القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية_جوازة_ابريل بقلم نورهان محسن الفصل_السابع_عشر والثامن عشر (سعادة غامضة) حصريه وجديده

اعلان اعلى المواضيع

 

رواية_جوازة_ابريل بقلم نورهان محسن الفصل_السابع_عشر والثامن عشر (سعادة غامضة) حصريه وجديده 

رواية_جوازة_ابريل بقلم نورهان محسن الفصل_السابع_عشر والثامن عشر (سعادة غامضة) حصريه وجديده 

ليست كل المشاعر قابلة للمشاركة ، ولا كل الأفكار قابلة للكتابة ، ولا كل الأحداث قابلة للسرد ، ولا كل الهزائم و الإنتصارات قابلة للعرض والتدوين ، سيبقى داخل كل واحد منّا نصيبه من الأسرار التي سيدفنها فى أبعد نقطة بأعماقه ، ولكن يبقي السؤال ، هل كل سر نضمره بداخلنا مكتوب أن يبقي سراً للأبد؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عند ابريل

عادت سلمى إلى غرفة أبريل بابتسامة اتسمت بالحنان والصبر لتراها على حالها ، فجلست بجوارها ، وسحبت يدها بين كفيها ، تربت عليها بلمسات لطيفة ، منتظرة اعتراضها، لكن أبريل ظلت جامدة ولم تظهر أي ردة فعل ، تخفض عينيها للأسفل فى صمت ، لتقول سلمي بأقصى ما لديها من حنان يأثر علي مشاعر الأخرى : عارفة انك زعلانة مننا .. ان كلنا خبينا عليكي ..

رفعت ابريل عينيها الحمراوتين نحوها ، تتطلع فيها بنظرات حزينة مليئة بالدموع التي انهمرت على خديها ، واكتفت بالصمت ، فضمت سلمى شفتيها ، وتجعدت ملامحها في ذهول من دموعها التى تراها للمرة الأولى ، فوضعت كف يدها على كتفها ، وربتت عليه بلطف بالغ ، حزنًا عليها ، وأضافت بنبرة آسفة : بس انتي ماتعرفيش الموضوع عامل ازاي .. انا عرضت مصطفي لما طلب مننا الطلب دا وحتي باباكي كمان رفض و اټخانق معايا .. بس هو كانت نفسيته مش احسن حاجة في الفترة دي يا ابريل من تجربته ومشاكله مع اهله .. ولما شافك اعجب بيكي وحاول يقرب منك .. بس كان متردد يصارحك بجوازته من حنين

وفي نهاية جملتها ، رفعت سلمي يدها ، مداعبة بلطف خصلات شعرها المعلقة على كتفها ، وواصلت حديثها بنفس النبرة : واحنا لما شوفنا قبول منك ليه بصراحة ماقدرتش اعارض بس شرطت عليه انه مش هيكتب كتابك الا لما يطلق حنين رسمي وحتي انا معايا رقم المحامي اتصلي بيه واتأكدي من كلامي بنفسك لو مش مصدقاني

فرقت أبريل شفتيها للسماح للهواء بالتسرب إلى رئتها ، وحواجبها مجعدة بضيق ، مررت لسانها المبلل على شفتيها استعدادًا للرد ، فخرجت الكلمات مقتضبة ، بنبرة هادئة مبحوحة ، على عكس توقعات سلمى تماما ، والتي ظنت أنها ستجعلها تلين في تعاملها الدمث معها : تفتكري يا طنط ينفع ابدأ حياتي مع واحد في بداية علاقته بيا خبي وكدب عليا!! تفتكري ينفع اثق فيه مرة تانية !! انا بس مش هممني اي حاجة غير انكو خبيتو عليا دا اللي صدمني بجد..

اعتدلت سلمى في جلستها أمامها بتوتر ، تحاول أن تصبر عليها ، وإن لم تجدها تستجيب بسرعة لاعتذارها ، فعليها أن تسيطر على هدوءها وأعصابها أمامها حتي تحقق المراد ، لترسم البسمة على فمها قبل أن تقول بذات لهجة الصوت الهادئة الحنونة : معاكي حق يا ابريل .. اي واحدة مكانك دا هيكون رد فعلها الطبيعي .. بس يا حبيبتي الامور دي ماتتحلش كدا مش اول مشكلة تقابلكو يكون ردك انك مش هتتجوزيه

زفرت إبريل بقوة ، وهي تبعد يد سلمى عنها بلطف ، ثم استقامت من مكانها ، لتتقدم خطوتين إلى الأمام قبل أن ترد بنبرة عنيدة عاصية لا تتناسب مع نبرة الخضوع التي تطمح إليها سلمي الآن بعد كل هذا الحنان والمودة البالغة منها : مفيش غير الرد دا علي اللي حصل .. انا ايه يجبرني اتجوز واحد كداب ومتجوز وعنده عيال كمان؟

حدقت سلمى في ظهر الأخرى باستياء وانزعاج بعد أن أخرجتها عن الثبات العاطفي بعنادها المستفز لتقول بنبرة باردة ممزوجة بكراهية مختبئة بداخلها : خلينا واقعيين يا ابريل .. ليه محسساني ان دا جديد عليكي .. ما الدنيا فيها كتير بيعملو كدا واقربهم امك يا ابريل

تسمرت أبريل في مكانها فور أن سمعت أذنيها تلك العبارة ، وساد الصمت أرجاء الغرفة لعدة لحظات قبل أن تستدير نحو لتواجهها ، وهي ترمش بعينها بسرعة ، وسألتها بهدوء ، مستفسرة ببطء ، على عكس شعور الڠضب المتضارب الذي نمى في ذهنها : يعني ايه .. تقصدي ايه حضرتك بالكلام دا؟

زاغت عيناها بنظرات توتر ممزوجة بالاضطراب ، ثم ردت بنبرة مرتبكة ، وتهز كتفها في إشارة إلى اللامبالاة : ماقصدش حاجة .. بس الست امك كمان كانت عارفة ان باباكي متجوزني ومع كدا اتجوزته وخلفتك منه

دققت ابريل النظر بها بتعبير عابس ، وأجابت باعتراض مصډوم ، وتلوح بيديها في الهواء : دا ډخله بيا ايه !! دي حاجة متخصنيش .. ولا مطلوب مني اقبل اللي امي قبلته واعمل زيها مهما كانت الاسباب

وبخت سلمى نفسها داخليًا على تسرعها في التحدث وثم نهضت من مجلسها ، وسارت نحوها بهدوء وهي تفرك يديها معاً ، وقررت أن تغير مسار الحديث ، مغمغمة بصوت ناعم لين يخفي ڠضبها المكبوت : اسمعيني يا ابريل يا حبيبتي .. انا عارفة مصطفي كويس .. صدقيني هو بيحبك انتي .. خلي دماغك كبيرة .. ماتخليش بسبب حقد وشړ الزفتة اللي جتلك هنا دي تخربلك فرحتك .. هي غايتها توصلك لحالتك دي .. بعد ماكنتو مبسوطين مع بعض وفرحكم قريب

رددت أبريل بنبرة عبرت عن عدم اقتناعها ، ورفضها لهذا الحديث : وانا مش هبني سعادتي وحياتي علي طلال غيري يا طنط سلمي .. ولا عمري هتجوز بالطريقة دي .. احنا لسه علي البر ياخد حاجته ويروح لحاله

أحاطت سلمي ذراعي إبريل بكفيها بحنو ، تخاطبها بأرق نبرة هادئة تمتلكها في ذلك الوقت ، مع العلم أن أعصابها كانت على وشك الإنفلات أمام تشبث الأخرى بموقفها : يا حبيبتي افهميني .. دي وحدة مش وش كسوف وقصدها توقع مابينكم .. اهدي كدا واستني لما يرجع مصطفي من السفر واتفاهمو مع بعض

رفعت أبريل كتفيها معًا ، وتراجعت خطوة إلى الوراء ، وهي تزفر بضيق شديد ، سألت مستنكرة بنفاذ صبر : حضرتك بتقنعيني بإيه!! انا مش هاجي علي نفسي عشان اي مخلوق .. مش هعمل حاجة مش مقتنعة بيها .. ولا عمري هكون زوجة تانية .. وخلاص انا فسخت خطوبتي منه و دا قرار نهائي وادي دبلته..

أنهت جملتها پغضب ، تزامنا مع محاولة سحب الخاتم من اصبعها ، فامسكت سلمى بيدها حتى توقفت عما كانت تنوي فعله ، قائلة بصوت حاد منفعل لم تستطيع السيطرة عليه : استني يا ابريل .. هو لعب عيال ولا فاكرة نفسك مالكيش كبير .. ليكي اب يكلمه ويتفاهم معاه .. ماتتصرفيش من دماغك ليكي اهل وهما يتكلموا ويحلوا الحكاية .. بس ماينفعش تعملي كدا وخطيبك مسافر دي مش اصول ابدا

سألتها ابريل بنبرة عكست مدى حنقها ، ونظراتها تقطر انزعاجا ونفوراً : وهي الاصول انه يكون متجوز و تخبو كلكم عليا..!! ليه انا اقدره واعمله حساب وهو كداب وغشا..ش

قاطعتها سلمى بصوت غاضب مستهجن ، وهي تشير بيدها فى تحذير : احترمي نفسك يا ابريل .. ماتنسيش للي بتكلمي عنه دا يبقي قريبي وانسان محترم جدا .. انتي بنفسك تشهدي انك ماشوفتيش منه الا كل حاجة حلوة .. وابوكي مديلو كلمة مش هتيجي انتي وتلحسيها

ضيقت ابريل عينيها ، تستجمع في ذهنها الرد المناسب وحالما وجدته ، أجابت بنبرة قوية ممزوجة بالرفض : وانا مش صغيرة حضرتك .. ولا هتجوز واحد مابقتش بثق فيه ومش عايزاه بعد كدبو عليا .. لمجرد انه كان بيعرف يمثل كويس وعرف يخدعني وانتو ساعدتو علي كدا..

تلاشى صوتها فجأة ، وتحركت عيناها إلى أعلى اليسار ، دليل على أنها تتذكر شيئاً من الماضي يتعلق بالواقع الذي هى فيه ، ثم تابعت مستفسرة بنبرة ذات مغزي : الا اذا حضرتك كنتي عايزة تخليني اعيش اللي عشته امي لما بابا اتجوزها عليكي زمان

اتسعت عيناها پصدمة ، ثم ما لبث أم نظرت إليها بعينين تنبضان حدة ، هاتفة بنبرة غاضبة : لا اظاهر كدا اني كنت غلطانة لما كنت مفكرة ان جدك وجدتك ربوكي كويس .. مش معني اني بعاملك زي بنتي انك تتعدي حدودك في كلامك معايا بالطريقة دي

عقدت أبريل يديها تحت صدرها بتعبير جامد لم يظهر عليها تأثير بأي كلمة قالتها ، وتحدثت بمزيج من القوة والحزم بصوت هادئ : عشان جدي وستي ربوني كويس .. انا هتكفي بس بفسخ خطوبتي منه ومش ھفضحه واخليه لبانة في بوق الكل بتصرفه الحقېر دا معايا مع اني قادرة دلوقتي اعمل منه ترند ..

أضافت أبريل بنظرة متحدية ، وذقن مرفوع : اما انتو يااللي المفروض اهلي واكتر ناس المفروض تخافوا عليا وعلي مستقبلي مش بإيديكو تراهنو علي حياتي مع واحد بدأ معرفته بيا بكذبة .. انا هسكت عن اللي انتو عملتو في حقي .. بس عشان استضفتوني هنا طول الاربع سنين اللي فاتو .. كتر الف خيركم

قالت ابريل جملتها الأخيرة بابتسامة ساخرة من زاوية فمها ، لتزفر سلمي الهواء بقوة ، وأجابت بأعصاب متوترة : اسمعي يا ابريل واضح انك مش هتستوعبي اي كلام هقوله .. مش هنعرف نكلم وانتي في الحالة دي .. ف انا هسيبك دلوقتي تستريحي .. انتي محتاجة تهدي اعصابك عشان تعرفي تفكيري صح

في نهاية كلماتها ، استدارت لتذهب إلى الطاولة المجاورة للسرير والتقطت هاتف أبريل ، وقبل أن تخطو خطوتين نحو الباب، وصلها صوت أبريل المتسائل احتجاجًا : ليه واخدة الموبايل .. هو انا صغيرة عشان تعملي معايا كدا

التفتت إليها سلمى بابتسامة صفراء ، لتقول بنبرة جعلتها هادئة : لا مش صغيرة بالعكس انتي ست العاقلين يا حبيبتي .. بس وقت الزعل وارد ان يطلع كلام ممكن يدمر الدنيا .. ووجود التليفون معاكي ممكن يخليكي تتسرعي وتكلمي مصطفي فكري الاول كويس عشان تعرفي تاخدي القرار السليم

غادرت الغرفة بعد أن أنهت كلامها تحت نظرات أبريل المستاءة ، وهي تزفر فى غضباً جامحًا وټلعن غبائها.

كيف كانت تتوقع الحب والاحتواء والدعم من هؤلاء المنافقين ، وجميعهم لا يحملون في قلوبهم ذرة من الحب أو الرحمة تجاهها ، بل القسۏة والبرود تستوطن أعينهم ، متحسرة علي الثقة التي منحتهم إياها ، وحصدت في المقابل النفاق والغدر ، قتلوها عمداً بخنجر الخداع.

التقطت ابريل أنفاسها بصعوبة بالغة بسبب التوتر العصبي الشديد الذي تعانيه ، وضعت يدها تمسد صدرها كأنها تحارب من أجل الحصول على الهواء ، ثم بقلة حيلة حينما فشلت فى تهدئة نوبتها ذهبت مباشرة إلى الطاولة ، وأمسكت بجهاز الاستنشاق ، لتضعه بين شفتيها قبل أن تضخه في فمها مرتين ببطء ، ودموعها تنساب من زاويتين عيناها ، ثم اڼهارت على السرير خلفها تنام على ظهرها في محاولة لإرتخاء أعصابها المضطربة ، وهى تستحضر صورة جدتها فى مخيلتها.

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

في مساء نفس اليوم ، قرابة الساعة السابعة مساءً

كانت ريهام في متجر الملابس الخاص بها ، مع صديقتها المقربة التي كانت تجلس بجانبها على الأريكة الطويلة ، ونظرت إليها مستنكرة هدوء ريهام واللامبالاة التي تتحدث بها ، ثم حثتها على اكمال حديثها باهتمام : وبعدين!!

رفعت ريهام كوب القهوة الداكنة التي تحب شربها بكثرة ، واحتست القليل منها بتأنى ، ثم تابعت سردها لما حدث في مقابلتها مع رزان بنبرة لا مبالية مليئة بالشماتة : ولا حاجة .. لما سمعت الريكورد بصوت باسم وهو بيقول فيه .. ان خطوبته منها مؤقتة عشان يسكت عنه الاشاعات اللي كل يوم والتاني طالعة عليه .. ولما يبطلوا كلام عنه وينسوه شوية هيسيبها .. وشها اتقلب وعيطت من الصدمة ماكنتش مصدقة انه بيلعب بيها وبيستغلها

نظرت إليها ريهام في نهاية جملتها ، وعيناها تلمعان ببريق شيطاني ، وأخذت رشفة أخرى بتلذذ ، وهي تعدل خصلات شعرها فوق كتفها قبل أن تكمل حديثها بتريث : بس لما اقنعتها ان فرصتها الوحيدة عشان ټنتقم منه هي انها تنجح من غير مساعدته .. وتوافق علي السفر وان دا عرض العمر بنسبالها هي مش هتخسر حاجة لو جربت .. ساعتها نسيت باسم و مابطلتش اسئلة اسم الشركة والعقد والبنود والاجر واسم البراند اللي هتعمل اعلانات عنه كأنها ماصدقت

اتسعت عيون صديقتها مذهولة من مكرها الشيطاني ، معقبة بعدم تصديق وهي تلوح بيدها في الهواء نحو رأسها : يخربيت دماغك ايه الجبروت دا!! انا مستغربة من جراءتك دي كلها .. افرضي كانت بتاخدك علي قد عقلك وراحت تقوله .. ايه انتي مش خاېفة من رد فعله لو عرف انك مخترقة تليفونه وبتتجسسي علي كل رسايل الواتس بتاعه!!؟

رفعت ريهام كتفيها باستخفاف دون أن تنظر إليها ، وهمهمت بصوت مشوب بالثقة والغطرسة المفرطة : يعني هيعمل ايه ؟! وايوه انا متأكدة من انها مش هتقول حاجة .. ماتنسيش زي ماقولتي انا راكبة تليفونه واي حاجة بتوصله بيجيلي بيها اشعار .. وعلي ما يعرف هتكون هي باي باي طارت علي باريس

تطلعت إليها بابتسامة واسعة في الجملة الأخيرة المليئة بالدهاء الأنثوي ، بينما زمت الأخرى شفتيها بنظرة مستاءة من تفاخر ريهام وتباهيها بتصرفاتها المچنونة.

تنهدت ريهام بغير اهتمام لنظرات صديقتها ، حيث قامت بلف خصلة من شعرها حول إصبعها فى تفكر ، ثم تابعت مقوسة شفتيها : انا ماكلفنيش غير تذكرة الطيارة وحجز الاوتيل ..

اتسعت ابتسامة ريهام فجأة ، عندما التفتت إليها بجسدها كله على الأريكة ، وهتفت بنبرة ماكرة مليئة بالحماس : دا انا عملت فيها حتت مقلب .. حجزتلها في اوتيل شيك جدا لمدة نص يوم كفاية جدا عليها .. علي ما ترجع اكون عملت اللي انا عايزاه

هزت صديقتها رأسها غير مصدقة شړ وخبث أفعالها ، فهى على تعرف أنها متهورة وجنون أفكارها خطېر ، لكنها تشعر الآن أنها تجاوزت الحد الطبيعي فى الهوس بالأشياء ، لذا ردت عليها پصدمة : بجد ماطلعتيش سهلة يا ريهام والله انتي يتخاف منك دماغك سماوية طحن

حدجتها ريهام بحاحب مرفوع ، ثم هتفت بصوت منزعج : يعني كنتي عايزاني استني وافضل حاطة ايدي علي خدي واتفرج عليه لحد ما ينفذ اللي في دماغه وممكن يحبها بجد او فعلا يوصل الموضوع لجواز حقيقي

ارتشفت صديقتها من كأس العصير ، وتلفظت بنبرة متلاعبة ضاحكة : يبقي المقلب من نصيبك انتي لو هي غيرت رأيها وماسفرتش

تبادلت ريهام معها نفس النظرات الماكرة ، وهي ترفع إحدى حاجبيها بتخابث ، مخاطبة إياها بثقة كبيرة من نجاح خطتها التي رسمتها بدقة وقامت بتنفيذها بمهارة فائقة : لا هتسافر واحتمال كبير اوي يطلب ايدي في الحفلة كمان بعد ما يفهم اني انا بس اللي بحبه ومتمسكة بيه

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

في نفس الوقت

داخل حديقة فيلا صلاح الشندويلي

كانت هالة ولميس جالستين تراقبان من بعيد تجهيزات العمال في الحديقة ، وتتحدثان في مواضيع مختلفة وهم يتفحصون مجلات الموضة ، حتى قاطعهم صوت رنين هاتف هالة ، فأخذته من فوق الطاولة ، وتفقدته شاردة الذهن وهى تنظر إلى الشاشة بتردد ، ثم قالت لميس بهدوء : طالما قررتي تكملي يبقي الهروب مش هينفع كتير ردي عليه وشوفيه هيقول ايه!!

اكتفت هالة بإيماءة خاڤتة ، فابتسمت لها لميس ابتسامة مشجعة قبل أن تقوم من مقعدها ، وتتجه نحو المطبخ ، لتترك لها بعض الحرية في الحديث.

اخذت هالة نفسا عميقا ، واستقبلت المكالمة ، ووضعت الهاتف على اذنها ، وقبل أن تتمكن من الكلام ، سبقها صوت ياسر وهو يسأل بسرعة وبلهفة : كنتي فين !! فضلت اكلمك طول اليوم ومابترديش ولا بتفتحي الواتس

تمددت ابتسامة من زاوية فمها ساخرة داخلياً من هذا الاهتمام غير المتوقع منه ، أم أنها هي التي لم تسعد بتعبيره عن اهتمامه بها؟

تجاهلت هالة أفكارها ، وانحنت إلى الأمام ، وأمسكت بالمجلة ، وفتحتها لتتصفح صفحاتها دون اهتمام حقيقي بما تراه ، ثم أجابته بلا مبالاة : فضلت نايمة معظم اليوم .. انت عارف بكرا هيبقي يوم طويل ولما صحيت انشغلت شوية

اتاها صوت ياسر الهامس ممازحاً : طيب .. لو كنتي مشغولة بتفكري فيا هسامحك .. بس لو كانت حاجة تانية شغلاكي فانا زعلان منك

فسر ياسر عدم ردها على أنه خجل منه وتوتر من يوم الغد المزدحم بالأحداث ، ثم همس ببحة ذكورية جذابة : افهم من سكوتك دا انك كنتي بتفكري فيا

رمت هالة المجلة بجوارها بإهمال ، وأسبلت عيناها بالأرض قبل أن تجيبه ببرود ، تفاجأ به ياسر وهي تلعب بطرف حذائها : لا مشغولة بحاجات تانية

بلّل ياسر شفتيه الجافتين ، وتمتم بنبرة أجش مغازلة : وحشتيني علي فكرة .. كنت محتاج اسمع صوتك .. هي ايه الدوشة دي؟!

عضت هالة على شفتيها ، لتمنع نفسها من الابتسام والتأثر بكلماته الرقيقة ، لقد أصبحت تخاف من اللحظات السعيدة معه حتى لا يصدمها فيما بعد ، لذلك تجاهلت رسائله والرد عليه طوال اليوم على أمل أن تستعيد توازن قلبها من جديد أمامه وتضع حداً لنفسها بعدم انخراطها فى شيئاً ېحرق أعصابها ، ثم ردت على سؤاله الأخير بنبرة هادئة : العمال هنا بيوضبو الجنينة

استغرق ياسر ثوانٍ قليلة يأخذ نفسا عميقا ، ثم عاد ليسألها بمكر رجولي : طب ايه ماوحشتكيش ولا ايه؟!

ابتلعت لعابها بصعوبة عندما ظهر في أفق أفكارها هاجس بعيد عن جوهر حديثهما ، جعلها تشعر وكأنها على وشك الاختناق بسبب ذلك الشعور الذي اجتاحها فجأة عندما تخيلته يتحدث معها وتلك المرأة اللئيمة بجانبه ، كما هي العادة في الآونة الأخيرة ، فخرجت كلماتها غير مترابطة من عمق شرودها : لا .. وحشتني .. انت لسه في العيادة

لم تمنع سؤالها الفضولي من طرحه جهراً ، إذ أرادت أن تعرف هل هي معه أم لا ، وكان قلبها يخفق بترقب ، تنتظر الإجابة منه التي جاءت منه غير قاطعة بالنسبة لها : لا خلصت .. بكلمك وانا بركن وطالع علي البيت

صمتت هالة لثوان معدودة تفرك فروة رأسها ، ثم واصلت بنبرة بدت عادية ظاهرياً ، لكن كان يغلفها الشك الذي أصبح يهسهس لها رغما عنها : حمدلله علي السلامة .. ويارا اخبارها ايه!! فينها كدا؟!

صمت ياسر برهة ، لتتنفس هالة خلالها الصعداء ، لعدم وجودها معه ، ثم أجابها ببساطة : والله ما انا عارف انشغلت طول اليوم ما بين المستشفي والعيادة والتفكير فيكي و نسيت اكلمها ولا هي كلمتني

أضاف بسؤال مليء بالحيرة : هي مابتكلمكيش ولا ايه؟

عادت هالة بظهرها على ظهر المقعد تريح جسدها عليه ، وقالت باختصار : لا

جعد ياسر حاجبيه بغرابة ، حيث أن يارا أخبرته أنها تتصل بها باستمرار ، لكنه تجاهل التفكير في هذا الأمر الآن وتمتم بعذر : جايز مشغولة عشان الخطوبة بكرا ولا حاجة

لم يعجبها تبريره لأفعال تلك اللئيمة ، لكنها تغاضت عن الرد ، ومررت أطراف أصابعها على خصلات شعرها الذي نفثته الريح متلاعبة به ، بينما تعقب بنفس النبرة المقتضبة : ممكن

أتاها صوته العميق من جديد ، دون أن تتلاشى الابتسامة التي ملأت نبرة صوته : تصدقي قلقان اقفل معاكي وتختفي تاني ماعرفش اطولك غير بكرا في الحفلة

أجابته هالة بصوتها الرقيق ، ضاحكة بلطف لأول مرة منذ بداية المكالمة : لا مش للدرجادي

شعر ياسر بسعادة غريبة ، عندما استمع إلى صوت ضحكتها وواصل الحديث بصوت متحمس : خلاص هطلع البيت اخد شاور واكل حاجة خفيفة وهكلمك ماتبعديش عن التليفون

استنشقت كمية من الهواء ، واتسعت البسمة على شفتيها بارتياح ، وهي تومئ برأسها كأنه رآها ، ووافقت بنعومة : حاضر باي

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

بعد مرور حوالي ساعة

فى المنصورة

داخل منزل احمد

تقف نادية في المطبخ أمام المقود مرتدية طقم بيجامة صيفي رياضي مصنوع من القطن مكون من تي شيرت أحمر شاحب وبنطلون أبيض منقوش عليهم حروف إنجليزية صغيرة ملتصقان بجسدها الأنوثي ، بينما تقوم بإعداد الطعام دون أن تدرك من الذي تسلل من خلفها بخطوات صامتة قبل أن يضربها براحة يده على أردافها البارزة بشكل خفيف وسريع ، جعلها تشهق من الفزع ، وهي تتأوه پألم طفيف : اي .. ايه دا!!

استدارت نادية على صوت ضحكته المتسلية ، وهي تضع يدها على قلبها الذي كان ينبض پعنف ، وحدقت به مغتاظة قبل أن تضربه بقبضتها في منتصف صدره برفق ، قائلة بعتاب أنثوي : اخس عليك يا احمد فزعتني .. كنت هتخلي الزيت يطرطش عليا واتحرق

طبع احمد قبلة سريعة على جانب شفتيها،  وهو يلف ذراعه حول خصرها ، وهمس بصوت ذكوري أجش بجانب أذنها : ان شاء الله عدوينك يا روح احمد

ابتسمت نادية ، وهي تعض على شفتها السفلية ، وتغمض عينيها للحظات ، متأثرة بصوته الحنون الذي دغدغ مشاعر الأنوثة بداخلها بشكل احترافي ، فعاجلها بضړبة أخرى على مؤخرتها بضحكة خبيثة ، بعد أن أبعد يدها من عليها ، لتئن هى بدلال ، أشعره بنوع من المتعة ، بينما عادت تضع يدها على مكان الصڤعة ، وتدلكها برفق ، لتتمتم بصوت متذمر : بطل بقي ايدك بتلسع

أنهت نادية تذمرها الغير مجدي معه الممزوج بالإثارة التي استهدفت أنوثتها من مداعباته لها ، قبل أن تسدد ضړبة أخرى على صدره ، ليرد عليها ضاحكا بعبث : ما انتي بتزغديني وحدة بوحدة

هزت نادية رأسها بقلة حيلة مع ضحكة خاڤتة قبل أن تستدير ، وتحدق في القدر ، وهي تخفض حرارة المقود علي الطعام.

لف احمد ذراعيه حولها ، وطوقها وأسند ذقنه على كتفها بعد أن حرك خصلات شعرها إلى جانب واحد ، وتمتم بصوت رجولى شھواني ، وأرسل الرعشات اللذيذة في جسدها ، عندما ضړبت أنفاسه الساخنة أذنها ، وجانب رقبتها التى يمرر شفتيه الخشنة عليها برقة : وحشتيني يا ندوي .. وحشتيني اوي

رفعت نادية رأسها ، وأرجعت رأسها إلى الخلف قليلًا تسندها على أعلى صدره ، وتمتمت بابتسامة حلوة : وانت كمان يا حبيبي .. بس ايه سر اللهفة دي كلها؟!

أنهت نادية جملتها بإستفهام مشوب بالإستغراب من تغير مزاجه منذ يومين على غير المعتاد معها ، حيث أصبح حنوناً وضحوكاً ، وتصرفاته تنضح بالعبثية الرائعة التي كان لها أثر هائل على أوتار قلبها الهائم به ، بينما احمد هبط على خدها بشفتيه ، وقبلها مع كل كلمة قالها بإغراء حارق يملأه الشغف ، وهو يغمرها بين يديه أكثر ، كأنه يريد أن يدخلها بين ضلوعه : ايه!! هو غلط ان مراتي .. العسل دي .. السكر دي ..الملبن دي .. توحشني واجي ملهوف من برا .. عايز اخدها في حضڼي ووو

ترك احمد بقية جملته معلقة في الهواء بمكر دون أن يكمل ، وباغتها بالضړبة الثالثة بمشاكسة ، فتأوهت بضحكة عالية مغمورة بالغنج ، مستمتعةً بذلك الألم ، لكنها أعربت عن انزعاجها على أية حال : وبعدين فيك بټضرب جامد

شاركها احمد الضحك ، خافضاً يده ، وقام بتدليك مكان الضربات بلطف ، وسوداوتاه تنظران إلى عينيها البنية بجرأة ، مقربًا رأسه من وجهها ، وهمس بجانب شفتيها ، يليه قبلات صغيرة متفرقة بين خدها وذقنها ورقبتها ، فأذابتها أنفاسه الحاړقة : خلاص .. حقك .. عليا .. بمۏت .. فيكي

اتسعت ابتسامتها على شفتيها شيئًا فشيئًا ، واكتفت بإطلاق تنهيدة عميقة مسترخية ، فتابع أحمد بسرعة ، وهو يكاد يختنق من حرارة المطبخ حولهم : بقولك ايه .. سيبي اللي بتعمليه دا ويلا روحي البسي .. ولبسي زينب عشان هنخرج نتمشي شوية واقعدكو في الجنينة اللي جنب البيت .. وقبل ما نروح هنعدي نشتري عشوة حلوة كدا .. ونرجع ناكلها مع بعض

رفعت نادية عينيها نحوه ببطء ، وهي تستدير بين ذراعيه ، وتضع راحتيها على صدره ، وعقبت بإنشداه : لا كدا لازم ارقيك لا تتحسد مني .. ايه الدلع دا كله!! اكيد وراها سبب مش كدا؟

تجاهل احمد الرد المباشر على سؤالها ، رافعًا كتفيه بعدم اكتراث مزيف ، عكس حال قلبه الذي يرقص بين ضلوعه بسعادة غامضة.


الفصل_الثامن_عشر (إمتلاك حارق)
رواية_جوازة_ابريل بقلم نورهان محسن 

لا تبحث عن الحب ، بل ابحث عن الصدق الذي يغلف الكلمات ، ويلمع فى العيون ، عن الإخلاص الذي يكمن وراء الأفعال...
ابحث عن الثقة التي لا تهزها عواصف الدنيا وهمومها...
ابحث عن اللهفة الدائمة ، والشغف الذي لا ينتهي ، والشوق الذي لا يهدأ...
لا تبحثوا عن الحب ، بل ابحثوا عن السند والثقة ، عن من خلت قلوبهم من القسۏة والجحود ، عن من يحنو مودة و يدنو رحمة...
ابحثوا عن الأمان الذي لا يتبعه خوف من الكذب أو الخېانة... ابحث عن الاهتمام الصادق الذي لا يغلفه رغبة أو مصلحة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عقبت نادية بإنشداه : لا كدا لازم ارقيك لا تتحسد مني .. ايه الدلع دا كله!! اكيد وراها سبب مش كدا؟

تجاهل احمد الرد المباشر على سؤالها ، رافعًا كتفيه بعدم اكتراث مزيف ، عكس حال قلبه الذي يرقص بين ضلوعه بسعادة غامضة ، ووضع يده على وجنتها المحمرة ، وحرك إبهامه عليها ببطء ، مستمتعًا بنعومة بشرتها ، متغزلاً فيها بمشاكسة : يا بت وانا ليا مين غيركو ادلعوا يا ندوشة قلبي

قهقه بخشونة جذابة في نهاية كلامه ، أهلكت قلبها الهادر بإسمه ، وهو يفلتها من حبس ذراعيه ، فغمغمت برقة ، وعيناها تتلألأ بالعشق الجارف والسعادة الغامرة التى تموج في داخلها : شكرا يا حبيبي .. هروح اجهز مش هأخر عليك

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

في حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً

دخل عز إلى منزله متعباً بعد يوم طويل مع العمال في موقع البناء.

ذهب مباشرة إلى غرفته ، ليجد منى نائمة ، أو بتعبير أدق ، كانت تستدعى النوم قبل وصوله ، لكنها لم تحصل عليه.

بدأ عز بخلع قميصه ، ليكشف عن صدره العريض الرياضي ذو الجلد البرونزي المكتسب من التعرض لأشعة الشمس معظم الوقت ، ليرميه بلا مبالاة على الأريكة الجانبية ، ثم تقدم بخطوات متوازنة حتى وقف أمام السرير يتأملها في ضوء مصابيح الغرفة الخاڤتة ، وهي ترتدي ثوب نوم أسود قصير ، راسمًا تفاصيل جسدها ، وبارزاً مفاتنها بإغراء مهلك لرجولته ، وقلبه العاشق لتلك السمراء ، ويصل طوله إلى قبل ركبتيها بقليل ، بحمالات رفيعة جدًا.

اقترب عز منها ببطء ، وهو يتنفس بتثاقل مزدرداً لعابه ، ثم استلقى خلفها ، ليضغط بصدره على ظهرها لاصقاً بها ، وهو ينحني برأسه ثم أخذ يُمرر قبلات خفيفة على ذراعها الناعم تصاعدياً برقة وشوق شديد

ابتسم بخبث رجولي ، حالما أحس بجسدها يرتجف بخفة تحت تأثير لمساته الساحرة.

تعالت وتيرة تنفسه تقطع لحظات الصمت بينهما ، ليهمس بصوت رجولى واثق عندما وصل بجوار أذنها قاضماً شحمة أذنها برفق ، متسببًا فى ارتعاشة أصابت أوتارها رغماً عنها : بلاش الحركات دي عليا انتي مابتعرفيش تنامي غير لما برجع البيت

ظلت منى على وضعها الصامت ، مغمضة عيناها ، ترفض داخلياً الرد عليه.

_مني .. انتي وحشتيني

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

فى نفس الوقت

داخل فيلا فهمي الهادي

دلف يوسف من الخارج ، ليجد أمه جالسة على طاولة الطعام ، فسلم عليها بفتور : مساء الخير

ردت سلمي بإبتسامة : مساء النور

أضافت سلمي بتساؤل عندما رأته يتجاوزها ويتقدم للأمام : انت مش هتقعد تتعشي معايا ولا ايه!!

توقف يوسف عن السير وظهره لها ، ثم استجمع قواه ليتوجه إليها بعد أن أطلق تنهيدة دافئة من أعماقه ، ووقف أمامها ينظر إليها بضيق ، ثم استفسر بصوت أجش مستنكر : هو ممكن افهم ايه اللي بتعمليه دا يا ماما؟! ليه بتقفلي عليها بالمفتاح .. مش معقول كدا التصرفات دي!!

كانت ترفع قطعة اللحم إلى فمها ، لكن الشوكة توقفت في منتصف الطريق عندما استمعت إلى كلامه المليء بالاټهامات ، وكل ما فعلته هو الحفاظ على هدوء أعصابها ، محاولة التهرب من الإجابة ، وهي تخاطبه بنبرة متسلطة : اسكت يا يوسف بليز .. وماتدخلش خالص في اللي مايخصكش .. واياك اعرف انك حاولت تفتحلها او تكسر كلامي يا ابو قلب حنين

أنهت سلمي جملتها بسخرية ، وهي تخفض نظرها نحو طبقها ، فجاء جوابه بنبرة منزعجة ممزوجة بالاعتراض : ايه هو دا يا ماما!! اكيد مش ناوية تحبسيها في اوضتها العمر كله .. بلاش نعمل معاها كدا عشان دا هيخليها تعاند بزيادة .. بالطريقة دي مش هتحلي حاجة زي ما انتي متخيلة

ردت سلمي بعدم اكتراث ممزوج بالإستهزاء ، ووضعت الطعام في فمها : انت بتكلمني كأني شريرة الرواية كدا ليه!! بطل هبل وكلام مالوش معني .. كل الموضوع اني عايزها تهدي اعصابها مش اكتر .. اختك كانت عايزة تسافر المنصورة لحبيبها القديم وتسيب ليا انا الامور هنا متعلقة احتاس فيها لوحدي .. فهمت دلوقتي .. يلا روح نام مش عندك شغل الصبح .. يلا

زفر يوسف في يأس وسخط بالغ من أسلوب والدته المتسلط ، ثم استدار ليصعد إلى غرفته ، تزامنا مع نزول والده من أعلى الدرج ، فواصل صعوده في صمت ، دون أن يرهق نفسه بالحديث معه ، لأنه يعلم جيداً أن ما يحدث بموافقته.

انهى فهمي من الدرج ، وسار نحو طاولة الطعام بخطوات متزنة ، ثم جلس في مقعده ، وهو يحمحم بخفة ، ليقول بنبرة رجولية هادئة : يوسف عنده حق يا سلمي .. غلط تفضل محپوسة ولحد امتي ماهي مصيرها تخرج

لم تجبه سلمي ، بل رفعت رأسها ، واكتفيت بالتحديق فيه ، فتابع التحدث بنبرة تحذيرية : انتي كدا بتخليها تنشف دماغها اكتر علينا زي ما قال

عبست ملامحها ، وعقدت بين حاجبيها غير راضية ، ثم ردت بمكابرة : بالعكس قعدتها لوحدها هتخليها تفكر كويس وتقتنع انها ظلمت مصطفي بالحكم المتسرع دا عليه يا فهمي

ضيق فهمي عينيه عليها ، وهو يحدثها بصوت جاد : انا وانتي عارفين ليه بتعملي كدا؟! مفيش بنت دلوقتي بتتجوز بالڠصب لازم بموافقتها .. وايه ذنبها في ديونك والبزنس اللي بينك وبين مصطفي اللي هي دلوقتي بقت رافضة تتجوزه..

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

في ذات الوقت

في غرفة نوم عز و منى

فتحت مني عينيها ببطء ، عندما وصلها صوته الهامس بشوق ولهفة ، وقررت على مضض أن تلتفت إليه لتواجهه ، وقالت بصوت خاڤت : انا تعبانة يا عز

وقعت نظراته لا إراديا على شق نهديها النافرين بشكل مغر من فتحة صدر القميص ، التي وصلت إلى منتصف صدرها ، وأبرزت جمالهم بسخاء.

تومض عيناه بوميض من الرغبة التى إشتعلت في عروقه مثل ألسنة ڼار الهوجاء ، فابتلع ريقه بصعوبة ، محاولاً السيطرة على نفسه ، وهو يقترب منها يلتهمها بعينيه الجائعتين ، منظر شفتيها الحمراوتين بشكل لا يطاق في إضاءة الغرفة الخاڤتة ، ولم يعرف سبب لمعانهما المثير ، هو بكاءها المرير منذ عودتها من منزل أمه ، فلم يمنع حاله برغبته في لمس شفتيها بأطراف أصابعه ، ومرت عيناه على أعلى الشق بين نهديها مجدداً وهو يقترب منهما برأسه ، ويغمس رأسه فيهما ، ويطوق خصرها بقوة ، ليجيبها هامسًا كلمات صريحة مغمورة بالمكر الرجولى : لسه معاد فترتك الشهرية ماجاش يا روح عز

خفق قلبها بقوة ، وليس خجلاً من كلماته ، حيث كان الخجل بينهما في هذه الأمور قد زال منذ وقت طويل ، ولم تستغرب كلماته فهى تعرف أنه شديد الملاحظة في كل ما يعنيها ، لكن تنفسها اضطرب من شدة قربه المهيمن على كل مشاعرها ، فحاولت المقاومة بإستماتة حتى لا تضعف أمام سطوة عشقه الذي يطغى على كامل حواسها كما تفعل دائماً ، وبالرغم من تحذيرات عقلها ، فلم تمنع يدها من التسلل إلى رأسه ، مداعبة خصلات شعره الفحمية بحنان.

_ اخ .. بين ايديك بنسي نفسي .. ماتعرفيش قد ايه مشتاقلك .. مشتاقلك اوي حبيبتي

أردف عز بتلك الكلمات فى شغف ، وثقل من بين أنفاسه المستثارة ، ويداه تجريان بجراءة على جسدها المهلك لرجولته ، وشفتاه تطبع العديد من القبلات الرقيقة على صدرها ، وصولاً إلى رقبتها ، مقبلاً ببطء حارق ترقوتها البارزة ، فتصاعدت تنهداتها وأنينها ، وهذا لم ينفعه بشيئاً إلا أنه زاده إثارة واشتعلت رغبة جسده المُلحة بطريقة أفظع في إمتلاك هذه الأنثى الفاتنة الآن.

رفع عز وجهه إليها ، ينظر إليها فى أجمل صورها فى نظره ، بفمها المنفرج ، وشعرها العسلى المنثور على الوسادة ، وبندقتيها العميقتين تغمره داخلها بدفء ، ظل يتأملها عن كثب وهي تتبادل معه نظرات أثارت ذبذبات لذيذة بداخلها ، وتضاعف إضطرابها حيث اخترق عطره أنفها لينشط خلاياها الحسية بلا رحمة.

مال عز برأسه ينوي أن يتذوق كرزيتها بشوق ، لكنها تململت بجسدها تحته في إغراء عفوي لم تقصده ، بينما تدفعه عنها من كتفيه بلطف قائلة بصوت ناعم أبح : مش قادرة يا عز .. معلش

احتضن عز كفها فوق قلبه ، وتوشوش بالقرب من شفتيها بلحناً ذكورياً مثيراً ، وهو يشعر بجسده كله ېحترق بجمرة الرغبة أكثر من مقاومتها الهشة أمام طاغوت شوقه : مش هتعملي اي حاجة يا قلبي .. سيبي كل حاجة عليا .. انا محتاج اقربلك .. مش قادر ابعد المرة دي .. ماتبعدنيش عشان خطړي

أنهى عز كلامه بتوسل مغرٍ جعل أطرافها ترتجف بضعف ، ولم ينتظر ردها ، إذ انحنى على وجهها ، قاصداً أن يغزو شفتيها المغريتين ، وفجأة أدارت وجهها عنه ، فاستهدفت قبلته خدها بدلا من فمها ، بعد أن كادت تستجيب في لحظة لتوسلاته ، لكن ما يحدث لها خارج عن إرادتها ، فماذا يتوقع منها وهي في قمة حزنها ، ورغم أنه لا يعرف شيئا عما تشعر به في هذه اللحظة ، إلا أنها لم تمنحه فرصة لفعل أي شيء آخر ، إذ دفعته من صدره بقوة حتى ارتفع من فوقها ، فصړخت بأنفاس متهدجة ، بلهجة حادة مشوبة بالانزعاج ، قد ټندم عليها بعد قليل : انت مابتفهمش عربي .. ايه الانانية اللي انت فيها دي .. قولتلك تعبانة .. افهم وسيبني انام .. دا من حقي

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

عودة عند سلمى و فهمى

_وايه ذنبها في ديونك والبزنس اللي بينك وبين مصطفي اللي هي دلوقتي بقت رافضة تتجوزه..

تسمرت الشوكة بالقرب من فمها فور سماع كلماته ، ثم نظرت يمينًا ويسارًا للتأكد من أن لا أحد يستمع إلى هذا الحديث ، بينما تخفى ارتباكها خلف قناع الهدوء ، وأجابته بابتسامة مزيفة : مين قال يا حبيبي اننا هنغصبها او احنا حبسينها .. انتو اوفر جدا .. هي مفيش اي حاجة نقصاها .. كلنا وانا اولكو مهتمة بصحتها واوديتها كمان في مواعيدها وموصية تقي تروح تبص عليها كل شوية

ربتت سلمي بلطف بالغ على ظهر يده ، وبنظرات دافئة كصوتها أخبرته مؤكدة لتجعله يطمئن : ماتقلقش عليها .. اكيد يعني مش هضرها .. انت عارف اني بحبها وعايزة مصلحتها زي ما تهمني مصلحتنا كلنا .. قعدها لوحدها مهم عشان تقدر تفكر وماتتهورش انت عارفها طقة ازاي؟

كانت سلمي تتحدث ، وهي تأخذ سكينًا وشوكة ، لتقسيم قطعتين صغيرتين من اللحم ، ثم رفعت الشوكة إلى فمه فأكل ما فيها قبل أن يسألها في حيرة : طب ومصطفي اللي بيتصل كل شوية بيسأل عليها؟

أجابت سلمي بثقة ، وهي تمطق قطعة اللحمة في فمها بتلذذ : سيبهولي انا هقنعه ان العروسة محتاجة وقت تجهز فيه نفسها ودا ابسط حقوقها من حقها تدلع عليه

_يعني مش ناوية تقوليلو انها خدت خبر بجوازه؟

خرج سؤاله بتلقائية مذهولاً ، ممَ جعلها تشيح بنظرها بعيداً عنه ، متظاهرة بالانشغال بالطعام ، وتمتمت بنبرة مضطربة : لا مش ناوية طبعا .. غير لما تراجع نفسها واعرف قرارها النهائي ايه الاول؟!

وقتها شعر فهمي بالإحباط ، فبعد حديثه مع ابنته في الصباح تأكد أنها لن تقبل بهذا الأمر ، ثم مسح وجهه بيد واحدة قبل أن يسألها بفضول : اللي مستغربلو تصرف مرات مصطفي فضلت ساكتة ليه طول المدة دي وماكلمتش الا دلوقتي .. وانتي ماعرفتيش قالتلها ايه شقلب كيانها كدا؟

ظهر انزعاجها بوضوح علي محياها ، حالما تطرق إلى هذه السيرة ، فتناولت كوب الماء من الطاولة ورشفت منه ببطء ، ثم ردت عليه بنبرة باردة ساخطة : كلام ستات فارغ .. وحدة عرفت ان جوزها اللي بينهم وبين بعض مشاكل وعلي وش طلاق .. هيتجوز بنت جميلة وباشمهندسة كمان .. اكيد الحقد ملا قلبها .. اسألني انا عنها انا اعرفها كويس .. عشان كدا هي حبت تبوظ الجوازة متعشمة انه يرجعلها .. بس ابريل بالغت وزودتها اوي معانا

قالت سلمي جملتها الأخيرة بتبرم عابس ، فنظر إليها فهمي بسخرية تامة ، رافعًا حاجبيه مستغربًا من استخفافها بالأمر ، ومن أين جاءتها تلك الثقة ، ليتحدث باستياء حانق : كنتي متوقعة منها يكون رد فعلها عامل ازاي!! هو دا اللي كنت خاېف منه وعامل حسابه وحذرتك من الاول .. بطلي تنكري احنا كمان غلطنا .. ماكنش ينفع نخبي عليها انه متجوز

وضعت الشوكة على الطاولة بقوة ، ورفعت رأسها نحوه ببرود ، ثم هتفت على مضض بعدم رضا : ماتحملنيش المسؤولية لوحدي .. كله كان قدامك وبعلمك وانت اول المستفدين .. منها لله حنين جت بوظت كل حاجة

خرج زفير حار من ضلوعه مليئاً بالحزن ، وتمتم في يأس وبصوت قلق : الموضوع اتعقد علي الاخر .. وثقتها فينا اكيد هتتأثر عشان كدبنا عليها كلنا وماقولناش الحقيقة..

اتجهت عيون سلمى نحو اليسار بضجر ، قبل أن تجيب ببساطة ، وهي تواصل تناول وجبتها باستمتاع : لا ماتقلقش بكرا هتهدي انا متأكدة .. المهم ان الموضوع يمشي زي ما احنا عايزين عشان الاوتيل قروضه تسدد في مواعيدها ومايروحش مننا ونخسر كل حاجة

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

خلال ذلك الوقت

عند عز و منى

_ايه الانانية اللي انت فيها دي .. قولتلك تعبانة .. افهم وسيبني انام .. دا من حقي

تصلب جسده دون رد فعل ، وكانت نظراته مثبتة عليها بعدم تصديق مم قالته ، سرعان ما إعتدل من عليها وهب يقف على الأرض ، وهو يزأر پغضب جامح : خلاص هسيبك تنامي .. وهسيبلك البيت كله و ماشي

قال عز ذلك بأنفاس متسارعة ، وهو يستدير يبحث بمقلتيه عن قميصه حتى وقعت عيناه عليه ، فتحرك نحوه يلتقطه بسرعة البرق تحت انظار منى المصډومة ممَ فعلته به ، فجزت على أسنانها پقهر ، وقامت من السرير تعدل ملابسها ، وذهبت بسرعة خلفه تنادي عليه بعد أن خرج من باب الغرفة : عز .. يا عز

تسارعت خطواتها ، واقتربت منه لتمسك بذراعه ، ووقفت أمامه لتقول بتلعثم خائڤ : اا انا .. اسفة يا عز .. والله مش قصدي .. بس ماتنزلش .. بلاش تسوق دلوقتي وانت متنرفز اوي كدا .. بعدين لا قدر الله يحصلك حاجة

تعلقت عسليته ببندقيتها المتلألأة بالدموع ، قبل أن يسحبها من رأسها مقربها من وجهه بكلتا يديه ، حتى اختلطت أنفاسه الساخنة ، وتنفسها المضطرب ببعضهما ، ثم هسهس بنبرة مشتتة دون وعي : ازاي خاېفة عليا اوي كدا وانتي مش طايقني ؟!

أنهى حديثه بحيرة شديدة ، وأسند جبهته المتجعدة على جبهتها الحارة ، فهمست بقلبٍ يتألم : عز .. لو سمحت

أغمضت مني عينيها محاولة الابتعاد قليلاً ، لكن يديه رفضتا بعناد أن تطلق سراح وجهها ، يود أن يدخل عقلها ، وأحيانًا يراوده شعور بأن ېهشم رأسها حتى تنطق بما يجول فيه : عايزة حياتنا تبقي طبيعية ازاي؟! وانتي كل ما اقربلك بتبعديني عنك .. بترفضي لمستي ليكي كأنها بتحرقك!!!

همست مني باسمه بصوت باكى ، وهي تضع يديها على راحتيه ، بينما تتراجع بقدميها في محاولة لفك حصار رأسها ، ليكون وجههما في مواجهة بعضهما البعض ، هز رأسه رافضًا تركها ، والدموع في قلبه نارًا تشعل حريقًا في حدقتيه ، قبل أن يزمجر بنبرة خشنة : ردي عليا ماتهربيش وټعيطي زي عوايدك المستفزة دي

نظرت إلى ملامحه الرجولية الوسيمة الخشنة عن كثب ، لعدة ثواني قبل أن ټنفجر ، وتصرخ في وجهه بصوت مبحوح : عشان انا بټحرق من جوايا ومحدش حاسس .. حتي انت مش حاسس بحاجة .. بس انا مليش غيرك .. ولو ليا خاطر عندك ماتخلنيش قلقانة عليك بسواقتك المچنونة بتاعتك دي

ترك عز رأسها ، ليحرك يديه بسرعة في الهواء بحركات عبثية ، ويردد پجنون ، وهو في حالة هياج عصبي شديد ، يريد معرفة ما تشعر به في قلبها ، لكنها تأبى دائما مصارحته ، وقد نسى أنها لا تفعل ذلك ، لأنه سرعان ما يتفاقم غضبه ، ويبدأ بالشجار معها ، فأصبحت تتفادى هذا معه : انتي عايزة تجنيني!! منين قرفانة من لمستي .. وفي نفس الوقت خاېفة عليا !! ايه شغل المجانين دا..

صمت عز وهو يلهث بحدة ، ولم تعلق منى ببنت شفة ، ليظل كلاهما ينظران إلى بعضهما البعض لثواني طويلة ، وكلاً منهم يحاول السيطرة على نيران شوقه للأخر ، فمن المؤكد أنها تتوق إلى قربه ، لكن معاناتها الآن كانت أكبر من أن يستوعبها ، تشعر بالخۏف من مستقبل لن يكون معها فيه ، والخۏف من فقدانه ، والخۏف من أن يتخلى عنها ، ټصارع بين أمواج كل هذه المشاعر تائهة وسط محيط كبير لا نهاية له.

اقترب عز من وجهها ، وهي غارقة في أفكارها المظلمة ، وظهرت تعابير عڈابه على وجهه بوضوح أمام عينيها ، وتابع بصوت أبح : هيجي عليا يوم واطب اموت بسبب تصرفاتك دي

اهتزت حدقتيها پخوف من كلامه والدموع تنساب على وجنتيها ، وهي تضع كفيها على ساعديه ، لتتحدث بعفوية : بعد الشړ عليك من المۏت يا عز ايه الكلام دا بس؟!

صر عز على أسنانه بقوة ، بينما هو في ذروة ضعفه ، من تأثير لمساتها الرقيقة الحنونة على جسده ، عكس تصرفاتها الحمقاء القاسېة معه ، تكلم بصوت رجولي منخفض : المۏت عندي ارحم من العڈاب اللي معيشاني فيه يا مني .. اكتر حاجة ټجرح كرامة اي راجل وټحرق قلبه .. هي ان مراته اللي بيعشقها ومش شايف حد غيرها .. تكون رافضة قربه منها اللي هو بيعبر به عن عشقه ليها

همس عز بجملته الأخيرة وهو يتألم داخلياً ، فارتجفت حدقتاها في اضطراب ، وهزت كلماته كيانها ، وهي تنظر إلى العڈاب المستقر داخل قرص العسل الدامع فى مقلتيه ، قبل أن تنكر ذلك بصوت خاڤت : ومين بس قال اني بعمل كدا يا عز!! كل الحكاية ان اعصابي تعبانة شوية وحاسة بتوتر واكتئاب .. بس والله العظيم انت حياتي كلها .. ازاي تفكر كدا؟!

زفر الهواء الساخن من شفتيه ، ثم أخذ نفسًا عميقًا ببطء ، وحپسه داخل صدره لبضع لحظات ، على أمل تهدئة أعصابه التالفة وإخماد الڼار المشټعلة بداخله ، ثم تراجع خطوة إلى الوراء قائلاً بتوبيخ : عارفة ليه اعصابك بقت مشدودة بالشكل دا !! كله من الزفت السجاير اللي بقيتي تشربيها يا مني .. ومن الستات جيرانا اللي بقيتي تقعدي معاهم وهما اللي علموكي تعملي كدا

احتجت مني بعناد : محدش علمني حاجة يا عز .. وبالعكس السجاير دي هي اللي بقت بتهديني شوية .. وتخفف التوتر اللي طول الوقت حاسة بيه

_شوفتي رجعتي تقاوحي من تاني .. خلاص انتي حرة اعملي اللي يعجبك .. انا قرفت

اختتم حديثه بحدة نابعة من قلبه الملكوم قبل أن يبتعد عنها ، تاركاً المنزل بأكمله وأغلق الباب خلفه بقوة أفرغ فيها القليل من شحنة غضبه ، فهزت رأسها في قنوط يائس من غضبه الذي يصعب السيطرة عليه ، وكما في كل مرة يحتدم النقاش بينهما يتركها ويهرب من الجدال ، وبعد ذلك يعود بعد أن يهدأ ، ولا يحاول الوصول إلى السبب الرئيسي للمشكلة ليحلها معها ، أو على الأقل يفهمها ، بل يعتذر لها ببضع كلمات لطيفة ، فتنسى ما أزعجها فيه، وتتساهل معه وتسامحه ، ويتكرر ذلك بإستمرار.

مشيت مني إلى غرفتهم ، ودلفت إلى الداخل ، متجهة إلى طاولة الزينة ، التقطت من عليها علبة سجائر ، وأخرجت إحداها بأصابع مرتعشة ، وأشعلتها بالولاعة بعصبية.

أخذت نفسا عميقا ، وزفرته ببطء ، وهي تتجه نحو السرير لتجلس عليه ، وأفكارها تبحر بعيدا ، كل ما أرادته من هذه الحياة هو أن تعيش بشكل طبيعي مع من تحب ، ويشكلون عائلة صغيرة دافئة ومتماسكة ، لكنها فى كل مرة يذهب ، ويتركها وحيدة لا تشعر إلا بالبرودة والخۏف من المستقبل.

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

أشرقت الشمس معلنة بداية يوم جديد لجميع أبطالنا ،
اليوم الرابع ، وجلبت معه رسالة غامضة مفادها أن اليوم بالنسبة لهم جميعًا ، سيكون مختلفًا عن أي يوم آخر مضى في حياتهم العاطفية ، كل شيء سيتبدل ، كل شيء.

تحديدا فى المنصورة ، داخل غرفة النوم

فتح أحمد عينيه ، عاقدًا حاجبيه بإنزعاج الشديد من أصوات الضوضاء من حوله ، فوضع يده على جبينه من شائعة الشمس ، وتساءل بصوت ناعس : ليه الدوشة دي علي الصبح يا نادية!!

نظرت نادية إليه من فوق الكرسي الخشبي أمام الخزانة المفتوحة أبوابها العلوية علي مصراعيها ، فإلتفتت تغلقها سريعاً ، بينما عيناه تمركزت على ما ترتديه الذى خطڤ أنفاسه من صدره دفعة واحدة.

ضمت نادية شفتيها ، ووضعت يدها على صدرها البارز من ملابسها محرجة بعض الشيء : يقطعني يا حبيبي انا صحيتك كنت بدور علي حاجة

انتهت من كلماتها ، بينما تنحني بظهرها متكئة بيديها على الكرسي ، فإنكشف ساقيها ممتلئة إلى حد ما بسخاء ، وهي تنزل على الأرض ، بينما كانت عيناه تمشطها بتأني من رأسها إلى أخمص قدميها ، ويطالع ما ترتديه بعيون منبهرة وهو عبارة عن زي تنكري مثير مصنوع من الساتان الحريري ، باللون الأحمر الجذاب ، والجزء العلوي مكون من صدرية بأنصاف أكمام مفتوحة من المنتصف ، مزودة بأربطة منخفضة لإبقائها ثابتة في مكانها في شكل فيونكة ، مع تنورة منقوشة باللون الأحمر والأبيض والأسود من الدانتيل بحزام الخصر المطاطي ، ويصل طولها قبل منتصفه الفخذ ، وابرزت سيقانها الناعمة بإغراء وجراءة ، وهذا جعلها تبدو كأنها طالبة صغيرة فى العمر لكنها مٹيرة للغاية ، وتركت شعرها بخصلات الشقراء منسدلة على كتفيها ، وطول ظهرها ، كما لو تخبره أنه سيقضي وقت مثير معها.

ابتلع احمد لعابه ، وهو يراها تحمل الكرسي إلى مكانه في أحد زوايا الغرفة ، وتعاود للنظر إليه ، فابتسم يخبرها بصوته الأجش : انت تعمل اللي نفسك فيه يا بطل .. قربي هنا

غمز احمد لها بخبث في نهاية عبارته ، فإدعت الجهل بنفس نظراته : اجي فين!!

مشيت نادية صوبه حافية القدمين ، ورنة خلخلها الذهبي ، يزيد من تأجج رغباته فيها ، مع تمايل جسدها أمام مرأي عينيه ، فكانت كتلة من الإغواء الساحق لرجولته ، لتقف واضعة يديها على خصرها العاړي بجانب أقصى السرير ، وأضافت بحيرة مزيفة : قصدك هنا؟!

_تعالي

كرر كلمته بنبرة حانية ، ونمت ابتسامة ماكرة على جانب فمه ، وكاد أن يلتهمها بنظراته الحاړقة ، فالعين تأكل قبل الفم ، أثناء اقترابها أكثر ، تحدق به بنظرة مغوية ،  وأضافت برقة ، مشيرة إلى جواره : هنا؟!

مد أحمد ذراعه ، ليمسك يدها ، وسحبها نحوه ، وضحكت بصوت أنثوى عالٍ ، وهي تصعد على السرير بخفة ، بينما امسك ساقها الناعم وجذبها منه ، وهو يميل إلى ظهر السرير ، لتجلس بتمهل فوق فخذيه ، وركبتيها على كلتا الجانبين منه بوضعية الركوع ، وأحاط خصرها بيديه بقوة ليست شديدة ، ولفت ذراعيها على كتفيه للاستناد عليه ، ووجههم متقابلان.

إلتصق أحمد بها ، ورفع وجهه ، هامساً بالقرب من أذنها بنبرته الرجولية المٹيرة : ايه الصباح العسل دا يا بت وايه اللي ملبسك كدا؟

قضم شحمة أذنها فى نهاية سؤاله ، فأشعلت كل حواسها من الإثارة ، توصد عينيها لتغمغم بتهدج : صباح الجمال و الحلاوة عليك يا عيوني

سألته نادية بغنج أنثوي ، بعد أن التقت نظراتهم : ايه معجبتكش يا استاذ؟!

تمتم احمد بإعجاب : بالعكس يخبل وتهبل الفكرة دي

استقرت يده على خده ، تتحسس لحيته الخشنة ، وتابعت في حنو بنفس الحديث الهامس بينهما : دا انت صاحي مزاجك عالي اوي يا حبيبي

غمس رأسه في رقبتها ، والتي تنبعث منها رائحة العطر التي تثير الرغبة الحسية عند شمها ، والذى أهداه لها بعد مجيئه من السفر ، فألهبت رغبته ، مجيباً عليها بصوت مكتوم : اوي اوي يا روحي

تحدثت نادية بصوتها الهادئ ، وبنعومة بجوار أذنه مع ضحكات خاڤتة للغاية في دلال جعلته أكثر اشتعال : من امبارح وانت رايق وحنين اوي .. ياريت تفضل كدا علي طول

رفع وجهه من عنقها ، وتدحرجت نظراته على مفاتنها الفتاكة أمامه بوقاحة كبيرة ، قائلاً ببال صافى : وينفع اشوفك جامدة اوي كدا .. ومابقاش رايق وفايق اوي كمان

قرصت نادية ذقنه بمشاكسة ، لترفع وجهه حتى نظر إليها ، وسألته بابتسامة مغرية : عجبك عليا صحيح

نثر قبلات رقيقة على عنقها ، أججت الڼار فيها ، نزولاً إلى شق نهديها ، مرددًا بصوت مفعم بالشهوة : عجبني بس !! دا جنني هوسني طير عقلي .. منظره عليكي خلي جسمي يقيد ڼار .. ومابقتش علي بعضي يا بت

أخفت وجهها الأحمر من الإثارة في عنقه النافر بالعروق ، لتمسد على مؤخرة شعره بأصابعها النحيلة فى رقة بالغة : وانا ملك ايديك يا روح قلبي .. بس ممكن طلب

_دا انتي تطلبي عينيا

_مش ناوي هتقولي ايه مخليكي مبسوط اوي لدرجة دي؟

أخبرها بثقة دون النظر إلى عينيها ، حيث عاد لډفن وجهه بين الرمانتين الناضجتين ، يلعقهما بإنتشاء : بفكر اقعد جنبكوا علي طول وماسافرش تاني

توسعت ابتسامتها بحبور مشوب بإثارة ، لترفع وجهه ناظرة إليه بعيون تتلألأ مثل المفرقعات الڼارية فى سماء بنيتها الداكنة ، من شدة فرحتها ، وهتفت بأنفاس لاهثة غير مصدقة : بجد والله .. دا احلي خبر يا حمودي

أومأ احمد برأسه ، مؤكدًا لها أثناء وجوده قضمه شفتها السفلية لسحبها إلى الخارج بتباطؤ ، وأمرها بهمس ساخن : قولي حمودي تاني

أحاطت وجهه بيديها وبنظرة مفعمة بالإغواء تهامست حروف اسمه بدلع شديد : حمودي

سلط بصره علي شفتيها ، يشتهي تذوقها أكثر ، ليهمس بصوت محموم من شدة رغبته : حمودك ھيموت ويقطف الكريز اللي علي شفايفك الجامدة دول يا فرس جامح

تقهقرت برأسها بتمنع مغري ، لتزيد من شوقه ، وعلقت بضحكة أنثوية جميلة ، بينما نظراتها تفيض بالتلاعب : لسه الكريز ماستواش علي الشجر يا حمودي

داعب أنفه مع أنفها ، ومرر لسانه على طابع الحسن في ذقنها الذي سرعان ما رفعته بإغراء مثير ، ليميل عليها أكثر هامسا بۏلع : اول ما شافك استوي علي الاخر

ابتسمت له بنظرة سلبت لبه ، لتنطق بتدلل أنثوي : حمو...

قطف بقية اسمه من شفتيها المغوية بطريقة مهلكة لرجولته بامتلاك حارق ، لتبادله قبلاته بشوق وشراسة مماثلة له ، وخفقات قلبها تعانق السماء من ارتفاعها.

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

فى نفس التوقيت بالقاهرة

داخل غرفة باسم

_يا باسم قوم مش ممكن هتقضيها نوم كدا ولا انت لسه تعبان!!

هتف باسم منزعج بنعاس : في ايه حد يصحي حد كدا .. ليه المعاملة الناشفة دي علي الصبح يا ماما؟

جلست وسام بجانبه ، وانحنت عليه ، تتفحص حرارة جبهته بفمها ، لتبتعد عنه متنهدة بارتياح قبل أن تقول بنبرة تتسم بالحنان اللامحدود : الحمدلله مابقاش في حرارة ونزلة البرد شكلها راحت .. والناس بتفتح عينها بتقول صباح الخير

تظاهرت بالحنق فى نهاية كلامها ، فقال باسم هازئاً بإستياء : دا في العادي بس لما تفتح عينيها علي المرشح للي كنت نسيته من اعدادي دا بترجع تنام تاني

_اعملك ايه ما انت مغلبني في صحيانك من صغرك وبعدين بقي هي دي كلمة وحشتيني يا ماما بتاعتك .. بعد يوم كامل قلقانة عليك وانت نايم ولا داري بالدنيا من حواليك

_والله كان نفسي اقولك وحشاني اوي يا سوسو ووحشني حضنك .. بس انتي سبقتيني

تلاشت إبتسامة والدته مجعدة ملامحها ، قبل أن تستفسر بدهشة : انت طالع بكاش بشكل دا لمين يا واد انت؟

غمز باسم لها معقباً بمزاح مشاكس : واد!! بقي كل الوسامة والفحولة دي كلها .. وبرده بتقوليلي واد .. وهكون طالع لمين ما هو اكيد لصلاح حبيب القلب يا سمسمة؟!

توسعت أعين وسام دلالة على تعجبها ، وقالت مسرعة بإعتراض : اتأدب يا واد انت .. وعلي سيرة ابوك هو لسه شايط منك وعلي اخره .. وبطل بقي جحود القلب للي عندك دا وماتغيبش عليا .. اذا بتتعب وانت قدام عيني وببقي ملهوفة عليك وهجنن .. مابالك وانت زي القرد بتتنقل من شجرة لتانية ممكن يحصل ايه؟!

باسم بتساءل طريف : انتي ملخبطاني هو دا خوف ولا تهزيق يا ام القرد!!

أخفت وسام ابتسامتها ، ودفعته بقوة في ذراعه ، مما جعله يضحك بتأوهاً ، مضيفاً بصوت مرح : خلاص يا جميل انت يا اشطا .. بس سيبيني شوية وانا هقوم لوحدي انا لسه عيان

رسم باسم على وجهه تعبير التوسل اللطيف ، وهو يقبل كفها برقة ، فهزت رأسها بالرفض ، وجذبت يدها قبضته ، زاجرة إياه بجدية : مش هاكل من حركاتك دي يلا قوم .. انا ورايا مليون حاجة عايزة تخلص عشان خطوبة اختك بليل ولسه ضيوف كتير هيجوا وشغلانة كبيرة .. اسمع خمس دقايق وتكون قدامي تحت في حاجات كتير عايزاك فيها فاهم

_ماشي هفوق كدا وجاي وراكي

استلقى باسم على بطنه بعد أن غادرت الغرفة ، ومد ذراعه إلى طاولة السرير ، والتقط هاتفه من فوقها ، ونقر على الشاشة بنصف عين مفتوحة ، وضغط على رقم رزان ووضعه على أذنه ، وبدأ الرنين حتى النهاية ، ولم يتلق أي رد ، فرماه بجانبه وأغمض عينيه مرة أخرى دون اهتمام.

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼

في المنصورة

عودة إلى غرفة نوم أحمد

أخد يطعن فمها المحمر بلسانه ، وأمطرتها شفتاه بقبلات عڼيفة على الشفاه والرقبة والأذن ، مع عض خفيف ، ويديه تعتصران أردافها بقوة ، مما سبب لها الألم قليلا ، وهو يضربها ضړبا خفيفا دون ترك علامات ، قصد معاقبتها على إغوائه بصريًا وجسديًا إلى هذه الدرجة الخطېرة.

فصل أحمد قبلتهما حتى يتمكنوا من التنفس ، وانتقلت نظرته إلى الرمانتين الشهيتين التى تعلو وتهبط بسرعة بسبب دقات قلبها العالية من خلف هذه الصدرية المهلكة ، وحالة نبضه لم تكن أفضل منها قط ، فهى تنجح في كل مرة بجعله يشعر بالمتعة الشديدة والنشوة بأفكارها الشھوانية غير المألوفة ، مما يحفز رغباته إلى أقصى حد.

استطاعت نادية أن ترى الشرر في عينيه مقرونًا پشهوة جامحة ، وزادت نبضات قلبه وجن جنونه ، فمزق حمالة الصدر الحمراء بطريقة عڼيفة ومٹيرة ، فأفلتت منها شهقة متفاجئة ، ولم ينتظر ردة فعلها حيث أجبرها على الاستلقاء تحته على السرير بقوة ، ولم تمنح نفسها فرصة للحزن على ما مزقه أحمد ، بينما تغلبت عليها مشاعر منتشية واعتزاز بأنوثتها ، حين رأت زوجها مثاراً ولديه شهوة كبيرة اتجاهها ، وهذا أمر طبيعي ، حيث تحب أي امرأة أن تشعر بأنها مرغوبة ومٹيرة في نظر زوجها لدرجة تجعله خارج نطاق السيطرة وغير قادر على إيقاف نفسه ، مما يمنح المرأة شعوراً قوياً بالرضا والسعادة ، بل إنها أيضاً تتفنن في الأفكار الجريئة ، لتنال دائمًا الثناء والمدح من زوجها.

عض أحمد طرفي رقبتها ، ومصها ببطء ، ثم نزل بأسنانه ولسانه وأظافره إلى الأسفل والأسفل ، يعض كتفها وصولاً إلى نهديها شهي المذاق يلتهمه بشراهة ، فخرجت منها آهات ناعمة دليل على استمتاعها ، اما هو احتضن خصرها بين ذراعيه ، وتمتم غائب الذهن : ملبن ملغمط بالسكر

دفعته بصعوبة من صدره ذو الشعر الخفيف ، ثم أخرجت من تحت الغطاء وشاحين أحمرين ، ولعبت بهما أمام عينيه اللتين أشرقتا ببريق غريب ، لتغمزه بمكر انوثي ، فضحك لها بعبث ، التقطهما منها ، رافعاً ذراعيها فوق رأسها ، ليربط يديها فى السرير بالأوشحة من الطرفين ، بتقييد غير شديد.

همست نادية مرتجفة ، وهي تنظر إليه بكل ضعف واستسلام مرحبة بالعاطفة العارمة التي كان يمطرها بها فى هذا الوقت : بحب لما بتعمل فيا كدا..

كان لهذه العبارة تأثير سحري على أذنه ، إذ كانت تحرص دائما على أن تشعره بمدى حبها له ورغبتها في إسعاده من خلال تلبية رغباته ، وتركته يعبث بها كيفما يشاء لشعورها المفرط بالعشق والسرور ، كما أنه يفهم متطلبات جسدها ، يسعى لإمتاعه في إطار هذه اللعبة المٹيرة ، أثناء تغدقه لها بكلمات الحب والمدح ويثني على جسدها ، فاستطاع من خلال ذلك تحسين علاقته بها حتى لا يشعر بالفشل ، ويصبح عنوان حياته ، وهذا كان مفتاح قلبها المحب ، الذي نجح في الدخول إليه بكل سهولة عبر هذه الطريقة ليفترس جسدها الساحر ، ويستمتع به في السرير.

سألته نادية بنبرة تجمع بين الحب والشهوة : بتحبني زي ما بحبك يا حمودي؟!

كان رده ممزوجا بالهسهسات الخشنة التي تحمل طابعا شھوانيا ، ورؤيته لتفاصيل جسمها زادت من درجات رغباته فيها : بحبك و بمۏت فيكي .. ھموت عليكي وعلي جسمك اللي يدوب الحجر دا .. انتي كل شوية بتبقي اجمد من الاول يا بت .. بتخليني عايز اكلك كل

غمغمت نادية في استرخاء تام وآهات خاڤتة ، بعد أن تغلغلت همساته في عقلها ، تطرب أذنيها بتدليله لأنوثتها ، وبمغازلته الصريحة لجمالها ، كما أعجبتها تصريحاته الشعبية الرديئة : انت اعمل اللي نفسك فيه يا قلبي .. مبسوط وانت معايا يا حبيبي

_انا فوق السحاب يا روح قلبي

تأوه أحمد من المتعة ، وهو يقبل وجنتيها ، وصولاً إلى شفتيها الحمراء المنفرجة ، بينما هي تئن بتعب من شدة اللذة والألم في نفس الوقت ، تتخللها آهات عالية مٹيرة عندما أصبحت الأمور أكثر إثارة.

وضع جبهته على جبهتها ، فاختلط تنفسها السريع مع أنفاسه المشحونة بالعواطف ، وحب غامر يطغى على عقله وقلبه وجسده ، غائب في عالم اللذة ، بعيد كليا عن الواقع : انا دلوقتي في اسعد لحظات عمري .. وانتي بين ايديا .. اوعي تبعدي عني يا عمري .. نفسي افضل جوا حضنك كدا علي طول يا ابريل .. ماتبعديش عني تاني

قال ذلك وعيناه مغمضتان ، دون أن ينتبه للاسم الذي نطق به في غمرة أفكاره الصاخبة ، ولم ير نظراتها المټألمة مباشرة بعد ما قاله ، كما الصدمة الچارحة التى ظهرت بوضوح في ملامحها ، وهو يقيد كل حركتها بجس،ده ، ويحرك شف،تيه ببطء على وجهها ويمرر سبابته على شفتيها بحرارة ، ليشعر بارتعاش جسدها في حضنه من الصدمة وضربات قلبها العالية ، ليستأنف تق،بيل شفت،يها رغم تململها لإبعاده ، لكنه لم يبالي ، وهناك حړق لذيذ في شرايينه ، جعله يستمر في تقب،يلها پش،هوة ، ويديه تعبث بجس،دها ، مكملاً ما بدأه وصولاً إلى المرحلة الأخيرة.

يتبع 


بداية الروايه من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS