القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وصمة عار الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية وصمة عار الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية وصمة عار الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


ظل صامتا ولم تلحظ عينيه اللتين كانا يماثلان انفجارات مرة اخرى وربما أكثر.. نظرت له بحذر من صمته ثم تنهدت بضيق شديد والتفتت لترحل لكن توقفت لحظه بصدمه وقلبها هدر بقوة وقفز في صدرها وكأنة إنفجار يحدث بقلبها مدمر وهي بينما تسمع صوته الخافت يخترق أذنيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف بلهجة مثيرة 


= لأنك لي ..انا أحبك اليزابيث 


لا تعرف اتلك الزلازل والاعاصير والكوارث الكونية التي شعرت بها اهي حقيقة ام انها بداخلها فقط فور سماعها لكلماته! فهو الان يعترف بحبه لها بكامل ارادته ولأول مره اهذه حقيقه ام انه اقرب للخيال؟!! ليخرج صوتها مصدوم متحشرج يشوبه الضياع 


= ماذا قولت؟!! تـحـبني؟! هل تعني انك تحبني.. يعني انا الذي امامك الان تحبني.. لا ليست كذلك بالطبع مستحيل ان تقع في حبي 


كان سؤالها هو من جذبه من شروده وجعله يسأل نفسه بماذا تفوه الان؟! اهو حقاً اعترف اخيرا لها بكامل ارادته؟ نعم يحبها..و احب وجودها بجانبة دائما.. احب الروح البهيه التي أضافت لأيامة طعم حلو.. احب اهتمامها وصوتها الحاني الذي يثمل الدفئ الذي شعر به بداخل أحضانها وبقربها إلي قلبه، ليردف وهو يغمغم بصوت حاول ظبط بذور التوتر منه من العاطفة


= لا أعرف ما هو الحب .. ولكن إذا كان الحب هو أنني لا أرى أحدًا أمامي غيرك؟ وما زلت أريدك لي وحدي .. ولا داعي في الدنيا له قيمة سواكٍ .. أنتٍ


صمت قليلًا، ثم نظر في أعينها بحب وقال


= هكذا.. بالتأكيد أنا أحبك


كانت صدمة اليزابيث كبيرة وهي تسمع تلك الاعترافات كلها مره واحده، جعلتها تشعر ان حديثه كله مجرد حلم وستستيقظ منه بالتاكيد، ثم اخذ آدم ثواني قبل أن يهمس 


= لا اعلم الامر معقد بداخلي.. لكن قلبي الذي هنا يريدك وقد وقع بحبك منذ؟ لا اعلم متى لانه احبك دون علمي حتى انه لم يستشرني حتى.. كان مثل المسحور تجاهك وفي لحظات استسلم الى تلك المشاعر ..واصبح لكٍ واحبك


أصبح يقر بعشقه رغم قسوته التي كانت من قبل، اقر بخنوع امام مشاعرة التي تحركه تجاهها واقر بأن يريدها دائما قريبة منه وفي احضانه.. نظر إليها وهو يتمتم قائلا متابع سيل اعترافه 


= لا! ليس هذا فقط! أنني..أنني احبك انا مغرم بكٍ كالمجنون أحبك اليزابيث.. هل تسمعين صوتي و كمية الالم به و انا اعترف أحبك يا اليزابيث ...


وكانت الكلمات و كأنها تخرج من بين شفتيه بصدق واستسلام حقيقي، تنهدت و هي ترتجف عند سماعها هذا الاعترف، و اعتصر قلبها داخل صدرها و ترقرقت الدموع عينيها فجأة، فإن سماع آدم الواثق من نفسه بقوة يقول ذلك، ملأ الفراغ الذي كان يعذبها وحسم الأمر


= الم تتحدثي وتقولي شيء ؟. 


تطلعت فيه بعدم استيعاب ثم خرجت عن صمتها واردفت مذهولة بتلقائية مستنكرة بشدة


= لا.. انا لا اريد هذا الحب؟ لا مستحيل أن يحدث ذلك لاااا.. اصمت ارجوك ولا تعيد هذا الحديث مره ثانيه 


ليهبط آدم لمستواها بسرعة وهو يمسك وجهها بين يداه ويردد بصوت ملهوف يتوسلها التصديق 


= لا لن أتوقف عن حبك أبدًا ، على الرغم من أن ذلك لم يعد منطقيًا لكنه حدث اليزابيث ولم اخفيه لان هذه الحقيقه... أنتٍ الشيء الوحيد الذي يجعلني أرغب في الاستيقاظ في الصباح دوماً.. وان تركتك تذهبي دون ان اعترف هذا الاعتراف؟ سوف أندم على ذلك لبقية حياتي


دفعته بعيدًا عنها بعنف وهي تزمجر فيه بجنون


= قلت لك اصمت ساعتبر نفسي لم اسمع شيء من ذلك الحديث! يمكنك ان تحب وتعيش مع غيري انا لم انفعك صدقني.. بالاساس انا آخر شخص يمكن أن يظل معك


هز ادم رأسه برفض وإصرار وامسك وجهها برقة ليطبع قبلة حانية على جبينها هامسًا لها 


= لا يمكنني أبدًا استبدال شخص أحبة بأخر لأن كل شخص يتكون من عدد من التفاصيل المحددة الجميلة


التمعت عينها بالدموع بمرارة وهي تصرخ بقوة علية و داخلها روحها تتلوي من الوجع


= أخبرتك أن تصمت من فضلك ، أنا فتاه محطمه و مهشمه و كل تلك الأشياء المتصدعة والمكسورة بداخلي تتزايد كل يوم .. ولا يمكنني البدء من جديد أنا فتاه سيئه للغاية أتفهم ذلك انا سيئه إلى حد كبير .. بل سأظل سيئة إلى الأبد


فرد هو دون تردد بخشونة واعصاب كادت تنفجر من بروزها وإنصهارها 


= لم يعد هناك شيء اسمة مستحيل بعد الآن ، ولن نبقى هكذا.. وكل شيء انكسر؟ نستطيع إصلاح ما انكسر حتى لو أردنا أن نبني الأنقاض حتى لو ابتدأتي من ذلك المكان المسمى تحت الصفر .. ما هدم وتحطم يجب أن يعاد إلى مكان آخر منا ... يجب أن نصنع بداية جديدة لأنفسنا


دفعته مره ثانيه وهي تحاول تخطيه مرددة بصوت صلب قاسي 


= أرجوك توقف عن هذا الكلام .. حتى لو كان ما تقوله صحيحًا وأنت وقعت في حبي ، فسأرفض هذا الحب لأنك تستحق الأفضل سيد آدم


ثم تخطته بسرعه تركض دون كلمة اخرى ليتنهد هو بصوت مسموع مُعذب 


= آآهٍ اليزابيث ،كنتٍ مجرد عابرة فما الذي ابقاكٍ في قلبي


❈-❈-❈


ظل آدم طول اليوم في المنزل رغم أنه وحتى الان لم يعد ينهي اعماله التي تراكمت عليه... و اليزابيث كانت حبيسة بغرفتها ترفض الخروج من الغرفة منذ أن أعترف آدم بحبة لها؟ وآدم لم يريد الصعود لها حتى لا تغضب مره ثانيه منه واكتفى بـ أن يظل معها بنفس المنزل اليوم واذا صار إليها شيء سيعرف بالتاكيد.. 


لكن كيف وهي حتى لم تتناول الطعام معهم.... بالرغم من محاولات زين التي اظهر لها بوضوح مدى ندمة لكنها لم تنتظر حتى قوله؟ بعد ما صدر منه واكتفيت بهز راسها برفض واغلاق الباب بوجهه!! ولم يلح آدم عليها أكثر لتتناول الغداء معهم......!!!!


بداخل المكتب كان آدم يقف بجانب النافذة وفي تلك اللحظات اقترب زين منه بهدوء فلمعت عيناه تلقائيًا بوميض خاص بتنمر وهو يسأله بشك


= ما بك لما تقف هكذا ؟ 


همس آدم بهدوء حازم بالرغم من تنازع ذلك الألم داخله قائلا متساءلاً بفروع الصبر 


= ولا شيء زين ،ماذا تريد اختصر


ليعقد زين ما بين حاجبيه، يشعر أن هناك شيء مُريب حدث ولكنه لا يستطع الوصول لرأس الخيط، فتجهمت ملامحه وهو يقترب منه متحدث بخشونة 


= حسنا ساذهب قرب منتصف الليل الي امي؟ اتصلت بي ليله امس وقالت انها تردني في شيء هام حاولت ان اؤجل هذه السفريه لكنها تصر؟ فيجب ان اذهب الليلة .. اذا كنت لا تريدني في شئ بالطبع! 


نظر آدم إلي زين بعدم اهتمام ثم قال بنبرة آمرة 


= حسنا اذهب ! 


❈-❈-❈


في المساء بعد رحيل زين، بقي آدم واليزابيث وحدهم بالمنزل! بينما كان آدم يقف امام باب غرفه اليزابيث بهدوء متردد وهو يمسك بين يديه صينيه الطعام الذي احضره اليها للتو، تنهد للحظات فقط ليطرق الباب وهو يخبرها ما يريد، بينما الاخري بالداخل سمعت ولم تجيب حينها زمجر آدم فيه بعصبية خفيفه


= إليزابيث من فضلك افتحي الباب ، أعلم أنك مازلتٍ مستيقظه بالداخل؟ افتحي ثوان فقط حتى! أريد أن أعطيك شيئًا خذي مني أولا ثم افعلي ما تريدي


لكنها لم تجيب عليه أيضا، تنحنح عدة مرات قبل أن يخبرها بجدية تامة


= إليزابيث اجيبي من فضلك وافتحي الباب لأنه يستحيل أن أغادر قبل أن تأخذي طعامك مني لتأكلي، وسأبقى واقفًا هنا حتى تفتحي .. حتى زين غادر وسافر لأمه لأنها أرادته في شيء، لذلك ليس لدي مشكلة في البقاء هنا حتى الصباح؟


عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة وقلق عندما علمت انهم بمفردهم بالمنزل، ثم نهضت لتتقدم لتفتح الباب وقبل ان تتحدث بشيء ابتسم آدم باتساع قائلا وهو يدلف يضع الطعام أعلي الطاوله بغرفتها


= أخيرًا إليزابيث ،تفضلي هذا الطعام لكٍ، لقد فعلته من أجلك ولم أغادر حتى اتأكد من أنك قد أكلتي كلة.. هيا خذي صينية الطعام.. فلا يجب أن تنامي بدون أن تأكلي شيء.


إتسعت اليزابيث حدقتاها وهي تزجره بحدة


= الى ماذا تحول الوصول يا ادم من وراء كل افعالك تلك


بدأ يقترب منها ببطء وهو راح يخبرها بصوت اجش مؤكدًا بصلابة لا تحمل ذرة من التردد 


= إلي قلبك 


تفاجات من كلمته الذي قالها دون مقدمات فهي ليس معتاده عليها، لذا عضت طرف شفتاها بألم تخبرة بهمس عابث احرق وجنتاها من الخجل والحرج


= هل تعلم ما ينتظرك ويوجد بقلبي اولا! قبل ان تخطي خطوه مثل ذلك


اومأ مؤكدًا وهو يحاول التمسك بخيوط الهدوء التي كادت تنساب من بين يداه


= لما لا تقولي لي انتٍ


ارتعشت شفتاها وهي تهمس بصوت شاحب


= يوجد به كل شيء عدا الحب.. لان كل ما احمله بقلبي هي المشاعر الكراهيه نحو الجميع.. لان الجميع قضى وحطم ما تبقى مني؟ لذلك وفر على نفسك مجهودك الجبار الذي تبذله لم تحصل على شيء منه خلفه غير تضيع الوقت 


زفر بعمق ثم سمعت صوت آدم الذي احتد وهو ينهرها


= الامر يبدو صعب عليكٍ أعلم.. لكن عندما تثقي فيه كل ذلك القلق والخوف سيختفي.. لذا ثقي فيه فقط لا اريد شيء اخر غير ثقتك 


لكنها حينها ردت اليزابيث بصوت عنيف ولكنه بليدة جامدة 


= ومن أنت حتي أثق بك! أنت في النهاية رجل مثلهم وقادر على أن تؤذيني وتخيب ظني فيك.. فمن انت حتي امنحك حياتي عند طيب خاطر لتفعل بي ما يحلو لك


ظهرت شبح ابتسامة متلونه على ثغره آدم وهو يهمس إليها بحروف تمنى كثيرا لو تخرج للنور


= أنا مجرد شخص عادي؟ أنا الشخص الذي سينام بجانبك وسوف يجمعنا فراش واحد وعندما ياتي فصل الشتاء ساشعل مكيف الهواء حتى لا تبردي، وأنا الشخص الذي سيأخذ رأسك على ساقي كل ليلة و سأسمع قصصك ومغامراتك في أيام طفولتك في الثانوية وانا من امشط شعرك على الضوء الاصفر لمصابيح المساء في ليالي الشتاء الجميلة وسأسحب كرسي واجلس بجانبك حتى اساعدك في تجهيز الطعام ومن أجلك سوف أنزل معك لتقيسي كل الفساتين والبلوزات في المحل وتختاري أكثر شيء احببته منهم، أنا لست ساحر، بلا أنا مفتون بكٍ ولن أستطيع فعل غير ذلك لأنني أحببتك من داخلي وساقيد أحلامك و سافعل ما تتمنى! انا لست مميز وليست لدي ضمانات بأن حياتنا ستكون مليئه بالسعاده ومريحه الى الابد لكن لديه ذراعات ممكن ان تدخلي بينهما عندما تخافي؟ سوف يسيطرون عليكٍ ويشعروكي بالامان! 


عضت اليزابيث على شفتاها تحاول تمالك نفسهـا من كل هذه المشاعر التي إنتابتها في تلك اللحظة لتحاول كبت تلك الدموع التي تتسابق لتنهمر مغرقة وجنتاها... ثم اومأت اليزابيث بسرعة وهي تخبره شاهقة بحروف متفرقة كالشرق والغرب 


= كلامك جميل ولو قلته لأي فتاة ستحبك علي فورا .. لكن أنا لا ارجوك الأمر صعب بالنسبة لي أن أثق بشخص و يخذلني مرة أخرى .. لذا أرجوك ابق بعيدًا عني واتركني وشأني.. بحالي


ثم توجهت اليزابيث بعدها نحو الخارج بهدوء لتخرج لكن قبل خروجها فجأة وبمجرد أن خطه خطوه شعرت اليزابيث بيده تجذبها بتلقائية فأحاطها هو بذراعاه دون تردد لتهتف اليزابيث بعنف وتوتر هامسة


=أبتعد عني، اذهب إلى الجحيم أنت وحبك يا هذا .. ولن تمر فعلتك هذه على خير أبدا..و لا تنسى انا لم احاسبك على ما فعلتة في المره الثانيه عندما اقتربت مني رغم عني ايضا تلك الليله


ابتسم آدم بخفه ليفهم أنها تحكي عن قبلات ليلة الحفله ليقول باستفزاز معتمد


= ابتلعي لسانك السليط قليلا اليزابيث إلا قطعته حالا .. هل أنتِ مجنونة إذا.. فهل يوجد حبيبه تحاسب حبيبها على قبله؟ 


اتسعت عينا اليزابيث بجنون وهي تهدر صارخة كمن يبصق الكلام في وجهه 


= تبا لك أيها الحقير .. هل تراني فتاة رخيصة لتشبة قبلتك لي التي أخذتها عنوة بأنني حبيتك أو مثل تلك فتياتك الحقيرات أمثالك التي تقضي معهم ليلة عابرة.. وتنساها بعد ذلك


التمعت عيناه بجنون أكبر من جنونها وهو يهبط بنظراته لشفتيها ثم رفعت رأسها بتلقائية لتصطدم مقدمة رأسها بشفتاه.. حينها امسك وجهها بين يداه ينظر لعينـاها التي دائمًا تسحبه للغرق بها... ثم همس بصوت منخفض مثقل بالعاطفة الحادة 


= أنتِ مصممة إذا ؟ حسنا ضيفي هذه إلي حساباتك أيضا.. وليس يوجد فتاه سواكٍ بقلبي ! وحالا ساثبت لكٍ ذلك الحديث


لم تفهم مقصده لوهلة حتى رأته قال اخر كلمة وهو ينظر بطرف عيناه إلي شفتاها ليهبط لمستواها يسرق شفتاها في قبلة سريعة ولكنها عميقة اثارت زوبعة من المشاعر اللاهبة داخلها وداخله ايضًا لتتسع عينها بصدمة كبيرة.....ابتعد بعد دقيقة يتنفس بصوت مسموع ثم احتضنها آدم بحنان بحت يُشعرها أن قلبه هو من يحتضنها وليس جسده أن حزنها شيء يجعل كيانه الرجولي يرتجف بعنف !! بدأ يربت على خصلاتها بحنان هامسًا وكأنها طفلته 


= لا تقلقي صغيرتي.. ألا تعرفين طبع تلك الحياة؟؟ كلنا نعيش نفس التعب لكن لا شيء يستمر... اليوم لستي غريبة عني لأنك اصبحتي حبيبتي ! جميعنا مصابات بالأنفصام


أنزلت يدها بسرعة وهي لا تزال مأسورة بين ذراعيه لا تقوى على التوازن لابعاده وهو متمسكا بها يحاوطها حتى كادت أن تختفي تماما في صدره.. 


أما آدم اكتفي بأن أدار وجهه قليلا لتواجه شفتاه يدها المرتعشة فيقبلها ببطيء وهي مغمضة العينين مرتجفا بكل كيانها بما يفعله فيها ..و قبل ان تنطق بأية كلمة انحنى رأسه ليقبلها من جدید من شفتيها.. ظل فترة يقبلها ويقبلها دون أن يتوقف رغم أوامر عقله والتي لا يستجيب لها جسده وكأنه انفصل عنه خاضعا لما يمليه عليه قلبه فقط وعيناها زائغتان بشكل أبله تكاد تقسم أنها لا تعرف ماذا يحدث حتى همس بجانب أذنها بصوت مثير


= کل شيء استطيع ان اكتفي منه الا نظرتيّ لكِك .


شهقت اليزابيث من موجة المشاعر التي إنتابتها مجددا بإدراك بطيء .. وظلت تنظر له مصعوقة النظرات وحاجباها كادا أن يلتقيا بمنابت شعرها في تعبير مذهول .. مذهل لعينيه المستمتعتين !


ظل آدم ينظر لحالتها المصدومة منتظرا بصبر ردها متحفزا بكل خلاياه لأي هجوم شرس قد يخرج منها .. وفي نفس الوقت يتذكر.. يتذكر كل كلمة قالها خرجت من شفتيه و المعالم والكلمات الذي كان يقصدها كلها فقد تعب و مل من الاخفاء ليردف بصوتٍ أجش


= أنا أعلم أنني وقعت في حبك ولكن ليس بالضرورة أن تحبني بالمقابل.. يكفي أن تظلي معي فقط لا أريد أكثر من ذلك.. تعبت من الوحده اليزابيث.. من فضلك لا تتركيني


أغمضت عينيها بشدة بقله حيله فماذا تقول وهي بالفعل وقعت في نفس الفخ! وانتهي الأمر، وبعد لحظات طويلة أسبلت أهدابها بـخجل الذنب !! لتفتح عينيها وتمتمت تهتف بتهرب


= سوف تتجاوز ذلك وتجد شخص أفضل مني


زفر نفسا ساخنا متأوها من بين شفتيه وهو يجد نفسه غارقة فيها فتزيد من اقتراب جمرات البركان المشتعلة من فوهته قائلا


= حين أكون معك أشعر أنني في مركز الكون، حيث لا اسئلة عن الحياة أو غايتها، وكأنني امشي على الغيوم .. أنا أعلم أنكٍ الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع أن يجعلني سعيداً


تفغر شفتيها قليلا وواضعة أطراف أصابع يدها الصغيرة كا طفلة على فمها تنظر له لا تجد مخرجا للكلام او الرد فهو يضغط عليها في نقطه صعبه المنال.. تحرك شفتيها من تحتهم بحركات خرقاء دون جدوى .. وكأن دهشتها حشرت الكلام في حلقها حشرا .. فأستعصى عليها إخراجها ! لذلك فضلت الصمت .


❈-❈-❈


في الصباح، هبط آدم من غرفته بخطوات سريعة وكان قاصد يذهب لغرفتها لكنه توقف عندما سمع صوت بالاسفل للحظه اعتقد بان زين! قد عاد لكنه عندما دخل المطبخ وجد اليزابيث تحضر الفطور لذلك ابتسم آدم ابتسامه عريضه قائلا


= جيد استيقظتي إذا.. واخيرا خرجتي من غرفتك


كانت تقف تلوي ظهرها له وهي تقطع حلقات البطاطس لتنظر خلفها له بطرف عينها وهي تبتسم ابتسامة صفرا لتجيب بصوت جامد 


= يجب ان اخرج فهذا عملي هنا، وايضا حتى لا تموت من الجوع


ثم التفتت تكمل ما كانت تفعله لكنها فجاه شعرت اليزابيث بتوتر عندما اصطدمت بأنفاسه قريبا جدا منها، فهو اقترب يقف خلفها ثم هبط رأسه على كتفها دافنا أنفه في عنقها الناعم.. لم يجد وصفا لما يشعر به.. فصمت متنفسا إياها وكأنه يحولها إلى ذرات من الهواء لتسكن رئتيه .. فيتمنى لوهلة لو يكتم أنفاسه للأبد محتفضا بها هناك حتى يموت .. اختناقا من العشق !! وسمعت تمتماته الخافتة وهو يقول بصوت متحشرجة وصوت مكتوم 


= ليس هكذا بل الصحيح هذا المنزل أصبح مكانك ومنزلك الخاص بنا في المستقبل ؟؟ وبالمناسبه.. ابتسامتك التي تاخذ مكاناً صغيراً في وجهك تاخذ كل قلبي


أغمضت عينيها بشدة للحظات بيأس شديد من تلك الدوامة فهو لا يعرف كيف تحاول هي بجهد كبير عدم اظهار مشاعرها امامه وتبذل ذلك بصعوبة بالغة! تركت ما بيدها و دفعته بكل عنف بعد أن توازنت أخيرا ليتركها مجفلا من عنفها الذي ظهر فجأة من وسط ذوبانها ! وسمعها تقول بعينين متسعتين تصرخ ملوحة بيديها


= تبا لك وإلي افعالك الوقحه.. في كل مره احاول الابتعاد عنك بها كي لا احبك اكثر او اتعلق بك يحدث العكس لذلك تماما وكانني واقعه في بحر مكتوب لي لن اخرج منه خاسره لهذا الحب


رفع وجهه بحذر ينظر لها من قرب مذيب للأعصاب حتى تلامسا أنفيهما وقال بخفوت


= لا يوجد حل غير الاستسلام حبيبتي.. يجب عليكٍ تقبل الامر وانا سانتظر ذلك لا تقلقي لانني خسرت تلك الحرب التي تتحدثي عنها بالفعل.. أعدك بانني سانتظر حبك لي 


ثم صمت لدقيقة يستوعب ما قالتة للتو! زم شفتيه ثم هجم فجأة عليها ممسكا بمرفقها يقربها منه فأجفلت وارتعشت للحظة معتقدة أنه سيقبلها مجددا مثل الأمس .. لكنه صرخ فيها بعنف وعدم تصديق


= مهلا ما الذي قلتيه من قبل.. ذلك يعني انك تحبيني كما أحبك


تسمرت في مكانها ترتعش فهي غير قادرة على الاستمرار باخفاء مشاعرها امامه وهو يحوطها من كل الجهات باستمرار لتهتف اليزابيث بين دموعها التي بدأت بالهبوط


= واذا ،مستحيل ان يكمل هذا الحب بيننا ؟.


عقد آدم حاجبيه مذهولا واتسعت عيناه بينما يقر بأنه لا يستوعب متي أحبته هي الأخري فهي قالت بالحرف "كي لا احبك اكثر" معنى ذلك انها تحبه بالفعل فتح فمه ببلاهة وصدمة ليقول بسعادة


= لم افهم اوضحي كلامك.. اليزابيث انتٍ تحبني؟ 


أشتعلت عيناها شيئا فشيئا ماحية الضبابية التي سكنت عينها الزرقا لتظهر انفجارات نارية في نجومها انفجارات غضب نابع من داخلها يغذيها إحساس بالذنب والتخبط ! كل هذا في لحظات قصيرة .. غضب ساحق حارق كفيل بحرقه وحرق جسدها كله وغليان داخلها لم يتبخره لتردف ببؤس


= انا لا اريد التعلق بك يا ادم انا اخشى ان افقدك حينها ستكون حياتي انتهيت اذا حصل ذلك.. انا يوجد حرب بداخلي منذ زمن! معركه لا اعرف متى ستنتهي وهل سانتصر عليها ام لا.. حرب بين عقلي وقلبي انا اريد ان احبك واستسلم بمشاعري نحوك لكني خائفه بشده


راقبها بتوجس وقال بصوت منخفض يسألها بلهفة لم يخفيهـا 


= لما لا تتركي الامور لمجراها فحسب.. بما اننا الاثنين نتبادل نفس المشاعر لما لا توافقين على ذلك فقط دون تفكير 


ليجدها صرخت بحدة عليه بالصمت وهي تتلفت وتمسك بيدها رأسها تحاول ايجاد مخرجة حل لذلك المازق؟؟ لتعض عليه شفتها بغل وهي مستمرة في التلفت حولها وكأنها تبحث .. على شئ ما؟؟ توقفت أخيرا بعد فشلها في إيجاد المجهول الذي تبحث عنه وهزت رأسها بالنفي وقالت


= مستحيل ..لا اريد انا حتى لا استطيع مجرد التفكير في ذلك كل ما يحدث حولي يشعرني بالخطر اذا وافقت .. من فضلك ابتعد عني يكفيني من العذاب ما انا فيه .


❈-❈-❈


في غرفه لارا.. كانت ممتده على السرير بروح خاوية تشعر بالنصل البارد الذي إنغرز بمنتصف قلبها ولكن مرتـان وليس مرة..!!!! مره عندما فقدت كرامتها؟ ومره ثانيه عندما علمت انه احب غيرها؟ ودت لو تصرخ... لو تطلق سراح تلك الـ آآه المتحشرجة التي يحتجزها قسوة الموقف في جوفها عندما قالها آدم بوجهها بدم بارد.. انه أحب غيرها ؟؟. 


سمعت صوت طرقات أعلي باب غرفتها لكنها لم تتحدث ثم دلف انطون واقترب منها متسائلا باهتمام


= هل ستظلي حبيسة في غرفتك طول الوقت هكذا؟ ماذا حدث معكٍ تكلمي.. ما الذي فعله معكٍ ادم هذه المره أيضا


رفعت لارا مقلتيها في البداية كانت صامتة جامدة بطريقة مُقلقة تغطي على اشباح الانهيار التي تحوم في منطلق جوارحها لتنطق بصوت يكاد يسمع 


= آدم احب تلك العاهره... يا انطون أحب غيري بعد أن فعلت معه المستحيل !


عقد انطون حاجبيه بصدمة وهو يسألها بعدم تصديق


= ماذا ؟ ومَن الذي أخبرك ؟؟


ارتعشت شفتاها مجيبة وهي تبكي وتتألم بحرقه


= هو بنفسه قالها !...


تنهد انطون بتفهم ليسحبها لتنهض معه برفق إلى أن جلسـوا على الأريكة معًا، حينها ضمها لأحضانه برفق وهو يربت على خصلاتها بحنان ثم خرج صوته حانيًا


= حسنا حبيبتي اهدئي وتوقفي عن البكاء.. ولا تكتمي تلك الاوجاع التي تكتمينها داخلها، صدقيني هو لا يستحقكٍ ..وقريبا سيعرف قيمتكٍ هذا الحقير


هزت لارا راسها و بدأت دموعها تهبط دموع حارقة بين الألم والانهيار داخلها... بدأت تضرب صدره وصراخها المتألم يزداد وهي تردد بهسيس 


=آآآه.. لما أنا بين سائر البشر يحدث معي ذلك لقد احببته بصدق يا أخي ! احببته لا ادري كيف او متى.. وهو طول الوقت يتجاهل حبي ويتغطى على كرامتي و اوجعي دون عطف؟ ولم يكتفي بذلك بلا ذهب وأحب غيري هكذا دون مقدمات.. دون أن يشفق علية، دون أن يفكر بي للمرة الاخيرة.. دون أن يعطني فرصه ويفكر أنني أحبه كثيرًا رغم كل اخطاؤه معي.. 


رفعت رأسها تنظر لعيناه وهي تهدر بجنون وكأنها لا تعي ما تقول 


= هل انا سيئه لهذه الدرجه يا اخي حتى لا يحبني آدم ويتركني ويذهب الى عاهره ليس لها قيمه.. انا احببته بصدق وعلى استعداد ان افعل المستحيل لاجله، وهو دونا اي ذره شفقة يقول انه يحب فتاه أخري.. ااه لقد تعبت يا أخي تعبت حقا من تلك المشاعر المهدرة 


تجمد انطون من أثـر كلماتها لم يتوقع أن تكون تعشق ادم لهذا الحد ابدًا وتتألم هكذا من أجله، ليقول مُطمئنًا وهو يهمس لها بأشفاق 


= لارا اهدئي، صدقيني ساجد حل لهذه المشكله وقريبا سيترك هذه الفتاه ويعود اليكٍ انتٍ! بعد ان يعرف خطأ الفادح معكٍ


لم تنظر له و رمشت عدة مرات قبل أن تقول بصوت دون تعبير واضح 


= توقف اخي عن ذلك الحديث.. فهو لم يعود اليه بارادته مهما حدث؟ لقد وقع في عشقها وحسم الأمر


تنهد انطون بضيق شديد وقال وهو ينهض بغضب شديد


= واذا سيعود اليكٍ رغم عنة.. انتٍ خطيبته بالاساس ليس هناك مزح في هذا الحديث! ساذهب بنفسي واتحدث مع نيشان ليجد حل لهذه المساله ! 


ذهب انطون إلي الخارج بخطوات سريعة منزعج ليذهب ويتحدث مع نيشان، وتركها بمفردها...!!!! 


دقيقة كانت المدة التي أستغرقتها لارا لتنهض بخطوات ثقيله وتسير لتقف امام المزينة لتنظر لحظات الي وجهها في المرايا باشفاق علي حالها.. لتستوعب أنها اضاعت الكثير من حياتها مقابل ولا شيء.. وقد أمسكت المقص من أعلي المزينة دون مقدمات لتقطع شريان يديها.. لتنطلق امواج من الدماء 

من يدها قبل أن تغمض عينيها وتسقط فوق الارض الصلبة بجسدها وهي تتمني يسحبها ملك الموت من مسرح الحياة للأبد....


وفي نفس اللحظه دلف انطون شقيقها مره ثانيه ليتجمد مكانه بعدم استيعاب وشعر بألم شديد وهو يرى شقيقته انتحرت... إبتلع ريقه وهو يحدق بوجهها الشاحب بالأرض ثم صاح متوجسًا خائف


= لارا ..!!!!! 


❈-❈-❈


بعد مرور اسبوع.. في اليوم التالي .


وقفت اليزابيث بالحديقة شارده تشعر وانها معلقه بالهواء ، الفراغ يحاوطها كما يحاوط جوفها.. هي لا تعلم ماذا تشعر او ماذا ستفعل مع آدم؟!!.. هي فقط تشعر بتخدل جسدها وعدم قدرتها علي المقاومه بينما تشعر بذلك الشعور المريب.. جسدها يهوي ببطئ ينتزع قلبها ويمزق انفاسها.. ظلت تهوي وتفكر حتي اصطدمت بشئ بقوه انه صلب ولين في نفس الوقت يالله ماهذا؟ بدأت ان تشعر بأطرافها اثر تلك اللمسات عليها.. من اين تلك اللمسات ومن اين تأتي؟ ماهذا الشعور الذي تسلسل لجسدها انه الدفئ.. نعم هو..!! 


هو الدفئ التي كانت تنتظره وتتلهف له منذ وقت طويل جدآ.. الان هي تشعر به بألتأكيد هو هنا؟ هو ليس غيره آدم !! رفعت مقلتيها لتقابل شعره الاسود الكثيف بينما شعرت بيداه تحاوطها بقوه وتضمها من خصرها لصدره من الخلف.. بل يعتصرها بداخل ضلوعه ولكنها استكانت بها فهذا كل ما كانت تتمناه ثم شعرت بأنفاسه تلفح بشره عنقها المرمريه الناعمه فوجدته يدفن رأسه بين ثنايا عنقها بينما لايزال يضمها لصدره ويقبل اذنها قبلات رقيقه ناعمه هامس


= صباح الخير ماذا تفعلي منذ الصباح الباكر 


وجدته يبتعد عنها قليلاً ثم احاط وجهها بين كفيه ونظره اللهفه لم تفارق عينيه لتحضن عيناه بنظراتها المرهقه قائله بحده من بين غضبها


= آدم اذا لم تتوقف عن هذه التصرفات وذلك الحديث صدقني ستستيقظ في اليوم التالي ولم تجدني 


اقترب فوق اذنها يهمهم ببعض الكلمات بصوت لاهف عاشق لم تلتقط منهم اذناها بعد غيره


= افعليها اذن؟ لنرى من سيسمح لكٍ بالرحيل.. اليزابيث انتٍ بامان معي.. ولم يستطيع أن ياخذك احد مني

الفصل السابع عشر (الجزء الثاني)

_________________


شعرت بأنفاسه تلفح بشره عنقها المرمريه الناعمه فوجدته يدفن رأسه بين ثنايا عنقها بينما لايزال يضمها لصدره ويقبل اذنها قبلات رقيقه ناعمه هامس


= صباح الخير ماذا تفعلي منذ الصباح الباكر 


وجدته يبتعد عنها قليلاً ثم احاط وجهها بين كفيه ونظره اللهفه لم تفارق عينيه لتحضن عيناه بنظراتها المرهقه قائله بحده من بين غضبها


= آدم اذا لم تتوقف عن هذه التصرفات وذلك الحديث صدقني ستستيقظ في اليوم التالي ولم تجدني 


اقترب فوق اذنها يهمهم ببعض الكلمات بصوت لاهف عاشق لم تلتقط منهم اذناها بعد غيره


= افعليها اذن؟ لنرى من سيسمح لكٍ بالرحيل.. اليزابيث انتٍ بامان معي.. ولم يستطيع أن ياخذك احد مني


مطت شفتها بعبوس واخذت تمسح علي وجهها من أثر قبلاته بظهر كف يدها في منظر طفولي وهي تهز رأسها برفض واعتراض وهمست بصوت ضائع


= لم ادعي ظلامك يستولى علي آدم


ابتعد هو عنها واخذ يتفحص ما بها بهرجله قائلاً بابتسامةً مشرقة 


= معناها انك تظنين ان الظلام يمكن ان يغلب النور.. ممم هذه نظريه مثيره للاهتمام اليزابيث


لتكرر هي فعلتها وتهز رٱسها باعتراض بينما هدأت فأبتسم هو قائلا بصوته الرخيم


= لا تخافي ليس لدي أي سبيل لا استولى عليكٍ.. انا حقا اريدك! لكن اريد قبل جسدك قلبك ورضاكٍ اولا! 


حثها بإصرار فعلمت ان لا فرار منه لتقول بخجل وخفوت حتي صوتها اصبح كالهمس


= واذا لم تحصل في يوم على قلبي ولا رضايا؟ اذا ما يفعل شخص مثلك معي.. هل ستاخذني رغم عني 


اصدر آدم صوت من بين شفتيه قائلا بتنهيده


= اليزابيث لم اكذب واقول انني لست منجذب لكٍ.. شخص مثلي يبتهج بحضورك


ثم صمت آدم قليلاً وهو يدقق النظر بتلك الزرقاء التي غرق في بحور صافئهم ثم اردف وهو يشدد فوق كلماته ببطئ


= هل يصعب عليكٍ تصديق انني اريد الاستغراق أكثر في الامر ومحاوله التعرف لكٍ.. انني حقا اريد التعرف عليكٍ والفوز بقلبك وليس لي أن ارغمك على اي شيء لا تريديه.. واذا كنت انا الظلام فمن ثم انتٍ النجوم 


أدمعت عينيها بالدموع بمرارة وهي تنظر إليه بيأس هاتفه 


= أخاف أن يكون؟ الإنطفاء هذه المرة يكن ابديًا..


ليشعر بالضيق يفتك به! ليهمس من بينهما بصوت راجي يشوبه اللهفه والعشق المتيم


= اليزابيث انتٍ بحاجه لي و انا بحاجه لكٍ.. احنا الاثنين بحاجه الى الشعور بالامان الذي افتقدنا من اقرب الاشخاص الينا !! 


لتحضن عيناه بنظراتها الدامعه المرهقه قائله بتلعثم من بين بكاؤها


= وما هو الآمان بالنسبة لك ..


سألته بينما تسلطت سوداء عينه فوق نهر العسل المتفجر بادخل جفونها ليتحدث قبل أن يطلق تنهيده حاره


=الأمان هو أنك تعلمي باستمرار أن هناك شخصًا في حياتك سيبقى هنا وأنه بجوارك عندما تحتاجي إليه ستجده، وأن لديك وقتًا مختلفًا للتحدث معه وأنتٍ متأكده أنه لن يفهمك خطأ وأنه مهما وصل الخلاف بينكما ، ستعرفي أنه لن يؤذيكٍ بكلماته لأنه في النهاية هذا مجرد خلاف وسيذهب ،لكنة مكمل معكٍ.. الأمان هو أن تكوني لست خائفه وأنتٍ تقولي ما بداخلك له .. الأمان هو أنك لا تشعري أن علاقتك مع بعضكما البعض على كف شيطان .. و انكم ستكملوا حياتكما مع بعض غصب عن اي شخص 


جحظت عيناها بذهول وصدمه بينما ثقلت انفاسها وهي تحول تستوعب كلماته الهذه الدرجه يحبها؟ لكنها تعالي شهقاتها وتمزق قلبه لبكاؤها ليشعر بذلك الضيق يفتك به مجدداً.. ليحرك ابهامه فوق وجنتيها بلطف قائلاً بعشق 


= لماذا لا تقلي شيئا، اليزابيث اخرجي ما بداخلك..و تثقي بي حتي تكوني مرتاحة! انا تعذبت في حياتي مثلك ويوجد اسرار كثيره ايضا لا تعرفيها عني..رغم ان إذا خرج على لساني ، فسيقتلني أكثر لذلك انا بحاجه اليكٍ وإلي مساعدتك.. اليزابيث انا ضليت في هذه الحياه وحيد بمفردي اعاني؟ و لا أحد استطيع مساعدتي.. ولا أحد يفهمني.


وجد اليزابيث ساكنه تنظر له بأعين خاليه لتحاول ان تاخد مجري الحديث واجابته من بين دموعها بألم 


= كثير من الناس يتمنون لي الأذى ، لقد سخروا مني وهم غاضبون ،رغم انني لم أؤذي أحداً ولم أرغب بالشر لأحد ، ومع ذلك فأنا لست مرتاحة.. وكل شيء حولي يؤلمني القلوب المليئة بالحقد والكراهية ، وما بداخلهم ليسوا قلوب بشر بل شياطين.. ولكن رغم ذلك لم اكن اكفر بالحياة كما كان يفعل الجميع من حولي ويفضلون الاستسلام.. حتى انني اصبحت أشفق علي الفتيات التي قبلتهم في منزل شويكار لأنهم تعرضوا لما انا تعرضت عليه.. و لا استطيع ان ينقذنا احد مما نحن فيه ..


ظل محملقه بها ثواني لا يستطيع حتي تفسير ما يحدث من حولهما من تلك المعاناة وقد شل عقله لتتحدث بتنهيده ولكن بصوت خافت وهي تشعر بالانكسار قائله وهي منكسه الرأس


= قصة حياتي عندما تتذكرها لم تفتخر بها علي الاطلاق، وصمة عاري ستظل ملازماني كالظل تماما.. أنا عشت لحظات ضعفي وقوتي ، يأسي وأملى .. عنادي وخضوعي.. هل سمعت بذئب يخدع فتاة مسكينة ويوهمها بأنه يحبها وهو يتسلى بمشاعرها ويتكلم مع عشرات الفتيات بنفس اللهجة ويفكر فقط بالحصول على فتاة بريئة مخدوعة تسلم جسدها إليه ليبيعه ؟! أنا الدنيا قلّبتني يمينا وشمالا كما تقلّب في اللحم المشواة لتنضج .. فنضجت سنوات وسنوات لأكبر وأنضج حتى غدوت اكبر من عمري.. انا فتاه قلبها تهشم دون رحمة ... أنا قلبي مات يا ادم


لم تستطيع استئناف حديثها وانهارت بالبكاء حين مر شريط ذكريات ما حدث بداخل عقلها لتنهار اعصابها فهي لأول مره تتعرض لهذا الضغط العنيف في حياتها..!! تمزق قلبه لبكاؤها يشعر بذلك بالحزن لأجلها يفتك به.. ثم همست مجددا ببطئ ميت


= علمت أن ما أنا فيه ليس له حل .. لذلك أبتعد عني وابحث عن شخص يساعدك غيري سليم من الداخل !! 


شعر بالعطف والتأثر، ليحرك ابهامه فوق وجنتيها برقه يمسح دموعها قائلاً بعشق بعدما طبع قبله طويله فوق مقدمه رأسها


= اعطيني فرصة اكون سبب رجوعك للحياة


ازدادت دموعها تتساقط أكثر بقهر مريرة بينما سكت هو شاعراً بغصه في حلقه لما يحدث لها الآن لقد عاد قلبه للحياة والفضل يرجع لها؟؟ لذلك يريدها ويريد يساعدها! بينما نظر لها وهو يشعر بأنه رجل تائه في هذه اللحظة؟ يشعر انه تائه و ضائع ما به ما بالرغب.. 


❈-❈-❈


في المستشفى كان انطون داخل الغرفه يطمئن على شقيقته بعد ان نجت من الموت باعجوبه! بينما كان يسير انطون و زفر بعمق وهو يمسح على شعره البني الناعم شاعرا بالضيق... كاد أن يدلف الغرفه التي بها لارا ولكن فجأة وجد نيشان الذي كان يبحث في المستشفى بين الغرف عن الغرفه التي تقيم فيها لارا؟ لكن تقدم نحوه بلهفه حين رآه فتجهم ملامح انطون وهو يقترب منه متساءلاً بخشونة 


= ماذا تريد ؟؟ لماذا اتيت الى هنا! 


أجاب نيشان عليه بنبرة مترددة من لهجته الصارمة


= أتيت لأرى شقيقتك واطمئن عليها إن لم يكن لدى حضرتك مانع ؟! طمني عليها كيف اصبحت الان


كور انطون قبضتـاه معًا، يشعر بالغليان الذي كان فتيله عند رؤية لـ نيشان أمامه وكان يتمنى ان يكون ادم الذي يأتي بدل منه.. حتى لو يطمئن عليها بالاسم فقط دون أن يراها؟ لكنه دائما يعاملها كانها قطعه رخيصه الثمن.. وفي لحظه اقترب منه انطون وهو يستطرد بحدة مُخيفة قاسية 


=اسمعني جيد نيشان و لا تحاول استفزازي لانني ابحث عن سبب حتى ابرر قتلي لك وإلي آدم هذا اللقيط... قسمًا بالله أني امنع نفسي بصعوبة شديدة عن قتله حتى لا اذهب اليه بنفسي وافعلها.. وصدقني حينها لم يظل على قيد الحياه ثانيه واحدة


وفجأة غامت عينـاه بأفكاره التي تنضح من عقله كالشياطين وهو يقول بخشونة 


=تحدث معه واقول اليه انطون شقيق لارا؟ يقول لك كن رجلاً وتعالى هنا.. 


شعر نيشان بالغضب الشديد من آدم فبسبب تمردا ذلك خلق عداوه بينه وبين صديقه في العمل! ليقول هو بهدوء زائف


= تحدثت معه بالفعل لكنه لم يهتم بالامر !! 


ابتسم انطون بسخرية واستهزاء ليزمجر بجنون وكأنه انفجر 


=بالفعل هو لا يهتم الى مشاعر شقيقتي وخطيبته الذي دائما يتجاهلها ويعاملها بقسوه.. صدقني لن استطع التعامل بشكل طبيعي مع ابنك اللعين ما دمت لم تستطيع السيطره عليه... لذلك قول له تحمل إن كنت رجل وتعالي حل الأمر لأستطع انا التحمل وأنسى كل ما جرى منه.. لارا كانت خلال ايام بين الحياه والموت و نجت من الموت بعجوبه بسببه.. وإذا ليس قادر على حل الامر لا تريني وجهك مره ثانيه يا نيشان.. حتى العمل بيننا سينتهي أيضا .


ليرحل انطون بخطوات غاضبة بينما نيشان لم ينطق بحرف ولم يحاول الدفاع عن نفسه.. لكن شعر بالغيظ الشديد من أدم.. !!!! 


❈-❈-❈


في منزل أدم، كانت اليزابيث بداخل المطبخ تغسل الاواني ثم وضعت الطعام المتبقي في علب بلاستيك ووضعتها في الثلاجه.. ثم توقفت لحظه تنظر من خلف النافذه في المطبخ الى الطقس بالخارج فا الامطار غزيره والاجواء ليست مبشرة بل سيئه للغايه وهي تسمع اصوات الرعد يتصدع في السماء! وما يزيد قلقها اكثر بأن ادم حتى الان لم يعد من العمل؟ بالرغم من الوقت قد تعدى الثانيه مساء؟ 


فهي مؤخرا قد عادت مره اخرى الى العزلة بغرفتها وهي تتهرب منه كعادتها ولكن ازداد الجوع عن حده فنهضت لتخرج من الغرفة وهي تقنع نفسها أن آدم من الأساس بالخارج ولن يأتي حتي الان... وبعدها دلفت للمطبخ وبدأت تبحث عن طعام وبالفعل جلست لتتناوله بهدوء حتي انتهت... وبعدها غسلت الاواني .


وفي الوقت ذاته كان آدم يسير بسيارته بصعوبة حتي وصل اخيرا إلي المنزل وخرج يسرع بخطواتة مسرعًا ليدخل المنزل وسط الامطار والجو السيء. 


اما هي فكانت تفكر بما إليه الامور وانها مع كل يوم يمر عليها هنا تقع في حب آدم اكثر واكثر بالرغم من تصرفاتها الفظة معه وتحاول ان تتجاهله وتسيطر على مشاعرها لكنها تفشل في النهاية.. وهنا كانت المشكلة تكمن بالنسبة لـ اليزابيث !... ولكن عينها وعقلها كان على نقطة مُحددة.. بأن آدم بالخارج في ذلك الاجواء ولم يعود بعد ؟ وهي تريد الاطمئنان عليه خائفه ان يكون حدث له شيء سيء ؟؟ 


وقبل أن تنصرف الي غرفتها وجدت آدم عاد لتقترب منة بسرعه تمسك بيده مرددة بلهفه ناعمة


= سيد آدم اخيرا عدت لما تاخرت هكذا بالخارج.. كان يجب ان تعود مبكرا بسبب هذا الطقس السيء


وقبل أن يتحدث انتبهت إلي نفسها وما فعلته

وخجلت وأبعدت يدها ولكنه جذب يدها له و حضنها بين كفاه ليقول بصوت عميقة


= هل تخافين علي ؟


تعلثمت الحروف بفمها ماذا عساي أن تفعل ؟ ربما تخاف و ربما لا؟ ولكن علي من تكذب فهي تتعاطف معه وتتمنى ان يكون هذا ليس الذي يسموا عشق وهي قد تعددت مرحله الحب بمراحل كثيره.. صمتوا طويلا ليخلع حذائه وخلع سترته ليقترب منها و يضع يده الاثنين فوق ذراعيها ليرجع بها للخلف حتى يجلسها فوق الأريكة وبعدها اقترب منها و وضع رأسه بحجرها واغمض عينه.. تفاجات هي من تصرفه! فهو بالفعل انسان صعب عليها ان تفهمه! وصعب فهمة جدا, مسك يدها بلطف وقال 


= حركي اصابعكٍ داخل شعري من فضلك.. امي كانت تفعلها لي دائما وأنا صغير.. لكن عندما بدات تعمل هذا العمل، ابتعدت عني كثيرا ..ولم تعد تفعلها 


نظرت إليه بعطف و رفعت يدها لتحرك خصلات شعره برفق و بدا آدم في الاسترخاء وبان ذلك عندما عقد حاجبيه الذي اصبح بخط مستقيم.. فتح عينيه فجاه لتقع على عينيها بصمت ليرفع يده ويلامس بشرتها بنعومة وهو يهتف


= لا اعلم كيف تكون محطه..و راحتنا بيد شخص 


نظرت إليه اليزابيث بعدم فهم و حينها صمت ونقلت نظرها داخل عيناه وفعل هو المثل، و امسك بيدها بقوة كأنه يهاب رحليها، ليهمس 


= وراحتي معك انتٍ .


كادت اليزابيث أن تسعل من صدمة جرأته الزائده في التعبير عن حبها دائما وكأنه يستشف شوق الاخر الحار له...وفجأة وجدت يجذب انتباهها مره ثانيه هامسًا بصوت رجولي جذاب 


= الي أين تذهب أحلامنا التي لم تتحقق؟


جسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من أثر كلماته، لذا حاولت تجاهل شعورها وهي تجيب عليه متمتمة بصوت مكتوم


= تذهب إلى أشخاص آخرين لم يحلموا بها أو لم يرغبون فيها علي الاطلاق


اومأ مؤكدًا بتنهيدة عميقة


= اذا لا اريد ان تضيع احلامي مني يا اليزابيث.. او تذهبي الى شخص اخر لا يريدك.. او تظلي هكذا بمفردك طول حياتك


حينها نطقت اليزابيث بصوت مذبذب ضائع شارد


= إننا لا نموت من الوحدة إنما نموت من الذين كسرونا وكنا نشعر بأنهم الحياة.. هناك شيء قد أنطفأ في قلبي للأبد ، شيء لن يعود كما كان مهما حاولت ..ألم تمل ؟ 


امسك كفها البارد لشفتاه ليطبع قبلة عميقة على باطنه ثم نظر لعيناها التي يغرق بها وهمس بعمق من اعمق اعمق دواخله


= المُحب لا يمَل، تذكري ذلك جيداً .. لطالما أعتقدت أن الحب عائق خطير، كنتِ تستطيعين إختيار أى طريق و الإفلات من كل شئ فعلتيه لكنك لم تستطعي المقاومة، أليس كذلك؟ هذا قلبك و لا يجب أبداً أن تتركيه يتحكم بعقلك .. 


تنهدت اليزابيث بعمق شديد بينما اعتدل آدم في جلسته ليكون أمامها ليمسك بيدها ليرفعها لشفتاه مره ثانيه ثم قبلهما بكل ذرة حنان يمتلكها..ثم أردف بصوت أجش متملك 


= اريد ان اكون وحدي في قلبك..


فجذبها له ببطء حتى أحاط خصرها بيداه حتى أصبحت ملتصقة به، شعرت بتلك الرعشة التلقائية التي انتابتها بمجرد أن مستها يداه.... ولكن ما هز أعماقها حرفيًا هو صوته الذي صدح في الارجاء يتابـع 


= هل ستظلي في الاستمرار في الرفض هكذا طوال الوقت.. متى ستستسلمي الى حبك !. 


بينما اليزابيث يكاد الخجل أن يشطر وجهها نصفين من شدة تأثيره عليها... ليرفع عينـاه التي تفيض حنانًا وعشقًا لون بريق عيناه.. ثم رفعت هي عيناها له تقول بصوت متحشرج مهزوز من الرعشة التي انتابتها وهي تشرف على حروفها رغمًا عنها


= اعتقد انني استسلمت وانتهى الامر آدم 


كانت طريقة نطقها الى اسمة بدون القاب؟ بهذه الطريقه وتلك اللحظه! دليل كافي على الخضوع!! ولكن هذا الحدث كان حلم بعيد كل البُعد عن الواقـع.... لكنه حدث وحسم الأمر مثل ما قالت ! وخضعت اليزابيث الضعيفة إلي قلب آدم المكسور !!. 


❈-❈-❈


اشرقت شمس الصباح لتُشرق معها قلوب بالأمل والتفاؤل والمحبة ، وتطرد ظلمة الليل ليأتي الصباح بحكاية رائعة لا يتذوقها إلا من يرسمها بإبتسامة الأمل والتفاؤل ..


شبح ابتسامه لا يلاحظها أحد تظهر على شفتيه وهو ممده جسده أعلي الأريكة بغرفته وعلي فراش آدم تنام اليزابيث منذ ساعات وهي نائمه بعمق.. ليتساءل نفسه هل حقا بالفعل تنام اليزابيث بغرفتة وفوقه فراشه !! لقد مرت ايام قليلة منذ أن اعترف بحبه لها وساعات منذ أمس أن قالتها بوضوح انها استسلمت لمشاعرها وحسمت الامر . 


كانت وكأنها كلمة بسيطة ليس لها معنى محدد .. ذلك لو تغاضينا عن تلك الرقة العذبة التي كانت تقولها بها.. وكأنها هتفت بجملة كارثية بكل حروفها و معانيها بالنسبة له، وفي تلك الليلة ظل آدم ينظر لها غير مستوعب بعد ما نطقت بها واخيرا، تفغر فمة وعينيه بمنظر أبله ! وهي احمرت وجنتيها كمحصول الطماطم.. فهذه اللحظه يجب ان توثق فليس انجذابا وفقط هذا بلا اليوم ميلاد لقلب مات منذ سنين .. و حي من جديد للحياة لتبث النبض فيه ! 


ليتذكر آدم بعدها أنه طلب منها أن تنام تلك الليله في غرفته! ضيق عينيه يقول بخفوت


= امضي الليلة معي في غرفتي! 


اتسعت اليزابيث حدقتاها بذهول واحراج؟ فمنذ متى كان جريئة هكذا !! بل منذ متى كان متهورا في كلامه ماذا يعني يريدها في فراشة التي نطق بها للتو! اللعنة هل كان يجب أن تكون رقيقة هكذا معه ليتمادى في طلبه !! التفت له اليزابيث بعينين تبرقان بنجوم سمائها و تنهدت بصعوبة وهي ترى اعينة الفضولية ثم قالت بخفوت أجش 


= و ماذا عن محادثاتنا 


رد وعيناه تهبطان لشفتيها قائلا بتحذير ارتعشت له أنوثتها


= يكفي حديث اليوم، يمكننا التحدث غداً عندما تصبح عقولنا صافيه.. لكن الان اريدك في فراشي الليله 


احمر خداها أكثر بخجل رغم اعتيادها على مداعباته الوقحة وقالت بتوتر


= آه لكن لماذا تريدني في غرفتك اليوم؟؟. 


قال آدم معبر عن دهشتها وخجلها بفم ضاحك


= هل تريدين حقا أن تعرفي .. لماذا 


نظرت له بدهشة بالغة متسعة العينين بغير تصديق طلبة ولا وقاحتة حتي الآن؟ لتقول بتوبيخ حانق وهي تبتعد بنظراتها 


= بالله عليك ألا تفكر سوى في الوقاحة وقلة الأدب ما الذي حدث لك يا سيد آدم


قهقه آدم بخفوت متحكما في صوته حتى لا ينفجر في الضحك قائلا بمكر


= معلوماتك عن الوقاحة وقلة الأدب خاطئة تماماً يا حبيتي.. وايضا كيف سابدا الوقاحة معكٍ وانتٍ مازلتٍ تناديني السيد ادم 


نظرت له بطرف عينها بعبوس فضغطت شفتيها بقلق حقيقية بينما تنهد آدم بحرارة قائلا ببؤس يهز رأسه بعدم رضا 


= ساكون رجل نبيل اوعدك بذلك.. صدقني لم ايذئكٍ اليزابيث 


وفي تلك اللحظة هو أقترب و تمادى وهو يمد يديه تحت ركبتيها وظهرها ليحملها بخفة بنفسه صاعدا غرفته ثم وضعها لتنام على السرير وهي لا تحرك ساكنة.. واتسعت عيناها بصدمه عندما رأته يعود هو للأريكة لترتاح هي حينها ! نظر لها وهو يبتسم بسعادة تمس قلبها قبل قلبه بينما هي كانت صمتت للحظة ووجهها اشتعل فجأة تحت نظراته فتعجب مدركا أن أفكارها مخجلة في هذه اللحظة .. على الأقل بالنسبة لها لكنه حقا لم يرغب فى أن يضايقها، ثم أردف بصوتٍ أجش


= عمت مساءك يا اليزابيث


نظرت له من بين رموشها السوداء بابتسامة خجولة ثم قالت بعفوية


= هل سترحل حقا، ولم تنام في فراشك اليوم ؟ 


ارتسمت بسمة على شفتيه وهو يومأ مؤكدا على كلامه 


= نعم.. قلت اننا اريدك في فراشي وعنيت ذلك وهذا يكفي بالنسبه الي.. سانام بنفس الغرفه لكن على الأريكة . 


ومن بعدها سقطت في نومٍ مُعذب بعمق ولم تشعر بمن حولها أو كانت تحاول تتهرب بالنوم وتتغاضى عن فكره بانها تنام في غرفه واحده معه وفوق فراشه .. 


عقد آدم حاجبيه وهو ينهض عندما رآها تتملل بالفراش بخمول وتفرد ذراعيها بكسل، ليجلس آدم جانبها في تلك اللحظة وهي يراقبها بأعين لامعه ثم فتحت عينيها بنوم وجذب يدها له برفق وهما مازالوا على الفراش معًا... ثم بدأ يربت على يدها وهو يردد بنبرة ناعمة


= اليزابيث هيا أستيقظي حبيبتي


ابتسمت اليزابيث وظهرت أسنانها البيضاء في تعتقد أنها تحلم بينما خفق قلبه ليعود وينبض بعدها بشكل جنوني.. وهو الاخر كان مأخوذ بسحر تلك اللحظة.. فاقترب ولم يتمالك نفسه فاقترب منها يفاجئهـا بقبلة هدمت ذهولها بما هي فية لتفيق في تلك اللحظة.. بينما هو قبلة رقيقة هادئـة تحولت لقبلات متتالية تأكل شفتاها حرفيا.. ابتعد عنها بعد دقائق بينما هي إتسعت حدقتـاها بصدمه لتنظر حولها بتوتر، لينظر آدم لها بحنان ثم فتح فمه يرد بنبرة بسيطة بالرغم من ارتفاع حرارته وتجاوبا بجسده التي أتتٍ باشتياق لكنه رحمها وقال ببساطة وكأن الأمر عادي يعبر دون خجل 


= يا الهي ضحكتكٍ خلابة ولم استطيع السيطره على نفسي عندما رايتها..


كانت في تلك اللحظة لا يجد في وجهها مكان أكثر لإندفاع الدماء من كثرة الخجل.. ثم شبح ابتسامة ظهرت على جانب فمه وهو يسبل أهدابه ثم نظر لها قائلا بصوت رخيم واثق


= أنا أسف عما صدر مني لكنني لم استطيع السيطرة على نفسي عندما رأيتكٍ هكذا !! وايضا لأنني لم اراكٍ تضحكي من قبل..


اعتدلت اليزابيث في جلستها قائله بارتباك 


= كم الساعه.. هل نمت كل ذلك الوقت


صمت لينهض وهو يهز رأسه ببطيء متنهدا ويردف


= لا عليكٍ لم يحدث شيء هيا انهضي واستحمي.. وانا سانتظرك بالاسفل 


❈-❈-❈


هبطت اليزابيث الدرج بخطوات بسيطة بعد أن اغتسلت في غرفتها القديمة و ارتدت فستان بسيط من اللون الاخضر الفاتح، لتسير تبحث عن ادم لتجده داخل المطبخ نظرت له بتعجب وهو يتحرك برشاقة يفترش الأطباق أعلي طاوله الطعام بالمطبخ ثم تحرك ليغلق النار على البيض وأخذ طبق المربى ايضا ليضعهم فوق الطاوله.. لتفهم بأنه قد حضر الفطور اليوم بنفسه لها.. تنهدت اليزابيث بعمق شديد لتفكر ما فعلته بالامس صحيح ام خطا؟ هل بالفعل ستختار الوجود معه؟ أم ستعود يوما لبلادها.. فكل شئ بدأ ينشأ بينهما إلا بصدفة غريبة.. غريبة جدا من بدايه ما يتعلق بلقائهما إلي الآن .. 


ثم التفت آدم برأسه ليراها وابتسم بخفه وأشار إليها بان تجلس معه يتناولون الطعام.. هزت راسها له بالايجابي بابتسامة متوتره واقتربت حتي تجلس أمامه وهي تشعر بإحراج وإرتباك عندما سحب إليها الكرسي في حركه كرجل نبيل لتجلس وهو الآخر جلس! ثم بدا باهتمام بان يضع اليها الطعام في طبقها وهي تنظر إليه بابتسامةً خفيفه وهي لا تنكر داخلها بانها بدأ أن يسعدها هذا الاهتمام نوعاً ما.. بل في الحقيقه يسعدها جدا .


أفاقت من شردها علي صوته وهو يقول مبتسم


= اتصل بي زين منذ فترة وقال إنه لم ياتي الليلة أيضًا بسبب سوء الأحوال الجوية في الخارج .. في الحقيقة أنا سعيد بهذه الأخبار لأننا سنكون وحدنا اليوم أيضًا؟ وهذا اليوم بالذات لانه سيكون مميز فهو أول موعد لنا في علاقتنا؟


عقدت حاجبيها وهي ترفع نظراتها له وقد تبدد خجلها قليلا وقالت بعدم فهم


= مهلا ماذا قولت؟ اي موعد هل سنخرج 


ازداد شبح الابتسامة فتتحول لابتسامة صغيرة وزفر بحرارة مرددا بصوت أجش


= كنت احبذ هذا كثيرا ، لكن لم يكن من المفيد لنا الخروج في هذا الجو ، لأن اليوم ستمطر أيضا .. هكذا قالوا في نشرة الأخبار اليوم؟ لكن لا تقلقي ، سوف أعوضك .. ماذا لو نجعل أول موعد لنا هنا في المنزل؟


فغرت فاهها ورمشت بعينيها عدة مرات ثم استجلبت الأحرف لتقول بتعجب


= كيف ؟. 


اقترب منها و وضع قطعت التوست بالمربي أمام شفتيها لتضطر اليزابيث بفتح بفمها بإحراج لتاكلها ثم ابعد يده وهو يقول بحماس شديد


= استمعي إلى خطتي إذًا ستعجبك كثيرًا.. أولاً يجب ان احضر لكٍ فستان سهرة أحمر يناسبك ثم نجهز عشاء فخمًا علي شموع معطرة وسوف نحمل الطعام إلي الخارج امام المنزل على طاولة مزينة وكرسيين... وعند الساعه 7:00 سنجتمع احنا الاثنين بالخارج.. انتٍ بالفستان الاحمر ..وانا بالبدله السوداء .


ابتسمت باتساع و وضعت شعرها خلف اذنها بخجل فهل تستطيع الرفض أو الاعتراض فقد وقعت إليه بالاخير وانتهي.. وعندما طال صمتها ليقول بسرعة


= حسنًا اتفقنا ، لا أريد أي أعذار. هذه الليلة ستكون خاصة ومليئة بالكشف عن الأسرار أيضًا يا حبيبتي؟


عقدت حاجبيها بإرتباك عند كلمته تلك "حبيبتي" التي مزالت لن تتعود عليها حتي الآن لذلك لم تجيب.. لطالما نجح في إرباكها وخجلها دائما .


❈-❈-❈


دقت الساعه السابع تماماً! وقد انتهي آدم من ارتدي البدله السواد وتحضير الطعام وكان ينتظر اليزابيث في الاسفل بجانب الطاوله المزينة.. أما في الأعلى فكانت اليزابيث تجلس أمام منضدة الزينة بينما تمسك بقلم من الحمرة القانية اللون كلون الفستان وتمر على شفتيها بحرص وتركيز مضيقة عينيها مرة بعد مرة.. مبرزة حجم شفتيها المنتفختين بطبيعية ثم تمعنت بملامحها من جديد وشعرها بانبهار لكنها للحظات تطلعت في نفسها بتوتر وهي تقول 


= يا إلهي أشعر أنني بالغت كثيرا.. لقد أصبحت كأميرات ديزني فلست ذاهبة لعرس أنا .


لتمسك المنديل الابيض حتي تخفف المكياج لكنها شهقت بفزع فجاه لتنهض بسرعة للخارج بلهفه


= يا حمقاء.. قد تخطط الساعه السابع.. ادم ينتظرني في الاسفل .


التفت آدم لیری اليزابيث المتأخرة و التي تضايق من تأخرها قبل ان يراها لكن عندما رآها كان قد تصنم من جمالها؟ فكانت حقا رائعة بشعرها الاسود المفرود وعيونها الزرقاء و لون بشرتها الورديه و شفتيها الممتلئة و جسدها المثالي الذي يظهر قوامها المشوق بذلك الفستان الاحمر الناري.. و عاد بالنظر لعيناها يشعر بأنه ينجذب إلي هاتين العينين عيونها الجميلة جداً كأنها ملاك و لم تثيره امرأة بهذه السرعة.. يا الهي قد تعب وهو يتفحص إياها فقط.. نعم تعب جدا من شدة الإحتراق .. ! استفاق آدم على صوتها الرقيق


= اعتذر عن التاخير


لم يتحدث لكنه فتح ذراعيه الاثنين معاً! مما جعلها تستغرب وهتفت اليزابيث باستفسار ناظراً لذراعيه


= لماذا تفرد ذراعيك هكذا؟


ليمحى ابتسامتةً آدم مجيباً بحرج 


=اعتقدت انكٍ ستعانقيني..


صمت احاط بكلاهما يتبادلان النظرات الشاردة فيما بينهما بغباء ليتحمحم بعدها آدم معيداً ذراعيه خلف ظهره ليتحدث برزانة 


=حسناً انسي الامر اليزابيث.. هيا اجلسي لناكل


اختلست اليزابيث النظر له بطرف عينيه وقد ابتسمت بخفة لتجد خجل آدم ظريفاً وقد اطالت النظر بوجهه لاتصدق حقاً ان هذا الشخص الذي ظنت في البدايه عندما كان يأتي إلي منزل شويكار، انه حقير وشرير لكن اكتشفت بعد ذلك ليس سوى بشخص عانى مثلها تماماً لرغبته بالدفاع عن معاناته.


سحبها معه ودخلوا لمكان أشبه بشرفة واسعة تطل على حديقة صغيرة مزينة بالورود التي كانت تزرعها والأضواء الدافئة ..وفي المنتصف طاولة مزينة ببعض الورد.. وأجلسها وجلس هو مقابلا لها ينظر لها بعينيه اللامعتين بصمت و كان في غاية الرومانسية كما إنها لم يحدث لها مفاجأة كتلك يوما .. بل لم تتخيل أن تعيش يوما ما تعيشه اللحظة..حمحم آدم وهو يقول وكأنه يحاول إيجاد كلام مناسب لهذه الاجواء


= ربما تري الأمر تقليدي جدا .. لكني بصراحة لم أقم يوما بعمل شيء رومانسي لذا.. قلدت كما الأفلام 


ابتسمت اليزابيث بخفه وقالت وهي تنظر إلى الأجواء الرائع من حولهما


= ليس هناك مشكله في تقليد الامر.. فانا ايضا لم اعيش هذه اللحظه مع اي شخص لذا اشعر بالسعاده قليلا


ابتسم بسعاده على حديثها وللاحظه جاء في عقله الشخص الذي اذاها واوصلها الى هنا فهي قالت له انها كانت تحبة لذلك وثقت فيه وجاءت معه؟ وفكر بان يسالها هل كان نيكولا يفعل معها مثل ذلك لكنه تراجع عن الفكره بسرعه حتى لا يفسد الاجواء بينهما.. ثم

رفعت اليزابيث عينيها لآدم بدهشة وما أن رأت الأطباق أمامهما فقالت باستنكار واستغراب


= ما هذا.. هل تركت كل الطعام بالعالم حتى تطعمني السمك ليلا .. كيف سانزع الأشواك لك بملابسي هذه اذا.. الم تلاحظ بانك تتدلل في هذا الموضوع كثيرا أستاذ آدم


قالتها بغيظ كلماتها الاخيره بينما ضحك آدم بخفوت وهو يتذمر باصتناع


= واذا تدللت إذن..فلما يضايقك الموضوع؟ اليس انتٍ حبيبتي ويجب ان تريحيني وتفعلي الاشياء التي احبها


رفعت حاجبها متهكما وهي تقول مبتسمه 


= معني ذلك أنك فعلت السمك مخصوص اليوم لاجل ذلك.. حتى ادلك إذا.. حسنا دعني أمارس هوايتي المفضلة منذ أن عرفتك 


ثم أمسكت بالسمك تنزع عنه أشواكه فضحك آدم و هو يتابعها بعينين لامعتين بشغف وعندما انتهت تفاجأت بة مد يده لفمها ففتحته مباشرة تستقبل الطعام من بين يديه.. وبعد فتره انتهوا من التناول الطعام ليمسح ادم يده جيد وهو يقول لها 


= هل يمكن ان تعطيني شرف الرقص معي.. رقصه واحده ارجوكٍ لا ترفضي


نظرت له لتحرك رأسها بأجل و وضعت گفها بين گفاه لاجل ان تقوم ،سحبها نحوه واضع يداه حول كتفها و يداه طوقت خصرها، لتعقد اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت باستنكار


= هل سنرقص دون موسيقى ؟


نظر آدم إليها قال وهو يرفع حاجب باستمتاع 


= لما الا تسمعيها ؟ 


نظرت له باستغراب ليقربها نحوه اكثر أستندت برأسها على صدره وتحركوا يسار ويمين برقصه ليقول بصوت هادئ


= الا تكفيك كل تلك الموسيقى ضربات قلبي وقلبك؟ وصوت المطر؟ مع انفاسنا وتحركات جسدنا؟ وصوت الحطب يحترق؟ 


تحولت يداه لتنقل على وجنتيها طابع قبله برقه تاركها ترتجف بين يداه مثل ورقه خریف وحیده تنتظر الرياح لتسقط ! بينما دفن رأسه استقر على شعرها يستنشق رائحة، لا تعلم مالذي يحدث لها تبدوا وكأنها ترتاح من هذا القرب !


لكن هذا الذي يحدث بينما يرعبها أكثر! فهي لم تشعر بهذا الشعور من قبل؟ لا تعلمة ولكنه غريب! إبتلعت ريقها بتوتر لينظر هو الي وجهها الاحمر القاتم مع شفتيها التي تعض عليها بتوتر حاول كبح نفسه عنها و لكنه لم يتحمل ليقرب رأسه بلحظة كان يلف يده حول خصرها يجذبها بحدة حتي اصطدمت به و التقط هو شفتيها علي الفور حين اقتربت ليقبلها بقوة و هو لم يعد يطيق صبراً لاصطناع ذلك الرجل الهادئ كان مقيدها تماماً يمنعها من التحرك أو الاعتراض لا يريدها ان تبعده عنها الآن .. ولكنها ابتعدت عنه وهي تلهث وذهلت فنظرت إليه لتجده يحدق بها بنظرات هائمة مما جعلها تزدرد ريقها وقالت بصوت كاد ان يختفي 


=يكفي.. دعني من فضلك 


ابتعد عنها بعد ان شعر أنه تمادي كثيراً اليوم ابتعد عنها و هو يلهث فقال بصوت آجش 


= شششش لا تفسدي هذه اللحظة.


ثم ابعد يده اليمنى عن خاصرتها ورفعها نحو وجهها فاغمضت عيناها بشدة عندما لمس خدها وقالت بنبرة توسل 


= ارجوك آدم لا تفعل ذلك تخجلني بشده.. دعني...


نظر لها ليقربها منه كثيراً حتى شفاهما ان تتلامس ولكنه لم يقبلها بل قال بهمس 


= اعتقد بأنني فقدت عقلي بسببك.


كادت أن تتحدث وهي تجز على أسنانها منه أو منها لا تعلم، فقاطعها عندما لمس خدها الاخر بيده اليسرى واردف قائلاً بهمس 


=الا تستطيعين التزام الصمت قليلاً ؟ حسنا اهدئي ساترك تعالي هنا نجلس افضل ! 


ليرفع يدها ليمسكها وناولته اليزابيث يدها مباشرة ودون تفكير وكما تلك الليلة منذ اشهر سلمته كفها وهي تشعر بطمأنينة نحوه وكأنه درع حمايتها..فشابك آدم كفيهما معا, ثم داعب خصلات شعرها باطراف انامله بنعومة 


= شعرك هذا يثير عجبي ،ما لونه ياترى؟ لاهو بالاسود ولاهو بالاحمر ؟ لمَ انتٍ مختلفه في كل شي ، حتى في لون شعرك !!


نظرت له وهي صامتة والبسمة الخجولة على وجهها بينما قال هو بمرح بعد طيلة صمتها


= حسنا جاء وقت كشف الاسرار ما رايك بان نتحدث عن حياتنا من قبل.. قبل ان نتقابل 


عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت ببساطة


= ليس هناك مشكله لكن انتٍ اصبحت تعرف كل شيء عني تقريبا وليس هناك جديد في حياتي.. 


هز ادم رأسه ليتحدث كانه يعكس افكاره متنهدا


= ممم معنى ذلك اذن انا الذي ساتحدث اليوم.. اليزابيث هل الطفوله التي عشتيها تتنمي لأطفالك أن يعيشوها في المستقبل؟ 


شردت لحظة ثم همست بصوت مبحوح


= طفولتي كانت جيده بالنسبة لي.. بل بالعكس جيده جدا لكن ما انا اعيش الان عندما نضجت هو الذي لا اريد ان يعيشوا احد مكاني مهما كان..حتي لو كان أكبر عدو لي .. لكن اكره واشمئز بما صار وحدث عندما كبرت .


صمت قليلًا، ثم نظر في أعينها بحب وقال بصدق


= اليزابيث أنا فخور بكٍ.. و ماضيكي هذا حتى بعد ما سمعت ما زادني إلا عشقا بكٍ.. بما أصبحت عليه الآن ..أنا أحبك و كثيرا ... لا يهمني ما كنتي عليه .


سقطت دموعها الحارقه، ثم رفعت رأسها واخذت نفساً عميقاً ومسحت دموعها، ثم نظرت للفراغ قليلاً


= اتمنى ان يروني الجميع هكذا مثلك 


فرفع نظرات لم تكن موجهة لها وإنما في ماضٍ شرد فيه بعينيه وقال بصوت خافت وكأنه قادم من البعيد


= سمعت مرة جدتي تقول ان استطعت يوما ان ترفع راسك للسماء دون سعود حال ان تخجل فمعناها انك لم تخطى او انك خطئت وعفى الله عنك بتوبتك..اما ان كنت تخجل ان ترفع رأسك للسماء يوما فاعلم انك مخطى بحق الرب ونادم ويجب ان تفعل المستحيل ليغفر اخطائك 


ثم داني منها ليرتب شعرها وهو يقول


= رعاكٍ الرب اينما كنتٍ وحفظك من ابليس وجنوده ! لا تهتمي الى مغفره البشر اهتمي الى مغفره الرب فقط. 


أخفضت رأسها بخجل وابتسمت ابتسامه حلوة وراحه من حديثه لتقول بخفوت


= اخبرني لماذا لا تشعرني بعدم الراحه حيال نفسك 


إبتلع ريقه ووجهه يشحب متوقع القادم من الحديث الأسوأ بينما هو قائلا


= لن اكذب عليكٍ لكن لا يمكنني اخبارك بكل شيء، دفعه واحده.. كلنا نملك اسرار لا نريد مشاركتها


توترت من كلامه فتوتر هو تلقائيا لكنها سحبت نفسا طويلا حتى لا يتراجع وقالت 


=حسنا اذا كنت لا تريد ان تحكي ليس هناك مشكله وانا لم اصر.. لكن اذا كنت تريد ان تحكي ساسمعك وكل اذان صاغيه بينما ساساندك ايضا .


صمت آدم قليلا و لم يتمالك نفسه إلا أن يتحدث ببطيء متوجس ومن قلبه المقبوض بخوف من المجهول


= أحتاج للحديث معكٍ بالفعل اليزابيث في هذا الأمر وإنهاؤه .. فإن أخفيت الأمر بداخلي لن أتوقف عن سؤال نفسي عن رد فعلك إن علمتِ .. ولن أتوقف عن لوم نفسي مرارا أني لم أخبرك من البداية.. لكن ارجوك اسمعيني الى الاخر قبل ان تعلقي بأي شيء


هزت راسها بطاعه وهدوء ثم زفر آدم نفسا ثقيلا مغمض عينيه للحظة ثم فتحهما يقول 


= يجب ان تعرفي الذي حدث قبل سنوات وما هو إثمي وذنبي الذي أحمله.. قبل سنوات عندما كنت في عمر التاسعة، ابي تخلى عني انا وامي لأجل سيده تعرف عليها أخري كانت ثريه لذلك ابي تركنا وذهب اليها بعد ان باع المنزل وطلق امي!! وبعدها اصبحنا انا وامي بمفردنا في الشارع بلا مأوى وكنا أحيانا نبات في الشارع و ننام على الرصيف في الشوارع ونحن خائفين بشده من الناس.. مرت ايام هكذا و امي كانت باعت كل ما تملكه لأجل طعامنا حتى انتهت ولم تعد تملك اي شيء تبيعه.. لناكلوا حتى لا نموت من الجوع ! 


صمت للحظات بينما اليزابيث كانت تبتلع طعم الظلم المُر الذي يشعرون بة الاثنين وهي صامتة تسمعه تتحامل على نفسها حتى لا تبكي بينما هو يكمل مالت شفتيه بإبتسامة صغيرة حزينة وهو يقول


= وكنا لا نملك عائله ولا اي شخص يساعدنا.. لذلك اضطرت امي بان تفعل افظع وأقبح شيء في الدنيا..وهو أنها.. لقد باعت نفسها لرجال حقيرين يركضون وراء شهوتهم .. وظلت تفعل ذلك لفترة طويلة حتى أخذها رجل ليحتلها معه في نفس العمل.. و وفر لها بيتًا للإيجار حتى يحضر الزبائن إليها.. وللأسف كنت أرى كل ذلك وأشهده بنفسي وأنا صغير .. لذا بدأت أكره طفولتي ولا أريد أن يعيشها أحد 


لم تتفاجأ اليزابيث بالطبع فهي قد استمعت إلى ذلك الحديث من الخسيس زين الذي كشف سر صديقه لها ببساطه، لكنها صمتت حتي يتحدث آدم ويخرج ما داخله لعله يرتاح.. لكنها للحظه فكرت بأن يجب ان تخبرة بأنه لم يعد يثق بزين مطلقاً.. فهو أصبح مريب لها وخطر إليه؟؟ ليصمت آدم وكأنه يرتب كلامه ثم أردف بهدوء ناظرا إلي اليزابيث بترقب


= كبرت ولكن ظليت اشعر بهذا الذنب لان أمي ضحيت وفعلت كل ذلك لاجلي وكانت تعاني كثيرا.. حتى احيانا كان يضربوها تلك الرجال.. لكنني كنت صغير جدا ولم استطيع ان اساعدها، وماتت امي وصرت وحيد لكن لم انسى ما عشته، وعندما قبلتك شعرت وكأنكٍ هي بالضبط.. رأيت نفس ملامح امي الحزينه لذلك كنت في البدايه اصر بأن اساعدك واخرجك من هذا المستنقع.. لكن حدث كل ذلك في البدايه صدقيني اما الان انا احبك بالفعل اليزابيث


أغمضت اليزابيث عينيها تشعر بألم ..حسنا لقد أخبرها زين صحيح سابقا أنه والدته كانت تعمل فتاة ليلة بالفعل .. ولذلك هو أنقذها.. لمَ الألم الآن! ربما لأنه كان يتحدث عن معاناته بذلك الوجع.. تماسكت وأبعدت ألمها عنها بعد لحظات تشعر به يحتاجها أكثر اللحظة قوية لا ضعيفة.. ثم نظر لها آدم كأنه يبحث عن حقيقة مشاعرها وعندما لاحظ صمتها للحظات فأردف بلهفه شديدة 


= اليزابيث اعتذر إذا تماديت في حديثي ونسيت نفسي.. كأن يجب أن أنتبه إلي كلامي حتي لا أذكرك بما صار معك انتٍ الأخري.. لكن أنا لم أقصد إساءة أو أن أجرحك عندما قلت ذلك بلا وعي مني، كيفما كان لقائنا لن يختلف شيئا، لذا اجعلي من نفسك و كرامتك خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وكوني صلبة معتزة بنفسك أمامي كما سبق ورايتك اول مره في حياتي.. أنا أكره أن اراكٍ ضعيفه أو مكسوره


ارتجفت شفتاها شعرت أن يحمل نفسه الذنب لم يخفي ألمة لتمسك بيده وهي تقول


= ولكنك لم تخطئ خطئا فادحا.. وأنا.. اعلم ماذا تقصد بالضبط لا تحتاج لشرح ذلك


مجددا أخذ نفسا عميقا يحمل نفسه على الصبر وهو يقول


= أنا أحبك يا اليزابيث.. لذا لا تتخلي عن رفعتك وعزة نفسك، ولا تقبلي على نفسك أي شيء يكسرك أو يهينك.. ودعينا نتوقف عند هذا الحد في الحديث اليوم.. لكني أريد أن أعرف شيئًا. هل تغيرت آرائك عني بعد أن تعرفتي علي ماضية؟


استقبلت الصمت للحظات من جهتها ثم قالت بعدها بجدية


= بالتاكيد لا لم احاسبك على شيء ليس لك ذنب في


حاوط آدم وجهها بين يده بحنان وقال بصوت مسموع بألم


=آه اليزابيث حتي وانا الآن جالس بجانبك، واتكلم معكٍ، أشعر بالخوف من التفكير في المستقبل، لأنني في المستقبل سوف أجد الوحدة مرة أخرى.. اذا كنت موجوداً بدونكٍ فاذا سيكون الامر بلا فائده اليزابيث.. وليست واثق بما انا في الآن


نظرت لرموشه الكثيفه البنية وعينيه المحمرة بعذاب وقالت بصدق وصرامة


= من الافضل ان تكون واثق لانني اريدك ايضا !.


رفعت عينيها البراقتين وشاهدته ينظر اليها بسحر وكأنه لا يصدق! فرفعت اليزابيث يديها تتمسك بيديه بقوة وكأنها تحاول أن تخرجه مما يسقط فيه.. اتسعت عينا آدم باتساع وقال بصوت مرتجف


= يا الهي. لقد اكدت لي انك.. اوه اليزابيث اخيرا .. قلتيها لي مباشره انك تريديني 


ابتسمت له وبينما كانت تحاول ان تشرح له بصعوبة فقالت بهدوء رغم شحوبها 


= آه آدم هذا لآنه.. لم اكن اعي تماماً انك تحبني أيضا مثل ما انا احبك.. وكنت اقاوم منذ البداية هذا الحب الذي كنت ارفض الاعتراف بي.. لأني اخاف ايضا من المستقبل وأن أشعر بالانكسار والصدمه مره ثانيه 


هز ادم رأسه بتفهم وصمت يبتلع ريقه وهو ينظر للبعيد بنظرات مشتتة من تتابع ذكرياته المُرة.. بينما كانت هي تسمع عويل الرياح في اوراق شجرة جوز الهند التي كانت تحميهم من الأجواء.. لينظر ادم إلي الأجود بالخارج وتنهد بصوت سمعته وهو يرفع وجهه مغمضا عينيه بينما يدلك من مؤخرة رقبته


= بدأ الجو يسوء ، هيا .. لنذهب للنوم في غرفتي مثل ليلة أمس وعلى سريري ، لكن هذه المرة نحن الاثنين معًا .. ولا تخافي مني ، لأنني لم أفعل شئ ولم أتجاوز حدودي معكٍ ولا المسك بدون موافقتك الأولى والأخيرة .. حسنًا ، هل تثق بي... أعني إذا كانت نيتي سيئة للغاية فكنت اقتربت منك الليلة الماضية


تنهدت بحب وهي تهز رأسها بالموافقه.. بينما رفع نظراته لها يلوح بهما التردد وقال لها 


= أنا أحبك جدا اليزابيث.. وانتٍ ماذا ؟ 


ابتسمت تعرف ما يفكر به فقالت وهي تتدقق بملامحه


= وأنا أيضا أحبك حبيبي .. ومنقذ حياتي مرارا وتكرارا .


انفرجت شفتيه في ابتسامة صغيرة فبدى في عينيها كأنه طفل تائه يبحث عن حضن امة.. وهي لهف قلبها علية .


❈-❈-❈


بعد أيام فتح زين باب المنزل.. ليدلف بخطوات بسيطة بتعب شديد و إرهاق من الطريق لساعات طويله واحوال الطقس الصعبة الذي بسببها تاخر عن العوده! عقد حاجبيه باستغراب للحظه عندما وجد بأن المنزل هادئ علي غير العادة! ليفكر هل الجميع ما زال نائم حتى الان؟ 


بينما هز رأسه بعدم اهتمام و وضع الحقيبه بالارض من اعلى كتفه ليصعد السلالم حتى يذهب الى غرفته ويرتاح! لكن توقف لحظه امام غرفه ادم ليفكر بان يدلف يقظة ليرحل للعمل قبل أن يذهب هو للنوم و امسك مقبض الباب ليفتح.. 


لكن ما أن فتح زين الباب تجمد مكانه بعدم استيعاب وشعر بألم بقلبة وهو يرى اليزابيث نائمة في أحضان آدم وبغرفته؟؟ رمش عيونه عده مرات من الحقد و الغيظ وهو ينظر لهما بينما ادم يضمها بتملك بأحضانة كـ طيور الحب !!


لكن أي حب، وهل أمثالها يعرفون الحب ؟! لا يصدق كيف حدث ذلك ومتى؟ بالتاكيد استغلت هذه الحقيره عدم وجوده بالمنزل لتقترب من آدم لكنه من الواضح بان الاخر رحب بذلك دون اعتراض! نظر مره ثانيه بطرف عينيه وقلبة يحترق من الغيرة تنهشه نهش ..


ثم ألتفت ليرحل زين إلي غرفته بوهن وابتسم بسخرية مريرة مُفكرا وهل هي تحبه أصلا !! وطالما وصل الى هنا واصبحت في احضان فوق فراشه! يعني أنهما قضوا بعض الأوقات الممتعة وهو بالخارج.. لم يكذب حين قال عنها عاهره و ستظل عاهرة !! فكيف يكون ما بينهما حبا ! هذه علاقه عابرة بالتاكيد 


هي الفتاة الوحيدة هنا و ادم وحيد أيضا ! بالتاكيد استغلت غيابه لتقترب منه بكل سهوله؟ ومن يعلم اكيد كانت تتسلل له ليلا لقضاء وقت مميز تحت مسمى ..الحب المتبادل !! إنها فتاة حقيرة و عاهرة .. وهذا عملها بالاساس قبل ان تكون هنا؟ فما يتوقع منها؟ فلمَ يكن الأمر صعب عليها لاتستمتع معه وهو أيضا لبعض الوقت !!


اغمض عينيه بألم شديد وشرارة تخيف من يلحظها ظهرت في عينيه من اندلاع نيران جحيمه الداخلية و ما شاهده يطارد عقلة؟ حتى تزداد وتزداد ويغذيه وقود القهر .. تكاد دموع الكرة تطفر منه فتفضح روحه المحترقة و يفضح إمرة بانه قد وقع في حب تلك المخادعه وأحبها!! نعم احب اليزابيث! وهي في نفس اللحظه كانت تحوم حول آدم .. لعينة لا تستحق الموت حتي .

الفصل الثامن عشر


#روايه #وصمة_عار 


⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد 

___


بصباح اليوم بالغرفة التي تقطن بها اليزابيث بأحضان آدم ،كانت تجلس على الفراش بجانب هذا النائم بعمق تنظر له بحالمية لا تصدق للأن أنها أحبته وأصبح لها رفيق يهتم بها و يعاملها كـ الاميرات وبعدما كانت فتاة ليل فاسقة تحولت لفتاة طاهرة وأصبحت حبيبه لأحدهما دون أجبار أو إكراه ، بل عن حب ، حب لم تكن تتخيل أن تحظي به قط؟..نظرت إلى وجهه لوهلة وهو غارق في نومه ويأخذها بين ذراعيه لتبعد راسها ومدت كفها تتلمس صدغه ببسمة رقيقة كي يستيقظ لكنها صُدمت من ردة كلماته عليها وهو يقول بنوم


= توقفي جوليا عما تفعلي واذهبي بعيدًا وأتركيني نائمًا.. 


أبعدت كفها عنه والصدمة تحتل وجهها ثم اعتدلت بسرعه لتضربه بوسادة علي راسة وصاحت بغضب


= من جوليا تلك ايضا؟ استيقظ يا حقير من تلك الفتاه التي دعتني بها للتو ! كنت واثقه بأن جميع الرجال خائنون.. استيقظ يا ندل وتحدث معي 


فتح آدم عينة وضحك بشده وهو يمسك يدها و يكيل عليها بالقبلات الصغيرة مرددا بخبث


= توقفي يا غبيه كنت امازحك حتى أري ردت فعلك وغيرتك علي..مره ثانيه عندما تريدين ان تيقظيني يجب أن تهمسي بشيء يؤثر علي انفاسي او تقولي شيئا لئيم يفطر قلبي حتى استيقظ على الفور.. الا لهذه الدرجه تحبيني وتغاري علية حبيبتي


أبعدت يده عنها بحده لتهبط من فوق الفراش بغضب مكتوم وغيره


= محتال ابتعد عني واتركني


كادت أن ترحل إلا شهقت اليزابيث حين وجدت يد غليظه تلتف حول خصرها من الخلف وتجذبها حتي ألتصق ظهرها بصدر صلب وتسلل دفئ احضانة لجسدها.. لتلف رأسها له بتحذير ولكن وجدته يداعب خصلات شعرها بيده الخاليه ويضعها خلف اذنها قائلاً بمشاكسة 


= هل أخبرتني من قبل أنك تحبني؟ 


نظرت إليه اليزابيث بابتسامه ثم نظرت بعيدًا بخجل ليرفع آدم يده يداعب خصلات شعرها وهو يردد 


=ألم تجيبه وتقولي.. أعتقد أنني يجب أن أضع عقاب عندما لا تستمعي إلي


رفعت مقلتيها تحدق به لتقول بصوت منخفض


= سوف تضربني 


ابتسم بخفه يهتف آدم قائلا بعتاب


= هل سأتمكن من فعل ذلك يومًا ما؟ طبعا لا


بينما شعرت به يضمها لصدره من الخلف و يخفض وجهه حتي استند به فوق كتفها و انفاسه تهوي فوق بشره عنقها الناعمه بينما شفتيه تنثر قبل صغيره خاطفه علي طول عنقها بوجنتيها اثناء حديثهما.. ابتسمت اليزابيث رغماً عنها لهذا الدفئ وسعدت بخوفة عليها لا تنكر لتحاول ان تسائل


=اذا كيف سيكون العقاب 


لفها إليه وانزل يده باطراف اصابعه من فوق راسها لينزل على وجهها ببطء شديد يداعب شفتيها بلطف شديد شعرت من خلاله بقشعريره في سائر جسدها وهي تسمعه يقول بصوت حنون وعيناه تنظر الى شفتاها برغبه 


=بطريقتي الخاصه، عقاب يليق بالمتزوجون فقط 


تلاشت ابتسامتها المشرقة باحراج شديد من واقحته وهي تبعد عنه لترفع يدها وتخبط على كتفه بخفه قائله بتكشيره


= قليل الحياء الزم حدودك في الحديث معي.. يا لك من وقح و لئيم 


ضحك آدم بشده عليها وعلى طريقه غضبها مثل الاطفال الصغار وهي بالفعل اصبحت كانها طفله صغيره وهذا ما يزيد اعجابه بها اكثر واكثر، امسك بيدها حتي يقبلها بشغف وهمس 


= احبك


ابتسمت له ثم صمتت قليلاً وأرتجف قلب اليزابيث وهي تسأل بصوت مبحوح مترددة وعيناها متسعتان برهبة


=آدم.. هل انا استحق شخص مثلك 


عقد حاجبيه باستغراب وقد استغرب سؤالها بشده ليقول بعدم فهم 


= لماذا تسالي هذا السؤال 


صمتت تتنهد بحزن وأصبح الوضع مشحون قليلا و حاول آدم التخفيف عنها لأنها تشعر بالتأنيب الضمير بأنها أحبت شخص مثلة وصفحته بيضاء! نظيفه وليس ملوثة مثلها وهذا ما يزيد عذابها.. تفهم آدم ما بها واستند برأسه فوق كتفها يهمس بجانب اذنها وهو ينظر إلي عينيها 


= اليزابيث أنظري إلي؟ نحن اصبحنا إلي بعض و مع بعض ننام الآن.. و اليوم و غدا سنستيقظ على يوم جديد، حلم جديد و أمل جديد لقد كبيرنا.. أصبحنا أرزن وأوعى... نحن نكبر و نتغير و نصبح أقوى لذا لايجب عليكٍ أن تكوني خجلة من ماضيكي، الكل له ماضي سيء إن كان حتى في جانب منه.. لاكن هذا الماضي جعل منكٍ أفضل فتاة في العالم .. أجمل حبيبة يمكن أن يحصل عليها مراهق و أحسن زوجة ممكن أن يتزوجها رجل ... و أحن أم ممكن أن يحصل منها علي طفل.. 


ثم أغمض آدم عينيه عن عينيّ اليزابيث حتى لا يرى فيهما خيبة قد تقتله من جديد في رجولته التي عاد جرحها ينزف مجددا وسحب نفسا وقال بصوت خشن متقطع 


= وايضا اراكٍ تتحدثين وكانني انا شخص مثالي .. هل نسيتي الحديث الذي دائر بيننا قبل يومين وما اخبرتك به عن طفولتي.. وقد تبين لكٍ بأني لست ذلك البطل المغوار وأني بالفعل شخص جبان، كيف أن رجولتي التي تعشقينها هي رجولة زائفة وما أنا إلا جبان بائس.. فقد أضاعت أمي شرفها لأجلي ولم أحفظها بروحي.. لقد كانت امي بحق الرب و عائلتي و كانت نصفي الآخر.. كيف لم أفديها بروحي .. كيف جبنت للحظات أضاعتها أمام عيني بمنتهى الوحشية.. هذا الجرح يشعرني بأني حقير شخص بائس وجبان و منعدم الرجولة و منعدم الشجاعة.. حتى أحيانا اشعر انني لا استحقك اليزابيث وساضيعك في يوم من الايام من يدي بسبب ذلك الماضي.. 


انفرجتا شفتاه من شدة ألمه حقا ما يعانيه صعب.. بينما هي لتطلع فية بصدمه وحزن لتقترب منة اليزابيث واحاطت وجهه بكفيها..وقالت بنبرة صرامة 


= آدم هششش توقف عن ذلك الحديث أنت أكثر إنسان صاحب رجولة وشجاعة قابلته في حياتي؟ أجل انا اراك كذلك في عيوني..و ناضج كفاية لتعرف كل ما يحدث الا هي تجارب في حياتنا.. وان لم ترى نفسك شجاع كفايه فانا اراكٍ بطلي.. بالله عليك كيف ترى نفسك جبانا وانتٌ من انقذتني من شويكار ورجالها اكثر من مره.. وبخصوص ما حدث الى الدتك هي المخطئة في حقك يا آدم.. اعتذر على قول هذا الحديث لكن هذا خطاها هي وليست خطاك انت! صحيح انها فعلت ذلك لاجلك لكن ايضا كان هناك من الفرص كثير لتاخذ طريق اخر غير ذلك، لكن هي استسلمت للظروف مبكرا لذلك يجب ان تسامحها وتنسي لأنها حملتك مثل هذا الذنب طوال هذه السنوات من شبابك بسبب تسرعها وبسبب ظلم والدك.. 


لتكمل حديثها قائلة بقوة حتي يعود لنظراته الظالمة في حق نفسه بأن تداويه بمس قلبه


= ما فعلته هذا ليس حل ولا تضحيه هذا ضعف يا آدم.. من يعلم لو كانت انتظرت قليلا فقط كانت من الممكن تاتيها الفرصه الاخيره.. فليس من أن العدل أن أُلقي بنفسي لقاع الموت بينما أصيح بغيري مستغيثة أن ينقذني احد.. صحيح انا شعرت بهذا الظلم مثلها و وقعت بنفس الدوامه لكن كل ذلك حدث ليس برغبتي وما زلت اقاوم، وصحيح كانت البدايه خطاي انا لانني وثقت في الشخص الغير مثالي و يجب اعترف بذلك الخطا وإلا سأكون أنانية كفاية .. آدم أنت بقصه والدتك هنا المجني عليه فكيف ترى نفسك الجاني !!


للحظات كان آدم صامت بملامح هادئة يشعر بالراحه نوعا ما؟ من حديثها فهو لم للحظه يفكر فيها هكذا؟ فكان دائما يحمل نفس الذنب لكن لم يفكر فيها بان والدته قد تسرعت في الاختيار؟ والحق عليها هي؟ وهو المذنب وليست الجاني.. شهق آدم ساحبا نفسا خشنا وكأن روحه تختنق بسموم الأحرف ناظرا إلي اليزابيث هاتفا بنبرة ارتعشت


= تعلمي انني في البدايه كنت خائف بأن اعتراف لكٍ بهذا السر حتى لا تريني شخص سيء منعدم الرجوله لكن الان لاول مره أشعر بالراحه بالحديث بذلك الموضوع رغم انني تحدثت قبل ذلك مع زين في الأمر لكني لم اشعر بالراحه قط.. وهذه أول مرة اشرح هذا الأمر واستمع لنصيحة أحدهم أخيرا.. أنتٍ ساحرة اليزابيث بدلت حالي للافضل.. شكرا يا تميمه حظي السعيد و زهرتي التي أتت لي خصيصا لأزين بها عمري.. 


تبدلت ملامحها للضيق عندما ذكر اسم زين؟ لكن حاولت أن تنفض عنهما كل تلك الذكريات حتى تبدد حزنه فابتسمت بحلاوة وقالت له بحب ودعم 


= حسنا آدم دعنا نترك كل هذه الذكريات السيئه التي حدثت في حياتنا قبل ان نلتقي.. ونفكر في المستقبل


ابتسم بحزن من جديد وهو يتحدث بتحشرج فضح مشاعره مع كلماتة قائلا


=صح.. ربما الرب دعاكي اليه لانه يعلم انني احتجت لملاك لعنايتي.. انتٍ فاتنه يا اليزابيث، ملاكي ذات العيون الزرقاء 


نظرت إليه بحب ثم اقتربت بتردد تقبل وجنتيه برقة ليرفع ناظرا إليها بصدمه وسعاده.. لتبتسم هي بخجل جالي وتخفض نظرها بسرعه، ليهوي هو فوق شفتيها فور يلثمها بشغف يحاول اطفاء لهيب شوقة..بينما فصل قبلته قائلاً وهو يلهث بصوته الحاني


= الاحباء لا يقبلون بعضهم هكذا اريد تقييدك، واتنوي تقبيلك كثيرا حبيبتي


كانت في دوامه من المشاعر فهي في اقصي عشقها منه ولكن أيضا قربه محبب لها بل ويشعرها بالامان..!! لتهز رأسها بوهن وهي تشد فوق عيناها بخجل وارتباك اما عنه فقد التهم شفتيها من جديد ليبتعد عنها قليلاً وهو يلهث ويهمس امام عينيها بإبتسامه حالمة 


= وكانك تضعيف فاتح شهيه على شفتك لتجبريني على تقبيلك دائما .. اعشقك يا اليزابيث .


نظرت له بحنان للحظات ثم اقترب آدم وسحبها أعلي الفراش حتى دفن وجهه في حضنها وظلت تربت على رأسه وكتفه برفق بصمت.. بينما أغمضت عينيها مبتسمه و ترجو ربها داخلها أن يكون قد تخلص من ذنبه أخيرا بينما هو الآخر ضمها أكثر مبتسما بحزن وارتياح .


❈-❈-❈


بعد مرور وقت استطاعت اليزابيث بصعوبه ان تجعل ادم يتركها تنزل إلي الأسفل لتحضر الفطور.. لتسير بخطوات بسيطة إلي المطبخ وهي تدندن بغناء اغنية بكلمات روسية و تقدمت حتي تبدا في تحضير البيض الاومليت ونظرت إلى الطقس بالخارج فمزال الطقس سيئ نوعاً ما، فـ الأمطار كانت تتساقط فوق الاراضي بالماء البارد.. وأثناء ما هي كانت شارده في الأجواء بالخارج وضعت يد فوق كتفها تضغط عليها بقوة شهقت اليزابيث بفزع وهي تنظر خلفها لتتسع عينها بصدمة وهي تردف


= زين انة انت؟ متي وصلت ؟ 


فامعن زين النظر بها مطولاً ثم رمش مرتين و اخذ نفساً عميقاً ليتمالك اعصابة ليقول بصوت بارد


= منذ فترة، كيف كانت أحوالك مع آدم .. بالتأكيد هذه الفترة القصيرة جعلتكما تكتشفان بعضكما البعض بجدية ووضوح أكبر .. وما رأيك في آدم الآن بعد أن تجاوزتي حدودك معه.. بالتأكيد سعيدة بهذا الإنجاز.


شعرت اليزابيث بالانزعاج من أسلوبه فنظرت إليه بجدية وقالت مستفسراً


= لماذا سألتني هذا السؤال منذ الصباح الباكر وما دخلك في شؤون حياتي.. وما كنت افعلة في غيابك


فضغط زين على قبضته بقوه لان اجابتها على سؤاله كانت مستفزة له فقال بنبرة حادة 


= اسأل لأنكٍ فتاة مثل الحرباء متعددة الوجوه ولا تثبتين على رأي واحد، الم تقولي في البدايه ان ادم مجرد شخص عادي بالنسبه لكٍ .. اذا لماذا تكذبي الان 


نظرت إليه بإقتضاب تزم شفتيها وهي تتحدث وقالت بجفاء 


= ما الذي تحاول قوله انا لم اكذب.. انا قلت لك لا تتدخل في شؤون الآخرين و رجاءً تحدث بكل وضوح لكي افهم قصدك فلا داعي بأن تلف وتدور بل اخبرني ما الذي تريده مباشرة، فهذا افضل من التحدث بهذه الطريقة.. والآن هل تستطيع اخباري ما الذي تود معرفته بالتحديد لكي اجيب على تساؤلاتك ؟


نظر لعمق عينيها للحظات بغيظ شديد ولم تستطع سبر أغواره حتى تقدم منها فاخرج زين يداه من جيوب بنطاله وتحرك من مكانه حيث وقف امامها ثم امسك كتفيها و بحركة واحدة الصق ظهرها بالجدار مما جعلها تتأوه بألم لانه فعل ذلك بعنف قائلاً بنبرة حادة كالسكين 


= تريدين ان اتحدث بوضوح ، حسناً لكٍ ذلك.. هل كانت الليالي السابقه في أحضان آدم ممتعه لعاهره مثلك أم انكٍ لم تستمتعين و تطمعين باكثر .. من يعلم ربما الخطه القادمه هي الزواج بة ؟ 


شحب وجهها والدم يتجمد في عروقها وهي تبتلع ريقها بصعوبة بالغة


= ما هذا الهراء الذي تتفوه بة ليس هناك شيء من هذا القبيل.. وانا احترمه لانه على الاقل هو لم يعاملني بأحتقار كما تفعل انت.. بل انه نظر إلي على انني انسانة ولديها مشاعر كسائر البشر وليس فقط فتاة سيئه.. واتركني قبل ان انادي على آدم ليتصرف معك 


تحول وجهه لوجه شيطاني مخيف أجفلها، فجف حلقها وهي تدرك أن كلامها قد زاد من جنونه.. و بالفعل اشتعل غضبه أكثر وهو يسمعها تهدده بآدم .. واشتعلت سمائه المظلمة فورا بنيازك الغضب وقال بنبرة شعرت بها مستهزئة وكأنه يستفزها


= آه وتخبريني بمنتهى الثقة بأنكٍ ستنادي على آدم !! منذ متى وكان آدم بطلك.. من الوضح انكٍ قد اعطيتيه الكثير حتى تتحدثي بثقه هكذا 


اتسعت عيناها ما أن قاله كلماته الحقيرة وقد فهمت ما يقصده تماماً شاعرة بكلامه كخنجر مسموم غُرز في منتصف كبريائها لتردف باحتقار


= أيها الجبان المتخاذل الضعيف لا ..هو بطل حقيقي وليس مزيف مثلك.. لطالما رآه الجميع البطل وانجذب الكل له بمنتهى الاحترام لأنه كذلك.. انما انت ليس والا شخص حقير عديم الرجوله 


اتسعت عينا زين بغضب وهو يسمع إهانته ومدحها في آدم بمثل هذه القوة ودون أي تردد فتزيد من نيران جحيمه نافخة جمرات كرامته التي اشتعلت يوما ولم تُطفئ حتى الآن.. و دون تفكير كان يهجم عليها ممسكا شعرها بقبضته فيها وهو يحرك رأسها بقوة كادت أن تقلعه من مكانه هاتف بوقاحة 


= ما بكٍ متمرده هكذا؟ هل تأخذين مبلغ معينا أم كانت مجرد متعة متبادلة بينكما .. ولا ادم فقط الذي مسموح له بلمسك


اردفت بعصبية تريد التحرر منه تتمنى لو يسمعها آدم في هذا الجو العاصف بالأمطار وهو في الطابق الأعلى لكنها قالت رغم خوفها 


= أبعد يدك القذرة عني أيها المختل .. وأخرج من هنا حالا قبل أن أنادي على آدم ليأتي فيلقي بك في الخارج 


فشدها من شعرها أكثر حتى شعرت ببعض الخصلات تقطعت وهي تصيح و تدفعه بقوة محاربة لا تستسلم لكن بقوة بنيته كان قد سيطر عليها وهو يدفعها على الحائط ثم هجم عليها ينوي أخذها دون تفكير حتى ينتقم ..منها فيها وهو شاعرا بالقهر وهو يراها تتألم لكن ما باليد حيلة ليقول بنبرة حادة 


= أيتها السافلة.. هل ستمثلين دور الشريفة في وجهي وأنت غارقة معه في العسل و تخضعي لي كل رغباته في السر بمنتهى الوقاحة.. قد رأيتكٍ في احضانه وفي فراشه أيضا أيتها الوضيعة 


لتبصق باشمئزاز بوجهها ولحظة واحدة وكانت تبدأ في ضربه بعنف.. مما زاد غضب زين وببصيرة عمياء وقلب حاقد و روح متخبطة بين أمواج الخيانة والخذلان صرخ بعنف أعلى وهو يلتصق بها 


= ما خطبكٍ هل آدم الوحيد هنا هو من يشعرك بالمتعة.. اهدئي لأني لمَ أبتعد إلا وأن أحظى ببعض المتعة التي تمنحينها لآدم.. لا تقلقين أنا أستطيع إسعادك ايضا..


لكنها ظلت تتلوي بعنف شديد بين ذراعيه رافضه لمساته ليجز علي أسنانه بغضب ومد يديه يريد يمزق ملابسها وكأنه بذلك يمزق نفسه لكنه شاعرا بأنه يحتاج لأخذ الثأر منها بهذه الطريقه ولا يستطيع الصبر أكثر..هو حبها أولا لكن لقد أخذها آدم له تلك الأوربية على طبق من ذهب ! وما أن وجدت اليزابيث عراكها لا يجدي نفعا حتى رفعت قدمها لتضربة بين قدميه بقسوه ليضطر يتركها وهو يتالم بوجع ..


كأن صدرها يعلو وينخفض بلهاث وهي تتراجع للوراء وعقلها يعمل في كل الإتجاهات.. وما أن اقترب مره ثانيه حتى انتفضت تركض ناحية الطاوله وهي تجذب سكينة الفاكهه لتتحامي فيها ..لتهتف بعنف شديد وشعرت بأنه صوتها امتزج مع صوت الأمطار بالخارج 


= أيها الحقير..هل تعتقدني عاهرة كأمثالك .. أخرج من هنا وابتعد عني حالا قبل أن يحدث لك ما لن تتخيله قط.. صدقني ساقتل نفسي واقتلك دون ان يرمش لي جفن حتى لا يلمسني وغد مثلك 


كان سيقترب مره ثانيه لكنه تراجع متردد خائف بأن تفعلها بالفعل، ليضحك ضحكة سمجة ويقول رافعا يديه باستسلام 


= حسنا حسنا.. لا داعي للانفعال، كنت أطمع في الوصال فقط، لنري مع الوقت كيف سيتم طردك من هنا بعد أن يمل آدم منكٍ .


ثم التفت لها مره ثانيه قائلا بفحيح أفعى سامة تريد الالتفاف حولها 


= لكن تذكري باني لم أتركك تسعدي بحياتك حتى وإن منعني آدم.. تأكدي من أنني لم أتركك دون إفساد حياتك .


عقدت حاجبيها بألم وشعور بداخلها ينمو ينبؤها بالخطر الذي سيصبح أمامها طول الوقت بسبب ذلك الحقير المعتدي! لتراقبة بحذر وهو يلتفت يرحل للخارج تاركها ترتجف بشدة من الخوف الشديد .


❈-❈-❈


هبط آدم بخطوات بسيطة علي الدرج وهو مبتسم باتساع ليذهب إلى المطبخ يبحث عن اليزابيث ليجدها تجلس فوق المقعد وتسند ذراعها أعلي الطاوله وتضع يدها فوق وجنتيها شارده بعيون حزينة جدا والدموع تلتمع في عينها لكنه لم يري آدم ذلك، واقترب منها يقبل وجنتيها بحنان لتنظر له بخوف وفزع معتقده بانه زين قد عاد يضايقها مره ثانيه لكنها هديت عندما وجدت آدم لتنظر له وهي تهمهم بإرتباك


= آدم لا تفعل ذلك


لتهم بالنهوض ومغادره المطبخ وهي تتصنع الهدوء ولكن بحركه سريعه منه التفت ليصبح خلفها وجذبها قبل ان ترحل ليجلس هو لتسقط بداخل احضانه فيلف يده من الخلف حول خصرها حتي استندت بظهرها فوق صدره ثم لف قدميه حاول قدميها حتي يقيض حركتها واستند برأسه فوق كتفها يهمس بجانب اذنها 


= ما بكٍ.. الم تحبيني يا اليزابيث وتحبي لمساتي


لتبتلع ريقها بتوتر ثم تهز رأسها بالرفض والاعتراض متذكره الذي حدث بينها وبين زين الحقير المعتدي، لكن كيف أن تخبرة وهي علي ثقه بأنه صديقه الوحيد وحتي إذا تحدثت لا تعرف هل سيصدقها أدم ام لا؟ ولكن اخفت كل ذلك بنجاح وهي تقول بنبرة احباط


= انا لا اليق بالحب يا ادم، لم استحق هذه الحياه من الأساس توقف ارجوك فانا شبه انسانه محطمه والذي امامك ليس سوي الى بقايا مني.. ولم انحني و استسلم مره ثانيه حتى لو كان قلبي يريد ذلك فانا لم استمع الي


ارتجاف صوتها وعيونها الباكيه وخوفها الواضح من ارتجاف جسدها جعله يعقد حاجبيه بدهشة من تغيرها المفاجئ لكن اعتقد ذلك الخوف بسبب لمساته لها قد تفكرها بالماضي التي عاشته رغم عنها.. لكن قد وعدها قبل سابق بأنه لم يقترب منها الا بموافقتها فلما كل ذلك الخوف والقلق؟ ليرفع يده المقيده تحت يديها و توجه لشفتيها ترسمهم ببطئ مهلك لأعصابها وعيناه تتابع حركه اصبعه قائلاً بصوته اجش 


= افهم من حديثك ذلك ان قلبك يحبني لكنك ترفضين ذلك الحب؟ 


اليزابيث بدموع وهي تدفن نفسها بداخل احضانه 


= وهل سوف يفرق شيء اذا كنت احبك ام لا 


زفر ببطئ ونظر لها قائلاً بلا حيله وصدق


= ما بك ما الذي حدث لكٍ فجاه لم تكوني هكذا ونحن في الغرفه للتو.. لماذا تمنعيني دائما عن لمسك الم تثقي بي 


لتشعر بإنقباض قلبها للأسفل وبروده تسري بجسدها وأنفاسها متثاقله.. لذا اجابته بصوت متلعثم باكي 


= بالطبع اثق بك لكن كما اقول لك.. أنا لا اريد ان اشعر وانا بين ذراعيك اني مجرد عاهره تلبي رغباتك.. اريد ان تكون هذه التجربه مميزه بيننا.. لا اريد ان اشعر بالاشتمزاز من علاقتنا وأتذكر الماضي السيئ


قبل شعرها واخذ يمسد عليه بحنان وقال بصبر


= لست متعجل علي حدوث ذلك ساترك كل شئ يسير بهدوء دون استعجال.. اسف لحدوث هذه الاشياء لكٍ كان يجب ان يعتنوا بكٍ اكثر ويعاملوك كالاميرات 


لتجيب بيأس وهي لا تزال تبكي بشهقات عالية متشبثة به بعنف 


= لا اؤمن بالقصص الخياليه 


جذبها بداخل احضانه ليشعر بتيبس جسدها وانتفاضه من تحت يده واستطاع سماع شهقاتها المكتومه بسهوله فزفر بضيق قبل ان يمسد فوق شعرها برقه وحنو ويربت فوق ظهرها بهدوء وهو يهمس لها بصوت حاني مطمئن وهو يقبل اعلي رأسها قبلات ناعمه مطمئنه


= لكن اود جعلكٍ تؤمنين بها


تعالت شهقاتها بصوت مكتومه بعد ان دفنت وجهها بصدره العريض.. ليتحدث و كان صوته هادئه


= هل سبق لكٍ وتبادلتٍ القبلات من قبل مع احدهم برغبتك ؟ 


اخذت دموعها تسيل فوق وجنتيها بغزاره بدون ارادتها فهي لم تستطيع الصمود اكثر من هذا لتهتف بتعجب من بين شهاقتها ومن خلف كفيها بصوت متحشرج معذب


= حدثت لكن لم تكن ولا مره برغبتي.. لكن لما تسأل


أبعدها قليلا واحتضن وجهها بكفيه ثم حرك اصبعه فوق وجنتيها يمسح دموعها برقه قبل ان يقول بحنو وعاطفه


= حينها انا مسرور أنني اول تجربه لكٍ


شردت للحظات في كل تجاربها في الحياه المأساوية التي حدثت بغير أردتها، لكنها في النهايه حدثت! وثم نظرت إليه بعدم فهم وهي تمسح دموعها بظهر يدها في منظر طفولي محبب لقلبه.. ليشد فوق خصرها حتي يصبح وجهها في مستوي وجهه ثم هبط بشفتيه يلثم وجنتيها بحب عده قبلات هبوطاً نحو شفتيها وهمس امامهم بعاطفه وحنو


= اريد ان أخوض هذه التجربه وانتٍ بارادتك.. وتبادليني ! 


ابتلعت اليزابيث ريقها بخجل شديد عندما فهمت ما يريد لكن طريقته في جعلها تشعر بأنها أول تجربة شعرتها بفخر اختيارها هذه المره؟ ومن ثم طبع قبله ناعمه فوق شفتيها بحنان كانه يجعلها تلين وتخضع له.. وكأنها كانت تنتظر ذلك بالاساس وقربه لتبرد نار قلبها فهذا الشعور بالأمان بين احضانه لا تستطيع مقاومته فأصبحت تحتمي منه بداخل احضانه..!!


فكانت وما زالت أنثى باحثة عن الحب والهوى,أنثى لا تطلب منه هو سوى بعض الدفيء والراحة.. لتصبح لديها قوة من نوع مختلف تنبثق داخلها .. قوة نابعة عن امرأة عاشقة .. طال شوقها لرؤية من تحب .. لاحظ ادم التغير فيها وهي تقترب مترددة لتمسك وجهه بين يدها رغم توترها.. فابتسم بحب واخذ آدم كفاه الكبيرتان وحاوط خدود اليزابيث ثم وضع شفتاه على شفتيها بسكينة دون ان يقبلها فقط يستشعر بشفتاها ومن ناحيه اخرى يترك لها المجال لتبدا هي اولا؟ بينما عادت برأسها الى الخلف وهي محرجة لتحاول ان تقبلة وتعض على شفتيه بعدم خبرة لكن أسعدة هذه القبلة آدم بشده وهمس قبل أن يلتهم شفتيها بحب


= محاولتكٍ ان تجعلني سعيده تسعدني اكثر من الاشياء التي تفعلها اليزابيث احسنتي حبيبتي.


شعرت به قبلها ينبض فبجانبه غلفها الآمان توقف كليهما عن تقبيل بعض لثواني لتتحدث لغة العيون بقية الكلام و أحاطت بذراعيها على رقبته و كلماتها كانت مثل نسمات الأحلام الوردية التي تزور طفلا صغيرا لينعم بعدها بصباح جيد...كلمات ظنا يوما أنها لن يسمعها منها همست له 


= أنا أيضا أريدك أدم ...و لطالما أردك قلبي..لكن الخوف كان يقيدني.. هذه هي الحقيقه ولا تصدق حديث آخر قالته في وقت غضب


ابتسم آدم بشده وإحتضنها بشغف و رد بتلك النبرة الثقيلة


=روحي انتٍ حبيبتي، من المستحيل أن أقوم بأذيتكٍ لكن هل أنتِ متأكدة.. أليس كذلك


أومأت برأسها و لا تزال تعانقه و بإرتباك ردت 


= أجل...متأكدة


ليلاحظ آدم حقيبته زين بالأرض بجانب الباب أمامه وهو في وضعه هذا وهي ملتصقة به رفعها أكثر وقال بصوت مستغرب


= مهلا! ما هذا هل زين هنا وصل المنزل؟ هذه حقيبته لكن اين هو لم اراه ؟؟. 


شعرت اليزابيث بالتوتر وهي تجيب مرتبكه


= رايتها انا ايضا.. لكن لا اعلم اين هو ربما في غرفته


هز رأسه بملامح جامدة لينهضوا الاثنين حتي هتف آدم بغيرة ممزوج بتحذير


=حسنا يجب ان يعرف زين بعلاقتنا حتى لا يعود ويقترب منك مثل قبل.. لن يشاركك اي احد.. لأن لا احب مشاركه كل ما هو قيم لي 


ابتسمت اليزابيث بهدوء وقالت بصوت منخفض نسبياً


=و لن اشاركك مع احد ايضا 


طالعها بنظرات حنونه دافئه قبل ان يمد ذراعيه يلفها حول خصرها بتملك وحمايه ثم جذبها لصدره بحنان قائلاً بصوت متحشرج حاني


= بالطبع عزيزتي.. هل تريدين مني مصادقه نساء اخرى والذهاب لحفلات معهم


هزت راسها اليزابيث بغضب من أثر كلماته منه ولكن بغيرة واستنكار قالت


= كلا


بينما هو رفع نظره لها وظل هادئاً ليتنهد بضيق قبل ان يقول من بين اسنانه


= حسنا ،هذا يشملك ايضا.. لكن عليه ان يعرف انكٍ لم تعودي متاحه، هذا قد يخلق مشكله لنا .. حسنا .


وقبل ان تتحدث وتجيب علية اليزابيث صمتت قليلاً بتوتر شديد واشاحت وجهها بعيد بضيق شديد عندما رأت زين يهبط الدرج وقادم اليهم، وابتسم هو بسخرية واستهزاء

عندما لاحظ أن آدم يلف يده حول خصرها ولم يهتز ويبعد عنها عندما رآه بل على العكس بل زاد من الضغط حولها بتملك بكل جرأة أمامه، ليقول داخله بانها رخيصة صحيح و عندما اقترب زين ليقف امام آدم قائلا بجفاء


= مرحبا آدم كيف حالك ؟ 


رفع آدم مقلتيه يتطلع فيه بجمود لاحظة ذلك زين واستغرب ثم فتح آدم فمه يقول بجدية تامة


= مرحباً، الم تبارك الينا يا زين انا و اليزابيث قد اعترفنا بحبنا الى بعض! والآن اصبحنا في حكم المرتبطين حتى ان اليزابيث نقلت جميع اغراضها وملابسها الى غرفتي واقامت معي. 


إتسعت زين حدقتـاه بذهول وعدم استيعاب 

وقد شلت اطراف جسده من هول الصدمة، فهو لم يتوقع ان يتطور بينهم الامر الى هذا الحد؟ لكن ما اشغله الان وظل يتردد في اذنة بأنه حاول التعدي على حبيبه صديقه؟ و زوجته والمستقبليه.. الى متى سيظل حقير هكذا. !! 


❈-❈-❈


بداخل المستشفى التي تقطن بها لارا، كان انطون نائم فوق الأريكة وتململ فوقها وهو يفتح عينيه مُستيقظا يشعر بصداع يضرب رأسه ضربا فهو منذ أيام هنا ياتي في المساء ويرحل في الصباح للعمل.. وسرعان ما هاجمته ذكريات الليلة البائسة عندما وجده شقيقته غارقه بالدماء في الارض فأظلمت نظراته الناعسة ..


ثم نظر إلي الفراش متوقع وجود لارا لكن نهض بجذعه مع اكتشافه لعدم وجودها بالغرفة.. لتتسع عيناه واضعا أخطر الإفتراضات عن مكان وجودها ! وأن من الممكن ان تحاول تاذي نفسها مره ثانيه؟ لكن ما هي إلا لحظات حتى خرجت لارا من الحمام الملحق بالغرفة بشعر مبلل وبملابس جديدة.. أنزل ساقيه أرضا وهو يطالعها بارتياح .. فانتبهت له خارجة من شرودها الحزين التفتت له بمحياها المتألم فابتسم لها قائلا


=صباح الخير كيف حالك اليوم.. لارا حبيبتي هيا لتاكلي حتى تاخذي دواكٍ ..ولا اريد اعتراض فيجب ان تهتمي بصحتك .


ظلت واقفة أمامه للحظات بصمت وسرعان ما أغرورقت عيناها بدموع قهر لتتحرك أعلي الفراش في إتجاهه.. و هو خلفها فورا متلقفا إياها بين ذراعيه هادرا بعنف


= لارا هل ستظلي هكذا كثيرا في هذه المعاناه لأجل حقير مثله لا يستحقكٍ، صدقيني هو الان يعيش حياته وغير مهتم بكٍ حتى.. انه حتى لم يكلف نفسه ان ياتي الى هنا ليطمئن عليكٍ و يعتذر وهو السبب في ما انتٍ في الأن؟ 


تنهدت بإرهاق و زمت شفتيها تحدجه بنظرة ضيق وقالت بضعف


=أخي من فضلك توقف عن ذلك الحديث اريد ان اظل بمفردي قليلا 


عقد حاجبيه للحظة بسخط ثم صرخ بحدة


= كما تشائين، لكن صدقيني هو الذي يستحق الموت وليست انتٍ هو وتلك الفتاه الخبيثة عشيقة.. اقسم لو كان جاء إلي هنا لكنت فعلت به الأفاعيل وأدنيه من الموت مرة بعد مرة.. لأجعلنه يتمناه ولا يطوله ذلك الخسيس 


ليرحل انطون دون كلمه اخرى وأغلق الباب خلفه بعنف، بينما ابتسمت لارا بخبث رغم شحوبها وهي ترمش بعدم انتباهها لذلك من قبل؟ لما قاله أخيها دون قصد ثم عقدت حاجبيها قائلة بشر


= لما لم افكر بذلك من قبل؟ فهو محق ؟ هما من يستحقون الموت والعذاب !!. وليست انا . 


❈-❈-❈


بداخل غرفه أدم، وقفت اليزابيث أمام التسريحة تمشط شعرها بشرود فهي لم تنم طوال الليل تفكر في تهديد زين.. مرارا و مرارا حتى أصابها الصداع.. فإنها خائفه من أن يفعل لها شيء سيئا ويضرها فكان حديثه الصارم يقلق حقا! وما يشعرها بالقلق اكثر بانها متواجده معه في نفس المنزل واحيانا تظل بمفردها معه؟ تعلم ان الحل بيدها بأن تخبر آدم وتريح نفسها .


لكن ليست متأكدة من رد فعل ادم ومن ناحيه اخرى لا تريد ان تخلق شجار بينهما بسببها، وتفسد صداقتهم .. رغم ان نعم هو من ابتدأ بالغدر و كشف سر صديقه لها من قبل وزين لم يعد محل ثقة لادم مطلقا، وهو لا يراها غير فتاه رخيصه أو قد يتعامل معها بدونية وقلة رجولة كما هدد..لكن ورغما عنها .. تألمت .. و تشعر بالحيرة وقله حيلتها 


فهي بعد أن رحل آدم للعمل صعدت من الأسفل بالأمس وهي تركض لاهثة كمن تلاحقها العفاريت.. للحظة خافت .. فأغلقت بالمفتاح و للحظة اختفى الشعور بالأمان عندما ذهب آدم.. لتعود لتلك النقطة التي عندما تتذكرها الآن تشعر وكأنها منذ سنين معه ..وفي أثناء شردها فتح آدم الباب ودلفت ليتقدم منها يقف خلفها وينظر الى صورتها في المرايا قائلا مغازلا


= بماذا يفكر الجميلات ياتري عندما ينظرون للمراه؟؟ 


انتبهت له خلفها ثم قالت ببؤس وقد هدأ ارتجافها


= يفكرون فيه يا ليت حظهم جميل بقدر جمالهم


أدار لها وجهها خلب لبها واحمر خداها ثم تركت المشط أعلي التسريحه وهي تغمض عينيها بقوة وترتجف.. ليمسكها من كتفيها يدلكهما برفق ويقول بقلق


= ولماذا أنتٍ تعيسه يا اليزابيث


فتحت عينين دامعتين قائلة بتحشرج


= إنني أدرك بأن السعادة التي اعيشها لم تكتمل آدم .. فالسعادة عندما لا تكتمل تظل في الجسد.


ابتسم لها وعيناه تلمعان وهما ترسمان خطوط وجهها وقال مهتما


= توقفي عن هذه الافكار السلبيه اليزابيث لم يحدث شيء من هذه الافكار تاكدي ، بعد الان لم تصبحي وحيدا وسعادتك ستكتمل 


ثم ليؤكد لها همسا حارا


= أنا هنا اليزابيث .. لا بأس، و ساظل هنا ولم أتركك


أغمضت عينيها ترتعش وهي تستوعب الآن لو لم تراه لي كادت أن تفقد حياتها قبل حتى أن تجده..و تلقى نفسها بروحه.. وتسكن مقلتيه، تحدثت متألمة 


= شكرا لك لأنك أنقذتني .. أنت .. أنت أشجع رجل قابلته في حياتي آدم .


ثم رفعت نظراتها تتأمل وقفته أمامها بملابسه البسيطة فبرزت كل عضلات جسده الرجولية.. لتفكر اذا لم تقابله في حياتها فماذا كانت ستفعل هل كانت ستضل في منزل شويكار تعيسة بالتأكيد !! عقد آدم حاجبيه وهو يلاحظ تمعن النظر إليه فضحك ضحكة خافتة دغدغت مشاعرها ثم مد يديه يحركها أمامها وجهها حتى تنتبه اليه وقال متصنعا الغرور


= هل ستظلين تتأمليني.. عرفت بأني وسيم إلى حد تسمرك هكذا 


ازداد احمرار وجهها خجلا و رد وعبر آدم عن اعجابه وقال متشدقا 


= يانظرة من بعدها قضيت عمري كله مغرم بكٍ .


ابتسامه خجلة ظهرت على ثغرها رغما عنها ، وأخرج ادم من جيبه إحدي حباة الشيكولا المحببة لديها و وضعها بداخل فمها، أقتضمت نصفها تحت خجلها وقرب هو النصف الآخر من فمه وقام بمضغها، ثم أمسك رأسها وجذبها عليه ليلتقط شفتاها في قبله شغوفة يتذوق من خلالها طعم الشيكولا من فوق شفتاها، طالت بينهما القبلة بمنتهي المتعة والإشتياق الجارف.. حتي أخرجهما مما هما عليه صوت رنات هاتفه وكانت السكرتيره الخاصة تتصل بة للعمل.. ابتعد آدم عنها وأغلق هاتفة وهو يبتسم بخفه على وجهها الخجول مرددا


= ليت الدنيا حلوه مثل براءتك ! يجب ان اذهب الى العمل الآن .


ابتعدت عنه وانتفضت علي أثر كلماته بخوف فمعناه ان يذهب ويتركها مره اخرى ستظل بمفردها مع زين ومن الممكن يحاول أن يلمسها مره ثانيه بالاكراه.. سألته متلهفة غافل هو عن إرتعبها داخلها 


= ألا يمكنك البقاء معي اليوم يا آدم؟ تقريبا كل يوم تذهب إلى العمل. لا بأس إذا كنت غائبا اليوم أرجوك وافق لأجلي .


نظر لها بحب وظل شبح ابتسامة يسكن شفتيه ويداه تتلاعبان بخصلات شعرها وقال بتفكير


= مممم رغم صعوبة تفويت العمل اليوم ولكن من أجلك سأفعلها .. ولأن هذا هو أول طلب تطلبي مني ولم أستطع رفضة .. حسنًا ، هيا ارتدي ملابسك حتى نذهب الى نزهه للخارج .


رحل آدم ينتظرها الى الاسفل بينما ذهبت اليزابيث بسعادة وأرتدت ملابسها والمكونة من فستان بسيط من اللون الابيض ثم جمعت شعرها في عقدته المعتادة ونظرت إلي نفسها في المرآة وهي تأنب نفسها علي ذوقها زفرت بضيق وأتجهت إلي التسريحة تمشط شعرها وتفردة أعلي ظهرها ، ثم وضعت القليل من المكياج البسيط الذي اشتراه ادم اليها مؤخرا، ثم سارت على الدرج بخطوات سريعة وصعدت بجانبه في السياره بحماس ليسير آدم وهو يرقمها بنظرات مليئه بالحب و الاعجاب.. 


غافلين عن تلك العيون التي تراقبهم من الاعلى خارج النافذه بغيره حارقه .


❈-❈-❈


صف آدم سيارته جانب ثم نظر إليها وقال مبتسماً 


= الشمس تغرب .. لمَ لا تأتين معي لمراقبتها 


أومأت اليزابيث بسرعة بسعادة وحماس ليتحرك يجلب سترة جلدية خاصة به من المقعد الخلفي ثم هبط من سيارته يرتديها وذهب يفتح الباب لها و أمسك بيدها وهو يسير بالحديقة.. وبعد وقت كأن واقفان بالقرب من السور القصير يتابعان معا غروب الشمس المثير للشجن ومطلقا للعواطف من مكمنها .. ممسكا بيدها بقوة وكأنه يخشى عليها حقا من السقوط !! نظرت لوجهه لتجده أيه في الجمال بعينيها كم أحبت شكله في لحظات الغروب .. فيبدو كمن يلمع كالذهب !! لحظتان من الصمت مجددا بينما مزالتٍ تناظر ملامح وجهه.. لكنهم لم يتحدثون كثيرا.. كعادتهما ولا يتساءلان عما يرهقهما .. فقط مستسلمان لمشاعرهما مؤجلين كل الألم والحزن لما بعد ..


نزل آدم بنظراته إليها وكأنه شعر بمراقبتها له ليقبض عليها متلبسة عابسة النظرات لكن يفلت منها بعض الغزل من عينيها ..عينا الألف قصة وقصة تحكي .. لتبعد هي عينيها بسرعه بإحراج


بينما ابتسم آدم وهو يضغط على يدها الممسك بها بين أصابعه فردت له الابتسامة بارتباك تاركة له الفرصة لأخذ دوره هو أيضا في مراقبتها والتشبع بها و وجهها بملامحها الجميلة وما يميزها كثيرا ما يهاجمها الاحمرار بمختلف انفعالاتها فتصبح أكثر جمالا وفاتحة للشهية ..فيتناولها المرء دون شبع وهذا المرء تحديدا هو.. لا سواه ! وشفتاها ،سبحان الخالق من رسمهما ! كم اشتاقهما كأنه كان يصوم عنهما لساعات!


أفاق من تأملاته الحارة وهو يجذب يد اليزابيث معه ليمدد جسده فوق العشب ثم اجلسها بين قدميه لتريح جسدها علي صدره، ليحضن خصرها من الخلف ومدد يدة يداعب وجهها بنعومة وحنان قائلا بهمس

ماكر


= لو تعرفي كيف احاول ان اتمالك نفسي بصعوبه كي لا اقبلك امام الجميع الآن.


شهقت بفزع وهي تطلع بنظرات تنتق بالشر والغضب


= إياك أن تفعل يا ادم ليست بمفردنا هنا تأدب 


عقد آدم حاجبيه بزعل مصطنع قائلا 


= كم انتٍ قاسي 


لاحت ابتسامه حالمه فوق ثغرها لأول مرة تعترف وقالت 


= المشكلة انني لا استطيع التعبير عن ما بداخلي .


فبدأت هي تهز رأسها بحركه رفض خفيفه وتتوسل له بنظراتها بأن لا يتهور، في حين هو رمقها بحب قائلاً 


= حاولي إذا .. اريد ان افهمك حتى دون ان تتحدثي


تنحنحت بخجل ثم عادت تنظر له تتحكم في ملامحها لتصبح أكثر هياما وعشقا وتقول بتميل همسا تضع يدها على يده المحيطة بخصرها  


= آدم أنا أحبك جدا ..لكن فقط أخجل أن أخبرك بها طول الوقت .. لكنك تقرأها في عينيّ بالتأكد.. لكن حقا أريد أن ينطق لساني وأخبرك بها دوماً .. بأني أذوب بك عشقا 


أبتسم بسعادة ومد انماله يمررها فوق وجنينها التي كستها الحمره بنعومه وببطئ وهو يتابع حركه اصبعه التي هبطت تتحسس رقبتها ،ثم تبعها بقبله رقيقه فوق شفتيها وتابع بهمس مثير 


= وأنا أيضا اعشقك بجنون حياتي .


شهقت بخجل لتشعر بنفسها تنصهر خجلاً ولكنها لا تستطيع تكذيب حقيقه ان سعاده قلبها باتت معه ولكنها سرعان ما ضرب بعقلها حقيقه انهم في بهو الحديقه وسط الجميع لتحاول ان تبتعد عنه مع رفض مشاعرها لهذا ولكن تعلم جوابه.. لذا حاولت ولكن محاولاتها باتت بالفشل حين شدت انماله فوق خصلات شعرها يثبت رأسها حتي لا تبعتد عنه .. حاولت محاربه الشعور بالفرحه الذي ولد بداخلها حين رأت ضيقه من بعدها ولكنها حاولت مره اخري وهي تمتم بصوت خافت خجل بشده 


= آدم أرجوك أبتعد .. لا يصح فعل ذلك هنا وسط الجميع


هز رأسه برفض واجابها هو بعاطفه وهمس 


= قربك مني ليس له وقت محدد اليزابيث 

..انها لحظة شوق ولن تتكرر أو ربما ستتكرر في وقت لاحق


ثم ابعد استند حك جبينه فوف جبينها وألتهم عينيها بنظره عاصفه بالمشاعر وهو يشد فوق خصرها يقربها منه وهو يهمس بجانب أذنها باقتراح


= ما رأيك بأن احركك علي الأرجوحة التي هنا جانبنا


تنهدت بهيام ولم تجيب بل شردت فيه ..يا إلهي إنه وسيم جدا بتلك الذقن المنمقة اللامعة التي ينعكس عليها أنوار الشمس الغروبية..وشفتاه ..عقدت حاجبيها تنهر نفسها باحراج.. من تفكيرها المنحرف الذي بدأت تتخيله داخل عقلها.. 


لم ترد لكن.. نهضت من على الأرض ونهض هو الأخر جذبها من رسغها وعندما وصل إلى الأرجوحة أمسكها جيد لتجلس فوقها، ابتسمت اليزابيث له واقتربت تعطيه ظهرها وامسكت اولا الحبال بيدها الاثنين ثم جلست علي مقعد الأرجوحة ليبدأ آدم في هزها وهي فوقها بخفه و رفق، وهي تنظر أمامها ثم على صوتها وهي تقول برقة متحشرجة ومشهد الغروب أثار بها حنينا 


= لا تقترب إذا كنت ستترُكني في المُنتصف أنتْ لا تدري كم تكلّفني إستعادة قلبي مثلما كان !


أوقف الأرجوحة وهي ما زالت فوقها، ليمد يده حول خصرها كانت تشعر بتيبس عضلات جسدها ببن يديه من كثره التوتر وسيل مشاعرها.. لقد عقد لسانها اثناء غرقها في بحور عينيه التي تنطق بالكثير ليخفض رأسه هو ويطبع قبله رقيقه فوق وجنتيها المتوردتين اثر الخجل ومن ثم همس بجانب اذنها 


= أنا أعلم شيئاً واحداً ، انني لا استطيع الهرب بدونك


هربت الكلمات منها وهي تحاول استعاد ثباتها الشبه مستعصي الان وهو بهذا القرب ولكنها امائت برأسها في خجل وخفوت ليبتعد هو عنها وفوق ثغره ابتسامه عاشقه قبل ان يعود في دفع الأرجوحة لكن هذه المره بقوة أكبر عن سابق !! 


لتترك اليزابيث نفسها في تلك اللحظة تعلي في الهواء اكثر وهي تطلب منه أن يدفعها بقوه أكبر.. ليفعل آدم ذلك مبتسم بشده علي سعادتها و ضحكتها التي بدات تتعالى مع الدفع بشكل أقوى.. لتغمض عينيها برفق وهي تشعر بنسمات الهواء أعلي وجهها تداعبها بلطف وقدمها تطير في الهواء .. وصوت ضحكتها مستمرة وهي تتأرجح، فقد أضاع الوقت بالكثير دون شئ هام فماذا يحل بها معه غير السعاده خلافاً عن العشق والامان..!!   


كحلم طفلة تتمنى ان تصل ارجوحتها للسماء وتتمنى ان تصل دعواتها الى رب السماء .


❈-❈-❈


انقضت ساعات من الليل وذهب الغروب مع رحيل الجميع لتحل محلها السماء المليئه بالنجوم تلمع، وقد رحل الجميع معاد العشاق الذي ما زالوا متواجدين تحت السماء ، وهما يفردوا اجسادهم أعلي الأعشاب و راسهم تميل بالجانب بعضهم البعض..وهم مستمرين في الثرثرة وهو مستميرا في الاستماع باهتمام بدون ملل.. رمشت اليزابيث بعينيها وهي تشرد قائلة


= كان أبي وأمي .. يحبان مراقبة الغروب معا .. كعشاق في بداية حياتهما .. وكنت أنا أرقبهم أحيانا بهيام .. وقلبي كان يدق بقوة متمنيا يوماً لو أراقب الغروب مع من أحب 


نظر لوجهها المنخفض القريب منه قائلا بهدف رؤية خجلها 


= وهل وجدتيه ؟ ام مازلتٍ تبحثين عنة 


عقدت حاجبيها مستقيمة بجذعها المائل قائلة بتذمر تداري على خجلها 


= كفي سخافه.. أنا بالفعل أحب الآن وانت تعرف


ابتسم لها ثم أمسكها من خدها بإصبعيه السبابة والإبهام يشده قارصا إياه برفق قائلا


= توقفي عن المراوغة اليزابيث.. و قوليها مباشرة احبك يا ادم 


ضحكت وهي تنفض يده بدلال لتقول باهتمام 


= حسنا احبك يا ادم ارتحت الان..والآن دورك تحدث انت هل ارتبط قبل سابق وماذا عن الحب .. هل أحببت 


رد آدم متنهدا وهو يصطنع التفكير وقال بخبث


= خمس مرات فقط تقريباً


صرخت اليزابيث بإستنكار وهي تنظر إليه بصدمه وبعض الغيره تسأله


= ماذا ! تمزح بالتاكيد فلم يوضح عليك من قبل بانك من هزول الشباب الذي يوعدون كل يوم فتاه غير الأخري .. آدم تكلم هل بالفعل احببت خمس فتيات قبلي 


ضحك بشده عليها وقال متراجع في كلامه فورا وهو يعاود النظر لها وهز رأسه وابتسامة صغيرة تشق شفتيه 


= اهدئي كانت مجرد مزاح .. لم أحب يوما حبا حقيقيا أو غير حقيقي في الواقع 


تنهدت بضيق شديد منه ثم هتف آدم متساءلاً بغيرة لا تزال مشتعلة 


= لكنك احببتي قبل مني.. هذا الشاب الذي يدعي نيكولا صحيح 


رفعت نظراتها له متفاجئه فهل شعرت روحها بالانتماء يوما بالفعل قبل ان تلتقي بادم ! وكانت الاجابه لا بالتاكيد؟ لذلك أجابته وهي دون تفكير


= كأن حب غير حقيقي آدم.. مزيف اقصد نيكولا ظهر في حياتي في وقت كنت متخبطه ومشدده وانا اصارع لكي اعيش حياه ليس حياتي.. لذا كنت في ذلك الوقت بحاجه الى اي شخص جانبي يدعمني..أعتقدت في البدايه بأنه أحيانا قد نتوهم الحب فقط.. أو ربما نشعر بالحب في فترات المراهقة المتقلبة .. أو نحب لمجرد أنه من المفترض أن نحب .. وهناك أيضا مجرد إعجاب بالشكل نتوهم أنه حب.. انما الانجذاب الذي اشعر به نحوك غير ما شعرت بة معه نيكولا.. لذلك الان فقط بدات افرق بين الحب الحقيقي؟ والحب المزيف ؟ 


أبتسم آدم بسعادة علي كلماتها وقرب وجهه منها متحدث بخفوت حار شعرته يلفحها وهو ينظر لشفتيها ثم أردف بعشق


= الذي بيننا ليس انجذاب فقط اليزابيث !! .. هذا تعبير جذري حق ما حدث ، فهذا ليس انجذابا فقط هذا رابط قدري ..خيوط القدر ربطتنا منذ اللحظة الأولى ..أعتقد أن الحب الحقيقي هو حبك للروح.. حب يدخل عليكٍ فجأة دون أخذ الإذن أولا؟ فهذا القيد يرفض قلبينا التحرر منه الآن .. منذ أول لحظة تقابلنا يا ملاكي ..فالحب الحقيقي هو عندما تنظر لمحبوبك.. تشعر بإنتماء الشديد، القدر بيننا دخل بطريقته ليلصقك بي ببساطة بطريقة لا تخطر على خاطر .. لأتشبث بكِ وتكوني أنتِ بحياتك .. 


لم تجد رد غير أنها احتضنته بقوة وليست بجسدها فقط بل قلبها احتضن قلبه ايضا.. ويمكنها سماع صوت قلبه.. شعرت برعشة خلايا.. وقبل هو رأسها وشعرها وساد الصمت بينهما وهما ينظران للسماء بينما طيور النورس من حولهما يطير مُلقيا بسهامه على قلبيهما فيقعان في الحب .. مرة بعد مرة بعد مرة 

ليخرج صوتها وهي ناظرا إلي وجهه الذي يتلألأ أمامها كماسته 


= أحبك يا آدم .. احبك بشده .

  

❈-❈-❈


بداخل المستشفى التي تقطن بها لارا، كان يسير زين بداخل الممرات فمنذ الصباح الباكر قد أتصلت بة لارا وقالت له بنبرة حادة دون نقاش أنها تريده في أمر هام؟ في البدايه حاول ان يتهرب ويرفض فهو لا يريد أن يتورط معها في امر اخر؟ لكنها أصرت بشده ولم يجد مفر للهروب منها.. لكن استغرب بشدة عندما اعطيته العنوان فكان المكان بداخل مستشفى؟ 


طرق باب غرفتها بخفه وفتح الباب ليدلف بعد أن سمحت له بالدخول، ليراها زين ممتده على السرير بوجه شاحب اللون قليله وقد اعتدلت عندما رأته.. ليقترب بخطوات بسيطة يجلس أعلي المقعد أمامها وهتف بهدوء


= مرحبا سيدتي لارا ما هو الشيء المهم الذي اتصلتٍ بي وطلبتي مني الحضور الى المستشفى .. بمناسبة تواجدك هنا في المستشفى ما حدث لكٍ


هز كتفيها مجيبا ببساطة بينما ظهرت إبتسامة صغيرة مستهينة وهي تتحدث بنبرة تعكس الحقد والغل الذي بداخلها 


= ما أصابني ببساطة هو أنني حاولت الانتحار .. وفكرت في لحظة من اليأس أن الأفضل أضيع حياتي كفدية لصديقك الحقير ليرتاح .


عقد زين حاجبيه بدهشة وصدمه بينما ثقلت انفاسه قائلا


=لما فعلتٍ ذلك يا سيدتي برأيكٍ هذا هو الحل المناسب للمشكلة .. برأيي ما دام الموقف قد وصل إلي هنا؟ فيجب أن تفكري في نفسك أولا ثم تفكري في كيف تحاولي أن تنسى آدم حتى لا تؤذيٍ نفسك مرة أخرى


ردت عليه بكبرياء وعنف صارم بوجه جاد يثير غيظها عندما ظهر ضعفها له


= اخرس ،انا لم ادعيك الي هنا حتى تعطيني حكم ومواعظ.. و بدلا من ان تنصحني الى الطريق الصحيحه أنصحك نفسك اولا؟ فأنا أعلم أيضًا أنك أحببت تلك العاهرة، لا أدري ما سر الانجذاب الذي يحدث عندما يراها أي رجل .. لكنها في النهاية لم تحبك يا زين وأنت تعلم جيدًا لمن ستذهب بالاخير، وستفضل آدم عليك.. لذا لقد اتصلت بك حتى نجد حل و كيف الانتقام منهم


زفر وهز رأسه شاعرا بالتوتر من كلماتها وتلك الذبذبات الشريرة التي تنبض من حوله فتصيبه بقلق أخفاء ببراعة بينما تنهد زين بقلة حيلة وقال بنبرة حزينة 


= سيدة لارا ، من فضلك ، لا أريد خططًا ومؤامرات كما كان من قبل، رأيتٍ بنفسك كيف تغير الوضع .. وانقلب السحر على الساحر!! فمعك حق يا سيدتي فانا احبها.. بل انني احببتها منذ ان بدأت العمل بالمنزل ولكنني لا اجرؤ على البوح بهذا الحب امامها او امام اي شخص حتى لا اجعل من نفسي محط سخرية

لان أصبح يعشقها صديقي الوحيد الى حد الجنون و من سابع المستحيلات ان تلتفت اليزابيث إلى شخص مثلي


نظرت لارا له ببرود يخفي جحيم من غضب وهي تقول بجمود


= ومن قال لك إنني سأضع خطة مثل سابق حتى تبتعد هذه الفتاة وتترك آدم وتذهب إليك .. لنقولها بصراحة أن هذا لم يحدث مهما حاولنا.. وهذه الفتاة لم تبتعد عن آدم .. لذلك فإن الحل الأسهل والأنسب هو قتلها والتخلص منها إلى الأبد


اتسعت زين عينا وهو يشعر فجأة بشيء يضرب قلبه وكأن قلبه انقبض فجأة منكمشا على نفسه بخوف .. كا من اندفع يضرب صدره يضخ دمائه بتسارع وكأنه يعدو ! وكل ذلك حدث لأن تخيل موتها بالفعل؟ وعلي يده أيضا !!. وعندما طال صمت زين، طالعت لارا الجالس أمامها بحيرة وبعض الغضب لكنها سألته بتوجس 


= لم اسمع رأيك يا زين؟ لا تقلق سأعطيك مبلغا كبيرا من المال وبعد أن تقتلها سافر إلى أي بلد وعيش حياتك وانساها .. صدقني هذا هو الحل. هؤلاء الحقيرين الاثنين لا يستحقون حبنا إطلاقا .. لذلك يجب أن تموت إليزابيث ، ليعيش آدم طول حياتي في عذاب.


رفع زين وجهه المحني ناظرا أمامه لـ اللاشيء عاقدا حاجبيه وهو يردد طلبها داخل عقله، وامتزجت بأنفاسه الثقيلة.. وكأنها تحدثت من بعيد بسبب الاضطراب المحيط حوله..و وصلت الكلمات لقلبه قبل أذنيه.. فمرت لحظة واحدة قبل أن يهتف فجأة بإستدراك بعينين جاحظتين


= اقتلها !!. 

الفصل التاسع عشر


#روايه #وصمة_عار 


⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد 

_________________


بداخل غرفه أدم ، خرجت اليزابيث من المرحاض وشعرها مبلل لينظر ادم إليها بهدوء ثم نهض بإتجاه الحمام ليحضر منشفة لها.. ثم جلس فوق السرير ليقترب منها هذه المرة أكثر قربا، و وضع المنشفه فوق شعرها مجففا لها بقيت على وضعها صامتة وهو يجفف خصلات شعرها البني ليتمادى قليلا ممررا انامله على طول عنقها ملمسه الناعم شعرها بالنشوة.. بتزايد نبضات قلبها و إنحني آدم طابعا بضع قبلات متفرقة على طوله، لا يدري كم من الوقت قضي غارسا وجهها بعنقها إلى ان شعر بها تبعد بثقلها لتستقر على صدره ليبتسم بمكر قائلا


= هل ستشعليني ثم تنامي.. شيطانة بحق.. كم أشتهي الان لعناق منكٍ يجعلني اعيش حرارة الصيف في فصل الشتاء .


تشبثت اليزابيث داخل أحضانه قائله بإبتسامة حب


= لا لم انام الأن....أنا بجانبك..


تهدأ بين أحضانها لتتحسس صدره وتلعب بأصابعها الصغيرة بأزرار قميصه...تدخل أصابعها بين فتحات الأزار لتتحسس بشرة لتثقل أنفاس آدم بفعل حركاتها الطفولية بصدره يرتعش التي تقتله ببطئ...يزفر بقوة ليلقيها فجاه على السرير ويستلقي فوقها لتشهق بفزع من المفاجأة ليتكلم بحنق


= اليزابيث كفي عن ذلك حبا بالله سألقي بأخلاقي بعيدا... ما الذي تنوي فعله بالضبط يا صغيرتي 


لترفع بصرها بنظرات بريئة بخجل متوتره لتبتسم قليلا هاتفه بخبث


=وأنت أولم تفكر في أخلاقك عندما قبلتني وأنا في حالتي تلك؟ انت من بدات بالاول 


ليبتسم هو الأخر وقد ظهرت على وجهه علامات الإستمتاع 


= هل تلعبين معي اليزابيث يا صغيرتي ؟


ثم رمقها بعيون ناعسة تبدو كالقطة وهي بين يديه و وجهها بأكمله تورد خجلها زادها إثارة بالنسبة له تنفس بعمق مستنشق رئحتها ليهمس بصوته الخشن


= هل باقي جسدك بهذه اللذة 


ثم تابع حديثه ليقول ببحة رجولية قاتلة مشعلا وجنتيها خجلا 


= إهدئي حبي...هذه مجرد بداية فقط


زفرت بنفاذ صبر من استمراره بحديثه الجريء وهي تنظر في عينيه بغضب وجاء صوتها منخفضا و جشا عندما قالت بحده


= توقف أيها المنحرف.. ادم انا اريد ان انام تاخر الوقت من فضلك أبتعد


تجاهل حديثها ليخفض رأسه ويطبع قبله رقيقه فوق وجنتيها المتوردتين اثر الخجل قائلا بصوت أجش


= لا استطيع اليزابيث .. لا استطيع حقا أن ابتعد عنك ارجوك اليزابيث ارجوك .. ليلة واحدة


اتسعت حدقتاها بذهول و همست تكرر كلماته ببلاهه كانها لم تفهم او اصطنعت عدم الفهم 


= ليلة واحدة ؟؟؟ 


هز راسه و قال وهو يقبل يد اليزابيث برقه تابعها


= نعم ليلة واحدة.. انا راضي مادمت سوف تكونين بملىء ارادتك و لو ليلة واحدة انا راضي عن ذلك .. فقط، لكن لا تذهبي وتتركني ووافقي علي ذلك


ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تقول بصوت مرتجف


= اني لست ذاهبة إلى اي مكان آدم .. واشعر انني لست مستعدة أيضا لتك الخطوة الان ، ارجوك انا اسفه لا تزعل مني


اعتدل آدم وسحبها نحوه و نظر لها بحب قبل ان يربت فوق يدها بحنو قائلاً بصوته الخشن ولكن يتسيده الحنان


= لا تعتذري حبي.. انا اسف حقا يكفيني ان تكوني بين ذراعيه .


لم تتحدث بينما عدل وضعية نومها ليحمل تلك المنشفة و اهم لأخذ حمام بارد يهدئ من هول جسده الذي أيقضته.. وبعد عشر دقائق حتى عاد لها.. وخرج كان عاري تمام عدا شورت يغطي خصره وقطرات الماء التي تقطر من شعره تسير على منحنيات عضلاته... قد كان مثير حد الفتنة تسمرت اليزابيث فوق الفراش مكانها و شعرت بالحرج فطأطأت راسها بخجل تنظر الى ارض و قد توردت خدودها، اقترب منها امسك ذقنها برقة ليرفع بوجهها اليه ليقبلها بعمق و ختم قبلته بعضة جعلت من شفاهها تدمي ليبتعد عنها، لكن اليزابيث أمسكت يده وقالت بصوت منخفض متردد


=آدم! هل انت غاضب مني لانني لم اوافق على ..


قاطعها آدم يهز رأسه برفض مبتسماً قائلا ببساطة


=لا على العكس، شكرا لأنك كنت صريحة معي، لا أريد أن تضغطي على نفسك فقط لتسعديني، إذا ضايقك شيء عليك أن تخبريني


ثم انضم لها مستلقيا بجانبها سحبها لحضنه غارقا بعالم الأحلام متخيلا حياته بجانبها هي بعيداً عن كل هذول الشياطين.. من لارا و نيشان و انطون و شويكار ورجالها.. يريد بشده الابتعاد عن كل ما يؤذيهم أو يريد أن يبعدهم عن بعض... لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث .


❈-❈-❈


في اليوم التالي ، كان آدم يقف و هو يحتضنها تطلعت بالنافذة و قد بدا جليا أن النهار سوف يبزغ قريبا ... و عرفت حينها أن هذا الحلم الجميل سوف يستمر حتي ما ان تشرق الشمس.. يا ليت كل الليالي معه كانت أطول.. يا ليتها تدوم للأبد، و كأنه شعر بما تفكر به ... لذا احكم قبضته كأنه يريد المشتدة عليها و احتضنها بقوة و أن يدخلها بين اضلعه حتى تنصهر و يصبحان شخص واحدا ...


شعرت اليزابيث بأن أفكارها تذوب من تأثير حرارة الدماء التي تجرى في جسدها وأحست بأنها غير قادرة على الحركة أو التفوه بكلمة.. كل ما كانت تشعر به هو انها ملك له، لتتحدث اخيرا تهمس بشرود


= في بعض الأحيان أحسد من يجدون الشجاعة لوضع نهاية لمعاناتهم.. اقتنعت أن قرار واحد خطأ يجلب معه مجموعه قرارات خاطئة خلفه


افاق آدم من شروده هو الأخر وهو يتأمل الخارج ليقول بصوت خافض برفق نابع من رقة مشاعره تجاهها لتهدأ قليلا


= في حياة كل أنسان لحظة لا تعود الحياة بعدها كما كانت .. لذا فكري في المستقبل افضل 


خرجت صوتها بطريقة منكسرة تعكس ما ملئ شعورها من يأس.. لتتشكل تلقائيا الدموع بعينيها بعد أن أثرت بها.. و اكتشفت أن تلك الجملة بكل بساطة كانت أمنيتها فى الشهور السابقة، و حاولت البقاء ثابتة رغم ارتعاش جفنيها بعنف.. لكن خرجت الجمله وهي تحتوى علي هذا الكم الهائل من الضعف قائله


= لكنني لا استطيع النسيان ادم !!. 


لفها آدم إليه مما جعلة يغرس اصابع يده اليمنى بين خصلات شعرها البني واخذ يحدق بها بقلة حيلة وقال بجدية


= القــوّة اليزابيث ليست في النسيان! القـوّة أن تتذكــري ولا تتأثـري، تتذكــري ولا تبـاالـي.. 


دارت برأسـها الكثير من الأفكار الحزينة،لترفع راسها له و هى بين ذراعيه مستسكنه و لاحت على ثغرها إبتســامة عابثة ، ثم أمسك بها من فكها و قال بصوت اجش 


= تذكري دايما أنني احبك اليزابيث و ان روحي فداء لكٍ


وقبلها مرة أخرى أعلي راسها و طوقت عنقه بذراعيها مقبل اياها بحب.. لكن هاتين الكلمتين كأن كل ما تمكن هو من قوله.. وهي لم تجيب اليزابيث لم تجبه بالكلام على أي حال لكن رفعت نفسها الى مستواه لتقبلة بقوة قبلتها أسكتته وسرقت أي قدرة لديه على التفكير بشكل منطقى من فرط السعادة.. حينها اندفع آدم فى تقبيل اليزابيث نابعة من يأسه فى عفوها .. ذلك الاندفاع أجبرها على الرجوع بخطواتها للخلف بينما ظل ادم يدفعها للخلف حتي وصلت إلى جانب النافذة..و صوت أنفاسهم و قبلاتهم كان كل ما يسمع فى الغرفه الصغيرة.. و تشكلت يدى اليزابيث برقة حول خصره تحتضنه قريبا لقلبها بينما قبض هو برقة على شعرها يرفع رأسها له ليزيد عمق قبلاته يوصل لها فيها مشاعره.. لكن بعد فترة قصيرة ابتعد عنها بصعوبة بالغة حتى لا يتهور اكثر مراعي حالتها ..


وفى هذه اللحظة أدركت اليزابيث أنه لا يهتم بماضيها و خلفيتها أو بأي شيء آخر، و بالمشاكل التي قد تحملها معها؟ فهو كل ما يريده هو الحصول على هذه المرأة..... والتعرف إليها، جعلها ملكا له للأبد كي تكون ملكة على قلبه وسيدة مملكته ..سيدفع أي ثمن... ويتحمل أي مخاطرة لكن تكون له....على الضجيج بقلب اليزابيث حينما شعرت بسكونها بين ذراعيه و قد أصابها الخوف من رفضها المستمرة أن يمل في وقت ما.. لتهز زهرة رأسها برفق خشية من سقوط تلك الدموع المتجمعة بعينيها وهي تردد بصوت مسموع


= اخاف احيانا ان تكون مجرد سراب و تتبخر في الهواء و لا أجدك مجددا.. لا اتحمل فقدان شخص اخر من حياتي آدم.. و اذا حدث لك شيء لن استطيع العيش بدونك .


مسح دمعتها الذي سقطت وفتحت عينيها لتشع شعلة صغيرة من الأمان لتشرق بشرتها توردا مُثيرا، كزهرة أصابها ندى الصباح بالانتعاش، وتتألق ابتسامته وهو يردد


= لن تبكي بجانبي مره اخرى.. امسحي دموعك


❈-❈-❈


في المساء بداخل المطبخ، لفت اليزابيث ذراعيها العاري بوشاح أبيض كعمامة أنيقة ثم وقفت مستندة بظهرها للموقد بينما ترتشف من فنجان قهوتها باسترخاء.. ثم رفعت مقلتيها نحو القادم إليها تطلعت له بحب جارف ينطق من عينيها لطلته الوسيمة بمهابة، والذي يكون حبيبها فاقتربت منه وهتفت اليزابيث بصوتٍ يضج مرحا من بين ابتسامتها المفعمة بالمتعة


= لقد جهزت أطباق الفاكهة والكعك والشاي لك، حتي نجلس بالخارج كما اقترحت أنت للتو


ابتسم آدم بامتنان ثم ليسقط الوشاح من أعلي كتفها العاري ، ليعقد حاجبيه بأنزعاج بغيرة ليبدده لها قائلا بصوت يكتنفه الجدية


= ما الذي ترتديه يا اليزابيث الم تشعري بالبرد.. وغير ذلك من الممكن ان ياتي زين في اي لحظه ويراكي هكذا ، تحركي وغيري ملابسك افضل حتى لا تمرضي


ابتعدت عنه كي تأخذ قطعة كعك من الصحن وتطعمها له مداعبة بأناملها فقضم قضمه منها ثم مسحت عن فمه ذرات الكعك.. قبل أن تجيب عليه قائله بابتسامة خفيفه


= لا تخاف انا بصحه جيده.. لا تقلق


تنهد آدم بضيق شديد شاعراً بالغيرة عليها بان يعود زين في اي لحظه ويراها هكذا ، لذا خلع جاكيت بدلته ولفه حول ذراعيها بأحكام.. تطلعت اليزابيث باستفهام لتقول باستغراب


= ما الذي تفعله قلت لك لم اشعر بالبرد


عقدت اليزابيث ما بين حاجبيها بدهشة ليستطرد آدم بنبرة مبحوحة تشي بسعادة متفجرة في داخله وهو يقول بنبرته الفخورة


= أعلم لكن.. اردت الاحتفاظ بكٍ لنفسي 


أشرقت ملامح اليزابيث بفرحة وابتسمت غير مصدقة أفعاله، بينما ازدرد آدم ريقه ثم قال ببشاشة لها مغلفة بالامتنان والسعادة


= اذا ستظلي بجانبي طوال الوقت هكذا.. فاظن السعاده لم تغادرني حتما بعد اليوم


رفعت اليزابيث إحدى حاجبيها قائله بعبوس ومغيرًا هذا النقاش بحزم زائف


= اشششش لاااا تتحدث عن السعادة بصوتٍ عالٍ... فالحسد نومه خفيف


رفرف آدم بعينيه مبتسماً بحنان ليقول لها بشيء من بهجته العارمة وهو يناظرها بحب


=تعلمي أنا لا أؤمن بالحظ، أعتقد أننا عرفنا بعضنا البعض منذ ذلك الحين إلى الأبد.


تألقت ابتسامة جميلة على شفتي اليزابيث تبادله الأحاسيس الهائمة التي تبدع في إظهارها له فتسلب لبه.. منذ لقائهما وهو يعيش حقا أجمل لحظات حياته، شاعرًا أنه امتلك الدنيا بما فيها يستلذ بقربها ويهيم بوجودها.. فهي له كالنبع كلما اشتهى نهل منها.. لكن لمعت عيناها ببريق ملفت لتقول بصوتٍ محمل بذكريات الحنين للماضي التي تمس قلبها لتهمس 


= حقاً؟


ضبطت اليزابيث مستمرة بالنظر له بتلك النظرة المتفحصة المبهورة، فضمها له يهمس لها بمزيد من الغزل والحب


= نعم. أنتٍ تعرفي كيف؟ ارجعي بذاكرتك قليله الى الخلف وفكري في كل التفاصيل التي حدثت بيننا و كيف التقينا في ظروف غريبه.. حينها ستعرفي كيف كان الحظ يجمعنا ببعض


ثم تطلع ادم إلي الخارج ليجد أن الظلام يعم وحتى الان لم يعود زين من الخارج، ليقول وهو عابس 


= سيطل الظلام حتما 


أغمضت إليزابيث عينيها بشدة وهي تسكن بين ذراعيه، ثم ابتعدت عنه وهي تقول باستفسار


= اتقصد المساء !.


هز رأسه ثم عاد يتحدث بنفس العبوس مستنكرا


= ربما !.. المهم انه ظلام .. و زين لم يصل لحد الان لا اعلم اين ذهب فجاه فمنذ ليله امس ذهب ولم ياتي ولا اعلم اين اصبح يفعل في هذه الفترات الاخيره.. فاصبح وضعه غامض ومريب بالنسبه لي 


تذمّرت له اليزابيث مبررا بدفاعية حتي تغير ذلك الموضوع وقالت بضيق شديد


= ربما عاد إلي والدته مره ثانيه من الممكن قد احتاجته في شيء ولم تتاح له الفرصه ليخبرك! لا تخاف علي بالتاكيد هو بخير وسوف يعود في اي لحظه


امتلأت نظراته بالحب يواجه وجهها متسائلا بصوتٍ مبحوح


= فكرت بذلك انا ايضا.. حسنا هيا لنذهب للنوم افضل لدي عمل في الصباح مبكرا.. لذا اكره النهار لأنني اقضية في العمل .. 


اندفعت اليزابيث نحوه تحتضنه مره ثانيه بكل قوتها هاتفه بصوتٍ متحشرج


= و انا اكره الظلام .


❈-❈-❈


في منزل انطون ،قد خرجت شقيقته اخيرا من المستشفى بصحه جيده وعادت الى المنزل مره ثانيه لكن مازال زين مختفي ولم يعرف احد عنه شيء مما اصاب لارا بازعاج شديد منه، فهي تبحث عنه حتي تنفذ خطتها الشيطانيه وتتخلص من اليزابيث إلي الأبد ، ويعيش آدم بإحساس الذنب وعذاب القلب. 


بينما كان انطون يجلس على المقعد وامامه طاولة الطعام يحتسب الشاي الساخن وهو يراقب لارا التي تجلس أمامه و واضح عليها ملامح القلق والغيظ وكل حين تنظر إلي هاتفها كانها تنتظر شيء هام جدا، لوي انطون شفته بضيق شديد وقال بنفاذ صبر


= لما منذ الصباح تنظري الى الهاتف كل دقيقه والثانيه الى ماذا تخطتي المره لارا .. تكلمي حتى لا اتفاجئ بمصائبك ومغامراتك التي لا تنتهي مع ادم 


انتبهت له لارا وكانت تهز ساقها بتوتر وقالت بصوتٍ مرتبك


= انتظر هاتف ضروري من زين، منذ اخر مره زارني في المشفى لم اراه من حينها، واريده في شيء هام


تغضن جبين انطون بالضّيق، فخف حدة الغضب فايد يحث نفسه على التحلي بصبر من أخته معدومة الصبر وقال بصوت مكتوم


= وما بينك وبين هذا الخادم، تكلمي لارا ولا تكذبي.. ما الذي تخططي اليه.. لم ارتاح عند رايته في المستشفى وعندما سالتك عنه حينها قولتي لي أنه كان يمر هنا بالصدفه ويزور صديق له مريض وعندما علم انكٍ في نفس المستشفى جاء يطمئن عليكٍ هل تعتقدي انني صدقت هذه الاكاذيب .. هيا اريد أجابة لكل استفساراتي حالا


ردت عليه بانفعال وألم لم يخفت من حادثة الانتحار التي تسببت بها لنفسها من أجل آدم


= حسنا يا اخي انا من اتصلت به بالفعل حتى ياتي الى المستشفى و اتفقت معه على قتل اليزابيث فهو يحبها وانا اريد احرق قلب ادم عليها.. فلم اتركهم يعيشون بسعادة وانا أعاني من القهر بسببهم.. لكن هذا الغبي زين لم يعطيني جواب مباشره أنه وافق؟ لكن رحل بصمت ..ولم اعرف أين هو حتى الان 


رمى معلقه الشاي بيده فوق الطاولة بفظاظة وهتف بعصبية من استهتار أخته لارا التي لا تأخذ التفكير بعقلانية على محمل جدية في الحياة مطلقاً، ليقول بعصبية وبسخط


= تعرفي من الغبي هنا هو انتٍ لارا دائما ستظلي تتصرفين بتهور دون تفكير.. هل تريدين قتل ورقه الضغط الوحيده التي يمكنكٍ ان تستخدميها حتى تحصلي على ادم بسهولة.. وبدلا من ان تتصرفي بذكاء تتخلصي منها .. حمقاء صحيح


عقدت لارا حاجبيها بدهشة وعدم فهم لتقول بإستنكار


= ماذا؟؟ ورقه الضغط.. لم افهم مقصدك جيدا تحدث انطون مباشره 


أطلق انطون زفيرًا ضجرًا ثم هتف من مكانه بإنهاك وقال متذمر


= ورقه الضغط التي اتحدث عنها هي اليزابيث تلك العاهره التي احبها آدم و بدلا من ان تقتليها ، فكري افضل بأنه تضغطي بيها علي آدم وتهددية بها حتى ياتي اليكٍ راكع و مستسلم .. هل فهمتي الان ؟ 


تصاعدت حرارتها بالسعادة عندما فهمت مقصده! وبدأ قلبها يرتجف و خفقاتها تقرع وهي تشعر بأنها وجدت الحل اخيرا حتي يعود آدم لها من جديد، بينما همست لاهثًا من شدة استثارة حواسها فجأة من سعادتها


= أنت حقا رائع انطون.. رائع أخي.. كيف لم افكر بذلك من قبل 


❈-❈-❈


في المساء كانوا يجلسون بالمنزل فوق الأريكة يشاهدون التلفاز، لتبتسم إليزابيث علي احداث الفلم الرائع والتفتت بوجهها الي آدم لتلاحظ بأنه مغمض عينيه و نائم، عقدت حاجبيها عابسة ثم تحركت بحذر لتصل الية بهدوء..و انحنت له لتصل لوجهة..اقتربت اكثر لتلامس وجهه بلطف ليعقد حاجبيه بأنزعاج لتبتسم إليزابيث علية بخفه و حاولت أن تداعب وجهه مره ثانيه لكن وجدتة فتح عينيه فجاه لتشهق برعب وهي تراه يتمسك بمعصمها بقوة ويقبلها بسرعة ابتعدت للخلف وهي مصدومة.. لتحمر وجنتيها بخجل ولم تتحدث، ليخرج أنفاسا مرتجفة ثم انفتحت ذراعاه حول معصمها بصعوبة ليبتعد عنها قليلا هامسا بتعابير تشع رجولة وتطلبا 


= هذا الفيلم ممل جعلني انام مبكراً ، أم اعتقد أنا الذي لا أستطيع التركيز إلا بك؟


وقبل أن تجيب عليه لاحظت هاتفه الصامت يرن جانبه برقم نيشان والده ليغلق آدم الهاتف بنفور.. و بتجاهل أخذ رأسها يضعها على صدره لأخذ قسطا من الراحة دون تعكير المزاج وقالت و أنفاسها الساخنة تتسارع 


= لاحظت في الفترات الاخيره انك لا تجيب على اتصالات والدك هل يحدث شيء بينكم يزعجك؟ 


اقترب آدم ليلامس أنفها بانفة حتى اختلطت انفاسه بأنفاسها.. و هز رأسه بجمود و تحدث بجدية


= لا شيء مهم.. بالتأكد يتصل من أجل لارا ، هو لم يعد يتظاهر الاهتمام به عندما يريد شيء مني مثل قبل سابق.. اصبحت الامور بيننا بوضوح اكثر


كان وجهه مقابل وجهها لا يبعد إلا بضع سنتيمترات، فتوهجت عيناها ببعض الغيرة وهي تقولها بصراحة


= اظن ان لارا تحبك .


مدد آدم يده لتعبث بخصلات شعرها المنثورة على ظهرها قائلا مقبلا كفيها قبلات صغيرة 


= لا احد يحبني سواكي .


بجدية اكثر نظرت له اليزابيث وغمغمت بخشونة بكلماتها بإصرار


= صدقني آدم انا اتحدث بجدية هي تحبك 


تنهد آدم بضيق وقله حيلة وقال بجفاء


= وما شأنك حبيبتي لا تهتمي اليها، مالذي اكد لكي بالاساس ؟.


قطبت حاجبيها تقول بعتاب رقيق


= حقدها علي كلما ما تراني ..وتتصرف بغرابة وجنون عندما تراني اقف او اتحدث معك


كاد آدم أن يعترض بحنق و ينفي لكن توتر صوتها ونظراتها التي تأسره مناشدة بصمت أن يتفهم غيرتها جعلاه يدرك ذلك، فابتسم بحنو لها ثم راح يخبرها باستسلام


=حسنا كل ما يمكن قوله عن علاقتي بها هي علاقة مرضية.. و استمعي إلى ولا تهتمي لها هي لا تحب غير نفسها.. وحقوده و أنانية جدا، أنا اصلا لا أفهم كيف لشخص مثلها يتجرد من كفت المشاعر وقد رمى كرامته بعيدا ليتحول الي إنسان طيب ويحب.. لكن ثقي بي يا حبيبتي بانني لم اتركك في يوم واذهب إليها !..


هزت راسها بتفهم فاقتربت منه تلاعب تلابيب قميصه وتتمتم له بابتسامة تشع هياما


= و مالذي تخبرها بة عني لتكرهني هكذا ؟.


ابتسم آدم يبادلها نظرات الحب ثم أمسك إحدى كفيها التي تداعب مقدمة قميصه ومال برأسه ليلثمها بشفتيه، معقبا بحنان


= ولا شيء قلت لها.. انني احبك ولا تضع نفسها في مقارنة معك لانها ستخسر و ساختارك انتٍ بالتاكيد ملاكي .. واخبرتها كم انتٍ رائعة


لتتسع ابتسامتها على فمها برضًا أنثوي تحمد الله في سّرها على النعيم الذي تعيشه مع آدم منذ لقائها منه.. ثم غمزته بإحدى عينيها هامسة بمشاكسة


= هل انا رائعة حقا !.


طمأنها آدم بنظرات مشاغبة بعشق وحب


= اجل .. معي ..مرة اخرى اذا حدث بينكم لقاء اخر؟ تحدثي معها بثقة ولا تتركي لها المجال لي اهانتك . لكن لاتخبريها كم تحبيني .. بل اخبريها كم انا احبك .


نبض قلبها وانتعشت نفسها برضي أنثوية فوجدت نفسها تضم بيدها خصره ما جعله مبتسماً تناظر عينيها الصاخبة بحبٍ فاضح، ثم تُشدد على يدها باعتيادية سلسة... ثم همست له بصوتٍ أنثوي رقيق


= اغمض عينيك و اذكر شيء جميل داخل عقلك انت فقط وفكر بي ثم اعد من واحد الى خمسه و قولها بصوت عالي 


غمغم آدم مُتنهدا بخفوت من تغيرها المفاجئ فجاءه، لكن هز رأسه يزفر بعمق بحسرة مصطنعة


= آه.. أنتنَّ النساء يصعب فهمكن فكيف السَّبيل لإرضائكنًّ حقًا.. هل يمكنك التوقف عن كونك لطيفه حبيبتي، ألم تكتفي من غزلي والكلام المعسول طول الوقت .


ردّت عليه بحزم زائف وهي ترفض تحرير كفه الخشن


= انا اتحدث بجديه افعل ذلك 


عقد آدم حاجبيه بتحدي و كانه بدا ينجذب معها في اللعب ليقول


= هل متاكده من ذلك 


هزت راسها له مبتسمة ببشاشة لنشوة السعادة التي سرت بريء داخلها.. ثم اقترب وقبلها وقال وهو يركز عينيه في عينيها بينما يخبرها بصوت هادئ ثابت ونظرات حانية


= تعلقت بكٍ وكن الارض لا تحتوي غيرك .. وهل بي رايك ساتجرا علي التفكير بغيرك 


صمتت لحظه حتى جحُظت عيناها وهمست بأذنه بخجل يكاد يذيبها


= حقا لا تفعلها !.


تطلع إلى ملامحها بعبوس شديد وهي يقول بإستنكار واضح بينما ليكمل لها غيثا من القبلات الجارفة


= ما رأيك انتٍ !.


ضحكت اليزابيث علي عبوسة قائلة تقبل كلا من وجنتيه تلثمه حبًا ومودةً 


= هههه لا اعلم .


احتضنها وابعد بعض خصلات شعرها خلف اذنها قائلا بصوتٍ أجش قليلا ويغمره إحساس منتشي


= احبك جدا .


❈-❈-❈


بداخل شركه ادم، عندما وصل في الصباح تفاجأ اولا بمكتب السكرتيره فارغ علي غير العادة ليعقد حاجبيه باستغراب ثم تحرك ليفتح باب مكتبه ليدلف لكنه تجمد مكانه لحظه بدهشة عندما وجد نيشان يجلس بانتظارة بالداخل؟؟ قد تصلب وجه آدم بغضب فور رؤيته له ليبتسم نيشان بسخرية واستهزاء علي ملامحه العابسة بسبب وجوده لينهض وهو يقول بصوت خشن جفاء


= لم ازورك الفتره الماضيه و قلت لي نفسي اتركك تفعل ما تريد لي اعرف نهايتك ،حتى عندما افعل ما يدور في رأسي.. لم تاتي وتلومني بعد ذلك بل تلتزم الصمت لانك من بدات 


أغلق آدم الباب بعنف شديد وهو يقترب منه قائلا بأنزعاج


= آه وتهددني اذا لم اعد اتفاجا باي شيء يصدر منك ، تركتك وابتعد عنك فلماذا تطاردني الان ؟ 


اقترب نيشان منه بوجه اسود و عينين عاصفتين بالغضب هاتفاً بصوت مرتفع غليظ


= هل تعتقد الامر سينتهي عندما تبتعد؟ لا تنسى فانت مديون بالكثير لي، ويجب عليك ان تنفذ اوامري دون نقاش حتى لا اؤذيك آدم.. انا من صنعت كيانك حتى هذه الشركه انا من املكها وانت مجرد موظف تاديرها فقط وتاخذ راتبك اخر الشهر .. واذا عصتني في اي وقت فسوف تعود كما كنت؟ لقيط بالشوارع 


اتسعت عينيه يتطلع اليه عدة لحظات بكره قبل ان يغمغم بنبرة أجشة


= هذا هو تهديدك ستاخذ هذه الشركه التي بنيتها سنوات بمجهودي بمفردي أنا ، حسنا افعل ما يحلو لك فلا امنعك ولا تفكر بهذه الطريقه سوف تلوي ذراعي فأنا لا يهمني المال مثلك


جز نيشان على اسنانه بقسوة و قد اسود وجهه بشدة و احتقن.. لينظر اليه بغضب قبل ان يهتف بغل


= نعم اعرفك جيد .. واعرف ما الشئ الذي يلوي ذراعك في ذلك الوقت لتخضع الى اوامري وتتزوج من لارا وتفعل كل ما اطلبه منك بطاعه.. وهذا الشئ هو اليزابيث أليس كذلك


انتفض آدم مكانه وظل صامت لحظات... وقد بث القلق بداخل شحوب وجهه والخوف المرتسم بعينيه، وفي لحظات اقترب منه يجذبه من قميصه يزمجر آدم بشراسة


= اقسم بروح امي اذا اقتربت منها وفعلت لها اي شيء.. صدقني لم اتردد لحظه واحده لاقتلك، كله الا إليزابيث نيشان اتسمعني جيد اياك ان تفعل.. ستندم طول حياتك لأني لم اصمت و أخضع لك كما تفكر بل سادمرك.. وساذهب الى المسؤولين واعترف انني ليس ابنك من صلبك و سافضحك واكشف عنك كل شيء حتى أعمالك الغير مشروعة .. 


ابعد نيشان يده بحده عنه ليبتسم وهو يردد عاصفاً بقسوة


= هل تهددني يا ادم كل ذلك لاجل هذه اللعينة .. لهذه الدرجه تحبها 


ليصرخ آدم بانفعال بصوت يملئه القلق و عينيه مسلطة عليه بغل وحقد


= صدقني انا لا اهددك سافعلها دون تردد إذا أقتربت منها.. جرب حينها وستعرف كيف ستندم.. لذا الافضل لك أن تتراجع عن هذا الفكره كلها وابقي بعيد عنها 


انفرجت شفتيه نيشان في ابتسامة قاسية قبل ان يتمتم ببرود


= من يريد ان يفعل شئ.. لا يقول؟ لذلك اقف وشاهد بنفسك ماذا سيحدث بسبب تمردك علية 


قطب آدم حاجبيه بتوجس خائف وهو يراقب رحيلة بوجه شاحب اللون من القلق والتوتر.. 


❈-❈-❈


بعد فترة وصل آدم إلي منزله ليجد المنزل هادئ ومظلم، ليصعد لغرفته قاصد يبحث عن اليزابيث و وجدها نائمه بهدوء أعلي الفراش... ثم إقترب آدم منها مبعدا خصلات شعرها التي منعته من رؤية وجهها إستفاقت هي على حركته لتفتح عيناها شبه واعية .. فركتهما بنوع من العبوس سائلة


= آدم هل انت بخير؟


لم يجيب عليها لكن رمی ببدلته جانبا لينزع قميصه و يستلقي و بجانبها جذبها لحضنه قائلا


= أريد أن أشعر بقربك


أحست بالتعب بصوته أرادت التخفيف عليه لكنها لم تعرف كيف او حتى ما يفترض بها فعله، أغمضت عينيها من ذلك الشعور الحلو الذي تملكها ما أن لامست شفتيه ثغرها بحب ثم أنزل رأسه ليغرسها بصدرها فقط يريد الراحة بعيدا عن التفكير بأي شيئ ..فقط الراحة بقربها.. وساد صمت طويلاً ثم همس بصوت مرتجف


= اتعرفين سبب ان كوكب عطارد صغير الحجم ومظلم لانه قريب من كوكب الأرض.. اخشى ان احترق مثله، احب الدفء ولكني احترق كالفحم ويتقلص حجمي لاني قريب جدا من الشمس.. 


عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة وقلق وهتفت متسائلة


= آدم لم أفهم عليك؟ ما الذي حدث معك.. اشعر انك ليس بخير 


إبتلع ريقه ليضرب قلبه بجنون بخوف شديد عليها و تتورد وجنتيه بسخونة.. و اقترب منها بمقدار خطير وشعرت بكفيه تحيط خصرها ببطئ هامسا لها بتوضيح


=وانتٍ.. اول شمس اقابلها في حياتي الوحيده والفريده..


داعب خصلات شعره بصمت لتترك له المساحه للحديث دون المقاطعه بينما اخفض آدم رأسه طابعاً قبلة حنونة على جبينها قائلاً بهدوء


= تعلمي اسوء شيء في الحياه ما هو؟ ان تلعب معك الحياة، وتختار الشخص الذي تحبي انتٍ ثم تأخذه منك، وانتٍ... عليك تحمل الالم لوحدك


اكمل همس بصوت اجش و يده تمر برفق على جانب عنقها مقرباً وجهها منه مما جعل شفتيه تلامس شفتيها واغمض عينيه ليتحدث بتملك وضعف


= انا لا احبك اليزابيث، انا مريضة بكٍ !.. انتٍ عبارة عن مرض مزمن يبقى للابد ولا يمكن استئصالة والمشكلة انه ينتشر في الجسد كله لايمكن الحد منه الى ان يتمكن من جسدي وروحي.. لأموت وانا مصاب بكٍ، و صلت لمرحلة في حبك لاتجعلني اكترث ان كنت مريض أم مغرم !...


تلألأت عيناها بالدموع من تاثير حديثه وحالته، و الكلمات علقت في حنجرتها عاجزه عن التعبير، و لسانها يعجز عن البوح... تحول كل ذلك الكتمان إلى غصه مؤلمه لتقول وسط حزنها


= ما بك حبيبي لما حزين هكذا ما الذي يحزنك تكلم، الم نتفق ان نكون متفائلين ولا نضع للتشاؤم مجال في حياتنا.. انت اقوى من ذلك الحزن تشجع ولا تدع لاي شخص ان يضعفك هكذا.. آدم حبيبي، انت بطلي 

..تكلم حبي هل انت بخير .


رفع رأسه ففتح عينه قائلا مبتسماً بحنان


= بالطبع .. انا بخير لأنك معي .


قبلت اليزابيث يده وضممتها لقلبها قائلة بقلق


= أشعر بالخوف الشديد عليك عندما أراك هكذا.. وأخاف من ان يصابك مكروه .. ألم تتحدث وتقولي لي ما الذي اصابك 


هتف آدم و هو يعقد حاجبيه بقوة بارهاق


= ولا شيء.. تشاجرت مع والدي هذا الأمر فقط


هزت راسها له بالايجابي بتفهم لتقول بصوت منخفض


= فهمت حسنا لا تحزن هكذا الاباء والامهات.. يعاقبون اطفالها ويخيفهم ليبكوا ويرتموا باحضانهم


مط آدم شفتيه والدموع بدأت تلمع في عينه بمرارة واجاب وقد اغمقت عينيه بالألم


= ربما.. لا اعلم فلم يكن لي اب مثالي؟ وأمي طوال الوقت كانت مشغوله دائما في حزنها على ابي ورحيله.. اكان لكٍ اسره صحيح قولتي لي ذلك من قبل ؟. انتٍ محظوظة لأنك رأيتي عائلتك واحبتك واحاطتك بحنانهم


تأثر آدم من كلماته تلك و احتقنت عينيه بالدموع ثم احتضنها بقوة يبكى كالطفل الصغير بحضن والدته فقد كان اكثر ما ألمه من كل ما حدث انه لم يعد مرغوب به حقاً من الجميع من حوله.. احتضنته إليزابيث بقوة لتبكى هى الأخري بشكل ممزق و هى تقبل رأسه قبلات متتالية حنونة..بينما صمتت وهي تراقب آدم وهو بأحضانها و الدموع تغرق وجهها فقد كانت تعلم كم افتقد عائلته رغم انه حاول ان يظهر ان الأمر لم يفرق معه لكنها كانت تعلم جيداً انه يشتاق اليهم..


بعد مرور عدة دقائق رفعت اليزابيث وجه آدم من حضنها تمسح بيديها على وجهه الغارق بالدموع تزيل دموعه بينما امسك هو يدها يرفعها الى فمها يقبلها بحنان...نظرت له بمقلتيها الدامعة قائلة و هى تمرر يدها فوق وجهه من خلال يدها متحدثه بحب


= اشششش لا تقول ذلك الحديث مره ثانيه.. يمكنك ان تعتبرني بمكانة والدتك إذا تريد.. فانت ابني وحبيبي و صغيري ... انت العالم بأسره بالنسبة الي آدم .


ابتسم لها بامتنان شديد علي دعمها.. ثم احتضنها بقوه عله يعرف سبب علته كانت تحاول اخذ انفاسها وهي محصورة بأحضانه ، لا تستطيع الحركة وعندما استكانت بحضنه ، بدأت تسمع بوضوح دقات قلبه المنتظمة! ، لكنها بلحظة عاد تشنجها ، ورفعت رأسها فورا عندما شعرت بيديه تريد تبعد منامتها عنها ، لتنظر إليه بخوف قائله باعتراض


= آدم ماذا تفعل ، لا أريد .


اومأ برأسه مقترباً منها بصمت قبل ان يجذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يتنفس رائحتها بعمق فقد كان يحتاجها بهذا الوقت اكثر من اى وقت مضى حتى تهدئ ما يثور بداخله من خوف و قلق فهو كل مدى يعلم مدى قذارة الناس المحيطة بهم وتريد تفرقتهم... ولم يقول سوي باختصار


= استرخي ،ولا تبقين متشنجة هكذا انا فقط اريد إبقائك بقرب قلبي .


اخذت ترفع يدها مترددة تربت بحنان على ظهره محاولة تهدئته و امتصاص حزنه فقد كانت تعلم مدى صعوبة ما يحدث عليه.. لتتفاجئ به آدم وضع قبلاته على سائر وجهها الذى أرتعش بخفة بين الأذرع السميكة.. حتى أكتفى من ذلك ليجعل شفتيه تواصل تأذية بشرت عنقها.. تبادلا نظرات غائمة و تشابكت تعبيرات الرغبة مع ودودة محبة أثناء تقبيل آدم.. 


بينما قبض هو برقة على شعرها يرفع رأسها له ليزيد عمق قبلاته يوصل لها فيها مشاعره .. قلت القبلات بينهما بشكل تدريجى و انتهت ببطئ.. ليحدق العاشقين ببعضهما.. وكانت زرقاوى اليزابيث تبدو ثملة.. و لم يكن بوسع آدم أن يعبر عن مدى حبه لها سوى أن يعاود الاقتراب و يحرك أنفه على عنقها مستنشقا رائحتها بعمق.. لتضطرب أنفاس إليزابيث صامتة و للحظة قبل ان يتمادى أكثر أنتبه إلي نفسه حتي يحاول الابتعاد بصعوبة بالغة، حتى لا يندم من هذا الاقتراب بعد ذلك؟ خصوصا انه يعرف انها ليست جاهزه لخوض هذه العلاقه....


لكن خاب ظنه حين همست إليزابيث بإسمة بنعومة ليرفع رأسه من بين حنايا عُنقها وتسلطت نظرات العيون بينهم للحظات قبل أن تُخفض اليزابيث عينيها تذم شفاها بحياء،بينما آدم إرتكزت عيناه على شفاها بتوق الساعات الماضيه و بلا إنتظار كان يُقبلها بشغف وتفاجئ من عدم إعتراض اليزابيث أو دفعها له أن ينهض من عليها كما كان قبل قليل، بل شعر بيديها على ظهره تسير بنعومه... ليصل إلي مرحله الخطر.. 


ترك شفاه لتتنفس ونظر لوجهها وجدها مُغمضة العين، تبسم وعاد يقبل وجنتيها.. ثم نظر لوجهها وهو يضع يديه على أزرار منامتها وبدأ بفتح أول زِر، شعرت هي بيده وفتحت عينيها نظرت لعيناه سُرعان ما إستحت وأخفضت عينيها، وإنصهر وجهها بخجل ولم تعترض لا على قُبلاته ولا علي يداه الجريئه التى تقريبًا فتحت كل أزرار منامتها وبدأ تشعر بيداه على جسدها مباشرةً مستمثله للمساته؛ وهو كذالك حين لم يجد منها تمنُع كالعاده توغل بلمساته بجرآه، يشعر بشوق وتوق... ليشعرون الإثنان كأنهما هائمان بين نسمة شتاء باردة كل منهم يحتاج لشعور بأنفاس الآخر كي يشعر بالدفئ المفقود فى قلبة.. 


بينما اليزابيث كانت مستلقية على فراشها الناعم بشكل فتنه خاصة و هى تحرك عنقها له توفر له المساحة الكافية حتى يعطى عنقها مزيدا من القبلات.. و تتمايل هي بجسدها و تلهث لقبلاته بعد أن أصبح جسدها أشد حساسية فى هذه المرحلة من قربة ولم تستطيع التراجع هنا... أقترب آدم منها حتى بادلته اللمسات.. و تحركت أصابعها على عضلات ذراعيه و صدره ثم تتلمس شعره الأسود و الذى تخلله بعض الخصل البنية و تشده إليها برفق رغبة منها فى أن يعاود يقترب منها..كثر همسه الخشن و لامست أنفاسه أذنها لترسل لها مزيدا من الحب والشوق بعد أن أمطرها بمدح عشقة وغزلة إلى حد كبير ..


وللحظات تجاهل الإثنين أي اعتراض يصدر من عقلهم أو تنبيه من القلب بتحذير! ولم يهتمون وتحكمت بهم الرغبة و الشوق لاتمام هذا القرب وختم أجسادهم ببعض، حتى اليزابيث هى الآخري أرادت خوض ذلك معه، شعر الإثنين بشعور غريب رغم الشوق المُتحكم بهما...


حتي بعد مرور فترة... استقامت اليزابيث بنعومة تسند ظهرها على صدر آدم وهي تتنهد عاليا بعد أن انتهى الأمر و شعرت بنفسها ترتعش بين ذراعيه لم يعرف هذا الارتعاش أكان من شوقه لها أم من ندمها؟؟ لذا اقترب هو وحشر وجهه فى عنقها بعد أن خارت قواهما.. وسيطر الهدوء على غرفتهما .. و حجب الغطاء الخفيف أجسادهما.. واستغرق العاشقين فى نوم عميق لأول مرة منذ فتره من الحزن والألم، نابعا تلك الراحه من راحتهم بقرب بعضهم البعض ..


❈-❈-❈


في الصباح، لتستيقظ اليزابيث بعد غروب الشمس شاعرة بسخونة شديدة بجسدها و بعض الألم.. و ثواني حتى إتضحت الصورة أمامها مسترجعة ما حدث ،أغمضت عينيها بقوة تهز رأسها بشكل هستيري وتعض على شفتيها بندم من تسرعها وهي تبعد عنها ذلك الغطاء من حولها و دموعها إنهمرت بضعف معيدة تفاصيل ما فعلته بالليلة أمس وكيف استسلمت له.. لتنظر جانبها علي الفراش لتجده خالي!! اعتقدت اليزابيث بأنه قد ذهب وتركها بعد أن حصل على ما يريده! فلماذا سيظل بعد ذلك جانبها.. لتضرب علي رأسها تلعن نفسها علي غباءها وتسرعها وهي تقول بصوت مرتجف ضعيف تانب نفسها 


= مستحيل.. انا لم أفعل ذلك؟ مستحيل ان أخسر نفسي مره ثانيه بسبب ثقتي.. لا مجرد كابوس هذا ليس حقيقيا ..انا من سمحت بفعلته.. بيدي سلمت نفسي له..لم يجبرني.. انا لم أكون بوعي.. آآآه أشعر بالقرف مني و الذي سيفرقني بعد الأن.. يا تري لما رحل آدم ولم يضل جانبي.. بالتأكيد ندم هو الآخر غبيه هل تتوقعي بانه سينسى ماضيكٍ حقا.. استيقظي من هذه الغفله اليزابيث ..استيقظي.


ثم نهضت من فراشها لتحضر لنفسها ماءا بارد إلا أن قلبها اضطرب حينما نظرت إلي نفسها نظره أخيرا ولملمت نفسها بضعف رافدة أخيرة ذرة كرامة بقيت لها لتترك غرفته متجهة إلي المرحاض...وما ان دلفت الحمام حتى أطلقت العنان لدموعها.. مر وقت وهي بداخل المرحاض تبكي وتتألم بصمت وعندما انهيت من الاستحمام خرجت لتهبط إلي الأسفل لتتفاجئ به... 


إلتفت آدم الذي كأن يقف في منتصف الردهة لينظر إليها ليقابلها بنظراته الثاقبة مركزة..بالتأكيد مستغرب بعدما سلمته نفسها لما حزينه الآن !!.. لكنه أقترب آدم بهدوء شديد وغامض لها ليقول مبتسماً بحنان


= صباح الخير حياتي.. تبدين رائعة بل اكثر من ذلك اليوم.. لدي مفاجأة لكٍ تعالي معي


اقتربت منه بخطوات بسيطة لتسير ولكن وجدت هناك شئ أعلي الطاوله أمامها !.. كانت باقة ورود حمراء افضل الانواع وأحبها إلي قلبها عقدت حاجبيها بتعجب من اين جاءت ثم اقتربت لتحملها كان بها ورقة مكتوب عليها " تتزوجيني" 


اتسعت حدقتا عينها بعدم استيعاب وبقيت صامتة فهي ليست سعيدة بل هي خائفة.. خائفة من أظهرها للمجتمع.. تخاف من عيون النهار.. لا تعلم كيف ستظهر امام الجميع وهي هكذا !.. لا تعلم ان كانوا يتقبلون زوجها منه أم لا.. فالمجتمع لا يغفر المعاصي!!. الصق جسده بها من الخلف ووضع يده على كتفها فانحني هو ليقبل كتفها و قال لها 


= ما رأيك حياتي ؟؟ ستصبحي أم وزوجه رائعا ايضا .. 


نظرت له مصدومة نعم هي تحبه في تلك اللحظة ولكن لم تكن مستعدة لمفاجأة كهذه؟ ابتعدت عنه بعنف شديد والتفتت هاتفه بعدم تصديق


= كفي عن هذه التراهات ..ارجوك آدم


ظل آدم واقفاً علي وضعة فهو لم يتفاجا بذلك الرد بل كان متوقع الرفض الشديد جدا منها، لكنه بعد تهديد والده وما حدث بالذات بينهما ليله امس كان يجب ان يتسرع في ذلك الطلب فهم في النهايه يحبون بعضهن فلماذا ينتظر أكثر من ذلك؟ لذا تنهد بصبر وقال


= أنا أتحدث حقا .. فأنتٍ حنون .. تعلمي فكرة ان اكون زوجا ايضا تخيفني لم تكن لي عائلة من قبل .. تبدوا فكرة مخيفة ولكنها رائعة، أنا متأكد من ذلك


ظلت في البدايه صامتة متألمة من اجلها ومن اجله!!. لتسقط منها باقة الزهور بالأرض وهي تتراجع للخلف بتوتر شديد قائله بصرامة


= لا مستحيل أنا ليس موافقه 


اقترب منها قائلاً بعصبية و خشونة


= لماذا !.


همست بمرارة بصوت منخفض مرتجف و قد اخذت ضربات قلبها تزداد من شدة الخوف


= وتتساءل لاني بكل بساطه لم استطع .


اقترب منها وازاح شعرها المتناثر فوق وجهها الى خلف اذنها ممسداً اياه برفق


= بل تستطيعي ما بكٍ اليزابيث تكلمي !.. هل تخافي من فكرة الزواج ؟ فأنا ايضا مثلك أخاف؟ لكن اخاف من زواج لستي انتي طرفا به.. أنا اريد ان اخوض هذا معكٍ


اجابته بصوت لاهث بينما تبتلع لعابها بارتباك واضح شاعراً بوخزة بقلبها بسبب كرامتها وهي تتعري أمامه هكذا وتكشف أسبابها البشعة


=كيف تتزوج فتاة مثلي.. فلم تكن تلمسها انت فقط؟ في حياتها ماضي لن تستطيع ازالته.. ماضي بشع صعب للغاية آدم .. من فضلك لا تتسرع وفكر جيد في ذلك الطلب قبل ان تندم بعد حين


ليتحدث ويده مستمرة بتمسيد شعرها مستمتعاً بنعومته الحريرية قائلا بصوت حازم بشده


= لايهم وأنا أيضا بدون عائلة.. ومنذ أن قبلتيني و التقينا لم يلمسك غيري ولم تقابلي في حياتك احد غيري بعد زواجنا ..لنفعلها ارجوك .. حتى تضلي معي واحميك من الجميع.. انتٍ خائفه من التجربة اعرف واتفهم ذلك.. ولكن سنكون بخير .


فرت الدماء من عروق اليزابيث و قد شحب وجهها بشدة فور ادراكها ذلك الأمر الصعب، فهي تشعر بين نيران حبها و نيران الماضي.. همست بصوت منكسر بعد ان ادركت انها اوصلت نفسها للحافة


= انا خائفة من عالمك .. 


تراجعت للخلف محاولة الابتعاد عنه لكنه اسرع باحاطة خصرها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها اللين بجسده الصلب العضلى قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مثير


= انا سأكون بجانبك ..من هنا ستبدأ مرحلة جديدة في حياتنا


لتهز رأسها بعصبية و انفعال بينما صدرها يعلو و ينخفض بقوة مرادفة 


= انا فقط اعاني من هذا التغيير .لانك قد تتسخ معي.. انا عبارة عن كتلة من المعاصي .


ابتعد عنها برفق ولكنه قبله راسها وبصوت اجش رجولى تسبب بتسارع دقات قلبها.. شدد من ذراعه حول خصرها ملصقاً جسدها بجسده قائلاً 


= اذا دعني اساعدك .. و وافقي على طلب الزواج مني صدقني كل شئ سيسير على مايرام


هتفت اليزابيث بصوت مرتجف بينما كان قلبها ينتفض بعنف داخل صدرها و هى تجيب بصوت مقهور


= لا اظنك تستطيع .. أنا خائفة من مواجهة الناس.. اشعر بأن هناك غصة في قلبي كلما شعرت بالفرح .. اشعر انني لايجب ان اكون سعيدة بينما قلبي يعاني من ألم العار


اقترب مره ثانيه وعينيه مسلطة بشغف علي وجهها المنخفض المشتعل بالدموع مرر يده بحنان مبعداً للخلف خصلات شعرها المتناثرة علي عنقها.. وانحني طابعاً بشفتيه علي عنقها قبله رقيقة، وابتعد من قبل وغمغم بصوت مرتجف 


= وانا اشعر بذات الغصة عندما لاتكونين بجانبي، لذا دعني اقترب منك اشعر بأنك تبدعني عنكٍ كلما اقتربت، لن اؤذيكٍ قد اجرك انا الى النور .. ارغب بأن تكون لنا حياة مستقرة هادئة ..


لم تتح لها الفرصة للتحدث اكثر تجادل وتعترض أو التفكير حتي ،حيث ألقت بنفسها بين ذراعيه و هي تنتحب بشهقات باكية تعقد ذراعيها حول خصره دافنه وجهها بصدره مستسلمة لتلك المشاعر الجياشة قائله بضعف


= اذا لا تدعيني آدم . 


ابتسم باتساع و أبعدها قليلا واحاط آدم وجهها بيديه مقرباً وجهه منها هامساً و هو ينظر اليها باعين تلتمع بالشغف


= تمسك بي كي لا افعل .. فانا لن اتركك مهما صار وحدث.. لاتقلقي فأنا معكٍ لاخوف بعد اليوم


تراجعت رأسها للخلف مبتسمة وهو اسرع بحنى رأسه نحوها و تناول شفتيها في قبله قوية و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و كان هذا اول عرض للعاطفة التلقائية تقوم به نحوه..تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان بينما يستولى على شفتيها بجوع.. تشددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة جعلت كل عضلة في جسده تتصلب..


وبالنهاية اضطر ان يفصل قبلتهم عندما شعر بيديها تنخفض الى صدره و تدفعه بعيداً برفق..حررها مسنداً جبينه على جبينها يتنفس انفاسها الحارة بشغف قبل جبهتها بلطف ثم خدها.. بينما كأن جسدها مرتجف و وجهها مشتعل بحمرة الخجل... لكن لفت انتباه آدم ذلك الشخص الذي يقف يراقبهم لا يعرف من متي هنا؟ لكنه متساند بجانب الباب و الذي لم يلاحظة احد بينهما..؟ ولن يكن غيرة زين !.. 


انتفضت اليزابيث بخضة عندما سمعت صوت صدي تصفيق باليد من الخلف والتفتت بوجهها و رأيت زين يقف أمامها بملابس متسخة ممتلئة بالتراب وغير مهندما .. ثم وجدت زين بدأ يقترب منهم بخطوات متعثرة و وجهه شاحب و ملابسه يبدو عليها ملوثه بالأتربة ويبدو عليه أن ثمل..! ليتحدث زين بحدة مقترب منها وتتطلع اليها بعينين تلتمع بوحشية وهو ليس بوعيه


= مبارك هل طلبتها للزواج؟ ووافقت ، فماذا أتوقع غير ذلك ؟؟ ومن الآن فصاعدا يجب أن أعتبرك أختي اليزابيث ... بعد أن تصبحي زوجة أعز أصدقائي


كان قلبها ينتفض فازعاً داخل صدرها من قوه ضرباته المتلاحقة عليه فهي أصبحت تشعر بالريب من وجود زين في تلك اللحظة بالاخص...ليكمل بفحيح سام وهو يصطنع التفكير مرادفا بقوة و غل


= لكن انتظري لحظة؟ كيف سأقولها وأعتبرك أختي ..وأنا أحبك إليزابيث ، و ليس متوقف الامر هنا فحسب ، بل حاولت أيضًا الاعتداء عليكٍ ، ولم يكن ذلك مرة واحدة فقط .. فهل يجوز ذلك يا آدم؟ كيف أبتعد عنها وأنا وقعت في حب زوجتك المستقبلية؟


احتقن وجه آدم بالغضب و نيران الغيرة تشتعل داخل صدره فور سماعه كلماته تلك و عقله يصور له ما فعله زين في غيابة ذلك الحقير.. فهو يعرف نوايا القذرة في الفترة الأخيرة كيف اصبحت؟ لكن لم يتوقع الامر بينهما يصل هكذا فقد أعترف زين بنفسه بأنه حاول الاعتداء عليها وليست مره واحده.. اذا لما لا تأتي اليزابيث إليه وتقول اذا كان الامر توصل بينهما الى ذلك الحد..و بحدة و نيران الغيرة تتأجج بداخله التفت آدم تطلع فيها .


بينما ظلت اليزابيث تستمع الي زين بصمت و قد تحول شحوب وجهها الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة،فقد كان عقلها قد اغلق من شدة الصدمة التى تعرضت لها.. فهى لا تصدق ان يصل الامر بـ زين بان يعترف بنفسه بفعلته الواقحه هكذا..و بالطبع آدم قد يصدقة فهو صديقه.. وغير ذلك هو لم يكذب أو يفتري علي نفسه فقد حاول الاعتداء عليها بالفعل من قبل.. تسارعت انفاسها و احتدت بشدة شاعراً كأنه ستار اسود من الالم يكاد يبتلعها وهي تري آدم كيف ينظر لها...

الفصل العشرون

____________________


بينما ظلت اليزابيث تستمع الي زين بصمت و قد تحول شحوب وجهها الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة،فقد كان عقلها قد اغلق من شدة الصدمة التى تعرضت لها.. فهى لا تصدق ان يصل الامر بـ زين بان يعترف بنفسه بفعلته الواقحه هكذا..و بالطبع آدم قد يصدقة فهو صديقه.. وغير ذلك هو لم يكذب أو يفتري علي نفسه فقد حاول الاعتداء عليها بالفعل من قبل.. تسارعت انفاسها و احتدت بشدة شاعراً كأنه ستار اسود من الالم يكاد يبتلعها وهي تري آدم كيف ينظر لها...


لتسرع اليزابيث التي ما ان افاقت من صدمتها اسرعت له راكضة من شدة العاطفة التي تثور بداخلها راغبة بازالة فكرته الخاطئة تلك باي ثمن وقبضت على ذراعيه قبل ان يصل الي باب المنزل فقد كان قاصد الذهاب الى زين؟ ليقف مديراً نفسه نحوها ليسمعها تقول بصوت لاهث يملئه الذعر


= آدم انتظر من فضلك... لا تسيء الفهم أرجوك، أعرف انه خطاي لأنني لم اتحدث معك بشان ذلك من البدايه لكن ارجوك لا تظلمني قبل ان تسمع مني اولا


نفض آدم يدها بعيداً عنه هاتف بقسوة تعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخله


= ماذا تقولي لي بالضبط؟ ماذا تقصدي بقولك معني ذلك أن زين يقول الحقيقة وأنه حاول مهاجمتك كما يقول الآن؟


ليكمل آدم صارخاً بصوت مرتجف ملئ بالألم


= تحدثي بسرعة إليزابيث، ماذا فعل هذا اللعين لكٍ؟ وإذا كنتٍ مظلومًة حقًا كما تقولي ، فلماذا لم تأتي إليه وتحذرني منه حتى لا يفعل ذلك معكٍ بعد الآن .. تكلمي ما الذي يحدث بالضبط بينكما دون علمي؟ ؟


انتفضت اليزابيث برعب علي صراخه وشكوكو بها المؤلمه؟ لكن تعرف أنه معه الحق! في اي شخص مكانه وسمع ذلك الحديث سوف يشك بها ويصور الف سيناريو بشع داخل عقلة.. إبتلعت ريقها بصعوبة وامسكت به مقرباً اياه منها و هي تغمغم برفق محاولاً تهدئته


= حسنا سوف اتحدث لكن اهدا يا ادم... و انا ساقول لك الحقيقه كلها ، صدقني الامر ليس كما تظن ولم يحدث شيء بيننا 


وقبل أن يتحدث آدم صدح صوت زين الصاخب بحماس مره اخرى وهو يضرب بقوة في صدره بقبضته علي قلبة و هو يهتف بشبه هستيرية 


= صدقها يا ادم هي لا تكذب، قلبي اللعين هذا احبها بشده بل عشقها حد النخاع وهي في المقابل رفضت ذلك الحب مثلما ما رفضت لمساتي لها، رفضتني لأجلك أنت يا ادم يا صديقي.. تركتني وذهبت اليك.. وانا لم يهتم احد الي الامي واوجاعي .. حتى لارا ، عندما طلبتني وذهبت إليها ، اقترحت عليه أن اقتل إليزابيث حتى يكون المجال متاح لها لتستولى عليك


اتسعت عينا اليزابيث باتساع بذهول وقلق بينما اهتز جسد آدم بعنف فور سماعه كلماته تلك شاعراً بقبضه قاسية تعتصر قلبه، ثم نظر إلي اليزابيث وهتف بحده و هو يتقدم نحوه وقد بدأ يفقد هدوءه


= إليزابيث اذهبي إلى غرفتك ، ولا تغادريها إلا عندما أعطيكٍ الإذن بذلك .. هيا تحركي بسرعة لما زلتِ واقفة هيا اسرعي إلي الطابق العلوي .


نظرت له خائفه وهي تبتلع الغصة التي تشكلت بحلقها حتي لا تنهار جدار القوة الذى تظهرها امامه ثم تحركت بخطوات مترددة سريعة وهي على يقين تام لما سيفعلة، لذا تحركت باستسلام فهو ليس بوضع تستطيع ان تمنعه من ذلك .


وعندما دخلت اليزابيث إلي الغرفه اسرعت بغلق باب الحمام قبل ان تنهار علي الارض و هي تنفجر باكية و قد انهار السد الذى كانت تتصنع خلفه بالقوة، وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها الممزقة حتي لا تصل اليه بالخارج، فمثل ما قالت من قبل سعادتها دائما لم تكتمل؟؟ فهي تفكر بأن ادم بعد ما سمع هذا الحديث سيتراجع عن فكره الزواج بالتأكيد.. ثم دفنت وجهها بين ساقيها واضعة يديها حول جسدها المرتجف . 


أما في الأسفل اندفع آدم نحوه مغمغماً بصوت اجش خشن 


= عيد الآن ماذا كنت تقول من قبل أيها الأحمق؟ انت تحب إليزابيث بالفعل و هذه اللعينة لارا هل اتفقت معك علي قتلها.. لا اصدق ما اسمعه منك الان هل انت بوعيك يا زين


هز زين رأسه علي الفور هامس بصوت بارد يعاكس النيران و الألام التي تمزق قلبه 


= لا لا انا جاد في كل كلمه قولتها، انا احب إليزابيث و لارا اتفقت معي على قتلها ،لكني تركتها وذهبت ولم اعطيها رد مباشر باني وافقت .. وانا ايضا من حاولت الاعتداء علي اليزابيث.. هل تريد ان اعترف لك بشيء اخر لا تعرفه !!. 


اغمض آدم عينيه بقوة معتصراً قبضته وقد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه فور ينقل بصرة بعصبية شديدة إليه.. ولم يشعر بنفسه الا وهو يندفع نحوه يقبض علي عنق قميصه و قد ارتسم معالم الوحشية علي وجهه


= ايها المخنث الحقير، كيف جاءتك الجراه لفعل كل ذلك دون ان اعرف خطتك القذره بينك وبين لارا ، كيف وثقت بك وكنت اعتبرك صديقي المقرب و الوحيد الي .. تبا لك يا وغد.. كيف استطاعت فعل ذلك


ركز زين نظراته المتسعة بالصدمة علي يد آدم التي كانت تقبض علي عنق قميصه و هو لا يصدق انه تجرئ و فعل به ذلك، وقد نسي صديقتهم واخفض آدم نظره الي يده شاعراً بالصدمة هو الاخر مما فعله و همهم زين بازدراء 


= اتجرؤ على رفع يدك علي ادم ..


ليصفعه آدم بقوة ليستدير وجه زين بقوة من شده صفعة آدم ليتكلم بغل كبير وهو يمسك فك زين المذهول 


= هذه الصفعة لأنك تعرضت لها في غيابي.. أنت من بدأ يا زين ، ومن اليوم لا علاقة لنا ببعضنا حتى لم تعد صديقي المقرب.. ارحل ولم تعود إلى هنا.. لم أعد أستطيع أن أتحمل النظر إلى وجهك حتي ، صدقني إذا رأيتك بالصدفة في مكان ما أو حاولت إيذاء إليزابيث؟ اقسم بما احل القسم ان اقتربت منها سأقتلك ،هل تفهم . 


صمت زين قليلاً لتدمع عينه بألم ثم ليقول وهو ينظر له بحزن كبير وندم


= سامحني آدم ارجوك اريدك ان تسامحني انت و اليزابيث...لقد ندمت اقسم لك ضميري انبني ولم استطع حتي ان اوافق واقتل إليزابيث لأني أحببتها بصدق حتى ان رفضت حبي.. آه اعتذر لم أقصد لكن لم استطيع السكوت عن الظلم اكثر من هذا...لهذا انا سأرحل ولم اضل هنا.. انت محق صداقتنا انتهت الى هنا، أنتبه علي اليزابيث يا ادم..لان هناك الكثير غير لارا يريد ان يؤذيها... انها تغار منها بشده وتحقد عليها لدرجه بشعه .


ليرد آدم عليه بأشمئزاز ويبصق امامه علي الارض


= ارحل لم انتظر تحذيراتك .. وأنا اعرف جيدا كيف احميها من الجميع.. أنا اشمئز من نفسي لانني اخترتك صديق لي وادخلتك حياتي وجعلتك تلعب بي الكورة.. ولكن الان لن اصمت سأنتقم من من سبب كل شر حصل بحياتي وحياة اليزابيث .. واريدك ان تأخذ حبك هذا وتضعه بالجحيم... ارحل يا زين لم يعد لك مكان بيننا بعد الآن . 


❈-❈-❈


ظل آدم واقفاً بمكانه عدة لحظات و هو يصارع ما بداخله من ألم و غضب قبل ان يفرك وجهه و يلتفت الى الدرج ثم صعد ليرى إليزابيث ،رغم أنه كان يشعر انه يحتاجها الان اكثر من اى وقت مضى، لكن يجب ان يقسى عليها قليلا حتي لا تعدها مره ثانيه...


بينما كانت اليزابيث مستلقية علي الفراش تحتضن نفسها و هى تشعر بالحزن و الأسف علي حالها فقد امضت الوقت في البكاء الهستيرى و هى لا تردد سوا انها بتأكيد سترحل من هنا وسيطردها ادم بعد ان استمع الى صديقه كما لو اصابتها حالة من الهذيان.. دفنت وجهها بين يديها و هي لا تعلم كيف ستقنعه الان بانه لا يفكر بها بهذا الشكل الشنيع و كل من حوله يأكدون عكس ذلك.... لذا ظلت تحتضن جسدها محاولة احتوائها إلي نفسها حتي فتح آدم الباب بقوة ودخل...


نهضت اليزابيث بسرعه بقلب مثقل و وجه شاحب كشحوب الاموات لتبتلع ريقها بتوتر باضطراب وهي تقول بصوت مرتجف بتبرير


= آدم صدقني أنا ..


تأفف آدم وقاطعها بعنف قائلا وقد طفح كيله فكل صبره كل هذا بدأ ينفذ


= انتٍ ماذا اليزابيث؟ لما كذبتي عليه؟ لما اخفيتي كل ذلك ولم تفكري ولا مره بان تقولي لي الحقيقه حتى احميكٍ منه، كيف تركتي نفسك ذليله لكلب مثل ذلك يهددك لتظلي تحت رحمته بكل استسلام .. لما لم تخبريني اليزابيث لما


هزت رأسها و قد اصبحت عينيها ضبابية من الدموع لتصيح بوجه بألم لو كان خناجر يمزق قلبها


= كانت تؤلمني رؤيتك وَأنت متعلق به وهو صديقك الوحيد، لذلك كنت اتمالك نفسي بشدة خشية أن أراك تعوَد غريبًا كما كنت وَأحاول كلما أخبرني عقلي بأنك لم تذهب وتتركني عندما أتحدث وسوف تصدقني أنا لانك تحبني، لكن قلبي منعني خوفا من ان يتحطم، ولكن من ناحيه اخرى كان ضميري يؤنبني بانني يجب ان اخبرك لتاخذ تحذيرك منه لكني خائفه! من داخلي لتصبح مثلهم مجرد عابر.. كنت أشعر بكل هذا وَأنت لا تعي شيئاً 


رد عليها بضيق وملامح منزعجة ممسكاً بيدها يجذبها و هو يزمجر بوحشية و نيران الغيرة تتأكله من الداخل 


= ولأجل كل ذلك الخوف كان يجب ان تخبريني يا اليزابيث لان الامر كان خطير بالفعل، لا تخفي علي شيء كذلك مره اخرى وأخبريني مباشرة فأنا أكره المراوغة و دائما تجعلني أشعر بأنكٍ لا تثقي بي كفاية.. أو تشعرني بأني لست في مكانة مهمة عندك حتى تخبرني بماذا حدث لكٍ.. وكأني لست جديرة بأن احميكٍ 


اجابته اليزابيث بارتباك و قد ارعبها التعبير المرتسم على وجهه


= ما هذا الهراء الذي تتفوه بة .. هل تشك الآن بمكانتك عندي 


زفر بحنق قبل ان يتحرك نحوه الباب قائلاً بنبرة خطرة


= اليزابيث.. أرى من الأفضل لو غادرت الآن 


هم بالتحرك لكنها اوقفته تقول هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه


= آدم .. هل أغضبتك لهذا الحد.. أنا حقا لم .. 


قاطعها آدم وهو يقول بخشونة مستمرا في سيره 


= لا تقولي شيئا .. انا فقط متعب ولست غاضبا.. والافضل ان ارحل الان حتى لا نتشاجر وألقي في وجهك بعض الحديث السام، وبعد ذلك اندم عليه.. 


سارت ورائه تلحق به لكنه هبط وخرج من المنزل ودخل السيارة بعد أن صعد هو وما أن استقر حتى انطلق بسيارته يقود بهدوء متناقض مع تصارع أفكاره ..وهي ظلت مكانها تشتم نفسها وتمنت لو فقط كان ينلفت لسانها السليط لتحكي له من البدايه افضل من ان يعرف بهذه الطريقه..


❈-❈-❈


بعد عده ساعات عاد آدم إلي المنزل بعد أن ظل أربع ساعات متواصله يسير بسيارته دون هدف، ليقف في الردهه عده لحظات برهبة وخوف عندما لاحظ الظلام يعم في المنزل بالكامل ولي لحظه فكر بان من الممكن ان تكون اليزابيث رحلت وتركته بسبب معاملته الجفاء لها، وخلال ثواني انتفض آدم من مكانه قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة ثم اتجه نحو غرفته على الفور و هو يشعر بقلبه يعصف بداخله.. وفتح الباب ليتنهد براحه كبيرة عندما وجدها نائمه أعلي الفراش.. 


دلف الى الغرفة مغلقاً الباب خلفه برفق و اقترب من تلك الغارقة بالنوم تغطى كامل جسدها و وجهها بالغطاء جلس على عقبيه على الارض بجانب الفراش مزيحاً برفق الغطاء عن وجهها... ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين وتغضن حاجبيها بعدم راحة كما لو كانت ترى حلماً سيئاً... شعر بالذنب يجتاحه فبدلاً ان يجعلها سعيدة بعد أن وثقت به و سلمت نفسها اليه جعلها تبكى و تتألم حتى بنومها..


اشعل الاباجوره جانبها ثم انحنى آدم عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها... و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا فهى ستصبح زوجته و حبيبته.. و قريباً سيجعلها والدة اطفاله.. شعر بقلبه يخفق بقوة و سعادة تجتاحه فور تخيله انها في يوم ستنجب طفلة تشبها و تورث عنها ملامحها البريئه.. رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها باسمها بلطف محاولاً ايقاظها و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى الخلف..


فتحت اليزابيث عينيها ببطئ ليرى الألم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق زين الذى لو كان امامه الان لكان قام بقتله في الحال... فاليوم كان بالنسبه اليهم اسعد لحظاتهم يعيشوها، لكن مع الأسف جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن! اخذت هي تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش لكنها حين تذكرت ما حدث انتفضت أعلي الفراش هاتفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و النوم


= آدم أنه أنت؟ اخيرا عدت .


اجابها آدم بينما ينهض واقفاً علي قدميه


= لما مزالتي تبكين لحد الآن  


أومات بلا برأسها بقوة هامسة بصوت مختنق


= كنت خائفة ان لا تأتي.. شعرت كأني أنهيت شعوَري وَلم أعد أشعر بشيئ 


ثم استدارت بحديثها بصوت خامل ضعيف و هى تعتدل نصف جالسة


= ادم من فضلك..لا تهددني بتركك مره ثانيه لأنني شخص انفصل عن كثير من الناس ، وفكرة أنك تهددني بالركض وراءك هي قضية خسارة بالنسبه لي، لكن هذا لن يحدث إلا إذا كنت من يستحق ذلك.. وانا اريدك في حياتي لأنني احبك.. لكن أنت من الواضح ندمت على ذلك الحب وعلى قراراتك الاخيره التي اخذتها بشان علاقتنا.. ومن يعلم ربما لم تعد تثق بي بسبب الحديث الذي قال صديقك 


جلس بجانبها علي الفراش ممسكاً بيدها بين يديه مرادفا بصوت حازم


= اششش اهدئي لقد كنت غاضبًا منك لأنكٍ لم تخبرني بالحقيقة من البدايه ، لقد جعلتني أشعر بالسوء الشديد يا إليزابيث. كأنني جبان وليس لدي الشجاعة لحمايتكٍ .. من فضلك لا تخفي أي شيء عني مرة أخرى يا إليزابيث.


اخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات لتتذكر ما حدث بينهما، ثم اومأت برأسها هامسة بضعف


= كنت خائفه بان لم تعود وتطلب مني ان ارحل واتركك.. وتتراجع عن فكره الزواج بي 


وضع يده أعلي فمها بحدة هاتف بجدية و غضب


= اصمتي.. لا أريد سماع هذا مجددا 


ثم اقترب منها ممسكاً برفق بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها فى صدره متنسياً غضبه هامساً بصوت اجش و هو يحيط خصرها بذراعه


= كيف تفكرين بإمكانية تركي لإدماني 


صمتت هي بينما مرر شفتيه على كلإنش من عنقها صاعدا لوجهها ليستقرا بطرف خاصتها قبلها قبلة رقيقة باعثا الشعور بالامان و الإنتماء بنفسها... لحظتها تأكدت بأنه قدرها.. هو من يجب ان توكن معه بغض النظر عن الطريقة التي اجتمعوا بها...بغض النظر عن اخذها بالقوه له او اشتراها او حبسها حتى... هي الآن تملك جزء بقلبها بداخلها وستستسلم.. اجل ستترك عنادها و تنصاع لقلبه.. شبكت يديها وراء رقبته جاذبة إياه لها أكثر وبدون تفكير ألصقت شفاهها بخاصته مستشعرة إبتسامته... 


اغمض عينيه يشعر بشفتيها الرقيقة، مرتجفة وكأنها بكل طاقتها تحاول ان تقبله ، وضع يده أسفل رأسها فيلتقط شفتيها بقبلة لا يستطيع التحكم بها ، لكنها كانت مثالية بالنسبة لها ، وهي تشعر بأسنانه التي تحتك بجلدها وانفاسه التي تلفح بشرتها ، انفاسها بدأت تنعدم وهي وكأنها بداخل قوقعة، يلفها بأحضانه.. وبعد فترة أنفاسهم تقاطعت شعرت بحركة يده أسفل ثوبها صعودا وضغط عليه ليفتح السوسته ثم إبتعد عنها متأملا وجهها عينيها المخذرتين.. وأنزل رأسه لعنقها يمرر أنفه بعنقها مستنشقا عبقها. 


ثم قربها منه بواسطة ذراعه التي وضعها على خصرها ليضعها في حضنه دون سابق إنذار ،كتمت أنفاسها عندما وجدت نفسها في حجره عظلاته تحيطها في كل مكان، شعر بأرتجافة جسدها عندما قال لها هامسا في إذنها 


= إشتقت لكٍ طفلتي


اغمضت عينيها عندما أزاح الفستان عنها وكان وكأنه كالجائع الى طعام جوعه إليها ، ينظر الى جسدها الصغير الذي كان مختبئ تحت الغطاء.. جسدها ناصع البياض يظهر به من شدة بياض ونقاوة بشرتها، و بأضطراب أجابته


= وانا أيضاً .. احبك آدم


تأملها بشغف قبل ان ينحني عليها و يطبع قبلة حنونة على جبينها مرددا بحب وتملك


= وانا أيضاً احبك اليزابيث ..و أريدك لي


أنهى آدم قوله وهو يجذب اليزابيث عليه يقبلها و يضمها أكثر لصدره قبلاته تزداد تلهفا كذلك اليزابيث لم تشعر بيديها اللتان تعانق جسد آدم وهو يتحسس جسدها العاري أيضا، شعور لم تشعر به سابقاً في علاقاتها الأولى، فكانت تشعر معهم أنها بالنسبه لهم مثل الوعاء يفرغ به الرجال رغباتهم وبالنهايه يرحلون و مقابل ذلك يتركون لها المال؟ مثل عاهره رخيصه .. 


لكن ادم جعلها تشعر أنها مثل الحوريه وهو البحار الذي راوغ الموج الهائج وإنتصر بالنهايه وفاز بالحوريه... وبقبلات حميميه رقيقه وضعها آدم على وجنتيها،كأنها كانت شكر منه وإمتنان.. هكذا شعرت اليزابيث وإنتهى هاجس الخوف لديها، حتى تناست أنها أحبت بآخر سابقا، آخر إنتهى اليوم من حياتها للأبد، ولم يعد موجود بقلبها ولا بحياتها غير آدم... ادم الذي يشعر بمنتهى السعاده حقا سابقاً لكن كان هذا الحب كل ما كان يبحث عنه كلا منهما .


❈-❈-❈


إستكانت إليزابيث داخل أحضان آدم وشدد هو من ضمتها ، ثم رفع ذقنها وتلاقت الأعين من جديد وذابت بنظراتهم دون حديث، ثم مال علي كريزتيها وبدأ بتقبيلهما بهدوء وحنان سُرعان ما تحول إلي عاصفة وأندمجا معاً لابعد الحدود.. ثم أبتعد عنها بعد فترة يلهث وهي قالت متنهدا 


= هذا كل ما حدث وصدر من زين.. و لم اكذب عليك في شيء 


مرر يده فوق جانب وجهها يبعد شعرها الى خلف اذنها قائلا بصوت غاضب بشده


= آه إليزابيث ، لا أعرف ماذا أفعل بكٍ، هذا الشخص الحقير استغل خوفك مني وصمتك فظل مصرا على ما فعله معكٍ .. كان يجب أن تخبريني من البداية حتى أتعامل معه.. فلو لم يعترف بنفسه الآن ماذا كان سيحدث؟ هل كنتٍ ستصمتي على أفعاله الوقحة حتى يحدث ما يريد؟ 


أخفضت رأسها وغمغمت بصوت منخفض بندم وحزن


= أعلم أنني ارتكبت خطأ كبير ، لكنني كنت سأخبرك ، صدقني يا آدم، أحيانًا كنت أخاف من أفعاله وكراهيته لك ، وشعرت أنه لا يحبك ولا يجب أن تثق بي.فهو الذي أخبرني منذ البداية بقصة والدتك والسبب وراء لما أنقذتني من شويكار ورجالها.


اتسعت عينا آدم بصدمه وهتف متسائلا باستنكار وعدم تصديق


= ماذا؟؟ كنتٍ تعرفي بذلك منه.. يا الهي لا اصدق هذا الشخص الحقير كيف اعتبرته صديقي و واثقت به.. ولما قال لكٍ شيء كذلك من الأساس


ابتلعت ريقها بارتباك وأجابت و هى تهز كتفيها بتردد 


= ربما لأنه شعر بالغيرة منك عندما لاحظ اهتمامي الشديد تجاهه ، فحاول تشويه صورتك بعيني .. لكن لا تخف بعد ذلك عندما اقتربت منك وعلمت الحقيقة منك ، صدقتك انت فقط..


لتقابل صمته وهو شارد الذهن في كلماتها بعدم استيعاب وشعر بأسي كبير علي نفسه من صدمته الثانيه بصديقه الوحيد، بينما رفعت رأسها تنظر اليه و وجهه مشتعلاً بنيران الغضب والألم مما جعلها تمرر يدها بحنان فوق ظهره العاري تتحسس برفق وهي تهمس بقلق


= ادم حبيبي اهدأ .. اعلم انها كانت صدمة كبيرة لذلك كنت دائما مترددة في اخبارك بشيء من هذا القبيل.. حسنا الآن انتهينا منه وهو راحل ولم يعد .. انسي يا آدم


اوما برأسه بصمت مما جعلها ترفع نفسها واضعاً قبله على جبينه برفق مشددة من ذراعيها حوله بينما دفنت هي وجهها بجانب عنقه مغلقة عينيها حتي تغرق بالنوم... بينما ظل هو يحتضنها بقوة اليه شاعرا بخيبة الأمل من ثقه الزائد بـ زين..ثم تنهد بعمق شديد وشعر بانفاسها الدافئة التى تلامس جانب عنقه تدليل أنها ستغرق بالنوم ليقول بسرعة بجدية


= ماذا تفعلي؟ لا يوجد نوم قبل أن تأكلي شيئًا .. كان النهار طويلًا ومتعبًا ، ويجب أن تأكلي شيئًا قبل أن تنامي.. أولاً انهضي واستحمي وانا سأذهب احضر لنا وجبة خفيفة


اومأت برأسها بينما لتغرق اكثر اسفل الشرشف محاولة تغطية جسدها لتشبثت إليزابيث بالشرشف اكثر جاذبة اياها حولها وهى تنهض تسير نحو الحمام و هو لا يزال جالس فوق الفراش شارد .


❈-❈-❈


طوال الأيام الماضية لم تترك اليزابيث ادم لحظة واحدة... كانت جواره لحظة بلحظة حتى أنه قصر بعض الشيء في عمله.. وعندما تشعر بقرب انفجار إنهياره من الصدمه والخذلان الذي يشعر به، تقترب منه بكل هدوء وصمت تزرع نفسها باحضانه تمده بعض من الطاقة الذي يحتاجها.... وعندما يعود ليلاً بعد يوم عمل شاق تقف على عتبة باب المنزل تستقبله بابتسامه لطيفه وهو يسحبها لأحضانه برفق وحنان يُحسبان له... كانت بالفعل اليزابيث الدعم والسند الشامل الذي يعطي نبذة مُبسطة عن بحور العشق التي تموج داخل آدم تجاه إليزابيث....وفي احدى الأيام.....


اقتربت اليزابيث منة ببطء وهو جالس على المقعد الأمامي للمكتب شارد في الأوراق الذي أمامه وعندما شعر آدم بها تجلس جانبه علي طرف المقعد نفسه الجالس عليه، ولفت ذراعيها حول رقبته بحنان بينما هو امسك كفها البارد لشفتاه ليطبع قبلة عميقة على باطنه ثم نظر لعيناها التي يغرق بها لتهمس بقولها


= كيف اصبحت الان؟ هل مازلت تفكر في نفس الموضوع


تفهم آدم ماذا تقصد وهو موضوع زين الذي رحل، ليقول بهدوء حازم بالرغم من تنازع ذلك الألم داخله 


= ساحاول بكل جهدي حتى انسى.. ولكن لا... لم أنسى ما فعله معه من افعاله الدنيئه، هو تقريبا فعل بي أشياء لم يفعلها شخص يومًا معي ابدًا وانا الذي كنت اعتبره صديقي وأخي...!!


زفرت اليزابيث بعمق شديد ثم اردفت بجدية


= الحياه تسير يا عزيزة، وبالتأكيد لن تتوقف حياتنا هنا بل ستسير ونكمل نحن مسيرة تلك الحياة لنرى من فرح وحزن فيها ! هذه هي طبيعه الحياه ماذا سنفعل .


هز رأسه بصمت ثم ابتسمت بحنان وهي تحتضنه من الخلف وهي تتمتم بحب 


= ثم إنك لم تمر ايام طويله حتي تنسي لتكن ذكرى من الماضي، ومن ناحيه اخرى انا ساحاول أن انسيك بشتى الطرق.. لا تقلق سأتكفل بنسيانك..


نظر لها مطولاً بامتنان ثم امسك وجهها برقة ليطبع قبلة حانية على جبينها هامسًا لها وهو يردد له بصوت أجش


= طالما انتٍ معي متاكد بان الامور ستصبح على ما يرام حبيبتي.. هناك شيء اريد ان اخبرك به؟ السيد نيشان الذي من المفترض يكون والدي بالتبني، خلال الايام متاكد بانه سوف يسحب مني وكاله الشركه حتى لا اعمل بها مره ثانيه.. يريد ان ينتقم مني بهذه الطريقه


نهضت لتتسع عينا اليزابيث بدهشة وهتفت باستنكار شاعرا بالذنب وبالحزن معآ


= هل سيفعل ذالك لانك معي.. ادم انا لا اريد ان تخسر عملك و والدك بسببي ارجوك لا تعاند معه


هز رأسه آدم علي الفور وحينها أقترب منها بتردد و أمسك يدها بحزم مزمجرًا بصوت لم يستطع إخفاء ترانيم الألم منه


= الوضع ليست مثل ما تعتقدي إليزابيث. إنه شخص أناني وحاقد ، ولم يعتبرني ابنه في يوم ، وكل ما يريده لمصلحته في المقام الأول هو في الأساس أنقذ والدتي وتزوجها لمصلحته الخاصة أيضًا ، بحيث لا تذهب العموديه إلى شخص آخر .. هناك أشياء كثيرة لا تعرفيها إليزابيث عنه.. لكن لا تلومي نفسك.. وفي غضون أسابيع سأترك الشركة قبل أن يطردني وابحث عن وظيفة أخرى ، وكان ينبغي أن أخبرك بذلك حتى تكوني في الصورة معي .. يعني إذا كنتي لا تريد البقاء معي بعد أن أغادر العمل و ترحلـ ...


ولكن اليزابيث قاطعته وهي تحتضنه... تحتضنه بقوة ثم همست بعمق من اعمق اعمق دواخلها 


= سأظل معك مهما حدث كن مطمئن من ذلك .


فتبسم هو بسعاده وراحه ولم يعلق بل عيناه تعلقت بعيناها الهاردة بمشاعر جياشة تشعره بأنه يود اختطافها من وسط ذلك العالم الكبير المليء بالاشخاص الخبيثه والقلوب القاسيه......


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين .


كانت لارا تسير بالشوارع بعد أن قد اكملت التسوق وشراء المستلزمات والان بعدها ذهبت الى المقهى وحجزت في محل الكوافير من هاتفها لتصفف شعرها وكانت تجلس تنتظر موعدها.. وأثناء جلوسها بمفردها بالمقهى كانت تفكر في ادم وشارده به، لتتذكر حديث شقيقها انطون عندما اخبرها بتحذير شديد اللهجة بان لا تتدخل وتترك هذا الموضوع له يحله.. لكنها قد اشتاقت له بشده لذا لم تستطيع الانتظار اكثر لتنهض لتذهب اليه إلي الشركه. 


وصلت لارا إلي مكتب ادم عندما اخبرت السكرتيره بانها تريد مقابلته، انتظرت عده دقائق حتى بعدها اذنت لها بالدخول.. دلفت لارا بخطوات مترددة واغلق الباب خلفها بهدوء لتتقدم منه متوتره 


= مرحبا آدم كيف احوالك .. هل عرفت بما حدث لي 


نهض آدم وتقدم ليقف أمامها مباشره ويتحدث بهدوء مراعي حالتها النفسيه


= تقصدين قصه الانتحار نعم سمعت.. لكني اراكي الان بصحه جيده ..وهذا جيد حمد الله علي سلامتك .


اخذت تتشرب بعينيها ملامحه الوسيمة التى كانت تطغى عليه الرجولة و الصرامة حتى اثناء حديثه.. وسدت غصة من الألم بحلقها و هى تقول بعصبية وحزن


= هل قد استلذتك بهجة أن تطاردك امرأه مثلي وتسعى لكسب الود منك؟ هل سعيد بانجازك العظيم وانت تراني بهذا الشكل امامك؟ اشعر بالاسف والانهيار علي حالي طول الوقت لانك دائما ترفض حبي.. لما طول الوقت تعاملني باحتقار هكذا هل سمعت ما قلته يا ادم.. انا حاولت الانتحار بسببك وانت حتى لم تكلف نفسك لتاتي وتنظر بوجهي وتطمئن علي


تنهد آدم بنفاذ صبر مغمغماً بصوت اجش خشن


= استمعي إلي جيد يا لارا، انا لم أطلب منك بان تطارديني طول الوقت بحبك، أنا حتي حزين لما وصلتٍ إليه.. أما عن أنني لم ااتي وازوركٍ في المستشفى، قاصد ذلك .. حتى تستيقظي لنفسك وتعلمي أنه بغض النظر عما تحاولي القيام به ، فإنكٍ لم تحصلي على ما تريدي بالقوة ، كما أنه لن يفيدك بشيء عندما تاذي نفسك لاجل شخص آخر غير مهتم بكٍ.. لارا انا لا أريد أن اعلقك به وأعدك بشيء لم يحدث ، لذا أرجوكٍ توقفي عن حبك لي .


نظرت لارا إلي آدم بطريقة ذات معنى قبل أن تتقدم منه وتقبله أسفل أذنه تحت نظراته المصدومة ثم  لتتحدث بصوت مرتجف ملئ بالألم


= لن أتوقف عن حبك أبدًا ، على الرغم من أن ذلك لم يعد منطقيًا .. شكرا على عدم اهتمامك الي ادم .


ثم التفتت لترحل وهي ترتجف في قهر بينما الالم التي تشعر بها بداخلها يكاد يحطم روحها الي شظايا، عقد آدم حاجبيه بضيق شديد ويأس منها ليمسح على وجهه بنفاذ صبر قائلا بصوت مخنوق


= يا الهي ماذا افعل بها هذه حتى تعود الى رشدها . 


بينما اسرعت لارا بخطوات شبة تركض الي الخارج وانفجرت باكية لتسرع بوضع يدها فوق فمها مانعة شهقة كادت تفلت من بين شفتيها... وظلت على حالتها تلك عدة لحظات قبل ان تستجمع شجاعتها و تتحرك و هى تمسح وجهها من الدموع العالقة به لكنه غرق مرة اخرى بدموعها التى لم تتوقف عن الانسياب من عينيها... لتمسح دموعها مره اخرى قبل ان تتجه الي الباب الاسانسير و تغادر الشركه...


❈-❈-❈


اخذ ادم نفسا عميقا رافع يده لتطرق الباب ما ان فتحت اليزابيث حتى قابلها آدم تخطته ودلفت واستغرب هو ذلك؟ ليدخل و أغلق الباب ملتفة لها ليلمحها جالسة وسط الصالون الصغير ضامة يديها لصدرها إبتسم بخفة على تصرفها ليقف متأمل إياها كم إشتاق لها طول اليوم.. أشتاق لملامحها كم إشتاق لقربها لصوتها لرائحتها لكل إنش منها أنهى تأمله متقدما ناحيتها ..جلس مقابلا لها، ثم أردف بصوت خشن شادا إنتباهها بعدما كانت غارقة بالتلفاز وهو كان غارق بمنظرها الذي إزداد فتنة


= ألم تشتاقي لزوجك ؟ ما بكٍ غير مهتمة بي على غير العاده 


نظرت إليه وابتسمت علي كلمه "لزوجك" و قالت ذامة شفتيها بطفولية 


= اهلا بعودتك حياتي.. اسفه لكن انا مشدوده بذلك الفيلم الممتع الان 


إبتسم الآخر على فعلتها ليتحدث مركزا نظره بشفاهها بينما يقترب جانبها مقبل وجنتيها برقة قائلا


= صغيرتي انا جائع ..الم تحضري الطعام حتى الان


ابتسمت بابتسامه واسعه له وقبل ان تتحدث تحولت ملامحها الى الغضب وهي تردف به بغيرة واضحا ساحبة قميصه لتشير على علامة احمر شفاه


= ما هذا !!! .. كيف وضع ذلك على قميصك ؟ 


كان بعالم أخر فقط هو و هي.. حتى فاق علي غضبها وهي تجذبه من قميصه، انسيته إحساسه بيديها جعلت أفكاره لا يستوعبها عقله وهو ينظر الى احمر الشفاء على قميصه ليتذكر أنها قبلت لارا الوقحة ! حمحم آدم لتغير الموضوع ليقترب وما ان كاد يقبلها حتى دفعته بحده مشيرة على القبلة التي تركتها تلك الحقيرة.. ليبتسم بخبث قائلا


=هل صغيرتي تغار.. حبي اهدئي وسوف اشرح لكٍ الوضع لاحقاً


ضمت اليزابيث يديها الى صدرها لتتحدث و تجيب عليه بوجه قاتم 


= ماذا انا.. و لما أغار ؟ هيا تكلم لما تؤجل الحديث لاحقا .. تحدث الان ما هذا !!.


تنهد آدم بضيق وقله حيلة ثم ارتجف صوته بقلق بسبب عينيها المسلطة عليه بحدة، و تردد قليلاً قبل ان يستجمع شجاعته ليستسلم ويبدا بالحديث ليحكي ما حدث بالتفصيل.. بعدها حل الصمت بارجاء المكان ونهضت على قدميها بغضب وما ان نهضت اطلقت صرخه صغيره من الغيرة فور ما سمعت كيف اقتربت منه الحقيره بجراه وتقبلة بدون حياء.. لتهتف وعيونها متسعة فور ان زمجرت هاتفه به بشراسة جعلت الدماء تجف بعروقها 


= حقيره..و حمقاء تلك الفتاه كيف تسمح لها ان تقترب منك وتفعل ذلك ، ليتها امامي الان لي اعرف كيف اتصرف معها حتى تقترب منك هكذا بكل وقحه.. يا الهي لا اصدق .


سحبها آدم ممسكاً بذراعها ليقربها اليه و جذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة رافعاً يدها الي فمه يقبلها بحنان و هو يهمس لها بصوت مخنوق لاهث


= حياتي، اهدئي اليزابيث يا حبيبتي ،معك كل الحق تغضبي مني ، لكنني تفاجئت بفعلتها حقا


لتقول بانفعال و هي تشعر باليأس عندما أستمرت الأفكار الغاضب برأسها و قد تملكتها الغيرة منها


= تفاجات ام انك كنت سعيد بذلك.. حتى انك لم تنتبه لتمسح دليل هذه الحقيره من علي قميصك.. ابتعد عني ايها الخائن


أبعدها قليلا بهدوء وهو يلاحظ غضبها و غيرتها الواضحة لتتأكد شكوكه بها، لكنه همس بصوت منخفض بتحذير


=إليزابيث ، قلت لكٍ الحقيقة وأنا لا أكذب ، وانتٍ تعلمي ذلك جيدًا.. حسنًا ، أما بالنسبة لآثار الاحمرار التي لم أزلها بعد ، فهذا دليل كافٍ على أنني لم أكن مهتمًا بها، ولم افعل شيء حتى ازيل آثارها بعد ذلك لاخفيها.. 


صمتت اليزابيث بارتباك وتراجعت من ردة فعلها تلك الزائده وانها تهورت بالحديث كثيرا لذا فضلت الصمت.. تنهد آدم حيث شدد من احتضانه لها دافناً وجهه بعنقها و هو يعلم أنها تفعل ذلك من الغيره وهو تفهم ذلك تماماً لانه قد وضع في نفس الموقف قبل ايام عندما اعترف زين بحبه لها امامه


= حياتي لا تتركي واحده مثلها تعكر صفوك .. حسنا.. انتٍ تثقي فيه صحيح 


ضمت اليزابيث شفتها بعبس هامسة بصوت حاد بينما كامل جسدها ينتفض غضباً من الافكار التى تعصف بداخلها


= نعم اثق، واعرف انك لم تكذب علي ايضا .. لكني اشعر بالغضب الشديد كلما تخيلت هذه الحقيره كيف اقتربت منك وقبلتك 


ابتسم آدم بخفه عليها، ثم رفعها برفق بين ذراعيه حاملاً اياها نحو غرفة المطبخ لكنها انتفضت باستغراب متسائلة وهو بمنتصف الطريق الي الغرفة هامسة


= ادم.. الى اين تاخذني..


أجابها مبتسماً يغمز بطرف عينيه المسلطة بشغف على وجهها الخلاب خاصة وجنتيها الممتلئتين و المحتقنتين بالحمرة 


= إلى المطبخ ، من الواضح أنك لم تطعمني اليوم عقاب لي، لذا فأنا من سأعد الطعام اليوم وستجلس هنا أميرتي تراقبني.


اتسعت ابتسامتها علي حديثه رغم عنها بينما قبل آدم جبينها بحنان وهو يضعها برفق فوق المقعد وذهب يحضر الطعام وهي تطلع له بنظرات مليئه بحب والحنان.. 


❈-❈-❈


في منزل شويكار، هبطت هانا بخطوات بسيطة حيث الجميع نائم لتتقدم إلي أسفل الدرج و نظرت إلي باكر الذي كان ينتظرها هنا كعادته..و بابتسامة حانية تقدم منها وتحسس جانب وجهها بحنان وهو يخبرها هامس 


= اشتقت اليكٍ يا حياتي.. ولدي مفاجاه ساره لكٍ اليوم سنهرب من هنا ولم نعود مره ثانيه .


ذهبت ابتسامتها واتسعت عينيها بفزع وهي تقول بتردد


= ماذا اليوم؟ حبيبي ممكن تؤجله ليوم اخر ..اذا شعر بنا احد سيقتلنا صدقني


جز علي أسنانه بعنف شديد منها ليقول بنبرة رجولية حادة وهو يقول بلوم


= يا الله يا هانا ، هل ستبقى جبانًه طوال الوقت؟ في كل مرة أخطط فيها كل شيء للهروب ، تأتي وتؤجلني بسبب خوفك .. إلى متى ننتظر أكثر من ذلك؟ في النهايه سيحدث ذلك ونهرب بالتاكيد الم يكون هذا مخططنا من البدايه .


إبتلعت ريقها بارتباك وقلق وهي تهز راسها مترددة ثم اومأ باكر مؤكدًا وهو يشد على يد هانا لتتحرك وهي معه.... وما أن تحركون إن وجدوا خلفهم شويكار تنظر نحوهم بغضب شديد حتى اهتاجت اكثر وهي تصرخ 

بقوه


= حقيرين أنتم الاثنين.. أخبرتك يا هانا قبل سابق انني اشك بأنة يحدث شيء بينكم.. واذا تاكدت لم اترككم تعيشون حينها.. 


ليظهر ليام هو الآخر مبتسماً باستهزاء ويحمل بيده سلاح،!! بينما أحتضن باكر يد هانا بخوف شديد عندما شعر بيدها ترتعش بقوه من الرعب... تنفست شويكار بصوت مسموع وهي تقول ساخرة 


=و أيضا كنتم تخططون للهرب معا .. وما ادراني من ايضا هنا منكم ؟! يحبون بعضهم البعض ويخططون للهروب.. من جعلكم تفعلون ذلك ورائي اول مرة.. يجعل غيركم يفعلها مرة واثنان ..


ثم نظرت إلي ليام بوجه جامد فهمه علي الفور وهي تقول بصوت أمر شديد


= لذلك يجب ان تعاقبون وتموتوا امام الجميع حتى لا يفعلها غيركم.. لـيـام هيا نفذ . 


عقدت هانا حاجبيها بعدم فهم وقلق لتري ليام وهو يقترب منهم بخطوات بسيطة مريبة ويحمل بيده سلاحه، لتفهم بسرعه ما يريد لتقول هانا بخوف كبير وهي تتكلم بجنون وبكاء


= لاااااااااا...لاااااا تـقـتـرب ابــتــعد لـيـام


لكنه لم يرد عليها وفي لحظات رفع ليام يده بالمسدس ليطلق رصاصه باتجاه باكر لتخترق جسده ساقط بالارض..وكل ذلك حدث تحت أنظار شويكار المبتسمه بسعاده وشماته و أنظار هانا المصدومة بعدم تصديق.. بينما ساد الصمت قليلا قبل ان تركض هانا وهي تهبط لمستواه لتضع يدها على وجهه ثم حملت رأسه لتضعها بين أحضانها وهي تردد بلا توقف بصوت مبحوح 


= باكر.. باكر ارجوك هيا لا تفزعني اكثر من ذلك... هيا حبيبي انت قوي لن يحدث لك شيء ! باكر لاااا تموت وتتركني حبيبي .. باكر ارجوك استيقظ واجيب علي 


لكنه بدأ باكر يغمض عيناه رويدًا رويدًا وهو يتنفس بصوت مسموع... وبمجرد أن فقد وعيه بدأت هانا  تصرخ بقوة وتبكي بصوت مسموع وهي تحتضنه بألم شديد


=لااااااااا باااااااكر لااااااا تتركني انا احبك ساموت من دونك باااااكر لاااا .. اتوسل اليك لا تتركني لوحدي في هذه الدنيا آآآآه .


ضربته هانا على قلبة بعنف شديد لعله يستيقظ وهي تتأوه من الصدمه من وسط دموعها لتصيح هي بهستيرية وقهر 


= لما فعلتوا ذلك انتم شياطين.. اقسم بالله ليس بشر انتم ملاعين.. آه يا حبيبي اخذوك مني.. باااااااكر ... لااااااا....لاااا تتركني... باااااااكر


بدأ الجميع بالمنزل يفتح الأبواب يشاهدون ما يحدث بعيون حزينه ودموع بينما شويكار تنظر لها بجمود كبير وبرود... وفجاه في خلال لحظات اقتحم أدريان باب المنزل ليدخل هو ورجاله.. التفتت شويكار لتنظر له بأستغراب وهي تراه يصرخ بأسم رجاله ليفتحون الأبواب بقوة...ويهجمون علي رجال شويكار ويمسكوا بهم من رجال ونساء... لتصرخ شويكار بخوف وهما يمسكو بها ويسحبوها إليه وهي تصرخ بجنون.... 


وعندما رآه ليام ذلك ليسحب سلاحه بفزع ويتجه إلي أدريان حتى يقتله؟؟ لكن أدريان لكمه بقوة واطلق رصاصه الى رأسه ليسقط جثة هامدة ..


ليحاول رجال شويكار الهجوم عليه...ليرفع ليام السلاح ويقتلهم هو و رجاله لذلك وقفت شويكار تمنعهم وتصرخ بهم.... بالتوقف .


ثم اقترب أدريان منها بوجهه المتشوه بحروق كبيره وعميقة بوضوح،و التي تسببت فيها إليزابيث سابقا، فتجهمت ملامحه وهو يقترب منها متساءلاً بخشونة 


= اين إليزابيث.. انطقي قبل ان اقتلك مثل ذلك الوغد ليام ذراعك الايمن


إبتلعت ريقها باضطراب عندما وجدت الوضع أصبح صعب وقد قتل بعض رجالها والبعض الاخر محتجزين وهي اصبحت بمفردها امامه...حينها بدأت شويكار تهز رأسها نافية وهي تتوسله 


= اتوسل اليك ارحمني واوعدك سأغادر تلك البلاد وأترك الفتيات لك اذا تريد.. ولن تراني مرة اخرى اقسم لك.. ارجوك يا سيد أدريان اتركني .. لن اعود ولكن لا اريد أن أموت ..ارحمني .


شعرت هانا بالصدمة وبالشفقة علي نفسها وعلي الفتيات هنا ،فهم لهذه الدرجه بلا قيمه في الحياه و رخاص لديها... لتنظر إليهم باشمئزاز ثم مسحت دموعها بقوة وغضب ونهضت ببطء لتستغل هانا حديثهم مع بعض لتحاول الهروب هي و باكر المصاب لكنها وجدت صعوبه بالامر وهو فاقد الوعي ومع ذلك لم تستسلم...  


بينما كانت وما زالت شويكار تتوسل بضعف شديد إلي أدريان ليتركها ولا يقتلها، ثم تابـعت بخفوت ولأول مرة تتوسل شاعرا بالذعر


= صدقني سيد أدريان انا لا اكذب عليك.. اليزابيث ليس هنا ..ابحث بنفسك عنها فلم تجدها، ثم ما الذي تريده منها بعد ما فعلته معك 


فلم يتردد وهو يجيبها بوضوح قاسي خطير


= لأني ساذوقها العذاب الوان مثل ما فعلت بي.. قد رأيتيني في وضع اسوء في المره السابقه بسببها.. هذه الحقيره حولتني الى مسخ دميم.. رجل مسكين يعاني مرارة الخسارة التي جعلت رجولتي بالأرض !! لذلك لم اتركها حتى اجعلها تشعر بما شعرت به..


ليكمل أدريان وهو يهتف بصوت خالي من التعابير 


= انطقي شويكار اين ذهبت حتى لا انتقم منك انتٍ بدل منها.. اين ذهبت هذه العاهره 


أومأت برأسها وهي تنظر له بسرعة مغمغمة بشكل هيسيتري من الخوف والرعب


= اتوسل إليك لا تفعل.. اليزابيث لقد اشتريها السيد ادم .. العمده المستقبلية للجزيره وابن السيد نيشان.. ومن حينها لم اعرف عنها شيء ولم اراها .


صمت لحظه وأحمرت عينه بشراسة ثم سمعت ضحكات ذلك اللعين أدريان وفجأة بعد أن اشاره الى احد الرجال بسكب البنزين بالمكان وسار بجانب الباب قبل ان يسقط بالارض من فمه بقصد السيجاره، لتشتعل لهيب النار خلال ثواني دون رحمة بالمكان.. ليصرخ أحد الموظفين يصيح بفزع 


= حريقة.... المنزل يحترق من كل الانحاء؟؟ اهربوا بسرعه !!!


اتسعت حدقتـا شويكار بعدم تصديق برعب مع ضحكات أدريان التي ازدادت بانتشاء مريض قبل ان يرحل مع رجاله ويتركهم..


وفي الوقت ذاته بالخارج كان الجميع يركض مسرعًا ليخرج من المنزل من استطاع النجاه فقط، انما الباقيه بالنسبة لهم هذا الخروج كان حلم بعيد كل البُعد عن الواقـع....فهم بمجرد أن خرجوا وجدوا النار بالفعل اشتعلت بكل ارجاء المنزل... واصبحت الدنيا مُعتمة من كثرة الدخان الذي انطلق بكل مكان في المنزل... وبدأ الجميع بالخارج يسعل بعنف وهو يرى احدهم ساقط والاخر يترنح والاخر يبدو أنه قطع نفسه تمامًا..... لذلك لم يستطيع احد ان يدخل ويساعدهم.. وبدأ أن كل شيء ينهار أمامهم... كل شيء يفقد قيمته في ذلك المكان القذر المليء بالذنوب والمعاصي !!!! 


فكانوا في البدايه يتمنون ان يدخلون المنزل ليحصلوا على ليله بالاجبار مع الفتيات اما الان خائفين حتى ان يقتربوا منه.. بينما بالداخل ؟؟. 


بدأت شويكار اختناقها يزداد وهي تشعر بانقباض نفسها.. حاولت التماسك و الثبات وهي تنهض بصعوبة بالغة تزحف بالأرض وتحاول الهروب من هنا لهنا لتنجو ولكن اسفًا..... لم تسعفها أنفاسها او قواها الضعيفه بالاساس... وحاولت ان تفتح فمها وتصرخ لينقذها احدهم ويساعدها.. لكن الجميع كان يحاول مساعدة نفسه اولا او حتى اذا جاءته فرصه فلم يساعدها مطلقاً؟؟ .. فالجميع هنا متمنياً موتها باسرع وقت .. فهي كانت تعاملهم اسوء معامله مثل العبيد لديها.. فبدأت تلتقط أنفاسها بصعوبة قبل أن تسقط مكانها فاقدًا للوعي وربما بعد قليل للحياه بأكملها


الفصل الحادي والعشرين من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات

التنقل السريع
    close