة راى زين تحرك للخارج.. ليقف آدم مكانه يتابع اليزابيث وهي كانت مشغولة بعمل الطعام والذي انتبهت له لترفع راسها نحوه بصمت.
ثم اخذت تحدق به مطولاً وللحظة شعرت بالشفقة عليه عندما تذكرت ما تعرضتٍ له والدته وهو أيضا عندما كأن صغير.. لتعرف لما يرهق نفسه بالعمل ليل نهار لكي يهرب من واقع ان حياته اصبحت تخلو من والدته التي يحبها بجنون فذرفت دمعة متمردة عندما تذكرت الكلام الذي سمعته من زين عن المعاناة التي عاشها ادم مع أمه الراحلة.. الى ان قرر حبل المنية تفريقهما وخطفها منه بين ليلة وضحاها وجعل آدم الطفل الصغير يصبح يتيم الأم ..والاب الجاحد الذي تركهم ورحل.. بينما تنهدت اليزابيث بعمق وهي تتذكر أيضا لما كان يساعدها آدم كذلك فهي عرفت اخيرا السبب الغير متوقع وهو لأجل شعوراً بالذنب تجاه والدته لا اكثر ولا أقل ..
لتمسح تلك الدمعة بسرعه ونظـرت للأرضية بخجل واحراج فقد طال وصلت النظر بينهما بلا حديث؟ وداخلها تحترق فعلينا والسبب مجهول ثم تنحنحت قائله
= الطعام اصبح جاهز امهلني بعض الوقت سيد آدم فقط وسوف اضعه على السفره بالخارج الآن
وما إن نظرت لادم التى لم تسمـع صوته حتى الان حتى وجدته تقدم منها هادئ ومن ثم زفـر بضيـق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا بصوت متوتر
= حسنا خذي وقتك انا بالأساس ليست قادم حتى اسالك عن الطعام، كنت اريد ان اقول لكٍ شيء اخر.. واتمنى ان لا تفهمي خطا ،اليزابيث من فضلك عند تناول الطعام بالخارج معنا لا تجلسي بجانب زين ولا تتبادلي معه الاحاديث ابدأ
رغم أنها لم تفهم جيدا طلبة لكنها اخفضت رأسها وغمغمت بصوت خافت جداً
= لا تقلق فانا لن اجلس معكم لتناول العشاء اليوم .
قطب آدم حاجبيه وسألها باستفسار
= لما لن تتناولي الطعام معنا ؟
فتنهدت اليزابيث و اجابته مقتضبة
= لانني متعبة قليلاً كما انني لا ارغب بتناول اي شيء هذه الليلة .
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجهه حيث انتابه القلق ودون ان يشعر رفع يده ثم وضعها على جبين اليزابيث وبعدها اردف بقلق
= هل مرضتي مره ثانيه؟ فلا يوجد حرارة... ولكن بالنظر إلى وجهك الشاحب تبدين متعبة حقاً لذا اخبريني هل تشعرين بالدوار او اي ألم من نوع آخر ؟
احمرت اليزابيث خجلاً من لمـ.ـسته فهي تقصدي ذلك حتى تبتعد عنه لعلها تستطيع التحكم في مشاعرها.. رفعت يدها وابعدت يده عن وجهها ثم قالت وهي تحدق في عمق عينيه
= لا شئ يؤلمني الأمر هو أني قد تناولت الطعام قبلكم منذ قليل.. لذلك سوف اسكب اليكم الان انتم فقط
تأفف آدم بنزق معتقد بانها تضايقت من طلبه وقد اساءت الفهم ليقول مسرعًا
= اليزابيث انا لم اقصد ان اضايقكٍ عندما قلت لكٍ لا تتحدثي مع زين، الامر هو فقط اصبح اقتربكم من بعض مبالغ بعض الشيء دون مبرر لذلك افضل أن تبتعدي عنه
لتنظر له بتوتر مبتلعة ريقها مفكرة بطريقة لتبعده عنها نهائيا ! لكنها ستتالم بلا مفر، ضغطت اليزابيث على نفسها وهي تنطق وتقول بجمود
= وإذا بلغت في التعامل مع زين او غيره فهل هناك ما يزعجك في ذلك؟ سيد آدم ، صحيح أنني أخبرتك أنني مستعدة لأفعل أي شيء من أجلك لرد الجميل الذي قدمته لي ومساعدتك ، ولكن ليس إلى ذلك الحد الذي تتحكم فيه وتشترط علي أن أتحدث و أجلس مع من؟
أظلمت عيناه حينها وكلماتها التي تقولها ببساطة تضرب قلبه فيتألم ثم تكلم من بين شفتيه بحنق لم يستطع التحكم فيها مراعيا حالتها الغريبة
= ما خطبكٍ يا إليزابيث؟ لم أقصد كل ذلك القصة كلها أنني ...
رفعت عيناها لحظات بوجهها الشاحب المنكمشة تنظر له لتقاطعه بعصبية وبسخط
= أنا لست مسجونه وأنت لم تشتريني؟ لقد أخبرتني من قبل بهذا الحديث ، صحيح؟
عقد حاجبيه وقد شحب وجهه هو الآخر مصدوما من رد فعلها العـ.ـنيف وهو يقترب منها بخطوات بسيطة قائلا بهدوء حذر
= اليزابيث ما الذي بكٍ.. لم تكوني هكذا في الصباح هل ضايقتكٍ في شيء !
ردت بتوتر متهربة النظرات بصوت ضائع مشتت بعدم تركيز
= أرجوك ابتعد عني.. لا أريدك ان تتحكم بي او تقترب أرجوك ولا تتدخل فيما لا يعنيك سيد آدم
نظرات أخرى متألمة عليه لا يعلم ما الذي حدث لتنظر له تلك النظرة الغريبة.. دهشة وهو يجاهد تعاملها الجفاء لكنه وجد اسلوب منفر فهل اليزابيث تنفر منه تنفر منه هو ! كيف !! ليقول بكبرياء رجولية
=حسنا كما تشائين.. سأبتعد عنكِ كما تريدين.. ولو كان بيدي لما أظهرت لكِ وجهي مره ثانيه .
ثم أومأ لها آدم باقتضاب لينصرف..و تمنت هي للحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها لانها تعامله هكذا لكنها مضطره على ذلك الاسلوب حتى لا تتعلق بشيء مستحيل أن يكون لها.. .
❈-❈-❈
كان نيشان جالساً في مكتبه يحضر أحد الاجتماعات الهامه مع احد المستثمرين لأجل عقد صفقه غير شرعية كبري وعندما رن هاتفه النقال القي نظره عابره نحوه فوجد ان المتصل السكرتيره الخاصة بة! تجاهلها في بادئ الامر ولكن عندما وجد انها مازالت تتصل اكثر من مرة اشار للجميع بيده لايقاف الاجتماع وهو يخرج للخارج لحظات ليراه ماذا تريد؟ وعندما خرج عقد حاجبيه بدهشة عندما وجد شويكار! أمامه ليسمح إلي السكرتيره علي الفور بالرحيل وهو يقول متسائلا باستفسار
= شويكار! ما الذي تفعليه هنا اتذكر انني لم اطلبك؟
اقتربت منه بخطوات سريعة وهي تهز راسها بالايجابي له قائلة بحزم
= اعرف انك لم تطلبني لكنني اريدك ان تساعدني في شيء؟ سيد نيشان خلال الفترات الماضيه لم ارفض لك طلب فقد ساعدتك كثيرا حتى حصلت على العموديه
رمقها نيشان بغضب مشيراً اليها بعينيه محذراً اياها قائلا بجدية
= اختصري ما الذي تريديه الان ؟.
صاحت شويكار بحده وقد اشتعل وجهها بغضب متهور
= ابنك ادم اخذ مني شيء أريد استيراده فهو كان لي من البدايه وسيظل لي !.
هز رأسه بنفاذ صبر وقد اسود وجهه من شدة الغضب قائلا بنبرة حادة
= هل ستظلي تتحدثي بالالغاز اوضحي حديثك ما الذي تريديه بالضبط يا شويكار
بدأت شويكار شـ.ـفتيها بالارتجاف وهى تغمغم بصوت خائف متردد
= اليزابيث ..!!
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.. .
أغلق آدم سترته الصوفية ووضع يديه في جيبي السترة بينما وقف ينظر إلى المراه وهو يفكر في تلك الفتاه التي أنقذها منذ شهرين وتقيم في منزله.. تنهد مخرجا نفسا حارا يفكر هل ستظل تبتعد عنه هكذا فمنذ ايام وهي معتكفة في الغرفة تدعي النوم دائما بعد الغدا !! طفح الكيل حقا إنها تتعمد بالتأكيد تستفزه بتجاهلها له خلال الأيام الماضية ولا يعرف السبب حتي.. فهي تنام حتى وقت متأخر وعلى الغداء تدعي التعب وعندما يحاول التحدث معها تجيب بكلمات مختصرة جدا دون توضيح"بأن لا يوجد شئ"
إلا زين الوحيد الذي كان يفهم ما يحدث بين الاثنين؟ فهو قد لاحظ بعد أن اخبر إليزابيث عن السبب الحقيقي لمساعده آدم لها وهي بدأت تتغير في التعامل معه بجمود وجفاء ..
بعد وقت هبط آدم الي الأسفل ودلف المطبخ ليجدها تجلس على المقعد هامدة وكأنها فقدت كل ملامح الحياة من وجهها مرسلة لوجهه هو ملامح القلق وعندما شعرت به نهضت ونظرت له وهي ترد بهدوء
= هل تريد أن افعل لك شيء سيد ادم
نظر لها آدم يزم شفتيه بضيق قائلا على عجل
=نعم اليزابيث غدا سيكون هناك حفل هنا في المنزل.. حفل صغير كاحتفال بمناسبة نجاح شركتي بتوقيع عقود مميزة وسيأتي العديد من موظفي شركتي وبعض رجال الاعمال .. لذا أقول لكٍ الآن لأن قد أوصيت العمال الذين يأتون لتجهيز المنزل للاحتفال والطعام أيضا
هزت راسها له بالايجابي لتقول بأسلوب جدي استفزة بشده
= حسنًا ، لقد فهمت ذلك ، وإذا كنت تريد مني مساعدتهم في شيء ما ، فهذا واجبي وعملي ، وسأفعل ذلك على أعلى مستوي لا تقلقي.. انا في النهايه خادمة هنا بالمنزل.. وسوف ابدا الان اذا تريد
شعر آدم بالصدمة منها وكأنها تقصد شئ ما بسبب أسلوبها المستفز هذا؟ بعد لحظتين فقط اقترب عليها بحدة ليقول بعصبية
= اليزابيث توقفي مكانك .. لن تتحركي قبل أن أفهم ما الذي حدث فجأة لتتغيري معي بهذا الشكل وأصبحت وكأنك تنفرين مني لن تغادري قبل أن تتكلمي .. والآن
انتزعت نفسها من حالتها البائسة تحاول الهروب منه ومن نفسها قائلة بصوت مرتعش
= أنا أضع فقط الحدود حتى لا تظل تتساهل معي .. فأنت مجرد رجل غريب عني ؟
اتسعت عيناه للحظة من ردها وقال بذهول
= ماذا رجل غريب؟ وهل اكتشفتي انني غريب الأن فقط !!..
لتنظر له بتوتر وهي ترى ذهوله مبتلعة ريقها متخذة قرار الهجوم أفضل وسيلة للدفاع
= أجل غريب مثلك مثل الجميع .. لا يعني أبدا أني أشعر معك بعدم الخوف بأنك أصبحت مقربا مني
ارتد وجهه وكأنها صفعته للتو فقال هامسا برجاء
= أخبريني اليزابيث ما بكِ.. لماذا أشعر بأنك تغيرتي في التعامل معي بتحفظ فجاه دون مبررات و بابتعادك عني فجأة .. ماذا فعلت أنا
تعلم بأن كلامها غير مرتب لا يصدقه لذلك ارتعاش صوتها الذي أصبحت لا تقدر على السيطرة عليه سيفضحها بينما قد توقف عقلها عن أي منطق تحدثه به فقالت بحشرجة مفضوحة
= لم تفعل شيئا لكن هذا هو الصحيح والجيد لنا احنا الاثنين بأن نضع حدود بيننا ولا نتجاوزها.. انت شخص غريب عني في النهايه ولا أعرفك جيد
نظر لها مطولاً بغل هل تستفزه حقا ساد الصمت بينهما وقد شحب وجهها وهو لا يعرف السبب الحقيقة ليقول بعنف وهو يشعر بأن إنكارها له يؤلمه
= رباه هل أصبحت مثلي مثل الجميع عندك! ما أصابكٍ حقا.. أنتِ تتكلمين بتناقض غريب تماما.. كيف غريب مثلي مثل الجميع وتشعرين بأمان معي لا تشعرينه معهم
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي لا تقوى على الرد.. لكنها اكتفت بأن أدارت وجهها قليلا عنه وهي تضغط على شفتها المرتعشة ببطيء مرتجفا بكل كيانها.. بينما جز آدم علي أسنانه بعنف والتفت ليرحل..
بينما صوتها كأن يتردد في عقلها بقرار لتبعده عنها نهائيا وهي تشعر بدموع القلق والعجز تتجمع في عينيها بطريقة مخزية مرددة في نفسها
= إياكٍ ان تتراجعي.. أنتٍ تفعلي الصحيح والافضل.. أنتٍ لا تعلمي نوايا من حولك جيد.. ويكفي الى هنا خذلان من ثقتي بالآخرون !
خرج آدم من المنزل وهو يدخل سيارته ليسير بها بلا هدف محدد بينما غافلا عن العينين اللتين تراقبة تلمعان بحقد وهو سعيد بنفر اليزابيث منه.. ثم ابتسم .. بخبث !
التفت زين وتحرك الي الداخل ودلف المطبخ ليجد اليزابيث ترتب صندوق الخضراوات والفواكه الطازجة بينما كانت شاردة الذهن في معاملتها الجفاء مع آدم لتشعر بالظلم الشديد لكنها مضطره لفعل ذلك بينما من الخلف لتتوه نظرات زين فوقها باعجاب منة وهو يتابعها باهتمام ثم اقترب وهو يهتف مبتسماً
= صباح الخير اليزابيث ماذا تفعلي؟ دعني أساعدك
التفتت اليزابيث له وهي تجيب بصوت خافض وقد لاحظت أن زين يريد أن يجذب منها صندوق الخضراوات والفواكه لكنها تمسكت به بقوة بسرعه قائله بجدية
= زين أرجوك اترك الطعام لي، هذا هو تخصصي هنا في المنزل.. سيد آدم قسم بيننا العمل أنت تهتمي بشؤون المنزل وانا الطعام و المطبخ لذلك أنت ليس مضطره ان تساعدني
ليهتف زين بتعجب لها ضاغطا على شفتيه ليرفع احدى حاجبيه باعتراض
= لكنني أصر على أن أساعدك اتركٍ الطعام إليزابيث
لتترك الصندوق فجاه ثم هزت راسها بتحدي وهي تنظر أمامها بجمود
= حسنًا ، هذا يعني أنني سأخرج وأنظف المنزل وأترك لك الطعام كما تريد
صمت لحظة وهو يتنفس بعنف يهمس من بين اسنانه
= في الأيام الماضية كنت أساعدك ولا تمانعي.. ما خطبكٍ يا إليزابيث لما تتحدثي معي هكذا منذ الصباح ، هل فعلت لكٍ شيئًا أزعجك مني ، ألم نتفق على أن نكون أصدقاء ونساعد بعضنا البعض
ابتسمت اليزابيث برقة غير مقصودة لتجيب بصرامة له قائله
= ونحن مازلنا اصدقاء واخوه زين و إذا كنت بحاجة إلى شيء فسأطلب منك تساعدني .. دون أن تفرض مساعدتك.. لذلك أطلب منك وضع الحدود بيننا وعدم تجاوزها ، لأن هذا الصحيح ويجب أن يحدث
لتشتعل عين زين بغضب وهو يجز على اسنانه بحنق بينما لم تعطي اليزابيث اهتمام له فهي قررت ان تحاول تتجنب الجميع حولها بقلق ما سيحدث لاحقاً وتندم في حين لن ينفعها الندم .
❈-❈-❈
في اليوم التالي بدأت مراسم الحفل داخل منزل أدم بينما شعرت اليزابيث بالملل وهي تري نفسها الوحيدة التي لا تفعل شيء بينما عكس الجميع بالمنزل فادم كان مندمج بحديث الاعمال و زين كأن يرحب بالضيوف.. لترتفع مناقشات العمل بين الجميع..
لتتحرك وكادت أن تصعد إليزابيث الي غرفتها ولا تهبط غير بعد الانتهاء من الحفل لكنها لمحت بعض العاملين الجدد وهم يضبطون الاشياء بداخل الحديقة يدوس أحدهم بحذاءه بدون قصد على الزهور التي صنعتها شهقت اليزابيث بقلق ثم ذهبت بسرعه إليه لتقف أمام حوض الزرع لتحمي الورود من العاملين! بينما تنهدت بعمق واخذت تنظر في الأرجاء وبينما كانت تفعل ذلك التقت نظراتها مع نظرات آدم الذي كان يحدق بها بصمت وغموض مما جعلها ترمش عدة مرات واشاحت بنظرها عنه بسرعة ولا تعلم لما ارتبكت عندما وجدته يحدق بها..
اقترب زين في تلك اللحظة من آدم ليتحدث معه عن شيء خاص بالعمل، ليركز ادم معه قليلا وبعد فترة ليست طويله.. هز ادم رأسه بعدم أكثر وقد ظهر على وجهه تعبیر جاد ممزوج بالغموض ولا يعلم لما عاود النظر بأتجاه اليزابيث التي كانت جالسة بجانب الأزهار بمفردها بهدوء، لكن تفاجئ بانها اختفت من مكانها فأنتبه زين عليه لذا نظر الى الخلف وقال بشك
= عن من تبحث آدم ؟ انت حتى غير منتبه الى حديثي ما الذي حدث فجاه
لم يجيب عليه بل تحرك بخطوات سريعه وهو يبحث عنها ليراها خلف الحديقة تقف تنظر بشرود إلى النجوم بالسماء، ليتنفس آدم براحة عندما وجدها بخير أمامه لكنه أغمض عينيه منزعجا من نفسه لماذا يعود دائما لنفس النقطة من جديد ألم يتعهد ألا يفكر في الأمر مجددا.. ابتسامة ساخرة شوهت شفتيه وهو يفكر مجددا وكأنه شخص يستطيع النسيان بسهولة
لطالما كان يدفن فقط.. كمن يدفن ميتا في القبر إلا أنه في قلبه حي!! فهو لطالما اعتاد دفن ما يشعر به في ركن بعيد في قلبه إلا أنه يظل في قلبه ساكنا مهما طمره في العمق ربما يترسخ بطمره أكثر وكأنه يُنقش هناك .. فيصبح صعب المسح !
فتح عينيه ليقترب منها و أجفلها وهو يقترب صائحا بها يقطع شرودها وقال آدم بخشونة يتعمد هازئا
= هل تذوقتٍ قبل سابق مشروب فرنسي.. اغلى أنواع من النبيذ الفاخر
عقدت حاجبيها بعدم فهم لتنظر إلي الكاس الذي يحمله بيده داخله نبيذ لتفهم ما يقصد لكنها زمت شفتيها تطالعه ببرود و قالت بجفاء
= لا شكرا لا اريد
لم يرحل بل اقترب وأعاد كلماته من جديد وحاجباه يلتقيان في عقدتهما الدائمة قائلا بصوت أجش
= لكن أصرٓ.. افتحي فمكٍ
لا تعرف ماذا تقول لكنها سرعان ما هتفت بضيق أجفله وهي تبعد وجهها عن الكأس الذي بيده متخذة قرار الهجوم أفضل وسيلة للدفاع
= اعتقد اطعام الشخص وهو بصحه جيده هذا ما يسمى شفقه! وانا لا اريد شفقه من احد
رفع آدم نظراته لها وهو يرد عليها بخفوت متحدث ببراءة
= مزحه سخيفه اذا تم اطعامنا عن طريق الرحم واحنا صغار من امنا هذا ما تسمية عطف او شفقه ؟
اشاحت اليزابيث وجهها بضيق ولم تجيب بينما أمسكها من كتفيها يهزها برفق وقد لاحظ القلق في أفكارها رغم نظراتها الموجهة نحوه بصمت
= مشاركه نفسك مع شخص اخر من خلال الطعام.. بواسطه والدينا عندما نكون عائله واحده! هذا يزيد الترابط بيننا اكثر.. بواسطه احبائنا ولا يسمي عطف
ردت تتمادى مبتلعة غصة تخنق قلبها تخفيها عنه قدر ما تستطيع وهي ترى إصرار دون مبرر
= ليس لدي احد ولا أحد يشاركني طعامي.. وقلت لك لا اريد عطف ولا شفقه من احد
تحولت نظراته فجأة لجليد صقيعي ارتعشت له أكثر وقد اختفت نظرات القلق عليها تماماً بينما يرفع ذقنه بغرور قائلا بصوت مشدود ساخرا
= اذا يا اليزابيث اطعام شخص ما هو يسمى انواع من العاطفه والاهتمام، ولا تريدين مني اطعامك الان؟ إلا تري كم من اللطافه ان يهتم بكٍ احدهما.. واذا كان هذا الشخص بالتحديد عزيز عليكٍ مثل.. امك.. والدك.. صديق.. أو حبيبي اليكٍ
أحمر وجهها من الغضب وقالت له بصوت متحشرج تقاوم الضعف وهي تتكلم برقتها التي تذيبه تلك
= ابي وامي توفوا وانت تعرف ذلك جيد.. وليس لدي اصدقاء مقربين.. ولا حبيبي !
صمت لحظة ثم زم شفتيه ينظر لها بإصرار التمع في عينيه فجأة وهو يقرب الكأس نحوه شفتيها ليتحدث بنعومة وهو يرفع وجهها بأصابعه
= اذا ..دعيني أذوقك بنفسي
انعقد لسانها من همسه الرقيق و نظراته لها باهتمام فيظهر جرحها في عينيها الشفافتين لما بداخلها ليلتقطه بعينيه ألم متسائلا إن كانت مجروحة فعلا أم عيناها.. تكذبان ! و قبل أن تنفك عقدة لسانها إبتلعت ريقها بارتباك لتتراجع بخطوات بسيطة للخلف وقالت بهدوء مصطنع
= يمكنني الشرب بنفسي الأمر ليس صعب
أوقفها ممسكا بوجهها بين يدة بإصرار أكبر قبل أن تتحرك خطوة واحدة بعيد قائلا بقوة
= بالطبع يمكنكٍ لكن لماذا يجب عليكٍ ذلك عندما اكون هنا لكي.. افعلها لأجلك
عم صمت ثقيل وطويل ينظر لها بروح غائر في عينيه تحت حاجبين معقودين باصرار غير مستوعب لما يفعله بينما دون إرادة منها تراقبه في كل خلجاته .. محمرة الوجه ما أن يقبض على نظراتها فيبتسم لها لترد النظره بخجل وشئ خفي غير منطوق باللسان لكن بالعينين نُطق.. لتفتح فمها ببلاهه دون وعي ليقترب هو بالكأس من شفتيها وارتشفت منة فاتسعت ابتسامته بينما رمشت هي.. رمشة صغيرة وأغمضت فيها عينيها لتفتحهما بعدها في أقل من لحظة شاعرة بألم لاذعة في حلقها.. فيرى آدم لعقة شفتيها بلسانها ليتشتت بحركتها المرتبكة فيرمش بجفنيه ويفتحمها مراقبا حركتها بتركيز لا يعلم من أين نبع فجأة.. بينما هي تهمس بصعوبة وبملامح مرهقة متوترة
= اوه هذا فظيع مذاقه كالنيران في مخيم حريق
رفع نظراته من شفتيها الذابلتين ليصطدم بسمائها الزرقاء مرددا ببطئ يتذوق حلاوة الكلام على لسانه مشددا على حروفه وكأنه يمتصها
= لان يتم صنعه وتسويته باغلى انواع من النبيذ الفاخر حتى يكون بهذا المذاق الرائع
إزدادت عقدت حاجبيها بألم أكبر لتقول باعتراض وهي تسحب نفسا حادا
= لم يعجبني.. ولم اتوقع ان اجربة مره ثانيه
رفع نظراته لها ينظر لحالتها البائسة ليقول وهو يهمس دون شعور مفصحا
= قد تقررين هذا أنه مذاق سيئ أو جيدا لكٍ بمجرد تجربته عده مرات.. وبعدها انتٍ من سيقرر أي مذاق تريدين ان تكتسبي
توقفت كلماته متبعثرة مع الفوضى التي حلت بداخل روحها فجأة! مبعثرة معها مشاعره التي لم يكد يرتبها مبتسما راضيا سعيدا حتى أتت عاصفة الواقع الذي حسبه سمائه الصافية لتنسفها دون تردد.. كما فعلت سابقتها !.
لتنظر اليزابيث إلي يده الممسكا بها لتتملص منه بضيق شديد وترك هو يدها أخيرا لتتأوه تدلكها وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة حتى.. لتتحرك اليزابيث مبتعدة عنه بخطوات سريعة دون حديث !!. وكان هو يتطلع فيها وهو يكتم غضبه وهو يتماسك مجبرا ..
لتسير إليزابيث بعيد وصمتت معترفة بفشلها وقد تلاشت كل القرارات التي اتخذتها للبعد عنه و الشجاعة داخلها تغرب مع الغروب من حولهما.. أغمضت عينيها للحظات محاولة الوصول إلى حل .. لكن بدون جدوى فأطرقت راسها بقله حيله وهي تجد نفسها لا تساعدها أبدأ..
وقبل ان تتحرك وجدت شخص لا تعرفه يقتحم شرودها واقفاً أمامها رفعت وجهها تنظر لوجهه لتجده يبتسم وهو يقول بنبرة هادئه
= اذا كان ليس لديكٍ مانع يا آنستي.. هل تشاركين الرقص؟
ظلت تنظر له للحظات صامتة مترددة لتنظر خلفها تجد بأن آدم مزال يراقبها بوجه قاتم لتنظر إلي الشخص الذي أمامها ولا تعرفه تهز راسها بنعم لتنتهز الفرصه وذهبت معه للرقص.. اتسعت عينا آدم بصدمه وغضب وهو يجدها ترقص مع ذلك الرجل وهو بدأ يقترب منها ويلف يده حول خصرها وبدأ يتمايل مع الأنغام الموسيقية.. رفعت اليزابيث له نظرات صامته وهي تتحاشى النظر إلي آدم بالخلف؟!.
لكنها تعثرت قدمها فجاه وكادت أن تسقط لولا يد ذلك الرجل أمسكها لتصبح في أحضانه.. تنحنحت تُخرج نفسها من حالة الخجل التي أصابت رأسها محاولة السيطرة على نفسها وقالت بإرتجاف
= شكراً لك
ابتسم الرجل لها بلطف بينما زفر آدم نفسا ساخنا متأوها من بين شفتيه وهو يجدها غارقة في احضان ذلك الغريب لا تحرك ساكنة.. ليتحرك فجاه بخطوات غاضبة ليجذبها منه بعنف شديد و قال آدم من بين أسنانه وهو يكاد يصفعها لتفيق و غضبة يزداد داخله
= ابتعد عنها، هي معي .
❈-❈-❈
صعدت الدرج خلفه بخطوات متعثره تحاول اللاحقة بخطواته السريعه الغاضبه وهي تشعر بقبضته حول ذراعها كقبضه من الفولاذية الحاده حاولت جذب يدها من قبضته تلك لكنه شددها من حولها جاذباً اياها خلفه بعنف مما جعلها كادت تتعثر ساقطه لكن لحقت نفسها بسرعه.. ثم وصل الي غرفته واغلق الباب خلفهم.. وهي التفتت نحوه علي الفور و هي تهتف من بين اسنانها بحده
= آه ببطء كنت ساسقط ،لماذا فعلت ذلك كنت بخير وهو كان لطيف
نظر إليها بشراسه اشتعل داخله كبركان ثائر من الغضب قائلا
= لطيف! هل انتٍ غبيه لقد وضع يده عليكٍ
و احتضنك
اخذت ترفرف عينيها عده لحظات تحاول استيعاب الامر قبل ان تمرر عينيها بحيره و هي تهمس بصوت منخفض مرتبك
= لقد فعل ذلك بتلقائيه لاني كنا نرقص و تعثرت لم يكن الامر بهذا السوا مثل ما توقعت، وعلى الأقل هو مهتم بي على عكسك لم اسمعك تطلب مني الرقص
شهقت شهقه مكتومه من حديثها باحراج وبعدها حاولت الرحيل إلي الأسفل مره ثانيه هاربه لتتابع عملها، لكنها اطلقت صرخة فازعه عندما شعرت بذراعه تجذبها الي الخلف حتي اصطدم ظهرها بصدره و ادارها نحوه حتي اصبح وجهها يواجهه احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحو جسده بقوة بينما اخذت اليزابيث تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه حولها و هتف بانفاس متقاطعة حادة وهو يراقبها باعين ثاقبة بخبث
= اذا تريدي الرقص معي؟
أغمضت عينيها بشدة تلعن لسانها و غبائها على تسرعها في الحديث، ثم فتحت عينيها مره ثانيه ببطئ وهزت راسها برفض هاتفه بجدية مصطنعه
= لا كنت أمزح فقط لا اريد.. اتركني!
اتخذت فجاه عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة وانحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ..و قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش
= لكن انا اريد الرقص معك
شعرت برجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بينما اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها المرتعشة بصعوبة وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك.... ثم رفعت مقلتيها ونظرت إليه تجيب بغيظ منه
= ولكن انا من اقرر ماذا اريد.. لست طفله.. ولا تحاول استنزاف صبري عمداً
هتف وهو يغمز لها بطرف عينيه باستفزاز قائلا
= كفى عن التصرف كطفله اذن انتٍ أولا
جزت على أسنانها بفروغ صبر وحاولت تستجمع شجاعتها وهي تقول بصوت غاضب بشده
= يا الله! رجاء توقف عن مضايقتي.. و بالمناسبه انا فتاه كبيره يمكنني الاعتناء بنفسي جيدا دون مساعده الاخرين لي، لذلك لم اطلب مساعدتك ومن فضلك دعني افعل ما أريده!
ابتسم بملامحه ساخراً وأردف بصوت حاد
= ليس جميع الفتيات الكبار يمتلكونه القوه للدفاع عن نفسهم.. هذا كلام فارغ من الصعب إخفاء سذاجتك وانتٍ تتعاملين مع الاخرين، انتٍ حتى تحمري خجلاً مثل المراهقين ويمكنني الشعور ببرائتك وعدم وعيكٍ لما هو حولك.
ليكمل وهو يخفض رأسه مقترب لعنقها حتي لمست شفتيه رقبتها برقة بينما شعرت هي بكامل جسدها يرتجف فور ملامسة شفتيه لعنقها وكأن هناك كهرباء تسري في كامل جسدها..لكنها حاولت دفعه بقبضتها لكنه امسكها بقوة وهمس بجانب أذنها بصوت مثير
= حتى أحيانا اشك انك مازلتي عذراء رغم انني اعلم جيد ما طبيعه عملك قبل سابق.. لكن مازلتي تحاطين ببرائتك وانتٍ تتعاملي مع جميع الاشياء حولك.. لذا تحتاجي دائما لمساعده وتوقفي عن التظاهر، لانك اي شيء آخر لا يليق عليكٍ هذا الدور خاصه في عالم مثل ذلك
وقفت اليزابيث تنظر إليه لحظات باعين متسعه بعدم تصديق ثم دفعته بقوة وهي تمتمت قائله بعصبية شديدة
= أنت شخص أحمق وحقير.. محال وغد
حاولت كتم باقي الشتائم التي ترغب بالقاءها في وجهه من المزيد عندما ابتعد عنه بضيق شديد والتفتت للرحيل.. بينما هو اتسعت عينا بصدمه قائلا
= لم تتركي شتيمه لم تلكيني بها يا فتاه ما بكٍ
ثم تنهد آدم وابتسم ليتحرك يغادر الغرفة يغلق بابه خلفه بهدوء يسير في الممر بين الغرف غافلا عن ذلك الواقف خلف احدى الاركان بعد استماعه لكل لما حدث بينه وبين اليزابيث لتشتعل عينيه بالغل والحقد .. .
❈-❈-❈
التفت آدم برأسه للخلف بانتباه عندما استمع الى صوت زين ينده عليه وهو مزال في الممرات، ليقترب زين بخطوات بسيطة منه مبتسماً باصتناع
= آدم ماذا كنت تفعله أنت و إليزابيث هناك؟ قد رأيتها تخرج من الغرفة وكانت غاضبة جدًا لدرجة أنني ندهت عليها ولم تستجيب، ما حدث بينكما في الداخل أزعجها هكذا ؟؟
اخذ ادم يتطلع اليه بصمت عدة لحظات وهو عاقد حاجبيه بغيظ من اهتمامه ثم متمتماً بخشونة
= لم يحدث شيء مهم ، لا تقلق
ترك آدم زين وهبط إلي الأسفل ليجد اليزابيث تقف مع نفس الرجل الذي كانت ترقص معه ومن الواضح انهم يتبادلون الهواتف او هكذا صور عقله لانها كانت تمسك هاتفه تفعل له شيء ما.. !!
ابتسم الرجل بطريقة رقيقة الى اليزابيث ليشكرها على مساعدتها فهو عندما وجدها مره ثانيه بالحفل اقترب منها ليسالها عن شبكه الاتصالات لما لا تعمل هنا بالمنزل لكن اليزابيث قالت له بأن ليس هناك مشكله في الاتصالات وربما المشكله بالهاتف الخاص به ثم عرضت عليه تتطلع بالهاتف تتفقده لترى اين المشكله بالضبط وحليتها له..
ابتسمت اليزابيث برقة تخص الرجل أبتسامتها تلك والذى اتسعت عينيه بانبهار من رؤيته كل هذا الاشراق والجمال امامه لتتحول نظراته فوقها باعجاب وإلي هنا لم يعد يتحمل آدم ليقترب بخطوات سريعة يهتف بحدة له ضاغطا على شفتيه وهو يرفع احدى حاجبيه بتهديد
= ألم اخبرك بأن تبتعد عنها هي معي؟ اذهب من هنا ولا تقترب منها مره ثانيه حتى لا تتسبب في انفصالك من شركتي
تنحنح الرجل بتلعثم و بارتباك ليرحل دون حديث بخوف منه، لتعقد اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار وغيظ لرؤيتها نظرة آدم المحذرة له بغضب..
لكنه لم يعطيها إهتمام ثم جذب يد اليزابيث يجرها خلفه سريعا دون حتى تفهم الأمر لتتبعه اليزابيث بتخبط بصدمة تتابع خطواتها خطواته سريعة حتى لاتتعثر ليظلا على هذا الحال حتى وصل بها الى الخارج وقوف سيارته وكانت تلهث بشده ليحجز جسدها له بين صدره وبين السياره رفع رأسه ينظر لها بعنف وهي تتابعه بعينيها بحيره وهو يتنفس بعنف يهمس من بين اسنانه
= لماذا اعطيتي رقمك؟ ألم أحذرك من الجميع هنا وان تتوقفي عن التعامل بهذه الساذجة، هذه القوه التي تحاول ان تكتسبيها تظهر براءتك اكثر ،لذلك رجاء توقفي عن هذا، حتى لا يطمع فيكٍ الجميع
اتسعت عينيها بذهول من اتهامه الظالم لها لتخفض راسها قائلة بألم حاد
= رجاءا انت من الذي يجب ان يتوقف عن التظاهر بالاهتمام به، لا اعلم ماذا تريد مني ولا اريد ان اعرف، و رغم أنه شيء لم يخصك لكن لم اعطي رقم هاتفي.. كنت اساعده.. وأنا بالاساس ليس لدي هاتف
ادرك ادم غلطته وشدة كلماته لها و فى محاولة منه للاعتذار ليصدم حين راى دمعة تتساقط من عينيها لتستقر فوق يده التي تحتجزها لتهتز بداخله مشاعر عنيفة يدرك مدى قسوته معها ليتنفس عن غضبه فيها
لتنظر إليه تسأله بحده بين دموعها
= هل ستظل محتجزني هكذا؟ من فضلك أبتعد وتوقف عن اذيتي
هز ادم رأسه بالايجاب لينحنح بارتباك ثم رفع يده يمرر اصابعه بين خصلات شعرها يهمس باسف
=حسنا اهدئي ليس لدي أي رغبه في ايذئكٍ اليزابيث.. انا اسف لقد كنت أحمق معكٍ الليله لكني حقا لا اريد ان يصيبك شيء سيء لكٍ.. لذلك انتبهي الى نفسك دائما
أغمضت اليزابيث عينيها وهي تشعر بأنفاسه وضعفها لتتمتم بصوت مكتوم وهي تزيل يده عنها
= أخبرتك أنني لست طفله صغيره ، لذا رجاء أبتعد عني وليس لك أي علاقة بي
في نفس اللحظه جاءت لارا ببطء بخطوات هادئة حتي وصلت خلفهم لتشتعل عينيها بالنيران بغضب شديد عندما رأت آدم محتجز اليزابيث بين ذراعيه ويهمس لها بشئ.. شعرت اليزابيث بها لتبعد آدم بقوه عنها ثم رحلت بتوتر شديد دون حديث.. عقد آدم حاجبيه بدهشة في البدايه لكنه عندما التفت علم السبب! بينما أقتربت لارا منه وهي تشعر بجنون الغيرة تطل من عينيها كالنيران مشتعلة لتبتسم لارا بلزوجة مرادفة
= اكتشفت بالصدفة أن لديك حفلة هنا ، على الرغم من أنك لم تدعوني لكنني لست غاضبًة منك لاني متأكده من أنك نسيت هذا الأمر
ليرفع آدم عينيه الي لارا الواقفة بتأهب قائلا بصوت بارداً جداً
= لا انا لم انسي ولكني لم ادعوكٍ لانني لا اريد رؤيه وجهكٍ هنا ؟.
جزت لارا علي أسنانها بعنف وقد احست بالاختناق من حديثه لتهتف بسخرية واستهزاء
= هل في كل مرة أتيتٍ فيها إلى هنا أراك قريبًا منها هكذا .. لا و أيضًا تتوسل إليها حتى تسامحك؟ ماذا فعلت لها يا ترى.. أنا حقًا لا أصدقك يا آدم.. أنت تنزل من قيمه نفسك لاجل عاهره.. انظر الى نفسك جيدا وما تفعله! فهذه الفتاه سيئه وتخدعك
زفر آدم بقوة محاولا تهدئة النيران المشتعلة داخله ليهتف بصرامة
= التزمي بحدودك يا لارا ، فالحب ليس بالغصب ، ورجاء توقفي عما تفعلي لأنه في كل مرة تفعلي ذلك وتتخلى عن كرامتك تصبحي رخيصًة في عيني.. حتى هذه العاهرة التي تريها ليس لها قيمة بالنسبة لكٍ ، فهي تحافظ على كرامتها عنك.. لذا من فضلك توقفي
تبدلت ملامح لارا في لحظة بين الكره والحقد تجاه تلك العاهره وهي تشعر بالإهانة لمجرد أن آدم وضعها في مقارنه بينها..!!
❈-❈-❈
بعد انتهاء الحفل، في غرفة المعيشة نظر آدم حوله الى الفوضى التي تسبب بها الجميع قبل رحلهم.. ثم نظر اليه زين بجفاء قبل ان يتحدث ويستاذن منه الى الطلوع لغرفه للنوم بعد هذا اليوم الشوق.. عقد آدم حاجبيه بدهشة منة ثم هز رأسه بيأس و توجه الى المطبخ هناك حيث وجد اليزابيث نائمة على المقعد بمفردها ويبدو أنها استسلمت للنوم بينما كانت تنظف هنا عند ما رأت الجميع بدأ بالرحيل..
فوقف يتأملها وهي نائمة و راسها مستنده الى الخلف بطريقه مؤلمه الى رقبتها.. وبعض من خصلات شعرها تحررت من تلك الضفيرة التي كانت تخنقه وانسابت على عينيها وجبينها مما جعلها تبدو اكثر جمالاً في نظره لذا قرر أن يتجاهل وجودها فشق طريقه نحو الطابق العلوي حيث دخل إلى غرفته وقرر ان يخلد للنوم فوراً اذ انه بدل ملابسه ونظف اسنانه واستلقى على السرير ولكن ما ان حاول ان يغمض عينيه يحاول النوم لكنه جاء في مخيله بان من الممكن ان يراها زين وهي هكذا ويقترب منها.. حتى عاد وفتحهما مجدداً ثم هب واقفاً ومن ثم خرج من الغرفة ونزل الى الطابق السفلي حيث ترك اليزابيث نائمة على المقعد بالمطبخ
اقترب منها ينزل على كعبيه ينظر لوجهها الذي ضاعت نصف ملامحه من بعض خصلات شعرها الذي غطاه كستار عازل ثم نهض وهو يحملها بهدوء حتى لا يرعبها وهي تبدو أصلا مذعورة دائما واتجه لغرفتها بها.. وفي تلك اللحظة شعرت اليزابيث بعدم الراحة لذا فتحت عينيها ببطء وما ان فتحتهما حتى التقت نظراتها مع نظرات آدم الذي يحملها و للوهلة الأولى ظنت بأنها تحلم لذا طرفت بأهدابها و نامت مره ثانيه وما ان فعلت ذلك ازدرد ريقه وهو يحدق في عمق عينيها المغلقه و يتجاهل أنات خلايا صدره للمستها اللينة..
اخذ ادم نفس عميق بتوتر بعد أن دخل الغرفة لم يتبين الرؤية جيدا لان كانت الغرفه تعم بالظلام فقام بالسير ببطيء وهو يشعر كأنه قد نسى شكل الغرفه بسبب التصاقها به بهذا الشكل الذي يُرخي من قبضة سيطرته.. ليحاول الاقتراب من تلك الاباجوره بجوار السرير لينيرها ولكنه دون قصد منه ارتطم بها فسقطت الاباجوره أرضا بعد أن دفعها ابتعد سريعا مع سقوطها ليرتطم حينها دون قصده بالسرير مع ابتعاده المرتبك ..فسقط عليها وهو يحملها !!
وكل ما حدث كان كفيل بان تستيقظ..فتحت اليزابيث عينيها منتفضة فجأة في الظلام وهي تستوعب أنها نائمه على سرير وأحدهم يعلوها !! لحظات احتاجتها لتستوعب الامر .
حتى ادركت ان ما يحدث هو واقع ملموس لذا اتسعت عيناها من هول الموقف وشحب وجهها ولم تعرف كيف اصبحت بين ذراعيه وبحركة سببت له عدم التوازن مما ادى الى جعله يقع على الفراش وهو فوقها بحيث استقرت رأسه بالقرب من عنقها ويديها على
صدره العريض بينما كانت ذراعيه تحيطان خصرها ، فسمعت صوت نبضات قلبها تتخبط بين جدران صدرها بسبب ذلك القرب الذي بينهما بالاضافة إلى صوت نبضات قلبه التي اخذت تخفق بوتيرة متسارعة لذا ارادت ان تنهض عنه بسرعة ولكنه تمسك بها بحركة اذهلتها فنظرت إليه لتجده يحدق بها بنظرات
هائمة مما جعلها تزدرد ريقها وقالت بصوت مضطرب
= أبتعد عني ما الذي تفعله يا سيــ ..
قاطعها آدم مقرب رأسه وعم الصمت للحظة واحدة والبركان يزيد في إشتعاله مقتربا من أجسادهم فتفيض جمراته في عروقه محترقا، ثم وبتهور و دون مقدمات وجدت وجهه يهبط لها يقضم شفتيها بشفتيه !! ثم شعرت به يرفع ذراعيه لمؤخرة عنقها يثبت رأسها الذي يجاهد ليعمق في قبلته مفرقا شفتيها لتغمض عينيها وهي تعقد حاجبيها بعدم استيعاب من شعور أنثوي بداخلها دغدغته قبلته .
تسمرت في مكانها تحته ترتعش ذاهلة تنظر لوجهه القريب القريب جدا أكثر مما ينبغي لمَ تشعر إذا أنه يُخرِج روحها من بين شفتيها .. ليأسرها بشفتيه !! ويقبلها دون أن يتوقف رغم أوامر عقله والتي لا يستجيب لها جسده وكأنه انفصل عنه خاضعا لما يمليه عليه قلبه فقط ..وكأنه جائع قُدمت له وجبة لذيذة فيأكلها بنهم واشتعال حواسه..
لكنها فجاه انتبهت لتضرب بيدها بصدره بحده ضعيف ليبعد عنها ويحرر شفتيها لكنه لم يفعل ذلك.. أما كأن جسدها مرتعشا ضائعا ... هاجمتها فجأة أنفاس ساخنة بحرارة اللهيب تلفحها فتسيل حرارتها بداخلها متخللة كل خلية تكاد تتجمد فيها دفيء ..
ليستمر آدم فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع يحتضنها بين ذراعيه بحنان ويلتهم شفتيها بشغف وجنون لم يفيقا منه الا مع دقائق مرت..
ابتعد عنها أخيرا ببطيء وهو يقضم شفتها بأسنانه بلطف كمن لا يريد تركها أبدا لكنه قد شعرها بالفعل تفقد الوعي لتشهق بعنف ساحبة أكبر جرعة أكسجين وعقلها يصرخ بها بجنون أن تدفعه بعيدا وقلبها كأن وكأنه يريد التحرر من صدرها...
رفع عينه وكأنه غير واثق من رد فعلها ثم إنتفض عنها بسرعة كالملسوع وهو يتذكر هذا الوضع الذي هو فيه !! لو كان دخل زين عليهما.. أردت تصرخ بقوة من صوتها لكنها لم تستطع لذلك صمتت صمت مخيف اقترب آدم منها بحذر وسمعت صوته يقول هامسا
متشتت
= اليزابيث أنه أنا .. أنه آآ
توتر ولم يجد اجابه مقنعة لفعله حقا ثم اخذ نفساً عميقاً ليتمالك اعصابه وهو متوتر للغاية ليقول بتردد و بهدوء مزيف
= في الواقع ليس لدي اي تبرير لما فعلته لذا انا اسف واعدك ان شيئا كهذا لن يتكرر ابدأ ، والان تصبحين على خير .
فتحرك وعندما خرج آدم بسرعة ودون ان يشرح شيئاً.. بينما ركضت إليزابيث نحو باب غرفتها واقفلت الباب بالمفتاح حيث اخذ قلبها يخفق بشدة من هول ما حدث ولم تصدق ان آدم قد تصرف بتلك الطريقة الغير متوقعة من رجل عاقل مثله لكنه في النهاية رجل!! لذا اخذت تلوم نفسها لانها غفت بالخارج.. وأغمضت عينيها مستندة بظهرها الى الباب وتخنق صوت شهقاتها بيدها لتشعر بالألم يفتك بصدرها معتقده بفعلته تلك بانه قد راها رخيصه وتساهل معها !!
أما هو فكان يجوب غرفته ذهاباً وإياباً وقد ندم عما فعله اشد الندم مما جعله يحتقر نفسه بسبب لحظة الضعف تلك التي جعلته يتصرف بطريقة جنونية وخصوصا هذه الايام انها لا تطيق لمساته وبتاكيد الان ستاخذ عنه فكره خاطئه! مما جعله ينزعج أكثر من نفسه بعصبية وعلى هذه المشاعر التي تكاد أن تفقده عقله...
❈-❈-❈
في اليوم التالي في منتصف الليل..
جلس آدم داخل غرفة المكتب بمفرده وهو شارد الذهن تدور برأسه الافكار كالاعصار فما حدث بالأمس قلب كل الموازين امامه فبرغم من هدوء اليزابيث ولم يلتقي منها رد فعل لكنه متاكد أنها تتألم من فعلته ولا تريد أن توضح ذلك؟ وهذا ما يؤلمه اكثر.. فليتها تصرخ وتثور بوجهه وتضربه حتى لكن لا تكتم المها هكذا بالصمود وتتوجع بصمت.. فهو لا يستطع تصديق الانحطاط الذي وصل اليه بتهور معها..
اغمض آدم عينيه يتذكر قبلته لها ليشعر بالعاطفه والشغف في جسده راغبا بالمزيد منها لا يستطيع نسيان هذا القرب والشعور باللذه طوال حياته.. لكنه حقا احب قربها ويريد اعاده هذه التجربه عده مرات ولن يمل.. لكن الزم نفسه بالصمود ليس خوفا عليها بل خوفا منها ليزيد الطين بله عليهم.. لكن ماذا هو بفاعل في تلك النيران التى تتأكل بداخله تجعله يرغب في أن ينهض في الحال ويذهب اليها ويحدث ما يحدث !؟
فتح عينيه بغضب وهو يعاتب نفسه بشده على هذه الافكار المهينه لها وله كيف يفكر فيها هكذا ؟ كيف يسمح لنفسه بان تتحكم فيه مشاعره لتجعله يسيء التصرف بتهور دون التفكر في العواقب !!. فالوضع انعكس الان واصبح هو من يهرب من المواجهه ولا يستطيع النظر في وجهها بعد فعلته المخجلة تلك .. وما يؤلمة اكثر انها اصبحت تتعامل بعدم اهتمام حتى انها لم تعاتبه ..
ظل آدم في دائره التفكير هذه حتي تفاجأ بأن باب المكتب يفتح عليه دون مقدمات ودخل زين بخطوات غاضبة و ملامح وجهه غير مبشرة بالخير ، ليقترب هامسا بفحيح
= هل يمكن أن تشرح لي ما كنت تفعله في غرفة إليزابيث الليلة الماضية؟ رأيتك تخرج من غرفتها بالامس بوجه شاحب.. ومنذ ذلك الحين ، لم تتحدثا بعضكما وأنتما في حالة غريبة.. ما الذي حدث بالضبط بينكما؟ ولما كنت داخل غرفتها في ذلك الوقت ، ألم تحذرني آخر مرة من دخول غرفتها مهما حدث .. فماذا كنت تفعل أنت في الغرفة إذا؟
نهض آدم بعد كلمات زين يشعر بالصدمة والذهول ليهمس بصوت عالية محذرة
= زين انتبه إلى كلامك واخفض صوتك وأنت تتحدث معي ، هل تحاسبني حقا؟
صمت زين قليلاً ليدرك بأنه قد تجاوز كثيرا مع صديقه فهو في النهايه رب عمله لكن مشاعره هي من بدأت تتحكم بة الآن وليس العقل، ليغلق عينيه بألم يبتلع ريقه بصعوبة غير قادر علي الكلام ثم بعد فترة قصيرة هتف بأسف
= أنا آسف أنت على حق ، لقد تجاوزت حدودي ، وأنت لا تستحق ذلك مني
تنهد آدم بضيق شديد قائلا بعتاب
= أشعر أحيانًا أنك لم تعد صديقي زين الذي أعرفه منذ فترة طويلة ، وأحيانًا أشعر أنك عدوي ولست صديقًا! ما الذي غيرك لهذا الحد معي
استمر زين يخفض رأسه بخجل من نفسه ليردف قائلا بتوجس
= من الممكن أن أكون قد تغيرت معك حقًا حتى لا أعرف ما هو الخطأ الذي يحدث معي؟ لكن لا أريد أن نصل إلى هذا الحد.. ونفترق عن بعضنا البعض يا آدم
هز ادم رأسه بقله حيله منه ثم ضيق زين عينيه فجاه ليقول بلهفه وبصوت متوسل
= آدم ارجوك اطرد اليزابيث ورجاء لا تسألني عن السبب لكني اشعر ان هذه الفتاة ستكون سبب انفصالنا عن بعضنا.. وستنتهي صداقتنا بسببها للأبد.. اطردها يا ادم من فضلك
شحب وجه آدم وتجمد مكانه من تأثر كلماته المسمومة فقد ظن زين ان إليزابيث قد سلمت نفسها له لهذا السبب اصبحت اليزابيث تبتعد عنه ولذا يريد أن يبعدها عنه للابد.. اخذ ادم نفس عميق ليقول بجمود
=أنا لست ظالمًا حتى أفعل ذلك يا زين وألوم إليزابيث على ذنب لا علاقة لها بي.. وحتى لو حدث وانتهت صداقتنا في يوم مثل ما تقول! سيكون السبب في واحد منا وليس في أي شخص آخر ؟؟
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.. .
كان ادم مسنداً رأسه بتعب فوق مكتبه بشركته و عينيه شبه مغلقه من شدة الارهاق تنهد باحباط فور تذكره اليزابيث فقد لازالت تتعامل معه كالغرباء فقد تحول الجفاف الذى كانت تعامله به الى برود مميت لا يعلم متى سينتهى هذا التعامل فهو يرغب بعودة التعامل اليه بحنانها و قد اشتاق لها... لكن في نفس الوقت خائف من المواجهه بعد ان قبلها في منتصف الليل بعد الانتهاء من الحفل و رحل دون مبرر .
ثم افاق من شروده عندما وضعت يد فوق باب مكتبه تطرق بينما تمتم آدم بصوت مرهق يأذن بالدخول عندما سمع صوت طرقات فوق باب مكتبه، ليتبعه بعد ذلك دخول سكرتيرة أدم متحدثه بصوت هادئ
= سيد آدم ، تفضل هذه العقود التي طلبتها مني للحصول عليها بالأمس؟ لقد انتهيت منهم
زفر آدم ممرراً يده بين خصلات شعره بتعب قبل ان يتمتم بصوت مختنق
= حسنًا ، اتركيها هنا فوق المكتب وتفضلي أنتٍ.. هل صحيح أن أحدهم سأل عني وأنا بالخارج؟
تنحنحت السكرتيرة مترددة وقالت بارتباك متمتمه
= نعم سيد آدم ، اتصل السيد نيشان في الصبح قبل دقائق قليلة من مجيئك إلى هنا ليسأل عما إذا كنت ستأتي إلى العمل اليوم أم لا؟ وقلت له إنك هنا ستكون هنا بعد بضع دقائق ، وسأحاول الاتصال لك ... لكنه رفض وأغلق الهاتف ، ولا أعرف ماذا كأن يريد
عقد آدم حاجبه في دهشة وهو يفكر في نيشان وماذا يريد منه ولماذا يسأل عنه ويريد أن يعرف هل سيأتي اليوم للشركه أم لا؟ لكن طريقته كان وكأنه يريد أن يتأكد من أنه موجود هنا في الشركة أم لا .. ؟؟
❈-❈-❈
في منزل أدم، في الاعلي من نافذة غرفه زين كان يقف ينظر إلي اليزابيث بالاسفل وهي تجلس أعلي المقعد بجانب الأزهار شارده بشئ ما.. لكن عقله اجابه بانها بالتاكيد تفكر في ادم؟ رفع نظراته يتأمل جلستها بملابسها البسيطة.. من بلوزة صوفية برقبة عالية باللون الأسود وجيبه من القماش الأسود أيضا فبرزت كل تفاصيل جسدها الانوثي.. لكن عقد حاجبه بدهشه عندما وجد نيشان يسير بخطوات بسيطة حتي وصل الى المنزل ليسريع له ويهبط الي الأسفل وهو يقترب منه قائلا بترحيب
= مرحبا سيد نيشان ، إذا كنت هنا من أجل آدم ، فقد ذهب إلى الشركة اليوم
بحث نيشان عن اليزابيث بعينيه ليصطدم نظراته عند راها تجلس على المقعد وهي نهضت و ابتسمت له بتوتر بينما عقد حاجبيه قليلا مدعية الدهشة
= صحيح ، لم أكن أعرف. اعتقدت أنه كان هنا وفي إجازة اليوم فهو أصبح في الآونة الأخيرة ، نادرًا ما يأتي إلى الشركة ويفضل الجلوس في المنزل.
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يراقب اليزابيث باهتمام مبالغ به ثم قال هو بغموض كعادته
= حسنًا ، هذا يعني أنني سأذهب إلى الشركة لمقابلته.. هل يمكنك إحضار كوب ماء لي يا زين قبل أن أغادر؟
هز رأسه زين بالايجابي بسرعه وهو يغادر قائلاً
= بالتاكيد حسنا
رحل زين بينما ابتسم نيشان لها وعيناه تلمعان بغموض وهما ترسمان خطوط وجهه وقال مهتما
= هاي انتٍ ، اتركٍ ما لديكٍ هنا وتعالي إليه لمساعدتي قليلاً في حمل بعض الاغراض.. خذي مفتاح السياره وافتحيها ستجدي بعض الصناديق.. احمليها و احضريها الي هنا واياكٍ ان تكسري شيء منهم..
ارتفعا اليزابيث حاجباها بدهشة وهي مزالت تقف لكنها نظرت الى بعيد لترى ان السياره تصف الى اخر الطريق بعيد.. ليهتف نيشان مقتضب بحده
= هيا تحركي بسرعه هل اتحدث مع حالي
مطت شفتيها ببؤس وأخذت منه المفتاح لتتحرك اليزابيث بخطوات سريعه لاخر الطريق لتصل إلى سيارته لكن قبل ان تصل للسياره تجمدت مكانها وسقط منها المفاتيح بالارض.. فشهقت بعنف وهي ترتد للوراء رافعة أصابعها لفمها هامسة بصدمة
= ليام
نظرت له بعدم استيعاب ورعب من وجوده أمامها وقد خشت أن يأخذها وتعود إلي منزل شويكار شتمته بلفظ سيئ لكنه سرعان ما اعتدل في وقفته وهو يقترب منها يطالع وجهها المصدوم ثم أخفض وجهه لمستواها ببطئ ليصبح قريبا لا يفرقهما سوى سنتيمتر واحد .. بينما سمعت صوته اللعين يخترق أذنيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف قائلا بخبث
= وأخيرًا يا إليزابيث التقينا من جديد، وستعودي إلى مكانك الأصلي!
قلبها هدر بقوة وقفز في صدرها وكأن إنفجار عبوة ناسفة امتدت جذورها لقلبها لينفجر معا ..صرخت إليزابيث حينها برعب صرخة شقت حنجرتها ربما وزادت من هلع قلبها و عيناها تتوسعان و ترتفع بصراخ
= لاااا ساعدنييييييي أرجوووووووووك .. آد..م .. آدم .. النجـــ..ــدة .. آآآآدم
جز ليام علي أسنانه بعنف شديد و جذبها بقوه من ذراعها إلي السياره الخاصة بي وكانوا بعض الرجال يقفون جانبها.. عندما رأت ذلك صرخة أخرى نبعت من عقلها الباطن طنت في أذنيها الغارقتين الرعب و الخوف لا تعرف كيف لها تقول إسمه وتستنجد به بعد كل ما حدث وصدر منه.. لكنها كانت في تلك اللحظة تتمنى ان يكون ادم امامها و يحاول إنقاذها فهي تتمنى ان تموت موتة شنيعة افضل من العوده الى شويكار.. لتصرخ صرخة لم تشق شفتيها فقط بل ترددت في نفسها لتشق روحها وقلبها
=لاااا هذا مستحيل لااا أبتعد عني...آآآآآآآآآآآآدم
سمع زين أصوات صراخ و بكلمات لم يفهمها حتى ولم ينتبه لها لكن اسرع يركض إلي الأسفل ليتفاجئ به لارا مع نيشان امام المنزل؟ لا يعرف متى قد وصلت لارا وما الذي تفعله هنا.. لكن عندما نظر الى الخلف ووجد مقعد اليزابيث خالي.. نظر إلي أول الطريق بسرعه ليرى سياره ورجال يقفون بمنتصف الطريق و واحد منهم يسحب اليزابيث إلي السياره وهي تقاوم.. اتسعت عينا بصدمه وخوف وقبل أن يركض إليها لينقذها اسرعت لارا لتقف امامه تمنعه و لمعت عيناها بوحشية في نظراتها و بينما تقول بتمتمة خافتة ساخرة
= توقف مكانك يا زين ولا تتدخل بما لا يعنيك! لقد اعتمدت عليك في البداية ووثقت في أنك ستعرف كيف تساعدني في التخلص منها، لكن الوضع ظل كما هو ولم تفعل شيئًا ، فلا تتدخل ودعنا نحل المشكلة
شعر زين بأن عقله كان يحاول استيعاب تلك اللحظات البطيئة التي تمر من أمامه غير مصدقة أن اليزابيث سترحل بلا عودة ! لكن عندما سمع صراخها وهي تستنجد بادم !! غضب بشده وتحرك خطوة يريد ان يلحق بها كانة يريد ان يثبت اليها بانه أشجع منه وهو المتواجد الآن وليس هو.. ويجب ان تستنجد بة وليس غيره !!
ليجذب نيشان ذراعيه بحده و زم شفتيه واردف ببرود يحمل تحذير
= زين استمع الى كلامها ولا تتدخل و إياك تتحرك و تتابعها .. هذه الفتاة لم تعود الى هنا مرة اخرى مهما حدث فهمت .
كانت محاولات اليزابيث مستمـرة في الدفاع المُستميت عن نفسها بالرغم من الضعف البدني الذي بدأ يغزو كيانها المرتجف من الخوف وهي تجد نفسها وحيده ولم يساعدها أحد؟ وفجأة جذبها ليام من خصلاتها بعنف وانتهت اخر محاولة بإمساكهـا يجذبها بصعوبة إلي السياره وهي تبكي كالطفلة و لم تعد تدري ماذا تفعل في حظها السيئ دائما؟ ولا كيف تهرب من ذلك الذئاب..... داخلها تتمنى ألا تحدث عاصفة قوية في ذلك اليوم المشئوم الذي ذهبت مع نيكولا إلي هنا ومن حينها لم تغادر !!
الفصل السادس عشر
#روايه #وصمة_عار
✍️ #بقلم_خديجه_السيد
_________________
بعد مرور وقت لاحق، صف آدم سيارته امام المنزل بمجرد ان هبط من السياره عقد حاجبيه بدهشة و قلق عندما وجد لارا ونيشان يجلسون الاثنين امام المنزل بينما زين يقف وهو يبدو عليه الحزن.. ابتسمت لارا لتنهض لترحب به وفتحت ذراعها تريد ان تقبله وتحضنة لكن إنتفض آدم يبعدها عنه قبل ان تلمسه وكأنها وباء وهتف بحدة
= ابتعدي ولا تحاولي لمسي حتى..ما الذي تريدي؟ لما انتٍ هنا ..هل يمكنك الاسراع في الحديث لاني فعليًا لا أطيق النظر إلى وجهكٍ
لوي نيشان شفتيه بضيق يتمتم بصوت يكاد يسمع
= ما بكٍ يا ادم تحدث مع زوجتك المستقبليه بادب.. ماذا فعلت الفتاه لك حتى تتحدث معها هكذا
هز ادم رأسه نافيًا بسرعة وهو يخبره باختصار
= لم يعد هناك بيننا شئ ولم يكن يوجد من الأول بالاساس.. ولا اعلم الا متى سأرددها كثيرا هذه الفتاه لم تكون زوجتي ..و انت لم تعد ابي! انا لم انسى ما فعلته في اخر مقابله بيننا
نهض نيشان ووقف بغضب وقبل أن يتحدث حينها تدخلت لارا بابتسامة باردة تتمتم
= ومن ستكون زوجتك اذا هذه العاهره اللعينه اليزابيث اليس كذلك.. هذه الفتاه أن لم تبتعد عنها ستسبب لك بالكثير من المشاكل
ابتسم آدم مستأنف بسخرية دفينة وهتف فيها بحدة
= أنتِ منذ أن دخلتي لحياتي وأنتِ تسببين بها المشاكل يا لارا هانم !! وليس لكٍ دخل بحياتي افعل ما يحلو لي؟ حتى اذا تزوجتها بالفعل لا يعنيكٍ ؟
تعالت ضحكـات لارا الساخـرة يتبعها قولهـا الحـاد كعينـاها التي تنذر بحالة الحرب لتبتسم بانتصار
= تزوجها إذا لن امنعك.. لكن أن وجدتها ؟
صمت آدم لحظه شاعرا بالقلق وداخله يرتجف بخوف من كلماتها..و يده قبضت على يدها لينظر لـ لارا متمتمًا بنبرة جادة
= ما الذي تقصديه بحديثك! ما بها اليزابيث؟
ازداد الوضع توتـر خاصةً عندما نظرت إليه لارا بكل كبرياء تتشدق به لتعقد ذراعاها وهي تردد بجمود مشمئز وقد اتاه صوت لارا الهادرة بعنف وبشماته
= هذه العاهره لم يعد لها مكان هنا بيننا؟ وعادت الى موطنها الأصلي.. إلي ذلك البيت.. بيت الدعارة
الصدمـة جعلت آدم جامد و شاحب ليصمت و الكلمات تخترق مسام صمته المؤلم للروح والقلب... تنهد زين بألم بينما انتفض آدم ليتجه إلي لارا نحوها مره ثانيه ليزمجر فيها بعصبية مفرطة
= أيتها القذرة ما الذي فعلتٍ بها، أين اليزابيث؟؟!! لا اصدق هل اتفقتوا أنتم الثلاثه لتطردوها من هنا
هز زين رأسه بسرعه وقال بصوت مرتجف بتبرير
= آدم أنت أسأت الفهم صدقني أنا لم اتفق معهم على شيء انا تفاجئت مثلك بانهم يدبرون الى شيء ما؟ واقسم لك عندما فهمت ما يحدث، حاولت بكل جهدي بان احاول انقذها لكنهم منعوني..ولا اعلم اين ذهبت وحاولت الحقها من ذلك اللعين الذي اخذ رغم عنها.. ولكني لم أعرف ولا ادري ماذا افعل
أحمر آدم وجهه بعنف شديد ونظر بشراسة بينما شعرت لارا بالخوف الشديد عندما رأته هكذا وما إن همت بالنطق مدافعه عن نفسها بالطبع،لكن رد نيشان حينها دفعة واحدة ببرود قاتل
= لا تعلي صوتك واهداء قليلاً لنتحدث.. هذه الفتاه انتهت من حياتك مثل ما قالت لك لارا ذهبت الى موطنها الاصلي، فهنا ليس مكانها.. هل اعتقدت أنها اصبحت سيدة هذا المنزل فعليًا وساتركك تضيع ما فعلته خلال السنوات الماضيه؟؟!!! ولكنني أعتذر يجب ان اذكرك انها مجرد فصلية ذليلة في هذا المنزل.... وقد ذهبت الى شويكار و ليام من اخذها من هنا
سمعوا صراخ آدم الهيستيري وهو يصرخ بانفعال
=ماذا تريدون ومن انتم من الاساس؟ ساقتله.. ساقتله ذلك اللعين ليام ...اقسم بالله سأقتل كل من له يد برحيل إليزابيث من هنا يا الـ****..وستعود اليزابيث مجدداً رغم انف الجميع هنا
انتبه لصراخ لارا بجنون مثله وهي تردف متسعة الحدقتان بغيرة حارقة
= هل هذا ما ستفعله يا ادم ؟؟ ستذهب اليها لتعيدها الى هنا مجدداً؟!!! ما الذي فعلته بك هذه الفتاه لتتعلق بها وتنجذب هكذا، هي مجرد عاهره هل تسمع ما اقوله جيد أعني لم تكن الرجل الوحيد في حياتها
لم يتحدث وزفـر بصوت مسمـوع وداخله شيء لا يستوعب حتى الان ما كاد يحدث ! قلقه وخوفه أصبحـا كالأشواك ينغـزان صلابته التي أحكم لجامها حول ترانيم مشاعـره كافة....!! وحينها تحرك بخطوات سريعة وهو يركض ليركب سيارته مره ثانيه.... وأدار السيارة بانفعال وهو يردد بصوت ثقيل مُتعب
=لن اسامحك يا أبي إن حدث لها شيء سيئه.. لن اسامح أحد منكم كلكم .....
❈-❈-❈
أمام منزل شويكار، توقفت السيارة لينزل ليام وهو يجذب اليزابيث وما إن نظرت إلى المنزل بيأس حتى إنفجرت في بكاء عنيف اشتد وهي تتلوي بين ذراعيه بهيسترية وتردد من وسط شهقاتها
= يا أبن الـ *** اقسم انني سأقتلك.. سأقتلك أيها اللعين.... اتركني ارحل لا اريد العوده الى هنا
لتتسـع ليام ابتسامته الساخرة وهو يهمس جوار اذنها
= هل تعتقدين أن دخول المرحاض كخروجه يا حلوه !!؟ تحركي بصمت فينتظرك المزيد بالداخل !.
بينما في الاعلي من نافذة الغرفه نظرت هانا علي أصوات الصراخ وشهقت بفزع وعدم تصديق تهمس بأسمها
= اليزابيث هنا ؟؟.
ركضت جومانه بسرعه تنظر جانبها هنا وهناك بحثًا عنها، لتتسع عينها بصدمة لتسألها مستفسرة
=يا الهي ان هنا بالفعل لكن كيف عادت، هل من الممكن قد مل منها السيد ادم لذلك ارجعها إلي هنا مره اخرى؟؟؟
تنهدت هانا بحزن شديد عليها وهي تتابعها ثم حملها ليام بين ذراعيه برشاقة ليدخل إلي المنزل حاملاً اياها وهو ينظر إلي شويكار الذي ابتسمت بانتصار قائله
= واخيرا اتيتٍ يا اليزابيث الى منزلي المتواضع مره ثانيه.. لكن صراحه لقد اشتقت اليكٍ كثيرا .. الم تشتاقي الي انتٍ الاخرى
انزلها ليام بعنف لتسقط بالأرض أمامها لتتالم وهي تنظر بوجه شويكار باشمئزاز وقالت بقرف
= انا اشتاق الى الجحيم ولا اتمنى رؤيه وجهكٍ اللعين ايتها المراه الافعى الخبيثه .. لماذا احضرتني الى هنا مره ثانيه هل تعتقدي انني ساستسلم واخضع لكٍ.. هذه مجرد احلام وهم!.. سراب داخلك أنتٍ فقط ولم يتحقق وانا مازلت على رائي ولم استسلم الى ما تريدي مني
جزت علي أسنانها بعنف وغيظ لكنها إبتسمت لها باستهزاء مرددة
= لم أعد أتفاجأ ، لازلت أعرفك جيدًا! ولن أخبرك مرة أخرى أن تخضعي لي ، وما أريده سيحدث في كل مرة وأنتٍ تعرفي ذلك جيدًا؟ في كل مرة تحاولي الهرب والتمرد في النهاية ما أريده هو ما يحدث .. لذا افعلي ما تريدي لن أوقفك
بينما كان ليام ينظر لها بخبث يفكر بشئ ليقترب بخطوات بسيطة ينخفض لمستوى شويكار يهمس في اذنها بشيء ما، جعلها تضحك فهمست بصوت اشبه لفحيح الافعى
= على الرغم من أنك تعلم أنني أرفض السماح للرجال هنا في المنزل بلمس النساء ، لكن هذه المرة هي استثناء بالنسبة لك .. ولم أمانع في اصطحابها حتى تعلم كيف تطيعني.
إتسعت ابتسامة ليام الشيطانية فجاه وقد شعر أن الحظ يحالفه وبشـدة.. ليقترب منها بينما ظلت تتراجـع للخلف بقلق من مظهـره الذي دب الخوف في باطن روحهـا وهي تهز رأسها نافية وتردد بصلابة
= ماذا تريد ما الذي تتحدثون عنه ؟؟ ابتعد عني .. دعني أذهب إلى أين تأخذني ابتعد واتركني.. دعني أيها الحثالة
ودون مقدمات رفعهـا بين ذراعيه بحنيـة تناقض الوحوش التي هاجت بداخله متناغمة مع النيـران التي كانت تحرق أوردته من رغبته فيها، ليصعد لغرفتها السابقه وهي تصرخ بقوة وتتلوي بين ذراعيه...
خرجت هانا من الغرفه بسرعه في ذلك الوقت وهي تريد ان تركض اليها، لكن جذبها باكر له برفق وفجأة وجدت نفسها تصطدم بصدر عريض وهو يمنعها من الرحيل لها، لتنظر إليه بحده لكنه هز رأسه برفض وتنهد باعتراض فذلك الامر اشبه بالانتحار ! .
دلف ليام إلي الغرفه وأغلق الباب خلفه بقدمه ليصدر صوت غلق القفل من الخارج.. ثم تركها أعلي الفراش وتنفسـه السريـع أصبح واضحًا لها جدًا واقترابه المُهلك بالاخص عندما بدأ يخلع قميصه وكانت شفتاه الجائعة على بُعد خطوة واحدة من شفتاها.... ولكنها دفعته فجأة وهي تهز رأسها نافية باشمئزاز لتعرف ماذا يريد، لتصرخ ولكنه احكم قبصته حولها ليطرحها أعلي الفراش وهو فوقها يحاول خلع ملابسها ثم بدأ يمزق ثيابهـا بلهفه شديدة الخطورة..
تعالت صرخاتها المستنجدة ولكن لم يساعدها أحد بالتأكد في ذلك المنزل و بدأت دموعها تهبط دون توقف وهي ترجوه بضعف
= ارجوك لا أريد.. ابتعد عني.. ارجووووك لاااا
ولكن الشهوة عمت عيناه فلم يكن يعيرها اهتمام ظلت تحاول وتحاول دفعه عنها وتتوسل ايضًا.... ولكن اكمل عملية قتل روحها تلك ! وفي تلك اللحظات لم يأتي بعقلها سوى آدم.. لتحاول مره اخرى وانتهت اخر محاولة بإمساكها لتلك الاباجوره التي فوق الكومودين جانب الفراش وبصعوبة امسكتها لتضرب رأس ذلك اللعين الذي كان يهجم عليهـا... لتتسع عينه بألم وهو منتفضًا عنها يمسك برأسه صارخًا من الألم و يسبهـا قبل ان يسقط بالارض فاقد الوعي والدماء منتشره حوله.....
حينها نهضت اليزابيث بذهول وعدم استيعاب و سقطت بالأرض هي الأخري وهي تبكي بعدم استيعاب ويردد داخلها كلمات قاسية هل اصبحت قاتله ايضا؟ ولم تعد تدري ماذا تفعل ولا كيف تهرب من ذلك المازق...
❈-❈-❈
صف آدم سيارته بجنون وهبط ليقتحم المنزل و ركض دون تفاهم يضرب الحراس الذي بالخارج وهو يسبه بأبشع الألفاظ مزمجرًا فيهم بجنون وعندما ظهرت أمامه شويكار فصرخ تلقائيًا
= أين اليزابيث؟؟؟ انطقي يا حمقاء يا لعينه ما الذي فعلتٍ بها الم اعطيكٍ الاموال حتى لا تاخذيها مني مره ثانيه.. لما تصري على اذيتها.. اين هي؟؟؟
وقبل ان يصل ان يستطيعا الرجلان الذي خلفها الآخرين التحكم به، أشارت شويكار بيديها بتحذير اليهم بالتوقف! واجابت بصوت مهزوز من الخوف
= لديها زبون فحسب فهي في نهاية الأمر عملها سيد ادم ،انا قد طلبت عودتها إلى هنا من السيد نيشان وهو وافق..
إنفعـال آدم زاد شاعرا أحرق اوردته وقوته الجسمانية تفاعلا بشكل قاسي ليصبح كالأعصار الذي انفجر بوجه بسبب هذه الحمقاء ليدفعها بعنف بالأرض لتتالم شويكار بوجع وهو ركض تجاه الاعلي ليجد أمام الغرفه رجل وبرغم من جسده الضخم الذي انتبه له للتو لكنه صرخ بكل الغل الذي اشتعل داخله و أهدر إلي شظايا من روحه الضعيفة أمام الغيـرة التي زادت من نسبة الادرينالين بعقله فجعلته كالفتيل
= ابتعد عني قبل ان اقتلك دون ان اتردد لحظه واحده.. وافتح هذا الباب وإن تأخرت ثانية واحدة ستكون حياتك الثمن
إبتلع الرجل ريقه بارتباك وخوف وفتح الباب وركض سريعه وفي اللحظة التالية كان آدم يقترب متردد في الوصول متأخر مناديًا بأسمها بلوع متألم
= الـيـزابيث..!
انتفضت اليزابيث عندما سمعت صوته وهي تنجرف في بكاء عنيف بينما ركض آدم نحو اليزابيث ودون ان يفكر مرتان كان يخلـع سترته ليغطيهـا بها بسرعة لتلتقط روحه انفاسها بارتياح وهو يدفنهـا بين احضانه، ليغمض عيناه بألم شديد كلما تخيل أن ذلك اللعين رأى جسدها واقرب منها ولمسها، بينما ازدادت شهقات اليزابيث المتقطعة التي تقطر ألمًا وهي تلف يداها حول ظهره وتردد بهيسترية
= آدم تأخرت.. تأخرت كثيرًا.. لقد اصبحت قاتله قد قتلته يا ادم.. اقسم انني لم أقصد قتل ذلك اللعين... لكنه اجبرني على ذلك! كنت اعلم انك ستأتي.. ستأتي وتنتشلني من الظلمة ولن تتركني اغرق بمفردي !!
كان قلبه يتلوى بقسوة مع كل حرف يخرج منها، ولكن رغم ذلك رد بصوت مبحوح حنون
= لن اتركك لن اتركك اليزابيث... أقسم بالله أنني سأجعله يدفع الثمن غاليًا، بحق تلك الحاله الذي اوصلك لها والتي تصدر عنكِ وشهقاتك التي تصم اذني..هششش اهدئي.. انا هنا... معك .. لن يجرؤ احد على اذيتكٍ !!
لتدفن وجهها بين احضانه متشبثة بملابسه وتستطرد بنبرة متحشرجة
= ادم انا اصبحت قاتله.. اقول لك قتلته..
ابتعد عنها ببطء وهي تنظر له بين دموعها حينها فقط أنتبه لملابسهـا الممزقة تحت جاكيت بدلته والتي تظهر بعض الاجزاء من جسدهـا جن جنونه وهو يفكـر ماذا فعل بها ؟!! هل اقترب منها ثم رأى جسد ليام بالأرض يتململ بألم ويحاول الاستيقاظ.. أظلمت عينـاه بقسوة مخيفة وهو ويسألها بصوت هادر عنيف
= هل لمسك ذلك الحقير.. تحدثي ولا تكذبي ؟؟؟
هزت رأسها بتوتر شديد بلهفة برفض قائله بصوت منخفض
=اا لا لكنه حاول و لم اتركه يفعلها فضربته على رأسه بتلك الاباجوره الزجاجيه
فتح ليام عينه لتتنفس اليزابيث براحه نوعاً ما بانه بخير وذلك ليس لاجله فقد لاجلها لا تريد ان تصبح قاتله ايضا يكفي ما اصبحت فيه ولا ينقصها ذلك ايضا بينما أبعدها آدم بسرعه عندما رآه ذلك الحقير أستيقظ..
وركض ليضربه بكل قوته ولم يلحق ليام ان ينهض حتى او ياخذ أنفاسه المسلوبه.. تابعت اليزابيث ما يحدث بقلق وارتجاف وظل آدم يضربه ويضربه بعنف إلى أن فقد ليام وعيه تمامًا مره ثانيه... حينها تركه آدم وهو يلهث لينهض يسحب اليزابيث من ذراعها دون كلمة اخرى متوجهًا بها إلي الأسفل وعندما هبطوا لتري اليزابيث شويكار يسندوها ويحاولون افاقتها بينما في أعلي النافذة ابتسمت هانا عليها بسعادة وهي تلوح بيدها لها تودعها قبل أن تسير نحو سياره آدم ويذهبون..
❈-❈-❈
في فيلا انطون... بدأت لارا تشعر بغليان في اوردتها بجنون وقسوة، و إتسعت حدقتـاها بغضب أعمى شيطاني.. كادت أن تقتل بالفعل اي شخص أمامها وهي لا تصدق ان آدم تركها وذهب الى تلك العاهره وفضلها عليها.. إحتدت نظرات انطون وهو يحذر شقيقته بجدية تامة
=قلت لكٍ من البدايه لارا هذه الزواج لم يستمر هكذا.. منذ الخطوبه وهو يتجاهلك من الاساس.. يجيب على اتصال مرة ويتجاهل ألف مرة و لا يتصل بكٍ ولو مرة واحدة...ولا يعزمك على عشاء في الخارج كأي اثنان سيتزوجون قريبا ! وفي النهايه تركك وذهب الى عاهره !.
استمعت إلى كلامه وحينها كانت لارا تبتسم بسخريـة مريرة فهو محق في كل كلمه قالها، تشعر بنزيف روحها في كرامتها التي تُدميها بطريقة أسوء واقسى ! ولكن إلى متى ستضعف امامه هكذا.. استدارت له بعد صراع تغلب فيه العقل كالعادة لترد بصوت قاسي
= لكنني بعد كل ذلك لن تنتهي علاقتي بـ آدم يا أخي.. آدم دخل قلبي و عقلي ولن يخرج منه !! وكل ما يحدث بالتاكيد هذا الجفا بسبب هذه الفتاه
بينما مط انطون شفتاه بأسف عليها وهو يردف بضيق شديد
= كل ماحدث و تعتقدي أن علاقتكما جيدة.. اسمعي نصيحتي واتركي من الافضل هذا العشق لم ياتيكٍ منه إلا الالام و العذاب
رفعت لارا رأسها وهي تنظر للاشيء وداخلها شيء يردد بصوت جمهوري سيطر على زمام العقل والروح آدم لها ولم يصبح لغيرها وانتهى الامر... ثم استدارت مرة اخرى تتحدث مزمجرة كالمجنونة
= لم يكن حديثك في البدايه هكذا يا اخي.. أعلم أنني بدات أعاني واتالم وهذا شيء مؤكد..فأنا لا اعني له شيء أمام اهتمامه لتلك الفتاه.. و لا اود التذكير أنني تنازلت ومزالت اتنازل من اجل حبي له .
وفجأة انفجرت بعنف وهي تصرخ بصوت شبه هيستيري
= ولكني لن استسلم واتركه لذلك اللعينة بتلك السهولة.. ساظل احارب في تلك الحرب حتى انتصر
ضيق الاخر عيناه وهو يسألها متوجسة عليها
=و ماذا ستفعلين الان!!؟
نظرت لارا له بهدوء و عادت تُبنى من جديد وشيطانها يهمس له
-انا سأتصرف.. اتركيني الان يا أخي رجاءً
❈-❈-❈
كانت اليزابيث تركب السيارة جوار آدم متجهان إلي المنزل، بينما هي كانت صامتة من الألم التي تشعر به وتمسح دموعها بحزن شديد وصدرت عنها تنهيدة عميقة وهي تراقبه بطرف عيناها هاتفة بتساؤل شارد
= هل سنذهب إلى منزلك مرة أخرى؟ لكني أعتقد أنني لست مرغوبة من الجميع به.. ألم يكن والدك هو الذي ساعد شويكار ورجالها على خروجي من المنزل؟
تفرق ثغره بابتسامة متوتره متزامنة مع حروفه المؤكدة بحزم حاني
= واذا كان ذلك لا تشغلي بالك.. هذا المنزل منزلي، وانا من اقرر من اريد فيه
هزت رأسها نافية فهمست هي بصوت مبحوح يصله بصعوبة
= لكنني لا أريد العودة إلى ذلك المنزل مرة ثانية .. من فضلك أوقف السيارة وأنزلني في الطريق، سأحاول أن أدبر بنفسي .. أنت لست ملزمًا بمساعدتي وهذا يكفي هنا
أوقف السيارة وبشكل صادم مفاجئ و إلتفت آدم لها ليسمك يداها الصغيرتان بين كفاه الكبيران يربت عليهما بحنان ثم همس لها برفق
=هل تثقين بي اليزابيث ؟؟
اومأت دون تردد بتلقائية قائله
= نعم اكثر من اي شخص بحياتي..
ابتسم تلقائيًا على حديثها التي قالته دون تفكير و الذي جعل ضخات قلبه تزداد سرعـة وجنونًا لتثبت له أنه شكوكو صحيحه بلا منازعة حتى.. ليقول وهو ينظر لعينـاها التي مغموسًا بالحنان الفطري
= جيدا استمري في تلك الثقة ولا تفعلين أي شيء دون علمي، اي شيء حتى لو كان صغير.. و ارجوكِ لا تهتمي إلي أحدهم ولا تستمتعي غير حديثي أنا
هزت راسها دون ان تفكـر حتى! لانه وببساطة مس جوهـر قلبهـا الخاضـع لحديثة ولم تستطيع سوى الايماء والموافقة،ليمد يده يتحسس جانب وجهها برقة ثم همس برقة
=لا تخافي إليزابيث لن يحدث شيء طالما انا جانبك
إنحسرت الكلمات بين شفتاها واضطربت أنفاسها وهي تعي ذلك القرب الذي أجج عاطفتهما، لتسحب يدها من يده وهي تهمس بصوت متوتر
= لكن هذا سيسبب لك الكثير من المشاكل.. أرجوك اتركني ارحل افضل لي ولك
ابتسم هو بحنان يراقب تلك اللامعة كالوميض السحري بعيناها، ليهمس هو ببساطة
= الافضل لي أن تبقى بجانبي واحميكٍ يا إليزابيث .. لا تهتم بأي حديث آخر ..
لتبتسم إليزابيث بين أحزانها وكأنت تلك الابتسامة وفي تلك اللحظة فقط فهم آدم ما هو السبب الذي يدفعه لـ السير إلي مشاعرة كلما تحدث معها؟؟ فهم اخيراً ما اسم الشعور الذي شعر به تجاهها منذ ان دخلت إلى حياته ألا وهو الانجذاب الذي يخطف العين والقلب والعقل معاً.. ليشغل هو السيارة ويتجه بها نحو المكان المقصود.....
بعد فترة أوقف آدم سيارته امام المنزل و ترجل من السيارة وهو يشير إلي اليزابيث أن تنزل بابتسامة حنونة.. بينما كأن زين يجلس ينتظرهم امام المنزل ونهض بلهفه شديدة عندما راهم وتوجه إليهما نحو اليزابيث لكنه توقف مكانه، عندما رآه آدم يساعدها بالهبوط من السياره ويمسك يديها بنعومه وهي ترقمه بنظرات مليئه بالحنان والامتنان ليسير بها.. ولكن توقف فجأة عندما وجد زين أمامه ليهز رأسه ويردد بصلابة
= هل ما زالوا بالمنزل؟ اما رحلوا
ليفهم مقصده علي الفور! ليمسح على شعره ببطء وهو يزفر بصوت حاد إلى أن خرج صوته جادًا مغموسًا بشراسة فطرية
= لا ..لا يوجد احد هنا، قد رحلوا بعد ان خرجت بدقائق
هز رأسه براحه ليدلف آدم اولاً ثم يسحب اليزابيث برشاقة خلفه دون أن يتحدث اكثر وعندما ابتعدوا... ليضرب زين علي الحائط جواره اكثر من مرة بعنف مزمجرًا بجنون
= غبي.. غبي يا زيـن .....!
❈-❈-❈
بعد ساعات.......
تحرك آدم وجلس بالردهه فوق الأريكة بتعب ويده كانت تنزف ومصابة من ضربة إلي رجال شويكار وشعر بآلام لكنه لم يهتم.. وفي نفس الوقت خرجت اليزابيث من غرفتها بعد أن أخذت حمام دافئ ولاحظت وجود آدم لتتفحصة فوق الأريكة يسند رأسه فوق يده السليمه بارهاق...
اما هو فاخبره قلبه بان هناك من يراقبه لذا حرك رأسه والتفت نظراته بنظرات إليزابيث لتنظر له بامتنان ثم اقتربت اليزابيث لتجلس أرضا وتحمل يده المصابة لتمسكها بيديها الصغيرتين يده.... أزال يده عن عينيه ليرمقها بنص نظرة وينظر لجسلتها تلك لكن لم يتكلم تركها تضمض الجرح وتمسح الدماء من على يده بكل حنان وقد ارتجفت يده قليلا بفعل ملامستها لذا تحشرج صوته ليقول
= شكراً يا اليزابيث
استمر الصمت بينهما هو ناظرا لها بصمت ملامحه هادئة إلا من عينيه تشع شغف! بينما نظرت ليده لتحملها بين يدها وترفعها وهي تضغط عليها بخفه وتشابكت أصابعها بها وتهمس
= إبق سالما لأجلي..
ازداد اتساع عينيه ببلاهة ولم ترى الصدمة في عينيه المتسعتين لحركتها تلك بريق سعادة في عينيه عندما سمع تلك الكلمة التي أصبح لها طعم خاص جدا... حيث نظراته شملتها بأسرها وهي شارده العيني.. فإن الروح إذا إلتقت بمن يشبهها ترمّمت ، وتعـافت ، واكتملت.. !!
مسد آدم على يدها بإبهاميه وهو يقول بشرود ناظرا من حوله بتفحص
= تحتاجين للنوم يا اليزابيث .. لقد تأخر الوقت هيا
أومأت له موافقة دون حديث أو اعتراض وقد كانت من التعب الذي يجعلها تفعل أشياء دون أنتبه.. دخلت للغرفة وكانت دفئا من الداخل فتحركت للسرير بإرهاق وتفاجئت عندما تمددت ودثرها هو بنفسه ..ثم جلس على حافة السرير جوارها ينظر لها مبتسماً بحنان فظلت تنظر له للحظات ثم قالت وقد أصبحت أكثر تقبلا للأمر بينهما ما يحدث
= أصبحت مدناً لك بالكثير.. فهذه ليست اول تنقذني ..شكرا كثيراً سيد آدم
اتسعت ابتسامته ولم يرد وإنما نزل برأسه يقبل جبينها قبلة طويلة ارتعشت لها فنسيت الحديث! و نسيت حتي تصرخ بقوة عليه بأن يبتعد عنها.. ونسيت كل شئ عدا إحساسها بقربه وقبلته على جبينها ورائحته الغازية بذراتها القوية لرئتيها ..ثم ابتعد عنها ناهضا يمنع نفسه عن أخذ المزيد عنوة ..و الاستسلام إلي مشاعره!
ليتحرك الي الخارج لغرفته شاعراً بحاجته لبعض الراحة وبعد أن دخل الغرفة ليتحرك للسرير مرهق وألقي عليه الغطاء لـ ينال قسطا من الراحة فنام على بطنه يغرق بين الوسائد والأغطيه الناعمة مشتاقا للنوم براحة ..
❈-❈-❈
في منزل شويكار، بداخل غرفه كأن باكر يحاول أن يصالح هانا لكنها ترفض بشدة فهي غاضبة منه ولا تريد أن تتحدث معه منذ أن منعها من إنقاذ اليزابيث... حتي تحدثث جومانه وهي تقول بنفاذ صبر وكأنها مشمئزة من تقربهما الي بعض و إظهار حبهم أمامها.. لتزمجر فيها بغضب
=كفي دلال هانا باكر محق، كيف ستتمكنين من انقاذ اليزابيث من شويكار .. وكل الرجال هنا ينتظرون امر منها فقط بقتلك بدون ذرة من التعاطف او الندم.
هز باكر رأسه بسرعه ليحيطها من خصرها ويمسك بـ يدها وهو شبه محتضنها ثم ردد بصوت هادئ ولكن لاح به بعض المراره
= سمعتي بنفسك هل تعتقدي أني عندما منعتك من إنقاذها كنت سعيد ، بلا شعرت مثلك يا هانا بالحزن لما حدث لإليزابيث ، لكن لا يمكننا فعل أي شيء لمساعدتها.. إذا كان في أيدينا لكنا ساعدنا أنفسنا أولاً.
عضت هانا على شفتها السفلية بحـرج قُربه منها بهذه الطريقة أمام صديقتها جومانه، وصمتت بخجل من نفسها عندما شعرت أنه محق في منعها قبل أن تذهب الى اليزابيث بتهور.. لكنها تصرفت باندفاع لأجل إنقاذ صديقتها دون تفكير في العواقب.. تجاهلت جومانه ما يفعلون لتقول بابتسامة غريبة سارحة
= تعلموا ما حدث الليلة الماضية يشغل ذهني.. أفكر و أتساءل ماذا حدث لإليزابيث بعد أن أخذها السيد آدم.. لقد رأيتم بنفسكم كيف جاء كالمجنون لينقذها من شويكار؟ من الواضح انه لم يتركها برضاه بل السيده شويكار هي من اخذتها رغم عنها مره ثانيه لتعدها الي هنا ..
عقد باكر حاجبيه يفكر بصمت بينما اومأت هانا مؤكدة ولم تنظر إليها وهي تتحدث بشرود بابتسامة عريضة
= وانا ايضا مصدومه مما حدث بالأمس.. وأتساءل هل يا ترى السيد ادم وقع في حب إليزابيث !.
❈-❈-❈
في اليوم التالي، استيقظوا زين وادم يبحثون في المنزل عن اليزابيث الذي اختفت فجاه ولم يجدوها منذ الصباح.. مرت ساعه مرا على آدم بحث عنها بكل مكان بالمنزل وبالحديقه ولكن لم يجدهـا؟ ويشعر بالقلق بان تكون ذهبت وتركته؟ او وصلت اليها شويكار مره ثانيه؟ لكن كيف ستصل اليها وهي هنا.. كاد أن يفقد عقله فعليًا من التفكير.....!!
وبعد فترة ليست طويله عادت اليزابيث إلي المنزل وعندما دخلت إلى المنزل وجدت آدم يذرع المكان ذهاباً وإياباً ويبدو عليه التوتر.. ثم خلعت حذائها الشتوي ودخلت الردهة الواسعة و استغربت من حاله آدم بالرغم من أنه كان هادئاً وهو يرتدي ملابس مريحة مكونة من بنطال وسترة باللون الأسود وعليهما علامة شهيرة باللون الابيض وكان عاقداً ذراعيه الى صدره ويبدو أنه غارق في التفكير والقلق بشئ.. وما ان رأها حتى تنفس الصعداء وسرعان ما زجرها قائلاً
= و اخيرا جاءت اليزابيث! این اختفيتي منذ الصباح دون ان تخبري أحد مننا بمكانك الذي تودين الذهاب اليه ! أنا منذ أن استيقظت وانا ابحث عنك بالمنزل
و الحديقه
نظرت اليه بتعجب ولم تكن تعرف النظرة التي تعلو وجهه وهو ينظر اليها الان هي نظرة حب وقلق ولكنها استبعدت مشاعر الحب وخلعت معطفها وقبل أن تتحدث، ليخرج زين في تلك اللحظة وهو يقترب منها قائلا بنبرة قلق
= اليزابيث انتٍ هنأ، ظننا انكٍ رحلتي دون ان تخبري أحد بقرارك النهائي وهذا ما جعلنا نقلق.. الحمد لله انكٍ بخير
هزت راسها وقالت وهي تنظر إلي آدم متحدثه
=لا داعي للقلق انا بخير امامكم.. لقد خرجت لكي اتمشى قليلا اذ انني شعرت برغبة تحثني على فعل ذلك، لكنني عدت في منتصف الطريق لانني لم اعرف الاماكن هنا.. لذا اعتذر لانني خرجت دون اذن منك سيد آدم
فتنهد آدم بقوة وهز رأسه بتفهم ليخرج صوته مبحوحًا يتحجزه القلق
= اليزابيث انا لم اقصد شيء، انتٍ لست سجينتي ابدأ ويمكنك الخروج من المنزل متى اردت فعل ذلك ولكنني شعرت بالقلق لانك لم تخبريني بأنك تودين الخروج وخصوصاً لان الساعة لم تتجاوز السابعة صباحاً كما انك لا تملكين هاتفاً محمولا لهذا لم استطيع الاطمئنان عليكٍ، بخلاف ذلك ، لا تنسى ما حدث الليلة الماضية ، وكنت أخشى أن تكون شويكار قد وصلت إليك مرة أخرى .. لذلك كان يجب أن تخبرني أولا
عضت علي شفتيها السفلية شاعره بالخطأ لتشدق بعبث متحسرًا
= أنت على حق ، أعتذر لم أكرر هذا مرة أخرى
تنهد آدم ثم اقترب منها يسحب اليزابيث من ذراعها وهو يغمغم ويردد بصوت اجش هادئ
= لا اريد اعتذار منك لم يحدث شيء .. تعالي معي
عقدت إليزابيث ما بين حاجباها وهي تحدق به متساءلة بدهشة
= إلى أين ؟؟.
شعر بالاضطراب من لمس يدها الذي أجج عاطفته.. ولكنه رسم الخشونة على ملامحه الرجولية وهو يمسك ذراعها بخفه قائلا بحنان
= ألم تقولي إنكٍ أردتي الخروج ، لكن عودتي في منتصف الطريق لأنك لا تعرفي الطريق هنا ،اذن تعالي معي سأوصلك إلى مكان مناسب بنفسي حتى تشعري بالراحة وتغيري جو
بينما كان يتابع زين ما يحدث بعينيه غاضبة بكل هدوء يحمل خلفه افواجًا من العواصف ....!!!
❈-❈-❈
بعد فترة قصيرة من السير توقف آدم أمام بحيرة متوسطة المساحه وأشار إليها بعينيه بأن ذلك المكان الذي كان يتحدث عنه، وكأنه يعطيها الاشاره لتقف امام البحيره وتفرج عن احزانها دون خجل او عواقب.. أومأت له موافقة وقد كانت من التعب الذي يجعلها لا تريد أي جدل أو مفاجئة من اهتمامه الذي اصبح ليس جديد عليها فسحبها دون كلام ورائه ليقف أمام البحيره ..
تركت اليزابيث يده ولفت ذراعيها حولها دفئا نفسها وهي تتنهد بإضطراب و بإرهاق ونفضت أفكارها الذي أصابها الصداع منذ الصباح من كثرتها.. ابتسم آدم بحنان ليقول بحذر
= انتبهي ..لا تقتربي بشده من البحيره حتى لا تقعي
تنهدت مستجيبه له وهي تعود إلى الوراء بخطوات بسيطة لكنها هتفت بصوت مرتجف
= ما الذي تفعله اذا وقعت.. ستفرح بالتاكيد اليس كذلك؟ حتي ينتهي عبئك وتتخلص من معاناتي
ابتسم لها وظهرت أسنانه البيضاء و فقدت لها قلبها إحدى خفقاته ليعود وينبض بعدها بشكل جنوني وكأنه قرع الطبول ليهمس
= لا لم اتركك.. لكني اعتقد ليس بوسعي الا الحق بكٍ كي اخرجك
اشاحت اليزابيث وجهها بعيد وهي تحمر وجنتيها لتنظر إلي السماء بينما تنحنح آدم مسيطرا على نفسه وهو متعجب من نفسه بالفعل أكثر من تعجبها حيث كانت قبل قليل متألمه محتاره بمشاعرها..هتف آدم قائلا بارتباك
= لو أصبحت حياتكٍ مجرد صراعاً من اجل قبول اشياء لا تريدها فستصبحي دائماً غير سعيدة
هزت راسها بيأس فتهتف بصوت شق سكون الليل من حولهما
= أنا أصارع أتفهم ذلك! لكن لست راضية عما أنا عليه الآن، لكنني في نفس الوقت لا استطيع تقبل كلمات الشفقة والمواساة ..
نظرت للسماء مجددا كأنها و الذي يتطلع إليهما وكأنه حافظ الأسرار لهما ليقول أدم وهو ياخد نفس عميق
= اليزابيث انا لا اواسيكٍ ولا اشفق عليكٍ انا بالفعل اريد مساعدتك ولا اريدك ان تضلي هكذا في هذه الدوامة ما حدث في الماضي لن يؤذيكٍ مرة اخري ، الا اذا سمحتي له انتٍ بذلك
هبت رياح قوية طار شعرها الذي كان مقيدا بشكل غير محكم و مفككة بشكل عشوائي، انفرد شعرها خلف ظهرها وكان يرفرف في مهب الريح سرعان ما لمعت سماء عينيه المظلمة بألف نجم يتفجر وهو يتابعها بشغف وهي تقول بصوت منخفض
= هل تعرف اجد من الصعب التحدث معك أحيانا
شرد في منظرها الخلاب ومجددا أخذ نفسا عميقا يحمل نفسه على الصبر وهو يقول بقله حيله
= انتٍ لا تصارحيني و تتحدثين سوى عندما تغضبين فقط يا اليزابيث.. ربنا ذلك متعلق بثقتكٍ بالاخرين الذي اهتزت
حاولت اليزابيث كبح دموعها وهي تهتف بمرارة
= لأن البعض لا يقترب منك لمواساتك بل ليطمئن انك تتالم.. هل تعلم احب الجلوس في النهاية ؟!. في اخر المقعد بالحافله.. في اخر طاوله بالمقهى.. و في اخر كرسي بالصف.. أؤمن بأن كل شيء من بعيد اجمل.. واوضح لان الرؤيه الواسعه ندرك منها أمور كثيرة
رمشت بعينيها وقد زاد احمرار وجهها من الألم حتى قارب الانفجار فأطرقت تتحدث بيأس
= الحياه مؤلمه بما يكفي.. لا افهم لماذا لا يختار احد العطف.. ليتني حجر ...لا أحن إلى أي شيء.
فأحست بقتراب آدم أكثر فلم يكن وجهه يبعد عن وجهها الى بضع مترات , فشعرت بيد قوية تهز أكتافها لتعيدها من توترها الى الواقع وهو يقول نبرة عميقة
= لا تستغربي إن وجدت الشر في المكان الذي غرستي فيه الخير فهناك أراضي لا تصلح للزراعة..
كانت جفاء الشفتين و لمعت الدموع بالعينين وما أن صمت حتى قالت بوجع لا يزول بسهولة وهي تميل برأسها قليلا للجانب
= كيف يمكن أن تشرح للغير أنك ما عُدت تصلح لي أي شئ ، و أنك مُستنزفٌ لدرجة أنك تحتاج فُسحة من الوحدة كي ترمّم ما دمّرته الحرب في داخلك ، كيف يمكن للجميع أن يحترموا أنّك ما عُدْت قادرًا على الإجابة عن سؤال عادي حتى..هل يُمكن أن نرجع بالزمان إلى السابق أو نسافر عبر الزمن لنتخذ قرارات لتغيَّر من مصيرنا! اتمنى بشدة هذه الامنيه دائما ان يعود الزمن الى وراءه لاغير قرارات كثيره اخذتها دون تفكير كافي.. لكن مع الاسف لم يعود الوقت سابقة !!.
رفعت وجهها له مجددا وهي تهز رأسها وتعض على شفتيها وهي تبكي وتتألم بحرقه و قد توردت وجنتيها من البكاء أمامه بينما تنهد آدم ناظرا لها بتأثر... و رتب بكفي يده على شعرها ليرتبه بعدما تشعث و قم ارجع خصلات شعرها المتمردة خلف اذنها و انحنی و طبع قبلة جانبية رقيقة ان يبث فيها اشواقه لها زلزلت گیانه وكيانها..
كان وجهه مقابل وجهها لا يبعد إلا بضع سنتيمترات، فتوهجت عيناها وهي تراه يتخذهما بوابة فيعبر منها إلى عمق روحها وقلبها بذاك التوق الصريح! ظلت مشدوهة بالنظر إليه لم تشعر كيف اقتربت هي منه لتضع رأسها فوق صدره بصمت! أدرك حينها ماذا تريد وابتسم وهو يشد علي خصرها وانفاسه فوق بشرتها وانکمش جسدها بين ذراعيه.. ليس بسبب تلك التجربة الأليمة التي مرت بها بل في فورة حياء غريزية للمسة الاولى منها.. فكل لمسة تشعرها بقوة من نوع مختلف تنبثق داخلها مع بنبضات قلبها التي تقرع.. فليس هناك كلمات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي شعروا بها الاثنين !!
وهكذا مر الوقت عليهم فقط هدوء وراحة تتسرب لهم وكفى! لم يتحدث أي منهم بشيء كانت تحضنة دون أن تهمس أو تعترض و فقط يحافظ هو على تهديها وهدوء يحتاجها.. ينسج لها راحة ينشدها وهي بين أحضانه.. رفعت مقلتيها وهي بين ذراعيه تلاقت عيناه مع عيني اليزابيث شعرت برجفه بجسدها لتنتبه الى نفسها وما فعلته من قبل ؟؟
تسمرت اليزابيث مكانها و شعرت بالاحراج فطأطأت راسها بخجل تنظر الى ارض و قد توردت خدودها وهي تبعد عنه.. ليقترب آدم منها امسك ذقنها برقة ليرفع بوجهها اليه وشعر برعشت جسدها تحت تاثير لمساته، كان آدم يحدق فيها بنظرات غريبة وتسائلت في قلق ماذا يدور في خلده لكنها منحته ابتسامة امتنان ليقول بصوت حازم بشده
= اياكي ان تنحني راسك لاحد ...
قبلها بعدها من وجنتيها مره ثانيه بنعومة وحنان و ارتبكت اليزابيث لتعود الي توترها لتبتعد عنه خطوة و قد تلاشت ابتسامتها ليتنحنح هو و هو يقول محاولاً لتغير الحديث
= انا جائع هيا بنا لنعود..
امسك بيدها دون حديث و استدار يسير ليرجعوا إلي المنزل مره ثانيه .
❈-❈-❈
بعد حوالي ساعتين كانت اليزابيث بالمطبخ تنتهي من اللمسات الأخيرة للطعام بينما دخل زين إلى المكتب ليري آدم يقف بجانب النافذة يراقب حركات الرياح بالخارج ليقول زين بصوت عالٍ يحمل برودا جذب إنتباه آدم الشارد بالذهن حتى انه لم يشعر به عندما دلف وتقدم منة .
= هل سأراك شارد هكذا في كل مرة أدخل فيها المكتب؟ وبما شارد يا تري
أجاب آدم دون أن يسترد وتزم شفتيه بضيق وقد تبدل مزاجه تماماً
= ولا شيء ماذا تريد ؟؟.
صمت زين قليلاً وفجأة تحدث وقال بصوت أجش متعثر
= هل تحبها؟ أعني ، هل وقعت في فخ تلك الفتاة؟
التفت آدم برأسه فظل واقفاً متكتف ناظرا إلي زين شذرا بنظرات صارمة بوجه جاد فهو بدا يتعدى حدوده معه.. بينما بادله زين النظرات بغموض مستفز أسفله غضبا من نظراته المتحدية وكأنه لا يخشاه..
ثم بعد وقت، تقدم زين بخطوات بسيطه فوقف أمام آدم قائلا بصرامة
= اسمعني آدم .. لا أعلم ما بك منذ فترة ولا أريد أن أتدخل! لكن أريدك أن تتذكر العمل ولا يوجد وقت لتقلباتك وغموضك و تفاهات هذه الفتاه اليزابيث التي دخلت حياتك لتقلبها.. أنت قريبا ستصبح عمده لتلك القريه،و ليس لك أي سلطه عليها هنا ورايت بنفسك ما الذي فعله السيد نيشان، نحن لا نريد مشاكل فارغة من لا شيء
ثم صمت يضيق عينيه وأكمل حديثه بجدية
= السيد نيشان هنا هو العمده.. كلمته الأولى والأخيرة للجميع وأنت تعلم أنه مستعد لعمل أي شيء حتى لا يضيع منه العمودي..و إذا اخترت تلك العاهرة لتمشي معها في طريقها ستفقد حياتك ومستقبلك كله بدون مقابل ..ومع الوقت سوف تمل منك اليزابيث وتتركك لتغادر وتبحث عن غيرك !!.
ظل آدم واقفاً يستمع للحظات ووجهه يتلون بالغضب تمنى لو يتقدم فيصفع ذلك المتبجح الحقير .. ليصيح هو بانفعال حاد
= زيــن.. أنا ليس غارق في العسل ليلا وانام نهارا زين بل أنا مهتم جدا بالعمل واقوم به على أكمل وجه وإلا ما كانت لما في الان..و هذه المرة سأنسى الأمر تماما .. وفي المرة القادمة ساتصرف معك يا زين بنفسي.. فنحن لا نمزح هنا.. وكلمه اخيره بخصوص اليزابيث ليست لك دخل بها واياك ان تتحدث عليها هكذا مره ثانيه..
ثم نظر له للحظات وأردف بتحذير مقتضب
=والآن.. اذهب لعملك زين ولا تدخل المطبخ وابتعد عن اليزابيث تماماً.. فهمت !.
نظر له بسخرية ثم قال زين حينها بتهكم غاضب
= متاكد انك لا تمتلك اي مشاعر تجاهها.. اذا يجب ان ترى وجهك وانت تتحدث عنها
❈-❈-❈
في منتصف الليل.. وضعت اليزابيث الطعام أعلي الطاوله والذي كانت ماكولات بحريه مثل ما يحب آدم! ابتسمت وهي تنظر الى الطعام بانجاز وكانها فعلت ذلك لاجله فقط مخصوص كشكر له على ما فعله معها.. ثم التفتت بسرعه لتركض لتبلغ ادم بان الطعام اصبح جاهز! لكنها عندما التفتت تفاجات بجسد ادم خلفها فاصطدامت بة لتتعثر لكنه التقطها لتصبح بين ذراعيه بعد أن لحقها..
أبعدها آدم عنه بعد لحظات ينظر لوجهها القريب منه وهو لا يزال متشبث بها فطالعته بابتسامة حاولت ألا تجعلها طبيعيه لكنها أصبحت ابتسامة خجولة ولحظها السيء خرجت خجولة مرتبكة مع انسدال جفنيها أمام عينيه المشتعلتين بمشاعر كثيرة متداخلة.. ابعدت يديه عنها لتقول له وهي تشير للطعام بارتباك شديد
= الطعام اصبح جاهز .. و سيبرد
لم ينظر آدم للطعام وظل ناظرا لها للحظات يلملم شتات نفسه ثم قال بنبرة سيطر عليها لتخرج هادئة
= وما صنعتي على الغداء اليوم ..!!
عضت اليزابيث على شفتيها وهي تجيب بتوتر
= سمك! مثل ما تحب سيد آدم .
ابتسم آدم قائلا بتوبيخ رقيق وهو يعقد حاجبيه قليلا
= الم أخبرك قبل سابق انني اجد صعوبه في نزع الاشواك من السمك .. لما فعلتٍ علي الغداء إذن
هزت كتفها بشكل لطيف و ردت اليزابيث ببساطة
= ليس هناك مشكله سانزع الأشواك اليك مثل كل مره
تنهد آدم قائلا بتعب بما لم تسمعه
= بهذه الطريقه.. يبدو أنني لم أتوقف عن تناول السمك بعد الآن
سألته وهي تعقد حاجبيها باستغراب و تقترب من الطاوله
= ماذا تقول ؟
هز آدم رأسه يزفر بعمق ليرد ببعض من خيبة الأمل يحاول إلهاءها
= ولا شيء كنت أتساءل المَ تأكلي معي، ألا تحبي أن نأكل سويا
نظرت له صامتة للحظات مبتسمه ثم قالت له لتجيب عليه بنبرة حارة لفحتها وعيناها تلمعان
= بلا أحب .. أحب جدا ..و بشدة
ثم تنحنحت وهي تجلس على المقعد و تضع الطبق أمامها المليء بالاسماك لتبدأ في نزع الأشواك أمامة باهتمام قائلة بخفوت
= إذا هيا اجلس و كُل
ارتفع حاجباه وابتسم ابتسامه واسعة لذيذه بلهاء وهو يلاحظ اختفاء توترها واستعادتها لاهتمامه وفعل الاشياء التي يحبها لأجلة و الذي لا يظهر إلا له فقط.. وكم يسعدة ذلك يسعده بشدة !
مرت دقائق وبعد أن أخرجته من شروده الذي طال لينظر لها عاقد الحاجبين وكأنه يغوص فيها ليجلس آدم بعد أن لحظة أشار بيدها لطبقه وأهدته ابتسامة حلوة بخجل فنظر للطعام وهو يجد السمك مُقطع منزوع الأشواك على طبقة .. ليبدأ آدم في تناول الطعام وعيناه تلمع بامتنان و شيئا آخر .
وعن بعد فكأن زين يراقبهم ويتفتت من الحقد والغيظ وعيناه تلتمعان بالكره وهو ينظر لهما وهما يجلسون معا يتسامران ويبدو عليهما الحب.. و الرومانسية !!
❈-❈-❈
في الصباح خرجت اليزابيث من غرفتها لتجد المنزل هادئ تمامًا بلا صوت.. فنظرت إلي زين الذي خرج من غرفته هو الآخر لتسأله بنعومة
=هل لا يوجد غيرنا في المنزل ؟؟
رفع زين كتفاه بقلة حيلة مصطنعة ناظرا إليها
= لا يا اليزابيث بالطبع يوجد فالسيد أدم مع الأنسة لارا بالخارج في الحديقة
رمشت بعينيها عده مرات وبدأت مخالب الغضب تنهش ثباتها المزيف الذي تجتهد في رسمه لتتحرك بخطى شبه راكضة نحو النافذة وهي توزع انظارها بحثًا عنهم.. فصُدمت عندما وجدت لارا تحتضن آدم وابتعدت عنه حين نظر إليها بأنزعاج و تحذير لكن اليزابيث لم تري ملامح وجهه جيدا.. بينما اقترب زين من اليزابيث بابتسامة سخيفه وكأنه وجد الحُجة ليخرج الغل الدفين داخله
= من الواضح انهم يحلونا مشاكلهم ليبداون صفحه جديده مع بعضهم؟ فـ لارا ليست تحب ادم فقط بل تعشقه ولن تستطيع الاستغناء عنه.. ممم وبصراحه انهم مناسبين جدآ الى بعض.. فهو في النهايه سيكون العمده ويجب ان يتزوج ويرتبط بفتاه سيده مجتمع راقيه و محترمه!؟.
اتسعت عينا اليزابيث و دوى صوت كلماته القاسية في الارجاء الساكنة التي اشعرتها بالاهانه والذل.... لتري في نفس اللحظه في الاسفل آدم جذب لارا من يديها وذهب!! اغمضت اليزابيث عيناها بقهر تحاول الثبات وداخلها يخبرها بأن خاب ظنها ومن الافضل ان تبتعد فالامر من المستحيل أن يستمر بينهما...
أما عن آدم وقف في منتصف الطريق..و ظلت لارا تهز رأسها نافية بعصبية حادة مرددة بنبرة عاصفة
= ابتعد عني لما تقف أمامي وتمنعني؟ اتركني حتى اقتل هذه اللعينه التي أخذتك مني ؟؟ وما فعلته رد فعلي كان بسيط قليلاً عما سافعله قريبا بها.. لأني لن اصمت على تلك الاهانة يا ادم.. فلتعلم ذلك لن اصمت وانا اراك تذهب الى غيري وهذه العاهره هي من تفوز بك ...!!
جذبها بعنف سيضربها من تهورها حتمًا فأغمض هو عينـاه والغل يتوحش داخله شيءً فشيء ليخرج صوته أجش جامدًا وهو يخبرها
= للمرة الاخيرة أقول لكِ واخبرك يا لارا.. أنا لا أريد اذيتك ولا تجبرينني على ذلك ! واياكٍ ثم إياكٍ الاقتراب من اليزابيث مره ثانيه صدقيني انا بصعوبه أتمالك اعصابي حتى لا اؤذيكٍ بنفس الطريقه الذي اذيتيها بها
التمعت الدموع بعينها بألم وضمت لارا وجهه بين يدها وهي تبكي بانهيار
= ادم انا احبك لماذا لا تصدقني.. انا من المفترض ان اكون معكٍ وتخترني أنا
هز رأسه بضيق ويأس منها وهو يصرخ بها بانفعال
= لارا حبة في الله لا تجعلينني اختار بينك وبينها ..
لتبتلع ريقها بتوتر وهي تبعد عنه للخلف مرتجفة وتطلعت بنظرها له لـ تسأله برهبة
= لماذا.. لانك ستختارها ؟
صمت لحظه لكنه بصوت عذب رقيق همس دون ان يعير صدمتها المرتعشة وتصلبها اهتمام
= نعم سأفعل ذلك.. لارا .. اليزابيث أصبحت تحتل مساحة كبيرة داخل قلبي و عقلي لذلك لا تضعي نفسك في مقارنه معها لانك بالتأكد ستخسري المقارنة دون شك !
بينما كانت لارا في عالم آخـر وتلك الكلمات "أصبحت تحتل مساحة كبيرة داخل قلبي وعقلي" تتردد بأذنها بلا توقف.... ذٌهلت لارا حرفيًا لم تتوقع رد حديثه البارد الذي كان خلفية واضحة وقاسية لرفضه لها !! فهي لم تتوقع ان يقع في حبها مطلقاً، بل توقعت على الاقل أنه يرغب بجسدها ليلهي معها مجرد ايام وسيتركها في اي وقت، لكن الوضع تخطي توقعاتها بمراحل كثيره !!.
❈-❈-❈
كانت اليزابيث تقف في الحديقة امام بعض الزهور والأشجار لرؤيتها بابتسامة متألمة ووجه ابيض شاحب للحيـاة التي أظهرت لها جانبًا من التقبل الهزائم دائما.. بينما اقترب زين ليمسك بـ رشاش الميـاه وهو يتفحص حالتها الميؤوس منها ثم ردد بصوت هادئ
= ما بكٍ لما حزينه هكذا ؟؟. كل ذلك لان ادم تركك وذهب مع لارا !!.
صمتت ولم تجيب عليه، ليهز زين رأسه نافيًا باستفزاز فتابـع بعبث دغدغ حواسها
= اصلا بالاساس هذا شيء متوقع .. فمن المستحيل ان يبقى معكٍ ويترك كل هذه و السلطه التي سياخذها بعد والده !
جزت علي أسنانها بعنف وغيظ ولم تجيب أيضا، وفي اللحظة التالية كان يحيط بخصرهـا بيداه بينما انصدمت هي لتحاول التملص من بين قبضتـه بعنف بسرعه ولكنه وبحركة مباغتة كان يتحسس وجنتيها بشرود وهو يهمس بصوت غريب
= انتٍ جميلة اليزابيث.. جميله جدا.. لما لا تنتبهي الي بدل من ان تضيعي وقتك على الفاضي مع ادم فهو في النهايه اضمن لك بانه سيتركك ويذهب الى لارا.. وانا ساعتني بكٍ جيدا..لكن اذا وافقتي
شهقت اليزابيث بهلع و ابتعدت عنه بكل قسوة وجبروت الذين تربوا داخلها مع مرور معاناتها لتصرخ فيه
= ما الذي تفعله يا حقيره ابتعد عني.. من سمح لك ان تقترب مني هكذا ومن أخبرك بانني انتظر شيء من آدم او منك.. زين! هذا اخر تحذير لك ..نحن لم نعد اصدقاء ولم نكن اصدقاء من البدايه، فانا طول الوقت اشعر بالريب منك وعدم الثقه.. ومن المستحيل ان نكون اصدقاء بعد ان وضحت نيتك السيئه
صمت زين باستخفاف وحينها أمسك بيدها ليضع رشاش المياة وهتف وهو يهدر فيها بعنف وقد برزت عروقه منتفضة لقلب تلوى ألمًا
= لو كان آدم هو الذي اقترب منك هكذا ؟ لا كنتي تركتيه يفعل ما يحلو له.. مثل ما توقعتك بالضبط فتاه لئيمه وستظلي عاهره
عضت اليزابيث على شفتها السفلية بقسوة شديدة ليرحل زين وتركها مشتت كحالتها المثيرة للشفقة.. ضغطت علي أعصابها بصعوبة بالغة وهي تترك رشاش المياة بالأرض ! .
ثم التفتت اليزابيث لترحل إلي الداخل لكنها صرخت فجاه بفزع عندما شعرت بأحد يجذبها بعنف من ذراعها واتسعت عيناها ببطء لتجد آدم أمامها و عينـاه حمراء حادة وعروقـه بارزة بجنون وكأنه سيقتلها... إبتلعت ريقها بارتباك وهي تراه يعود لخشونته قائلاً بتساؤل مريب
= ما الذي كنتي تفعلينه معه ؟ ولما كان قريب منك هكذا وكيف تسمحي لي ان يمسك يديكٍ
اتسعت حدقتاها بذهول وهي تهمس بحده وسحبت يدها منه بنفاذ صبر منه ومن زين!
= ابتعد عني لما تمسكني هكذا؟ ولما سابرر لك حتي
ليقترب منها مره ثانيه فتراجعت هي تلقائيًا ليمسكها هو من ذراعهـا يهزها بعنف صارخًا بصوت قوي مُخيف
= ستبرريين لي بعد الان كل شيء يحدث معكٍ
لتتذكر عندما خرج مع لارا وهي كانت داخل أحضانه فأشارت له اليزابيث محذرة بصلابة
= ولماذا ..هل سالتك ماذا كنت تفعل مع لارا او لماذا كنت تتحدث معها واين خرجت للتنزه معها
ظهرت ابتسامة غيظ مترافقـة بشظايا غيرة حارقه وهو يهمس لها بصوت خشـن أثار شيء داخلها رغمًا عنها
= الامر ليس كما تظنين اليزابيث .. قولي لي بماذا كنتم تتحدثون معا بالخارج ولما كان قريب منك هكذا ويمسك يديكٍ.. هل انتٍ معجبه بهذا زين ؟.
اومأت اليزابيث برأسها بسرعة ثم همست بنبرة حادة
= هذا لا يخصك
كان آدم تنفسه سريع وعالي وهو يردد بصوت آمر
= اليزابيث لا تسيري غضبي وجاوبيني! معنا عدم ردك علي سؤالي ، يسير شكوكي اكثر نحوك
ازداد اتساع عينيها ببلاهة أكبر هاجمتها فجأة من اهتمامه الزائد هكذا؟ بينما تكرر في عقلها بأنه من الممكن يغار.. لكن هزت راسها برفض بالتاكيد أنها تخرف.. بالطبع.. بالطبع ليست صحيح.. أو مجرد حلم تراه هو فيه! تلعثمت وهي تجيب بتوتر
= ما علاقتك بي.. لماذا سابررلك دائما ظنونك السيئه و ماذا سوف أفعل؟ و اذا كنت معجبه بشخص ما.. ما دخلك أنت.. لما انت مهتم بي
شعر بالغضب الشديد الغير معهود وما لمعت سماء عينيه المظلمة بألف نجم يتفجر وهو متسمر مكانه و يعقد حاجبيه، ينظر لها ليتحدث بسرعة موضحة بمكر اعتقدت
= اهكذا اتريدين ان تعرفي لماذا أنا مهتم بكٍ ؟
ظلت تتراجع للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء
=و لماذا سيد آدم ؟؟.
ظل صامتا ولم تلحظ عينيه اللتين كانا يماثلان انفجارات مرة اخرى وربما أكثر.. نظرت له بحذر من صمته ثم تنهدت بضيق شديد والتفتت لترحل لكن توقفت لحظه بصدمه وقلبها هدر بقوة وقفز في صدرها وكأنة إنفجار يحدث بقلبها مدمر وهي بينما تسمع صوته الخافت يخترق أذنيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف بلهجة مثيرة
= لأنك لي ..انا أحبك اليزابيث
الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق