رواية لعنتي جنون عاشقك الفصل الرابع والخامس بقلم تميمه نبيل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
استمرت سابين فى النظر بتسلية الى الكائن المفرط الرجولة و جاذبية امامها و قد ارتفع حاجبها الايسر قليلا وهى حركة ملازمة لها تقديرا لاى جاذبية رجولية ما ان تستشعرها .
ارتفعت زاويتي شفتيها المكتنزتين قليلا و قالت بصوت عميق ناقوسي ذو بحة غريبة سقط فى هواها اشدالرجال (نعم؟!..)
كلمة واحدة قليلة الحياء من فتاة وقحة مغرورة لا تليق ان تكون صاحبة مركز مهم مثل منصب مديرة مكتب مازن مهران .
ظل لحظات واقفا امامها كالجبل الشامخ و يديه فى جيبي بنطاله , عيناه لا تحيدان عن عينيها فى اختبار لقوة الارادة بينهما , استمرت اللحظات البطيئة حتى سرت بجسدها رعشة خفية جعلتها تطرف بعينها , فقط طرفة واحدة هو لاحظها و انتصر وظهر انتصاره فى عينيه مما اشعل غضبها .كانت حربا شعواء مدتها لحظات قليلة استشعرت فيها ما له من باس و صلابة جديدين عليها, وكان تاثير ذلك عليها يماثل غضب سنين و قرون.
(من فضلك يا انسة اتبعينى الى المكتب لنناقش امور العمل)
......عبارة مهذبة بصوت رجولى عميق صادرة من الكائن البشري الضخم امامها .
فغرت شفتيها الجميلتين لحظة لتعود وتزمهما لتمنعهما من قول ما لا يحمد عقباه.
(هلا تتكرم سيادتك و تشرفنى بمعرفة هويتك)قالتها بسخرية شرسة
ارتسمت سخرية قاسية على زوايا فمه و قال
؛(الان وقد سالتى بادب ... اعرفك بنفسي .انا احمد مهران مديرك الجديد).
.................................................. ...............................
كانت جالسة على فراشها تضم ساقيها الى صدرها و تؤرجح نفسها الى الامام و الخلف فى حركة رتيبة بينما عيناها لا تريان امامها , منذ ان فرت من امامه صباحا الى غرفتها لم تخرج منها .
انها مرهقة , مرهقة جدا هذا كثير عليها فى اقل من عشرين ساعة شعرت انها تموت و تحيا الف مرة . يا الهى اقل من يوم و ها انا اكاد ان انهار كيف ساكمل هذا الاتفاق اللعين .
ترى هل سياتى اليها الليلة .. اذا جاء ستكون مستعدة له , الليلة الماضية اخذها غدرا اما الليلة فهى جاهزة لان تنشب مخالبها فى عينيه القاسيتين اذا حاول لمسها
احمر وجهها بشدة و زاغت عيناها و تسارعت انفاسها واخذت حالة الفزع القديمة فى الظهور تدريجيا , و ازداد تارجحها الى الامام و الخلف سرعة و تدافعت الصور امام عينيها ,عينان سوداوان بشعتان تحملان كره العالم لها ...الم ..الم شديد احساس بروحها تكاد تخرج منها لتعوداليها مرة اخرى ابية ان تريحها من العذاب .
فجاة اخذت العينان السوداوان فى التباعد لتختفى و تحل محلهما نظرة من عينين اخرتين رماديتين , نظرة لطالما رافقتها من طفولتها , لطالما شعرت بمراقبة هاتين العينين لها حتى دون ان تراهما اماها .نظرة لم تفهمها قبلا .
اخذت تهدا قليلا و يعود تنفسها لسرعته العادية
(الن ياتى ...؟) همست لنفسها باحباط
اخذت حالتها الهيستيرية فى التباعد و عاد وجهها الى لونه الطبيعي
(ما الذى اخره ..الن ياتى ؟).
هل سيستجوبها من جديد بشان طلال ..يا الهى .....طلال كنت مؤذيا و انت حى ولا زلت مؤذيا حتى بعد مماتك .
اظلمت عيناها للذكريات البشعة .
(الم .الم وطعم الدم فى فمهاوصوتها المرتجف لم يكن هذا ضمن اتفاقنا ارجوووووك )
ظلام يحيط بها .ليال لا تنتهى مرات و مرات ....و الخلاص بالظلام المعتاد ليعود شعاع الفجر لايقاظها لتعود وتنتظر مصيرها المحتوم.
تذكرت انها همست نفس الكلمات الليلة الماضية الا ان ما تلاها كان بركانا من حمم لاهبة ثم اعقبها نفس الظلام .
(اكره حياتى . اكره عائلة الراشد و نساؤها و اكره عائلة مهران جميعهم لم ارى منهم سوى الالم ......و اكرهها هى .......اكرهها اكثر من كرهى لاى الم اصابنى)
(ما الذى اخرك..؟)همست ثانية
.................................................. ...........................
كان واقفا على الشرفة التى شهدت فقدانه لسيطرته صباحا يحاول تهدئة نفسه (اهدا يا ادهم و استعد سيطرتك التى كانت مصدر قوة لك , لن تاتى طفلة و تفقدك اياها فى نهاية المطاف )
حتى لو كانت طفلة ناعمة بيضاء ذهبية فى رقة النسيم و جمال الورود المتفتحة تثير فيك ال.......
لا لا يا ادهم انت تحيد عن المسار . استعد تركيزك فكر بشيء اخر اى شى
لكم يتمنى الصعود اليها و اخذها بن ذراعيه ليتركهها تبكى على صدره الى مالا نهاية , ولكنه يعلم انه ان وضع يده عليها لن يتركها . وهى ليست مستعدة بعد و هو يريد هذه المرة ان يبدا معها بالطريقة الصحيحة . لقد افسد الامر معها , افسده تماما ليس هذا ما كان يتمناه , كان يتمنى ان تتلاشى به كما تلاشى هوبها ...يريد ان تاتى اليه برغبتها ..........(اممممم حسنا لا داعى لان يتمادى فان انتظرها حتى تاتى اليه سيكون عليه الانتظار للابد.يكفى فقط ان تكون مستعدة له و سيريها هو الى اى افق من الافاق سيصل بها).عند هذه النقطة شعر بقلبه يكاد يتفجر فى صدره وهو يتذكر المشاعر التى عصفت بعينيها صباحا , هل شعرت ولو بقطرة مما شعر هو به , لا بالتاكيد لا يجب ان يخدع نفسه ليحصل على ما يريد , كل ما فى الامر ان هذا التقارب كان جديدا عليها.
لقد ضيعها طلال فى ضباب مجهول بالنسب له.صباب اسود عملاق يحيط بها
هو متاكد ان طلال اذاها بشدة ولو كان لا يزال حيا لكان قتله بنفسه , ولكنه لن يلح عليها فى معرفة التفاصيل الان ليس بعد, اه يا ادهم لايزال الطريق امامك طويلا ......
(الى متى ساظل اتعذب يا حلا ,تعالى اليا يا حلاي ...اخرجى من ظلامك و انقذينى من عذابى )
.................................................. ....................
اخذت بضع لحظات تنظر اليه بدون ان يرمش لها جفن .
اخيرا نطقت بصوتها المبحوح العميق كصوت الناقوس .
(بالتاكيد انت الان تنتظر ان اصاب بالهلع و الصدمة .... لكن احب ان اطمئنك ان ذلك لن يحدث ابدا ...فهلا تكرمت و عرفتنى بنفسك ).
رغما عنه شعر ببعض الاعجاب بالصلابة الفذة المنطلقة من عينيها . الا ان شيئا لم يظهر على تعبيرات وجهه حين قال بصوته الرخيم
(احمد مهران يا انسة .... و الان الحقينى الى المكتب )
ودخل الغرفة الرئيسية الملحقة بمكتبها بدون ان ينتظر منها رد
.................................
(احمد مهران)
اذن هذا هو احمد مهران القضب الثانى فى الامبراطورية مع ادهم مهران و المتولى فرع العمل بالخارج .
كانت تعلم انه سياتى اليها مهما طال الوقت , لقد بدات الحرب و انتهى زمن عبثها مع ال مهران .
لا بد ان الامور استعصت اخيرا على دارين لتلجا الى رجل المهمات الصعبة احمد مهران.
قامت ببطء من على كرسيها , فردت ظهرها و رفعت ذقنها و سارت بإباء تتقاطع ساقيها باناقة على ارضية الغرفة ,فتحت الباب ودخلت و قد ارتسمت على فمها ابتسامة الاستهانة بكل شىء سواها .
وقفت امامه تنظر اليه فى غرور و علياء و هو جالس فى كرسي مازن مهران , ثم اتجهت الى الكرسي المواجه له و جلست عليه بحركات مدروسة واضعة ساقها فوق الاخرى , ولا تزال نفس الابتسامة المستفزة على شفتيها.
رفع راسه من الاوراق الموجودة امامه لحظة دخولها و اخذ يراقبها حتى جلست امامه .
امراءة فارعة الطول ذات قوام مكتنز ملفوف باستدارة يشبه قوام ممثلات الستينات, قوام لا يخفى سحره الزى الرسمى الاسود الشديد الاناقة الذى ترتديه ويصل الى ركبتيها ولكنه ارتفع عنهما لحظة جلوسها .
صحيح ان زيها ليس مصمما للاغراء , الا ان هذه المراءة تشع اغراء و سحرا اسودا ليس مبعثه ملابسها او زينتها بل هو سحر ينبعث من داخلها , سحر مغوي يسبى ناسك .
نظر اليها بعد ان جلست .
ثم قال بلهجة ذات باس شديد يهز اشد الرجال
(قفى .......لم اسمح لكى بالجلوس)
اتسعت عيناها قليلا فى اول تعبير بشرى لها منذ راها
انزلت ساقها ووقفت منتظرة التالى من الجبل الشامخ امامها .
قال بنفس اللهجة الصلبة الصارمة
(و من اليوم لا تدخلى هذا المكتب الا بعد ان تطرقى الباب و تسمعينى اسمح لكى بالدخول ..هل كلامى واضح ..........)
حاولت الكلام قائلة (ولكن قبلا كنت .........)
قاطعها بصوت اشد لهجة واقوى صرامة
(وااااضح؟)
اجابت بصوتها الناقوسي المغوي الذى اخفى تحت ذبذباته بوادر اللهب الاسود
(واضح بالتاكيد)
ثم سالته
(الا يمكننى ان اعرف على الاقل اين مازن )
انه لا يصدق وقاحة هذه المراءة وشدة انحلالها و جراتها على ان تساله هو بالذات عن مازن مهران,الا انه لم يسمح لاى من مشاعره بالظهور و اجابها باتزان
(السيد مازن قرر تولى العمل بفرعنا فى الخارج و ساتولى انا العمل هنا )
لم يفتها كيف شدد على كلمة سيد ولكنها سالته
(هل سيعود للعمل هنا مرة اخرى ؟)
قال فى نفسه (اقسم بالله انى سانهض لاصفعها ان لم تتدارك نفسها )
ولكنه اراد ان يوضح لها ما جاء من اجله و يضع النقط على الحروف
(السيد مازن سافر مع عائلته و سيستقر بالخارج )
ساد الصمت بعد عبارته الاخيرة , اخذ ينظر اليها ليرى تاثير عبارته عليها , الا انها ظلت واقفة امامه بدون ان يظهر عليها انها سمعته مما استفزه و جعله يتابع قائلا
(مازن اراد ان تلد دارين بالخارج)
صمت.....صمت
قالت اخيرا بصوت متباطىء
(هل دارين حامل؟)
ها هى قد عادت الى صفاقتها و قلى حياؤها .
(نعم اختى حامل . .هل هناك ما يضايقك انسه سابين )
ظلت صامته قليلا تحاول استيعاب ما سمعته . ثم قالت اخيرا
(حسنا فلنناقش ما اردت من امور العمل)
نظر اليها نظرة فلاذية و قرر ان يكون اكثر وضوحا معها فقال
(استطيع ان اتفهم انكى كنت معتادة على العمل مع السيد مازن و الان اذا كنتى تجدين الامر مربكا لكى , فلكى كامل الحرية فى البحث عن مكان اكثر ملاءمة لكى و لقد ترك السيد مازن خطاب التوصية لكى )
.......ران صمت قاتل فى الغرفة .
تحركت ببطء شديد امام انظاره و ساقيها تتقاطع حتى وصلت الى حافة المكتب فانحنت واضعة كفيها على سطحه و اصبح وجهها على بعد سانتيمترات من وجهه , و همست بصوت قد يسبب ازمة قلبية لاصحاب القلوب الضعيفة
(قديما فى العصور الوسطى حين كانو يريدون احالة صاحب منصب هام يحمل معه كل اسرار الدولة للتقاعد ,كانوا يقومون باعدامه بلا تردد
لذا فان كنت تريد التخلص منى فالافضل ان يكون لديك سلاحا محشوا . لاننى احمل كل اسرار امبراطورية مهران)
للحظة تاهت نظرته فى شفتيها القرمزيتين و هما تتحدثان بهذا الهمس الاجش .
الا انه استعاد سيطرته فى جزء من الثانية قبل ان يظهر عليه شيئا
(هل استشعر رائحة تهديد انسة سابين!)
رسمت على وجهها معالم دهشة مبالغ فيها و هى تهمس بدون ان تتحرك من مكانها
(تهديد ؟!!! يا الهى كيف فهمت ذلك ..بالتاكيد لا فانا ولائى الاول و الاخير لمؤسسة مهران ,و الان بعد اذنك ساذهب و احضر ملفات اخر معاملات للفرع لنناقشها).
راقبها و هى تستقيم و تسير مبتعدة بمشيتها المتقاطعة , استسلمت عيناه لحظة لمتعة محرمة فى النظر الى قوامها الخلاب حتى خرجت من الغرفة , الا ان صوت انغلاق الباب افاقه و جعله ينتبه الى نظرته فاستغفر الله بداخله
(الان عذرتك يا مازن فن اين لك القوة لمقاومة هذه الشيطانه صاحبة السحر الاسود)
استعاد صوت بكاء شقيقته منذ عدة شهور و هى تاتى اليه مستنجدة بان مازن على علاقة مع مديرة مكتبه سابين الراشد , من وقتها و هو يقوم بتحرياته عنها و حين واجه مازن بالامر انهار و لم ينكر فلطالما كان مازن يسهل الايقاع به .
و قد حاول ان يمتص الموضوع و ينبهه الا انه مع مرور الوقت شعر بخطورة الموقف و استلزام تدخله شخصيا خاصة بعد معرفته بحمل دارين.
فلجا الى الشدة مع مازن ثم التهديد حتى تمت تسوية الوضع و استقرار مازن و دارين الا ان وضع مازن مخيفا حتى الان فهو يبدو شخصا مهووسا مصابا بلعنه تفقده صوابه لا يعلم متى سينجو منها ..هذا ان نجا اصلا .
استعاد فى ذهنه صوتها وهى تهمس بتهديدها الخفى الحقير لذا قرر فى لحظة واحدة استبقاؤها فى العمل و بالتاكيد ليس خوفا من تهديدها الاحمق ,فهو قادرا على ان يسحقها كحشرة ان استلزم الامر . لكنه الان و بعد ان واجهها لن يستطيع ان يترك الامور عند هذا الحد
(لكم سيطيب لى تعذيبك يا سابين بقدر ما سببته من الم حولك)
.................................................. ................
لايعلم كم من الوقت ظل ينظر اليها و هى نائمة , انها تشبه الملاك بكل جدارة , ملاك معذب يئن كل لحظة ممزقا نسيج قلبه .
مد يده ليوقظها من نومها و يريحها من عذابها . الا انه عاد و سحب يده غير متاكد من صواب الفكرة.
(يا حلا يا حلاي كيف اريحك من عذابك ..و من يريحنى انا من عذابى )
ازداد انينها و اخذت تصدر نشيجا يمزق القلب و بدات الدموع تنهمر من تحت جفنيها المنغلقين , عندها لم يستطع التحمل اكثر فادخل ذراعيه تحت ظهرها و رفعها حتى ضمها الى صدره وهى جالسة و اخذ يهدهدها بين ذراعيه بينما كانت ذراعيها مفرودتين وساقطتين الى جانبيها و وجهها مدفون فى كتفه الصلبة تبلله بدموعها و هى لاتزال نائمة , اخذ يتعالى نشيجها قليلا فاعتصرها بين ذراعيه اكثر و اكثر و هو يهمس فى اذنها (هشششششش.....هششششش)و استمر ضاما اياها الى صدره حتى هدات الا انه لم يتركها و ظل يؤرجحها بين ذراعيه ,فجاة احس بقلبه توقف ثم عاد لينبض بعنف مهددا بالانفجار حين شعر بيد صغيرة تلامس صدره , امسك بذقنها و رفع وجهها اليه فوجد جوهرتين عسليتين مخضرتين تنظران اليه فى استسلام و ارهاق, ظل ينظر اليها و هى تنظر اليه فى صمت , وبدون ان يشعر اخذ يميل بها حتى استلقت بظهرها على الفراش وهى لاتزال بين ذراعيه بينما فمه يلتهم فمها .
كان يعلم انه لن يستطيع منع نفسه , لن يلوم نفسه اكثر من هذا فهو يسترد حقه , يسترد ما سلب منه . عند هذه النقطة اغلق عقله و غاب بها فى بحر لا قرار له .
الفصل الخامس
شعر باشعة الشمس تداعب وجهه ففتح عينيه و تمطى بكسل كاسد اشبع جوعه للتو , لم يعرف يوما شعورا اروع من ذلك يشعر انه عاد لبيته اخيرا , التفت ليبحث عن شمسه الذهبية ليتلاشى بها مرة اخرى الا انه لم يجدها بجانبه . استوى جالسا بسرعة يجول بعينيه فى انحاء الغرفة فلم يجدها , نهض من الفراش و اتجه الى الحمام الملحق بالغرفة وفتح بابه ولكن لم يكن لها اثر .
اتجه بنظره الى بابي الشرفة المفتوحين على مصرعيهما و الستائر الرقيقة تتطاير بنسمات الهواء الباردة , فاتجه ببطء الى الشرفه و هو لا يعلم لماذا انتابه فجاة شعورا بالصقيع جمد قلبه و بعث رعشة فى جسده ,وصل الى الشرفة و خطا خطوة واحدة اليها .
تجمد فى مكانه مذعورا وقد توقف قلبه رعبا و اتسعت عيناه ارتياعا , فهناك على سور الشرفة كانت حلا تجلس عليه بقميص نومها و ظهرها اليه بينما ساقيها تتلاعبان خارج السور و شعرها الطويل يتطاير مع الهواء الذى يضرب وجهها !
بقى لحظات متسمرا فى مكانه كتمثال حجرى و قد فقدت ساقيه القدرة على الحركة .
ان غرفتهما بالطابق الثالث من القصر و اسفلها توجد السلالم الرخامية لمدخل القصر فان سقطت فستقتل فى الحال.ابيض وجهه و ارتجفت تفتاه لا يعلم كيف يتصرف فهى ان سمعته حتما سينتابها الذعر و ستسقط .
اتخذ قراره بسرعة و قد حركه اندفاع الادرينالين بجسده فسار حافيا على ارضية الشرفة خطوة خطوة و هى لا تشعر به حتى صار على بعد خطوة واحدة فقط منها , وفى هذه اللحظة و كانها شعرت بوجوده فالتفتت الى الوراء و ما ان راته حتى شهقت مذعورة فاختل توازنها ,لم يعرف كيف تحرك فى جزء من الثانية و بسرعة الفهد و لف ذراعه الحديدية حول خصرها بعد ان انزلقت قليلا من حافة السور , فسحبها بذراعه بعد ان تلقت عدة خبطات فى السور الحجرى , حتى وصلت الى صدره ثم حملها بكلتا ذراعيه و ادخلها من السور و هى متعلقة بعنقه بشدة و مغمضة عينيها , و ما ان اطمان انها داخل الشرفة حتى انزلها على قدميها و فك ذراعيها من حول عنقه بشدة .
و لم يدرى الا وهو يرفع يده عاليا و يهبط بها على وجهها بصفعة قاسية اسقطتها ارضا , اتسعت عيناها رعبا و اخذت تزحف على الارض حتى وصلت بظهرها الى جدار الشرفة وضمت ركبتيها الى صدرها و رفعت ذراعيها الى وجهها اتقاءا لمزيد من العنف .
جلس امامها على ارضية الشرفة مستندا بظهره على الجدار المقابل و هو لايزال يلهث بعنف غير قادر على التقاط انفاسه ,بعد عدة لحظات نظر اليها و هى منكمشة امامه تغطى وجهها بذراعيها وتشهق بكاءا .
هدر فيها صارخا (بامكانى قتلك الااان)
لم تنطق بكلمة و ازداد نحيبها و ارتعاشها .
قام من مكانه بحركة واحدة ووصل اليها فجذبها من ذراعها بقسوة رافعا اياها ثم ضمها بين ذراعيه بقوة كادت تحطم اضلاعها . اخذت تقاومه بضعف و قد ابقت راسها مطرقة لا تجرؤ على رفعها فمد يده الى شعرها و جذبه لترفع وجهها اليه ثم انقض على شفتيها بقبلة عنيفة حملت كل ما اعتمل فى نفسه من رعب اللحظات السابقة .
ازداد بكاءها و ارتعاشها بدرجة مرعبة فرفع راسه و نظر الى وجهها الذى اصبح يحاكى الاموات فى شحوبه فما كان منه الا ان مد ذراعه تحت ركبتيها وحملها داخلا بها الى الغرفة ثم وضعها على الفراش , بقى ينظر اليها لحظات ثم اتجه الى الحمام .
اخذت تبكى وتبكى وقد اخفت وجهها بين يديها المرتعشة وقد تعالت شهقاتها .
كان فى الحمام يحضر المعقم و القطن وهو يسمع شهقاتها الا انه لم تاخذه بها لحظة شفقة واحدة , فقسما بالله ان اعادتها لسوف يضربها حتى يكسر عظامها الى ان يحررها من جنونها .
عاد اليها و هى لا تزال تبكى ,فمد يده وابعد يديها عن وجهها بجفاء و جلس بجوارها على حافة الفراش و اخذ يمسح الجرح الموجود بزاوية شفتها و حين انتهى مد يده و رفع قميصها و اخذ يمسح الخدوش و الجروح التى اصابت ساقيها و خصرها اثناء تخبطها على حافة السور .
كانت تنظر اليه وقد هدات شهقاتها قليلا .
(انا اسفة ...) وصلت هذه الهمسة المرتجفة الى اذنيه ,فتوقفت يده لحظة ثم عاد لينظف جروحها بدون ان ينظر اليها .
(انا اسفة...) قالتها مرة اخرى بهمسة اكثر خفوتا جعلته يشك فى انه سمعها اصلا .
رفع راسه ببطء و الجفاء لا يزال مرتسما على وجهه وقال بتجهم
؛(لو كنتى قد سقطتى ..لكنت نزلت اليكى و خنقتك بيدى )
ارتسمت ما يشبه ابتسامة ضعيفة على شفتيها الزرقاوين لكنها كانت كافية لان يبعد ما كان يحمله و يجذبها بين ذراعيه ضاما اياها الى صدره و ظل هكذا طويلا وقد سند ذقنه على قمة راسها .
اغمضت عينيها و قد بدات تشعر براحة غريبة لم تشعر بها منذ وقت طويل طويل جدا
ظل يمشط شعرها باصابعه حتى بعد ان نامت
(ماذا بك يا حلا ....اين ذهبت ذهبيتى الصغيرة التى كان شعاع البهجة يقفز من عينيها ناشرا السعادة حولها).
.................................................. .......................
استمرت جلسة العمل بينهما لاربع ساعات متواصلة , لم يكن يظن ان المغوية الوقحة من الممكن ان تكون حوت عمل بهذه المقدرة الفذة , حتى الفترة التى ترك فيها مازن العمل سار كل شىء كالساعة و تم انهاء كل المعالات فى مواعيدها نظرا للسلطة الممنوحة لسابين الراشد .
فرد احمد ظهره و هو يشعر بتشنج فى عضلاته . بينما سابين تجلس امامه باناقة تتحدى تعب الساعات السابقة .
؛(حسنا ..يمكننا التوقف الان ) قالها بصوته الجاف .
رفعت عينيها من الاوراق و حاسبها المتنقل امامها ثم رفعت نظارتها الى اعلى راسها مبعدة بها بعض الخصلات الحريرية المجنونة المتساقطة , تركت نظارتها علامات حمراء بين عينيها فاخذت تدلكها باصبعيها وهى مغمضة ,فتحت عينيها ببطء و ارهاق لتجده ينظر اليها عاقدا حاجبيه .
للحظة سرت رعشة غريبة فى جسدها و قد تعلقت عيناها بعينيه فى اتصال غريب لم تستطع تفسيره .
كان ينظر اليها وهو يشعر بمشاعر غير ملائمة , فلو كان يشعر بالاغواء لكان هذا طبيعيا بالنسبة لسابين الراشد لكن يسري احساس بالتعاطف بداخله فذلك ما لم يستطع تفسيره .
انها المرة الاولى التى ترفع فيها نظارتها منذ راها و ها هو ينظر الى الحجرين الكريمين المحاطين ببركتين حمراوتين من الارهاق , لم يكن هناك ماهو اكثر جمالا بالرغم من الهلات الزرقاء التى بدات بالظهور تحت عينيها ,اما شفتيها فكانتا قصة اخرى فلقد قارب اللون القرمزى القانى الذى يصبغهما على الاختفاء لحركتها المستمرة بلعقهما كل فترة ,وتبقت فقط شفتيها وردية تبدو شديدة النعومة .وقد فقدتا ارتفاعهما الساخر لتتساقط زاويتيهما بتعب و لمحة حزن خفية ,كل هذا جعلها مثالا للانوثة الناعمة .وهى صورة مختلفة تماما عن التى راها بها صباحا .
استمر الصمت بينهما لحظات مشحونة و عيناهما غير قادرة على التحرر من اسر بعضهما البعض .قطع هذا الصمت فجاة بصوت محتد قليلا شديد الصلابة .
(اخرجى الان لقد انتهينا )
اهتزت حدقتاها للحظة ثم انتصبت واقفة بسرعة وكبرياء جامعة اوراقها و حاسبها ثم تحركت خارجة من الغرفة دون ان تنطق بكلمة مغلقة الباب وراءها بهدوء .
ظل ينظر الى الباب المغلق و هو يتسائل ما الذى يحدث له الان ليجد شعورا بالذنب يطل بداخله , انها ساحرة مشعوذة هذا هو السبب الوحيد , انها تجيد اصول اللعبة هذا هو كل ما فى الامر و هو لن ينخدع بسحرها مهما بلغ سلطانه.
بعد ان انتهى من العمل لساعة متاخرة خرج من مكتبه ومشى مارا بها ليجدها تنظر امامها جالسة على كرسيها و قد هاله ما ارتسم على ملامحها من حزن عميق , هل اللعبة انقلبت عليها ؟ هل يعقل ان تكون قد احبت مازن ؟
ياالهى ما هذا الذى يقوله القد القت عليه تعويذتها بالفعل ...يجب ان يخرج من هنا حالا قبل ان يفقد عقله اكثر من ذلك .
وقف امامها وقال بلهجة فظة
؛(لا تتاخرى غدا ..فان كان هناك ما لا اطيقه فهو عدم احترام المواعيد )
رفعت نظرها اليه مجفلة ,لتعود و تقسو عيناها و تزم شفتيها و تعود الى سابين التى عرفها صباحا
قالت بصوتها الناقوسي المبحوح
(؛ملاحظة غريبة من شخص جاء متاخرا بساعتين عن مواعيد العمل)
نظر اليها لا يصدق نفسه من شدة وقاحتها
(يبدو انك تنسين يا انسة اننى الان مديرك و صاحب العمل ..لذا فانا احذرك التزمى حدودك سابين)
خرج مسرعا قبل ان يفقد اعصابه و يتحامق عليها اكثر من ذلك ,بقيت جالسة فى مكانها غير قادرة على الحركة .
سرحت عيناها (اذن فدارين حامل ....الوغد الخائن ..اليست هى دارين التى عذبته بغرورها وتفاهتها حسب قوله الم يخبرها انهما منفصلان من شهور و يبقيان على زواجهما فقط من اجل المظاهر ).
لماذا تتعجب اليس رجلا ككل الرجال . كانت تظنه مختلفا كان رقيقا و عاطفيا لابعد الحدود ,نظرته خالية من الشهوة المقرفة الموجودة فى عين كل من يراها .
(حسنا سابين ....ستفتقدين شخصا استطاع اضحاكك يوما) .
.................................................. ........
انها تحتاج الى المساعدة و تحتاج اليها بسرعة, ان كان هناك من يستحق الصفع فسيكون هو بكل جدارة , كان يعلم انها ليست مستعدة بعد لكل هذا الارهاق العاطفى , كانت تظهر عليها الهشاشة بوضوح و الضياع ينطق من عينيها .
لقد كان نذلا انانيا لا يختلف كثيرا عن طلال , انتابته قشعريرة اشمئزاز حين قارن نفسه بطلال .
ترى هل هى السبب ؟ هل هى من تلقى لعنة على كل من يعرفها لتجعله يرغب باذيتها .
لا....لا انه ليس بهذه الدناءة انه مستعد لان يحرق حيا لتعود حلا القديمة صاحبة الوهج الدافىء .
منذ ما حدث صباحا و هو يجلس بجوارها على الفراش حتى بعد ان نامت لا تواتيه الجراة ليتركها لن يتحمل قلبه رعبا كالذى شهده صباحا ولو اقتضى الامر سيترك العمل لمن ينوب عنه و يبقى هو بجوارها ليراقبها فلن يتردد .
لكن ليس هذا هو الحل , انها تحتاج الى المساعدة و بسرعة و ليستطيع ان ياتى لها بالمساعدة التى تحتاجها لابد ان يعرف ما اصابها و اطفأالشعلة بداخلها.
طلال ابن عمه و يعرفه جيدا منذ طفولتهما و هو يعرف ميوله العدوانية العنيفة , و يعرف نظرة الجنون بعينيه لكن ابد لم يرى نظرة رغبة واحدة منه الى حلا و الا لكان قتله بنفسه ,اذن لماذا تزوجها هل لمجرد انه كان يعلم برغبته هو فيها .
لطالما استشعر الغيرة القاتلة من ناحية طلال منذ ايام شبابهما الاولى وكان دائما يتلقى منه طعنات الغدر بالظهر مهما حاول التواصل معه بناءا على رغبة والده فلقد كان طلال مفضلا دائما من عمه وكانت بينهما امورا خفية لم يحب ادهم يوما ان يعرفها لثقته انه لن يعجب بما سيعرف الا انه كان متاكد من امرا واحد وهو ان طلال كان رجل المهام الغير نظيفة فى الامبراطورية وليس هناك غيره من ابناء عمومته من يقبل بهذا المنصب ولهذا كان مهما لدى والد ادهم و هو امبراطور ال مهران .
و الضربة القاضية حدثت حين عاد يوما من رحلة عمل لصدم بخبر زواج حلا و طلال و سفرهما لقضاء شهر العسل .
اظلمت عيناه لا يريد ان يتذكر ما شعر به وقتها من خيانة كل من حوله واولهم والده الذى كان يعرف برغبة ادهم لحلا ,الا انه فضل ان يهديها للحقير طلال او بمعنى اصح اشتراها له من سليلة الشيطان ..ايثار
يا الهى لقد حطموا قلبه ولم يستطع مسامحتهم يوما .
هز راسه بعنف دافعا سيل الذكريات البائسة ليركز الان على حلا وكيفية استعادتها لنفسها مرة اخرى.
.................................................. ....................
عادت سابين الى شقتها الانيقة البسيطة بعد هذا اليوم الحافل ..و المؤلم
ما ان دخلت حتى قذفت حذائها العالى بعيدا و فكت رباط شعرها ليتدفق حتى خصرها و مشت ببطء و تثاقل الى الداخل
؛(لقد تاخرتى ..) جاء هذا الصوت المبحوح باعثا قشعريرة الغضب المعتادة بداخلها .
التفتت ببطء لتواجه المراة الممدده على الاريكة الصغيرة و ساقيها الملفوفتان مستريحتان تحتها باناقة ,ذكرتها فى جلستها بفهد اسود لامع يتمدد بكسل و غرور.
نظرت سابين اليها وقالت بصوتها الناقوسي الساخر
(الا تعتقدين اننى كبرت قليلا على طلب الاذن بالتاخير)
نظرت اليها صاحبة السحر الاسود الذى يتحدى معالم الزمن المتمثلة فى بعض الخطوط الدقيقة حول عينيها ,و قالت
(لا تبالغى فى الاستقلال ..سابين)
مشت سابين ببطء حتى وصلت الى الاريكة و لفت خلفها ثم انحنت الى اذن المراة المهيبة و همست
(غير مسموح لك بالتدخل فى حياتى ابدا ..ايثار )
ثم استقامت و سارت مبتعدة الا انها وقبل ان تختفى التفتت و قالت بابتسامة متشفية
(على فكرة ..لقد سافر مازن و سيستقر هو ودارين بالخارج..وهى بالمناسبة حامل)
غضب اسود قد يحرق العالم غطى ملامح الساحرة السوداء و اصبحت عيناها فجاة بالرغم من جمالهما بشعتان تبعثان الرجفة فى الجسد,
و لقد اصابت هذه الرجفة جسد سابين رغما عنها .
.................................................. .............
دخلت سابين غرفتها و اغلقت الباب خلفها لتكون بداخل منطقتها الخاصة الممنوعة, رمت نفسها على الفراش و اخذت تتطلع الى سقف الغرفة
(حسنا يا ايثار ..ضاعت صفقتك الغالية ..تكفيكي الصفقتين السابقتين يا ايثار .. اخرجينى انا من حساباتك الدنيئة )
داهمتها فجاة عينان بنيتان صلبتان نتظران اليها بقسوة فابتسمت قليلا بالرغم من ان حاجبيها معقودان
رن جرس هاتفها المحمول ليقطع افكارها الغريبة , فاخرجته من حقيبتها و ما ان طالعها الاسم المحبب الى قلبها حتى ابتسمت برقة و ضاعت كل القساوة من عينيهاثم ردت سريعا
(؛اهلا حياتى الصغيرة ..كيف حالك حبيبتى)
انساب الصوت الناعم من الهاتف محدثا ايها بكل رقة ليملا قلبها بشوق جارف للصغيرة الغالية, و بعد محادثة صغيرة لطيفة , سالتها سابين بجدية
(اجيبينى الان.....كيف حالك حقا؟)
وصلها الصوت الناعم يخفى تحته بعض ذبذبات الالم
(انا بخير سابين ...حقا لاتقلقى ).
......................................
جلست ايثار مكانها وعيناها محمرتان من الغضب
(الغبية ...الغبية لم تنجح فى الايقاع به , كل من يراها يؤكد انها هى انا ......الا اننى اعرف ..اعرف جيدا انها متمردة و ستظل تتمرد علي دائما, بالتاكيد لم تاخذ الغباء منى . فقط الصلابة و القوة اورثتها اياها الا انها دائما ما كانت تستعملها ضدى..
كانت تتسلى بعبث مازن .. رغم كل تخطيطى لها وايهامها لى بانها تسير بكل نجاح الا اننى كنت اعلم انها تتسلى بالعبث مع المهران و لن تحقق ما اريده ابدا , الغبية تسكننى هذه الشقة الوضيعة و اقصى احلامها الغبية هى التقدم فى منصبها فى مؤسسة مهران )
اظلمت عينا ايثار (لم استطع تحطيمها ...لكن انا لها .. و ساجعلك تبكين دما على الغالية دارين )
................................
خرجت سابين من غرفتها و قد ارتدت ملابسها المريحة لتجد ايثار جالسة بنفس الوضع منذ تركتها , اتجهت اليها و ارتمت على الكرسي المجاور لها غير مبالية بنظرة الاجرام فى عيني ايثار بل تشعر بداخلها بسعادة وحشية لانها سبب هذه النظرة ثم قالت بدون مقدمات
(لقد اتصلت سما الان......).
لم يرمش جفن لايثار فتابعت سابين
(هل تتذكرين ..كانت لديك ابنه صغيرة اسمها سما)
ثم فجاة مالت الى الامام فى حركة شرسة سريعة قد ترعب احدا اخر لكن ليست ايثار و صرخت فى وحشية
(سما .....سما يا ايثار هل تتذكرينهااا....)
ظلت ايثار تنظر امامها و قد عادت اليها ذكرى عمرها ثلاث سنوات,
حيث كانت تجلس امام زوجها امبراطورال مهران يلعبان الشطرنج , و بلا مقدمات قال بنبرة قاطعة
( اريد سما...) ولعب دوره على رقعة الشطرنج
لم يظهر اى انفعال على وجهها وهى تنظر الى اللعبة وتفكر فى حركتها التاليه وقالت بصوتها المغوى المبحوح
(وضح كلامك..) ثم قامت بحركتها
(اريدها لفارس ..)
انتظرته ايثار ان يلعب و هى تنظر اليه و قالت بصوتها المبحوح
(الا تظن انها لا زالت صغيرة )
(ليست اصغر كثيرا من حلا و ها انا اخذتها لطلال....)ثم قام بحركته
قالت بصوتها المبحوح المغوى
(لكن انظر ماذا حدث لحلا........)
قال بكل هدوء (دعينا نلعب بوضوح ....كنت تعلمين ايثار فلا تنكرى )
صمتت وقد ظهرت القسوة فى عينيها بينما تابع هو
(ثم هل تقارنين طلال بابنى فارس....)
نظرت اليه و عيناها تلعبان لعبة تحدى مع عينيه
(لكن فارس(صمتت قليلا).......ما الذى يجعلنى اقبل لسما بهذا......)
قال بنبرة قاطعة
(الثمن.........العبي) .
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺