رواية قلم حمره الفصل الثامن والاخير بقلم رغد الحافظ حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
دخل لمكتبه و باين عليه الحماس ليبلش شغله اليوم بالمشروع يلي لطالما حلم انو يكون ملكه، اترأس مكتبه و كأنو ملك على مملكته الخاصة، رفع السيجار و استنشق منه بعمق
دخلت ع الجريدة بثقة تامة و خطوات متزنة، اترأست مكتبها و مسكت الأوراق و المقالات المجهزة لليوم قلبتهن بأيدها و بعدها طلبت السكرتيرة، ثواني و كانت امامها بكل احترام
السكرتيرة:اتفضلي
ميسا: ابعتيلي المسؤول عن المقالات المجهزة هي
السكرتيرة:بتؤمري
غادرت السكرتيرة و دخل السيد وسام ع مكتبها بكل احترام، اعد ع الكرسي بعد ما طلبت منه يأعد
وسام:اتفضلي انسة
ميسا:هي المقالات المتواجدة أمامي بدي عدلها
كان سامع كلامها بكل انصات، ثواني و أردفت
ميسا:رح ضيف عليهم مقال مطول عن مشروع شركة الطيران الخاص بالوالد
هز راسه موافق لكلامها و قام بكل احترام مسك المقالات و قال
وسام:بتؤمري مدام
اجته نظراتها القوية النارية، يلي وقفته عن شغله و أردفت بحدة
ميسا:بلا مدام بكون احسن
هز راسه بخوف من نظراتها و مسك الأوراق و خرج بسرعة من المكتب
.
هزها اشعار ع تليفونها كان من جاد كتب فيه
جاد:ايمت رح نلتقي لنتفق ع العرس، حاسس انك صرتي احسن من قبل...
غمضت عيونا بقلق واضح و بغضب كابحته بين ظلال نظرات كلها رعب، و للحظة شعرت نار داخلها كانت كفيلة لتحرق كل شي امامها، اخدت نفس عميق و كتبت
ميسا:انا مارح اتراجع عن قراري
ليرد برسالة اخرى بسرعة و بطريقة تلقائية
جاد:ياريت تاخدي وقتك و تعرفي انك اغلى من اني فرط فيكي
سكرت تليفونها و مسحت ع راسها بوجع مكبوت و قهر جلّي ع قسمات وجهها المنكمشة...
دقت الساعة وحدة ونص بعد الضهر، الهدوء سيطر ع مكتب سليمان و كأنو خالي من الروح و وجود أي شخص فيه، الصمت ساد ع كل تفاصيل المكتب، دخل بخطوات عم يحاول يصطنع انها باردة و غير قلقة من عملته
.
خطى أولى عتبات المكتب ليشوف رجال نوح بيك متواجدين لحراسة المكان كامل، اتوجه بسرعة لمكتب السكرتير يلي كان ماكث ع مكتبه و مغمض عيونه الدبلانة، اخد نفس عميق و دخل ع مكتب سليمان بيك بعد ما دق الباب بهدوء
.
استغرب سليمان بدخوله المفاجأ دون اي سابق انذار او حتى اعلامه بقدومه
سليمان:مين حضرتك؟!
القاتل:انا ماجد ال°°°° بصراحة طلبت لقائك قبل يومين و أعطوني وقت المقابلة اليوم
عقد حواجبه لأنو ما سبق و سمع اسمه من قبل اطلع فيه نظرات متفحصة و سأله قائل
سليمان:ليش ما خبرني السكرتير
رفع كتافه بعدم اكتراث بينما اقترب خطوات هادئة اتجاهه
القاتل:بصراحة غير موجود
مد ايده بإتجاه سليمان بيك ليصافحه و ما كان من سليمان الا انو يرد المصافحة يلي كانت مغمسة بالدم، مصافحة أيدي شرسة، مصافحة عادية و لكنها تأشيرة لقبولة موته
جلس مقابيله القاتل و عدل من گرافته و قال
القاتل:إذا ما بتعرفني فأنا احد المستثمرين بهالبلد و حابب أبدأ شغلي هون
عقد حواجبه مستمع لكل حرف حيقوله فأردف
القاتل:و مشروعي عبارة عن شركة استيراد و تصدير و حابب انو نكون شركاء
ما كان سليمان مرتاح لكلامه فسأله قائل
سليمان:فيني افهم ليش اخترت الشغل معي انا
إبتسم بخباثة و أجاب
القاتل:حضرتك معروف بإسمك و ذكائك و هاد شي كفيل لحتى اتشجع و نكون شركاء
اتنهد بعمق سليمان و شعر أنه ملعوب من نوح يلي كان يتفنن بإيذائه اطلع فيه نظرات كلها كبرياء
سليمان:انت كذاب او مافي وراك شي
إبتسم القاتل و كأنو اتوقع هيك كلام
القاتل:أبداً مو كذاب
فتح الملف يلي كان امامه و قام من مكانه ، فتح ورقة المخططة امامه و قال بكل مكر
القاتل:لو كنت كذاب ليش ليكون عندي كل هالمخططات يلي بتثبت صحة كلامي
ما اطمن سليمان و شعر بساعة الصفر قاربت على الدق، بلع ريقه و راقب الأوراق يلي امامه، بينما مد القاتل ايده ع حزامه و طالع منه المسدس و بكل خفة و من دون ما يشعر، حطه ع راسه، بلع سليمان ريقه بصعوبة، بينما الصمت كان حليفه انزل ايديه ع المكتب بدون اي ردة فعل، و كأنه استسلم لقدره يلي إرتسم امامه، شعر للحظة انو كان عارف النهاية تبعه بهيك مجال مخيف، ما حدا بحب التاني، و لا فيه أي صديق يُذكر، غمض عيونه بتعب و اختار يموت بهدوء بينما داخله ردد
سليمان:كنت بعرف هيك رح موت، كنت بعرف انو رح تكون نهايني بشعة لأني انا اخترت طريق بشع و لازم اتحمل قراري
.
من بين شفاهه طلعت كلمة وحدة بس و يلي هيي
سليمان:ميسا....
ثواني و كان مأطلق القاتل عليه و منهي مهمته بكل دم بارد ...
.
طلعت من مكتبها متجهة لمكتب والدها كالعادة، متل ما بتعمل بهالوقت و يمكن كرمال تتناقش معه بخصوص موضوع جاد يلي طلب منها انو يحكوا فيه بعدين
.
ركنت سيارتها بهدوء و مشيت بإتجاه مكتب والدها شعرت بالهدوء مسيطر ع المكان بطريقة حرفياً مخيفة بلعت ريقها و تتبأت كل حواسها بالخطر و لكنها حاولت تكذب هالشي، او يمكن تكذب شعورها او حتى تكذب على نفسها، تسارعت دقات قلبها كما تسارعت خطواتها
.
دخلت لمكتب السكرتير و شافته كيف مغمى عليه، رجفوا شفايفها و تحول جسدها بالكامل للأصفر إضافة للون وجهها، اتغاضت عنه و كملت لمكتب والدها و للمرة الأولى بتفتحه بدون ما دق الباب و كأنها بتعرف انو زمن سليمان بيك انتهى، و كأنها حست انو سليمان بيك خلص انتهى و انتهت معه سلطته و مكانته، دخلت للمكتب و شافته حاطت راسه ع طاولته و كأنه نايم، و الدماء عم تطلع من راسه، تعالت وتيرتها التنفسية و حست بضيق في التنفس، رجليها التصقوا بالأرض و بأي سبيل حتوصل اله، كيف ممكن تخطي خطوات معدودة لتوقف امامه و تتفحصه بأيديها و تلثم جبينه اكتر من مرة، اختل توازنها و شعرت بعدم قدرتها على المشي، فإرتكت على كل شي كان امامها بس لتقدر توصل عنده، الطريق طويل كتير و قلبها من الخوف كان حرفياً حريق، إقتربت من مكتبه، ابتسمت إبتسامة شاحبة و انسابت دموعها بطريقة مرعبة على خدودها، قربت ايديها الراجفة يلي بات لونها أزرق كجسدها، و مررت كفوف ايديها ع وجهه بعد ما رفعته بخوف و لاحظت كيف كانت قسماته مرتاحة و هادئة جداً قالت من بين شهقاتها المكبوتة داخلها و دموعها يلي عم تجاهد انو تخبيهم
ميسا:بابا ما تنام بالمكتب، هلق منروح ع البيت و منام
بلعت ريقها مكابرة على نفسها و مسحت دموعها بكفوف ايديها بسرعة و قالت مبتسمة إبتسامة الموت
ميسا:بابا كيف جرحت حالك؟! بابا مين جرحك
رجفوا حروفها اثناء كلماتها و شعرت بضيق إلتف عليها بالكامل و كأنه عم يقتلها
أعدت ع الأرض و قربت منه زحفاً، فتلت الكرسي بإتجاهه لتقابل أقدامه، و اول ما استدار عندها وقع جسده بالكامل عليها، و هون شعرت بثاني صفعات الحياة ع وجهها البارد، شعرت بالوهن لما ارتمى والدها القتيل بين ايديها و بحضنها و كأنه طفل صغير
مررت أيديها ع جفونه و ع جبينه ع مكان الدم و غصت من داخلها لما صرخ شي داخلها و بكل حرقة
....:لا تكابري ع حالك قتلوه، والدك مرمي بحضنك مقتول...والدك مقتول
انعاد الصوت داخلها اكتر من مرة و بطريقة مرعبة للروح الضعيفة، رفعت ايدها و سكرت ادنيها بقوة و كأنها عم تحاول تمنع الصوت من قتلها، بينما صرخت بقوة و بتعب، صرخت و كأنها ما صرخت من قتل، صرخت مبتورة الكلمات، و مقتولة الأحاسيس
ميسا:لااااا، لاااا لا بابا، لا تتركني، لا تتركني
نزلت ايديها و قربته منها اكتر و حضنته بقوة حضنته بعد ما غمضت عيونا و باتت تلقائياً تهز جسدها بطريقة هستيرية و هي حاضنته و عم تعيد ذات الكلمات و كأنو مس الجنون شيئ منها
ميسا:بابا ما لازم تموت انت، انت ممنوع تموت، انت لازم تخلد، بابا انا رح انقذك رح اخدك ع المشفى لا تخاف، انت ما لازم تموت ماشي
بعدت عنه و مسكت راسه بين ايديها و قالتله
ميسا:لا تخاف بابا انت مارح تموت رح تعيش ماشي؟!
و باتت تهز راسها و كأنها عم توافق ع كلامها
.
بعدت عنه و اطلعت فيه بعيون مو مصدقة حالته، شعرت بأنها لازم تخليه حدها، شعرت بحبه فجأة و خسارته بنفس الوقت، بأيدين راجفة و عيون خايفة من شوفتن سطحته ع الأرض بكل حنية بعد ما غرقته دمائه، و استلقت حده محتضنته بقوة و متخبية فيه و كأنو الوحيد يلي قادر على انو يحميها رغم انو هوي بات جثة امامها، مسحت الدماء يلي كانوا على وجهه بهستيرية جنونية وقالت
ميسا:نحنا هربنا بابا من الموت، نحنا نجونا بابا، نحنا ما متنا
ضمته لصدرها و اطلقت العنان لصرخاتها اطلقت العنان لدموعها و شهقاتها
ميسا:بابا انت منيح، انت ما متت، انت لسا عايش، مين حرمني منك، خبرني مين، يا الله ليش، يارب ساعدني انا انتهيت
غرقته بدموعها و بات كل وجهها دم متله حتى ايديها ذات الشي، مسكت تليفونها بدون ما تحس ع حالها و رددت
ميسا:رح تعيش والله رح تعيش، انت عطشان بس رح جبلك
اتاها صوت يامن
يامن:اي ميسا وينك انتِ
قالت بصوت راجف بكلمات مبحوحة و بحروف متقطعة و دموع لسا عم تنزل
ميسا:يامن، بابا بابا عطشان يامن، جبله مي، يامن بابا مو لازم يموت، يامن بابا تم ينزل منه دم
بلعت حروفها و باتت شهقاتها واضحة اله و استبدلتها بحروف مستنجدة، و بكلمات غير واضحة او مسموعة
ميسا:يامن ساعدني، يامن بابا مات، مابدي ادفنه، يامن مشان الله تعال، بابا وقع من مكتبه بتعرف شو يعني وقع يعني الجبال وقعت ع كتافي، يعني انا انتهيت، انا متت معه
شهقت بقوة و قالت مبتسمة
ميسا:بس هوي عم يضحك عليي لأنو الدم كلو صار عليي، عم يضحك و عم يبكي و انا عم ابكي
و انهارت أخر كم كلمة حكتهن، سكر الخط بوجهها ما قدر يتحمل قوة كلماتها و لا قدر يتحمل، و غير طريقه بإتجاه مكتب سليمان بيك، و من دون ما يحس ع حاله انهالت دموعه واحدة تلوى الأخرى ع خدوده
.
ركن سيارته و نزل منها متوجه لداخل المكتب، ما عم ينسى كلماته يلي عم ترن بأذنه بطريقة تلقائية ماعم ينسى وجعها، شهقاتها، و دموعها، مسح دموعه يمكن هوي ما بكي كرمال سليمان لكنه بكي وجع صديقته بكي وجع ميسا....
.
دخل المكتب و شافها ممدد حده بمنظر مُريع بينما هوي جثة هامدة لا تقوى على الحركة، كانت مستلقية على الأرض حده و ضامة رجليها لصدرها و جسدها كله عم يرجف بقوة و عم تعيد عدة كلمات ع لسانها
ميسا:ما مات، ما مات، رح يفيق، مارح يتركني، بابا جبلي شيبس بس ترجع، بابا لعبتي ضايعة
اتجمد بمكانه من منظرها المُرعب و المخيف، اتجمد ع أثر الصدمة يلي كانت قابعة امام عيونها ركض بإتجاهها و دقات قلبها عم تتسارع، جلس ع الأرض و قربها منه بهدوء بعد ما مسح ع شعراتها بهدوء
يامن:أهدي، أهدي انا وصلت، لا تخافي كلو حيكون منيح
زادت رجفتها و تحول لونها للأزرق القاتم و شعر فيها منكمشة ع نفسها و اول ما لمس كفوف ايديها كانوا باردين، ضربها بكفوف ايديه ع خدودها و كأنه عم يصحيها
يامن:انتِ صاحية، ميسا انتِ معي
احمروا عيونها و بات بكاها كالأطفال، ما قدرت تسيطر ع نفسها و لا قدرت تسكت، ثواني و إختفى صوتها و لكن غصتها موجودة و دموعها عم تنزل
ميسا:قتلوه، قتلوه يامن، وقعت الجبال ع كتافي، قتلوا سندي يامن، صرت يتيمة الأم و الأب، ياربي، ياربي ااااااه
مسح دموعها بكفوف ايديه و ضمها لصدره بعض ما أطال النظر بجثة سليمان القابعة امامهم بشكل مُحزن، و اطلق العنان لدموعه لتنساب ع وجهه هوي كمان، لثم شعراتها بحنية و تركها مستسلمة للقدر، و مستسلمة لأوجاعها يلي طلعت كلها بشكل كامل...
بعد مرور عدة ساعات:
واقفة ع طرف مكتب والدها و الكسرة واضحة بعيونها، تيابها كلهم دم و عيونها السواد اعتلاها قبل أوانها، واقفة بلا حيلة، شعرها مشعث بطريقة حقاً مؤلمة، عم تطلع بالشرطة يلي ملت المكان بينما هيي مو واعية ع اي شي، نظرات متفحصة للكل، و نظرات ترقب و توعد اعتلتها، و كأنها عم تتوعد للجميع، دموعها واقفة بعيونها مانعتها من النزول، فاتحة ثغرها كالبلهاء امام الكارثة الحقيقية...
واقف حدها وليد حاضنها و عم يبكي بحرقة، شعر بالعجز بغياب والده، شعر بالوهن و التعب، عامود البيت اختفى، و بقيوا من بعده أشلاء، بينما اكتفى يامن بالكلام مع الشرطة و شرح الشي يلي صار لأنو ميسا ما كانت قادرة تحكي شي او حتى تعطي ردة فعل و كأنها غايبة عن الوعي
.
دخل جاد بلهفة و بوجه مختفي لونه ع المكتب دور بعيونه ع ميسا، و شافها واقفة حد وليد، اقترب منها بلهفة و حُب واضحين مسكها من زنودها و قربها منه بهدوء
جاد: انا معك ميسا، انا حكون حدك
اطلعت بعيونه و الخوف بدا جلّي عليها، رفعت كتافها بعدم اكتراث و لمح شبح إبتسامة
ميسا:ليش بدك توقف معي، انا بابا معي، راح مشوار هلق بيجي
هزت راسها لتقنع نفسها بالكلام يلي عم تقوله، وقف جامد امام عباراتها الحزينة، وقف للحظة و الكلام اختفى من لسانه، و ما عرف شو ممكن يقول اكتفى بالصمت اما هيي أردفت ببرود و حقد
ميسا:هني قتلوه، بس ما بيعرفوا اني رح احرقهن، ما بيعرفوا اني رح بيدهن والله لأحرقهن واحد ورا التاني، والله لأحرق نسلهن حتى ما يبقى حدا يبكي عليهم، كسروني، كسروني والله كسروني
أخر كم كلمة أجهشت بالبكاء و وضح ضعفها امامه، شعر بكلامها برغم قلته، شعر بتعبها بدقايق معدودة، و اكتفى بإحتضانها بقوة و أعادت كلمات على مسمعها
جاد:رح كون معك، و لو طريقك كله جمر، رح احرقهن متل ما حرقوا قلبك يا ملاكي
انسابت دموعه و اختلطوا بدموعها يلي ما عادت وقفت، مسح ع شعراتها بهدوء و ربت ع ضهرها حتى يزرع داخلها الأمان
راقب يامن المكان بهدوء و راقب حالة كل واحد فيهن، بعد ما طلعت الشرطة، بكل برود فتح باكيته و سحب السيجارة منه بكل هدوء شعلها و دار ضهره ع الشباك و قال بعد ما شرب منها بعمق
يامن:يقولون مات في القرية ساحر، فخلف الساحر إبناً فاق في السحر أباه....
بعد مرور أسبوع:
نزلت من ع الدرج بسرعة و اتوجهت لباب الفيلا وقف وليد امامها خايف من منظرها يلي كانت طالعة فيه
وليد:ميسا لوين رايحة
من دون ما تطلع فيه مسكة قبضة الباب لتطلع و قالت مهددة
ميسا:بعد عن طريقي
وليد:انا رح وصلك مارح خليكي تسوقي هيك
انفجرت بوجهه صارخة بكل ما اوتت من قوة، صارخة و كأنو بصراخها رح تقدر ترتاح رح يبرد داخلها، و تخمد براكينها
ميسا:بعد عن طريقي، بعد عم قلك، افهمني ما بدي شوفك هون خلص روح، روح عني
بعد عنها و فتحت باب الفيلا و سكرته وراها بقوة و اتجهت للسيارة يلي كانت قابعة امام الفيلا، طلعت فيها و انفاسها عم تتعالى اطلع فيها نظرات خيبة و أجاب
يامن:ما بدك تصحي ع حالك و تعرفي شو عم يعملوا بغيابك
اكتفت بالصمت و الحالة المزرية يلي طلعت فيها بتكفي ليعرف انو ما عد يفرق شي معها
هز راسه بصمت و مشي بإتجاه المستودع الخاص فيه طول الطريق كانت الكلمات المبتورة، و كان الصمت جلّي ع أرواحهم المتعبة
عم يتابعها بنظرات كلها حزينة، وقف امام المستودع و نزل منه، بينما هيي بقيت بمكانها اتنفس بعمق و قرب من جهتها فتح باب السيارة و نزلها بهدوء
.
دخل المستودع يلي انزرعت فيه الأضواء و أمر الحارس انو يغادر المستودع قائل
يامن:انطرني برا
هز راسه و غادر المكان بينما ميسا جلست امامه بشكل الجثة عم تطلع بكل شي حواليها و لكن غير مبالية بما يحدث حوليها ....
يامن:بدك تبقي هيك متل الجثة، مافيكي شي حي؟! هيك بدك تبقي رح تموتي و انتِ ضعيفة
ما عطت كلامه اي ردة فعل و بقيت عم تطلع نحو المجهول قام من مكانه و وجه كلام قاسي الها، لعلا النار يلي داخلها تشعل لعله يقدر يفجر براكينها، او تشعل كلماته لهيبها
يامن:ما قدرتي نعمل عزا لوالدك من دون اي سبب ليش، جاوبيني ليش يا جبانة، ليش خفتي
تابعها فلمح شبح إبتسامة إرتسم ع ثغرها يلي اتحول لونه للأزرق من كثر التعب
يامن: عم يشتغلوا من وراكي بدهن ينهوا اسم العيلة، بدهن ينهوا اسم والدك، شغل والدك كله رح يروح هيك عبث، تعب سنين رح يروح ليش لأنو والده جبناء لأنو خلف بنت ضعيفة
اطلعت فيه و بعيونه نظرات كلها تعب، نظرات لا مبالاة فأكمل لكن هالمرة بقوة اكتر
يامن:خليتي دم ابوكي يروح هيك، ما شفتي حالك كيف حملتي دمه ع تيابك و بقيتي هيك ساكتة ع دمه و ع مقتله ليش، قليلي ليش؟!
يامن:خليتي دم ابوكي يروح هيك، ما شفتي حالك كيف حملتي دمه ع تيابك و بقيتي هيك ساكتة ع دمه و ع مقتله ليش، قليلي ليش؟!
رفعت كتافها بعدم اكتراث غمض عيونه و بقوة اختار هالمرة انو يجرحها او يفجر براكينها، اختار انو يهينها و لأول مرة يدهس ع كبريائها
يامن:اغتصبك بكل دم بارد شو عملتيله، جاوبي ظلمتي جاد معك و تركتي يلي اغتصبك عايش بكل هدوء ليش؟!
شعرت بخناجره عم تقتلها، شعرت ببراكين الغضب انفجرت داخلها، تدافعت الكلمات لحلقها و التف الصراخ ناطرها تطلق سراحها، هزت جسدها الكامل بتوتر بينما صمت يامن ناطر يسمع منها، ثواني و كانت ضاربة طاولة الشاي يلي كانت امامها و عم تصرخ منهاة، عم تنعي فؤادها المجروح، و عم تحاول تشرح يلي عم تحس فيه بكلمات جداً ضئيلة
ميسا:ماعم يهدا، يلي جواتي ماعم يهدا، مارح ارتاح، مارح تبرد ناري، انا عم احترق من جوا، مفكرني مبسوطة هيك، انا عم موت كل يوم مليون موتة من دون ما حدا ينتبه عليي
ارتفعت وتيرة تنفسها و تدفقت دموعها بينما اكملت بذات القوة
ميسا:مارح ارتاح، و ما رح تهدا نيراني، مارح ارتاح، بابا، بابا انا ما رح ارتاح انا عم موت، وينك بابا وينك
اختار يامن انو يستفزها اكتر ليصرخ فيها برغم وجعه عليها لكن ما كان في حل غير هاد
يامن:قتلوه، قدامك مات، قتلوه و بدهن ياخدوا منك كل شي، حتى مشروع الطيران بدهن ياخدوا، قتلوا ابوكي بكل دم بارد
قامت من مكانها و بكل قوة و وجع دفشت يامن لوقع ع الأرض، دفشته بكل قوتها و كأنها عم تحاول تقوم من جديد، قام من مكانه و وقف أمامها بينما اكملت صراخها قائلة
ميسا:مارح ياخدوا مني شي من بعد اليوم مارح ياخدوا
لكنه اكمل كلامه و زاد وتيرة استفزازها
يامن:رح ياخدوا رح يمحوا اسمك، و متل ما اغتصبك ما همه شي فيكي ، زتك بكل سهولة
كزت ع اسنانها و وجهت ضربة قوية ع وجهه، غمض عيونه بصبر و كابر ع نفسه رغم وجعه بينما صرخت
ميسا:لا، لا مارح يصير هيك رح ارجع أقوى بس ماعم اقدر، عم أضعف كل ما أتذكر شو يلي صار ماعم اقدر
وجهتله عدة ضربات و من بين ضرباتها و شهقاتها حكت بخيبة أمل و حسرة
ميسا:حتى انت عم تجرحني بالكلام حتى انت خيبتلي ظني و رح تكسرني متلهم، عم تقتلني بكلامك
مسكها من زنود و اتفاجأ بكلامها ما اتوقع انو تفكره عم يأذيها و تلقائياً حكى بحنية
يامن:انا عم صحيكي ع الواقع، أنا عم حاول رجعك متل ما كنتِ، انا ظلك ميسا مستحيل خيب املك
بعد مرور عدة أيام:
واقفة قدام مرايتها عقدت العقد يلي كان حوالين رقبتها بإتقان رجعت خطوتين للورا، و عدلت من فستانها الأسود يلي واصل لتحت ركبتها، و لبست تحته كعب صغير باللون الأسود، حددت شفايفها بعناية و ثقة، و أشاحت النظر للجهة التانية دقت الساعة ادعش، رشت من عطرها بعناية و حُب
و اتوجهت لخارج الغرفة قاصدة باب الفيلا بالضبط، قاطعها عن خروجها وليد و حكى بهدوء
وليد:ميسا شو رح تعملي
اطلعت فيه بكبرياء و قالت
ميسا:يلي كان رح يعمله سليمان بيك
اتوجهت لخارج الفيلا دون إضافة اي كلمة اخرى قصدت سيارتها لكن قبل هيك، وقفت امام الحرس و قالت بلكنة الأمر
ميسا:جهز سيارتين و اطلعوا ورايي ع مكتب الوالد
هز راسه موافق لكلامها و رفع اللاسلكي يلي كان بأيده قائل
....:جهزوا سيارتين ليطلعوا ورا الست ميسا
قرب منها و فتح باب سيارتها ركبت و اتجهت تلقائياً للمكتب، لاحظت بالمرايي السيارات الفخمة يلي طلعت وراها مباشرةً ابتسمت إبتسامة الثقة و اكملت بعد ما سجلت ڤويس ليامن
ميسا:انا طالعة ع مكتب بابا، الكلاب بدهن ياخدوا المشروع، لو انت فاضي الحقني
.
بعد نصف ساعة:
نزلت من سيارتها بعد ما ركنتها و نزلوا معها المرافقة يلي كان تقريباً ست رجال، مشيت وسطهن و كأنها المالكة لكل ما يخطر ببالها، نظرات اللامبالاة اعتلت وجهها، و الحقد كان باين من عيونها، خطواتها هادئة و واثقة، الذكرى عم تنعاد ببالها داست ع قلبها و منعت دموعها من النزول، ليرتسم بداله وجه واضح عليه الحزن، الألم و البرود ...
.
قرب احد المرافقة من قاعة الإجتماعات يلي كانت خاصة بوالدها فتح الباب بتلقائي دون اخد الإذن، لتظهر ميسا بكامل حزنها و هيبتها
طالعها جاد يلي كان اعد مقابيل نوح و مروان و المحامي يلي كان مسؤول عن اوراق نقل المشروع لنوح بيك، نظرات جاد كانت كلها نظرات قوية و متفاجأة بظهورها او حتى كيف عرفت، قام من مكانه مباشرةً لما دخلت دون إلقاء التحية و قال
جاد: بصراحة انا ما خبرتك ما كنت حابب اشغلك
رفعت أيدها بهدوء و قالت
ميسا:بوثق فيك متل ما بوثق بحالي، بس هي مسألة والدي ما حدا بحلها غيري
مشيت بخطوات هادئة بإتجاه طاولة الإجتماعات، بينما وقفت المرافقة ناطرتها قربت من نوح لصارت مقابيله رفع ايده ليصافحها فأتجهلته قائلة بلكنة كلها تهديد و حقد
ميسا:ما منصافح ليصير الدم بالدم
عقد حواجبه مستغرب و أجاب
نوح:مافهمت
ميسا:ما بعيد كلامي مرتين
نقلت نظرها للمحامي و قالت
ميسا:على اي اساس رح ينتقل المشروع لنوح بيك
ميسا:على اي اساس رح ينتقل المشروع لنوح بيك
للمحامي:ع اساس انو مافي مين يكمل المشروع
اطلعت بمروان نظرات حارقة و قالت
ميسا:هالمشروع كلفنا كتير، لدرجة ما حدا بيتخيلها و نحنا ما منتنازل عن حقنا فيه، و حتى لو صارت الأرض كلها بلون الدم
اشاح مروان عيونه عنها و فهم من كلامها انو هوي المقصود و اختار يبقى ساكت بينما نوح اكمل
نوح:نحنا ما بدنا حرب فبلا ما تحكي بالدم كتير
ضحكت بسخرية من كلامه و أجابت بصوت عال
ميسا:انت مابدك حرب، بس انا أعلنتها حرب
اتنهد نوح بخباثة مطلقة و أجاب
نوح:بعذر انك بعدك مفجوعة بموت سليمان
و بهاللحظة كان من الصعب انها تسيطر على نفسها فصرخت فيه بعيون حمراء
ميسا:خراس و ما تنطق اسمه مرة تانية
تغير لون نوح و قرب من ميسا قاصد انو يأذيها او يضربها بعد ما سددت اله اهانة معتبرة، ادخل جاد و وقف كالجبل امامه قائل بحدة
جاد:اصحى تجرب
اما المرافقة يلي كانت معها فكلهن رفعوا المسدسات بعد ما قربوا لورا ميسا و صوبوا ع نوح بيك، ثواني و دخل يامن بعد طرقات خفيفة ع الباب كانت واضحة عليه نظرات الاستغراب فأكملت ميسا
ميسا:المشروع انا رح استلمه لأني انا المسؤولة عن كل اعمال والدي و بغيابه مافي حدا غيري لأنو الي وكالة عامة بكل شي بيملكه
قاطعها مروان قائل
مروان:بس انتِ صغيرة ع هيك شغل
طالعته بنظرات قرف و نقلت نظرها ع المحامي و قالت
ميسا:ياريت حدا يسكت هالسعلوق
فتح عيونه ع وساع و قرب منها بقوة ليظهر تلقائياً يامن، مسكه من زند ايده و قله مهدد
يامن:انتبه ع حالك بلا ما طيرك
نوح:انا عندي خبرة اكتر بهيك مجالات
ميسا:لكن المشروع النا و نحنا احق فيه لا تنسى
المحامي:بتوقعي تعهد انك بتقدري تسلمي المشروع بالمدة المطلوبة و بالكفاءات المقرر عليها
دون اي تفكير و بكامل قوتها أجابت
ميسا:أكيد
طالع المحامي الورقة ليدخل نوح
نوح:بس هيك....
قاطعه المحامي بأدب قائل
المحامي:لو سمحت نوح بيك هي احق من غيرها
هز راسه بقوة و بتوعد بينما هي وقعت ع الأوراق يلي كانت امامها مبتسمة لكل يلي كانوا موجودين إبتسامة الثقة، بعد ما انهت مددت ايدها و بتلقائية رمت كل الأوراق يلي كانت ع الطاولة و كزت اسنانها قائلة ببطء مؤكد ع كلامها
ميسا:ابلعهن و اشرب ميتهن...
بعد ما طلع نوح و ابنه برفقة المحامي من قاعة الإجتماعات، قرب جاد من ميسا يلي رجعت خطوتين لورا اول ما قرب منها و قالت بهدوء متبوع بندم واضح
ميسا:خلينا ننهي القصة بسرعة جاد
راقبها بعيون مو مصدقة لكلامها و قال بصوت حنون
جاد:ميسا منحكي بعدين
غمضت عيونها بنفاذ صبر و قالت بحدة
ميسا:انتهينا جاد خلص انت من طريق، و انا من طريق
عدل من ياقة الگرافيت تبعه و شعر بالإحراج امام يامن و أردف بشيئ من الحزن و الحُب
جاد:الكل بيعرف اني بحبك و انتِ الطرف القاسي بقصتنا، انتِ ميسا يلي تركتي الشخص يلي مستحيل يتخلى عنك، و بترتِ الأيد يلي اندمتلك
بلعت ريقها بصعوبة و باتت انفاسها من الصعب انها تطلع، شعرت بلحظات النهاية عم داهمها لذلك كان من الصعب عليها انها تكون بقوتها تلك لكنها كابرت لأخر نفس فيها
ميسا:تمام جاد، انا الغلطانة بس خلينا ننهي القصة بسرعة
هز راسه بصمت و قرب ليعانقها عناق النهاية، لكنها مرة تانية بعدت عنها و أشاحت نظرها و عيونها يلي عبيت بدموع كانت عم تخنقها و أجابت
ميسا:بعد عني بترجاك....
شعر بالإهانة فأردف بكبرياء مجروح
جاد:رح تندمي ع هاللحظات، و رح تندمي لما تعرفي شو رح اعمل، انا ما رح ضرك بشغلك، انا رح وجعك ميسا و صدقيني هالوجع رح يقتلك
رنت كل كلمة بإدنها بطريقة غريبة و شعرت فيهم من صميم قلبها، كانت بتعرف شو يعني كلام جاد، و كيف ممكن يهدد، و كيف بيوفي بكل كلمة بيحكيها
تركها وسط حيرتها و غادر القاعة قافل وراه الباب، و كأنه قفل ع قصتهن لتيه بعمق البحر مضيعة الطرفين و معذبتهن
اخدت نفس عميق و قربت من الشباك شردت بالناس، قرب منها يامن و إبتسم للإطلالة يلي كانت مقابيلهن، فتح باكيته سحب منه سيجارة، شعلها و ناولها لميسا يلي كانت شاردة بالناس و كأنها مو بوعيها، سحبت من السيجارة بعمق و نفخت و قالت
ميسا:رح يحط ايده بأيد نوح
يامن:مستحيل يعملها
هزت راسها بصمت و أجابت
ميسا:و بالنهاية ما بقي حدا معي غير انت
إبتسم إبتسامة رضا و قال
يامن:انتهينا مع بعض
سحبت مرة تانية من السيجارة بعمق اكبر و قالت بعد ما بعدت عن الشباك، كلام كله غموض
ميسا:أغلق الستارة، خلصت قصتنا و بلشنا بالموسم الجديد، لعبة جديدة و حقد كبير، من دون رحمة ...
إبتسم مؤكد ع كلامها و أقفل الستارة قائل
يامن:عنا انتقام، و عنا لذة إنتقام
يتبع للموسم الثاني انتظروووونا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
اعملوا متابعه للمدونه من تحت هتلاقوا كلمة متابعه اضغطوا عليها واعملوا متابعه 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق