القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وصمة عار الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية وصمة عار الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية وصمة عار الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


كأن كلما اقترب منها تتراجع هي بتلقائيه للخلف بخوف شديد ،اقترب ذلك الرجل يقف أمامها بوجهه وهو عاري الصدر ليقابل وجهها وهو ينظر لها بطريقه اقشعرت لها بدنها متسائلا بين انفاسه العالية


= ما اسمك يا جميلتي؟


نظرت اليه ولم تتحدث كانت روحها خاوية ومتعبة ،كان عقلها متعب لدرجة أنها غير قادرة على القيام باي مجهود ولا حتى التفكير بالحل...انتفضت اليزابيث فجاه بذعر وسرقها من هدوئها عندما رفع اصابعه و بدأ بتلامس شفتها الصغيرة برغبة وبدا يكلمها مبتسماً قائلا بتلاعب


= اين سرحتٍ جميلتي؟ لم تخبريني باسمك ! علي أي حال ليس مهم 


سحبها وضغط على خصرها بيـداه بقوة وهو يعيد بصلابة تخفي خلفها ثوران من التهور يكمل بصوت خشن مثخن بالرغبة


= ان لم تقع عيني عليكٍ بالاول لكانت خسارتي كبيره اليوم، ان تركت لغيري يتذوقك و يأخذ مرتك الاولى... بعدها انا متاكد انكٍ ، ستكونين اميرة هذه الدار و المفضلة هنا ...و معي كل الحق في هذا فقد كنتي بين الحشد بالاسفل اجمل مخلوقة رايتها ..


ثم عادت نظراته تتجول على وجهها وانفها وفمها  وجسدها بطريقه لم تستطع سوى ان ترتعش بسببها فاخفضت رأسها برفض الخضوع لذلك وأطلقت صرخة ألم عالية وهي تبعد يده عنها بحده


= ابتعد عني ولا تلمسني يا حقير


قهقهة عاليه مستفزة خرجت منه وهو يهمس بقذره بجانب أذنيها بصوته البشع المهمة


= كل هذا الجمال إليه وحدي اليوم.. اهدئي ستنسي الدنيا ومن فيها وانتٍ بين أحضاني ،لما الصراخ حلوتي 


جزت على أسنانها بعنف صارخة و بصوت قوي رغم خوفها الشديد الذي أصبح يتزايد داخلها اضعاف   


= الم تسمعني جيدا هل انا اتحدث مع حالي؟ ابتعد عني ولا تلمسني مره ثانيه انا اكرهك واكره هذا المكان بما فيه.. و اذا أقتربت مني مره ثانيه اقسم لك ساقتلك واقتل نفسي بعدها بدون تردد ..فقد سئمت منكم جميعاً ..أنتم وحوش بلا ضمير ولا تملكون اي ذره رحمه 


اقترب منها ببطء لتظهر ابتسامة خبيثـة مترافقـة بشظايا عبث وهو يهمس لها بصوت خشـن أرعب شيء داخلها رغمًا عنها 


= شرسه حلوتي.. اظن بأنني قد اخترت واحسنت الاختيار، لكن لا تتوقعي اني ساتركك بعد ان أشعلتي جسدي وأصبح يشتهي لمسك .


كادت تصرخ وهي مستمرة تتراجع لكن فجاه سقطت خلفها على الفراش بتعثر فصرخت اليزابيث بفزع لتحاول النهوض بسرعة... لكن كان هو الإسراع و أستغل الوضع و سحبهـا من قدمها معه بقوة ليجلس على الفراش جانبها... 


ابتلعت ريقها بتوتر ليجد عينـاها ممتلئة بالدمـوع اللؤلؤيـة... وشفتاها الصغيرة ترتعش بضعف ثم اقترب منها ببطء يريد يقبلها برقـة وما إن اقترب حاولت الهروب وهي تتحرك بعنف فوق الفراش ليتركها حتى جذبها هو له يلصقها به ثم إنقلب الوضع ليضعها على الفراش ويصبح هو فوقهـا.. فصرخت بصوت حاد متحشرج 


= أبتعد عني تبًا لك.. لااااا أريد ذلك، أبتــعـد


وفي اللحظة التالية مد يده يخلع فستانها عنها فلم يجد ازرار.. لذا ومن دون تردد كان يمزقه بعنف بحركة مباغتة لتشهق برعب وهي تتلوي بصرخات متتاليه واصبحت هي تأن بألم لتشعل رغبته بها اكثر.....


❈-❈-❈


بينما في الخارج كان بعض من بالخارج يستمعون الى صوت صرخات اليزابيث ومنهن من تجاهل وأكمل عمله ومنهن من شعر بالعطف عليها!! لكن ليس باليد حيله، في حين كانت شويكار تسير أمام الغرفه بضيق شديد وهي تستمع الى رفض اليزابيث بالدخل وترفض ان يلمسها ويقترب منها، تنهدت بغضب مكتوم عندما مره وقت وما زالت تسمع تمرد وعنادها بالداخل ترفض الاستسلام و الخضوع له... و اصواتهم كانت عالية!! 


= أتركني.. ابتعد أريد ان أنهض لا تلمسني يا وغد ساعدوني يا الهي


= اصمتي كفى قد تعبت منك .. اصمتي يا الـ***


تحركت شويكار بخطوات غيظ تقترب من مقبض الباب تريد تفتحه وتدلف تلقينها درس حتى تصمت وتفعل ما يريده منها، لكن توقفت مكانها لحظات عندما وجدت ان الصوت قد اختفى تماماً... ابتسمت شويكار بخبث عندما لم تسمع صوتها مره ثانيه و ألتفتت لتتحرك للرحيل إلي أسفل تباشر أعمالها.

  

❈-❈-❈


صوت همهمات من داخل الغرفة فقط تتعالي وكأنت هي فوق الفراش نثرح تبكي وتستغيث ولكن صوتها مكتومًا ، و يا ليتها فقدت حياتها ولم تعيش حتى هذا اليوم ، مشهد تقشعر له الأبدان تلك الشابة الصغيرة التي كانت تخاف اسرتها عليها من نسمة هواء تؤذيها حتي!  وكانوا يحموها بروحهم وقلوبهم.. هناك من ينتهك روحها ، براءتها وجسدها .. وذلك الذئب ينتهك حرمتها دون انسانيه ولا ضمير !! ظلت هكذا حتي بدأت تنزف الدماء منها تملأ السرير.. . 


في منتصف الليل.. .


في لحظات سقوط الأقنعة وظهور الوجه الحقيقي، تحصل لدي المخدوع صدمة تحول

الي كيان لا يدري ما يفعل او ما يقول !


كان الطابق الاخير هادئًا بشكل مريب ، وهي ممدده فوق الأرض شلت حركاتها حتى فتحت عينيها بصعوبة بالغة وكان يسترها غطاء السرير، لم تعد تشعر بشيء بعد كانها تعيش كابوسًا وليس واقعٌ ملموس والصدمة تفوق الحد ..في عالم آخر لا تشعر بأي من حولها ؟


كل الطرق أصبحت تؤدي إلي الجحيم ذاته؟ يقولون إن النساء هبة من الله لرجل ..لايجب أن تمس و لو حتى بكلمة.. إذا ما هذا الذي على جسدها؟ ما هذا الذي على وجهها؟ لما كل هذا الألم الذي تشعر به؟ لما أليس هي من نساء ؟ أم هي نوع آخر ليحدث بها كل ذلك ؟


لتشرد في تلك التفاصيل واللحظات التي عاشتها مع نيكولا وكيف استطاع يخدعها وزيف كل ذلك؟ أحضر لها الوظيفة التي كانت بحاجة إليها؟ اعترافات حبه الدائمه؟ عشق وغرام الذي كأن يبثه كل ليله لها؟ غيرته الشديدة عليها الذي اشعرتها بحبه.. واثبت انه رجل نبيل وشجاع وتحمل المسؤولية عنها عندما أخذ منها الهاتف ليسلمه للشرطه حتى لا تتعرض لاي اذى!! وكل ذلك بالاخير كانت مجرد خدعه واكاذيب.


اغمضت عينيها بألم ولمست بقعة الارض التي بجانبها.. كان الالم هو الذي يسيطر على جسدها لا متعة ولا اي احساس اخر .. فتحت عينيها مره ثانيه وهي مازلت ملقاة على الارض تتجرد من الثياب ولكن اثار الضرب و اغتصابها العنيف ذلك ظاهرة ..لم يكن أي اثر احد بالغرفة معها و حمدت الله على ذلك ... 

ثم نهضت تلملم ثيابها تريدها رغم تمزقها .. خرجت من الغرفه تسير على قدمها الحافيه لم تشعر بألم ولا بنظرات الجميع التي بدات تصوب نحوها بدهشة ..و لكن لم تهتم ولا تشعر بشئ سوى ان الهواء يصطدم بجسدها ليجعل الام بجسدها تستفيق .. وفجاه شعرت بشئ يسيل على شفتيها، رفعت يدها تلمس شفتيها كانت الدماء عليها لتتذكر عندما رفضت ان يلمسها بدا يصعفها و يعنفها بشده لتستسلم له... بدأت تهبط من فوق السلالم وهي محطمة. 


كانت شويكار جالسة بيدها كأس من الخمر وباليد الآخرى تسحب أنفاس من السيجار من بطيئة وتخرجها على هيئة حلقات من الدخان الأبيض .. وكانوا الفتيات علي الجانب الآخر يجتمعون حول مائده الطعام يتناولون بصمت لكن عندما شاهدوا اليزابيث توقفوا عن الطعام بدهشة لينظرون اليها بفضول.. بينما تنهدت هانا بعطف عليها وهي ترى حالتها تلك الميؤوس منها...


رفعت شويكار أنظـارها إلي اليزابيث لتتعلق عينـاها بتوقفها أمامها وحالتها الهزيله تلك، اتسعت ابتسامتها الخبيثة وهي تردف بمكر 


= أرى أنك استمتعتي بقدر ما استمتع ذلك الزبون معك، حتى قبل أن يغادر ، ترك لكٍ بقشيشًا أكثر من المال الذي أعطاه إلي ليام .. ما رأيك في العمل ، أليس كأن جيدا؟ أعتقد الآن أنك يجب أن تغيري رأيك بعد ما حدث؟ ولم يعد هناك مكان لكٍ اخر غير هنا بيننا


صمتت اليزابيث قليلاً وهي تدقق النظر بذلك الوجه القبيح الذي غرقت في بحور الجحيم بسببه ثم اردفت وهي تشدد فوق كلماتها ببطئ 


= اذا انتهيتي من هذه السخافه اؤمري رجالك أن يتركوني ارحل من هنا، قد اخذتي اخير ما لدي و لم يعد هناك شيء اخر املكه


كانت كلماتها قاسيه وموجعه حقا...عقدت حاجبيها هانا بيأس من عنادها فهي تعرف جيد انها مهما فعلت لم يخرج بيديها شئ.. 


ألقت شويكار السيجار بالأرض بعنف ثم نهضت  بسرعه و تقدمت منها بغل وحقد تمسك مقدم الفستان الذي ترتديه بقوة تجذبها لدرجة انها اصطدمت بصدرها من شدة الجذب و رأيتها تدير وجهها و تنظر لها بغضب و اردفت بحقد تزمجر


= لا ما زلتٍ تملكين الكثير وانا لم اتخلى عنك... ونصيحه مني توقفي عن احلامك من الرحيل من هنا لاني لم اتركك ترحلي .. لا افهم ما بكٍ، هل تتوقعي ببساطه هكذا سيستقبلونك عائلتك بعد ان اصبحتٍ وصمه عار بالنسبة لهم؟ انظري الى الامور بواقعيه اكثر لم يعد لكٍ مكان غير هنا بعد الان 


تركتها شويكار بحدة وهي تهمهم بصوت بارد باستفزاز 


= حتى أنني كنت أفكر في تغيير اسمك .. اسم إليزابيث ثقيل وصعب على البعض الآخر .. هممم ، ما رأيك في لوسي؟ يعجبني ، وسيصبح اسمك من الآن وصاعدًا... أهلاً بكٍ لوسي في عالمي!!. 


انسابت دموعها بألم وحسره علي ما عشاته بسبها، و بدأ يهلكها الارهاق والتعب ..مع الاصطدامات العنيفه التي تعرضت لها شعرت بألم يعتصر كل جسدها و ازداد وهي تقول بصوت مرتجف بتصميم 


= اسمي اليزابيث وسوف اظل طول حياتي... اليزابيث.. انتٍ تعتقدي انك انتصرتي علية عندما ارغمتيني على فعل ذلك.. وبالفعل قد اخذتي ما امتلكه رغم عني.. بالاجبار! حتى افقد الأمل واستسلم لكم، لكن ما زلت على نفس قولي؟ لم اخضع لكٍ مهما حدث ومهما حاولتي ...وانا لم اكن واحده من افراد هذا المنزل 


كانت تستمع و عينـاها حمراء حادة وعروقـها بارزة بجنون وكأنها ستقتلها فهي أصبحت تكرة عنادها وعدم خضوعها لها، جذبتها شويكار و قامت بدفعها للخلف حتي ارتديت هي بقوه واصطدمت بالطاوله التي خلفها و اثرها سقطت بقوه على الطاوله و اوقعت الاشياء التي فوقها... الم يكفها ما حدث؟ تقلبت على جانبها و أمسكت بظهرها الذي تهشم تتأوه بألم.. و راحت تهدر شويكار بصوت ساخره


= لم أعد أنتظر رأيك ، في البداية كنت أحاول معك بطريقة لطيفة .. لأن لدي قلب طيب! لكنك الآن أخرجتي أسوأ ما فيه ، لذا تحملي القادم.


وبنبرة غاضبة هتفت شويكار بقولها بصرامة


= هكذا ستكون الأمور مثلما أنا أريد ... لهذا عليكٍ أن تعتادي على هذا الوضع رغما عنك...و إياكي أن ترفضي لي طلب مرة أخرى.. مفهوم


لم تجيب اليزابيث عليها لكن أمرت شويكار ليام بان يصطحبها الى غرفتها الجديده وفعل ذلك كعادته دون اعتراض.. حتي بعد أن ادخلها بالقوة خرج من الغرفة بعدما أغلق الباب بقوة... ولازالت اليزابيث تحت الصدمة لم تتوقع أبدا يوما أن يحدث كل ذلك معها ويعاملها أحد مثلهن بهذه الطريقة كادت تختنق.. وجسدها كله يرتعد.  


سقطت بالأرض بضعف شديد واصبحت تبكي بهستريه فهي لم تشعر من قبل بالضعف كما شعرت اليوم، انها الان مثل طائر قد كسرت جناحه ولم يعد باستطاع الطيران مجددا 


تحاملت على نفسها لتنهض تأخذ حماما تحاول أن تغسل به أي اثر له عليها.. ذهبت نحوه المرحاض ثم اخذت حمام ساخن بعد أن خلعت الفستان المقطوع بشده مين وحشيه اغتصبها دون رحمة، شعرك بالاختناق من كثر البكاء و الالام بجسدها حتى ظلت وهي تستحم تغسل جسدها بعنف شديد وقسوه ودموعها تتساقط بضعف، جلست بالبانيو و هي تبكي بحرقة و تفرك جسدها بعنف

متعمد إلى أن ادمت يدها ...صوت بكاءها اخذ يتعالى و صارت تصيح و هي تنتحب باكية متالمة لما وصلت اليه الأمور...


بعد فتره خرجت من المرحاض بعد مده وهي ترتدي بورنس طويل، فهي لا تمتلك ملابس هنا بعد ثم استقلت على الفراش بعد ان أحكمت البرنس.. وفي نفس اللحظه انفتح الباب لتدلف تلك الفتاتين الذي يدعون جومانة و هانا ..!! 


❈-❈-❈


مدت هانا يدها لتلامس وجنة اليزابيث التي تلطخت باللون الاحمر بسبب صفعة طبعت عليها وقالت بقلق


=هل ضربك بقوة؟ اي يؤلمك ذلك


قالت اليزابيث وهي تبكي وتعصر يدها بعيد عنها 


= انا بخير .. دعيني فقط بمفرده..ما الذي تريدي مني انتٍ ايضا ،ابتعدوا عني واتركوني بحالي


ابتسمت جومانه ابتسامة صفراء لتضم لتلك البائسة ..و كانت تضع مساحيق التجميل بطريقة مقرفة ومبالغ فيها هاتفه بصوت بارد


= اهدئي يا فتاه ليس نريد منك شيء جئنا لنواسيك


أقتربت اليزابيث لتندس في فراشها وتغطي جسدها بالكامل و اقتربوا منها الفتيات بجاور فراشها وقالت وهي ترتجف خائفة لتزفر بعمق وحدة مسموعة بصلابة 


= لا اريد منكم شيئا غير حريتي


تقوس جومانة فمها باستهزاء وهي تتجرع من كأس الخمر الذي بيدها ببرود قائله بابتسامة ساخرة


= لا تزال على نفس الحديث، يا عزيزتي إذا كان هناك حل آخر يساعدنا على الخروج من هذا المستنقع القذر، فكنا ما فعلناه دون تفكير ولم ننتظر هنا دقيقة واحدة.


زفـرت اليزابيث بصوت مسمـوع، وداخلها شيء لا يستوعب حتى الان ما يحدث !! قلقها وخوفها أصبح كالأشواك ينغـزان داخلها.. رفـعت هانا أنظـارها لها لتتعلق عينـاها بحركتها وهي تعض على شفتاها الصغيرة لتمنع بكاءهـا بصعوبة، ومن دون تردد 

قالت هي بنبرة تصارع الحنان


= الافضل لكٍ ان لا تصمتي.. و أخرجي ما بداخلك حتى تشعري ببعض الراحه.. نحن لا نريد اذيتك ولا تخافي منا احنا بالأخص جمعنا هنا مرينا مثلما مر عليكٍ، و أنا أعرف جيداً هذه الألم لذلك نحن بجانبك ستواجه صعوبه في النوم لأنها الليله الاولى لكٍ هنا.. و ستظلي تفكري بما حدث.. لذلك تحدثي ولا تكتمي الألم بداخلك؟   


أسندت اليزابيث جسدها للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء 


= و ‏من أخبرك إنني لو تحدثت عما بداخلي سارتاح؟ ما بداخلي يقتلني ولو أخرجته اشعر بالالام تتزايد اضعاف ولا احد يساعدني 


تابعت وانسابت دموعها تتساقط وصوتها يخرج مقهور متغللًا ايـاها نغمات مضطربة وهي تردد بصوت مبحوح 


= لما يحدث لي كل ذلك؟ انا طول حياتي ما آذيت شخص ولا تمنيت الشر إلي أي شخص ورغم ذلك تألمت من الجميع ..أشعر كاني أبلع جمرا و ادعي أنها مكعب ثلج ..و‏اتظاهر بأن كل ما حدث لي كان عاديًا، بينما هو يؤلمني، يؤلمني جدًا.


اقتربت جومانه تعطيها كأس الخمر وهي تقول علي مضض


= خذي اشربي كاس من الخمره سوف يساعدك على الاسترخاء والنسيان قليلا


هزت اليزابيث رأسها نافية وهي مرددًة بأصرار 


= لا اريد ..وابتعدي عني أشعر بالغثيان والقرف منه


مطت جومانه شفتاها وأخبرتها ببرود وبصوت قاسي 


= كما تحبي ،لكني أراهنك ، بعد أيام قليلة ، ستحبي أن تشربي الخمر ، وستطلبي مني بنفسك ذلك .. أنا أخفي بعض الزجاجات وأحضرها إلى المسكن و أسكبها لنا جميعًا ... يساعدنا جميعًا على الاسترخاء وتحمل ما يحدث هنا لنا.


نظرت اليزابيث إلي جومانه بغضب وعينيها تقدحان نارا وهي تقول بصوت غاضب بشده


= لكن انا لم اظل هنا كثيرا بالتاكيد سوف اجد مهرب من هنا انا ليست مثلكم ولم أخضع إلي تلك السيده ابدا


ضحكت جومانه بشده عليها باستفزاز وهي تجيب من بين ضحكاتها العالية باستخفاف


= جيدا جدا استمري هكذا و أفعلي كل ما يطلع معك حتى بعد كل ما حدث مزال لديكٍ امل ان تخرجي من هنا وتعودي الى عائلتك .. لا اصدقك حقا 


نظرت إليها هانا بضيق شديد وقالت بصوت منخفض بتحذير


= جومانه اصمتي قليله الم تري حالتها توقفي عن ذلك الحديث واتركيها بحالها 


قالت جومانه بنظرة باردة تصدر من عينيها السوداوتين هاتفه بجدية


= ما بكٍ انتٍ الاخرى لا اريد منها شيء ،أنا أنصحها يجب ان تعلم انها لم تخرج من هنا مهما فعلت ، وإذا نجحت في ذلك رغم انه احتمال ضعيف سيكون بانتظارها عقاب قاسي جدا من الكونتيسه.. لذلك الافضل لكٍ لا تحاولي ..جميعنا متشابهين هنا .! مجرد إله لأجل متعة الرجال 


حينها صمت اليزابيث تشعر بنزيف روحها وكرامتها تدمر بطريقة أسوء واقسى مما تتخيل ،كانت دموعها كجريان الأمطار على نهر من الكبت والألام تهبط.. ظلت دموعها تهبط بصمت.. وبعد فترة الفتيات ذهبوا وتركوها بمفردها وبالفعل لم تعرف طريق للنوم تلك الليلة وظلت مستيقظه تفكر فما حدث.. حتي أنهارت في وصلة بكاء عنيفة تعبر عن الألم الذي تشعر به..........!


❈-❈-❈


بعد مرور ساعات...


نهضت اليزابيث بجسدها الهزيل الذي أصبح يهتز بسبب البكاء ثم تقدمت لتفتح النافذة التي بالغرفه بقت تنظر الى الخارج بتفحص لتجد رجال من الحراسه موجودين بالاسفل امام الباب.. أخفضت رأسها لتبكي أكثر بإحباط... وظلت هكذا فترة حتي شعرت بأحد خلفها.


التفتت بعينها الدامعة لتجد هانا تنظر لها بحزن عليها فهي تذكرها بنفسها عندما كانت بريئة مثلها وهم من لوثوها .. تقدمت هانا تجلس بجانبها على الاريكة و مدت يدها لتمسح على وجنتيها التي احمرت من البكاء و ضرب الجميع لها ،ابتعدت اليزابيث للخلف بضيق و ابتسمت بمرارة وهي تنظر لها بتحدي رغم ضعفها


= لم انتظر شفقه او عطف منك او من غيرك.. شكراً 


هزت راسها هانا مبتسمه بطيبة ولم تجيب عليها، لتهز اليزابيث رأسها بعدم تصديق لتلك الحياة البائسة التي أصبحت فيها لتردف بصوت منخفض


= ليس هناك اي طريقة حتى اهرب من هنا؟ ارجوكٍ ساعديني لا اريد ان اجرب هذا الشعور مره ثانيه و أتعرض للاغتصاب! لاني لم استسلم لتلك المراه ابدا


بلعت هانا الغصة التي ظهرت فجأة بقلبها وحاولت الا تبكي و تضعف مثل سابق .. وقالت بصوت مرتجف


= إذا كانت هناك طريقة للهروب من هنا .. ما كنت أمامك حتى الآن هنا؟


❈-❈-❈


في اليوم التالي صدي صوت انذار عالي بالمكان.. انتفضت اليزابيث فوق الفراش لتشهق بفزع من ذلك الصوت باستغراب و قلق لتنهض بسرعة للخارج بينما قابلت هانا بوجهها لتنظر لها مبتسمه بهدوء واتسعت حدقتاها الأخري بخوف وهي تهمس متسائلة بقلق


= ما هذا الصوت ما الذي يحدث هنا؟ 


تلعثمت هانا وهي تجيب بتوتر و بابتسامه هادئه


= لا تقلقي هذا صوت الانذار حتى يستيقظ الجميع ونبدا العمل مبكراً كعادتنا  


عقدت حاجبيها بدهشة صرخت مستنكرة


= ولم يجدوا طريقه غير ذلك حتى نفيق لما يعملون كذلك مثل الحيوانات لديهم


وقبل أن تتحدث هانا اقترب منهم ليام بخطوات بسيطة ينظر إليهم ولم يهتز له جفن وهو يخبرهم مرددًا بصوت أجش  


= لما تتوقفون هنا؟ هيا تحركوا ليس وقت الحديث الآن 


هزت هانا راسها بسرعة وتحركت خطوتين بخوف منة، بينما ظلت اليزابيث مكانها ولم تتحرك.. تأوه فجاه بعنف وهو يجذبهـا له من رأسها بعنف يقربها منه هاتفا وهو يزمجر بجنون أفقده ثباته تمامًا 


= هل أتحدث مع نفسي تحركي انتٍ أيضًا ، لديك عمل معهم اليوم .. اذهبي إلى الطابق السفلي أولاً ، وقمي بإعداد الإفطار معهم ، ثم استعدي للعمل


و لكن اليزابيث نفضت يداه عنها باشمئزاز وانفجرت الاخري صارخة فيه بجنون 


= ابتعد عني ولا تلمسني مرة أخرى .. ليس لدي عمل معك .. ولا تجذبني مرة أخرى كذلك. أنا لست حيوانك الأليف حتى تأمرني وأنا أفعل ذلك دون مناقشة .. قلت اتركني أيها الوغد.


لتتجمد عينـاه ليام بقسوة جادة وهو يصفعها علي وجهها دون مقدمات لتصرخ اليزابيث بألم ثم هتف ببرود كعادته قائلا بصوت محذراً مرددا بصلابة


= لا تحاولي تقفي امامي مره ثانيه وعندما امرك بشيء تفعلي دون نقاش هيا تحركوا، خلال دقائق اجدكم بالاسفل مع باقي الفتيات و إلا انتٍ تعلمي جيد ماذا سافعل معك


ثم رحل بوجه غاضب، لتقترب هانا بتوجس منها فهي كانت تراقب ما يحدث عن بعد بخوف، وبصوت متوتر قالت 


= اهدئي إليزابيث ، لماذا كل هذا العناد في كل مرة ، لم يخرج شيء معك صدقني وراء ذلك! الاستسلام هو الحل حتى تصفي أمورك معهم، بهذه الطريقة؟ سوف يقتلوكٍ المره القادمة.. إنهم لا يحبون الجدال


نظرت إليها اليزابيث بأرهاق زاد علي وروحها فعليا هاتفه بين دموعها وهي تصرخ بصوت شبه هيستيري 


= حسنًا ، وهذا ما أريده أن أموت حتى أرتاح من هذا العذاب ، بدلاً من أن أكون وحيدًا منكم


رفعت عيناها لها بنظرة حزينه وهي تهمس بحسرة


= لكنهم سيفعلون معك كل شيء ما عدا الموت.!  سوف يقتلوكٍ ، لكن الروح ستظل تتلوى بداخلك من الألم. سوف تموتي وأنتٍ على قيد الحياة اليزابيث 


❈-❈-❈


تجمعن الفتيات جميعاً على طاولة الطعام فلمحت اليزابيث بعض العيون التي تنظر لها بشفقه لكنها لم تهتم وتجاهلتهم ولم تنتبه لهم وكل ما كان يشغلها أن تفكر في طريقه للهرب من هنا، لكنها افاقت من شردها عندما وضعت هانا الطعام في طبقها امامها لتتناول، عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة وهي تقول باستغراب


= لما انتٍ تعاملك مع الجميع لطيف هكذا؟ 


نظرت إليها هانا مبتسمه بلطف وقالت بهدوء


= لماذا اكون سيئه جميعنا في مركب واحده.. كلنا في نفس المستنقع فلما نؤذي بعضنا البعض ؟! لذلك يجب ان نساعد بعضنا لنخفف الالام 


كانت رغم انها تعرف الاجابه لكن لا تريد تصديق الواقع المريرة.. عضت اليزابيث على شفتها السفلية فحاولت اخراج صوتها الذي خرج متوترًا مبحوحًا


= الشيء الوحيد حتي نخفف المنا ..هو أن نكون في مكان اخر ولا يستطيع احد ان يلمسني 


وقبل ان يجيب عليها أحد، سمعت صوت صرخات عالية شهقت هي بذعر لتنهض بسرعة من المقعد المكسوره و تقف في تلك الزاوية بعيد وهي تحبس أنفاسها و تراقب ما يحدث متسائلة بخوف وقلق


= ما هذا الصوت؟ 


ابتسمت جومانه بسخرية هاتفه بجمود


= لدينا ضيفة جديده هنا


كانت تصرخ بصوت مقهور عالي صائحه ببكاء مريره


= اتركوني انا لست عاهره .. ابتعدوا عني 


شهقت اليزابيث بخوف وهي تري فتاه صغيره في عمر الخامسه عشر يجذبوها بقوة بالارض و ليام يضربها بقوة لانها رفضت الخضوع والاستسلام مثلها.. بينما شويكار كانت جالسة أمامها على الكرسي تدخن بشراهة وهي تنظر إلي الفتاه ببرود ،كم اصبحت اليزابيث تكره هذه السيده بشده وتتمنى اذا جاءتها فرصه لقتل شخص ما؟ في هذه الحياه ستكون هي بالتأكد حتى تتخلص من جبارتها وقسوتها ! 


نهضت شويكار و اقتربت إلي الفتاه الصغيره و امتدت لتشد شعرها من الخلف بقوة صرخت الفتاة بوجع 


= اااااااااه .. ارجوكٍ اتركيني انتٍ تؤلمني .. يا الهي احد يساعدني


ولم يتجرا احد ويتحرك لينقذها كعادتهم يقفون يشاهدون ما يحدث بصمت مريب والخوف يسيطر عليهم.. صفعتها شويكار بيدها الاخرى على وجهها بقوة و قالت وهي تصيح بحده


= العاهرات هكذا يعاملن.. لم يتجرا احد هنا يرفض لي طلب سمعتي يا فتاه، تحركي من امامي واجهزي للعمل والا سافعل معك شيء ستندمي بعدها طول حياتك على انك لم تستمعي الي 


هزت راسها الفتاه بيأس وقله حيله بينما تحركت شويكار لترحل وهي تنفث دخان سيجارتها وكان خلفها ليام.. بقيت اليزابيث تنظر لهم وهي تشعر بالحزن عليها وعلي حالها.. جميعا يتعاملون بذل واهانه وإذا حاول احد التمرد يتلقى درس لم ينسى.


يقولون دائما ان غدا اجمل ..ويوم يتلو يوم و كل شئ يصبح اسوأ من قبل والي متي ستظل هنا؟ ظلت الفتاه بالأرض تبكي بحرقه حتي اقتربت اليزابيث منها قائلة بصوت منخفض 


= هل تتألمين لأنه ضربك ؟.


التفتت لها وهمست بشفتين زرقاوتين متشققتين ودمعه يتيمه خرجت من عينيها التي تحترق وهمست  ببطئ ميت


= لا بأس ،اصبحت معتاده على لذلك دائما 

في حياتي فقد ارسلني والدي الى هنا بعد أن قبض ثمني ..انا لا اريد ان اظل هنا لا يريد ان يلمسني احد رغما عني


نظرت اليزابيث لها بذهول لا تصدق هذا الظلم التي بقت معتاده تشاهده حولها من جبروت الناس هل هذا أبي حقيقي حتى يرسل ابنته الى مكان مثل ذلك ويبيعها مقابل نقود.. أقتربت منها جومانه لتقول بخبث هاتفه 


= ولم انتٍ خائفة من ان يلمسك احد ..غبية لايوجد احد ليحاسبك .. افعلي ما يحلو لكٍ فليس لديك عائله تحاسبك ويقتلوك إذا فعلتي اشياء كهذه، حتى والدك بنفسه هو من ارسل لك الى هنا.. امرحى بهذه الحياة يا فتاه افضل لكٍ


هتفت هانا بغضب تجز على أسنانها وهي تهتف ناهرا


= اجل لم يكن لدينا احد يحاسبنا ولكن رغم حياتنا المذلة التي نعيشها الا اننا نقرف من ان نكون لحما رخيصا يتناوله اي شخص يريده ...ومع الأسف ليس قادرين على فعل شيء؟ غير أنني ننتظر معجزه تحدث ونتخلص من هذا العذاب


لويت جومانه شفتها بملل وتحركت لتسير و نهضت  خلفها هانا بضيق وغضب.. لتتقدم اليزابيث تساعد الفتاه لتنهض وتجلس على الاريكة بجانب النافذة وكانت الفتاه الصغيره ما زالت تبكي ..وابتسمت هي بمرارة فأشفقت عليها لتقول بنبرة غير مصدقه


= في يوم ما ستترك اوجعانا صدرونا ليسكنها الفرح .


همست الفتاه الصغيره بحروف مشتتة كحالتها المثيرة للشفقة


= يجب ان اهرب ! لا اريد ان افقد شرفي وأصبح مثل تلك الفتيات هنا


هَمستُ اليزابيث بصوت خافت لا يكاد يسمع 


ـ وانا معك !


رفعت نظراتها لها بلهفة وهي ترد عليها بخفوت متسائلة ببراءة


= هل سيتركنا الوجع حقا !. هل سنرحل من هنا لا اريد ان اصبح عاهرة واتلوث برغبة الرجال


قبضت اليزابيث على يدها المرتعشة بقوه وفي داخلها تصميم وإرادة على ان تخرج من هذا المستنقع ، وعزمت بأنها سوف تنقذ تلك الفتاه معها، لتهمس بصوت فيه القوة والعزم 


= اجل سوف اساعدك لنهرب سوا .. أنا لم أجد احد يساعدني عندما كنت بحاجه شديده الي المساعده لذلك سوف اساعدك حتى لا يحدث معك مثل ما حدث معي.. لكن هذا سر بيننا لا تخبري احد ..  


❈-❈-❈


في مكان يبعد بآلاف الأميال، بداخل مركز الشرطة كان أركون يجلس فوق المقعد متهالك وجسدة متراخي للخلف المقعد بوهن، بينما يجلسون على الجانب الاخر زوجته لينا و ابنته سافانا ينظرون بتوتر وقلق إلي أركون! لطالما كان هو الجبل الصامد الراسخ رغم كل ما يحتويه بداخله من براكين مشتعلة تحرق حشاه ! لكن الوضع الان اصبح مختلف عليه، ليسمع صوت الضابط يهتف بخشونة


= اطمئن سيد اركون سنفعل كل ما بواسعنا حتي نعرف مكان ابنه اخيك اليزابيث.. 


خرج صوته بما يشبه الهذيان بصوت يفيض ألم فرفع نظراته قائلا 


= اطمئن ، هل أنت متأكد؟ لقد سمعت هذا الحديث منك أكثر من مرة ، والوضع كما هو ليس بجديد .. وابنتي متغيبة عن المنزل منذ أكثر من أربعة أيام ، ولا أعلم عنها شيئًا .. لم أعد أعرف هل يجب أن أكون سعيدا .. أن اسمها ليس على قائمة المستشفيات .. أم أحزن لأنها لا تزال مخفية ولم أعرف عنها شيئا حتى الآن.


اكمل مبتلعا غصته التي ترفض الخروج وحرقه بنيران الخوف على مصير ابن اخي! الوصيه التي لم يستطيع حمايتها و فشل في تلك المهمة بجداره.. تنهد وهو يغمض عينيه كاتم دموع قهر رجال تريد أن تفيض فيبتلعها لتنسكب داخل روحه كشلالات من نار سائلة لم يعد له القدرة على التحمل لكنه مجبور 


= هل أفرح أن خبر موتها لم يتأكد لنا بعد .. أم أحزن أني لن أرتاح أبدا، ما مصيرها؟ اين هي الآن أخبرني أرجوك 


زفر الضابط وهو يربت على كتفه بمواساة رجولية وقال 


=  اهداء سيد أركون أنت رجل صبور .. صدقني نحن نبحث عنها طوال الوقت والشيء الصعب علينا أنها لم يكن لديها أصدقاء وكانت تعيش في مدينة أخرى في البداية .. ولكن ، لا تقلق ، سنجدها بالتأكيد قريبًا


نظرت لينا إلي أركون بقله حيله لا تعرف أين ذهبت تلك الفتاه و اختفت فجاه دون مقدمات هكذا، فهما منذ ذلك اليوم التي تأخرت فيه خارج المنزل ولم تعود اعتقدت في البدايه انها تاخرت مثل المره السابقه كعادتها وسوف تعود حتما فهي ليس لها مكان اخر... لكن تفاجئ الجميع بانها حتى الان لم تعود الى المنزل ولا يعرفون الى اين ذهبت... وها هما لا يزال منتظرين أن تظهر يوماً و تخبرهم أين كانت كل هذه الفترة.. 


بينما لم يختلف الحال عن سافانا وهي تنظر إلي والدها نظرات مرهقة حتى هاجمها الضياع وتتشت نظراتها لا تعرف إلي إين هي الآن ولماذا حتي اليوم لم تظهر.. لكنها تشعر بالتاكيد أنه حدث شيء سيء لها؟ فمرت ايام طويله والبحث مستمر وحتى الان لم يجدوها.. لتتذكر عملها فمن الممكن قد حصل لها شئ بسبب العمل.. فوالدها حتي الان لم يعرف ذلك الموضوع وربما تساعد تلك المعلومه الشرطه في رحلة البحث عنها..! لكن هي لم تسالها عن مكان عملها؟ لذلك فضلت الصمت في البدايه لأجل حزن والدها! لكن الان يجب ان تتحدث و تخبر الجميع بذلك السر!. 


نهضت سافانا بخطوات مرتعشة لتقف أمام والدها وضابط الشرطه و قالت بصوت مخنوق


= ابي اريد ان أخبرك بشئ هام بخصوص اليزابيث!. 


❈-❈-❈


في جزيره كريستيانيا الحرة.. بداخل قلعه النساء الخاصة بـ شويكار.


في الاعلي نظرت اليزابيث على جميع الموجودين بالاسفل كانوا مشغولين جميعهم في ترتيب الاعمال منهم من يحمل الاطباق الى المطبخ ومن يغسل الاواني وبعض الفتيات في الغرفه تجهز حالها قبل وصول الرجال! و ليام و شويكار لم يكونوا موجودين! وباقي الحرس كانوا يقومون بترتيب المكان بالخارج.. اخذت اليزابيث نفس عميق بتوتر لتفكر ان هذه فرصتها في الهروب الآن؟  


أغلقت الباب وهي تدلف إلي الفتاه الصغيره التي كانت تقف بخوف شديد ظاهر على وجهها.. هتفت اليزابيث بوضوح وهي تتمتم بصوت متوترة


= سنهرب الان الجميع مشغولين بالخارج هيا بسرعه؟ 


اومأت موافقة بسرعة و ما إن فتحت اليزابيث الباب خرجت خلفها ببطء شديد وهي تمسك بيدها ترتعش بخوف وقلق ولم يختلف الأمر عن الأخري بالتأكد! وقد ساعدهم الحظ ولم يكن موجودا احد بالفعل ليراهم وهم يخرجون من المنزل...! 


غادروا المنزل معًا ليركضون بسرعه بلهفه شديدة و الاثنين لا يصدقون انهم بالفعل سيهربون من ذلك الجحيم للأبد! لكن وعلى بُعد مسافة كان شخصان يراقبانهم من بعيد... فأخرج احدهم الهاتف ليتصل بشخص ما فأتاه صوت شويكار بهدوء بعد قليل ليقول بخشونة


= هناك فتياتين يحاولن الهروب؟


فهم لم يكونون يعلمون ان هناك اشخاص يراقبون المنزل أيضا من الخارج عن بعد..! و فجأة ظهرت سيارة ما تقترب منهن... أصابهم الاثنين الفزع عندما استمعوا إلي صوت السياره خلفهم..و بدأوا يركضون بسرعة حتى سقطت اليزابيث فجاه بالأرض وتعثرت قدمها وهي تلهث ،و كادت أن تتوقف الفتاه عن الركض لتساعدها لكنها صاحت تنطق بأنفاس منقطعة 


= اهربي انتٍ لا تنتظريني.. اهربي بسرعه قبل ان يلحقوا بكٍ  


هزت راسها لها بسرعة و استمرت بالركض بخطوات مذعورة بينما لحقت السيارة بها بسرعة و أكملت سير... من الفتاه الصغيره بسرعة رهيبة ليصرخ كلاً من اليزابيث الملقاة بالارض و الفتاه برعب ولكن تلك السيارة لم تتوقف ولن تكن تستوعب تلك الصرخة المذبوحة فاصطدمت به الفتاه دون مقدمات دون انتباه من السائق....!!!!!!!!!


كان منظر تلك الفتاه وهي ملقاة بالأرض غارقة بدمائها أشعل جانب مؤذي للقلب.... مؤذي بدرجة كبيرة حتى أن اليزابيث شعرت أن تلك الاصطدام أشتعل بقلبها هي...!!! دقائق عديدة وكانت وهي تنظر إلي الجثمان بعدم استيعاب !!... صحيح هي كانت لا تعرف الفتاه الا قبل فترة بسيطه لكنها لم تنسى وعدها لها عندما أخبرتها بأنها ستنقذها و ستخرج من هنا بسلام! لكن لم تكن تعرف انها ارسلتها الى الموت بيدها؟!.  


خلال لحظات كانت اليزابيث تهز رأسها وسط صراخها و انهيارهـا الهيستيري... وهي تبكي بعنف صارخة عليها وحينها اقتربت شويكار لتسحبها من ذراعها بقوة قائله بصوت حاد بعض الشيء 


= لا افهم ماذا يطلع معك وراء ما تفعلي غير الاذي.. رايتي بنفسك الفتاه راحت ضحيتك


كلمات ذلك اللعينة كانت كالتعويذة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب، فنظرت إليها اليزابيث بكرة شديد و صاحت بعصبية شديدة بين دموعها 


= اذا اقتليني انا الاخرى.. هيا اؤمري رجالك لا يتركوني حية.. أنا لا أريد العيش معكٍ ولا اريد تلك الحياة.. الم اهرب انا ايضا ولا استحق العيش..هيا اقتليني ماذا تنتظري 


وما إن قالت ذلك كانت تقترب منها مرة اخرى ولكن بخطوات تملأها الشراسة التي أشعرتها أنها على وشك الانقضاض عليها وفجأة إرتعشت اليزابيث حرفيًا عندما شعرت بها تخفض راسها بجانب أذنها و بوجهها تنفخ  أنفاسها الخشنة و بدأت تتحدث بعنف شيءً فشيء من ذلك القرب المُهلك


= استطيع ان اجعلك تسكنين الجنة نفسها يا فتاه ولكنك يجب ان تطيعي اوامري ،الخيار يعود لكٍ ،حورية في الجنة ام حشرة في قفص؟ وفي النهايه انتٍ تعلمي جيد أنني سافعل ما أريد. 


عضت اليزابيث على شفتاها بضعف واضح.. ومرت دقيقة تقريبًا وهي متجمدة مكانها.. جبل من جليد يعيق سير دقاتها الممسوسة باهتزاز روحها من الأساس و الدموع متحجرة في عيناها وهي تطلع إلي تلك الجثة بحزن شديد، ما فعلت هذه الطفله حتى تستحق ذلك .. فأصبح ما يحدث لها يُهلك حواسهـا ويجبرها على الخضوع وهذا اخر شيء تريده مطلقاً! لكن بعد كل ما حدث، هل ستظل علي هذا العناد ام الخضوع....؟؟. 

الفصل السابع


#روايه #وصمة_عار 


⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد 

____


بعد مرور سبعة أشهر.. في الوقت الحالي. 


قد مرت شهور طويله لم نقول ان اليزابيث فقدت الامل واستسلمت لمصيرها في ذلك المنزل! لكن لم ايضا تزال تتمرد وتعاند مثل سابق فقد ياست من المحاربة بمفردها بدون فوز في تلك الحياة، فدائما كلما حاولت عدم الخضوع والهروب من هنا، تظل في النهايه النتيجه واحده.. وهي الخاسره !!؟. 


في جزيره كريستيانيا الحرة.. بداخل المنزل الخاصة بـ شويكار..


= لقد فاز رقم 6 ..مبارك لك الجميلة لوسي! 


لوسي، هذا أصبح لقبها فى ذلك العمل القذر ،و شويكار من أطلقت عليها هذا الأسم ليكون مناسب مع العمل.


أفاقت اليزابيث من شرودها وذكرياتها المتالمة على صوت غلق باب الغرفه و دلف شخص ما، لتعرف هي ان قد وقع الاختيار عليها ليقضي ذلك الرجل ليلة معها كانت ترتعـش وهي جالسة أرضا.. وكان تنفسها مسموع يثقل شيءً فشيء وهي تراه يخلع قميصة ببطء مُدمر لأعصاب تالفة من الاساس.... بدأ ذلك الراجل يفتح ازرار قميصه وهو يحدق بزرقاء عيناها التي احتضنه فتيل من الذعـر و اليأس.. رغم أنها لم تكون المره الاولى بالتاكيد ولا الاخيره. 


ظلت تتراجع بالخلف بتوتر عندما رمقها بنظرة مستذئبة كانة خلال لحظات سينقض على فارستة دون رحمة.. وظل يقترب منها ببطء حتى اصبح امامها مباشرةً عيناه تشـع رغبة واضحًا حتى للأعمى، ثم رفع يده يسير بإصبعه على طول ذراعها العارية وهو يُزيل طرف قميصها القصير رويدًا رويدًا هامسًا بنبرة أجشة 


= لما كل هذا الخوف والذعر يا جميلتي.. لا تخافي ساعاملك برفق وحنيه.. لا تعرفي كيف جمعت هذا المال لقضاء هذه الليله معك..لكن جمالك مثيرة للتضحيه حلوتي


لم تجيب اليزابيث بل أغمضت عينيها بشدة وهو سحبها من ذراعها دون أي كلمة و اتجه بها نحو الفراش وبدأ قلبها يرتعد بين ضلوعها لتشعر بالاشتمزاز و النفور فهي حرفياً يتم كل ليله اجبارها علي هذه الحياه... ولكن ما باليد حيلة !!


نظرت لعيناه متوسلة وخرج صوتها مبحوحًا وهي ترجوه 


= ارجوك اتركني.. ارجوك انا أرغم علي ذلك.. ولا أريد


كعادتها تخبر اي شخص يدلف لتلك الغرفه ليسلب روحها لعلها تجد اي ذره تعاطف منهن تجاهها؟. لكن دائما يصيبها خيبه الامل.. لم يهتم هو لها ولا انتظر لنطق بالمزيد بل كان يكتم اعتراضها بشفتيه القاسية بشفتيها التي كانت ترتعش و هي تتلوى بين يداه محاولة الفرار ولكن على العكس ظل يقترب منها ويقترب منها اكثر، متجاهلاً تلويها بين ذراعيه ليسقطها على الفراش بعنف وهو يكمل ما بدأ.......


❈-❈-❈ 


بصباح اليوم التالي كانت هانا بالمطبخ ، كانت تقف أمام الموقد وتطهي طعام الإفطار عليه ، وعلى ثغرها ترتسم ابتسامة مليئة بالشرود وهي تتذكر الايام السابقه عندما أصابت بوعك صحيه شديده ولم يساعدها غير "باكر" ذلك الشابه الذي جاء مؤخرا يعمل هنا معهم جرسون لتقديم الطلبات بالخارج للزبائن.. لكن نظراته لها و ابتساماته الغير مبرره عندما يراها أمامه! لم تعرف لما حرك شيئا ما بداخلها، فهي لي اول مره تشعر هذه الاحاسيس تجاه رجل وسط هذا المستنقع الذي تعيش فيه.. و أوقات تستمع لغزله المحبب لقلبها ،و مشاكساته ولمعان عينيه بوميض لوعة تخصها وحدها ، تنهدت بضيق شديد من نفسها فيجب ان لا تثق في احد خصوصا فتاه مثلها تعمل بهذا العمل.. وتحركت للخارج لتحمل بيدها الاطباق لتملح باكر يجلس على المائدة الكبيره يتناول الطعام مع الجميع.. 


نظر باكر وهو يجلس أمامه فرآها مقبلة عليهم بطلتها البسيطة ، وللعجب لم تكن بالنسبة لباكر بسيطة بل غاية في الجمال ، فهذا الفستان السماوي التي ترتديه جعلاها أنثى بعينيه! ، وضعت هانا بتوتر الصحون على المائدة وعيناها لا تجروء على النظر لمن حولها ، كادت تذهب لكن أوقفها صوت باكر الذي قال بسرعه


= صباح الخير هانا الم تتناولي الطعام معنا؟ 


إبتلعت هانا ريقها بصعوبة وهي تجيب بتوتر


= شكرا بالهناء انتم، لدي عمل في الاعلى بالاذن


لترحل بعدها هارب الى الاعلى بينما هو ناظرا إليها وعقله توقف عندما سمع صوتها الرقيق ذات البحة الخجولة ، لينظر حوله بتراقب ثم نهض بحذر خلفها دون أن يراه أحد.. 


صعدت هانا بتجاه غرفتها وهي شارده ثم توقفت لحظه مترددة لتغير رأيها وتذهب الي غرفه اليزابيث تتحدث معها قليلا قبل العمل.. لتلتفت سريعا دون انتباه لمن يقف خلفها لتتعثر قدمها بذعر و حاوطها باكر قبل أن تسقط إلي أحضانه بسرعه.. ليقع نظرها عليه و توقفت الحروف بفاها واتسعت مقلتيها بصدمة ، أحقًا أصبحت بين ذراعيه! ، ضم باكر شفتيه للداخل ورفع حاجبيه يهز رأسه بتأكيد وكأنه قرأ سؤالها، وكأنها كانت منتظرة تأكيده فرفعت كفها تضعها على صدره حتى يبتعد وهي تهتف بخجل 


- يا إلهي ، لم أكن أعلم أنك خلفي اعتذر 


ابتعدت بالفعل عنه فنظرت هي للأسفل بخجل فابتسم هو بإحراج يقول بأسف 


= أنا الذي يجب ان يعتذر هانا لان ظهرت امامك دون مقدمات ، ولكن كنت بحاجه الى ان الحقكٍ.. اقصد انا أريد أن اتحدث معك بمفردنا في موضوع هام.. 


نظرت له هانا بعينان لامعة من الخجل وقالت بخفوت 


= حصل خير سيد باكر ، لم يحدث شيء خطير ليحتاج للحديث علي إنفراد ..بالاذن 


تحولت بسمته المحرجة إلى بسمة جانبية سارحة بتلك النبرة الرقية ، تنهد بعمق يسترد حديثه بصوت أجش 


= لقد أسأتي فهمي هانا، انا اريد اتحدث معك على انفراد في موضوع اخر .. اذا سمحتي تعالي معي فوق السطوح بالاعلي قبل أن يلمحنا احد هنا


عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب متسائلة باستفسار


= ولماذا لا تريد ان يرانا احد مع بعض.. ما الذي تريد ان تتحدث معي فيه؟ 


وما أن أنهت حديثها حتى طالعها بنظرة أخيرة ثم اخذها من يدها و ذهب إلي السطوح وهي مازالت في حاله دهشه وعدم فهم لكنها تحركت معه دون حديث.. بينما باكر مازال يجذبها وبسمته مازالت على شفتيه ، وذلك الوميض مازال يتراقص بعينيه!.. 


❈-❈-❈


في منتصف الليل.. 


نهضت اليزابيث من فراشها ببطء تنظر لاركان الغرفة المتهالكة والقشور المتساقطة فكم يبدو المكان من حولها مليء بالحزن والبرودة ليست بردوة الطقس ولكنها بروده المشاعر فتبدو جرّة الماء حزينة بائسة في الزاوية القريبة من البيت وقد جفّ ماؤها، ونمت على اطرافها طحالب الوقت فلم تعد صالحةً للشرب، أما حوض الزهور بالخارج فقد جفّ الخضار فيه.. فتصدعت جدران المنزل محتجةً على قلة الحب والوفاء، ونمت بين الشقوق إحساس بالخوف واللامبالاة بما يحدث من حولها لواقع مرير ملوث من؟ انعدم الرحمة و الضمير.


لتسير ببطئ بعد أن نهضت من على فراشها.. و فتحت النافذة الكبيرة العارية من الستائر ليطل عليها المضاءة بضوء القمر خافت للغاية واخذت شهيقا لتزفر اهات.. أغمضت عينيها بهدوء تنعم بالهواء الطلق الذي يسير علي بشرتها بنعومة! لتتذكر اول مرة انتهكت براءتها وانتقلت لعالم مختلف .. تلك الليلة التي لمسها فيها رجل رغم عنها .. كنت قد بلغت من العمر الثانيه والعشرون للتو، الى ان تمكنوا عاديمين الرحمه من اقتطاف زهرتها الغالية لتصبح بعد ذلك مجردة من الهوية .. العائلة .. الدين .. المنزل .. الحب .. والشرف! 


و وصمة عار لم تزول من حياتها مهما فعلت؟ 


اخبرتها ذات ليلة شويكار بكل جمود انه شئ في غريزتهم.. وكل شئ بينهما هنا بداخل ذلك المنزل مختلف و مباح .. و ستراه يومياً امام أعينها حتى اصبح واقع مريرة.. لذلك يجب عليها التقبل.. أحياناً بل دائما تفقد الامل في الخروج من هنا؟ والعوده الى موطنها الأصلي.

وأنها ستبقي غير مرئيه كقطعة قماش باليه ليس لها قيمة ، هل هذا ما يسمي بإنعدام الثقه.. 


لتشرد في عائلتها الصغيره التي معظمهم لا يحبونها ما عدا العم أركون، تسأءلت نفسها هل ياتري ما زال يتذكرها؟ ويبحث عنها؟ ومنتظر عودتها في يوم ما؟ ام مع مرور الايام السابقة البائسه انسته!! و اذا عادت في يوم إليه، هل سيشفع لها ما حدث معها في يوم من الايام لتجدي السعادة والراحة؟ ام ستظل هكذا يحركها النصيب وترمي بها الأقدار في طريق مسدود لا تستطيع العودة منه.


تحركت تعود الي فراشها مره ثانيه.. وأغمضت عينيها بحزن مضني و عقلها يشرد في عده تساؤلات؟ إلي متي؟ فهي حقا أصبحت مثارا للسخرية.. وإلي متي ستظل معلقة بالسراب ألا من سبيل للتحرر والعيش في سلام ..


❈-❈-❈


رمشت اليزابيث بعينيها عده مرات عابسه بغضب زائف عندما سمعت صوت جومانه وهي تدلف إليها تحمل زجاجه مشروب الخمر فهمست بخفوت بمرح 


= انهضي من فراشك ايتها الفتاه الكسوله احضرت لكٍ مشروب لنتشارك سوا بي 


استقامت إليزابيث من أعلى الفراش بضيق ، وأخذت منها الكوب الفارغ لتسكب القليل جومانة من الزجاجة لها .. ابتلعت إليزابيث الكوب دفعة واحدة وأشارت إليها بصابعها مرة ثانية.. عقدت جومانة حاجبيها بدهشة وهتفت ساخره


= لقد تغيرتي كثيرا يا فتاه عن أول مرة رايتك فيها 


دخلت هانا تنظر نحوها بعدم رضي.. بينما نظرت اليزابيث إلي جومانه وتحدثت بلامبالاه قائله 


= جميعنا نتغير للاسوء 


نظرت جومانه إلي هانا مبتسمه متحدثه بسخرية


= وانتٍ هانا هل تريدين ان تجربي ولا مازالتٍ لم تتغيري انتٍ ايضا ههه


لم تجيب هانا عليها بينما عقدت اليزابيث حاجبيها بشك متسائلة باستفسار


= ما بكٍ هانا تبدين قلقة و متوترة هل حدث شيء لم اعرف


وقفت هانا لحظات مترددة وأتجهت لفراش اليزابيث وجلست بجانبها ، ثم مدت يدها تمسك كأس الخمر تبعده وهي تنظر إلي الاثنين قائلة بصوت منخفض


= فتيات اريد ان اخبركم سر.. "باكر" هذا الشاب الذي جاء مؤخرا يعمل الي هنا انه حقا إنسان نبيل لقد ساعدني في ذلك اليوم الذي اصابت بالاعياء و أخذني الى الطبيب.. حينها اخبرني انه منجذب إليه ويحبني.. وصراحه انا ايضا معجبه به و أخبرني أنه سيتزوجني وينتشلني من هذا المكان 


اتسعت اليزابيث عينا بصدمه وحدثتها وهي تقول بغضب شديد 


= ماذا هناك يا هانا ، هل صدقتي حقًا أن هذا الفتى يحبك وأنك ستقابلي نصفك الآخر هنا في ذلك المكان وتجدي شخصًا يحبك ويجعل قلبك سعيدًا ..ويتجاهل ماضيك بسهولة إذا لم يكن كذلك، استيقظي من أحلامك لأن هذا لم يحدث فلا يوجد رجل حقيقي يساعدنا .. كل ما نحتاجه الآن هو ثقتنا بأنفسنا وذاتنا ، ولا تعطي ثقتك برجل مهما فعل.


زفرت هانا بحنق فهي تتمني داخلها ان يكون صادقاً و يخرجها من هنا لتردف وهي تقول بضيق شديد 


= لما كل ذلك الغضب اليزابيث ، الحب هو شعور جميل وهبه من الرب للنفس البشرية في فطرتها، و هو اهتمام واحترام متبادل و الاهم انه شعور طبيعي و لكنه يطرا بشكل غريب على الانسان في مرحلة معينه من مراحل حياته و الرب قد زرع الحب في قلوبنا ولكن باشكال مختلفه عن بعضنا البعض


تعالت ضحكات اليزابيث بسخرية واستهزاء تزمجر وهى تمسح على شعرها بقوة 


= هههه هل سمعتي بنفسك جومانة ما تهذي بة هذه الحمقاء هههه لا اصدق هل تعلمي انك تذكرني بنفسي تماماً نفس السذاجه و البراءة الذي كنت بها عندما قابلت نيكولا واوقعني في حبة وبعدها ارسلني هنا واخذ المقابل و رحل بكل بساطة وتاركني اعاني


فضحكت جومانة بملء صوتها ثم تحدثت قائلة باستفزاز 


= نعم اسمع ..علي ما يبدوا أنها ساذجة ولا تعرف شئ يبدو أن باكر سيتسلي معها كثيرا في الأيام القادمة 


نظرت هانا إلي الاثنين بغضب مكتوم قائلة بتحدي


= ليس الجميع مثل بعض يا اليزابيث


تهجم وجه اليزابيث بمرارة و هزت رأسها بألم وهى تقول بغصه في حلقها بصوت واهن متألم 


= لا جميعهم متشابهين هانا ليس هناك رجل يستحق ثقتك ولا حبك أبدا ..فهم لا يحبوا أن يرون شئ نظيفاً دون أن يلوثوا


❈-❈-❈


في اليوم التالي، بالصباح.


كان يقف أمام مقدمة السفينة بنفس القوة المعتاد عليها وبنطاله القماشي الأسود والقميص الأبيض ،وكانت الأكمام مرفوعة على ذراعه مما يبرز عضلات يديه الظاهرة ..


أعطى بعض التعليمات للمسؤول عن القيادة و مساعديه وبعض التعليمات للعاملين المختصين بالعناية بالبضائع ثم صعد إلى أعلى نقطة في السفينة كما اعتاد أن ينظر إلى منظر البحر الهادئ أمامه ويغرق في أفكاره في العمل مع بعض الملفات التي يطلع عليها مع وجه صعب عملي


فرغم صغر سنه الذي لم يتجاوز السابع والعشرين عاما إلا أن الجميع يشهد على مهارته في التعامل مع طقم السفينة وعمله رغم تعامله السلسي والبسيط والجاد في بعض الأوقات.. رفع عينيه ونظر إلى الشمس التي كانت على وشك الغروب والتي أعطت شعره البني المائل لمعانًا ذهبيًا وأضف لونًا شبيهًا بغروب الشمس على عينيه عسليتين ممزوجتين بخطوط خضراء تزينهما


فلا أحد سوى ادم نيشان المعروف بعمده البلد القادم بعد والده "نيشان" زوج والدته المتوفيه وهو العمده الحالي لجزيره كريستيانيا الحرة.. يمتلك ادم جسم رياضي وعينين عسليتين حادتين وشعر أسود كثيف هو الإبن الوحيد إلي عائلة نيشان ماركيز و أكبر العائلات في الجزيرة. 


كان الجو حارًا جدًا اليوم ونظر إلى البحر بملامح مظلمة معتقدًا أن رحلته ستنتهي قريبًا في المحيط القادم وهو أسوأ مكان بالنسبة له ولم يكن سوى منزله الأسود كما يطلق عليه والذي يعيش فيه وحده مع خادم فقط.. بعيد عن زوج والدته برغبتة.


وصلت السفينة الى الشاطئ اخيرا.. بعد أن أخذ ادم عدة صور من الأعلي و عاد إلى الطابق السفلي مع طقم السفينة ونظر إلى الصور وقام بتكبيرها لفحصها بلا مبالاة ولكن لم يكن سوى لحظات قليلة وظل على السلم الخشبي ورفع حاجبيه وقلب بالصور مره ثانيه التي التقطتها إلى تلك الصورة بالتحديد وقام بتكبيرها لفحصها بدقة لتظهر صورة لفتاة جميلة بملامح رائعة وجذابة لم يكن يعرفها جيدًا أو لا يعرفها على الإطلاق..المهم أنها تحمل ملامح أجمل وأروع وجه راه.


فقد وجد صورتها تلك بين الصور التي كان يلتقطها بينهما وهي تقف على الشاطئ بفستان أبيض و شعرها الطويل يتطاير من الهواء الطلق يعطي شكل رائع جدا لكن عينيها حينها كانت تحمل حزن كبير لا يعرف مصدره.. وبسرعة ارتفعت حواجبه فجأة في اللحظة التالية اتسعت عيناه يهمس بصدمة وأطرافه مشلولة للحظة


_يا إلهي ما هذه.. حورية البحر


تحرك بخطوات سريعة ونظر حينها علي الفور علي الشاطئ امامه يبحث عنها بين حشد الناس؟ او بالتحديد ينظر الى نفس المنطقه التي كانت تجلس فيها عندما التقط الصوره لها بالصدفه.. لكن لم يجدها ومن الواضح انها قد رحلت! 


❈-❈-❈


جزيره كريستيانيا الحرة! وهي جزيره لا يعرف الجميع عنها وشبه غير موجود على الخريطه لذلك السكان هنا يعيشون دون شرطه أو حماية و البعض يفعل ما يحلو له دون خوف بأن يحاسب.. 


كانت اليزابيث تسير عبر طريق جانبي نحو الشاطئ .. وخلفها بعض حراس الكونتيسه شويكار كما اعتادت فعندما تخضع لها بشئ توافق على خروجها مع بعض الحراس للخارج قليلا وتعود مجدداً للمنزل.. ولم تجد مكان وسط هذه المدينه التي اصبحت تكرهها منذ اول ليله جاءت فيها الى هنا؟ غير الشاطئ لتهرب إليه كلما أحست بالانزعاج .. وقفت فوق الرمال الرطبة بفستانها الأبيض، تنظر إلى البحر الهائج بسبب الهواء العاصف، ضمت ذراعها حول نفسها لتشعر بالدفء و اغمضت عينيها لتأخذ قسطاً من الراحه وهي تتنفس الصعداء بقوة و عمق من برودة الجو وشعرها كان يتطاير بالهواء ..وهي تحاول توقف علقها عن التفكير بما عليها فعله وأصبحت فيه.. فهي أصبحت هنا شهور طويله تتعايش مع ذلك الوضع في هذا العذاب كلما اشرقت شمس جديده و قد أتمت لحظه جديد تسجل في ذكرتها البائسة ..


اعترفت انها ضعيفه في هذا العالم بمفردها لكن لم تعتادت علي هذا العمل مطلقاً ولا تريد أن تصبح عاهرة لرغبات الرجال .. ومثل الإله يحركونها كم يشاءوا حتي انها.. أجبرت نفسها على عدم التفكير في العم أركون ، وإذا أتيحت لها الفرصة للهروب ، لم تلجأ إليه. ويكفي أن يتحمل معها العبء الصعب .. ويشعر بخيبة أمل فيها وأنها لم تستطيع حماية نفسها .. كما أجبرت نفسها على عدم التفكير في والدها ووالدتها ونسيان حياتها السابقة .. و تعيش ، فما هي الآن ؟؟.


ظهرت ابتسامة مريرة على شفتيها وهي تتذكر حياتها من قبل. كانت تلك الفتاة المدللة جميع مطالبها متاحه دون جهد أو رفض من والدها الراعي ،قبل وفاتة ، ومن بعد ذلك بدأت تتغير حياتها؟ في البداية ذهبت إلى منزل العم أركون عمها .. كان بيتًا صغيرًا وفقيرًا على عكس ما كانت تعيش في السابق ، ثم بحثت عن وظيفة مناسبة لها لتخفيف العبء علي عمها .. وأخيرا وقعت في الحب وبسبب ذلك وصلت إلى هنا؟


قد رات الكثير في حياتها وشاهدت اكثر مما تتوقع وعاشت حياه لم تكن تتخيلها يوما.. ان تصبح فتاه ليله؟؟ الشمس كانت تسير نحو مخدعها ببطء و أجفلت عندما سمعت صوتا رجوليا يقول بهدوء ولم يكن غيره أحد رجال شويكار هاتفا


= الجو أصبح بارد للغاية هنا.. هيا لنعود 


❈-❈-❈


بداخل المنزل الخاصة بـ شويكار..


استمع باكر لخطوات قدمها ليبتسم بخفه ثم تحرك على الدرچ فهرول باكر يختبئ خلف الدرچ ينتظرها وذهبت هانا تصعد الدرچ .. ورمت باكر بنظره واحدة عليه بضيق وهي تتذكر حديث اليزابيث و جومانه عن أنه يتلاعب بها ولا يحبها وبتاكيد يخطط الي شيء حتي تقع أسيره له.. أخفضت بصرها عنه وتحركت تاركة باكر ناظرًا لها باستغراب بينما هو واقف مكانه ولا يفهم شيء فهرول عليها باكر وأمسك عضدتها وسحبها معه خلف الدرچ ..وما أن وقفت معه حتى سحبت يدها من قبضته ووقفت بعيدة عنه قليلاً دون أن تتحدث ، عقد حاجبيه بدهشة وهتف متسائلا


= ما بكٍ هانا لماذا تجاهلتيني؟ رغم أنك تعلمي جيد انني اقف هنا انتظرك لنتحدث ككل ليله


أشاحت هانا نظرها عنه بسخط قائلة بضيق مصتنع


= تلك هي طريقتي ، من لا يعجبه لا يعرفني.. واتركني بحالي لدي عمل


وكانت ستذهب بالفعل، لكن باكر أمسكها من كفها وسحبها له بجزعها العلوي فأستقبلها صدر باكر ، حاولت دفعه لكي تبعد لكنه منعها بهمسه أمام وجهها 


= من الواضح انك منزعجة من شيئا ما؟ لذلك ساتغاضى عن اسلوبك الغليظ معي رغم أنني لم افعل لكٍ شيء.. وبالنسبه إلي طريقتك معي مع الاسف لا استطيع الإبتعاد عنك مهما فعلتي ، فأنتِ روح الفؤاد حبيبتي.. 


كلماته جعلتها تهدأ ، لكنها عبثت قليلاً هامسة بخفوت


= باكر ، أخشى ما هو آتي .. سأتحدث بصراحة ، ما زلت لا أثق بك كثيرًا ، وأنك تحبني حقًا وستساعدني على الهروب من هنا معًا ، وعندما قلت ذلك ، تحدثت إلى إليزابيث صديقتي و أخبرتني أنه بالتأكيد يخدعك بحبه حتى يحصل على ما يريده منك وبعد ذلك سيتركك .. لا اعرف من اصدق الان؟.. لكن صدقني باكر أنا أحبك ، فماذا أفعل بخوفي الزائدة!.. 


مسح باكر على صدغيها برقة تماثل همسه أمام شفتيها بتفهم


= وأنا اموت بكٍ عشقًا ، لكن هذا لا يمنع أن تتحكمي بخوفك قليلاً.. اما بالنسبه لثقتك به خذي كل الضمانات التي تحتاجيها حتى تتاكدي انني لا اريد شيء سوا حبك.. وثقي بي لم اخدعك 


أومأت رأسها وقد أحتل الحزن ملامحها مقابلاً لهمسها اليائس 


= سأحاول ، أعدك.. لكن ماذا سنفعل مع الكونتيسه شويكار انت تعرفها جيد لم تتركنا بحالنا ، وستفعل اي شيء حتى تفرقنا عن بعض 


هز باكر رأسه بضيق شديد وقال بصوت منخفض


= أعرف جيدًا كل ذلك ، لذا امنحني بعض الوقت لترتيب كل شيء حتى لا تشعر بأي شيء. اتفقت مع صديق لي ليؤمن لنا منزلاً خارج البلد حتى لا تجدنا مهما بحثت عنا .. وقبل أن نغادر هنا حتى تثقي في سنتزوج .. لكنني أنتظر الفرصة المناسبة. حسنا عزيزتي


هزت راسها له بالايجابي بابتسامة خفيفه بينما أبتسم باكر بحنان يقابل همسها بغمغمة حارة وقد أقترب من وجهها بشدة حتى تلامست شفتيهما 


- تلك هي حبيبتي.. 


وحينما أنهى كلماته أطبق على شفتيها ينهال من رحيقهما برقة ، فوضعت هانا بتوتر كف على وجنته والكف الآخر بين خصلات شعره تغوص معه في بحر عشقهم معآ ، حتي فاقت من تلك الدوامه علي صوت صراخ خلفها بحده ابتعدت هانا عن باكر بخوف شديد وهي تلتفت بقلق بالغ هاتفه بصوت مرتبك


= اليزابيث


جزت اليزابيث علي أسنانها بعنف ثم اقتربت منها تجذبها من ذراعها بحده بينما عقد باكر حاجبيه باستغراب وقبل أن يتحدث هتفت هي بغيظ شديد


= تحركي امامي.. وانت اهبط للاسفل يبحثون عنك قبل ان يلاحظ احد ما كنتم تفعلون


تطلعت اليزابيث بسخط إليه ثم ذهبت وخلفها هانا متوتره بخجل لتتجه لغرفتها دون حديث ، بينما تحرك باكر يتعجب من قلق حبيبته من اليزابيث وهو يهز رأسه بعدم فهم.


❈-❈-❈


في منزل كبير شبيه للقصر .. كانوا علي طاولة العشاء يجلسون بصمت و كانت الأعين تصف فيها جيوشها استعدادًا للهجوم، فالنظرات بين السيد نيشان و ادم ابن زوجته المتوفية لم تكن أبدًا بالعادية وقد أدرك ادم ذلك منذ اللحظة التي دلف فيها إلي المنزل و وجد لارا و شقيقها انطون هنا ايضا.. 


نيشان هو العمدة الحالي لجزيرة كريستيانيا الحرة ، وفي غضون شهور قليلة سيتخلى عن العمودي لابن آدم الوحيد ، ويضطر نيشان إلى القيام بذلك. فهذه هي قوانين المدينة حتى لا تذهب العمودي إلى غريب آخر؟ وعلى الرغم من رفض آدم لذلك ، إلا أنه لا يحب هذه الأعمال مطلقاً ، لكنه مجبر أيضًا على الموافقة وغير قادر على رفض أي طلب الي زوج والدته نيشان! 


وهذا لأجل مساعدته له والي والدته المتوفية سابقه.. كرد دين اليه، و لم يتوقف الامر على العموميه فقط؟؟ ويأمل نيشان دائما أن يتزوج آدم من لارا شقيقه أنطوان الوزير من أجل المصالح بين انطون وبين نيشان.. و يريدون الاثنين أن يتزوج آدم من فتاة يعرفونها .. حتى لا يعلم أحد بأفعالهم الخفيه والغير مشروعة !!


ضربت لارا على الطاولة الطعام بخفة وهي تقول مبتسمة برفق 


= ما بك يا آدم ، الم تأكل؟ ستظل تستمر في التحديق في الطعام هكذا كثيرًا


ابتسم نيشان لها وهو يجيب بالنيابة عن ادم الذي لم يكون راضي علي كلمة مما يقول 


= لا بل على العكس لارا اكيد شهيته مفتوحة هذه الليلة بالاخص وانتٍ بجانبه وتهتم بي على غير العادة .. اعتني فقط بي انتٍ جيدا فقد اقترب موعد زواجكم قريبا ،اليس هكذا يا آدم


ابتسمت لارا بسعادة علي حديث نيشان حول زوجها هي وآدم عشقها الأول والأخير.. لتقترب منه تمسك بيده بحب وهي تقول ببسمة واسعة 


= ادم بما انك ستقيم الليل هنا ما رايك ان نذهب لنزهه للخارج.. كنت اريد ان اتحدث معك في عده اشياء حول الزواج والترتيبات ما رأيك؟ 


شعر آدم بجسده يشتعل وهو يلعن نفسه و نيشان علي ذلك العشاء الذي جمعه بهما، فهو كان متاكد بنسبه كبيره ان وراء هذا العشاء شيء ما؟ و كان عليه الرحيل حتى يهدأ ويفكر، ثم يعود للمواجهة بثقه بأنه يرفض هذه الزيجة فهو يعتبر لارا مثل صديقه لي و ليست زوجه ابدا.. ولا يريد حتى ان يرتبط بهذه الطريقه دون موافقته.. لكن لا بأس هو في الأساس لم يكن يستطيع البقاء في منزل زوج والدته من البداية لذلك انتقل في منزل بمفرده حتى يتخلص من تحكمات زوج أمه رغم هو يعلم ذلك نيشان أن آدم لم يحب لارا ولا يعتبرها خطيبته لكن نيشان مستمر على ذلك دون اعتبار إلي رأية حتي ، وعلى ذكر ذلك الأمر تحدث آدم ببسمة دبلوماسية 


= اسف لارا لكن ليست متفرغ هذه الايام ولا الى جوله للتنزه معكٍ ولا للزواج.. لدي اعمال اهم افعالها في الوقت الحالي، لذلك ليست متفرغ لهذه الاشياء 


كان يبتسم نيشان ابتسامه هادئة أثناء وضعه للقمته الاولى في فمه، لكن كلمات ادم التي خرجت تجمد ما دون ابتلاعه لتلك اللقمة وهو يبعدها عن فمه بصدمة وكلماته ترن في أذنه.. ليكمل ادم وهو ينهض قائلا بخفوت


= شكرًا لك سيد نيشان علي العشاء.. وبالمناسبه أنا لن أقيم اليوم في المنزل و ساذهب إلى منزلي كعادتي.. اكملوا أنتم الطعام وانا سأرحل بالاذن


❈-❈-❈


فتحت اليزابيث باب غرفتها واغلقت الباب بعنف بعد ان دلفت هانا و نظرت نحوها اليزابيث و أشتعلت غيظ من تلك الغبيه التي وقعت في الحب ولا تعرف ماذا سوف تقع في بعد ذلك بسبب هذا الحب الملعون!. رغم أنها حذرتها، لتنفجر بها وتصرخ بغل وأهانة لها بسباب لازع 


= ماذا تظنين نفسك أيتها الغبية حتى تسلمي نفسك اليه هكذا بكل بساطه ،تركضي خلفه لانه اعترف بحبة لكٍ، انظري الينا هانا جيدا نحن مجرد عاهرات بالنسبة إليهن يطالبوننا بأموالهم لاجل متعتهم فقط، أستيقظي مما أنتِ فيه ، وتذكري أنكِ عاهرة ترتمي تحت اقدمهم متى أرادوا ، فلا تنسي ذاتكِ..


أنهت كلامها لتقذف حقيبتها الصغيرة بالأرض بعنف شديد منها، بينما هبطت هانا العبرات على وجنتيها بسبب كلامها الجارح وهى تقول بغصة مريرة فى حلقها 


= أنتٍ على حق ، أنا عاهرة ، والخطأ خطئي لأنني من لم توقف ذلك من البدايه ، لكن ماذا ان وجدت شخص يحبني اليس من حقي ذلك اليزابيث، لما من حق غيري وانا لا؟ باكر رجل مسالم وفقير مثلي وليس له أحد، ويحبني للغاية ، يكفي أنه يريدني بعدما علم بماضيا 


تنهدت هانا بحزن ظاهري تجيب بنبرة مؤنبة يشوبها الألم 


= انا كنت دائما وحيده في هذه الدنيا اليزابيث، اتذكر ابي عندما كنت انا في العاشرة من عمري .. اتذكر انني لم ابكي على وفاته فلم اكن اراه سوى اب سكير يعود ليلا وهو يترنح ليرمي بجسده الذي فاحت منه رائحة الخمر المقرفة فيبدأ بعزف سيمفونية الشتائم بنا كلنا حتي امي امامي، وكنا في صراعات مع الديانة الذين ضجروا من مطالبته برد الدين، فكيف سيرد وهو عاطل عن العمل ..وبعد وفاته تزوجت امي من شخص اخر وكانت اسوء سنوات هي التي قضيناها بمنزل زوج أمي كنت استيقظ صباحا ابدا بعملية التنظيف والطهي للجميع من أمه و اولاده الذي يكبروني .. وكان يضربنا دائما ولم يكتفي بذلك فقط.. بلا حاول التحرش به أيضا؟ وعندما قلت الي امي لم تصدقني او في الحقيقه كانت لا تريد ان تصدقني حتى لا تصبح بالشارع.. 


لتكمل وهى تمسح دموعها من على وجنتيها التى لا تجف فكلما مسحت عبرة نزلت غيرها بحسره عليها.


= و الى هنا لم احتمل و هربت عن ذلك المنزل .. وقضيت ليالي طويلة وأنا في اماكن نائية مخفية ... ولكن كنت ابحث عن الأمان .. عن قلب يحبني ليرعاني ليوقف سلسلة الالام التي تحدث لي .. ولكن صدمت بالواقع؟. ويوم يتلو يوم وكل شئ يصبح اسوأ .. حتى اخذتني الأيام الى ذلك المنزل بالصدفه عندما رأتني مدام شويكار بالشوارع ..ومن بعدها لم استطع الخروج من هنا.. او لم اجد مكان اخر حتى أذهب، لذلك رضخت الى مستقبلي المجهول هنا ..


كانت اليزابيث تستمع الي معاناتها و دموعها تتساقط بألم بحسره وقهر بينما اغمضت عينيها بأسىٰ واقتربت منها تحتضنها بحنان وقالت بصوت ضعيف


= أنا أسفه على الكلام الذي قلته لكٍ قبل قليل.. لكن هانا انا خائفه عليكٍ حتى لا يحدث لكٍ مثل ما حدث لي، صدقيني اكثر شعور مؤلم هو الخذلان ! عندما يصدمك الواقعه بشخص كنتي تعتبريه امانك وسندك في هذه الحياه وهو بالاساس انسان علي هيئه شيطان مخيف.. لذلك ابحثي عن الامان في اي مكان آخر غير الحب 


ابتعدت عنها هانا بامتنان وهي تجيب مبتسمة بين دموعها


= اماني و سلاحي سيكون هو الحب اليزابيث لذلك أنا أحب باكر 


نظرت لها اليزابيث بسخط وقالت بصوت منفعل 


= يا الهي هل انا أتحدث مع نفسي، ستدفعي مقابل هذه الثقة الكثير من حياتك ، ما حدث لكٍ هانا كيف استطاع يخدعك هذا الرجل حتى تصدقي وتقعي في حبه.. لا تصدقي وجهه عندما يتألق بالحب والعاطفة .. وهو يتحدث بمكر عن اشتياقه إليكٍ كل هذا مجرد أكاذيب ، هذا غير صحيح ... ولا تسقطي في نفس الفخ الذي وقعت فيه.


نظرت لها هانا بعينان مكسورة وقالت بخفوت 


= انا اتفهم خوفك جيد اليزابيث لكن ليس كل الرجال مثل بعض صدقيني و باكر يحبني بالفعل وسوف يتزوجني وهو وعدني بذلك.. وحتى اذا كان يخدعني مثل ما تقولي.. أنا ليست جبانة ولم اخسر مجرد محاوله ، ساكون قوية واحارب من أجل حوريتي مهما كلفتني للخروج من هنا


حركت اليزابيث عيناها بنفاذ صبر ، ثم نظرت لها قائلة بغيظ شديد


- ليس لي دخل فيكٍ ، افعلي ما تريدي هانا لكن اذا جئت لي تبكين بعد فتره بسبب هذه الحب لا تنتظري مني مواساه 


ابتسمت هانا بإبتسامة أكثر اتساعاً وهى تردف بحنق 


= شكرًا حبيبتي لكن تفائلي لي قليلا يكفي تشاؤم ، أدعي الرب أن لا يُبعدكِ عني ، وينقذكِ من هذا الوقر الملعون انتٍ ايضا.. ويرسل اليكٍ شخص يحبك ويعونك على الرحيل من هنا 


جحظت أعين اليزابيث مستنكرة وتهجم وجه بمرارة وقالت بسخرية واستهزاء


= ينقذني من هنا!! ،أخبريني بشيءٍ آخر غير ذلك ، أنا مكتوب علي أن أظل هنا إلا أن يحين موتي.. غيري ذلك كرهت جميع الرجال بالعالم بسبب هذا المكان القذره ..ولا اريد رجل ولا حب؟!. يكفي ما جاءني من خلفهم


أمتعضت هانا من كلام اليزابيث ذلك ، فهى دائمًا متشائمة لا تتفائل أبدًا مما حدث لها ، لوت شفتيها بضيق شديد وقالت بصوت لطيف 


= كفاكِ تشائم يا فتاة ، وما رأيكِ أن تهربين من هُنا معي أنا و باكر.. هو ينتظر الفرصه المناسبه فقط، ساقول له عنك، ألا تريدين التخلص من تلك الحياة في يوم ما ؟!.. كنتي سابقاً تحاولين دائما الهروب؟ ماذا حدث الان؟ 


زفرت اليزابيث بضيق شديد وملامح الإستنكار تحتل وجهها وهي تردف بصوت مخنوق 


= ليس لكٍ داخل بي دبري حالك انتٍ بالاول معه


كادت أن تتحدث هانا مره ثانيه لكنها صمتت بقلق شديد عندما فتح الباب عليهم من قبل ليام الذي ابتسم ابتسامه خبيثه قائلا وهو يتطلع إلى اليزابيث الذي بادلته النظره باشمئزاز


= لديكٍ زبون يا اليزابيث ينتظرك في الغرفه.. و الكونتيسه تقول لكٍ جهزي نفسك على اعلى مستوى فهذا الزبون مميز و ليس ياتي دائما لذلك نريد ان نعدل له مزاجه.. قبل أن رحيل من هنا.. هيا تحركي ليس لدينا وقت كثير


عضت اليزابيث شفتاها بضعف بينما هي تكاد تبكي من قله حلتها ثم همست له بصوت يكاد يسمع 


= حسنا قادمة 


تطلعت فيها هانا بحزن ثم دلفت شويكار فجاه بخطوات شبة سريعة وتقدمت أمام اليزابيث تطالعها بتفحص وهي تعدل ملابسها باهتمام علي غير العادية .. بينما الآخري شعرت بتعجب من اهتمام الكونتيسه على غير العاده فمن الوضح هذا الزبون مهم جدا بالفعل بالنسبه إليها، هتفت شويكار بصوت تحذيري


= لا اريد اي خطأ صغير الليلة وافعلي كل ما يخبرك بة هذا الرجل بفعله ... سيد ادريان لم يمر اي خطأ سواء فعلتي ذلك عن قصد او عن غير قصد 


اتسعت عينا هانا بصدمه وهي تشهق بعنف عندما اخترق اذنيها إسمه أدريان فهي تعرف هذا الزبون جيد كان كل حين يتردد الى هنا وتعرف ما الذي يريده.. تابعت حديثها شويكار مرددًة بصوت ماكر


= ولا تقلقي سيد أدريان لم يلمسك؟.. هو يريد شيء اخر منك!. 


عقدت اليزابيث ما بين حاجبيها بعدم استيعاب ثم اردفت بتلقائية مستنكرًه


=حقا لم يلمسني؟!. اذا ما الذي يريده مني


اومأت شويكار مؤكدًه ثم اخبرتها باختصار 


= نعم لم يلمسك .. و ستعرفي ما الذي يريده بعد قليل هيا تحركي بسرعه حتى لا ينزعج من الانتظار


شعرت هانا بخوف شديد على صديقتها و أن الحروف فرت هاربة من بين شفتاها... فهي يجب ان تحذرها لكن كيف و شويكار موجوده معهم بالغرفه، لكن لم تعرف من اين جاءتها الجراه واقتربت من اليزابيث و حاولت فك عقدة لسانها وهي تقول بنبرة يلوح منها التوتر 


= آآ اليزابيث أنا آآ...كنت أريد أن أقول لكٍ شئ.... 


تجهمت ملامح شويكار وهي تنظر إليها بحده متسائلة بخشونة 


= هانا ما الذي تفعلي هنا؟, انزلي الى الاسفل وتابعي عملك هيا


وقفت هانا بقلق بالغ لا تعرف ما الذي تفعله الآن!. ومن دون مقدمات كانت شويكار جذبت اليزابيث بقوة وهي تسير نحو الخارج تجاه الغرفه الذي كان يجلس بها أدريان و اقتحمت الغرفه وهي تسحبها من ذراعها بسرعة و وقفت تغمغم بصوت حاولت سرقة بذور التوتر منه 


= نعتذر سيد أدريان على التاخير.. تفضل طلبك مثل ما أمرت 


إتسعت اليزابيث عيناها بعدم تصديق فهي لاول مره تشاهد خوف وتوتر شويكار من شخص ما؟ لتتحرك عينها ببطء بفضول لتتعرف على هذا الرجل الذي يثير خوفها هذا القدر، وفجأة وجدت شخص يجلس فوق الكرسي وسط اضاءه خافضه وكادت اليزابيث أن تسعل من الصدمة... وهي تري امامها جسد ضخم طويل يسحب الهواء من السيجار ببطء شديد ومثير و هو ينظر إليها بقوة و يتفحص جسدها من اعلى لاسفل مع ابتسامة صغيرة هادئه علي ثغره.. توترت بشده و جسدها اللعين ارتعش تلقائيًا.. وفجأة سمعته يتحدث هامسًا بصوت رجولي جذاب الي شويكار يامرها بالرحيل من هنا.. وبالفعل تحركت هي دون الحديث و ليام علي الفور اغلق الباب خلفها باحكام.


❈-❈-❈


كانت لارا تجلس في غرفتها وهي تشتعل غضبًا مما فعل معها ادم هو حتى لم يكلف نفسه عناء سماع ما تود قوله، هذا هو ادم يفعل ما يريد دون أن يعبأ لها، لكنها ظنت يومًا نفسها استثناءً، وكم كانت حمقاء، فهي تحبه وهو يعرف ذلك جيدا لكن دائما لا يهتم بها ولا بحبها؟ 


تشعر أن غضبها يشتعل في ثانية ثم يخمد دون أن يكون لها اليد في التحكم بمزاجيتها .

لكن الآن كل ما تريده هو أن تتحدث معه وتصرخ في وجهه تخبره كم هو احمق وكم تكرهه هي، وتحبه أيضًا .


وعند تلك الفكرة تحركت لارا من فراشها وركضت سريعًا صوب الطاولة التي تجاور باب الغرفة والتي وضعت أعلاها الهاتف الخاص بها، امسكته تحاول الاتصال بادم لكن لم يجيب عليها كعادته.


ألقت هاتفها بعنف، لتصرخ وهي تتحرك تمسك بأول شيء وقع تحت يدها وقد كانت مزهرية كبيرة الحجم بعض الشيء، ضاربة بكل قوتها في عرض الحائط وهي تتنفس الصعداء بقوة وغضب.


دخل انطون شقيقها لغرفة لارا التي كانت تصرخ وجعًا وهي تحاول أن تتحكم في غضبها، بينما يعقد حاجبيه انطون بدهشة وهتف متسائلا


= اهدأي عزيزتي، ما الذي تفعليه 


سقطت دموع لارا أكثر وهي تهز رأسها رافضة لكل ذلك، رافضة أن تتعرض لكل ذلك الوجع، لتخرج كلماتها يائسة من فمها 


= لقد سئم أنطون من رفض آدم لمحبتي. رأيت بنفسك اليوم كيف كان يعاملني. هو دائما يعاملني هكذا لا يهتم بي ولا يعتبرني خطيبته وزوجته المستقبليه.. حتى خاتم خطوبتنا لم اراه ابدا يرتديه


نظر لها انطون بضيق واقترب منها وهو يشير لها أن تهدأ واردف بهدوء


= كل شيء سيكون بخير، حسنًا، وآدم سيكون لكٍ وزوجك المستقبلي كما وعدك السيد نيشان بل أيضا المدينه كلها تعرف ذلك بانك ستصبحين زوجه العمده المستقبلي ادم قريباً


نظرت لارا إليه تراقب كلماته بشرود تفكر فيما سيحدث لها، ودموعها مازالت تنحدر على وجنتيها 


= وهل سيستمر الأمر طويلًا انطون ؟! هل سيستمر ذلك الوجع للأبد فادم دائما يرفض حبي ولا يعتبرني زوجته المستقبليه ؟! متى سينتبه الي ويحبني أضعاف ما احبه، لماذا يكرهني و يعاملني بجفاء هكذا 

طول الوقت


نظر لها انطون ثواني يحاول أن ينفي كلماتها تلك واقترب منها وهو يبتسم لها واحتضانها بحنان ليردد بثقه


= الأمر لن يستغرق وقتًا صدقيني فقط انتظري القليل من الايام وسوف تصبحين زوجته، سواء برضاء او رغم عنه ستصبحين زوجته وحبيبته وهو ليس له حق الرفض .. و السيد نيشان وعدني بذلك وانتٍ تعرفي جيدا، ادم لا يستطيع رفض اي طلب إليه


❈-❈-❈


بداخل المنزل الخاصة بـ شويكار..


أصبحت اليزابيث ملصقه بالحائط وهو امامها مباشره بينهما مسافه قصيره وهي ترتعش من القلق والتفكير ونظراته القويه اليها.. تقدم منها بجسده و مشط نظراته علي جسدها و بمكر يقول 


= لم أكن أعرف أن هناك ملكات جمال في هذا المكان! واو ، لقد قاموا باختيار جيد لي هذه المرة .. أعتقد أيضًا أن جسدك المثير سيتعامل مع ما سأفعله به.


ارتعشت بقوه من كلماته واحست بالقلق الشديد وتطلعت به بغضب و قالت بصوت مرتعش


= توقف مكانك لا تلمسني!. 


وبدون مقدمات رفع أدريان يده ليصفعها بقوه وعنف...و لن تتحمل اليزابيث الصفعه لتسقط تحت قدمه بين رجليه بصدمه إبتلعت لٌعابها من نوبة الغضب التي إنتابتها، وضغطت علي أعصابها لتتحمل.. بينما تقدم منها بغضب وامسك فكها بعنف وابتسم بجمود وتشدد علي كلماته بتحذير 


=أنا أعشق الفتيات الشجاعات .. لكني أفضل الضعفاء أكثر لذلك استسلامي إليه دون نقاش و نفذي أوامري. أنا لا أحب التمرد أو الصوت العالي


لتعرف انه لم يدعها بحالها وهو يتقدم نحوها محاوله امساكها التفتت حولها لتهرب لكن تذكرت ان الباب قد اغلق خلفها بالمفتاح عندما دخلت علي الفور الي هنا لتلعن وليام في سرها ..! اما هو فيحيط بها ويمسكها من الخلف ابعد بعض خصلات شعرها عن وجهها ليقرب شفتيه على مستوى اذنها وهي تستمع انفاسه داخل رأسها.. وتزداد دقات قلبها في التسارع فهمس بصوت خافت


= ششش اشعر بالشفق علي هذا الوجه الجميل الذي سوف يشوه خلال لحظات قليله... انتٍ الان في عرين الأسد لا مهرب ولا مفر مني ابدأ 


كانت لازالت تشعر بالصدمه وكادت ان تختنق من التنفس بصعوبة وجسدها يرتعد كله وصاحت بصوت عالي وهي تبعد يده عنها بحده


= انا لم افعل لك شيء .. لذلك ارجوك دعني اذهب


امسكها من خصرها بقوه ثم سحبها نحوه بسرعه مما جعل جسدها يصطدم بخاصته حاولت ان تفلت من قبضه لكنه كان اقوى منها بكثير، امسك فكها بيد الاخرى وشدد عليه ثم قال


= أولاً لقد حذرتك من ان ترفعي صوتك بحضرتي، ثانياً لقد اخبرتك ايضا انك ستنفذين الاوامر التي امرك بها دون اي اعتراض.. هل نسيتي ذلك ؟. 


أغمضت اليزابيث عيناها بضيق شديد وبدأت مقلتاها تحمران تدريجياً معلنة عن دموع حبيسة أبى أن تحررها، لكنها لا تريد ان تظهر خوفها و ضعفها منه لتتالم علي ما اوصلت حالها له وتحدثت إلي أدريان بنبرة صارمة 


= لا لم انسى حديثك لكنه لم يعجبني لذلك لم أخذه على محمل الجد، والافضل لك ان تاخذ نفسك وترحل بهدوء


ثم تابعت حديثها قائلة بعصبية وهي تشعر بالإهانة المريره داخلها و رغم خوفها منه قالت


= السيدات هنا لقد اكتفوا من الاهانه والظلم وشخص حقير مثلك ليس إلا مجرد سادي لعين ليس له مكان هنا.. ابحث عن رغباتك في مكان اخر


فجأة تغيرت ملامح أدريان و أصبحت نظراته

باردة كالصقيع و علق بجمود 


= هل شتمتيني قبل قليل صحيح ؟. 


شعرت اليزابيث بالخوف من أدريان لكن حاولت عدم أظهره بينما تركها تسقط بالأرض تحت قدمة وتحركت يده تفك الحزام الملفوف حول خصره حتي أخرجه في يده! وقبل أن يستفسر عقلها عن ماذا يريد فعله انزل بالحزام الحاد فوق جسدها بعنف شديد.. لم تفهم اليزابيث خلال لحظات ماذا يحدث حولها سوي الألم التي تشعر به بجسدها وضببت الدموع بدأت مستمرة بالتساقط وهي تصرخ لتتعالى شهقات بكائها 


انهمرت دموعها وهي تشهق و تحاول أبعاده لكن دون جدوى لا تعلم ما الذي يحاول فعله ذلك وهو يضربها بهذه الطريقه الوحشيه رغم انه لم يلمسها وهذا ما كانت تتمناه عندما يغلق الباب وهي بمفردها مع رجل في هذا المكان وتكون الرغبه ثالثهم.. لكن هذا الالام اوجعها بطريقه يصعب تحملها.. لم يترك مكان بجسدها لم يؤذيها مستمر بضربها بذلك الحزام بعنف دون رحمة تشعر انها ستختنق من البكاء و الألم وهو يثبتها بقسوه تحت قدمه حتى يجعلها غير قادره على التحرك او اعطاء رد فعل وهي تنازع ليتركها.. بينما هو مبتسم بشده وبجنون وهو يستمع صراخها باستمتاع وتلذذ .! 


بعد فتره قصيره توقف عن ضربها و ضحك أدريان بطريقه مرعبه ثم دفعها على الفراش خلفها بعنف واعتلاها حيث بدأت دقات قلبها تعلو فهي لم تستطيع منعه وهي بهذه الحاله الهزيله وتشعر بضعف شديد من الالام بجسدها من ضربه الشديد ومع ذلك حاولت تدفع بيديها الصغيره بضعف وهي تتألم، ليبتسم وهو يقترب منها ببطء مع ابتسامه جانبيه لانه راى خوفها بسبب هبوط صدرها بسرعه، وهذا قد أثار غريزيته نحوها اكثر ليقول برغبه حارقه 


=حسنا يبدو انكٍ تفضلين العنف مثلي وانا بصراحه أحبذ ذلك بشده، وسوف ابادلك هذا بكل سرور حبي.. فـ العنف له متعه اخرى أليس ذلك 


قالت اليزابيث وهي تضع يدها على صدره لتمنعه لكن امسك يديها الاثنين وثبتهما بيد واحده اعلى راسها، وإنتفضت بغضب ممزوج بألم وتحدثت معترضه بصوت مخنوق


=ابتعد عني.. لا اريد.. يكفي ما فعلته بي 


همس قرب اذنيها وهو ينفس أنفاسه الحارقه على عنقها وقال بنبرة حادة


=لقد اخبرتكٍ انه انا من يلقي الاوامر هنا فقط


قالت اليزابيث بصوت مرتجف باستسلام وهن 


=اعتذر منك..لكن ارجوك ابتعد عني 


نظر لها مطولا و رأت هي وجهه يتجهم و أصابعه تقبض على أعلى ذراعيها و هو يقول بنبرة غاضبة 


= الم تفهمي معنى حديثي جيد ، ليس لكٍ حريه الاعتراض مطلقاً انتٍ هنا ليس سوي عاهره وانا سيدك الذي ستمتعي.. والان اريني مهاراتك حتى استمتع بكٍ 


هزت راسها برفض بذعر عندما وجدت يبتعد عنها ويحضر هذه المره عصا ليكمل ضربها، بينما كانت دقات قلبها تسابق في التسارع وبدأت تشهق بالبكاء و أردفت بخوف شديد 


= ابتعد عني و اللعنه هذا مؤلم أرجوك، لا اريد


ليهمس بصوته الخشن قائلا مبتسماً بجنون


= الالام يليق لكٍ يا حلوتي


لم يكذب في ذلك فـ الالام اصبح يليق بها بالفعل فهي لم تري في حياتها سوي الالام و الضياع.. تشعر شعور سيئا جدآ ليس له وصف.. كمثله طفلة هرولت إلى أمها باكية فقابلتها بصفعة لكي تكف عن البكاء... فكذالك هو شعور الخذلان..!


الفصل الثامن


#روايه #وصمة_عار 


⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد 

_________________


بداخل منزل الفتيات الخاصة بـ شويكار..


نهض أدريان من مكانة وهو يفلتها ليرميها ارضا بقسوة فقد تمادي حينها في تلك الليلة من القسوة عليها كان دفعها .. ثم صفعة .. ثم ضربها .. بعدها اصبح حزامة يوشم على جسدها بعنف.. وهي التي كانت باردة.. شاحبة وكأنه سلب منها روحها بعنفة الذي أماتت شيء داخلهـا...شيء كان يختبئ ولكنه غرز له سكين قاسي بروده سَن قسوته اكثر... يا الله... لو تبدل المستقبل بالحاضر.. لتبدل روحها بـ قطعة صلبة فقدت اتصالها بالعالم الطبيعي ولا تشعر بشئ مطلقاً.. مجرد جماد!! ولكنها باتت تشعر أن الايام لا تسيـر...القافلة لا تسير ومَن بالقافلة متحطم تمامًا.


وعندما كان أدريان انتهاء من ضربها كان يفك قيدها من يدها وكانت أنفاسه تصفع صفحة وجهها الشاحب... وكأنها تُحيه بلهبها وبمجرد أن فك قيدهـا وجدته يرحل بكل برود و بساطه للخارج كأنه لم يفعل شيئا..


دفعت نفسها لتقف بصعوبة لتجد نفسها تسقط أرضا بعنف وقدمها غير قادره علي حملها وكأنها تقول لها الاستسلام هو دائما عنوانك في هذه الحياه، حاولت الزحف نحو الباب لكنها لم تستطع.. انحنت علي الأرض و وضعت جبهتها عليها وهي تبكي بحرقه وهي تضرب بيدها الأرض وتصرخ بقوة في آن واحد 


تنهدت اليزابيث بصعوبة بيأس حين أحست أن كل الأبواب مغلقة والطريق مسدود دائما أمامها فهل هذه هي النهاية .. ؟


❈-❈-❈


في اليوم التالي..


تحرك ادم ببطء واستعد للذهاب إلى العمل واضعًا رأسه بهدوء على ظهر مقعد السيارة كان مشغولا قليلا في ذهنه فقبل فترة وجيزة تحدث إليه نيشان والده أو زوج والدته فهو يطلق عليه ابي لأن هو من رعاه واهتم به بكافه شيء.. لكن كان نيشان غاضب منه بشده عندما هاتفه 


وظل لساعات متتالية ، يبوخه على معاملته القاسية مع خطيبته.. وأن يجب عليه أن يعتذر لها ويحجز لهم في دعوه للعشاء معًا كاعتذار عن ما فعله ... لم يتحدث آدم معه كثيرًا ، فوافق علي الفور ، لكنه في الحقيقة لم سيذهب إليها ، وسيكتفي أن يرسل لها هدية فقط .. حتى لا تأمل في شيء آخر لا يقدر عليه.. مثل الحب و الزوج!. 


تنهد بضيق حتى يهدأ من نفسه ومشاعره التي أصبحت جامدة كان لديه ما يكفي من والدته وأبيه في الوقت الذي انفصلا فيه وقرر والده المغادرة والبدء في مستقبل جديد بعيدا عنهم ولم يفكر مطلقًا في طفله في ذلك الوقت.


أخفض ادم وجهه بقله حيله يشرد في مساعده نيشان إليه وإلي والدته سابقة وما فعله لأجلهم؟ رغم لأبد ستكون هذه المساعده بمثابة كابوس ستبقى تفاصيلها محفورة في ذاكرته مهما مرت سنوات بسبب اللحظات التي ستبقى فيها هذه الذكريات تمتلئ بالحزن والفرح


ولكن أين تلك السعادة عندما يرى والدته في موقف كذلك التي تركته وتوفت منذ حوالي 10 أعوام..فقد اعتنت والدته بي ليعيش معها لأن والده ليس فارغًا لرعايته ولم يتوقف الأمر هنا فقط! بل انفصل والده عن والدته ليتزوج من امرأة تكبره بعشر سنوات ثرية، حتى أنه طرده هو ووالدته من المنزل لبيعه وسافر مع زوجته الجديدة ،لم يصدق ادم أي نوع من الآباء هذا ليفعل بهم ذلك دون عطف عليهم.. فهو كان شخص انتهازي و حقير ولم يشعر ادم تجاهه بالحب الأبوي مطلقاً.


مر هو و والدته بأصعب الأيام وهم يتجولون في الشوارع باحثين عن أي مكان للعيش فيه وقطعة خبز للأكل ، بعد أن هجرهم الجميع ، وكأن آدم عبئًا ثقيلًا على والدته في ذلك الوقت وهي لم تعرف ماذا تفعل حتى تحصل على المال .. لكنها لم تتخلي عنه أيضا. ؟ وكان آدم يبلغ في الثانية عشرة من عمره حينها.


وفي إحدى الليالي ، انتهى كل المال الذي كانت تملكه والدته ، حيث باعت أشياء كثيرة لتنفقها على نفسها وعلى طفلها ، لكنها في الحقيقة لم تجد أي شيء يساعدها في إحضار طعام لطفلها حتى أثناء النوم. كانوا ينامون في الشوارع الجانبية ويهربون هنا وهناك عندما يلاحقهم الناس .. عاش آدم طفولة قاسية ومؤلمة حقًا .. وفي ذات يوم وجد آدم والدته تتحدث إلى شخص لم يكن يعرفه من قبل ، حتى بعد ذلك اقتربت منه والدته بنظرات حزينة وغامضة للغاية وطلبت منه البقاء هنا لمدة ساعة ولم يتحرك أو يتبعها.

مهما حدث.


غادرت والدته مع ذلك الرجل ، وأجبرت نفسها وهي تسير معه إلى أحد الشوارع الجانبية في مكان مهجور مظلم لم يكن فيه سكان .. وعندما سئم آدم من الانتظار ، تحرك بتردد بخطوات بسيطة ، باحثًا عن والدته ... واقترب من الشارع لرؤيتها ، وتوقف عن بعد بعدم تصديق ، وكان ذلك الفتى البالغ من العمر اثني عشر عامًا واقفًا مصدوم ، عندما رأى والدته تبكي بحرقه بسبب قلة حيلتها ، وكان يسلبها هذا الشخص ما يريد دون لامبالاة .. شعر آدم بالتوتر وامتلأت عيناه بالدموع ولم يعرف ماذا يفعل لها في هذه اللحظة .. إلا أنه ابتعد عندها والألم يضغط على قلبه فعاش كل شيء فيه في صمت بائس. 


آفاق من ذكرياته عندما توقفت سيارته أمام شركه نيشان تنهد بعمق وزفر بهدوء ولبس نظارته السوداء ثم فتح باب سيارته ونزل يسير بخطوات بسيطة نحو الشركة.. و انطلق السائق الى الجراچ.


❈-❈-❈


بداخل غرفه الفتيات كانت اليزابيث مستلقية على الفراش تنام على بطنها بعد ان خلعت ملابسها الممزقه ليظهر ظهرها العاري الذي خطط بخطوط حمراء بسبب ضرب أدريان لها !.. و كانت هانا تضع لها مرهما على ظهرها وهي تشعر بالحزن الشديد علي صديقتها، اما اليزابيث كانت تغمض عينيها بقوه و تعض شفتيها كلما لامست يدها ظهرها لتشعر بألم شديد، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس بوجع 


= تمهلي هانا من فضلك .. الألم الذي أشعر به أكبر من أن أتحمله


عضت هانا على شفتاها بأسى وهي تنظر إلى جروح ظهرها بحزن شديد ثم همست بصوت مرتعش


= أنا آسفه حبيبتي ، حسنًا ، ساخفف يدي قدر الإمكان ، لقد انتهيت تقريبًا تمسكٍ قليلاً فقط.. اليزابيث سامحيني انا اعرف أدريان جيدا وعندما سمعت اسمه فهمت على الفور ما يريد منك ولماذا اختارتك الكونتيسه انتٍ بالاخص.. 


هـزت رأسها ببطء ليخرج صوتها مبحوحًا كخشبة رقيقة لا تستطع ان تغرق وسط المياه ولا حتى ان تنفذ من موجاتها ثم تهدج صوتها اكثر قائلة 


= ما الذي تقصدي لم افهم؟ 


عقدت هانا ما بين حاجباهـا هامسة ببحة متأثرة 


= أدريان شخص سيء للغاية ويكره الفتيات اللاتي يبيعن أجسادهن مقابل المال .. عاهرات مثلنا ويتردد على هذا المكان لغرض واحد فقط؟ يطلب من مدام شويكار تحضر له أجمل فتاة في المنزل حتى يضربها ويعذبها بقسوة شديدة .. ويفعل ذلك لأنه كان قد تزوج قبل سنوات من سيدة جميلة جدا وكان يحبها بعمق ويثق بها بشده.. لكنه ذات يوم اكتشف أنها كانت على علاقة مع رجل آخر وعندما واجهه لم تنكر بل اعترفت بحبها إليه و كان أدريان غاضب جدًا من هذا الرجل حينها لذلك ضربها أدريان بقوة.. ليتفاجئ في اليوم التالي أنها غادرت المنزل وهربت مع ذلك الرجل تاركة إياه. وحيد في المدينة يكافح حبها ، وكان الجميع ينظر إلي بسخرية .. لذلك هو يأتي الي هنا حتى ينتقم مننا بها


كانت مزالت اليزابيث تنام على بطنها وهي تستمع لها ثم هزت رأسها بدون روح تردف بابتسامة خالية من المرح 


= لا أعرف إلى متى سيستمر هذا العذاب ، لقد أصبحنا مثل الدمى الخشبية يحركوها كما يحلو لهم


وفجأة فتحت شويكار الباب ولم تتحرك اليزابيث في البدايه ظنتها انها جومانه لانها قد طلبت منها مشروب حتى يخفف ألمها، ولكن سمعت صوتها تأمر هانا ان تخرج من الغرفة .. وتحركت هانا بالفعل بقله حيله .. و اليزابيث نهضت ببطئ من الألم قليلا لتجلس وهي تجر الغطاء فوق جسدها .. اغلقت الباب خلفها وهي تنظر نحوها مبتسمه و قالت وعينيها تحوم في الغرفة ببرود 


= ارى انك اصبحتي بخير الان، مجرد خدوش وبعض الكدمات البسيطه وسوف تعالج بالادويه ولم يعد لها اثر.. ولا تقلقي السيد أدريان ترك إليكِ مبلغ كبير كتعويض عما صدر منه 


نهضت واصبحت اليزابيث تضحك بهيسترية فجأة وهي تنظر إليها نظرات جامده لكن داخلها روحها كادت تبكي تأثرًا بحالها الميؤس منه


= حقًا تعويض ، اذا انا أريد هذا المال وكل الأموال التي اخذتيها من الرجال مقابل ما يفعلونه معي بالقوة والإكراه .. لا افهم لماذا تظلي انتٍ محتفظه بالمال دائما ولا تعطي اي فتاه هنا هذه النقود ليكون لها مال خاص وحدها


رفـعت حاجبها الأيسـر بتهكم بقوة ولم تتردد وهي تجيب بجمود


= وماذا تريدي أن تفعلي بهذا المال .. كل ما تحتاجي يأتي إليكِ .. ملابس .. وطعام .. حتى الدواء .. و تعيشي افضل حياة هنا، ماذا تريني أكثر؟


ابتسمت اليزابيث متهكمة بقوة فلو سألوها ماذا يفعل الظلم في ذلك العالم لردت صراحةً انه تجمع كله ليصبح سوطًا يجلدها بلا رحمة 


= برأيك ما الذي أصبحت فيه هو الافضل؟ انظر إلي جيدًا ، انظر إلي .. من ملامحي وجسدي ، هل تعتقدي أن الفتاة التي أمامك الآن هي نفسها الفتاة التي أتت إلى هنا لأول مرة؟ اصبحت هزيله وضعيفة بسببك ، أعطني أموالي ودعني أذهب بسلام


أحمرت عيناها بغضب أرعبها وألقت نظره عليها بازدراد واضح قبل ان تخبرها 


=هل عودتي لنفسي ذلك الحديث مره ثانيه.. لا تحلمي هذا لم يحدث ولم تغادري من هنا والمال سيبقي معي حتى لا تغادر أي فتاة من هنا..فلا تأملي هذا لم يحدث 


لتهتف اليزابيث بقلب متمني متوجع بقدر تمنيه 


= نعم لم تعطني شيئًا من المال .. بل هل اعتقد أنكٍ هل ستفعلي شيئًا آخر .. حتى نبقى جميعًا تحت سيطرتك وتفعلي معنا ما تريدي.. صدقني ، سيأتي يوم قريبًا وستتاح لي الفرصة للتخلص منك إلى الأبد


صمتت قليلاً شويكار ثم اقتربت منها لتربت على خصلاتها البنية برقة ثم فجأة جذبتها بقوة لتصرخ اليزابيث بألم و الأخري مغمغمة بحقد


= سوف اتجاهل حديثكٍ هذه المره نظرا الى حالتكٍ الصحيه وما اصابكٍ من أدريان.. لكن في المره القادمه سوف تعاقبين لذلك احفظي لسانك اليزابيث حتى لا تندمي بعد ذلك ..و تكلمي باحترام معي. 


بادلتها اليزابيث النظرات بحقد اكبر دفين فهي تشعر بقلبها يهتز بعنف.. يهتز رعبًا من القادم.. وكأنها تتمنى لو القدر يختار لها الموت فيكون اكثر رحمةً بها.. ولكنه قدرها مستمرة في عذابها لتنهار و ترتجف كلما تذكرت ما اصبحت هي فيه ؟!. ونار انتقام داخلها تتولد كالشياطين يمكن ان تحرق حتى روحها من كثرة غليانها !!


❈-❈-❈


بداخل مكتب ادم كان يقف أمام النافذة وظل يتأمل المنظر الخلاب للطبيعة وسحرها, و ها هو يعود ليتذكر ماضيه السابق مع والدته والتي بائعت نفسها مع أخرى إلي الرجال بلا في الحقيقه ظلت فتره طويله هذه مهنتها "عاهره" حتى لا يظلون بالشوارع بلا ماوى لذلك ضحت والدته بنفسها ولم تجد حل غير ذلك, ومع مرور شهر استاجر رجل اليهن منزل بسيط حتى يشغلها في هذا العمل وياتي اليها بالزبائن.. وكان ادم يعيش في نفس المنزل وشاهد كل ما كان يحدث في هذا المنزل؟ واشياء كان لا يجب ان يراها؟ وكيف كانت والدته تعاني لأجل توفير المال.. حتى اذا مرضت كان لا يهتم إليهم احد واحيانا كانون يضربونها بقسوة.. وقد ندمت والدته على اختيارها لهذا العمل لكن في الحقيقه كانت مجبره علي ذلك؟ حتي حاولت الهروب مع طفلها لكن لم يفلح معها الأمر ولم يتركونها ترحل.! 


واصبح ادم يكره هذه النوعيات من الرجال واي شخص يأخذ امراه دون رضاها؟ خصوصا الرجال الذي يسعون الى علاقه بالاجبار مع النساء.. لاجل رغبتهم دون مراعاه اذا كانت هذه الفتيات موافقه على هذه العلاقه ام تحدث رغم عنها.. مثل ما كان يحدث مع والدته وكان يتمنى في ذلك الوقت ان يكون قادر على إنقاذها و اخرجها من هذا المستنقع الذي اوقعت نفسها فيه.. لكنه كان صغير حينها ولم يستطيع.. فكيف لي أن ينسى ما حدث في هذه الأيام فهو لم يجد غير الاستسلام.


= آدم


جاء صوت رقيق يقطع افكاره المظلمه،و لقد كانت لارا التفت آدم نحوها بدهشة وهتف متسائلا باستفسار


= آه.. لارا , منذ متى و انتٍ هنا.


لم تجيب لارا في البدايه فكانت تنظر إليه وتناست تمامًا كونها اطالت النظر دون قصد حتى أنها لم تنتبه لذتها إلا حين تراجع هو خطوتان للخلف مرتبكًا لتتقدم منه بخطوات بسيطة مبتسمه بحب


= منذ فترة ليست طويله لكنك كنت شارد في شيء ما؟ حاولت ان اقراء ماذا يجول في راسك وان اقراء أفكارك لكن لم أعرف


ادرك ادم بانها تحاول الوصول إلى أفكاره لذلك صمت قليلا وأخذ يمرر يده بين خصلاته قائلًا بصوت عميق خشن بعض الشيء


= ليس شيء مهم يا لارا.. حسنا أظن اني علي ان اذهب لاقيم آخر الترتيبات على الحفله ثم ساذهب وحسب بالاذن .. 


رفعت نظراتها إليه حين لم تصدق همسه ثم صاحت بعصبية شديدة


= انتظر يا آدم ، هل ستستمر في معاملتي بهذه الطريقة ، وكلما رأيتني أمامك ، ستهرب مني؟ ما خطبك معي؟ أنا خطيبتك وحبيبتك يا آدم. لماذا تستمر في معاملتي بقسوة هكذا؟


همس آدم بصوت خفيض للغاية مصحوب بتنهيدته


= لارا ، أنا آسف ، صدقني ، لم أقصد إزعاجك ، لكن بما أنك فتحتٍ هذا الموضوع ، فيجب أن تعرفي شيئًا مهمًا عن أمر الخطوبة والزواج. في الواقع ، لا أريد كل ذلك. أعني ، في الحقيقه أنا لا أريد هذه الخطوبة ولا أريد الزواج منكٍ! وارجوكٍ افهميني انتٍ ليس لكٍ دخل في ذلك الخطأ مني أنا ، لكنني طول الوقت كنت أعتبرك مثل أختي الصغيرة أو صديقة ، شيء من هذا القبيل ، لكني لم أتخيلك أبدًا أن تكوني زوجتي .. وأعتقد أن أنا وأنتٍ لم نكن مناسبين إلي بعض


نكست نظراتها ودثرت بسمتها تلـعـن ادم بسرها ثم عقبت بابتسامةً صفراء ببرود


= سأعتبر نفسي لم أسمع شيئًا ، يا آدم ، لأنني أرى العكس تمامًا ونحن مناسبون جدًا لبعضنا البعض


تنهد آدم بيأس وقال مستاءة


= لارا استمع لي باهتمام هذا الزواج لم يتم وانا لا احبك وهذه الخطوبة يجب ان تفسخ


جزت لارا علي أسنانها بعنف وأجابت بغضب شديد


= سمعت ولكن لم يعجبني كلامك فلم آخذه على محمل الجد .. أنا أحبك يا آدم وأنت تعلم هذا جيداً لكنك مصر على إيذائي والقسوة عليّ. ما هو خطأي في كل هذا؟ عندما كنا صغارًا ، طلب والدك من أخي أنطون أن يخطب بعضنا البعض ، وقال سوف نتزوج عندما يحين الوقت المناسب و نكبر.. وأنت قادم الآن وتقول بكل بساطة إنك لا تحبني


لم يتراجع ادم عن الحديث وقال بصوت منفعل نابع من يأسه منها ومن رأسها اليابسة قائلا بجدية 


= وأنتٍ أيضًا تعرفي كل هذا جيدًا يا لارا. عندما خطبك والدي لي، طول هذه السنوات الخمس ، لم أخبرك مرة أنني أحبك ، أو أي كلام من هذا القبيل ، لذلك كنت حريصًا دائمًا على ذلك حتى أبلغتك أنني لا أحبك ولا سأقوم بعلاقة معكٍ ، وهذه الخطوبة التي تتحدثين عنها تمت رغم عني وأنتٍ تعلمي هذا ، لأنني في ذلك الوقت أخبرتك أني اتمنى نبقى أصدقاء أفضل من أزواج لارا .. لكنك لم تعطي الأمر أي أهمية .. صدقني انا أقول هذا لمصلحتك. لا تعلقي نفسك بشخص مثلي و ابحثي عن شخص افضل مني


قطمت شفاهها بضيق شديد ثم همست بنبرة ناعمة مقصودة وهي تلملم خصلاتها خلف اذنها تحاول تخفي غضبها منه


= لا يوجد أحد أفضل منك يا آدم. يكفي أنا أحبك وأنا واثقي من ذلك .. أما أنت فأنا على يقين من أنه بمرور الوقت سوف تبادلني حبي .. حسنًا يا عزيزي ، لقد اتفقنا.


عقد حاجبيه بدهشة من إصرارها علي استمرار العلاقة بينهما حتي دون موافقته لينظر إليها بغيظ شديد في حين هو زمجـر بصوت غاضب يعتصر قبضته


= لا ، لارا ، نفس الشيء انـا


قاطعته تهز رأسها و تهدر به صارمًا بنبرة تحمل غضبها الشديد خفي بين طياتها  


= كفى عن الحديث يا آدم في هذا الموضوع. سأعتبر أن هذا الحديث لم يحدث ، ولم أخبر أخي أنطون به .. وبالتأكيد ستحبني مع الوقت 


ثم تابعت حديثها و ابتسمت وحاوطت يدها تطوقه حول رقبته قائلة بحب وعينها تفيض بعشقها وهي تميل عليه بدلال


= وإذا لم يحدث فلا مشكلة. يكفيني حبي لك يا حبيبي.. ولا تقلق سعادتك معي انا، حسنا


ظل ينظر إليها بصمت وعدم فائدة ثم هز رأسه بملامح ثابتة ثم ولاها ظهره وغادر المكتب ولم يرد عليها!! في حين تنهدت هي بغضب شديد منه و احمرت عينها بإصرار قوي أنه لن يكون لغيرها مهما حدث وقال..!!!؟ 


❈-❈-❈


في الجنينه الخلفيه في منزل شويكار.. 


حدقت اليزابيث في شمس الظهيرة وهي تستند على شجرة اللوز الضخمة، تتحدت مع جذعها الأجعف، فرقٌ شاسع بينها وبين هذه الشجرة، تلك لها جذور راسخة لا تُنتزع أما هي فلا تعرف لنفسها قرار أو مرسى، يا تُرى ماذا سيؤول إليه أمرها؟! ضاقت عيناها الآن، كم من مرة حاولت أن تُطيل فترة تحديقها في الشمس، لكن بصرها لا يلبث أن ينقلب خاسئاً وهو حسير، ستدون هذه المحاولة الخامسة ربما تخترق مع اشاعه الشمس أيضاً.... لعلها تجد سبيل للراحه!. التي أصبحت كعمله نادره 


سمعت صوت سعلة مكتومة، مدسوسة بين الأزقة كلصوص الظلام... التفتت لمصدر الصوت تبحث بعينها بعيد لتشاهد من بعيد صديقتها هانا تجلس فوق الارضيه بالجنينه مع باكر ويتحدثون مع بعض و هانا كان وجهها محمر بخجل ومبتسمه له.. ابتسمت اليزابيث بسخرية وهي تنظر إليهم بصمت وتشرد في علاقتها مع نيكولا سابقة وكيف كان يخدعها وزيف حبة لها حتى تثق فيه، انتابتها قشعريرة بإحباط من نفسها ومن هانا و هزت جسدها فابتعدت لا شعورياً عن الجذع...


بعد فتره التفتت هانا مذعورة إلى الخلف عندما شعرت بأحد يتحرك خلفهم، لكنها استعادت رباطة جأشها بعد أن اطمأنت من هويتها و نهضت مترددة لتتقدم منها و نظرت لها مبتسمه بتوتر


= اليزابيث ماذا تفعلي هنا؟


جزت اليزابيث علي أسنانها بغيظ شديد و زمجرت فيها بغضب


= ولا شيء هبط حتي استنشق هواء نظيف ونقي لكن لم اعرف انكٍ هنا في موعد غرامي مع هذا!! 


اقترب منها باكر يتعجب وهو يقول بنبرة هادئه


= ما خطبكٍ يا إليزابيث؟ أشعر دائمًا أنكٍ تكرهني ، على الرغم من أنني لم أفعل أي شيء سيئًا لكٍ، لماذا تتعاملي معي هكذا ولماذا تريدين إبعاد هانا عني؟


اختنق صوتها في حنجرتها، كثيراً ما يخونها حين تتحدث أنفاسها تجثو بهدوء، وكيف لا والجاثوم يقفُ أمامها!! فهكذا اصبحت الرجال في نظرها كلهم بلاستثناء وبصوتٍ لا يكاد يسمع أجابته


= معلوماتك خاطئة، أنا لا أحبك ولا أكرهك. أنت لا تعني لي أي شيء على الإطلاق. أما موضوع هانا بصفتي صديقتها فلابد لي من تحذيرها منك لأني أعرف جيداً ما تريده منها .. والأفضل لك أن تبتعد عنها.. أنا أفهمك جيدًا يا باكر أنت تنظر إليها فقط كخادمة في هذا المنزل ، حشرة ، بعوضة ، عاهرة ، وكلما رأيتها تشعر بالاشمئزاز وكل ما تريده منها هو أن تأخذ روحها وتتركها بعد ذلك كالقمامه ولا تحبها.


عقد باكر حاجبيه بدهشة ثم هتف بصوت صارم


= ليس لكٍ الحق أن تتحدثي على لساني كل هذا غير صحيح ، أنا حقًا أحب هانا وأعلم أن كل ما حدث لها كان ضد إرادتها وأرى ذلك بنفسي ، وكيف أجبرتها السيده شويكار على فعل ذلك وهي لا تريد ، وأنا أيضًا مجبر مثلها على العمل هنا وما زلت أواصل العمل هنا حتى أجد فرصة للهروب ، سآخذها معي وأتزوجها.. لكنني لا أعرف لماذا انتٍ تفعلي ذلك ولا تصدقيني


نظرت له مبهوتة، كلماته ألجمت لسانها، أنستها الألم بأم عينه.. هل رأيت الأوداج يوماً حين تنتفخ من حدة الغضب، انظر إلي وجه وعين اليزابيث وستعرف.. شددت على يدها بعنف وشردت قليلاً تتذكر ملح حياتها التي ذهبت مع ادراج الرياح، حياتها بدون حرية أصبحت لا طعم لها.. تمتمت وهي لازالت مطرقة، وخرجت الكلمات من فمها متكسرة


= لا تعرف ، حسنًا ، استمع إلي. جئت إلى هذا المكان بسبب شخص حقير مثلك خدعني بحبه وكان يبكي أمامي لأنني رفضت حبه في البداية. لقد ساعدني كثيرًا، في المقام الأول. أحضر لي وظيفة جيدة وكان يشتري له العديد من الهدايا. لقد فعل المستحيل ليجعلني أصدقة وأثق به. وبالفعل حدث ما يريد .. وبالاخير وجد نفسي أعيش كل هذه الفترة داخل أكاذيب وأوهام ، وهو لم يحب أحدًا في حياته إلا نفسه ، لقد باعني مقابل المال .. وبعد كل ذلك تريدني أن أصدقك. واثق في أنك لا تخدع صديقتي أيضًا .. لا مستحيلًا ، فأنت بالتأكيد تدبر لها شيئًا آخر


كان الإحساس بالقرف يتصاعد داخل اليزابيث، يتراكم بحجم الثرى وبطول الثريا!!! في حنايا الوجه يرتسم نفور، بغض، كراهية، حقدٌ أسود..وكلماتها تنطلق بقوة، بسرعة، مغلفة بالطين، بالوحل، بكل شئٍ أسود!! 


نظرت إليهم هانا بتوتر شديد من الأجواء المشحونة التي أصبحت بينهما ثم تابع حديثه وهو ينظر لها قائلا بيأس وضيق


= إليزابيث ، أنا أتفهم صدمتك جيدًا وخوفكٍ على صديقتك وما عانيتٍ منه مع هذا الشخص الحقير ، لكن ليس الجميع مثل هذا الرجل ، إليزابيث أنا أعشق هانا حقًا ولن أؤذيها وهي تعني لي الكثير .. ثم قلتها بنفسك قبل قليل ، هذا الرجل خدعك بحبه لأنه أراد منك شيئًا وكان أساسًا من رجال شويكار .. ولكن انا ماذا سأريد من هانا، إنها تعمل بالفعل داخل منزل شويكار. أعني أني بالتأكيد ليست واحد من رجال شويكار واخدعها 


تنهدت اليزابيث الصعداء فقد أفرغت شحنة غضبها على ولكن بسرعة، بسرعة شديدة، صاحت بعناد


= لا أعرف ، لكنني لا أثق بك أو بأي رجل آخر .. قد ترغب في أخذها بعيدًا عن المنزل للعمل لديك وحدك أو شيء من هذا القبيل ..


صاح الأخري بثقة ثم يضيف بعناد أشد


= إليزابيث ، لا يهمني إذا كنتي تصدقيني أم لا ، لكنني أحبها بالفعل وسأثبت هذا اليها قبل لكٍ..انا احبها ولا اريد ان اؤذيها ولن ابتعد عنها مهما حدث


تنهدت هانا يائسه منهن ثم تمتمت فيهن بنفاذ صبر


= يا الله حبا في الله اخفضوا صوتكم انتما الإثنان .. سيأتي الجميع بالداخل علي اصوات الصراخ و بالتأكيد سيسالنا ماذا نفعل هنا .. من فضلكم أوقفوا هذا الشجار.


نظروا إلي بعضهم البعض بوجه غاضب ولا أحد تحدث مره اخرى ولا تحرك خطوة للرحيل، لكن وصول شويكار نحوهم في نفس الوقت جعل أجسادهم تتحفز وهي تنظر إليهم بتعجب لتقول بجدية وبسمة صغيره ترتسم على فمها بشك 


= لماذا انتم الثلاثة مجتمعين هنا؟ ماذا تفعلون؟


اسرعت هانا بسرعه تجيب هي بهدوء مصطنع


= ولا شيء .. لا نفعل شيء مهم 


صمتت ثم منحت هانا نظرة ساخرة وبعدها هتفت بكل بساطة تقول بصوت مفتعل


= حسنًا ، هذا ليس مهمًا الآن .. جاء السيد أدريان منذ فترة وجيزة ، و طلبك يا إليزابيث بالاسم مرة أخرى أن تذهبي إليه، من الواضح أنه استمتع الليلة الماضية معكٍ ويريد تجربتها مرة أخرى .. قبل أن تتحدثي سأرسل له هانا بدلاً منك هذه المرة. أعلم أن لم تلتئم كل جروحك .. رأيتي بنفسك أنا لدي قلبًا عطوفًا ورحيمًا بكٍ


اتسعت عينا هانا بصدمه ولم تختلف الصدمه عن باكر أيضا الذي شعر بالخوف علي حبيبته، ليسقط سائلٌ حار يتدفق ويبلل شفتها يجري بسرعة بقوة زخات المطر، يتغلغل إلى اللسان لتهمس هانا بعدم استيعاب وكان جسدها يهتز و جسد اليزابيث اهتز أيضاً من شدة الرعب فهي تشعر أنها ستواجه ثور هائج وليس بشر


= مستحيل!! انا لا اريد ان اذهب اليه.. ارجوكٍ لا ترسليني الي سيده شويكار.. اتوسل اليكٍ لا أريد


نظرت إليها شويكار بكل الحقد والكراهية نحوها، ثم مطت شفتيها المجعدتين وهي تتمتم بقوة


= هانا منذ متى وانتٍ تعترضي على شيء أطلبه منك؟ اذهبي على الفور ، جهزي نفسك له. أنتٍ تعرفني جيدا لا أحب أن أكرر نفس الحديث مرتين .. أنتٍ الذي ستذهبي إلى السيد أدريان ، هيا تحركي


نظرت هانا بسرعه إلي باكر باستنجاد وعيناها تلمع بالدموع بتوجس.. بينما توتر هو بشده بقلق ليقول بضيق شديد 


= السيدة شويكار اذا تسمحي لي.. ولكن السيد ادريان سوف يؤذيها ويتعامل معها بعنف .. من فضلك لا تتركيها تذهب هي


صمتت شويكار ثم ضيقت مابين حاجبيها معلقًا على حديثه قائلة بملامح جامده بصوت مخيف


= ماذا لم اسمع جيدا؟ عيد هذه الطريقة التي تتحدث بها مرة أخرى معي .. سيد باكر. تعالٌ هيا و أعطني أوامرك حتى أتمكن من تنفيذها حرفياً .. هيا ، تكلم ماذا تريد


أرتفعت أنينه هانا بذعر وخوف.. وهي تنظر إلى باكر الذي كان يقف بقله حيله ويأس عليها وهي كانت تشهق بالبكاء بحسره بينما هو إبتلع ريقه بارتباك وقال بتردد


= لم اقصد ذلك انا كنت اريد انـ..


هوت هي بصفعة قوية على وجهه، ذهل في مكانه، و اليزابيث و هانا أيضاً لكن ذهولها لم يستمر كثيره ، تنفست شويكار بعنف شديد وهي تضغط على يدها بقوة قائله بصرامة


= حسابك معي لاحقا .. هانا في المرة القادمة لم أتحدث ، تحركي أمامي وأعدي نفسك لأدريان والا


نظرت اليزابيث بسرعه إلي هانا لتجد الدموع تملأ عينيها برعب شديد لتمسك بيدها تضغط عليها بخفه، ثم تحدثت أخيرا لتهمس بتقطع، لم تكن تقوى على الكلام، تخاف أن تندم بعد ذلك؟ لكن حانت اللحظة الموعودة لتنفجر ما بداخلها و تنهي الأمر؟!. 


= انا الذي ساذهب اليه ..سيده شويكار 


اتسعت عينا شويكار بتفاجئ لتنظر إليها بدهشة وهي تبتسم ابتسامةً كريهة كأبيه


= نعم؟ ولماذا غيرتي رأيكٍ فجأة ، في المرة السابقة كنتي غاضبه جدًا مما فعله بكٍ لأنه لم يترك جزءًا سليمًا من جسدك .. ما الذي تخطيطي اليه يا إليزابيث


توقفت هانا عن البكاء بإذلال لتنظر لها بعدم تصديق..بينما تجاهلتها اليزابيث و نظرت إلي شويكار ببرود وقالت بابتسامةً صفراء


= لا شيء ، هانا ، صديقتي المقربه ، ولا أريدها أن تتأذى ويحدث لها مثل ما حدث لي .. ثم قلتي قبل قليل إن السيد أدريان طلبني أنا بالاسم للذهاب إليه. لا نريد أن نتورط معه .. ولكن إذا كنتي لا تريدني أن أذهب إليه ، حسنًا سـ..


قاطعتها وعادت أوداجه لتنتفخ من جديد، صدرها يعلو ويهبط والغضب يحتد بداخلها، تنفست بعمق ثم زفرت وهي تبتسم بجفاء


= لا ، حسنًا ، دعينا نرى .. هيا اذهبي الي 


حاولت هانا الاعتراض فهي بالفعل لا تريد أن تتعرض إلي اذيه لكن ولا صدقتها أيضا، لكن اليزابيث سُرعان ما تحركت بخطوات سريعة دون الاهتمام الي أحد وصارت تهرول إلى غرفتها، أغلقت باب غرفتها وهي تستند عليه، الدماء كانت تجري في عروقها تكاد تُسمع من وقع ضخاتها، لا تدري أيهما طغى صوته على آذانها دقات الباب أم دقات قلبها!! لتسمع صوت ليام يامورها بحزم ان تتعجل.


جرجرت نفسها نحو السرير جراً، و كانت يدها اليمنى بجانبها، ثم حركتها بتردد خلف الفراش لتاخذ زجاجه الخمر بين يدها.. لتقف تنظر اليها بقلق وهي ترتعش.. ثم أطبقت جفنيها باستسلام، ولقد أنزوى في جانب المقلة شيءٌ كابدته، حاربته، قاومته طويلاً، لكنهُ انتصر و ها هو يعلق بأهدابها ندياً وهي صاغرة....


لاتلبث أن تهوي، تهوي رغم أنفها، تهوي لأن الحياة هكذا، والقوانين تقودها، تحطمت ولا يمكنها الفكاك منهن، لكن أين أنتٍ يا " حورية" أين أنتٍ؟!! أحست بالغيرة، بالحسد ربما، علي هؤلاء بالخارج يتجرعون من الحياة حلوها، عذوبتها، أما هي فتتجرع العلقم، العلقم فقط هنا..


تريد تفرغ شحنة غضبها و تنتقم لجسدها الذي انتهاك حرمته عده مرات هنا بذلك المكان، ولكن بسرعة شديدة، لا تطيق أن ترى وجههم الكريه تقتلها ألف مرة، وهي تتركهم يفعلون ما يشاءوا بها....


حدقت في تلك الزجاجه الحمراء التي بين يدها، تأملتها طويلاً وهي تزفر، حركت أصابع يدها اليسرى بتعب لتلامسها، قبضت عليها، جعدتها وأبقتها هكذا في كفها الصغير.. وكانها تتحامى بها.. فما بداخلها ليست خمر! بلا حمض النتريك " ماء النار ؟! .


❈-❈-❈


سمعت شويكار التي كانت تقف في الخارج امام الباب صرير الباب يفتح، التفتت شويكار نحوها بسرعه، لتخرج اليزابيث بالإكرة تتحرك ببطء، أخذت شويكار تحدق بها وهي تتمايل بفستان مثير و تتقدم منها، اتسعت شويكار عيناها بانبهار وهي تتطلع حولها بفضول 


= واو لماذا انتٍ مهتمه بنفسك الى هذا الحد اليوم على غير العاده.. هل تخططين الى شيء يا فتاه لخطف عقول الراجل الذي بداخل الحانه


امتدت اليزابيث يدها بشكل تلقائي لتزيل احدى خصلات شعرها الشاردة على وجهها وهي ينقبض فؤادها بذات اللحظة بقلق وهي تخفي زجاجه الأسيد خلفها، لتهتف بصوت بارد باستفزاز


= وهل يوجد رجل لديه عقل ياتي الى هنا بنفسه.. الذين ياتون الى هنا اشبه الرجال وليس رجال بالمعنى.. لان ليس من ياخذ امراه دون رضاها يسمى رجل 


احمرت شويكار عينها بغضب شديد ثم قالت بصوتٍ باردٍ مثلها وهي لاتزال تتفحصها


= كفى فلسفه فارغه وانتبهي الى عملك افضل لكٍ.. و ذكريني احاسبكٍ على طوله لسانك هذه 


لم تجيب عليها لكنها تحركت اليزابيث بجمود لترحل، لكن جذبتها شويكار من ذراعها بقوة لتنظر اليزابيث لها بتوجس خائفه ان تكشفها و ترى الزجاجه ،لتهمس لها شويكار بصوت حازم بشده


= انتظري لحظة ، أريد أن أخبرك بشيء هام .. استمعي لي جيدًا ، إليزابيث. أنا أعرفك جيدًا ، وأعلم أنكٍ لم تستسلمي لي بعد .. لذلك لدي يقين كبير أنكٍ تخططي لشيء ما ، وإذا كان ما أعتقده صحيحًا ، صدقني ، فستدفعي الثمن أضعاف ما ستفعلي.. انتبهي جيدًا لأفعالك ..حسنا 


ازدردت غصّتها الكاتمة أنفاسها عده لحظات ثم همهمت اليزابيث بلا مبالاة ظاهرية 


= أتذكر من قبل أنكٍ أخبرتني أن السيد أدريان ينزعج من الانتظار كثيرًا ، أليس كذلك؟


جزت شويكار على أسنانها بعصبية مفرطة وهي تكاد ان تخنقها بيديها الاثنين لترتاح من استفزازها لها وعنادها.. لكنها تركتها بعد فتره بضيق ثم أشاحت بنظرها عنها علي مضض.. بينما نظرت اليزابيث إليها مطولاً ثم تحركت إلي الغرفه الذي ينتظرها فيها أدريان.


❈-❈-❈


في منزل بسيط وصغير يعيش في ادم بمفرده بعيد عن نيشان والده.. ولا يسكن معه غير "زيـن" المساعد الشخصي له بالمنزل و السائق الى أيضا.. وهو في عمر الثلاثون وهم اصدقاء مقربين إلي حد ما.. وقف ادم أمام قهوته على المقود يسويها على نار هادئة تخالف تلك الاعاصير التي تضرب برأسه بسببها وبسبب والده فكان شارد في عالم موازي، يفكر في لارا الذي مجبر عليها ولا يريد ان يكمل حياته معها ولا قادر على الاعتراض بسبب رد الدين إلي نيشان زوج والدته..!! 


فبعد أن استمرت والدته فتره قصيره تعمل في هذا العمل بالاجبار، حتي في أحد الأيام تعرفت على نيشان بالصدفه وكان زبون لديها وقد رأي ادم طفلها معها وبدا يستفسر نيشان عن حياتها السابقة وكيف وصلت هي و طفلها الى هنا.. استغربت والدته في البدايه لماذا هو مهتم إليها لكن بدات ان تحكي له قصتها، وبعدها اختفى باسبوع وعاد ليفاجئ الجميع بطلب زواجه منها؟!. وانه سوف يساعدها لتتوقف عن هذا العمل التي لا تريده حتى ابنها سوف يتكلف بة و يرعاه ، وذلك لانه لا ينجب وقد تزوج مرتين قبل سابق ولم ينجح معة الأمر حتي أخباره الطبيب بأسف بأنه لا يستطيع الانجاب.. لذلك عرض عليها الزواج ليساعدها و يتبنى ادم ويعامله مثل ابنه..


لم يحتاج الأمر في التفكير كثيرا و وافقت والدته دون تفكير على هذا العرض وبالفعل تزوجها وانتشالها من هذا العالم، واصبحت زوجته بعد فتره قصيره وانتقلت هي وادم الى منزله.. وعائشوا معه سنوات طويله حتى توفيت والدته بعد أصابتها بمرض نادر..    


بعد موت والدته ادم مكث هو مع زوج والدته نيشان ماركيز الذي اعتنى به منذ طفولته وعلمه كل شيء عن حياته.. ومع بلوغ ادم سن الخامسة عشرة وهو صبي صغير لم يكن يعرف الكثير عن الحياة اصطحبه نيشان معه إلى عالم الإجرام الخاص به، حيث نيشان  يمتلك أكبر وأخطر شبكة إجرامية في وسط المدينة ولأن هو العمده الحالي الي الجزيرة كان يتحكم في كل حركة تتعلق بالمخدرات ويدير أهم المنظمات في الجزيرة دون عوائق..


لم يمنحه نيشان الحب والحنان بل كان حازمًا وقاسيًا جدًا في تربيته وأحيانًا كان يعاقبه إذا رفض أمرًا لذلك لن يستطيع ادم أن يرفض أو يتمرد ضد تلك الحياة أو تركها فاستسلم لها مده موقتا .. و كان ذلك في البدايه وهو صغير وعندما اصبح عمره في العشرينات، رفض ادم رافض تام ان يشترك معه في هذه الجرائم مره اخرى وسوف يكتفي باداره اعمال الشركه فقط . 


بالفعل حاول نيشان معه اكثر من مره ان يعود للعمل معه لكنه قد اخذ القرار ادم دون رجعه حتى انه ترك منزلة ليعيش بمفرده بعيد عنه.. و مرت السنوات وأصبح في ذلك الوقت رجلاً بالغًا صارمًا في الحياة مصلحته الأولى والأخيرة هي العمل في حياته فقط ولم يكن هناك مكان للمرأة في حياته حتى لم يدخل في أي علاقة عاطفية مع فتاة قبل سابق! رغم أنه في بعض الاحيان يشعر أنه يحتاج الى شخص داعم له في حياته يسانده لكن في نفس الوقت لا يريد أن يدخلها حياتة تلك الطاحونة وتعيش وتعرف ما بداخله؟ فيكفي من الدوامة اللانهائية التي يعيش فيها ، فهو يخاف ان يتعلق بها وبعد ذلك ترحل وتتركه وهو لم يعد لديه القدرة على التحمل الألم والحزن أكثر من ذلك


عاش آدم حياة مؤلمة منذ طفولته بدون عائلة بدون حب حقيقي واهتمام ،حتى أنه عاش بمفرده بدون أصدقاء ولم يبحث حتى عن رفيق في الحياة من قبل، فوالده الحقيقي تركهم ليتزوج من سيده اخرى ثرية؟ ووالدته رغم تضحيتها لاجله لكنها كانت بعيده عنه طول الوقت مشغوله بالعمل فقط الذي اصبح لديه عقده بسببه ،لكنه يعرف جيدا لماذا كانت والدته بعيده عنه هكذا؟ بسبب عملها هذا لم تستطع ان تواجهه ولا تنظر الى عيناه.. ام عن نيشان صحيح انه انتشالهم من الضياع وكان ادم سعيد في البدايه في حياته الجديده؟ 


لكنه بعد ذلك اكتشف ان زواج نيشان من والدته هو لا اكثر من زواج مصلحه ؟!. حيث نيشان يريد ان يكون له عائله وطفل حتى اذا كان ليس من صلبه حتى يتخلي عن العموديه له ولا تذهب بعيد عنه لأجل إدارة الأعمال الغير شرعية ؟!. لكن رغم ذلك لا ينسى مساعده الكبيره له، لذلك يحاول آدم بقدر الامكان فعل اي شيء يطلبة نيشان منة كرد حتى لو جزء بسيط  من هذا الدين، باستثناء عمله الإجرامي الذي غير راضي عنه.. و ثانياً الزواج من لارا.


افاق ادم من شروده من الماضي اللعين حين شهق زين الذي هرول من خلفه قائلا بصوت عالي 


= انتبه آدم ، القهوة زادت بغليانها و تناثرت من القِدر 


انتبه بسرعة على ذاته وإن كاد يمسك بيد الركوة انتفض ملسوع من شدة حرارة عُروتها لتسقط من يده وينسكب ما بها على سطح المقود والأرض في حين هو زمجر بصوت غاضب يعتصر قبضته، ليهرول صديقه إليه متسائلا بقلق وقد شعر أنه ليس علي ما يرام


= آدم هل أنت بخير؟ هل تأذيت؟  


ابتلع ريقه بارتباك وهو يحزم عقله ليتوقف عن التفكير ليهز رأسه بالايجابي بضيق وهو ينظر للأرض وإن كاد يجلب أحد محارم المطبخ لينظفها لكن زين منعه هو بحركة من يده قائلا بهدوء


=ليس هناك مشكلة.. أتركه لي انا سانظف اخرج انت و أرتاح بالخارج وسوف أخصر لكٍ قهوه اخرى


كان آدم ليس في وضع للمجادله او الاعتراض لذلك هز رأسه بملامح ثابتة ثم تحرك بخطوات سريعة وغادر المطبخ في حين تنهد زين وهو ينظر له بيأس ثم بدأ في تنظيف ما احدثه من فوضى.


❈-❈-❈


شرعت اليزابيث بفتح الباب بإرتجاف فهل كأن لديها خيار آخر؟! وكانت ما زالت الزجاجه خلفها تخفيها بين الفستان.. وجدته يجلس وجه غاضب فوق المقعد! لقد اكتشفت من تجاربها أنهُ كلما قد طال انتظارها هذا يزيد سياط ضرباتها على جسدها، أغلقت الباب خلفها بالمفتاح لتتقدم منه بخطوات بسيطة ربما تهدأ ثائرته على لحمها وترتاح منه.. وقبل أن تتحدث دفعها هو بقوة و صفعها علي وجهها بقوه، لترنحت للخلف، وصرخ بعصبية


= لِمَ تاخرتي كل هذا؟ 


لم تصرخ علي غير عادتها، بل عضت على نواجذها المتورمة كي تمنعها من الخروج، من زلزلة أركان هذا البيت المتهالك...ضحك بسخرية وهو يلقي عليها نظرة تقييم شاملة من أشهق رأسها حتى أخمص قدميها لتومض عينيه بإعجاب شديد بجمالها مرددا بخشونة


= ما كل هذا الجمال؟ اهذا كان سبب تاخيرك كنتي تجهزي نفسك الي؟ لكن يا حسره لأن كل هذا الجمال خلال لحظات سوف يشوه 


عيناها زائغتان، تلتفت يميناً وشمالاً، تحاول أن تهدأ و تمتص غضبها.. وهذا زاد غضب أدريان بشدة وهو يهتف بعنف


= تكلمي لما انتٍ صامتة!! صرختك هي تسليتي الوحيدة في هذا البيت وأنا قادم لأجلها..أجل الوحيدة!! لذلك اطربي اذني بها؟ 


نظرت إليه اليزابيث بكراهية عده ثواني وبكل جرأة اخرجت الزجاجه من خلفها وفتحتها ببطئ وهي تبتسم له ابتسامه شر وهو يتابع ما تفعله باستخفاف حتي رفعت الزجاجة لتلقي السائل علي وجهه بقوه و ابتعدت للخلف بسرعه ... 


اغمض عينه بعدم استيعاب وشعر بسائلٌ حار يتدفق ويبلل وجهه و يجري بسرعة بقوة زخات المطر يتغلغل إلى اللسان ليستطعمه.. طعمه كريه لكنهُ دافئ وحار ليشعر بالنيران اللاهبه علي وجهه... وفي لحظات جسده بدأ يشتعل بالحرارة، طنين في أذنه وفي يده تناثرت بعض القطرات من السائل، نظر إليها بصعوبة وهو يتنفس الصعداء ببطء لا يصدق ما فعلته ..وبدا السائل ياكل وجهه دون رحمه وهو يشعر بحراره والم شديد.. 


فتح فمه ليضرح باستنجاد لكنها اسرعت اليزابيث رفعت يدها بسرعه تكتم صرختة لتتركه يتألم بصمت... ولم يجد نفسه إلا وهو يتألم بلوعة من أعماق دخيلته ودمعتان تتدحرجان على وجنتيه بعجز.. مثل ما كانت تشعر به تماماً بسببه في المره السابقة.!! وهو كان يستمتع بألمها ويتلذذ 


كان سينفجر، بزغ الألم، ليسقط بالأرض يتلوي من آلام منظره مزقها أكثر من آلالام جسدها، لكن لم تتحرك لتساعده! أغلقتُ عينها لعلّها تفهم الإشارة وتنصرف، لكنها ظلت تقف تنظر إليه وهو يبكي بحرقه من الألم.... لكن لم تعطف عليه من كثر العذاب الذي تلقيته منه ومن غيره... لكن لاول مره في حياتها تنتقم من شخص اذاها وهذا ما اشعرها بالانتصار!. 


وقفت اليزابيث تشاهده وهو يتألم! لم تكن تدري أكانت بذلك؟ هي انتقمت أم أصبحت مثلهم؟!. 


أم أكانت تحلم..أكان كابوساً؟! يا ليت.... ياليت كل ذلك يصبح مجرد رماد أوهام......!! 


تعالت أصوات طرقات علي الباب فجاه بقوة وعنف لتشهق اليزابيث بفزع وهي تنظر خلفها بقلق شديد وكأنها قد نسيت أمر الجميع بالخارج إذا عرفوا وما سيحدث لها! في حين سمعت صوت شويكار تهتف بانفعال شديد


= اليزابيث افتحي هذا الباب في الحال بسرعه ماذا فعلتي إليه؟ وما هذه الأصوات؟!؟. الــيـزابــيـث. 


الفصل التاسع


#روايه #وصمة_عار 


⁦✍️⁩ #بقلم_خديجه_السيد 

_________________


في منزل آدم، جلس قليلا على حافة الشباك يراقب تلبد الغيوم بالخارج حتي سمع صوت خطوات زين يتقدم منه وهو يحمل كوب القهوه واقترب منه يعطها اليه، ابتسم آدم له، ثم مد هو كف يده وألتقط قدح القهوة وقربة أولاً من أنفه ليشتم رائحتها العبقة ثم أنزل القدح لمستوي فمه وأرتشف رشفته الأولي بتلذذ بينما نظر زين له وسأله بإهتمام 


= هل اعجبتك القهوة ؟


هز رأسه آدم بهدوء مبتسم رغم عنه وهو يقول بهدوء


= جيده جدا شكرا لك زين 


عقب زين بمحبة صادقة وقال باهتمام


= على الرحب والسعاده .. الم تحكي لي ماذا حدث معك واغضبك الى ذلك الحد


أطلق آدم تنهيده عالية بقوة زافر بتعب شديد وهو يتحدث قائلا بسخرية مريرة


= لا يوجد شيء جديد ، نفس الأوامر ونفس كل شيء يحدث كل يوم وكالعادة بدون موافقتي ، لكن الشيء الذي أغضبني أكثر خلال هذه الفترة هي لارا. لا أنسى أنني عندما حاولت أن أشرح لها الأمر بهدوء وعقلانية ، سخرت مني ، ثم تجاهلت خلافي وكأن شيئًا لم يحدث. أنا لا أكرهها على الرغم من أني لا أعتبرها خطيبتي .. وعلي علم بغطرستها وطريقة تعاملها مع الآخرين بكل وقاحة .. وأحيانًا كنت افكر أن اتنازل عند فسخ الخطوبة و أحاول منح نفسي فرصة للاقتراب منها ، وقلت ربما لأنني لست قريبًا منها ولا أعرفها جيدًا ، ويمكن أن تكون فتاة جيدة ومناسبة لي ، لكن ما صدر منها في الفترة الأخيرة تراجعت عن كل ذلك وزاد إصراري عن الابتعاد عنها وأنها الزوجة الغير مناسبة لي .. 


هز زين رأسه بتفهم قائلا بنبرة حادة مقصودة


= منذ البداية أخبرتك أن لارا ليست مناسبة كزوجة ولا صديقة ، هي كل هواياتها في الحياه كانت دائما الموضة والسخرية من الآخرين.. غير انها فتاه مدلله وتعودت علي انها اي شيء تحتاجه مهما كلفها تشتريه.. حتى انت؟. 


نظر آدم إليه بحده و احمرت عينه بغضب وهو يقول بتحذير 


= زين انتبه لحديثك معي أنا حقاً لم أجد لارا مناسبة لي في أي شيء ، وبالنسبة لي كانت مجرد صديقة ، وحتى كصديقة لم ينجح الأمر معي ، لكنني مجبرة لأبقى بجانبها بأمر من والدي ، لكن قبل أيام قليلة قطعت عهدًا مع نفسي بسبب تصرفاتها ، لذلك يجب أن افسخ هذه الخطوبة... لكن لا اعرف كيف وابي مصمم على هذا الزواج 


تنهد زين بيأس وعاتب صديقه مستاءة


= الحل بيدك يا آدم. تحدث مع والدك في هذا الموضوع وعليه أن يستمع إليك. ليس كل ما يطلب منك القيام به رغماً عنك ، حتى لو كنت لا تريد ليس لك حق الاعتراض أو الرفض ، والسيد نيشان قد تعود على ذلك منك و بصراحة أنت سبب ذلك. كأن عليك أن تعترض من المرة الأولى لفعل شيء لا تريده و لا ترغب فيه 


نفي آدم برأسه وقال بعدم رضا


=الوضع ليس هكذا ، لا يزال لدي شيء غيره في الحياه يا زين، و لديّ دين كبير في رقبتي ، وعليّ أن أدفعه حسب، صحيح أنني لم أشعر أبدًا بحبه لي ، لكنني لم أنسي مساعدته لي ولوالدتي ..رغم أنني أحيانًا أشعر وكأنني عروسة خشبية يحركها كما يشاء ، لكن علي أن أسدد. هذا الدين وإنهائه


اعتلى جانب فمه بشبح بسمة غضب وتهكم بخفة 


= أنت لا تزال عازمًا على سداد هذا الدين. حسنًا ، بهذه الطريقة ستبقى هكذا تحت طاعته ، ولا يحق لك الاعتراض أو الرفض. ما تفعله هو خطأ يا آدم. يجب أن تعترض وترفض هذا الموقف... اذهب الى و تحدث معه بهدوء واشرح له الامر بهدوء لكن لا تستسلم هكذا .. 


نظر آدم إليه قليلا يفكر في حديثه لكنه لم يستطع الرد عليه، ليرحل زين من أمامه يهز رأسه بيأس منه بينما تنهد آدم بضيق شديد من قله حلته أمام زوج والدته! ثم اشاح وجهه جانبه ليلمح الصور التي التقطها بالكاميرا وهو في رحلته السفينه.. ليمد يده لياخذ أحد الصور التي كانت لتلك الفتاه التي لا يعرفها وقد التقط هذه الصوره دون قصد منه! ليرفعها أمام وجهه ليراها بواضحة لتظهر ملامحها الحزينة ليشرد بها بقوة!. 


❈-❈-❈


كسر فجأة ليام باب الغرفة بعنف ودلفت شويكار بسرعه إلي الداخل بقلق لتري ما حدث؟ ثم شهقت بفزع واتسعت حدقتاها بذهول وعدم استيعاب وهي تري جسد أدريان بالأرض يصرخ بألم ويضع يده على وجهه المشوه!. 


ثم رفعت مقلتيها ونظرت إلي اليزابيث بعيونها السوداء الحادة بنظره قاسية لتجد اليزابيث تقف أمام جسد أدريان الذي ممدود بالأرض وهي تبتسم باستخفاف واستمتع بمشاهدة أدريان أمامها وهو ينهار ويبكي من الالام.. فقد حققت انتقامها اخيرا و اخذت حقها منه، لم تشعر شويكار بنفسها لتمد يدها بقوة وتصفع اليزابيث بقوة لتصرخ عليها


= يا حقيرة ماذا فعلتي لقد حذرتك من ذلك


تجمعوا بالخارج جميع الفتيات بصدمه وهم يشاهدون ما يحدث وما فعلته اليزابيث في أدريان... بينما أجبرت اليزابيث نفسها على التماسك و الجمود في مكانها رغم رغبتها اليائسة في الارتماء بين ذراعيه أحدهم ثم البكاء، لكنها ببساطة لم تجد أحد ينقذها ولا يخفف عنها ذلك الضغط الذي يحاوطها من كل الاتجاهات.. لذلك فضلت الصمت!. 


وقفت شويكار تفكر في ذلك المازق الذي وضعتها بي اليزابيث؟ فبالتاكيد أدريان لما يمرق ما حدث دون خسائر، مسحت علي وجهها بتوجس ثم امرت ليام بأن يحمل جسد أدريان للخارج ويرسلوا الى طبيب ليعالجه بسرعة.. واقترب بالفعل ليام واثنين من الرجال يساعدوه للخروج...


واقتربت شويكار بغل كبير تمسك فك اليزابيث بينما هي كانت تبتلع لعابها وتشعر أن قلبها سيتوقف في حالة من الرعب عندما سمعت صوتها القوي وهي تتحدث بعصبية حادة


= لماذا فعلتي ذلك؟ هل أنتٍ سعيده الآن بهذه المصيبة التي حلت بنا من تحت رأسكٍ؟ بالطبع سيد أدريان عندما يتعافى سيأتي لينتقم منا جميعًا .. منذ أن أتيتي إلى هنا و أنتٍ تتمردي دائمًا على أوامري ولا تريدي أن تستمعي إليه وتفعلي ما أقوله .. ماذا يجب ان افعل معكٍ لا أعلم. بدأ صبري ينفد حقًا لدي و اكتفيت منك ومن أفعالك الوقحة


وعندما لم تأتي منها أجابه دفعت وجهها ورأسها وهي تنظر إليها بكل شر عظيم ، واقتربت أمامها للمرة الثانية ترفع قبضتها على وجهها وتضربها بقوة كبيرة كانت اليزابيث تتألم لكن شويكار لم تهتم بها ورفعت يدها الأخرى وصفعتها بسرعة حتى تحول وجهها من قوة الصفعة ونزفت أنفها وفمها وسقطت اليزابيث بالأرض الصلبة بألم لكنها وبدون مقدمات هبت واقفة على قدميها و اتجهت إلى الباب حتى تناهى إليها صوتها تصرخ بغضب و هي توقفها و تجرها اليها 


= أتهربين مجدداً ؟؟؟ اهذا هو الحل الامثل لكل المشاكل التي فعلتيها بعد ذلك؟؟ تهربي كالجبانة .


اليزابيث دفعتها عنها و ابتسمت بسخرية و اردفت بحقد دفين


= لست هاربة كا الجبانة بل انا راحلة .. حياتي ملك لي و لي الحق بتقرير مصيري و لا انتٍ ولا غيرك له أي حق علي ..بالماضي كنت ادع الاخرين يقررون عني و انا كنت فقط لعبة بين يديهم .. ابتداءا من نيكولا .. و الرجال اللذين يأتون هنا لأجل أخذ روحي ويرحلون ببساطه.. و انتٍ .. الكل كان.. لكن بعد الآن لم يحدث ومازلت علي رايي لم أخضع لكٍ


رأت وجهها يتجهم و أصابعها تقبض على أعلى

ذراعيها بعنف و هي تقول صائحة بانفعال شديد


= ماللعنة التي تدفعكٍ دائما لاخراجي عن شعوري هكذا .. هل تستمتعين برؤيتي اتصرف معكٍ بقسوة وجنون..؟ كنت احاول اكبح نفسي عنك بصعوبة الا انك تعزفين دايما على الوتر الحساس الخاص بي و قد تمكنتي من جعلي اطلق العنان الوحش الذي

بداخلي .


تطلعت بها بغضب ممزوج بألم و قالت بصوت متهكم ومرتعش 


= ليس هنالك وحش بداخلك سيده شويكار ... لأنك ليست انسانه اصلا .. بل وحش بطبيعتك بدون ضمير ولا رحمه... انا في حياتي لم اكره شخص مثلك و أحقد عليها مثلك ،انتٍ مجرد شخصية عبيده للمال ولا يهمك شيء في الكون غير مصلحتك ولا تهتمي بالشؤون الآخرين ،و انتٍ بدون الفتيات هنا ليس لكٍ قيمه مجرد شيء رخيص يبحث عن أي مصلحه لجلب المال مهما كانت الطريقه


كانت شويكار تستمع إلى حديثها وانقلب وجهها بقوة من شدة الغضب داخلها لتصرخ شويكار إنما بنبرة لا تخلو من الانفعال الذي لسعها كسوط قاس... أصبحت عيناها اللتان كانتا مشطورتين باللون الأحمر وازداد لونهما سوادًا مثل ليلة مظلمة وهي تنظر إلى اليزابيث بشكل حاقد وأردفت بصوت عالي 


= لــيــام.. خذ هذه الحقيرة من امامي على الفور. انها لكٍ لليلة. افعل بها ما تشاء من ضرب وتعذيب بكل ما هو متاح لكٍ حتى تكون قدوة لكل من يعارض الأمر مثلها..و لا ترحمها أبدًا. أريدها ألا تنسى أبدًا هذه الليلة من حياتها إلى الأبد.


أصابت اليزابيث بالذعر وهي تراجعت بضع خطوات للوراء لكن جسدها اهتز عندما نظرت إلي ليام في خوف الذي ابتسم ابتسامه خبيثه باستمتاع بينما امتلأت عيناها بالدموع.. مذهولة مما أمرت به شويكار وابتلعت ريقها بصعوبة وفهمت الآن أنها غرقت في جحيم لا نهاية له.


❈-❈-❈


وفي القصر، كان نيشان ينظر لكلًا من انطون و آدم وببسمة مترقبة آدم الذي دلف من باب القصر بوجه قاتم فهو منذ قليل اتصل بى والده حتي يأتي له وهو فعل ذلك دون نقاش، رغم أنه كان لا يريد أن يأتي مره اخري لانه يعرف السبب جيدا! وهو بالتاكيد طلبه لأجل لارا.. جلس وقد مر اكثر من ساعه والثلاثه مشغولين في العمل حتي دلفت لارا تتمايل بفستان اسود قصير بحملات رفيعه، لتتقدم نحوه آدم مبتسمة بلطف بينما أبتسم نيشان إليها وقال بصوت وقار


= أهلا بكٍ لارا تفضلي اجلسي هنا خمس دقائق فقط وسوف ننتهي من العمل، وبعدها سياخذك ادم للعشاء في اي مطعم تختاريٍ انتٍ على ذوقك 


ابتسمت لارا له ابتسامه عريضه بينما ضغط ادم علي يده بعنف مكتوم من افعال والد فهو حتى لم ياخذ رايه ويسالة اذا كان مشغول ام لا علي الأقل؟ لكن هذه طريقته معه ولم تتغير أبدا.. 


لكن فجاه خيب آدم ظن والده وهو ينزع سترته الجلدية عن المقعد متحركًا صوب الخارج دون أن يهتم حتى بقول أسبابه كما فعل والده ووضعه في امر محرج أمام الجميع، بل خرج بكل هدوء وبساطة.


اتسعت لارا عيناها بصدمه من فعلته وشعرت باحراج بينما نظر نيشان نحوه بغضب مكتوم ثم أشار بيده إلي لارا حتى تلحق به، حمحم نيشان وهو يقول ببسمة مصتنع متفهم ملامح لارا و شقيقها العابسة قائلا بتوتر


= هيا لارا ألحقي بي خطيبك عزيزتي، بالتاكيد هو ينتظرك بالخارج في السياره ، هيا حتى تستأنسوا ببعضكم البعض في الطريق الطويل


نظرت لارا إليه بسخرية واستهزاء ثم نهضت بغيظ شديد منه وقالت بصوت مكتوم


= حسنًا فقط لأنك طلبت ذلك، وأنت تعلم يا سيد نيشان أنني لا ارفض لك طلبًا، فأنت كنت أقرب صديق الي والدي وأنا اعتبرك بمثانته في النهاية، والآن سوف اذهب لانفذ ما أمرتني به وألحق بي 


ثم تحركت وهي تركض بخطوات سريعة إليه، راقب انطون رحيل لارا وهو ينظر حوله بوجه عابس بضيق شديد بينما أعاد نيشان رأسه للخلف وهو يقول باحراج


= اعتذر انطون لا أعرف لما فعل ذلك فجاه وتركنا ربما تذكر شيء هام 


لوى انطون شفتيه بامتعاض، قبل أن يعتدل في جلسته وهو يقول بجدية 


= حسنًا دعنا نحن ننتهي من العمل افضل، لارا ستحل الامر بالتاكيد انا واثق بها 


❈-❈-❈


في منزل شويكار، بداخل الجنينه الخلفية.  


لم تتوقف هانا عن البكاء كلما تذكرت كيف أخذ ليام اليزابيث رغم عنها بأمر من الكونتيسه بينما كان يجلس بجانبها باكر يواسيها ويخفف عنها، ثم رفع يده يمسح دموعها برفق ثم احتضن يديها الناعمتين وهو يمرر أصابعه الناعمة على كامل ظهرها ويدلكه بحركات دائرية بخفة ونعومة ليقول باعتراض


= توقفي عن البكاء هانا ارجوكٍ، ستعود سلامه صدقيني


زفرت هانا عدة أنفاس كانت تجيش بصدرها وقالت بصوتٍ محتج بين بكائها بقهر مريرة


= أعلم أنها ستعود ، لكن لا تكذب علي باكر بشأن انها  ستعود سالمًا وبصحة جيدة، السيدة شويكار لم تمرق ما فعلته اليزابيث على خير أبدا انا اعرفها جيدا، لقد حذرت اليزابيث مرات عديدة من تمردها وعدم الخضوع للكونتيسة .. وما فعلته هذه المرة ليس بسيط وسيكون عقابها قاسي للغايه.. رايت بنفسك كيف سمحت إلي ليام ياخذها ويفعل كل ما يحلو له معها.. ربَّاه متى ينتهي هذا الذل الذي نعيش فيه؟!. 


ثم عبست ملامح هانا وطالعته ثم صمتت قليلا لتتساءل بخوف


= وهل سنترك اليزابيث هكذا دون مساعده 


اتسعت عينا باكر وهتف باستنكار


= وماذا بواسعنا أن نفعل!؟ إذا اعترضتٍ سيعاقبونا نحن الاخرين مثلها؟ أو سيذكروني بالاسباب التي حدثت في الماضي بخصوص ترك العمل والعيش عندهم في القرية لأجل تخلي اهلنا عنا.. مع الاسف يا هانا نحن غير قادرين على أي فعل شيء غير الإنتظار


ثم تنهد باكر وقال مغمومة وأصابعه تتلاعب بخصلات شعرها ويفرغ من توتره بإحراج وحذر ان تفهم حديثه بشكل خاطئ


= وإذا طلبنا المساعدة من شخص آخر خارج القرية ، فمن المستحيل أن يساعد أحدهم أشخاصًا مثلنا عندما يعرفون ما هو العمل هنا ، وماذا تفعل الفتيات بالأخص وكيف يبيعن أنفسهن.


اشتد بؤس هانا وعبوسها من تزمت أحوالها و احوال صديقتها وكأنه لا يكفيها الأشهر التي أضاعتها في العذاب هنا وهي مجبره علي تنفيذ اوامر شويكار.. فهي احيانا تشعر وكانهم يعيشون في سجن بدون قضبان؟!. وهم في سباق مع الزمن لتحصيل كل ما فاتهم بداخله وإدراكه والاستفهام عن كل الأخبار والأحداث والمناسبات التي لم يعشنونها ..حلَّ صمت بائس بينهما قبل أن تكسره هانا قائلة بإحباط ويأس


= أشعر أننا نعيش في غابة مليئة بالوحوش الشرسة .. إذا أخطأ الذكر ، فلا يلومه على فعله مهما كان حجم الضرر ، ويمضي في حياته بحجة أنه هو رجل وهذا لا يؤذيه ، بل يضيف إلى تجاربه المليئة بالإنجازات ، أما إذا أخطأت الأنثى فهذا يعني أنها قاصر ويجب أن تخضع للقيود. وللسيطرة على شؤون حياتها حتى نهاية حياتها حتى لا تقع في مأزق مرة أخرى ، وكأنها لم تخلق بإرادة حرة ومستقلة وبعقل مساوٍ تمامًا لعقل الرجل ... ما هذا المجتمع الذي نعيش فيه؟ 


عبس باكر ورد عليها آسفة


= لا أدري ماذا أقول لكٍ، ربما علينا الانتظار أكثر قبل أن نفعل شيئا بشأن وضع اليزابيث هذا.. وبالتاكيد ستعود إلى هنا مره اخرى اين ستذهب إذن


تنهدت تنهيدة استمع لها الأخر، وهي بأسى على حال صديقتها ثم أكملت كمن يفرغ شحنات سلبية من داخلها


= في بداية حياتي هربت من زوج والدتي السكري المتحرش لكي أعيش بسلام دون عناء .. ثم وجدت نفسي هنا .. داخل نفس السجن حيث كنت أقيم مع شخص متحرش جاحد وأمي كانت ليس لديها ضمير لتخاف على ابنتها وتحميها من غدر الاخرين وذلك لأجل مصلحتها فضلت الصمت حتي لا تجد نفسها في الشارع بلا مأوى ... لاجد نفسي بعدها بين ذئاب بشرية لا يملكون رحمة ولا انسانية لها ... فليس من المنطقي أن اغادر من حبس إلى حبس جديد 


تطلع فيها بيأس وحزن ثم غمغم بصوتٍ متحشرج


= اهدئي يا هانا ، فليس كل شيء يدوم إلى الأبد .. وهذا الظلم الذي نعيش فيه بالتأكيد له نهاية ، وكل ذلك سينتهي!


امتلأت نظراتها بالشجن وهي تقول بعاطفة صادقة


= باكر انت الوحيد من بين الجميع من وقف الى جانبي في أكثر أيامي بحاجة للمساعدة وسندًا.. و سأقولها بصراحة رغم ان الجميع حذرني منك لكنني مهما أنكرت وتمنعت فأنا أحبك بجنون، و أري فيك أحلامي، ولا تغيب عن بالي، وأشعر أيضا بما يُقاسيك، و أنت أيضا تشعر بي وبما أعانيه


ابتسم باكر بحب وسعاده علي حديثها بينما بترت هانا كلامها وهي ترخي أجفانها لتردف وتضع كف يدها دون أن تترك أصابعها منديله، على صدرها تتحس قلبها الصاخب لمجرد قولها ذلك بإحباط و خجل


= باكر! أنا حقا لا أدَّعي أو اصطنع تمنعي، ولكن أشعر دائمًا أنك قد تستحق من هي أفضل مني.. فأنا في النهاية فتاه ليلـ


لم تستطع تكملت حديثها حيث كتم باكر فمها بغضب مكتوم وهتف بها باكر مغتاظ منها و همس بتأنيب


= اصمتي ولا تقوليها مرة أخرى ، ولماذا تهتمي إذا كنت أنا راضيًا عنك هكذا ولم أشتكي؟ أنا رجل بالغ عاقل ، وقد اخترتكٍ أنتِ لتكوني شريكة حياتي ، ومصر عليكٍ لذا وافقي على عرض الزواج والهروب من هنا ، حتى تنسى كل تلك الأيام البائسة التي عشتي فيها هنا ، وأنا أيضًا. كلنا نرتكب أخطاء يا هانا والخطأ الحقيقي هو الاستمرار به دون محاولات لإصلاح الأمر .. أنا أحبك بصدق يا هانا صدقني لا تخافي، و أرجوكٍ لا تقولي هذا الحديث مرة ثانية.. حسنا


ابتسمت هانا ابتسامه عريضه وسط دموعها وقبل أن تتحدث لاحظت اقتراب شويكار منهم وهي تنظر إلى الاثنين بدهشة وشك ثم هتفت بسخرية 


=  هل في كل مره سابحث عنك هانا أجدك تجلسين مع باكر! عما ماذا كنتم تتحدثون؟   


نهض باكر بسرعه وابتعد عنها بقلق بينما انكمشت ملامح هانا فجاه عندما سالتها شويكار عن تقربها من باكر و إبتلعت ريقها باللاذع بأنها تكون قد لاحظت شيء ما عن علاقتهم الخفية، لكنها حمحمت بارتباك شديد وقالت متلعثمة


= آآ ولا شيء، لا نفعل شيئ تقابلنا هنا بالصدفه أصلا 


كانت شويكار تسترق النظر بين الثواني و الدقائق إلى هانا مستغربه ومتسائله باستفزاز معتمدة


= كان مجرد سؤال عادي لما التلبك هكذا؟ 


انتاب جسد هانا رعشة قوية من شكوك و تساؤلات شويكار فصمتت بوجه محتقن وعقب باكر بهدوء ليغير الموضوع مرادفا بضيق


= سيده شويكار بعد اذنك كنت اتساءل متى ستعود اليزابيث إلي هنا مجدداً


شبكت شويكار أصابع يديها في بعض بحدة وقالت بخشونة واستياء


= انفك يستخدم للتنفس وليس لحشره في اشياء لا تخصك سيد باكر.. هيا تحرك من امامي وانتبه لعملك افضل، وانتٍ الاخرى الحقي بي. 


❈-❈-❈


في الخارج أمام قصر نيشان كان زين يقف يستند على السياره و يبعث بالهاتف بيده حتي أنتبه إلي أصوات خطوات قادمه ليرفع رأسه، ليجد ادم يخرج وهو يدلك رأسه بتعب ، وعلي الفور تحرك زين نازعًا مفاتيح السيارة الذي كان دسهم في جيب سترته سابقه وتحرك أن يفتح باب السيارة له... لكن قبل أن يصعد ادم تفاجأ بـي لارا تجذبه من ذراعيه بغضب وهي تتحرك أمامه بجنون صارخًه بصوت مرتفع 


= انتظر هنا يا آدم .. كيف تجرؤ على أن تتركني هكذا أمام الجميع في الداخل لابد من أنك فعلت ذلك عن قصد لكي تحرجني أمامهم... استمع الى يا آدم الأفضل لك أن تعاملني بلطف ولا تنسى أنني خطيبتك 


وقف ادم أمامها بثبات ثواني قبل ان يسحب ذراعيه منها ليرفع يده امامها بوضوح وكانت فارغه من أي خواتم وقال بصوت بارد 


= هل ترى يدي بوضوح آنسة لارا؟ اقتربي و انظري جيد بنفسك. أنا لم أرتدي خاتم خطوبة في يدي. لا أنتٍ ولا أي شخص آخر؟ هل تعرفي ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن أنا وأنتٍ غير مرتبطين. حسنًا ، و يجب أن تفهمي لا علاقة لكٍ بخصوصيه الآخرين ، خاصة أنا .. أعتني بشؤونك أفضل مني.. و أبحثي عن شخص آخر يكون تحت سيطرتك وخاضع لكٍ طول الوقت دون أن يعترض على أي شيء يفعله ضد رغباته .. لكن انا لا أريدك ولا أحبك! 


فتحت لارا عينها بصدمة وهي تشعر كما لو أن أحدهم ضربها على رأسها بمطرقة كبيرة، لقد قالها بوجهها لها مباشرة، قال أنه لا يريدها ولا يحبها؟ لتشعر بالحقد تجاه لتنظر بحده إلي زين الذي كان يستمع حديثهما لكن اخفض راسه بسرعه عندما نظرت اليه ثم جزت علي أسنانها بغيظ وهي تنظر له بإصرار 


= توقف عن هذه الخرافات انا خطيبتك وانت لي! وفي خلال وقت لاحق و قريبا جدا ساكون زوجتك 


ابتسم آدم باستخفاف لها ليقول بصوت خشن 


= وكيف ستفعلي ذلك وأنا لا أريد؟ هل ستجبريني بالغصب علي الزواج منك يا آنسه لارا؟؟.


هزت راسها له برفض هاتفه بثقه وهي تقول ببسمة واسعة 


= ليس بالقوة يا آدم .. بل بالحب! أشعر أن قلبي ليس في حالة جيدة عندما تكون بعيدًا عني ، وأنا متأكدة من أنك ستقع في حبي أنت أيضا ، وفي النهاية حقيقة واحدة هي ما أدركها وهي أنني أعشقك يا آدم


نظر آدم بحنق صوبها وقبل أن يتحدث مره ثانيه؟ لكنه لم يكمل كلمته ثم قطعت لارا حديثه وهي تقترب منه بكل هدوء تغلق سترته باغراء معتمدة، ثم تحدثت ببسمة تهمس بهمس مثير


= اتمنى لك ليلة سعيدة حبي، وقريبا ستكون بين احضاني .. وادع أراك في الغد


ثم ابتعدت عنه وهي تتحرك بكل بساطة بينما أطلق تنهيده عالية بقوة زافر بيأس منها وهو يراها تتحرك أمامه بابتسامه خبيثه ثم ألقت قبلة بالهواء مستفزة تجاه..حتى اختفت داخل القصر مره ثانيه بسرعة كبيرة قبل أن تسمع أي اعتراض من آدم الذي كان يرمقها هو و زين بعدم تصديق من تصرفاتها الجريئه حتى بعد أن رفضها ادم... انكمشت ملامح آدم بسخرية وهو يقول بقرف


= غزلها يثير اشمئزازي 


ضحك زين بصوت مرتفع وهو يقول بين ضحكته 


= صراحه وأنا أيضا، لا اعرف كيف كانت ستكون زوجتك في يوما؟ هيا لنرحل قبل ان يخرج سيد نيشان ويامرك رغم عنك بالذهاب معها 


❈-❈-❈


في الخارج في منتصف الطريق كان ليام يجذب اليزابيث بقوه نحوه منزله الصغير الذي لا يبعد عن منزل شويكار سوي أمتار قليلة... فهو في لحظات تحول ليام وكان رجلا آخر ،منعدم الرحمة و الإنسانية أكثر توسلته كم من مرة أن يتوقف و يتركها ترحل بسلام لكنه لم يرد عليها بالطبع.. تعبت من السير والحديث إلى درجة أن حركتها انشلت ،ضحكَ ليام ضحكةً مستفزة وقال لها وهو يميل متكئا عليها بسماجه


= لما توقفتي يا حلوتي، اسرعي حتى نصل الى المنزل قبل غروب الشمس لدينا يوم طويل 


ثبتت قدمها بالارض بالقوه وهي تحاول سحب يديها منه وتصرخ فيه لتسقط بالأرض بقوة... ودفعته عنها بعصبية وبصوت جامد قال ليام بسخط


= توقفي .. توقفي عن التصرف بجنون هكذا ، أذية نفسك ليست الحل .. صدقيني أنني ارغب و بشدة بسلخ جلدك عن جسدك و لكنني مكبل انا الآخر حتي لا اندم بعد ذلك .. لكن صدقيني ارغب باذيتك، لذلك اليزابيث .. لا تستفزيني اكثر من هذا و توقفي .


ظهرت ملامح الغضب ممزوجة بالاشمئزاز منه جلية على وجهها.. لتهتف بصوت اجفله على صوت خشن ارتجت لشراستها


= مهلاً أقلت تندم! هل شخص مثلك و مثل شويكار لديكم احاسيس و ضمير مثل باقي البشر.. ههه لا تقولها أنا أشك بالتاكيد في ذلك .. 


تابعت حديثها اليزابيث بصوتٍ مشبع بالقهر


= حتى تشعر بشيء و لو بسيط مما أشعر به فيجيب أن تسير وسط الجميع وفي رقبتك سكين حاد وتنزف الدماء بغزارة.. مثل ما انا أشعر بالضبط؟ فأنا مذبحة، كلما حاولت ابتعد عنكم هاربة ترجعوني بالاجبار مره اخرى لاجل مصالحتكم ... 


في حين بقيت اليزابيث ثابتة وهي تبصر ذلك اللهيب المتوقد بعينيه المصوبتين نحوها بينما يهتف فيها أمرًا بتسلط


= توقفي عن الحديث وتحركي امامي حتى لا اؤذيكٍ بطريقه صعبه لم يتخيلها عقلك 


رفعت اليزابيث وجهها متغضنة الملامح له ثم اجابته على الفور بانفعال مدافعة 


= اذن دعني انا افعل ذلك نيابة عنك .. دعني اتكفل بأن انتقم لك من نفسي حتى يخمد غضبك .. اسلخ جلدي كما تريد أن تفعل و ربما هذا يشفى غضب من نفسی و کره لكم جميعا


تبسم ليام بنفس النظرات الجليدية وقال بنبرةٍ ناعمة مستمتعة


= تعلمي يجب ان اشكرك على تمردك مع مدام شويكار لانها سمحت لي لاول مرة في حياتها بأن تعطيني فتاه لي! و لي حظي السعيد اوقعني في الإختيار معكٍ انتٍ أوعدك بأنكٍ ستستمتعين بتلك الليلة معي


صمتت قليلاً قبل أن تنفجر بالضحك بطريقه هستيريه عدة دقائق وهو يقف يراقبها بعدم فهم وغيظ بينما صدح صوتها صارخة في المكان يرج الجدران وهي مازالت تضحك بانفعال شديد 


= هههه انتظر لحظة ماذا قلت؟ هههه لا أصدق هذا الكلام؟ ليام أنا كنت أعتبرك مثلك مثلنا مثل بقية الفتيات اللواتي يعيشون بالإكراه في المنزل ، لأن هذه هي الحقيقة وفي الواقع؟؟ أنت مثل الفتيات عندي شويكار ، تقوم بتحركها كما تريد وتنفذ طلباتها دون نقاش .. يا رجل أنا أحيانًا أعتبرك شخصًا أخرس، لا يمكنك التحدث لذلك لا تعارضها أبدًا .. والجميع يفعل ما تؤمر به خوفًا منها وأنت أيضًا .. فإذا كانت الفتيات تبيع أنفسهن لإرضاء الرجال فأنت يا ليام تفعل الشيء نفسه ، ولكن في بطريقة مختلفة ...


توحشت ملامح ليام وهو يستمع إلى كلماتها، لتنهض ثم انفرجت شفتها بابتسامة متهكمة باستفزاز وهي تقول مستنكرة 


= هههه ، لا ويقول إنه فاز بليلة معي ، وهو في الأساس لا يعتبر رجلاً! ماذا؟ لماذا تنظر الي هكذا؟ هل قلت شيئا خاطئا؟ بل هذه هي الحقيقة وأنت تعرفها جيدًا. أنتم جميعًا رجال ونساء تسكنون في ذلك المنزل وتبيعون أنفسكم دون أي ثمن إلي شويكار... على الأقل أنا أحاول الاعتراض ، رغم أنني أفشل في كل مرة.


رفع وجهه وكان كل ما فيه متشنج وجميع كلماتها التي قالتها باستفزاز معتمدة بوجهه ترن في أذنه بقسوة.. زمجر فجاه كزئير الأسد زئير ذكر مسيطر وتلقت ضربة في مكان يؤلمه للغاية... فوق وجنتيها و تراجعت اليزابيث المشدوهة بنظراته للخلف ولوهلة تلبسها خوف من مظهره ومما ظهر عليه بشكل يخالف طبعه الغامض الذي لا يمكن لأحد أن يجعله يقلق أو يضطرب..


كانت عروق رقبته بارزة بشكل مرعب وعادت اليزابيث ببطء بخطوات مخيفة وهي تراه يتنفس بغضب و أنفاسه مسموعة وصدره يرتفع ويهبط بشدة وظهرت حبات من العرق على جبهته من شدة غضبه فنظر إليها بعيون متلألئة ويقول بصوت خفيض بابتسامة مشبوهة


= حقًا لا تريني رجلا؟ حسنا ساريكٍ 


❈-❈-❈


اشتد ليام اقترابه منها و عينيه تتوعد لها بالعذاب المرير , عادت بخطوة الي الخلف و هي تحاول تبرير موقفها بتلك الشفاتين المرتجفتين ولكن في لمحة البصر , كان كفه الضخم قد سكن علي وجهها بلا اي رحمة تلك الصفعة القوية ألقت بجثتها علي الارض بقوة..من الألم القاتل لم تستطع الصراخ او حتي طلب النجدة فهي بالأساس بمفردها معه بالشارع بتلك المنطقه المقطوعة..


تأوهت بأنين صامت تصرخ بألم بداخلها عندما شعرت بيده تقبض علي شعرها بعنف و تديره ناحيتها لكي تقابل عينيه المظلمة نظرت اليه توقع ليام بأن نظراتها ستكون استنجاد نفسها منه بعينين متألمة وندم علي قولها الوقحة.. لكن تفاجأ بأنها تبتسم بسخرية وثبات وهي تبصق علي وجهه باشئمزاز وهذا جعل الغضب داخله يتضاعف حجمه أكثر ، صرخ بها بالاهانات و السب و اخذ يلعن بها بأبشع الألفاظ والعبارات..حاولت اليزابيث تملص نفسها منه بين قبضته يده لكن كيف لهذه العصفور الهروب من قبضة الاسد في وقت ثوره !


اسرع بصفعها بيده من العديدة من الصفعات غير مراعي مدي تأثر جسدها بتلك الضربات العنيفة , انها حتي لا تجد وقت للدفاع عن نفسها و مصارعته كما يصارعها.. اكتفيت بالصراخ المتواصل تلك المسكينة وهو ظل يعنفها حتي كاد يكسر عظمها بكثرة ضرباته بقبضة يد.. 


حتى بدأت تنزف الدماء من وجهها بشده وسقطت بالأرض الصلبة تحاوط جسدها بذراعيها كحماية و عينيها تدمع دماء من اثر كثرة الكدمات علي وجهها ، وثغرها يتأوه و يطلق "آه" صغيرة تزعج اذنيه.. لكن مع كل ذلك استمر بالضرب المبرح دون عطف! ليرفع قدمه يضربها بقوة وعنف نحو بطنها لقد جن بالفعل وشعر أنه ينهار وتسحب روحه ببطء وهو يشعر بطاقة تتضعف رغم قوته 


القي علي وجهها صفعة عنيفة مره أخري لا تعرف عددها لكن لم تكن هناك اي وسيلة تدافع عن نفسها وبدأ جسدها يهتز بضعف شديد بانهيار واستسلام تام واعاد هو ضرباته لها بعنف اكبر , لكماته لا تتوقف بل تتضاعف يخرج كل طاقته عليها وهي صمتت بعجز ويأس تتنمي أن يخلصها من ذلك العذاب ويأخذ روحها..!!! 


❈-❈-❈


علي الجانب الآخر كان زين يسير بالسيارة بتركيز و ادم يجلس بجانبه بهدوء لكنه فجاه عقد حاجبيه بدهشة عندما سمع صوت صرخات متالمه تأتي من شارع جانبه! وعندما مرت السياره ببطئ بجانب الزوايا قد لمح ادم شخص يلوي ظهره ويعنف احد بالارض لكن لم تكن الصورة واضحة أمامه... نظر إلي زين وقال بصوت حازم 


=زين توقف بسرعه هنا؟ 


نظر زين اليه بطرف عينه و همهم بصوت خافض مستنكرا


= لما؟ غيري مسموح لنا بالوقوف هنا يا آدم، هذا المكان معروف انه مخصص فقط للرجال الذي يبحثون عن رغباتهم 


نظر لها بقوة و وجده يقول بنبرة حادة 


= زين قلت توقف.. استمع الى صرخه استغاثه من احدهم؟ ريما احد يحتاج إلى مساعدة! 


رفع احدي حاجبيه الكثيفين و قال بضجر


= وإذا يا آدم، قلت لك ليس لنا دخل و ان هذه المنطقة تخص الفتيات اللواتي يبيعن أنفسهن للرجال للحصول علي المال! وهذا الصوت سيكون بالتأكيد فتاه منهم وقد اختلفوا في السعر لذلك أقول لك الأفضل هو أني أتحرك. بعيدا ولا تتدخل


طاول آدم النظر له بحدة ليرد بحنق و غضب


= ماذا تقصد بقولك هذا،؟ معنى حديثك أنه إذا رأيت فتاة غير مهذبه تحتاج إلى مساعدة اتجاهلها وانصرف كأنني لم أرها؟ ولماذا تخيلت هذا الاحتمال بأنها تبيع نفسها بموافقتها و تريد سعر أعلى؟ لماذا لم تعتقد أنها قد تضطر لفعل ذلك بدون رأيها لذلك تصرخ ليساعدها أحد ... زين لم اكرر كلامي مرة ثانية. تحرك واقترب من الصوت على الفور.


❈-❈-❈


توقف زين بالسيارة بالفعل رغم عنه بينما كان يطل ادم رأسه من النافذة باهتمام وقد رأى فتاه بالأرض وجهها مليئه بالدماء بل مشوه! ..وعلى الرغم من غضبه من والده نيشان و لارا و التفكير فيهما.. فتح باب سياره بسرعه واقترب منها يتفقد جسدها عن بعد الذي كان بالأرض وحالتها الهزيله وهو يتطلع إليها باضطراب عندما رأيها بتلك الحالة؟ 


جُن جنون آدم لا يعرف ما هي الجريمه التي ارتكبها بحقه حتي يفعل فيها ذلك ؟ لكنه شعر بأنه سيفقد السيطرة علي اعصابه.. بينما ذلك الحقير سيفقدها بلكماته القاسية.. فاق ليام من ضرباته لها، علي صوت سياره تصف خلفه ثم ابتعد ليام عنها بعنف لكي يجدها احجبت عينيها عنه و اخفضتها للأرض لترك العنان لدموعها بالبكاء قبل ان تغمض عينيها ببطئ من الألم.. اتسعت ليام حدقتيه بضيق شديد و يردد ببرود قاتل


= هاي أنتم ماذا تفعلون هنا هيا اذهبوا ؟؟. 


لاحظ زين نظراته العدوانيه الي آدم ليسرع بالقول بتحذير


= انتبه ولا تتهور لا تعرف من الذي يقف امامك هذا؟ صدقني ستندم بعدها إذا اقتربت منه وفعلت له شيء سيئ.. فهذا العمده المستقبلي للجزيره 


ابتسم ليام بسخرية واستهزاء ولم يتاثر بحديثه، بينما نظر له آدم رفع صوبه بعينين يرمقه باشمئزاز وقد اقتضب ملامحه بحدة و غضب وهو يصيح بعدم استيعاب


= ما الذي فعلته بها أيها الوغد كيف لك ان تضرب فتاه بهذه الطريقة القاسية .. ماذا فعلت لك حتى تاذيها بهذا الشكل 


جز علي أسنانه بعنف شديد وهو يقول بنبرة عالية بسخط


= ليس لك دخل اغرب عن وجهي واذهب من هنا وإلا.. 


لم يستطيع تكملت تهديده حيث جذبه آدم من قميصه ليلقيه علي الارض بكل عنف.. لم يستوعب آدم بعدها ما حدث لكن منظر تلك الفتاه التي لا يعرفها لم يكن طبيعيًا ولا يجب ان يذهب ويتركها دون مساعده..


اخذ ادم يلكمه بقبضة يده علي وجهه , حاول الفرار من بين يديه لكن عنف آدم الشديد لم يعطيه فرصة بالفرار..اخذ يتبادلان الضربات القوية كانت ضربات آدم أعنف فقد فقد ليام مجهوده بالاساس في ضرب اليزابيث قبل قليل.. وبالفعل ولم ياخذ وقت طويل حتى مال جسد ليام أطاح بالأرض... نظر له زين بعدم تصديق ولم يستوعب ما فعلة ادم ولما يساعد تلك الفتاه وهو لا يعرفها ؟؟. 


هدئ آدم من روعه لثوانٍ معدودة وابتعد عنه مقتربًا منها بالأرض وجلس على ركبتيه و حاصر وجهها بيده يتفقدها و الذعر يلتهم كلتا عينيه البارقتين بقلق، ليجدها فقدت الوعي من كثرة الضربات المتتالية التي اخذتها حتى انه لم يتعرف عليها ولا رأي ملامحها من كثر الدماء التي تنزف من وجهها.. وبدون تفكير مرتين! فجأة جذبها من ذراعها برفق لكي يحملها بين ذراعيه نحو سيارته و اشار برأسه الى زين لكي يفتح باب السياره ..نظـر زين إليه بعدم رضي لكنه اتجه علي مضض و هو يجز علي اسنانه بغضب وفتح باب السيارة له حتي يضعها فوق الكرسي الخلفي ليذهب بها الى المستشفى... 


استطاعت اليزابيث تفتح عيونها بصعوبة شديدة لكنها لن تستطيع الحركه من كثره الالام؟ وكانت لا تعرف ماذا يحدث حولها بينما ظلت صامتة تنظر أمامها لتجد نفسها داخل سيارة لكن توهمت عقلها وحالها و كأنه ما يحدث سراب غير موجود فمن المستحيل ان ياتي احد لينقذها منه..و لا شيء دومًا لتبرق عينيها بدموع مريرة..


وقبل أن تغمض عينيها مره ثانيه استمعت إلى صوت خشن يزمجر في أحد بأمر بالذهب إلي المستشفي بسرعة.. مسكينه تلك الطبيبه التي ستذهب إليها لا تعرف ان ألالم المغزو لقلبها الضعيف جعلت جسدها من المستحيل العوده مثل سابق مهما أعطتها من الدواء مفعول سحري ؟! 


❈-❈-❈


في منزل شويكار بداخل احد الغرف، وقفت هانا تهز ساقها بعصبية واضطراب وهي تقف امام شويكار تستجوبها ، بينما لويت شويكار فمها بخشونة وقالت بامتعاض


= هيا تكلمي هانا ما الذي بينك وبين باكر؟ حتى دائما اراكم انتم الاثنين مع بعض طول الوقت؟ 


أطلقت هانا عدة أنفاس كانت تجيش بصدرها و حاولت أن تجلي حلقها حتي لا تشك بها، لتهدر بقهر مكبوت


= قلت لكٍ يا سيدة شويكار ، لا يوجد شيء بيننا ، و قد رأيته بالصدفة في الحديقة الخلفية ، وكنا نتحدث عن موضوع إليزابيث وما فعلته به سيد أدريان.


عبست ملامح شويكار وطالعتها بحنق، وانتشلتها من توهانها الغارقة فيه لتقول بنبرة حازمة بصوت عالي 


= هــانـا أنا ليست غبيه حتى اصدق هذا الحديث الذي تخبرني به في كل مرة تقريبا؟ لن أتحدث أكثر، لأن أي شيء أريد معرفته يحدث هنا ساعرفة بسهولة على وجه اليقين .. لذلك من الأفضل لكٍ أن تقولي الحقيقة دون أن تكذبي، ما الذي بينك وبين باكر؟


انتفضت هانا علي صوتها بخوف وتوتر وهي تفكر في حل للخارج من ذلك المازق؟و بعد ثواني فتحت هانا شفتيها لترد لكن طُرق باب الغرفة اخرسها ليتحرك مقبض الباب فسرت رجفة بقلبها عندما رأت ليام يدلف بخطوات ثقيله ووجهه مليء بالكلمات الزرقاء.. اتسعت شويكار عيناها بصدمه وشهقت بتفاجئ


= يا الهي من فعل ذلك بك .. ما الذي حدث يا ليام معك اوصل لك لتلك الحاله ؟ 


نظرت هانا مذعورة و تجمّدت حواس هانا وجحظت عيناها لتتمتم بذهول أفزعها عندما وجدته بمفرده! 


= اين هي اليزابيث أليس كانت معك؟  


احتقن وجه ليام قليلا بضيق ثم أجاب بوجه مكفهر بين أنفاسه الاهثه بصعوبه 


= كنا على الطريق وكنا نسير على أقدامنا إلى منزلي ، وفي منتصف الطريق ظلت هذه الحقيرة اليزابيث تهيني بكلمات بذيئة وتسبني ، وتثير أعصابي حتى اتركها ترحل وبعدها لم اشعر بنفسي غير وأنا انقض عليها بالضرب المباح ..


طافت قناديل الخوف في عيني هانا لتتلاشى ظلمة مواجعها وبؤسها تدريجيا وهي تستمع إلى حديث ليام، ليتنحنح ليام قبل أن يكمل بخشونة وحقد على ذلك الشخص الذي ضربه وأخذها منه بالاجبار


= حتى اقتحم علينا الطريق رجلان ، لا أعرفهما ، من الواضح أنهما ليس من هذه المنطقة ، لكن أحدهما كان يقول إن الآخر هو العمده المستقبلي للجزيرة؟ لم أكن أعرف إذا كان يقول الحقيقة أم يكذب؟ لكن هو نفس الشخص الذي ضربني وأخذ إليزابيث مني بالقوة ولا أعرف أين أخذها وذهب


أصابت الدهشة شويكار للحظات غير مصدقة و اتسعت عيناها لما يتفوه به وغمغمت له ببلاهة


= العمده المستقبلي؟ وما شانه بها حتي ياخذها؟ 

___________


تكملة الرواية حتى الفصل السادس عشر من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات

التنقل السريع
    close