أخر الاخبار

رواية صعود امرأه البارت الحادي والعشرون حتى البارت الثامن والعشرون والأخير بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات

رواية صعود امرأه البارت الحادي والعشرون حتى البارت الثامن والعشرون والأخير بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات 

رواية صعود امرأه البارت الحادي والعشرون حتى البارت الثامن والعشرون والأخير بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات 


بعد ما خلصوا الامتحانات، نجاة كانت بتتعرض للمضايقات من بنات المدرسة، بس كانت بتمسك نفسها ومبتردش عليهم، وكانت بتحبس دموعها في عينيها. وفي كل مرة فيصل كان بيجي ياخدهم بعد الامتحان، يقول لها جملة واحدة: "هانت، كلها كام يوم والناس دي هتسكت." لما كانت تسأله: "ليه؟ إيه اللي هيحصل؟" كان يرد عليها: "وقت ما ييجي هتعرفي."


لحد ما جيه آخر يوم في الامتحانات، وكالعادة، فيصل استناهم بره. بس بدل ما ياخدهم ويرجعوا البيت، راح بيهم على مول. نجاة كانت مستغربة.


نجاة: "إحنا بنعمل إيه هنا؟"


فيصل: "وعد هتقولك، بس دلوقتي انزلي، علشان تلحقوا. والساعة 6 بالظبط هاجي أخدكم. تكونوا جهزتم، ماشي؟"


نزلت وعد ونجاة من العربية، ومشيوا لحد ما دخلوا محل فساتين سواريه. نجاة كانت واقفة متحيرة وهي بتبص حواليها في المول. وعد كانت ماسكة إيدها بقوة وهي بتشدها معاها مبتسمة.


نجاة (باستغراب): "وعد، إحنا رايحين فين؟ ليه دخلنا هنا؟"


وعد (مبتسمة بخفة): "هتعرفي دلوقتي، يا حبيبتي، بس المهم تثقي فيا. تعالى معايا."


دخلوا محل الفساتين، ونجاة كانت لسه مش مستوعبة اللي بيحصل. الألوان البراقة والفساتين الطويلة حواليها من كل اتجاه. وعد كانت بتدور في المحل، لحد ما لقيت فستان معين.


نجاة (بتوتر): "وعد، أنا مش فاهمة حاجة، ليه بنشتري فساتين دلوقتي؟"


وعد (بهدوء): "النهارده آخر يوم امتحانات، يبقى لازم نحتفل."


نجاة (باندهاش): "نحتفل بإيه؟!"


وعد (وهي بتشير لفستان طويل ناعم): "إيه رأيك في ده؟"


نجاة بصت للفستان اللي وعد اختارته. كان فستان رقيق بلون وردي فاتح، مطرز بخفة وأناقة. حاجة غريبة على حياة نجاة اللي متعودة على البساطة.


نجاة (مرتبكة): "وعد... ده فستان سواريه! إحنا ليه بنشتري فساتين سواريه؟"


وعد (بثقة): "علشان الليلة هتبقى غير أي ليلة. إنتِ تستاهلي تحتفلي بنهاية الفترة الصعبة دي. إحنا مش هنرجع البيت النهارده."


نجاة (بدهشة): "مش هنرجع البيت؟!"


وعد (بابتسامة): "لأ، فيصل محضرلك مفاجأة كبيرة. وهتشوفيها بعدين."


نجاة فضلت واقفة متحيرة، مش عارفة إذا كانت متحمسة ولا خايفة. وفي الآخر، أخدت الفستان ودخلت تقيسه. أول ما لبسته وبصت في المراية، ابتسمت لأول مرة بفرحة حقيقية من فترة طويلة.


خرجت من غرفة القياس، وعد بصتلها بابتسامة عريضة.


وعد (بفرحة): "إنتي زي القمر، الفستان ده معمول ليكِ!"


نجاة ضحكت بخجل، وهي بتبص لنفسها في المرايا الكبيرة.


نجاة (بهدوء): "بجد، أول مرة أحس إني مختلفة."


وعد (بحنان): "وده اللي لازم تحسيه كل يوم. إحنا هنعيش ونستمتع بالحياة، بعيد عن كل الناس اللي حاولوا يأذونا."


فجأة، جات رسالة على موبايل وعد، بصت فيها وضحكت.


وعد (بهمس): "فيصل تحت، جه الوقت نروحله."


نجاة حسّت بتوتر وحماس وهي بتستعد تمشي. خرجوا من المحل ومعاهم الفساتين، وركبوا العربية، والجو كان مليان ترقب. الطريق كان هادي، لكن توتر نجاة كان بيزيد مع كل دقيقة. فيصل ساكت، لكن عينه كانت مركزة على الطريق.


لحد ما وصلوا قدام قاعة أفراح كبيرة مليانة أضواء. نجاة اتوترت أكتر لما شافت المدخل المزخرف.


نجاة (بصوت مرتعش): "إحنا فين يا فيصل؟ ليه جينا هنا؟"


فيصل (وهو بيفتح باب العربية): "دي المفاجأة اللي كنت محضرها لك. يلا انزلي."


نجاة خرجت من العربية بخوف وفضلت تبص حواليها. لما دخلوا القاعة، كل الناس كانت بتبصلهم، بس الجو كان مختلف. وعد سحبتها قدام، وكانت مبتسمة.


وعد (بابتسامة): "يلا يا نجاة، اللحظة دي ليكِ."


نجاة (باندهاش): "ليّ؟ ليه؟ إيه اللي بيحصل؟"


وعد ما ردتش، سحبتها لحد ما وصلوا لمنصة مليانة ورد وأنوار. وقتها، شافت فيصل واقف قدامها، لابس بدلة سودة أنيقة، وعيونه مليانة بشيء مختلف... ترقب.


فيصل (بصوت هادي): "نجاة، طول الفترة اللي فاتت، كنت شايل همك. إزاي أحميكِ من كل حاجة. فكرت إن أحسن حاجة أعملها دلوقتي... إني أكون معاكِ طول حياتك، مش بس كقريبك... لكن كجوزك."


نجاة كانت بتبص له مش مصدقة. قلبها كان بيدق بسرعة.


فيصل (وهو بيفتح علبة مخملية فيها خاتم): "نجاة، هتقبلي تكوني شريكة حياتي؟"


نجاة كانت مبهورة. دموع الفرح كانت في عينيها.


نجاة (بصوت مرتعش): "فيصل... أنا... مش عارفة أقول إيه."


فيصل (بحب): "قولي نعم. ده كل اللي محتاجه."


نجاة ضحكت وقالت: "نعم، طبعًا نعم."

في اللحظة دي، ابتسم فيصل ووضع الخاتم في إصبعها، والقاعة انفجرت بالتصفيق والتهاني من الناس اللي حواليهم. وعد كانت بتضحك ودموع الفرح في عينيها، وسعاد واقفة جنبها مبتسمة بفخر.


فيصل قرب أكتر وهمس في أذن نجاة: "أنا وعدتك إن كل حاجة هتكون أفضل، والنهارده البداية الجديدة اللي تستحقيها."

نجاة كانت لسه مش مصدقة اللي بيحصل، قلبها بيدق بسرعة وكأنها في حلم مش عارفة تصحى منه. بصت لفيصل، عينيه كانت كلها حب واهتمام، لأول مرة حست بالأمان اللي بيدور جوه نفسها. 


فيصل قرب منها شوية، صوته كان هادي وفيه حنية: "نجاة، طول عمري كنت شايل همك، وحاسس إني عاوز أكون ليكي، مش بس كواحد بيحميك. كنت عارف إن اليوم ده هييجي، اليوم اللي هتكوني فيه مراتي وحياتي."


نجاة اتلخبطت، مش عارفة ترد إيه، دموعها كانت في عينيها، بس مش دموع حزن زي زمان، دي دموع فرحة حقيقية. بصتله وقالت بصوت هادي، بس مرتعش: "فيصل، إنت دايمًا كنت جنبي، بس عمري ما كنت فاهمة إنك شايفني كده. أنا... أنا مش عارفة أقولك إيه."


فيصل ضحك ضحكة خفيفة وقرب أكتر منها: "قوليلي اللي قلبك بيقول عليه، ما تكسفيش."


نجاة نزلت راسها شوية وهي مبتسمة، وبعدين رفعت عينيها ليه وقالت: "أنا بحبك، فيصل. طول عمري كنت بحس إنك أخويا الكبير، بس دلوقتي حاسة إنك أكتر من كده... إنت فعلاً نصيبي."


في اللحظة دي، فيصل ابتسم ابتسامة كبيرة، وحط إيده على كتفها وقال: "هو ده اللي كنت مستنيه أسمعه منك، يا نجاة. إحنا اتعذبنا كتير، وواجهنا مشاكل الدنيا، بس دلوقتي جاي وقتنا نفرح ونعيش اللي جاي مع بعض."


فجأة، بدأت الموسيقى تعلى في القاعة، وكل اللي حواليهم بدأوا يصفقوا ويهللوا. وعد وسعاد كانوا واقفين في الخلفية، سعاد كانت بتبكي من الفرحة، ووعد كانت بتضحك وهي ماسكة إيد أمها.


وعد قربت من نجاة وهمست في ودنها: "شفتِ؟ قلتلك إن النهاردة هيكون يوم مختلف! مش كده؟"


نجاة ضحكت وهي بتحاول تمسح دموعها: "آه يا وعد، مكنتش فاهمة إنكوا بتخططوا لكل ده."


وعد ردت عليها وهي بتضحك: "إحنا عمرنا ما هنسيبك تمرّي بأي حاجة صعبة لوحدك تاني. دلوقتي بقى، ده وقت الفرح وبس."


فيصل قرب أكتر من نجاة وغمز لها: "يلا يا عروسة، هنرقص ولا هتقفي كده طول الليل؟"


نجاة ضحكت بخجل، لكن ما قدرتش ترفض. خدت إيده وهم بدؤوا يرقصوا على أنغام الموسيقى، ونجاة كانت حاسة كأنها في عالم تاني، بعيد عن كل الألم اللي عاشته.


فيصل وهو بيرقص معاها، همس لها في ودنها: "النهارده البداية، وأعدك يا نجاة، مش هتلاقي في حياتك إلا الفرح من هنا ورايح."


نجاة بصت له بعينين مليانين حب وامتنان، وقالت: "طالما إنت جنبي، أنا متأكدة إن كل حاجة هتبقى تمام."


القاعة كانت مليانة فرحة وبهجة، الناس كلها بتضحك وبتفرح لنجاة وفيصل، والليلة كانت فعلاً مختلفة، ليلة من الأحلام اللي اتحولت لحقيقة.


في النهاية، بعد ما خلصوا الرقص، نجاة وقفت جنب وعد وسعاد اللي كانوا كلهم مبتسمين. سعاد قربت منها وحضنتها وقالت: "يا حبيبتي، انتي تستاهلي كل خير في الدنيا، ودايما هتلاقي ناس بتحبك وبتدعمك."


نجاة حست بدفء الحب العائلي، وابتسمت وقالت: "ربنا يخليكِ ليا يا خالتي، مكنتش هقدر أعمل أي حاجة من غيركم."


في اللحظة دي، فيصل جه من وراها ولف دراعه حواليها بهدوء وقال: "ودلوقتي، يا ترى مستعدة للمستقبل؟"


نجاة ابتسمت بابتسامة واسعة وقالت: "أيوة، أنا مستعدة... ومستعدة لأي حاجة طول ما إنت جنبي."

بعد ما خلصوا الرقص، نجاة وقفت جنبه وهي بتحاول تستوعب كل اللي حصل. الأنوار حواليهم كانت بتلمع، وصوت الناس حواليهم كان مليان فرحة وضحك. فجأة، سعاد قربت من فيصل ونجاة، وهي مبتسمة بحب.


سعاد (بحنان): "أنا دايمًا كنت عارفة إن اليوم ده هييجي. ربنا يحفظكم لبعض يا ولادي."


نجاة ابتسمت بخجل وهي بتبص لسعاد، وقالت بهدوء: "ربنا يخليكِ لينا يا خالتي، إنتِ سند كبير."


فيصل (وهو بيبصلها): "والسند الحقيقي هو اللي بيننا. انتي اللي هتكوني دايمًا في ظهري، وأنا في ضهرك. ده عهد مني ليكي."


نجاة حست بالأمان اللي كان بيوعدها بيه، نظرتله بعينين مليانين حب وامتنان، وقالت بصوت هادي: "وأنا كمان، وعد إني هفضل جنبك مهما حصل."


فيصل ابتسم بهدوء ومسح على شعرها بحنية، وقال: "ده اللي كنت مستنيه أسمعه."


الجو حوالين نجاة كان كله فرحة ودفء، وأي حاجة كانت مضايقاها بقت بعيدة. نظرت حواليها لقيت الناس بتبتسم وبتباركلهم، الأصدقاء والعيلة كلهم كانوا واقفين معاهم في اللحظة دي.


وعد فجأة قربت من نجاة، ومسكت إيدها وقالت وهي بتضحك: "ها يا عروسة، مستعدة تشوفي المفاجأة اللي بعدها؟"


نجاة ضحكت وقالت بتساؤل: "فيه مفاجأة تاني؟!"


وعد غمزت لها وقالت: "أكيد، الليلة لسه طويلة. استعدي!"


فجأة، اتفتح باب كبير في آخر القاعة، وبدأت الأنوار تنطفئ شوية، وظهر نور قوي من بره. الناس كلها بدأت تلتفت ناحية الباب، ولما بصت نجاة، شافت بوكيه ورد كبير بيتمشى نحوها. البوكيه كان مليان ورد أبيض ووردي، ووسطهم كان خاتم تاني.


فيصل (وهو مبتسم): "لأنك تستحقي أكتر من خاتم واحد."


نجاة بصت له مش مصدقة، قلبها كان بيدق بسرعة. لفت نظرها الخاتم التاني، كان بسيط وراقي، زي اللي بتحبهم.


نجاة بصوت مليان حنان: "فيصل... إنت بجد بتخليني أحس إني... إني مش لوحدي."


فيصل همس لها: "عشان مش هتكوني لوحدك تاني. العمر اللي جاي كله ليكي... ولينا مع بعض."


القاعة فضلت مليانة فرحة، ونجاة حسيت إن كل حاجة أخيرًا وقعت في مكانها الصح. الليلة دي كانت بداية لحياة جديدة، مليانة حب وأمان، بعيد عن كل اللي فات


البارت 22

تاني يوم، نجاة استيقظت وهي بتحس مكان الخاتم علشان تتأكد إن اللي حصل مبارح حقيقي مش حلم. لما حست بوجود الخاتمين فجأة احمر وشها خجل وحطت إيديها على عينيها وابتسمت ابتسامة كبيرة. كانت بترجع كلام فيصل ليها مبارح وهي مش مصدقة، وبتكلم مع نفسها:


نجاة: "هو اللي حصل دا حقيقي؟ كل دا يطلع منك يا فيصل؟ ازاي وامتى بس؟ مرة واحدة كدا؟ دا انت مطلعتش سهل خالص؟ ولا ليكون مش بيحبني وعمل كدا بس علشان يسكت الناس؟ والله يعملها، خصوصا لما كنت أفتح الكلام في الموضوع دا كان يقول لي هانت وخلاص وقريب الناس كلها هتسكت، يبقى هو عمل كدا علشان بس يسكتهم مش أكتر. يا لهوي، دا لو طلع صح أنا هعمل إيه دلوقتي بعد ما اتهمت وقلت له إني بحبه؟"


على دخول وعد عندها مهللة:


وعد: "يا عروسة... يا عروسة، اصحى يا عروسة... إيه دا؟ انتِ مالك كدا؟ أنا قلت هادخل عليكي ألاقِك مبسوطة وفرحانة مش منكدة كدا، في إيه؟"

نجاة: "والنبي يا وعد، سيبيني في حالي بالله عليكِ، أنا مش فايقة للروقانك دا والله."

وعد: "يا ساتر عليكِ، مبتعرفيش تفرحي أبدا، يا بت نكدك دا هيطفش منك الواد، والواد بصراحة حنتل وطول وعرض، والكل هيموت عليه ويتخطف منك كدا..."

نجاة بغيره: "مين دول بقى اللي عينهم عليه وهيموتوا عليه كدا؟"

وعد بضحك: "الله، احنا طلعنا بنغير كمان، أمال إيه بقى؟ إيه لزوم وش الجبس دا..."

نجاة: "خايفة يا وعد، ارتاحي..."

وعد: "خايفة؟ خايفة من إيه يا نجاة؟"

نجاة: "ليكون فيصل عمل كدا بس علشان يسكت الناس وكلامهم مش علشان بيحبني ولا الحاجات دي لأنه كان دايماً يقولها كدا، هعمل اللي يسكتهم، وأهو عمل، وأنا زي الهبلة اعترفت بحبي، ومش عارفة أعمل إيه..."

وعد بتضحك: "انتِ المفاجأة ضربتلك دماغك وطيرت الجزء اللي فاضل فيه، صح؟ 😂"

نجاة: "بتضحكي وأنا في الحالة دي؟ تصدقي إنك عيلة رخمة وباردة ومش هتكلم معاكي تاني."

وعد: "طب خلاص، مش هضحك، وخلينا نتكلم بالعقل علشان انتِ واحدة مش تعرفي تتنبسطي وتضحكي، ركزي معايا كدا، بصي، يا ستِ، هو لو بيعمل كدا، إيه لزمته؟ كل اللي حصل دا ما كان جاب الشبكة وعلق فرعين نور على الدوار وخلاص، صح؟"

"تانى حاجة، هو مش قاعد طول اليوم يقولك قد إيه هو بيحبك وعايزك وفرحان إنك هتكوني شريكته؟ ليه يقول كدا لو هو مش عايز يقول؟ وبعدين، انتِ نسيتِ لما رحنا القاعة وطلعنا الدور اللي فوق وجهزنا ولبسنا وميكاب وبتاع، الناس كلها كانت بتقولك إيه؟ "الأستاذ فيصل موصي على الأنسة نجاة جدا"، حصل ولا لا؟ ليه يعمل كدا لو هو مش عايز، وانبساطه بيكي وعينه اللي مش نزلت من عليكي، وكل دا، وفاجأة البوكيه وكل دا، مش بيحبك؟ أمال لو بيحبك هيعمل إيه... حرام عليكي يا شيخة، اضحكي خلي الفرح يدخل قلبك ونفرح."

نجاة: "يعني هو بيحبني صدق، وكان يقصد كل اللي قاله وعمله مبارح..."

واحمر وجهها خجلاً.

وعد بضحك وهي تقرب منها: "آه يا بنتي، طبعًا بيحبك، وصدقيني لو مكنش بيحبك ما كانش هيتعب نفسه كده. فيصل مش من النوع اللي بيعمل حاجة علشان الناس، دا بيرد الناس في وشها ويمشي بكلمته. كفاية إن كل القاعة كانت بتقول كلامه كان طالع من قلبه، ماشي وراكي بنظراته طول الليل. إيه تاني عايزة علشان تصدقي؟"

نجاة، بخجل وهي تحط إيديها على خدها: "مش عارفة يا وعد... مش عارفة... أنا يمكن متعودة أخاف من الحاجات اللي بتفرحني. كل حاجة حلوة بحس إنها ممكن تختفي فجأة، زي ما حاجات كتير راحت مني قبل كده."

وعد، وهي تقعد جنبها وتهديها: "ما تقلقيش يا نجاة، أنا فاهمة خوفك، بس المرة دي مختلفة. انتي شايفة إزاي فيصل كان مهتم بيكي، ومش ممكن يبقى كل دا مجرد كلام فاضي علشان يسكت الناس."

نجاة بارتياح بسيط: "يعني انتِ شايفة إنه حقيقي؟"

وعد بابتسامة: "أيوه يا بنتي، ده حقيقي وزي ما الشمس بتشرق كل يوم، حب فيصل ليكي حقيقي. كفاية تفكير بقى وتعالي نفرح."

نجاة بضحكة صغيرة: "طيب ماشي... هحاول."

وعد: "يلا علشان الأستاذ مطلعني أنادي عليكي على الفطور علشان مش عايز يفطر من غيرك..."

نجاة بخجل: "يالهووي، لا، مش هنزل، أنا مكسوفة أنزل أصلاً وهو تحت، أنا مستنياة يمشي علشان أنزل، مش عارفة أوريه وشي بعد اللي قلته مبارح، والله ماقدر أنزل، لا مقدرش."

وتجري على السرير وتغطي وشها من الخجل.

وعد بضحك: "يا أختي، عليكي، هو إنتِ قلتي حاجة عيب ولا حرام؟ وبعدين دا خطيبك وعادي يعني، نجاة، والله ما فيش حاجة، مش تكبري الموضوع أكده."

نجاة: "لا، مقدرش والله أطلع فيه ولا في عيونه، وأخوكي، أنا عارفة هيعيد الكلام زي مبارح ويكسفني قدامكم كلكم، لا مقدرش."

وعد: "وانتِ عرفتي منين إنه هيعيد الكلام ولا يقولك حاجة من دي؟ هينحرج من ستك وامي، يا بت، مش هيعملها."

نجاة: "لا، بيعملها، بصي الفون، بعت كام رسالة من مبارح وبيقول إيه..."


تمسك وعد الفون وتلاقي رسائل من فيصل كلها غزل وحب وغرام.


وعد: "يالهووي، كل دا يطلع من فيصل؟ أمال عايش علينا الدور ليه إنه ملوش بالكلام دا ولا حاجة؟ يخربيتك يا نجاة، خليتي فيصل ينطق ويقول والله برافو عليكي."

نجاة: "والله يا أختي، ما عملت حاجة، هو كده لوحده، دا خلاني أقفل الفون خالص من كتر منا، مش عارفة أرد عليه، وكسفني، تقوليلي انزل ليه؟ أخوكي طلع قليل الأدب يا وعد وبيقول كلام يكسف."

وعد، وتعلو ضحكاتها: "قليل الأدب وبيكسفني، تعرفي لو سمع الكلام دي هيعمل فيكي إيه؟"

فيصل: "سمعت يا أختي، وهتشوفي هعمل فيها إيه..."


تنتفض نجاة وتغطي نفسها بفراش السرير وتدور على حجابها، ووعد تضحك على منظرها، وفيصل يرمقها بنظره يعني تخرج...


وعد: "طيب، أنا هنزل أجهز الفطور مع أمي تحت، وإنتِ يلا علشان الفطور ما يبرد."

نجاة: "وعد، استني يا وعد، إنتِ يا بت..."

فيصل، بحب: "يبقى أنا قليل الأدب يا نجاة."

نجاة بتوتر وخجل: "لا معاش، ولا كان اللي يقول عليك كده، إنت سيد الرجالة كلها."

فيصل: "أمال إيه اللي أنا سمعته دا؟"

نجاة: "مش عليك، إنت حد تاني قليل الأدب كان في الفيلم مبارح اللي اتفرجنا عليه أنا ووعد."

فيصل: "أمم، كان بيعمل إيه يعني علشان تقولي عليه كده؟"

نجاة، وهي تتهرب منه: "أنا نازلة أساعد خالتي سعاد في الفطور..."

ولكن استوقفها فيصل لما أمسك بيدها.


فيصل: "نجاة، أنا عايز أقولك حاجة..."

نجاة بتوتر وخجل: "حاجة؟ حاجة إيه يا أبي؟"

فيصل بحزم: "أبي ليه؟ مش كنا بطلناها، رجعنا ليها تاني ليه يعني، لما كنا قرايب عادي، ما كنتش تقوليها؟ ولما نتخطب تقوليها؟  

نجاة: والله ماقصد، طلعت مني كده لوحدها، معلش سبني، أنا عايزة أنزل أساعد في الفطور.  

فيصل: طيب، إنتِ مالك بترتعشي كده ليه؟ وبعدين هننزل نفطر، متقلقيش، مالك مستعجلة كده ليه؟ أنا لسه مقولتلكيش على اللي أنا عايزه.  

نجاة: بصراحة كده، أنا مش متعودة على كده، والوضع دا موترني، ومش عارفة أقول إيه ولا أعمل إيه. بالله عليك، تسبني أنزل.  

فيصل: إنتِ مكسوفة مني يا نجاة؟ ليه يعني، أول مرة أقف أتكلم معاكي لوحدنا؟  

نجاة: والله يا فيصل، الموضوع موترني، وخلاني مش عارفة أتصرف. ممكن تسبني أنزل؟ مش قادرة أواجهك دلوقتي.  


فيصل، وهو يحاول تهدئتها: متقلقيش يا نجاة، أنا عارف إن كل حاجة جديدة وممكن تكون مربكة. بس صدقيني، كل اللي في بالي هو إننا نكون مع بعض ونكون مبسوطين.  


نجاة، بترجف: والله مش عارفة أقولك إيه... مش متعودة على الكلام ده.  


فيصل، وهو يمسك بيدها: أنا مش عايزك تكوني متوترة. كل حاجة هتبقى تمام. خلينا نفطر مع بعض ونبدأ يومنا بشكل مريح. وإحنا مع بعض، كل حاجة هتكون أحسن.  


نجاة، بخجل: طيب، هحاول.  


فيصل، بابتسامة: تعالي نروح للفطور مع بعض. هنقعد ونضحك ونحكي، وهنبقى أحسن من كده.  


نجاة، وهي تحاول تهدئ أعصابها: تمام، هروح. بس ممكن تشيل عينيك شوية لحد ما أتأكد إنني مش مكسوفة.  


فيصل، بضحكة خفيفة: ماشي، هخليكِ تجهزي نفسك براحتك.  


وعد، وهي تضحك: يلا يا نجاة، لازم نفطر قبل ما يبرد الفطور. وخليكِ مبسوطة، الموضوع كله حلو ومبشر.  


نجاة، وهي تستعد للذهاب: شكراً يا وعد، هروح أساعدك في الفطور.  


وعد، وهي تنزل: تمام، هكون مستنياك تحت. وفطارنا هيكون أحلى بوجودك.  


وفي أثناء نزول نجاة، فيصل يظل يراقبها بابتسامة، مؤكدًا إنها مش لوحدها وإن كل حاجة بينهما هتبقى بخير.في صباح اليوم التالي، نجاة نزلت إلى المطبخ وهي لسه مش متعودة على الظهور بعد الأحداث اللي حصلت مبارح. كانت بتحاول تهدئ نفسها وتبقى طبيعية قد ما تقدر. في المطبخ، سعاد كانت بتحضر الفطور، ووعد كانت بتمشيها وتساعدها.


سعاد: "صباح الخير يا نجاة. إيه، مالك كده، ليه مكسوفة؟"

نجاة: "صباح الخير، خالتي. لا، مافيش حاجة، أنا بس لسه مفيش فيني، ولسة متعودة على الوضع الجديد."

سعاد، ببتسامة: "ماشي، ما تخافيش. عادي، كل حاجة هتبقى كويسة. دلوقتي، شوفي الفطور، وحاولى تفرفشي شوية."


وعد بتقرب من نجاة، وهي بتضحك: "يلا، شوفى الفطور، تحملى شوية، مش هتجيبي همومك في قلبك."

نجاة، بترد بخجل: "طيب، هحاول. بس أنا لسه مش قادرة أتصرف كويس."


فيصل دخل المطبخ، وكان لسه لابس بيجامة، وتبدو على وجهه علامات السعادة. نظر لنجاة بابتسامة.


فيصل: "صباح الخير يا نجاة. إنتِ لسه هنا؟"

نجاة، بتحاول تكون طبيعية: "صباح الخير، فيصل. آه، أنا نزلت أساعد في الفطور."

فيصل، بضحكة خفيفة: "أوكي، حلو. يلا، نفطر ونبدأ يومنا. أنا مبسوط إنك معانا."


نجاة، بترد بارتباك: "آه، إن شاء الله. أنا متشكرة على كل حاجة."


سعاد، وهي تقدم الفطور: "خلاص، تفضلوا كلوا، والفطور طيب جداً. تحبوا حاجة تانية؟"

فيصل: "لا، كفاية كده. كله تمام."


وعد، وهي تسحب كرسي وتدعو نجاة للجلوس: "يلا، تعالي قعدي. الفطور هيكون أحلى لما نكون كلنا مع بعض."


نجاة، وهي تجلس: "طيب، شكراً. أنا حابة أبدأ اليوم بشكل هادي."


فيصل، وهو يجلس بجانب نجاة: "أنا عارف إن الموضوع جديد عليكِ، بس حاولي تكوني مرتاحة. أنا هكون معاكِ طول الوقت."


نجاة، وهي تحاول تهدئ نفسها: "شكراً، فيصل. أنا بس خايفة من اللي جاي، بس إن شاء الله الأمور تكون كويسة."


فيصل، وهو يمسك بيدها: "لا تخافي، كل حاجة هتبقى تمام. إحنا مع بعض، وكل شيء هيكون أحسن."


نجاة، بابتسامة خجولة: "أوكي، هحاول. شكراً لك على كل حاجة."


وعد، بضحكة: "شوفوا، الفطور ده هيكون أحلى مع الضحك والمزاح. خلينا نفرح شوية."


سعاد، وهي تضيف أطباق جديدة على الطاولة: "صحيح، كله بيمر بسرعة. الأهم إننا نكون مع بعض ونستمتع باللحظة."


فيصل، وهو ينظر إلى نجاة بتفهم: "يلا، نبدأ الفطور وننسى أي حاجة مضايقتك. كل حاجة هتبقى كويسة."


نجاة، وهي تبتسم بخجل: "شكراً، سأحاول أكون مرتاحة. وخلينا نبدأ الفطور."


وفي اللحظة دي، الأجواء هدت وأصبح المطبخ مليان بالضحك والمزاح، ونجاة بدأت تحس براحة مع وجود فيصل وبقية العائلة.


البارت 23

في صباح هاديء في البيت الكبير، نجاة كانت قاعدة مع سعاد وفوزية. الجو كان فيه هدوء بس كان واضح إنه فيه حاجة شاغلة بال نجاة. فيصل، اللي كان واقف عند باب الصالة بيبص عليهم بابتسامة صغيرة، قال بصوت هادي: "نجاة... فكرتي في موضوع السفر؟"


نجاة رفعت راسها بتوتر، وقالت: "لا يا فيصل، إنت عارف إني مش بحب السفر، خاصة معاك... أقصد يعني مش متعودة." خجلها كان باين في نظرتها وهي بتحاول ما تبصش في عينيه.


سعاد ضحكت بصوت عالي وقالت: "يا بنتي دا خطيبك يعني، مفيهاش حاجة إنك تروحي معاه. وبعدين دي فرصة تغيري جو، خصوصًا بعد اللي حصل الفترة اللي فاتت."


فوزية هزت راسها بالموافقة: "أيوة يا بنتي، دايماً كده تخلي الحاجات البسيطة دي تأثر عليكِ. دا فيصل، والموضوع بسيط، هتروحي وتغيري جو."


نجاة تنهدت: "ماشي يا خالتي، أنا فاهمة، بس الموضوع مش سهل عليا. مش متعودة أكون قريبة منه بالطريقة دي."


فيصل قرب منها، وقعد على الكرسي جنبها، وقال بابتسامة: "بصراحة كنت مستنيك توافقي من غير ضغط، بس واضح إنك هتفضلي ترفضي لحد ما حد يقنعك غيري."


نجاة ابتسمت بخجل، وقالت: "ماشي، هسافر... عشانكم."


فيصل كان مبسوط من ردها وقال: "يبقى خلاص، السفر هيكون يوم السبت، جهزي حاجاتك."


في صباح يوم السفر، الجو كان فيه حماس ممزوج بتوتر خفيف عند نجاة. البيت كله كان في حركة، سعاد كانت بتراجع حاجات وعد في الشنط، وفوزية كانت بتدي نجاة شوية نصايح: "متخافيش يا بنتي، إسكندرية جميلة وهتحبيها، وبعدين معاكِ وعد وفيصل، يعني مش هتكوني لوحدك."


نجاة ابتسمت بخجل وقالت: "عارفة يا ستي، بس الموضوع غريب عليا، إني أسافر معاه، لسه بحاول أستوعب."


فوزية ابتسمت بحنان وقالت: "دا خطيبك يا بنتي، عادي جدًا. خدي بالك من نفسك واستمتعي بالرحلة."


وفيصل جه بالعربية قدام البيت. وعد كانت جاهزة، وطلعت تركب جنب أخوها زي كل سنة. نجاة كانت واقفة قدام الباب، مترددة، لكن فوزية وسعاد شجعوها وقالوا لها: "يلا يا بنتي، مفيش داعي للخوف."


ركبت نجاة ورا في العربية، وكان الجو شوية مشحون بالصمت. وعد، وهي دايمًا المتفائلة، بدأت تتكلم بحماس: "يا سلام بقى لما نروح إسكندرية، هنعمل إيه أول ما نوصل؟ البحر طبعًا!"


فيصل ضحك وقال: "إنتي كل سنة نفس الكلام، البحر وبس؟"


وعد ردت بحماس: "طبعًا! وبعدين نجاة المرة دي معانا، هنعمل حاجات كتير مع بعض."


نجاة ابتسمت وقالت: "أنا مش عارفة إذا كنت هعرف أستمتع زيكم، بس هنشوف."


فيصل لفت راسه وقال بنبرة مطمئنة: "ما تقلقيش، هتنبسطي أكتر من اللي إنتي متوقعة."


وبدأت وعد تتكلم بحماس: "فيصل، عايزين نروح أول حاجة المول اللي على البحر، نجيب حاجات جديدة لنجاة!"


فيصل كان سايق بابتسامة، وقال: "أنتي كل سنة عندك خطة جديدة. لكن ماشي، نشوف لما نوصل."


نجاة كانت ساكتة طول الطريق تقريبًا، بتحاول تتعود على الجو اللي مش متعودة عليه. وعد لاحظت سكوتها وقالت: "إيه يا نجاة؟ ساكتة ليه؟ إسكندرية هتعجبك، صدقيني."


نجاة ابتسمت بس بخجل، وقالت: "ممكن، بس حاسة إني مش عارفة أندمج معاكو زي ما إنتي متعودة."


وعد ضحكت وقالت: "متخافيش، إحنا هنبسط جدًا، إنتي بس استرخي وسيبي الباقي عليا."


فيصل، وهو مركز على الطريق، قال بنبرة مطمئنة: "أهم حاجة إنك تستمتعي وتسيبي القلق وراكِ."


بعد ساعات من السفر، وصلوا لإسكندرية. الجو كان منعش، والبحر كان بيتراءى من بعيد بمنظر جميل. نجاة حسّت بشوية ارتياح وهي بتنزل من العربية، بتشم ريحة البحر لأول مرة بعد فترة طويلة.


وعد قالت بحماس: "يلا يا جماعة، نروح الكورنيش الأول، ناخد نفس عميق من هواء البحر النضيف!"


فيصل ضحك وقال: "طبعًا، الكورنيش أول حاجة."


فضلوا يمشوا على الكورنيش، وعد كانت بتتكلم طول الوقت عن ذكرياتها مع فيصل كل سنة في نفس الوقت ده. نجاة كانت بتسمع ومش بتتكلم كتير، بس بدأت تحس بشوية راحة في الجو الجميل ده.


بعد ما خلصوا مشي، راحوا قعدوا في كافيه جنب البحر. وعد جابت قهوة لنجاة، وقالت لها: "خدي، ده هيخليكي تصحي شويتين."


نجاة شربت قهوتها بابتسامة صغيرة: "شكراً يا وعد. الجو هنا فعلاً مختلف."


وعد نظرت لها وقالت بلهجة خفيفة: "عارفة إني مش متعودة تشوفي الحاجات دي كتير، بس إنتي محتاجة تاخدي شوية راحة من اللي حصل الفترة اللي فاتت."


نجاة نزلت نظرها وقالت: "كل حاجة حصلت بسرعة، أنا لسه بحاول أستوعب كل حاجة."


وعد حاولت تخفف الجو وقالت: "إسكندرية هتساعدك، البحر دايمًا بيشيل الهموم. بلاش نضيع الوقت في التفكير في اللي فات."


---


**المساء والهدوء**


في نهاية اليوم، رجعوا للشقة اللي كانت تطل على البحر. وعد وفيصل كانوا متفقين على إنه يبقى يوم هاديء، مفيهوش كتير من التحركات.


نجاة كانت قاعدة في البلكونة بتتأمل البحر، وهي بتحس بشوية هدوء داخلي. وعد جات قعدت جنبها وقالت: "بصي كده على البحر، تحسي إنه بيشيل معاه كل حاجة مضايقاكِ."


نجاة ابتسمت وقالت: "معاكي حق، أول مرة أحس بالشعور ده."


وعد استندت على الكرسي وقالت: "إيه أكتر حاجة نفسيك فيها دلوقتي؟"


نجاة فكرت شوية وقالت: "راحة... نفسي أعيش بدون خوف أو ضغط."


وعد ردت بحنان: "هتوصلي، كل حاجة هتتصلح مع الوقت، فيصل هنا، وإحنا كلنا وراكِ"


فجأه سمعوا صوت خبط على الباب...


نجاة: بفرحه اكيد دا فيصل رجع..

وعد:ياسلام شوفو البت فرحانه ازاى 

طيب ياختى روحى افتحى لحبيب القلب بتاعك ...كملت كلامها ساخره انا عارفه ايه اللى جابنى معاكم..


راحت نجاة تفتح الباب على خجل..


نجاة: حمد الله على السلامه يافيصل..

فيصل بحب: الله يسلمك على فاكره انتى وحشتينى..

تحمر نجاة خجلا: شكرا 

فيصل ساخرا: شكرا ..شكرا ايه هو انا جايبلكم البقاله مش كدا يانجاة الله يخليكى..

نجاة بخجل: حقك عليا والله ما اقصد بس مش متعوده ومعرفش اقول ايه وانت بتكسفنى يافيصل...

فيصل: بكسفك ايه يانجاة انا مقولتش غير وحشتينى وبعدين انا عايز اسمع منك اللى انتى حاسه بيه واللى قلبك يقول عليه انا موافق بيه بس اتكلمى حبا فى النبي...


ومسك ايديها وبص فى عيونها...


فيصل: بصى يانجاة انا زيك كدا تمام معرفش اى حاجه زلا كلام الحب دا وكنت طول الوقت بقول عليه كلام فاضي ومضيعه للوقت لحد ما احتليتى قلبي ومبقتش عارف ابعد عنك وبتوحشينى على طول طول ما انا شغل عمال ببص فى الساعه علشان اقول امتى اخلص الشغل وارجع واشوفك ومش مركز فى الشغل خالص كل الكلام دا انا فعلا حاسس بيه وعايز اسمع منك اللى انتى حاسه بيه ولا انتى لسه خايفه منى يانجاة المره الوحيده اللى عصبت وقسيت عليكى انا بندم عليها كل دقيقه وكل ما اشوفك خايفه كدا بس اعترفلك اعتراف يانجاة..

نجاة بخجل وراسها فى الارض: اعتراف ايه يافيصل..

فيصل: كنت غيران عليكى من المدرس والولد اخو صحبتك دا لما لاقيته فى البيت..

وعد:احم ..احم طب اعملوا حسابكم ان فى حد معاكم هنا ...انا مش عارفه انا ايه اللى جابنى معاكم...

فيصل يضحك: طب يالمضه يلا اجهزوا علشان ننزل نتمشي ولا نقعد فى كافيه تحت شويه..

وعد بحماس: ايوا بقى اخويا العسل حالا هكون جاهزه ...

وتمسك بيد نجاة وتسحبها على غرفتهما لتبديل ملابسهما...


بعد ما قعدوا في الكافيه وشربوا قهوتهم، الجو بدأ يهدى ونسيم البحر بقى أخف. فيصل قرر إنه يطلب منهم يرجعوا ع الشقة علشان يستريحوا بعد اليوم الطويل.


فيصل بص لنجاة وسألها: "إيه رأيك في الجو هنا؟ عجبك؟"


نجاة بتسمت بخجل وقالت: "آه الجو هادي وريحته حلوة، حسيته بيخفف من اللي جوايا شويه."


فيصل برضه ابتسم وقال: "كويس، إسكندرية ليها طعم خاص، وعموماً أنتي معانا، مفيش داعي لأي خوف."


وعد كانت متحمسة زي العادة، قالت بصوت عالي: "يلا نروح الشقة، نعمل عشا ونتفرج ع فيلم كده رومانسي، إيه رأيك يا نجاة؟"


نجاة ضحكت وقالت: "زي ما تحبي يا وعد، أنتي اللي دايمًا بتفكرينا بالحاجات دي."


وصلوا الشقة، وكانت بتطل ع البحر، منظر كان يخطف القلب. وعد جرت على المطبخ تعمل عشا خفيف، أما نجاة، فضلت تقعد شوية في البلكونة. البحر كان بيخبط ع الصخور بهدوء، والليل كان نزل عليهم.


فيصل دخل ووقف وراها وقال بنبرة هادية: "الجو هنا مختلف، مش كده؟"


نجاة اتلفتت عليه وقالت: "آه، أحسن كتير من زحمة البلد."


فيصل قعد جنبها، وهو ماسك كوباية الشاي اللي جابها من المطبخ وقال: "نجاة، عايز أقولك حاجة من زمان، بس كل مرة أقول أسيبها لوقتها... بس دلوقتي الوقت جه."


نجاة حست قلبها دق بسرعة وقالت بخوف خفيف: "إيه يا فيصل؟ خير؟"


فيصل بصلها بحنان وقال: "إحنا خلاص بقينا قريبين من بعض، وخلاص أنتي خطيبتي، مفيش داعي إنك تخافي مني. عايزك تكوني مرتاحة، حتى لو الدنيا حواليكي متلخبطة."


نجاة ابتسمت بخجل وقالت: "أنا مش خايفة منك يا فيصل، أنا بس لسه بحاول أتعود. الدنيا اتغيرت فجأة، وكل حاجة بقت سريعة."


فيصل لمس إيدها بخفة وقال: "أنا معاكِ في كل خطوة، مهما كانت صعبة. مفيش حاجة هتحصل وإنتي لوحدك، فاهمة؟"


نجاة حسّت براحة لما سمعت كلامه، وبصتله وقالت: "أنا عارفة إنك معايا، وده اللي مخليني أقدر أتحمل."


في اللحظة دي، وعد دخلت عليهم وقالت وهي بتحمل طبق العشا: "يا جماعة، الدنيا ع الشوية اللي عملتها، تيجوا تأكلوا ولا إيه؟"


بعد ما أكلوا، الكل كان قاعد في الريسبشن. وعد قررت إنها تشغل فيلم رومانسي خفيف، وكانت طول الوقت بتتحكّم في الريموت وكأنها اللي مخرجة الفيلم.


فيصل بص على نجاة اللي كانت قاعدة جنبه وسألها: "تحبي الأفلام دي؟ ولا إنتي مش من النوع ده؟"


نجاة ضحكت وقالت: "بصراحة، مش بتفرج عليها كتير، بس يعني مش وحشة."


وعد تدخلت بسرعة وقالت: "لازم تشوفيها، دي بتفتح النفس على الحب، خليكي معانا في الجو ده، الدنيا محتاجة شوية رومانسية."


فيصل ضحك وقال: "أهو، وعد مش هتسيبنا غير لما نخلص الفيلم."


الفيلم كان شغال والكل كان مستمتع بالجو الهادي، بس نجاة كانت طول الوقت ساكتة وبتفكر في كلام فيصل، اللي حسسها إن الدنيا مش كلها ظلمة.


فيصل لاحظ إنها مش متفاعلة وقال لها بهدوء: "إيه؟ لسه بتفكري في اللي قولتهولك؟"


نجاة بصت له وقالت: "آه، بس عايزة أقولك حاجة."


فيصل قرب منها وقال: "اتفضلي."


نجاة أخدت نفس وقالت: "أنا مهما كان خايفة من اللي جاي، بس وجودك معايا بيهون كتير. يعني لو مكنتش موجود، معرفش كنت هبقى فين دلوقتي."


فيصل حس بقلبه بينبض أسرع وقال: "طالما أنا موجود، إنتي مش هتكوني لوحدك أبداً."


الليل كان هادي، بس بعد الفيلم الكل بدأ يروح عشان ينام. نجاة كانت نايمة في غرفتها، والليل كله كان ظلمة هادية. فجأة، تليفونها رن برسالة، فتحتها وهي لسه مش مستوعبة، وقرأت: "أنا مش قولتلك إن الدنيا دوارة؟"


نجاة قلبها وقع، صحيت من مكانها بسرعة وراحت لفيصل اللي كان لسه صاحي في أوضته. طرقت الباب وقالت بخوف: "فيصل، صحصح!"


فيصل فتح عينه بسرعة وقال: "إيه اللي حصل؟ في إيه؟"


نجاة ورته التليفون وقالت: "شوف دي... رسالة جاتلي دلوقتي."


فيصل بصل الرسالة ووشه تغير تمامًا. قال بحدة: "إحنا لازم نكون حذرين، الموضوع مش طبيعي، وفيه حد بيلعب لعبة وسخة."


نجاة كانت خايفة وقالت: "بس مين؟ ومش ليه؟"


فيصل كان بيحاول يهدى نفسه وقال: "هنعرف قريب. مش هنسيب حاجة تخلينا نرجع ورا."


فيصل حاول يطمنها وهو ماسك إيدها وقال: "بصي، مفيش داعي للقلق دلوقتي، هنتعامل مع الموضوع، وأنا مش هسيبك لوحدك في حاجة."


نجاة بصت له وقالت: "أنا مش عارفة هقدر أواجه اللي جاي إزاي."


فيصل قال بنبرة حازمة: "هتقدري، متخافيش. طول ما أنا هنا، كل حاجة هتكون تحت السيطرة. بس أوعي تبين لأي حد إنك خايفة أو إن في حاجة غلط."


تاني يوم الصبح، الكل كان بيتحضر ليوم جديد. وعد كانت نايمة لسه، وفيصل ونجاة قرروا ينزلوا يفطروا في مكان قريب. الجو كان هادي، بس نجاة كانت لسه متوترة.


فيصل لاحظ وقال: "إيه؟ لسه زعلانة؟"


نجاة بصت له وقالت: "مش عارفة، الرسالة دي عاملة زي كابوس، كل ما بفكر فيها بحس إني مخنوقة."


فيصل قال لها بحزم: "متخافيش، الرسالة دي مجرد محاولة لزعزعة ثقتك، بس إحنا أقوى من كده بكتير."


نجاة شربت شوية من الشاي وقالت: "طيب، بس إحنا هنعمل إيه؟ مش ممكن نسيب الموضوع يعدي كده."


فيصل فكر شوية وقال: "لأ طبعاً، هنتصرف، بس لازم نكون حذرين جداً. وهنبدأ من دلوقتي ندور مين ورا الموضوع ده. وبعدين مش إحنا بس اللي اتغيرت حياتنا، الدنيا دوارة، وكل واحد بياخد نصيبه في الآخر."


بعد ما رجعوا من الفطار، فضلوا يتكلموا في اللي هيعملوه بعد كده، وكان في نية إنهم يواجهوا أي خطر مع بعض. لكن جو إسكندرية كان بيشيل شوية من التوتر، والبحر كان دايمًا مصدر للراحة.


فيصل كان كل شوية يطمنها ويقول لها: "متخافيش، هتعدي على خير، وأهم حاجة نكون مع بعض في كل خطوة."



البارت 24

...بيراقبنا، بس متقلقيش، أنا هتصرف."


نجاة كانت واقفة قدامه وهي متوترة جدًا، نظرتها كلها خوف وقلق. قالت بصوت مهزوز: "فيصل، مين ممكن يكون ورا الرسالة دي؟"


فيصل تنهد، وحاول يخفف من توترها: "متأكديش من حاجة دلوقتي، ممكن حد بيحاول يلعب علينا أو يضغط، بس أنا هتحرى عن الموضوع. المهم إنك تكوني هادية."


نجاة حاولت تبتسم، لكنها ما قدرتش تخفي خوفها: "طيب، بس متسبنيش لوحدي... حاسة إن في حاجة غلط."


فيصل قعدها على الكرسي جنب السرير وقال بحنان: "طبعًا مش هسيبك، إحنا مع بعض في كل حاجة. وصدقيني، مفيش حاجة هتحصل طول ما أنا معاكِ."


نجاة بصت له بعينين مليانة ثقة، بس القلق لسه كان مسيطر عليها.فيصل كان قاعد في الأوضة اللي فتحها في الشقة اللي خدها في إسكندرية، بيحاول يرتاح بعد يوم طويل من الشغل في النيابة. لسه بيحاول ينسى شوية من المشاكل اللي لاحقاه، بس فجأة سمع صوت الباب بيتفتح. كانت نجاة، دايما حريصة إنها متزعجوش، بس النهارده باين عليها القلق.


نجاة بصتله وقالت: "فيصل، وعد مش في الأوضة بتاعتها، مفيش حد شافها من الصبح!"


فيصل قام بسرعة: "إيه؟ يعني إيه مش موجودة؟ وعد ما بتعملش كده!"


حاولوا يدوّروا في الشقة كلها، من غير فايدة. كل الأماكن اللي ممكن تكون فيها مفيهاش أي أثر ليها. نجاة كانت قلبها بيدق بسرعة: "أنا خايفة يكون حد خدها يا فيصل!"


فيصل بدأ يحس بالتوتر، ورجع قعد على الكرسي وحط إيده على وشه: "اللي حصل ده مش طبيعي... أنا لازم أفكر. هي وعد في حد في حياتها ممكن يكون عايز يعمل كده؟"


نجاة هزت رأسها: "مش عارفة، بس مش لازم نسيب الموضوع يعدي، لازم نتحرك بسرعة قبل ما الوقت يضيع."


وفجأة، رنة الموبايل قطعت التوتر اللي في الأوضة. فيصل بص في تليفونه، وكان فيه رسالة تانية من نفس الرقم المجهول اللي كان بعد له أول رسالة. فتح الرسالة بصوت متوتر، وقرأ بصوت مسموع: "دلوقتي جه الدور إنك انت اللي تدور عليا."


الرسالة دي كان ليها وقع غريب على قلبه. بص لنجاة وحاول يربط الأحداث: "معقول؟ الشخص ده بيلعب بينا... وبيهددنا من الأول!"


نجاة: "لازم نبلغ الشرطة، مش ممكن نقعد مستنيين اللي جاي!"


فيصل وقف بسرعة: "مش هينفع نبلغ حد دلوقتي، مش عايزهم يعرفوا حاجة. ده شخص بيلعب على أعصابنا... وأنا مش هسيب حد يلعب بيا أو بيك. هنلاقي وعد، وهنعرف مين الشخص ده."


رجع فيصل بذاكرته لآخر مرة شاف وعد فيها، وافتكر إنها كانت مبسوطة وبتتكلم عن الأماكن اللي عايزة تزورها في إسكندرية. لكنه حس إن في حاجة كانت مضايقاها، حاجة مخبيها ومش عايزة تتكلم فيها.


نجاة كانت بتبصله بقلق: "أنا حاسة إن في حاجة كبيرة مخبيينها علينا... بس إيه؟ وعد ما قالتش حاجة طول الفترة اللي فاتت."


فيصل خرج من الأوضة بسرعة وقال: "أنا هتحرك على طول، هنزل أدور في كل الأماكن اللي ممكن تكون راحتها. انتِ خليكي هنا، لو جات أي معلومة، قوليلي على طول."


نجاة كانت عايزة تنزل معاه، بس هي عارفة إن وجودها هيزود التوتر: "ماشي، بس خلي بالك من نفسك يا فيصل."


نزل فيصل بسرعة، وساب وراه في دماغه مليون سؤال. كان بيدور في الشوارع اللي قريبة من الشقة، وكل ما يقرب من البحر، حس إنه بيلف في دايرة مش قادر يخرج منها.


وفي وسط الضلمة اللي في الشوارع، لمحت عينه ظل بيتحرك قدامه. كان ظل حد صغير في الحجم، شبه وعد، لكنه لما قرب، ما لقاش حد. الصوت الوحيد اللي سمعه هو صوت الموج بيضرب في الصخور.


فيصل وقف ورفع راسه للسماء، حاول يهدي أعصابه: "لازم أكون هادي، مفيش فايدة من الجنون."


وفجأة، الموبايل رن تاني، رسالة جديدة جاتله. فتحها بسرعة، وكان مكتوب فيها: "فاكر لما قلتلك إن الدنيا دوارة؟ دلوقتي جه الوقت إنك تدور عليا بنفسك."


فيصل حس إن الرسالة دي بتفتحله باب لأكبر تحدي في حياته. هو مش قدامه غير إنه يكمل في اللعبة اللي الشخص المجهول ده بيحاول يفرضها عليه.


رجع للشقة وهو حاسس إنه لازم يركز، لازم يخطط ويعرف أكتر عن اللي بيحصل. لما وصل، لقى نجاة قاعدة على الكنبة، وعينيها مليانة دموع: "لقيت حاجة؟"


هز رأسه: "لأ، بس فيه حاجة بتحصل ورا الكواليس، وأنا مش هرتاح غير لما أعرف مين اللي بيلعب بينا."


نجاة: "أنا مش قادرة أتحمل فكرة إنها ممكن تكون في خطر يا فيصل. وعد أكتر من أخت ليا، وده بيقتلني."


فيصل قرب منها وقال بصوت هادي: "أنا فاهم، وإحنا مش هنسكت لحد ما نرجعها. بس لازم نبقى أذكياء ونعرف نتحرك صح."


وبعد ما عادوا تفكيرهم في كل التفاصيل اللي حصلت اليوم، فيصل اتخذ قرار: "بكره الصبح هروح النيابة وأبدأ أسأل في كل مكان ممكن أستدل منه على اللي بيحصل. وأنا متأكد إن الحل هيجي من هناك."


لكن في الليلة دي، مفيش نوم جالهم. كل واحد فيهم كان بيحاول يلاقي معنى للرسائل اللي جات لفيصل، ويحاول يتخيل مين الشخص اللي واقف ورا كل ده.


الصبح جه بسرعة، فيصل كان صاحي من قبل الفجر. قرر يروح النيابة ويبدأ يسأل الناس اللي يعرفهم. بعد ما ساب الشقة، نجاة فضلت لوحدها بتفكر في كل اللي حصل. كانت قاعدة في البلكونة، بتحاول تستنشق الهوا النقي، وفجأة لمحت حاجة ملفوفة تحت باب الشقة.


قامت بسرعة وفتحت الباب، لقت ورقة صغيرة مكتوب عليها: "دلوقتي جه الوقت إنك تتحركي، الدنيا مش هتستناك."


الخوف اتملك نجاة، لكنها عرفت إنها ما تقدرش تستسلم. مسكت الموبايل وكلمت فيصل: "فيصل، فيه ورقة تانية لقيتها قدام الباب، مش عارفة أعمل إيه!"


فيصل رد عليها وهو في العربية: "اوعي تتحركي من مكانك، أنا جاي دلوقتي حالًا."


قعدت نجاة مستنية، قلبها مليان توتر وخوف من اللي جاي. بعد نص ساعة، كان فيصل وصل، وبص في الورقة بعناية. "واضح إنهم مش بيلعبوا، الموضوع كبر يا نجاة، لازم نكون مستعدين."


لكن قبل ما يلحق يفكر في الخطوة اللي جاية، الموبايل رن تاني، رسالة جديدة جات.فيصل بص للرسالة الجديدة اللي جاتله، وبعد لحظات من الصمت، قال: "الرسالة دي مش هتعدي بالساهل. واضح إن اللي بيعمل كده عارف إحنا بنفكر في إيه وبيحاول يسبقنا بخطوة."


نجاة قعدت قدامه وهي متوترة وقالت: "طب يعني هنفضل مستنيين اللي جاي؟ مش لازم نتحرك ونعمل حاجة؟"


فيصل اتنهد وحاول يسيطر على غضبه: "أنا هتصرف، بس لازم نتحرك بعقل. لو تصرفنا بسرعة من غير ما نفكر هنقع في الفخ اللي عايزيننا نقع فيه."


نجاة بملامحها الحزينة قالت: "بس وعد يا فيصل... وعد لسه مش موجودة. الوقت بيعدي وأنا مش عارفة أتحمل أكتر من كده."


فيصل قرب منها وحط إيده على كتفها بحنان: "فاهم يا نجاة، فاهم. بس ثقي فيا، إحنا مش هنسيب وعد في خطر. هنلاقيها مهما كان الثمن."


وفجأة، الموبايل رن تاني. فيصل رفع التليفون بقلق، ونجاة قربت منه عشان تسمع. الرسالة كانت قصيرة بس مليانة تهديد: "دلوقتي جه وقت القرار... إما تختار إنك تدور عليا أو على وعد."


فيصل حس إن الدم بيتجمد في عروقه، بص لنجاة بعينين مليانين غضب وخوف: "واضح إنهم عايزين يلعبوا لعبة خطيرة... بس أنا مش هسيبهم ينتصروا."


نجاة بصوت متوتر: "يعني إيه؟ مين الشخص ده وليه بيعمل كده؟"


فيصل وقف فجأة وهو ماسك الموبايل بإيد قوية: "مش مهم دلوقتي ليه، المهم نعرف مين. وأنا مش هرتاح غير لما أجيب اللي ورا ده."


نجاة وهي بتقاوم دموعها قالت: "بس إزاي هنعرف؟ مفيش أي دليل على أي حاجة، كأنهم أشباح."


فيصل بص لها بثقة: "أشباح أو بني آدمين، مش هيفرق معايا. هفضل أدور لحد ما ألاقيهم."


بدأ يفكر في خطوته الجاية، وقرر إنه لازم يروح النيابة ويحاول يستغل كل العلاقات اللي عنده عشان يوصل لأي طرف خيط. قال لنجاة وهو بيلبس جاكتته: "اسمعيني كويس، أنا رايح النيابة دلوقتي. هحاول أدور في سجلات أي حد ممكن يكون ليه علاقة باللي بيحصل ده. انتِ خليكي هنا، أوعي تتحركي من البيت."


نجاة كانت لسه خايفة بس هزت راسها وقالت: "ماشي، بس لو حصل أي حاجة كلمني على طول."


فيصل طلع بسرعة من الشقة ونزل على السلالم بخطوات سريعة. كان عارف إن الوقت بيمر وإن كل دقيقة بتعدي بتزيد من خطر اختفاء وعد. وصل للعربية وشغلها بسرعة، دماغه كان مليان أفكار وأسئلة بدون إجابات.


وهو في العربية، فضل يفكر في كل الناس اللي تعامل معاهم الفترة اللي فاتت. حاول يربط الأحداث، بس مفيش حاجة كانت واضحة قدامه. كل اللي كان واضح هو إن الشخص اللي بيهددهم عنده خطة محكمة، وخطة هدفها إنه يخليهم يتصرفوا بتوتر واندفاع.


وصل فيصل النيابة، دخل بسرعة وقابل زميله اللي شغال معاه. قال له بصوت هادي بس فيه توتر: "أنا محتاج أطلع على ملفات لأشخاص معينين. أي حد كان ليه علاقة بالقضايا اللي اتعاملنا معاها الفترة اللي فاتت."


زميله بص له بتساؤل: "إيه الموضوع؟ حصل حاجة؟"


فيصل حاول يخبي قلقه وقال: "مجرد شكوك، محتاج أتأكد منها. مش عايز أقول أي حاجة لحد ما أكون متأكد."


بعد وقت طويل من البحث في الملفات، فيصل ما لاقاش حاجة جديدة تفيده. كل الأسماء اللي فكر فيها ما كانش ليهم أي علاقة بالموضوع.


رجع البيت وهو محبط، بس ما كانش عنده نية للاستسلام. فتح الباب ودخل، لقى نجاة لسه قاعدة على الكنبة مستنياه، عينينها مليانة قلق. سألته: "لقيت حاجة؟"


فيصل هز راسه وقال بصوت هادي: "للأسف لا، بس ده مش معناه إننا مش هنلاقي حل. الموضوع هيحتاج صبر وعقل."


قبل ما يكمل كلامه، الموبايل رن تاني. الرسالة دي كانت مختلفة. مكتوب فيها: "الوقت بيخلص يا فيصل... القرار مش هيستنى أكتر من كده."


نجاة مسكت إيده وقالت بتوتر: "فيصل، لازم ناخد خطوة سريعة، الوقت فعلا بيعدي." 


فيصل اتنهد وقال: "هنعمل اللي نقدر عليه، بس مش هنستسلم، ولازم نفكر كويس.


البارت 25 

فيصل كان لسه واقف في الأوضة بعد ما قفل المكالمة، عينيه مش ثابتة على حاجة معينة، التفكير شغال بأقصى سرعته، لكن الإجابات غايبة. فجأة نجاة قربت منه، حطت إيدها على كتفه:  

- "فيصل، إنت هتعمل إيه؟ مش وقت الانتظار."


فيصل بص لها وقال:  

- "أنا عارف يا نجاة، بس الموضوع ده مش بالساهل. اللي ورا الرسائل دي عايز يلعب بأعصابنا. ما ينفعش أتصرف من غير تفكير، وإلا هنقع فالمصيبة الكبيرة."


نجاة كانت عينيها مليانة دموع، ما قدرتش تمسك نفسها وهي تقول:  

- "بس وعد في خطر! ما ينفعش نقعد مستنيين كده!"


فيصل قرب منها وحاول يهدِّيها:  

- "هعمل اللي أقدر عليه، بس لازم نفكر صح، ما ينفعش نتسرع. إحنا هنلاقيها، وعد مش هتروح مننا."


في اللحظة دي، الباب خبط، نجاة جريت بسرعة تفتحه. كانت سعاد، خالتها، واقفة برا وعلى وشها علامات القلق:  

- "في إيه يا بنتي؟ أنا سمعت إن في مشكلة."


نجاة حكيت لسعاد كل حاجة، من الرسائل لحد اختفاء وعد، وكانت الدموع مش بتوقف من عينها. سعاد مسكت إيدها بحنان وقالت:  

- "يا بنتي اهدي شوية، ما ينفعش تكسري قبل ما نعرف اللي ورا اللي بيحصل ده."


فيصل كان واقف جنبهم، بيحاول يربط الأحداث فدماغه، لكن مفيش حاجة كانت بتوضح الصورة. فجأة الموبايل رن تاني، فيصل بص للرقم ولقى نفس الرقم المجهول. فتح المكالمة بسرعة:  

- "ألو؟"


الصوت اللي كان بيتكلم هادي وغامض:  

- "فاكر لما قلتلك إن الدنيا دوارة؟ دلوقتي الوقت خلص، لازم تختار."


فيصل بص بتوتر وقال:  

- "إنت مين؟ عايز إيه مننا؟"


الصوت ضحك ضحكة خفيفة وقال:  

- "إنت اللي هتعرف قريب... لكن خلي بالك، الوقت مش في صالحك."


المكالمة قفلت، وفيصل كان واقف مكانه مصدوم. نجاة قربت منه وقالت بخوف:  

- "قالك إيه؟"


فيصل اتنهد وقال:  

- "عايز يلعب معانا لعبة خطيرة. بس أنا مش هسكتله."


سعاد حاولت تفهم أكتر:  

- "طب يعني إيه الحل دلوقتي؟ هنفضل واقفين كده؟"


فيصل بص لهم وقال بجدية:  

- "لازم نتحرك وندور على أي خيط. هنروح نتتبع أماكن الرسائل دي، لازم يكون في حاجة."


سعاد هزت رأسها وقالت:  

- "ماشي يا ولدي، بس خد بالك من نفسك ومن نجاة."


فيصل خرج بسرعة، وكان نجاة مصممة إنها تروح معاه، رغم إنه حاول يقنعها إنها تفضل في البيت:  

- "لا يا فيصل، أنا مش هقعد هنا لوحدي وأنت في وسط الخطر. أنا جاية معاك."


فيصل حاول يقنعها بس لما شاف الإصرار في عينيها، وافق:  

- "ماشي، بس خليكي جمبي."


ركبوا العربية وبدأوا يدوروا في الأماكن اللي ممكن يكون لها علاقة بالرسائل. الطريق كان هادي، بس الجو مليان توتر. فجأة، فيصل لمح عربية واقفة على جنب الطريق، والعربية دي كانت شبه العربية اللي وعد كانت راكباها آخر مرة شافوها.


فيصل قرر يقرب منها وقال لنجاة:  

- "استني هنا، هبص وأشوف في إيه."


نزل من العربية وقرب من العربية التانية، كان الباب مفتوح نص فتحة، وهو قرب أكتر، حس إن في حاجة مش مريحة. فتح الباب على الآخر، ولقي موبايل مرمي على الكرسي الأمامي، موبايل وعد.


فيصل قلب الموبايل في إيده، لكن مفيش أي حاجة واضحة. رجع بسرعة وركب العربية تاني وقال لنجاة:  

- "ده موبايل وعد... معناها إننا قريبين منها."


نجاة:  

- "طب إيه اللي نعمله دلوقتي؟ هنفضل ندور كده لحد إمتى؟"


فيصل حط إيده على الموبايل وقرر إنه يروح للنيابة عشان يحاول يستفيد من أي خيط ممكن يكون في الموبايل ده. 


لما وصلوا النيابة، قابل زميله المحقق اللي شغال معاه، ووراله الموبايل. المحقق بص في الموبايل وقال:  

- "ده ممكن يكون دليل مهم، هنفحصه ونشوف لو في أي حاجة نقدر نوصلها."


فيصل شكره، وقرروا يستنوا النتائج. الجو كان مشحون بالتوتر، لكن فجأة الموبايل رن تاني. الرسالة الجديدة كانت مكتوب فيها:  

- "فاكر لما قلتلك إن القرار قريب؟ دلوقتي لازم تختار بين الحقيقة أو الخسارة."


فيصل بص لنجاة اللي كانت قاعدة جنبه وقال:  

- "واضح إن الشخص ده عايزنا نتحرك بطريقة معينة... بس أنا مش هسيبه يسيطر عليا."


نجاة بصت له بقلق:  

- "يعني إيه؟ مش فاهمة."


فيصل حاول يهديها وقال:  

- "احنا هنلعب على خطته، بس بطريقتنا. مش هنتصرف باندفاع، هنفكر في كل خطوة."


وفي وسط كل ده، المحقق رجع ومعاه تقرير عن الموبايل. قال لفيصل:  

- "فيه رسائل جات من أرقام مختلفة، بس كلها مرسلة من نفس المكان... مكان قريب من هنا."


فيصل قرر إنه يروح يشوف المكان ده بنفسه. قال لنجاة وهي متوترة:  

- "استني هنا، مش هطول."


لكن نجاة ما قدرتش تستنى، أصرت إنها تيجي معاه:  

- "أنا مش هسيبك لوحدك."


وصلوا للمكان اللي كان مُرسل منه الرسائل. كان مكان مهجور، شوارع ضلمة ومباني قديمة. فيصل دخل بحذر، ونجاة كانت ماشية وراه بخطوات هادية.


وفجأة، سمعوا صوت خطوات جاية من وراهم. فيصل اتلفت بسرعة بس ما لقاش حد. الصوت كان بيملى المكان، وكل ما يقربوا من مصدره، كان بيزيد.


لحد ما وصلوا لآخر المبنى، ولقوا باب مقفول. فيصل قرب منه بحذر، وحاول يفتحه، لكنه كان مقفول بإحكام. قال لنجاة:  

- "استني هنا، هحاول أفتح الباب."


فتح الباب بصعوبة، ولما دخلوا، لقوا غرفة فاضية تقريبًا، لكن كان فيها حاجة غريبة... ورقة صغيرة مكتوب عليها:  

- "القرار اللي هتاخده النهارده هيغير كل حاجة."


فيصل بص لنجاة وقال:  

- "واضح إنهم كانوا هنا قريب... بس مش هنستسلم."


رجعوا بسرعة للنيابة، وفضلوا يشتغلوا مع فريق التحقيق، لكن كل ما يلاقوا خيط، يلاقوا إنه بيضيع منهم. كان واضح إن اللي بيلعب اللعبة دي ماهر جدًا في التلاعب.


وفي آخر اليوم، رجعوا للشقة وهما متعبين جدًا، بس فيصل كان عنده إصرار إنه لازم يوصل لحاجة.


نجاة وهي قاعدة على الكرسي قالت:  

- "فيصل، الوقت بيعدي، وإحنا لسه مش عارفين حاجة."


فيصل بص لها وقال بثقة:  

- "مفيش حاجة بتيجي بالساهل، هنلاقي وعد، بس لازم نتحلى بالصبر."


فيصل فضل ماسك الموبايل في إيده، بيقرأ الرسالة وهو متجمد في مكانه. نجاة بصت له بخوف وقالت:  

- "إيه؟ قالك إيه؟"


فيصل اتحرك من مكانه، ورجع يقعد على الكرسي وقال:  

- "واضح إن اللعبة قربت تخلص... الشخص ده عايزني أختار، بس ما قالش إيه الاختيارات اللي قدامي."


نجاة كانت على وشك الانهيار، قلبها مليان خوف على وعد، وعلى نفسها. سكتت لحظات، وبعدين قالت:  

- "فيصل، يمكن يكون في طريقة نفهم بيها اللي هو عايزه. لو عرفنا مين هو الشخص ده، يمكن نقدر نحل الموضوع."


فيصل فكر شوية وقال:  

- "صح، لازم نعرف مين ورا ده كله. إحنا ما نقدرش نفضل نتحرك في الضلمة."


في اللحظة دي، الموبايل رن مرة تانية، لكن المرة دي كانت مكالمة فيديو. فيصل بص للشاشة، شاف إن الرقم المجهول بيتصل. ضغط على زر القبول، وظهر قدامه وجه شخص ما يعرفوش كويس، لكن نجاة بصت للشخص ده وعينيها اتسعت من الصدمة.


الشخص قال بصوت بارد:  

- "سلام عليكم يا فيصل... يا نجاة."


فيصل رفع عينه وقال:  

- "إنت مين؟ وعايز إيه؟"


الشخص ابتسم ابتسامة خبيثة وقال:  

- "مش مهم مين أنا، المهم إن أنا اللي في إيدي القرار دلوقتي. والقرار ده ممكن يغير حياتكم للأبد."


نجاة كانت لسه واقفة متجمدة، بس عينيها ما قدرتش تبعد عن الشخص ده. فجأة قالت بصوت مكسور:  

- "إنت... إنت كمال؟!"


فيصل بص لها باستغراب:  

- "كمال؟ مين كمال ده؟"


نجاة كانت متوترة جدًا، قالت بصوت مرتعش:  

- "ده أخويا... اللي اختفى من زمان."


فيصل اتفاجئ وبص للشخص في الموبايل، كمال كان لسه مبتسم وقال:  

- "أيوة، أنا كمال. وكنت مختفي عشان أجهز للمفاجأة دي. أبويا في السجن، وانتو اللي كنتو السبب في كل ده، وده وقت الحساب."


فيصل قال بغضب:  

- "إنت بتتكلم عن إيه؟ أبوك اللي دخل السجن بأفعاله، إنت مالكش حق تدخل في حياتنا بالشكل ده!"


كمال كان لسه هادي جدًا، قال:  

- "ما تفتكرش إنك هتحل الموضوع بالصوت العالي. أنا خططت لكل حاجة، ووعد في إيدي دلوقتي. واللي هيحصل بعد كده متوقف على القرار اللي إنت هتاخده."


نجاة كانت مش قادرة تستوعب اللي بيحصل. دموعها كانت نازلة من غير توقف وهي تقول:  

- "كمال، ليه؟ إنت أخويا، المفروض تكون واقف جنبنا مش ضدنا."


كمال بص لها بنظرة مليانة بالكره وقال:  

- "إنتو اللي اخترتو تقفوا ضدي لما سكتتو على اللي حصل لأبويا. أنا مش هسكت، أنا هنتقم لأبويا وهدمركم كلكم."


فيصل قال بحزم:  

- "لو لمست وعد أو أذيتها، مش هسيبك. الكلام ده مش تهديد، ده وعد مني."


كمال ضحك ضحكة خفيفة وقال:  

- "مستني أشوف هتعمل إيه يا بطل. الوقت قدامك، إما تنقذ وعد أو تخسرها للأبد. القرار في إيدك دلوقتي."


المكالمة اتقطعت، وفيصل رمى الموبايل على الترابيزة بغضب، وقال بصوت عالي:  

- "المجنون ده مش هيسكت إلا لما نوقفه."


نجاة كانت قاعدة على الكنبة، مش مصدقة اللي بيحصل. قالت بصوت ضعيف:  

- "فيصل، لازم نلاقي وعد قبل ما يحصل لها حاجة. مش هقدر أعيش وأنا عارفة إن أخويا هو اللي عمل كده."


فيصل قرب منها، مسك إيدها وقال:  

- "هنلاقيها يا نجاة، بس لازم نتحرك بسرعة. كمال عايز يلعب لعبة خطيرة، لكن إحنا مش هنسكت."


في اللحظة دي، فيصل جاله فكرة، قال:  

- "لازم نحدد مكان كمال، هو مش بعيد عننا. الرسائل والمكالمات جاية من مكان قريب. هنتتبع الموبايل ده ونوصله."


اتحركوا بسرعة على النيابة، وبدأوا يتابعوا تحركات كمال من خلال التكنولوجيا المتاحة. المحققين كانوا شغالين بسرعة، وكلهم مركزين على حل اللغز. بعد ساعات من البحث، قدروا يوصلوا لإشارة من مكان مهجور على أطراف المدينة.


فيصل قال بحزم:  

- "هنروح دلوقتي، مش هنضيع وقت أكتر."


وصلوا للمكان، كان الظلام مسيطر على المنطقة، والمكان هادي بشكل مرعب. فيصل كان ماسك مسدسه، ونجاة كانت ماشية جنبه وهي بتصلي إنها تلاقي وعد سالمة.


فتحوا الباب الحديدي اللي كان بيصر بصوت مرعب، ودخلوا جوا. المكان كان شبه خالي، إلا من شوية صناديق قديمة، لكن في آخر الغرفة سمعوا صوت ضعيف. فيصل قرب ببطء، ولما وصل للمكان، لقى وعد مربوطة بإيدها ورجليها، وعينيها مغطاة بقطعة قماش.


فكها بسرعة وهي كانت في حالة من الهلع، بس لما شافت فيصل ونجاة، بدأت تهدى شوية.


لكن قبل ما يخرجوا، سمعوا صوت خطوات جاية من وراهم. كمال كان واقف عند الباب، ماسك سلاح في إيده وقال بصوت غاضب:  

- "فاكرين إنكم هتهربوا؟ أنا مش هسيبكم تاخدوا وعد من هنا."


فيصل رفع مسدسه وقال:  

- "كمال، اهدى، اللي بتعمله ده مش هيحل حاجة. هتضيع حياتك وحياة الكل."


كمال ضحك ضحكة هستيرية وقال:  

- "أنا حياتي ضاعت من زمان، ومش فارق معايا أي حاجة تانية."


لكن في اللحظة دي، سمعوا صوت عربيات الشرطة وهي بتقرب من المكان. كمال بص برا بنظرة خوف وقال:  

- "مش هتقدروا تقبضوا عليا... مش هتقدروا!"


وفي لحظة سريعة، حاول كمال يهرب من الباب، لكن الشرطة كانت محاوطاه من كل اتجاه. قبضوا عليه، وهو كان لسه بيصرخ:  

- "هندمكم كلكم! أبويا هيخرج وهيرجع ينتقم!"


فيصل حضن نجاة ووعد وهو متأثر، وقال بهدوء:  

- "خلصت، اللعبة خلصت."- 


البارت 26

بعد فتره طويله قامت رجال المطاريد الجبل حطو ايديهم على الاراضي والبيت وطردوا اللى فيه كلهم في الشارع بعد دخول كمال السجن لانهم كانوا بيساعدوا على خطف وعد ...

اعمام ابراهيم اللى كانوا عايشين بخيره كل واحد اخد مراته وعياله ومشي وجاب بيت وبيراعي ارضه وسابو ام ابراهيم الست خيريه فى الشارع بقالها اسبوع ومحدش سال فيها ...


فى بيت الست فوزيه الصبح على الفطار يدخل فيصل من باب الدوار وملامحه لاتفسر ...


نجاة: مالك في ايه يافيصل..

فيصل: والله لسه عارف حاجه كدا معرفش ازعل ولا افرح بيها ..

نجاة بقلق: في ايه قلقتنى يافيصل..

فيصل: الست خيريه حد كلمنى وقالى انها حالتها صعب خالص بقالها اسبوع فى الشارع وبتاكل من بواقي اكل الناس واللى بيضربها كل مايشوفها علشان ابنها الظالم والفلاحين مش سايبنها بحالها 


تنتفض نجاة: ستى بيحصل فيها كل دا ازاى وليه وهى فين دلوقتى استنى البس واروح اجيبها ...

فيصل: انتى مالك مخضوضه وخايفه كدا ليه انتى نسيتى كانت بتعمل فيكى ايه 

نجاة: لا منسيتش بس هى ستى ام ابويا مهما يحصل مش بعد ماكانت هانم تتبهدل كدا وبعدين انت عايزنى اعمل ايه افرح واشمت فيها ازاى يعنى هتيجى معايا ولا اروح لوحدى ...

فيصل: ايه الكلام ده مش هسيبك وهروح معاكى طبعا ...


ركبو العربيه وراحوا القريه بتاعت ابوها وفضلوا يدورو على خيريه فى الشوارع لحد مالقوها نايمه ادام جامع بعبايه مقطعه ومتوسخه وشعر مش مظبوط ووشها وجسمها اللى كله تراب من الشارع وحافيه القدمين اتذكرت نجاة شكلها وهى صغيره لما كانت بتلبسها كدا وانهمرت دموع شفقه على الحاله اللى فيها ستها وقربت منها علشان تساندنها وتقوم لكن خيريه ارتعبت اول ماشافتها كانها ملك الموت على الرغم من براءه ملامح نجاة وجريت وهى تصرخ..

 خيريه :انتى جايه تنتقمى منى زيهم انتى جايه تاخدى حقك وحق امك منى سبونى فى حالى انتى امك بتجينى فى المنام بتعاتبينى وشمتانه فيا ودلوقتى جايبها بنتها تاخد روحى .....

فجاه تجرى نجاة وتاخدها فى حضنها: متقلقيش ياستى انا جايه اخدك معايا بعيد عن كل الناس دى متخافيش منى ....

خيريه وتبكى: ضربونى واذونى جامد يابنتى ...


تشاور نحاة لفيصل انه يجيب العربيه ومشوا راحو لست الفوزيه نجاة اخدت ستها على الحمام وخليتها تاخد دش ولبستها لبس نضيف وحطتها فى الاوضه ونيمتها ونزلت لهم وهما فى الصاله...


نجاة بكل اصرار: ممكن يافيصل لوسمحت تشوفلى بيت صغير جمبكم هنا للايجار وادفع ايجاره من ايراد الارض بتاع امى ...

فيصل باستغراب: بيت ايجار ليه يعنى ...

نجاة: علشان انقل فيه انا وستى ...

فوزيه: ليه يابنتى مانتى قاعده معانا هنا والبيت كبير اهو ويكفينا كلنا ....

نجاة: معلش ياستى بس اذا كنت قاعده معاكم هنا علشان خفيدتك اما هى باي حق تقعد هنا وانا مش هسمح بدا اننا نشفق ولا اى حاجه من دى مهما كان دى خيريه ام ابراهيم حمدان كبير البلد مش اخرتها تشفق وتقعد عند حد ....

فوزيه: اخص عليكى يانجاة احنا هنشفق عليها ولا نعاملها وحش احنا اى حد يابنتى بقى دى اخرتها ..

نجاة: معلش ياستى والله العظيم ما اقصد بس انا ستى حالتها صعبه خالص وطبعها بردو اصعب ومحدش هيستحملها غيري وانا مش عايزاها تحس انها مكسوره اظام حد كفايه اللى شفته الاسبوع اللى فات...

فيصل بذهول: بعد كل اللى عملته فيكى لسه بتفكرى فيها وبتكرميها وخايفه عليها اوى كدا ...

نجاة: العشره متهونش غير على ولاد الحرام وانا امى الله يرحمها ربتنى وعلمتنى على كدا يافيصل وبعيدا عن كل دا انا مش هرد الاساءه باساءه ....


هنا كبرت نجاة فى نظر فيصل اكتر واكتر وبسبب اصراره اضطر فيصل فعلا فى ايجار بيت ليهم وانتقلت نجاة وخيريه عليه وهنا زادت المسافات بين فيصل ونجاة وبقى فيه اشتياق اكتر بينهم وكمان فى تغيرات على وعد الكل ملاحظها ولكن محدش يعرف سببها.....

 في صباح جديد، كان الجو هادي في بيت الست فوزية، وعد كانت قاعدة لوحدها بتذاكر على السفرة، عيونها على الورق بس فكرها سرحان بعيد. من وقت ما نجاة نقلت مع ستها خيرية وهي بقت مش زي الأول، بقت هادية أكتر، وكلامها قليل، وفيه حاجة غريبة في نظرتها. 


فيصل دخل البيت، قعد على الكرسي المقابل لوعد، بص لها نظرة سريعة وحس إن في حاجة غلط. 


فيصل: "مالك يا وعد؟ من يومين كدا مش عاجباني حالتك."


وعد رفعت عينيها وردت بنبرة مترددة: "مفيش حاجة، كلها ضغوط الامتحانات."


فيصل شاف إن الكلام مش منطقي، بس مردش يزيد عليها في اللحظة دي. 


فوزية دخلت الصالة وهي شايلة صينية الشاي، لمحت التوتر في الجو بين فيصل ووعد، وقررت تقعد معاهما.


فوزية: "إيه؟ مالكو قاعدين كدا؟ الجو تقيل ليه؟"


فيصل: "وعد مش عاجباني حالتها بقالها فترة، ومش راضية تتكلم."


وعد حاولت تغير الموضوع بسرعة: "لا لا، مفيش حاجة يا ستي، أنا تمام، هو ضغط الامتحانات بس."


فوزية بنبرة حانية: "يا بنتي محدش يضغط نفسه كدا، مش بالضغط هتنجحي."


في اللحظة دي، دخلت نجاة من الباب. عيونها كانت شايلة كتير، واضح إنها مش نايمة كويس. أول ما شافها فيصل، ملامحه تغيرت، فيه اشتياق واضح في عينيه بس كان بيحاول يخفيه.


نجاة: "صباح الخير."


فيصل بص لها بصوت هادي: "صباح النور، عاملة إيه؟"


نجاة: "الحمد لله، مش بطال، كنت مع ستي خيرية، بقت أحسن شوية."


فوزية: "ربنا يديها الصحة، بس إنتي كمان لازم تاخدي بالك من نفسك، باين عليكي التعب."


نجاة حاولت تبتسم: "متقلقيش يا ستي، أنا كويسة."


فيصل حس إن فيه كلام بين السطور مش بيتقال، قام وقف، قرب منها وقال: "ممكن نتكلم شوية؟"


نجاة استغربت من طلبه، بس وافقت. 


طلعوا للبلكونة، والهوى كان بيداعبهم. فيصل بدأ الكلام بصوت واطي: "مش هقدر أستحمل إنك تبعدي أكتر من كدا يا نجاة."


نجاة بصت له بتوتر: "مبعدتش يا فيصل، بس الظروف فرضت نفسها."


فيصل بنبرة مليانة حنية: "الظروف دي أنا شايف إنها بتزيد البعد بينا. مش عايزك تحسي إننا مش قريبين زي الأول."


نجاة تنهدت: "مش قصد، بس ستي محتاجة حد جنبها. وأنا مش هقدر أسيبها لوحدها بعد اللي حصل."


فيصل قرب أكتر، وكلامه كان مليان اشتياق: "عارف، بس أنا كمان محتاجك جنبي."


نجاة حست بالحرج، بس كانت مقدرة مشاعره: "مش عايزة أحطك في موقف صعب، بس لازم أكون معاها."


فيصل بتأكيد: "وأنا كمان هكون معاكي، مهما كانت الظروف."


في اللحظة دي، فوزية نادت عليهم من جوه: "يلا يا جماعة، الشاي هيبرد."


رجعوا للداخل، وقعدوا كلهم مع بعض. الجو بقى أخف شوية، بس الكل كان حاسس إن فيه حاجة لسه مش متحكية.


بعد فترة، وعد قامت من مكانها بسرعة واتجهت لبره. فيصل بص لنجاة وسأل: "وعد مالها؟"


نجاة هزت راسها بتعجب: "مش عارفة، بس هي من فترة بقت غريبة."


فيصل بقلق: "هتابع معاها، الموضوع مش طبيعي."


في المساء، بعد ما الدنيا هديت، فيصل قعد في مكتبه يحاول يركز في شغله، لكن فكر وعد كان شاغله. مسك الموبايل وبعت لها رسالة: "إنتي كويسة؟"


وعد ردت بعد شوية: "أنا تمام، متقلقش."


فيصل شاف الرد، بس حس إنه كلامها مش صادق. قرر إنه مش هيضغط عليها دلوقتي، بس لازم يعرف السبب اللي مخليها متغيرة كدا.


في اللحظة دي، دخلت نجاة عليه. ملامحها هادية بس في نفس الوقت، كان فيه حاجة مش مريحة في الجو.


نجاة: "كنت عايزة أقولك حاجة."


فيصل: "قولي."


نجاة بتردد: "مش عارفة أقولها لك إزاي، بس حاسة إن وعد مخبية حاجة كبيرة."


فيصل بص لها باهتمام: "وأنا كمان حاسس كدا، بس مش عايز أضغط عليها."


نجاة بنبرة حزينة: "مش عارفة، بس أنا خايفة يكون الموضوع أكبر مما إحنا متخيلين."


فيصل قرب منها وقال بحسم: "هنعرف الحقيقة قريب، ومش هنسيبها لوحدها مهما كان."


نجاة ابتسمت ابتسامة خفيفة، وخرجت من المكتب. لكن في قلبها كانت حاسة إن الأيام الجاية هتكون أصعب.


في صباح اليوم التالي، وعد خرجت من البيت من غير ما تقول لحد. نجاة لحظت غيابها، وحاولت تتصل بيها، لكن مفيش رد. بدأ القلق يزيد جواها.


نجاة بسرعة راحت لفيصل: "فيصل، وعد مش موجودة."


فيصل قام بسرعة: "إيه؟ مش موجودة؟ طيب، هدور عليها."


فضلوا يدوروا عليها في كل مكان، بس مفيش أثر. الجو بدأ يتقل، وكأن في حاجة خطيرة هتحصل.


فيصل حس إن كل حاجة خارجة عن السيطرة. وفجأة جاله رسالة جديدة على موبايله



البارت 27 

اخرج فيصل الفون بسرعه ليقرا الرساله "انا كويسه ومتقلقوش عليا بس انا عارفه انكم مش هتسامحونى على اللى عملته فقررت ابعد وصعب عليا بعدكم انا هبعتلكم كل فتره اطمنكم عليا بس انتم متدورش عليا"


فيصل بغضب يرمى الفون على الارض 


ونجاة بخوف وقلق:ايه فى ايه ...فى خبر عن وعد ..

فيصل بغضب عارم: وطيت راسنا زى التانيه ما عملت احنا ماصدقنا الناس نسيت رجعت تخلى الناس تحكى علينا ....ليه ياوعد انا حوشت عنك ايه ولا قصرت معاكى فى ايه علشان تكسرينى كدا ...

نجاة ببكاء: يافيصل اهدى والله انا مش فاهمه حاجه ايه الحصل..

فيصل بكسره :مش فاكره اختى الكبيره نهله...

نجاة باستغراب: ايوا نهله الله يرحمها انا مش اوعى عليها بس امى كانت بتحكى ان ليك اخت تانيه غير وعد بس ايه اللى جاب سيرتها بس دلوقتى هى وعد كويسه ..

فيصل: مش ماتت يانجاة ....دى هربت مع ابن ابوسالم اللى ساكن هنا فى القريه كان متقدم ليها وابويا وجدى رفضوه كتير هربت معاها واتجوزوا وساعتها ابوى فضل يدور عليها لحد.ما لاقها بس كانت حامل سفرها برا السعوديه وقالها مش تيجى مصر ولا تتصل فينا ابدا وانتى ميته بالنسبه لينا وعمل عزا وقال انها وهى جايه من كليتها عملت حادثه وماتت فيها ....

  نجاة بعد ما سمعت الكلام ده حست إن الدنيا اتشقلبت قدامها. بصة لفيصل وهي مش عارفة تقول إيه. قعدت جمبه على الكنبة، وهي مترددة تلمس إيده ولا تسيبه في لحظته دي.


نجاة بهمس: يعني... نهلة عايشة؟!


فيصل بص بصه مليانة كسره، دموعه واقفة في عنيه، قال بصوت واطي: أيوه... عايشة، بس بالنسبالي ماتت من زمان. 


نجاة باندهاش: طب ليه عمك عمل كده؟ ليه مقلش الحقيقه؟ 


فيصل بتنهد: كان شايف إن كرامتنا أهم من الحقيقة. كان بيقول إن الناس هنا هيفضلوا يتكلموا علينا ويعيبوا فينا. فقرر يدفنها وهي حية، بس كل ما أشوف وعد كنت فاكر نهلة، وكنت بخاف من نفس السيناريو.


نجاة وهي بتحاول تفهم: ووعد... ليه هربت؟ أكيد في حاجة حصلت، هى مش من النوع اللى يعمل كده.


فيصل وهو مش عارف يرد: أنا مش عارف. بس أيًا كان اللي حصل، ده مش مبرر. كفاية علينا الوجع اللى عشناه قبل كده. 


في اللحظة دي، رنّ تلفون فيصل تاني. بصة فيه لقى رسالة جديدة من وعد: "انا عارفه انى غلطانه بس بلاش تسيبوا الناس تعرف انى مشيت، اعتبرونى ميتة زى ما اعتبرتوا نهلة."


فيصل بص لنفسه في المراية اللي قدامه، وقال بغضب مكبوت: "نهلة تاني؟ ليه كل حاجة بترجع لنفس النقطة؟"


نجاة قامت ووقفت قدامه، وحطت إيديها على كتفه: "فيصل، مش كل حاجة بترجع، احنا ممكن نغير اللي جاي. وعد اكيد عندها سبب، ومهما كان لازم نعرفه قبل ما نحكم عليها. مفيش حد بيسيب أهله من غير سبب."


فيصل: السبب يا نجاة ميهمنيش دلوقتي، اللي يهمني إن الناس مش هتسيبنا في حالنا. أنا طول حياتي بحاول أخلي سيرة عيلتنا نظيفة، وأهو... كله بيرجع يتلخبط تاني.


نجاة بحنان: طب وده حل؟ نفضل نهرب من الحقيقة؟ مش يمكن لو عرفنا السبب نعرف نتصرف؟


فيصل وقف وبدأ يمشي في الأوضة قدام نجاة، وهو بيقول: "أنا تعبت من كل ده... وعد كان ممكن تكون حاجة تانية خالص، ليه اختارت السكة دي؟ ليه كل حاجة بتتحول لكارثة في حياتنا؟"


نجاة وهي بتحاول تخفف عنه: "فيصل، إنت عملت اللي عليك، بس لازم تديها فرصة إنها تشرح. مش كل حاجة بنعرفها من أول مرة."


فيصل توقف فجأة عن المشي، وقال بحزن: "مشكلتي يا نجاة إني مابقتش عندي طاقة للحاجات دي. أنا طول عمري بواجه مشاكل الناس، بس لما تبقى المشكلة جوا بيتي، بتحول لإنهيار."


نجاة قربت منه وقالت: "عشان كده لازم نفضل مع بعض. محدش فينا يقدر يحل المشكلة دي لوحده. احنا فريق، ولازم نعرف نكمل مع بعض مهما كان."


فيصل ببصة حزينة: "بس أنا خايف يا نجاة... خايف نخسر كل حاجة زي ما خسرنا نهلة."


نجاة بتصميم: "مش هنخسر حاجة لو وقفنا مع بعض. وعد بنت ذكية ومش بتعمل حاجة من غير سبب. خلينا نحاول نلاقيها ونتكلم معاها بدل ما نحكم عليها."


في اللحظة دي، الباب خبط، وكان خالتهم سعاد جاية، شافت علامات الحزن على وشوشهم، وقالت: "في إيه؟ إيه اللي حصل؟ ليه قاعدين كده؟"


فيصل وهو بيحاول يخبي مشاعره: "مفيش يا أمي، كله تمام."


سعاد بحزم: "ما تقولش مفيش، أنا أمك وفاهمة من غير ما تتكلم. إيه اللي حصل مع وعد؟"


فيصل وهو بيزفر: "هيا سابت لنا رسالة بتقول إنها مش هترجع وإننا مانحاولش ندور عليها."


سعاد باندهاش: "مش معقول! وإنت ناوي تعمل إيه دلوقتي؟"


فيصل بنبرة يأس: "مش عارف... مش عارف أعمل إيه."


سعاد وهي بتحاول تشجعه: "بص يا فيصل، مفيش حاجة تستاهل إننا نضيع نفسنا بسببها. وعد هترجع وهتفهموا منها. وكل حاجة ليها حل."


فيصل بصدمة: "إنتى متأكدة؟ نهلة مرجعتش."


سعاد بتنهيدة: "نهلة كانت حالة مختلفة. وعد مش زيها. ووعد بتحبك وبتحب العيلة. أكيد في سبب ورا اللي عملته."


فيصل: "بس أمي... أنا مش عارف أقدر أواجه الناس تاني بعد اللي حصل. كل مرة حاجة جديدة بتطلع."


سعاد بابتسامة خفيفة: "الناس دايمًا هتتكلم، بس إحنا لازم نركز في اللي يخصنا. إحنا عيلة واحدة وهنفضل مع بعض مهما حصل."


فيصل ببطء بدأ يحس بطمأنينة شوية من كلام أمه. قال: "يمكن عندك حق يا أمي. بس أنا هتجنن لو معرفتش وعد فين وليه عملت كده."


نجاة قربت أكتر وقالت: "هنلاقيها يا فيصل. وأنا هكون معاك في كل خطوة."


سعاد وهي بتحاول تدعمهم: "صح كلام نجاة. إحنا هنا لبعض. وهتعدي الأزمة دي زي ما عدينا قبلها."


فيصل حس بإنه مش لوحده في المعركة دي، وشوية شوية بدأ الغضب يتبدل بإصرار. قال بصوت أقوى: "خلاص، هنبدأ ندور عليها. مش هنسيبها لوحدها."


نجاة بابتسامة مشجعة: "ده الكلام اللي كنت عايزة أسمعه."


سعاد وهي بتحط إيديها على كتف فيصل: "أهو كده، نبدأ نفكر بعقل ونحلها واحدة واحدة."


اللحظة دي كانت بداية لتحرك جديد، وكانوا كلهم عارفين إنهم لازم يكونوا فريق واحد في مواجهة أي تحدي.

سعاد بعد ما سمعوا الرسالة الجديدة، بقت واقفة جنب نجاة وفيصل، وقالت بجدية: "يا فيصل، مش معنى إن وعد سابت رسالة زي دي إننا نسكت. البنت دي محتاجة مساعدة. ومهما كان، إحنا أهلها ولازم نكون جنبها."


فيصل بتنهد عميق: "أيوه يا أمي، بس هي مش سايبالنا حاجة نتحرك عليها. بتقولنا نسيبها وكأنها ماتت زي نهلة."


نجاة وهي بتحاول تركز: "طب استنوا... وعد كانت بتتصرف غريب في الفترة اللي فاتت، ممكن يكون في حاجة حد مأثر عليها أو مهددها."


فيصل بتوتر: "مهددها؟ تقصدي إيه؟"


نجاة بجدية: "مش عارفة، بس كل اللي حصل مش منطقي. وعد مش من النوع اللي يهرب كده. لازم نفكر في اللي كان حواليها."


سعاد بتفكير: "صح يا نجاة، لازم نعيد حساباتنا. مين كان قريب منها أو بيتعامل معاها في الفترة الأخيرة؟"


فيصل وهو بيحاول يسترجع الأحداث: "كانت بتروح الجامعة عادي، ومعندهاش أصحاب كتير، بس لاحظت إنها بقت تسهر كتير في أوضتها ومابتتكلمش كتير زي الأول."


نجاة وهي بتحاول تتذكر: "كانت دايمًا متوترة... في مرة شفتها بتبكي لوحدها، ولما سألتها، قالت إنه مفيش حاجة."


سعاد بتضامن: "يبقى في حاجة أكبر من اللي باين. إحنا لازم نلاقيها قبل ما يحصل أي حاجة."


فيصل بحزم: "خلاص، هنبدأ ندور من دلوقتي. أنا هتواصل مع زمايلها في الجامعة ونشوف لو حد شافها أو يعرف حاجة."


نجاة بحماس: "وأنا هروح أسأل في الأماكن اللي كانت بتروحها. مفيش حاجة هتقف قدامنا لو اشتغلنا مع بعض."


سعاد وهي بتمسح على شعر فيصل: "ماتقلقش يا ولدي، وعد هترجع لنا. إحنا لازم نفضل مع بعض ونحلها بعقل."


فيصل وهو بيحاول يبان أقوى: "أنا مش هرتاح غير لما أعرف هي فين. ولازم أضمن إنها بخير


البارت 28 

بعد سنوات...

نجاه اتخرجت من كليه التجاره وفتحت الشركه اللى كانت بتحلم بيها وبدات بارض امها ولما الشركه اشتغلت رجعت اشترت اراضي ابوها تانى وضمتهم للشركه اما فيصل فاخيرا عرف يصدر قرار باملاك ابراهيم لنجاه ومن ضمنهم بيت العيله اللى رجعت ليه نجاة مع ستها خيريه اللى صحتها العقليه رجعت تانى زى الاول والحمد لله معاملتها اتغيرت مع نجاة لما شافت منها المعامله الطيبه والحسنه وانها قدرت ترجع املاكهم وهى بنت والراجل اللى كانت رافعها راسها فيه اتسجن وطلع من السجن ومحدش يعرف ليه طريق وابوها بعد ما قضى مدته طلع من السحن واعتكف فى المسجد يكفر عن ذنوبه وهى كانت بتترد ليه من الوقت للتانى وكمان اصرت على انه يرجع معاها للبيت ولكنه رفض وقرر انه يكفر عن ذنوبه بالطريقه دى بس هو كمان طريقته اتغيرت وعرف ان البنت زى الولد وماهيش كماله عدد وانه كان غلطان وندمان على كل لحظه كان بيعنفها فيها ويكسرها 

في بيت الست خيرية، كان الجو مليان بالحنين والذكريات اللي رجعت لنجاة لما بصّت حواليها وشافت البيت القديم اللي رجع ليها بعد كل اللي حصل. كانت بتفكر في كل خطوة خدت بيها أملاك أبوها وضمتها لشركتها اللي بقت حلمها المحقق. فجأة، دخل فيصل ومعاه فوزية، وهما الاتنين باين عليهم الفرح والقلق في نفس الوقت.


**فوزية بفرحه:**

"نجاة والله وحشتينا كدا! تقطعي بينا ولا تسالي ولا تيجي...!"


**نجاة وهي مبتسمة:**

"حقك عليا والله ياستي من غير قصد... زي ما انتي شايفة من الأرض للشركة للبيت علشان ستي، مش ملاحقة والله."


**فيصل وهو بيحاول يخفف الجو:**

"سيبيها يا ستي، مش تلوميها على حاجة، هي خلاص رتبت أولوياتها..."


**فوزية بفضول:**

"الله، شكلكم متخانقين بقى... إيه اللي حصل؟ فهموني اتكلموا..."


**فيصل وهو باين عليه التوتر:**

"عندك اهي... كلميها واسأليها."  

وسابهم وخرج من البيت.


**فوزية وهي تقرب من نجاة:**

"تعالي يا نجاة اقعدي جنبي هنا واحكيلي، إيه اللي حاصل؟"


**نجاة وهي تتنهد بحزن:**

"والله يا ستي مش عارفة، بقاله أسبوع كدا، لا بيكلمني ولا بيسمعني، وعلى عصبي ومش عاجبه حاجة..."


**فوزية وهي بتفكر في كلامها:**

"ماهو يا حبيبتي أكيد دا وراه سبب... إيه اللي حصل خلاه كدا؟"


**نجاة وهي بتحاول توضح:**

"كنا بنتكلم على ترتيبات الفرح. هو مش عايز يعمل فرح يا ستي ولا أي حاجة علشان كلام الناس إننا لسه مش لاقيين وعد، وبيقولي مش عايز يسمع كلام يضايقه في ليلة زي دي. قلتله خلاص نعمل الفرح هنا، بردو رفض. دا غير السكن اللي هنقعد فيه، عايزني أسافر معاه إسكندرية، وأنا أعرف إيه هناك؟! واسيب الشغل والأرض وستي لمين؟ بس هو يقولي: انتي بتفضليهم عليا. معرفاش يا ستي فيصل كيف بيفكر..."


**فوزية وهي بتحاول تهديها:**

"معلش يا حبيبتي، انتي عارفة موضوع وعد مأثر عليه أد إيه... نطول بالنا بس. وبعدين ما هو كمان عنده حق، زي ما انتي عندك شغلك هو كمان ليه شغله، ومينفعش يا بنتي شغلك ياخدك من حياتك..."


**نجاة وهي مضايقة:**

"أبدًا يا ستي والله، أنا قلتله اطلب طلب نقلك لهنا، رفض! قلتله سافر وتعالى الخميس والجمعة، بردو رفض! طب أنا أعمل إيه يا ستي؟! أنا بحاول أحلها معاه وهو مقفل معايا خالص..."


**فوزية وهي بتحاول تهديها:**

"خلاص يا نجاة، أنا هكلمهولك واشوفه ماله، ونتفقه أنا وهو على كل حاجة..."


الجو كان مليان توتر، لكن نجاة كانت عارفة إن الأمور مش هتبقى سهلة، خصوصًا بعد كل اللي حصل مع وعد. وعد كانت اختفت فجأة وفضلت تسيب وراها رسائل غريبة، كأنها بتحاول تقول حاجة، بس محدش فاهمها. كل ما يمر الوقت، الأمور بتتعقد أكتر، واللغز اللي ورا اختفاءها بيكبر.


**بعد كام يوم...**


فيصل كان في مكتبه بيحاول يركز في شغله، لكن عقله مشغول بوعد ونجاة. فجأة، جاله تليفون من رقم غريب. لما رد، سمع صوت هادي بيقول:  

"فيصل، أنا هنا... بس مش زي ما تفتكر. الطريق اللي اخترته مش سهل، وأنا مش هرجع."


الصوت كان صوت وعد، بس الكلام كان غامض ومش مفهوم.


**فيصل وهو مرتبك:**

"وعد؟! إنتي فين؟ ليه مش بتردي علينا؟"


**الصوت بردو كان غامض:**

"أنا عارفة إني غلطانة، بس بلاش تسيبوا الناس تعرف إني مشيت. اعتبروني ميتة زي ما اعتبرتوا نهلة."


قبل ما يقدر يرد أو يفهم، الخط اتقفل.


**فيصل وهو مصدوم:**

"نهلة؟! مستحيل..."


رجع بيته بسرعة، ودخل على نجاة اللي كانت بتجهز لحاجة في الشركة.


**فيصل وهو مش عارف يبدأ منين:**

"نجاة... وعد اتصلت."


**نجاة وهي مفزوعة:**

"إيه؟! اتصلت؟! هي فين؟!"


**فيصل وهو بيحاول يشرح:**

"هي قالت حاجات غريبة... بتقول إنها مش هترجع، وإننا نعتبرها ميتة زي ما اعتبرنا نهلة."


**نجاة وهي تحاول تستوعب الكلام:**

"نهلة؟! إزاي؟! وليه؟!

فيصل كان مدايق وملخبط، وحاول يشرح لنجاة كل حاجة سمعها من وعد، بس لسا كان فيه لغز كبير في الموضوع. نجاة كانت مستغربة جدًا من الربط بين وعد ونهلة، وكانت عايزة تفهم أكتر عن السبب وراء تصرفات وعد الغريبة والرسائل اللي كانت بتتركها.


**نجاة وهي بتركن على الكرسي:**

"يعني إيه بالضبط كلام وعد عن نهلة؟! وليه تربط بينها وبينها؟"


**فيصل وهو بيحاول يهدأ:**

"مش عارف أقولك إيه، بس واضح إن فيه حاجة كبيرة ورا الموضوع ده. وعد ممكن تكون حاولت تبعد عشان حاجات مش قادرين نفهمها."


**نجاة وهي بتفكر بصوت عالي:**

"يعني هي عايزة تبقى زي نهلة؟! هل هي هربت فعلاً ولا في حاجة تانية؟"


**فيصل وهو بيحاول يهدأ الأمور:**

"اللي نعرفه دلوقتي إن وعد مش هنا، ومش هينفع نفضل نعيش في شكوك. لازم نتصرف ونشوف نقدر نلاقي أي دليل يساعدنا."


**نجاة وهي بتحاول تكون هادئة:**

"تمام، بس إزاي هنبدأ؟"


**فيصل وهو بيقرر:**

"هبدأ أبحث عن أي معلومات جديدة وأحاول أتواصل مع الناس اللي يمكن يكون عندهم فكرة. وإنتِ حاولي تركز على شغلك، لأن ده ممكن يكون جزء من سبب ضغط وعد."


الأجواء في البيت بدأت تكون مليانة توتر، وكل واحد كان عايز يتصرف بطريقته. في نفس الوقت، نجاة كانت تحاول تنظم حياتها وتكمل في شغلها، رغم الضغوطات والتحديات. رجوع أملاك أبوها وإعادة البيت لستها كان جزء من تحقيق أحلامها، لكن مشكلات وعد كانت بتبقى عبء إضافي.


**فوزية وهي بتحاول تساند نجاة:**

"يا حبيبتي، صبري شوية. كل حاجة هتتحل إن شاء الله. وإنتي دلوقتي عايزة تكمل شغلك، خليكي قوية."


**نجاة وهي بتضحك بشكل يائس:**

"عارفة يا ستي، بس التوتر ده مش سهل. أنا حاسة إن كل حاجة قاعدة بتتعقد."


**فوزية وهي بتحاول تطمنها:**

"صحيح، بس الأمور هتتحل. وخلي بالك، الناس اللي بتحبك وواقفوا جنبك دايمًا."


وفي تلك الأثناء، فيصل كان بيحاول يراقب الأحداث بشكل دقيق، وكل خطوة كان بيحاول يخليها محسوبة. في بحثه عن أي خيط يوصل لولاء وعد، كان فيه إحساس عميق بالتوتر والخوف، وداخل نفسه كان عارف إن الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخفف عنه هي فهم الحقيقة كاملة.


**بعد كام يوم...**


فيصل ونجاة كانوا قاعدين في المكتب، والجو كان مليان بالترقب. فجأة، وصل رسالة جديدة على هاتف فيصل، ولما فتحها، لقى رسالة غامضة تانية تقول:  

"الكل هيكتشف الحقيقة قريب، وما فيش حاجة هتظل مخفية."


**فيصل وهو بيشعر بالقلق:**

"الرسالة دي بتقول إن الحقيقة هتظهر قريب... بس إيه هي الحقيقة؟"


**نجاة وهي بتأمل الرسالة:**

"ممكن تكون رسالة من حد يعرف حاجة عن وعد، أو من حد عنده معلومات جديدة. لازم نكون مستعدين لأي حاجة."


**فيصل وهو بياخد نفس عميق:**

"تمام، هنفضل نبحث ونحاول نعرف كل التفاصيل. بس في نفس الوقت، لازم نبقى جاهزين لأي مفاجآت."


في تلك اللحظة، كان كل واحد فيهم بيتحضر للمرحلة القادمة، وأملهم كان في العثور على الحقيقة وكشف كل الأسرار اللي كانت مخفية، ووعد كانت بتهدد بشكل مستمر، لكن الأمل كان موجود في النهاية، وإن الحقائق هتنكشف مهما تأخرت.


**خاتمة**


مرت سنوات على الأحداث الكبيرة اللي غيرت حياة نجاة وفيصل، والحياة بدأت تستقر أخيرًا. نجاة أكملت دراستها، وفتحت شركتها، وعادت لشراء أملاك والدها، بينما فيصل قدر يسترجع أملاك العائلة ويعيد الحياة لطبيعتها. الأملاك رجعت لنجاة وستها خيرية اللي استقرت صحتها النفسية، وبدأت تحس بالراحة لأول مرة بعد فترة طويلة.


**نجاة وهي في مكتبها، نظرت من النافذة وهي تتذكر الأيام الماضية:**

"الحمد لله، قدرنا نرجع كل حاجة زي ما كانت، وحتى لو كانت الطرق صعبة، بس كل شيء عدى وبقيت الأمور أفضل."


**فيصل وهو يجلس بجانب نجاة مبتسمًا:**

"أيوه، بس الطريق ما كانش سهل، والنجاح اللي وصلنا له ده بفضل صبرنا وقوتنا."


**نجاة وهي ترد بفرح:**

"وعد كانت دايمًا بتقول إن كل حاجة هتتحل، وفعلاً تحققت كل الآمال، حتى لو كان فيها تحديات."


مع مرور الوقت، الحياة بدأت ترجع لطبيعتها، لكن كل واحد فيهم كان يعرف أن هناك أسرار لم تُكشف بعد. كان هناك شعور بأن الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت جديدة، وخصوصًا مع الرسائل الغامضة اللي لسا في آثارها.


**فيصل وهو يعبر عن أمله في المستقبل:**

"أنا متأكد إننا اتعلمنا من كل اللي حصل، وكل تجربة كانت درس لنا."


**نجاة وهي مبتسمة:**

"وأنا كمان متأكدة إن المستقبل هيكون أفضل. بس لازم نكون جاهزين لأي حاجة جديدة."


**وفي تلك اللحظة، دخلت فوزية وهي تحمل رسالة جديدة:**

"فيصل، نجاة، جت لنا رسالة جديدة... ومكتوب فيها: 'اللغز لم ينتهِ بعد. هناك من ينتظر ليكشف النقاب عن الغموض الحقيقي.'"


**فيصل وهو متجهم:**

"من الواضح إن الحكاية مش انتهت هنا، وفيه حاجة جديدة هتظهر."


**نجاة وهي تنظر لفيصل بقلق:**

"يعني فيه حاجة تانية جاية؟"


**فوزية وهي ترد:**

"الرسالة دي بتقول إن الغموض مستمر، وإن فيه أسرار لسا لم تُكشف."


وفي نهاية الرواية، كان هناك شعور بالقلق والترقب لمستقبل مجهول، لكن الأمل في كشف الأسرار بقيت موجودة. وظهور الرسالة الجديدة بيفتح الباب لقصة جديدة.


ولسه هنعرف مين صاحب الرساله الغامضه وسقوط الاقنعه فى الجزء الثانى من صعود امراه  انتظرونى


بداية الروايه من هنا


الجزء الثاني من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close