رواية صعود امرأه البارت الحادي عشر حتى البارت العشرون بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
**فيصل:** إزيك يا مهران؟ عامل إيه؟ سمعت باللي حصل؟
**مهران:** الحمد لله زي الفل. وانت عامل إيه؟ أيوه سمعت، ما أنا اللي اتصلت برئيسك بالنيابة عشان يكلم الظابط يومها، بس إيه الجديد؟ حصل حاجة تانية؟
**فيصل بدهشة:** بجد انت اللي عملت كده؟! وأنا أقول الرئيس عرف منين!! تسلم يا صاحبي، بس أنا محتاج منك خدمة...
**مهران:** إحنا إخوات يا فيصل، أنا مقدرش أنسى وقفتك معايا أيام الكلية. اعتبر اللي عملته ده دين عليا وردته. قولي بقى، عايز إيه؟
**فيصل:** إبراهيم ده قدم بلاغ فيا، بيقول إني مزور ومستغل منصبي. أنا عارف إنها اتهامات باطلة، إنما هو بيحاول يشوف هيوصل لإيه. بس أنا محتاج محامي شاطر يمسك القضية، وكمان قضية نجاة.
**مهران:** إزاي يعني يقدم بلاغ زي ده ضدك إنت؟ هو اتجنن ولا إيه؟ متقلقش، أنا هتصرف. وبالنسبة للمحامي، أنا أعرف واحد شاطر جدًا، هكلمه ونشوف هنعمل إيه.
**فيصل:** تمام، بس يا مهران ماينفعش يبقى في مجال للخطأ، فاهم؟
**مهران:** فاهمك، متقلقش.
بعد ما خلص المكالمة، دخلت عليه نجاة لابسة فستان أسود وحجاب أسود، عشان لسه في الحداد على أمها. كانت مفزوعة وهي بتقول...
**نجاة:** أبيه فيصل، إيه الناس اللي هنا من الصبح دي وبيعملوا إيه؟
فيصل يبص لها منبهر من جمالها، ويفكر إمتى كبرت البنت اللي كانت بتجري في البيت. اتفاجئ إنه مسحور بيها. يفوق على صوتها وهي بتكرر السؤال...
**فيصل:** واه واه مالك قلقانة ليه؟ دول بتوع شركة التأمين، جايين يأمنوا البيت. إنتِ عارفة أنا شغلي مش هنا ومش دايمًا موجود، فبحاول أطمن عليكم.
**نجاة بقلق:** كل ده بسبب أبوي، صح؟ والله قلت لستي إني أمشي له وأخلص بدل ما يعذبني ويعذبكم معايا... هو مش هيسيبني إلا لما يعمل اللي في دماغه.
**فيصل بيلمس كتفها برفق:** متقلقيش من حاجة، ركزي بس في دراستك. متنسيش وعدك لعمتي الله يرحمها.
**نجاة ببكاء:** هي فين عمتك دلوقتي يا أبيه؟ ياريتها كانت معايا، والله وحشتني. وجودها كان بيديني قوة...
**فيصل بحنية:** اهدي يا نجاة وادعيلها. إحنا كلنا معاكي، ومش عايز أشوف دموعك دي تاني. ركزي على مذاكرتك، امتحاناتك قربت... قوليلي عايزة تدخلي إيه؟
**نجاة بحماس:** عايزة أدخل كلية تجارة إدارة أعمال... أو طب نسا وتوليد.
**فيصل باستغراب:** دي حاجة في الغرب وحاجة في الشرق يا بنتي، إيه جاب لجاب؟
**نجاة:** أبوي عنده الأراضي، وأنا عايزة أثبتله إني أقدر أشتغل معاه، وأطور الشغل. ومن ناحية تانية، نفسي أساعد الستات في بلدنا وأوعيهم. بس كله أحلام مش هتحقق...
**فيصل:** انتِ زينة أوي يا نجاة، والحمد لله طلعت مش زيهم. حلمي زي ما هو حلمك، وأنا معاكِ لحد ما يتحقق. مش مهم أبوكي يفكر إيه، المهم انتِ تفضلي قوية.
**نجاة بخجل:** وذنبك إيه تشيل كل ده؟ ده شغل أبوي مش شغلك.
**فيصل بغضب:** واه واه! انتي اتجننتي؟ أنا راجل البيت بعد جدي، وكل حاجة عليا. إيراد الأرض من ورث أمك ليكي، وأنا من هنا ورايح هحولهولك، ومصاريفك كلها عليا، مش عايز أسمع الحكي ده تاني.
**نجاة بخوف طفيف:** حاضر يا أبيه، خلاص.
**فيصل:** مالك بتهتي كده؟ ليه عرقتي؟
**نجاة:** أصل حضرتك أول مرة تتعصب عليا، وأنا مش متعودة على كده...
**فيصل بهدوء:** مش قصدي أتعصب عليكي، بس أنا راجل البيت هنا. مش عايز أسمع حاجة عن مصاريفك تاني، مفهوم؟
**نجاة:** حاضر يا أبيه.
وبعد ما خرجت نجاة من الغرفة، فيصل وقف يفكر فيها. يسرح في ملامحها. يبتسم وهو فاكّرها، إلا إن وعد دخلت عليه بابتسامة:
**وعد:** إيه يا فيصل، سرحان في إيه؟ ولا في مين؟
**فيصل بابتسامة متوترة:** لا مفيش، كنت بفكر في حاجات.
**وعد بنظرة فاحصة:** شكلك بتفكر في نجاة، صح؟ الزمن ده مش بيفوت حاجة على حد.
البارت 12
وعد طلعت من الأوضة، سايبة فيصل في دوامة من الأفكار والمشاعر المتضاربة. مشيت ورا نجاه اللي كانت واقفة في المطبخ سرحانة في اللي حصل قبل كده...
وعد: بتعملي ايه هني يا نجاه؟
نجاه: بعمل كوبايتين شاي وشوية فايش لبيه فيصل.
وعد: غريبة، كنت لسه عنده ومطلبش مني حاجة ولا قالي حاجة.
نجاه: لا، ماهو انتي عارفة إنه بيحب يشرب الشاي وهو بيشتغل، وكمان بيحب ياكل الفايش جمبه. ومحدش يزعجه طول ماهو مقفل على نفسه في مكتبه.
وعد بابتسامة: وإيه تاني يا نجاه...
نجاه: ويحب العيلة كلها تتجمع ع السفرة، والشاي دايمًا يكون سخن و...
التفتت نجاه لوعد، والضحكة كانت عالية على وشها، لكن فجأة حست بالخجل الشديد...
نجاه: مانتي عارفة زين أخوكي. بتسأليني ليه؟
وعد: صح، فيصل أخويا، وبعرفه كويس، بس أول مرة أشوف حد حافظه كده غير أمي...
اتحرجت نجاه جامد وقالت: مش للدرجة دي، الرك ع العشرة. أنا كنت بجيكم كتير، علشان كده.
وعد: صح، العشرة هي السبب. أنا ليا الله 😂.
نجاه: إنتي مدلعة، علشان كده متعرفيش حاجة. وبعدين، خدّي انتي الشاي والفايش، أنا رايحة أذاكر.
وعد: والله ما ينفع، إنتي اللي هتوديه، وأنا هسبقك الأوضة عشان نذاكر مع بعض.
وتركتها وعد ومشت، رغم إن نجاه كانت بتنادي عليها إنها ما تمشيش. بس وعد مشيت. ونجاه فضلت واقفة، مش عارفة تعمل إيه. الخجل كان مسيطر عليها من كلام وعد ومن اللي حصل قبل كده. وبدأت تفكر: "هو يا ترى فيصل خد باله زي ما وعد لاحظت؟ ولا لأ؟"
فضلت سرحانة في أفكارها لحد ما لقت نفسها قدام باب أوضة فيصل، والشاي في إيديها بيترعش من التوتر. اتنهدت وقررت إنها تدق على الباب.
نجاه: بسم الله... (دقت على الباب بخفة)
فيصل من جوه: ادخلي يا نجاه.
دخلت نجاه بحذر وهي ماسكة الصينية، وحطتها على المكتب قدامه. فيصل كان لسه سرحان في أفكاره، لكن لما شافها، ارتسمت ابتسامة صغيرة على وشه.
فيصل: شكرًا يا نجاه.
نجاه بخجل: العفو يا بيه، لو عايز حاجة تانية قولي.
فيصل: لا، كتر خيرك. خلي الشاي سخن بس.
نجاه: حاضر، هخلي بالي.
طلعت نجاه بسرعة من الأوضة وهي حاسة بقلبها بيدق بسرعة. "إيه اللي أنا فيه ده؟" كانت بتفكر وهي ماشية في الممر. مش عارفة إذا كان اللي هي حاسة بيه ده حاجة حقيقية ولا مجرد وهم. "هو أنا ممكن أكون حبيته بجد؟" السؤال ده كان بيطاردها كل مرة تقرب من فيصل.
في نفس الوقت، فيصل كان ماسك الكوباية الشاي وبيبص فيها وكأنها هتجاوبه على أسئلته الكتيرة. هو نفسه كان محتار. "أنا ليه دايمًا حاسس بحاجة مختلفة لما نجاه تكون حوالي؟" كانت الأفكار دي بتتعبه، خصوصًا إنه مش عايز يظهر ضعيف قدام وعد أو أي حد من العيلة.
وبينما كان الاتنين في دوامة مشاعرهم وأفكارهم، وعد كانت بتراقب من بعيد وهي بتحاول تمسك نفسها من الضحك. "يستاهل اللي بيحصله"، قالت في نفسها وهي متوجهة للأوضة عشان تحضر الكتب للمذاكرة.
بعد شوية، دخلت نجاه الأوضة بتاعتها وحطت نفسها على الكرسي، وهي مش عارفة تركز في أي حاجة. حاولت تمسك الكتاب وتذاكر، بس مخها كان مشغول بفكرة واحدة: "هو فيصل حاسس بي؟"
وعد كانت مستمتعة بالموقف كله. حست إنها المرة الأولى اللي تشوف فيها نجاه وهي متلخبطة كده. كانت دايمًا شجاعة وقوية، بس دلوقتي، خجلها واضح.
وعد بابتسامة: إيه يا نجاه، مش قادرة تذاكري ولا إيه؟
نجاه: لا، لا... قادرة. بس... يمكن محتاجة شوية وقت.
وعد: شوية وقت؟ شوية وقت لإيه؟ علشان تفكري في اللي في قلبك، صح؟!
نجاه احمر وشها من الخجل وقالت بصوت واطي: يا بت ما تتكلميش كده... مفيش حاجة في قلبي!
وعد ضحكت وقالت: آه، أيوة، مفيش حاجة. بس أنا عارفة إن في حاجات كتيرة في قلبك، بس إنتي مش عايزة تعترفي بيها.
نجاه حاولت تغير الموضوع وقالت: خلاص بقى، نذاكر ولا هتفضلي تقولي كلام في الهوا؟
وعد وهي تفتح الكتاب: طيب ماشي، نذاكر... بس أنا عارفة إن اللي في قلبك مش هيسيبك في حالك.
عدت شوية وقت، وهم قاعدين يذاكروا، بس نجاه كانت كل شوية سرحانة في أفكارها.
وعد فضلت تراقب نجاه وهي بتحاول تذاكر، لكن عينها كانت بتتلمع من الحماس، عارفة إن نجاه مش قادرة تركز. بعد شوية، فجأة وعد سابت الكتاب وقالت بضحكة خفيفة:
وعد: يا بنتي، حرام عليكي! إنتي مش بتذاكري ولا حاجة، مخك كله مع فيصل. ما تخلصي وتريحي دماغك.
نجاه بتوتر: إيه يا وعد؟ إيه الكلام ده؟ مفيش حاجة زي ما بتقولي.
وعد بابتسامة مكر: أيوة، أيوة. مش أنا اللي قاعدة سرحانة طول الوقت ومش قادرة تذاكر. خدي نصيحتي: روحي كلميه. ساعات الواحد بيكون محتاج بس إنه يعبر عن اللي جواه عشان يرتاح.
نجاه حاولت تضحك ع الموضوع وقالت: يا بنتي ده أخوكي! أنا مالي وماله؟!
وعد: أيوة، هو أخويا... بس ده ما يمنعش إنك ممكن تكوني معجبة بيه. وبصراحة، شكلك مش قادرة تخبي اللي في قلبك أكتر من كده.
نجاه بصت لتحت، عارفة إن كلام وعد صحيح، بس لسه مش قادرة تعترف. الخجل كان مسيطر عليها، وكلام وعد خلّاها تحس إنها مكشوفة تمامًا. فجأة، وهي قاعدة بتفكر، صوت الموبايل قطع اللحظة. نجاه شافت الرقم ورفعت السماعة بسرعة.
نجاه: ألو... آه يا مي... أيوة، أنا كويسة... هتأخر شوية، لسه عند وعد... تمام، ما تقلقيش، سلام.
وعد باستغراب: مي بتكلمك دلوقتي ليه؟
نجاه: كانت بس بتطمن عليا. عارفة إني قاعدة هنا بذاكر.
وعد: كويس إنها بتسأل. طيب إيه رأيك بقى؟ هنكمل مذاكرة ولا نفضل نلف وندور حوالين الموضوع؟
نجاه بتنهيدة: بصراحة يا وعد، أنا... مش عارفة أقولك إيه. يمكن إنتي صح. يمكن أنا فعلاً معجبة بفيصل. بس ده مستحيل يحصل! هو أكيد مش بياخد باله من حاجة. ده حتى يمكن بيعتبرني زي أخته الصغيرة.
وعد: ومن قالك كده؟ يمكن هو كمان حاسس بحاجة، بس مش عايز يعترف. أوقات الرجال بيكونوا كده، عايزين يبانوا أقوياء ومش عايزين يظهروا أي مشاعر.
نجاه: لا، لا. ده كلامك إنتي. أنا مش مصدقة إن فيصل ممكن يحس بأي حاجة تجاهي. هو دايمًا مشغول بأشغاله ومالهوش في الكلام ده.
وعد: أنا بس بقولك تفتحي قلبك، مش أكتر. الحياة قصيرة، ومافيش داعي تضيعي وقتك في التفكير. اللي في قلبك قولي عليه، وخلّي الباقي على الله.
نجاه ابتسمت بخجل وقالت: يمكن يكون عندك حق، بس مش دلوقتي. لسه مش قادرة.
وعد: مفيش مشكلة. بس خلي بالك من حاجة... مش دايمًا الفرص بتيجي، وأوقات بتضيع من غير ما نحس. فكري كويس.
نجاه بصت لوعد وهي حاسة بامتنان كبير. كانت محتاجة تسمع الكلام ده، حتى لو كان صعب. بعد شوية، قررت إنها تحاول تركّز وتذاكر فعلًا، بس عقلها كان لسه معلق بفيصل، وفكرة إنها ممكن تكون حاسة بحاجة حقيقية تجاهه.
في نفس الوقت، فيصل كان قاعد في مكتبه، بيقلب في الورق قدامه، لكن تركيزه مكنش في اللي بيعمله. فكرة نجاه ما كانتش بتفارق ذهنه. كانت بتظهر قدامه كل ما حاول يشتغل أو يفكر في أي حاجة تانية. "ليه كل مرة أشوفها، بحس بشيء غريب؟" سأل نفسه.
الأسئلة دي بدأت تبقى مزعجة ليه. مش متعود على إنه يفكر في مشاعره بالشكل ده، ومش متعود على إنه يحس بالحيرة دي. بس حاجة واحدة كانت واضحة: نجاه بقت جزء من حياته بشكل أكبر مما كان يتوقع. فكر للحظة إنه يمكن لازم يكون صريح مع نفسه، زي ما كان دايمًا صريح مع الناس اللي حواليه.
وقتها، قرر إنه يقوم من مكتبه ويروح يشوف أخته وعد ونجاه. "يمكن الكلام مع حد يساعدني أفهم اللي بيحصل"، قال لنفسه.
خرج من الأوضة متوجه ناحية أوضة وعد. لما قرب، سمع صوت ضحكهم من جوه. وقف برا شوية، محرج إنه يقطع اللحظة، لكن في الآخر قرر يدق على الباب.
فيصل: ممكن أدخل؟
وعد وهي بتضحك: طبعًا يا فيصل، تعال.
دخل فيصل وبص لنجاه ووعد اللي كانوا قاعدين، لكن عينه راحت على نجاه، واللي فجأة قامت بسرعة كأنها مش عارفة تتصرف.
فيصل بابتسامة: كنت بقول أجي أشارككم الشاي والمذاكرة.
وعد بابتسامة مكر: أهلا وسهلا يا أخويا، بس خلي بالك، الشاي والفايش اللي بتحبهم لسه سخنين.
نجاه خجلت أكتر وقالت بسرعة: أنا هقوم أجيب حاجة من المطبخ.
لكن قبل ما تمشي، فيصل ناداها وقال بهدوء: نجاه... خليكي.
**البارت 13
فيصل بصوت هادي: نجاة .. خليكي، هنادي على فاطمه تعمللي شاي وخليني أشوف بتذاكروا إيه ووصلتوا لغاية فين...
نجاة بتوتر: لا لا أصل أنا رايحة الدرس، مي كلّمتني ومستنياني ولازم أمشي دلوقتي...
وتطلع من الأوضة بسرعة وخجلها كان ظاهر عليها، وفيصل واقف يهرش في آخر شعره ويبتسم على كلمة "وعد"...
وعد: إيه يا أبيه فيصل، مش هتقعد تذاكر معايا وتشوف مذاكرتي ولا خلاص عندك شغل ضروري دلوقتي؟
وتحاول تخفي ابتسامتها على مظهره وهو واقف متوتر ومش عارف يعمل إيه...
فيصل: لا مفيش شغل ولا حاجة، أنا كنت جاي أطمن على مذاكرتكم، تعالي وريني عملتي إيه في المذاكرة...
يمسك بالكتب ويقلب صفحاتها وهو مش مركز خالص وباله مشغول، ووعد تحاول تداري ضحكتها بصعوبة...
وعد: إنت كويس يا أبيه؟ شكلك مش مركز، في حاجة شغلاك أو بتفكر في حاجة، أساعدك فيها؟ ولا بتفكر في حد يعني؟
فيصل: ها؟ لا، أبداً، بس القضية اللي معايا شغلاني وعمك إبراهيم كمان وتهديداته مقلقة لي...
إنتِ تعرفي مين مي دي اللي بتاخد عندها نجا الدرس؟
وعد: أيوة أعرفها، بس ليه؟ يعني بتسأل عليها ليه، هي على طول في بالك كدا؟
فيصل: تقصدي مين يا بت؟ وطالما تعرفيها ليه مش بتاخدي درس معاها؟
وعد تحاول تكتم ضحكتها: بقصد القضية يا أبيه، أولا مي دي صاحبة نجاة مش صاحبتي، والمستر اللي بيديهم، أنا مش بفهم منه ولا بحبه، علشان كدا مش باخد معاها الدرس ديه...
فيصل: أمال ليه نجاة بتاخد معاه وهي بتفهم منه وإنتِ لا؟ ولا يكوني بتدلعي ولا بتذكري ولا حاجة...
وعد: والله أبداً يا فيصل، نجاة اسم الله عليها مش بتحتاج شرح أوي، أما أنا عايزة حد يشرحلي كتير وبالتفصيل علشان أفهم، والبت مي دي مبحبهاش، عيلة ملزقة كدا، هي وامها وأخوها كلهم كدا ملزقين...
فيصل بعصبية: أخوها؟! هي نجا بتاخد عندها الدرس في البيت وأخوها بيكون موجود؟
وعد بتوتر: أهدى يا فيصل، هو مش دايماً بيكون موجود، وبعدين دا أصغر مننا بسنة ولا حاجة يعني، وبعدين نجاة مش تسمح لحد يتطاول عليها، وهو أصلاً زي ما قولتلك مش دايماً بيكون موجود...
فيصل: والله أنا لسه هستنى لما يتطاول عليها وهي تسمح ولا لا؟ فين بيت اللي اسمها مي دي؟... أنا غلطان إني سبتلها السايب في السايب أكديه.
وعد بخوف من عصبية أخوها: اهدى يا فيصل، مش أكديه، واعقل كدا وشوف إنت بتقول إيه وعلى مين، ها...
فيصل بعصبية زياده: بقول إيه يعني؟ وعلى مين إيه؟ مش الحقيقة الغلطة غلطي من الأول. انجزى وقولي البيت فين...
وعد بخوف: عارف بيت عمك أبو سالم؟ ...وهنا اغتاظ فيصل أكتر من سماعه الاسم فقط.. كملت وعد كلامها: هو بقى البيت اللي بعده ببيتين على الشمال...
يطلع فيصل وهو ماسك طرف جلابيته الصعيدية والعصبية زي الشرارة بتنط من عينيه، وتجرى وراه وعد وتحاول تهديه...
وعد: بالله عليك يا فيصل، اهدى... طب بقولك، استنى، أنا جايه معاك...
لكن هو مش سامع منها حاجة، وكمل وخرج من الدوار وركب عربيته وطار بيها على بيت مي. عند الوصول للبيت شاف اللى زاد عصبيته أكتر لدرجة إنه مبقاش شايف قدامه...
نجاة واقفة على باب الدوار والمدرس واقف قدامها وحاطط إيده على كتفها. لمح أخو مي وأبوها قاعدين في المندرة. نزل من العربية وجرى على نجاة...
فيصل وهو يمسك بيد نجاة بقوة: إنت واقفة أكديه ليه؟ مش الدرس خلص، مش رجعتي على البيت ليه على طول؟
وينظر للمدرس بغيظ وعصبية لدرجة إنه المدرس نفسه توتر من نظرات فيصل...
وجرّ نجاة للعربية ورماها بداخلها بقوة وساق راجع للبيت. وأول ما وصل فتحت نجا باب العربية وطلعت تجري على الدوار...
نجاة ببكاء: ستي... يا ستي.
ويدخل فيصل وراها وينادي عليها: بت يا نجاة... انتي يا بت تعالي هنا...
تستخبى نجاة ورا ستها فوزية...
فوزية: إيه؟ في إيه مالكم صوتكم عالي أكديه ليه؟ وانتي مالك بتعيطي وخايفة كدا ليه؟
فيصل: والله ما أعرف، اسأليها، شوفي الست هانم وعمايلها معانا.
فوزية: في إيه يا نجاة؟ إيه اللي حصل؟ حد فيكم يحكي وينطق.
فيصل بعصبية: الست هانم رايحة تاخد درس في بيت فيه رجالة، ومش بس كدا، لا كمان واقفة مع راجل في الشارع وحاطط إيده على كتفها وهي واقفة ساكتة... بصي يا بت، إذا كان أبوكي معودك على كدا علشان ترضي صحابه لما يجوا الدار، احنا معندناش الكلام ديه فاهمة؟ وإذا مكنتيش تعرفي الصح من الغلط، ملكيش خروج من الدوار خالص. فاهمة؟ أما توطي راسنا وتجيبلنا الكلام، اهو دا اللي مش اسمح بيه طول ما أنا عايش على وش الدنيا، سامعة؟ قولي حاضر...
فوزية بصوت عالي: اخرس! أخص عليك! إيه اللي انت بتقوله ديه؟ انت اتجننت ولا إيه؟ أنا ربيتك وعلمتك على كدا؟ يا خسارة تربيتى فيك، يا فيصل، بقى دا كلام تقوله على بنت عمتك، رباية إيدينا احنا مش أبوها! أخص، غور من وشي، مش عايزة أشوفك قدامي...
فيصل باستغراب: بتشخطي فيا أنا يا ستي علشانها؟ بتشجعيها يعني؟ ولا إيه؟ بقولك أنا شفت الرجالة اللي في الدوار بعيني دول، وشفتها وهي واقفة في الشارع والراجل حاطط إيده على كتفها! وبعدين أختي اللي تربيت إيدينا صحيح رفضت تروح للمدرس والمكان دا بسبب الرجالة اللي في البيت واحترمت نفسها، أما دي فسايقاها علينا ومش هاممها حد خالص ولا عاملة حساب لحد نهائي! وانتِ بدل ما تديها كفين على وشها يعقلوها، بتشخطي فيا أنا يا ستي؟
فوزية: واديك بالجزمة كمان لو مش احترمت نفسك. عيب اللي بتقوله ديه... هي كانت في البيت بتاخد الدرس لوحدها ولا في بنات تانية بتاخد معاها؟ وحتى لو لوحدها، متقولش عليها أكديه! خليت إيه للغريب يقوله؟! وعجبك شكلها كدا وهي بترتعش وخايفة وبتعيط؟ البت دي احنا أخدناها من أبوها وعيلته علشان اللي بتعمله دي. البت دي حرام، خلاص شبعت ضرب وخوف ورعب. أنا أخدتها علشان أعوضها ومش أخليها تعيشهم تاني، فاهم؟ وانت لو مش عاجبك الباب يفوت جمل! أما لو شفتك بتزعق فيها أكديه تاني، متلمش إلا حالك، فاهم؟ البت دي تحت وصايتي أنا، وأنا بس اللي من حقي أحاسبها، مفهوم؟ يلا غور من وشي!
نجاة من وسط بكائها: استني يا ستي، أنا عايزة أقول حاجة. أولاً، أنا مكنتش لحالي في بيت مي، بناخد درس، كان في معانا 3 بنات غيري أنا ومي، بس أنا لميت حاجتي قبليهم وخرجت وهما كانوا لسه بيلمو حاجاتهم جوه. واسألي وعد لو مش مصدقني، هي عارفة أنا باخد درس مع مين بالظبط. أما الرجالة اللي في الدوار دول، كانوا في المندرة، واحنا بناخد الدرس فوق في الشقة اللي فوق ومعانا أم مي. وهما كانوا تحت. أما الراجل اللي كان حاطط إيده على كتفي كان المدرس بتاعنا، سالنى ليه لابسه اسود فى اسود اكديه وعرف ان امى ماتت وكان بيعزينى ويواسينى وبيقولى انه ممكن يعيد شرح الدروس اللى فاتتنى واكديه وبس ياستى اللى حصل والله اما انا عارفه حدودى ومتربيه زين واذا ابويا بعمايله دى عرفت اصون شرفه وعرضه فاكيد هعمل كدا هنا كمان وانا مش بعمل حاجه غلط وفعلا انا هقعد فى اوضتى ومش خارجه منها تانى مش علشان انا غلطانه لا علشان مش اجيب لنفسي الزعيق والخناق والكلام العفش ديه من هنا لحد السنه ماتخلص هذاكر لحالى ومش عايزه دروس واصل..
فوزية بحنية وهي بتطبطب على كتف نجاة: اهدى يا بتّي، أنا عارفة إنك شاطرة ومش غلطانة. وبعدين إزاي يعني مش هتخرجي ولا تروحي دروسك؟ إحنا عايزينك تنجحي، دي سنة تانية ثانوي مش هزار...
نجاة بتحدي: متقلقيش يا ستي، هنجح وأجيب مجموع، مع إن السنة دي تانية عادية يعني، بس أوعدك هجيب مجموع وهذاكر لوحدي ومش هاخد دروس. أنا وعدت أمي إني إذاكر وأجيب مجموع حلو، ومش هخلي أي حاجة تكسّر الوعد ده. وعن إذنك يا ستي، أنا طالعة أغيّر هدومي...
وطلعت نجاة السلم على أوضتها وهي بتعيط بشدة، وفوزية بصّت لفيصل بخذلان، وقالت: "إنت يا فيصل تطلع منك كده؟ تقول كده؟ اخص عليك وعلى تربيتك! مبسوط إنت كده باللي حصل ديه؟"
فيصل بتردد: "ماهو يا ستي، حطي نفسك مكاني، لما أعرف إن الواد أخو البت مي عيل مش مظبوط، وكمان الدرس جنب بيت أبو سالم، وإنتِ عارفة كويس مين أبو سالم وعمل إيه قبل كده. أروح أجيبها ألاقيها واقفة كده في الشارع مع راجل غريب. أعمل إيه؟ الدم غلي في عروقي! ومن حقي يعني..."
فوزية بعصبية: "لا، مش من حقك. إنت ابن خالها وفي مقام أخوها الكبير يعني سندها! يعني لو شفتها بتعمل حاجة غلط، تكدّب عينيك كمان! إنت عايز البت تفقد الثقة فينا وتخاف مننا؟ المرة اللي فاتت هربت من أبوها وجات لنا، المرة دي هتهرب مننا تروح لمين ولا فين؟ مش كفاية اللي شافته من أبوها والعذاب اللي هناك. أنا بنت سميحة بنتي مش هتتهان تاني ولا يحصل معاها أي حاجة من اللي حصلت ديه. ولحد ما الموضوع ده يتحل، لسانك ما يخطبش لساني يا فيصل، مفهوم؟"
وسابته ومشيت، وتركته في حيرة وتضارب بين مشاعره وكلام سته، مع إنه مش عارف يعمل إيه ولا يصلح الوضع إزاي. لكن في الناحية التانية كانت نجاة في أوضتها بتبكي بشدة، ووعد كانت بتخبط على باب الأوضة وتكلمها، لكن نجاة ما ردتش عليها، مما دفع وعد بعصبية للذهاب لفيصل ودخلت عليه مكتبه فجأة...
وعد: "ممكن أفهم إيه اللي إنت عملته ده؟ وليه أصلا؟ وعجبك كده؟ البت حابسة نفسها في الأوضة بتعيط، وحتى أنا مش عايزة ترد عليا! إنت نسيت إن أمها لسه متوفية ما كملتش أسبوع؟ وأبوها والقضية اللي رفعها والمشاكل وأخوها واللي كان بيعمله فيها! تيجي إنت وتكمل عليها؟ وأنا اللي كنت مراهنة عليك إنك تعوضها! طلعت زيهم، ومش تفرق عنهم. كلكم كده عايزين تسيطروا علينا وخلاص! ولو عملنا أي حاجة نبقى غلطانين من غير حتى ما تسمعونا. إنت بتقول إنك غير عم إبراهيم وكمال؟ لا! إنت بتضحك على نفسك! إنت زيهم بالظبط بس بشكل حضاري أكتر! زي ما عمل عم إبراهيم مع عمته سميحة، جاه وهو في لبس الراجل المتعلم الجامعي، وفي الآخر طلع ميفرقش أي حاجة عن أي فلاح جاهل بيجرّ جاموسته! وعلى فكرة، أخو البت مي مش ملزق ولا بيتعرض لنا ولا حاجة! وأهل البت مفيش أحسن منهم ولا أكثر أدب. أنا قلت كده بس عشان تغير على نجاة وتفهم إنك بتحبها قبل ما تروح منك، بس إنت عملت اللي يضيّعها بإيدك! متجيش بعد كده وتندم!"
وسابت المكتب وخرجت، وفضل فيصل واقف مكانه، حاسس بصاعقة نزلت على دماغه، وتضارب مشاعره بين الغيرة والندم والعصبية، وكلام وعد فتح له حاجات كتير كان غافل عنها...
اابارت14
فضل فيصل يفكر في كلام وعد وكلام سته فوزية ويتكلم مع نفسه: "هو أنا فعلا غيران عليها؟ طب أنا غلطت برد فعلي دا؟ طب أنا ليه عملت كده؟ علشان هي زي أختي ولا حاجه تانية وكنت غيران؟ وممكن فعلا أكون زي عم إبراهيم زي ما وعد بتقول ولا لأ؟ إيه دا؟ أنا مش عارف أعمل إيه والصح فين والحقيقة فين، ومش قادر أحدد مشاعري...".
فجأة يقطعه صوت فاطمة بتنادي عليه للغدا... يطلع فيصل ويقعد على الطبلية ويلاحظ غياب نجاة.
فيصل: "هي أمي فين؟ وباقي العيلة؟".
وعد ترد بعد ما تجاهلت فوزية: "أمي بتأكل جدك جوا... وأبوك انت عارف نزل يبيع المحصول مش هيرجع قبل أسبوع...".
فيصل: "آه... صح أنا نسيت"، وعيونه تحوم حوالين الدار يفتش عن شخص معين.
وعد: "عن إذنك يا ستي، أنا قايمة...".
فوزية: "ماشي يا حبيبتي... ركزي كويس في مذاكرتك".
فيصل: "أنتِ ما كلتيش يا وعد، رايحة فين؟".
وعد: "أنا هجاوبك بس علشان عيونك اللي تعبت من كتر اللف عليها، طالعة أكل مع نجاة فوق علشان مش راضية تطلع من أوضتها".
فيصل: "عيون إيه والكلام دا اللي بتقوليه؟ دا أنا غلطان اللي سألتك! إن شاء الله عنك ما طفيتِ... لسانك بقى طويل يا وعد ودا آخر إنذار ليكي، فاهمة؟".
ويسيبهم ويروح المكتب وهو بيزعق: "عاااايز شاي حالًا...".
تطلع سعاد أم فيصل: "إيه في إيه؟ ماله فيصل ولدي بيزعق كده ليه؟".
وعد: "علشان الحقيقة بتتعب شويه، وابنك طول ما هو ما كبر دماغه كده هيفضل يتعب، والأيام مش هتسيب حاجة لحد...".
وتطلع وعد لغرفة نجاة وتحاول تخليها تاكل... إنما تحت، فيصل في المكتب وتدخل عليه فاطمة بالشاي.
فيصل: "إيه ده؟ فين الفايش اللي مع الشاي؟".
فاطمة: "حضرتك ما قلتليش يا سعادة البيه، هروح أجيبهولك على طول".
فيصل: "هو أنا لازم أقول ولا إيه؟ ما نجاة كانت تجيبه من غير ما أقولها"، وهنا الكلمة ترن في ودنه... فعلا، نجاة كانت تعرف اللي محتاجه من غير ما يقول، ودي أول حاجة لازم يعرفها...
فيصل يبلع الشاي بقرف: "إيه ده يا بنتي؟ ده منظر شاي؟ مين اللي عمل الشاي ده؟".
فاطمة: "الست هانم سعاد يا بيه...".
فيصل بزعيق وعصبية: "يا مااااا... يا مااااا...".
سعاد ملهوفة من المطبخ: "إيه في إيه يا فيصل بتزعق كده ليه؟".
فيصل: "انتِ اللي عاملة الشاي ده يا ما؟".
سعاد باستغراب: "أيوه، في إيه يا فيصل يا ولدي مالك أكده متعصب اليوم؟".
فيصل: "ده شاي يا ما؟ أنا بشربه كده؟ وبعدين فين الفايش اللي معاه؟ انتِ نسيتيني ولا إيه؟".
سعاد: "أنا يا بني أنساك؟ طب إزاي؟ انت ولدي نور عيني... بس انت اللي مش بيعجبك حاجة منا خالص، لازم الست هانم هي اللي عملاها علشان تعجبك. نعملك إيه؟ حتى انت نسيت طعم الشاي بتاع أمك".
فيصل بتردد: "تقصدِ إيه يا ما؟ خلاص يا ما، سبيني دلوكِ أخلص الشغل اللي ورايا وأنا هبقى أعمل الشاي لنفسي...".
كانت نجاة داخلة المطبخ بالصدفة وسمعت حوار فيصل، ونجاة كانت تضحك وتبكي في نفس الوقت. عملت الشاي والفايش وسبتهم لفاطمة تدخلهم لفيصل بس من غير ما تقول إنها اللي عملتهم...
فاطمة تدق على الباب...
فيصل وهو مشغول بالأوراق: "اتفضل...".
فاطمة: "اتفضل يا بيه، الست هانم باعتتلك الشاي والفايش دول وبتقولك إنها خلاص ظبطت الشاي..."، وبتطلع من المكتب.
فيصل يشرب الشاي: "استني يا فاطمة، انتِ قولتي مين اللي عمل الشاي ده؟".
فاطمة بتوتر: "الست هانم يا بيه...".
فيصل بحزم: "أنهى هانم يا فاطمة؟".
فاطمة بخوف من حزمه: "الست وعد يا بيه...".
فيصل بتريقة: "وعد هي اللي عملت الشاي ده؟"، ويرجع لحزمه: "انتِ بتكدبي يا فاطمة، وانتِ عارفة إني مبحبش أكده. اتفضلي، انقلعي من هنا، ملكيش لقمة عيش معانا...".
فاطمة ببكاء: "لا يا بيه، خلاص حقك عليا يا بيه، أنا غلبانة، وماليش غيركم، دا أنا معاكم وأنا عيلة صغيرة...".
فيصل بقوة: "إلا الكذب يا فاطمة وانتِ عارفة، وآخر مرة هسالك، مين اللي عمل الشاي ده؟".
فاطمة من وسط بكائها: "الست نجاة...".
فيصل: "ومقولتيش كده ليه من الأول؟".
فاطمة ببكاء: "والله يا بيه، هي اللي قالتلي مقولكش إنها اللي عملت الشاي، وحلفتني ووصتني بكده يا بيه...".
فيصل باستغراب: "كل ده ليه؟ ما هي متعودة تعملي الشاي، ليه تحلفك علشان ماتقوليش؟".
فاطمة: "يمكن علشان زعلانين مع بعض يا بيه، أنا أمي كده يا بيه، كانت لما تزعل من أبوي الله يرحمه، تعمل الأكل وتخليني أنا أدخله ليه أو الشاي زي دلوق، لأنها زعلانة منه، بس بتبقى عايزة تهتم بيه بردو... وأنا بس سمعت كلام الست نجاة يا بيه، بالله عليك ما تمشينيش من هنا...".
فيصل: "لا خلاص، مش هتمشي، احنا أصلاً منقدرش نستغنى عنك يا فاطمة، احنا خلاص اتعودنا عليكي، بس آخر مرة تكذبي عليا، تعالي قولي كل حاجة، وما تقلقيش، أنا مش هعرف حد إنك قولتيلي ولا حاجة...".
فاطمة تجري عليه وتحب على يده: "تشكر يا بيه، ربنا يخليك ويعلي مراتبك، قادر يا كريم...".
فيصل ينتشل يده منها: "انتِ إيه اللي بتعمليه ده؟ استغفر الله العظيم، ما تعمليش أكده تاني... ويلا روحي شوفي كنتِ بتعملي إيه...".
تخرج فاطمة فرحانة إنها مش مشيت من عندهم، فهي من عمر 7 سنين وهي بتشتغل عندهم، وحاليًا سنها 20 سنة ومحتاجة للشغل بعد وفاة أبوها... أما فيصل، فكان يفكر في كلام فاطمة إن نجاة عملت كده علشان بتهتم بيه، وحس إن راسه هتنفجر من التفكير، وأخد قرار إنه لازم يحكي مع حد، فطلع لوعد وافتكر إنها عند نجاة، فانتهزها فرصة علشان يشوفها...
فيصل على باب نجاة: "يا وعد، انتِ هنا؟".
وعد: "أيوة يا أبية، اتفضل...".
نجاة تقف وتتكلم مع وعد: "أنا نازلة الجنينه تحت أكمل مذاكرتي، ولابسة عباية واسعة والحجاب على راسي، وكمان هلبس الشال الطويل علشان عارفة إن في غفر برا، وحتى لو مفيش، أنا أكده بعمل كل مرة، قولت أقولك يا وعد علشان تبقي عارفة، ومش ألاقيكي المرة دي جايباني من شعري ولا متهماني بحاجة تانية...".
وتاخد كتبها وتخرج، ولكن...
فيصل بحزم: "تعالي هنا يا نجاة، مش شايفاني واقف ولا إيه...؟".
نجاة وهي لم تلف: "خير يا أبية فيصل، عايز حاجة تانية مني؟...".
فيصل بحزم أكثر يشدها من إيدها ويلفها ليه: "عيب لما تكلمني وانتي مدّياني ضهرك كده، وإيه أبية فيصل اللي بتقوليها دي؟ وعد مش بتقولها، انتي هتقوليها؟ وبعدين إيه عاوز مني حاجة تانية؟ أنا عاوزت أولاني أصلا؟نجاة: معلش يا أبيه فيصل، كنت عايزه أروح إذاكر مستعجله، وبعدين اتعودت أقولك يا أبيه، أصلك ماقولتليش وأنا صغيرة زي ماقولت لوعد، لاختك متقولهاش تاني، سبتي أقولها، فمتجيش دلوق بعد ما لساني أخد عليها وتقول لي بطليها. وحضرتك طلبت مني ما أطلعش من أوضتي وما أخرجش من البيت، ومطلعش من أوضتي دلوقتي إلا لشديد القوي.
فيصل بحنية: يابنتي، أنا ماقولتش الكلام ده ليكي وانتي صغيرة، أنا قولته لعمتي الله يرحمها، وستك، وهما قالولي أسيبك تقوليه عشان تهابي مني وتعملي لي حساب. وأنا مكنتش عايزك تقوليها زي وعد، لإنكم انتو الاتنين معزتكم واحدة عندي. بس عمتي وستك هما اللي أصروا. وبعدين، أنا عارف إني عصبت عليكي الصبح وقلت حاجات مش صح، بس لما أنا بتعصب، مابكونش عارف أنا بقول إيه ولا بعمل إيه. وانتي ما عشرتنيش كفاية يانجاة، لأنك مكنتيش بتشوفيني غير في فترات دراستك، ودي بتكون فترات دراستي أنا كمان، بكون مسافر، ولما برجع، بتكون امتحاناتك خلصت وروحتي. علشان كدا في حاجات فيا انتي متعرفيهاش. بس عايز أقولك إنك زيك زي وعد، ولو كانت وعد مكانك كنت هقول نفس الكلام وهتصرف نفس التصرف.
نجاة محاولة منع البكاء: ونجحوا والله. أمي وستي الحمد لله، بقيت بهابك أهو وبخاف منك، مع إني الأول كنت بحترمك وبعزك، لأن مقامك عالي عندي. كنت بسمع الكلمة علشان زعلك مابيهنش عليا وعلشان بحترمك. أما دلوق، أنا بخاف منك بجد، وهسمع الكلام بدافع الخوف زي ما بعمل مع أبوي وأخويا. وانت بتقول إني زي اختك، تمام، بس لو كانت أختك مكانى كنت هتشكك فى تربيتها كده زي ما عملت معايا فاخلاقها.
فيصل بحزن: إنتي دلوقتي بقيتي خايفة مني يا نجاة؟ ليه؟ كل المعزة وكل اللي حكيتيه دا راح في عصبية واحدة وأول مرة أتعصب عليكي فيها؟ بقيت وحش ويتخاف مني؟ طب بصي، يا بنت الناس، الله يعلم إني أنا ووعد بعاملكم إزاي، ومعزتكم عاملة إزاي عندي، وبعاملكم مش زي باقي الناس اللي بعاملهم. أنا حنيتي كلها عليكم. وحاجة تانية، يا بنت عمتي، أنا قلتلك قبل كده ما تقرنيش بيني وبين أبوكي وأخوكي تاني، مفهوم؟ خليكي يا نجاة، أنا اللي هخرج. أنا كنت جاى أطمئن على إخواتي، وخلاص، اطمنت.
نجاة بقوة وهي توقف فيصل: أنا مش أختك، أنا بنت عمتك، مفهوم؟ متقولش إني أختك دي وابقى اضحك على حالك. وقول إنك مش زي أبويا وأخويا، بس لو قعدت شويه كده وشوفت هتلاقي نفسك زيهم، ما بتفرقش عنهم حاجة.
فيصل بغضب: إنتي عايزة إيه وتقصدي إيه بكلامك ده؟ مرة اتعصبت عليكي، نسيتِ كل مرة كنت بعاملك فيها إزاي؟ من مرة واحدة؟ إنتي ليه قاسية وجاحدة كده؟ ولا نسيتِ أنا بعاملك إزاي وبشوفك إزاي؟ على العموم، مش أنا اللي لازم أقعد مع نفسي. انتي اللي لازم تعملي كده، وواجهي نفسك شويه بأفعالك.
وسابها وخرج من الأوضة، وهي وقعت على الأرض، والدموع تنهمر من عيونها كالشلالات. وتجري عليها وعد وتحتضنها وتقول...
البارت15
وعد: "يا نجاة مالك ياختي؟ إيه اللي حصل؟ ليه بتعيطي بالشكل دا؟"
نجاة وهي بتبكي بحرقة: "مش قادرة خلاص يا وعد... تعبني... مش حاسة إن ليه مكان هنا، كل حاجة بقت غلط... حتى أبية فيصل، اللي كنت فاكرة إنه كبيرنا واللي كان على طول حنين، بقى زي باقي الرجالة... بيزعق ويشك فيا."
وعد وهي بتطبطب عليها: "اهدي يا نجاة، دا بس سوء تفاهم، فيصل مهوش كدا على طول، انتي عارفة كتر الضغط عليه هو اللي مخليه يتصرف بالشكل دا."
نجاة وهي تدمع: "مش بس كدا يا وعد، أنا حسيت إني فعلاً بخاف منه... مش عارفة أتعامل معاه، بقى زي سائر الرجالة اللي بيحاولوا يسيطروا علينا... واحنا اللي دايماً بنسكت وبنسكت لحد ما نوصل لنقطة الغليان."
وعد بتزفر بصوت منخفض: "عارفة يا نجاة، الدنيا مش سهلة علينا، والناس بتتغير مع الوقت، بس مش معني إن فيصل غلط مرة يبقى خلاص بقي زيه زي باقي الرجالة. ادي له فرصة يفهمك، ومش لازم تفهمي إن كل كلمة أو تصرف ضدك. انتي قوية، وأنا معاكي... وبكرة هتشوفي الأمور هتتحسن إزاي."
نجاة وهي بتسمح دموعها: "مش عارفة يا وعد، كل اللي عايزاه إني أكون مرتاحة، وأني أعرف أعيش بكرامة."
وعد وهي بتحاول تهدي الجو: "وهتعيشي بكرامة يا نجاة... إحنا اللي بنرسم حدودنا، محدش له علينا حاجة إلا بقدر اللي نسمحله بيه. لو فيصل غلط، هيعتذر... هو مش من النوع اللي بيضيع حق الناس، بس إنتي اللي لازم تعطيه فرصة."
تقوم نجاة تمسح دموعها وتاخد نفس عميق، وبعدين تقول: "طيب يا وعد، خلينا ننزل نشوف أمورنا... وميهمكيش حد تاني."
نزلوا هما الاتنين للجنينة، والهوى العليل بيرطب الجو وبيخليهم يهدوا شوية من توترهم. نجاة ابتدت تجمع أفكارها وهي بتبص للسماء، وحست إن فيه طاقة بتغمرها... يمكن كانت محتاجة الهدوء دا من بدري.
وفجأة، نسمع صوت سعاد بتنادي من بعيد: "وعد، نجاة، تعالوا ساعدوني في ترتيب الغدا."
وعد بصوت مرح: "حاضر يا امى، جايين حالاً."
نجاة تبتسم بخفة وترد: "يلا يا وعد نساعد امى سعاد، ونخلص من دوشة الحاجات دي."
وهما في المطبخ بيشتغلوا وبيساعدوا، تحس نجاة إن الأمور بتهدي شوية، لكن جواها لسه في حاجة مضايقاها... العلاقة مع فيصل مش زي الأول، مش زي ماكانت بتتمنى.
---
في الليل، وبعد ما خلصت كل شغل البيت، قعدت نجاة في غرفتها وهي بتحاول ترتب أفكارها. قعدت تفكر في كل اللي حصل النهارده، وفيصل اللي فجأة بقى عصبي وشكله مش عارف يتصرف معاها صح.
وفجأة بتسمع طرق خفيف على الباب...
فيصل بصوت هادي: "نجاة... ممكن أدخل؟"
نجاة ترد وهي بتحاول تسيطر على مشاعرها: "أيوة... اتفضل."
دخل فيصل وهو متردد، بيبص ليها بحنان واهتمام، وقال بصوت هادي: "أنا عارف إني زعلتك النهارده... وعايز أقولك إن كل اللي حصل كان غلطة مني."
نجاة ترد بقوة: "مش بس النهارده يا أبية، دا بقالنا فترة وكل حاجة بينا مش زي الأول... مش عارفة ليه كل حاجة بقت غلط؟"
فيصل يقرب منها ويقعد جنبها على الأرض: "يا نجاة، أنا فعلاً متأسف... الحياة بتاخدني في دوامات كتيرة، وبنسى إني مش لازم أتعامل معاكم كأني الراجل اللي لازم يتحكم في كل حاجة... بس صدقيني أنا مش عايزك تخافي مني."
نجاة تبص ليه بعمق: "مش عايزة أخاف منك يا أبية، بس اللي حصل خلاني أفكر في حاجات كتير... أنا مش هسمح لحد يتحكم في حياتي بالطريقة دي، مش بعد اللي شفته في الدنيا."
فيصل يهز راسه بموافقة: "معاكي حق يا نجاة، وأنا بوعِدك إني مش هكرر دا تاني. انتِ مهمة عندي، وعمري ما هسمح إنك تبتعدي عني أو تحسي إنك مش في مكانك الطبيعي... بس أرجوكِ ماتخفيش مني، أنا هنا علشانك."
نجاة تاخد نفس عميق وتقول: "أنا محتاجة وقت يا أبية... مش بسهولة أقدر أرجع زي ما كنت."
فيصل بابتسامة خفيفة: "وأنا هديكي كل الوقت اللي تحتاجيه... بس خليكي عارفة إني هنا وجنبك، دايماً."
---
الوقت عدى، والأمور بدأت تهدى شوية في البيت. وعد كانت دايماً جنب نجاة، بتحاول تهديها وتفهمها إنها لازم تعطي الدنيا فرصة إنها تتصلح. أما فيصل، فكان بيراقب من بعيد ويحاول يتغير ببطء، يدي مساحة لنجاة ويخليها تحس إنها متحكمة في حياتها.
وفي يوم، كانت العيلة كلها مجتمعة على العشا. الجو كان مريح، وكل واحد بيتكلم في موضوع مختلف. فجأة، بص فيصل لنجاة وقال بصوت هادي: "نجاة، ممكن بعد العشا نتكلم شوية؟"
نجاة ترد بدون تردد: "أيوة، طبعاً."
بعد العشا، جلسوا هما الاتنين في الجنينة، والهوى العليل بيهفهف عليهم. فيصل كان قاعد بارتياح وبيحاول يفتح كلام: "كنت بفكر في اللي قولتيهلي من فترة، عن الخوف والسيطرة... وحبيت أقولك إني بفهمك دلوقتي أكتر من الأول."
نجاة بتبتسم بخفة: "أنا مش عايزة منك حاجة غير إنك تفهمني يا أبية... مش عايزة تحكم أو سيطرة، عايزة بس أحس إني حرة."
فيصل يهز راسه بتفهم: "وأنا بوعدك، هحترم حريتك، وهحاول أكون سند ليكي، مش مصدر خوف."
الحديث بينهما استمر، وكل واحد فيهم كان بيحاول يفتح قلبه للتاني، علشان يرجعوا علاقتهم لمكانتها الطبيعية.
وفي يوم تاني، كانوا قاعدين في الصالة، وعد بتقول بصوت فرحان: "الجو النهارده حلو، ماتفكري يا نجاة نطلع نتمشى شوية؟"
نجاة ترد بابتسامة خفيفة: "أيوة يا وعد، فكرة حلوة... بقالنا كتير ما غيرناش جو."
طلعوا هما الاتنين يتمشوا في الحديقة الكبيرة اللي قدام البيت، وكانوا بيتكلموا في حاجات خفيفة، لحد ما وعد قالت: "نجاة، عارفة إنك بتحبي فيصل من زمان، بس اللي بينكوا دلوقتي فيه توتر... فكرتي إنكم تتكلموا بصراحة أكتر؟"
نجاة توقف لحظة وتبص لوعد: "ما بيني وبين أبية فيه حاجات كتيرة، يا وعد. حاسة إني مش فاهمة كل حاجة اللي بتحصل حواليا. ساعات بحس إنه لسه بيحبني وساعات بحس إنه بعيد."
وعد ترد بحكمة: "الحب ساعات بيحتاج صبر وفهم. لازم تديه فرصة يثبتلك إنه فعلاً مهتم بيكي."
في اللحظة دي، وصل فيصل من بعيد، وكان سامع جزء من الكلام. دخل عليهم وهو بيحاول يظهر بمظهر هادي: "إنتي دايماً بتعرفي إزاي تشجعيها يا وعد."
نجاة تلتفت ليه بحذر، لكنه قرب منها وقال: "نجاة، عايز أقولك إني ما زلت ملتزم بالوعد اللي قولته ليكي. وهفضل جنبيكي لحد ما تحسي بالأمان مرة تانية."
نجاة تبص ليه بعمق وتقول: "أنا عايزة أثق فيك تاني يا أبية، بس محتاجة وقت... محتاجة أشوف إنك فعلاً بتتغير."
فيصل يهز راسه بتفاهم ويقول: "هتاخدي الوقت اللي تحتاجيه... وأنا هنا، مش هبعد."
الأيام كانت بتمشي ببطء، وكل يوم كان فيه خطوة جديدة بتاخدها نجاة في رحلتها مع فيصل. كان عندها دايماً دعم من وعد وأمها، وده اللي كان بيخليها تحس إنها مش لوحدها.
وفي يوم تاني، قررت نجاة إنها تاخد خطوة كبيرة. راحت لفيصل وقالت له: "أبية، أنا جاهزة أديك فرصة تانية... بس لازم تبقى معايا في كل خطوة، ومافيش حاجة هتتصلح إلا لو كنا مع بعض."
فيصل ابتسم وقال بحنان: "أنا معاكِ يا نجاة، دايماً."
البارت 16
في الليل، الجو كان ساكت إلا من صوت الريح اللي بتحرك فروع الشجر. البيت كان هادي بعد ما كل الناس نامت، ونجاة كانت قاعدة في أوضتها بتفكر في اللي حصل خلال الأسابيع اللي فاتت. مشاعرها كانت متلخبطة بين خوفها من أبوها إبراهيم اللي حاول يضغط عليها تتجوز واحد كبير في السن، وبين حيرتها في مشاعرها تجاه فيصل. كانت عارفة إن في قضايا بين أبوها وفيصل، وإن الموضوع مش هيخلص بسهولة.
فجأة، سمعت صوت خبط جامد على الباب الخارجي. قلبها اتنفض من الخضة، وقامت بسرعة من السرير. أول ما قربت من الشباك، شافت نور العربيات المصفوفة قدام البيت. وسمعت صوت راجل بينادي من برا: "يا نجاة! يا بنتي افتحي الباب... دا أنا، أبوكي."
جسمها اتجمد في مكانها، وهي بتحاول تسيطر على خوفها. أبوها إبراهيم رجع تاني، ومش جاي لوحده، جاي مع رجالة كتير. نزلت بسرعة على السلم، وسمعت صوت سعاد بتنادي من المطبخ: "فيه إيه يا نجاة؟"
نجاة ردت بسرعة: "ابويا بره ومعاه رجالة... أنا خايفة يا خالتي!"
سعاد طلعت بسرعة، وشدت نجاة من إيدها: "تعالي ورايا، ما تخافيش. هنتصرف."
في اللحظة دي، سمعوا صوت باب البيت وهو بيتفتح بالعافية. رجالة إبراهيم اقتحموا البيت، وصوتهم كان عالي وهم بيتكلموا. نجاة مسكت إيد خالتها بإيد مرتعشة، وهم بيتحركوا ناحية الجنينية الصغيرة اللي ورا البيت.
وصلوا الجنينة، وسعاد حاولت تطمن نجاة: "اهدي يا بنتي، مفيش حد هيقدر يأذيكي طول ما أنا موجودة." فجأة، سمعوا صوت حد بيتحرك من الناحية التانية، وطلع فيصل من بين الأشجار. كان واقف بصلابة وبيحاول يسيطر على الوضع، وقال بصوت قوي: "إبراهيم، انت فاكر إنك هتاخدها كدا؟"
إبراهيم ضحك بسخرية: "إنت مين علشان تقف في وشي؟ دا بنتي وأنا هعمل اللي عايزه."
فيصل رد بقوة: "بنتك ليها حق تختار حياتها، وانت مفيش ليك سلطة عليها تاني... وأنا هنا علشان أحميها منك."
إبراهيم اتنرفز وزعق بصوت عالي: "إنت بتهددني يا وكيل النيابة؟ نسيت إني أنا اللي رافع عليك قضية؟!"
في اللحظة دي، خرجت نجاة من ورا سعاد وهي بتقول بصوت مرعوب لكن قوي: "أنا مش هارجع معاك يا أبويا... ولا هتخليني لعبة في إيدك تاني."
إبراهيم اتفاجئ ببنته وهي بتتكلم معاه بالأسلوب دا، لكن قبل ما يرد، خرج واحد من رجالة إبراهيم بمسدس من جيبه ووجهه ناحية فيصل. الجو كان مكهرب، وكل حاجة كانت بتتحرك بسرعة.
فيصل رفع إيده بهدوء وقال: "بلاش تعمل خطوة تندم عليها، دا مش هينتهي لصالحك."
لكن الراجل مكنش سامع، وضغط على الزناد. الطلقة انطلقت في الجو بسرعة، لكن فيصل كان أسرع، زاح نجاة وسعاد بسرعة ناحية الأرض، والطلقة عدت من جنبهم.
الجو اتقلب لحالة من الفوضى، رجالة إبراهيم هجموا على البيت، لكن فيصل كان مستعد، وخرج رجالة من ورا الشجر كانوا محضرين للمعركة. التحام سريع حصل، والأرض اتملت بصوت الضربات والصراخ.
نجاة كانت محمية ورا سعاد، بس مش قادرة تسيطر على الخوف اللي بيجري في عروقها. شافت فيصل وهو بيواجه واحد من رجالة أبوها، وبيحاول يسيطر عليه من غير ما يضره. كان واضح إن فيصل مش عايز الأمور توصل للدم.
إبراهيم كان واقف بعيد، ووشه مليان غضب، بيشوف كل اللي بيحصل وهو مش قادر يصدق إن بنته وقفت ضده بالشكل دا. حاول يتحرك ناحية نجاة، لكنه وقف مكانه لما شاف فيصل بيتحرك نحوه بعد ما خلص معركة صغيرة مع واحد من رجاله.
فيصل وقف قدام إبراهيم، وقال بصوت هادي لكنه مليان قوة: "دا آخر إنذار ليك، يا إبراهيم
في الأيام اللي تلت الليلة العصيبة دي، كانت نجاة بتحاول تلاقي لنفسها مساحة من الهدوء، لكنها كانت عارفة إن المواجهة مع أبوها إبراهيم مش هتنتهي بسهولة. إبراهيم كان معروف في البلد بسلطته وفلوسه، وده اللي كان بيخليه يقدر يضغط على أي حد علشان ياخد اللي عايزه. ومن هنا كانت معركة نجاة الحقيقية مش مجرد الهروب من جواز بالإكراه، لكن كانت معركة عشان تتحرر من سيطرة والدها بالكامل.
**في النهار اللي بعده**
قعدت نجاة في الجنينة اللي ورا البيت مع وعد وسعاد، كانت بتفكر في اللي حصل، وبتحاول تستوعب كيف إن أبوها إبراهيم كان مستعد يضحي بيها علشان مصالحه الشخصية. وعد كانت قاعدة جنبها بتتأمل السماء وهي بتحاول تهديها: "عارفة يا نجاة، ساعات الدنيا بتضغط علينا بس علشان تورينا قد إيه إحنا أقوى مما كنا فاكرين."
نجاة كانت بتبص في الأرض، لكنها رفعت راسها بعد شوية وقالت: "إنتي عارفة يا وعد، أنا عمري ما فكرت إن الأمور هتوصل لكدا. طول عمري كنت شايفة أبويا رجل قوي، لكني مكنتش أعرف إنه ممكن يستخدم قوته ضدي."
وعد بابتسامة صغيرة: "القوة مش دايماً في العضلات والسلطة يا نجاة، القوة الحقيقة في إنك تقدر تقفي على رجلك حتى لما كل الدنيا تحاول توقعك."
نجاة هزت راسها وهي بتفكر في كلام وعد، وحست إنها لازم تبدأ تواجه مشاكلها بطريقة مختلفة. لازم تبدأ تفكر في مستقبلها بعيد عن سيطرة أبوها، وعن الحياة اللي كان بيخطط لها.
**بعد مرور أسبوعين**
كانت الأمور هديت شوية في البيت، بس المشاكل القانونية كانت لسه موجودة. إبراهيم كان رفع قضية ضد فيصل واتهمه بالتزوير واستغلال منصبه كوكيل نيابة. القضايا دي كانت بتزيد الضغط على الكل، خصوصاً إن إبراهيم كان بيلعب اللعبة دي بذكاء. استخدم نفوذه وعلاقاته علشان يضيق الخناق على فيصل.
لكن فيصل، رغم الضغط، كان هادي وواثق من نفسه. كان عارف إن إبراهيم بيلعب لعبة خطيرة، لكن كان عنده إيمان قوي إن الحق هيظهر في الآخر. في يوم من الأيام، جلس فيصل مع محاميه في المكتب، وبدأوا يناقشوا التفاصيل القانونية للقضية.
المحامي قال بصوت جاد: "يا فيصل، إبراهيم عنده علاقات كتير، وبيستخدم كل وسيلة علشان يضغط عليك. لازم نكون مستعدين لأي تطورات مفاجئة."
فيصل رد بثقة: "أنا عارف يا أستاذ، بس مفيش أي دليل حقيقي على الاتهامات دي. إبراهيم بيحاول يهددني علشان يرجع بنته، ودي حرب نفسية أكتر منها قانونية."
المحامي ابتسم وقال: "الورق والقانون في صفك، لكن محتاجين نكون حذرين. إبراهيم مش سهل."
**في نفس الوقت، في بيت إبراهيم**
إبراهيم كان قاعد في مكتبه، بيشرب شايه وبصص في الأوراق قدامه. كان باين عليه الغضب من فشل خطته الأولى للسيطرة على بنته. هو كان عارف إن رجاله مقدروش يعملوا اللي هو كان عايزه، وإن الأمور خرجت من تحت سيطرته. لكن دا مكانش هيوقفه. كان مصمم يرجع بنته بأي طريقة، حتى لو اضطر يستخدم كل نفوذه علشان يأذي فيصل ويكسره.
أخذ إبراهيم نفس عميق وقرر إنه يستخدم ورقة جديدة. كان عنده خطة إنه يضغط على نجاة بطريقة تانية، مش عن طريق الرجالة أو المواجهة المباشرة، لكن عن طريق نشر إشاعات حوالين سمعتها في البلد. إبراهيم كان عارف إن الكلام ممكن يكون أقوى من أي سلاح، وإنه لو نجح في تلويث سمعتها، هتضطر ترجعله علشان تحمي نفسها من كلام الناس.
**التحرك الجديد لإبراهيم**
في خلال الأيام اللي جاية، بدأت تنتشر إشاعات غريبة في البلد حوالين نجاة. الناس بدأوا يتكلموا عنها، يقولوا إنها هربت من بيت أهلها علشان تتجوز واحد غريب عنها، وإنها مش بتحترم تقاليد العيلة. الكلام كان بيزيد يوم عن يوم، ونجاة بدأت تحس بالضغط ده. كانت كل ما تخرج تحس بنظرات الناس عليها، وتسمع الهمسات اللي بتدور حوالين شخصيتها.
في يوم، نجاة رجعت البيت وهي منهارة، ودخلت على سعاد وقالت: "خالتي، الكلام اللي بيدور حواليا مش سايبني في حالي... الناس بقت تشك فيا وبتبصلي نظرات مش قادرة أتحملها."
سعاد طبطبت عليها وقالت: "يا بنتي، الناس دايماً بتتكلم، والمهم إنتِ تكوني واثقة في نفسك، وتعرفي إن اللي بيقولوه مش هو الحقيقة. اللي يحبك بجد مش هيسمع كلام الناس."
لكن نجاة كانت متأثرة جداً بالكلام اللي بتسمعه. كانت بتفكر إنها ممكن تكون مضطرة ترجع لأبوها علشان تخلص من كل الضغوط دي. لكنها كل مرة تفتكر إزاي كان أبوها بيحاول يسيطر عليها، تفتكر إنها لازم تقف وتواجه بدل ما تهرب.
**المواجهة مع فيصل**
بعد فترة من التفكير، قررت نجاة إنها تواجه فيصل وتتكلم معاه عن اللي حصل. راحتله وهو قاعد في مكتبه في البيت، وقالت: "أبية، أنا مش عارفة أعمل إيه... الناس بتتكلم عني وكأني عملت جريمة. مش عارفة أتحمل الكلام دا."
فيصل بص ليها بحنان وقال: "أنا عارف إن الوضع صعب، لكن إحنا هنعدي المرحلة دي مع بعض. اللي حصل كان بسبب أبوكي، وهو اللي ورا الإشاعات دي. عايزك تضعفي وتستسلمي علشان ترجعي له."
نجاة بصت لفيصل بحيرة وقالت: "بس إزاي أقدر أواجه كل دا لوحدي؟"
فيصل قرب منها وقال: "إنتي مش لوحدك يا نجاة، أنا هنا جنبك، ومش هسيبك تواجهي أي حاجة لوحدك. اللي بيقولوه مش هو اللي بيعرفك، والناس هتفهم في الآخر إن كل الكلام دا مجرد كدب."
الكلمات دي كانت بمثابة دعم كبير لنجاة، لكنها كانت عارفة إن الوضع مش هيبقى سهل. إبراهيم كان مستمر في ضغطه عليها، وكانت كل يوم بتحس بثقل أكتر على قلبها.
فيصل بدأ يتحرك بطريقة قانونية للدفاع عن نفسه وعن نجاة في نفس الوقت. قدم شكوى ضد إبراهيم بتهمة نشر إشاعات كاذبة والإضرار بسمعة عائلته. الأمور بدأت تتحول من مجرد نزاع شخصي إلى قضية قانونية حقيقية بين الطرفين.
وفي نفس الوقت، نجاة قررت إنها مش هتسيب إبراهيم يسيطر عليها بأي شكل من الأشكال. راحت لواحد من المحامين وقالت له: "أنا عايزة أحمي نفسي من أبويا... هو مش هيسيبني في حالي وأنا مش عايزة أعيش في خوف."
المحامي رد عليها بابتسامة: "إحنا هنساعدك يا آنسة نجاة، بس لازم تكوني قوية وتثبتي إنك قادرة على المواجهة."
البارت 17
**في يوم جديد، في بيت نجاة**
كانت نجاة قاعدة في الجنينة وبتحاول تهدي نفسها بعد كل اللي حصل. فجأة، الباب خبط، وسمعت صوت وعد بتنادي: "نجاة! الحقيني، أبوك جاي ومعاه ناس تاني!"
نجاة قامت بسرعة وهي حاسة إن الأرض بتتهز تحت رجليها. اتجهت بسرعة ناحية الباب ولقت سعاد واقفة بتبص من الشباك وبتقول بصوت متوتر: "يا بنتي، المرة دي جايبن ناس معاهم سلاح... الواد إبراهيم مبيتعلمش أبداً."
نجاة بابتسامة مليانة حزن: "مهو معروف يا خالتي... كل اللي يعرفه هو العنف والسيطرة."
**عند الباب الخارجي**
إبراهيم بصوت عالي: "يا بت، افتحي الباب بدل ما نكسروه... إنتِ عايزة المشاكل ليه؟!"
فيصل وصل في اللحظة دي، وشاف إبراهيم واقف مع رجالة شكلهم مش طبيعي. دخل بين الناس وقال بصوت مليان هدوء: "إبراهيم، إنت ليه كل شوية جاي تعمل مشاكل؟ مش كفاية اللي حصل؟"
إبراهيم بابتسامة متهكمة: "يا سلام، هو انت فاكر نفسك هتخليني اسيب بنتي؟ دي بنتي يا عم، ملكش دعوة بيها... وانا هعمل اللي فـ دماغي."
فيصل بعينين ضيقة: "بنتك ليها حق تختار، وانت مش هتعرف تسيطر عليها تاني... خليك فاهم دا كويس."
إبراهيم بتحدي: "أهو نشوف بقى... انت عايزها تتحكم فيا؟ لا والله، أنا أبوها وعارف مصلحتها أكتر من أي حد."
نجاة طلعت من ورا الباب وقالت بصوت مليان غضب: "كفاية بقى يا أبويا! كفاية! مفيش حاجة اسمها مصلحتي وأنت بتفكر في نفسك وبس. أنا مش هسيب نفسي لعبة في إيدك."
إبراهيم بصدمة: "إيه؟ إنتِ بقتي تتكلمي بالطريقة دي معايا؟!"
نجاة بقوة: "أيوه، خلاص كفاية خوف... تعبت من لعبتك وسيطرتك عليّ. أنا مش هارجع ليك تاني مهما حصل."
**الرجالة اتقدموا شوية ناحيتها، وفيصل وقف بينهم وبين نجاة**
فيصل: "انت مش هتلمسها، ولا هتقرب منها. فاهم؟"
إبراهيم بغضب: "انت فاكر نفسك مين علشان تقف قدامي؟ دا أنا أقدر أقلب حياتك جحيم!"
فيصل بابتسامة هادية: "جرب يا إبراهيم... وشوف هيحصل إيه."
الجو اتوتر بشكل كبير، والرجالة بدأوا يتحركوا ناحية البيت، لكن واحد منهم قال بصوت هادي: "يا باشا إبراهيم، بلاش نحول الموضوع لعركة أكبر من كدا... الناس هتبدأ تاخد بالها."
إبراهيم بنرفزة: "اللي مش هيعمل اللي أقوله ليه حساب تاني... مفيش كبير في الدنيا دي غيري."
نجاة كانت بتسمع الكلام وكل حاجة كانت بتتخلخل جواها، لكنها عرفت إن الوقت جاي للمواجهة الحقيقية.
نجاة بصوت قوي: "خلاص يا أبويا، لو عايز تأذيني بجد... جرب تلمسني النهاردة. شوف هتقدر تعمل إيه!"
إبراهيم ببص ليها بحقد: "انتِ فاكرة إنك كدا كسرتيني؟ هنعرف."
**في اللحظة دي، صوت رجالة الشرطة بدأ يسمع من بعيد، جايين بسرعة ناحية البيت**
فيصل ابتسم وقال بصوت هادي: "باين إن اللعبة خلاص هتنتهي يا إبراهيم."
إبراهيم بارتباك: "الشرطة؟ إنت بلغت عني؟"
فيصل وهو بيبصله بثبات: "مش أنا اللي بلّغت... انت اللي حطيت نفسك في الموقف ده."
---
بعد شوية من الفوضى اللي حصلت، اتلمت الناس قدام البيت، والشرطة فضت المكان بهدوء. نجاة كانت واقفة جنب سعاد ووعد، والهدوء بدأ يرجع للحياة مرة تانية. بس الكل كان عارف إن دي مجرد بداية لصراع طويل.
سعاد بتمسح دموع نجاة: "هدي يا بنتي... الأمور هتتحل، المهم إنك قوية زي ما انتِ كدا."
نجاة وهي بتحاول تبتسم: "هحاول يا خالتي... بس اللي جاي مش سهل."
**في اليوم التالي**
بعد اللي حصل، الدنيا هديت شوية، لكن كانت مجرد هدنة مؤقتة. إبراهيم ما استسلمش، ونجاة كانت عارفة إنه هيرجع. قعدت مع سعاد ووعد في الصالون، الجو كان مشحون، ونجاة كانت بتحاول تفهم إزاي تقدر تخرج من الصراع ده.
نجاة بحزن: "خالتي، كل مرة أحس إن الدنيا بتهدى، ألاقي أبويا راجع بنفس الأسلوب. أنا مش عارفة أعمل إيه!"
سعاد بتنهيدة: "يا بنتي، إبراهيم راجل عنيد، بس إنتِ مش لوحدك. إحنا كلنا معاك... إنما العند ده هيدفعه التمن قريب."
وعد بابتسامة صغيرة: "عارفة يا نجاة، ساعات اللي زي أبوك بيفتكروا إنهم لما يضغطوا علينا كده هنستسلم. بس إحنا مش ضعاف، وإنتِ أثبتي ده لما واجهتيه."
نجاة بابتسامة خفيفة: "أنا خايفة يا وعد... خايفة من اللي جاي. خصوصاً بعد اللي حصل إمبارح. مش عارفة ليه، بس حاسة إنه مش هيقف لحد هنا."
**في الوقت ده، دخل فيصل عليهم فجأة**
فيصل بنبرة جادة: "السلام عليكم. بصوا، أنا كنت عند المحامي النهارده. إبراهيم لسه مش متراجع، وبيقول إنه هيواصل الضغط بأي شكل ممكن."
نجاة بصدمة: "يعني لسه مش ناوي يسيبني فـ حالي؟"
فيصل وهو بيقعد قدامهم: "لا، بس إحنا مش هنسيبه يسيطر عليكِ تاني. المحامي بيفكر نرفع عليه قضية حماية شخصية علشان نقدر نبعده قانونيًا عنك."
نجاة بقلق: "القضايا دي هتاخد وقت طويل، وأنا مش قادرة أعيش كل يوم وأنا خايفة إنه ييجي يقتحم حياتي بأي لحظة."
فيصل بابتسامة هادية: "إنتي مش هتبقي لوحدك، وأنا مش هسيبك. فاهمة؟ أي حاجة هتحصل، هتلاقيني جنبك."
**وعد وهي بتحاول تهدي الجو:**
"طيب ما تيجوا نهدى شوية ونفكر في حاجة كويسة؟ ما ينفعش نفضل عايشين في قلق كل لحظة. لازم نحاول نلاقي مخرج."
سعاد وهي بتشجعهم: "فعلاً، يا بنات، الدنيا محتاجة شوية هدوء، ويمكن تلاقوا الحل بين الكلام."
**نجاة بصت لفيصل وقالت بحزم:**
"فيصل، أنا مش عايزة أبقى عبء عليك. أبويا مش هيسيبني طول ما هو حاسس إني بتحداه. يمكن لو سيبته يعمل اللي هو عايزه..."
فيصل بقوة: "ما تكمليش الجملة دي! مفيش حاجة اسمها تسيبيه يعمل اللي هو عايزه. انت ليكي حق في حياتك، واللي حصل إمبارح دليل إنك قوية كفاية."
نجاة بتنهيدة: "بس أنا تعبت... تعبت من المقاومة، وكل مرة بحس إن الأمور بتسوء أكتر."
**في اللحظة دي، الباب خبط تاني**
وعد بصوت منخفض: "تفتكروا مين دلوقت؟"
فيصل وهو بيقوم يفتح: "مش عارف، بس أكيد مش إبراهيم... دلوقتي الدنيا تحت عين القانون."
فتح فيصل الباب ولقى واحد من رجالة البلد، كان باين عليه القلق.
الراجل بصوت متوتر: "يا فيصل بيه، أنا جاي أحذرك... سمعت كلام بيتردد في البلد إن إبراهيم ناوي يلبسك قضية كبيرة، مش بس اللي فات، لا، دا بيدور على حاجة جديدة."
فيصل بابتسامة ساخرة: "هو مش هيسيبني في حالي؟ كتر خيره... بس كل ده مش هيوقفنا."
الراجل بتوتر: "إبراهيم مش بيلعب، دا عنده ناس ورا ضهره في كل مكان... خليك حذر يا بيه."
فيصل شكره على التحذير وقفل الباب ورجع لنجاة وسعاد.
فيصل وهو بيجلس: "سمعتي؟ إبراهيم مش هيسيب الموضوع يمر. وبيحاول يلبسني تهمة جديدة علشان يكسرني."
نجاة بتوتر: "يا فيصل، أنا مش عايزة تبقى في خطر عشاني..."
فيصل بحزم: "مفيش حاجة اسمها خطر، أنا هنا علشانك. ولازم تفضلي واثقة إنك مش لوحدك في المعركة دي."
---
**في الأيام اللي تلت الحادثة**
إبراهيم ما توقفش. استمر في محاولاته إنه يضغط على نجاة ويخلي حياتها جحيم. الإشاعات اللي بدأ ينشرها حوالين سمعتها كانت بتزيد، والناس بقت تتكلم عنها في كل مكان. الموقف بقى لا يطاق، ونجاة بدأت تحس إنها محبوسة جوة حياتها.
لكن في يوم من الأيام، وصلت أخبار جديدة لنجاة. فيصل كان جاي من عند المحامي وعنده حاجة مهمة يقولها.
فيصل بصوت جاد: "نجاة، المحامي لقى ثغرة قانونية نقدر نستخدمها ضد أبوك."
نجاة باستغراب: "ثغرة؟ إزاي يعني؟"
فيصل بابتسامة خفيفة: "إبراهيم ارتكب أخطاء كتيرة، بس في حاجة محددة ممكن تكسر موقفه القانوني بالكامل. هو حاول يزوّر بعض الأوراق علشان يثبت تهم عليّا، والمحامي اكتشف ده."
نجاة بصدمة: "يعني إنت ممكن تكسب القضية؟"
فيصل بثقة: "مش بس ممكن أكسبها، لكن ده كمان ممكن يجرجره للقانون، وده هيخليه يبعد عنك تماماً."
نجاة بارتياح: "يا رب يا فيصل، أنا نفسي الحكاية دي تخلص بقى... تعبت من كتر التفكير."
---
**بعد مرور أسبوعين**
إبراهيم اتساقط نفوذه شوية بشوية بعد ما تم كشف تزويره، وبدأ يخسر الناس اللي حواليه. نجاة كانت بتعيش بهدوء نسبي لأول مرة من فترة طويلة. سعاد ووعد كانوا بيساعدوها في إنها تتخطى الصعوبات النفسية اللي عاشتها بسبب أبوها.
في يوم، كانت نجاة قاعدة مع وعد وسعاد في الجنينية الصغيرة اللي ورا البيت.
نجاة بابتسامة مرتاحة: "الحمد لله، الدنيا أخيراً بدأت تهدى... مفيش حد بيراقبني ولا بيلف ورايا."
وعد بابتسامة خفيفة: "شايفة؟ قلتلك دايماً، كل حاجة ليها نهاية... المهم إنك كنت قوية لحد النهاية."
نجاة بنبرة شكر: "وأنتِ كمان يا وعد، وجودك جنبي فرق معايا كتير."
نجاة وفيصل كانوا قاعدين سوا في الجنينية، وكانوا بيتكلموا عن المستقبل.
فيصل بابتسامة: "عارفة، كل اللي فات ده أثبت إنك أقوى بكتير من اللي كنتي فاكرة. وده مجرد بداية جديدة."
نجاة بابتسامة هادية: "أنا حاسة إن الحياة بتبتدي من أول وجديد، ومش هسيب حد يوقفني تاني."
فيصل وهو بيبص في عينها: "وانا معاكِ... دايماً."
البارت 18
**في أوضة نجاة**
نجاة كانت قاعدة على المكتب، والكتب حوالينها من كل ناحية. كانت بتذاكر بتركيز، لكن القلق باين على وشها. وعد كانت قاعدة على السرير، هي كمان ماسكة كتاب، لكن عينيها مشغولة بتراقب نجاة أكتر ما هي بتذاكر.
وعد بصوت متوتر: "نجاة، إنتِ مش شايفة إنك ضغطتي على نفسك زيادة؟ بقالي ساعة أراقبك وإنتي مش رافعة عينك من الكتاب."
نجاة بتنهيدة: "ماهو مفيش وقت يا وعد... الامتحانات على الأبواب وأنا لسه حاسة إني متأخرة في حاجات كتير."
وعد بابتسامة خفيفة: "طب يا ستِ الكل، مش هتقدري تذاكري وانتِ مضغوطة كده... خديلك شوية راحة."
نجاة وهي بتقلب ورقة الكتاب: "راحة إيه؟ دا أنا بالكاد لحقت أخلص نص المنهج. أكون مرتاحة إزاي وأنا كل حاجة حواليا متلخبطة؟!"
وعد بابتسامة: "دايمًا شايلة الهم لوحدك... تعرفي إنك لو هديتي أعصابك شوية، ممكن تخلصي أسرع؟"
نجاة بابتسامة خفيفة: "أنا عارفة إني دايمًا بضغط على نفسي، بس دي امتحاناتي الأخيرة، ولازم أعدي منها بأي شكل."
**في اللحظة دي، دخلت سعاد عليهم وهي شايلة صينية شاي**
سعاد بابتسامة: "بسم الله ما شاء الله، شايفاكوا بتذاكروا بجد. إيه، عايزة تشاي يا نجاة؟"
نجاة بابتسامة: "آه يا خالتي، ربنا يخليكي. الشاي ده اللي بينقذني من الضغط."
وعد بضحكة: "أهوه، أخيرًا حد سمع صوت العقل. شوية شاي هيهدي الأعصاب."
نجاة وهي بتمسك الكوباية: "الله يعين يا خالتي، اللي جاي صعب."
سعاد بحنان: "مفيش حاجة صعبة على اللي عنده إرادة زيك... ربنا معاكي، وأنتي أديها."
**بعض الوقت مر، وعد كانت بتحاول تغير الجو**
وعد بتنهيدة: "طيب قوليلي، ناوية تعملي إيه بعد ما تخلصي الامتحانات؟"
نجاة بابتسامة متوترة: "والله مش عارفة... مشغولة باللي قدامي دلوقتي أكتر من اللي بعده."
وعد بضحكة: "إنتي لازم تاخدي إجازة... تعالي معايا الساحل ونريح دماغنا شوية."
نجاة بضحكة: "إجازة إيه يا بنتي، دا أبويا ممكن يطلع لي من تحت الأرض."
وعد بغمزة: "ما تقلقيش، خلاص إحنا خلصنا منه. القضايا ماشية في طريقها الصح، ومش هيقدر يقرب منك تاني."
نجاة بتنهيدة عميقة: "يا رب... ربنا يستر."
**الوقت مر، وكانوا الاتنين لسه قاعدين بيذاكروا**
وعد فجأة قامت وقالت بحماس: "إيه رأيك نروح نتمشى شوية؟ أنا حاسة إن مخي اتقفل."
نجاة بضحكة: "ماشي، يلا نغير الجو شوية... بس مش هنتأخر، علشان نرجع للمذاكرة."
**خرجوا هما الاتنين يتمشوا في الجنينة اللي قدام البيت**
وعد بتبص لنجاة: "عارفة، أنا كنت بفكر إن كل اللي عدينا فيه مع أبوكي صعبني عليكي، بس في نفس الوقت، خلاكي أقوى بكتير."
نجاة بابتسامة حزينة: "أيوه، بس القوة دي جت بثمن غالي... أنا كنت بفضل يكون ليَّ حياة عادية زي أي حد."
وعد بحماس: "بس شوفي النتيجة! إنتِ دلوقتي أقوى من أي وقت مضى، وده مش قليل."
نجاة بتنهيدة: "يمكن... بس تعبت."
**في اللحظة دي، سمعوا صوت حد بيخبط على الباب**
وعد بتبص لنجاة باستغراب: "مين اللي ييجي دلوقتي؟"
نجاة بحذر: "مش عارفة... بس خلينا نشوف."
**رجعوا على البيت بسرعة وفتحوا الباب**
نجاة بقلق: "إيه؟ مين؟"
فيصل وهو مبتسم: "إيه يا بنات، مش هتدخلوني؟"
وعد بضحكة: "أهوه، جت لنا النجدة! تعالي ادخل، إحنا كنا بنحاول نريح دماغنا شوية."
نجاة وهي بتفتح الباب على الآخر: "يا مرحب، اتفضل يا فيصل."
فيصل وهو داخل: "جاي أطمن عليكم، سمعت إنكم قاعدين بتذاكروا زي المجانين."
نجاة بابتسامة خفيفة: "ماهو لازم... مفيش وقت نضيعه."
فيصل بضحكة: "أيوه، بس شوية راحة مهمين برضه."
**قاعدوا كلهم في الصالون، والجو كان هادي**
فيصل بنبرة جادة شوية: "بالمناسبة، كنت عند المحامي النهارده، وعرفت إن القضايا ماشية كويس... وده معناه إن إبراهيم مش هيقدر يعمل حاجة لفترة."
نجاة براحة: "الحمد لله... أنا تعبت من التفكير فيه."
وعد بحماس: "أهوه، أديك سمعت... مفيش داعي للقلق دلوقتي."
فيصل وهو بيشرب شاي: "خلي بالكوا، أنا مش بحاول أهون من الموضوع، بس اللي جاي محتاج نفس طويل."
نجاة بابتسامة صغيرة: "عارفة، بس الحمد لله إن الأمور ماشية في الطريق الصح."
---
**بعد مرور شوية وقت**
وعد وهي ماسكة الكتاب تاني: "إيه؟ مش هنعمل شوية مذاكرة قبل ما ننام؟"
نجاة بضحكة: "آه يا وعد، نكمل شوية... لسه قدامنا كتير."
فيصل وهو بيقوم: "طيب، أنا مش هعطلكم أكتر من كده. لو احتجتوا أي حاجة، أنا موجود."
نجاة بابتسامة: "شكراً يا فيصل... ربنا يخليك لينا."
فيصل بابتسامة: "ما تقوليش كده، ده واجب."
**خرج فيصل، ونجاة ووعد رجعوا للمذاكرة، لكن الجو كان مشحون بتوتر الامتحانات**
نجاة بتنهيدة: "يا رب أعدي اليوم ده على خير."
وعد بتشجيع: "متخافيش، إحنا هنعدي منه... وبعدين هنتفسح بقى زي ما اتفقنا."
نجاة بضحكة خفيفة: "إن شاء الله... بس خلينا نركز الأول."
**فجأة، سمعوا صوت غريب جاي من برة الأوضة**
وعد بخوف: "إيه الصوت ده؟"
نجاة بقلق: "مش عارفة... استني هنا، هروح أشوف."
**نجاة خرجت برة الأوضة، وكانت بتحاول تكتشف مصدر الصوت**
نجاة وهي بتبص حوالينها: "فيه حد هنا؟"
**فجأة، لقت باب البيت بيخبط تاني، بس المرة دي كان الصوت أعلى**
نجاة وهي بتفتح الباب بحذر: "مين؟"
**فتحت الباب ولقت ظرف صغير محطوط على الأرض قدام الباب**
نجاة باستغراب: "إيه ده؟"
**مسكت الظرف وفتحته بسرعة، وفضلت تقرأ الورقة اللي جوا بصمت**
نجاة وهي بتقرأ بصدمة: "إيه الكلام ده؟!"
وعد من جوا الأوضة: "فيه إيه يا نجاة؟"
نجاة بصوت متوتر: "استني يا وعد، فيه حاجة غريبة حصلت."
**رجعت نجاة بسرعة الأوضة، وهي ماسكة الظرف في إيدها**
وعد بقلق: "فيه إيه؟"
نجاة وهي بتديها الورقة: "اقري بنفسك... الكلام ده مينفعش يكون حقيقي."
وعد وهي بتقرأ الورقة: "إيه ده؟ دي رسالة تهديد!"
نجاة بصدمة: "مكتوب فيها إن اللي عملناه مع أبويا مش هيعدي على خير، وإنه في حد هيحاسبنا على كل حاجة."
وعد بقلق: "ده كلام خطير... لازم نقول لفيصل."
نجاة وهي بتفكر بسرعة: "أكيد... بس لازم نكون حذرين، مش عايزة حد يتأذى بسببي."
وعد بحزم: "مافيش حد هيتأذى... لازم نتصرف بسرعة."
**في اللحظة دي، قرروا يطلعوا على فيصل ويحكوا له كل حاجة حصلت**
**المشهد المكمل:**
**في أوضة فيصل:**
فيصل وهو بيقفل الباب وبيشاور لهم يدخلوا: "إيه الكلام ده يا نجاة؟ وريني الرسالة."
نجاة وهي بتدي له الورقة بإيد مرتعشة: "بص... لقيت الظرف ده قدام باب البيت. مش عارفة مين اللي جابه أو إيه اللي بيحصل."
وعد وهي بتبص حوالينها بقلق: "إحنا لسه ما خلصناش من اللي فات، وأبوها لنجاة لسه محبوس... مين اللي ممكن يبعت تهديد بالشكل ده؟"
فيصل وهو بيقرأ الرسالة بصوت هادي: "اللي عملتوه مش هيمر بسلام. استنوا العقاب اللي جاي." سكت شوية وبعدين رفع عينه ليهم: "دي حاجة مش بسيطة خالص... الرسالة دي معناها إن في حد بيراقبنا."
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: "بس إحنا خلصنا من الموضوع ده، خلاص. القانون معانا، وأبويا مش هيقدر يعمل حاجة."
فيصل بجدية: "أبوكي، آه، ممكن يكون في السجن دلوقتي، بس الناس اللي كانوا بيشتغلوا معاه؟ أو اللي ليهم مصالح مشتركة؟ ممكن يكونوا هما اللي ورا الرسالة دي."
وعد بقلق: "طب وبعدين؟ هنعمل إيه دلوقتي؟ مش هنقعد مستنيين المصايب تنزل علينا كده."
فيصل وهو بيحاول يطمّنهم: "لا، مش هنسيب الموضوع كده. أول حاجة هنعملها إننا هنبلغ الشرطة، وهنتابع كل خطوة بحذر. ماينفعش نستهين بالتهديدات دي."
نجاة بتنهيدة: "أنا كنت فاكرة إننا خلصنا من الحكاية دي... ليه كل حاجة بتتأخر؟"
فيصل بحزم: "لأن في ناس متعرفش معنى الهزيمة. بس ما تقلقيش، مش هسمح لحد يقرب منكم. أنا هفضل هنا طول الوقت، ومش هسيبكم لوحدكم."
وعد بامتنان: "ربنا يخليك يا فيصل... إنت دايمًا سندنا."
نجاة بابتسامة ضعيفة: "وأنا عارفة إنك مش هتسيبنا. بس يا ريت نلاقي حل سريع، أنا مش عايزة الموضوع يتطور أكتر."
فيصل بحزم: "ماتخافيش. هنحلها، بس لازم نكون حذرين. ومش عايزين نتسرع في أي خطوة."
**قعدوا كلهم في الأوضة، والجو كان مشحون بتوتر وترقب. نجاة كانت بتبص على وعد وفيصل، بتحاول تفكر في اللي ممكن يحصل بعد كده**
نجاة وهي بتتكلم بصوت هادي: "طيب، وإحنا نقدر نعمل إيه غير إننا نبلغ الشرطة؟"
فيصل بتفكير: "هنشدد الحماية حوالين البيت. وأنا هتابع مع المحامي، وأتأكد إن مفيش حاجة مش طبيعية بتحصل. أي حركة غريبة، أي شخص مش معروف بيظهر حوالين البيت، لازم نكون جاهزين ليها."
وعد بتنهيدة: "يعني هنعيش في حالة ترقب طول الوقت؟ ده جنان."
فيصل بابتسامة صغيرة: "أنا عارف إنه مرهق، بس ده الحل الوحيد دلوقتي. اللي هددونا دول ممكن يكونوا بيلعبوا على أعصابنا، عايزين يخوفونا عشان نتراجع. ماينفعش نديهم الفرصة دي."
نجاة بتصميم: "أيوه، مش هنتراجع... اللي حصل مش هيكسرنا. إحنا مرينا بحاجات أصعب."
وعد بتشجيع: "بالضبط. وكلنا مع بعض، مش هنسمح لحد إنه يؤذينا."
فيصل وهو بيقوم: "طب يلا، خلينا نروح نرتاح شوية. بكرة يوم طويل، ولازم نبقى في كامل قوانا."
نجاة وهي بتقوم: "أيوه، عندك حق... لازم نكون جاهزين."
**خرجوا من أوضة فيصل ورجعوا على أوضتهم، لكن الجو كان لسه مليان توتر**
وعد وهي بتبص لنجاة: "هتقدري تنامي بعد اللي حصل ده؟"
نجاة بابتسامة ضعيفة: "مش عارفة، بس لازم أحاول... أنا محتاجة كل الطاقة اللي عندي علشان أقدر أركز في الامتحانات."
وعد وهي بتقعد على السرير: "ما تقلقيش... كل حاجة هتتحل في النهاية. المهم إننا نفضل متماسكين."
نجاة بتنهيدة: "إن شاء الله يا وعد... ربنا يسهل."
البارت 19
**داخل أوضة نجاة ووعد:**
نجاة كانت قاعدة على المكتب، بتذاكر، لكن عينيها كانت سرحانة بره الكتاب. قلبها مش مطمئن، وكل شوية تسمع صوت غريب أو حركة في البيت تخليها تبص حوالينها بقلق. وعد كانت قاعدة على السرير، ماسكة الكتاب، بس عينها على نجاة.
وعد بتنهيدة: "يا نجاة، إنتي مش مركزة خالص، في إيه؟"
نجاة وهي بتحاول تركز: "معرفش... حاسة إن في حد بيراقبني. أي صوت برة بيخليني أتوتر."
وعد بابتسامة صغيرة: "مفيش حد بيراقبك يا نجاة... كل ده في دماغك."
نجاة وهي بتقلب في الورق: "ما هو يا وعد، مش بس التهديدات اللي جات لنا... أنا حاسة إن الناس في البلد بتبص لي بشكل غريب، بسمع كلام عن سمعتي في كل حتة."
وعد بتعاطف: "ما تزعليش نفسك يا نجاة. الناس بتتكلم وخلاص، مش مهم كلامهم."
نجاة بانفعال: "إزاي مش مهم؟ كلامهم دمر حياتي. كل ما أمشي في الشارع، أحس إني متهمة بحاجة أنا ما عملتهاش. أبويا كان السبب في كل ده."
وعد وهي بتحاول تهديها: "أبوكي في السجن، خلاص... والناس هتنسا. الوقت كفيل إنه يصلح كل حاجة."
نجاة بدموع في عينيها: "الوقت؟ الوقت مش هيرجع لي سمعتي، ولا هيشيل مني الأحساس إني مراقبة طول الوقت."
وعد بحزم: "بصي يا نجاة، إحنا هنركز في اللي قدامنا دلوقتي. الامتحانات دي مهمة، وبعدها نبقى نشوف هنحل المشاكل إزاي."
نجاة وهي بتمسح دموعها: "عارفة... بس الضغط عليا كبير. أنا خايفة يا وعد، مش عارفة مين اللي ممكن يكون ورا التهديدات دي. وسمعتي في البلد خلتني مش واثقة في حد."
**في اللحظة دي، سمعوا صوت جاي من برة الأوضة، زي حد بيتحرك في الصالة**
نجاة وهي بتوقف فجأة: "سمعتي؟ في حد برة."
وعد وهي بتقوم بسرعة: "استني هنا، أنا هروح أشوف."
نجاة وهي بتشدها: "لا، أنا هاجي معاك. مش هقدر أقعد لوحدي."
**خرجوا هما الاتنين من الأوضة وبدأوا يبصوا حوالينهم بحذر. البيت كان هادي، لكن كان في إحساس إن في حاجة غلط**
وعد بصوت واطي: "فيه حاجة؟"
نجاة وهي بتهمس: "مش شايفة حد... بس حاسة إن في حد كان هنا."
**في اللحظة دي، دخل فيصل البيت فجأة**
فيصل وهو بيبص لهم باستغراب: "إيه اللي مخوفكم كده؟ في إيه؟"
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: "سمعنا صوت، زي حد بيتحرك في البيت."
فيصل بابتسامة صغيرة: "ده أكيد أنا... كنت جاي أطمن عليكم، وأفتح الباب بهدوء."
وعد وهي بتتنفس براحة: "الحمد لله... قلبنا كان هيقف."
فيصل وهو بيبص لنجاة: "إنتي كويسة يا نجاة؟ شكلك متوتر."
نجاة بصوت منخفض: "مش عارفة... حاسة إن كل حاجة بتوقع عليا مرة واحدة. التهديدات، كلام الناس، الامتحانات... مش عارفة أركز في أي حاجة."
فيصل وهو بيقرب منها: "بصي، مش هينفع تسيبي الخوف يسيطر عليكي. إحنا هنا عشان نحميكي، والناس هتنسى مع الوقت."
نجاة بقلق: "بس أنا مش قادرة أنسى... كل ما أمشي في البلد أحس إني متهمة بحاجة مش عملتها. كلامهم زي السكاكين."
فيصل بحزم: "أنتي قوية يا نجاة، وعدتِ بحاجات أصعب من كده. مش هتسيبيهم يكسروا فيكِ."
وعد وهي بتقرب: "إحنا جنبك يا نجاة... مفيش حاجة هتأثر فيكي طول ما إحنا مع بعض."
**قعدوا كلهم في الصالون شوية، لكن الجو كان مليان توتر**
فيصل بنبرة هادية: "أنا هفضل هنا لحد ما الأمور تهدى. مش هسيبكم لوحدكم، مهما حصل."
نجاة بابتسامة صغيرة: "شكراً يا فيصل... وجودك معانا بيطمني."
وعد وهي بتحاول ترفع الجو: "طيب يا جماعة، إيه رأيكم نحاول نرجع للمذاكرة؟ الامتحانات على الأبواب، وعايزين نكون جاهزين."
نجاة وهي بتتنهد: "أيوه، عندك حق... مش عايزة أضيع وقت أكتر من كده."
**رجعوا كلهم للمذاكرة، لكن نجاة كانت لسه حاسة إن في حاجة غلط. كل شوية تبص حوالينها بقلق، وكأن في حد بيراقبها. فيصل كان بيحاول يطمئنها، لكن قلقها كان بيزيد مع كل لحظة**
فيصل بجدية: "بصي يا نجاة، لو حسيتي بأي حاجة غريبة تاني، لازم تقوليلي على طول. ماينفعش تفضلي عايشة في خوف."
نجاة وهي بتمسح عينيها: "أنا بحاول، بس الموضوع صعب. كل حاجة حواليا بتحسسني إني في خطر."
فيصل بحزم: "متخافيش... طول ما أنا هنا، مفيش حد هيقرب منك. وهنتابع مع الشرطة بخصوص التهديدات دي. مش هنسكت لحد ما نلاقي اللي وراها."
وعد وهي بتحاول تهدي الجو: "طيب يا جماعة، إيه رأيكم ناخد بريك ونشرب حاجة؟ الجو بقى تقيل أوي."
فيصل بابتسامة خفيفة: "أيوه، فكرة كويسة... لازم نغير الجو شوية."
**وعد راحت تجيب عصير من المطبخ، ورجعت بيه للصالون**
وعد وهي بتقدم العصير: "يلا، نشرب ونتكلم شوية بعيد عن الامتحانات والتهديدات."
نجاة بابتسامة صغيرة: "محتاجين فعلاً نغير الجو... نفسي أخرج من كل ده."
فيصل وهو بيشرب: "هتخرجي، وهتعدي كل ده. بس محتاجة تتحلي بالصبر والقوة اللي جوة قلبك."
**قعدوا يشربوا العصير ويتكلموا عن حاجات خفيفة، بس نجاة كانت لسه حاسة بالتوتر. بعد شوية، صوت خبط على الباب خلاهم كلهم يبصوا لبعض بقلق**
فيصل بحزم: "مين ده؟ محدش كان المفروض ييجي دلوقتي."
وعد بقلق: "مش عارفة... استنى، خليني أبص من العين السحرية."
**وعد بصت من العين السحرية، ولقت شخص غريب واقف قدام الباب**
وعد بقلق: "في واحد واقف برة، مش عارفة مين ده."
فيصل بحذر: "افتحي بهدوء... أنا هقف جنب الباب."
**وعد فتحت الباب بحذر، والشخص كان واقف مبتسم، لابس لبس عادي، لكن ملامحه كانت مش مريحة**
الشخص بصوت هادي: "مساء الخير، أنا كنت عايز أسأل عن حاجة."
فيصل وهو بيبص له بحدة: "مين حضرتك؟ وعايز إيه؟"
الشخص بابتسامة: "آسف لو كنت أزعجتكم... بس كنت بدور على عنوان قريب من هنا."
وعد بقلق: "العنوان فين بالظبط؟"
الشخص وهو بيبص حوالين البيت: "كنت بدور على بيت حد اسمه إبراهيم."
نجاة وهي بتتجمد مكانها: "إبراهيم؟ أبويا؟"
الشخص بابتسامة غامضة: "آه، هو ده... كنت عايز أوصله."
فيصل وهو بيتقدم ناحيته: "أبوها في السجن، حضرتك عايز منه إيه؟"
الشخص بصوت واطي: "مفيش... كنت بس عايز أقول له حاجة بسيطة. لكن طالما هو مش موجود، يبقى خلاص."
**الشخص مشي من قدام الباب بسرعة، بس كان واضح إنه مش طبيعي. نجاة كانت واقفة مرعوبة، ووعد وفيصل كانوا بيحاولوا يطمنوها**
فيصل بحزم: "أنا هبلغ الشرطة فورًا... مش هينفع نسيب حد زي ده يجي عندنا تاني."
نجاة وهي بتحاول تستجمع نفسها: "هو كان عايز إيه؟ ليه بيدور على أبويا دلوقتي؟"
وعد وهي بتهديها: "متفكريش في كده دلوقتي... المهم إننا نبقى جاهزين لأي حاجة ممكن تحصل."
**فيصل وهو بيكمل مكالمته:** "ألو؟ أيوه، في حد غريب كان بيسأل عن إبراهيم اللي في السجن... إحنا محتاجين متابعة من الشرطة في المنطقة، المكان مش آمن دلوقتي."
**نجاة وهي قاعدة على الكنبة بتلف في طرف حجابها بقلق:** "فيصل، إيه اللي بيحصل؟ الشخص ده كان عايز إيه؟ ليه بيدور على أبويا في الوقت ده؟"
فيصل بعد ما قفل التليفون وحط يده على كتفها ليهديها: "متخافيش يا نجاة... البوليس هيكون هنا قريب، وأنا هفضل موجود طول الوقت. بس واضح إن في حد عايز يفتح مواضيع قديمة، واحنا مش هنسكت."
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: "بس الكلام ده بيقلب كل حاجة، أنا فاكرة إني كنت هبدأ صفحة جديدة بعيد عن كل مشاكل أبويا... بس اللي حصل ده بيخليني أحس إني محاصرة تاني."
وعد وهي بتحاول تداري قلقها بابتسامة صغيرة: "ما تقلقيش، إحنا هنفضل جنبك. مش هتواجهي ده لوحدك."
**فجأة، الموبايل بتاع وعد بيرن، وبتشوف إنه من رقم غريب. فتحته وهي متوترة، وسمعت صوت راجل غريب بيقول:**
الراجل: "انتِ وعد؟ وصلة نجاة؟ بلغيها إن اللي حصل لأبوها ممكن يحصل تاني... واللي هتحاول تهرب منه هيلاقيها في أي حتة."
**وعد قفلت الموبايل بسرعة ووشها اتغير، بصت لنجاة وفيصل بقلق شديد. نجاة شافت الرعب في عينيها وسألتها بسرعة:**
نجاة بتوتر: "إيه؟ مين كان بيتكلم؟!"
وعد وهي بتحاول تهدي نفسها، بس عينيها فضلت بتترعش: "في حد... بيهدد. بيقول... بيقول إن اللي حصل لأبوكِ ممكن يحصل تاني!"
**في اللحظة دي، نجاة حسّت إنها مش قادرة تتنفس، وكأن الحيطان بتقرب عليها، مش قادرة تستوعب إن التهديدات دي لسه بتطاردها، وإن حياتها لسه مش آمنة.**
نجاة وهي بتنهار في البكاء: "ليه؟ ليه أنا؟! أنا مش عايزة أعيش في الرعب ده تاني... ما كانش عندي أي ذنب في اللي حصل!"
فيصل وهو بيحاول يهدّيها: "اسمعيني يا نجاة، مهما كان مين اللي ورا التهديدات دي، مش هيسيبك حاجة. إحنا مش هنسكت وهنواجههم، لحد ما نلاقي مين المسؤول."
**وعد وهي بتحاول تشارك في التهدئة:** "إحنا أقوى منهم يا نجاة... كل واحد فينا هيساعد التاني. مش هيسيبونا لوحدنا."
**في اللحظة دي، الباب خبط تاني، لكن المرّة دي كان صوت مألوف. سعاد، أم وعد وفيصل، كانت راجعة البيت. فتحت الباب ودخلت بسرعة وهي شايلة أكياس كتير في إيدها.**
سعاد بابتسامة: "السلام عليكم! إيه يا ولاد؟ مالكم؟! ليه الوجوه دي كلها مقلوبة؟!"
فيصل وهو بياخد الأكياس منها: "عليكم السلام يا أمي، مفيش حاجة... بس كنا لسه في موقف مش مريح، واحد غريب كان بيسأل عن إبراهيم."
سعاد وهي بتعمل وش جدي: "إبراهيم؟ إزاي؟ وهو مش في السجن؟! مين اللي يجي يدور عليه دلوقتي؟"
نجاة وهي بتتكلم بصوت متوتر: "مش عارفة... بس أنا حاسة إن الموضوع أكبر من كده. التهديدات بقت على طول، وكأن في حد مش عايز يسيبني في حالي."
سعاد وهي بتربت على ظهرها بحنان: "متخافيش يا بنتي، طول ما إحنا موجودين جنبك، مفيش حد هيقرب منك. انتي زي بنتي، وهفضل أدافع عنك لحد آخر يوم في حياتي."
**بعد ما قعدوا في الصالة شوية، الجو بقى أهدى شوية. وعد وفيصل فضلوا جنب نجاة طول الوقت، وحاولوا يرجعوها تركز في الامتحانات. لكن كل شوية كان ييجي إحساس إن في حاجة غلط، زي ظل بيتحرك حوالين البيت، أو صوت خبط بعيد، كأن في حد بيراقبهم فعلاً.**
**في اليوم اللي بعده، كانوا بيذاكروا في الصالة، وفجأة سمعوا صوت رسائل على الموبايل. وعد فتحت الموبايل وقرأت رسالة جديدة جايالها:**
الرسالة: "فاكرة الكلام اللي قلته لك امبارح؟ بلغي نجاة إنها لازم تبقى حذرة... لأن الخطر أقرب مما تتخيل."
وعد وهي بتقرا الرسالة بعصبية: "مش معقول! الرسالة دي جات تاني... أنا لازم أبلغ البوليس."
فيصل وهو بيشد الموبايل من إيدها بسرعة: "أيوه، هنبلغهم فورًا. مفيش داعي نسكت على التهديدات دي. واضح إن في حد عايز يلعب بالنار."
**فيصل اتصل بالشرطة من تاني، وطلب تحقيق رسمي في التهديدات اللي جات. الشرطة جت في البيت وبدأوا ياخدوا أقوال نجاة ووعد، وسألوا عن تفاصيل الشخص اللي كان واقف قدام البيت.**
الضابط: "مين الشخص اللي كان بيسأل عن إبراهيم؟ عندكم أي وصف دقيق ليه؟"
نجاة وهي بتحاول تتذكر: "كان طويل، شعره أسود وملامحه غامضة، لكنه مبتسم بطريقة مش طبيعية... حسيت إن في حاجة غلط فيه."
وعد وهي بتؤكد: "وهو كان لابس لبس عادي، بس كان بيبص حوالين البيت زي اللي بيدور على حاجة."
الضابط وهو بيكتب في دفتره: "هنعمل متابعة على الموضوع ده، وهنزود الدوريات حوالين المنطقة، بس لو حصل حاجة غريبة تاني، اتصلوا فورًا."
فيصل بحزم: "أكيد... مش هنسيب الموضوع يعدي بالساهل."
**بعد ما الشرطة مشيت، رجعوا للبيت وحاولوا يهدوا الأجواء، لكن كان واضح إن الموضوع مش هيخلص بسهولة. التهديدات مستمرة، وكل يوم كان في حاجة جديدة بتحصل، سواء حد غريب بيسأل، أو رسائل مريبة بتوصل.**
نجاة وهي بتتكلم بصوت منخفض: "أنا مش عارفة لو كنت هقدر أستحمل ده كتير... كل يوم بيعدي أحس إني محاصرة أكتر."
وعد بابتسامة حنونة: "هنعدي كل ده مع بعض، وهنبقى أقوى من أي حاجة."
فيصل وهو بيبص لنجاة بثقة: "مهما كانت التهديدات دي، هنفضل صامدين. لازم نبقى أقوى من الخوف اللي هما بيحاولوا يزرعوه جواكِ."
**في اللحظة دي، نجاة حسّت بقوة داخلية بترجع ليها، بس برضه كانت عارفة إن اللي جاي ممكن يكون أصعب من اللي فات. التهديدات ما بتخلصش، والقلق مسيطر على كل خطوة. لكنها كانت مصممة إنها مش هتتهزم، وهتواجه كل حاجة مهما كانت التحديات اللي قدامها.**
البارت 20
(ساحة المدرسة مليانة بالبنات اللى بيدخلوا يمين وشمال للامتحانات. نجاة ووعد ماشين جنب بعض، ووعد بتحاول تهدي نجاة اللى شكلها متوتر وعينيها متلفتة يمين وشمال. الكل بيبص عليهم، وبعض البنات واقفين في مجموعات وهمساتهم مش بتهدى. الأجواء مشحونة ونجاة حاسة إنها تحت المجهر.)
وعد: (بصوت واطي وهي بتحاول تبعد عن نجاة التوتر) هدي نفسك يا نجاة، ما تعمليش حساب لحد.. انتى عارفه إن الناس هنا مالهاش غير الكلام.
نجاة: (بتتوتر أكتر) عارفه يا وعد، بس بصي عليهم.. شايفه نظراتهم؟ مش هسكت لو حد قرب مني.
(في بنات من بعيد بيضحكوا بهمس، واحدة منهم تلتفت للباقي وهي بتقول بنبرة مليانة سخرية)
البنت 1: يا بت.. شايفين نجاة؟ جاية تمتحن بعد اللى عملته.. جايه بعنجهية.. كأنها ما عملتش حاجة!
البنت 2: (بغضب) مالها دي؟ تحسب نفسها أحسن مننا؟ خلينا نشوف هتعمل إيه المرة دي.
(نجاة تسمع الهمسات، وتكاد تنفجر غيظًا، لكن وعد تقرب منها وتهديها بنبرة جادة)
وعد: يا بنتي بلاش تعملي مشاكل.. خليكي هادية، ده امتحانك مش امتحانهم.. إحنا أكبر من كده.
نجاة: (بتحاول تتحكم في أعصابها) أيوه.. أنا فاهمة، بس بصراحة صعب إن الواحد يتجاهل كل ده. مش عارفة أركز.
(البنات يستمروا في التريقة بصوت أعلى شوية علشان نجاة تسمعهم، وواحدة تقرب وتقول)
البنت 3: (بتسخر) عايزين نسألها إزاي تعدت على القانون.. يمكن تفيدنا في الامتحان!
(نجاة تقف فجأة وتبصلها بحدة)
نجاة: (بصوت عالي) اسكتي.. ما ليش في كلامك دا.. انتى مش قد المواجهة.
(وعد تحاول تشدها بعيد)
وعد: (بتوسل) تعالي بلاش وجع الدماغ ده.. دول مابيهمهمش غير الشوشرة.
(فيصل فجأة يظهر من بعيد وهو لابس بدلة أنيقة وكأنه جاي من النيابة، يقرب منهم بسرعة.)
فيصل: (بنبرة صارمة) إيه اللي بيحصل هنا؟
(كل البنات اللي كانوا بيضايقوا نجاة يسكتوا فجأة، ووشهم بيقلب خوفًا من حضور فيصل. نجاة ووعد يرموا نفسهم ورا فيصل كأنه حاميهم.)
البنت 1: (بتحاول تداري خوفها) ما كنش في حاجة.. إحنا كنا بنهزر بس.
فيصل: (بنبرة حازمة) اللى عنده كلام يقوله، يقوله فى وشي.. مش من ورا الناس.
(البنات يسكتوا ويبعدوا بسرعة، فيصل يبصلهم نظرة تحذير ويكمل كلامه)
فيصل: (موجه كلامه لنجاة) إنتِ ليكي حق ترفعي راسك.. ولا تخلين حد يهز ثقتك فى نفسك. البنات دول مالهمش غير الثرثرة الفاضية.
نجاة: (بتنفس بعمق) مش قادره أستحملهم.. بجد نفسى ألاقي مكان أكون فيه مرتاحة.
فيصل: (بنبرة مشجعة) مش هيقدروا عليكِ.. أنتِ أقوى منهم بكتير.. بس لو احتاجتي حاجة، أنا موجود.
وعد: (بتبتسم) أهو دا الكلام اللي يريح القلب.. المهم نركز دلوقتي في الامتحان. نسيب الناس في كلامهم الفاضي.
(نجاة تبتسم أخيرًا وهي تاخد نفس عميق، وبيكملوا طريقهم ناحية قاعة الامتحانات. البنات اللي كانوا واقفين يراقبوهم من بعيد يختفوا في الزحمة، لكن لسه في همسات بتخرج من هنا وهناك. وعد تحاول تخفف الجو بنكتة بسيطة.)
وعد: (بنبرة ضاحكة) تعرفي يا نجاة؟ لو جمعتي كل كلام البنات دول، كان ممكن نطلع بمسرحية!
نجاة: (بتضحك بخفة) يا بت.. بدل ما نقلبها دراما نعملها كوميديا.
فيصل: (بابتسامة خفيفة) المهم إنكم تركزوا في اللي جي.. ما تخلوش حد يشغلكم عن هدفكم.
(فيصل بيسلمهم على باب قاعة الامتحان ويمشي، والبنات يدخلوا القاعة. المدرسات بيراقبوا الكل بعين حازمة، ونجاة بتحاول تركز في ورقة الامتحان. همسات البنات كانت لسه في الخلفية، لكن وعد بتهمس لنجاة.)
وعد: (بهمس) خليهم في حالهم.. أنتِ جايه هنا علشان نفسك مش علشانهم.
(الوقت بيمر ونجاة بتلاقي نفسها بتسترجع تركيزها شوية بشوية، ولكن مع كل همسة خارجية بتتلفت. وفى لحظة تشعر إن في حد بيراقبها عن قرب، لكنها مش قادرة تحدد مين.)
(الامتحان بينتهي والكل بيبدأ يتحرك برا القاعة. نجاة ووعد بيخرجوا وهما بيتكلموا وبيضحكوا على بعض المواقف اللي حصلت في الامتحان.)
وعد: (بمزاح) والله.. أنا حاسة إني كتبت كتاب مش إجابات.. بس شديت حالي في الآخر.
نجاة: (بضحكة خفيفة) أهو دا المهم.. أما أنا فقدامي حلقتين زيادة.. بس الحمد لله عدت.
(في الطريق للخروج من المدرسة، البنات اللي كانوا بيسخروا من نجاة بيظهروا تاني، لكن المرة دي نجاة مش بترد عليهم، وبتسيبهم وراها وهي ماشية بخطوات ثابتة. وعد بتحاول تخفف الجو بمزحة.)
وعد: (بنبرة فكاهية) والله أنا كنت شايلة معايا شوية طماطم علشان أرمى بيهم اللى يدايقك.. بس شفتك قوية قلت أحفظهم لوقت تاني.
نجاة: (بضحكة) خليهم لوحده تانية تستاهل.. احنا محتاجين نضحك مش نحارب.
(وهم خارجين من المدرسة، وعد فجأة تقف وتبصلها بنظرة جدية.)
وعد: (بنبرة مازحة بس جدية شوية) بس عارفه يا نجاة؟ لو جات منهم حاجة تاني غير الكلام.. يعني حد حاول يقرب منك تاني، متسكتيش.. فاهمة؟ إنتي مش لوحدك.
نجاة: (بصوت منخفض بس مبتسم) عارفه.. وأنا مش هسكت. كنت بس متضايقة من الكلام اللي بيتقال عليا.. حسيت إني متهمة من غير سبب.
وعد: (بتشجعها) الناس دي دايمًا كده.. اللي ميعرفش الحقايق يتكلم بالعافية. أهم حاجة إنتي تعرفي نفسك كويس، والباقي كلام فاضي.
(يقطع كلامهم صوت هاتف وعد، تخرج هاتفها وترد.)
وعد: (وهي بترد) ألو؟... أيوه يا ماما... آه خلصنا الامتحان... لا لا، الدنيا كانت تمام الحمد لله... حاضر، جايين في السكة.
(تقفل وعد المكالمة وتلتفت لنجاة بابتسامة.)
وعد: أمي بتسأل علينا.. تعالي نروح البيت بسرعة قبل ما أخويا يبدأ يقلق.
نجاة: (بابتسامة مرهقة) والله أحسن.. نفسي أروح وأريح دماغي شوية. الجو هنا كان متعب.
(وهم ماشين في طريقهم، وفجأة بيقفوا عند عربية وقفة على جنب الطريق، وبيطلع منها فيصل بوجه جدي.)
فيصل: (بنبرة هادية بس صارمة) هيا النتيجة إيه؟ الدنيا عدت على خير؟
وعد: (مبتسمة) آه الحمد لله، نجحنا في البقاء على قيد الحياة! والأوضاع كانت تحت السيطرة.
فيصل: (بمزاح بسيط) إن شاء الله تخرجوا من الامتحانات سالمين غانمين.. وبعد كده بقى نرتاح شوية من الهم ده.
(نجاة تشعر براحة وجود فيصل معاهم، خصوصًا بعد ما شافت إزاي قدر يوقف البنات اللي كانوا بيضايقوها. بتبدأ تفتح نفسها للضحك من جديد، وتحاول تنسى الجو الكئيب اللي كان حواليها طول اليوم.)
نجاة: (بنبرة أكثر تفاؤل) ماشي.. بس عارف يا فيصل؟ أنا بديت أحس إن الحياة مش هتبقى كده طول الوقت. بعد الامتحانات، لازم نخطط لحاجة حلوة.
فيصل: (مبتسم) دي فكرة حلوة.. إنتو تستاهلوا تاخدوا وقت راحة بعد كل اللي مريتوا بيه.
وعد: (بحماسة) طيب بما إننا بنخطط.. إيه رأيكم نعمل رحلة صغيرة؟ نروح مكان مختلف شوية، نغير جو.
نجاة: (بابتسامة) يا ريت.. نفسي أروح مكان ما فيهوش كلام ناس ولا نظرات مزعجة.
فيصل: (بضحكة خفيفة) يبقى اتفقنا.. لكن خلونا نركز دلوقتي في اللي باقيلكم من الامتحانات، وبعدها نفكر في الراحة والترفيه.
(يبدأوا يتحركوا نحو السيارة، ووعد تفتح الباب الخلفي لنجاة.)
وعد: (بمزاح) تفضلي يا ستي.. خدمة خمس نجوم.
نجاة: (بتضحك) والله أنا مش عارفة إزاي كنت هتعامل مع اليوم ده لو ما كنتيش جنبي.
وعد: (بابتسامة) دي شراكة يا نجاة.. نكون مع بعض في كل المواقف، سواء كانت حلوة أو مرة.
(يستعدوا للرجوع للبيت، ونجاة تشعر بالراحة رغم كل التوتر اللي كان موجود في المدرسة. الحوار البسيط والدعم من وعد وفيصل خفف من حملها، وبدأت تشوف المستقبل بنظرة أكثر إيجابية.)
(السيارة تتحرك على الطريق الهادئ، والشمس بتبدأ تغرب في الأفق، والدنيا تهدأ حوالين الثلاثة وهم بيخططوا للحياة بعد الامتحانات، وكل واحد فيهم عنده طموح جديد بيدور في باله. اليوم كان مليان تحديات، لكنهم بيخرجوا منه بإحساس أقوى بالعزيمة والإصرار.)
(وهم في العربية، فيصل يوجه نظره للطريق، لكن فضوله ما بيخلوش من إنه يسألهم.)
فيصل: (بنبرة فضولية) طيب، حد قالكم حاجة النهاردة غير اللي حصل الصبح؟ يعني، حصل أي مضايقات تانية؟
وعد: (بابتسامة خفيفة) لا، الحمد لله كان يوم هادي بعد اللي حصل الصبح. يعني البنات اكتفوا بالكلام من بعيد، ولا واحدة منهم قربت.
نجاة: (بنبرة ممتنة) والله ما عارفه إزاي اليوم مشي كده.. كان ممكن يبقى أسوأ.
فيصل: (بنبرة صارمة) أي مضايقة تانية بتحصل، تبلغوني على طول.. مش هاسكت على أي قلة أدب تاني. وبالنسبة للناس دي، خلينا نواجههم بالقانون لو اضطرينا.
نجاة: (بصوت هادي) مش عايزة الأمور توصل لكده، يا فيصل. كل اللي نفسي فيه إننا نعدي من المرحلة دي بسلام.
وعد: (مقاطعة بضحكة) شوف، أنا معاك في المواجهة لو اضطرينا.. بس في نفس الوقت، لو نحنا التزمنا بالصمت، الناس هتزهق وتبطل تتكلم.
فيصل: (بنبرة مهددة شوي) أنا مش ساكت على حاجة من دي تاني.. مش هخلي حد يقلل منكم أو يضايقكم، فاهمين؟ اللي حصل النهاردة كان آخر مرة.
(نجاة تتنهد بارتياح، حاسة إن فيصل حاميها من أي تهديد ممكن يواجهها، وده بيخليها تثق في نفسها أكثر.)
نجاة: (بابتسامة خفيفة) بشكرك يا فيصل.. وجودك معانا بيساعدنا كتير.
فيصل: (مبتسم) ده واجبي يا نجاة.. وأنا مش هسمح لأي حد يتعرض لكم، طول ما أنا موجود.
وعد: (بمزاح) طيب، طيب.. كفاية جدية بقى. إحنا خلصنا اليوم ده، وحان الوقت نرتاح شوية ونفكر في بكرة.
فيصل: (بضحكة) موافق.. بس فاكرين، عندنا كمان شوية مراجعة. مش هنسيبكم تاخدوا إجازة طويلة.
(نجاة ووعد يضحكون، والعربية تكمل طريقها نحو البيت، الجو مريح والضحكات بدأت ترجع من جديد بعد اليوم الطويل.)
الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الأخير من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق