رواية حوريه بين أنياب شياطين الفصل 16/17/18/19/20 بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده
كانت مازالت حورية بالارض تبكي بقهر وعنف لتجد قاسم صامت بهدوء شديد لـ تعلم أن صراخها ولا حديثها بالتأكيد سوف يرجع ابنها ربما اصبح الآن فقط فقدانه بهذه الطريقة كالسكين ينغرز بقلبها المسكينة فيبدو أن الحظ دائما يختارها هي دون عن الجميع أن يصبح السكين البارد من نصيبها لينغرز بمنتصف قلبها بقسوة شديدة ثم ضربت على صدرها عدة مرات بعنف تعاقب نفسها ثم تمتمت بانهيار عصبي" لااااا آآآآآه أســــامــــه أبــنـي يااااارب سااااامحني "
تنهد جمال بيأس وحزن وعندما نظر نظره خاطفة نحوه الطفل الصغير الذي فوق الفراش وقد فارق الحياه عقد حاجبيه بدهشة و ذهول ونظر إلى قاسم بحيره وتوتر.
لينظر قاسم لها بهدوء و هو يتفحص وجهها بدقة يعلم حالتها تلك فهي الآن تشعر بندم قاتل وحزن شديد أخفض قاسم جسده بغضب وهو يمسكها من ذراعيها يرفعها عن الارض وهي مستسلمه بجسدها بضعف ليتحدث و هو يشير برأسه المقابلة لها قائلاً "لو كنتي مهتمه بي شويه وجنبه طول الوقت ما كانش كل ده حصل"
لتنفجر بالبكاء بهسترية وهي تهز رأسها بندم وحزن بينما ليشد هو علي قبضة يده حولها وهو يقول بغضب ساحق " و كنتي عرفتي من ملامحه وحفظتيها وعرفتي ان إللي في السرير ده مش ابنك يا حورية..و ده مش اسامه! "
استفاقت من غفوتها ومن وصلة بكاء طويلة
وبرقت عينها بقوة و توقفت عن بكائها، ابتلعت ريقها و هي تنظر إليه بأعين راجية و هي تقول بلهفة شديد كانها وجدت نور وسط ظلام شديد و نجاتها اخيرا "بجد يعني هو لسه عايش.. ابوس ايدك ريح قلبي و انطقها يا قاسم عشان خاطري"
نظر إليها قاسم و هو يهز رأسه بايجاب قائلاً بعمق " ايوه ده مش ابنك انا لما دخلت الاوضه عشان اخلي الدكتوره تكشف على اسامه لقيت واحد جوه بيعيط على ابنه اللي توفى قبل ما اجي بـ 5 دقائق وانا كنت قفلت الباب ورايا عشان ما تدخليش وما عرفتش الممرضة تخرجة غير لما خلصت كشف على اسامه وبعد كده خرجت بي ..و والده الطفل ده كانت لسه ما وصلتش ولما الممرضه خرجت بالطفل فكرتك ان أنتي والدته "
لتنظر بتلقائيه خلفه إلي الدخل بصدمة لتجد بالفعل رجل يجلس على المقعد داخل الغرفة بيكي بشده،مسحت دمعة سقطت علي وجنتها و هي تنظر إلي قاسم متأثرة علي حالته لتقول بابتسامة باهتة " و أسامه فين؟ هو كويس دلوقتي؟ طمني عليه "
ليقول وهو يتنهد بضيق يمسح بيده علي وجهه قائلاً "هو فاق بس لسه مش كويس وتعبان الدكتوره طلبت اشعه لي عشان تشوف سبب الاغماء, هو بقيله كام يوم مش مظبوط و على طول تعبان وكان محتاجلك "
ادمعت أعينها بقوة حتي احمرت من كبحها للبكاء وهي تهمس بارتجاف"انا عاوزه اطمئن عليه لازم اشوفة خليني اشوفه عشان خاطري يا قاسم وانا والله العظيم مش هبعد عنه ثاني وهفضل جنبه طول عمري لحد ما يبقى كويس .. أبوس ايدك خليني اشوفة "
أبتعد قاسم عن طريق الباب بهدوء دون حديث حتي تدلف الي الداخل وهي اسرعت بخطوات سريعة نحوه الداخل في حين هوي هو علي المقعد بتعب ولاحظ نظرات جمال الغاضبه والغير راضيه تجاه.
**
بداخل مكتب عتمان داخل الفيلا كان مزال يعمل في منتصف الليل حتي فتح الباب فجاه و دلف حازم بخطوات سريعه إليه رفع عتمان رأسه بوجه محتقن هاتف بحده" في ايه هو انت وامك مستلمنى النهارده عاوز ايه انت كمان "
حمحم حازم بارتباك وقال بأسف"اسف يا جدة بس كنت عاوزه اكلمك في موضوع مهم انا قعد افكر كثير في حل لـ حوريه عشان ترجع هنا وتفضل معنا وما حدش يقرب ليها وخصوصا إللي إسمه قاسم ده"
ترك ما بيده بضيق شديد وقال بغضب"هو انا خلاص ما بقاش ورايا غير الهانم حورية ومشاكلها اللي ما بتخلص و يا ترى ايه الحل العبقري اللي وصلت له "
ابتلع حازم ريقه بصعوبة بالغة وهو يقول بصوت خافض"بعد اذن حضرتك يعني طبعا انا فكرت ان ما فيش حل غير أني اتجوز حورية ساعتها ما حدش لي حاجه عندنا و اهل جوزها كمان هيبعدوا عنها وهي هتكون تحت طوعك هنا في البيت زي زمان ومش هتخرج ولا هتعمل حاجه الا باذن منك "
عقد حاجبيه بدهشة ثم ابتسم ساخرا مرددا"
هو انت فاكرني ياض مختوم على قفايا ومش فاهم اللي فيها، انت مش عاوز تتجوزها عشان المشاكل انت عاوز تتجوزها عشان بتحبها مش كده "
ضغط على أسنانه بحده وقال بصوت مخنوق"
طب حتى لو الكلام ده صح ايه الغلط في اللي انا قلته يا جده ما هي مش هتفضل كده هربانه بعيد عننا كتير الحل انها تتجوز حد من اهلها يستر عليها ويعرف يحكمها وكمان عشان نخلص من كلام الناس ونظرتهم لينا "
صمت قليلًا عتمان يفكر بذلك الحديث ثم هتف بصرامة"طب والعيل؟ دي زمانها ولدت هتعمل في ايه ده كمان"
صمت حازم ثواني بحيره وتوتر شديد ثم قال " اللي انت تشوفه طبعا عاوز تاخذه وتتصرف انت براحتك عاوز تخليه برده براحتك ..كل اللي انت عاوزه هيحصل ما تقلقش "
ضايق عينه ينظر إليه ثم ارجع رأسه إلي الخلف واتسعت ابتسامته بمكر"هي فكره مش بطاله "
التمعت مقلتيه بسعادة وهتف حازم بلهفه شديد قائلا"يعني حضرتك موافق اني اتجوز حوريه"
هز رأسه عتمان بالايجاب و أردف بصوت خبيث منتصر وهو يتخيل منظر حورية عندما يزوجها الي حازم و يستطيع أن يفرض عليها سيطرتة مثل سابق من جديد" ماشي موافق اعتبرها من النهارده خطيبتك وقرأت فتحتها، لما نشوف بقي المره دي هتكون حجتها ايه علي الجواز منك "
**
خرج قاسم من غرفه الطبيبه بعد أن تأكد من الاشاعات ليس بها شيء خطير وعندما خرج وجد جمال يقف أمام العيادة يتطلع فيه بوجه محتقن تحرك قاسم متنهد و هو يغلق ازرار سترته و توجه إلي بعيد بجانب بعيد عن غرفه حوريه واقترب منه جمال بوجه متهجم ينظر بلا تعبير ليقف و هو يشير إليه قائلا"ما كانش ينفع اللي انت عملته ده يا قاسم ما تلعبش باعصابها بالطريقه دي ثاني ،هي مش متحمله فعلا "
جلس قاسم علي المقعد ثم أشار إلي جمال يجلس جانبة و هو يتنهد بضيق ويمسح بيده علي وجهه قائلاً "عارف بس هي ما كانتش هتحس وترجع عن اللي بتعمله غير لما تتوجع بالطريقه دي ..كان لازم اعمل ان اسامه بيموت واحسسها بالذنب "
جلس جمال بجانبه لكن هل ما سمعه حقيقة للتو اتسعت عينه بصدمة و هو ينظر إليه بغضب هاتف به بحدة "كان لازم! تعمل أن بيموت هو ما كانش هيموت فعلا وتعبان ولا ايه؟ والاشاعات اللي طلبتها الدكتوره دي إيه كمان"
صمت قليلًا قاسم ولم يجيب عليه ليقول بصوت عالي"قاسم ما تفضلش ساكت هي دي لعبه بتلعبها عليها هي كمان "
تنهد قاسم و هو يهز رأسه بنفي قائلاً "اهدى واسمعني يا جمال ولو الكلام ده وصل ليها بجد هيكون فيها زعل بيني وبينك جامد، هاجر لما نزلت تجري بـ سامه وتعيط انه مش بينطق اخذته منها وانا حاسس ان قلبي هيوقف من الخوف بس هديت شويه لما حسيت بضربات قلبه بس رجعت قلقت لما هو قلبه شغال الحمد لله ليه مش بينطق؟ عشان كده طلبت منك بسرعه تتحرك عشان نطلع بي على المستشفى وفي الوقت اللي نزلت فيه حوريه افتكرت وهي بتدعي عليه وكرهها لي وهنا جاءتلي الفكره ان انا لازم اوجع قلبها عليه شويه"
ليقف جمال أمامه بحدة و هو يكمل بدل منه قائلاً من بين أسنانه "عشان كده اول ما وصلت رحت قافل الباب في وشها ودخلت لوحدك عشان تتفق مع الدكتوره كلامكم يبقى واحد وحظك من السماء اني لقيت فعلا مريض جوه قبليك وابنه توفى ولما خرجت بي الممرضه فضلت ساكت وسايبها تنهار ومش عاوز تقول لها ان ده من مش ابنها مش كده.. بذمتك دلوقتي مين اللي قلبه قاسي ازاي جاءتلك الجراه تعمل فيها كده "
طأطأ قاسم رأسه و هو يبتلع ريقه بتوتر ليقول بغضب "قلتلك مضطر اعمل كده انت ما شفتش الايام اللي فاتت كانت بتعامله ازاي؟ أنا عارف ومتاكد انها مش بتكرهه بس هي فعلا مش متقبلاه و مكنش في طريقه غير دي قدامي.. وبعدين انا كلامي كله مش كذب هو فعلا لسه تعبان وبسبب الاغماء اللي حصل له عشان نسيت ادي له دواء معين مع باقي الادويه وانا نسيت اشتري اصلا انا فعلا مش قادر اهتم بي لوحدي ومحتاجلها جنبي طول الوقت ..ممكن الغلطه دي تتكرر ثاني وانا ما اخذتش بالي عشان كده كنت لازم ابقى معاها قاسي "
تنهد بثقل و هو يكمل حديثه بهدوء مصتنع وهو يتذكر انهيارها وصراخها الحاد الذي مزق قلبه" ومش لوحدك كانت صعبانة عليكي انا كمان بس حاولت اتمسك واكمل للاخر و الحمد لله نتيجه اللي انا عملته أهو بان وهي دلوقتي قاعده جنبه ومش قادره تسيبه لحظه..وبعدين ما تنسيش انها برده السبب وهي قالت بنفسها انها سمعت صوته كان ممكن تلحقه قبل ما الحاله تتدهور و لولا ان ربنا ستر وهاجر اخذت بالها في الوقت المناسب كان الله اعلم ايه اللي هيحصل دلوقت "
ليشير إليه بسبابته و هو يرسل إليه نظرات تهديد قائلاً بحدة"برده ده مش مبرر على اللي انت عملته يا قاسم كان ممكن يجرى ليها حاجه ده انا نفسي قلبي وجعني وانا شايفها كده وسمعت خبر موت اسامه بعد الشر.. الحاجات دي ما فيهاش هزار ما تحاولش تعيدها ثاني انا مش هقول لها المره دي لكن لو حاولت تعمل حاجه زي كده مره ثانيه هقول لها يا قاسم وابقى ساعتها ازعل براحتك مني"
**
في الداخل.
كانت تجلس علي إحدي المقاعد في المشفي وتنظر إلى أسامه وهو نائم بهدوء أعلي الفراش وعبراتها تهبط بصمت تدعو الله في داخلها أن يشفي طفلها و يسامحها علي تقصيرها معاه حتى دعيت هي ايضا ان تنسى
تلك اللحظات الصعبه مسحت دمعاتها بأناملها
ثم انتهت من تلاوة القرآن ووضعت المصحف في حقيبتها ثم أسندت رأسها علي الفراش وربطت علي وجهه برفق و قبلته من يده و رأسه بحنان شديد وهي تبكي بصمت وتتاسف له كثيرة.
ثم أجفلت من شرودها علي ظهور قاسم امامها فجأة وقال بنبرة ساخراً"شفتي أسامه يا حوريه واطمنتي عليه رغم انك ما تستاهليش ان يبقى كويس وكان الافضل ليكي تتحملي ذنب اللي حصل له وتفضلي عايشه بالذنب ده طول عمرك عشان تعرفي كان ممكن في اي لحظه توصلي ابنك للموت "
ضعف صوتها وهمست وهي تخفض عيناها حتي تخفي ما بقي بقلبها من الألم"قاسم عشان خاطري ممكن تسكت انت مش فاهم حاجه ولا حاسس بيا ولا عارف انا حاسه بايه ولا اللي جوايا "
كان هو يتنفس بعنف وغضب يأكل جسده وهي يصيح بقوة"ايه اللي حصل قولي كل ده عشان أسامه جي نتيجه اغتصاب وما جاش نتيجه زواج عادي! هو انتي لو كنتي كملتي حياتك مع جاد فاكرها هتبقى ورديه وهيعاملك كويس وعمره في حياته ما كان هيغصبك على حاجه زي كده "
نظرت أمامها بأعين مفتوحة لم ترمش قط من صدمتها به، مقلتيها تغزو بعبراتها وجنتيها التي ذابت من دموعها التي سكنتها، وسعت عيناها علي مصراعيها التي باتت باللون الأحمر وعبراتها غزت مقلتيها وهي تراه يسخر منها و من معاناتها وضعت يدها علي فمها تمنع شهقاتها التي بدأت تعلو"هو انت مستهون بكلمه اغتصاب قوي كده "
هز رأسه وهتف بعدم استيعاب وكأنه أنتبه إلي حديثه وفقد جزء من عقله عندما هتف بهذه الكلمات المؤلمه ولا يصح قولها امامها" انا ما قصدتش كده انا كنت "
ابتسمت من زواية شفتيها ابتسامة تزين ثغرها مؤلمة وهتفت بسخرية لاذعة بها آلام الدنيا كلها"كنت ايه يا قاسم هو انت حتى لو فاكر جاد أخوك كان عملها و انا متجوزاه ما كنش هيبقى اسمه اغتصاب برده؟ ما كنتش هتوجع زي دلوقت واحس باللي انا حساه بالله عليك ما تقولش كلمه ثاني قبل ما تفكر فيها ويا ريتك فعلا حاسس باللي جوايا بدل ما انت بقيت تستهون بوجعي كده بكل سهوله وتستهتر بي"
اخذت حوريه نفس عميق لتقول بصوت متألم نابع من أعماق فؤادها الهزيل وتبكي بانهيار "الاغتصاب يا قاسم عامل زي الروح اللي بيترفرف جوه صاحبها وبتعافر عشان تعرف تعيش في الزمن ده! الزمن اللي بقينا فيه بنعاقب المظلوم مش الظالم الزمن اللي الناس لما بتعرف واحده اغتصبت اول حاجه بتفكر فيها وبتقولها ممكن يكون بمزاجها؟ طب ايه اللي وداها لي اصلا في وقت زي ده؟ طب هي تعرفه قبل كده فين ولا شافته ولا كان في علاقه بينهم قبل كده اصلا؟ طب هي كانت لابسه ايه وقت الاغتصاب؟ ما يمكن هي اللي خليته يعمل كده وكانت بتغريه؟ ما يمكن راحتله بزاجها؟ و يمكن ويمكن! هيجيبوا كل اعذار الدنيا لي لكن هي لا طبعا اكيد في حاجه غلط ما فيش شاب هيعمل كده في واحده من نفسه الا لو في حاجه كانت ما بينهم من الاول مع اني حتى لو كنت اعرفه قبل ما يعمل فيا كده برضه إسمه اغتصاب و واسمه ظالم؟ "
تعالي منسوب الادريالين في جسدها فأصبحت مثل الجمر الحارقة داخلها وهي تقول بصوت ضعيف جدا" انت عمرك ما هتحسي باللي فيا يا قاسم حتى لو اتظلمت زمان من اهلك زي ما بتقول لي برده دي حاجه ودي حاجه ثانيه خالص! والدليل انك ما كنتش بتحس بيا حتى الايام اللي فاتت وانا كنت داخله علي مرحله اكتئاب حاد!و لما كنت ببقى قاصده ابعد عنكم عشان مش قادره استحمل اللي انا فيه اكثر من كده لكن أنت ما سبتنيش في حالي و فضلت تجيب الحق عليا وتفضل تضغط عليا وتتهمني بالاهمال والقسوة وانا ما عنديش قلب ولا رحمه ولا بحس, مع ان انت فعلا اللي مش بتحس مش انا يا قاسم عشان ما اخذتش بالك مني ولا كنت مهتم بيا كنت شايف حاجه واحده بس و مصمم تتهمني بيها ان انا قاسية ومش بحس ..وفجاه نسيت كل اللي انا حصل لي واتعرضت لي وما ادتنيش اعذار حكمت عليا وبس عشان انت ما كنتش عاوز تشوفني غير كده و بس "
كان قاسم مذهول من حالتها و ما أصابها في وقت ما غابت عيناه عنها الأيام الماضية فهو كان يراقبها دائما و جانبها طول الوقت من بعيد وقريب لكن الان لم يعد ذلك ولم يلاحظ ألمها ووجعها هذه المره كان اهتمامه فقط إلي اسامه وقد نسي روحه المتألمة! التي كانت تحتاجه و تنهار وتتالم بمفردها.
تقدم بسرعة وذهب إليها ثم أمسكها من ذراعيها وأدارها له وهتف بقوة في محاولة منه لكي يرجعها لصوابها"انا اسف حقك عليا يا حورية انتي معاك حق انا فعلا قصرت معاكي انا الظالم واللي ما بحسش وانا فعلا اللي استاهل يتقال علية قاسي مش انتي خالص يا حورية ..حقك عليا ما تزعليش مني "
حوريه ببكاء حارقه وكلمات متقطعة من كثر البكاء"انا مش بقول لك كده عشان تقول لي انا اسف ولا حقك عليا انا بقول لك كده عشان خلاص تعبت من اتهاماتك ليا طول الوقت و ضغطك ..ايه اللي انا عملته غلط عشان تعمل معايا كده ايه مش من حقي اقول انا تعبت كفايه اللي بيحصل لي ومش قادره استحمل اكتر من كده وابعد شويه ..من حقكم كلكم بس تشتكوا وانا لا"
كانت تتحدث ودموعها تبهط كالشلال وهو يتابعها بسكون وعيناه جامدة و داخله من مشاعر تجاهها حارقه تسير بقلبه تقسمة إلي نصفين ثم امسك بكف يدها الايمن من علي ذراعيها بهدوء ثم نظر لداخل مقلتيها وتمتم بقوة يخفي خلفه آهات الألم"لا طبعا من حقك من حقك تعملي كل اللي انتي عاوزاه وما حدش يلومك انا اللي غلطان حقك عليا كان لازم انتبه لكل ده من نفسي واخذ بالي من كل التعب والارهاق اللي كنتي فيه وبتحاولي تتمسكي "
رفعت مقلتيها له وثبتت نظرها عليه كانت نظرات متألمة عاتبة حزينة وقالت"انت كان كل اهتمامتك اسامه وبس يا قاسم وما كنتش واخذ بالك مني خالص ..ويا ريت كده وبس لا كمان كنت بتضغط عليا وتتعبني وجي دلوقتي شمتان فيا وكان نفسك يجرى له حاجه عشان قلبي يتوجع عليه هو انا ناقصه وجع قلب اكثر من اللي انا فيه يا قاسم حرام عليك بجد انت ما كنتش عارف انا كنت عامله ازاي وانا بستقبل خبر موتة "
أخذها بين أحضانه يربط علي ظهرها بحنان وقال بصوت مطمئن" والله مش شمتان فيكي بس كان صعبان عليا اللي بتعملي في نفسك وفيه ..و ما كانش نفسي هو كمان يتعذب من رفضك لي نفس ما انا اتعذبت، كنت خايف تفضلي كده لفتره طويله عشان كده ما كنتش مركز ولا منتبه انا بعمل ايه فيكي ولا الضغط اللي كنت بضغطة عليكي "
تشبثت حورية به وهي تبكي بقوة فقد كانت تضغط علي نفسها في الأونة الأخيرة بعدم البكاء والانهيار حتي تستمد قوتها بمفردها وتعود كما كانت سابقة بسرعة ولكن بمجرد ما اخذها قاسم إلي أحضانه تركت نفسها وإنهارت في البكاء تكشف ضعفها له كعادتها الذي طالما كان هو منبع أمانها بعد أن تخلي عنها الجميع فقد كان قاسم مثال الامان والسند، ظل يربط علي جسدها برفق تهدأ من بكاءها حتي هدأت بالكامل ومن بعدها خرجت من احضانه عندما هتف متسائلا"حقك عليا انا اسف لسه زعلانه مني؟ "
رفعت مقلتيها ونظرت إليه برأسها وتمتمت بنبرة باكية"مش بعرف ازعل منك يا قاسم اللي عملته معايا كثير أوي يخليني اشفعلك اخطاء كتير ..بس ما تاخذش على كده كثير انا ما ليش غيرك وبلاش توجعني انت كمان "
مسح دموعها برفق وابتسم بحب لتقول بصوت متوتر "هو انت زعلان مني انت كمان"
هز قاسم رأسه برفض بسرعه وهو يقول"
لا خالص الظاهر انا كمان ما بعرفش ازعل منك.. خلاص خلينا ننسى وما نتكلمش في الموضوع ثاني الحمد لله أسامه دلوقت بقى بخير وهيبقى احسن مع الوقت انا واثق من كده طول ما انتي جنبه وانا كمان "
نظرت إلى طفلها أعلي الفراش بنظرات حزينه وهي تهمس"الحمد لله"
هز رأسه بخفه وشبّك يده في يدها وهو يقول بابتسامه هادئه"كفايه عياط بقى اسامه هيصحى لو شافك كده هيزعل على زعلك .. انا هاروح اكمل اجراءات الخروج عشان ناخذ معنا اسامه ونمشي هنكمل علاجه في البيت وهنحاول انا وانتي نهتم بي مش كده ..مش انتي قلتي مش هتسيبيه وهتبقي جنبه "
هزت راسها له بالايجابي مبتسمه بهدوء و
تحرك قاسم وتركها متجه إلى الخارج حتي يخلص الإجراءات اللازمة ثم يرحلون لكنه توقف قبل أن يفتح باب الغرفة عندما سمع صوتها الرقيق تقول بلهفه "قاسم"
توقف مكانه والتفت نحوها ناظر إليها باهتمام"نعم يا حوريه عاوزه حاجه "
صمتت لحظه باضطراب تاخد أنفاسها بصعوبة
وتمتمت بصوت مبحوح من البكاء"هو انا لو وافقت اتجوزك عشان تحمينا انا وابني ابقى كده انانيه "
تجمد مكانه بذهول فرفع مقلتيه عليها فتشابكت الاعين ببعضهما يتبادلان النظرات
فاقترب منها بسرعة وامسك يدها برفق و قال وهو ينظر لها بعمق عيناها" لا مش هتبقي انانيه يا حوريه ..هتبقي احسن واحده دخلت في حياتي وهحاول اسعدها على قد ما اقدر عشان اخليها أسعد واحده في الكون وهتبقي مراتي و حبيبتي كمان"
تنحنحت هي بخجل شديد و هي تنظر إليه بعمق عينها لا تزاح عن بؤبؤت عينه بروح عاجزة تنهد قاسم من تلك المشاعر الذي غير قادر على تجاهلها مطلقاً ثم مال عليها يقبل رأسها عدة مرات ثم ابتعد يقبل باطن يديها و هو يقول بخفوت"بالمناسبه وانتي بتقولي ابني كده بحس بفرحه كبيره جوه قلبي و روحي كأنها بتترد ليا من جديد عشان خلاص بقيتي معترفه بي أن ابنك"
ابتلعت حورية ريقها بتوتر و احراج قائله"
هو مش ابني برده "
أومأ بتأكيد وأجابها بثقه" طبعا انتي امة وانا ابوه يا حوريه"
**
بعد مرور اسبوع
في قصر عصام الصريطي بداخل غرفه جواد كان يجلس على المقعد ممده جسده وهو بتحدث في الهاتف وعلي ثغره ابتسامه خبيثه و أطلق ضحكه عاليه وهو يتغزل بها و انفتح الباب بقوة فجاءه و دلفت ناريمان و اعتدل جواد بسرعه بخضه و أغلق الهاتف متنهد بضيق عندما راها هي والدته لتقول هي بعصبية شديدة و تلوح بيدها أمامه بسخرية لاذعة"قفلت التليفون ليه ما تكمل صياعه مع الهانم اللي كنت قاعد بتكلمها وانا ولا على بالك بس انا اللي استاهل اللي مشيت وراء عيل ذيك "
تنهد و هو يلتفت إليها بكامل جسده و هو يتحدث بجدية "في ايه يا ماما في حد يخش على حد كده من غير ما يخبط وداخلي فيا شمال كده ليه "
جزت علي أسنانها بشراسة وهي تقول بصوت حاد"قاسم و حورية بقى لهم اكثر من شهرين ونصف راجعين وكل ما اجي اقول لك يلا ننتقم وناخذ حق اخوك تقول لي لا استني شويه انا عمال ارتب واضبط في الامور وشكلك كده ولا على بالك اصلا وعمال تخذني على قد عقلي عشان ما اعملش حاجه"
اقترب منها جواد بخطوات بسيطة متحدث بخبث"عشان تعرفي انك ظلماني بس، اللي كنت بكلمها دي روان الشغاله اللي بتشتغل في قصر قاسم وعمال الغيها الأيام إللي فاتت واعمل عليها لعبه اللي انا بحبها عشان تقول لي كله اسرارهم ..وخدي الكبيره حوريه ولدت من شهرين وسميت ابنها على اسم ابوها اسامه "
شهقت ناريمان بعدم تصديق و أشهرت سبابتها في وجهه وصاحت باشتمزاز واحتقار" شوف البجحه ده بدل ما تنزله جايبه القوه دي منين عشان تجيب عيل ذي كده ما لوش اب على الدنيا والله شكلها في الاخر بتشتغلنا وهي عارفه مين ابوه "
لوي شفتيه باستخفاف وهو يقول"سيبك من حكاية العيل دلوقت ده في مصيبه اكبر حوريه وقاسم هيتجوزوا؟ "
حملقت في وجهه بصدمة و ذهول وقالت بصوت متلجلج: "نعم انت بتقول ايه قاسم هيتجوزها وهو عارف انها كانت في يوم مرات اخوك وهي ازاي توافق على حاجه زي كده ملقتش غيره تتجوزه "
ليجلس جواد و هو يهز رأسه بثقه مرددا"ما فيش غيره اصلا تتجوزه انتي مش شايفه عمال يحميها مننا ازاي وطلعها براءه، انا متفاجئتش اصلا زيك لاني كنت شاكك في الموضوع ماهو اكيد مش بيعمل كده لله في لله في حاجه كان عاوزها منها وشكله كده كانت عينه منها من البدايه"
ليتنفض جواد في جلسته بسرعة فجاه بطريقة افزعته عندنا سمع صراخ ناريمان وهي تهتف بصوت حاد قوي بغضب "الزباله الواطيه البنت دي لازم تموت مش هسيبها تفرح وتتجوز وتخلف بدل العيل 10 وانا قلبي محروق على ابني هنا .. فااااهم"
**
بداخل قصر قاسم السيوفي في جناحه كان يقف أمام المراه يرتدي بدلته السوداء الانيقه وعلى ثغره ابتسامه سعيده مرتاحة فاخيرا الاوضاع بدات تعود كما يريد هو! في البدايه تقبلت حوريه أسامه طفلها و اعترفت انها والدته حتى بعد عودتهم من المستشفى اخذت حوريه الصغير بداخل غرفتها ومن هنا اصبحت تهتم به وبكل ما يريدة من صحته وطعامه وهو كان يراقب ذلك من بعيد بسعادة غامرة وقد تغيرت معاملتها معه إلي الافضل
والشيء الثاني والاهم؟
انها وافقت على زواجهما، أرتدي جاكت البدله وتحرك يرتدي ساعه اليد وهو يهتم بالخارج نحو العمل لكنه أستمع الي صوت طرقت الخادمة علي الباب وتحرك قاسم و هو يفتح الباب بهدوء لتسرع روان بالقول "قاسم بيه في واحد تحت بيسال على مدام حوريه والحرس تحت منعه بالعافيه وهو مصر يدخل يشوفها "
عقد حاجبيه باستغراب ليصك علي أسنانه بغضب و هو يقول" هو مين ده ومصمم يشوفها بتاعي إيه"
هزت كتفها بجهل وهي تقول بتلعثم"ما اعرفش يا قاسم بيه مش راضي يقول اسمه ما قالش غير حاجه واحده وهي أن مدام حوريه آآ هو يبقي خطيبها "
لتحمر عينه بشدة و هو يقبض علي كف يده و هو يقول بغضب شديد و صوت بحده"وخطبها امتى بروح امه ده كمان ..اوعي من قدامي خليني اشوف البيه اللي خطب مراتي ده يطلع مين "
في الاسفل بداخل المطبخ كانت هاجر تقف امام حوريه بهدوء التي ظلت تعتذر إليها بأسف وخجل كثير على فعلتها الوقحه معها لتقول بصوت نادم" بجد يا هاجر مش زعلانه مني انا عارفه ان انا زودتها معاكي ساعتها بس معرفش عملت كده ازاي، لو لسه زعلانه مني ومش مسامحاني قولي ده حقك "
أجابت هاجر بابتسامه طيبه لطيفه قائله" ليه بتقولي كده يا مدام حوريه انا بجد مش زعلانه ولا مضايقه من حضرتك "
تنهدت حوريه بابتسامه رقيقة وهي تقول براحه"انتي طيبه اوي يا هاجر ما تتصوريش كلامك فرحني قد ايه انا كنت طول الوقت كل ما افتكر اللي انا عملته فيكي ازعل من نفسي قوي انا عمري ما عملت حد كده بالطريقه دي
عشان كده كان لازم اجي و اتاسف"
ابتسمت هاجر بلطف قائله بسعادة"حصل خير كفايه أن حضرتك جيتي بنفسك و اعتذرتي مفيش حاجه خلاص انا نسيت اللي حصل اصلا من وقت لما عرفت ان حضرتك هتتجوزي قاسم بيه هو طيب قوي و انسان كويس و يستاهل كل خير"
صمتت حورية وهي شارده لتقول هاجر بتوتر وإحراج" انا مش قصدي حاجه والله بس انا بعتبر قاسم بيه ذي اخويا عشان كده فرحانه لي "
هزت راسها حوريه وهي تبتسم بهدوء لتقول بنبرة عميقة"لا مش زعلانه انا فاهمه قصدك وانتي معاكي حق هو فعلا قاسم انسان كويس ويستاهل كل خير "
بادلتها هاجر الابتسامة بفرحه إليها وهي تلاحظ حبها له وفجاه سمعت حوريه صوت أصوات عراك بالخارج عند بوابه القصر تحركت بخطوات بسيطة تنظر خلف النافذة بتعجب"
هو ايه صوت الخناق ده ايه اللي بيحصل بره"
اقترب هاجر هي الأخري تنظر معها لتقول بقلق شديد" ده شكله كده قاسم بيه بيتخانق مع حد بره"
**
في الخارج وقف قاسم سريعاً يمنع حازم من الداخل و هو يقبض علي كفه بقوة عندما سمع صوته يصرخ" اوعي من قدامي وخليني ادخل اشوف خطيبتي مش هتمنعني ومش هامشي من هنا غير لما اشوفها واخذها معايا كمان"
ليرفع قاسم حاجبه الأيسر بحدة و هو يهز رأسه ناظراً إليه بشراسة وقبل أن يقبض على روحه أستمع الي صوت حورية من الخلف تهتف بخفوت" حازم انت بتعمل ايه هنا"
رفع حازم عينه بلهفة وابتسم حين رأها لقد مر شهور كاملة و لم يراها ثبتت عينه عليها يحملق بها باشتياق و هو يحاول التنفس بهدوء و السيطرة علي نفسه مرر عينه عليها من أعلاها الي أسفلها كانت بالفعل جميله حد الهلاك تنفس الصعداء براحه قليله وهو يتخيل أنها ستصبح ملكه وحده وكل ذلك تحت أنظار قاسم الذي احمرت عينيه بغضب دفين والتفت قاسم نحوها ليقف أمامها و هو يتحدث من بين أسنانه بحدة " ادخلي جوة انتي كمان اللي طلعك دلوقت"
اسرع حازم يهتف بصوت عالي"حوريه ما تدخليش لازم اتكلم معاكي في موضوع مهم يخصنا احنا الاثنين "
دفعه قاسم عنها بقوه و هو يصرخ به بغضب "
يخص مين يا زباله انت ما لكش علاقه بيها اصلا و اوعي تفكر لو لي لحظه انك ممكن تاخذها مني فــاهــم"
عقد حازم ذراعيه أمام صدره و هو ينظر إليه بتحدي و يقول بعناد شديد " لا مش فاهم واللي مفروض يفهم هو انت انها ما لهاش علاقه بيك ومن هنا ورايح الوضع هيتغير وهي خطيبتي من اللحظه دي "
عقدت حاجبيها بدهشة ثم نظرت إليه متسائلة"حازم انت بتقول ايه؟ ايه الكلام اللي انت بتقوله ده انت جاي هنا تعمل ايه اصلا "
امسك بذراعها يضغط عليه بقوة و هو يقول بفحيح مقرباً رأسه منها "انتي بتتكلمي معاه ليه قلتلك ادخلي جوه وسيبي لي الحيوان ده اتصرف معاه ..اسمعي الكلام يلا وادخلي"
رفعت مقلتيها و هي تنظر إليه بضيق شديد و تقول بعناد " في ايه انت عمال تؤمر فيا وتزعقلي ليه مش هادخل يا قاسم ده برده ابن عمتي وضيف عندك ما ينفعش تعمله بالطريقه دي خليني اسمع وافهم منه "
ليصك علي أسنانه حتي كادت أن تتحطم و هو يصرخ بها يهدر بجنون "نعم يا اختي هو انتي كمان عايزه تقعدي معاه وتسمعي "
انتفضت بخضة من صوته العالي وارتجفت و لكنها تظهر الثبات وهي تحاول الابتعاد عنة قائله بحده زائف "اوعي ايدك كده وبطل همجيه شويه هتكلم معاه كلمتين عشان يمشي على طول ما انا عاوزه افهم برده الكلام اللي بيقوله ده وعاوزني في ايه؟ ممكن تكون حاجه مهمه تخص ماما "
كان يود الفتك به و هو يسمع بذلك الحديث الغبي و تكاد عينه أن تخترق جسدها ظل متماسكاً و متمالكاً لنفسه بصعوبة فهو بكاد يكبح عشقها لكنه سيلقنه درساً لن ينساه و لن ينظر إليها مرة أخرى ،هي لة وحده فقط تنفس قاسم الصعداء بصعوبة بالغة وهو يقول بهدوء زائف"تمام يدخل بس وانا معاكي واسمعه عشان الكلام لو ما عجبنيش تسيبيني اتصرف "
أستمع الي صوت حازم يقول بجدية وبرود"
بس انا عاوز اتكلم مع حوريه لوحدنا "
التفت قاسم نحوه بغضب شديد وهو يقترب إليه و يقبض على رقبته بعنف اتسعت حازم عينه بصدمه وهو بتنفس بصعوبه ويحاول يبعده عنه ليصرخ بوجهه بانفعال" ياض انت طلعتلي منين هو انت هتتشرط عليا كمان يا روح امك "
في لحظة دقات قلبها كانت تقرع كالطبول و أنفاسها تتسارع بقوة وهي تركض تحاول تبعد قاسم عنه تمتمت بتوسل "قاسم عشان خاطري هما كلمتين وعلى طول هطلع واقول لك ايه اللي حصل ما بيننا ..ابعد عني وسيبه بقى عشان خاطري هيموت في ايدك قااااسم"
**
بعد مرور فترة قصيرة اخيرا نجحت حورية في أن تبعد قاسم عن حازم و بعد معاناه وافق قاسم علي مضض وعدم رضي أن يجلسون سوا و يتحدثون جلست حوريه أمامه وتنهدت بهدوء و هي تتحدث قائله"ادينا بقينا لوحدنا
ممكن تفهمني بقى عاوز ايه من كل اللي بتعمله وايه موضوع ان انا وأنت مخطوبين ده كمان "
أخذ نفساً عميقاً زفره علي مهل و هو يرجع رأسه الي الخلف و من ثم هز رأسه بايجاب موافقاً مبتسم قائلا" ده مش كلام وخلاص دي حقيقه يا حورية انا طلبت ايدك من جدة وهو وافق وقرانا فاتحه كمان "
حملقت في وجهه بصدمة وابتسمت بشده باستخفاف قائله بسخرية "ويا ترى كمان حددت انت وجدك ميعاد الفرح واخترتولي الفستان شكله ايه ولا سيبتوا دول اقرر فيها لوحدي انا عاوزه ايه.. لا بصراحه مش عارفه اقول لك ايه ولا اشكرك ازاي أنك سبتلي حاجه اختارها بنفسي اخيرا "
صمت ثواني حازم لينظر إليها و هو يقول بتوتر شديد"حورية انا ما قصدتش كده اكيد طبعا عاوز رايك بس هو ده الحل الوحيد لكل مشاكلك حاولي تفكري في الموضوع من كذا زاويه احنا لو اتجوزنا كل اللي عاوزين ياذوكي هيبعدوا عندك وانا هعرف احميكي منهم
ونبقى من ناحيه ثانيه عرفنا نوقف جدو عتمان عنك و اتجوزك واستر عليكي "
نظرت له بعدم تصديق و بمرارة وكانت حورية تحاول استنشاق بعض الهواء بسبب شعورها بالاختناق من حديثة وقالت بصرامة"تستر عليا؟ هو انت كمان مصدق زيهم ان انا خنت جوزي ولما انت مش مصدقني جايه على نفسك وعاوز تتجوزني ليه؟ اه عشان تستر عليا ..امال ناوي تعمل ايه بقي في موضوع ابني اللي انت متاكد أن هو جي عن طريقه الخيانه مش اغتصابي "
رفع منكبيه للأعلي بعدم معرفه وقال وهو يمط شفتيه للأمام بتوتر"هو انا ما قررتش قرار نهائي في الموضوع ده بس جدو قال ممكن.."
هزت راسها بعدم استماع وأشارت إليه يصمت و يتوقف عن ذلك الحديث فهو و جده ماذا يردون منها بعد كل ما حدث لها لتقول باحتقار وغضب "جدك قال اه ده انت ناوي كمان تقضي حياتك معايا بمشوره جدك طب اسمعني كويس يا حازم ويا ريت كمان توصل الرساله دي لي جدك بالمره! انا زمان جدك برده طلب مني اتجوز بالغصب وانا وافقت للاسف واستسلمت واديني بادفع ثمن الغلطه دي لحد دلوقتي، عشان سبت غيري يتحكم في حياتي ويختار بدل مني ويقرر حياتي هتمشي ازاي بس مش ناويه اعيد نفس اللي حصل زمان ولا هسمح لاحد يتحكم في حياتي من ثاني مهما كان مين"
لينظر إليها و هو يسأل بجدية "يعني ايه "
لتنظر إليه و هي ترفع حاجبها لاعلي قائلة بكبرياء "يعني طلبك مرفوض يا حازم للاسف جيت متاخر لان انا دلوقتي مخطوبه فعلا! بس مش ليك انا مخطوبه لواحد احترم قراري وطلب ايدي مني مش عمل زيك و راح يطلبني مين اللي كسرني زمان عشان يكسرني ثاني "
رفع حاجبه الأيسر لاعلي و هو ينظر إليها بتفحص بغيره وغضب قائلا"تقصدي طبعا قاسم صح انا كنت شاكك من الاول ان في حاجه ما بينكم وللاسف كلام جدة صح و الهانم دايره على حل شعرها معاه وجوزك منه ثمن ما طلعتث براءه مش كده بعتيله نفسك بالرخيص يا حورية"
دوت صوت صفعة قوية بالارجاء حين صفعه حوريه حازم بقوة من شدة غضبها عند سماع حديثه هذا الاحمق تطلع فيها بعدم تصديق وغضب وحقد لتقول بقوه قائلة باشتمزاز'
انت بني ادم زباله وحيوان ما تستاهلش حبي ليك زمان لما كنت بعتبرك اخويا بجد وممكن اتسند عليك في يوم بس النهارده عرفت ان انا غلطانه وكان لازم احط في اعتباري ان انت في النهايه تربيه عتمان"
ليهمس حازم من بين أسنانه بتوعد "احسن ما اكون زيك تربيه رخيصه وانا كمان كنت غلطان عشان حبيتك وانتي ما تستاهليش يا ريتني كنت عارف انك بتيجي بالطريقه دي من زمان للي يدفع اكثر بس ملحوقه احنا فيها وهاخذ دلوقتي حقي منك يا حورية و قلبي اللي حبك هدوس عليه"
وقبل أن تستفسر حورية ماذا يقصد امسك حازم بخصلات شعرها المرفوعة يجذبها اليه حتي فردت خصلاتها و انسدلت متعثرة لتصرخ هي بألم شديد من مفاجأة حركته ليقرب وجهه من وجهها بقوة و هو يتحدث بالقرب من شفتيها يكاد يلامسها و هو يتحدث بشر " المرة دي مش هسيبك غير وأنتي لي يا حورية حتي لو مجرد مده مش علي طول
بس اوجعك ذي ما كل مره بتوجعني "
لتشهق بقوة وصدمة و تحاول دفعه عنه و هو يطلع إليها بنظرات ثاقبة تخترقها قبل أن تظهر شبح ابتسامة تزين ثغره و هي تشعر بأن قلبها كاد أن يخرج من قفصه الصدري من شدة خفقانه لتصرخ به بعصبية"ابعد عني يا حازم انت اتجننت "
كتم فمها بيده بعنف وقسوة ونظر إليها بغضب شديد و هو يقبض علي رقبتها ليلصق شفتيه علي وجنتها و هو يتحدث برغبة حارقه" انا ابقى مجنون فعلا لو سبتك لـ البيه اللي بره يشبع بيكي لوحدة وانا ما اخذش من الحب جانب ده انا حتى ابن عمتك واولي من
الغريب "
اتسعت عينا حوريه بذعر شديد ثم لف ذراعيه حول خصرها بطريقة شهوانية مُخيفة ثم ابتسم ساخرا ابعد يده عن فمها و نظر إلي شفتيها برغبه و اغمضت عينها من فرط الرعب و هزت راسها بنفي بخوف شديد وجسدها يرتعش بضعف و قد التمعت عينها تزرف الدموع بارتجاف ،بينما ابتلع حازم ريقه الملتهبة و هو يقترب من شفتيها ليحصل علي قبلة رغم عنها إلا أنه شعر بها تتحرك بعنف بين ذراعيه لتفتح عينها وهي تصيح بهسترية
"لاااا ابعد"
لكن اقترب اكثر،كانت تحبس أنفاسها و هي تراه هيئته المُخيفة يقترب منها مرة أخرى غير مهتم برفضها وسحبها إليه بقوه يريد ان يقبلها رغم عنها ومرة أخرى هتفت بصراخ لكن هذه المرة هتفت باسمه باستنجاد " قاااااسم"
و في ثواني اقتحم قاسم الباب واحتدت عينه التي أصبحت حمراء عندما شاهد حازم يمسكها بقوة ويحاول الاعتداء عليها بالغصب وقبل أن يقترب منها تفاجأ بـها قد إستجمعت قوتها وشجاعتها بلحظه ودفعت جسدها للخلف بقوه حتي تحررت من بين يديه ولم تكتفِ بذلك بل رفعت قدمها وضربته بغل أسفل بطنه جعلته يصرخ كـ النساء ويتلوي علي الارضيه بسبب عنف ضربتها؟ لكن قاسم لم يكتفي بذلك تقدم منه وقبض علي تلابيب ملابسه حتي جعله ينهض من مكانه انخلع قلب حازم بسبب هيئة ولم يستطيع التحدث
و قد اشتدت يده علي ذراعيه يضغط عليه بقوة و تشنجت عضلات جسده كاملة و هو يشعر بالحرارة تنبعث من صدره بنيران مستعرة توحي بما داخله من غضب أعمي.
ابتلع حازم ريقه بصعوبة بالغة و يشعر بأن أطرافه أصبحت كالثلج مع ارتجافة تسري بكامل جسده ليصرخ به بعصبية و اصبحت عروق رقبته بارزة و وجهه و رقبته حمراء بشدة " يا ابن الـ** انا كنت حاسس من الاول مجيتك هنا وراءها حاجه ..جمااااال"
دلف جمال و الحراس الي الغرفة بسرعة وعندما وجد جمال حورية تجلس بالارض تبكي بقهر فهم علي الفور ما حدث!
بينما صرخ حازم بقوة شديدة وقد شعر أن ذراعيه انخلع عن جسده راجية اياه أن يرخي قبضته عن ذراعيه لكن ما زاد الا ضغط علي ذراعه بقوة وهو يخرج منه إلا كلمات أثارت الرعب بقلبه حين نطق بفحيح "خذوا الزباله ده على المخزن تحت لحد ما اجي اربيه من اول وجديد عشان شكل عتمان كان مشغول ونسي يعلمك الأصول و الاحترام ..بس ملحوقه انا هاخذ الدور مكانه و اربيك يا وسخـ** "
ذهب جمال بسرعه وابعد قاسم عنه بصعوبة بالغة و امسك حازم بيده و سحب جسده الضعيف من الألم و هو يسير الي الخارج بعد أن أشار للحراس علي حازم و هو يهز رأسه بايجاب بإشارة علمها جيداً الرجال وأخذه منه و خرجوا.
ظل قاسم يقف يتابع خروجه مع رجاله من الغرفة ولون عينه السوداء الكاحلة مثل ظلام حتي وصل لمسامعه صوت بكاء حادة التفت قاسم خلفه يبحث بعينه عنها حتي وجدها تجلس بالارض منكمشة بجسدها و تنظر له تبكي بصمت،استقامت بصعوبة في وقفتها ونظرت له بحزن ولكن قلبها يرقص فرحًا علي أنه سمعها وجاء إليها و مثل كل مره ينقذها.
ابتسم قاسم لها ابتسامة خطفت قلبها ونظرت له باسف وعيناها تطلب السماح من عيناه أنها لم تسمع حديثه من البداية ولم تجلس معاه بمفردها لكنها لم تكن تعرف نوايا وبعدها فرد ذراعيه يشجعها لكي تدخل مكانها وها هي تركض باتجاهه تقتحم أحضانه حتي انه من قوة دفعها اندفع للخلف ولكن تماسك وضمها له بقوة وعلي وجهه ابتسامة هادئة دفن رأسه في عنقها وهي تنغمس في حضنه بقوة تنعم بالدفئ والأمان الذي افتقدته قبل لحظات عندما هجم عليها حازم ابتعد عنها قليلا ولكن ظل ممسكًا وحاوط وجهها قائلا بقلق"انتي كويسه حوريه ردي عليا طمنيني "
نظرات له بدموع تمتمت أعتذار وأسف"انا اسفه "
رفع حاجبه لاعلي و هو يقرب وجهه منها يسند جبهته علي جبهتها و هو يسأل"علي ايه يا حبيبتي لو في حد المفروض يتاسف فهو انا عشان اتاخرت عليكي وسبتك مع الحيوان ده تحسي بالخوف وانتي لوحدك"
لم تنتبه إلى تلك الكلمه" حبيبتي" فهو الآن مشاعره هي من تقوده لكن هي أيضا غارقه في أحزانها ولم تسمع، لكنها ابتلعت غصة مريرة بحلقها و هي تتنهد براحة و اغمضت عينها بامان تريد أن تشعر انها بجواره الآن لتهمس قائلة"انت متاخرتش خالص يا قاسم وعلى طول بتيجي في الوقت المناسب وتلحقني بس انا اللي غلطانه المره دي عشان ما سمعتش كلامك بس ما كنتش اعرف انه هيعمل كده"
ثم شهقت ببكاء حارقه وهي تهتف بين دموعها بقهر"انا اتصدمت انا كنت بعتبره اخويا هما ليه دايما يعملوا فيا كده ليه بيوجعوني بالشكل ده ومش بيفكروا فيا ذي ما بيفكروا في نفسهم وبس، دول المفروض اهلي"
ليحاوط خصرها بيده و هي تستند بكلتا يديها علي صدره ليضع قاسم كف يده علي وجهها برقة و هو يهمس بخفوت " انسيهم كلهم يا حوريه عشان ترتاحي طالما مش بيجيء لك منهم غير الاذى، دول مش اهل ما يستهلكيش.. انتي ملكيش حد غيري انا وبس و اسامه احنا عيلتك الصغيره مش كفايه عليكي دول "
ابتسمت باتساع رغم عنها بين دموعها علي حديثه و هي تنظر إليه تهز رأسها بايجاب و تذكرت فجاه شئ هام حازم وما سوف يفعلة به لتقضم شفتيها السفلية بتوتر"هو انتم هتعملوا في ايه.. قصدي حازم انت قلت لهم ياخذوا تحت هتعمل معاه ايه"
شعرت بكف يده يتجمد علي وجهها عندما تذكر فعلته وابتسم ابتسامه مظلمه قائلا"ما انا قلتلك قدامه هاربهلك شويه عشان بعد كده يتعلم ما يقربش لوحده غصب عنها ..وبعدين بتسالي عليه ليه ايه خايفه عليه بعد اللي عمله فيكي"
لتنظر إليه و هي تقول بتوتر و هي تفرك بيدها "قاسم انا خايفه عليك انت انا مش خايفه علية بلاش تضيع نفسك عشانة خلاص سيبه كفايه اللي عملته في ده ذراعيه شكله اتكسر "
صك علي أسنانه و هو يرفع حاجبه لاعلي مبتعدا عنها واضعاً يده بجيب بنطاله و تقدم منها خطوة في خطوتين وابتسم بشر هادرا"يا حنينه ذراعيه اتكسر هو انا كده اخذت حقي منه عارفه يعني واحد يقرب لـ خطيبه قاسم السيوفي وانتي عاوزاني اكتفي بـ كسر ايده ده انا ناوي اكمل تكسير باقى جسمه وبرده هكون لسه مشفتش غاليلي منه "
هزت راسها بنفي بخوف شديد و هي تهمس بارتجاف و قد تحرك قاسم للخارج وهي تركض خلفه و تقول برجاء " قاسم عشان خاطري بلاش ارجوك لا "
لينظر الي عينها العسلية الناعسة و هو يقول بتحذير صارم"حوريه طلعي نفسك من الموضوع ده خالص فاهمه"
صرخت باسمه عدد مرات بأن يتوقف لكن قاسم لم يهتم إليها و اكمل طريقه الي الأسفل بخطوات سريعة وقفت تنظر إليه بيأس وقلق بينما خرج من غرفته جمال لتذهب إليه وامسكت بيده و هي توقفه لتقول بارتجاف "
انكل جمال الحق قاسم هيموتة "
هز جمال رأسه بعدم مبالاه وقال ببساطة"
ما تكبريش الموضوع قوي كده يا حوريه قال لك هيربيه بس مش اكتر ..وبعدين الطب اتطور دلوقت ما تقلقيش "
اتسعت عينا حورية من عدم اهتمامة لتهمس قائلة بضيق"ايه الجنان اللي انا قاعده فيه ده"
ثم لتتحدث هي سريعاً بتوتر و خوف " يا اونكل جمال لو سمحت الحقوا شكله مش هيسيبه غير وهو علي الاقل مضيعله مستقبله "
ابتسم جمال مقترب منها ليحاوط كتفها بيده
فهو يعرف قاسم جيدا مهما تحدث معه لم يتراجع عنه ما سوف يفعله ليقول بحنو"يا حبيبتي اهدي ما تقلقيش قاسم عارف مصلحته كويس ومش هيضيع نفسه "
هزت راسها بضيق وعدم تصديق لتسمع صوتة الساخر بعصبية شديدة "جرى ايه يا حنين انت كمان ما تبعد عنها هو انا هالاقيها منك ولا من اللي تحت انت التاني "
التفتت حورية بلهفة شديد و كبح جمال ابتسامته وابتعد عنها رافع يده باستسلام ورحل لتسرع حوريه عندما وجدت قاسم أمامها مره ثانيه تشير سريعاً بيدها وهي تريد أن تتحدث لكن هتف بقوه شديدة"قلت لك على جوه ولا كلمه"
صمتت حورية يضيق مكتوم ثم تحرك قاسم بخطوات غاضبه لكنه توقف مكانه ونظر إليها بنبرة حادة دون نقاش" اه واعملي حسابك اخر الاسبوع هيكون فرحنا أنا وأنتي "
انهي حديثه ورحل بينما هي وقفت لحظات تستوعب ما قاله ثم شهقت بقوة وهي تتجه لغرفتها سريعاً وبعدها ارتمت علي الفراش وهناك بسمه حالمة علي ثغرها واسعه تترسم علي ملامحها وعقلها يفكر في جميع أحداث اليوم! هل حقاً غار عليها من حازم بالفعل؟ ام انها تتخيل؟ هل حقا ستصبح زوجته بعد أيام قليلة؟ أم توهمت ما سمعته؟
أغمضت عينها بخفه وهناك بسمه واسعة علي وجهها وهي تنعم بالدفئ والأمان بذلك الشعور الجميل وقلبها بدأ في الخفقان لذلك الذي كان يخترق منذ لحظات من الغيره الحارقه! و تدعوا الله ان يكون ما يحدث معها نقطه بدايه الى سعادتها.
**
غضبه المتأجج الذي يتصاعد الان هو ما يحركه الأن حتي تصاعد لذروته ليفتح الباب بعنف مصدرًا صوت قوي لـ ينتفض جسد حازم برعب عندما جابت عيناه المكان في لحظة خاطفة و وجد قاسم يقف أمامه على بعد مسافه قصيره جدا ابتلع حازم ريقه بصعوبة شديدة وهو يقول بتوتر"انت حابسني هنا ليه وايه الطريقة الهمجية اللي ضربتني بيها دي انا مش هسكت وهطلع من هنا وابلغ عنك "
ابتسم قاسم ساخرا و أنظاره المشعة بالشرر صوب ذلك الحقير الذي تجرأ ولمس حورية وأطلق ضحكه عاليه اثارت الرعب اكثر داخله عندما صاح بغضب " لا و واثق كمان انك هتطلع من هنا حي"
امسك حازم ذراعيه وهو يشعر بألم حاد يعتصرة وقال بخوف حاول اخفاء"ايوه طبعا هخرج و جدو مش هيسكت على اللي انت عملته معايا.. ايه الجنان ده هي سايبه كده تعمل اللي انت عاوزه وما حدش يعاقبك "
تقدم منه يهدر بعنف وهو يقترب منه و يُشير عليه بسبابته " كويس انك عارف اني مش اي حد يعمل حاجه وما يتعاقبش و إنت لسة مشفتش جنان مني.. بس لسه هتشوفه ما تقلقش إنت اللي هتندم في الأخر على اللي عملته في حورية"
نهض الأخر من مكانه ليقف قبالته يلوح بيده صائحًا بغلظة " عشان انا اللي كنت بحب حوريه قبل انت ما تيجي واخذتها مني انا دلوقتي احق بيها "
لتحتد نظراته فجأة يهتف بوعيد كبير وهو يقف أمامه مباشرةً لا يفصل بينهما سوي سنتيمترات ليشعر حازم بصعوبة في إختراق جسده ثم هتف قاسم ببضع كلمات باردة جعلت غضب الأخر يتأجج الضعف وشرارة الإنتقام تلمع بعيناه " اخر مره تجيب اسمها على لسانك النجـ** ده واخر تحذير كمان انك تنطق انك بتحبها عشان اللي زيك ما يعرفش يعني ايه حب, منين بتحبها ومنين رايح تاذيها باكثر طريقه عارف انها هتقتلها "
إنكمشت ملامحه بندم شديد وشعر حازم أنه بالفعل تسرع في رد فعله وخسر حوريه للابد في هذه اللحظه ثم انتبه الى صوت قاسم يقول بنبرة قوية بطيئة نسبيًا يظهر بها حدته وجديته في الأمر وبصره معلق بالأخر بتحدي وشر"بس ملحوقة انا هكسب فيك دلوقت ثواب واعلمك الادب والذوق اللي جدك نسي يعلمهم لك "
توترت ملامحه بإستنكار ورعب شديد وهو يراه احمرار وجهه بعنف وقسوة شديدة ويقترب يُنبأه بتنفيذ كلماته في تلك اللحظة.
**
في منتصف الليل.
في قصر عصام الصريطي خرجت ناريمان بخطوات بسيطة جدا من بوابة القصر الخاص بها ثم وقفت تنظر حولها تراقب شديد و حذر وتحركت تسير مسافه قصيره و وصلت إلى قصر قاسم السيوفي و دخلت من البوابه الخلفي كانت لم تجد احد يقف حينها دخلت و صعدت القصر وهي تنظر حولها بقلق شديد و تبتلع ريقها بصعوبة شديدة وتوتر فـ إذا رآها أحد هنا تعرف جيدا أنها لم تخرج حيا وصلت اخيرا الي غرفه حوريه وفتحت الباب ودلفت إلى الداخل لتري حورية نائمه بعمق و جانبها طفل صغير لتعرف علي الفور أنه طفلها الذي أنجبتة قبل أيام! وقفت ناريمان تطلع فيها بحقد دفين وغضب وهي تتقدم نحوها من الفراش وسحبت الوساده التي أعلي رأسها و وضعتها بسرعه فوق وجهها بقوة تضغط عليها
بغل شديد.
انصدمت حورية مما يحدث وهي تشعر بـ أنفاسها تختنق ثم ِبدأت ناريمان تزيد من ضغط يديها أعلي الوساده حتي شعرت حورية بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يدها المحيطه بـ الوساده محاوله جعلها ان تبتعد عنها وافلاتها لكنها لم تتحرك من مكانها وظلت تضغط علي الوساده بقبضتها القوية فلم تشعر بشئ وبدأت تهدر أنفاسها الأخيرة الا مدت يدها جانبها تبحث عن أي شيء لتمسك هاتفها أعلي الكوميدينو و بقوة وعنف ألقته بوجهها
أغمضت عينها ناريمان بتفاجئ و بألم شديد بوجهها مما اضطرت تترك الوساده وهي تتألم بغضب شديد وعندما وجدت حورية تسحب الوساده عن وجهها واعتدلت ،ركضت ناريمان بسرعه وخوف إلي الخارج.
اخذت حوريه تتنفس الصعداء بصعوبة شديدة وهي تنظر حولها برعب وقلق ولم تراه احد بداخل الغرفه اتسعت عيناها بهلع فـ قبل قليل كانت ستموت ثم بسرعه نظرت جانبها وتنهدت براحه عندما رأت طفلها نائم جانبها بسلام ثم حملته ونهضت تصرخ بقوة شديدة وخوف.
أضاءت الانوار بالقصر و بسرعه ركض قاسم إليها يحاوط بيديه وجهها ليجدها تبكي بشدة وهي تحضن طفلها الذي أخذ يبكي هو الآخر علي بكائها، ابتلع قاسم ريقه بارتباك وخوف شديد" في ايه مالك بتصوتي ليه "
في تلك اللحظة جاء خلفه جمال بقلق ليسمع صوتها وهي تصيح بهسترية"الحقني يا قاسم في حد كان عاوز يموتني و دخل الاوضه أنا حسيت بي بيكتم نفسي بالمخده وكنت هموت لولا ضربته بالتليفون سابني وجري "
اتسعت عينا قاسم بذهول وقلق والتفت نحو جمال هاتف بحده"جمال بسرعه اتحرك شوف البهايم اللي واقفين بره دول بيعملوا ايه وازاي يسيبوا حد يدخل القصر ..هما نايمين ولا ايه "
عقد جمال حاجبيه بدهشة و عدم تصديق فمن يستطيع ان يدخل إلي هنا ويحاول قتلها ايضا هز رأسه بالايجاب وتحرك للخارج بينما اقترب قاسم هو بها يفرد يديه الي خصرها بسرعة يلتقطها بين ذراعيه يهديها هي و الصغير قائلا اهدي يا حوريه ما تخافيش ما فيش حد هيجي جنبك وانا هنا "
تنفست حوريه بقوه تحاول أن تتماسك
ثم مسح دموعها برفق وابتسم الي الصغير متمتم بحنو"هششش بس يا حبيبي انت كمان كفايه عياط ما تخافش "
جاء جمال وهو يقول بجدية "ما فيش حد بره يا قاسم والحرس كلهم موجودين على البوابه وصاحيين.. انتي متاكده يا حوريه ممكن بيتهيالك ولا حاجه يا بنتي"
ابتعدت حوريه عن قاسم وهي تقول بسرعه وخوف"ايوه طبعا متاكده وانا بيتهيالي حد بيقتلني ليه؟ صدقني يا قاسم والله العظيم كان في حد عاوز يقتلني انا مش بحلم ولا بيتهيالي صدقني"
نظر قاسم لها بحيره و هو يشدد علي ضمها لها ليتحدث بهمس قائلا "اهدي يا حوريه ..دور تاني يا جمال اكيد مش هيلحق يهرب شوف البوابه اللي وراء "
لينظر إليه و هو يقول بجدية "بعت فعلا حد يشوفها مش مستنيك تقولي.. وانتي يا حوريه اهدي انا مش قصدي انك بتكذبي بس مستغرب مين ده اللي هيجيلة الجراه يدخل القصر وهيعرف ازاي وسط كل الحرس دول "
قبل أن تتحدث حورية تقدم أحد الحراس ينظر إلى الأسفل قائلا بخشونة"جمال بيه ما فيش حد عند الباب الخلفي بس باب المطبخ اللي بيطل علي الجنينه كان مفتوح ..ممكن حد من حضراتكم نسيتوا تقفلوا "
شهقة عالية بفزع خرجت من حورية لترفع يدها تشير إليه بايدي مرتجفة و هي تقول بسرعة "شفتوا بنفسكم عشان تصدقوني باب المطبخ كان مقفول انا نزلت اعمل من حوالي ساعه ونصف احضر الببرونه لي اسامه.. اكيد دخل منة وهو اللي نسى الباب مفتوح وهو خارج يهرب "
بدأ الشك يتسرب داخل قاسم صك علي أسنانه بغضب قائلاً بانفعال"جري ايه يا جمال رجالتك ما بقوش يشوفوا شغلهم كويس ليه؟ أنت ازاي اصلا مش معين حد عند البوابه اللي وراء ولا عند باب المطبخ "
اشار جمال الي الحارس بالانصراف وهو يقول بجدية"اهدى يا قاسم اكيد معين حد منهم يقف عند باب المطبخ بس وقت ما تبقوا صاحيين مفيش حد يتجرا ويوقف يشوف حد من اهل البيت وده كان طلبك ولا نسيت.. انا مش بشغل اي حد والسلام هنا يا قاسم ببقي عرف تاريخه كله "
مسح قاسم وجهه بعنف يتذكر ذلك فهو بالفعل من امر بعدم وقوف الحراس هنا من غيرته أن ينظر نحوها أحد من الحراس تنهد قاسم بعمق وقال بضيق"تمام اتصرف و اعرف مين اللي قلبه جامد كده و دخل القصر وطلع لحد اوضه حوريه و كان عاوز يقتلها بكل بساطة كده "
هز جمال رأسه موافقه و تحرك للخارج بينما تنهد قاسم وهو يقول بنبرة هادئة" خلاص يا حوريه انا هاهتم بالموضوع ما تخافيش و أهدي بقي اسامه عمال يعيط و قلقان زيك "
توقفت حوريه عن البكاء وهي تنظر إلي اسامه وتقبل وجهه ويده بحنان ليقول قاسم بهدوء"
يلا ادخلي نامي ورانا بكره يوم طويل أوي"
اتسعت حدقتها بذعر وهي تقول بقلق بالغ"
لا لا انا مش عاوزه انام خلاص مش هيجيلي نوم اصلا انام ثاني روح انت نام وما تشغلش بالك بيا "
لينظر إليها و هو يهتف بجدية " يعني ده اسمه كلام هيجي لي انا كمان نوم ..ادخلي نامي يا حوريه وما تخافيش يعني هتفضلي صاحيه طول الليل الساعه خلاص داخلة على خمسه الفجر"
صمتت قليلًا ثم لتلتفت اليه برأسها و هي علي وشك البكاء من الخوف قائلة " ما هو انا مش هيجي لي نوم يا قاسم ما هو ممكن اللي عمل كده يرجع ثاني ويعمل المره دي في اسامه حاجه.. ذي ما عمل اولاني ومحدش منكم حس بيه فخليني صاحيه احسن "
ليضمها إليه أكثر و هو يقول بحنو بجوار اذنها " ما ينفعش تخافي وانا جنبك،انا عندي حل ادخل معاكي احرسك وافضل جنبك زي كل مره لحد ما تنامي "
صمتت مرة أخري لتنظر إليه و هي تقول بتوتر ومزالت تحمل اسامه بين ذراعيها الذي هدء وصمت من البكاء وهمست بخجل " مش هينفع المره دي اسامه بيصحى كثير بالليل وبيعوز يرضع وبعدين انت كمان محتاج تستريح وتنام"
هز قاسم رأسه بتفهم قائلاً بضيق شديد"اه صح نسيت موضوع رضاعه اسامه ..طب خلاص ادخلي نامي وانا هفضل قاعد قدام الاوضه بتاعتك هقعد قصاد الباب بالضبط اظن كده ما حدش هيقدر يدخلك يعمل لك حاجه لا انتي ولا اسامه "
رفعت بصرها إليه و هي تسبل عينها ببراءة قائلة " بجد "
ابتسم قاسم بخفوت وهو يقول بهدوء منافي غضبه قبل قليل" طبعا انا كمان مش هبقى مطمئن عليكم غير بالطريقه دي ..يلا ادخلي نامي وارتاحي وما تقلقيش نفسك خالص من حاجة انا مش هتحرك من مكاني غير لما النهار يطلع "
ابتعد قاسم عنها مبتسم بحنان وهو يراها تدلف الي غرفتها وقبل أن تغلق الباب رفعت مقلتيها ونظرت إليه وهو هز رأسه يرسل إليهما نظرات حنونه مطمئنه حاولت حورية رسم ابتسامة علي ملامحها الخائفة واغلقت الباب بينما أطلق هو تنهيدة طويلة واقترب يجلس بالارض يسند رأسه علي باب غرفتهما كـ حارس و حامي الي أسرته الغاليه إليه.
مرت ساعات طويلة و جاء الصباح وكان قاسم مزال يجلس على الأرض يسند رأسه علي باب الغرفة مغمض العينين نائم بعمق وتعب فهو ظل ساهر طول الليل ولم ينام اللي عندما اتي الصباح، خرج جمال من غرفته متحرك الي الأسفل ليجد قاسم نائم أمام غرفه حوريه وبدا يفيق و يفتح عينيه بصعوبة بالغة ليرفع وجهه يراه جمال يقف أمامه مبتسم بسماحة قائلا"
يا عيني على الحلو لما تبهدله الايام ما تجوزتوش لسة وبتنيمك بره من الأول كده.. الحب مبهدله صحيح مش كده "
جز قاسم علي اسنانه بغيظ شديد ليحاول ينهض إليه لكن تألم بشده من ظهره وهتف بحده" جمال اسكت خالص مش عاوز اسمع نفس.. وقرب هات ايدك قومني مش حاسس بظهري "
ابتسم جمال بشده وهو يقترب يساعده على النهوض ليفتح الباب فجاه ويسقط قاسم علي ذراعيه و ظهره بقوه متألم بشده شهقت حوريه بقوة وهي تقترب منه بتوتر" انا اسفه ما اخذتش بالي والله فكرتك قمت من بدري ونمت في اوضتك.. انت كويس"
ابتسم جمال باتساع عليه وهو يراه ينهض بصعوبة بملامح متألمة بشده وابتسم باصطناع قائلا" اه الحمد لله حصل خير مش حاسس بس بكتفي ولا ظهري"
ضيق جمال عينه بخبث و هو ينوي مشاكسته قائلا بأسف مصتنع" ظهرك وكتفك مره واحده! لا لازم ناجل الفرح النهارده يا جماعه مش هتعرف تتجوز من غير كتفك وظهرك يا راجل"
نظر إليه قاسم مضيقاّ عينه بتوعد رافع حاجبه" تعرف توريني قفاك وتمشي من وشي"
كبحت حورية ابتسامتها بصعوبة بالغة من ما يفعله جمال معه بينما هتف مسموع بـمرح و مشاكسة " كده الحق عليا انا عاوز مصلحتك..انا بس خايف عليك تكسفنا أول ليله عايزك ترفع راسنا يا عريس"
احمرت عينيه بغضب دفين بينما ابتعد جمال عنهم و هو يغمز له بطرف عينه باستفزاز ورحل، ضغط قاسم علي يده بغيظ شديد منه لـ يقف معتدلاً و هو ينظر إليها يراها تبتسم بشده عليه لـ يتحدث قائلاً بحده" إيه انتي كمان واقفه كده ليه يلا اتفضلي اجهزي بسرعه"
اتسعت حدقتها بصدمة ثم حمحمت بهدوء وهزت راسها بقله حيله وهبطت الي الأسفل.
**
بداخل القصر كان رأسًا علي عقب و كل من بداخله يقوم بالتنظيف في ركن من أركانه ويزين المكان و يجهز الطعام الطازج رغم كان حفل الزفاف عائلي فقط بناء على رغبه حوريه التي رفضت ان تقيم حفل زفاف مره ثانيه بعد ما حدث لها وقاسم رغم ان لم يتزوج مطلقا وهذه اول زيجة له لكن وافق على رغبتها فهو غير مرحب بشده الى الحفلات المزدحمه،وقف قاسم في الاسفل مرتدي بدله رسميه اناقيه وعندما نظر الى الاعلى نظره خاطفه توقف قلبه هنا و دق بقوة وهو يراه حورية تنزل بخطوات بسيطة بفستان طويل من اللون الابيض ذو أكمام طويلة و رفعت خصلات شعرها الي الاعلي و زينته بمشبك شعر من اللون الفضي و وضعت احمر شفاه خفيف اللون و حذاء ذات كعب عالي من اللون الفضي أيضاً وكانت تحمل طفلها بين ذراعيها مرتدي بدله صغيره بنفس لون بدله قاسم الأسود جعلته جذاب مثله.
تحرك قاسم نحوهما مثل المسحور فقد لمست اوتار قلبه وابتسم بحب و أخذ منها اسامه يحمله و تشبث بكفه الصغير في جاكيته برفق
ابتسم قائلا" شكلك حلو قوي "
احمرت وجنتيها وابتسمت له حورية بلطف" وانت كمان شكلك حلو بالذات بعد ما شيلت اسامه شكلكم حلوين جنب بعض قوي "
ضم الصغير لصدره أكثر واحاطه بكلتا يديه ولاحظ ملامحها الحزينه فجاه ليقول بصوت خشن " مالك في حاجه مضايقاكي"
حاولت حورية الابتسامه رغم عنها وهي
تهمس بصوت موجوع" ابدا بس كنت عايزه حد معايا النهارده من اهلي خصوصا ماما "
التفت قاسم لـ جمال الذي فهم نظراته ليذهب إلى الخارج قليلا ثم اقترب منها قائلا بهدوء"
"وتفتكري دي حاجه تفوت عليا "
عقدت حاجبيها بعدم فهم ثم نظرت إلى الخلف لتجد والدتها تقف تبتسم بسعاده اليها نظرت إليه حوريه بقوة وفرحة قائلة وهي تتجه نحوه" انت بجد احسن حاجه حصلت لي في حياتي "
ثم اقتربت إليه واحتضنها متناسية حضور والدتها و الجميع تستطرد حديثها بسعادة وفرحة" متشكره قوي يا قاسم متشكره جدا جدا علي كل حاجه حلوه بتعملها معايا"
ابتسم لسعادتها وضمها لأحضانه غير عابئ بالجميع مثلها ولكن ما إن استوعبت ما حدث ابتعدت عنه تخفض عيناها في الارض تكاد تموت من الخجل و ركضت نحو والدتها تحتضنها وترحب بها باحراج شديد.
بعد مرور فترة وصل الماذون و جلس قاسم جانبه و جاء جمال حتي يكون شاهد على الزواج هو وشخص اخر وكانت حوريه تجلس على الجانب الآخر و اخذت بدريه حفيدها تجلسة فوق ركبتها وهي تجلس امامهم بابتسامه سعيده و تعالت الأصوات بفرحه سعيده عندما هتف الماذون بجملته الشهيره"
بارك الله عليكم وجمع بينكما في خير "
وفي تلك ذاته اللحظة لجت ناريمان للداخل و وجدت الصمت يخيم المكان عندما دلفت ولاحظ الجميع دخولها ابتسمت هي باتساع واقتربب منهم بدأ بتوتر بعض الموجودين من حورية و بدريه بينما قاسم نهض بثبات وهو يضيق عينه علي ذلك الكدمه الزرقاء التي بوجهها وعندما وقفت ناريمان أمامه تطلع فيها قائلا بجدية" نعم جايه عاوزه ايه؟"
ابتلعب لعابها الجاف ثم همست بصوت يكاد يكون مسموع" مالك بس يا قاسم بتكلمني كده ليه يا أبني انا مش جايه في شر ما تخافش بس صوت ضحككم وفرحكم عاليا جدا عاليا لدرجه مستفزه بس انا رغم كده متضايقتش خالص"
وقفت حوريه خلف قاسم بارتباك وعدم ارتياح إليها بينما اخفضت ناريمان رأسها بحزن وانكسار وهي تهتف بضعف" بس الصوت استفزني اني انزل وافرح معاكم وابارك لـ حوريه مرتين مره على البيبي ومره على الجواز"
لوي جمال شفتيه باستخفاف علي حالتها ولم يصدق حديثها وأقترب منها بحذر يراقب افعالها بشك.
تنهد قاسم بضيق شديد منها فهي بتأكيد جاءت حتى تفسد فرحه حوريه، بينما ضمت بدريه أسامه إلي أحضانها بقلق شديد وهي تنظر إليها.
ثم فجاه ابتسمت ناريمان بسعادة بجنون وقالت بابتسامة وحب" مبروك يا حبيبتي الايام بدات تضحك لك اهي خرجتي براءه وخلفتي طفل جميل و دلوقتي اتجوزتي.. بس انا مش زعلانه ده نصيبي ولازم ارضى بي وانتي كمان لازم ترضي بي وما تكسفنيش وتاخذي هديتي "
خفق قلب حوريه بألم شديد وحزن عليها وقبل أن تتحدث وتخفف عنها اتسعت عيناها علي مصراعيها وهي تراها تحاولت ملامح وجهها مثل الافاعي يتلون جلدها وأخرجت سكينه من حقيبتها تريد تغرزها بقلبها وهي تصيح بقسوة شديدة" هي دي هديتي يا حوريه مــوتـــك "
كان أول ما راها جمال الذي ركض نحوها ليأخذ هو السكينه بدل من حورية صرخت بدريه بصدمه وخوف وشهقت حوريه بحده بذهول و بهلع وكان كل ذلك حدث بسرعه البرق.
بينما تصنم قاسم في مكانه لحظات يحاول أن يستوعب ما يحدث ثم أفاق واقترب منه وقلبه ينبض برعب من هيئته وجمال يتألم و الدماء تنزف منه صائح بذعر شديد "جماااااال"
___________________________________
الفصل السابع عشر
___________________
بينما تصنم قاسم في مكانه لحظات يحاول أن يستوعب ما يحدث ثم أفاق واقترب منه وقلبه ينبض برعب من هيئته وجمال يتألم و الدماء تنزف منه صائح بذعر شديد باسمه.
اغمض جمال عينيه بضعف وهو يخفض راسه يراه الدماء تنزف بغزارة من ذراعيه فـ ناريمان صوبت السكين نحوه ذراعيه وأمسك ذراعيه بقوه وهو يتألم ومن هنا فورا بدا يشعر ان قدميه لا تقوى على حمله فعلا وجسده اخذ بالارتعاش بشدة وقبل أن يسقط بالارض اسرع قاسم يركض إليه لـ يلحقه قبل سقوطة و اسنده فوق المقعد وانزل بركبته أمامه وهو يمسك بيده صارخ بعنف وقلق:-
_جمال ..جماااال انت كويس حاسس بايه.. جمال اوعي تعملها وتسيبني رد عليا جمااال
اقتربت بدريه بقلق شديد وهي تنظر إليه بخوف:-
_استاذ جمال انت بخير
أسرعت إليه حوريه بقلق شديد ونظرت اليه بعينين يغشاهم الدموع تشعر برغبة شديدة فى البكاء :-
_اونكل جمال انا اسفه حقك عليا كانت مفروض تيجي فيا ليه عملت كده؟ يا ريتك ما وقفت مكاني كنتي سبتني ان شاء الله حتى اموت
رفع جمال يده حين راى تلك الدموع بعينيها فتسلل احساس بالندم داخلها و بانه من الممكن أن كان يموت بدل منها، فمد يده يلامس وجهها بحنان مرددا بابتسامه وهن:-
_بس اهدوا انا كويس محدش يقلق عليا، وأنتي يا حوريه بعد الشر ما تقوليش كده انتي ما تعرفيش غلاوتك عندي اد ايه يا حبيبتي
أمسكت حورية يده الذي فوق وجنتيها تقبلها برفق وهي تبكي بشدة عليه بينما ضغط قاسم على يده بعنف وقسوة.
فتراهم ناريمان بذلك المشهد تراقب قلق الجميع علي جمال و فاغرة فمها بذهول وصدمة عندما وجدت أن السكين قد أصابه جمال وليس حورية كما كانت تريد ثم استغلت انشغال الجميع معه وتحركت بخطوات سريعة تركض الي الخارج لتهرب قبل أن يراها أحد!
رفع جمال كتفيه بجزع يتألم قبل ان يهتف قائلاً موجه حديثه إلي قاسم بضعف :-
_الإصابة بسيطه ما تخافش عليا يا قاسم ..انا كنت حاسس انها في حاجه عاوزه تعملها ما عرفتش اوقفها غير بالطريقه دي آآه كان لازم اقف قصادها وامنعها
اخذت حورية شهقاتها بالتعالى بحزن شديد ثم نهضت وهي تقول بلهفه شديدة:-
_حاول تتحمل يا اونكل جمال شويه عشان خاطري انا هروح اطلبلك دكتور بسرعه
وعندما الجزء المتعلق بـ ناريمان تذكر قاسم علي الفور ناريمان و كيف كانت تريد قتل حوريه و جمال فداها بروحه لينهض قاسم على قدميه يبحث عنها ليراها تركض بسرعه مثل الفئران تريد الهروب ليتحرك هو أيضا يركض خلفها بسرعه شديده هاتفا بوحشية وعينين مشتعلة بالنيران:-
_نـارررريـمـان! اقفلوا البوابه بسرعه اوعوا تخلوها تخرج
بينما ابتلعت ناريمان ريقها بصعوبة شديدة و برعب شديد وهي تسمع صوته الغاضبه وخطواته خلفها لتسرع في الركض لكنها فجاه تعثرت قدمها وسقطت بالأرض علي ركبتها لتصرخ بألم وتوقف خلفها قاسم توحشت ملامحه و هو يمسك بذراعها بقوة يجذبها نحوه والغضب والتوعيد واضح من عينه الحمراء كالدماء،و فكه المحتد بعصبية حاولت التملص من بين يده و هي تتحدث بصوت واهي:-
_اوعي ايدك سيبني
لتضيق عينيه عليها بنظرة مشتعلة بالنيران و يهتف بوحشية:-
_فاكره نفسك رايحه فين بعد عملتك دي بكل سهولة كده؟ المره دي غير انا فوتتلك كثير و لازم تتعاقبي
اتسعت حدقتها بخوف شديد لتعرف أن هذه المره غير ولم تمر علي سلام! لياتي الحراس إليه هاتف احد منهم قائلا بخشونة:-
_اوامرك يا قاسم بيه
ليتفحص ملامح وجهها ببطئ و تروي أرتجف قلبها من صمته و تعابير وجهه و هيبته بشموخه تدل علي أنه سوف يدبر إليها كارثة وتحدث وهو يصك علي أسنانه بقوة :-
_حد منكم يبلغ البوليس بسرعه وخذوها احبسوها في المخزن تحت لحد ما تيجي الشرطه وتاخذها ..وحد ثاني يفكلي الكاميرات اللي في الجنينه ويجيبهالي هنا؟ كل اللي انتي عملتيه متصور صوت وصوره ومش هتنفدي بعملتك المره دي ذي اللي غيرها
شحب ناريمان وجهها بشدة قبل ان يسحبها الحراس بقوة بعيد وهي تصرخ بصدمة و هلع:-
_اووووعى انـت وهــو سـيـبـوني ابـعـدوا عـنـي لاااا
لتقف بدريه وهي مازالت تحمل الصغير بين ذراعيها ومدت يدها الأخري إلي جمال حتي تساعده على النهوض تطلع جمال فيها عدد لحظات ثم ابتسم بوهن بامتنان وأمسك بيدها يسند عليها وهو يضغط على كتفه متألم وهي تسير به إلي الدخل حتي يأتي الطبيب يفحصه.
بعد فترة قصيرة وصل الطبيب ليوقيع الكشف عليه وتعامل الطبيب مع جروحها بعملية وكان الجرح سطحه وبسيط بالفعل و اخذ الطبيب يعالج ويخيط الجرح و خلال الانتهاء من الفحص يلقى بتعلماته بوجوب الراحة والتغير على جروحه وان الامر بسيط لايستدعى قلقهم حين تحدث قائلا بعملية:-
_ما تقلقوش الاصابه سطحيه حاجه بسيطه ان شاء الله ما فيش داعي للقلق خالص
تنهد جمال وقال متحدثا بخشونة:-
_سمعتوا بنفسكم انا كويس ما كنتش محتاج دكتور كمان السكينه جت في دراعي مش محتاجه لي ده كله
زفر قاسم بعنف وهو يقول بهدوء قليلا :-
_برده كان لازم نطمن عليك الحمد لله انك بخير حمد علي سلامتك
ليزفر جمال بهدوء وببطء ثم تطلع في الجميع يحدثهم قائلا بجدية تامة وحزم فى محاولة منه لتلطيف الاجواء بينهم:-
_طب يلا مش اطمنتوا عليا اتفضلوا بقى كملوا باقي احتفالكم والفرح وما تخلوش حاجه تاثر عليكم انا كويس اهو قدامكم.. ما دخلهاش تفسد فرحتكم هو ده اللي هي عاوزاه وكانت جايه عشانة
كاد أن يعترض قاسم لكنه صمت بتراقب عندما أستمع الي صوت سرينه الشرطه وقد التمعت عينيه بشراسة وابتسم قاسم بشر يهتف بغل:-
_دلوقتي بس هقدر افرح واحتفل بعد ما اشوف البوليس واخذها من هنا علي الحبس
**
مر بضع الوقت وحاول الجميع التاقلم وتجاهل ما حدث قبل قليل عندما جاءت ناريمان تفسد فرحه الجميع بقتل حورية وقد تلقي الضربه بدل منها جمال وجاءت و اخذتها الشرطه بالقوه وسط صراخها الشديد برفض أن تذهب معهم وقد قدم قاسم إلي الشرطه تسجيل فيديو يوجد به ما حدث بالتفصيل وكيف ضربت ناريمان جمال.
بدأت الأمور تسير بهدوء و حاول الجميع رسم ابتسامة سعيده وفرح علي وجوههم و بدأ الاحتفال بالعروسين يسير وسط بهجه وسعاده حتي دلف عتمان فجاه من بوابة القصر وتوقف الجميع بقلق ينظرون إليه فيبدوا أن هذا اليوم لم يمر علي خير مطلقاً.
اقترب عتمان من حورية و توقف أمامها لتتوتر حوريه بقلق منه و تحولت نظراته الي اشمئزاز وهو يقول بحدة:-
_ده طلع اللي سمعته صحيح بقى، انا لما سمعت انك بتتجوزي مصدقتش نفسي قلت هي زباله و واطيه اه وفيها كل العبر بس مش هتعمل دي كمان بكل بجحه وتتجوز بدون علم اهلها وما تدينيش خبر
صك قاسم علي أسنانه حين وجده أمامه و هو يقول بتحذير صارم:-
_حاسب على كلامك وما تغلطش في مراتي بدل ما انسى انك راجل كبير وهتشوف مني حاجه مش هتحبها احترم نفسك وانت في بيتي
لينظر عتمان إليه باستهزاء و هو يقول بتهكم:-
_يا زين ما اخترتي لايقين على بعض وانتي يا هانم هو ده فرح صاحبتك اللي ما عرفتيش ترفضي وتكسفيها، تضحكي عليا يا بدريه وانتي كنتي رايحه فرح بنتك مش عيب تكذبي في سنك ده
تنهدت بدريه وهي تقول بصوت هادئه بعدم مبالاه:-
_انا كذبت عشان فرحه بنتي تكمل على خير مش خوف منك ولو ما كنتش عرفت بطريقتك كنت هاجي انا واقولك بنفسي بس بعد ما ارجع والفرح يخلص
ابتسم عتمان بسخرية و هو يقول بغضب مكتوم:-
_عينك بقت قويه وبتردي كمان وما بقتيش تخافي ذي زمان، بس حقك مش لقيتي اللي تتحمي فيه انتي وبنتك مني
نظر قاسم إليه ببغض و هو يشعر بالغضب الشديد منه قائلا:-
_هو انت عاوز ايه بالضبط ولا منك بتحميهم ولا منك عاوز غيرك يقف جنبهم ويسعدهم، عاوز طول الوقت تفضل انت المتحكم فيهم وخلاص
اقتربت بدريه من قاسم بهدوء وهي تقول:-
_خلاص يا قاسم اهدا يا ابني وروح كمل الفرح مع عروستك وبلاش تعكننوا عليكم مبروك يا ابني مره ثانيه.. انا هامشي معاه بقى وان شاء الله هاجي ليكم مره ثانيه
هز قاسم رأسه بالايجاب بتراقب ثم ضغط علي كف يده وهو يقول من بين أسنانه متحدثا ببرود:-
_استنى يا أستاذ عتمان بما انك جيت لحد هنا فستني خذ معاك حفيدك اصله ثقيل على قلبي زيارته ومش قادر استحملة عندي اكثر من كده عندي
عقد عتمان حاجبيه باستغراب وعدم فهم ثم أشار قاسم بأصابعه يده إلي الحارس ليهز رأسه بطاعة و هو يتحرك لتطلبية اوامره و ظل قاسم ينظر إليه بلا تعبير حتي تقدم الحارس و بيده حازم الذي كان شاحب الوجه يظهر عليه الإرهاق و التعب الشديد و هناك كدمات بوجهه ليلتفت إليه عتمان بصدمه و ذهول ليركض نحوه سريعاً ثم نظر إليه عتمان و هو يمسك بوجهه ينظر إليه يميناً و يساراً و هو يقول بقلق شديد:-
_حازم مين اللي عمل فيك كده؟ أنت بتعمل هنا ايه اصلا؟ مش بترد عليا ليه يا حازم قولي عمل فيك.. انت عملت في ايه أنطق
بينما فتح حازم عينه بصعوبة بالغة لينظر إلي حورية وهي تطلعت بعيد عنه بجمود و أعينها لا تطيق حتي التطلع إليه، لـ يحضنها قاسم بالكامل داخل صدره و هو ينظر إلي حازم بحزم وقوة الذي أخفض رأسه بسرعه بعيد عنها بخوف شديد ولم يستطع أن يجيب علي جده لينظر عتمان لـ قاسم بغضب و هو يصرخ بحده:-
_عملت في حفيده ايه يا حيوان انت مين اللي عمل في كده؟
ابتسم ببرود متحدثاً و هو يضغط علي خصرها بقوة مرددا:-
_انا اللي عملت في كده فيه ويستاهل اكثر من كده انت مش عارف حفيدك المحترمه عمل ايه في حوريه حاول يعتدي عليها الواطي فانا ربيتهلك من جديد
ليتحدث عتمان بانفعال وهو يسنده بين ذراعيه بقوه بينما حازم جسده مرتخي بضعف وتعب وكان يستمع إلى ما يدور ولم تاتي الجرأة للرد:-
_حازم مستحيل يعمل كده انت كذاب وانا هجيب حقه منك علي اللي انت عملته في فااهم
صدحت صوت ضحكة قاسم العالية الرنانة يصدر صدي صوتها في المكان و من ثم نظر إليه و هو يقول بثقة :-
_ابقي اساله بنفسك اهو عندك مش هيعرف يكدب ولا ينكر حقيقته الوسخـة واللي عندك اعمله
شهقت بدريه مما سمعته بصدمة كبيرة فهي لم تتوقع أن يفعل ذلك ابدا ويحاول حازم اغتصاب حورية ثم هزت راسها بيأس و خيبه فهي لم تعد تثق بهذه العائله أبدا لتبتسم باصطناع ومسحت علي وجه ابنتها و هي تقول بحنان :-
_انا هامشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك يا يا حوريه ومن ابنك ومن جوزك كمان
رفعت حوريه رأسها لتنظر إلي عتمان و هي تبتلع غصة مريرة بحلقها لتنطق بهمس :-
_خلي بالك من نفسك انتي كمان يا ماما و طمنيني اول ما توصلي عليكي ..مع السلامه
هزت راسها لها بابتسامه هادئه ثم تحركت نحو جمال وهي تقول بامتنان شديد:-
_مع السلامه يا استاذ جمال شكرا جدا على عملته النهارده وحميت بنتي مش هانسيلك جميلك ده طول عمري والف سلامه على حضرتك
حاول جمال ان لا ينظر اليه ما هو خلفها و بداخله غضب و كره اتجاه ذلك البغيض عتمان ليرفع يده الأخري السليمه يمسك بيدها ويحضن كفها وهو لا يبعد بصره عنها و هو يقول :-
_العفو انا ما عملتش حاجه ده واجبي خلي بالك انتي بس من نفسك
رحلت والدتها مع عتمان والتمعت حورية مقلتيها بدموع حزينه جدا وأحكم قاسم قبضته عليها بقوة و كانت أسيرة بين ذراعيه المحبة يتمني أن تظل دائماً بالقرب منه بين يديه باحضانه مسد علي خصلات شعرها و هو يهمس بهدوء :-
_وبعدين احنا قلنا ايه يا حورية ما تزعليش ولا تعيطي على حد فيهم دول ما يستهلوش انك تفكري فيهم حتي
أغمضت عينها بقوة وهي تهز رأسها ثم لفت ذراعيها حول خصره تندس بأحضانة ودني نحوها يقبل جبهتها بعمق وهو يحضنها إليه أكثر، بينما ليتنهد جمال بضيق شديد وهو يقف يراقب رحيل بدريه مع عتمان بقلة حيلة
ليضغط علي يده بقوه وصمت.
**
جلس عصام داخل المنزل فى الصالون فوق اريكة عملاقة وهو ينفث دخان سيجارته بعنف قائلا بعصبية:-
_يعني ايه مش عارف امك فين؟ و انا اللي هعرف وانا قاعد في الشغل الـ 24 ساعه واجي علي اخر الليل تقول لي عمال اتصل بيها مش بترد
ليجيب جواد بلهفة فى محاولة لتبرير الامر قائلا:-
_يا بابا طب انا ذنبي ايه هي كانت قاعده معايا و وشها مقلوب ومتعصبه من صوت الدوشه والفرح اللي جنبنا بتاع قاسم وحوريه وفضلت أهدي فيها واقول لها حاولي تتجاهلي وما تحطيش في دماغك وهي فضلت تصرخ فيا وتقول لي ما لكش دعوه وبعد كده سبتها وطلعت الاوضه فوق وبعد شويه لقيتها جايه و بتخبط عليا وشكلها هادي جدا ومبسوطة اوي مش عارف على ايه وقالتلي انت معاك حق لازم فعلا افرح وانبسط وما احطش في دماغي وعشان كده هخرج اتمشى شويه ومش هتاخر.. واهي من ساعتها ما رجعتش
زفر عصام بغيظ قائلا بحده:-
_وهي ازاي اصلا تخرج في وقت زي ده من غير حتى ما تاخذ السواق معاها وكل ده بتتمشي.. شكلها يا بيه اصلا راحت تعمل مصيبه وهي هتسكت وتهدا فجاه كده وتسمع كلامك من غير لما تنتقم مستحيل انا عارفها
تعالي فجاه صوت هاتف جواد يرن بينما اعتدل عصام وهو ينظر اليه يهتف بعينين لامعتان بلهفة:-
_رد بسرعه لو هي قولها تاجي علي طول الوقت أتأخر
اسرع جواد يعتدل هو الاخر قائلاً بسرعة:-
_لا دي نمره غريبه بس برده هرد ممكن تكون تليفونها فاصل شحن ولا ضاع ولا اتسرق ومحتاجه حد فينا يجيلها
هز رأسه عصام إليه بالايجاب بأن يفعل ذلك بالفعل وفتح جواد الخط وانتظر الطرف الآخر يجيب ثم اتسعت عينا بذهول وصدمة مرددا:-
_نعم في القسم بتعملي ايه؟
**
بعد فترة صعد قاسم ومعه حوريه و وصلوا إلي جناحه توقف عند الباب مشيرا إلي حورية بالدخول نظرت إليه مطولاً بتردد ثم دخلت بخطوات بطيئة دون انتظار لحظة واحدة وقلبها يقرع بقوة فورا داخلها لما سيحدث هنا فى تلك الغرفة اتبعها قاسم يغلق الباب خلفها لتسمع صوت تكاته كانها مطارق داخل اذنيها ثم تقدم منها بخطوات هادئة عينيه لا تفارق وجهها ولا جسدها.
كانت رائعة بكل تفاصيلها عينيه تتركز فوقها يبادلها النظرات فتتوه داخلهم تنسى كل ما حولها لاترى غيره وهى تراه يتقدم منها ببطء حتى توقف امامها وهو مازال لم يرفع عينه عنها ولا حتى يرف له جفن رموشه و عندما مسك بيدها بين يديه ليرفعها ببطء الى شفتيه يقبلها برقة ولمسة كرفرفة الفراشات تتراقص خفقات قلبها تأثير من لمسته تلك وتتزايد بجنون حين مد يده يتلمس خصلات شعرها قبل ان يزيحها بحنان خلف اذنها و ببطء ينحنى فوق جبينها يقبله بنعومة يهمس لها بحنان عينه تكاد ان تلتهم ملامحها:-
_ مبروك يا حوريه الف مبروك يا حبيبتي
لترفع رأسها تنظر إليه و هي تقول بهدوء :-
_مبروك ليك انت كمان يا قاسم ..هو انت مبسوط بجد ان احنا اتجوزنا
حاوط قاسم خصرها و هي ثابته بين ذراعيه قائلاً بهمس و هو يستند جبهته علي جبهتها :-
_ الصراحه لا
انتفض قلب حورية من كلماته كادت أن تبعد عنه لكنه شدد على خصرها فهي اصبحت الآن اغلي ما بحياته لامس وجهها و هو يبتسم باتساع ليميل إليها و هو يقول :-
_انا طاير من السعادة مش مبسوط بس، أنا مش مصدق نفسي أننا اتجوزنا أصلا وانتي تساليني مبسوط ولا لا.. اكيد طبعا مبسوط يا حبيبتي
زفرت بارتياح ثم تنحنحت هي بجدية و هي تنظر إليه بعمق عينها لا تزاح عن بؤبؤت عينه بروح عاجزة لتمد يدها تمسك بيده و هي تقول بصعوبة :-
_قاسم انا بتكلم بجد خلينا نتكلم بجديه و بوضوح شويه انت هتتجوز واحده مش هتكون انت اول واحد في حياتها هتلمسها ولو خلفت منها في يوم هيكون مش اول طفل ليها و لسه جواها جروح ما لمتش ولا نسيت اللي حصل لها زمان ولا شكلها كده هتنسى يعني بمعنى اوضح انت ارتبطت واحده مريضه نفسيه
تطلع فيها بصمت وشعر بغضه مؤلمة داخله ثم تركت يده تهز راسها له تشير إلى نفسها و هي تقول بألم و دموع عالقة باهدابها :-
_انا عارفه ان أنا اتاخرت في الكلام ده بس انت ما اديتنيش فرصه اقولهلك ومش قادر اتجاهله ما اقولهوش كمان
تنهد قاسم بروح متالمه مختنق بشده من حديثها ثم ابتعد يقبل باطن يديها و هو يقول بخفوت و صوت حزين :-
_حورية أنا ميهمنيش كل ده انا اللي عايزه انتي و بس.. انا عايزك انتي مش فارق معايا ولا هاممني وكل اللي انتي بتقوليه ده ومش مستنيكي تقولي لي اصلا عشان مفيش حاجة هتتغير بالنسبالي مهما حصل
أغمضت عينها لتسقط تلك الدمعة الوحيدة علي وجنتيها كالنيران بصدره ليرفع يده يمسح تلك الدمعة لتتحدث هي بانكسار :-
_بس الامور دي فارقه معايا وتهمني عشان هتفضل نقطه سوداء في حياتي وانا بتخيل ان ممكن في يوم تنفر مني بسبب اللي حصلي او تحس انك اتسرعت لما اتجوزتني
شحب وجه قاسم فور سماعه كلماتها تلك شاعراً بالندم يتأكله من الداخل بينما ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه وعينيها تنبثق منها الألم و الخذلان اقترب منها ببطئ محيطاً وجهها بيديه برقة قائلاً بصوت يتخلله اليأس والندم :-
_ما فيش حاجه زي كده هتحصل يا حوريه انا مش عيل صغير ولا باخذ قرارات بتهور أنا عارف كويس ده ومفكر في كل اللي انتي بتقوليه ومش فارق معايا،وبعدين بطلي تحكمي على الامور انك ظالمه انتي الضحيه والمظلومه يا حوريه عشان كده انا ما زلت عاوزك و واقف جنبك بساعدك وما يهمنيش حاجه في الدنيا غيرك أنتي وبس
لتقول بنبرة أشبه للبكاء متحسره علي حالها:-
_خايفه يا قاسم خايفه اتعلق بيك وبعد كده تسيبني وتتخلى عني خائفه تسيبني لوحدي في الدنيا وانا ما بقاش ليا غيرك
انخفض ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها هامساً بصوت اجش بينما نظراته تصرخ بعشقه لها:-
_اسيبك ازاي بس هو في حد بيبعد عن روحه ..انتي بتثقي فيا
رغم ثقتها التي اهتزت داخلها بـ الجميع لكنها أجابت بلحظة سريعاً دون تفكير الأمر بالاصل لا يحتاج اي تفكير :-
_أيوة طبعا
زفرت بارتياح كان متوتر من إجابة ذلك السؤال بالفعل ليقول قاسم بصوت حنونه:-
_يبقي ما تخافيش من حاجه وانا معاكي و صدقيني مش هخذلك في يوم كل اللي يهمني انتي انك تكوني جنبي و بس
وضعت رأسها فوق صدره و هي تمسح دموع أخري سالت علي وجنتيها لتهمس هي بثقل :-
_انا تعذبت اوي في حياتي وانا شايفة نفسي ضعيفه ومكسوره وعاجزة ان حتى اساعد نفسي و اتدمرت باللي حصل انا مش حمل اي ضغط و لا ضعف تاني ..اوعي تسيبني بجد يا قاسم انا لما صدقت لقيتك بلاش توجعني انت كمان في مره ولا تكسر ثقتي فيك ولو في يوم حبيت تبعد بلاش تكسرني انت كمان زيهم
بعض الكلمات جعلت أطراف جسده تتجمد و قلبه يدق بقلق لم يعرف ماذا يفعل يخبرها بالحقيقه الأن وانه هو من اغتصبها ويزيح ذلك الحجر من فوق صدره لعله يرتاح لكن وعند تلك الفكرة تراجع عقله وهز رأسه بنفي لن يخبرها يكفي ما حدث لها ولو أخبرها سوف يعكر عليها أيامها الاولي معة وهي لا تحتاج صدمات اخرى حتى في الوقت الحالي أخذ نفسا عميقًا قائلا بابتسامه مصتنع:-
_احم يلا بقى الوقت اتاخر واليوم كان طويل ومتعب ادخلي غيري الفستان في الحمام وانا هغير هنا
هزت راسها له بالايجابي مبتسمه بهدوء ثم توجهت إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها بينما يراقبها وقد استقل جسده بثقل فوق الفراش شاعراً بالم حاد داخل قلبه يكاد يهزق روحه تنهد قاسم تنهيدة طويلة بتعب وإرهاق إلي أعصابه.
ليتحرك هو الأخري تجاه غرفه الملابس ليقوم بخلع جاكيت بذلته ثم يلقى به ارضا وهو مازال يقف و اصابعه تمتد الى ربطة عنقه يحلها وتتبعها ازرار قميصه بينما فتح الخزانة وأحضر منها ملابس بيتي مرت فترة طويلة ولم تخرج حورية عقد حاجبيه باستغراب و قلق قائلا بصوت عالي قليل:-
_حوريه انتي كويسه محتاجه مساعده
لم تجيب عليه انما فتح الباب وخرجت ببطئ لتظهر له و هي ترتدي ذلك القميص القصيرة باللون الاحمر و مخطط به اللون الاسود أعلاه و ذات حملات قصيرة منخفضة و فاتحة صدرها وتركت شعرها الي أسفل ظهرها و تضع احمر شفاه ومكياج صارخ ملفت للانظار
اتسعت عينا قاسم بذهول وصدمة ولم يصدق أنها امامه بتلك الهيئه والجراءه فهي كانت جميلة نظر لها مسحوراً و هو يمرر عينه بتمهل علي تفاصيلها و علي جسدها الظاهر بشكل مثير!
نظرت اليه حورية وقد اشتعل وجهها بالخجل الشديد والتوتر من مظهرها وهي تشد القميص للاسفل علي ركبتها تحاول تخفي جسدها امام عينيه المتفحصه.
وقد انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيته مظهرها الخلابة فى ذلك القميص شعر بدقات قلبه تتسارع بشدة حتي ظن ان قلبه سوف يخترق صدره من قوة دقاته فاخذ يتشرب تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها بمظهرها الخلاب من جمالها و وبياض بشرتها الرائعة و اضاف عليها براءة فوق برائتها، تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التى ضربت جسده و فور نجاحه فى ذلك تحدث بصعوبة وحيره شديد:-
_انتي كويسه يا حوريه
اشتعل وجه حوريه بالخجل والإحراج وهى تتمتم بارتباك شديد و قد اصبح وجهها كجمرة مشتعلة:-
_اه كويسه جدا مالي يعني في حاجه
ليتقدم منها ببطئ جعلها ترتجف و هي تعود بجذعها العلوي الي الخلف حتي ارتطمت بالفراش وسقطت عليه بخفه وحاولت رسم ابتسامة مزيفة برفق ليتقدم هو نحوها أكثر ليضع يده علي ظهرها العاري ليقشعر بدنها بارتجاف ليشد جسدها نحوه حتي التصقت به تماماً لا يفرق بينهما شئ نظر إليها بعمق عينها العسلية الناعسة وابتسم بجانب شفتيه ابتسامة و هو ينظر إليها بتفحص ثم انحنى مقبلاً جبينها بحنان وهو يتمتم بانفاس منقطعة:-
_لا ابدا ما فيش حاجه.. متاكده من اللي هيحصل دلوقت مش عاوزه وقت تراجعي نفسك وتفكري بلاش تسرع انا مش مستعجل والافضل انك تاخذي وقتك
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة و هي ترتجف لتقول بهدوء عكس ما بداخلها :-
_لا انا متاكده ما تقلقش
أغمضت عينها بشدة حين شعرت بيده الأخري تمتد الي خصرها يحاوط خصرها و يتلمس جسدها الشبة عاريه و انتشلتها أنفاس حارة قريبة منها بدأت تتحرك ببطئ ثم بدأت تفتح عيناها وعندما وقعت مقلتيها عليه حجظت عيناها بخوف شديد فقد رأت بعينه رغبه جارفه نحوها منه لم ينتبه لها ليقترب برأسه ليميل علي شفتيها و ما كاد أن يلتقطها بشفتيه ليقبلها حتي ابتعدت عنه برأسها و وضعت يدها علي صدره تدفعه بقوة و قد أدمعت عينها بشدة و ظهر خيط من الدموع يزين وجنتيها وبدأت تزحف للخلف بخوف ودموعها هبطت من حيث لا تدري وبدأت تضيق أنفاسها بصعوبة شديدة.
اتسعت عينا بذعر وخوف من حالتها وابتلع ريقه مرتجف بينما شعر بقبضه حادة تعتصر قلبه وهو يراها هكذا ثم اقترب منها و هو يلتفت إليها بكامل جسده و هو يتحدث بجدية :-
_حوريه انتي كويسه؟ اهدي طب وخذي نفسك قلتلك بلاش تضغطي على نفسك ليه كده؟ لما انتي مش قادره ولا عاوزه عملتي كده ليه
تنفست حوريه بصعوبة بالغة وتوتر شديد ثم حاولت أن تقترب منه تحضنه قائله بضغط شديدة عليها:-
_لا لا انا عاوزاك طبعا ما تقولش كده انا بس متوتر شويه ..لكن انا كويسه ما فيش حاجه
أبعدها عن صدره بقوة ليحاوط وجهها بين راحتي يده ينظر إلي عينها بتركيز و هو يقول بجدية و إصرار وهو غاضب:-
_حوريه بس خلاص هو انتي شايفاني ايه قدامك فاكراني ما بفكرش غير في رغبتي فيكي وبس ولا قلتلك متجوزك عشان كده ..عملتي كده ليه انا ما استعجلتش ولا طلبت منك تعملي كده؟
أغمضت عينها بشدة و تساقطت دموعها بغزارة لتشعر أن قدمها قد تجمدت و لا تقدر علي التحرك لتضم بذراعها جسدها بشدة و هي تغرز أظافرها بلحمها و هي تنظر إلي الاسفل بخزي ليغمض عينه بقوة و هو يشعر بها ليصك علي أسنانه و هو يسحب مفرش السرير ثم تقدم منها ليضعه علي جسدها لتتمسك بها بسرعه و كأنها طوق نجاه لتضع علي جسدها لتخبئ جسدها أسفل الغطاء و هي تنفجر بالبكاء و شهقاتها تعلو بحدة قائله:-
_مكنتش عاوزه احرمك من حقوقك كمان انا اسفه انا عارفه انك استحملت عشان كثير بس مش عاوزك حتى بعد جوازنا تحس في حاجه ناقصاك ومش مبسوط بس حتى دي مش قادره عليها سامحني
ضيق عينه عليها و قد علم الآن سر تصرفاتها الغريبة ثم نظر إلي عينها بغضب يحاول أن يسيطر عليه بحدة و هو يقول بصوت عالي غاضب:-
_مين قال لك ان انا مش مبسوط وهي ما فيش حاجه هتبسطني معاكي غير بالطريقه دي ..انا مش مستعجل العمر لسه قدامنا طويل براحتنا يا حبيبتي بلاش تفكري فيها كده سيبيها زي ما تيجي لكن بلاش تضغطي على نفسك بالطريقه دي ثاني مره
قضمت شفتيها السفلية مع ضغطها علي كف يدها بارتباك فوق قبضتها المتمسك بالغطاء بقوة لتقول هي سريعاً تهمس بخجل شديد و هي تنظر بالأرض :-
_طب يا قاسم حاول تاني ممكن الـ
ليجلس هو علي الفراش و هو يتنهد بضيق شديد و هو يمرر أصابع يده بخصلات شعره قاطعها قائلاً بصوت حازم بشده:-
_خلاص الموضوع خلص يا حوريه يلا بقى عشان ننام الوقت اتاخر كفايه كلام اكثر من كده.. ولو مش عاوزه تخسريني بجد يا حوريه بلاش تضغطي على نفسك بالطريقه دي تاني، يا ستي ان شاء الله نفضل مئه سنه كده مش مهم طالما انتي لسه مش مستعده
وقف قاسم بحده وذهب إلى الخزانة يطلع منه فراش آخر وذهب يفرده اعلى الفراش وهي تقف خلف منه تراقب ما يفعله وعلي وجهها ابتسامه صغيره لتهتف بنبرة عميقة:-
_هو انا هفضل لحد امتى مودانا ليك يا قاسم عملت معايا حاجات كثير قوي كويسه مش عارفه هارد لك ده امتى وازاي؟ الدين بقى كبير في رقبتي ليك أوي!
توقف مكانه ونظر إليها بصمت ثم تقدم نحو جسدها يلتقطها ليحملها و هي لازالت متشبثة بالغطاء حتي لا يقع تطلع بوجهها عينيه يتأملها بنظرة لن تنساها ابدا ما حيت يهمس بصوت اجش:-
_عايزك تبقي مبسوطه وما تشيليش هم حاجه وتخليكي جنبي كده هتردي الديون وزياده انا مش عاوز حاجه منك غير كده.. تصبح على خير يا حبيبتي
ذهب بها الي الفراش وانزلها واقترب منها واحتضنها بقوة يحاوط جسدها و كأنه يريد تكسير عظامها بين يده عناق ساحق لا يتحمله جسدها الضعيف ليقبل أسفل اذنها و هو يسمعها تهمس :-
_وانت من اهل الخير
**
في فيلا عتمان زاهي، جلس حازم أعلي الفراش وهو يتألم بوجع و كانت تجلس أمامه والدته ميسون فوق الفراش وهي تطهر جروح وجهه أطلق تنهيدة ألم بشده قائلا:-
_براحه يا ماما آآه حاسبي
ميسون بحدة وعينيها تشتعل بغل:-
_تستاهل عشان رايح تتصرف من دماغك من غير ما تاخذ رأي امك وتخطب من ورايا كمان أهي الهانم فضلت البيه عليك واتجوزته مش عارفه طالع فيها على ايه اشحال معاها عيل مش عارفه مين ابوه
=خلاص يا ميسون مش وقته الكلام ده، إبنك كانت نيته خير وكان عاوز يستر على بنت خاله
نطق عتمان بكلماته تلك بحدة موجها اياها لـ ابنته و هو جالس في الخلف يتوسط الأريكة بشرود ووجهه قاتم، وفجاه لتتسع عينيه بشده عندما فتح باب الغرفة بقوة شديدة حتى و قعت عينيه علي بدريه التي دلفت بغضب و وقفت امامه تكتف ذراعيها فوق صدرها تهز قدميها بعصيبة وهي تهتف:-
_انا بنتي مش خطيه عشان مستنيه حد يستر عليها واهي الحمد لله راحت للي يقدرها ويحترمها مش زي ناس ثانيه تنهش في لحمها
التفتت نحوها ميسون تنظر إليها بعيون تشع الحقد والغل من فمها قائلة بسخرية لاذعة:-
_ويا ترى الهانم بنتك كانت ليها علاقه بي قاسم قبل جوزها منه ولا بعد؟ الواحد ما بقاش يستبعد حاجه عنها خالص
صرخت بدريه بانفعال شديد:-
_ميسون حاسب على كلامك واعرفي اللى بتتكلمي عنها دى تبقى بنتي برضه
ليهب عتمان صارخا فيها بغضب وحدة:-
_بنتك اللى قتلت جوزها و معاها طفل ما تعرفش مين ابوه وهربت مننا وراحت تتحامه في حته عيل ما نعرفش ليه اصل واخرت المتامه تتجوز من ورانا وتقولى حاسبوا على كلامكم بذمتك انتي عندك دم ترفعي عينك في وشنا بعد عمايل بنتك السوداء
زفرت بدريه تحاول التحدث بهدوء رغم كل ما يفور فى نفسها من براكين حنقها وغضبها قائله:-
_عشان بنتي مظلومه وان شاء الله كل واحد جاء عليها وظلمها بالباطل ربنا هيجيبلها حقها منه ..واللي مفروض يتكسف على دمه هو حفيدك اللي كان رايحة يعتدي على بنتي والغريب عنها هو اللي لحقها
حاول حازم الحديث ليوقفه اشارة من يد عتمان عن الحديث ليصمت فورا يراه يلتفت مديرا نظراته إلي بدريه مقتربا منها يسلط نظراته المظلمة عليها حتى وقف أمامها تماما قائلا بصوت مهيب:-
_هو انتي هتصدقي الهبل ده اكيد كذب حازم مستحيل يعمل حاجه ذي كده هو عاوز يوقع ما بيننا وخلاص
همت ميسون بالاعتراض ليعلى صوت بدريه هادرة بقوة:-
_بس هو ما فتحش بقه وكذبة يا عتمان؟ و لو انت يا حازم متاكد انك مظلوم و مستحيل تقرب لبنتي كنت ما سكتش ودفعت عن نفسك مش واقف ادامه زاى العيل الصغير و خايف منه وبترتعش
احنى حازم راسه بخجل لا يقدر على الحديث والرد على كلماتها فقد كانت صحيحة لا تقبل الجدال، عقدت والدته حاجبيها بدهشة كبيرة من صمته لتعرف أنه بالفعل حاول الاعتداء عليها ولم يختلف الأمر و الصدمة عن عتمان الذي تطلع فيه بغضب وحدة ولم يستطيع الحديث و الدفاع عنه.
ابتسمت بدريه بسخرية و استهزاء وهي تردد بخيبه أمل وحسره:-
_يا خساره يا حازم كنت بعتبرك ابني التالت ليا وسند لولادي بس للاسف خيبت ظني فيكي.. وترجعوا بس بعد كده تلموا بنتي عشان بتتحمى في الغريب وانتم عمالين تنهشوا في لحمها مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
لتخرج بعدها بدريه الي الخارج وساد صمت حاد ارجاء المكان بعد كلمات بدريه العاصفة هذه، و كل واحد فيهم غارقا فى افكاره وما ستأتى به الايام القادمة لهم.
**
في اليوم التالي في الصباح داخل قصر قاسم السيوفي بالتحديد داخل جناح قاسم كانت حوريه تجلس أعلي الفراش تغير ملابس طفلها الصغير بعد معاناة وهو اخذ الصغير يتحرك بعشوائية وبمشاغبه ويصدر أصوات غير مفهومة ويتلاعب ويحرك يده ورجله في الهواء وهو ينظر الي أثاث الغرفة بأهتمام وفضول واخذت حوريه تضحك بخفوت عليه حتي دلفت قاسم وأبتسم علي الفور علي ابتسامتها مع طفلها لترفع رأسها حوريه تنظر إليه بهدوء:-
_صباح الخير
أقترب منها بخطوات بسيطة ورفع يدها يلثمها برقة و هو يقول بابتسامة واسعة وهو يراها هكذا تجلس تلاعب طفلها بسعادة :-
_صباح النور شايفك صحيتي و قاعده مع اسامه كمان ،انا صحيت قبليكي وحاولت ما عملش صوت وانا خارج من الاوضه عشان اسيبك تنامي براحتك
شددت علي يده و هي تقول بحب تطلع إلي طفلها الذي أخذ يبتسم ويضحك ببراءة عندما رآه قاسم أمامه :-
_ما حستش بيك فعلا وانت خارج بس اسامه قام بالواجب وصحاني و دخلت اخذت شاور انا وهو وكنا لسه هننزل نفطر تحت
ابتسم قاسم إلي الصغير لينحنى براسه يقبل وجنتيه المكتنزة بحب هاتفا:-
تمام بالهناء والشفاء انتم جمال تحت لسه صاحي وما فطرش برده انزلي افطري معاه
ضيقت عيناها ثم همست ببعض الشك:-
_هو انت سبقتني وفطرت ولا ايه
هز قاسم رأسه برفض وهو يقول بضيق شديد وقله حيله:-
_لا لسه ما فطرتش بس لازم اروح الشغل دلوقت في حاجات مهمه مش هتخلص غير وانا موجود ..معلش يا حوريه انا عارف ان امبارح كان فرحنا بس لازم اروح الشغل النهارده
هزت كتفها حوريه ببساطة وهي تغلق أزرار سلوبته أسامه وتشد أكمام اللباس حتي تظهر يده الصغيره مرددة:-
_تمام ما فيش مشكله روح ربنا يوفقك
مال عليها يقبل رأسها عدة مرات و هو يضمها بكلتا ذراعيه و هو يهمس إليها باعتذار متسائلا باهتمام:-
_مش زعلانه بجد اوعدك هعوضك اول ما ارجع ان شاء الله
ليمسد علي وجهها برفق و هي تهز راسها بايجابي قائله بابتسامه صغيره:-
_لا خالص خلي بالك من نفسك
_وانتي كمان خلي بالك من نفسك
هتف بها قاسم في نفس اللحظة التي تعالت فجاه أصوات صراخ الطفل الصغير بملل من عدم اهتمامه بيه وقبل أن تحمله حوريه،تحرك هو بخطوات سريعة فى اتجاه الصغير يحمله والذى ما ان راه حتى توقف فجاءة عن الصراخ ينظر اليه بفضول لينحنى قاسم يحمله بين يديه برفق وحنان هامسا:-
_بس يا قلبي في ايه بس هامشي دلوقت وهاجي بالليل العب معاك براحتي ..عاوزك تبقي هادئ يا حبيب بابا و ما تتعبش ماما و خلي بالك منها لحد ما اجي
وعى فجاه ما قاله بين شفتيه بتلقائية لتتسع عينيها تراقبه هو يبتعد قليلا و يبتسم بصعوبة و أعطي إليها الصغير قائلا بتوتر:-
_طب هاروح البس أنا بقي عشان الحق اروح الشغل بدري عند اذنك
تحرك قاسم بخطوات سريعة إلي المرحاض وهي مازالت تنظر إليه مطولاً وتتذكر جملته وهو يلقب طفلها بـ حبيب قلب والده وهو ليس والده الحقيقة؟ ثم ابتسمت بهدوء وهي تحمل الصغير بين ذراعيها وقد انفجرت اساريرها و هي تحتضنها وهتفت بضيق وقلة حيلة :-
_يا ريته فعلا ابوك يا أسامه كانت حاجات كتير هتتغير في حياتي ..بس برده قاسم كويس وانا متاكده انه هيعرف يعوضك على ابوك الحقيقي اللي ما يستهلكش أصلا.
**
بداخل قسم الشرطة مرت ساعات وبالفعل لم ياتي إليهم جمال كما أمره قاسم حتي ينغلق المحضر و تذهب ناريمان إلي منزلها وحاول المحامي الخاص بها مع الشرطه ان تطلع بكفاله لكن قد رفض الضابط لان الاثبات والادله اقوي وهم في انتظار الاشاعات حتى يطلع الشرطي على مده علاج الاصابه وجمال لم ياتي ولا ذهب إلي المستشفي اعتذر الى الشرطي ان يسمح له ياتي في وقت لاحق حتى ينتهي حفل زفاف قاسم رجل الاعمال المشهوره و وافق الشرطي علي ذلك وكانوا كلا من جواد و عصام يقفون عاجزين لا يعرفون ماذا يفعلون لها حتي تخرج يعرفون هي من ورطت نفسها من البداية والجميع حذرها من تصرفاتها المتهوره لكنها دائما ترفض الاستماع اليهم، ومن اضطروا في النهايه أن تظل ناريمان لداخل الحبس لمده ثلاث ايام على ذمه التحقيق.
جلست ناريمان داخل الحبس وسط المساجين والمجرمين داخل تلك الغرفة الصغيرة التي تتسرب منها الروائح الكريهة المنبعثة و وجوه السيدات يبدو عليهم الخطر ومخيف جدا بالنسبة إليها، كانت لحد الان لا تصدق أنها أصبحت داخل هذا المكان بدل حوريه وهي بالخارج تحتفل بزفافها بسعادة ليس هذا ما كانت تريده وعندما سمعت الشرطي يأمر بحبسها ظلت صامته تدعي القوة والصمود لكن عندما دلفت إلي ذلك المكان ما يدعي الزنزانة انصدمت بشده و مما جعل اعصابها تتوتر اكثر واكثر وأخذت تجلس في ركن بعيد عن الباقي وهي لا تريد الاختلاط معهم وهي ترسم على وجهها ملامح استحقار وقرف من الجميع لتفرك اصابعها ببعضها بغيظ شديد من قاسم الذي أرسلها إلى هنا ،حتي نهضت أحد السيدات واقتربت منها لتجلس جانبها و اسندت بيدها علي ركبتها لتجلس و انتفضت ناريمان و ابتعدت يدها عنها بسرعه باشتمزاز بينما مصمصه السيده شفتيها بسخرية وهي تقول بغيظ شديد منها:-
_يا أختي بالراحه على نفسك مالك قرفانه ومش طايقه حد كده ليه ما تخافيش يا اختي ايدي النظيفه
لـ تصك ناريمان علي أسنانها بحدة لتقول بنبرة مستحقرة وتعالى:-
_ابعدي كده عني واياكي تلمسيني وانتي كلك على بعضك مقرفه ومليانه ميكروبات اصلا انا عارفه ايه المكان القذر اللي انا فيه ده
هتفت السيده باستهزاء بنظرة مشتعلة بالنيران وهي تسألها بخفوت حاد:-
_ولما هو مكان مقرف ومش طايقاه كده كان ايه اللي جابك هنا وقعدت مع الناس الوحشين اللي مش نضاف دول ..ما اكيد عامله مصيبه تهمتك يا وليه
ابعدت يدها عنها بقوة و هي تعدل من هيئتها و ترفع رأسها بشموخ و تتوجه تجلس بعيد عنها قليلا بكل كبرياء واردفت بحدة تماما وهي تسلط عينيها المشتعلة بغضب فوقها:-
_قلتلك انتي مالك وما لكيش دعوه بيا ده انتي ست ما بتفهميش صحيح وقليله الادب
لتنهض السيده بخطوات سريعة نحوها قائله بعنف واستهجان:-
_انا ما بافهمش يا وليه يا خرفانه يابنـ** طب تعالي وانا اوريك اللي ما بتفهمش دي هتعمل فيكي ايه
ابتعدت ناريمان إلي الخلف واتسعت حدقتها برعب شديد وبشحوب حاولت اخفائه فـ حجم السيده مقابل جسدها ليس قليل ولا تستهين به لتسرع السيده فى تنفيذ توعيدها منها و دافعت بـ ناريمان بعنف بالارض فتسقط بعنف على ركبتيها فوق الارض الحجرية تصطدم جبهتها بحافة احدى الحواجز البارزة للجلوس فشعرت بألم شديد.
ولم تكتفي بذلك السيده بل نزلت علي ركبتها فوق منها رغم مقاومتها الشديدة بمحاولة تثبت يدها بالارض كمحاولة واهية من ناريمان تمنعها لكن اخذت السيده تضربها بعنف وقسوة شديدة و فورا صرخت بعنف بين شهقاتها بألم حاد يعتصر جسدها من شدة وعنف الضرب:-
_آآآه ابـعـدي عـنـي يـا مجنونه أنتي ،حـد يلـحـقنـي ابـعـدوهـا عـنـي هتموتني عااااااا
لكن لم يهتم إليها أحد ولا نهض لـ مساعدتها واخذت بالصراخ الشديد و الأخري فوق منها تشدها من شعرها بيدها و اليد الأخري تضرب بقوه فوق جسدها لتغمض عينيها بضعف واستسلام لها.
**
بعد مرور أيام.
في المساء دخل قاسم القصر بوجه متعب ومرهق ليجد الظلام يحاوط القصر ليعرف أن الجميع قد ذهبوا للنوم ليتحرك هو الآخر الي الاعلي ليجد نوم خفيف مضاءة بالصالون و حورية تستند على الأريكة و تغمض عينيها فى نوم عميق فهي كانت تجلس تنتظر إياه وعندما تأخر لم تشعر بشيئ حتي سقطت نائمه مكانها.
تنهد قاسم وأبتسم بخفه ونظر لها بعينين تحمل الكثير والكثير وتقدم نحوها يرفعها بين ذراعيه حاملا إياها لتندس اكثر فيه تضع راسها فوق كتفه قبل ان تدفن وجهها فى دفئ تجويف عنقه تتنهد برقة انفاسها الدافئة تلامسه فتسمر مكانه زافرا ببطء فى محاولة منه لتهدئة ضربات قلبه الصاخبة بعنف بعد حركتها غير الواعية هذه ثم يتحرك بها الى الاعلى يصعد إلى غرفته وفتح الباب بهدوء ودخل ليضعها علي الفراش ببطئ شديد لكن تفاجأ بـها تفتح عينيها وتنظر له قائلا بصوت متحشرج أثر نومها:-
_قاسم انت رجعت امتى انا كنت مستنياك ونامت غصب عني
ابتسم قاسم لها وهو يبتعد عنها قائلا:-
_لسه راجع من شويه يا حبيبتي وبعدين كنتي مستنياني ليه عاوزه حاجه
يتبع حديثه بجلوسه بجوارها يمسك يدها لتجذبه باتجاهها تهمس بلطف:-
_كنت مستنياك عشان لو عاوزه احطلك تاكل ولا حاجه واطمن عليك
هز رأسه مبتسم حتى جاء بحركة بجوارها تتدل على استلقاءه بجوارها لتبتسم بخفه وهى تشعر به يلفها باتجاهه هامسا بحب:-
_انا كويس ما تقلقش عليا وما تتعبيش نفسك ثاني مره وتستنيني انا ما ليش مواعيد و بتاخر قوي ساعات كتير
لتندس فى احضانه تغمض عينيها براحة ليضمها هو بشدة يقبلها فوق شعرها يستنشق رائحته بعمق ثم يغمض عينيه هو الاخر يستند بذقنه فوق راسها بلطف ليسود الصمت ارجاء الغرفة لعدة دقائق لتعلم حورية أن مزال مستيقظ من هدوء انفاسه اعتدلت لتفتح عينيها بنصف اغماضة تتابعه باهتمام قائله:-
_يومك كان عامل ايه في الشغل النهارده
نظر قاسم تجاهه وقد احس بمراقبتها له ليبتسم لها بحنان وهى تبتسم له هى الاخرى ليبعد خصلاتها عن وجهها بحب قائلا:-
_تمام ما فيش جديد زي كل مره ..وانتي عملتي ايه النهارده لما سبتك ومشيت
اندست حورية فيه تضع راسها فوق كتفه تهمس:-
_فضلت قاعده مع اسامه ولما انام نزلت قعدت مع هاجر شويه نتكلم في أي حاجه طلعت لذيذه وطيبه قوي علي فكره ..بتعرف تختار دائما كل حاجه مضبوطه في مكانها المناسب
ضمها قاسم اكثر اليه يتنهد فى هدوء قائلا:-
_لازم تكوني اختياراتي كلها مناسبه اي غلطه صغير عندي تضيعني يا حبيبتي
ارتفع صوتها تهمس من جانب أذنه قائله بخفوت:-
_ويا ترى انا كنت بالنسبه لك اختيار مناسب ولا غير موفق
ليبعث انامله فى خصلاتها برقة تتعالى دقات قلبه بعنف وهو يهمس :-
_كنتي وما زلتي احلى اختيار مناسب وموفق لي طبعا مفيش كلام في الموضوع ده
لتطلق ضحكة صغيره و هي تستند برأسها علي صدره ليضمها إليه أكثر و هي قائلة بمزاح :-
_بتعرف تاكل عقلي اللي قدامك على فكره لئيم وسوسه
حضنها قاسم و جذبها له عينيه لا تفارقها ليهمس بعدها برقة فى مقابل شفتيها:-
_ليه كده؟ مش مصدقه ليه؟ طب تحبي اثبتلك انك احلى واجمل اختيار في حياتي كلها
هزت راسها بالايجابي سريعا وهو يعبس بشدة ملامح وجهه لتضحك هي بمرح تسأله:-
_وهتثبت ازاي بقي
اخذت تنظر اليه بابتسامه هادئه تبتسم بحنان لكنه لم يستطع الصمود طويلا امام شوقه لها ليضع انامله فى شعرها يثبت راسها فى مقابل وجهه ثم تجمدت تلك الابتسامة علي وجهها عندما اخفض راسه إليها يقبلها فوق شفتها ببطء شديد بينما ظلت هي حورية مغمضه عينيها مستسلمة له تاركا له المبادرة يقبلها لاول مرة لعدة لحظات ويقبلها بشغف شديد
ليستمر فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم ابتعد عنها فترة ياخذوا أنفاسهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع اليه يحتضنها بين ذراعيه بحنان و لم يمهلها وهو ليسرع بالتقاط بـ شفتيها يقبلها مره ثانيه برقة وحنان سرعان ما تحولا الى شغف وجنون لم تستطع مجاراته اياه ورفع يديه حتي بدأ في فك أزرار قميصه لكنه توقف عندما انتفضت هي في ارتعاشة غير طبيعية وشعر بـ برودة اعصابها حين راته يخلع ملابسه و بيده الأخري يجذبها اليه ليذكر فجاه بتلقائية أنها نفس تلك الرعشة التي شعر بها عندما حاول اغتصابها؟.
تخشب جسد قاسم بجمود وأغمض عينه بألم حاد يعتصر قلبه بعنف وقسوة شديدة جعله غير قادر على إكمال ما كان يفعله منذ قليل اعتدل بسرعه عنها يرفع جسده بعيدا عنها واقفا فوق قدميه سريعا ما بدأ يتنفس الصعداء بصعوبة بالغة و بغضب شديد.
بينما حوريه تخشب جسدها من فعلته القاسية ومع كل حركه منه وهو يبتعد عنها كانها وباء ونافر منها وهذا ما اعتقدت لتشعر بان سكين يقطع فى احشائها بقسوة و وحشية الى هذة الدرجة غير قادر علي لمسها يراها بكل هذا الحقارة لتنهض جالسة فوق الفراش تسحب معها الغطاء تغطى بيه جسدها وعينيها متسعة بصدمة لتطلق العنان بدموع التي ظلت حبيسة داخل عينيها و تألمت كرامتها أنها تذرفها امامه الان!
تيبست عضلات ظهر قاسم بشدة يخفض راسه لامام لعدة لحظات صامت حتى وصل إليه صوت بكائها التفت نحوها بارتباك وتوتر:-
_بتعيطي ليه انا عملت حاجه تضايقك يا حوريه
اشتعلت عينيها بغضب لتقول بصوت عالى غاضب بعد ان احست بحالة الجمود التى اصبح فيها قائلة بين دموعها بمرارة :-
_ندمت صح شكلك وانت بتبعد عني بالطريقه دي يقول انك ندمان ومش عاوز تقرب مني انا قلتلك هتحس انك اتسرعت في اي لحظه
اتسعت عين قاسم بدهشة من رؤيته لها غاضبة بتلك الطريقة لاول مرة،اغمض عينيه قاسم بقوة ثم اسرع يجذبها له يهتف بحزم شديد:-
_بس اسكتي اللي انتي بتقولي ده ما فيش حاجه زي كده خالص هو انتي ليه مش عاوزه تثقي فيا ان انا عمري ما هبص ليكي بالطريقه دي يا حوريه ..بطلي تقللي نفسك في نظر غيرك
لترتسم ابتسامة ضعيفة فوق شفتيها وهي تخفض رأسها وتنحني بانكسار شديد وضعف أمامه، اشتعلت داخله نيران والاخضر و اليابس
،واقترب منها قاسم بغضب ليرفع رأسها اليها بقوة لتنظر اليه بدموع منكسرة وقابلها هو بحب يخاطبها بصوت حازم بقوه شديدة:-
_ارفعي راسك واوعي ثاني مره تنحني بالطريقه قدام حد فاهمه أنتي ما عملتش حاجه غلط ،غيرك هو اللي مفروض ينحني راسه ويتكسف من نفسه كمان مش أنتي
مسح دموعها الحزينة بأنكسار وهو يقول بصوت حنون:-
_بس مش عاوز اشوف دموعك ثاني ما تعبتيش من العياط والحزن كفايه اللي حصل و بيحصل ..خليكي دائما عندك ثقه في نفسك
تنهدت بقلق بالغ فقد شعرت أنه ليس بحاجة إلى قربها ونفر منها مما اوجعها لتهمس بصوت ضعيف ودموعها تتلألأ بين حدقيتها:-
_طب بعدت عني ليه مش قلت مش هنتكلم ثاني في الموضوع ونسيبها زي ما تيجي؟ ليه رد فعلك كان كده من شويه
ابتلع قاسم ريقه بصعوبة بالغة وهو يبتسم لها باصطناع:-
_حسيت ان ده مش الوقت المناسب لازم اديكي وقت وفتره أكبر عشان كده بعدت، مش عاوز اللي حصل اول ليله ما بينا يحصل ثاني وتنهاري وتعيطي وتضغطي على نفسك عشاني
تطلعت فيه بأعين يائسة مريرة بطيئة مرتعشة بوجه شاحب ليغمض قاسم عينيه يتنهد بقوة يشدد من احتضانه لها كمن يريد دسها بين بين ضلوعه هامسا لها:-
_بقول لك ايه انا مش جايه لي نوم تعالي ننزل نعمل اي حاجه خفيفه ناكلها سواء ونقعد نتكلم شويه مع بعض بلاش تنامي وأنتي كده
**
في اليوم التالي،في مكتب قاسم داخل الشركة الخاص بة في مقر العمل أقترب منه جمال وهو يتحدث بجدية:-
_كل شويه يتصلوا عليا من القسم عاوزني اروح أقول شهادتي في قضيه ناريمان بقى لها خمس ايام كده في القسم مع المساجين
ارجع قاسم رأسه للخلف صامت بتراقب وأكمل جمال يرفع صوته ووجه إليه قائلا:-
_انا مش عارف ليه انت عمال تاخرني لو ما مفكر شهادتي هتحبسها تبقى غلطان انا اصابتي خفيفه حتى ما احتجتش اروح للمستشفى وكمان هي ما كانتش تقصد تقتلني انا ،كانت تقصد حوريه يعني اي محامي شاطر هيمسك القضيه هيطلعها بكفاله
ابتسم ابتسامة ميتة لا حياة فيها ثم قال بوعيد:-
_طب ما انا عارف انها كده او كده طالعه براءه في اقرب وقت عشان كده عماله اؤخر فيك خليها بس كام يوم تدوق السجن وتعرف حوريه شافت ايه؟ ده نقطه في بحر في اللي حصل لها منها ،استنى شويه كمان على اخر الاسبوع ابقى اروح وقول شهادتك قول لهم اي حجه بس الايام دي.. بس ما تنساش توصي عليها المساجين شويه كمان دي برده مرات الغالي
هز جمال رأسه بالايجاب ثم قال بخبث وهو يغمز له قائلا:-
_طول عمرك فاعل خير انت هتقول لي
نهض قاسم فجاه وهو يتتفس بعنف وقال بغضب:-
_سيبك منها دلوقت و خلينا في المهم عرفت اي حاجه عن اللي حاول يدخل اوضه حوريه ويقتلها انا بصراحه بعد ما شفت ناريمان والاصابه اللي في وشها شكيت فيها ما فيش غيرها عاوز يقتلها ويجي لي الجراه يعمل حركه زي دي ..وحوريه بنفسها قالت انها ضربت اللي عمل كده
اقترب منه في محاولة منه امتصاص غضبه قائلا بتوضيح:-
_هو انا كمان شكيت فيها اصلا من قبل ما اشوف وشها ،معاك حق ما فيش غيرها عاوز يقتلها بس انا قلت هي اكيد بعتت حد يقتلها ما توقعتش انها بنفسها تدخل القصر
ارتفع صوت قاسم وهو يقول بثقة وغيظ:-
_بس ما فيش حد من اهل عصام الصريطي ولا ابنة ولا مراته يعرفوا القصر من جوه شكله ايه ولا بالتحديد اوضه حوريه فين بالضبط اللي كان داخل كان مش محتاج يدور كان عارف الاماكن فين بالضبط.. في خاين في البيت معنا يا جمال
جحظت اعين جمال بصدمة من حديثه وقال بعدم تصديق:-
_هو مين ده و هيعمل كده ليه ويروح يقول لها
زفر قاسم بحدة وأمسك شعره بغضب يحاول التحكم في نفسه مرددا:-
_اكيد ولا انا ولا انت ولا حوريه هنروح نقول لها حاجه بس عندك الحرس والخدم وهي ممكن تشتريهم بسهوله
ضايق جمال عينه بتفكير ليقول بحيره شديده وقلق:-
_معقول يكون حد منهم شغال معنا لحسابها احنا لازم نحرص وناخذ بالنا بس انا مستحيل رجالتي حد منهم يعمل كده يا قاسم انا واثق فيهم جدآ وهاجر بقى لها سنين طويله شغاله معنا وما شفناش حاجه منها وروان نفس الحكايه اشتغلت اخر سنتين بس معنا بس برده كانت كويسه في الفتره دي
زفر قاسم بضيق فهذا ما كان يخشي من البداية حدوثه ان تضع ناريمان أعين إليها داخل القصر ليتحدث وهو ينظر له بغضب قائلاً:-
_جمال فتح مخك انا مش عايزك تطمئن لاحد فيهم وبلاش ثقه زياده فيهم انا هاسيبلك الموضوع ده اسبوع واحد بس تكون عرفتلي من الخاين اللي هنا في وسطينا وتحاسبه ..انا الايام اللي جايه هفضل قلقان ومش مطمن غير لما تيجي تقول لي بنفسك خلاص الموضوع خلص
صمت جمال لثواني كأنه يحاول استيعاب ما يقوله ثم أسرع في حديثه يرد عندما بدا يتسلل إليه الشك هو أيضا مثلة:-
_حاضر يا قاسم ما تقلقش هادور وراهم كلهم
**
وصل عصام الي القسم حتي يراه ناريمان و يطمئن عليها وقد أسرعت ناريمان تركض إلي أحضان زوجها عندما رأته وسط صرخاتها المستغيثة به وشحوب وجهها وبدأت شهقاتها ترتفع وجسدها بدأ يرتعش من فرط الرعب الذي تغلغل في أوصالها مما عاشته الأيام الماضية و رأته هنا بداخل السجن وسط المجرمين فهي الجميع أصبح يعملها بـ اهانه و زله شديد هتفت وسط بكائها بعنف:-
_عصام شفت اللي حصل لي انا اتبهدلت قوي هنا ابوس ايدك ما تسبنيش طلعني، انت مش عارف بيعملوا في ايه هنا ولا بشوف ايه
ابتلع عصام ريقه بصعوبة وتوتر فهو لاول مره في حياته يراها هكذا ليقول بقلق:-
_في ايه مالك؟ مالك متبهدله كده ليه حصل ايه لكل ده
كانت دموعها تهبط بغزارة وهي تهز راسها بألم حاد يعتصر جسدها من الألم والحسرة لتهتف بضعف شديد:-
_قول ما حصلش ايه؟ من ساعه ما جيت هنا وانا كل يوم بضرب من المساجين على اتفاه الاسباب بيتلككوا لي على اي حاجه شايف منظري عامل ازاي من ضربهم فيا؟ ده غير مشغليني خدامه عندهم لاااا لااا انا مش قادره استحمل اقعد ثانيه واحده اتصرف طلعني من هنا اعمل اي حاجه
نظر إليها عصام بضيق شديد وقال بحده:-
_هو انت فاكراني ساكت يا ناريمان الاستاذ جمال ولا راضي ياجي يقول شهادته وكل يوم بحجه شكل اصلي تعبان اصلي عندي ظروف
انقبض قلب ناريمان برعب من حديثه وارتجف جسدها بقوة فهل ستظل أيام أخري هنا التفتت له برأسها وعيناها محتدة فقالت بعصبية شديدة رغم خوفها الشديد من نظرة عينها الهالكة :-
_ده بيتلكك عشان يخلوني هنا افهم واللي بيعملوا فيا المساجين دول مئه في المئه ابنك قاسم هو اللي موصيهم عليا ..اتصرف انا لو فضلت هنا ساعه واحده هموت من اللي بيحصل لي.
**
بعد مرور يوم أخري في قصر قاسم السيوفي حاول عصام الصريطي الدخول إلي القصر بغضب شديد بالغصب واقتحام المنزل رغم عن الحراس الذي منعوا بقوة من الدخول قبل أن يبلغوا من بالداخل و ياذن له وعندما اتصل أحد الحراس أجاب عليه جمال وامر إليه بالدخول حتي يري ماذا يريد وعندما دلف عصام وهو يصرخ بانفعال شديد و يهتف بإسمه قائلا:-
_قـاسـم يـا قـاسـم انـت فـيـن اطـلعلـي هـنـا
تقدم جمال إليه بحزم وهو يمسك كتفه المصاب ليقول بحده:-
_في ايه براحه داخل تزعق كده ليه يا عصام
زفر عصام بضيق ثم قال بنفاذ صبر:-
_بقول لك ايه يا جمال انت بالذات تبعد عني خالص يا خاين العيش والملح سبت ولي نعمتك ورحت لاكثر واحد بيكرهني ويتمنى لي الشر
قد استمعت حورية إلي أصوات عاليه بالاسفل و أثارت القلق والتوتر داخلها لتضع طفلها في فراشه نائم وهبطت تري ما يحدث في الاسفل و عقدت حاجبيها بدهشة عندما وجدت عصام هنا لكن لا تعرف ماذا يريد ولا يفعل لتظل تقف بعيد؟
انتفض جمال بحده يتمتم بقسوة :-
_انا ما ليش حد ولي نعمتي يا عصام وانا سبتك لما عرفت حقيقتك والجشع والحقد اللي جواك ورحت وعشت مع اللي ظلمته ولسه بتظلمه
لوي شفتيه عصام بسخرية وقال باستخفاف:-
_ظلمته ما هو يا اخويا أخذ حقه تالت ومتلت ولا كنت نسيت اللي حصل زمان واللي عمله؟ لو كنت نسيت افكرك ان البيه إللي انت عايش معاه لما احتاجتله في يوم عشان ينقذ اخوه ويدي له كليته سومني عليها واخذ فلوس والقصر اللي قاعد فيه ده كمان يعني مش ملاك هو بجناحات وبيساعد الناس لله في لله
شهقت حوريه بلوعة و وضعت يدها فوق فمها بصدمة و ذهول مما سمعته لا تصدق كلماته ذلك أيعقل أن قاسم يفعل فعل كهذا مع شقيقه بالتبني؟.
وفي تلك اللحظة جاء قاسم من الخارج وقد أخبره الحرس أن عصام بالدخل ليدخل حتي يري ماذا يريد و أستمع الي كلماته القاسي ذلك؟ حول فور سماعه كلماته تلك شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا شاعراً بالم حاد داخل قلبه يكاد يهزق روحه فـ عصام مزال مصر علي فتح تلك الجروح القديمه
ليتقدم منة قاسم وهو يتحدث بين اسنانه المضغوطتين بقسوه وقد بدأت البرودة تتسلل الى جسده:-
_ما انا عملت برده نفس اللي انت عملته يا عصام يا صريطي، لما افتكرت انك ليك ابن كان عشان مصلحتك كان عشان خايف على ابنك اللي من ناريمان يموت وسايبي ابنك الثاني مرمي في الملائجه ولا تعرف عنه حاجه، و اول ما إبنك الثاني تعب بس جريت ولفيت على الناس كلها تشوف هتعالجه ازاي؟ وانا مكنتش فارق معاك اذا كنت عايش ولا ميت جعان ولا بردان بخير ولا بتوجع زي ابنك ومحتاج دواء ومش لاقية، ويوم ما لقيتك قدامي واخذتني من الملجا لقيت بتقول لي تاخذ كام وتديني كليتك عشان انقذ بيها حياه ابني
التفت له وأردف عصام بعدائيه وحده:-
_وانت ما ضيعتش الفرصه واستغليتها صح واخذت خمسه مليون وقصر وبقيلك اسم في السوق وناس بتحترمك وخدم.. حياه ما كنتش تحلم بيها
أومأ قاسم برأسه بالايجاب و ابتلع الغصه التى تشلكت بحلقه بصعوبه قبل ان يتمتم بصوت ضعيف منكسر:-
_انا فعلا ما كنتش احلم باللي انا فيه دلوقتي عشان انا كانت احلامي بسيطه عن كده خالص؟ حلمت مثلا انام شبعان في يوم ؟و مره ثانيه حلمت أنه مديره الدار تموت او ما اصحاش الاقيها وتعاقبني زي كل مره؟ و مره حلمت أن العيد اللي جاي يعدي عليا وانا معايا جزمه جديده مش متقطعه زي اللي انا كنت بلبسها في الدار؟ و حلمت مثلا واتمنيت ان يبقى لي سند وعيله؟ بس ما كانتش بتتحقق الحاجات دي وما كنتش ببقي شايل همها كمان بس عارف ايه الحاجه اللي فضلت شايل همها لحد دلوقتي؟
تنهد جمال بضيق شديد وحزن علي قاسم بينما انزلقت من حورية دمعة من عينيها متأثرة بحديثه الذي هز كيان قلبها من الداخل.
وقد امتلئت قاسم عينيه بدموع حبيسه و فرت دمعة خائنة من مقلتيه رغم عنه بعجز و كسره و أكمل حديثه بضعف وكأن هموم الدنيا تجمعت بقلبه وهو تقدم بزراعيها للامام :-
_هي العيله والسند إللي بجد، صحيح انا دلوقتي بقى معايا فلوس كثير زي ما انت بتقول و اقدر اشتري كل الحاجات اللي انا حلمت بيها زمان او اشترتها اصلا خلاص بس برده عمري ما حسيت بفرحة لاني ما قدرتش اشتري العيله إللي حلمت بيها زمان؟ لو تقدري انت بقى تشتريها لي وتنسيني اللي شفته في الدار قصاد الفلوس اللي انت اديتها لي وزياده مش هتردد لحظه واحده واديهالك؟ بس مش هتقدر لان الامان اللي انا افتقدتة زمان ما كانش لي ثمن
كان صدره يعلو وينخفض يكافح لالتقاط انفاسه من كثر الحديث والألم ضغط علي يده بعنف وجسده يهتز من قوة الألم وآهاته المذبوحة تعلو وترتفع داخله وقلبه الذي يؤلمه بشدة ليقول بجمود مصتنع:-
_بس القسوه اللي كل يوم بشوفها في عينيك وفي عيون ابنك ومراتك ليا هي دي اللي انا لسه بدفع ثمنها لحد دلوقتي وبعاني منها
كانت مازالت تقف حوريه من بعيد و تتابع ما يحدث بعدم تصديق ودموعها تهبط تروي وجنتيها بتأثر لم تستوعب كم الظلم و القهر الذي تعرض له قاسم من عائلته و والده الذي
كان يتحدث عنه هو عصام الصريطي ولم يكن والده بالتبني فقط مثل ما يعرف الجميع.
انتصب عصام في معتدل يضع يديه في جيبه وقال بعجرفة كأنه لم يفعل شئ:-
_ما تمثلش دور البراءه و المظلوم عشان انت مش الضحيه كله بسبب امك زمان هي اللي كانت نيتها في الاول مش خير و طمعت في اللي مش ليها كانت فاكره لما تحمل مني وتجيبك غصب عني هتوصل للي هي عاوزاه
و اتجوزها
أغمض عينيه قليلا يحاول إقناع ذاته أن هذا الألم سوف تنتهي في يوم ما وبعد فترة فتح مقلتيه ثم هتف بصوت مريرة ساخراً:-
_اهي دي الحجه اللي كل مره عمال تصبر نفسك ومقتنع انك المظلوم والضحيه؟ مهما مين اللي غلط فيكم اديني انا في الاخر اللي بدفع التمن بلاش نفتح في القديم جاي وعاوز ايه
نظر جمال إليه بمقط واحتقار من حديثه فمن الواضح أنه مهما حدث لم يتغير عصام ويعترف بخطأ مطلقا، بينما هتف عصام بصوت حازم بشده:-
_مراتي اللي انت حبستها ومخلي كل يوم المساجين تضربها تطلع النهارده قبل بكره
تنفس قاسم بعنف من بروده وطرق علي طاولة بجانبه بقوه شديدة حتي أن جرحت يده لكن لم يهتم فـ جرح قلبه أعمق بكثير الآن ثم قال بصوت مختنق بشده:-
_كده او كده ده كان اللي هيحصل بكره الصبح بس مش عشان امري منك لا بس عشان انا عاوز كده.. يا ريت بس لما تطلع المره دي تعرف تسيطر عليها وتخليها جنبك عشان المره الثالثه مش هتلاقيها حتى لو جيتلي هنا تاني
راقب قاسم خروج عصام من القصر ودموعه تتلألأ بين حدقيته بقهر وغضب شديد وعندما ألتفت ليرحل هو الأخري اهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقة فور و تجمدت أطراف جسده يرتعش بعنفوان وهو يراه حورية أمامه متأملاً اياها بروح منكسرة بينما نيران مشتعله نتهش بقلبه عندما وجد الدموع في عينيها بحزن شديد ليعرف أنها استمعت الي كل الحديث!
ليقف قاسم لحظات متسع العينين ولم ينطق بحرف لكن داخله شاعر بالتعري و الخيبه أمامها عندما رأته هكذا ضعيف جدا شاعر أنه شخص منبوذ من عائلته.
ابتلعت ريقها بحزن شديد عندما وجدت عيناه مفتوحة علي مصرعيه من صدمة وجدها أمامه في ذلك الوقت بالتحديد و قلبها يدق بخوف عليه و تلجمت الكلمات علي لسانها ولا تعرف ماذا يجب عليها التحدث في ذلك الوقت حتي حاولت التكلم بنبرتها المهزوزة التي علي وشك البكاء من جديد:-
_قاسم الـ أنا آآ
لكنه قاطع حديثها باشاره بيده غير قادر علي سماع عطف او أشفاق عليه من احد وشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه وهو يغمض عينه بقوة ثم أخذت تتعالى صرخاته وبيده يضعها فوق صدره لعل الالم الذى يعصف بقلبه يخف قليلاً وهو يصرخ بأعلى صوت بعنف:-
_اسكتي! مش عاوز اسمع صوت من حد منكم و سيبوني في حـالــي مـش طـايـق اتـكـلـم مـع حـد فـاااهـمـه
___________________________________
الفصل الثامن عشر
___________________
لكنه قاطع حديثها باشاره بيده غير قادر علي سماع عطف او أشفاق عليه من احد وشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه وهو يغمض عينه بقوة ثم أخذت تتعالى صرخاته وبيده يضعها فوق صدره لعل الالم الذى يعصف بقلبه يخف قليلاً وهو يصرخ بأعلى صوت بعنف:-
_اسكتي! مش عاوز اسمع صوت من حد منكم و سيبوني في حـالــي مـش طـايـق اتـكـلـم مـع حـد فـاااهـمـه
لتشهق حورية فزعة بصدمة ورعب وهى ترى ذلك الواقف أمامها تلتمع عينيه بالقسوة ويصبح صوته قاسيا بتجهم لتظهر فوق ملامحها علامات الذعر بارتباك و قاسم يتجه سريعا ناحيه باب المكتب دون ان ينطق كلمه واحدة أخري و وجهه متجمد لا يظهر عليه شيئ من المشاعر سوى فى خطواته السريعة الغاضبة وأغلق الباب بقوة وعنف خلفه مما أدى إلى انتفاض جسدها بخضه حقيقية.
لكن ما ان لاحظت اقتراب جمال بخطوات مترددة منها فاسرع هو يمسح على ذراعيها يخفف عنها وهو يقول بقلق وتوتر :-
_معلش يا بنتي ما تزعليش منه هو لما يكون متعصب ما بيشوفش قدامه ولا بيعرف حبيبه من عدوه حتى معايا بيعمل كده وبعدها بيرجع يندم ويزعل ويتاسف بس انا ما بقتش استنى يندم ويجي يتاسف لي عشان انا عارف قلبة الطيب ..وانتي كمان اعذري معلش انتي ما تعرفيش هو بيمر بايه ولا حاسس بـ اي دلوقت
ابتلعت حورية لعابها بصعوبة قبل ان تقول بصوت متحشرج:-
_انا مش زعلانه منه انا زعلانه عليه يا اونكل جمال
لتشعر حورية فجاءه بجفاف عينيه جمال وهو يقول بصوت متوتر يهتف متسائلا بتحذير:-
_هو انتي كنتي واقفه من بدري؟ سمعتي كل حاجه يعني
لتشرد في ما سمعته مره ثانيه وكيف كانت قسوة عصام والده معه و انفجرت فى البكاء بمرارة يقطع له قلب علي قاسم وما عاناه وهو بمفرده وحيده مع شياطين قاسية لا تعرف الرحمة لاتدرى كيف تستطيع التهون عنه تحشرج صوت حورية تخفض راسها تجيبه بألم:-
_ايوه سمعت بس والله لو كنت اعرف انه هيضايق كده كنت مشيت انا سمعت صوت استاذ عصام وكنت مفكره جاي بيتخانق على موضوع يخصني عشان كده وقفت اشوفه عاوز ايه؟ بس بعد كده اتصدمت من اللي سمعته منه معقول قاسم يبقي أبوه استاذ عصام الحقيقه مش بالتبني
تنهد جمال من اثر بكائها ليقول برفق بعد حين تمسك بكفها الباردة بين يديه مواسيها:-
_ده موضوع طويل أوي يا حورية وقاسم هو الوحيد اللي يحق لي يحكي ليكي او لا
صمتت عدة لحظات متوترة كانت خلالها حورية تخفض راسها تتنهد بضعف ثم اخذت شهقات حورية بتعالى بهلع وهي تسمع صوت تكسير بعنف شديد داخل المكتب حتى اصبحت الاصوات هسترية عقدت حاجبيها بقلق قائلة:-
_في ايه؟ ايه الصوت ده
لم يرمش له جفن وهو يجيب باقتضاب :-
_ما تقلقيش هو مش بيهدي غير بالطريقه دي يقفل على نفسه ويقعد لوحده ويكسر في اي حاجه تيجي قدامه وبعد كده هيسكت لما يتعب
لتتمالك نفسها و يتملكها القلق والخوف داخلها قائلة بصوت خائف متردد:-
_طب وبعدين احنا هنسيبه كده ده ممكن يجرا له حاجه او يعمل في نفسه حاجه لازم نشوفه
اسرع جمال يهز راسه بالنفى قائلا بصوت اجش بتحذير:-
_اوعي يا حوريه ابعدي عنة في اللحظه دي بالذات ما بيشوفش قدامه من الغضب هو بيعمل ايه ولا بيتحكم في اعصابه قلتلك هو هيهدى دلوقتي مش محتاج حد جنبه
تعالت أصوات التكسير بالداخل أكثر وكانت هي تقف بخوف شديد عليه بكت بعنف وجسدها ينتفض ثم ابتلعت حورية لعابها لتقول بصوت متعاطف:-
_بس انا مش هقدر اقف اتفرج عليه وأنا بره و سامعاه بيتوجع كده عشان خاطري يا انكل جمال لازم ندخل له ونشوفه انا مش متطمنه علية كده
هز جمال راسه بالنفى يعقد حاجبيه هاتف بفروغ صبر:-
_يا بنتي اسمعي الكلام وسيبيه الحاله دي مش اول مره تجيله لو دخلتلة دلوقتي انتي اللي هتتاذي مش هو وهتزعلي منه بجد لان مش هيتحكم في اعصابه صدقيني ،هو دلوقت هيتحول لـ انسان ثاني خالص مش زي قاسم اللي انتي تعرفيه
غصت حورية بالبكاء مرة اخرى تهتف بابتسامه حزينة:-
_أنا عمري ما هزعل منه ولا هضايق مهما يعمل انا لما كنت ببقى تعبانه زية وفي حاله انهيار هو ما كانش بيسيبني وحضرتك عاوزاني اسيبه وانا سامعاه بيتوجع ومحتاج حد جنبه اسفه مش هقدر
نظر إليها بيأس وضيق ليهتف جمال بحنق:-
_انتي حره بس مش هرضي يفتحلك الباب اصلا
رفعت احدى حاجبيها بتفكير وهي تهز راسها بضعف و حزن أن تتركه في هذه الحالة بمفرده وقلبها وعقلها غير قادر علي تجاهل ألمه لتهتف حورية بصوت مختنق بالبكاء:-
_بس اكيد في نسخه تانيه لي المكتب وحضرتك عارف هي فين ممكن تجيبهالي حالا بدل ما اطلع اقلب عليها الدنيا لحد ما ادور عليها واجيبها.
**
في الداخل يبدوا مثل بدوى عنيف يدور فى الغرفة كاسد حبيس يتنفس بعنف وخشونه لا يغرف الهدوء اليه طريقا اخذ قاسم يحطم فى محتويات الغرفه بعنف وقسوة شديدة وهو يصرخ بغضب وهيجان كمن اصابته لوثة جنون بينما لم يشعر بتلك التي دلفت و تقف خلفه فى احدى الاركان و اتسعت مقلتيها بذعر شديد وصدمة مما يفعله لـ ترتجف برعب وخوف عليه وهي تري حالة الهياج التى كان عليها أمامها الآن ولم تستطيع توقفة في الوقت الحالي مرت عدة دقائق شعرت بها كالسنين حتى هده التعب ليتوقف عما يفعله يلهث أنفاسه المتسارعة بعنف وجسده يتصبب عرقا ينظر امامه بعينين زائغة النظرات ليراها قاسم وهي تقف من مكانها و راحت تتقدم منه بحذر وخطوات مرتعشة تهمس بإسمه بصوت مقلق بشده:-
_ قاسم انت كويس
رفع رأسه اليها بعينين تشتغل بنيران جنونه التى قد تحرق الاخضر واليابس يسالها بعنف هستيرى:-
_أنتي بتعملي ايه هنا؟ انا مش قلت مش عاوزه اشوفك ولا اشوف اي حد ماتسيبوني في حالي ما بتفهميش ليه
شعرت داخلها بالخوف الشديد خصوصاً وهي تعتبر بمفرده معة حاولت ان تبدو طبيعية وألا تظهر ذلك الخوف في صوتها الا انه خرج مهزوزاً قليلا:-
_عشان انا عارفه انت محتاجه ايه دلوقت وما ينفعش تبقى لوحدك في اللحظه دي خالص، قاسم عشان خاطري اللي انت بتعمله ده مش حل
تقدم بانفعال يدور فى ارجاء الغرفة المحطمة يشد شعره بغل وعينين تتراقص جنونا صارخا بشراسة:-
_اسكتي واطلعي بره مش عاوز حد جنبي انتي مش عارفه انا فيا ايه دلوقت؟ ولا عاوز ايه ولا هتحسي بي؟ ولا انتي ولا غيرك انا مش محتاج لهم عشان انا مفيش حد بيحس بيا ولا في دماغه
وقفت تتابع حالة الجنون التى تراه عليها وتمنت فى تلك اللحظة لو انها لم تدخل إلي وتساعده أبدا، ليس خوف منه لكن غير قادرة تراه ضعيف وهاش هكذا شاعر أنه واقع فى وسط تلك حرب دائرة لا تنتهي مطلقا و تشعر ان الامور اصبحت خارج السيطرة ثم ارتسم الالم فوق وجهها كما لو تحطمت من كلماته لتهمس بضعف:-
_يمكن غير كده فعلا، لكن انا لا انا عاوزاك ومحتاجه لك وانت كمان محتاجلي يا قاسم يبقي بلاش تحرمنا من بعض انا لما كنت ببقى زيك تعبانه ومنهاره كده و بقول لك سيبني لوحدي ما كنتش بتسيبني كنت بتفضل جنبي وبتبقى عارف انا عاوزه ايه رغم لساني بينطقها عكس كده
ليشد على قبضتيه بعنف وغضب لم يجد متنفس له سوى احدى المزهريات الموضوعة فوق الطاولة امامه مازالت سليمه ليلتقطها بحدة يلقى بها بعضب وعنف ليتعالى صدره بانفاسه المتسارعة بوحشية يحطمها الى قطع متناثرة فى الارجاء كشرارت غضبه تماما، أنتفضت حورية بذهول وصدمة بقلق شديد عليه صارخ فيها:-
_انا مش محتاج حد قلتلك اطلعي بره وسيبيني، جرحي غير جرحك يا حوريه و لو مفكره اللي انتي سمعتيه هي دي الحكايه تبقى غلطانه لان دي نقطه في بحر من اللي بيحصل ولسه لي هيحصلي منهم
نظرت إليه بوجهها الشاحب وعينين ممتلئة بالدموع من حالته المشعثة لتهتف بخفوت:-
_انا عارفه وفاهماك كويس وعارفه الاحساس ده لما تتظلم وتتوجع من اقرب الناس ليك اللي هم مفروض اهلك ..وهقول لك نفس الكلمه اللي انتي قولتهالي طالما مش بتاخذ منهم غير الاذيه انساهم وابعد عنهم
كان جسده ينتفض بغضب وثورة عينيه ملتمعة بشراسة وعنف و التوت شفته بابتسامة متهكمة حزينة يغمض عينيه لتسيل دموعه بصمت ليشعر بالالام قلبه تتزايد صارخة بداخله ولا يستطيع فعل شيئ لايقافها :-
_النسيان مش سهل انا بتواجع عشان أنسي كمان! وما كنتش عاوزهم ولا هما جنبي هما اللي بيجوا عشان يوجعوني وبس
نظرت إليه ببن شهقات الصغيره لتزفر بقوة قبل ترد بصوت حنونه:-
_باين ليهم أنك قوي ما تخليش حاجه تكسرك وتضعفك عشانهم، و تبين ليهم انت فعلا قوي وقادر تتخطى كل ده و لوحدك كمان
نظر إليها وعينيه بها ظلال دموع لكن قبض قبضه قاسيه على يديه بشده و رفع وجهه لها بغضب فقال بغضب ممزوج بحسرة وضعف شديد :-
_لا انا مش قوي زي ما انتي فاكره كده انا اضعف انسان في الحياة لو عرفتي إللي قلبي وشوفتي هتعرفي ان القوه اللي انتي شايفاها من بره عكس اللي جوه خالص
لم ترد عليه حورية لثوانى بلا اقتربت منه خطوات بسيطة بحذر حاولت فيها استجماع نفسها وهي تحاوط وجهه بين يدها قبل ان تقول بصوت خافت اجش من اثر محاولتها الظهور بمظهر القوة وهي تراه هكذا:-
_انك تحاول تبين لـي اللي قدامك انك قوي وتعالج جروحك بنفسك وما تستناش غيرك يعطف عليك لوحدها هي دي القوه الحقيقيه يا قاسم، عشان كده انت بالنسبه لي أقوي راجل ومنقذي في الحياه
رفع قاسم وجهه ببطء ينظر اليها بجمود وجهه كصفحة بيضاء خالية من اى مشاعر قبل ان تقول بابتسامه صدق بين دموعها:-
_يا قاسم انا بستمد قوتي منك وانت تقول لي انت ضعيف لا طبعا انت قوي وشجاع وطيب وحنين في نفس الوقت وجواك حب وطيبه رجعوا ثقتي ثاني في الحياه وفيك ..انا سانده عليك عشان اقدر اكمل واواجه و بنام مطمنه وانت جنبي و بثق فيك ثقه عمياء أنك عمرك ما هتخذلاني في يوم انت السند لي في الحياه يا قاسم
رق قلبها لدمعاته التي تساقطت وقالت برفق وهي تقترب اكثر ببطء حذر ثم مسحت عبراته باناملها الصغيرة ثم تابعت:-
_انا شايفك حاجه كبيره في حياتي أوي مش مهم غيري شايفك ايه و إزاي؟ المهم انا بحس بي ايه وانا معاك ..قلبي ده ما اعرفش الامل من ثاني غير لما شافك وحس بيك
فى تلك اللحظة مر كل شيئاً امامه ببطء كما لو كان شريط سينمائى امامه يتم عرضه شرطه باستمرار وضع في الملجا وهو عمرة سبع سنوات رغم اعتراضه ثم تجاوبه مع حياته ثم بعدها بسنوات جاء إليه عصام ليعرض عليه حياته مقابل حياه ابنه و وافق بكل الم و وجع علي ذلك ليصبح ما هو به الآن ودخلت بعدها هي حياته و استطيع حمايتها لها و غزوه لمشاعرها برقتها وحنانها لينقلب كل هذا فجاءة لحظة وظهور عصام مرة اخرى فى حياته لفتح القديم؟ ادركت حوريه معاناته حين رأت وجهه بشحوبه البالغ وهو ظل صامت ولم يتفوه بكلمه وكأنت حورية تعلم ما يدور في مخيلته فقال موجهاً حديثه لها بوجع شديد:-
_حورية انا تعبان ومحتاجلك أوي، أنا لي اول مره اطلب من حد في حياتي ما يسبنيش وابين قد ايه انا محتاجله وضعيف
وهنا لم يستطع قاسم الصمود ليقطع اقدامه المسافة الفاصلة بينهم يلقى بنفسه بين أحضانها الحنون والتى لم تخيب ظنه فـ حاوطت جسده اليها بحنان وبخوف حقيقى عليه ظهر فى صوتها مرددة بابتسامه وهن:-
_ده مش ضعف ده ممكن تعب للكتمان اللي جواك يا قاسم وبلاش تشوف نفسك او تحسي انك خجلان عشان انا شايفك كده قدامي ..لا خالص انا لما كنت بالنهار وبعيط و يبان ضعفي قدامك كنت بحس نفسي الاحساس كده زيك لكن بعد كده حسيت اني لما ابين في لحظاتي قدامك كده انا بستمد قوتي من ثاني منك
استمر على صمته ينظر اليها بجمود ووجه خالى من التعبير الا من عينيه والتى اخذت تمر فوق شفتها ولم يشعر بنفسه إلا وهو لينقض عليها فجاءة يقبلها بشفتيه تطبع ختم ملكيته لها فوق شفتيها بقسوة وعنف لم تستطع هى امامهم شيئ سوى ان تفتح شفتيها بقوة تستقبل هجومه الكاسح عليها لا تقوى حتى على القيام بحركة مقاومة واحدة سوى همهمات مكتومة تصدر عنها لكنها لم توقفه بل ترك شفتيها ينزل الى حنايا عنقها يقبلها ايضا قبلات داميه ليترك علامات واضحة فوقها بعد حين لا يعرف تلك المده أبتعد ببطء شديد ليرفع وجهه شديد الاحمرار وعينيه النادمه الى وجهها المستلم وقد التصقت به خصلات شعرها المشعثة يفح من بين انفاسه الخشنة ليلعن بشراسة وهو يمرر اصابعه فى شعره شادا عليه بقسوة وعنف حاول الابتعاد لكنها أمسكت بذراعه بقوه تتحدث بحنان بالغ:-
_ما تكتمش اللي جواك واستمد قوتك مني زي ما انا عملت يا قاسم! وما تفكرش في النتيجه بعد كده هتكون ايه عشان اللي بيحبك وخايف عليك بجد هيستقبلك في كل حالاتك وهيعذرك
رمقها بنظره جانبيه قاسم وهو متعجب ليحاول تهدئة ثورة المشاعر الفائرة بداخله :-
_خايفه اوجعك هتعب اكثر ما انا تعبان مش عاوز اذيكٍ في حياتي خالص يا حوريه.. انا الموت عندي اهون من أني اذيكٍ بيدي
لتجعله يفيق من دوامة مشاعره هذه تتنحنح بقوة ليخفض عينيه هو يبتعد قليلا عنها وهي تقول بصوت متحشرج خشن من فرط مشاعرها بثقه:-
_مش هيحصل عمرك ما هتئذيني عشان انا واثقه في كده.. و لو ايدك قدرت قلبك مش هيطاوعك ..و لو قلبك هيطاوعك قلبي انا هيسامحك يا قاسم
فوجد نفسه يبتسم تلقائياً فيبدوا انها خطفت قلبه تلك الكلمات قال بتردد وقد ارتاح قلبه لـ ذلك بشده غريبه:-
_بجد هتسامحيني وهتغفري ذنبي ! في ناس كثير كانت قادره تظلمني من غير ما تطلب السماح؟ و القليلين اللي في حياتي ما رحمونيش خالص ..نفسي توبتي تتقبل انا ما توقعتش ان اظلم حد في يوم!
لم تعرف على اي مسامحه يتحدث لكنها اعتقدت أنه يتحدث عن الذي سوف يفعله من قربه وغضبه الذي لا يستطيع السيطره عليه ،اقتربت منه تضع ذراعيها حول رقبته تسند فوق صدره ليضمها اليه حتى التصقها بصدره تماما قائلة بابتسامه خفيف بصوت متحشرج:-
_من يوم ما شفتك وقابلتك وانت مش بتعمل حاجه غير انك تساعدني وتحسن لي ..و بحق الاحسان ده قلبي هيغفر توبتك من غير تفكير يا قاسم
ساد الهدوء و الصمت لحظات دقائق ثواني حتي انحنى الى اذنيها ينحى شعرها الى الجانب هامسا برقة شديدة:-
_وانا مش عاوز غير الرحمه و السماح يا حورية ..مش عاوز غيرك وبس!
حاوط جسدها المسترخى بين ذراعيه ينعم بحلاوة عناقها والشعور بقربها ودفئها فوق جسده لتدرك هي جيدا بان عصام الده السبب فى وصول حالته لتلك الدرجة بضغطه عليه بالحديث ومعاملته الجافة والقاسية له لذا اخذت تهمس له بكلمات مطمئنه وهو استقبلها مع قبلة يطبعها فوق وجهها بقبلات صغيرة حتى وصل الى شفتيها يقبلها بنعومة ورقة لعدة لحظات لكنه لم يستطع مقاومة شوقه و احتياجه لها اكثر لتزداد حرارة شفتيه فوقهم يقبلها بنهم ولهفة غائبا عن العالم وما به ليفيق من دوامة مشاعره حين وجدها تبادله قبلاته برقة ليفتح عينه سريعا بسعادة بتجاوبها.
لكن اصابه الغضب من نفسه حين انتبه إلي ما يفعله وكيف يستغل ضعفه بالاقتراب منها هكذا،فحاول الابتعاد فورا عنها لكنها تشبثت به تدس نفسها فى صدره تجذبه اكثر اليها فزفر بقوة ليحاول التحكم بنفسه والابتعاد لكنها لم تمهله الفرصة ترفع وجهها اليه تقبله برقة ونعومة اضاعت الباقى من تماسكه لينحنى فوقها يلتقط شفتيها مرة اخرى يبثها حرارة مشاعره ولهفته لها بينما قاسم أصبح ضائع فوق غيمة رائعة من المشاعر وهو يضمها بشدة يقبلها برقة ونعومة ومع كل قبلة منها ذاب كل غضبه والمه منه به مع تلامس كل خلية فى جسده بجسدها.
ليقترب هو منها اكثر ليرفع جسدها إليه بين ذراعيه ويقبلها هو و لا يريد لقربهم هذا ان ينتهى فهو لايريد ان يعود مرة اخرى لالام واوجاع قلبه لذا استكان مستسلم لمشاعره واحلامه الوردية معها جذبها هو له يلصقها به ثم ليضعها على الأريكة ويصبح هو فوقهـا
وفي اللحظة التالية كان يُقبلها بجنون وقوة على شوقه المضني لها يخف ولكنه كلما تذوقها يشتعل اكثر وبجنون اكبر اصبحت هي تأن بألم لتشعل رغبته بها اكثر.. مد يده ليخلع فستانها عنها فلم يجد ازراره لذا ومن دون تردد بحركة مباغتة ألقي بالارض لتشهق هي بخجل شديد و احراج فابتلع هو شهقتها داخل فمه وهو يعاود تقبيلها بشغف يزداد ويزداد فـ تصبح ملكة لعرش قلبه متوجه بتضحيتها بحياتها من اجله.
**
في فيلا عتمان زاهي نزل حازم الدرج صباحا يقدم قدم ويأخر اخرى لا يدرى كيف سيقوم عتمان باستقباله صباحا وهل سيظل على غضبه منه او قد نسى ماحدث خاصا وانه يعلم انه أخطئ خطأ كبير صعب الغفران ويستحق كل هذا التعنيف ومن تستحق أن يطلب منها طلب السماح هي حورية، لذلك دخل الى غرفة الطعام يسير بخطوات مترددة.
وفى الوقت ذاته كانت ميسون والدته تجلس فى المقعد المجاور لـ عتمان تحدثه برجاء شديد أن يعطف عن ابنها ذلك الخطأ لتمسك بيده وهي تترجاء أياه بينما هو يجلس بتصلب تحيط يديه بفنجان قهوته ينظر إليها بوجوم وعندما لاحظ أنة أمامه التفت اليه عتمان بعنف عينيه وينطق:-
_مش قلتلك من هنا ورايح اياك اقعد في مكان والاقيك جنبي أمشي من قدامي خليك في الاوضه واكلك هيجي لك لحد عندك
اسرع حازم يرسم الاسى والدموع فى عينيه قائلا:-
_يا جده عشان خاطري اسمعني انا اسف انا عارف ان انا غلط غلطه كبيره بس حقيقي ما اعرفش عملت كده ازاي سامحني يا جده
عقد عتمان حاجبيه باستهجان قائلا بصرامة ساخرا:-
_طب كويس والله انك عارف انك غلطان
أخفض حازم رأسه بخجل من نفسه بينما زفر عتمان بحدة محاولا النهوض ينزع يده من بين انامل ابنته لكنها تشبثت بها بقوة قائلة بلهفة واستعطاف:-
_في ايه يا بابا ما بالراحه عليه ما متاسف بدل مره 10 عيل وغلط خلاص مش هنعلق له المشانق يعمل ايه يعني عشان خاطر الهانم تسامحه وهي كمان
التفت اليها بوجه متصلب وعينين غاضبة يصيح بقوة:-
_اتاسف وهو الاسف هيفيد بايه لو كان الحمار اللي جنبك ده فعلا اعتدى عليها وعملها، انا ساكت الايام اللي فاتت ومش عاوز اتكلم عشان بدريه ما تشمتش فينا اكثر ،خليتني لاول مره في حياتي ببعد عنها ومش قادر احط عيني في عينها و مكسوف من نفسي ومنك
ابتلع حازم ريقه بصعوبة بالغة وهو يقول بضعف وندم حقيقة:-
_يا جده آآ انا
أوقفة باشاره بحزم وقوة وهو يصيح بعصبية شديدة وبصوت فحيح وعنف تضيق عينيه فوق منه باشتمزاز:-
_اخرس خالص ومش عاوز اسمع صوتك وكفايه اعذار تافهه زيك انا ربيتك على كده طب حتى فكر في اختك يا واطي ترضى حد يعمل فيها اللي انت عملته في حوريه ،امـشـي مـــن وشــي مــش طــايـقـه اشــوفــك قـلـتـلــك غــــور
**
بعد فتـرة طويلة.....
استلقت بأنفاس لاهثة متسارعة فوق تلك الأريكة الضخمه بداخل المكتب تنظر الى سقف الغرفة بشرود وعيونها حالمه بهيام بينما هو نائما بعمق يريح راسه يستريح فوق صدرها ويضمها اليه بقوة فمدت اناملها بشرود تتلاعب بخصلات شعره المتساقطة فوق جبهته ترجعها الى مكانها بعبث شعرت و كأنها شابه مراهقة وهي كانت بين ذراعيه يبث لها شوقه الجارفة وشعرت أيضا كأنها فتاه عذراء ولم يلمسها أحد غيره أو هكذا كانت تتنمي أن يحدث لكن هو مع ذلك لم يشعر نحوها بالنفور او اشتمزاز مثل ما توقعت وخافت أن يحدث ذلك، بل علي العكس أظهر محبة و هيامه إليها بكل وضوح الشمس وإن عاشق بجسدها مثل قلبها تماماً، نظرت له نظرة محبة ظهرت علي ثغرها حين التقطت عينها بذلك الذي نائم بهدوء بين ذراعيها فوق صدرها يحضتنها بتملك ظلت على حالها لوقت طويل تتصارع الافكار بداخلها وتكون كمن انقذها من بين النيران ليلقى به بين جنه النعيم.
تملل قاسم فى نومه يتنهد بعمق قبل ان يفتح عينيه يرفع انظاره لها ليراها مستيقظة عينيها
مفتوحة ساهمة و وجهها احمر كالطماطم الناضجة لينتبه لطريقة نومه فيرفع نفسه سريعا عنها يجلس جانبها وهو عاري الصدر وهي جانبه كانت ترتدي قميصه الابيض وشعرها المتعثر حولها كانت مازالت صامته وشارده لدرجه لم تشعر به أبتعد فوق صدرها مما ازعاج قاسم وفكر أن تسرع في الاقتراب منها ولمسها وكان يجب عليه الانتظار قليلا و يمكن أن تكون ندمت حاليا، اقترب منها مرر يده بهدوء علي ظهرها ليميل إليها يقبل قمة رأسها لتحرك رأسها سريعا له بتفاجئ و دهشه لتسحب فستانها سريعا تحت قدمها و تخبئ جسدها وجسده به وعلي قدمها العارتين قائلا بندم واسف:-
_حوريه أنتي ندمانه؟
شعرت بكف يده يتجمد أعلي ظهرها لتمسد علي يده الأخري برقة و هي تتحدث سريعاً:-
_ندمانه علي ايه قصدك اللي حصل ما بيننا لا طبعا ولية بتقول كده اصلا
احتضنها بقوة يحاوط جسدها وأخذ نفساً عميقاً زفره علي مهل و هو يرجع رأسه الي الخلف و هي تستند بكلتا يديها علي صدره بأعين نعاسه من قلة نومها ليهمس لها بصوت اجش:-
_عشان انا وعدتك هنستنى شويه و بلاش نستعجل على الموضوع ده ما كنتش حبيبه اتعبك اكتر ،كفايه اللي انتي فيه يا حبيبتي
كانت ترتجف وهي تنظر امامها وانفاس لاهثة متسارعة بخجل و احراج وهي بين ذراعيه هكذا لم تستطيع سوى ان تقول وهي تنظر بعيد بخجل شديد :-
_هو مين قال لك انك لما تقرب مني هتعب انا كويسه آآ ومبسوطه كمان ومش تعبانه خالص
رفع حاجبه لاعلي و هو يقرب وجهه منها يسند جبهته علي جبهتها و هو يسأل بلهفة وشوق وعينيه تفور بالمشاعر :-
_يعني الليله دي ما فيهاش ندم خالص
لم تجيبه بل اخذت عينيها تمر فوق ملامحه ببطء وحب كما لو كانت تحفظها توشم بها قلبها ليسألها مرة اخرى لتهمس برقة بصوت يكاد يكون مسموع:-
_الندم الحقيقي هيكون لو بعدت عنك او منعتك تقرب مني ونداوي جروح بعض يا قاسم
ابعدها عنه لينظر الى وجهها مطولاً بسعادة غامرة ثم انحنى عليها يقبل وجنتها بحنان ثم ينتقل منهم الى شفتيها يقبلها هى الاخرى بنعومة قبل ان يبتعد عنها قليلا و لينحنى عليها مره اخرى هامسا فى اذنها بنعومة وشغف:-
_انا شايف انك انتي اللي بقيتي دلوقتي منقذتي مش انا يا حورية ..انا مبقتش عاوز حاجه من الدنيا غيرك يا حوريه يكفي بس انك تكوني عارفه اني عايزاك جنبي علي طول مش عايزاك تبعدي حتي لو فضلت كدا ،انا عايزاك و بس
كانت تستمع له وهي تكاد تذوب خجلاً من كلماته العاشقه لم تستطيع ان تقول له من شدة خجلها عن مدى حبها له و شوقها لما حدث بينهما منذ قليل و من رؤيتها الأولى له، وقد علم انها لا تستطيع ان تقول المزيد من شدة خجلها الواضح للغاية بسبب حمرة وجها القانية فأبتسم بشده وهو يقبل جبينها مره أخرى وهنا عند تلك اللحظة بدأت قصة جديده بين عشاق أجداد.
**
فـي منـتـصـف الـلـيـل.
نهضت حورية و تسللت من جانبه و سحبت فستانها سريعا حتي ترتدية و ألقت قميصه الابيض جانبه بينما هو في حين شعر بالفراغ يحيط به و البرودة التي تغللت الي جسده للتو جعله يفتح عينها ببطئ و كسل لينظر بجواره علي الأريكة لكنه لم يجدها اعتدل جالس واضعة اصابع يده بخصلات شعره يبحث عنها و ابتسم بحب علي الفور حين رآها أمامه قد ارتدت ملابسها وتقف في انتظارة.
ليمد يده إلي جانب الأريكة يلتقط سرواله حتي يرتديه ليسحب جسده ببطئ و هدوء و يرتدي سرواله و هو يعبث بخصلات شعره ابتسم رغما عنه وهو يتذكر ماحدث قبل ساعات منها واحتضانها له طوال الليل دون ان تتركه لحظة واحدة، بادلته الابتسامة بهدوء وتحركت تجلس فوق المقعد أمامه وانتظرت وهي جالسة باستقامة فوق المقعد الصغيرة لتحدق امامها تأملت وجهه الرجولي الوسيم و نظراته القوية وكتفيه العريضتين حتي يديه الخشنتين وهو يلوح بهما أثناء شرودها فارتجفت عندما تذكرت ملمسهما عليها ابتسم بحب حين انخفض وهو يميل إليها يقبل ثغرها ثم يبتعد متسائلاً :-
_انتي كويسه يا حبيبتي عمال انده عليكي مش بتردي عليا سرحانه في ايه
جلس هو على طرف المقعد جانبها وهو يرتدي حذائه فلاحظت الظلال المحيطة بعينيه ثم أحاطت نفسها بذراعيها وهي تقول باضطراب وقد أحكمت إغلاق الفستان حول خصرها:-
_ما فيش انت اللي كويس بقيت احسن دلوقت قلقانه عليك بس تكون لسه بتفكر في..
نظر إليها بعينيه الداكنتين لفترة طويلة جعلتها تصمت بتوتر وهي تتمنى أن تعرف حقا ما يختبئ خلفهما ثم أشاح ببصره هامسة بصوت مختنق:-
_انا كويس يا حوريه ما تخافيش عليا،و هابقى كويس اكثر لو فضلتي جنبي وما بعدتيش انتي كمان زيهم
منحته حورية ابتسامة مشرقة من البريق المميز المطل من عينيها والتورد الذي كسا وجنتيها وهي تقول:-
_انا جنبك ومش هبعد عشان انا كمان عاوزك تفضل جنبي ومحتاجه لك، وانا مش جنبك عشان شافقانه عليك! لا انا جنبك عشان حبه وجودي جنبك وعاوز افضل معاك
هز رأسه مبتسم بحنان ليقول و هو يصب كامل تركيزه عليها و علي ما سيقول ليحمحم و هو يقول بهدوء :-
_اقول لك على حاجه انتي لما بتبعدي عني بكون مش شايفك قدامي بحس اني مفتقد شئ غالي عليا جدآ وبحس لما اكون قلقان عليكي كاني المكان اللي انا فيه مفيهوش هواء عشان اعرف اتنفس من غيرك وقلبي يطمن عليكي
احمر وجهها وهي تخفض عينيها عنه وقد بدأ قلبها يخفق بقوة وكل ذرة من كيانها ترتجف بتوتر وترقبا وهي تستمع إلى كلمات العشق الواضح بعينه ونبرة صوته الناعمة أمسك بذقنها ورفعها نحوه لينظر إلى وجنتيها المتوردتين وإلى عينيها المتضرعتين فارتجف جسده الضخم وهو يقول بصوت أجش:-
_ولما قربت منك النهارده اكتر بس عرفت اني مش هقدر يا حورية اتجاهل حقيقه مشاعري ناحيتك ولا اخبيها اكثر من كده.. انتي عملتي جو جميل اوي في حياتي و عمري ما هبقي عايز أفقده مش هقدر أبعد لاني مش عارف بعد ما اتعلقت بيكي جدا.. انا ما كنتش زمان كده ولا حابب حد يدخل حياتي عشان ما يوجعنيش اكثر ما انا مدمر
احمر وجهها بشدة فقال بصوت جعل انفاسها تتلاحق:-
_هو انا مش قلت لك ما تزعلش ولا تضايق نفسك وكفايه عليك انا و اسامه وجمال مش احنا برده عيلتك الصغيره
ارتجفت وهي تستند إلى المقعد الصغير بظهرها وتتركه يحاصرها بذراعيه ويميل برأسه نحوها قائلا بابتسامه هادئه:-
_ممم حاسس اللي انا بعمل في الناس بيطلع عليا دلوقتي ،مش ده كان كلامي برده ليكي من أيام كده صحيح الايام دواره
أغمضت عينها وهي ترتعش لملمس شفتيه على عنقها و وجنتها ثم ضحكت بانطلاق وقالت:-
_تنكر يعني مش مكفيينك ولا ايه
رفع وجهها إليه واقترب منها قائلا بصوت أثقلته العاطفة :-
_تؤ مكفيني وزياده، كفاية انك معايا و بس يا حورية مش عاوز حاجه من الدنيا غيركم ربنا يحفظكم ويخليكم ليا .. بقولك ايه تعالي نخرج زهقت من القاعده هنا و مش طايق القصر ممكن تيجي معايا
صمتت للحظات قبل أن تقول بعمق:-
_من غير تفكير انا قلت لك هابقى دائما جنبك في المكان اللي انت فيه يا قاسم
**
أستمع جمال وهو يجلس فوق الأريكة بصمت يتفحص هاتفه صوت بوق سيارة قاسم تعلي حتي يفتح الحراس البوابه للخروج لتتسع ابتسامة جمال وهو جالس بهدوء ليعرف أن تلك الصغيره حورية استطاعت أن تخرج قاسم من حالته البائسه وتقتحم حصونه التي
انهارت تماما أمامه قلبه و غزوه الضارى باهتمامها و رقتها و رعايتها له والان اصبح يحلق معها فوق سماء صافيه مع أحلامه البريئه الذي انحرم منها منذ زمن ولم يكن يعلم بأنها ومنذ البدايه أصبحت له وسيله ليأخذ نصيبه من تلك الحياة ويحقق جميع امنيته.
تنهد جمال بضيق وهو ينظر حوله يراه نفس بمفرده لكن انفرجت فجاه شفتيه بابتسامة هادئة عندما جاءت إليه فكره ان يتصل بها وفعل ذلك وانتظر لحظات حتي سمع صوتها الرقيق بقلق هاتفه:-
_استاذ جمال انت كويس حوريه بخير
تنهد جمال مبتسم بخفه وهتف بهدوء:-
_أهدي ما تقلقيش كلنا كويسين انا بس اتصلت عشان حبيت اطمن عليكي من ساعه لما مشيتي مع عتمان وانتي ما جيتيش هنا تزوري حوريه خالص، هو انتي بخير هو عتمان عمل لك حاجه
تنفست بدريه الصعداء براحه قليله وهي تقول بحيره:-
_لا خالص انا كويسه ما عمليش حاجه انا بس قلت اسيب حوريه براحتها مع جوزها الايام وابقى اجي ازورها بعدين ..اخبار دراعك ايه؟
مط شفته بعدم راحه نوعاً ما وأضحت في صوته الحزين قائلا:-
_ياااه اخيرا احد افتكر يسالني عامل ايه واخبار دراعك ايه..ده انا كنت نسيت ان انا اتصبت أصلا
عقدت حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت بهدوء قائله:-
_ليه بس بتقول كده معلش اعذروهم عرسان جداد بقي
ضم شفته بحنق وضيق هاتف بزعل مصتنع:-
_وانا مين يعذرني و يهتم بيا يا بدريه ..احم ده لو تسمحي لي يعني اشيل الالقاب انتي صديقه عزيزه عليا دلوقتي
صمتت بدريه قليلًا بدهشة وتوتر وشعرت بالعطف عليه قائله بتلعثم:-
_هاه اه عادي براحتك، هو انت مش بتغير على الجرح دائما و بتروح لدكتور وبتهتم باكلك وصحتك
ابتسم جمال علي اهتمامها وحنانها ليقول بصوت خبيث متعب ومرهق:-
_ولا باكل ولا ليا نفس و بغير على الجرح غير فين وفين
رمشت باهدابها عدة مرات ببراءة لتضيق هي عينها بعبث و هي تقول بجدية:-
_لا ما ينفعش كده لازم تهتم بصحتك وتاكل كويس اكل بيتي ونظيف انا هتصل بـ حوريه واخليها تعمل لك احلى اكله هتدوقة في حياتك ده انا اللي معلماها
عبث بوجهه بحنق و هو يزم شفتيه مثل الاطفال ويرجع رأسه الي الخلف و هو يقول بضيق شديد :-
_حوريه ايه بس دلوقتي هي مشغوله مع جوزها وبس دلوقت، خليهم مع بعض هم محتاجين بعضهم وأما صدقوا مش عاوز اعكنن عليهم فرحتهم ..وخلينا انا كده عزول لوحدي
لتقول بنبرة عميقة حزينه جدا علي حاله :-
_في ايه بس مالك يا استاذ جمال شكلك متضايق فعلا
كتم ضحكته علي كلماته تلك التي تبدو جدية جداً بالنسبة لها إلا أنها لا تمت للجدية بصلة ليهز رأسه بايجاب و هو يقول بزعل ومستمر بالتمثيل بإتقان :-
_ابدا زهقت من وحدتي وانا مش لاقي حد يهتم بيا لما تعبت قاسم اه كان جنبي طول الوقت في الايام اللي فاتت بس دلوقتي اتجوز و بقى لي حياته معذور برده وانا خلاص اتنسيت خالص
لتقول بدريه بابتسامه هادئه محاولة التخفيف عنه:-
_ما تاخذش الموضوع على صدرك قوي كده هو كلها يومين ولا اسبوعين وهتلاقيه في راسك وزهق من الجواز ..واذا كان على الأكل انا مستعدة اعمل لك بنفسي اكل وابعتهلك في أي وقت لو حبيت
ابتسم جمال بسعادة قائلا بلهفة:-
_احب طبعا هي دي فيها كلام ..حد برده عاقل يرفض فرصه زي دي
صمتت ثواني بعدم فهم بارتباك وتوتر متسائلة بتعجب شديد:-
_فرصه ايه؟.
حاول كبح ابتسامته التي تتسع وهو يهتف قائلا بصوت ماكر:-
_قصدي فرصه ان انا اكل اكل بيتي من ايد ست بيت شاطره زيك ..امال أنتي فهمت ايه؟
لتتجمد ابتسامته فجاه عندما لمح هاجر تقف على أعتاب الغرفه تفرك بيدها بتوتر ومن الواضح انها تنتظر إياه حتي يغلق الهاتف وتأتي هي إليه لتتحدث لينظر إليها بغيظ فليس وقتها الآن اطلاقا اغتاظ و هو يقول بحدة:-
_طب هنبقى نتكلم بعدين سلام دلوقتي.. خير يا هاجر عاوزه حاجه
تقدمت هاجر بخطوات مترددة وابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وهي تهتف بتوتر بشكل ملحوظ:-
_مش عارفه اقول لحضرتك ايه بس لازم تعرف، انتم بالنسبه لي عيلتي الثانيه وما ينفعش اشوف حد عاوز ياذيكم و اقف اتفرج عليه
ضايق جمال عينه بشك وقال بجدية واهتمام:-
_بتتكلمي عن ايه وضحي كلامك
تنهدت هاجر بيأس وضيق، بترت كلماتها وانكمش وجهها بخيبة امل وحزن هاتفه:-
_بتكلم عن روان في حاجه عرفتها عنها ولازم حضرتك تعرفها ..انا سمعتها اكثر من مره بتتكلم مع أستاذ جواد ابن عصام بيه؟ و......
**
في السيارة وبينما كان قاسم ينقلها إلى ذلك المنزل الذي اخذها فيه مره وهربت بعدها منه إلي عتمان وهو تذكر أنها قد اعجبت حينها بهذا المكان، بعد فترة توقفت السيارة ونزل من السيارة كي يفتح البوابة ثم عاد إليها كي يدخلها إلى الساحة الداخلية ويقف أمام باب المنزل الصغير ثم عاد لينزل كي يغلق البوابة خلفه بينما نزلت هي من السيارة و ابتسمت بهدوء عندما عرفت ذلك المكان وتذكرته وتقدم قاسم منها يحيطها بذراعه كي يحميها من الهواء الشديد ويسير بها نحو الباب ويفتحه بمفتاح خاص ثم يدخلها وكان الدفء في الداخل جيدا وابتعد هو عنها يفتح الانوار عندها فقط جرت بعينيها في المكان من الداخل فهي لم تراه من داخله لتفاجئ بالمساحة الصغيرة للغرف و الديكور بسيطة بأثاث وثير مصنوعة من الجلد البني
و قام وقتها قاسم بتوزيع مصابيح ذات إنارة رومانسية في المكان جعله يبدو كأنه كالحلم خاص بيهم فقط هما الاثنين لا غيرهما.
نظرت حورية إلى قاسم بابتسامه هادئه وهي تقول :-
_انا جيت المكان ده قبل كده بس ما شفتوش من جوه
هز قاسم رأسه بالايجاب ولوى فمه بابتسامة عابثة وهو يقول:-
_ايوه صح و عجبك وقتها عشان كده جيت هنا ثاني، باماره لما هربتي مني وروحتي لجدك وضحكتي عليا وقولتي انك هتروحي البيت علي طول
قالت منه متظاهرة بالغضب الشديد وهي تردف:-
_ده انت قلبك قاسي أوي لسه فاكر ما خلاص قلت اسفه وقتها بدل المره ثلاثه
تقدم إليه ونظر إلى وجهها الجميل وقبل جبينها قائلا برقة ونعومة:-
_المهم دلوقتي يا حبيبتي ما فيش هروب مني تاني عشان لو عملتيها
تورد وجهها وهي تحارب ارتباكها وتقول :-
_هتعمل ايه
فابتسم وهو يضمها إليه و بدأت قبلاته تتوالي و هو يردد من بين قبلاته قائلا بحب:-
_هحبسك جوه قلبي وامنعك تشوف غيري
تنفست بقوة و هي تميل لتقبله قبلة سطحية وتأملت وجهه الوسيم وقد أحست بحبه يطفو من كل حواسها قالت بدفء:-
_هو انت اشتريت المكان ده امتى وليه مش بتاجي كثير فيه ده حتى جميل قوي ومريح للاعصاب واحلى حاجه انه معزوله عن الناس
ابتعد قاسم عن عنقها لينظر الي عينها العسلية بأعين متربصة حتي أغلقت هي عينها ليلتقط شفتيها بخاصته يقبلها بعمق و هو يضمها بين يديه حتي ابتعد عنها بلهاث وابتسم راضيا عن تأثره عليها و أجاب عليها وهتف:-
_اشتريته من ثلاث سنين وبقيت اخليه احتياطي في حياتي لما اعوز ابعد و انعزل عن الناس كلها كنت بحس دائما برغبه اني اقعد لوحدي افضل و اريح
صمتت وهي تخفض عينيها فقالت بهدوء:-
_حتى انا عاوز تنعزل عني كمان
صمت قليلًا قاسم ثم ابتسم واقترب منها بشده وهي توترت ملامحها عندما انحني يطبع قبلة خفيفة على شفتيها ثم نظر إليها عابسا وكأن تلك القبلة الصغيرة لم تكن كافية فعاد ليقبلها بشغف أكبر أطاح بصوابها أبتعد ببطء ليمسح علي شفتها برفق وقال :-
_تفتكرى لو عاوزه ابعد عنك كنت جبت هنا وعرفتك على المكان كمان انتي الوحيده اللي بقيت احب اهرب وانا معاها في حضنها
تطلعت فيه وهي ترتجف من فرط المشاعر التي فاضت داخلها لتقول بخجل متوترة:-
_هو انت مش هتفرجني على باقي البيت ولا ايه
ابتسم لخجلها النادر و ازاح بيده خصلات شعرها عن رقبتها و هو يدفن وجهه بها يلثم عنقها برقة و هو يقول بحب :-
_هي ما فيش غير اوضه واحده بس وهي اوضه النوم والافضل ليكي بلاش تشوفيها دلوقتي ..عشان مش ضامن اذا دخلتيها معايا هتخرجي ثاني منها أمتي إلا على بكره الصبح
نظر إليها و هو يغمز بعينه اليسري وصدمتها صراحته والرغبة المستعرة في عينيه فـ اخفضت رأسها بخجل شديد ولم تنطق وقلبها يخفق بقوة ليستند جبهته علي جبهتها و هو يداعب أنفها بأنفه قائلاً :-
_تعالي نقعد مع بعض هنا لحد اطلب أكل بالتلفون ويوصل.. ولا مش جعانه ناجل الاكل لي بعدين دلوقت ونعمل حاجات اهم؟
تنهدت بصوت مسموع و هي تعود برأسها الي الخلف تنظر إليه باحراج و هي تقول بسرعة من الخجل الشديد:-
_ لا طبعاً جعانه ناكل دلوقت
ابتسم باتساع وهو يضحك على خجلها و يده تحاوط كتفها و يميل عليها يقبلها بخفه فوق شفتيها، وبعد مرور فترة قصيرة وصل الطعام و وضع الطعام على الطاولة وأشعل الشموع ثم أزاح لها الكرسي لتجلس أمامه وهو يقول مداعبا :-
_تفضلي يا سيدتي
ابتسمت له بحب وتنهدت بارتياح وهي تنظر إليه هل بالفعل بدأت تشعر بتلك السعادة الكبير التي لمست قلبها و وقعت صريحة في الهوي متيمة به حب ابدي يقيدهم معاً بقيود من نار تشعل قلوبهم بنيران العشق المستعرة ليلتفت إليها قاسم يعقد حاجبيه باستغراب قائلا بابتسامه حب:-
_مالك بتبص لي كده ليه كانك اول مره تشوفيني
تحركت عينيها لتنظر داخلهم ما أن رأت ملامح وجهه تتبدل من السكون الي الحيره حتي هتفت هي بخفوت و هي تقول :-
_ابدا بفكر فيك وفي حياتنا الجايه وكل حاجه حواليا
ظهر الانزعاج في عينيه وهو يقول بصوت جاد لا يقبل نقاش فهو لا يريد أن يحدث أي شئ يعكر مزاجهما:-
_خلينا ناكل دلوقت ونتبسط بعد كده نتكلم براحتنا زي ما انتي عاوزه بس بعدين مش دلوقت خالص.. اتفقنا
ابتسمت له وهي تهز رأسها بالموافقة فهي أيضا لا تريد شئ يعكر مزاجهما وبدا قاسم يطعمها بيده بكل حنان و رقة وبعد تناول الوجبة اللذيذة تعاونا في تنظيف المائدة سواء، و اجلسها بأحضانة ودني نحوها يقبل قمة رأسها بحنان وجلسوا يتحدثون سواء في عدد اشياء وكانت حوريه تنظر نحوه دائما بابتسامه حب هادئه بهيام، لتعلم ان حياتها السابقه لم يكن لها أي معنى قبل أن يدخلها و يقتحم حصونها قاسم السيوفي ذاته.
**
بعد مرور اسبوعين.
في المساء خلال العشاء قد بداء يلاحظ جمال تغير العلاقة بين كل من حورية وقاسم لم يغفل عن النظرات التي كانا يتبادلانها إلي بعض أو الطريقة التي كان يطعمها فيها بيده كأي زوج مغرم بزوجته بينما هي كانت تمنحه ابتساماتها الخجوله ابتسم جمال بسعادة شديدة عليهما وعلي السعاده التي حصل عليها الاثنين بعد شقاء كبير ومعاناتهم فهما يستحقون تلك السعادة.
كانت حورية تجلس بجانب زوجها قاسم لتناول طعام الغداء وهو يضع بصحنها بعضاً من الطعام وعندما كانت حورية تنظر له بضيق و هى تتأمل الطبق الممتلئ بالطعام الذى وضعه بصحنها وهزت راسها له باستعطاف بأنها لم تقدر على تناول كل ذلك ليشير اشار برأسه نحو الصحن بحزم أن تتناول رغم عنها لأجل صحتها لتزفر حورية بضيق شديد وبدأت بتناول الطعام بخنقة وهي تعرف أن لم تقدر على استطافه مثل كل يوم، تطلع فيها قاسم ضاحكاً بصخب علي منظرها وهي تتناول الطعام بضيق و سخط مما جعل حورية تشتعل بالغضب وضربته بخفه بصدره حتي يصمت.
ليبتسم قاسم بمرح و هو ينحنى نحو اذنها متمتماً بصوت منخفض حتى لا يصل لجمال:-
_ما تقلبيش وشك كده يا حبيبتي انا خايف عليكي عارف انك بتتعبي معايا الايام دي و لازم تاكلي و تتغذي كويس
نظرت اليه حورية بحدة وقد اشتعل وجهها بالخجل من جرأته تلك امام جمال ولم تستطع أن تجيب عليه ثم لتضحك بصوت منخفض على شئ قد قاله لها مره ثانيه وهو يغمز بطرف عينه لها.
كسا وجهه جمال وهز رأسه بيأس من أفعاله أمامه مع زوجته دون خجل منه حتي بعد العشاء نهضت حوريه لعمل القهوه بنفسها اليهم و تقدمت بعدها على الجلوس مع جمال في الصالون وهي تتحدث معه و تضحك بخفه علي نبره المرحه وهو يتحدث عن انجازاته و عده مواقف مضحكه حدثت له في السابق وقد جذبها حديثه بفضول ولم تلاحظ نظرات قاسم التي كانت ترسل لها الرسائل المتتالية دون أن تعيره اهتماما وقد أشعلت غضبه وهو يراها غير مهتمة إليه وتضحك وتبتسم علي أي شيء يقول جمال انتظر ساعات قاسم طويلة علي أمل أن ينتهي الحديث الدائر بينهما لكن دون فائدة أستمر حديثهما أكثر.
ضغط قاسم على يده بعنف مكتوم ثم نهض واعتذر منهما متعللا برغبته في النوم باكرا ثم وهو يتحرك نظر إلى حورية بطريقة ذات معنى قبل أن يسبقها إلي الاعلي لعلها تفهم وتذهب خلفه فابتسمت متجاهلة إياها تتركز فقط مع جمال وحديثه الشيق بالنسبة لها و جمال مما أسعده أنها تستمع إليه و تسهر معه الليل وقد مرت ساعة كاملة و استأذنت هي لتذهب الي النوم وقد تأخر الوقت فتسللت إلى الأعلى بخطوات بسيطة.
ودخلت إلى الغرفة لتفاجئ بالظلام الدامس المخيم عليها عقدت حاجبيها باستغراب شديد واعتقدت أن يكون قد نام و ما إن أغلقت الباب ورائها حتى التفت ذراع قوية حول خصرها ورفعتها عن الأرض وكأنها لا تزن شيئا مما جعلها تصرخ بذعر انقلب إلى تضحك وهي تقول بدهشة:-
_قاسم خضتني فكرتك نمت
لفها نحوه بعنف و زمجر وهو يضمها إليه بقسوة قائلا بحده:-
_ما لسه بدري يا هانم ما كنتي خليكي شويه كمان تحت او باتي بالمره طالما عجبك قوي الكلام مع جماله وحديثه اللي جاذب فضولك ومش قادره تنتبهي حتى وتشوفي اللي حواليكي
ابتسمت و هي تميل رأسها الي اليسار بدلال حتي تدلت خصلات شعرها علي كفه و هي تقول :-
_في ايه يا قاسم ما بالراحه مالك متعصب كده ليه؟ايه تكونش غيران من اونكل جمال ده قد ابويا يا قاسم
تنهد مغمضة العينين و هو يقبل كتفها شاعراً بانفاسها الحارة التي تلفح رقبته و هو يهمس باشتياق وعنف شديد:-
_ان شاء الله يكون جدك عتمان نفسه لما اكون جنبك ما تركزيش غير معايا انا وبس! وما طلعتيش ليه ورايا على طول المكان اللي يكون فيه جوزك تروحي معاه على طول مش ده كان كلامك هفضل معاك مطرح ما تروح
كتم ضحكتها علي كلماته التي تبدو جدية جداً بالنسبة له لتهز رأسها و هي تحاوط كتفه بيديها و هي تقول بعبث :-
_ايوة بس انا كان قصدي لما تخرج بره البيت لكن احنا مع بعض في مكان واحد مش هنضيع يعني والحق اوحشك الشويه صغيرين دول
أمسك بذقنها ورفعها نحوه لينظر إلى وجنتيها المتوردتين وإلى عينيها المتضرعتين فارتجف جسدها وهو يقول بصوت أجش متوعد:-
_كل ده و شويه صغيرين يا مكاره ثلاث ساعات تحت ولا معبراني ومركزه مع جمال وبس ايه ما فيش في القاعده تحت اللي غيره وأنا فين؟
ليتقدم منها بسرعه عندما ابتعدت عنه يأخذها بغضب شديد بين يديه ليلتقطها هو محاوطاً اياها بقوة بعنف وقسوة علي جسدها و هي تحاوط خصره بيدها و عنقه بذراعيها ضمت نفسها إليه و هي تهمس بجوار أذنه :-
_انت في قلبي وهتفضل رقم واحد في حياتي خلاص مش زعلان كده
ارتجف جسده الضخم من حديثها إذ به بدأ على الفور يضعف أمام حبه لها وشعوره نحوه حملها بين ذراعيه إلى الفراش العريض و وضعها فوقه الفراش ونظر إلى وجهها عبر الظلام الشديد حيث تمكن من سماع صوت أنفاسها واضحا وتمكن هو من الإحساس بخفقات قلبها تدوي بقوة كالطبل قائلا بابتسامه خبيثه ليس مزحه:-
_بتاخذيني على قد عقلي مش كده بس برده هتتعاقبي.. تعالي هنا
كانت تحاول أن تبعد عنه إلا أنها لم تنجح وقد بدأت يداه يحل أزرار قميصها، وقد أدركت حوريه بأنها أكثر شوقا إلى زوجها مما ظنتة فتحت عيونها بسرعه وهي تضحك قائله برفض زائف:-
_قـاسـم انت بتعمل ايه اعقل و بطل جنان اسامه نايم معنا في نفس الاوضه كده هيصحى
أمسك بها وقربها منه برفق وأزاح شعرها الكثيف عن وجهها وهو يهمس بحنان و برفق:-
_اسامه مش موجود في الاوضه انا ندهت على هاجر تنيمه في اوضته وتنام معاه يعني ما فيش حجه هتهربي منها وبرده هتتعاقبي عشان ما تعملهاش ثاني
رفعت عينيها إليه لتجد نارا ملتهبة تشتعل في عينيه العسليتين كان قريبا منها للغاية وقد تسارعت أنفاسه اللاهثة وهو ينظر إلى جسدها برغبه وتناول شفتيها بقبلة جائعة ومتلهفة بينما جذبتها يداه إلى صدره بقوة وأحاطتها ذراعيه بإحكام أحاطت عنقه بذراعيها من العاطفة من عينيها وهي تهمس في قلبها عندما ابتعد عنها لاهثه :-
_و ده ايه ده
جعلها تلتصق به و لا يفصلهما اي انش واحد ينحني يهمس امام شفتيها بحب قائلا بصوت جعل كل خلية في جسدها ترتعش شوقا :-
_هو ده عقابك يا حبيبتي هتفضلي طول اليوم في حضني لساعات طويله وما فيش غيري وبس قصادك وفي حضني
ابتسمت بحب ولم تعترض أبدا على عقابه لها فهو في الواقع لقد كان ألذ عقاب عرفته في حياتها كلها.. هبط علي شفتيها يقبلها بعمق و هو يضغط علي خصرها أكثر لتجذبه هي نحوها أيضا و هي تبادله قبلاته بمثلها انزل عن كتفها قميصها عنها بلا ازاحه كله و هو يقبل فكها و يمرر قبلاته علي طول عنقها بلطف و حب و اكمل ما بدأ فيه يبث حبها المتربع بقلبه و لم يتزحزح أبداً.
**
سمع جواد صوت السياره بالخارج تعلن عن وصول والده من القسم ومعه والدته ناريمان بالتاكيد تحرك بخطوات سريعة في غرفته وفتح الستار المغطي للنافذة لتلتمع عينه بسعادة و هو يجد السيارة تدخل من باب القصر وتوقفت السياره وخرجت ناريمان من السيارة بجسد مرهق بشده وهزيل وملامحها شاحبة بشده كـ الأموات لا حياه بها تحركت بخطوات متثاقلة للغايه وتحرك عصام هو أيضا يغلق ازرار سترته و يتجه الي الداخل بخطوات ثابتة انفرجت شفتيه جواد بابتسامة هادئة و هو ينزل الدرج و يركض نحو والدته لـ يحضنها بقوة واشتياق بينما هي توقف بجمود ولم تبادله الحضن أبتعد عنها جواد بدهشة متسائلا باهتمام:-
_حمد لله على سلامتك يا ماما انتي كويسه
ظهر الالم الشديد فوق وجهها كما لو تحطمت جسدية ونفسية من ما حدث لها ،أغمضت عينيها بضعف شديد ولم تنطق بحرف واحد، عقد جواد حاجبيه باستغراب قائلا بقلق شديد:-
_مالك يا حبيبتي مش بتردي عليا ليه ومال شكلك عامل كده ليه ومبهدل هو في حد اتعرض ليكي وانتي في الحجز رد عليا يا ماما وانا والله مستعد اروح له واربيه الكلب اللي اسمه قاسم ده على اللي عمله فيكي
ختم كلماته الاخيره بعصبية شديدة حاده مما جعل ابتسامه صغيره ساخرا باستهزاء تظهر فوق وجه ناريمان الشاحبة من الارهاق والألم بينما صك عصام علي أسنانه بغضب قائلاً بتحذير صارم:-
_تعرف تسكت خالص ما هو انا مش هطلع واحده التاني يروح للسجن انا مش هفضل رايح جاي على الاقسام بسببكم ..عاوز تروح تتخانق معاه وتضربه عشان بيطلب ليك البوليس انت كمان لا فالح
تعجب جواد من هجوم والده ليكمل قائلا بانفعال شديد وقسوة:-
_اتفضل بس ما تستناش مني اروح اطلعك عشان انا تعبت من ام الموضوع ده ويا ريت من هنا ورايح نانسي العيله دي خالص ولا انتقام ولا زفت كفايه اللي بيجي لنا من تحت راسهم مشاكل وبس
صمت جواد ولم يجيب بضيق شديد و تنهدت ناريمان تنهيده طويلة بتعب وإرهاق واضح عليها بشدة ليقول عصام بجمود و جفاء:-
_وانتي يلا يا ناريمان ويا ريت الكلام اللي قلتهلك واحنا جايين في السكه يتسمع، اطلعي ارتاحي شكلك تعبانة اوي ومش حمل اذيه ثاني اديكي جربتي و انا شايفك المره دي اتعلمتي خلاص.
نظرت ناريمان له بمجهود شديد تهز رأسها بالموافقة ثم تسير بخطوات بطيئة متعبة باتجاه الداخل لتصل غرفتها و تفتحها وتدلف الى داخلها تنير انوارها ثم تغلق الباب تتلفت حولها بلهفة و عدم تصديق أنها قد رجعت مره اخرى اخيرا الي منزلها بعد معاناه بعد شهر كامله بين الأقسام و السجون! خلعت النظارة السوداء لتظهر خلفهم عينيها الحمراء المنتفحة من اثر سهادها وبكائها طوال الليل وهى تشعر بالالم والاذلال كلما تذكرت ماحدث لها داخل السجن الأيام الماضية حتى قررت التوقف عن البكاء عندما جاء واخذها زوجها واحضرها إلي المنزل حتي لا تري شقفة من شخص إليها.
وعندما تحرك جسدها الضعيفة المتخاذلة فتسرع ناريمان تلقى بنفسها فوق الفراش تبكى بحرقة كما لوكان قرارها بعدم البكاء لم يكن أبدا لي صالحها؟ بدأت تزيح قناع الجمود و القوة الذي كانت ترتسمه بالاسفل لتطلق لدموعها العنان صارخة بصوت مكتوم بقهر والم حاد يعتصر قلبها ودموعها تسقط منها بلا توقف لتسقط بعنف ارضا بتعب وهى تحتضن نفسها بقوة تبكى وتبكى لوقت لم تشعر بمداه ولا بسكون الالام قلبها حتى بعد كل بكائها هذا لكن عقلها مزال يذكرها بتلك جميع الإهانات والزل الذي تعرضت له خلال الأيام السابقة لم تتحمل ولم تستوعب ذلك ابدا، لـكن يـا تـرى مـاذا داخـل نواياها لـما هـو قـادم الـتـوبه أم الانـتـقام؟.
___________________________________
الفصل التاسع عشر
___________________
في الصباح استفاقت حورية من غفوتها التي جاءت بعد معاناه بعد أن استطاع أسامه طفلها أن ينام أخيرا بعد أن وصل بكاء طويلة طول الليل حتي حاول قاسم مساعدتها واخذ الطفل الي أحضانه يهديه و نام اخيرا وتركهم ليذهبوا إلي النوم في حين تسطحت هي علي الفراش جانبه ولم تشعر بنفسها غير الصباح، لتفتح عينها و رمشت باهدابها برقة و هي تنظر حولها و تفيق الي ما هي به لتنظر جانبها تجد قاسم مزال نائم فركت رأسها بقوة من شدة ألم رأسها و هي تجلس باعتدال عدلت من وضع شعرها المشعث اثر النوم وهي تخرج من الفراش و تتجه نحو المرحاض بعد ان لاحظت أن الساعة لازالت مبكرة فقد كانت تشير الي السادسة صباحاً لكنها قررت ان تنهض الان و تجهز الفطور الصباحي لهم بنفسها اليوم قبل أن يستيقظ قاسم او أسامه ويبكي و يشغلها بعد أن تحممت وقفت امام المراه تغلق أزرار الفستان الوردي الفاتح الذي كانت ترتدي و سرحت شعرها وتركته مفرود خلف ظهرها ثم خرجت من الغرفة بخطوات بسيطة جدآ
ونزلت الدرج بهدوء وتحركت إلي المطبخ وبدأت تصنع فطور شهيه ولذيذه جدا انتهت بعد نصف ساعة من التحضير ثم وضعت الفطور بالخارج أعلي الطاولة ونظرت إليه بابتسامه واسعة كأنها حققت إنجاز جبار ثم فكرت أن تضع أيضا بعض من الزهور على الطاولة تعطي شكل رائع لتفكر أن تحضر الزهور من الجنينه بالخارج وتحركت بالفعل بخطوات بسيطة وهي تبتسم بسعادة وبدأت تقطف فيها واحده تلوي الأخري حتي جمعت كثير والتفتت لتتحرك بهم نحو الداخل لكنها توقفت متجمدة عندما وجدت ناريمان تقف في الجانب الآخر من القصر بين السور الفاصل بينهما وكانت تتنفس الصعداء بقوة تغمض عينيها وعندما فتحت عيونها و وجدت حورية أمامها اتسعت عينا بحقد دفين.
وقد ذبلت ابتسامه حورية فور و قوع عينيها على ناريمان التي ترمقها بنظرات ممتلئة بالغل و الكراهية مما جعل رعشة من الذعر تمر بجسدها فلأول تشعر بالذعر هكذا من مجرد نظرة شخص لها فقد كانت نظراتها تلتمع بوحشية مخيفة لتقول بنبرة مستحقرة:-
_المكان ابتدى يقرف ويكتم على نفسي حتى الساعات اللي قلت أقعد فيهم واشم هواء لقيتك في وشي مش عارفه اهرب منك ولا ابعد، الظاهر أن انتي هتفضلي قدري ونصيبي اللي مش بعرف ارتاح منه في حياتي ابدا
حورية و هى تتنفس بعمق محاولة تهدئت ذاتها ثم ابتسمت حوريه بحزن و هي تقول بهدوء:-
_على فكره انا عذراكي وعارفه اللي جواكي من ناحيتي عشان انا بقيت ام أنا كمان ..رغم ان ما حدش هيصدق اللي انا هقوله بس انا لحد دلوقتي ورغم كل اللي بتعمليه معايا مش زعلانه منك عشان عارفه حرقه قلب الام شكلها إيه
انتفضت ناريمان في واقفتها تزفر بغضب وهى تتمتمت بانفعال شديد :-
_هو انتي مسميه حته العيل اللي جبتيه بالحرام ده ابنك وخلاص هتحسي باللي جوايا، تبقي غلطانه عشان انا النار اللي جوايا عمرها ما هتطفي حتى لو موتك يا حورية حتى موتك مش هيشفي غليلي منك
ابتلعت حورية ريقها بصعوبة بالغة وهزت رأسها بيأس وضيق هاتفه بنبرة حزينه:-
_اديكي قلتيها بنفسك ما فيش حاجه هترجع زي الاول حتى لو موت وانتي اللي بتضري نفسك مش انا و ادي اخرتها كنت هتلبسي قضيه وتقضي حياتك كلها في السجن وانا عارفه ومتاكده اللي شفتيه هناك وحسي احساسك دلوقت بقي عامله ازاي؟ لان انا شفت وعدي عليا اكثر من كده
جزت علي أسنانها بشراسة وهو تهتف بقوة وتحدي:-
_بس برده ما ضعفتش ولسه قويه زي ما انا واقدر عليكي وما فيش حاجه هتهدني ابدا
رمقتها حوريه بلا تعبير و هي ترد بضيق عليها وجدية :-
_الكره والحقد اللي جواكي هو اللي هيدمرك وخلينا صراحه مع بعض جاد ما كانش ملاك قوي كده و انا الشيطانة، انتي عارفه و متاكده ان انا فعلا كلامي صح وكان معاه واحده في البيت من قبل ما تشوفي الفيديو في المحكمه بنفسك وعارفه قد ايه هو مؤذي واللي عمله معايا
صاحت ناريمان باستنكار وهى تعقد حاجبيه بغضب وتحدي قائله بحده:-
_حتى لو كان الشيطان نفسه بالنسبه لي ده ابني حته مني راحت وكل يوم بتوجع عليها وانتي اهو عايشه حياتك واتجوزتي وخلفتي ومش شايله هم حاجه الدور والباقي عليا انا ..اتهني وافرحي يا حورية و ما تقلقيش مني ثاني عشان انا خلاص مش هعمل لك حاجه ثاني من النهارده!
ظلت حورية متجمدة بمكانها عدة لحظات تنظر إليها بعيون متألمة بشده لتكمل ناريمان بحزم وعينيها تلتمع بقسوة تشتغل بالغل والحقد:-
_مش عشان خفت واتهديه زي ما انتي فاكره.. لا عشان زهقت وتعبت من كثر ما بحارب ما فيش نتيجه مرضيه بلاقيها وكل مره بتعرفي طفلتي منها افرحي.. مبروك عليكي انتصارك عليا
تحركت ناريمان بخطوات غاضبه وظلت حوريه مكانها تفكر في حديثها هي بالفعل قتلت ابنها حتي لو كان رغم عنها وهذا الشخص الذي قتلته ليس كان زوجها فقط بل شقيقه زوجها الحالي قاسم؟ فهل قاسم يفكر مثلها بهذه الطريقة ويراها قاتله و مجرمه و يدها ملطخ بدماء شقيقه حتي لو كان بينهم صراعات يظل في النهاية شقيقه.
ظلت تفكر وتفكر كثيرة ولم تشعر به قاسم الذي تقدم منها مبتسم واخفض رأسه متناولاً شفتيها فى قبله رقيقه قبل ان يتمتم بحنان:-
_صباح الخير يا حبيبتي كويس انك عملتي الاكل بسرعه عشان جعان أوي و عاوز الحق اروح الشركه بسرعه.. بس تسلم ايدك الاكل شكله تحفه
ابتسامة مشرقه احتلت وجهها باصطناع وهي تقول بصوت متحشرج:-
_بالهناء والشفاء
وفي تلك اللحظة هبط جمال ونظر إليهم من الخارج وابتسم بخفه وهتف بهدوء:-
_صباح الخير يا اولاد عاملين ايه
ألتفت إليه قاسم يجيب عليه وهو يقول بجدية:-
_صباح الخير يا جمال اقعد افطر بسرعه عشان نلحق الاجتماع من اوله
هز رأسه بالايجاب بينما كانت حورية تقف شارده ولم تجيب عليه عقد حاجبيه باستغراب قائلا بتعجب:-
_مالك يا حوريه مش بتردي عليا ليه انتي كويسه يا بنتي
كانت شارده في حديث ناريمان ولم تستمع إليه وعند تلك النقطة أغمضت عينها سريعاً تشعر بالاختناق يقبض على صدرها بعنف وقسوة التفت نحوها قاسم فور ان لاحظ صمتها الطويل خاصة وان ملامحها تبدو ليست بخير أبدأ رفع وجهها الشاحب اليه متمتماً بحزم و هو يرمقها بنظرات متفحصة ثاقبة:-
_حوريه مالك سرحانه في ايه جمال عمال ينده عليكي وانا كمان بكلمك وانتي مش معنا خالص ..في ايه يا حبيبتي انتي كويسه
انتبهت إليه مرتبكه وهزت حورية رأسها قائلة بعد ان تنحنحت محاولة جعل صوتها طبيعى:-
_هاه اه كويسه الحمد لله ما فيش حاجه اسفه يا اونكل جمال سمعتكش
هز رأسه جمال بهدوء ولم يقتنع أنها بخير لكنه تحرك إلي الداخل نحوه طاوله الطعام وتركهم بمفردهما يتحدثون أفضل، ولم يختلف الوضع عن قاسم وظل مسلطاً نظراته فوق وجهها عدة لحظات ليراها تنوي تتحرك إلي الداخل لكنه أمسكها قبل ان يضغط على يدها بحنان و جذبها نحوه إلي بعيد عن جمال بمسافة و فور ان توقفوا اسفل احدى الاشجار الضخمة مخفضاً رأسه نحوها متفحصاً وجهها بنظرات ثاقبة لتبعد عنه نظراتها ساحباً اياها منه لتقول بصوت متوتره:-
_في ايه يا قاسم مالك سحبتني فجاه كده ليه مش قلت عاوز تفطر عشان تلحق تروح الشغل
زمجر قاسم بحده وهو ينظر الى وقفتها تلك أمامه ليقول بحده لاذعه:-
_سيبك من الاكل دلوقتي والشغل انتي مالك فيكي ايه حاسك مش كويسه مع ان من امبارح كنتي بخير ومبسوطه اللي قلبك كده فجاه
رفعت حورية رأسها اليه قائلة بصوت حاولته جعله هادئ قدر الامكان بجدية مصتنعة:-
_ما فيش حاجه يا قاسم ما انا قلتلك كويسه
رمقها بضيق شديد زفر بضيق متمتماً بنفاذ صبر:-
_حوريه انا مش عيل صغير قدامك في ايه؟ ايه اللي حصل خلاكي عامله بالشكل ده حد ضايقك هنا ولا كلمك
اخذت تفكر فى شئ يمكنها قوله و يصدقه فهى لا تريد ان تقول شيئا أو ان تخبره بان قابلت ناريمان وتحدثت معها بغضب لاذعة حتى لا تسبب بمشكلة أخري ويذهب إليها علي الفور و يتشاجر معها و من الممكن أن يتقابل مع والده عصام و قد يرمقه بكلماتة بنفور و كره تألم قاسم مثل ما حدث قبل سابق، نظرت إليه مطولاً و هي تزفر بقوة قائلة بحده:-
_حد زي مين بس هو انا لحقت اشوف حد ما انا لسه صاحيه من شويه وما خرجتش قلتلك كويس انا بس تعبانه شويه وحسيت دماغي صدعت بس ما تقلقش عليا، هاخذ دلوقت حاجه للصداع و هبقى كويسه
تنهد قاسم و هو يمسك بخصلات شعرها يجبرها تتطلع إليه و هو متمتماً بصوت اجش وقد التمعت عينيه بنظرة هى تعلمها جيداً قائلا بجدية:-
_متاكده ان ما فيش حاجه ثاني يا حورية بلاش تكذبي عليا عشان هعرف لو مخبيه حاجه قولي دلوقت
ابعدت يده عنها تلك المرة و هي تقول بحدة وغضب حتي يتركها بحالها ولا يتحدث مره ثانيه عن ذلك الموضوع:-
_قلتلك ما فيش حاجه وابتديت اتعب علي فكره اكثر من الكلام معاك قاسم لو سمحت روحي افطر و روح شغلك وسيبني في حالي وما تقلقش ..عند اذنك.
رحلت بخطوات عصبية سريعة وكما توقعت كان لم تتلقى منه اى ردة فعل سوى الصمت وعدم الحديث معها مره ثانيه بينما ظل قاسم واقف ببطء وتخشب وامام عينيه المذهولة من غضبها الغير مبرر و رحليها هكذا يلتفت فى اتجاهها ليقف مكانه بصمت لا يظهر من مشاعره اى شيئ حتى عينيه اصبحت من الصعب قرائتها لا يشعر فيها سوى الجمود قبل ان يتحرك ضاغطا و يشد بانامه خصلات شعره بقله حيله.
**
استقل حازم فوق الفراش يدعى النوم فهو ومنذ ما حدث والجميع هنا يتجاهل وجوده بسبب فعلته الشنيعة أصبح يحاول التهرب من مواجهة جده عتمان بدعاء النوم يعلم بانه أخطأ و ضميرة يزعجه دائما بذلك الفعل ولا يعرف كيف يستطيع حتى يتخلص كل هذا العذاب و ان الامر اصبح لا يطاق لذلك الجميع لم يهتم بـ السؤال عنه وعن ما يشعر به وهذا ما لا يفضله فلا نية لديه بأن يستمر الوضع هكذا، ظل مستقل هو فى الفراش مده يصارع افكاره بدون فائده حتى نهض وفتح الباب وبعدها خطي خطوات ثقيلة بطيئة للخارج ينزل الدرج.
ليجد بدريه كانت تجلس في الصالون بمفردها وعندما رأته فاسرعت هي تنهض وهي تتنهد بقوة تحاول ان تهدء من وتير انفاسها من غضبها نحوه وتحرك حازم بهدوء ينظر الى الجهة المقابلة لوجهها امامها فتدير راسها بسرعه بضيق شديد وقبل أن ترحل لتفاجئ بـ يمنعها من الرحيل، لتنظر بدريه باتجاه حازم بعينين تشع غضبها ليصل اليه يحرقه بنيرانه يشعره بالندم والرهبة منه لكنه لم يتحرك ومزال يقف أمامها بل اسرع بالتحدث قائلا :-
_طنط بدريه ممكن تقفي وتسمعيني مش كل ما تشوفيني تدوري وشك وتبعد عني مع أني أنا اللي مفروض ابعد واتكسف مش حضرتك
استمرت على النظر له بجمود ووجه خالى من التعبير الا من عينيها والتى اخذت تمر فوقه ببرود لتقول بصوت حاولت إظهار فيه البرود والجفاء:-
_هو انت فاكرني ببعد عنك عشان مكسوفه منك انا ببعد عشان قرفانه منك مش مصدقه لحد دلوقت العامله السوداء اللي عملتها في بنتي و كانت هتضيع ثاني وانا واقفه بتفرج عليها ومش عارفه اعمل لها حاجه وكل ده من تحت راسك انت وجدك
اصابه بالقشعريرة كما لو ان احد يضغط بسكينه باردة تلامس قلبه ليرتجف بقوة بعد ان قال بكلماته القادمة لها والذي قالها بسرعة وارتباك:-
_انا عارف ان انا غلطان و والله ندمت على اللي عملته انا اسف يا طنط بدريه و اسفه لي حورية كمان و اتمنى تسامحني
قطعت كلماته تهتف بسخرية واشمئزاز وبقوة تفح من بين أنفاسها عنها كما لو كانت تمسك بشئ مقزز بين يديها مرددة:-
_تسامحك على ايه هو انت دوست على رجلها بالغلط انت كنت هتدبحها بأبشع طريقه وتخليها تحس بنفس الاحساس اللي حسيته زمان وهي بعيد عني ..ولا هتعمل زيهم وفاكر أنها سلمت نفسها برضاها و مش غصب عنها اللي حصل
تراجع للخلف بتوتر ولكنه اظهر التماسك قائلا بتلعثم وهو يشعر بقلبه يتحطم الى شظايا متناثرة بداخله تؤلمه بقوة:-
_حوريه كانت بالنسبه لي غاليه عندي قوي وبحبها بجد ..كان نفسي توافق تتجوزني وانا كنت هحميها ولما لقيتها متمسكه بـ قاسم قوي كده وهتروح مني ثاني مره وانا واقف متكتف ومش عارف اعمل لها حاجه ما حستش بنفسي انا بعمل ايه غير اني غضبت.. غضبت قوي
رفعت عينيها تتابعه بتوجس و قلبها عطف عليه لحظه فهي تعرف من زمن حبه إلي حورية لكنها غير قادره على نسيان ما فعله مع ابنتها وأنها من الممكن ان كانت تضيع مره ثانيه بسببه و بنظرة واحدة عليه بهمود لاتدرى كيفية التصرف لكنها هتفت بعتاب:-
_برده مش عذر يا حازم على اللي عملته فيها إذا انا ذات نفسي مش قادره ابص في وشك ولا اصدق.. وانا كمان كنت بعتبرك غالي عندي قوي وابني اللي ما خلفتوش، بس يا خساره يا حازم خيبت ظني فيك أنت كمان
صمت قليلا يستمع حازم إليها قبل ان تلتمع عينيها بتجهم ويصبح صوتها غاضب:-
_بس لو ندمان فعلا ابعد عنها وسيبها ترتاح بعيد عنكم هي مش عايزه منكم حاجه غير انكم تسيبوها في حالها انتم ما بتساعدهاش .. وخلينا صرحه مع بعض يا حازم انت مش قدها مش قد شلتها، مع اول مواجهه بينك وبين جدك او والدتك هتبيعها ومش هتقدر تحميها منهم
ابتسم حازم من زواية شفتيه باستخفاف بمرارة يقطع القلب وهو يقول بجمود:-
_وقاسم بقى اللي قد الشيله دي... مش كده تمام ربنا يوفقها و يا ريت بس لما تقابليها توصلي لها كلامي ان انا اسف على اللي عملته معاها واوعدها مش هتعرض ليها ثاني واتمنى تسامحني.
**
في شركه قاسم السيوفي ارجع قاسم ظهره للخلف يغمض عينه وهو يتنفس بعمق محاولاً السيطرة على الضيق الشديد المتأجج بداخله لكنه فشل فى ذلك كلما تذكر في الصباح كيف كانت غاضبه منه دون ادراك منه ماذا حدث وعندما حاول أن يستفسر عن ما بها؟ غضبت منه و رحلت يعلم جيدا أنها تتحمل فوق طاقتها استيعابه مما جعله يعذرها ولم يحاول الضغط عليها أو يتساءل مره ثانيه بإصرار عن ما بها، فكلما يحاول السير بحياته معها بهدوء دون مشاكل او ألم يحدث ما يحدث و يأتي شي ولو صغير و يهدم كل ذلك ظل يفكر و يتصارع مع افكاره حتي افاق من غمامة غضبه تلك عندما سماعه الصوت الذي انطلق من جمال التفت اليه على الفور بوجه متعب وهو يتساءل باهتمام:-
_من ساعه ما جيت الشركه وانت سرحان حتى في الاجتماع كل شويه تسرح وانبهك لو حاسس انك تعبان روح البيت افضل
اعتدلت في جلسته بألم بعقد حاجبيه يتطلع اليه بعينين تلتمع الإرهاق هاتفاً بخشونة:-
_لا انا كويس ما تقلقش
صمت قليلًا بتفهم حالته ثم ليعقد جمال حاجبيه باقتضاب متسائلا:-
_ما سالتنيش يعني تاني على موضوع الخاين اللي قلت اسبوع وانا هتصرف أنا لو ما عرفتش حاجه، بس عدي شهر وما سالتش ثاني اصلا الظاهر حوريه نسيتك الدنيا باللي حواليك
صدم قاسم بذهول وتذكر علي الفور فهو قد نسي بالفعل فهو الايام السابقه كان دائما معها ولم يتركها لحظه واحده ليقول بجفاف وحده :-
_تصدق صح طب ما فكرتنيش ليه ..انت بتقول فيها وانا هتجنن منها فعلا،بس قولي عملت ايه عرفت مين
تنفس جمال بعمق ثم اخذ يخبره بما حدث مرددا بجدية :-
_هاجر جاءتلي في يوم قبل شهر وقالتي أنها سمعت روان وهي بتتكلم مع جواد اكثر من مره الاول كانت المكالمات بينهم عن حب البيه أخوك كان بيلعب عليها أنه بيحبها وبعد كده المكالمات اتطورت وبقيت عباره عن نقل كل حاجه بتحصل وتفاصيل البيت كلها تنقلها روان لـ جواد.. هاجر طبعا ما كانش عجبها الوضع وحاولت تنصح روان اكثر من مره انه بيلعب بيها و مستحيل هيتجوزها زي ما هو وعدها بس روان ما صدقتش وفضلت مكمله معاه وتنقل له اخبارنا ..على اعتقاد منها انه كده هيتجوزها لما تعمل اللي هو عاوزه ولما هاجر لقيت كده الوضع اضطرت انها تقول لي كل حاجه بتحصل وانا واجهتها بكدة
ظل قاسم يستمع اليه وقد احتقن وجهه بحده و اشتعل كبركان ثائر من الغضب محكماً قبضته فوق بين يديه و هو يزمجر بغضب قائلاً :-
_مش قلتلك هتلاقي الخاين حد منهم شافت ايه مننا وحش ست روان عشان تبيعنا كده بكل سهوله و تصدق حته عيل أهبل وعدها بالجواز
تمتم جمال و هو يجز على اسنانه بحده مرددا:-
_معلش ده عيله صغيره برده ومش فاهمه حاجه ما كملتش 19 سنه وأما صدقت واحد زي جواد يعجب بيها وأنه ممكن في يوم يتجوزها كمان
هتف قاسم بغضب وقد التمعت عينيه بشراسه صائحاً بحدة لاذعة:-
_عيله ايه وزفت ايه انا بسبب حته العيله دي كانت حوريه هتموت وهتحصلي مصايب ثانيه، اوعي تقولي لي انك بعد كل ده سيبتها عادي ومعاقبتهاش عشان صغيره إياك! غلطتها كبيره ولازم تتحاسب
هتف جمال بصوت حازم بشده محاول يهدئ:-
_اهدي و ما تخافش انا ما لقيتش احسن عقاب ليها غير أني أعرف اهلها وهما يتصرفوا معاها وما تقلقش هما قاموا بالواجب ابوها راجل صعيدي واول ما سمع اللي عملته جاء مصر وجرجرها من شعرها واكيد هناك في البيت ما سكتش برضه واخذت جزائها
رفع رأسه اليه ينظر فى عينيه وهو يتمتم بصوت حاد عاصف :-
_ماشي بس برده فتح مخك عن الباقي اللي معاك و ما تثقش في حد اديك شفت اللي حصل و الحمد لله ان ربنا ستر لاحد كده
هز جمال رأسه علي الفور بقول بجدية تامة وحزم:-
_اكيد انا اصلا غيرت طقم الحراس و زودت العدد كمان ما تشيلش هم حاجه و ان شاء الله ما فيش حاجه هتحصل ثاني
**
في قصر قاسم السيوفي، كانت حوريه تجلس بالخارج في الجنينه مع والدتها التي أمامها تبتسم بسعادة غامرة وهي تراها تحضن شقيقتها ساجد باشتياق و تقبل وجهه عدد مرات وهي تهتف بحب:-
_وحشتني.. وحشتني قوي يا ساجد احسن حاجه عملتها انك جيت مع ماما ثاني وشفتك يا قلبي
ابتسم ساجد بابتسامه واسعة وضمها وهو يقول:-
_وانتي كمان وحشتيني يا حوريه انا قلت لجده ان انا هاروح اشوفك مع ماما بس هو ما رضيش في الاول بس انا قعد اقول له كثير واعيط كثير عشان يرضى يخليني اشوفك ثاني
صمتت حورية ثواني ثم حولت رسم ابتسامة سعيده وهي تقبل جبهته بعمق وقالت بحنان:-
_جدع يا حبيبي و ما تخليش اي حاجه في الدنيا تفرقنا عن بعض ولما تعوز تشوفني تاني تعالي غصبا عن اي حد
سكن ساجد شقيقها بأحضانها قليلا ثم هتف متسائلا بحزن:-
_هو انتي خلاص هتعيشي هنا ومش هتيجي تقعدي معنا وما بقتيش عاوزاني زي ما عمته ميسون بتقول
توترت ملامح وجه بدريه من حديث طفلها وبالاخص عندما رأت حزن ظهر علي ملامح حورية ثم حاوطت وجهه بين يدها هاتفه بنبرة حنونه مطمئنه:-
_انا فعلا هفضل هنا بس مش علشان مش عاوزاكم انا عشان اتجوزت وجبت نونو وخلاص بقليه بيت، بس طبعا هابقى عاوزه اشوفك على طول انت وماما ..و انت كمان هتيجي تزورني وتشوف اسامه وتلعب معاه
ابتسم ساجد بسعاده اليها ثم نظر حول بفضول متسائلا باهتمام:-
_هو فين صحيح انا عايزه العب معاه زي المره اللي فاتت شكله جميل قوي وهو صغير
ابتسمت حوريه بسعادة غامرة وهي تري تعلق شقيقها بـ طفلها وهتفت بحب:-
_حاضر يا روحي تعالي وانا اطلعك الاوضه تلعب معاه براحتك
كادت أن تنهض حوريه لكن اوقفتها هاجر التي تقدمت منهم وهي تضع صينيه المشروبات الغازية فوق الطاولة وقالت بابتسامه واسعة:-
_خليكي انتي يا مدام حوريه وانا هاخذه وهفضل معاهم واخلي بالي منهم هم الاثنين ..عند اذنكم
هزت راسها حورية لها بامتنان شديد و تقدمت هاجر و أمسكت يده ساجد ورحلت إلي الاعلي بينما تنهدت بدريه وهي تهتف مترددة:-
_اخبارك ايه يا حبيبتي عامله ايه متاخذيش على كلام ساجد انتي عارفهم وعارفه اللي فيها من امتى وهم بيهتموا ولا بيسالوا علينا
بدلتها حورية النظرة بتفهم وقبل أن تتحدث لاحظت دلفوف السياره من الخارج ودخلت من البوابه وصف قاسم السيارة وهبط جمال بالاول منها وابتسم بسعادة عندما رآه بدريه تجلس مع حوريه وتقدم نحوهما قائلا بابتسامه واسعة:-
_وانا أقول البيت منور ليه اتاري بدريه عندنا هنا ازيك اخبارك ايه
استغربت حوريه بشده انه يناديها باسمها بدون القاب لكن لم تعطي الامر اهتمام كثيرا ثم
هزت بدريه رأسها بتوتر وهي تجيب بصوت مرتعش حرصت على ان تخرجه بهدوء قدر المستطاع :-
_ازيك يا استاذ جمال عامل ايه
جلس أمامها علي المقعد الأخري وهو مزالت ابتسامته علي ثغره قائلا :-
_انا الحمد لله انتي اللي اخبارك ايه ما بقتيش تيجي زي الاول ونشوفك ليه
ابتلعت بدريه ريقها بتوتر وحاولت بدريه سير الحديث قائله بهدوء مرتبك:-
_مشاغل الدنيا بقى اتفضل حضرتك ده الاكل اللي طلبته مني يا رب يعجبك زي المره اللي قبلها
تقدم قاسم منهم بعد أن سلم علي بدريه بترحيب وجلس بجانبه زوجته و قبل قمه رأسها بعشق و على جبينها أيضا ابتسمت حوريه له بحب قبل تهتف بنبرة حائره:-
_اكل ايه يا ماما وجايبه اكل معاكي هنا ليه
هزت كتفها بدريه وهي تجيب بتلعثم وإحراج:-
_هاه عادي يعني يا بنتي اصل الاستاذ جمال المره اللي فاتت لما اخذ السكينه مكانك وصاني على اكل بيتي عشان صحته ..وانا قلت ما ينفعش اتاخر عليه الراجل كثر خيره فداكي بروحه
رفع قاسم حاجبيه لاعلي ناظر إلي جمال بتعجب ثم تطلع إلي زوجته و رفع وجهها الحائر اليه يتأملها بعشق في حين مرت اصابعه بشوق على شفتيها المرتعشتين لتحاول حورية منعه باعتراض وخجل وضربات قلبها تتصاعد بطريقه مجنونه وهمس بجانب أذنها بمرح:-
_شكلنا كده على هنسمع اخبار مفرحه قريبه أوي يا حبيبتي
عقدت حورية حاجبيها بدهشة وعدم فهم لتقول بحيره:-
_مش فاهمه بتتكلم عن ايه اخبار ايه؟.
ليلاحظ قاسم نظرات و ابتسامات جمال الي بدريه التي كانت تجلس متوتره بخجل شديد
لنتطلق علي الفور و ارتفعت ضحكات قاسم وهو يضمها اليه بحب مما جعلها تنظر اليه بدهشة ثم حمحم قائلا ناظر لهم وهو يقول بخبث :-
_لا ولا حاجه ابدا يا روحي بقول لك ايه ما نيجي نطلع احنا فوق ونسيبهم براحتهم شكل جمال اصلا لما صدق و لقي اللي هو عاوزه
احمر وجه بدريه بتوتر وإحراج وضغط جمال علي يده بضيق شديد من قاسم بينما نفضت حورية يده عنها وهي تستدير اليه بحده وتقول بغيظ:-
_قاسم ايه اللي انت بتقوله ده؟ هو ايه ده اللي لاقية
نظر إليه جمال بغضب شديد وهو على وشك الصراخ من بروده و احراج بدريه أمامهم، ليحمر جمال وجه بغيظ شديد بشده وهو ينظر له باقتضاب مرددا:-
_ما تاخذيش على كلامه يا حوريه هو بس بيحب يهزر بس ساعات هزارة بيقلب برخامه
ارجع قاسم خصلات شعرها بحنان خلف إذنها بحب وعقد حاجبيه باستغراب زائف ينظر له ببراءة و استفزاز:-
_في ايه يا جماعه انتم فهمتم ايه؟ انا اقصد لما جمال صدق يلاقي اكل حلو اصل هو طول عمره بيقدر الحاجه الحلوه وخصوصا لو كانت وجبه ذي دي حلوه كده
ثم رفع قاسم نظراته حوله باهتمام مصتنع يتجاهل نظرات جمال التحذيرة هاتفا:-
_هي فين هاجر عشان نقول لها تجهز الغداء عشان طنط تتغدى معنا بس مش هنعمل حساب جمال هو خلاص لقي اكله
نظرت له حوريه بدهشه وعدم فهم ثم إجابته يتنهد من تصرفاته الغربيه:-
_هاجر فوق مع اسامه و ساجد بتخلي بالها منهم، انا هقوم احضر انا الغداء عن اذنكم
نهضت بدريه بسرعه معها وقد توهج وجهها وهي تقول بتهرب:-
_خذيني معاكي يا حوريه اساعدك
هزت راسها حوريه مبتسمه لها وأخذتها الي الداخل معها، بينما التفت جمال نحو قاسم بغضب حارق وهو يقول بصوت غاضب:-
_لسانك ده ما يعرفش يسكت شويه كده احرجتها وبعدين اكل ايه اللي أنا اما صدقت لقيته الست تقول عليا ايه دلوقتي طفس و همي على بطني وبس
غمز قاسم له بطرف عينه متحدث بخبث شديد:-
_مش احسن ما تقول عليك عندك مراهقه متاخره، مالك بس يا جمال الحق عليا بساعدك وبوفر عليك الامور عشان تفهم لوحدها بدل ما انت عمال تخش لها من كذا ناحيه ومش قادر تنطقها بساعدك يا اخي
ابتسم جمال بضيق شديد وجز علي أسنانه بحده وهويقول بقسوة:-
_ما طلبتش منك مساعده واتلم وما تقولش قدامها حاجه زي كده وتحرجها بالشكل ده تاني.. يا بارد
هز كتفه الأيمن باستفزاز تام وهو يقول برخامه:-
_كده ماشي الحق عليا كنت هقول لك الطريقه المختصره وتعمل ايه بالضبط عشان توفر على نفسك كل ده ..مش ابنها فوق حاول تقرب منه وتخليه يحبك هتكون ضمانت عليك نصف المشوار
اغلق جمال عينيه وهو يحاول التحكم بغضبه ثم صائحاً بحدة لاذعة قائلا:-
_مش عاوز منك مساعده و اسكت احسن وبعدين ما فيش حاجه من اللي في دماغك دي اصلا ..هي صديقه فضيله وانا بحترمها وبس
أبتسم قاسم بمرح يردد وهو يغمز له بطرف عينه بمكر:-
_طبعا واكلها الحلو اللي كل يومين تتصل بيها وتعمل حجتك اننا يا حرام مش مهتمين بيك وتبعتلك هي الاكل مع اي حد، الست تقول عليك ايه دلوقتي همك على بطنك وبس، غير بقى وشوفلك دخله ثانيه
إرتفع صوت جمال فجأه وهو يقول بغضب ودهشة:-
_هو انت بتراقبني ولا ايه؟
أطلق قاسم ضاحكة عالياً بمرح وهو ينهض حتي يبدل ملابسه بالاعلي هاتف بنبرة خبيثه جعل جمال يتوتر بارتباك حين سمع صوته يقول بمكر:-
_هو انت فاكرني مش واخذ بالي منك ده انت مفؤوس وواضح قوي باماره مكالمات نصف الليل كل يوم.. صحيح الحب بهدله مش كده
هههه عند اذنك
**
بعد ساعات.
صعدت حورية الغرفة بعد أن ودعت والدتها و غادرت لتخلع كنزتها و ألقتها علي الفراش بعشوائية وذهبت تحضر ملابسها لتأخذ شور وتريح جسدها و هي تدلك رقبتها و تغلق عينها باسترخاء وذهبت إلي المرحاض وبعد عدة ساعات من رحيل بدريه صعد قاسم إلي الجناح هو أيضا الي الاعلي الي زوجته التي اشتاق إليها بشده.
صعد وهو شبه يركض علي الدرج حتي وصل إلي غرفته وفتح باب الغرفة بهدوء ليجدها تقف تحمل طفلها وهو نائم لتضع إياه بالفراش و قبلته من رأسه بحنان شديد و التفتت حتي تذهب الى فراشها لتنام لتتفاجي به قاسم يقف خلفها يراقبها بشغف ،تنهدت حوريه واقتربت منه يوجهها يشع بالحرارة و هذا واضح من احمرار وجهها بشدة تقدم هو الآخر منها بعد أن أغلق الباب لتقف هي أمامه بابتسامة خفيفه تلقاها هو بين يديه ليحاوطها يضمها إليه أكثر و هي تلف يدها حول رقبته و ترفع قدميها لتصل إلى طوله وتحاوط يدها الأخري حول خصره تشدد علي احتضانه، تنفس الصعداء براحة و هو يدفن وجهه بكتفها و هي مازالت علي نفس الوضع لتهمس هي بتنهيدة حارة لفحت رقبته تشعره باشتياقها قائلة :-
_وحشتني اوي يا قاسم و وحشني حضنك أوي
اغمض عينيه قاسم مبتسم بشده من اضطراب مشاعرهم الهوجاء لتبتعد حورية عنه تنظر إليه بابتسامة و هي تضع كفي يدها علي صدره حاوط وجهها بين راحت يده و هو يدنو ليقبلها بعمق و شوق بينما هي أغمضت عينها تترك نفسها و مشاعرها تقودها مثل ما تشاء أبتعد عنها ببطء ثم رفعت يدها تحاوط رقبته بحب و هو يبعد خصلاتها المتمردة خلف اذنها قائلاً :-
_وانتي كمان وحشتيني يا حورية
نظرت إلي عينه السوداء بعمق و هي تقول بهدوء وأسف :-
_انا اسفه ما تزعلش مني على اللي عملته معاك الصبح عارفه كنت رخمه معاك بس بجد كنت صاحيه مش طايقه حد ممكن عشان ما نمتش كويس من اسامه طول الليل.. متزعلش مني
ابتسم بحب و هو يقرب وجهه من وجهها حتي همس ببطئ امام شفتيها قائلاً :-
_انا مش زعلان منك اصلا.. خذي افتحي دي
أبتعدت عنه باستغراب وأخذت تلك العلبه الحمراء بابتسامه متسائله ما بداخلها وعندما فتحتها تحولت لشهقه دهشه وتعجب وهي تشاهد طقم كامل رائعه من المجوهرات من الالماس واللولي المرصع بالاحجار النادره نظرت إليه حورية وهي تنظر لـ الطقم بدهشه :-
_الله شكلهم جميله قوي دي عشاني
لـ يمرر أنامله علي وجهها المشتعل بالحمرة القانية قائلاً بهمس ناظراً بـ قوة الي داخل عينها :-
_طبعا ما ينفعش يبقى جوزك صاحب اكبر مجموعه مجوهرات في البلد ومش لبسي من عنده ده انا عاملها مخصوص عشانك مش هتلاقي زيها عند حد
مررت حورية يدها على الطقم بسعاده شديده
ثم وضعت باعجاب عقد من الماس مرصع بحبات من الياقوت على عنقها ثم نظرت الى قاسم بابتسامه واسعة:-
_تحفه شكله يجنن ميرسي قوي يا قاسم تسلم ايدك و تعبك فيه
ابتسم وهو يتأمل فرحتها الطفوليه بسعاده ويده تلتف حول خصرها تضمها اليه وهو يقبل عنقها بعشق:-
_طب يلا مش هتلبسيها هاتي ألبسها لك لفي وريني ضهرك
هزت راسها له بابتسامه واسعة و التفتت له ظهرها و رفعت شعرها إلي الاعلي وإبتسم قاسم لها بحنان واقترب حتي يساعدها في ارتدائه وقبل أن يساعدها طبع قبله عاشقه على عنقها وهو يتأملها بحب ثم لاحظ باستغراب أنها ترتدي سلسله أخري عقد حاجبيه متسائلا:-
_ايه السلسله اللي انتي لابسها دي اول مره اشوفك لابسها وشكلها عاديه
فهمت علي الفور ما يقصد و أنزلت شعرها و التفتت له وهي تمسك بيدها ذلك السلسلة ليظهر الخاتم الذي بها بوضوح أكثر، ابتلعت حورية ريقها وهي تقول بتوتر:-
_هي شكلها عاديه بس الخاتم اللي فيها لي حكايه وحكايه انا نفسي مش فاهمه ليه محتفظه بيه لحد دلوقتي يمكن عشان الموضوع كله غريب وقت ما حصل
ضايق عينه علي الخاتم وقربها قاسم اكثر اليه وهو يقول بجديه:-
_ايه ده يا حوريه انتي جبتي الخاتم ده منين ومعاكي من امتى
صمتت حورية قليلًا بارتباك وتوتر فهي تخاف أن تتحدث عن ذلك اليوم و تثير غيرته الشديدة ثم بمحاولة أن تمتص غضبه حينها وهي تهتف بتوتر:-
_هو معايا من زمان بس ماما جابتلي حاجتي النهارده من عندها في البيت وكان وسطيهم انا كنت بالبسه على طول مش بقلعه خالص، بس اللي حصل لي و لما دخلت السجن اديته وقتها لي ماما تشيله ولسه جايبهلي النهارده بس ..بس انت مالك مهتم بالموضوع ده ليه
أقترب قاسم بخطوات سريعة منها و ساعدها في خلع السلسله و اخرج الخاتم يتطلع إليه بعدم تصديق هاتفا:-
_مين اديهلك عرفتي تاخدي منين
ابتعدت عنه و هي تبتلع ريقها بتوتر قائلة بارتباك :-
_هي حكايه عاديه يعني حصلت زمان كنت في مره في حفله و جدو عتمان ما رضيش ياخذني وقتها وانا قعدت اتحايل عليه كثير بس ما رضيش كان نفسي اشوف الحفلات اللي من النوع ده شكلها ايه، ما عرفتش بصراحه اسيطر على فضولي بالذات لما عرفت انها حفله تنكريه ولبست قناع عشان يخفي ملامحي ورحت الحفله ،وهناك كان في شاب انا حتى ما اعرفش شكله كان ايه بس كان هيموت وانا لحقته واخذت الخاتم ده منه كـ رد جميل على اللي عملته معاه
رفع قاسم نظراته إلي وجهها بصدمة كبيرة ثم ابتسم بشده و توهان وهو يكمل عنها باقي الحديث:-
_لما رقص معاكي انتي ما عرفتش ترفضي وقبل ما يسالك عن اسمك ولا اي حاجه عنك لاحظتي حد وراءه عاوز يضربه و نقذتي و اخذتي منه الخاتم حتى من غير ما تستني رايه و جريتي بسرعه واختفيتي زي ما دخلتي بالضبط
اتسعت حدقتها بصدمة وذهول وهي تقول بحيره شديده:-
_انت عرفت كل التفاصيل دي منين انت زي ما تكون كنت معايا كل ده حصل فعلا
زفر هو بتمهل غير مصدق تلك الصدفه و هو يقف يتقدم منها ليقبل قمة رأسها و هو يقول بهدوء :-
_عشان ببساطة انا نفس الشاب اللي كان بيرقص معاكي يا حوريه و انقذتي حياته، الخاتم ده كان اول خاتم اعمله في حياتي و ما عملتش منه قطعه ثانيه عشان افضل فاكر بداياتي وكان غاليه عليا جدا رغم ان عرض ناس عليا كثير اعرض الخاتم في مزاد بس انا رفضت ..حتي هتلاقي عليه الوجو بتاعي من جوه الخاتم، هو نفس اللوجو المجوهرات اللي لسه جايبهالك انا معروف بي
صمتت حورية ثواني تستوعب ما قاله ثم أخذت من العلبه العقد المصنوع من الماس لتجد فيه بالفعل نفس العلامه التي موجوده أيضا في الخاتم الذي كان معها منذ البداية شهقت بقوة وهي تقول بذهول وصدمة:-
_بجد مش معقول ده هو فعلا نفس العلامه.. يعني احنا اتقابلنا قبل كده من قبل ما كل ده يحصل ونتعرف على بعض مش مصدقه نفسي بجد
مرر قاسم يده بحنان على عنقها و قبل وجنتها بعمق و هو يهمس بجوار اذنها قائلاً :-
_ما تفكرنيش انا كمان ما تخيلتش ان هقابل نفس البنت دي تاني بعد كل المده دي، جمالها في اللحظة دي ما قدرتش انساها كان ليها لمعه كده في عيونها جذبتني ليها و خليتني لاول مره في حياتي عاوز اتعرف علي بنت و اتمني أشوفها تاني.. انا حتى رسمتك كمان علي أمل اعرف ملامحك وادور عليكي
ابتعدت تمرر يدها علي خصلات شعره و هي تقول بحنو وابتسمت بعدم تصديق :-
_مش عارفه دلوقت المفروض اتضايق ولا افرح انك اعجبت بي بنت غيري انا حتى وانا بقول لك دلوقت عنك خفت من غيرتك ،بس اتفاجئت انك نفس الشاب اصلا
تنهد بحزن و ابتسم بحب و هو يتحدث قائلاً:-
_لو اعرف انك هي من أول يوم شفتك فيها مع جاد كنت خطفتك منه ولا إني اسيبك تتعذبي كل العذاب ده لوحدك ..يا ريتني بجد لحقتك قبل ما تدخل الدوامه دي
صمتت و لم ترد عليه و نظرت إلي الاسفل حين شعرت برغبة شديدة بالبكاء فهي بالفعل لو كانت معه كان لم يحدث لها ما حدث الان و مع تسرب دموعها من بين أهدابها لتنظر إليه
هاتفه:-
_يا ريتك فعلا يا قاسم عملت كده! يا ريتك كنت اتعرفت عليا ودورت و لقيتني.. يا ريتك كنت اول راجل في حياتي، يا ريتك اول واحد لمسني و دخل حياتي وكان نفسي يكون اسامه ابنك انت مش أبن واحد ما اعرفش مين ابوه لحد دلوقتي
تنفس بصعوبة و هو يقول بصوت حاد :-
_حوريه انا مش ملاك برده و اكيد بغلط زيهم ولي اخطاء وحاجات لو آآ عرفتيها عني ممكن تكرهيني في يوم
ابتسمت وسط دموعها و هي تحاوط عنقه تميل عليه لتبكي داخل أحضانه و هي تقول بصوت متحشرج :-
_عارفه انك مش ملاك وبشر زيهم بس غلط عن غلط بيفرق او لما اكون بحب حد ويغلط قلبي هيسامحه.. انا بتمنى كثير الحاجات دي يا قاسم حتى بقعد الوم نفسي واتضايق انك مش اول راجل في حياتي
إحتضنها بشده وهو يتملكه شعور بالعجز عن إسعادها ويشعر بندم شديد وتحولت ملامحه الي الألم والخزه يخترق قلبه حزن وندم لأجلها ليقول متنهد بعمق شديد:-
_انتي ما لكيش ذنب في حاجه وانا عارف كده كويس يا حبيبتي وبلاش تلومي نفسك على حاجه ما لكيش ذنب فيها واذا كان عشان مش اول راجل في حياتك انا عمري ما حسبتها كده ومش حاسس انها كده اصلا و بالنسبه لاسامه اكيد مش محتاج اقول لك هو ابني اصلا وانتي بنفسك بتشوفي معاملتي معاه عامله ازاي
رفعت حورية وجهها اليه وعيونها تمتلئ بدموع وهي تقول بتقطع وضعف:-
_ما عشان كده باتمنى ان يكون ابنك انتي يا قاسم انت من كثر ما عملت معايا حاجات كثير حلوه وساعدتني بلوم نفسي اني دخلت حياتك وانك ما تستاهلش كل ده وتستاهل حد احسن مني
اغمض عينيه قاسم بعصبية حادة ثم فتح عيناه وسحبها بعنفوان إليه ونظر إلي وجهها يتفحصه قبل ان يتحدث ليضع يده علي وجهها برقة و هو يقول بأنفاس هادرا:-
_حوريه انا بحبك
اتسعت عينا حورية بصدمه وسعاده ليضمها إليه يحتضنها بقوة و هو يهمس بجوار اذنها بحب :-
_بحبك انتي وبس سامعه كلامي وما كنتش زمان عاوز احب ولا ادخل حد في حياتي عشان كنت عاوز أفضل كده لوحدي واموت لوحدي ما بقاش لي عيله عشان اللي شفته من اهلي كرهت العيله و أن بعد ما اتجوز في يوم يتغدر بيا و انجرح تاني.. بس انتي جيتي وغيرتي كل ده في ثانيه فتخيلي بقى بعد المجهود العظيم اللي انتي عملتيه في حياتي والتغير هفكر في الحاجات دي .. بطلي تفكري في الحاجات دي وكل شويه تقولهالي عشان انتي حد غاليه عليا قوي
وضع يده علي رأسها يمسد عليها بحنان و هو يقول بجدية :-
_انا بحبك فاهمه كويس يعني ايه؟ يعني كفايه اني انسي اي حاجه حصلت وما لكيش ذنب فيها وافكر في دلوقت وبس.. عشان بحبك
ابتسمت هي بحب بأعين دامعة وهي تقول بهمس:-
_وانا كمان بحبك يا قاسم ومش عاوزه غيرك في الدنيا ولا عاوزه حاجه ثانيه في حياتي غير انك تكون جنبي.. ما تبعدش عني و انا كمان بحبك
انفرجت شفتيه ما بين الابتسامة و عدم التصديق لينظر إليها بفرحة عارمة و هو يهز رأسه بتساؤل هل ما سمعه صحيح ام يتوهم لتبتسم حورية واقتربت منه وقلبها يخفق بقوة هاتفه بنبرة حنونه:- ايوه بحبك يا قاسم
إحتضنها قاسم بتملك شديد وعشق طغى على كل حواسه وهو يلف يده بداخل شعرها
يقبلها بشغف ولهفه شديده وكأنه يطمئن نفسه انها هنا بين زراعيه ولن تبتعد عنه مره اخرى
وابتعد عنها بعد فترة قصيرة يقول:-
_خلاص يبقى كفايه علينا حبنا وبس صح و مش عاوزين اي حاجه من حد ولا منهم.. انا بحبك قوي يا حورية لدرجه تخليني اسعد انسان في الدنيا وانا معاكي وعاوز اعيش واحب الحياه من تاني واعمل حاجات كثير كنت محروم منها زمان وحارم نفسي ..عاوز اعمل كل ده وانتي جنبي
وفي لحظات التقط شفتيها بين شفتيه ليقبلها بقوة وهي حاوطت عنقه و هي تبادله القبلات بشوق أكثر منه ابتعدت عنها حين ضاق صدرها من قلة الهواء نظرت إليه بلهاث و هو يحاوط خصرها يبتسم باتساع لتهمس إليه :-
_انا جنبك ومش هاسيبك ابدا يا قاسم
ابتسم قاسم بعشق وحاوط خصرها بذراعيه يضمها إليه و هو يضع ذقنه علي كتفها و يبدأ بقبلات خفيفة من أسفل اذنها حتي رقبتها لتنجرف بمشاعرها إليه، استمر بأحضانها وهو يقبلها بنهم ولهفه شديده ويتوه بداخل جنة عشقها.
و اخيراً قد فاز قلبها بقربه بعد تلك الأيام والشهور الصعبة التي مرت عليهم هما الاثنين و كأنها الجحيم ذاته لكن هل ستظل هذا الجنه والسعادة بينهما ام سوف تعود في اي لحظة حاسمة الجحيم مره ثانيه.
**
بعد فترة طويلة....
اندست حورية بالفراش تلف حولها الغطاء وهي صامتة ساكنة في قلبها مشاعر متضاربة لا تستطيع وصفها بين الفرح الشديد والحزن كانت تتأرجح بطرف عينيها نظرت للجالس بجوارها شاردا هو الآخر فمدت يدها تربت على صدره برفق ليخرج من شروده الغائم ناظرا لها وسرعان ما ابتسم بدفئه المعهود قائلا:-
_انتي لسه صاحيه يا حبيبتي ما نمتيش
هزت رأسها بلا معنى فأغمضت عينيها تنشج بقوة فجاءه لنتذكر حديث ناريمان ذلك الصباح بينما كانت تحاول كتم دموعها وهي التي نار و قبل أن تفتحهما قائلة :-
_قاسم كنت عاوزه اسالك سؤال بس جاوبني بصراحه ومن فضلك بلاش تكدب عليا.. هو انت عمرك في حياتك بصيت لي على اساس ان انا مجرمه وقتلت اخوك
انتفض قاسم وهو جانبها بصدمه و ذهول وكأنه انسكب دلو ماء بارد ليغلي حنقه في لحظة ليقول بحده:-
_نعم! ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده .. هو انا هخلص من حكايه اسامه وموضوعه هتطلعي لي في قتل جاد
ليشعر بأن الأرض تدور من حوله بقلة حيلة لـ تضغط هي علي يده أكثر و هي تقول بتوسل :
_جاوب عليا من فضلك الامور دلوقت اتغيرت وهو اخوك فعلا مش بالتبني وبس
ليقول بتوبيخ خرج بنبرة متحشرجة "
_مش هجاوب غير لما اعرف مين اللي دخل في دماغك الفكره دي وجاءت لك منين تفكري بالطريقه دي
نشجت بضعف ودمعت عينا حورية وهي التي كبحت الدموع طوال اليوم حتى هذا الوقت لتجد طريقها لحضنه الآمن فاستقبلها مربتا بضعف وهي تجيبه بقلة حيلة :-
_وانت هتفرق معاك في ايه بلاش لف ودوران من فضلك انا بالطريقه دي بحس انك فعلا في يوم هتبص لي بالطريقه دي ..قاسم انا ساعات بحس ان احنا الاثنين ما كناش ننفع لبعض وكل الاسباب ضدنا
لتحبس بمقلتيها الدموع فنظرت له لتجده يبتسم لها بحنان لم تستطع إلا أن تنفجر أمامه ببكاء ناعم تندس هي الأخرى بين ذراعيه تشكوه ببكائها وهي تقول بصوت ضعيف:-
- يا قاسم أنا قتلت اخوك، واغتصبت ومعايا طفل ما اعرفش مين ابوه كل المشاكل دي ما فيش راجل يقبلها على نفسه بسهولة كده من غير ما يفكر لو لي لحظه في حاجه زي كده
صمت للحظات متجمد ليشعر برغبة غبية في البكاء هو الآخر فيبتلع دموعه بحرج وربت قاسم على رأسها يرفع وجهها له مردفا بابتسامته التي لم تزده إلا جمالا وأغمض عينيه وهو يشعر وكأنه يعرف ما بها؟ يعرف اضطراب أنفاسها وتسارع حركات صدرها وحلقها الذي يتحرك محاولا بلع غصاته دون جدوى ليقول بصوت جاد:-
_الاجابه سهله وبسيطه انتي اللي عايزه تتعبي نفسك ومش عاوزه توقفي دماغك من التفكير وتشيلي كل الافكار السلبيه من دماغك ..اولا عشان بحبك واللي بيحب بجد لازم يشوف الانسان اللي بيحبه بقلبه مش بعيون الناس ثاني حاجه موضوع اغتصابك و اسامه حصل غصب عنك مش برضاكي و وموضوع جاد اللي طلعتلي فيه النهارده كمان ما كنتيش تقصدي وانا شفت ده بعيني في الفيديو ومصدقك من اول ما قولتلي وغير كده هو اللي كان عاوز يقتلك وانتي كنت بتدافعي عن نفسك واي حد مكانك كان هيعمل نفس اللي عملتيه
ثم سحب رأسها لصدرة وقال بحب:-
_نيجي بقي لي أهم حاجه بطلي كل شويه تفتحي مخي علي حاجات انا عمري ما فكرت فيها بيني وبين نفسي في أي لحظة حتي
تنهد هو و هو يمرر يده علي وجهها يفكر بما هي به وتقوله، لتقترب حورية تمسك بيده و تنظر إليه بأعين دامعة حمراء بشدة و زفرت مرتجفة بتوتر و هي تهمس برجاء :-
_يعني انت حتى عمـ...
رفع يده يمسح دموعها برقة و وضع يديه فوق شفتها لتصمت فأهدته ابتسامة حلوة متناقضة مع مظهرها الباكي ليردها لها بابتسامه حنونة وقال بجدية:-
_حوريه بصي لي أنا بحبك ..عارفه يعني ايه الكلمه دي معناها ايه اني بحبك بجد ومستعد أعمل المستحيل اني احافظ عليكي وتفضلي جنبي
احمر وجهها بعفوية وهي ترى عينيه الذائبتين في عينيها واقترب منها يحتضنها بينما الدموع تغزو عينيها وهو يهمس:-
_انا عديت مرحله حبك اصلا انا دلوقتي بعشقك ومدرك تماما ان اي ست ثانيه عمرها ما هترضى قلبي ولا روحي ولا جسمي واحس نفس الاحساس اللي انا بحسه وانا في حضنك ومعاكي.. انا عمري في حياتي ما حسيت الشعور ده اصلا تجاه أي ست غيرك.. وانتي مكفياني وراضي بيكي زي اي زوجه بترضي الرجل إللي بتحبه
أغمضت حورية عينيها وهي تحتضنه إليها ودمعة تدحرجت منها دون أن تتمكن من ردعها فسقطت منها ليستقبلها يد شريكها في كل مشاعرها ونصفها الثاني الذي ما أن فتحت عينيها حتى تلقفها بنظراته رغم دموعها وابتسم لها بدعم وحب لتمرر يديها على وجهه قبل أن تبتسم له أخيرا باطمئنان تنهدت حوريه مسترخيه بعض الشئ تقول بشفتين ترتعشان:-
_انا بحبك أوي يا قاسم
ليرد عليها مغرقا وجهها بمزيد من قبلاته الفراشية :-
_وانا بموت فيكي يا روحي وعقل قاسم
حاوطت وجهه تنعمت بدفء حضنه ورائحته حولها التي لفت عقلها في غيمة ناعمة وهو يقبل شفتيها بنعومة وبنهم ولهفه شديدة و تنهد حينها وهو يحتضنها بقوة تأوهت له بينما هو متلاعبا بخصلاتها الحرة التي ازدادت طولا مرر قاسم يده على جسدها بتملك وعشق شديد وهو يلتهم شفتيها ثم غرق وأغرقها في بحور عشقهم اللانهائيه.
**
في اليوم التالي.
كانت تسير هاجر بخطوات بسيطة نحو قصر قاسم فهي كانت قبل قليل في الجامعه تدرس وحين انتهت تقدمت بسرعه الي القصر حتي تكمل عملها وكانت وهي تسير جاءت سيارة بقوة و تتعالي أصواتها بشده حتي صفت أمامها بعنف وكادت أن تصدم بها شهقت بقوة وهي تنظر إلى ذلك الذي يهبط منها بكل بساطة و برود كأنه لم يكن قبل قليل سوف يتخبط بها و يقتلها تنهدت هاجر بضيق شديد من تهوره وهي تقول بجدية:-
_مش تحاسب و تبص قدام كويس يا جواد
نظر إليها جواد بتعجب لما تنطق إسمه دون القاب قبله أو بعده لـ يعقد حاجبيه بحدة و هو يقول بابتسامه ماكره :-
_جواد كده حاف من غير بيه ولا أستاذ ده ايه الجراه دي
لويت شفتيها بتهكم وهي تتحدث ساخراً:-
_واقول لحضرتك استاذ و بيه ليه اكونش بشتغل عندك ومش واخذه بالي
ظهر الخبث علي نبرة صوته التي تصدح بغل داخله و قد انفرجت اساريره أنه يحاول الوصول إلي ما أراد وهو يشعرها بالإهانة :-
_مش بتشتغلي عندي اه بس في النهايه اصلك خدامه بنت خدامه و لازم لما تلاقي اللي اكبر منك قدامك تبصي في الارض وتحترميه
غصبن عنك
لم يهتز لها جفن وهي تجيب عليه بابتسامه هادئه:-
_ومالها الخدامه هو اصلي فعلا واصل عيلتي وعمري ما استعريت منة على الاقل بتعلم وبشتغل وبصرف على نفسي مش زي غيري قاعده وحاطه رجل على رجل ومستنيه المصروف من ابويا و أمي
صك جواد علي أسنانه بحدة و هو يقول هادراً بغضب :-
_تقصدي مين يا بنت بالكلام ده
مطت شفتيها بعدم مبالاه وقالت ببرود:-
_اللي على راسه بطحه بقى.. عن اذنك ورايا شغل وبحب التزم بمواعيدي
اتسعت جواد حدقته بدهشة وغيظ وهو يجدها ترحل من أمامه ليمسك بها من ذراعيها من الخلف يثبتها و هو يفتح عينه ناظراً إليها بحدة قائلاً :-
_تعالي هنا يا روح امك انا لسه ما خلصتش كلام ولا قلت لك اللي جاي عشانه، مش انتي برضه اللي رحتي فتندي على العلاقه اللي بيني وبين روان وكشفتيها لي جمال وخليتها تبعد عني
نظرت اليه بـ حقد و هي تقول بحدة وتحدي :-
_ايه زعلان عشان سابتك تكونش فعلا هتتجوزها زي ما وعدتها اتفضل روح ليها اطلبها من ابوها وادخل البيت من بابه.. تحب اديك عنوانها وتطلع قد كلمتك معاها
لـ ينظر إليها جواد بصدمة و أعين متسعة من جرأتها وعدم خوفها منه لـ يتنفس بقوة و هو يقول :-
_انتي مالك يا بنت انتي مسحوبه من لسانك كده ليه؟ ومش همك حد انتي مش قدي بلاش احطك في دماغي هتزعلي
ابعدت يده عنها بعنفوان وهي تنظر إليه شرازاً ثم أبتسمت ببرود و هي تقول :-
_اوعي ايدك وما تلمسنيش ثاني مره وانا فعلا مش فارق معايا حد ومش خايفه منك ولا من اي حد ربنا خلقه، انا مش بخاف غير من اللي خلقني وبس.. وبعدين هتخوفني من ايه انت اضعف من انك تعمل ليا حاجه عارف ليه؟ عشان انت لو فعلا اد كلامك وبتعرف تنفذ تهديدك ما كنتش هتلف على واحده غلبانه عيله صغيره وتضحك بعقلها عشان تجيبلك اخبار الناس اللي شغاله معاهم
وقف جواد و هو يقطب حاجبيه بغل شديد لما هذه القوة والصمود الذي تتحدث بها وغير خائفه منه، ارتسمت علي وجهها ابتسامه تحدي وقوة مرددة:-
_شايف نفسك قوي ومستعرض عضلاتك روح ينفسك قصاد قاسم وقوله اللي انت عاوزه بس منك لي مش احسن ولا ايه
ليظهر احمرار واضح على وجهه وأشار جواد إليها بغضب و هو يتحدث بانفعال شديد قائلاً :-
_وانتي هتخوفيني بـ قاسم بتاعك ده ولا ايه لا هو ولا عشره زيه يقدروا عليا وخفي في الكلام معايا قلتلك لي مصلحتك
نظرت إليه هاجر بـطرف عينيها و هي تحاول أن تخفي تلك الابتسامة التي تزين محياها قائله :-
_انا مش بهددك بي انا بقول لك الصح اللي مفروض يتعمل بدل الخطط و المؤامرات اللي عمال تعملها ..و بعدين إللي عاوز يعمل حاجه مش بيهدد بينفذ على طول.. عن اذنك الحق شغلي احسن
ذهبت هاجر بخطوات بسيطة لترحل و هو يقف ينتفض بعنف غاضباً ينظر بـنظرة ثاقبة الي الامام و هو يضم يده إلي بعضها يفركها بعصبية و هو يصيح بحدة :-
_ماشي يا هاجر هتشوفي انا ولا قاسم بتاعك ده
**
استيقظ قاسم في الصباح الباكر كعادته كل يوم فتح عينها بهدوء ليجد حوريه بين ذراعيه تغفو بسكون تضع يدها علي صدره في حين كان هو محتجزها بين ذراعيه بأحكام حتي لا تفلت من بين يده تنهد بارتياح و أبتسم و هو يغمض عينه مرة اخري ينعم ببعض الراحة و هي بين ذراعيه و هو بكامل وعيه يشعر بها بجواره و أنفاسها و رائحتها و يتلامس جسدها جسده بأمان وهو يسير بيده علي طول ذراعها حتي استقر بكف يده علي كف يدها اعلي صدره الذي شعر بالصخب بداخله تسببه دقات قلبه المتسارعة برجفة قلب عاشق يستكين بهدوء و من سحبها داخل صدره و هي نائمة ظل هكذا فترة و هو يتأملها بعشق
حتي استمع الي صوت طرقات الباب جعلتها تتململ بانزعاج بينما هو أغمض عينه بغضب مكتوم ليلعن بصوت مسموع التي تطرق علي الباب من الخارج ولم تكن غيرها هاجر حيث أن الوقت الحالي موعد العمل و صعدت معتقده أنهم راحت عليهم نومه ولم يشعروا بالوقت نظرت حورية إليه باستغراب بنعاس و هي تبعد يدها عنه قائلة بخمول وهي تدلك رأسها بكسل:-
_بتتخانق مع مين على الصبح كده يا قاسم
ليعتدل هو جالساً يصك علي أسنانه بحدة و يستمع إلى طرقات الباب مازالت مستمرة ليصيح بغضب :-
_خلاص يا هاجر صحينا اتفضلي امشي جهزي الفطار عقبال ما ننزل
انهي جملته ليستمع الي صوت خطوات الخادمة تبتعد عن الباب حتي نظرت إليه حورية بعتاب وزعل مرددة:-
_قاسم عيب كده وهي ذنبها ايه بس
ازداد عبوسه بانزعاج يقاوم شكلها المغري لأعصابه وهي أمامه بهذا المنظر الشهيه بقميصه هو الأزرق الفاتح والمفتوح الأزرار العلوية و أعينها الناعسة، اقترب منها متمهلة جعلتها تبتلع ريقها متوجسة ليقول بصوت عميق:-
_اهو اللي حصل جاءت فيها بقي لما انزلي ابقي اتاسف لها وانبه عليها ما تخبطش وتصحينا ثاني
رفعت نظراتها له متنهدة واقتربت هامسة:-
_وانت عاوز تنام ثاني بطل كسل الساعه 9:00 مش وراك شغل زمان جمال سبق اصلا و راح الشركه ومستنيك
رفع نظراته الخبيثه قائلا بينما يده تتلمس رقبتها:-
_عشان فصلتني وانا بتامل القمر بتاعي وحبيبه قلبي هي نايمه ..ما كانش وقتها خالص بصراحه
لتقول بدلال وهي بين أحضانه متخصرة أمامه مما جعله يعبس راسما الحزم على ملامحه وهي تقول بهمس:-
_وانا مش هطير يعني قدامك الـ 24 ساعه ما حبكتش تتأمل فيا وانا نايمه يعني قم يا بكاش وراءك شغل
رد بصوت أجش وهو يغمزها فابتسمت عندما هتف:-
_هو انتي جمال مسلطك عليا النهارده ولا ايه.. طب بالعند فيه وفيكي مش قايم غير لما تبوسيني
ضحكت بدلال أكبر وهي تقول نافضة شعرها للوراء:-
_يبقي هتفضل كده لحد بكره يا قليل الادب اوعى كده انا راحه اشوف ابني احسن
فعقد حاجبيه قليلا يتلاعب وهو ينظر لعينيها بمكر واقترب منها بشده حتي يقلبها هو وضحكت هي بدلال وقبل أن يقبلها استمع الى صوت هاتفه يرن لينتفض ناهضا من السرير ناظرا الي الهاتف و فتح الخط و رد عقدت حاجبيها بدهشة وعدم تصديق واعتدلت بغيظ شديد من فعلته وقد أثار غيرتها وهي تسمعه يتحدث مع فتاه و يجيب عليها بملء عينيه هامسا :-
_خلاص جهزي انتي الاوراق وانا جايه حالا مش هتاخر سلام
اغلق قاسم الهاتف و التفت ليري حورية تطلع نحوه ببرود وغضب شديد عقد حاجبيه باستغراب وهو يلاحظ غضبها فجاه فأحاط بوجهها قائلا بحيرة :-
_مالك يا حبيبتي واقفة كدا لية مش كنتي رايحه تشوفي ابنك يلا يا قلبي عشان ما تتاخريش عليه
نهضت من علي الفراش بعنف و بحنق تقدمت منه تضرب بقوه علي كتفه و زمت شفتيها بغيظ ثم قالت له بحده:-
_والله دلوقتي بس نطيت من السرير اول ما الهانم كلمتك وهتروح الشغل كمان وعاوز تمشيني ..ايه لحقت توحشها
لمعت عيناه بخبث وهو يقول بعدها رافعه يده يتحسس علي كتفه متألم باصطناع قائلا محاولة استفزازها:-
_آه يا مفتريه براحه وبعدين مالك متضايقه ليه على الاقل هي هترضى تديني البوسه اللي زلاني عليها
اتسعت عينا حورية بعصبية شديدة لكنه لم يمنعها من مط شفتيها رغم احمرار وجهها تقول مردفة بصراخ حاد بغيره:-
_بستك عقربها انت وهي.. طب مش هتروح الشغل يا قاسم غير لما اعرف كنت بتكلم مين وبتستعجلك قوي تروح لها كده
ابتسم لها ابتسامة أوسع حنونة وهو يميل خاطفا قبلة عميقة وهو يلصقها به بينما هي تتنهد داخلها بإستسلام حلو قائلا بشغف:-
_انتي صاحية قمر علي الصبح كدا لية
ظلت تنظر له للحظات حتي كادت أن تسبح معه إلي بحور عشقه لكنها انتبهت الى نفسها سريعا ثم صرخت حينها مجفلة إياه:-
_قـاااسـم كنت بتكلم مين من شويه مش هتاكل ،بعقلي حلاوه وتضحك عليا عشان تغير الموضوع
انفجر بضحك كبيرة جعلها تبتسم غير قادرة على المقاومة أكثر ليهز رأسه، نظر لها ولم تجد نظرات الغيظ كما توقعت وإنما نظرات عبث ممزوج ببوادر رغبة وهو يقول بصوت مبحوح :-
_متخافيش اوي كدة يا روحي دي السكرتيره عندي اجتماع مهم النهاردة و المفروض هي بتأكد عليا الميعاد مش اكثر
كانت حورية تجاهد لتبتعد عن ذراعيه بينما هو يتمسك بها بقوة مما جعلها تهز رأسها يأسا من جديد وهي تتحدث بهياج مجددا ثم صرخت ببرود وغيظ:-
_وانت مش جايب سكرتير راجل ليه أه عشان الهانم تقعد تتصل بيك الصبح بصوت الناعم وتدلع عليك مش كده ..تمام اشبع بيها بس ما لكش علاقه بيا من النهارده و اوعى كده ابعد عني
ارتفع حاجبا مندهشا ليرمش بعينيه وهو يسأل مبتسم:-
_مكنتش اعرف انك بتغير عليا قوي كده يا قلب و روح قاسم.. حبيبتي أنتي اول فرحتي انتي عارفة اني لا يمكن ابص لغيرك و لا تملي عيني واحدة غيرك يا حبيبتي خليكي واثقة كده من نفسك، انا ما فيش في حياتي غيرك ولا هيكون
ضربت الأرض بقدمها تهتف بهرمونات مجنونة:-
_بجد ولا بتاخذني على قد عقلي هعرف و لو في حاجه بينك وبين البنت ام صوت ناعم دي و وساعتها هقتلك واقتلها
قربها منه بخشونة وهو يردد بخشونة أكبر يغمز لها قائلا بابتسامة خبيثة:-
_يا شرس انتي ..انا بردة بحب الشراسة تليق بيكي أكتر
ابتلعت حورية ريقها بتوتر وهو يقبل خدها بخشونة فنهرته بحرج وقبل أن تتحدث اقترب منها وهو يخرسها بقبلته وبداخله مشاعر مجنونة وهو يهمس لها:-
_يا قلبي انتي حلوة في كل وقت مفيش زيك و لا هيكون ومش هحبك غيرك ابدا
اتسعت ابتسامتها بعبث أكبر فاقتربت تلتصق به هامسة :-
_وأنا كمان بحبك أوي وبموت فيكي يا قاسم
همسها منه جعلت حواسه ترتجف بينما هو مستمر في التطلع لجمالها ووجهها يلمع فإنتبه لعينيها اللامعتين لينتفض مبتسم بعبث متلاعبا بيديه هنا وهناك بكل وقاحة قائلا بجدية:-
_انا كدة مش هتحرك من هنا و جمال هو اللي هيموتني لو اتاخرت عليه دقيقه وبعدين انتي ما كنتيش طايقاني من شويه وعاوزني امشي مش كده
قبل شفتيها بنعومة فتنهدت قبل أن تحتضنه أكثر بينما لمعت عيناها بلهفه شديدة وهي تقول بصوت متحشرج خشن من العاطفة:-
_لاا انا اللي مش عايزاك تتحرك ابدا وتبعد من حضني
ابتسم باتساع وهو يغلق الباب بالمفتاح مستندا عليه للحظات ثم اقترب منها وهو يفك أزرار قميصه و قال بسرعة قبل أن تحاول الهرب ليسحبها له قائلا دون إعطائها فرصة الاعتراض :-
_وطلباتك اوامر يا روحي
فضحكت ببواقي خجل سرعان ما تلاشى وهو يغمرها بكل شغف وعشق ما تعلمه من حبها يوما بعد يوما.
___________________________________
الفصل العشرون
_________________
بــعــد مــرور ســت شــهـــور
ابتسمت حورية ابتسامة راضية متكاسلاة بعض الشئ وهي تتراجع للخلف فوق الأريكة وهي تحمل طفلها الصغير بين ذراعيها الذي أكمل عشر أشهر لقد مرت شهور طويلة و كاملة وهي زوجته شهور وهي غارقة بين الأمواج بإنتشاء لا تتوقف لذتها عن الازدياد جاعلة إياه يترنح بشغف وعشق شديد بين ذراعيها كل مرة دون شبع وأصبحت حياتها مستقرة والأمور تسير بشكل جيد وذلك بفضل روح الجماعة بين أفراد عائلتها الصغيره و منهم زوجها المصون بالطبع، هذه حياتها معه وأصبحت و سارت.
لمعت عيناها بالحب شهور كاملة مرت عليهم مزال علقها لا يتوقف فيها عن التفكير في كل تفاصيل أيامها معه، اب حنون.. زوج حريص.. صديق جيد ..وحبيب عاشق عابث و شقي أيضا بقدر حبه لها والي طفلها في لحظاتهما معا ،كل شئ يمثله لها وهي سعيده بكل هذه الأدوار التي يتقن القيام بها معها ومع الصغير!
فالحياة مقايضة لا يأخذ المرأ فيها كل شئ بل ما أن تأخذ شيئا حتى تُقدم آخر؟ فتسعد هي بما نلتة في ذلك اللحظات الأخيرة في حياتها بعد كل ما مرت به من الالام و الاوجاع مستشعره بكل لحظة لذة امتلاكها فيها.
لتنهض بخطوات بسيطة حتي تضع طفلها الذي نائم بين ذراعيها بهدوء الي فراشه لكن توقفت عندما استمعت إلي صوت بوق سيارته يعلن عن وصول قاسم من الخارج لتتسع ابتسامة حورية الواقفة بغرفتها تحمل صغيرها النائم علي كتفها تمسد علي ظهره بهدوء ثم التفتت تضع الصغير في فراشه و تدثره بالغطاء سريعا أعلي الفراش و تقدمت بخطوات سريعة ثم فتحت الستار المغطي للنافذة لتلتمع عينها بسعادة و هي تجد سيارته بالفعل تدخل من باب القصر أخيرا بعد غياب اسبوعين إلي خارج البلاد لعمل كان اضطر قاسم رغم عنه ان يتركها بمفردها ويذهب هو وجمال لعمل ضروري، لتركض هي الي الباب سريعاً و هي تركض إلي الاسفل بخطوات واسعة.
وفي ذات الوقت كان هو ينظر من زجاج السيارة الي الخلف قبل أن يفتح الباب وخرج من السيارة يغلق ازرار سترته و يتجه الي الداخل بخطوات ثابتة واثقة رائع حتى بهذة البدلة الرسمية الرمادية ،إلا أن تزينة عينه عند رؤيتها و قلبه بدأ بالطرق سريعاً حين وجدها تركض الي الخارج تقدم منها بخطوات واسعة و ابتسامة تشق طريقها الي ثغره بسعادة غامرة أنه أخيراً بعد غيابه عنها أصبحت الآن أمامها.
قفزت من مكانها راكضة بلهفة ناحية الخارج لتفتح البوابة الخارجية للبيت ثم ودون مقدمات كانت تُلقي بجسدها على أحضانه بعينين تدمعان اشتياقا لا تصفه كلمات... ارتد جسده مجفلا للحظة لكنه سرعان ما لف ذراعيه حولها وهو يبادلها الاحتضان راسم ابتسامة صغيرة وسط اجهاد ملامحه وضع فيها قدر استطاعته من السعادة معبرا عن اشتياقه المتبادل وهي تتشبث به رافضة تركه بعناد، ابتعدت عنه أخيرا بعد لحظات طالت جدا رافعة عينيها المغرورقتين بالدموع لوجهه قائلة بتحشرج :-
_ قاسم اخيرا رجعت وحشتني قوي قوي يا حبيبي
اتسعت ابتسامته أكثر وهو يجدها تحتضنه مجددا شاهقة بالبكاء فقال بحنان غلبه وهو يشدد ذراعيه من حولها :-
_اهدي يا حوريه كفايه عياط انا أهو قدامك كويس وبعدين هنفضل واقفين كده بره طول اليوم
ظلت تحضنه ولم ترد بينما تنهد قاسم بعمق وهو بين أحضانها يا الله ما أبهاها وما أجملها شعر بدموع تلسع رقبته فجأة ليعرف أنها تبكي من قوة الاشتياق فأغمض عينيه بتشوش رؤيتها المذهلة وهدير قلبه صاخب باحتفال اشتاقه جدا أبعدته عنها مجددا وهي تمسح وجهها قائلة بلهفة من جديد :-
_ اسفه يا حبيبي اتفضل ادخل اكيد تعبان من السفر امال فين جمال هو ما رجعش معاك ليه
تساءلت وهي تبتعد عن الطريق حتي يدلف بينما هو ما أن دخل حتى تنهد مرهق يزفر قاسم وهو يُلقي بحقيبته أرضا بإهمال ثم توجه إلي المقعد ليجلس، لتتقدم منه تجلس بخفة بين يديه ليلتقطها هو محاوطاً اياها بقوة ولطيف و هو يحاوط خصرها بيده ضمت نفسها إليه و هي تسمعه يهمس بجوار أذنها :-
_جمال لسه هناك هيرجع بعد يومين كده ان شاء الله، كان لسه وراءنا شغل هناك بس انا ما قدرتش اسيبك الايام دي لوحدك اكتر من كده قلت له هارجعلك وهو يكمل مكاني عشان وحشتيني وما قدرتش ابعد اكثر من كده
ابتسمت و هي تضع يدها علي وجهه برقة و عتاب :-
_وانت كمان وحشتني اوي يا قاسم اسبوعين بحالهم تسيبهم وتبعد حسيت كأنهم 3 سنين غايب مش مجرد ايام
تنهد مغمضة العينين و هو يقبل كتفها شاعراً بانفاسها الحارة التي تلفح رقبته و هو يهمس باشتياق :-
_انتي وحشتيني اكتر بكتير يا حبيبتي بس كان غصب عني وأنتي عارفه كده.. اسامه فين وحشني اوي هو كمان
هتفت بكلماتها وهي تزيد ضمه لها لتمسد علي وجنته و هي تقول بهدوء :-
_ اسامه نايم فوق بس بعد معاناه وحياتي عندك سيبو نايم وبكره براحتك يبقى العب معاه انا اما صدقت نام بعد التعب اللي تعبته معاه
ابتسم بحنان ليرفع رأسها و حين وقعت عينه علي ابتسامتها و هو ينحني يقبل ثغرها قبلة سطحية و هو يقول باشتياق :-
_سلامتك يا روحي حاضر امر لله هاسيبه مع اني واحشني اوي وكان نفسي اخده في حضني
لمعت عينها بحب و هي تبتسم بسعادة غامرة عضت علي شفتيها بقوة و هي تشعر بأن قلبها يتراقص بين ضلوعها من فرط سعادته لتهتف:-
_بكره اعمل اللي انت عاوزه معاه و خذه في حضنك و نيمه انت كمان يا سيدي، بس بلاش دلوقتي لو صحي قدامة ياجي اربع ساعات عقبال ما ينام تاني وانت كمان اكيد راجع تعبان وهيتعبك اكتر
انحني يقبل وجنتها و هو يهمس بهدوء :-
_تعبكم راحه يا حبيبتي علي قلبي.. هو انتي قاعده هنا لوحدك مفيش غير الحرس بره امال هاجر وباقي الخدم فين
ابتسمت و هي تحمحم بتوتر من رد فعل عندما يعلم أنها هنا بداخل القصر بمفردها حتي أرجعت خصلات شعرها خلف أذنها و هي تقول بارتباك :-
_هاجر وراها امتحانات ربنا يعينها وينجحها و الباقي خلص ومشي من بدري بعد ما استاذنوني مني طبعا
اتسعت عينا قاسم وهو يرفع وجهه لها غاضب من كلماتها يهتف بصوت متهدج:-
_طب كده ينفع تقعدي لوحدك يعني يا حبيبتي ،مكنتيش اديتهم اوردر يمشوا و يسيبوكي لوحدك مع اسامه أو حد يجي يقعد معاكي بدالهم بدل ما تقعدي لوحدك وتزهقي او اكيد هتحتاجي حاجه حد يعملهالك
اقتربت منة حوريه تمسك بيده بحنان وقالت بصوت هادئه:-
_ما تقلقش عليا يا حبيبي هم لسه ماشيين من نصف ساعه وانا كنت بنيم اسامه بعد كده هنام ..وبعدين هم كمان وراءهم اشغلهم متنساش انك أمرت ما فيش خدم بعد كده يبات في البيت
ليلتفت الي حورية و هو يحاوط كتفها بيديه يشعرها بالأمان والطمأنينة بينما هي نظرت إليه و هي تتأمل وجهه شاردة بكامل تفاصيله الرائعة التي تخطف لبها كل مرة أكثر من سابقتها ابتسمت بتلقائية و هي تنظر إلي وجهه الحنونه حتي لاحظ هو نظراتها حوله ليمسك بيدها يقبل باطنها و هو يقول بعشق :-
_انا عملت كده من ساعه اللي عملته الهانم روان ودخلت ناريمان البيت هنا لما سابت لها باب المطبخ مفتوح وكانت هتموتك، ومش عاوز حاجه زي كده تتكرر ثاني عشان كده ما بقيتش اثق في حد
هزت راسها له بابتسامه واسعة وهي تقول بهمس:-
_متقلقش ان شاء الله كل حاجه هتبقي كويسه و هتمشي بخير ذي ما انت عاوز
غربت عينه بغموض و هو يجذبها لتستقر برأسها علي صدره ليضمها إليه بكلتا ذراعيه و هو يقول بابتسامه ماكره بعد أن قبل رأسها :-
_يعني احنا دلوقت في البيت لوحدنا سوا ومفيش حد تالت معانا
رمشت باهدابها عدة مرات بشك من تلك الابتسامة الغريبه فجاءه ليضيق عينها عليه و هي تقول بتوتر:-
_لا ما فيش حد غير اسامه ونايم فوق وبعدين مالك ابتسمت كده ليه فجاه
اتسعت ابتسامة قاسم بشده وهو ينهض مرددا بنبرة خبيثه:-
_يعني بذمتك مش عارفه ابتسامة ليه كده يا حبيبتي راجع من السفر و وحشين بعض اوي هنقعد نقضيها كلام كده كتير.. لا طبعا لازم نستغل الفرصه ان احنا لوحدنا دي لحظه مش هتتعوض كتير تاني
اقترب منها قاسم دون مقدمات وحملها بين ذراعيها لتشهق حورية فزعة وصعد الدرج و هي متعلقة به يحتضنها هو بقوة كبيرة حتي دلف غرفته لينزلها علي الارض و هو يغلق الباب، وقفت امامه وهي تنظر نحوه بابتسامه حب و خجل ليحاوط خصرها بذراعه و هو يجذبها إليه بقوة جعلها تلتصق به و لا يفصلهما اي انش واحد وهي مالت علي كتفه تجعل من التحامهم شيئاً أكثر سهولة، لينحني يهمس امام شفتيها بحب :-
_الليله ما فيش غير انا وانتي وبس.. بحبك يا حورية
همست بشوق وعشق وهي تنظر داخل عيناه باشتياق:-
_و انا بموت فيك يا حبيبي، انا بحبك اوي يا قاسم
قبل جبينها بحب ثم نظر في عمق عيناها يهمس بعشق تغلل في أعماق قلبه:-
_وانا عديت مراحل العشق وبقيت مغرم بحريتي اللي نورت حياتي كلها
ابتسمت حوريه بسعادة غامرة علي كلماته بينما هبط هو علي شفتيها يقبلها بعمق و هو يضغط علي خصرها أكثر لتجذبه هي نحوها و هي تبادله قبلاته بمثلها بلطف و حب ليشعر أنه قفز يوما لموج الحورية منقذا فغرق في بحر حبها المشروع دون رجعة.
**
=تعالي افطر يا حازم يلا بسرعه عشان نلحق ميعادنا كمان ساعه ولا رجعت في كلامك ومش عاوز تخطب
وجه عتمان تلك الكلمات الدلالية الى حازم الذي كان ينزل الدرج وهو كان مستلقى براحة على المقعد الموجودة أمام الطاولة يتناول الفطور تقدم حازم إليه بخطوات هادئه ليجلس ناظرا اليه ليجيب قائلا:-
_هاه لا خالص يا جدو طالما حضرتك متاكد من انها كويسه واخلاقها كمان خلاص انا كمان واثق في اختيارك وموافق.. المهم ما كنتش لسه زعلان مني وانا اهو بعمل اللي حضرتك طلبته مني وهتجوز البنت اللي انت اخترتها مقابل حضرتك تسامحني
اخذ عتمان ينظر اليه بغيظ وغضب قائلا بنبرة تحذرية:-
_افهم من كلامك انها ما عجبتكش الزياره اللي فاتت ولا ايه ولا اكون بغصبك على حاجه انت مش عاوزها وبتاخذني علي قد عقلي وتوافق عشان بس ترضيني.. وتجيء لي بعد كام يوم وتقول لي مش عجباني وتفسخ الخطوبه وتحرجني مع الناس
هز حازم رأسه بسرعه وهو يهتف قائلا بتوضيح:-
_لا خالص والله يا جدو هي فعلا عجبتني وشكلها كويسه ومحترمة واهلها كمان باين عليهم ناس محترمه ..انا بس بسال حضرتك سامحتني على اللي عملته ولا لا
وفي تلك اللحظة خرجت بدريه من المطبخ لتضع باقي الطعام أعلي الطاولة ليقول عتمان بجدية شديدة:-
_طالما هتتعدل و مش هتعملها ثاني وهتتجوز خلاص مسامحك شكلك فعلا ندمان وعرفت انك غلطت غلطه كبيره ..انا هطلع اجهزي انا، وانت كل براحتك وبعد كده اطلع البس و ادي خبر لامك عشان تيجي معنا هي كمان
نهض عتمان ليرحل إلي الاعلي وهز حازم رأسه بالايجاب ببطء مرددا بهدوء:-
_حاضر يا جدو
نظرت بدريه إلي رحيل عتمان إلي نهاية الدرج لتنظر إلي حازم هاتفه بابتسامه هادئه وهي تقول بصوت تحذيري:-
_مبروك يا حازم ربنا يتمملك على خير ،يا رب بس متكونش مغصوبه على الجوازه فعلا عشان تريح جدك وتخليه يرضى عنك، بلاش تيجي على نفسك عشان غيرك اديك شفت اللي حصل لي حوريه عشان عملت زيك ووافقت على حاجه هي مش عاوزاها عشان ترضي غيرها
نظر حازم نحوها بابتسامه بألم ليقول بندم:-
_لسه بتخافي عليا يا طنط بدريه وعلى مصلحتي رغم اللي عملته مع بنتك، علي العموم شكرا لي حضرتك بس ما تقلقيش انا فعلا خلاص زهقت وعاوز استقر في حياتي وبعدين اللي قلبي اختارها خلاص بقت مع غيري هاستنى ايه ثاني
اشاحت بوجهها بعيد عنه بضيق شديد وهي تقول بصوت مخنوق :-
_هي ما كانتش ليك من الاول خالص و بلاش تعشم نفسك على حاجه عمرها ما هتحصل يا حازم.. وانا لما سالتها عنك قالتلي أنها بتحاول تنسى الموضوع طالما هتبعد عنها وتسيبها في حالها بس الاكيد هي عمرها ما هتنسى بسهوله
اعتدل حازم فى جلسته بابتسامه حزينة يهتف بخيبة امل :-
_كفايه انها هتحاول قولي لها شكرا جدا ريحتني لما عرفت الكلام ده شويه ..ربنا يسعدها هي كمان ويوفقها في حياتها مع قاسم.
**
اشرقت الشمس من النافذة علي تلك العاشقين بينما كانت حورية تتسطح اعلي الفراش تستند برأسها علي صدره تحاوطه بيدها و هي تنام بعمق حتي بدأت تململت في نومتها بانزعاج لتفتح عينها ببطئ ثم رفعت مقلتيها ونظرت نحو ذلك الذي ينام بجانبها بملامح متعبه باديه علي وجهه رفعت يدها تتلامس وجهه بلطف وعلي ثغرها ابتسامة عريضة محبه اقتربت منه لتقبله بحنان حتي يستيقظ إلا أنها قامت بفزع حين استمعت الي بكاء صغيرها لتقفز عن الفراش سريعاً الي فراشه الصغير بجوارهم لتحمله ليصدح صراخ الصغير مرة أخرى لتضمه إليها تربط علي ظهره و تجلس لترضعه استيقظ قاسم بانزعاج و نظر إليها و هو يتنهد :-
_صباح الخير الباشا عامل ازعاج على الصبح ليه
ضحكت حوريه بخفه لتجلس بجوار طفلها الصغير علي فراش صغير بالغرفة المجاورة لغرفتهم التي يجلس و مسدت علي رأس الصغير حتي غفي الي جوارها لتنظر إلية سكونه بابتسامة هادئة محبة لتنهض و هي تهمس إليه:-
_صباح الخير يا حبيبي صحاك معلش
ليجلس معتدلاً و هو يفرك وجهه بضيق قائلاً بانزعاج:-
_و هو ابنك دة حد يعرف ينام منه طول الليل ازعاج و عياط
ابتسمت حوريه بشده وهي تجلس جوار زوجها تحتضنه و هي ترفع يدها تضعها برقة علي وجهها تداعب شعيرات ذقنه النامية و هي تقول بأسف:-
_ما عرفتش تنام صح قلتلك هيفضل يزعجك كل شويه خصوصا الايام دي بقى يعيط كثير ومش بيسكت بسهولة
اقترب منها لـ تفجل هي و تنظر إليه تحاوط عنقه عندما قبل ثغرها قبلة سطحية و هو يقول بحنان :-
_قلتلك انا مش بتضايق من كده ،اليوم معاكوا بالدنيا و ما فيها يا حبيبتي
احتضنته بشدة و هي تبتسم بحب فهو الحبيب الأولي و الاخر هو الامان هو الدفئ هو القلب اللين، داست نفسها بين أحضانه و هي تتنفسه رائحته لها يسكن بداخلها الهدوء ليضمها إليه بشدة ثم ابتعدت عنه قليلاً و هي تنظر إلي وجهه و هي تقول بهيام :-
_مهما اقول واعمل ومش عارفة اوفيك حقك يا قاسم، إلا قولي يا قاسم هو انت على طول كده جميل و حنين مع الكل ولا معايا انا بالذات استثناء هاه انطق
وعندما آخر جمله لتمسك برقبته بتهديد وحذر تضغط عليها بخفه لتتسع عينه بصدمة وهو يبعدها قائلا بدهشة:-
_هتخنق يا حبيبتي كده اوعي دي مش غيره كده هموت
مسدت علي ذراعيه و هي تبتسم نظر إلي ما تفعل و هو يبتسم باتساع اراحت رأسها علي كتفه و هي تقول بسعادة :-
_ما هو ده اللي هعمله معاك بالضبط يا روحي هموتك لو فكرت تبص لغيري ولا تعمل ربع اللي بتعمله معايا مع واحده ثانيه
رفع قاسم حاجبيه لاعلي ناظر لها بغيظ شديد ليقول باستخفاف:-
_ومالك مبسوطه كده ليه وانتي بتقوليها
لم تصمت صوت ضحكها بل تعالي أكثر بسعادة لم تشهد مثلها من قبل ليبتسم بحب و بيأس منها و هو يمسك بيدها يلثمها برقة يقول :-
_ايه جو الرومانسيه والموت اللي مش راكب على بعضه ده..مش كنتي من شويه بتحبي فيا وبتشكري في افعالي اللي مش عارفه تردها لي ازاي فجاه قلبتي ليه كده قابض الارواح
ضمت حورية شفتيها مثل الاطفال و هي تحاوط عنقه قائلة بحب يعكس تحذيراتها الصارمة :-
_الله مش بحذرك عشان لو عقلك في يوم وزك تعمل حركه كده ولا كده، بس في نفس الوقت اه بحبك وبموت فيكي و مش عارفه ارد لك اللي انت بتعمله معايا ازاي.. بس دي حاجه ودي حاجه ثانيه خالص
ليمرر يده علي ظهرها صعوداً و هبوطاً و هو يضمها إليه و هو يلاعب حاجبيه بمشاكسة قائلاً بخبث :-
_انا بقول نسيبنا من جو الاموات اللي فتح فجاه ده ونخلينا في افعالي هترديها ازاي يا روح قاسم وأنا هقولك تعملي ايه بالضبط
قهقهت عاليه و هو يضمها إليه مقترب يطبع قبلات محمومة علي طول رقبتها و تسبح معه في عالم من الأمان و الحصون المشيدة بالعشق الكبير الذي بينهما وأصبح لا يهدمة شيئاً أمامه.
**
كانت هاجر جالسه ببهو الجامعه مع اصدقائها وزملائها وكان يقفون ويتحدثون بمرح وابتسامات سعيده و يودعونا بعضهم بعد نهايه الامتحانات وانتهاء الترم الاول وبعد مرور فترة قصيرة تحركت هاجر وهي تشير بسلام إليهم بابتسامه واسعة ثم خرجت بخطوات بسيطة الي خارج بوابه الجامعه لـ تتجمدة مكانها عندما رأت جواد يجلس فوق سياراته امام الجامعه وعندما راها ابتسم بسماجه و هو يشير إليها بالاقتراب منه، زفرت هاجر بضيق شديد فهي اعتقدت ان لم يعد ياتي اليها مره ثانيه فطوال الست شهور الماضيه كان كل اسبوع تراه يقف امام الجامعه في انتظارها رغم انها لم تعطي اي اهتمام وتتجاهلة طول الوقت لكن هو من الواضح مصر ولم ييأس بسهوله حتى الاسبوع السابق لم ياتي مطلقاً و اعتقدت انك قد مل اخيرا منها لكن اليوم تفاجات بحضوره، لتتحرك كعادتها وتجاهلتة لترحل بسرعه لكنه نهض أسرع منها ليقف أمامها مبتسم باستفزاز جزت علي أسنانها بشراسة وعنف و هي تهتف:-
_يا دي النيله مش هنخلص بقي.. مش كنت خلاص خلصت منك وبطلت تيجي كل يوم و تقفلي بعربيتك قدام بوابه الجامعه
ليغمغم جواد بيأس من أسلوبها الجفاء والبارد معه طول الوقت و دائما فهو حتى لا يعرف ماذا يريد منها ولا لما هي بالذات دون عن باقي الفتيات الآخرين لكن من يمكن لانها هي الفتاه الوحيده التي رفضته ولم تبهر به عكسهم تماماً فهي صعبه المنال ليقول بعدم إعجاب مصتنع حتى يجعلها تفقد الثقه في نفسها قليل ليكسر غرورها :-
_ما بالراحه على نفسك وبلاش المقلب اللي واخذاه في روحك ده ،ايه ما فيش غيرك في الجامعه كلها عشان اجي له مخصوص، و بعدين مالك قلبتي وشك اول ما شفتيني ليه ده غيرك يتمنى اقف معاه ان شاء الله نصف ساعه بس
ربعت يدها أمام صدرها ببرود قاتل وهي تقول بجفاء:-
_يبقى انت اللي واخذ مقلب في نفسك مش انا عشان هم بيحبوا يقفوا معاك مش حب فيك لا ده حب في فلوسك والمظاهر الخداعه إللي حولك مش اكتر
ليزمجر من بين أسنانه بشراسه هاتف بسخرية:-
_الله كمان بقيتي فيلسوفه كلهم اصدقاء ليا من كل البلاد و مكان وخصوصا البنات نفسهم بس يانولو الشرف ويركبوا العربيه معايا
ابتسمت له ابتسامة عطف كانت تقصد أظهرها بشده له وهي تقول بجدية:-
_ما هما عشان المظاهر اللي حواليك والعربيه والفلوس مش عشانك زي ما قلتلك، لو عاوز دليل جرب بس مع اي بنت ركبت معاك قبل كده انك تخرج معاها من غير العربيه ولا اللبس الماركات اللي انت لابسه ده وقولها كمان انك سبت الشغل مع والدك وقررت تستقر في شغل لوحدك بس حاليا بتدور لسه ومعكش فلوس
شحب وجهه فجاه و ارتباك من كلماتها لتكمل بثقه:-
_هتلاقيها على طول قالتلك طب اوكي لما تلاقي شغل ويبقى معاك فلوس هتلاقيني موجوده انما حاليا ما فيش
صمت جواد قليلًا ولا يحتاج الى تفكير في حديثها فهو يعرف جيد جدا ان اصدقائه الذي معه دائما جانبه لسبب واحد فقط وهو المال ومركز والده وعندما بدات تنخفض شركه والده من حيث الشهره ابتعد عنه كثيرا من ذلك الذي يسمون اصدقاء! ارتسم ملامح وجهه بجمود ليقول بصوت ساخرا:-
_وانتي بقى اصحابك اللي معاكي خصوصا في الجامعه هنا كلهم اولاد اصول ،و مش مصاحبينك عشان المظاهر ولا حتى عشان بتساعديهم في الدروس
هزت كتفها هاجر بثبات وهي تجيب عليه:-
_مش هنكر ان اكيد في من طبقتي كمان ناس وحشه وبرده في ناس من عينت اصحابك باقابلهم في الجامعه، بس انا غيرك طالما عارفه اللي قدامي مصاحبني بس عشان مصلحته بابعد واقطع علاقتي معاه على طول انما اللي مكملين معايا ومصاحبيني عشان نفسي وبس هم دول اللي يستاهل يتقال عليهم صحاب
ليقول محاوله يثير استفزازها ليشعرها انها ضعيفه ومكسوره أمامه بقوله هاتف بسخرية لاذعة قائلا:-
_و ماهما معندهمش مانع بقي يصحبوكٍ وهم عارفين انك تشتغلي خدامه
لكن كالعاده اجابت بقوه واثقه وبفخر ايضا بكل بساطة وسهولة ولم يفرق معها شيء مطلقاً مرددة بابتسامه هادئه:-
_على فكره تقريبا نصف الجماعه هنا عارفه وانا اللي قائله لهم بنفسي كمان، لان سبق وقلتلك مش بستعري من اصلي وان ده شرف لي ان الحمد لله قادره اشتغل واصرف على نفسي ما باستناش حسنه من حد ،وزي ما بتعب في شغلي بلاقي اللي يقدر تعبي
نظر إليها بأعين متسعه بدهشة احيانا يتساءل داخله ويتمنى ان يرى عائلتها الذي اوصلتها الى تلك المرحله التي دائما تفتخر بهم و بمهنتها بثقه دون خجل، لتندلع منه شرارات الغضب وهو يقول بحدة:-
_هو انتي كل مره هتقعدي تلقحي عليا بالكلام على فكره انا بشتغل مع ابويا ومش باخذ مصروفي منه وانا قاعد وحاطط رجل علي رجل زي ما انتي فاكره كده
مطت شفتيها بسخرية وهي تقول بضحكه استفزاز:-
_اه شغلك اللي بتروحة كل مره ولا مرتين كل شهر وغالبا بيكون اليومين دول ايام القبض ..بقول لك ايه ما تيجي معايا دوغري وتقول لي انت عاوز مني ايه عشان نوفر على بعض اللف والدوران ده
ضغط على يده بعنف مكتوم ثم ليقول بابتسامه محاولاً التأثير عليها حتي تضعف امامه و تنفذ له اي شئ يطلبة مثلها مثل باقي الفتيات التي تعرف عليهم لكن هي لا يعرف مدخل اليها حتى الان لكنه مصر ويحاول دائما :-
_لمحه أوي يا هاجر مش ممكن معجب اصل بصراحه الصنف بتاعك ما عداش عليا، خصوصا اني بنت تقول لي لا وترفضني بس انا متاكد انك عاوزه بس يومين وانتي اللي هتيجي تتحايلي عليا عشان تخرجي معايا
رفعت حاجبيها لاعلي باستخفاف هاجر بينما تهز رأسها بصرامه قائله:-
_انا ممكن اجي اتحايل عليكي عشان حاجه ثانيه وهي انك ما تورينيش وشك ثاني وريح نفسك اللي انت عاوزه مش عندي ضيع وقتك مع واحده غيري وتكون رخيصه والشغل بتاعك ده بياكل معاها انما انا ما ليش فيه
مسح جواد علي وجهه بغيظ شديد ونظر إليها بحده وهو يقول بنبرة مغتظه :-
_هي في بنت دلوقت ما لهاش في الصحوبيه وجو الخروج و الفسح ما تخليكي متقدمه شويه، ولا شكلك كده في حد ثاني عينك عليه وهو مش معبرك، ايه تكونيش بتحبي
نظرت هاجر داخل عينه بتحدي وقوه هاتفه :-
_ولا انت ولا غيرك انا عندي دلوقت حاجات اهم افكر فيها وهي دراستي اذاكر وانجح عشان اتخرج واتعين ان شاء الله بشهادتي وارفع راس اهلي اللي متعشمين فيا خير، اصل هتبقى عيبه في حقي قوي أنهم بعد ما ربوني وكبروني يكون ده جزاتهم و اخيب واملهم فيا عشان حته واحد انا متاكده انه بيلعب بيا
لتكمل حديثها بجدية شديدة و بصوت فخور ولم تهتم الي ملامحه التي تجمدت بشحوب:-
_وانا ما عنديش حاجه اهم من اهلي يا جواد وريح نفسك عشان انا فاهمك من اول يوم وانك عاوز ايه مني، نفسي اقول لك اعتبرني زي اختك وابعد عني بس انا عارفه انك ما لكش اخوات بنات بس اكيد ليك ام وبتخاف عليها وما ترضاش تتحط في موقف زي ده او حتى في يوم ربنا هداك و اتجوزت ..خليك فاكر دايما دين تدان يا أستاذ جواد.. يا ريت تكون اخر مره اشوفك هنا
شعر بجسده يتجمد أمامها ببرود اعصاب وأخذ يتنفس بهدوء يعاكس النيران التي تشتعل بجسده اثر كل كلمة تنطق بها بينما تخشب لسانه ولم يعرف ولا يستطيع الرد عليها بما يقول؟ لذلك فضل الصمت بينما هي تحركت بكل بساطة وهي تسير بخطوات واثقه ثابته بفخر.
**
بعد ساعات نهض قاسم و دخل المرحاض حتي يستحم وارتدى ملابسه المكونه من بدله انيقه باللون الاسود ليستعد إلي العمل ثم خرج من الغرفه وهبط الدرج و جلس علي طاولة الطعام ليقترب من حورية التي تجلس أعلي المقعد و علي قدمها الصغير تقبل رأسه كل لحظة و الأخري و تطعمه بهدوء ليمرر قاسم يده علي ظهرها صعوداً و هبوطاً و هو يضمها إليه ويقبل طفله بحنان قبل أن يجلس جانبها وهي تنظر نحوه بحب و لم تستطع أن تداري ابتسامتها الواسعة علي حنانه معها و مع طفلها بدأ في تناول الطعام و هي تأكل معه حتي تقدمت هاجر بخطوات بسيطة تضع باقي الطعام أعلي الطاولة لينظر إليها بهدوء و هو يقول بابتسامه:-
_صباح الخير يا هاجر خلصتي امتحاناتك ولا لسه
تراجعت هاجر للخلف خطوتين بعد أن وضعت الطعام من يدها و إجابته بملامح بعبوس:-
_اخر يوم كان النهارده شكرا لسؤالك
رفع قاسم نظراته إليها باستنكار و دهشه مرددا:-
_شكرا ! ده ايه اللهجه دي مالك قلبي وشك على الصبح ليه ايه ما حلتش كويس ده انا مديكي اسبوعين اجازه بحالهم عشان تعرفي تذكري براحتك
تنهدت هاجر بضيق و هي تقول بجفاء:-
_متشكره جدا لي ذوق حضرتك
نظر إليها باستغراب ثم تطلع إلي زوجته رافعاً حاجبه الأيسر لاعلي ليقول بتعجب:-
_هي مالها البنت دي بتكلمني كده ليه زي ما تكون مش طايقه لي كلمه
لم تجيب عليه هاجر بينما ضمت حورية شفتيها تكبح ضحكتها و هي تقول بقله حيله:-
_زعلانه منك عشان زعقتلها الصبح ثاني لما طلعت عشان تخبط علينا وتصحينا، صالحها بقى و بطل كل شويه تزعلها
نظر نحوها مره ثانيه بتفهم علي الفور لتظهر بعينه بها الندم ثم قال بغضب مكتوم:-
_آه هو ده اللي قالب وشك من الصبح يا هاجر ما انتي برضه اللي بتضايقيني كل مره اقول لك بطلي تطلعي تصحينا ما تقربيش من الاوضه خالص طالما طولنا الصبح بالذات لما اكون راجع من السفر
هتفت هاجر بضيق شديد بسرعه مرددة بزعل:-
_يعني الحق عليا بفكر حضرتك بـ ميعاد الشغل ما انا هعرف منين ان حضرتك صحيت ولا نايم؟ بفتكر راحت عليك نومه ونسيت معاد الشغل، ما انت برده لو راحت عليك نومه فعلا وما صحيتش بدري هتطلع وتزعقلي عشان ما طلعتش وخبطت عليكم
نظر إليها بغيظ و هو يتمتم بغضب بوقاحه :-
_مش محتاجه فقاقه افهمها من نفسك تعبان و وراجع من الشغل عاوزه استريح مع مراتي شويه لوحدنا
شهقت حورية بصدمه من جرأته وقد احمر وجهها من شدة الخجل والإحراج لتتحدث سريعاً :-
_هو يقصد يقول لك عاوز يستريح من تعب السفر عشان بيبقى تعبان
هزت راسها هاجر بابتسامه محرجه بشده ثم خفضت حوريه رأسها و هي تتنفس بهدوء مصتنع لتقول بحده:-
_بس يا قاسم حرام عليك اللي انت بتقوله ده ما توضح لها احسن بنعمل ايه؟ لسانك على طول مسحوب منك كده في قله الادب امسكه شويه عيب كده
مط شفته بعدم مبالاه وقال ببساطة كأنه لم يفعل شئ محرج بل زاد في أحرجها مرددا بعدم أكثر:-
_يا اختي اتنيلي انتي كمان والله هتلاقيها فاهمه وبتستعبط، ولا اقول لك خلينا نوضح لها احسن عشان تحس على نفسها وتبطل تضايقنا وتقطع علينا الـ..
وضعت يدها بلهفه شديدة فوق فمه حتي يصمت وابتلعت ريقها بخجل شديد و هي تتنحنح حتي تستطيع أن تخرج نبرتها عادية وهي تقول بهمس:-
_بس يا قاسم اسكت ابوس يديك.. احم خلاص يا هاجر حقك عليا انا واسمعي كلامه وما تقربيش من الاوضه وانا بنفسي اللي مسؤول عن صحيانه قدامك أهو ولو راحت عليه نومه هيكلمني انا
هزت هاجر راسها لها بامتنان شديد متحدثة باقتضاب:-
_تمام يا مدام حوريه حضرتك ما لكيش ذنب برده ولا بتزعقي لي زي ناس كل يومين
عقد حاجبيه بغيظ شديد عندما وجد هاجر مزالت تقف أمامه بعبوس في انتظار ان يعتذر هو! فرك وجهه بيده بحدة و هو يقول بتنهيدة طويلة :-
_اسف يا هاجر خلاص كده تحبي اقوم وابوس على دماغك عشان ترتاحي كمان
هزت هاجر رأسها بنفي سريعه و هي تنظر إليه تزفر بارتياح و هي تقول بابتسامه واسعة:-
_لا ما فيش داعي مش للدرجه دي ،انا تقلبت الاعتذار خلاص وهاروح اعمل لحضرتك القهوه.. عن اذنكم
اتسعت قاسم حدقته بصدمة وغيظ وهو يراها تركض أمامه بخطوات واسعه ليقول بصوت مغتاظ:-
_شوف البنت كمان لسه ما عملتيش القهوه غير لما اعتذرت ليها
نظرت حورية إليه بعيونها تشع غضب شديد لتقول بحنق وضيق شديد وهي تنهض تضع طفلها جانبها في كرسي مخصص له:-
_احسن وتستاهل اكثر من كده كمان عشان كذا مره اقولك امسك لسانك واسكت مش لازم تتخن صوتك وتفضحنا في البيت كله اول ما اي حد يقرب من الاوضه
عقد حاجبيه باستخفاف وهو ينهض ليقترب منها لينظر إليها بجراءة و هو يقول بتحدي:-
_ما كان على قلبك زي العسل امبارح لدرجة أني حسيت ان انا قصرت معاكي وقلت مش هبعد غير لما اصلح غلطتي دي معاكي.. و دلوقت بعد ما اخذتي غرضك مني بقيت وحش
جزت علي أسنانها بعدم استوعب وهي تهتف بشراسة:-
_تعرف قله الادب عندك بقيت عماله تعلى كل يوم عن يوم أنت بتسهر مع مين يا قاسم و فسد اخلاقك كده أعترف
امسك بخصرها يحتضنها يرفع عن مستوي الأرض و هو يقول بهمس محب بمكر :-
_يا حبيبتي من غير ما اسهر مع حد كفايه اكون معاكي لوحدنا انتي بتفسديها لوحدك ومش محتاجه مساعده كمان
هزت رأسها بيأس شديد مبتسمه رغم عنها و هي تحاول التملص منه لتنزل الي مستوي الأرض بقدمها تهتف بغيظ:-
_انا كلمتك انت هتجيبها فيا دلوقت، يا حبيبي انت بتتلكك و مش محتاج حد يفسدك اصلا
وضع يده علي جانبي خصرها مره ثانيه جذبها إليه و هو يلاعب حاجبيه بمشاكسة قائلاً بعبث :-
_شوفتي اديكي اهو بتجرجريني للرذيلة من غير حاجة وبتسبلي لي بعيونك الحلوه وانا لما بصدق بصراحه
ضحكت بصوت عالي و هي تدفن رأسها برقبته و هي تقول من بين ضحكتها :-
_يا روحي انت مش محتاج حد يجرجرك لي الرذيلة انت بتتلكك لوحدك عشان تروحلها.
بعد فترة قصيرة رحل قاسم وتركها مجبور إلي العمل بوجه محتقن بعبث وظلت تضحك بخفوت عليه حورية وعلي منظره وهو يبدو مثل الاطفال الصغار التي لاول مره تذهب الي الحضانه وتترك حضن والدتها.
دلفت حورية المطبخ وهي تضع أطباق الطعام فوق الرخام ثم التفتت لتجد هاجر مزالت تصنع القهوة الخاصه بـ قاسم لتبتسم حورية قائله بهدوء:-
_خلاص يا هاجر اطفئ على القهوه قاسم اصلا مشي اتصلوا بي من الشركه وقولي له لازم يكون موجود دلوقت ويمضي علي ورق مهم بنفسة
نظرت هاجر نحوها بدهشة ثم هزت راسها بضيق من نفسها وأسف فهي السبب في التأخير وأنها لم تلحق تعطيها له لتقول بقله حيله:-
_ماشي تمام انا هبدا دلوقت في تحضير الغداء تحبي حاجه معينه
وقفت حوريه تفرغ الاطباق من بواقي الطعام إلي أطباق بلاستيك تغليف ثم ابتسمت وهي تجيب عليها تتجه نحو الثلاجة مرددة:-
_لا حضري العشاء على طول واعملي حساب اونكل جمال هو اتصل بي قاسم الصبح وقال انه هيجي بالليل على الساعه سبعـ.
صمتت حورية فجاءه الا ان الدوار هاجمها فجأه فترنحت لتهب هاجر إليها وهي تاخذ عنها الاطباق بسرعه تضعها فوق الطاولة واقتربت منها تسندها وهي تقول بلهفه:
_مدام حوريه انتي كويسه مالك
أغمضت عينها بتعب شديد و هي تقول بصوت منخفض:-
_مش عارفه فجاه دوخت
مررت هاجر يدها على وجهها تمسح العرق البارد عنها بقلق شديد لتهتف بسرعه:-
_تحب اتصل بقاسم بيه و اقول له ولا اطلب دكتور على طول يجي يشوفك باين على حضرتك تعبانه اصلا وشك مخطوف واصفر
هزت راسها حوريه برفض بسرعه و مشت خصلات شعرها باصابع يدها و هي تقول بوهن:-
_ولا ده ولا ده انا كويسه يا هاجر تلاقيني بس دخت عشان ما نمتش كويس طول الليل اسامه مجننا مش راضي يضبط نومة
أغلقت حوريه عينيها وهي تشعر بالدوار يهدء وكانت هاجر تراقبها بتوتر شديد لتقول بخوف:-
_طب مش هيحصل حاجه لو الدكتور كشف عليكي نتاكد من دلوقتي افضل، انا هتصل بقاسم بيه يبعت دكتور بسرعه
مسكت حورية يدها تمنعها من التحرك وهي تبتسم بضعف:-
_قلتلك لا إياكي يا هاجر تتصلي عليه ولا لما يجي تقولي له حاجه، هيسيب كل اللي في ايده ويجي علي طول هنا، خليه مركز في شغلة احسن وبعدين قلتلك انا كويسه ما تقلقش عليا هطلع ارتاح شويه فوق ولما اصحي هبقي كويسه.
**
بعد مرور يومين.
دخل جواد الي القصر بوجه شاحب متعب فهو ظل يقود سيارته عدد ساعات دون هدف محددة حتي شعر بالتعب ليرجع وهو يتقدم بخطوات بسيطة نحو والدته و والده عصام الذين يجلسون بالصالون ومن الواضح أنهم يتحدثون عن شيء بصوت منخفض باهتمام وعندما لاحظت ناريمان دخوله التمعت مقلتيها بحماس وهتفت بابتسامه واسعة:-
_تعالي يا جواد كويس انك جيت كنا لسه انا و ابوك بنتكلم عنك واحنا بنزور عمك لطفي شفنا بنته بس ايه بنت جميله ومؤدبه قوي
تقدم دون النظر إليهم و ألقي جاكتة جانبه وجلس وهو يهتف ببرود وعدم مبالاة:-
_وانا اعمل لها ايه
زمجر عصام بغضب وهو يقول بصوت حاد:-
_يعني ايه تعمل لها ايه ما فهمتش يعني قصدنا يعني تتجوزها وتروح تتقدم لها ولا مش ناوي تتلم بقى في بيت بدل الصرمحه دي على طول
صمت جواد ولم يجيب عليهم لتهتف ناريمان بصوت صارم وقد التوت شفتيها بابتسامه ساخره:-
_ما ترد علينا هو احنا بنكلم نفسنا مالك حالك مقلوب ليه كده من ساعه لما رجعت من بره وجبنا لك سيره الجواز
اجابها بهدوء يعاكس الغضب و الضيق الذان يلتمعان بعينيه:-
_بجد لاحظتوا أخيرا اللي انا مش كويس ولسه فاكرين ان ليكم ابن تسالوا عليه اصلا
زفرت ناريمان بحنق عندما رأت الرفض المرتسم علي وجهه لتعتقد سبب غضبه هذا عندما عرضت عليه أن يجب أن يتزوج لتهز رأسها بعدم اهتمام قائله:-
_كل ده عشان جبنالك سيره الجواز طب ولا تزعل اتفضل انت اختار بس تختاري واحده عدله وكويسه مش من اللي بتسهر معاهم وتتسرمح لحد اخر الليل دول لما ما ينفعوش لجواز
صمت جواد قليلًا منهم وهو يجز علي اسنانه بغيظ شديد بينما نهض يراقبهم ثواني شاعراً فجاه بانقباض وألم حاد بصدره عندما شرد في حديث هاجر وهي تتحدث عن عائلتها بحزم و اهتمامهم بها رغم أنها من طبقة فقيرة لكنها من الواضح وهي تتحدث عنهم وعن خوفها الشديد عليهم في أن تخيب أملهم فيها فهي من الواضح قد حصلت على اهتمام كبير و رعاية منهم عكس ما يشاهده الآن من عائلته رغم توفير كل شيء متاح له لكن فقد أهم شيئا وهو الاهتمام منهم الذي فازت به هاجر نعم ذلك الفتاه الفقيره يحسدها علي تلك العائله و الاهتمام الذي حظت به، ليهتف لاول مره وهو يشعر بالاشمئزاز منهم بصوت مخنوق عالي:-
_ولما هم ما ينفعوش لجواز بتسبيني ليه اعرفهم واصاحبهم واكسر قلبهم بعد كده لما ازهق منهم و اسيبهم .. ده حتى لو واحده قريبه صاحبتك وانتي عارفه انا بعمل ايه معاها و جاءت تشتكي بتعملي نفسك ولا كانك سمعتي حاجه وتسيبيني مكمل في القرف ده
عقد عصام حاجبيه بدهشة مما يقوله بينما ناريمان هاتفة بشراسه و عينيها تلتمع بغضب :-
_في ايه يالا انت بتكلمني كده ليه؟ و بتزعقليني دلوقت عشان انت فاشل بتتصرمح مع البنات ،هو انت صغير طب ما تبعد عنهم هو احنا اللي بنقول لك روح صاحبهم وسيبهم لما تزهق
اغمض عينة بضيق شديد وتراجع الي الخلف عدة خطوات وهو يقول بفحيح لاذع و تعبيرات الألم والخزه مرتسمه فوق وجهه :-
_ما هو انا اكيد ما طلعتش فاشل من نفسي وياترى ده حصل بفضل مين فيكم؟ أنتم كنتم لما تسمعوا اي حاجه عني انا ولا جاد قبل ما يموت طالما مش بتاذيكم وبعيد عنكم تسيبونا ولا تسالوا عننا ..زي ما بتعملوا معايا دلوقت ولا في دماغكم.. واحد بيدور ازاي يكبر شركته ويجمع فلوس و حضرتك كل اللي يهمك مظهرك قدام الناس وازاي تجيبي حق جاد
ثم ابتلع جواد تلك الغصه التي تشكلت بحلقه مغمغماً بيأس بينما الالم الذي لايزال يقبض عليه بقسوه يكاد يمزقه روحه من عدم اهتمامهم إليه مطلقاً:-
_انا بقى لي يومين اصلا بره وسايب البيت ولا حد منكم فكر ولا لاحظ عدم وجودي من الأصل ..ولا حد منكم بيدور عليا ولا في مره قعدوا معايا نتكلم مع بعض أن شاء الله حتي مرة فى حياتى واتعامل كبنى ادم مش ورقة بتلعبوا بيها عشان مصلحتكم انتم الاثنين
شحب وجه ناريمان و عصام فور سماعه لكلمات أبنها لينظرون إلي بعض بذهول وصدمة من حالته و كلماته لتنهض ناريمان بغضب قائلة بحده:-
_كل الاسطوانه دي عشان بنقول لك عايزينك تتجوز وتتلم في بيتك ..وخروجتك الكثيره دي انا ياما انا وابوك اتكلمنا عنها وانت مش بتسمع الكلام ولما تتاخر بره بفتكرك مع حد من صحابك مش بابقى مش واخده بالي زي ما انت مفكر ..كل ده عشان عاوزه افرح بيك واشوف لي حفيد قبل ما اموت انا خلاص ما بقيليش غيرك، جاد ومات ما فاضليش غيرك و...
قاطعها جواد صائحاً بقسوه و عينيه تلتمع بالإزدراء:-
_يووووووه هو انتي مفيش حد في حياتك غـيـر ابـنـك جــاد ايــه ما خلفتيش غيره طول الوقت معاه هو و كل اهتمامك لي حتى بعد ما مات وأنا ولا هنا ولا في دماغك أصلا ويوم ولما بتفكري فيا عشان مصلحتك عشان عاوزه حفيد لي العيله وهي فين العيله دي اساسا
انتفضوا علي صوت صراخة وهما لا يعرفون ما به وما أوصله لتلك الحالة فجاءه ثم ارتفعت ضحكة جواد الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بعدها وهو يصيح بعصبية شديدة:-
_هو انتم مش واخذين بالك ان احنا وجودنا مع بعض زي عدمه موجودين ولا حاسين ببعض اذا كنا كويسين ولا لا .. وكل ده ليه بسببكم انتم الاثنين عشان كل واحد ملهي في دنيا غير التاني
صمت قليلًا وهو يتنفس الصعداء بصعوبة وقوة وهما صامتون بتراقب و ذهول مما يسمعون جعلهم في صدمه كبيره ثم تحرك جواد يتوجه ناحية الباب مغادرا بخطوات عنيفة لكنه توقف فجاه التفت لهم صائحاً بصوت عالي غاضب ارتجل له ارجاء القصر وهو يردد بسخرية والم:-
_و في الاخر جايين تلومه حوريه عشان قتلت جاد بس الحقيقه انتم اللي قتلتوه الأول مش هي باهمالكم.
**
هبطت حورية علي الدرج بخطوات غاضبه ثم فتحت باب مكتب قاسم واغلقت باب المكتب بهدوء متوقفة عدة لحظات تراقبه حيث كان لايزال يصب كل اهتمامه بالاوراق التى امامه منذ أن وصل من الخارج حتي لم يتناول الغداء معهم اليوم بسبب كثرة العمل و دلف بعدها المكتب أكثر من خمس ساعات وهي تنتظرة بالاسفل بفارغ الصبر وعندما لم يصعد هبطت هي لتراه، كانت حورية تقف لمقابل لمكتب قاسم تراقبه و هو مندمج فى عمله بعينين تلتمع بشغف لكنها اخفضت عينيها عندما رفع رأسه نحوها باستغراب قائلاً بهدوء:-
_خير يا حبيبتي عاوزه حاجه
انتفضت حورية تقترب منه تهتف بغضب شديد:-
_طب كويس انك لسه فاكرني من ساعه ما جيت من بره وانت حابس نفسك هنا مكالمات وشغل طول الليل.. هو حتى الشغل هنا يا قاسم المفروض تيجي هنا تستريح وتفصل وتخليك معنا
نظر إلي الساعه الذي بيده وهو يعقد حاجبيه هاتف بأسف:-
_معلش يا حبيبتي في حاجه مهمه بس باراجعها ونصف ساعه بالظبط وهتلاقيني وراكي على طول.. اطلعي انتي ارتاحي فوق وانا هخلص واجي وراكي على طول
زفرت بضيق شديد و بنفاذ صبر ثم اتجهت نحوه بخطوات سريعة حتى وصلت الى مكتبه ثم اقتربت منه بشده و رفعت نفسها حتى اصبحت تجلس أمامه فوق المكتب الذى دفعته للخلف قليلاً كان قاسم يراقب ما تفعله بعدم فهم يتطلع اليها بدهشه متمتماً بضيق:-
_حوريه انتي بتعملي ايه
لم تجيب عليه لكنها اقترب أكثر و جلست على ساقيه محيطه عنقه بذراعيها مقبلة وجنتيه بخفه اتسعت عينا قاسم بذهول وصدمة وتخشب مكانه من جرأتها عندما اخذت توزع قبلاتها ببطئ فوق وجهه مما جعله يغمض عينه بقلة حيلة متنهد تنهيدة طويلة لتسرع حوريه في قبلاتها بعمق شديد وكثير تنحنح فجاه بصوت اجش عندما أبتعدت عنه ببطء شديد ترفع عيناها نحوه وهي تبتسم بتحدي:-
_بعاقبك يا روحي عشان بعد كده تحرم تقول لي على حاجه لا! وتطنشني وتتجاهلني اكثر من خمس ساعات بحالهم ينفع كده
نظر لها عدة لحظات متأملاً اياها و عينيه تلتمع بالشغف قبل ان يقوم بوضع يده خلف عنقها يثبت رأسها متناولاً شفتيها فى قبلة نهمة حارة تأوهت امام شفتيه مما جعله يعمق قبلته اكثر متناسياً العمل مطلقاً وبدأ يبث احتاجه لها لتبادله هي الاخري قبلته تلك بشغف تأوهت بصوت منخفضاً عندما اخذ يعمق قبلته محتوياً جسدها الضعيف بين ذراعيه جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر بينما اخذت دقات قلبهما تزداد بجنون ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع رأسه ببطئ سانداً جبهته فوق جبهتها و صدره يعلو وينخفض بشدة مكافحاً لالتقاط انفاسه نظر إليها ليجدها كانت هى مغمضة العينين تلهث بشدة متأملاً اياها عدة لحظات ممرراً يده ببطئ فوق شفتيها المنتفخه اثر قبلته تلك قبل أن ينظر خلفها و يتذكر العمل همس بصوت اجش وهو يكافح لالتقاط انفاسه:-
_لا ما ينفعش طبعا ..ولا ينفع اللي انتي بتعمليه دلوقتي يا حورية خالص ولا هنا
قهقهت هي بسعادة غامرة ترفرف بقلبها المهلك و هي تميل برأسها علي كتفه قائلة بدلال :-
_امال ينفع فين يا حبيبي هاه رد
هز رأسه قاسم بيأس منها ممرراً يده بحنان فوق وجنتها ثم انحنى ضاغطاً شفتيه فوق جبهتها مقبلاً اياها بحنان وهو يحتويها بين ذراعيه قائلا:-
_يا بنت الحلال ابعدي عني انتي لسه من كام يوم كنتي بتحذريني بلاش فضايح في البيت، بالطريقه دي هتخلي اللي ما يعرفش يعرف كده.. انا ماسك نفسي بالعافيه عليكي قدامك دقيقه بالضبط و تقومي إلا ما تلومش الا نفسك
نظرت إليه بعيونها تشع عاطفه جارفة و براءه جعلته يبتلع ريقه بتوتر شديد همهم منحنى عليها ينوى تقبيلها لكنه انتفض مبتعدا عنها بصعوبة بالغة بعد أن كان ملتصق بها ليقف مسد علي وجهها برقة و هو يهتف بحزم شديد مصتنع :-
_يلا يا حوريه على فوق ورايا شغل كثير مهم اطلعى اوضتك ونصف ساعه يا حبيبتي وهتلاقيني قصادك بالضبط
ظلت حورية متجمدة بمكانها عدة لحظات تنظر اليه بعدم تصديق وهو متجاهلة نظراتها المنصبه عليه ثم تنهدت وهي تتحرك بضيق شديد وهى تتمتم بحنق:-
_كده يا قاسم ماشي ما لكش دعوه بيا وإياك تيجي ورايا فوق وتصحيني سامعاني! عشان انا هطلع انام جنب ابني احسن منك
زفر قاسم بحده ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب عندما رأى غضبها وحزن منه لأجل ابتعاده عنها لكن ما اليد حيله فلا يعلم ما الذى يحدث له عندما تصبح بين ذراعيه ثم فجاه أستمع الي صوت ارتطام شئ بقوه شديدة بالارض أنتفض قاسم بذعر شديد و بسرعه التفت لينظر إلي الخلف ليفتح عينه علي مصراعيها بصدمه و ذهول عندما وجد حوريه سقطت بالارض مغمي عليها.
ركض نحوها بلهفة شديد وانزل بركبته أمامها ليأخذها بين ذراعيه وهو يحاول أفاقتها بقلق شديد وقلبة يرتجف برعب عليها لا يعرف ما حدث لها فجاءه:-
_حوريه ..حوريه ردي عليا مالك يا حبيبتي حــوريـه
**
بعد فترة قصيرة....
وقف قاسم خارج الغرفة يستند بجهبته فوق اطار باب الغرفه المغلقة يحاول يستمع الى أي شئ حتي صوتها الضعيف أو تهأوتها المتألمة من الداخل وهي معها الطبيب و هاجر بالداخل لكن لم يستطيع أن يسمع أي شئ أبتعد عن الباب بضيق شديد بينما اقترب منه جمال يجذب إياه بحده قائلا يهمس:-
_يا ابني ما تقعد بقى هتفضل واقف كده كثير ما الدكتور جوه وهيطلع يطمنك دلوقت بطل قلق على الفاضي
صمت قليلًا ثم ليصرخ فجاءة يدق الباب بغضب:-
_طول قوي جوه يا جمال وبعدين ايه اللي حصل لها فجاه كده وخلاها يغمي عليها كده ما كانت كويسه من الصبح
هتف جمال بهدوء وهو يقول بنبرة هادئه مرددا:-
_ولا كثير ولا حاجه هو لحق يكمل ربع ساعه جوه.. انت اللي مستعجل بس وبعدين تلاقي ارهاق عادي من مجهود اليوم مع ابنها وان شاء الله هتطلع كويسه
التفت إليه بحده يتطاير من عينيه الشرر ليقول بصوت عالي:-
_دماغها ناشفه قلتلها بدل المره 10 طالما اسامه بدا يتعبك كده نجيبله حد يهتم بي معاكي ويساعدك بس هي مش راضيه دائما ترفض.. مش قادر تنسى اللي عملته زمان معاه ودائما حاسه بالذنب عشان كده بتتعب نفسها زياده وبتيجي على روحها طول الوقت من غير ما تشتكي
خبط علي كتفه الأيمن بخفه مرادفا بنبرة مطمئنه:-
_معلش اهدي الدكتور هيطلع دلوقت ويطمئنك ما تقلقش.. انا حاسس ان الموضوع ان شاء الله خير وحاجه بسيطه
رفع رأسه إليه وقلبه يخفق بخوف وقلق و هو يقول بضيق شديد بتنهيدة :-
_يا رب يا جمال ..يا رب
في الداخل ارتفعت صيحات الفرح من هاجر فور انتهاء الطبيب من فحص حورية لتسرع فى اتجاه الباب تفتحه وهى تطلق زغروطه بسعادة الى قاسم و جمال المنتظرين فالخارج بقلق ابتسم جمال بسعادة بتفهم بينما اقترب قاسم بلهفة شديد ليقول بعصبية حادة:-
_بتزغرطي علي ايه انتي كمان أنتي اتهبلتي يا هاجر.. انطقي الدكتور قال ايه هي كويسه فاقت ولا لسه
تلاشت ابتسامة هاجر ببلاهه لا تصدق أنه لم يفهم فـ الأمر واضح جدا لتصمت وهي تنظر إلى جمال بتعجب بينما جز قاسم علي أسنانه بغضب شديد قائلا:-
_في ايه مالك متنحه لي كده ليه ما تنطقي
خرج الطبيب من الغرفة بينما هز جمال رأسه مبتسم وهو يقول بنبرة مغزية:-
_لسه ما فهمتش يدهل اغمى عليها وهاجر طالعه بتزغرطي من الاوضه يبقى ايه لسه ما وصلتلكش المعلومه هي عندها ايه
لكن قاسم لم ينته ولا يهتم الي كل ذلك فهو الان يصب تركزة فقط علي صحة زوجته حورية ليصيح بنفاذ صبر بانفعال شديد:-
_هو انا وقت فوازير ما تنطقوا انتم الاثنين انا اعصابي على أخري ايه علاقه الزغاريد بواحده تعبانه ..اقول لكم مش عايز اسمع حاجه منكم من فضلك يا دكتور قولي مراتي مالها
ضربت هاجر كف علي كف وهي تبتسم عليه بعدم تصديق بينما ابتسم الطبيب فى وجه قاسم الغاضب بشده قائلا بعملية:-
_ما تقلقش كده يا استاذ قاسم هي بخير وفاقت كمان محتاجه بس شويه رعايه واهتمام عشان صحتها و وضعها الحالي
اتسعت عين قاسم بحنق شديد من كل ذلك المقدمات ليسأله بعينيه بعدم صبر أن يختصر في الحديث ليومأ الطبيب له قائلا بابتسامة عريضة:-
_مبروك يا استاذ قاسم مدام حوريه حامل
تجمد قاسم مكانه عدد ثواني ثم حرك رأسه لينظر الى الباب الذي فاصل بينه وبين حوريه ببطء عينيه مسلطة فوقه هو فقط لاغير بعينيه كانت تعبير يرتسم فوق وجهه بوجه خالي من التعبيرات ابتسمت هاجر بسعادة لتقول بمشاكسه :-
_ازغرط ثاني ولا هتسالني بتزغرطي ليه
نظر قاسم لها بصمت مزال لم يستوعب بعد لينحنح جمال موجها حديثه لـ هاجر يغمز لها قائلا بمرح:-
_زغرطي من هنا للصبح وروحي باللي الشربات كمان يا هاجر.. مبروك يا قاسم اخيرا القصر هيتملي اولاد و احفاد ونربيهم سوا
رحل الطبيب بعد دقائق وكان كل ذلك يقف فاسم يسمع كلمات الجميع حوله ينظر بوجه خالى من التعبير لا يوضح اى لمحة من السعادة فوق وجهه بل كل ما كان واضح هو غموض يرتسم فوق ملامحه ثم اخذت ضربات قلبه تتقاذف بداخل صدره وهو يكافح لالتقاط انفاس بعيون متسعة بقلق شديد مما هو سمعه هل حقيقة؟
عقد جمال حاجبيه بدهشة واقترب منه يخبط على كتفه برفق لينظر قاسم اليه بصمت وقبل أن يتساءل جمال عما يفكر ليشهق بصدمه و ذهول حين اقترب منه قاسم فجاءة بلهفه شديدة ينحنى يحضنه بقوة حتي حمل جسده بين ذراعيه وأخذ يلف بيه عدد مرات وهو يضحك بصوت عالي بسعادة غامرة و جمال يصرخ بصوت عالي بحزم أن يتركه وهو يضرب علي كتفه بغيظ شديد لكنه لم يستمع له و ظل يدور به أكثر وهو يردد بكلمه واحده (سوف اصبح أب مرة ثانية) وسط ضحكات قاسم العالية بسعادة شديدة كمن ملك السماء بين يديه بينما كانت هاجر تقف بصدمة لا تصدق ما يحدث وهي تشاهد ما يفعله قاسم به جمال وهو يصرخ بغضب وهيجان عليه وهو يطير بالهواء هكذا به، لتحاول كبح ابتسامتها بصعوبة بالغة إلا أنها لم تستطع لتتعالي ضحكات هاجر هي الأخري بالقصر بسعادة.
___________________________________
الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الأخير من هنا
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق