أخر الاخبار

رواية الاميره والمغترب الفصل 50/51/52/53/54/55/56 بقلم آلاء اسماعيل البشري حصريه وجديده

رواية الاميره والمغترب الفصل 50/51/52/53/54/55/56 بقلم آلاء اسماعيل البشري حصريه وجديده 


رواية الاميره والمغترب الفصل 50/51/52/53/54/55/56 بقلم آلاء اسماعيل البشري حصريه وجديده 


- هو اي اللي حصل من شوية ده !! انا مش فاهم حاجة 

قالها منذر بدهشة وهو و يحاول إستعاب ما حدث 

ياسين ببرود : ايه اللي حصل !؟ 🙄

منذر بتعجب : دول شكلهم هيفترسوها يا كبير ! هوما يعرفوها منين ؟؟ 

- انت جبت عربيتك ؟

منذر بدهشة : ايوة ...و  عديت على البنات جبتهم في طريقي ليه؟

- طب سبلهم العربية و المفاتيح و تعال  ...انا رايح المصنع هاوصلك معايا و هأبقى هافهمك في الطريق 


في الحديقة المائية 

يجلس خالد بترقب و هو ينظر الى هاتفه بإستمرار 

القلب بتذمر - يوووه الساعة لسة ما عدتش تسعة و نص حتى !! جاي بدري كدة للحديقة يهبب ايه  ده ؟؟ 

العقل : اومال يقعد في الاوتيل  يعمل ايه ؟ اهو على الأقل هنا فيه هواء نظيف اعرف افكر براحتي 

القلب بتهكم :قال يعني هنا  اللي هتطلع افكار صاروخية ! 🙄..

و النبي تتلهي..😮‍💨

العقل : ما تخرس يا قلب النحس انت الراجل مش ناقص ! 😤

القلب :و انا عملتله ايه ؟؟ ما هي افكارك المطينة هي الي وصلته لهنا....قال حديقة مائية قال🙄😏


العقل :لا و انت الصادق احاسيسك انت الغب"ية .. يعني خلصوا كل البنات عشان رايح تحب في  بنت المدرسة دي ؟ اهو قاعد زي الموكوس مستنيها و هي مش بعيد  تكون لقت كرتون عاليوتوب قعدت تتفرج عليه و نسيت  ان عندها معاد اصلا 😂

القلب : بس و الله ساعات بحس انها هي  كمان بتح...

- هسسس ولا كلمة ..  اوعة تدي الراجل أمل كذاب و تخليه يتشعلق فيه عالفاضي .. 

- و ايه يعني 

- عاجبك حالته قاعد مستني و قلق الدنيا كله في عينيه !! ولا يا عيني مرارة الإنتظار اللي هو فيها دي !! 😥

القلب : بس تنكر إن الأحاسيس دي هي اللي مخلية للحياة طعم  و لون !! ما احنا مش هنعرف طعم الحلو الا لما  نذوق المر صح ؟؟


 عندك مثلا ألم الشوق و مرارة الإنتظار بعد طول غياب  هو اللي يخلي اللقاء احلى  بكثير ☺️... أهو قدامك  صحيح  مستني على نار  و تعبان دلوقت .. بس هينسى كل ده اول ما يشوفها...☺️


العقل  - طب بس بس ...انا لقيتها !!! 

القلب  - خير يا وش المصايب لقيت ايه ؟ 😏

- هي مش كان عندها جهاز تعقب  !! ما نشوفش منه  إن كانت جاية ليه بدل حرفة الد"م دي !!!


- تهلل وجه خالد بأمل   فتح الهاتف و هو يتفحص موقعها و سرعان ما عادت الخيبة لترتسم عليه مجددا و هو يقول 

- لا ...مفيش حركة ...هي في بيتهم لسة 😮‍💨

- ما تستعجلش...الساعة  10 الا ربع بس .. انا من رأيي تفكر هتقولها ايه لما تجي بدل ما انت مستني عالفاضي  كدة 

- يا اخي هو ده وقته؟؟ تجي الاول بعدين الكلام هيجي لوحده

- ايوة و افرض جات !! هيبقى واقف قدامها زي العبي'ط مش عارف ينطق بكلمة! ما هو اللي اتسحب من لسانه و قالها لازم نتقابل عندي كلام كثير !!

- ما تسبقش الأحداث ...خلي الامور تمشي بطريقة عفوية ما تعقدهاش ..كل حاجة هتكون بخير..قول يا رب

- ياااا رب  

خالد مجنووون بجد 🙄😁😂


في سيارة ياسين 

ياسين : انا كنت عارف ان ليليان مش هتتهد عشان كدة عملت حسابي و دورتلها على ناس مناسبة ليها ....اصلك عشان تربي حية زي ليليان  مينفعش تجيب وحدة ست و خلاص ..  لازم تلاقيلها وحدة تربيها ا بدافع...زي جنيفر كدة ...هتخليها تمشي بعد كدة عالعجين ما تلخبطوش

منذر بدهشة : يا ابن الجنية  يا بيه؟؟ يعني  انت مشغلهم مخصوص عشانها !! و انا اللي كنت فاكرك جايبهم بلط"جية نسوان !

ياسين : بس احنا مش بلطجية ولا بنشغل ناس بلطجية يا منذر ...

اي واحد كنا بنجيبه قبل كدة كنا بنضبطه عشان بس ناخذ منه معلومات توصلنا للي وراه .. بس احنا مش مهمتنا نحاسب حد ..البوليس هو اللي هيعاقبهم بعد كدة و لو اني اشك في كدة ..


عندك كامل ده  ...واحد مغ"تصب و بلطجي و ليه سوابق ...لو بلغنا عنه و دخل السجن إيه اللي هيحصل ؟؟ ولا حاجة ..هيلاقيله محامي شاطر و مش بعيد يرشي القاضي و هيئة المحلفين 

هيدخل السجن سنة او اثنين في تكييف و اقامة مريحة ولا كإنه في أوتيل 3 نجوم  .. و يطلع تاني 


ولا ليليان ...وحدة حق"يرة   من غير أخلاق بتستعمل جس"مها في كل موقف تقع فيه ... تعتقد ان السجن هيربيها؟؟ لا طبعا ... هتشتكي عليها  و تقدم ادلة و اثباتات زي تسجيلات الكاميرا دي ...تقوم تقضي لها ليلة حلوة  مع محامي شاطر يطلعها منها زي الشعرة من العجين... و مش بعيد يقلبوا الطربيزة عليك و يطلعوك  انت الغلطان ... ده غير سمعتك اللي هتتمرمط مع المحاكم و أقسام البوليس .... يعني القانون هنا  في كندا مش بينصف حد مظلوم يا منذر ..ولا بيخلي الظالم يتعاقب بجد ...و الدليل على كدة عصابات الما"فيا اللي مالية البلد. ..بقى كل واحد بياخذ حقه بطريقته 


منذر : صح معاك حق في دي 😥

ياسين :  احنا ناس لينا وزننا  و اسمنا النظيف في السوق  يا منذر ما ينفعش كل شوية نشوهه بقصص تافهة زي دي مش كدة !!

منذر : صح 

ياسين :و الست دي مفترية كانت لازم تأخذ علقة محترمة  عشان تتربى بعدها هأبعثها عالسجن من غير ما اسمي يبان  أصل بلاويها كثيرة ...يعني دي قطرة في بحر

منذر : فهمتك يا بيه ...دلوقت اكتملت الصورة 

ياسين :  اوعة تفتكر اننا ظلمة يا منذر ... احنا سبب بس 

- سبب ازاي  يا بيه 

 النسوان دول ضحايا ... انا عملت فيهم خير لوجه الله - 

منذر يضحك : خير كمان . !!

-  ايوة خير ...اهي عندك جنيفر ...انت حكمت عليها مجرد ما شفت الملف انها مد'منة و كدة بس هي  مجرد زوجة مفروسة كانت محتاجة بس تطفئ نار قلبها اللي قايدة دي ..بسبب خيا"نة جوزها خسرت شغلها و تعبت نفسيا و اتدمرت  حياتها كلها 


 اهي العلقة دي بقى هتغنيها عن عشرين جلسة علاج  و ادوية إكتئاب و الهراء النفسي  ده...اول ما هتطلع من المخزن ده  هتقفل الصفحة دي بعد النهاردة و تعيش  حياتها بشكل طبيعي جدا و مش بعيد تحب تاني و تنسى الوا'طي اللي خانها و خلاها تتعقد من الصنف خالص 

منذر : طب جنيفر و فهمناها .. كايث ايه علاقتها ؟؟

ياسين بضحك : ماهي كايث كمان وحدة غلبانة عندها عقد الدنيا كلها ..اتربت في دور رعاية و أمها موجودة بسبب اللي اسمها لينور دي ...هي بس  كانت محتاجة  وحدة  اسمها ليلي تطلع فيها كل الكبت اللي كان عندها بسبب الثانية اللي انت"حرت و ما عرفتش تن"تقم منها ...و أهي كمان بعد كدة هتخف و تبقى زي الفل .. و مش بعيد تبطل رياضة مصارعة و تتستت كمان 😂

- بصراحة معاك حق يا بيه...شغلهم لا يعلى عليه  كفاءة و أداء عالي ..و فوق كدة نزاهة و  ثقة خصوصا جنيفر.

تذكر منذر شيئا فقال بقلق : بس انت مش خايف يقت"لوها يا بيه ؟؟؟

- لا هوما بس هيربوها ...

- متأكد؟؟ 

- لو مكنتش متأكد من كدة مكنتش سبتهم لوحدهم معاها ..انا مش قا"تل ..و بصراحة وحدة زي ليليان دي تستاهل التأديب اوي ..ولا أنت ايه رأيك يا منذر  ؟؟ 

- صح معاك حق . .دي حتى حاولت امبارح مع سامح و مصطفى لولا انهم ناس عينهم مليانة كانت قدرت تأثر عليهم . 

ياسين : مش قلتلك حية ؟؟ يالا احنا وصلنا المصنع..


في احد الاماكن المهجورة

يجلس دانيال منتظرا مع رجاله حين رن هاتفه

- من المؤكد انه هو 

اجابه على إتصاله : أنا جاهز...ما الخطة ؟؟ 

إيهاب : إسمعني جيدا ..


في الحديقة المائية 

تعدت الساعة الحادية عشر و هو لا يزال ينظر بيأس إلى هاتفه و يرى تلك البقعة المشيرة إلى موقعها لا تزال ثابتة في مكانها 

العقل  - الظاهر كدة انها مش جاية .. 😔

القلب - ليه بس التشاؤم فاضل نص ساعة كمان 

العقل  -يا ناصح  المسافة أصلا من بيتهم لهنا تاخذلها ساعتين  هتستنى اكثر من كدة ليه ؟؟ هتركبلها  جناحات مثلا و تطير  بيهم على هنا  في عشر دقايق ؟؟جرى ايه يا خالد  ما تلم الباقي من كرامتك و تمشي بقى ...كفاية  مشي  ورا القلب الغب'ي ده ؟؟

القلب  - لا هيستنى كمان عشر دقايق 😤


العقل:  طب انا عندي فكرة حلوة ...كان فيه أغنية حلوة لحسين الديك ولا ابوه علي الديك ولا مش عارف مين فيهم ...المهم ..ما تجي نغنيلها لحد ما توصل !!😁🤔

ناطر بنت المدرسة مستني ويلي مستني

صرلي ع هالحالة زمان يا دلي ويلي يا دلي

ما طلو اغلى حبابي يا خلي ويلي يا خلي

ما عاد فيني اتحمل اشواقي ويلي اشواقي 

ناطر تتمر النسمة و أسالها عنها  و اسألها   


                  خالد   هو يهمس مع نفسه بصوت خافت : اوووف بقى منك و من سماجتك يا اخي ! معقولة عندك مزاج تغني في وضع زي ده !!  😤😤

- ما هو ده انسب وقت للأغنية .. لإنك....

- قلتلك إخرس صدعتني مش عايز أغني 😤!!  اقولك 😡؟؟ انا خلاااااص جبت آخري 😤...انا  هأمشي 

- ماشي رايح فين بس يا عم إستنى كمان خمس ...دقائق ! 😕

- ولا حتى خمس ثواني 😓... انا مش مهزق عشان أستنى اكثر من كدة.... واضح  جدا  انها مش جاية ... انا شكلي بقى ز'بالة قدام الناس كلها ...كان يوم أغبر يوم ما سمعت كلامك يا وش النحس 😤


إستدار بضيق كي يخرج من الحديقة  فوجدها تقف خلفه بخجل  : آسفة اتأخرت شوية 

خالد : احم ...ولا يهمك 😳

قالها خالد بإرتباك و هو ينظر الى مظهرها الذي قلب كيانه  رأسا على عقب في  بضع ثوان فقط  !


وصلت الطبيبة الى القصر و توجهت الى غرفتها 

كانت مستيقظة تنظر بضياع 

الدكتورة : صباح الخير يا أميرة ..

أميرة : لا رد 

الدكتورة : انا اسمي داليا و انا هنا عشان نتكلم شوية لو سامعاني ارمشي بس رمشتين

رمشت أميرة مرتين فتهلل وجه الطبيبة و قالت بصوت خافت : معنى كدة ان صدمة امبارح  حفزت الدواء و فوقتك ... الحمد لله كدة شغلي هيبقى اسهل ☺️

الطبيبة : أميرة انتي مش مطلوب منك تتكلمي .... انتي عليكي تسمعيني و بس ..  اعتبريني صديقة ليكي ☺️ لو موافقة  اتكلم معاكي شوية ارمشي مرة

رمشت أميرة مرة 

الطبيبة بإبتسامة : هايل ..يبقى نبتدي بقى ☺️


عند خالد 

 لقد تعود عليها بلباس المدرسة النظامي أو بسراويل الجينز و السترات الجلدية مع الأحذية الرياضية  ..شعرها  المموج و المسرح بشكل فوضوي  و المربوط على هيئة ذيل حصان دائما ...


لكنها الآن تبدو ... مختلفة  تماما !! 😳

تبدو ...اكثر اناقة ...اكبر  سنا !! 

 تضع لمسات من الميكب مع انها خفيفة جدا لكنها  جعلتها تبدو شهية كقطعة حلوى

 ترتدي فستانا زهريا لائم لون بشرتها البيضاء الصافية و فوقه سترة كلاسيكية أنيقة بيضاء  تمسك بيدها حقيبة زهرية  ، تلبس  حذاءا ابيضا بنصف كعب و تصفف شعرها بطريقة  رائعة و هي تترك له العنان لينسدل على ظهرها و تترك غرة تنسدل على  وجهها 

مظهرها الجديد جعله مشدوها ينظر إليها بإعجاب  بلا وعي 

منه بطريقة أربكتها للغاية 


حاولت التخلص من هذا الموقف المحرج و قالت   بتساؤل

و هي  تنظر إلى هاتفه : انت كنت بتكلم حد ولا ايه !! 🤔


افاق خالد من توهانه و قال بإرتباك : حد مين  !! لااا ماكنتش بأكلم حد ..لا قصدي.. ثم قال بتذكر: ااه  كنت بأكلم واحد صاحبي في التلفون ..😰

نظر الى هاتفه ليجد موقعها ثابت في منزلها 

فقال بدهشة : انتي جيتي !! يبقى الكوت..


العقل: هسسس ولا كلمة هتفضحنا !! كوتشي ايه الله يخرب بيت ابوك !  😤

القلب : ظلمت البنت يا غ"بي ..عمال تراقب في الكوتشي بقالك ساعة ...هي دي الافكار اللي طلعت بيها من الهوا النظيف !! روح يا شيخ الله يكسفك 😡

العقل: الله ؟ و انا مالي 😓!؟  منك لله يا شكري انت اللي اقنعته ان الكوتشي ده هو المفضل عندها و مش يتلبس غيره لإنه مريح !!


نظرت سحر بخجل الى الساعة فإنتبه أخيرا و قال 

 - أسف خليتك واقفة ..تحبي تتمشي ؟؟

سحر بخجل: بصراحة  الحديقة مداخلها كثيرة تعبت من اللف  لحد ما لقيتك ...عايزة اقعد شوية 

خالد بتعجب: ما اتصلتيش ليه بدل اللف ؟؟

سحر بإحراج : احم..بصراحة ما معيش رصيد..من لما حصل اللي حصل و ماما مزنقاها معايا جدا .. اصلا هي السبب في اني اتأخرت..

توجها الى احدى المقاعد الخشبية الموجودة تحت ظلال الاشجار  الكثيفة 

- اتفضلي .

جلست سحر و خالد  من خلفها ينظر الى مظهرها  بذهول 

انتبهت الى نظراته التي كانت  تتفحصها فقالت بخجل 

- هو فيه حاجة مش مضبوطة في شكلي ؟؟ 


قال خالد بإحراج و هو يجلس أمامها : لا ..مفيش حاجة ..انا بس مش متعود على المظهر ده ..  

القلب : ما تقولها طالعة زي القمر يا غبي 😤

-هسسس اخرس خالص مش عايز حد فيكم يتدخل 

إبتسمت سحر بخجل: متعود على الكوتشي و البنطلون ..ماهو مش معقول هألبس كوتشي المدرسة و انا رايحة على حفلة عيد ميلاد!  😌ماما كانت هتشك ..😑


همس خالد مع نفسه  بتذكر : عيد ميلاد !!! ااااه ...انا ازاي نسيت ده ! 

القلب مخاطبا العقل :شايف آخرة تفكيرك ايه ؟! تفووووه على افكارك الز"بالة يا معفن 😤


 

في تلك اللحظة رن هاتفه ..نظر إلى الرقم و لم يجب ثم وضعه على المقعد  و هو يقول : مش مشكلة ..أهم حاجة انك جيتي ☺️

سحر بخجل : انت قلت انك عايز تقابلني عشان عندك كلام تاني اتفضل سامعاك 


رن هاتفه ثانية فنظر اليه بتذمر و همس في نفسه : هو ده وقته !! ده انا حتى مش قادر اتلم على نفسي  حاسس هيغمى عليا من حلاوتها "  

لمحت سحر المتصل و قرأت إسم إيلينا فإنقبض قلبها بشدة 

 لم يرد خالد  على الهاتف ثم اجابها بشكل عملي 

- يعني احنا ما اتعرفناش بشكل كافي ...عشان كدة كنت حابب نتعرف اكثر ...

سحر بتذمر و قد شغلها اسم المرأة  :  قلت نتعرف ! 😏

شعر بضيقها فقال بإرتباك :ايوة .. احنا مغتربين في بلد في بلدنا ..أكيد هنحتاج بعض ف انا قلت يعني .... 


في تلك اللحظة رن الهاتف للمرة الثالثة و كانت نفس المتصلة 

لاحظت سحر توتره و عدم رغبته في الرد مما اشعرها بالإستياء و الغيرة الشديدة : مش هترد عالتلفون ؟؟ شكله أمر ضروري و الا مكانوش يتصلوا كل ده !! 🙄😒

خالد : مش ضروري و لا حاجة .. ثم همس في نفسه : ماهو انا لو رديت أكيد هتفقسني...مش باعرف اخبي عنها حاجة أبدا ! خصوصا لما تتعلق بالنسوان 😓

سحر : لا معلش رد يمكن حاجة مستعجلة 😒


نظر الى الهاتف بضيق ثم أجاب  : الوو 

-عيد ميلاد سعيد  حبيبي 🥰...كل عام و انت بخير .. 

- شكرا لك  غاليتي ..قد رأيت رسالتك ليلا 

-  حقا !! ظننتك نائما .. لماذا لم تجيني إذن ؟؟ 😕🤨

- كنت سأنام بالفعل و قلتِ ستتصلين  لذا ارجأتُ الأمر 🙄 للصباح 

-حسنا و ها انا قد اتصلت بك مرارا لماذا لم ترد ؟؟ 

- لأني الآن منشغل قليلا  ..سأكلمك حين انتهي من عملي .

- لكني اتصلت بمكتبك حين لم تجب عن اتصالاتي الأولى و قال كرم انك في اجازة !! 

خالد بإرتباك : احم ..حسنا أنه .. يتعلق الامر  ب...لقد كلفني ياسين  بمهمة اخرى .. و كرم لا يعلم عنها شيئا لهذا فقد .. 

قاطعته بحماس : يتعلق الامر  بفتااااااة !!! أيها الشقي لماذا لم تخبرني ؟ انت في موعد  معها الآن أليس كذلك !! تحتفلان بعيد ميلادك معا !! 😍 طبعا كيف لم أنتبه للامر!☺️

خالد بإحراج : إيلينا ...الامر ليس كذلك ..


لم تكن  سحر تفهم ما يقول لكن ملامح وجهها  تبدلت فورا حين سمعت إسم إيلينا و نظرت الى وجهه الذي شحب فورا حين نطق الإسم  

 أجابته إيلينا بصوت عال 

- بلاااااا.. منذ ان كنت صغيرا ترتبك كل ما تعلق الامر بفتاة .. اخبرني... هل هي جميلة !! 😁 منذ متى تخرجان سويا ؟!


نظر  خالد بتوتر إلى  سحر التي كانت تشعر بأن سگينا  ثلما قد غرز في صدرها... و هي تسمع صوت إمراة  وتحاول جاهدة أن تخفي ألمها لحظتها

لا تدري لماذا شعرت بأن عليها أن تثبت وجودها في حياته في تلك اللحظة فقالت بصوت عال تحاول أن تسمعها إياه  : ده ألماني مش كدة؟ 🤔


أومأ خالد بالإيجاب و هو يهمس  لها بينما  لا يزال يتكلم مع إيلبنا : ايوة ألماني

 قالت إيلينا بحماس بعد ان  سمعت صوت سحر  :خلوووودي  أنت حقا مع فتاة !!  و هي مصرية أيضا  ؟؟ ارجوك لا تفسد الأمر هذه المرة عزيزي ☺️

خالد بإحراج : إيلينا  من فضلك سأكلمك لاحقا و سأخبرك بكل شيء ارجوكي اقفلي الخط 😥

إيلينا  : لن اقفل حتى تعدني بأنك ستخبرني بكل شيء حيالها 🙄

خالد بقلة حيلة : حسنا أعدك 😔

إيلينا بحماس : حسنا ساتركك الآن ...أستمتع بوقتك عزيزي 

أحبك 🥰Ich liebe dich 

خالد : انا ايضا أحبك 😥Ich liebe dich auch


أقفل الخط و هو يبتلع ريقه بصعوبة من الموقف المحرج و لم ينطق بكلمة و هو يخشى ان تكون سحر  قد فهمت ما دار بينهما فصوت ايلينا كان عال نسبيا 

فهو لم يشأ أن تفهمه بشكل خاطيء وتعتقد أنه يريد التسكع في مواعيد غرامية فحسب 

كان يريد أن يمهد الطريق أولا قبل أن يبوح لها بمشاعره و يوضح نيته تجنبا لأي رد فعل غير متوقع منها 


تغيرت ملامح سحر الى الضيق لكنها حاولت جاهدة أن تخفي استيائها بإبتسامة مصطنعة و هي تقول 

- على فكرة انا صحيح ما اعرفش ألماني بس عارفة ان Ich liebe dich دي معناها بحبك  🙄


عاد ياسين الى القصر و تصادف وصوله مغادرة الطبيبة 

- ياسين بيه جيت في وقت كنت هأتصل بيك 

- الحمد لله لحقت عليكي ..اتفضلي عالمكتب 


،- ها ايه الأخبار ؟ طمنيني 

- الحمد لله هي طلعت من الصدمة بس رافضة تتكلم  

،مش فاهم .

- يعني بتتجاوب عادي مع اي فعل و بتبدي رد فعل و كلمتها كثير و حسيتها فهمتني و اقتنعت بكلامي . هي بس مش عايزة ترد ..كإنها خايفة من حاجة 

- طب و الحل يا دكتورة 

- ما تخافش...  جلستين كمان و هتبقى كويسة ..هي بس محتاجة تحس بالأمان مش أكثر ...على فكرة  انا عملت زي ما طلبت ..و هي اتغدت معاي و اكلت عادي 

انهم ياسين براحة : الحمد لله 

- طب عن اذنك انا 

- اتفضلي يا دكتورة

خرجت الطبيبة و بقي ياسين ينظر بإتجاه غرفتها لبعض الوقت ثم تنهد بضيق و صعد الى غرفته 


في الحديقة 

..تنهد خالد براحة لمعرفته بجهلها اللغة الألمانية فتصرف بشكل طبيعي  وقال بإبتسامة  : دي..كانت والدتي ...و اتصلت بي عشان النهاردة عيد ميلادي 


شعرت سحر بانه يكذب و كانت تود لحظتها لو تنقض عليه و تخنقه بيديها الإثنتين لكنها تمالكت اعصابها في آخر لحظة و قالت بإبتسامة ساخرة تخفي وراءها الكثير من الغضب : والدتك و بتناديها إيلينا ؟🙂😕

خالد بإبتسامة : مش بتحب اناديها ماما اعملها ايه يعني ؟؟ قال ايه؟ بتحس انها عجزت 🙄😂

سألت سحر بتصنع اللامبالاة : مش غريبة يعني تتكلم مع مامتك ألماني ؟! 🤔🤨


إبتسم خالد و قد شعر برائحة غيرة في الجوار فنبرتها كانت توحي بذلك و  قد عجزت في إخفاء نظراتها مهما تصنعت البرود فقال بإبتسامة مستفزة

- ايه الغريب في كدة ؟؟ 😁

سحر بإمتعاض : يعني احنا مثلا هنا بنتكلم مع كل الناس هنا  بالفرنساوي ..بس في البيت .. بنتكلم بلغتنا .. فإنت مامتك بتكلمك بالألماني ليه يعني؟؟؟ 😕


وضع خالد يديه خلف رأسه و استلقى على ذلك الكرسي بإرتياح ثم قال بإبتسامته المعتادة  : 

 يمكن مثلا  لإنها ألمانية و العربي بتاعها أصلا ضعيف  !!! 

سحر بصدمة : ألمانية !!! 😳


في مكان تاني في مصر بقالنا كثير ما زرناهش 😁

خرجت حنان من المطبخ بتعب بعدما انتهت من تحضير الطعام و توجهت الى غرفتها و هي تنظر الى الساعة 

لسة فاضل نص ساعة على ما يجي بدر  أما ارتاح لي شوية قبل ما تقرفني سنية تاني بالجلي و  المواعين ...اااه يا ظهري !😓


في هذه الاثناء دخلت سنية الى المطبخ و فتحت غطاء القدر لتتذوق الطعام الذي اعدته 

- دي بجد اتعلمت الطبخة !! يعني لو بدر شافها كدة أكيد هيدخلها المطبخ  معايا و يطلعني بالدور معاها عالزريبة !! لا ...ده اللي مش ممكن يحصل أبدا !! 😤


نظرت حولها بحذر ثم أمسكت جرة الماء و سكبتها داخل القدر ثم اعادت الغطاء الى مكانه و انصرفت مسرعة الى غرفتها 


مع موعد عودة بدر خرجت الثلاثة لإستقباله 

سنية - حمد لله على السلامة يا تاج راسنا .🥰

هناء : نورت البيت يا سيد الرجالة 😍

توجهت نحوه حنان و  خلعت عنه رداءه و علقته ثم ازاحت حذاءه كما تعودت منذ ان تزوجته و هي تقول بتعب : حمد لله على السلامة يا بدر

همست سنية الى هناء بتهكم : بدر حاف! صحيح اللي اختشو ماتوا ..😏

بدر : الله يسلمك يا حنان .. ها الأكل جاهز ؟؟ 

حنان : ايوة حالا هأساعدك تغسل و احطلكم  تتغدوا


دخلت خلفه الى الحمام و تمتمت هناء : شوفي الراجل !! الله يسلمك يا حنان !! لهو احنا شفافين ولا لابسين طقية الإخفا !! 

سنية بغل : عشان تصدقيني لما اقولك إنها سهتانة و من النوع اللي بيتسهتن لحد ما بيتمكن ...احنا لو ما اتصرفناش بسرعة البنت هتاكل بعقله حلاوة .. الخاطية بتتسهتن له و عاملة نفسها القط بياكل عشاها عشان يحبها .. و اديكي شفتيه اول ما اشتكتله انها بتتعب و دمعت  له دمعتين ما استحملش ازاي و دخلها عشان أعلمها الطبخ  قال ايه عشان يبدل الأدوار ما بيننا .. بس انا فاهمة حركاتها كوييس 😒

هناء : طب و الحل  هنعمل معاها ايه ؟! 

سنية بخبث  : مش احنا اللي هنعمل ...بدر هو اللي هيعمل 

- ازاي !؟

- دلوقت هتشوفي 😉 ..  البت دي مش هتطلع من الزريبة لحد ما تموت 😁


خرج بدر و خرجت خلفه متوجهة  نحو المطبخ فاوقفتها سنية مسرعة و قالت بلطف مصطنع : استني انتي يا حنان. ... انتي تعبتي طول اليوم واقفة في المطبخ اقعدي انتي انا و هناء هنرص السفرة و نحط الأطباق 


جلست بجانب بدر و هي تستغرب الحنية المفاجئة من سنية التي لم تدخر جهدا منذ ان وطأت قدمها هذا المنزل في تحويل  حياتها الى جحيم ! 


غمزت سنية هناء و دخلتا المطبخ مسرعتين ثم عادتا و هما تحملان الاطباق و الحلة 

فتحت سنية القدر لتشهق متصنعة الصدمة : يا لهوتي !! ايه ده !! طبيخ أحمر و لا شربة ولا مية شطف ولا ايه ده !! 


اخذت المغرفة و غرفت لبدر صحنا و هي تقول : بذمتك دي الي عايزها تدخل المطبخ !! بص بقى طلعتلك ايه !! 😱😱


نظر بدر بغضب إلى حنان التي اصيبت بصدمة حين رأت الصحن  و قال : ايه ده يا حنان ؟؟ 😡

حنان بخوف: و الله ما اعرف ايه اللي حصلها .. انا عملت بالضبط زي ما سنية قالتلي !

هناء بشماتة: بس سنية عمرها ما طلع معاها الطبيخ كدة 🙄.. 

بدر : يعني انتي طلبتي تطبخي و لما اوافق سنية تسيبلك نوبة الطبيخ تطلعينا من غير غدا !!

وقف بغضب و نظر الى الحلة ثم رماها بغضب على الارض 

- طبيخك اهو ...ان شاء الله ما حد أكل و قومي انجري نظفيه 😡


توجهت حنان الى المطبخ لتحضر خرقة و هي بالكاد تستطيع المشي ثم عادت و هي تمسك بالطاولة ثم  انحنت تمسح الارض بصعوبة بالغة 


 استغلت سنية الفرصة و حاولت تضخيم للموقف أكثر :  اخصة عليك يا حنان !! لما انتي مش قد المطبخ و مسؤوليته ما نادتيش عليا ليه ؟! يعني معقولة الراجل جاي هلكان و واقع من الجوع  نقوم نقوله استنى كمان لغاية ما نعمل طبيخ غيره !!   🙄😕

بدر بعصبية : سنية مش عاوز طولة لسانك دلوك . . تعملي اكل غيره بسرعة

نظر إليها بضيق و قال :  انتي  ملكيش أكل النهاردة عشان الأكل اللي اندلق عالارض بسببك  ده 😑

تخلصي تنظيف و تدخلي اوضتك مش عاوز اشوف وشك فاهمة !!


كانت تمسح العرق و تحاول التقاط انفاسها كي تجيب لكنها  لم تستطع أن تتفوه بكلمة واحدة حتى 


فكرر بدر كلمته بصوت أعلى  : فااااهمة !! 

هناء بغل : هو مش بيكلمك يا بنت انتي !! ما تنطقي ! و لا انتي اتخرستي 😤 

قالتها و هي تلكزها في كتفها لكن حنان لم تستطع التحمل  و وقعت في الحال مغشيا عليها 


جن جنون بدر  في تلك اللحظة و حملها مسرعا و هو يقول لهناء بخوف  - هناء بسرعة جيبيلي طرحتها و خلجاتها و الحقيني عالعربية . هنودبها عند  الدكتورة صفية 


تبعته سنية الى السيارة و هي تقول بكره  دفين؛ دكتورة ايه دي  !! هي مصاريف و خلاص !!  ما نشممها بصلة و هي تفوق و تبقى زي الجن 😒

بدر بغضب : جن اما يركبك ...البت وشها أصفر و بهتان بصلة ايه دي اللي عتتكلمي عنيها!! اخفي من وشي الساعة دي يا سنية !! 😡


احضرت هناء ملابسها و ساعدتها على ارتداءها  بينما يسوق بدر بأقصى سرعته و هو يسترق النظر إليها بقلق شديد عبر مرآة السيارة 

بعد مدة وصلوا الى  عيادة الطبيبة و ادخلاها الى حجرة الكشف 

و جلس بدر و هناء في الخارج و هو لا يستطيع تمالك اعصابه من القلق 

عاينتها الطبيبة و اجرت بعض الفحوصات اللازمة ثم خرجت  بعد مدة 


توجه نحوها بدر المرتعب  و من خلفه هناء المستغربة من ردة فعله ! 

بدر بخوف : طمنيني يا دكتورة حرمتي عندها ايه ؟؟ 

الدكتورة صفية : ألف مبرووووك يا بدر  بيه.. المدام حامل ☺️

تهلل وجه بدر بفرحة : عتقولي حااامل !! 😍

همست هناء بصدمة : حاااامل😱 !! يعني كان معاها حق سنية !! طلع  بينام عندها بجد !! 😳

بارت 51 🔥🔥

- حاااامل !! يعني طلع بينام عندها بجد !!😱

 نظر إليها بدر بنظرات نارية فإنكمشت في مكانها و لم تنطق بكلمة

ثم قال للطبيبة: طب هي كويسة  يا دكتورة ؟! 

- هي جسمها ضعيف شكلها مش بتاكل كويس و محتاجة سوايل كثير ...انا علقتلها محلول و حطيتلها فيه  مقويات بس ضروري تشتريها فيتامينات و حديد و تخليها تهتم بأكلها اكثر من كدة 

- أمرك يا دكتورة ...يعني هتقدر تطلع ؟ 

- لما يخلص المحلول ...ألف سلامة و مبروك مرة تانية ☺️

توجه بدر نحو الغرفة و هو يقول لهناء : اوعي تتحركي من مكانك فاهمة ؟؟ 


كانت حنان ممددة في ذلك السرير بتعب و هي تتذكر كل الظلم و الإفتراء الذي تعرضت له من ضرتيها و خاصة سنية... ثم تذكرت ظلمها لأميرة و إفترائها عليها فبكت رغما عنها و هي تقول بندم : فعلا ربنا ما بينساش حق حد ... و حقك أخذهولك ربنا  مني يا أميرة . .كل اللي اتعمل فيكي بسببي اترد لي اضعاف ... يا ريت بس تسامحيني عشان ربنا يسامحني و ما ينتقمش مني في ابني كمان  😭😭

نظرت الى بطنها  و هي تقول بصدق : أوعدك اني هاتغير عشانك و أكون ام كويسة ...مش هأخليك تعيش في جو الحقد و الكره و الانانية  الي انا إتربيت فيه ... أوعدك 

كانت تمسح على بطنها و هي تبكي و في تلك اللحظة دخل بدر 


 - قلت ألمانية ؟؟ 

و انا بقول الواد ده شكله حليوة حلاوة ألماني ليه؟؟ همست في نفسها ببلاهة 

خالد بضحك: مالك اتصدمتي كدة !! رحتي فين ؟؟

- لا مفيش .. انا بس استغربت!..طب انت تعرف مصري ازاي اذا كانت امك..قصدي مامتك مش بتتكلم عربي🙄

- لإني  عشت أغلب طفولتي و شبابي مع ياسين إما  في بيتهم او في بيتنا .. يعني العربي  اتعلمته منهم اكثر لإن أبوي اصلا مش فاضي  يعلمني و لا يعلمها و شغله واخذ كل وقته

- ليه هو ابوك بيشتغل ايه ؟؟

انتهز خالد الفرصة و قال بمكر: لو عايزة تعرفي انا ممكن احكيلك شوية عن حياتي .. 

ابتسمت بخجل : معنديش مانع 😊

-  بابا مهندس طيران درس في ألمانيا و هناك اتعرف على إيلينا و اتجوزوا ..قعدوا فيها  اربع سنين و اتولدت أنا هناك ...بعدها جاله عقد عمل في كندا و سافرنا على هنا .. 

- طب هوما فين دلوقت ؟؟

- لما خلص عقد العمل بتاع بابا و طلع عالمعاش رجعوا  على مصر  بس إتوفى  بعدها بسنتين ..إيلينا ما قدرتش تقعد هناك من غيره و رجعت على ألمانيا 

- الله يرحمه ...طب و انت  مرحتش معاها ليه ؟؟؟

- انا شغلي و بيتي و اصدقائي هنا ...يعني  حياتي كلها  هنا مش هأقدر اسافر ألمانيا ...مأعرفش حد هناك 

- شغل ايه؟؟

خالد : انا ورثت حب الموتورات عن بابا بس مش موتورات طيارات ...موتورات ماكينات...دخلت كلية هندسة  تصنيع و اتوظفت في مصنع ياسين ..يعني أنا المهندس المسؤول عن قسم  الإنتاج و المكينات في فرع اوتاوا ☺️

العقل :موتورات و ماكينات و مصنع ! 😳 طب ما تديها درس في تشحيم الموتور و تبريد الآلات بالمرة !  روح يا شيخ أشوف فيك يوم 😰

القلب : ايه ؟؟ مش بنتعرف ؟؟ 🙄

العقل : طب يا فالح مادام بتتعرف و بتحكيلها عن ابوك ما تقولها بالمرة انك ما ورثتش  عنه حب الموتورات بس انما  حب البنات الصغيرة كمان ....مش المرحوم برضو حب ايلينا و هي عندها 16 و استناها لحد ما وصلت 18 و اتجوزها مع ان اهلها كانوا رافضين جوازهم في السن ده ؟

- هسسس يا گلب مش عايز كلمة زيادة...دلوقت  هأنسى كل اللي كنت هأقوله بسببك 😤

سحر في نفسها : مهندس و مسؤول آلات و كان سايب شغله و قاعد هنا  ؟؟ عشان كدة قال أنه في مونتريال بس عشاني ؟؟ 

خالد  - مالك ؟؟ 

سحر  -يعني انت مهندس ؟؟  غريبة !! 

خالد بإرتباك:  ليه؟! ايه الغريب ف كدة؟؟ 🤔

- ازاي صديقك ده يكلفك تراقبني عشان تحميني من  عصابة ؟؟ يعني سبت شغلك و كل حاجة ليك و قعدت في مونتريال بس عشان تراقبني و تحميني؟ 

خالد : اديكي قلتيها بنفسك ...ياسين  مش بس رئيسي في الشغل ... ده صديق طفولتي ..هو مش  بيثق في ناس كثير هنا ... و لما يكون عنده شغل من نوع خاص زي ده  محتاج يخلصه و ميقدرش يعتمد فيه على أي حد  يكلفني بيه انا . ..أصله كان خايف لو وصلولك يوصلوا لأميرة عن طريقك .

- هو بيحبها؟!

خالد بتفكير : الظاهر كدة ... و إلا مكانش يدفع 3 مليون دولار عشان يطلعكم من عندهم و انتم قطعة وحدة 

- ثلاثة ايه !!!! شهقت بصدمة

--ما تشغليش بالك انتي ...المهم ..كنا بنقول ايه 

-كنا بنقول ازاي سبت كل حاجة و جيت هنا ..طب و شغلك ؟

- لا ماهو فيه مهندسين تانيين ..اهو كرم ماسك الشغل صحيح هو متخرج جديد بس شاطر

العقل :  ما تقولها انك انت اللي اتطوعت للمهمة عشان حبيتها من اول نظرة ! ليه اللف و الدوران يا غ"بي يا بتاع الموتورات  😤

القلب : مستني الوقت المناسب يا عقل العصفور يا بتاع الكوتشي 🥴

خالد بتذمر : كلمة زيادة هأسيبلكم المكان و امشي 😡

سحر  - افندم  ؟؟

خالد بإرتباك : قلتلك  المكان شكله تحفة تحبي تتمشي  ؟؟ 

قامت سحر و هي تعدل ثيابها: ماشي  😊

مشيا قليلا ثم قالت سحر : انت بتنزل مصر ؟؟

- لا مش كثير ...انا زرتها مرتين بس 

- ليه ؟؟

- لإني مليش اجازات ...لما اسافر أسيب شغلي و ولادي لمين ؟؟. 

- ولادك ؟! 😳

 قصدي المكينات 🙄😂

العقل : مش قلتلك غب"ي !!! 😡

سحر : ها و بعدين ؟؟

خالد : بعدين ايه ؟؟

سحر : انت كنت بتحكيلي عن نفسك ..كمل 

خالد : بس خلاص  هي دي كل حياتي معنديش حاجة تانية احكيها ..

كانت سحر ستتكلم لكنها شهقت و هي تضع يديها على فمها: لااااا مش معقووووول !! 😍😳

نظر الى حيث تنظر بينما صرخت هي بفرحة طفولية :

- ضفدع اخضرررر !! 😍

هرعت نحو البركة الموجودة في الامام بحماس بينما بقي واقفا في مكانه مشدوها و هو يكرر بدهشة : ضفدع اخضر !! 😳علي النعمة البت دي مجنونة اكثر منك  يا خالد !! 😱


صعد ياسين الى غرفته و هو يفكر في كلام الطبيبة مرارا 

يا ترى القرار اللي اخذته ده صح يا ياسين ؟؟

معقولة تسيبها لحيرتها و ما تحاولش  على الأقل تبرر موقفك ؟؟ انت عمرك ما كنت جبان!! 

- بس انت سمعت الدكتورة قالت ايه .. مش نستنى لما تخلص معاها جلسات يمكن تجيب نتيجة و تتجاوب معاك احسن ساعتها ؟؟

- يعني معقولة هتستنى ثلاث ايام عشان تكلمها ؟؟! 

- ماهو انا مش قادر اواجهها... خايف اجرحها اكثر ..مش عارف هاتصرف ازاي لو رفضتني 

- معقولة هترفض !! حتى بعد ما تعرف كل اللي عملته عشانها ؟؟ 

- هو اللي عملته ده يديني الحق أمتلكها ؟؟ ده قلبها و هي حرة ..مش هاقدر اقولها حبيني غصب عنك و اتجوزيني عشان لو ما عملتيش كدة دانيال هياخذك غصب عنك حية او جث"ة مش هتفرق معاه اصلا ..

- لا لا . انا أفضل ما استعجلش ... خليها لبكرة 

ايوة كدة احسن ...على الأقل بعد جلستين علاج هتكون هديت و اعصابها ارتاحت. 


عند بدر 

اقترب منها بلهفة لم تعهدها منه و هو يقول : مالك يا حنان !! في حاجة واجعاكي!! أنده الدكتورة تاني ؟؟؟ 

- مفيش ... انا كويسة 😔

-الف سلامة عليكي ..

ثم اقترب منها و هو يمسك يدها بحب قائلا 

-  الف  مبرووووك ☺️

- الله يبارك فيك 😔

قالتها  بحزن و هي تنظر إلى الناحية الاخرى من  الغرفة 

- مالك ... مش مبسوطة بالخبر ده و لا ايه ؟؟

- لا طبعا ...مبسوطة 

قالتها ثم طاطأت رأسها بحزن 

- بصيلي يا حنان ... مش عاوزة تبصيلي ليه ؟؟

        تذكرت شيئا فإلتفتت إليه و قالت بصدق :بدر انت عمرك ما اديتني فرصة اشرحلك اللي بيحصل معايا  ..  الطبيخ كان زي اللي بتعمله سنية و احسن منه كمان ... مش انا اللي عملت كدة  ...و كمان مش انا اللي وقعت الفازة و كسرتها ...ولا انا اللي نسيت باب الزريبة مفتوح عشان تهرب البهايم .. ولا انا اللي اتعمدت أسيب البابور مولع  عشان احر"ق بيت المونة زي ما قالتلك سنية ...اقسملك بالله ما عملت حاجة من دول .... احلفلك بإيه إن كل دي افتراءات ..ان شاء الله ما يكمل حملي لو كنت بأكذب  ...صدقني ارجووو....

-  هسسس ... ألف بعد الشر عليكي و على ابني...عارف كل ده اهدي 

قالها و هو يمسك يديها الإثنتين بحب و يكمل : متأكد ان دي عمايل سنية و مكايدها 

حنان بصدمة - عارف !!! 😱😳 


- أيوة عارف ...انا صحيح قلتلها تربيكي في الأول ...بس انا كنت  عارف انها هتزود  العيار من عندها 

- و مادمت عارف ما نصفتنيش ليه ؟؟؟ جيت عليا و خليتهم يشمتوا فيا ليه ؟؟ 😳 😤

قالت حنان بصدمة ممتزجة بحنق دفين

- عشان كنت خايف عليكي منيهم و من شرهم .. عشان كنت مستني اللحظة دي . ... فهمتي ولا افهمك اكثر ؟؟

- لا مش فاهمة 😳...ازاي يعني تقسى عليا عشان تحميني دي !! 😕

نهض من مكانه و جلس بجانبها و هو يحتضنها مما زاد دهشتها أكثر !! 

- هو انتي كنتي فاكرة اني اتجوزتك مجبور عشان استر عليكي و بس؟؟ 

نظرت إليه بتعجب بمعنى : اومال ايه ؟؟ 🤔

- اني اتجوزتك عشان بحبك..و كنت متمني الولد ده  يكون منيكي انتي يا حنان 

انتفضت حنان و هي لا تصدق ما تسمع !

- بتحبني !!  بس انت عمرك ما.... 😱

تنهد بدر بعمق ثم قرر أن يصارحها بما يختلج في صدره


بقيا يتنقلان في كل مكان من الحديقة و كل شيء يبهرها اكثر من سابقه ..كانت تتصرف بعفوية كبيرة و تشعر بسعادة غامرة 

خالد في نفسه : طب و الله العظيم ثلاثة حاسس بجد  اني بافسح بنت اختي ...

- هو انتي عمرك ما زرتي الحديقة دي قبل كدة ؟!

- لا ..دي اول مرة 🥰

قالها سحر و هي تلهو  في بركة اسماك ملونة

- طب تحبي ندخل جوة  النفق المائي تشوفي الاحياء المائية التانية ؟

 قالها خالد و هو ينظر إليها بوله شديد  

- لا خلينا هنا ..😥

- هيفوتك كثير صدقيني .. اللي جووة اجمل بكثييير 

سحر بإحراج : احم ... مش باتحمل الاماكن المغلقة و الانفاق ...بيجيلي ضيق تنفس ... خلينا هنا احسن 😑

شعر بضيقها فجأة فقال : مش مشكلة. ... تعالي هآخذك على أحلى مكان هنا في الحديقة... محاكاة لشلالات نياجرا..

- بجد !! انا سمعت عنه  كثير و كان نفسي أشوفه بجد 

- طب تعالي يالا 

مشيا الى وصلا الى طرف الحديقة  التي كانت خالية نسبيا من المارة و كان السور عاليا مبني بشكل فوضوي يوحي كأنه جبل حقيقي تتدفق الجبال من اعلاه في صورة خلابة..كان المنظر يشبه كثيرا الشلالات الحقيقية 

هتفت سحر بحماس : الله !!!!  حلوة اووووي !!! 😍

اخرجت هاتفها و اخذت صورة للشلال ثم اعادت الهاتف الى حقيبتها و اعطتها اياه.. 

- إمسك دي . 🥰☺️

- مش فاهم !!

ما إن امسكها حتى اندفعت نحو الشلال  تحاول الإقتراب منه  و لمس المياه 

هتف بذعر : حااااسبي... يا بنتي الصخور كلها طحالب حاااسبي لتتزحلقي !! ده انتي حتى بكعب 😱

ثم قال لنفسه بتذمر يا عم أنت بتكلم مين دي طلعت اصلا !! 🙄😳 ثم صاح ثانية 

- يا بنت المجنووونة ارجعي !!  هدومك هتتبل و هتمرضي....اهي اتبللت 🙄عظيم ...😕

صاحت سحر بإثارة و هي تلمس  المياه المتدفقة بغزارة : هتنشف تاني ما تخافش ☺️ ...ما انا مش هأضيع فرصة زي دي عشان خايفة اتبل ...انا مش ضامنة أصلا اني  هارجع هنا تاني ...🥰

- طب.. حا...حااسبيي....انتي بكعب... هتنزلي ازااااي 😳

اوووف انت لسة بتتكلم !! ما تروح تمسكها البنت هتقع 

اقترب من الشلال بينما كانت تحاول النزول عبر الصخور بسعادة عارمة

- هاتي ايدك لتتزحلقي...امسكي ايدي كدة ! 😰

- لا  ما تخافش مش هيجرالي حااااا...ااااه 

فجأة انزلقت رجلها فإلتقط يدها بمنعكس سريع و سرعان ما وجدت نفسها بين احضانه !

حجمها الضئيل مقارنة ببنيته الجسدية القوية جعلتها تبدو كعصفورة دوري بين يدي نسر ضخم

تبلل شعرها بالكامل  و تموجت خصلاته تلقائيا و تبعثرت على كافة وجهها الذي امتلأ بتلك  القطرات المائية التي كانت تبدو بسبب انعكاس اشعة الشمس على وجهها كحبات لؤلؤ  

التقت نظراتهما معا فصمت كل شيء ما عداها و بدأ حديث عيون مثير 

- لا يا خالد امسك نفسك مش كدة !! 

امسك ايه  بس انا اصلا ماسك نفسي عنها بالعافية من ساعة ما شفتها .. هاعرف اتلم على نفسي ازاي  بعد ما بقت في احضاني !!   يخربيت جمالك ...هتعملي فيا ايه اكثر من كدة لسة !😰

اقترب منها اكثر و هو  عالمغيب 

- بتقرب ليه دلوقت  بحلاوة امك الالمانية دي ...لالا إبعد ربنا يخليك  🥺

رفع  يده و راح  يبعد خصلات شعرها المبللة التي التصقت بوجهها بحنان بالغ 

- بتلمس شعري ليه دلوقت...حاسة  إن قلبي هيوقف 😑

-جايبة السحر ده كله منين !  بجد اسم على مسمى 

قالها خالد في نفسه و هو يمسح تلك القطرات المتناثرة عن وجهها و شفتيها بطريقة اذابتها عشقا 

- ده صوت المية ولا صوت قلبي اللي هيطلع من مكانه ...حاسة اني في حلم. مش عايزة اصحى منه 😍يخربيت لمستك 🥰

- معقولة اللي بيحصل معاك يا خالد !! معقولة انت  ماسكها و قاعد بتلمس في وشها بجد ولا ده خيالك بس !! 

نظر الى شفاهها المبتلة بر"غبة و بدون وعي منه اقترب منها فاغمضت سحر عينيها تلقائيا 

العقل: لااااا يا خاااالد !! لاااا ...اوعة تتهور و تبو"سها  اووووعاااا ! ده مش بعيد تطلع قا"صر و تروح في ستين دا"هية !! خااالد !! الوووو .. يا ابني رد علياااا  😮‍💨

يا عم  بناادي على مين انا ...القلب  الغب'ي شكله علق الخط لو رنيت من هنا لبكرة الصبح مش هيسمعني ...يا رب تحصل حاجة تفوقه قبل ما يعمل مصيبة !! 😥

فجأة صوت صفارة قوية ايقظت الإثنين من تلك الغييوية الرومنسية 

- سيدي ابتعدا من هناك يوجد خطر انزلاق 

قالها حارس الأمن و هو يقترب منهما فإبتعد عنها و قلبه يخفق بشدة بينما اكمل امساكها و اخرجها من تلك الصخور و هي تشعر بإحراج شديد 

- دلوقت هيقول عليا ايه !! بت هبلة و وقعت من لمسة !! يخربيتك يا سحر..شفتي وصلتي نفسك فين ؟؟

- غبي يا خااالد غبي !!! معقولة إنهزمت قدام نفسك بالسهولة دي ؟؟ هتثق فيك ازاي بعد كدة ؟؟؟ تبقى تنسى انها تكلمك تاني  بعد الفصل البا"يخ ده

- احم...انا ...أنا آسف ..مش ..قصدي ..

قالها خالد بتوتر و هو ينطق تلك الكلمات بصعوبة

- انا لازم اروح البيت ..ماما هتقلق عليا 😓

قالتها بضيق و هي تتجنب النظر اليه ..

ابتعدت عنه بينما  وقف ينظر إليها و هو يلعن غبائه و يمسح على وجهه بيأس : هتلحقها و زي ما طينتها هتصلحها و هتنسيها الموقف الغب'ي ده فاهم يا خااالد !! يالا مستني ايه ؟؟ انت لسة واقف  😤!! 


عند بدر و حنان 

- بتحبني !!  بس انت عمرك ما.... 

تنهد بدر بعمق ثم قرر أن يصارحها بما يختلج في صدره

- صح انا عمري ما بينتلك لإني كنت مجروح منك قوي ... انتي رفضتيني كثير  و مش بس اكدة..  

اكمل بدر بحزن :انتي  كمان   قللتي من قيمتي قدام العائلة كلها زمان .. فاكرة ؟؟

اطرقت برأسها بإحراج و هي تتذكر ذلك الموقف المخزي الذي وضعته فيه حين خرجت إليهم بكل وقا"حة و قالت له على مسامع كل كبار العائلة و صغارها أنها تفضل الزواج من متشرد بدلا من الزواج منه و ان ارغمت على ذلك فسوف تقطع شرا"يينها  حتى لا تضطر  الى العيش معه تحت سقف واحد  مما تسبب في نشوب صراع وقتها  بين الأخوين و خصام دام ثلاث سنوات 


-إنتي لو كنتي وافقتي من الاول مكانش هيبقى فيه سنية و لا هناء ... انا كنت بحبك من و انت عيلة بضفاير و مستنيكي تكبري عشان اطلبك من عمي حتى اني عديت الثلاثين من غير جواز مستني توصلي بس سن 18  ..كنتي هتبقي اول  و آخر حرمة في حياتي و كنت شلتك فوق راسي بس انتي اتكبرتي عليا و كنتي شايفة نفسك احسن منيا و كثيرة عليا...خصوصا  بعد ما عمي جاله عقد العمل و سافرتو على كندا.. بس انا عمري ما فقدت الأمل إنك تكوني ليا ..

حنان بلجلجة : بدر ...اناااا ..مش ..عارفة انك ..

- عارفة يا حنان !!   لما ابوكي جيه و حكى لابوي  على الموضوع اياه و طلب اتجوزك ...انا كنت مبسوط قوي  من جواتي إن حلمي هيتحقق و إنك أخيرا هتبقي ملكي .. بس كان لازم اربيكي الاول ...ما اللي عملتيه مش هين يا بت عمي ..انت اهنت رجولتي زمان و مرغتي شرف العيلة في الوحل دلوك !

كانت تستمع اليه و هي شبه مصدومة لا تصدق ان هذا ابن عمها الجلف الذي تعرفه !! منذ وصولها الى هنا كانت في كل يوم تضع  فيه رأسها على تلك الوسادة   تدعو الله ان ياخذها لكي يريحها من جحيم هذا القاسي و إذا بها تكتشف لأول مرة أنها كانت هي القاسية !!

- قلت بتحبني ؟؟طب هو اللي بيحب حد يعمل فيه كدة !! 

- هو الموضوع اكبر من اني اعاقبك عاللي حصل منك زمان .... الحقيقة إن نسواني كيادات خصوصا سنية

 و لو كنت بينتلهم اني  مهتم بيكي  مكانوش هيسيبوكي في  حالك .. سنية خلفتها كلها بنات و هناء  بنت خالتي يتيمة و اني اتجوزتها بعد الحاح من أمي عشان استرها بعد ما اتطلقت من جوزها الاولاني لإنها ما بتخلفش... و لولا كدة ما كانتش سنية اتقبلتها ضرة ...يعني فكرك  لو كانت عارفة انها ممكن تخلف كانت سابتها في حالها؟؟ و دلوك  لو هوما الإثنين كانوا عرفوا اني كنت باجي حدك كانوا سابوكي في حالك ؟؟  .. 

همست بخوف و هي تضع يدها تلقائيا على بطنها : يعني هوما دلوقت ممكن يأذوني ؟؟ 😱

شدد من احتضانها بحنان و هو يقول : محدش هيقدر يلمس شعرة منيكي طول ما اني موجود ما تخافيش ... اني بس عاوز الموضوع اللي حكيت فيه دلوك يفضل سر ما بيننا.. يعني قدامهم  يفضل الحال على ما هو عليه لحد ما تخلفي بالسلامة ..و تجيبيلي ولي العهد 😍 و بعدها أوعدك ان كل حاجة هتتغير 😊 .

حنان بخوف  :  طب و لو كانت بنت؟؟

احتضنها بحب و هو يقول - يبقى خير و بركة ...اهم حاجة انها تبقى شبهك 😊

شعرت حنان لأول مرة بالأمان و هي بداخل احضانه .. مع انها لم تكن تبغض شيئا سواه ثم قالت 

- بدر !

- عيون بدر ...و قلبه و روحه كمااان 😍

-ماما واحشاني اوي انا عايزة أكلمها و بالمرة  افرحها بالخبر ده 

- حاضر ...هأخليكي تكلميها اول ما نروح البيت ☺️

كانت تتمنى لتلك اللحظة أن تدوم للأبد ...اغمضت عينيها لوهلة لتستمتع بدفء حضنه و تستشعر الراحة النفسية التي حرمت منها منذ ان عادت الى مصر.    

  في تلك اللحظة دخلت الطبيبة فإبتعد عنها بدر بإحراج  و خرج من الغرفة 

 قالت حنان : احم المحلول خلص  😑

الدكتورة : تمام انا هأشيله و تقدري تطلعي معاه دلوقت  ..ثم غمزت إليها و قالت بمكر : بدر كان هيمو"ت من الخوف عمري ما شفته كدة مع ان عنده اربعة بنات..😉😁 

شعرت حنان بسعادة غامرة لما سمعت و لكن ما لبثت أن انقبض قلبها و هي تسمع جملة الطبيبة التالية 

- بس أبقي خلي بالك كويس  من سنية ...اوعي تأمني ليها 

ابتلعت حنان ريقها بخوف و قالت : قصدك ايه ؟؟

الطبيبة بحذر و هي تنظر الى الباب : سنية كانت  هتمو'ت و تجيب ظفر ولد من بدر عشان يورث كل الاملاك و الاراضي اللي عنده بس للأسف خلفت قيصري اربع مرات و في آخر مرة اتشال ليها الرحم  خالص فمستحيل تقدر تجيب له الولد اللي هو عاوزه .. معنى ده انها مستحيل تسمح لوحدة غيرها تجيبهوله


- سحر استني !!! ارجوووكي

قالها و هو يركض خلفها و يمسك يدها بلهفة

توقفت و هي تنظر الى يده بضيق فابعدها و هو يقول 

- ارجوكي ما تمشيش بالطريقة دي..احنا حتى ما خلصناش كلامنا

- عايزني استنى ايه كمان !!  تكونش شايفني بت هبلة قلت خليني اتسلى معاها يومين !! قالتها بغضب و هي تواصل طريقها

- سحر ارجوكي انا عمري ما شفتك كدة !! انتي فهمتيني غلط و الله العظيم ما كان قصدي ..😓

لم تجب و خرجت من الحديقة و هي تنظر هنا و هناك بإنتظار سيارة اجرة 

- سحر الكلام لسه ما خلصش ما بيننا ارجوكي ما تعمليش فيا كدة ..حلفتك بأغلى ما عندك ما تمشي قبل ما تسمعيني للآخر ..

نظرت الى الساعة بتذمر ثم نظرت الى الطريق و لا يبدو ان هناك اي سيارات مارة 

- لسة بدري على ما ترجعي... المفروض حتى حفلة عيد الميلاد ما ابتدتش ..هتقولي لوالدتك ايه لما ترجعي دلوقت ؟! 

زمت شفاهها بضيق فهو محق للأسف ... لكن ما لا يعلمه هو انها كانت تشعر بالحرج الشديد و لا تجرؤ على مواجهته و قد ضعفت امامه بتلك الطريقة .. كيف سيراها بعد الآن بعد ما استسلمت لسحره بكل سهولة !! ..من المؤكد انه يعتقد الآن انها فتاة سهلة المنال..هذا ما كان يتبادر الى ذهنها مما زاد في ضيقها اكثر ..

- طب تحبي اوصلك و نكمل كلامنا ؟؟

- لا انا هروح لوحدي .. من فضلك سيبني ..😤

ركضت بعيدا عنه تحاول الإبتعاد لكن لا يوجد مكان تذهب اليه ...لم تجد مخرجا سوى ان تعود الى الحديقة 

اخذتها خطاها بلا وعي الى داخل النفق المائي .. بينما وقف ينظر إلى طيفها بيأس  لا يعلم ماذا يفعل 

-  واضح انها مش هتسامحني مهما قلت و مهما بررت اوففف اعمل ايه بقى مع بنت المجنووونة دي !! 😤😤

- تعمل ايه يعني ؟؟ تجري وراها البنت هتتوه و هتبقى انت السبب .. مش انت اللي هببت كل حاجة !! ابقى استحمل دلوقت 

توجه خلفها نحو النفق المائي و لكنه اصيب بالذعر فور ان رآها تقع هناك و امامها فتاتان تنظران إليها بقلق و هما تهمسان و لا تعلمان ماذا تفعلان!! 

ركض نحوها بفزع و هو يصرخ : سحرررررر !!! 

وصل إليها مسرعا و حملها بين يديه كالريشة و هو يتحسس نبضها بخوف شديد .. كانت تختنق و تحاول جاهدة أن تشير  بيدها إلى شيء لكن لا تستطيع 

لحظيا  تذكر جملتها : عندها ضيق تنفس !!

فتح حقيبتها مسرعا و اخرج منها  بخاخا و ساعدها على استنشاقه وسط دهشة المارة ثم حملها و اخرجها مسرعا الى احدى المقاعد وسط الهواء النقي و هو يحاول إستيعاب ما حدث بالداخل !! 

بارت 52 🔥

النهاردة كمان بريك لابطالنا نسيبهم يرتاحوا بارتين. أظن تعبوا 😁

بس تفاصيل النهاردة تستاهل اطول البارت عشان نقفل بقى  صفحة فاتن و بناتها  ماهم عندهم عقد كثيرة محتاجة بارت  لوحدها 


اقترب أحد حراس أمن الحديقة  مسرعا و  ركضت الفتاتان خلفهما 

حارس الأمن ؛ سيدي هل فتاتك بخير؟!

خالد بقلق : لا اعلم ...لقد وقعت فجأة !! 😥


ثم نظر إليها و رأى انها لا تزال تختنق 

الفتاة 1 بقلق : ربما يجدر بك الإتصال بالطواريء 😕

جاء احدهم و كان مارا بالجوار ...

- ما الذي يحدث هنا !! ما بها الفتاة ؟؟


هم بالإقتراب منها ليجس نبضها فرمقه خالد بنظرات نارية قائلا : إياك أن تفكر في لمسها حتى !! 😤

الشاب: لا بأس سيدي انا طبيب ...

- قلت لك ابتعد !!! 😤

فتاة 2 : ربما عليك  السماح له بمعاينتها.. لا تبدو بخير🙄 !!


بدأت سحر في الشحوب و ازرقت شفاهها بينما لا تزال تحاول إلتقاط انفاسها و لا تستطيع

- سحر سحرررررر...ردي عليا ...ايه اللي جرالك ما انتي كنتي كويسة !! 😨


الطبيب و قد رأى البخاخ في يد خالد  : من الواضح أنها مريضة ربو...تحتاج الى فسحة اكبر من الهواء ابتعدوا عنها جميعا .. 


ثم نظر الى خالد و قال : سيدي اتفهم غيرتك على فتاتك لكن الأمر جدي ..الفتاة تتعرض لنوبة ربو هنا ربما جراء التعرض للرطوبة او  لتغير جوي مفاجئ في درجة الحرارة 


ثم نظر الى هيئتها المبللة  و أكمل :او  تعاني من بداية  نزلة برد على ما يبدو ..كم اعطيتها من جرعة؟؟

خالد بذعر: جرعتين

- تحتاج الى اربع جرعات متفرقة


اقترب الطبيب بدون ان يلمسها و هو يشير الى خالد بالإطمئنان : لن ألمسها لا تقلق ...

- آنستي  اتسمعينني !! اريد منك ان تحاولي أخذ نفس عميق ببطء ثم اخراجه دفعة واحدة...حاولي هيا

و نظر الى خالد : اعطها الجرعة الآن


بخ خالد بخة و حاولت سحر جاهدة إستنشاقها  و لم تستطع 

كانت تحاول أن تكلم خالد لكن الحروف تخرج بصعوبة من شدة إختناقها و كأنها تغرق و بدأت تفقد الوعي تدريجيا

- خ..ذ..ن..ي..ع..لى...

-لقد ساءت حالتها 😨

قالها  الطبيب و هو يمسك يدها مسرعا ليجس نبضها دون إنتظار اذن من خالد الذي لم يكن يفكر سوى بسلامتها و قد رآها في تلك الحال 

نظر الى خالد بقلق و قال بجدية : 

!!  ضربات القلب أعلى من 120 نبضة في الدقيقة.و معدل التنفس منخفض جدا ...هذا ما توقعته 


نظر إليه و قال بخوف؛

المريضة تعاني من نوبة ربو حادة و لن تمر بسهولة بمجرد بخاخ... ستفقد وعيها بعد قليل بسبب نقص الأوكسجين في الد"م عليك بأخذها الى المستشفى حااااالا و إلا فسوف تفقدها !


كاد خالد إن يغمى عليه من شدة الصدمة !! ابنته في خطر بسببه !!! 

وضع بخاخها في حقيبتها ثم حملها و انطلق مثل البرق الى سيارته و توجه نحو المستشفى و هو يسابق الرياح 


وصل الثلاثة الى المنزل و كانت حنان لا تزال تشعر بالإرهاق فوجدوا سنية بإنتظارهم 

- الحمد لله على السلامة... يا تاج راسي 

- الله يسلمك ...البنات فين 

- اتغدوا و ناموا 


نظرت الى حنان بقر"ف و قالت له : 

- و انت جاي يا عيني  تعبان ما لحقتش ترتاح و لا تاكل لك لقمة حتى ...روح غيٌر هدومك على ما احطلك الأكل 

نظرت الى هناء :و انتي امشي  غيري خلجاتك و تعالي ساعديني 


كانت حنان ستدخل غرفتها حين اوقفها صوت سنية الهادر: و انتي تغيري خلجاتك بسرعة  و تطلعي توكلي البهايم ..مش هيستنوكي للمغرب!! فاهمة !!

- حنان مش هتطلع عالزريبة يا سنية 


قالها بدر بأمر بينما اكتفت حنان بالصمت و هي تنظر اليه 

 - كيف مش هتطلع ؟ هوما البهايم هيوكلوا نفسيهم يعني ؟؟ 🤔

- انتي هتطلعي توكليهم ...مش ده كان شغلك قبل ما حنان تجي ؟؟ 

سنية بتذمر: ايوة اديك قلتها ...قبل ما تجي ....بس المحروسة شرفت يبقى تشتغل بلقمتها مادام  مش فالحة في حاجة ثانية  اديك شفت كيف طلعت الطبيخ 😏

بدر : من اليوم شغل البيت و البهايم هيتقسم بينكم انتم الإثنين كيف الاول طبيخ و وكل البهايم و شربهم ليكي و شغل البيت و تنظيف الزريبة لهناء...

- لا و الله ...اومال السنيورة هتعمل ايه  طول اليوم يعني !! 😤

- مش عايز كلام تاني في الموضوع ده ..اعتبريها مش موجودة 


قالها بأمر ثم دخل مع حنان الى غرفتها  بينما توجهت إليها هناء مسرعة و وجهها شاااحب 

سنية بتعجب : هو ايه اللي بيحصل ده يا هناء؟؟ 

هناء :  مصيبة يا سنية  !! مصيييييبة 😰🤫

سنية : خير كفى الله الشر مصيبة ايه دي !

همست هناء و هي تنظر بإتجاه الغرفة 

- أسكتي !! مش الخا"طية طلعت حامل ؟!!! 

سنية بصدمة : حاااااامل !!!! 😳😱

-  ايوة حامل ...طلع معاكي حق .. مكانش بيقسم الايام بيننا عشان يكبس على نفسها إكمنها مش طايقاه زي ماكان بيقول ...ده كان بس بيستغفلنا لحد ما تحبل 


ثم جلست تحكي لها ما حدث في الطريق و العيادة و كذا خوفه عليها و فجأة  سمعتا صوت ضحكها من الداخل

هناء بغل- شايفة الحية قاعدة تتسبله ازاي و تضحكله بمرقعة لحد ما لفت عليه !! هاتي بقى لو جابت الولد ...ده مش بعيد هيطلقنا !

سنية بتذمر: يطلقك انتي يا اختي... انا عندي اربعة بلاوي ميقدرش يطلقني .. دول اهلي كانوا يطف"حوه المرار 


في تلك اللحظة  خرج بدر من الغرفة 

- انتو لسة  بتتودودو ؟؟ فين الأكل ؟؟ 

- يعني ايه  حامل يا سي بدر ؟؟؟ 😤 حااامل ازااااي 😳


قالها سنية و هي تقترب منه بغضب دفين و تضع يدها على خصرها 

- حامل زي اي ست متجوزة ما بتحمل . . ما انتي حملتي  مرة و اثنين و ثلاثة ..و عارفة ازاي 🙄

قالها بدر بهدوء جعلها تفقد أعصابها 


سنية بحدة : يعني انت كنت بتستغفلنا و بتنام معاها بجد  لما  كنت بتقسم الايام ما بيننا !!! مش على أساس خا"طية و قرفاااان منييييهااا و و و ؟ 😤

- جرى لك ايه يا ولية !!! بتعلي صوتك لييييه !!! اتكلمي عدل لأگسرلك خشمك !! 😡

 قالها بدر بصوت راعد و هو يكمل 

- يعني ايه استغفلكم دي !!! هي مش حرمتي زي ما انتو الإتنين حريمي !!! مش ليها حقوق عليا زييكم ولا عاوزينني اسيبها متعلقة لا هي متجوزة و لا هي حرة   عشان تتجوز تاني !!! 😤


نظرت سنية  و هناء إلى بعضهما بضيق 

- مش ربنا امرني إني أعدل ما بينكم ؟ انطقييي !!! ولا  انتي فاكراني اتجوزتها عشان تنظف الزريبة و توكل البهايم !!! ما كنت جبت شغالة بدل الهيصة دي كلها 

سنية بتذمر و هي تنكمش خوفا من نبرته الغاضبة : بس انت ما اتجوزتهاش عشان اكدة  كمان ! 😰 م انا و هناء موجودين و مكفيينك 😥  انت قلت إنها هتتجوزها عشان تربيها ...و لا نسيت  إن الخا"طية كانت...


- هسسس 😤😡....حنان تبقى مرتي و كلمة زيادة عن حرمتي مش عاوز أسمع ... و إياكي يا سنية ...إياااااكي تنطقي الكلمة دي مرة تاااانية لأقصلك لسانك !! اللي جوة دي مش بس شايلة إسم بدر الراوي ....دي كمان شايلة إبنه 

يعني كرامتها من كرامته و شر"فها من شر"فه ...البت صحيح غلطت بس خذت جزاتها و زيادة ...و احنا مش ربنا عشان نحاسبها ...هي دلوك مسؤولة عن روح تانية جواها يعني  لو حد جيه عليها او اذاها  بكلمة واحدة  كإنه جيه عليا انا و حسابه هيبقى معايا عسير ....فاهمين؟

سنية و هناء بضيق : فاهمين 😓


بدر و هو يقترب من سنية و  ينظر في عينيها بتحد صريح

و تفكر وحدة بس فيكم تأذيها ...هأندمها عاليوم اللي خلقت فيه و بعدها و ديني و ما أعبد لأكون رامي عليها اليمين بالثلاثة !


ثم ابتعد عنها و قال  بصوت عال: و ايوة يا سنية  ...

انا اتجوزتها عشان تجيبلي الولد اللي مش قادرين تجيبوه ..ده اللي كنتي عاوزة تسمعيه مش اكدة!! يالا دلوك غوري انتي و هي خلونا ناكل لقمة عشان ألحق  أطلع تاني ... !!! 😤


وصل خالد مسرعا و تم اسعافها لحسن الحظ ان المستشفى كان قريب جدا ..

خرج الطبيبة فإندفع نحوها خالد بقلق : كيف وضعها الآن دكتورة ؟؟ 

اغلقت الباب و  هي تقول : لقد وصلت في الوقت المناسب   فالبخاخ لم يصل الى شعبها الهوائية لهذا فقد اعطيتها حقنة وريدية تساعدها على توسيع الشعب و التقليل من الإلتهاب  هي تشعر الآن بتحسن...

خالد : هل تستطيع الخروج الآن ؟؟

الطبيبة : استطعنا اسعافها  لكنها تحتاج الى بعض الوقت بعد على جهاز الأوكسجين ...لكن يمكنك رؤيتها ...عن اذنك 


فتح ذلك الباب بقلق و دخل بهدوء 

كانت تضع أنبوب الأوكسجين  في انفها و سرعان ما ادارت وجهها للجهة الاخرى حين رأته يدخل 


كانت تشعر بالضيق من تعرضها لهذا الموقف المخزي امامه ...لم تكن تريد أن يراها ضعيفة بهذا الشكل ...ماذا ستقول له الآن 😓


كان خالد  يعتقد لانها لا تزال غاضبة منه بسبب ما حدث بينهما في الحديقة .. لم يجد كلمات مناسبة للإعتذار فقرر ألا يفتح الموضوع ثانية 

اقترب منها بهدوء و هو يقول : حمد لله على سلامتك ...رعبتيني عليكي بجد .

لا رد 

- لو قلتيلي انك مريضة ربو مكنتش سبتك دخلتي جوة الشلال...شفتي نتيجة تهورك ايه ؟؟ الحمد لله ربنا ستر و كان فيه دكتور معدي بالصدفة ولا مكنتش هاعرف أتصرف ازاي 


لا رد

كان كلامه بيزيد من شعورها بالضيق اكثر .. و تحترق داخليا و هي تهمس مع نفسها 

- فهمتي دلوقت إن انتي ملكيش حق تحبي و تعيشي قصة حب زي الناس يا سحر.؟؟ يبقى من النهاردة تنسي موضوع خالد ده و تشيليه من دماغك خالص !!

- بس انا حاسة أن هو كمان  بيحبني  . .خوفه  ..و لهفته  كل تصرفاته كانوا بيقولوا كدة !! 

- خوفه ايه بنت الهب"لة ما تفووقي ؟؟ الراجل كان خايف ليتورط لو موتتي بسببه 😮‍💨

- لا .. لا مستحيل يكون ده السبب ... ده حتى رفض ان الدكتور يلم"سني و كان هيحر"قه بنظراته لإنه فكر بس يعملها و هو ما يعرفش اصلا اني مريضة ربو ..كل ده و مش حب ؟؟ اومال يبقى ايه بس ؟؟

- لا يا ناصحة مش حب ...و بعدين تعرفي ايه عن الحب انتي  هاا ؟؟ قلتلك ده مجرد خوف و شعور بالذنب مش اكثر !! 

- طب طلب يقابلني تاني ليه ؟؟ كان مرتبك و متوتر اول ما شافني ليه ؟! 😥

- واضحة زي الشمس يا عب'يطة..راجل في سنه و لسة اعزب يبقى عايز ايه ؟؟ أكيد ينبسطله شوية معاكي لما شافك هب"لة و على نياتك... اومال اختار الحديقة المائية ليه ؟ مش عشان تتفسحلكم شويتين لحد ما يلاقي فرصة و يستفرد بيكي زي ما حصل جنب الشلال ؟؟

- نتفسح ايه بس 😓 ...اهو بدل ما نتفسح مرمطت الراجل في المستشفيات و مو"تته من الخوف بسبب شعوره بالذنب .. الظاهر ماما معاها حق لما كانت طول عمرها بتقولي انتي عالة على أي حد في حياتك يا سحر 😓


- مش عايزة تردي عليا يعني ! 😮‍💨

تنهد خالد بضيق ثم قال :  طب بصيلي حتى 

- سحر : .........

- بعد شوية هيشيلولك أنبوب   الأوكسجين و هتقدري تطلعي

لا رد 

استجمع خالد شجاعته ثم قال : انا هاوصلك لحد بيتكم 


انكمشت في مكانها بضيق و لم تجبه لكن تعابيرها كانت توحي بالرفض ...فهم اجابتها فأكمل: انا  مش عايز اعتراض ... مستحيل اسيبك تمشي و انتي عيانة كدة..

- و انا مش عايزة شفقة من حد ...انا كويسة


قالتها بجمود و حزن  خفي دون ان تلتفت إليه 

خالد بدهشة : مين قال اني شفقان عليكي !!! ..انا خايف لتتعبي تاني و هيفضل بالي مشغول لو مشيت و سبتك و انتي كدة

لا رد 

فكر خالد قليلا ثم قال : طب حيث كدة انا مضطر أتصل بمامتك تجي تاخ....

- لاااااااا 😑😓


صرخت سحر برعب و هي تلتفت  إليه و ترمقه بنظرات خائفة كأنها تترجاه : لاااااا ...اوعااااا تقول لماماااا ...أتصل ب بابا بس بلاش مامااا 😓


اقترب منها مسرعا و هو يمسك كلتا يديها و يهدؤها بلطف بالغ - شششششش خلااااص اهدي مش هأتصل بحد...اهدي ارجوووكي انا آسف ...انا بس مش عارف اعمل ايه  عشان اريحك ..قوليلي انتي طيب  اعمل ايه و انا اعمله ! 


لم تقل شيئا و سرعان ما سحبت يديها من بين يديه و انكمشت على نفسها ثانية و هي تلتفت الى الجهة الاخرى 

- انا مش فاهم ايه سر خوفك الغريب من مامتك ده...الناس عادة بيخافوا من باباتهم ...

لا رد 

- على فكرة انا لاحظت ان فيه ما بينكم نفور او برود او حاجة زي كدة بس مكنتش عايز اتدخل قلت دي أمور عائلية ما تخصنيش

لا رد 


تردد خالد قليلا ثم استجمع شجاعته و قال : بس انا حكيتلك عن حياتي و عيلتي ... كنت اتمنى اعرف انا كمان شوية عن ظروفك .. طفولتك ..طموحاتك ..حاجات زي  كدة يعني 

لا رد 


جلس الى جانبها يراقبها بحزن و بقيا على تلك الحال لبعض الوقت 

صامتين تنظر هي الى خارج النافذة و ينظر هو الى شرودها بعجز 


بعد مدة  قطعت ذلك الصمت الرهيب حين بدأت بالحديث فجأة  و هي لا تزال تنظر الى خارج النافذة  


-زمان  كنا عايشين في بيت العيلة ...خلفت أمي حنان 

 طبعا الكل كان مستني ولد .. بس قالوا عادي .. بعدين اتولدت أنا 

كانت ماما  مستنية ولد... لكن مش  بس طلع المولود بنت...لا و كمان عيانة !! قالولهم ان مناعتها ضعيفة جدا و محتاجة رضاعة طبيعي و اهتمام اكثر لانها هتبقى معرضة للامراض  بسرعة 

بس اللي حصل ايه؟؟  عكس كدة 


ماما اتعرضت للضغط و للتجريح و التلقيح بالكلام من جدتي  كثير و هي لسة نٓفٓسة :  انتم عيلتكم مش بتجيب غير البنات ...كانت واضحة زي الشمس...امك خلفتها بنات بس .. و اختك خلفت بنت ..و انتي  جبتيلنا بنتين و ابني هيموت و يموت اسمه معاه.. و اهي سلفتك ام بدر بسم الله ماشاء الله كل خلفتها ولاد و سلفتك أم جابر كمان ...مفيش غيرك انتي طلعتي ام البنات. كان يوم اغبر يوم ما فكرنا نناسب عيلة زيكم


ماما جالها اكتئاب بعد الولادة و كرهتني مبقتش عايزاني 

رفضت ترضعني لحد ما الحليب عندها نشف ...مناعتي ساءت جدا بعدها ... طفولتي كلها تقريبا قضيتها في اللف عالمستشفيات و الطواريء و الأدوية و دور السخونية .. كان عندي مشكلة نمو ..مشكلة التهاب حلق دايمة و طول الوقت سخونية و كحة و صفير لحد ما جالي التهاب رئوي حاد و هو اللي اتسببلي بمرض الربو المزمن ده .


بعد ما خالتي خلفت بنتها الثانية ندى ابتدت  جدتي تزن على بابا عشان يتجوز تاني و تقنعه ان خلفتهم ما فيهاش رجاء  بس هو رفض  و عارض اهله و ده اتسبب لهم بمشاكل كثير مع جدي لدرجة انهم طردوه من بين العيلة لإنه خالفهم و بقى بابا لا ملحق على مصاريف الإيجار ولا مصاريف علاجي ولا معيشتنا ..و لا طلبات حنان اللي مش بتخلص 


 خالتي الله يسترها اتنازلت لماما عن نصيبها في بيت جدي و انتقلوا ليه و بعدوا عنهم خااالص و عن مشاكلهم


بس رجعت المشاكل تاني لما جدي عبد الرحيم اتوفى 

جدتي خيرته يا اما يتجوز تاني و يرجع بيت العيلة و ياخذ ميراثه يا اما يتحرم من الميراث و ابوي رفض 

عشان كدة ماما كانت مصرة انها  تحمل تاني يمكن تجيب الولد اللي هوما عايزينه و يكش يبطلوا زن ...بس بابا رفض كمان ... بسببي طبعا

قالها ازاي عندك طفلة عيانة طول الوقت و بدل ما تهتمي بيها  و تديها حبك و حنانك عايزة كمان تخلفي و ترميها !! 


ماما بسبب كدة كرهنني اكثر ..كانت دايما بتفرق ما بيني و بين حنان في المعاملة ... كنت دايما باتعرض للتجريح و التهزيق و الانتقاد ..ده حتى بأحس ساعات انها بتنتقم مني لإني خلقت مريضة ...و بتحملني مسؤولية كل حاجة قال يعني كان ب ايدي !! 


صمتت قليلا  و هي تنظر الى الارض بحزن  كأنما تفكر في ذكرى ما 

خالد وجعه قلبه عليها اوي ..ياااه  للدرجة دي بنته اتعذبت و هي لسة وردة مفتحة ...هو فيه أم قاسية بالشكل ده !!

أكملت حديثها 


من و انا صغيرة  كنت محتاجة حنانها و اهتمامها بس عمري ما شفت منه حاجة.. .  من كثر ما زهقت مني كانت بترفض توديني المستشفى .. بيطلع بابا بالليل و ياخذني و انا عندي دور سخونية جامد و تكمل هي نوم عادي ...أهم حاجة عندها ان حنان بخير .. و الباقي مش مهم ...

ده انا وصلت بيا اني فرحت لما العصابة خطفتني قلت اهو دلوقت هتعرف قيمتي أخيرا و تخاف عليا و تحن عليا


ابتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت بعبرات مختنقة

 انتي عالة يا سحر ...و انتي عبء عاللي هيتجوزك يا سحر ..ده ان لقيتي اللي يرضى بيكي اصلا  ..و انتي السبب  في وضع ابوك المادي يا سحر ....و كان زماني مخلفة أربعة بعدك لو مكنتيش عيانة .... كان زمانا بقينا اغنياء لو كنا أخذنا نصيبنا من الورثة ..

و مكناش اتشحططنا في الغربة ..إنتي وش نحس يا سحر .. 

 وش مرض ..و وش فقر...  من لما اتولدتي و احنا من مصيبة لمصيية ... و اللي من سنك المفروض اتخرجو... و انتي عمالة بتسقطي سنة ورا الثانية بسبب مرضك الغب'ي !


صمتت قليلا ثم قالت بقهر : ده انا حتى ساعات كثير كنت باسمعها و هي بتدعي عليا و بتتعمد تسمعني و هي  بتقول كان يوم نحس يوم ما خلفتك ...ربنا ياخذك عشان أرتاح منك ..يا رب تموتي .😭😭

لم تستطع التحمل اكثر و انهارت بالبكاء بشدة 


لم يتحمل خالد دموعها فإقترب منها و إحتضن صغيرته بحنان بالغ و هو يمسح دموعها 

- شششششش دموعك دي غالية اوي يا سحر ...اوعي تعيطي تاني ...و بعدين انا مش شايف قدامي عالة ولا بنت عيانة...


أدار وجهها بيده و نظر الى عينيها بحب

- انا شايف أرق و أجمل بنت في الدنيا كلها ...بالله عليكي ما تعيطي.. العيون دي حرام تشوف الحزن


مسح دمعة اخرى ثم احتضنها ثانية  بحب و هو يقول 

- كل ده هيتغير أوعدك بكدة 


لم تفهم جملته و لم تشأ أن تفهم حتى 

استكانت في حضنه و لم ترد التفكير في أي شيء 

كانت تشعر أنها تحتاج إلى ذلك الحضن  بشدة ... كما انها كانت بحاجة الى البوح بكل ما يؤلمها منذ سنين ... لا تدر لماذا شعرت بأنها تريد أن تخبره هو بالذات عن كل هذا  !! 

لم تفكر قبل هذا في البوح لأحد و لا حتى لأقرب الناس إليها : أميرة ...فكيف استطاع أن يجبرها على اخراج ما في جوفها بتلك السرعة !! اي سحر هذا الذي مارسه عليها !! 


في تلك اللحظة رن هاتفها فإرتعدت فرائصها 

- دي ..دي ماما !! 😱

- أهدي مالك اتخضيتي  كدة...ردي عادي 

حاولت تمالك اعصابها و مسحت دموعها و انفها و هي تقول بصوت خافت: الو ..أيوة يا ماما 

- انتي فين يا مقصوفة الرقبة !!! 😡

- انا...انا عند ساندي هكون فين يعني 😥؟

- قلتيلي ساندي مش كدة!! ...ساندي اللي عيد ميلادها بعد عشر أيام !! 


شهقت سحر بخوف بينما أكملت فاتن بغضب جحيمي 

- انا اتصلت ببيتهم و عرفت أن ساندي راحت تقضي الاجازة عند عمها ف اونتاريو...اما انتي بقى  فلما توصلي البيت  هأعرف حسابي معاكي... 

كانت ستجيب لكن خالد أجاب بدلا عنها 

حاولت منعه لكنها لم تستطع: 

- مش تسأليها الاول هي فين ؟؟؟


فاتن بصدمة: انت 😳!! انت بتعمل ايه مع بنتي !! وديتها فين؟😡

خالد بتهكم: بنتك !  بنتك في المستشفى اول ما العلاج يخلص هأجيبها على طول 


لم ينتظر اجابتها و اقفل الخط تاركا إياها في صدمتها و غضبها

- ايه اللي انت عملته ده !! هقولها ايه دلوقت ؟؟

- تقوليلها الحقيقة .. انك كنتي معايا

- انت بتتكلم بالبساطة دي ازاي !! 


بينما كانت تتكلم كان يفكر في أمر شغل باله كثيرا 

- حتى بعد ما حكيتلك كل اللي حكيته ! انت متخيل انها  ممكن تسمحلي اطل...

-  سحر انتي قلتي انك سقطتي كذا سنة ؟؟ ليه هو انتي  عندك كام سنة ؟؟ 

سحر بإرتباك فهي لم تتوقع السؤال : بعد شهرين  هأتم 22 سنة ليه ؟؟ 😕

تهلل وجه خالد بأمل 

- عندها 22 !! يعني مش صغيرة للدرجة دي !! شايف يا عقل العصفور ! قال قاصر قال !! و الله ما حد قاصر غيرك 😤كنت هاضيع البنت من ايدي بسببك 😤

ثم قال لها  : 

-  مش هتضطري تكذبي بعد كدة ولا هتقدر والدتك تعملك حاجة كمان ...😊


وقف بفرحة و قال : هاشوف الدكتورة عشان نطلع

خرج و تركها في حيرتها لا تفهم شيئا !!


كانت في غرفتها تسمع كل ما حدث ... هل حقا دافع عنها  و أنصفها ؟؟ وقفت بذهول تستوعب ما سمعت و كأنها تتعرف لأول مرة على الجانب الخفي من بدر الراوي .... الجانب المشرق الذي لم تره يوما قبل الآن 

شخصيته القوية ..مواقفه الرجولية.. عدله ..شهامته صفاته تلك  التي يتحدث عنها الجميع و يمتدحه من اجلها ...كل هذا جعلها تشعر بشيء غريب  ...قشعريرة دافئة سرت في كامل جسدها ..


 تلك الكلمات البسيطة التي القاها في وجه زوجتيه  في بضع ثوان جعلتها تعرف حقا من هو بدر....جعلتها تستشعر حقا حبه لها .. 


حبه الذي كانت تلتمسه من حنانه البالغ في السرير و كان  يبدو جليا في عينيه حين يكونان معا في لحظاتهما الحميمية ..كانت تشعر أنها لم تكن مجرد رغبات رجل عابرة بل عشق كبير .. لكنها كانت دوما تكذب حدسها و تتذكر معاملته القاسية فتلغي الفكرة تماما من رأسها ...


لكنها الآن باتت  متأكدة .. جعلها  هذا الموقف  تبكي سعادة  ...

و لأول مرة تشعر بالفخر و الإمتنان لكونها زوجة رجل مثله...لدرجة أنها تعجبت من هذا الشعور ...و لو كان احدهم قد قال  لها قبل أشهر  من الآن  انها ستشعر بتلك السعادة و الفخر لكونها زوجة بدر الراوي لكانت سخرت منه و بشدة 


ثم تذكرت فجأة ما حدث بينهما قبل قليل فإبتسمت و هي تضع اصبعين على شفاهها  

فلاش :

حنان لمي خلجاتك كلها و جهزي شنطتك هنمشي بعد الغدا 

حنان بتعجب : نمشي نروح فين ؟؟ 

اقترب منها و رفع طرحتها عن رأسها ثم قال

- هو انتي متخيلة ان أنا ممكن اسيبك مع سنية لحظة وحدة بعد كدة!!

ثم راح يمسح على شعرها برفق :   الحرباية الثانية أكيد قالتلها ...و انا ما اقدرش اقعد معاكي طول الوقت  ! انتي من النهاردة و لحد ما تولدي بالسلامة هتقعدي عند الحاجة هنادي 


حنان : اقعد مع أمك في بيت العيلة ؟؟ بس انا خايفة  يعني ...😓

ما تخافيش من حاجة طول ما اني جنبك 

- يعني سنية ما تقدرش توصلي هناك ؟؟ 😰

- من لما جيتي اهني شفتي امة جات عندنا كام مرة؟؟

- ولا مرة !

- طب و سنية زارتها كام مرة ؟؟

- ولا مرة ..انا و هناء اللي رحنالها مرتين ثلاثة معاك 

- بالضبط اكدة...امة و جدتي مش بيطيقوا سنية إكمن  خلفتها كلها بنات ده غير طولة لسانها...يعني كيدا فيها  هي هتاخذ بالها منيكي كويس و مش هتعوزي حاجة  معاها  لحد ما تولدي ...هااا ارتاح قلبك اكدة! ؟


ابتسمت براحة و أومأت بالإيجاب  بينما اكمل بدر 

-جدتي صحيح ما بتطيقش أمك و يمكن ما تكونش لطيفة قوي معاكي بس  امة بتحبك و هتشيلك في عينيها خصوصا لما تعرف انك حامل ☺️..انتي ناسية كانت تناديلك ب ايه و انتي صغيرة ؟؟ 


ضحكت حنان حين تذكرت و قالت : فضة 😂

- عشان شعرك على طول منكوش و بترفضي تربطيه كانت دايما بتشبهك بالغوازي و تقولك فضة و انتي تقعدي تعيطي و تقولي لها اسمي حنان و هي تكيدك اكثر و اكثر و لما تتعبي من العياط تجيبك و تسرحلك شعرك المنكوش و هي بتقولك: طب ما تزعليش لما تتجوزي بدر ابني  ساعتها هابقى اناديكي بنتي حنان 


ضحكت حنان بعفوية و  قالت : اهو ده كان بيغيظني اكثر من فضة نفسه و بدل ما اسكو اعيط اكثر 😂


تاه في ضحكتها و اقترب منها برغبة و هو يلمس خدها و شفاهها بطريقة مثيرة : 

تعرفي ان اكثر حاجة عشقتها فيكي هي ضحكتك دي ! أدفع كل عمري عشان أشوفها على طول


  أخذها بين ذراعيه بحنان ثم  التثم شفاهها في قبلة عاشقة رقيقة جدا اذابتها و قلبت كيانها رأسا على عقب  ثم همس في اذنها بعشق: ما تتأخريش ..مستنيكي عشان نتغدى


كان يهم بالخروج فنادت عليه و هي تمسك يده بلهفة و رغبة لم تعتدهما من نفسها قبل اليوم :  بدر !!


نظر اليها و فهم ما كانت تريد لكنه تصنع البلادة و قال و هو يبتسم بمكر- خير  ..عاوزة حاجة ؟ ابعثلك هناء تساعدك في تحضير الشنطة ؟


شعرت بالإحراج فسحبت يدها و لم تدر ماذا ستطلب ثم تذكرت شيئا فقالت بسرعة لتخرج من هذا المأزق :

 احم ... انت قلتلي هتديني أكلم أمي لما نوصل ..


إبتسم بدر قائلا : بس اكدة ؟ أبقي فكريني و احنا رايحين عشان اشحن باقة رصيد دولي ...هااا ! مش عاوزة حاجة تاني ؟؟

تمتمت حنان بتوتر :احم... لا سلامتك 😥


عودة من الفلاش 

ايه اللي جرالك يا حنان !! معقولة ده اللي ما كنتيش طايقة تبصي في وشه حتى !!  دلوقت بقيتي انتي اللي عاوزاه !! تكونش هرمونات حمل زي ما بيقولوا ولا ايه حكايتك يا بنت !! 


دخلت سنية و هناء الى المطبخ بخوف و هما  تنفثان نيران الغضب و الغيرة معا 

سنية : قلت ابنك !! طيب يا بدر ! ان شاء الله تعد"مني العافية ان تم الحمل ده !😡

هناء : انا مش خايفة من الحمل قد ما انا خايفة من حاجة تانية ..

سنية بتعجب : هو فيه حاجة تخوف اكثر من الحمل !! انطقي يا بت مخبية ايه كمان !!!


هناء بضيق : بدر كان رايدها من زمان قوي يا سنية .. بس هي هزقته و رفضته .. كنت فاكراه  اتجوزها عشان يعاقبها و ينت"قم لكرامته .... بس شكله لسة رايدها كيف الاول و اكثر ... و الا مكانش هيمو"وووت من خوفه عليها .. و الدليل كان بيسوق بجنو"ن زي ما حكيتلك  لدرجة اننا كنا هنعمل حادثة عالطريق الزراعي 

سنية : قلتي رايدها !!! 😱 و انا ازاي محدش قالي عالموضوع ده قبل اكده!! 

هناء بضيق: لما إتجوزك كان موضوع حنان اتقفل و الكل كان شايف أنه يتكتم عليه احسن لإن  بدر  لو  كان سمع اي حد جاب سيرته و اللي حصل له من حنان وقتها كان هينهيه من الدنيا..


سنية بشر : يعني الموضوع مش نستر عليها و نعاقبها و بس يا بدر  !! لااااا ...الموضوع طلع اكبر بكثيييييير !!! يعني جايبلي حبيبة القلب و بتقولي نربيبها !!! 

بقى انا سنية بنت سيد الدمنهوري تستغفلني بالشكل ده !! طيب يا بدر  ...ان ما عد"متهالك و حسرتك عليها  هي و اللي ف بطنها ...ما ابقاش انا سنية !! 😡


عند خالد و سحر

اوصلها خالد الى البلدة ثم قال: بيتكم مش بعيد عن هنا تقدري تمشي ولا اوصلك ؟؟

- لا مش محتاجة توصلني انا هاقدر امشي شكلك عندك شغل تاني 

- ايوة مشغول. 

 سحر بإحراج و توتر - طب اسيبك دلوقت ...آسفة على اللي حصل 

خالد : آسفة على ايه ؟؟ محصلش حاجة 


ثم همس في نفسه : آسفة على ايه بس !! اذا كان النهاردة  اجمل يوم في حياتي  !!


كانت سحر ستخرج من السيارة لكنها تذكرت شيئا فإلتفتت إليه و قالت بإحراج  : انا نسيت اقولك ...كل سنة و انت طيب ... لو كنت أعرف كنت جبتلك هدية 😔

لا و فوق كدة قضيت يوم عيد ميلادك في مستشفى


إبتسم خالد و لم يجب 

خرجت من السيارة و راحت تجر الخطى و هي تشعر بالإحباط الشديد و هي تهمس : بعد اللي حصل ده مش هتشوفيه بعد النهاردة يا سحر...أكيد هيهرب ...شايفة عمل نفسه مستعجل ازاي ! كنتي فاكرة ايه يا عب'يطة !! هيتجوزك عشان يحطلك البخاخ كل ساعتين ؟؟


بقي  خالد ينظر الي طيفها بحب و هو يقول : عيد ميلاد السنة دي كان أجمل عيد ميلاد على الإطلاق .. حصلت فبه على أغلى و أحلى هدية في حياتي .. انتي 🥰


ثم توجه الى وجهته مسرعا 

 تأخرت في الوصول قدر المستطاع و كانت تتمنى ألا تصل 

دخلت الى المنزل فوجدت فاتن تطوي تلك الصالة ذهابا و إيابا بغضب : شرفتي اخيراااا 

توجهت نحوها بغضب و هي تمسكها من شعرها بكل ما اوتيت من قوة 

- تقدري تقوليلي كنتي مع اللي اسمه خالد فين و بتعملوا ايه  ؟؟ و وصلتو للمستشفى ازاي !!!

سحر بألم - ماما ارجوكي انتي بتوجعيني استني و انا هافهمك كل حاجة ...

فاتن بغضب : هتفهميني ايه ؟؟! انك كذبتي عليا و استغفلتيني !!! بتطلعي مواعيد غرا"مية و مدوراها من ورا ظهري و قال ايه عيد ميلاد !!! 


شدتها من شعرها بقوة و اسقطتها أرضا و هي تقول 

- طيب يا سحر الگلبة .الظاهر ما عرفتش اربيكي 😡بس ملحوووقة ....انا هأربيكي من اول جديد ..


- بس انتي ما ربيتنيش أصلا !!! قالها سحر بصراخ

انتي مكنتيش فاضية عشان تربيني ..ولا تهتمي بيا ...ولا تحبيني .. كنت مشغولة بالكره و الحقد و المؤامرات... ايوة انا كذبت عليكي. ..اضطرتيني أكذب اضطرتيني ادور على الحب برة ...ايوة انا بحب خالد و كان عندي أمل ان هو كمان يحبني .. بس الامل ده اتبخر لما تعبت قدامه و اضطر يتمرمط معايا في المستشفى في يوم عيد ميلاده .. انا كان عندي أمل أنه هيعوضني عن حنيتك اللي اتحرمت منها ..  ده بقى عندي عقدة في حياتي اسمها" ماما " 

المفروض لو خبيت حاجة عن الناس كلها مستحيل اخبيها عن أمي.. انا بقى العكس .. انتي الوحيدة اللي ما اقدرش اصارحك بحاجة عارفة ليه ؟؟! لإنك عمرك ما كنتي أم حقيقية ..انسي اني اقولك حاجة تخصني بعد كدة .... انتي خسرتي الميزة دي من زمان  .. كنت دايما  اتمنى تكون فاطمة. هي أمي بدل خالتي 


كل الغل ده في قلبك مني !!! بقى انا كل ده يا سحر !!! كله من أميرة ...هي اللي سممت دماغك من جهتي مش كدة !! لا و فوق كدة هتبوظ أخلاقك ...هي عايشة مع راجل غريب و انا بنتي تخرج مع صاحبه...يا عالم اتعرفت عليه ازاي 


سحر بصراخ : بس كفااااية افتراء ...أميرة امييييرة.  ....سيبتي بنتك اللي كانت مدوراها بجد و رايحة تفتري على اميرة !! دي امها هي  الوحيدة اللي وقفت جنبك لما الناس كلها بعدت عنك

.هتفضلي تكرهيها هي و بنتها لحد امتى !! ..أميرة انظف و اشرف بنت..  يا ريتني اكون زيها....و اللي بتتكلمي عنه ده يبقى جوزها .. و دفع ثلاثة مليون دولار بس عشان يحمينا من العصابة انا و هي 


كانت فاتن تقف مصدومة مما تسمع بينما تقبع سحر منهارة على الارض تبكي بحرقة 

- عايزة تبقي زيها قلتيلي !!! طب ايه رأيك انك مش هتطلعي تاني من البيت ده الا على قبرك ... و خالد ده تنسي انك تشوفيه تاني  و لا حتى في احلامك ... 

- مش هيحصل يا فاتن ..

كانت ستجرها عن الأرض من شعرها و فجأة سمعت صوتا 

التفتت كل من فاتن و سحر الى الباب لتجد صالح يدخل برفقة خالد و هو يقول لزوجته 

- خالد طلب ايدها مني و انا موافق  لو هي وافقت 

بارت 53🔥

-خااالد !! 

قالتها سحر بدهشة و هي تنهض عن الارض مسرعة

فاتن بصدمة؛ بتقول ايه يا صالح !! طلبها امتى!! و هو من شوية  بس كان ....

قاطعها صالح : عارف..  خالد حكالي على كل حاجة 

فلاش 


كان خالد يعرف المقهى الذي يجلس فيه والدها في هذا الوقت قبيل مغادرته للعمل..كان يقع بالقرب من منزلهم  لذا وضعها بعيدا و انطلق مسرعا بإتجاهه :

 مساء الخير يا عم صالح 

- استاذ خالد!!  !هتف صالح بتساؤل

خالد : انا كنت عايزك في موضوع  يا عمي صالح

صالح : طبعا يا ابني اتفضل ..اقعد 

خالد : بس قبل ما ابتدي أوعدني انك هتكون متفهم و تسمعني للنهاية لإني  شخصيا هكون صريح معاك لأبعد 

صالح بتعجب: تمام يا ابني أوعدك 🤨


عودة من الفلاش

فاتن بتعجب: و مع انك عارف جايبه بيتي عادي و لا كإنه هبب حاجة !! 😤

صالح بغضب : فاتن احترمي نفسك ده بيتي ...و ده ضيفي انا 😡


- طب قول لضيفك اني مش موافقة يا بابا 

قالتها سحر بإنهيار و هي تركض الى غرفتها و تغلق الباب على نفسها بقوة 


صعق الجميع بهذا الرد و خصوصا خالد الذي ألجمته الصدمة  في مكانه  لا يصدق انها رفضته !! 

نظرت فاتن  بشماتة إلى خالد و هي تقول لزوجها :  أظن انت سمعت ردها يقدر ضيفك يتفضل دلوقت بالسلامة 

ثم  دخلت غرفتها


صالح بإحراج : آسف عالموقف ده يا بشمهندس ...انا متأكد انها مصدومة و محرجة منك مش اكثر ...بنتي و انا عارفها مش بتحب تحس ان حد شفقان عليها 

- بس يا عمي انا مش شفقا.....

صالح بمقاطعة: سحر بتحس بشفقة  من أي حد و في اي موقف يا خالد يا ابني 

الإحساس ده اتولد فيها من كثر ما بتلاقي شفقة في كل مكان تقع فيه كل ما تجيلها ازمة ربو 

و من و هي صغيرة و هي تكره لما اي حد يقولها يا حرام يا عيني يا مسكينة ...ده اللي خلاها تتعقد و تفسر كل حاجة  من الزاوية دي ... عموما انت روح دلوقت و اتطمن ...و انا اول ما ترتاح هأكلمها  و هافهمها الموضوع ..عارف انها هتفهمني ...

اومأ خالد بقلة حيلة : اللي تشوفه يا عمي 😮‍💨


فاتن في غرفتها تطويها ذهابا و إيابا بغل 

-اتجوزت !!! و دفع  3 مليون  عشان  بس يطلعها ؟؟ اومال عنده كام ده !!! و دفع فيها مهر كام؟؟ معقولة  البت السهتانة دي تتجوز ملياردير و انا بنتي يطلبها الشوفير بتاعه؟؟


تذكرت حنان فتنهدت بحزن :  ولا الثانية ...😓 يا حسرتي عليها و على شبابها اللي ضايع في الزرايب و لا قادرة اتواصل معاها و اعرف أخبارها حتى ....لا و العقربة  ام جابر كل كام يوم  تتصل تشمت فيا و هي بتحكيلي بيحصل معاها ايه من ضرايرها 😥😓 ... كله بسببك يا أميرة لو مكنتيش جيتي عندنا مكانش كل ده حصل و كانت بنتي فضلت في حضني 😭


في تلك اللحظة دخل صالح بغضب

- ايه الموقف الباي"خ اللي انتي حطيتينا فيه ده ؟؟ حد يقابل ضيفه بالطريقة الماسخة اللي انتي قابلتيه بيها دي!! ده لو جاي يشحت منك مش هتعامليه كدة!!😤


فاتن بتهكم - يا ريته كان جاي يشحت  كنت اديته لقمة و قرشين و عطفت عليه ..بس ده جاي يطلب ايد بنتي ...هو انت فاكر اني ممكن أديها لاي حد !! مش فاضل غير الخدامين  يناسبونا 🙄

- خدامين ايه يا ولية  انتي بتتكلمي عن مين ؟؟🤨🤔

فاتن : خالد ده .. مش يبقى سواق ياسين بيه اللي واخذ السنيورة بنت خالتها معاه و قال ايه  متجوزها  من ورانا كلنا؟؟ 

- إتجوزها ؟؟.. اتجوزها امتى !! 

--مش عارفة. ..و مش ده موضوعنا .. المهم انا بنتي مش أقل منها عشان تتجوز الصبي بتاعه


صالح بغضب: صبي ايه يا غبية ده مهندس قد الدنيا و ماسك إأدارة مصنع الخشب اللي في اوتاوا 

فاتن بتفكر : قلت مهندس؟ ثم عادت للتجهم : برضو يفضل شغال عند سيده.


اومأ صالح بيأس و قال : مفيش فايدة فيكي ...انا رايح عالشغل ..

كان سيأخذ ملابسه و يتوجه الى الحمام لكنه تذكر شيئا فإلتفت إليها و قال بحدة : وسيبي البنت ف حالها إياكي تهوبي ناحيتها او تضايقيها بكلمة واحدة فاهمة ؟ لما أجي بكرة هاتكلم معاها انا 

خرج و غمغمت فاتن و هي تنظر خلفه  و تكرر جملته بتهكم :لما أجي هاتكلم انا معاها ! يا اخوي اتنيل انت و هي ...عيلة فقر 😏


كان ياسين في مكتبه حين جاء بيتر : سيدي لقد جاءت المرأة التي تنتظرها 

-دعها تدخل 

قالها و هو يتذكر حديثه مع منذر


فلاش 

كان في المصنع  يفكر في وضعه الحالي ..أميرة مريضة و تحتاج المساعدة و هو مشغول طول الوقت و هاهي الآن في صدمة نفسية ..لا يعلم ان كانت ستخرج منها سريعا ام لا.

لا يستطيع أن يواجهها لكنه لا يستطيع تركها بلا طعام ولا متابعة 

 كان ينظر الى العمال بشرود و فجأة سمع منذر يتذمر من ذلك الفراش الجديد و هو يقول 

-كم علي أن اخبرك. ..قهوتي سادة ...لاااا سكر هل تفهم !! 

ثم أردف بحزن

-الله يرحمك يا عم سليمان....كنت بتفهمنا من غير ما نطلب حتى !! 


نعم لقد وجدها !! أم أحمد !

كيف نسيها !! تلك المرأة الطيبة التي كانت تأتي بين الحين و الآخر لتساعد زوجها فتوزع حبا و اهتماما للجميع و كأنهم كلهم ابناؤها  ..فيشعر الجميع بدفء العائلة و تؤنس وحدتهم فلا يحس أحدا بالغربة في وجودها ..ليس هذا فحسب ..لقد كانت امراة ذكية فطنة تحمل  الكثير من الحكمة و البصيرة و لها لرؤية واسعة لكل شيء تقريبا و كل من كان يقع في مشكلة يلجأ إليها فقد كان لديها تقريبا حلول لكل احد 


لقد توفي زوجها منذ بضعة أشهر لكن كثرة المشاكل و الهموم انسته السؤال عليها و تفقد اخبارها 

ياسين بتفكر- منذر هي اخبار خالتي ام أحمد ايه ؟؟

منذر بشفقة :هيكون ايه يعني .. المسكينة من لما اتوفى جوزها و هي قاعدة لوحدها ....انت عارف ان ابنها ما يقدرش يعيش معاها  هنا لإنه بيشتغل في ميناء الكيبك و عايش هناك هو و مراته

-طب  ما تروحش هي تعيش معاهم في الكيبك ليه ؟

-تعيش ازاي في البرد اللي هناك اذا كانت  مش قادرة عالبرد اللي هنا ! الولية عندها روماتيزم 

- مادام كدة ما رجعتش مصر ليه ؟؟

- ترجع لمين ..المسكينة ما لهاش حد بعد ربنا وعمي  سليمان  الله يرحمه غير إبنها ...اهو اقله هنا بيزورها كل شهر

فكر ياسين قليلا ثم قال : طب اسمعني كويس يا منذر 


عودة من الفلاش 

دخلت امراة في أوائل الستينات من عمرها تبدو عليها ملامح الطيبة و السماحة و الحكمة 

-اتفضلي يا خالتي ام أحمد ..نورتي بيتي

- منور باصحابه يا ابني 

-ازيك يا ست يا طيبة...

-الحمد لله على كل حال يا ابني

-اعذري تقصيري يا خالتي المفروض اسأل عنك بس مشاغل الدنيا نستنا

-معذور يا ابني... عارفة انك صاحب مسؤوليات كثير و ليك حياتك و مشاكلك ...كفاية انك صرفتلي معاش المرحوم زي ما هو هعوز ايه اكثر من كدة!؟ 

-العفو  يا خالتي ...المهم ندخل في موضوعنا ...أظن منذر فهمك المطلوب منك كويس 

- ايوة يا ابني ... فهمني على كل حاجة 

- خالتي ام أحمد انا مش بأثق ف اي حد و خصوصا لما يتعلق الامر بالبنت دي...عشان كدة وصيت عليكي انتي بالذات ..  احنا نعرفك من زمان و عمي سليمان الله يرحمه كان صديق ابوي مش موظف عنده بس 

- الله يرحمه... ربنا يكرم اصلك يا ابني ... و ما تخافش عالمحروسة هي هتبقى في عينيا..

-انا معتبرك من العائلة عشان كدة اعتبريني زي أحمد ابنك و اعتبري نفسك في بيتك ...بيتر هيوريكي اوضتك وظبي هدومك بعدين حضري العشاء و اتعشوا انتي و هي انا هأتاخر 

- حاضر يا ابني ربنا يسهلها معاك 


كان ياسين يهم بالخروج من القصر حين رن هاتفه 

- الو أهلا يا حاتم

- انت فين من زمان  يا راجل !! 

- مشاغل الدنيا بس يا حاتم...خير فيه حاجة؟؟

- مش المفروض النهاردة دفنة صاحبنا منير ؟ ولا انت مش جاي!؟ احنا في المدافن 

- لا طبعا جاي ... شوية و هألحقكم 


نادى بيتر فجاء إليه  مسرعا

- لست مضطرا  لشرح ما سيحدث ان حصل لها مكروها هل هذا مفهوم؟؟ ... 

-مفهوم سيدي. ..لن يحلق طائر فوق القصر بدون علمي

- حسنا اذن ..انا ذاهب .

 ...

في تلك اللحظة وصلته رسالة نصية ما إن قرأها حتى جز على أسنانه بغضب و هو يقول : حسابك ثقل اوي يا دانيال الگلب انا هأعرف أحطك عند حدك ازاي 

ثم انطلق إلى المدافن و هو يتصل بخالد 

خالد : الو 

ياسين : انت فين يا بني أدم ! كرم بيقول انك ما رجعتش من يوميها ..حصل ايه مش كان المفروض ترجع على اول طيارة !!

خالد بحزن: كان عندي مشكلة لازم أحلها هنا في مونتريال 

و لو اتصلت بيا  عشان كرم قالك فأنا ....


ياسين :انا أولا اتصلت  النهاردة عشان عيد ميلاد صديقي  الوحيد .. كل سنة و انت طيب يا لودة 

--و انت طيب يا اخوي 

قالها خالد بتنهيدة

ياسين بشك ؛ مالك ؟؟  مش على بعضك  يعني ؟

-مفيش 😮‍💨😔

ياسين بمزاح: سحر مش كدة ؟؟😉


تنهد خالد بحزن و لم يجب 

ياسين : على فكرة كان واضح اوي انك بتحبها ...بس محبتش اضغط عليك لما كنا هناك... كنت عاوزك انت اللي تحكيلي 

خالد بضيق : هأحكيلك ايه ولا ايه بس ..😮‍💨

ياسين بمزاح : انا  مش عارف انت عملت ايه بالضبط بس من صوتك شكلك هببت الدنيا 

خالد : انا طلبت ايدها من ابوها بس هي رفضت 😥😓

ياسين : طلبت ايدها مرة وحدة !! مش كنت تستنى نتيجة الثانوية العامة الاول !!اهو يبقى اسمها بتدرس في الجامعة 🙄😂

-مش وقت تريقتك ياسين ..شفت ما حكيتلكش ليه؟

  ياسين : باهزر يا عم مالك !! عايز اطلعك من المود الز"بالة اللي انت فيه مش اكثر 😁

خالد بحزن : مفيش حاجة هتقدر تطلعني من المود ده ..ما تحاولش 😓

 ياسين : ليه هي كانت نهاية الكون !! ما تجمد اومال يا صاحبي مش متعود عليك ضعيف كدة ! 

خالد بحزن : مش مسألة ضعف ولا حاجة...انا بس تعبان

تعبان  اوي يا ياسين ...

- اومال انا اعمل ايه ؟؟

- تعمل ايه في ايه !! اه صحيح انا نسيت اسألك عن بنت خالتها انت قلتلها ؟؟ 

- كنت هاقول...بس الگلبة اللي اسمها ليليان طينت الدنيا 

- يا ساتر ! ايه اللي حصل ؟؟

-. بعثت گلب يغت"صبها و انا صحيح لحقتها  في آخر لحظة ...بس اعصابي سابت و اتسحبت من لساني قدامها و أكيد سمعتني 

--ها ايه اللي حصل ؟؟ 

-ولا حاجة ..من وقتها و هي ف صدمة نفسية مش بتتكلم مع حد 

-ياساتر ...و انا اللي يقول مصيبتي كبيرة !

-لمهم خلينا فيك ..تقدر تقولي وحدة زي سحر ترفض عريس لقطة زيك ليه ؟! 

خالد : بلا لقطة بلا نقطة... اهو في اول طلوعة طلعناها سوا خربت الدنيا زي ما حصل لي مع  مها زمان 😥

ياسين بضحك :زي مها .. لا ..اوعة تقولها !! 😂

-لا مش بالضبط ..بس يعني كنت متوقع إنها  ترفض بعد اللي انا هببته معاها في الشلال 😓

ياسين بضحك :لالا ده شكله الموضوع كبير اوي !! هات احكيلي  انت هببت ايه بالضبط  يمكن اساعدك  ؟ 


خالد : محدش هيقدر يساعدني في الموضوع ده الا جراح دماغ ...يمحيلها الذكرى الز"فت دي من ذاكرتها


فهم ياسين أنه شيء خاص و لذلك يشعر بالإحراج من ذكره فقال بمواساة  : خليها على الله يا صاحبي .. قول بس يا رب 

خالد بصدق: يااا رب ...

ياسين :قل لي ... انت في مونتريال مش كدة!! 

خالد : ايوة هنا بس بكرة الصبح  راجع تاني أصل كرم قار"فني كل وقت بيسأل هارجع امتى !

--هاااايل ... يبقى تركز معايا  و تسيبك من كرم عشان انا محتاجلك هناك  يا صديقي .. 

خالد : محتاجلي في ايه اوعة تقولي شغل !!  هو انا قادر اتلم على نفسي لما اشتغل!! 

ياسين : ده شغل من نوع خاص ...انا هافهمك  هتعمل ايه و اهي فرصة تفضل لك  يومين كمان هناك. .. ثم أردف بمكر


ياكش تصلح فيهم اللي انت هببته ده .. ما تنساش نتيجة الثانوية العامة بعد يومين 🙄🙂


تذكر خالد فقال : و الله معك حق ..هات ايه الموضوع ؟

- الگلب الي اسمه دانيال هنا في تورنتو

-بجد !! هو ابن الوا'طي ده مش ناوي يتعدل ؟

- اومال انا محتاجلك ليه؟؟

- انت ناوي على ايه بالضبط ؟؟

ياسين بتفكير: ناوي أقطع ذيله نهائي 


وصل ياسين فركن السيارة مسرعا و قال : بص انا وصلت المدافن هأبقى اكلمك بعد ما اطلع 

-اه جنازة منير النهاردة.. الله يرحمه و يسامحه بقى 


وصل بدر مع حنان الى بيت العائلة الكبير و كانت والدته تجلس في فناء البيت الخلفي  مع جدته بعض نسوة العائلة حين سمعت صوته

-سلام عليكم يا أهل البيت 


تهلل وجهها بسعادة و  قامت مسرعة و هي تقول 

- ده صوت بدر 

دخلت المنزل لإستقباله بالاحضان كعادتها

- أهلا بالغالي نورت  البيت و الدوار كله يا بدر

- بنورك يامة 


نظرت الى حنان و سلمت عليها بحب : ازيك يا حنان 

- الحمد لله يا مرات عمي 

ما بلاش مرات عمي دي ..  ما تقوليش امة ليه زي ما بدر بيقول هو انا غريبة ! ده انا اللي مربياكي

بدر : سيبيها على راحتها يامة ..هو احنا هنفضل واقفين عالباب ولا ايه!

- لا طبعا ..اتفضلوا بيتك و مطرحك يا ولدي 

نظرت الى الارض فوجدت حقيبة كبيرة فقالت بدهشة

- شنطة مين دي يا بدر !🤔

- دي شنطة حنان يمة ... جايبها تعيش هنا معاكي 

هنادي بخوف : اوعة يكون جرى حاجة ما بينكم !

-لا يمة مفيش

-يبقى الحرباية الي اسمها سنية عملتلها حاجة انا عارفاها كيادة و سمها قا"تل

-ولا سنية عملتلها حاجة .انا بس حبيت انها تقعد عندك و تبعد عن سنية و شرها لفترة


تهلل وجه هنادي بفرح : بجد يا بدر ! يا دي الهناء  .. تشرف و تنور البيت بيتها  ثم نادت بأعلى صوتها 

- فرحة ...بت يا فرحااااا


شعرت حنان بالإطمئنان من استقبالها الدافيء و قالت بإمتنان : ربنا يخليكي ..

جاءت الخدامة مسرعة: انتي ناديتيني يا ستي

- ايوة يا بنتي خذي شنطة ستك حنان فوق و روقي لها اوضة بدر القديمة 

- لا يامة حنان هتقعد في اوضة عمي صالح  القديمة اللي  جنب اوضتك 

حملت فرحة الحقيبة و ذهبت و توجه بدر و حنان مع امه الى المندرة 


جلسوا ثلاثتهم  وسط تعجب والدته 

- ليه بس يا ابني ! ما اوضتك شرحة اكثر و واسعة و بعيدة عن اي دوشة ..عاوز تحشرها في اوضة ابوها ليه؟

- انا مش عاوزها تطلع سلالم ...اوضة ابوها هتبقى احسن لها في الوضع ده و كمان عشان تبقى حداكي على طول 


نظرت إليه بتعجب بمعنى مش فاهمة!! فنظر الى حنان التي ابتسمت بسعادة و قال : حنان حبلى يمة ☺️


تهللت أسارير هنادي و قالت بسعادة غامرة : بتتكلم بجد الف ألف مبرووووك يا رب يكون الولد اللي مستنيينه بقالنا زماااان يا ولدي 

قامت إليها ثم احتضنتها بحب : مبروك يا بنتي ربنا يتمم لك بخير 🥰

ثم اطلقت زغروووودة عالية هزت أرجاء المنزل و نادت بصوت عال : منييييرة ...تعالي يا بت بلي شربااات للبيت كلووو 


سمعت النسوة الزغاريد و خرجن يستطلعن الأمر

و بعد لحظات أتت جدته بعكازها تمشي الهوينى

اسرع نحوها بدر و قبل يدها بإحترام و تبعته حنان

-اخبارك ايه يا تيتة

- الحمد لله يا ولدي  انت اخبارك ايه و حريمك عاملين معاك ايه

- الحمد لله يا تيتة

حنان : ازيك يا تبتة و ازاي صحتك 

- الحمد لله ... قالتها بدون نفس 


ثم نظرت الى كنتها و قالت بتساؤل : خير يا هنادي شايفاكي مبسوطة و بتزغردي ايه اللي حصل؟

هتفت هنادي بسعادة: حنان جايبالنا خبر حلو  يامة 🥰 انا بقول  تقولهولك بنفسها 

تمتمت الجدة حسنات بتذمر: ياما جاب الغراب لأمه 😏

ثم قالت بصوت أعلى : حنان جايبة خبر حلو ! هاتي فرحينا معاكم 🤨

شعرت حنان بالتوتر و احتمت ببدر و هي تنظر اليه برجاء ان يخرجها من هذا الموقف المحرج

تدخل بدر قائلا : حنان حبلى يا تيتة 

و اردفت هنادي: يمكن يجيلنا الولد اللي مستنيينه منها 😊


لوت حسنات فمها و قالت : ولد ايه اللي تستنيه من بنت فاتن ...قال على رأي المثل : اقلب القدر على فمها...😒


ثم تركتهم و ذهبت و هي تقول : يا حسرتي عليك يا بدر يا ولدي الظاهر نصيبك في الدنيا  زي نصيب عمك صالح 😣


شعرت حنان بالضيق فحاولت هنادي تغيير الموضوع : انا  هأخلي البنات يحضرلونا قهوة  و بالمرة اشوف اذا كانت الاوضة جاهزة عشان حنان ترتاح 


غادرتهما مسرعة فأقترب منها و احتضن يديها بحب 

ما تاخذيش في بالك من كلام جدتك .انتي عارفاها بتلقح في الكلام بس..لكن مستحيل تأذيكي ... اهم حاجة انك في أمان من سنية 


اومأت له بإستسلام فنظر الى جهة الباب ثم اقترب منها  و هو ينظر إلى شفاهها برغبة قائلا 

- بقولك ايه ؟؟

حنان ببلاهة : ايه ؟ 🙄

بدر  : البنت فرحة زمانها روقت الاوضة و انتي كدة كدة مش بتشربي قهوة..

اقترب من اذنها و همس: ما تقومي تتصلي بأمك تطمنيها عنك بعدها تضبطي نفسك كدة  على ما اجيلك ..😉


نظرت إليه حنان بتساؤل فأكمل و هو يغمز لها بمكر : مش انتي كنتي عاوزاني تقريبا كدة في موضوع  لما كنا في اوضتك ؟؟ 😉


شعرت حنان بالإحراج .. لقد فهم حقا ما كانت تريد 

نهضت مسرعة و هي تقول بلجلجة :لا  اا.. انا .. هاغير هدومي ... و أنام ...تعبانة 😰

بدر بإبتسامة ماكرة : براحتك ...اه انا نسيت أقولك ان انا من النهاردة هأغير برنامج النوبات بتاعكم : هيبقى ثلاث ايام لكل واحدة 🙄

حنان بدهشة : ليه ؟؟؟


استلقى بدر براحة على الوسادة و هو يقول  : الظروف اتغيرت ...انتي دلوك  قاعدة هنا  و مشوار الطريق طويل  انا ما اقدرش كل يومين  اسيب شغلي و مصالحي و اجيلك و ارجع  تاني يوم متصربع ...كدة احسن ...هابقى أضبط أمور الشغل و اعمل حسابي عشان لما  أجي هنا مرة كل أسبوع  اقعد براحتي

ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت بدون وعي : يعني مش هشوفك اسبوع بحاله!!


ضحك بدر بصوت عال  : و مالك اتفزعتي اكدة ؟؟

 انتبهت لما قالت فإنكمشت على نفسها بضيق  و قالت بتوتر :لا  يعني انت عارف اني حامل و ...احم...يمكن أحتاج حاجة ..و انت مش موجود ..،

فأردف بدر مازحا : اكونش وحشتك من دلوك !! 😂

-لا وحشتني ايه 😥..انا قصدي بس ..😓..يعني انا هأقعد هنا لوحدي معاهم 😰... 

-مش هتكوني لوحدك امة معاكي 🙄🙂و بعدين انتي وسط اهلك و ناسك 

-طب و جدتك ...انت سمعتها 😓

-ماهي جدتك انتي كمان🙄.. و لما تسمعيها طنشي و خلاص ..وعموما ما تقلقيش انا هأتكلم معاها و افهمها ان اللي قاعدة معاكم دي مش حنان بنت فاتن اللي ابنك خرج عن طوعك بسببها و انك تبقي حنان مرات بدر الراوي ..انا هأبقى اوصيها عليكي و جدتي مش بترفضلي طلب ..ها..عندك حجة تانية ؟؟ 


هربت الكلمات من لسانها لم تعد تدر ماذا تقول اصلا

  وقف بدر و احتضنها من الخلف و هو يقول :طب ليه اللف و الدوران يا بت عمي؟  هو عيب لما تقولي لي هتوحشني؟ 


ثم همس بأذنها: ما انتي كمان هتوحشيني و قوي كمان 

في تلك اللحظة دخلت فرحة بالقهوة فإرتبكت حين رأتهما و ابتعدت حنان بتوتر 


وضعت فرحة الصينية بإحراج دون ان تنظر إليهما و هي تقول : الاوضة جاهزة يا ستي 😓

خرجت فرحة مسرعة و همت حنان  بالخروج خلفها  : احم انا رايحة الاوضة

صاح بدر بصوت عال و هو يضحك : تعالي هنا ...مش هتاخذي التلفون ؟؟


عادت بتوتر و امسكته فاحكم قبضته عليه و هو يقول بعبث: 

مش هأتاخر ..أشرب فنجان القهوة بس و احصلك 🙂😉


توجهت نحو غرفتها و قلبها يخفق طربا : هل حقا هذا زوجها الجلف او المتخلف كما كانت تسميه دوما !! كيف تحول بين عشية و ضحاها  من  رجل قاسي متحجر القلب  الى رجل يمتلك مزيجا متناغما  ما بين  الرومنسية و الحنان و الرجولة الطاغية 

لا ...من المؤكد انه لم يكن هو الذي تغير ...كانت هي العمياء منذ البداية ...كيف اضاعت رجلا مثله  كانت تحلم به كل النساء في البلد بينما لا يحلم هو بسواها؟ كيف اضاعت  كل تلك السنين من عمرهما بسبب غرورها الغب'ي و حماقتها!! 


وضعت يدها على بطنها و قالت بحب : يا رب يكون ولد عشان اقدر اعوضه عن العمر اللي ضاع منه بسببي 😔

ثم تذكرت شيئا فأمسكت هاتفه و إتصلت 


سحر في غرفتها لا تتوقف عن البكاء و هي تتذكر ما حدث 

-يعني ايه طلب ايدي من بابا ؟؟ ده..انا حتى ما اعرفش مشاعره ناحيتي ايه !! 

-ما انتي اللي غب'ية...رايحة تحكيله قصة حياتك بتاع ايه؟؟

كنتي مستنية ايه بعد اللي حكيتيه ده كله... استعطفتيه لدرجة أنه قرر يتنازل و يضحي بحريته عشان ينقذك من جحيم أمك...مبسوطة كدة !! 😭

-يا بنتي ارحمي نفسك من الافكار السودة دي ما يمكن الراجل بيحبك هو كمان !! ليه متسربعة على طول كدة !! 

اهو اللي حصل بقى !!! دلوقت متأكدة اأنه ركب طيارة و رجع تاني بيته و هو بيقول الحمد لله انها رفضت و ابقى كدة عملت اللي عليا و زيادة و العيب جيه منها هي 😭


رن هاتفها و كانت ساندي 

وقت رغيك انتي كمان ...هتسألبني كذبتي ليه و قلتي انك جاية عيد ميلادي و رحتي فين ومع مين..  و عملتو ايه 

رن ثانية فاقفلته و رمته ارضا و غطت راسها بوسادتها كي لا يسمع نحيبها.


كانت فاتن تحضر طعام العشاء حين رن هاتفها برقم غريب

فاتن بتساؤل : الو !

- ايوة يا ماما انا حنان ..بأكلمك من تلفون بدر 

فاتن بلهفة: حنان !! ازيك يا حبيبتي عاملة ايه !!! اخبارك ايه طمنيني عنك 

حنان : الحمد لله يا ماما انا بخير ..وحشتييييني اوي 

فاتن : انتي اللي وحشتييييني اكثرررر يا روووحي و قلبي متشحتف عليكي يا ترى عاملين فيكي ايه الحيات ضرايرك ام جابر كل شوية تكلمني عشان تنقطني...قال ايه بتنظفي الزريبة و كل شوية تاخذي علقة 

-انتي عارفة ان مرات عمي شاهين بتزود من عندها كثير ما تاخذيش على كلامها  انا كويسة 

-اومال مش بتكلميني ليه ؟؟ سايبة قلبي محر"وق ليه؟

-انتي عارفة اني ممعيش تلفون و اديني خذت التلفون من بدر و كلمتك اهو... و هأبقى كل  أسبوع  اطمنك عليا لما يجيلي


 -اه فكرتيني في الحيو"ان ده ...عامل معاكي ايه !! اوعة يكون ييضربك !! جاه كسر ف رقبته


شعرت بالضيق من كلام والدتها و بنغزة في قلبها و قالت : ليه بس كدة يا ماما .. ده حتى بدر جابني أعيش هنا في بيت العيلة عشان يبعدني عن نسوانه و شرهم ...و بيعاملني كويس و وصى عليا كل اللي في البيت كمان 😔

-اومال كان سايبك. تنظفي الزرايب ليه قبل كدة ؟؟  عمل كل ده ليه دلوقت؟؟ 

حنان بسعادة : لإني حامل يا ماما 😊

فاتن بدهشة :-حامل؟؟ يعني كان بيقرب منك يا بت !؟؟ 😳

حنان بتعجب : ايه السؤال ده يا ماما ...و ما يقربش مني  ليه مش مراته ؟؟ ولا كنتي عايزاني امنعه عن حقه ؟  و بعدين ده اللي همك!! أنه لم"سني !! ده بدل ما تباركيلي  اني هأبقى أم و اجيبله العيل اللي نفسه فيه !


فاتن : طب ألف مبروك و ربنا يهني سعيدة بسعيدة... انا بس كان قلبي عليكي .. ازاي تخلفي من واحد زي بدر ده

-و ماله بدر ؟؟  مش راجل يعني ولا ايه !! 

فاتن بشك : مالك يا بنت انتي بتتكلمي بطريقة غريبة كدة ليه ! متأكدة انك بتتكلمي عن بدر ابن عمك؟؟ اللي كنتي تطيقي العمى ولا تطيقهوش؟؟ مش ده بدر ابن عمك المتخلف  ابو دم ثقيل !

-بدر دلوقت  مش ابن عمي و بس .. ده جوزي  و ابو ابني 

و من فضلك يا ماما  انا اتصلت اطمنك قبل ما الرصيد يخلص و اتطمن عليكم انتي و بابا و سحر ..

فاتن : كدة يا حنان ! 

حنان بضيق : ايوة ..و أبقي سلمي على بابا و سحر و طمنيهم عني 

اقفلت الخط دون ان تنتظر ردها 


-حرام عليكي ...اتصلت افرحك معايا قومتي نكدتي عليا في اجمل يوم في حياتي 😔😣


 ثم رمت الهاتف بضيق غافلة عمن يراقبها بشغف بالقرب من الباب و قد سمع كل ما دار بينهما و همس بشفقة عليها

-امك الكره و عدم الرضا جواها ملهمش حدود  و اي حد يقرب منها يتسمم منها بسببهم.. للأسف ورثتك كل حاجة وحشة فيها  لوقت طويل  بس انا هأخليكي تتغيري و تبقي حنان تانية متعرفش غير الحب و التسامح و القناعة .. أوعدك يا قلبي 


مضى يوم  طويل على أبطالنا حافل بالاحداث و تلاه ليل اطول عليهم ما بين تفكير و اشتياق و تخطيط و مكر 

فمنهم المشتاق و منهم  المستاء و الحاقد و  العاشق و المتألم و  المحب و الناقم و الحسود  و حتى التائه في احاسيسه 


في اليوم الموالي 

حضرت الطبيبة في الموعد 

كان ياسين قد غادر في الصباح الباكر 

ام أحمد : انتي الدكتورة داليا مش كدة

الدكتورة : ايوة يا خالتي ..انتي مين !؟

أنا خالتك ام أحمد اعتبريني مدبرة البيت الجديدة 

-تشرفنا يا خالتي ...أميرة صاحية ؟

-ايوة يا دكتورة ...بس يا حبة عيني زي ما هي

-انتي جيتي امبارح... احكيلي حصل ايه !!

-دخلت و حاولت اكلمها بس مسهمة و مش بترد..غلبت معاها اكلمها ما نطقتش بحرف... ده حتى الاكل اكلت بالعافية و هي يا كبدي و لا كإنها في الدنيا

-طب يا خالتي انا داخلة عندها 

بعد مدة 


خرجت الطبيبة ثانية 

توجهت إليها ام أحمد : طمنيني ردت عليكي ؟؟

-للأسف لا يا خالتي ...شكل الصدمة مطولة معاها 

ام أحمد :  بس انا  حاسة حاجة مش عارفة اذا كان عندي حق ولا لا 

-حاجة ايه يا خالتي 

صمتت قليلا ثم قالت :انتي بسم الله ماشاء الله دكتورة مش مسألة أقلل من قيمتك ...بس بحكم خبرتي في الحياة انا حاسة انها مستنية حد تاني عشان تتكلم 

- ازاي  يا خالتي 

-مع اني ما عشتش معاهم غير يوم واحد

بس انا عرفت من منذر بإختصار اللي حصل معاهم قبل كدة و قدرت استنتج  شوية حاجات  

-طب احكيلي يمكن نستفيد من خبرتك 😊

-البيه عاشقها و الظاهر هي كمان ....هو بيحاول يهرب منها ليه مش فاهمة ... و ده اللي مخليني استنتج إن البت  مصدومة من حاجة تانية  تخصه هو و  مستنياه هو اللي يكلمها مش حد تاني .. ما لاحظتيش كل ما يتفتح الباب بتبص بلهفة ازاي !

-صح لاحظت كدة

-تبقى مستنية طبيب القلب يا دكتورة ☺️


بارت 54🔥

-ما لاحظتيش كل ما يتفتح الباب بتحس بلهفة ازاي !

-صح لاحظت كدة

-تبقى مستنية طبيب القلب يا دكتورة ☺️

الدكتورة بإعجاب: بسم الله ماشاء الله يا خالتي ام أحمد ...ده انتي اللي دكتورة بقى  مش أنا !

-استغفر الله يا بنتي ..

الدكتورة: طب أنا هأمشي دلوقت و هأكلم ياسين بيه بعدين 


في تلك اللحظة وصل ياسين 

-سلام عليكم ...

-و عليكم السلام ..اجابتاه في نفس الوقت 

-كنت ماشية و هأكلمك  ..بس الحمد لله  وصلت في الوقت المناسب😊

-ايه الاخبار  يا دكتورة ؟...مفيش جديد ؟؟


حاولت  الطبيبة جس النبض فنظرت الى ام أحمد ثم نظرت إليه و قالت بعملية

-هي سامعاني بس مش عايزة تتجاوب معايا ...انا من رأيي تتكلم معاها انت ...

ياسين بإرتباك: ايشمعنى ؟

اومأت برأسها بثقة : متأكدة انها هتسمعلك اكثر بحكم انها تعرفك اكثر مني....

ياسين بقلق : طب افرضي حالتها ساءت لو كلمتها أنا  ؟

الطبيبة بمكر : وتسوء ليه هو انت اللي كنت اذيتها !! 🤔بالعكس المفروض تشكرك انك لحقتها 

ياسين بإرتباك : لا مش كدة  بس  يمكن تكون حتاجة رعاية نفسية خاصة 😥

ارادت الطبيبة التأكد من نظرية الخالة أم أحمد فنظرت إليها ثم سألت ياسين 

-ياسين بيه انت متأكد انك حكيتلي كل حاجة ؟؟

ياسين : تقصدي ايه بكل حاجة ؟🙄

-يعني مفيش معلومة مثلا نسيت تقولي عليها تساعدني في فهم الحالة اكثر ! 


تنهد ياسين بعمق ثم قال : بصراحة ...ايوة فيه ...مكنتش شايف انها مهمة عشان كدة ما حكيتلكيش عليها 

الدكتورة : في الطب النفسي مفيش حاجة اسمها مش مهمة ..ممكن اللي تشوفها انت كدة تكون هي مفتاح العلاج 


كانت أم أحمد تهم بالمغادرة : طب اسيبكم براحتكم يا ابني

فقاطعها ياسين : لا  يا أم أحمد خليكي...انا لو مكنتش معتبرك من العيلة مكنتش أستأمنتك على بيتي 


ثم نظر الى الطبيبة و قال بإحراج : بصراحة انا لما حكيتلك عن العصا"بة الي خطفتها  قلتلك اني إتصرفت  عشان  أقدر اطلعها تاني...بس ما قلتلكيش إتصرفت ازاي 🙄


نظرت إليه الطبيبة بإهتمام فأكمل : انا اتجوزتها من غير علمها

نظرتا الى بعضهما بدهشة بينما اكمل هو بضيق 

-كنت خايف من رد فعلها و مستني الوقت المناسب عشان اقولها بس حصل اللي حصل و عرفت بالصدفة يوم حادثة الإغت"صاب

نظرت الطبيبة إلى أم أحمد بتعجب ممتزج بالإعجاب فبادلتها هذه الاخيرة إبتسامة متواضعة 


 قالت الطبيبة بتأكيد : يبقى زي ما قلتلك  الحل عندك انت حاول تتكلم معاها بهدوء و تفهمها دوافعك و متأكدة انها هتسمعلك و هتفهمك

لم يجب ياسين بشيء لكن  أم أحمد إستشعرت قلقه من تلك المواجهة وأرادت طمئنته فأردفت  : 

انت بس إختار  الكلمات المناسبة يا ابني  و خليك فاكر حاجة وحدة بس : الكلام من القلب للقلب رسول...ساعتها كل حاجة هتبقى كويسة ... 😊


ابتسمت الطبيبة بإعجاب و هي تحمل حقيبتها و تتأهب للذهاب قائلة : عندك دكتورة تانية في البيت مش هتحتاجني بعد كدة يا ياسين بيه ...

ثم نظرت إليها قائلة : لو احتجت اي حاجة في شغلي   هابقى اجيلك يا خالتي ..☺️

-استغفر الله العظيم يا بنتي ..فوق كل ذي علم عليم صدق الله العظيم .. انا بس  عارفة الحاجات اللي ربنا علمهالي .. بس انتي متعلمة و معاكي شهادات 

الدكتورة : بس انتي معاكي حاجة أكبر يا خالتي : الحكمة...و من اوتي الحكمة فقد أوتي خيرا عظيما 


نظرت الى ياسين و قالت : ثق فيها و اعمل اللي تقولك عليه 😊

انصرفت الطبيبة بينما دخلت ام أحمد المطبخ و هي تقول : انا هأدخل احضرلكم لقمة للغداء على ما تكلمها 

ثم همست في سرها ...ربنا يعينك على ما بلاك يا ابني 


بقي ياسين ينظر بإتجاه غرفتها و هو يرى أنهما محقتلن فالهروب لم يكن أبدا حلا من  ضمن حلوله 

لذا فقد إستجمع شجاعته و أخيرا و  قرر الذهاب إليها ..

فتح الباب و دخل بهدوء 


دخل صالح الى المنزل و كانت زوجته ترتشف الشاي ببرود

صالح -صباح الخير

فاتن ببرود -صباح النور

نظر في ارجاء المنزل ثم قال بتساؤل: اومال سحر فين؟

-في اوضتها من امبارح  مش راضية تطلع منها 🙄

-طب أكلت و خذت علاجها  ؟؟

فاتن:و انا ايش عرفني !! 


صالح بصدمة:يعني انتي ما دخلتيش عندها من امبارح ؟؟😳

فاتن بتجهم: و مالك بتبرقلي كدة !! مش انت قلتلي اوعي تكلميها ا!! انا مالي !! 🙄


صالح بدهشة ممتزجة بغضب : معقولة قافلة على نفسها من امبارح من غير اكل !! و انتي قاعدة بتشربي الشاي بكل هدوء ولا همك حتى !! افرضي  جاتلها نوبة ربو و هي لوحدها!!! انت مسمية نفسك ام انتي!! 😡

وقفت فاتن بغضب: ما انت لو سمعتها و هي بتقولي يا ريت كانت فاطمة امي مش انتي مكنتش تزعقتلي كدة! 😤

صالح بغضب: هو كان من فراغ يعني !! ماهي عمايلك الز'فت معاها اللي وصلتها لكدة!! انا رايح اشوف البت ربنا يستر بقى ..


فاتن بتهكم : روح يا اخوي طبطب عليها و قولها حقك عليا أنا قال يعني أنا شي"طان و انت ملاك بجناحات..

نظرت الى كوب الشاي و وضعته و هي تقول بتذمر

-وادي الشاي اللي انت باصصلي فيه .... مش شارباه 😠


دخل الى غرفتها و كانت منكمشة على نفسها بوضع الجنين و تحتضن دبدوبها كعادنها حين تشعر بالضيق 

-حبيبة بابا مش عايزة تطلع من الأوضة ليه ؟؟

-مليش نفس لحاجة يا بابا ..تعبااانة من الدنيا كلها 😓 

-تقومي تعاقبي نفسك بالشكل ده ! انتي ما اتعشتيش ولا طلعتي من اوضتك .


سحر : لا رد 

-على فكرة انتي يتقسي على نفسك اوي ... كل ده عشان خالد طلب ايدك ؟؟ ده المفروض تفرحي ...بنتي الصغيرة بقت عروسة و بيطلبوا ايدها ! 😊 مش مصدق 

سحر يضيق: بابا انت مش عارف ايه اللي حصل 

صالح : لا عارف و خالد حكالي كل حاجة... 

-يبقى انت عارف اني كنت هموت بين ايديه ...

انا كنت معاه طول اليوم بس ماجبليش سيرة الجواز دي .. يبقى قرر يتقدملي ليه ؟؟ انا هقولك 


لما ماما اتصلت كان شكلها معصبة جدا و عفاريت الدنيا كلها بتتنطط بين عينيها ...فهو فكر كدة و قال لا البنت هتروح في شربة مية بسببي ...خليني اخذ فيها ثواب و انقذها من امها ...قل لي بعد كدة  هأبص في عينيه ازاي لو وافقت ؟ .. و انا كل ما ابص فيهم مش  هشوف غير شفقة !!

صالح : غلطانة يا بنتي. ...الراجل قصده خير و الا مكانش  دخل البيت من ابوابه...و بعدين انت مقتنعة بالكلام العبي'ط اللي انتي بتقوليه ده!! معقولة فيه واحد يطلب ايد بنت من باب الجدعنة  عشان بس صعبت عليه و  عايز ياخذ فيها ثواب ؟؟ ده جواز يا هبلة مش صدقة ...يعني العمر كله... فكري بالعقل كدة ..مين يرضى يطلب ايد وحدة لو مكانش فعلا عاوزها ؟

سحر بيأس: ارجوك ما تحاولش يا بابا ...انا مش موافقة

ده آخر قرار عندي 😮‍💨


صالح بحزن : امتى هتبطلي تفكري بالطريقة السلبية دي و تقتنعي ان الراجل شاريكي مش شفقان عليكي ؟؟ 

اطرقت  سحر  بضيق و هي تهمس لنفسها: لما يقولهالي بنفسه .. عايزاه يحبني لشخصي و يطلبني من باب الحب مش الجدعنة 


كانت تنظر في بقعة من السرير بشرود حين اقترب منها ببطء...لم تتغير تعابير وجهها ولا وضعيتها..

قرب منها كرسيا و جلس 

صامت لصمتها و كأنه يتذكر شيئا او أنه ببساطة يستجمع  شجاعته و يلتقط الكلمات من شتات نفسه المبعثرة


لما  كنت صغير ..أمي الله يرحمها  كانت بتحب  تجيبلي العاب كثير عربيات كورة   زلاجات حيوانات لعبة  زي دبدوب و غيرها ...زي اي عيل في سني يعني 

 والدي الله يرحمه بقى على عكسها ...كان بيجيب لي بس هدايا حية : حيوانات أليفة...او نباتات و بيسيب لي مسؤوليتها الكاملة مع اني كنت عيل !

كانت تسمع بإهتمام و لو لم يبد من تعابير وجهها


أول حيوان حصلت عليه كان صوص ..كان عندي  خمس سنين ...معرفتش اهتم بيه ولا اخلي  بالي منه ازاي   فمات بعد أسبوع .. قعدت  اعيط عليه يوم بحاله و رفضت اتغدى و اتعشى كمان 

بعدها  بشهرين حصلت على سلحفة.. بس  هربت ..مش عارف ازاي و إمتى 

بعدها بسنتين أشترالي قطة .. كان نوعها مميز و نادر و لونها ملفت اوي بعث جابهالي مخصوص من مصر ..

سميتها سوزي و اتعلقت بيها اوي و كل اللي كان  يشوفها كان يحسدني عليها

بعدها بشوية جابلي سمكة ذهبية سميتها "ذهب" من كثر ما كانت بتلمع 

كنت طول الوقت قاعد قدامها قال ايه خايفها لتغرق !! 

عقل عيال بقى ...


 ماما عشان اطلع  و اسيبها شوية اشترتلي طيارة لعبة  فرحت بيها جدا و بقيت كل وقتي برة بأطير فيها و غفلت عن السمكة  فأكلتها سوزي  وانا ألعب بالجنينة ... 


رغم اني كنت بحب سوزي اوي بس زعلت منها جدا لإنها أكلت ذهب و مبقتش ألعب معاها وخاصمتها يومين   


في اليوم الثالث وقعت الطيارة برة... رحت جيبتها و  نسيت باب الجنينة مفتوح و  خرجت سوزي من غير ما انتبه عليها  

اول ما شفت ان الباب مفتوح رحت اقفله ..وشفت  عربية جاية بسرعة خبطتها و ما"تت


 بكيت يومها كثير اوي ..بكيت لإنها مات"ت قدام عيني و مع كدة ما قدرتش اعمل حاجة عشان انقذها ..ما"تت  و انا  ما لحقتش اصالحها و اقولها اني سامحتها 


وفي عز بكايا  افتكرت السمكة و افتكرت السلحفة و الصوص و بقيت اعيط اكثر و أقول ليه يا ربي  بيحصل معايا كدة ؟ ليه كل ما  اتعود على حيوان و احبه يا إما يضيع او يمو"ت ؟؟


بعدين فضلت أقول لنفسي هو بابا ليه بيعمل معايا كدة ! 

لما كبرت عرفت ليه 

كإنه كان متعمد يخليني أعيش الشعور المر ده مرة و التانية

كإنه كان عايزني أتعود عالفقدان غصب عني

كإنه كان عارف أنه هيمشي هو و أمي في يوم واحد و يسيبوني لوحدي 😓

بس  اللي ما كانش عارفه هو  ان الفقدان احساس مر 

محدش يقدر يتعود عليه مهما كانت  صلابته و قدرته على التحمل و مهما كان عدد المرات اللي جربه فيها 


كانوا مسافرين مصر في  طيارته الخاصة 

وقعت الطيارة هنا في بحيرة بكندا بعد نص ساعة من الإقلاع و غرقوا هوما الثلاثة و التشريح أظهر إن  سبب الوفاة إن الطيار اصيب بسكتة قلبية 


كانت تستمتع بإهتمام دون ان تنطق بحرف و فجأة هربت من مقلتيها دمعة احرقت خدها  رغما عنها ..


وقف ياسين و توجه نحو النافذة 

نظر منها إلى الخارج مطولا ثم أكمل 


على فكرة انا وقتها عاتبت والدي  كثيييير   على كل الحيوانات اللي جابهالي و فقدتها 

قلتله انت السبب من الاول .. كنت بتجيبلي حيوانات و تسيبني اتعود عليها  ليه مادام عارف إنها هتمو"ت أو هتمشي و تسيبني  و تسببلي كل الألم ده !؟ 

قلتله   ليه خلتني أحب سوزي و اتعلق بيها و انت عارف انها ممكن تمو"ت في حادثة؟


عارفة كان جوابه  إيه؟ 

قالي بس  انا مش جايبهالك عشان تسيبها تضيع منك أو تمو"ت في حادثة ..مادمت بتحبها...فإنت المفروض كنت  تهتم بيها و تحميها و تعمل المستحيل عشان ما تخسرهاش...و بدل ما تلوم حد تاني...المفروض  تلوم و  نفسك الاول و تعاتبها على إهمالك  !


قلتله بتبرير  كنت هاقدر اعمل ايه يعني ؟؟ 

قالي : تكون مسؤول ..و تتحمل مسؤوليتك كاملة

و زي ما بتتحمل مسؤولية  رعايتها فالمفروض كنت تتحمل مسؤولية فقدها عشان مرة تانية تكون حذر اكثر و ما تكررش الغلط..كنت مثلا  و انت داخل تفتكر ان عندك قطة عزبزة على قلبك ممكن تطلع و تتعرض للأذى ...فتقفل الباب ..


او كنت اول ما دخلت انتبهت انها مش موجودة يمكن ساعتها كنت لحقتها قبل العربية ... او كنت تصرخ بأعلى صوتك يمكن صاحب العربية ينتبه و يفرمل ..مش قعدت تبص عليها و هي بتم'وت  بعدين جاي تعيط بعد فوات الأوان !


 بكيت بحرقة و قلتله : معنى كدة اني انا السبب في مو"تها ؟

قالي بمواساة : لا  ماقلتش كدة ...ده كان قضاء و قدر 


قلتله مادام قضاء و قدر يبقى ربنا كان كاتبلها تمو"ت في اليوم ده ...اومال ايه لزمتها كل اللي قلتهم دول : يعني حتى لو كنت صرخت عليه مكنش  وقف و كانت مات"ت !

قالي سوزي صحيح كان نصيبها تمو"ت.. بس  ده مش معناه نكون مهملين و نلزق كل حاجة في القضاء و القدر ..


احنا لازم نسبب الاسباب ... يعني لما تخاف انك تفقد حاجة عزبزة عليك فأنت لازم تتصرف بأي طريقة ....بس المهم تتصرف بسرعة بديهة ما تقعدش تفكر كثير  

و الا هتقعد تتحسر بعدها انك ما لحقتش تعمل حاجة ..

سألته ببراءة: طب و لو فقدتها في كل الاحوال ؟؟ 

قالي   لو حصل و فقدتها فإنت ساعتها هتبقى عملت اللي عليك و محدش هيلومك و ساعتها هتستعوض ربنا فيها و هو أكيد هيعوضك بأحسن منها 


اطرق ياسين  برأسه قليلا ثم اكمل 

مكنتش فاهم أغلب كلامه وقتها ...بس لما كبرت فهمت منه حاجات كثير ...


فهمت أميرة  ماذا كان يقصد لكنها لم تجرؤ على الكلام 


فقال بتوضيح اكثر  : العصابة كانت عندهم قوانين غريبة و مع انهم  عندهم مساويء كثير بس بيقدسوا الروابط الزوجية و مستحيل ياخذو وحدة متجوزة  ...ده كان الحل الوحيد عشان أقدر أطلعك من وسطيهم ..و الأهم من كدة  .... مكنش عندي وقت افكر في حلول تانية 

كان لازم اعمل زي ما بابا الله يرحمه قالي : أتصرف بسرعة 


شعرت بالضيق من تلك الفكرة و كانت تفكر في نفسها 

كان مجبرا على الزواج منها .. وضعته في مأزق و اضطر الى الزواج بها ... كيف ستكون ردة فعل خطيبته حين تعلم ! 

عاجبك كدة ؟؟ بقيتي عبء عليه يا أميرة ... كان هيتجوز قريب جيتي انتي و لخبطتيله حياته كلها .. أكيد هتحصل مشكلة بينه و بين خطيبته لرب السماء بسبب الجوازة دي . 


كانت تتمنى لو كان الوضع مختلفا. . و الظروف غيرالظروف لكانت اسعد امراة على وجه الأرض في هذه اللحظة 


شعر بضيقها فلم يدر كيف يبرر الموقف ..ظن انها غاضبة منه لأنه تزوجها بدون رضاها ..و أنه استغل الموقف ليضعها امام الامر الواقع 


يود لو يعترف بحبه لها و ينهي هذا الصراع الداخلي للأبد 

 لكن ماذا لو رفضته؟؟ هل هناك احتمال بأن تصد حبه؟؟ كان هذا ليدمره تماما 


للأسف ذلك عيب ياسين  الوحيد منذ الصغر : لا يتحمل الرفض و كرامته فوق كل شيء ...

لم يكن يجرؤ على الإعتراف بمشاعره قبل أن يتأكد من مشاعرها تجاهه أولا ...من المستحيل ان يصارحها بحبه قبل أن يتأكد 

فقال بإرتباك 

-اميرة انا كنت هقولك و الله ...بس كنت مستني الوقت المناسب مش اكثر 

صمت قليلا و هو بترقب ردة فعلها التي لم تكن تنبؤ بخير

ثم اكمل 

-بصي .. انا فهمت القنصل المصري شخصيا بخطورة الوضع و قلتله ان سلامة بنت مصرية مرتبطة بالحل ده و انك تحت مسؤوليتي و  لازم أحميكي بأي طريقة و  شرحتله الوضع بالتفاصيل 


و الحمد لله كان متفهم لأبعد الحدود ..و بما إن الوضع ده غير قانوني فأنا وعدته على مسؤوليتي إنك لو مكنتيش موافقة عالجواز ده ..اننا هنروح للقنصلية سوا 

ابتلع ريقه بصعوبة و أكمل : عشان نتطلق اول ما الموضوع يخلص و تطلعي من هناك بخير .....

لم ترد أميرة بشيء لكن تعابير وجهها كانت تقول كل شيء 

كلمة الطلاق زلزلت كيانها

- شفتي ؟؟ طلع متجوزك مجبور..  واضحة ...واحد زي ياسين هيتجوزك على ايه ؟؟😓😖


نظر إليها بإمعان ثم  قال بيأس : يعني مش هتقولي  حاجة !؟ 

كانت تنظر الى نفس البقعة فتنهد بحزن

 فهم بالخروج من الغرفة حين اوقفه صوتها فجأة 

- و انا موافقة 

تهلل وجهه بسعادة و التفت ليعترف لها بطوفان العشق الجارف ذاك الذي يموج بصدره منذ دخولها الى حياته 

و أنه أسعد رجل في هذا الكون لأنها اصبحت له برضاها

 لكن ...

سرعان ما صدم بتلك العبارة القا"تلة التي تلت تلك الموافقة 


-انا موافقة ..ومن بكرة هنروح القنصلية  عشان نتطلق و بعدها ترجعني عند خالتي .. أعتقد في الحالة دي مفيش عدة 


 اول ما افك الجبس اقدر ارجع مصر ...و كثر ألف خيرك على كل  اللي عملته معايا لحد دلوقت .🙄


قالتها بجمود جعل الدم يتجمد في عروقه .. 

كان يتصبب عرقا رغم برودة الجو ..  لم يحدث ان اهان احد كرامته بهذا الشكل ...فهل يعقل ان يحدث هذا له من أحب الناس !

-تمام يبقى جهزي نفسك...هنسافر مونتريال بكرة الصبح 


قالها بجمود مماثل و هو يتصنع القوة و الثبات ثم غادر تلك الغرفة و هو يشعر بانه سيفقد الوعي في أي لحظة

و ما إن خرج حتى انهارت هي ببكاء مرير 

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥

معقولة كل التعب ده على لايك ... يعني الرواية ما تستاهلش قلب

بارت 55 🔥

خرج من الغرفة لا يكاد يرى شيئا امامه 

كانت أم أحمد تضع السفرة و  ما أن رأته و هو في تلك الحال حتى توجهت نحوه بخطى واهنة

-طمنني يا ابني البنت اتكلمت ؟؟

قال بضيق خفي : ايوة يا خالتي ..اتكلمت 😔

ثم همس في سره: و يا ريتها ما اتكلمت 

-طب الحمد لله... اومال مالك يا ابني ؟ 


لم يستطع الكلام ..كيف سيقول لها انها رفضته 

-مفيش يا خالتي انا طالع اوضتي ارتاح

-مش هتتغدى؟

-لا مليش نفس كلو انتو بالهناء و الشفاء 


شعرت بضيقه و نظرت لطيفه بحزن بينما يصعد تلك السلالم بصعوبة: يا ترى اي اللي حصل يا ابني ؟! 

ثم نظرت الى غرفتها و قالت ,: بيقول اتكلمت ...و مع كدة مقهور  للدرجة دي ! يبقى أكيد ماكنش الكلام  اللي قلبه كان عاوز يسمعه 

تنهدت بعمق ثم توجهت نحو غرفتها 


طرقت طرقا خفيفا قبل أن تدخل

تمالكت فيها أميرة  اعصابها و حاولت أن تظهر بمظهر القوة 

فمسحت دمعها و تجلدت بسرعة البرق

تقدمت ام أحمد  نحوها بهدوء تطالع ملامح وجهها بإمعان

-مساء الخير يا بنتي ..البيه قال انك اتكلمتي..الحمد لله على سلامتك

أميرة بتحفظ: الله يسلمك 

-انا عرفت نفسي امبارح و اتكلمت  كثير بس خليني اعرفك عليا  ثاني ...أنا خالتك ام أحمد

-تشرفنا يا خالتي ...انا أميرة 😔 

-عاشت الاسامي ...بقولك ايه يا بنتي...الغدا جاهز  اجيبلك هنا و لا تحبي تطلعي برة و نتغدى انا و انتي سوا 🙂


أميرة بحزن تحاول اخفاءه : لا يا خالتي مليش نفس..شكرا 

-هو ايه اللي ملكيش نفس .. انتي عيانة و لازم تاكلي كويس عشان ترمي عظمك ..انا عملت شربة فراخ هتعجبك اوي 

-معلش يا خالتي سيبيني براحتي لما أحب اكل هأقولك 😔


لاحظت ضيقها الذي تحاول أن تخفيه جاهدة 

وحاولت أن تتصرف بعفوية لإخراجها منه: بصي يا بنتي احنا هنا في غربة و ما لناش غير بعضنا ..يا ريت تعتبريني أمك و ما تتكسفيش مني ....و  لو مش بتحبي شربة الفراخ و  في نفسك حاجة تانية انا هأقدر أعملهالك مش هأتاخر


احبت أميرة سماحة العجوز و طيبتها مع انها لا تعرفها سوى منذ يوم و هاهي ذي تعرض عليها ان تكون أما لها فابتسمت بحب و قالت 

-انتي طيبة اوي يا خالتي ام أحمد  ...ربنا يخليكي ...انا بحب شربة الفراخ بس و الله آسفة  مش قادرة اكل دلوقت 

بادلتها أم أحمد بإبتسامة: الناس الطيبة بتعرف بعضها يا بنتي ..و براحتك خالص مش هأغصب عليكي ☺️

ثم اردفت بمرح 


طب احنا هنعمل اتفاق  ...من بكرة انتي اللي هتقولي لي الأكل اللي بتحبيه و انا اعملهولك  عشان ما تفضليش على لحم بطنك كدة ..ايه رأيك ؟؟ 😊


تبدلت ملامح أميرة للضيق ثانية  ما أن ذكرت الغد امامها و قالت بإبتسامة تخفي وراءها حزن عميق

-يا ريت كنت اقدر ...لإني ما لحقتش اتعرف عليكي كويس و لا اشبع من حنيتك يا ست يا طيبة 😌

ام أحمد بتساؤل : ليه بتقولي كدة يا بنتي ؟؟ 🤨 

أميرة بنفس الإبتسامة الحزينة: لإني مسافرة بكرة يا خالتي 


نظرت ام أحمد الى رجلها المجبسة و فالت بدهشة  : مسافرة !! مسافرة ازاي و انتي في الوضع ده و بعدين هتروحي فين ؟اللي سمعته انك ملكيش مكان تروحي عليه

-لا يا أم أحمد ... انا عندي خالتي في مونتريال 

قالتها أميرة بإنكسار 


فهمت ام أحمد أن هناك امر ما ...من المؤكد أنها لم تتقبل الفكرة اذن ...رفضت البقاء ..لكن لماذا ؟!

-طيب يا بنتي ربنا ييسرلك أمورك و يسترها معاكي ..طب لو جعتي امانة اندهي عليا انا اوضتي جنبك..عن اذنك 

-اتفضلي يا خالتي 


خرجت من الغرفة و هي تهمس : كدة انا عرفت ايه اللي مضايقك يا ابني ..و بعدين معاكم انتو الإثنين شكلكم اعند من بعض !


كانت تهم برفع السفرة حين رأته ينزل السلالم  مسرعا و هو يتكلم عبر الهاتف بتذمر 

-قلتلك ما اقدرش يا منذر ...إتصرف انت يا اخي 😕

-بس يا بيه انا واقف على أشغال الصيانة  اللي في المصنع  ما اقدرش اسافر اونتاريو  و اسيبهم!😰

-مادام  ما تقدرش تسافر يبقى إتصل بريتشارد  هناك و خليه يعاين هو  البضاعة و يبعثلك الصور... 

-بس يا بيه .. 

-نفذ اللي قلتلك عليه يا منذر انا مش فاضي دلوقت 


اقفل الخط و هو يهمس بضيق : انا في ايه ولا ف ايه بس ! قال اسافر اونتاريو قال 

-خير يا بني ؟ 🤔

انتبه لوجودها أخيرا  فتنهد بعمق و قال : مفيش  يا ام أحمد ...دي شوية مشاكل في الشغل ..

-طب انت طالع تاني ولا ايه ؟

ياسين : لا مش طالع .. انا بس كنت عاوز اقعد في الجنينة أشم هواء نظيف حاسس جو الاوضة خنقني 

أم احمد : طب تسمحلي  ! عاوزة اتكلم معاك في موضوع 

ياسين بإستسلام : اتفضلي 


خرجا الى الحديقة الخلفية و جلس ياسين ينظر الى تلك  الورود بشرود لبعض الوقت ثم انتبه حين بدأت أحمد في الكلام و هي تلمس تلك الورود بعناية


-فعلا هواء الجنينة بيرد الروح و منظرها بيشفي القلب العليل..خصوصا الورد ..حلو اوي ...ربنا يباركلك فيها يا ابني

ياسين بشرود -ده بفضل وزير ...انا معرفش حاجة عن الورد ولا الزرع  .هو اللي مهندس الجنينة و لولاه مكانتش هتبقى جنة كدة ..


أمسكت وردة رائعة  و اعطته إياها و هي تقول بمكر

-يعني قصدك لو غاب وزير  هتسيب الجمال ده كله يذبل ؟؟ 

-هو هيغيب فين يعني ؟ ماهو ساكن هنا و مش بينزل مصر الا  كل فين و فين 


فكرت قليلا ثم قالت بتذكر

-وزير ده ابن الجنايني محروس مش كدة ؟ 

-ايوة هو 

-افتكرته ...الله يرحمه كان بيشتغل بحب و بيعامل الورد و الزرع و الشجر على انهم ولاده....و مع كدة ابوك الله يرحمه مكانش معتمد عليه زيك كدة ...كان بيعرف يهتم بجنينته بنفسه ...مش في اجازة الصيف كان بيدي محروس شهر يروح يزور اهله في مصر؟

ياسين بتساؤل -ايوة 

-طب مين كان يهتم بيها في غيابه؟

-بابا الله يرحمه ...كان بيهتم بيها بنفسه 

-طب و بعد ما مات محروس الله يرحمه مين كان بيهتم بيها ؟؟

-كمان  بابا  فضل يهتم بيها لحد ما وزير سقط ثانوية عامة و اشتغل هو  جنايني بدل ابوه 

-بالضبط كدة يا ابني....يعني صحيح وزير بيعرف شغله و بيهتم بالجنينة  كويس ..بس ده من باب الواجب مش الحب ...هو بيقبض مرتبه من الاهتمام ده....بس الجنينة باللي فيها بتاعك انت ..يعني مسؤولة منك انت و محدش هيقدر يحبها اكثر منك أو يهتم بيها اكثر منك 


فكر في كلامها وفهم تقريبا ماكانت ترمي اليه لكنه لم يعلق 

بينما امسكت ام أحمد بخاخ مياه كان بالجوار  و راحت تطلق رذاذا من الماء  على تلك الورود و هي تقول :

-الوردة من دول مع انها مش بتنطق بس ابوك كان بيفهمها و يعرف هي  عايزة ايه و امتى ...ده اللي  كان مخلي الجنينة بتاعتكم طول السنة مفتحة و ريحتها حلوة و شكلها  يشرح القلب حتى لما محروس ميكونش موجود و ده اللي كان بيخلي  كل الناس حاسدة ابوك عليها ...الله يرحمهم جميعا 


علم مغزى كلامها وفهم ما الذي تحاول الوصول إليه 

فقال بتساؤل 

-قلتيلي محتاجاني في موضوع ؟ خير  يا خالتي ؟!

أم احمد : انت اللي محتاجلي يا ابني .. مش انا 


اطرق ياسين برأسه و لم يعقب ..

صمتا لبعض الوقت ثم اردفت أم احمد:

ياسين يا ابني أهلك الله يرحمهم افضالهم  كانت مغرقانا

 محمود  بيه  صان عشرة الجيرة  زمان و  بعث اقامة لعمك سليمان الله يرحمه و  وظفه عنده و كمان بناله البيت اللي حيلتنا ...و الست الهام مكانتش مقصرة  معايا في حاجة  أكل و لبس و مدرسة لأحمد ، ألف رحمة و نور تنزل على تربتهم جميعا  بجاه النبي محمد عليه افضل الصلاة و السلام و ببركة يوم الجمعة ده ..

-عليه افضل الصلاة و السلام ...امين يا رب 


فأكملت ام أحمد : و انت و أحمد اتربيتوا سوا و ياما لعبتو في المصنع سوا و كنت  انت و خالد زي اخواته الكبار بالضبط ...يعني انا معتبراك ابني التاني 

ياسين بصدق: عارف يا خالتي ...

-يبقى بلاش تتكسف مني ...و قل لي  بصراحة اللي شاغل  بالك يمكن اقدر اساعدك باللي اقدر عليه 

ياسين بإرتباك: مفيش يا خالتي ..كل الموضوع اني مضغوط شوية ...ما انتي شايفة اللي بيحصل 😥

-رفضت مش كدة؟؟ 


تنهد بحزن و لم يجد بدا من إخفاء الأمر و هي محقة ..هو بأمس الحاجة لمن يبوح له و لو بالقليل من ألمه ..فكل ما مر به في حياته في كفة ...و ما يحدث له الآن في كفة اخرى ... لم يكن ضعيفا أبدا لهذه الدرجة ... لكنه الخوف من فقدانها ...جعله حقا عاجزا عن التفكير 

-ايوة 😔 .. و مش بس كدة ...دي طلبت الطلاق كمان 😓

-ليه ...ايه اللي حصل؟؟


صمت قليلا  ثم  فجر البركان الموجود بداخله

مش عارف ازاي دخل الموضوع في بعضه فجأة لقيتها اتضايقت اوي و لقيت نفسي من لخمتي باحاول ابررلها  بأي كلام

قلتلها اني كنت مضطر لكدة و إلا مكنتش هأقدر انقذها و اني وعدت القنصل لو مكانتش موافقة هآخذها لحد عنده و نتطلق  😓..

أم احمد : و طبعا اول ما قلت كدة قالتلك انها مش موافقة  و طلبت الطلاق

ياسين بضيق: ايوة و طلبت ارجعها عند خالتها ...مع ان خالتها دي بلغت عنها و كانت هتدخلها السجن و رمتها في الشارع ...و انا اللي عملت كل ده عشانها  ...ليه ! ليه بس انا مش فاهم 😮‍💨


وضعت أم احمد يدها على كتفه بمواساة و قالت بهدوء  : غلطان يا ابني ... مكانش لازم تحسسها انك انجبرت على حاجة معاها ... أي وحدة  مكانها عندها كبرياء و عزة نفس مكانتش  عزة نفسها هتسمحلها توافق و هي حاسة ان الظروف أجبرتك تتجوزها غصب عنك

ياسين بإندفاع :

-بس  انا مكنتش مجبور انا .... ب...

انتبه لنفسه فأخفض صوته و اشاح بوجهه بإحراج : 

احم ...على فكرة هي طلبت مني  أخذها بكرة الصبح  


فكرت أم أحمد ثم قالت : بس انت مشغول يا ابني ! 🙄

ياسين بدهشة: مشغول ازاي ؟

- انت هتسافر تشوف مصالحك ..لإن منذر مش هيقدر يسافر..  يعني  مش هتبقى فاضي اليومين دول ...هي هتضطر تستناك بقى لحد ما ترجع 🙄

-بس انا قلت لمنذر يكلم ...

-ما انت مش هتسيب حالك و مالك و تقعد في البيت  مش كدة؟

ياسين بتساؤل: طب ...و لو سألتك عني هتقو.... !

قاطعته أم أحمد بإبتسامة غامضة: هاقولها انك مشغول و اضطريت تسافر  في شغل مستعجل...ماهو انت مش عايزني أكذب على كبر  صحيح ؟

- استغفر الله كذب ايه يا خالتي ..لا طبعا 

-يبقى تسافر  تشوف اشغالك اللي متعطلة دي  و انا هأفضل معاها ...

ابتسمت بثقة و هي تقول :

- البنت طالعة من صدمة نفسية و أعصابها تعبانة و على ما ترجع بالسلامة هأكون أنا كلمتها و أخليها تهدى و فكرها يصفى عشان تقعدو تاني و تتكلمو على رواق...☺️

- هنتكلم في ايه بس يا خالتي ؟ ما انتي شفتي رد فعلها😮‍💨

يعني المفروض هي مستنية الصبح يطلع عشان نسافر تلاقيني هربت و سبتها ؟ هتقول عني ايه ؟ جبان و مش قد كلمتي؟


أم أحمد بتهكم : اومال عايز اول ما تقولك طلقني و رجعني لأهلي تعمل اللي طلبته ؟؟ اومال ربنا جعل العصمة في ايد الراجل ليه ؟؟ 

ياسين بضياع : عايزة تقولي ايه يا خالتي ؟

- مش يمكن في سرها مش عايزة بكرة ده يجي ؟؟

ما انت لو كنت تعرف الستات مكنتش تقول كدة

- وضحي اكثر يا خالة توهتيني 


أم أحمد :يا ابني ساعات الست بتقول حاجة بس قلبها بيبقى عايز  عكسها 

 لما تقولك ابعد يبقى قصدها قرب اكثر ...لو قالتلك مش محتاجة منك حاجة تبقى محتاجة  منك طبطبة و حنية كثير ...و لما تقولك مش طايقاك تبقى مش بتحب حد قدك 

ياسين بضيق - بس كلامها كان واضح ...هي كانت بتتكلم بكل جمود و هي يتطلب الطلاق

- طب و عينيها كانت بتقول ايه ؟؟

ياسين بإحراج : و انا شفت عينيها منين يا خالتي ؟😥

- العينين هي مراية القلب يا ابني ...هتقولك اللي اللسان ميقدرش ينطقه ... و الناصح بس هو اللي يعرف يقرأ لغتهم 

انت لو بصيت في عينيها و سألتها تاني لو عايزة تتطلق بجد هتقدر ساعتها تعرف الحقيقة حتى لو ما اتكلمتش ☺️ .

ياسين بتفكير : طب افرضي حصل زي ما قلتي و عرفت ... هقولها ايه انا ساعتها ؟

  - تقولها السبب الحقيقي اللي خلاك عملت كدة 

و تصلح اللي انت عملته ده ! 

شعر بالإحراج و كأنها تقرأ ما بجوفه لدرجة اشعرته بالضيق 


أرادت أن تبدد حرجه و تغير تفكيره ..فأردفت بنبرة تميل الى المزاح و هي تضحك : وعدت القنصل انك تاخذها عنده لو مكانتش موافقة ! 😂

يا راجل و انا اللي كنت باضرب بيك المثل لإبني في النصاحة و الذكاء!! 

فرك شعره بإحراج و قال :ليه يا خالتي ؟

أم احمد بضحكة عفوية : معقولة تقولها انجبرت عليكي و عايزها تفرح و تزقطط اكمنها بقت مراتك ؟؟ ...تبقى مهزقة لو عملتها ... ده لو انا مكانها كنت رزعتك قلم 😂

فرك ياسين شعر ذقنه بإحراج  : انتي عارفة اني مليش في حكايات الستات  يا أم أحمد ...  انا كل حياتي شغلي و بس 

-عارفة يا ابني .. سكتك معروفة و ربنا يكملك بعقلك

ياسين بدهشة: و بعدين انا  كنت اعرف ازاي اذا كانت  فهمت الموضوع كدة  !! 

-واضحة زي الشمس ...عشان كدة بقولك روح شوف مصالحك و سيبها تهدى يومين ..و لما ترجع يبقى يحلها ربنا

بس اعمل حسابك لحاجة!

خير يا خالتي !


قامت أم أحمد بهدوء و همت بالدخول و دون ان تلتفت إليه قالت

- الموضوع ده ما بينكم انا مش هاتدخل فيه ...انا بس هأمهدلها الطريق عشان تقدر تسمحلك تتكلم معاها بهدوء..الباقي عليك انت 


فهم ياسين ماكانت تعنيه ... 

ياسين بإستسلام: حاضر يا خالتي ...انا هاعمل اللي قلتي عليه و ربنا يقدرني بقى 

ثم همس لنفسه بصدق يا رب بس يجيب نتيجة و اقدر اعرف مشاعرها هي كمان عشان تتفك عقدة لساني ساعتها 


كانت تقبع في سريرها تمسك بهاتفها و هي تنظر اليه مرارا 

أخيرا قررت فتحه فانهالت عليها الكثير من الرسائل و الاتصالات الفائتة كلها من خالد و البعض من ساندي

سحر بضيق : بتتصل ليه دلوقت !! مش انا رفضت و انت سافرت ؟؟ عايز ايه تاني !! ما تسيبني في حالي بقى !!

حذفت كل الرسائل دون أن تطلع عليها حتى ..ثم وضعت رقمه على الحظر و هي تبكي بشدة 


أنا اللي غب'ية ...مكانش لازم أعلق نفسي بيه من الأول و انا عارفة ظروفي شكلها ايه  ... حتى لو هو بجد  عايز يرتبط بيا زي ما بابا قال ...فأنا ما اقدرش اظلمه معايا كدة 

خالد ألف بنت تتمناه....ليه يضيع عمره مع بنت مريضة مرض مزمن و عندها مشكلة في النمو ؟ 😓


رن هاتفها و كان أتصالا من ساندي فردت بضيق-

الو ساندي 

-أين أنت يا فتاة؟؟احاول الاتصال بك منذ الامس!!

-اصبت بوعكة ساندي ...لم أستطع الرد حينها ...آسفة

-لا تبدين بخير سحر ... هل  كنتي تبكين؟؟

سحر : لا ...كل ما في الامر اني مصابة بنزلة برد ..اسمعي عليا ان اغلق الآن ...

ساندي بمقاطعة: انتظري!  نسيت لما اتصلت بك!! 

سحر بضجر : ماذا ؟ 😏

ساندي بحماس: غدا نتائج الأمتحان هل ستمرين علي لنذهب سويا !؟

سحر بيأس: لا ساندي لا تنتظريني ... لا أدري ان كنت سأذهب اصلا

-هذا اسخف شيء سمعته في حياتي ! 

-لماذا ؟؟ لأني لست متحمسة للنتيجة ؟؟ معك حق  أعتبر الأمر سخيفا و لا يهم ان نجحت أم رسبت ...فالأمر سيان بالنسبة لي 

 ساندي بشك: ما بك يا فتاة !! تتكلمين بغرابة. !!  هل كل شيء بخير؟؟

-اجل ساندي ..اسمعي  امي تناديني علي الذهاب  .. اعتني بنفسك 

اقفلت الخط بتذمر و هي تقول : أما رغاية بشكل !


دانيال في احد البارات يحتسي الخ'مر بجنون حين ورده إتصالا 

-ألو...أين أنت يا رجل ؟؟

-دانيال بسُكر: وهل انت ولي امري لأخبرك أين انا؟ 

-اقصد انك لم تنفذ ما اتفقنا عليه  للآن فأين تختفي ؟ هل من مشكلة ؟

دانيال بتذمر : لم تتسنى لي فرصة للآن ... نراقبه من بعيد و نحاول استطلاع الامر لكنه لا يخرج من قصره و لو حدث و خرج فهو لا يغادر سيارته 

-تصرف اذن و اخرجه😡 !! ألست دانيال ستيفنز   الملقب بالماكر ؟ 😤

-لا تصرخ في وجهي ايها الوغد!! 

قالها دانيال  بغضب جحيمي  و هو يرمي الكأس من يده بعيدا ثم اكمل 

لا أحد يعطي الاوامر لدانيال هل فهمت !!

-لكنك منذ ان اتفقنا لا تفعل شيئا سوى احتساء الخ"مر و التسكع في تورنتو !  ..أم انك تخاذلت عن الإنتقام ! 


قالها ايهاب بإستفزاز جعل  دانيال لحظتها يصاب بالجنون فأخرج سلاحه و وجهه نحو النادل و هو ينظر الى عينيه بشر ثم ابعد يده بس سنتيمترات عن رأس النادل  و أفرغ المسدس بأكمله خلفه  مسقطا كل زجاجات الخ"مر من على الرف و قد زلزل صوت الرصاص  ارجاء الحانة  فأصيب الجميع بالهلع و كاد النادل أن يصاب بنوبة قلبية  من الرعب فقد مرت جميع الرصاصات بالقرب منه 

 بينما أكمل دانيال و هو يجز على أسنانه: من حسن حظك انك لست موجودا أمامي ...و إلا لكنت افرغته كله في جمجمتك ايها الحق"ير ! و مادمت ذكيا لهذه الدرجة  يمكنك إذن  التخلص منه بنفسك

-لكن بيننا اتفاقا .. في حال نسيت 🙄

دانيال بشر: تبا للإتفاق ... هل سمعت !! 😤

-حسنا حسنا لا تغضب...انا فقط أردت أن اذكرك بأن الوقت ينفذ منا لو لم تنفذ ما اتفقنا عليه في اسرع وقت 

-اذن دعني اختار اللحظة المناسبة ..و اغرب عن وجهي!

 ايها العربي التا"فه !!


اقفل الخط و هو يفكر ثم رمى كل الاكواب التي كانت فوق البار بغضب و اخرج من جيبه رزمة  كبيرة من النقود رماها نحو النادل بغضب و انصرف..


بقي ايهاب يفكر في كلامه و هو يهمس بغضب : ما بقاش إلا انت تتطاول عليا بالشكل ده يا گلب ! بس  انا  محتاجلك هناك

للأسف  انت فرصتي الوحيدة  للخلاص منه و إلا مكنتش هأتذلل لواحد يهو&دي حقي"ر زيك ...


نظر الى خارج النافذة بشرود و أردف بضيق : كله من الغب"ية ليليان .. ضيعت كل اللي خططناله 

لو مكانتش عملت المصيبة إياها كان زماننا خلصنا منه !! اااه بس لو  اعرف ايه اللي بيحصل في القصر ! يا ترى عرفت أنه اتجوزها 

تبقى مصيبة لو تمم جوازه منها !! اووووف الوقت بيضيع مننا و كل يوم محسوب علينا ... 


تذكر ما قاله له احد حراس الأمن الذين كانوا يتواصلون مع منير بانه   طرد كل من له علاقة من قريب او بعيد بمنير و ليليان فأردف بتساؤل 

طلعت حويط  يا ابن خالي ...طردت كل اللي ممكن يوصلوني لأي معلومة من جوة ...بس مادمت بتقول كنت مراقب تلفوناتهم من زمان ...اومال ما طردتهمش  ليه من وقتها .... يا ترى ليه دلوقت !! 🤔

دخلت سما مسرعة: حياتي انت هنا في المكتب وانا  مستنياك برة من نص ساعة  !!

-ليه ؟؟ ...

- مش قلتلك اننا رايحين عند مامي عايزة تجدد العفش و طلبت مني اروح اختار معاها  الموديلات🤨


رن هاتفه و كان المتصل والدته فنظر إليها قائلا 

- طيب حاضر كمان شوية و احصلك 

أجاب بتثاقل : الو ايوة يا ماما 


مفيدة: كدة يا ايهاب !!  ما اسمعش صوتك بالاسبوع و الإثنين ! يعني مش بتكلف نفسك و تزورني و قلت مشغول و اديتلك اعذار ...بس مش قادر تمسك تلفون و تسأل عليا !!

ايهاب بضجر: ما انتي قلتيها ... طبعا مشغول هو انا يعني كنت قاعد للتلفونات !! و اول ما ارجع من شغلي باتخمد على طول يبقى هالاقي الوقت امتى عشان اكلم جنابك؟😏

-جنابي ؟؟ طب يا دكتور كثر ألف خيرك .. عموما انا اتصلت عشان اقولك لو تقدر تمر  عليا النهاردة 

ايهاب : خير !؟ لو محتاجة حاجة ممكن ابعث حسين يجيبهالك 😮‍💨

-لا مش محتاجة حاجة ...انا بس عيانة و حاسة بوجع في قلبي من يومين لو تجي تشوف عندي ايه 

-النهاردة مش هاقدر عندي شغل مهم.. هأبقى اعدي عليك اول ما افضى..يالا انا مضطر اقفل دلوقت .


اقفل الخط بتذمر قائلا :دلوقت بقيت دكتور  مش كدة ؟ ابقي خلي ياسين بتاعك  اللي كنتي بتعايريني بيه و قار"فاني بسيرته كل شوية و بتضربي بيه المثل في كل حاجة يجي  يكشف عليكي 


تنهدت مفيدة بوجع و هي تسمعه يقفل الخط في وجهها و قالت بحزن: حسبي الله و نعم الوكيل ..ربنا يعوضني فيك خير  يا ابن بطني 


عند خالد 

يجلس بضيق و هو يمسك هاتفه و يحاول مرارا الاتصال

-و كمان عملتيلي حظر !! عظيم..  كدة كملت معاك يا خالد 

في تلك اللحظة رن هاتفه امسكه مسرعا و كان يظن انها فكت الحظر و من لهفته لم ينتبه حتى للإسم 

-الو سحر من فضلك قبل ما تقفلي الخط  سيبيني اشر...

-دعني اخمن ! افسدت الأمر مجددا أليس كذلك ! نبرتك التوسلية تقول ذلك 🙄😂

خالد بضيق : إيلينا 😮‍💨


-اجل إيلينا ايها القاسي...اخبرتك ان تتصل و تخبرني بما حدث لكنك لم تتصل و كنت اشك اصلا انك سترد لو كنت قرأت الإسم 🙄

خالد: الامر ليس كذلك ...أشعر بالتعب و الضياع منذ ان دخلت الفندق  ...كان يوما طويلا و حدثت أمور كثيرة ..

-هات اخبرني ما الذي حدث

- لا أستطيع الكلام ..قلت لك متعب

إيلينا :اخبرني بإختصار

خالد بتذمر: انت لن تنسي الامر األيس كذلك ؟؟

إيلينا بإصرار : تؤ تؤ .. مستحيل 🙂


خالد بحزن : حسنا 😮‍💨..حددت معها موعدا في حديقة ما كي اصارحها بحقيقة مشاعري..لكن في لحظة ما فقدت السيطرة على نفسي و حاولت تقب"ليها 

اصيبت الفتاة بالذعر و هربت مني ..ركضت بعيدا عني الى أن وقعت ارضا و اصيبت بنوبة ربو لم أكن اعلم عنها شيئا ..اسعفتها بالبخاخ و لم يجد  نفعا فاخذتها الى المستشفى لأخذ الاسعافات ثم اعدتها الى منزلهم .. و ذهبت الى والدها فورا و طلبت يدها  لكنها رفضت...هذا كل ما حدث بإختصااار 

إيلينا : واااااو !! لا أصدق هذا يا خالد !!! كل هذا حدث في يوم واحد !! انت حقا تستحق جائزة نوبل للغبا"ء عن جدارة.... 

-لماذا ؟؟ ..ما الخطأ في هذا ؟؟ لقد دخلت البيت من بابه 

-ايها المع"توه.... ستعتقد انك اشفقت عليها ... ليس إلا 

-حتى انت تفكرين بهذه الطريقة إيلينا ؟؟ 😒

-في حال نسيت هذا .. فانا كنت فتاة ايضا ..

و الآن أخبرني...  هل تحبها ام هو مجرد انجذاب فقط ؟؟

-أحبها من اعماق قلبي 

إيلينا بفضول: حسنا و هل شعرت بانها تبادلك هذه المشاعر؟

-لا اعلم .. شعرت بذلك مرة أو اثنين لكني لست متأكدا 

- عظيم  ... الان كيف كانت القب"لة ؟!

خالد بإحراج : أييليييييناااا  ! اخبرتك كنت على وشك ...لكن لم يحدث شيء 😒

إيلينا : حسنا ..حسناااا ...و هل شعرت بتجاوبها ام انها بادلتك بنفور ؟

خالد بإحراج : إيلينا  أيمكن ألا نتحدث عن هذا الآن !😓

ايلينا بإصرار : لا ...لا يمكن .. هذه تفاصيل مهمة و أحاول ان اساعدك هنا ...اذن هيا  ضع حرجك جانبا و اخبرني بكل وضوح ماذا حدث بالضبط 🤔


لم يجد خالد بدا من اخبارها و في الواقع إيلينا خبيرة في  تلك الامور و يمكنها ان تفيده فلطالما كانت له صديقة وأما معا طيلة حياته و لم يتعود إخفاء اي شيء عنها 


اوووف حسنا حسنا ..سأخبرك ...عند اقترابي منها شعرت بتلك الكيمياء القوية بيننا ...كانت مسلوبة الإرادة و هي بين يدي و قد شعرت لوهلة انها كانت ترغب بتلك القب"لة اكثر مني ...لم تكن مجرد  رغبة.. لكن لا اعلم ..لست متأكدا 

إيلينا : ايها الغب'ي ...كل هذا و لست متأكدا !! من المؤكد أنها تبادلك الحب لكنك خسرتها الان بسبب تسرعك ...شخصيا لو كنت قد تعرضت لهذا الموقف المخزي امامك مرتين لفعلت المستحيل  كي لا ألمح وجهك ثانية ...

خالد بتساؤل : لم افهم !!

إيلينا : أولا استسلمت لسحر القب"لة تلك ...و ثانيا وقعت في موقف محرج امامك بسبب نوبتها

خالد ببلاهة : اجل و ماذا في ذلك ؟؟

إيلينا بتأنيب: انها  محرجة منك يا احم"ق ..تعرضت لموقفين كل موقف اسخف من الاخر 

خالد بغباء : محرجة من ماذا لا ارى ما يدعو للحرج و  لم افهم قصدك حقا !!

- الفتاة ليست كندية ..هي مصرية اي انها من عائلة محافظة و مسلمة  يا خالد و حتى لو كانت تعيش في كندا  فهي لن تتصرف بحرية كباقي الفتيات هناك ...كما أنه لقاءكما الاول  كما فهمت.. لهذا فمن المؤكد انها ستشعر بالإحراج لأنها إستسلمت لك و تركت  لمشاعرها العنان  بهذه السهولة ..ليس هناك تفسير آخر غير هذا 

همس خالد  بدهشة: يعني قصدك هي كانت متضايقة من نفسها مش مني انا !!! 

إيلينا بعربية ضعيفة: بالضبط يا مغ"قل 

خالد بتساؤل : هل قلت موقفين كل موقف اخزى من الاخر!! ما الاخر ؟؟!

- هل تتذكر انت مرة لم أكن فيها بكامل زينتي و تبرجي مع والدك ؟؟

- لا طبعا ...كنت و لا تزالين دوما تهتمين بمظهرك  لماذا ؟

- لأني كنت أحبه ..لذا فأنا كنت اريد أن ابدو دوما رائعة في نظره حتى بعد ما تزوجنا ...و اذا كان هذا حالي بعدما تزوجنا فعلا 

فكيف تتخيل اني كنت أتعامل مع الامر قبل الزواج ؟؟

- كنتي تهتمين اكثر بمظهرك هذا ما تريدين قوله ؟

- بالضبط ..  كنت اسرق من تبرج أمي و ألبس اجمل عندي و اذهب لموعدي معه و كنت ابهره في كل مرة ..كانت حقا أياما رائعة..

- حسنا و لماذا نتكلم عنك انت الان ؟ لقد كنا في موضوع سحر لو نسيتي ذلك !🤔


-ايها الأبله ....ما اريد قوله يتعلق بسحر اصلا !! لو كانت ل

الفتاة تهتم لأمرك حقا  فهي ستود  ان تبدو امامك في احسن صورة فإذا بموعدكم الأول  يتحول الى كارثة حقيقية 

: تصاب المسكينة  بنوبة ربو و تختنق و بشحب وجهها و تزرق شفتاها تعطيها البخاخ و تأخذها الى المستشفى لإسعافها .. كيف ستجرؤ المسكينة  على النظر في وجهك بعد كل ما رأيت منها  !! اراهنك انها تبكي الآن في مكانها بصمت  .


شهق خالد من الصدمة !!  كيف لم ير الموقف من هذه الزاوية !! ظن أنه سيسعدها بطلب يدها لكنه ما  زاد الطينة الا بلة  ...

خالد : إيلينا اشكرك حقا لقد لفتتي انتباهي لاشياء مهمة أسعدني الكلام معك 

إيلينا يحب: في أي وقت عزيزي ...حاول فقط أن تصلح الامور في اسرع وقت ..فالحظ لا يأتي الا مرة واحدة 

خالد بأمل : سأحاول إيلينا. ...تصبحين على خير ☺️


اقفل الخط و هو يقول : انا كدة بقيت متأكد انها متضايقة من اللي حصل مش مني . ... تذكر شيئا ثم قال بأمل 

ياسين معاه حق ..بكرة نتيجة الثانوية العامة ..يمكن مش هألاقي فرصة تانية غيرها .

بارت 56 🔥

كان ياسين يجهز حقيبته حين سمع طرقا على الباب 

-ادخلي با خالتي 

دخلت الخالة و هي تبتسم : عرفت ازاي اني انا 

-محدش بيطلع الجناح بتاعي  مهما كان مين

 -انا كنت جاية اشوف اذا لزمتك حاجة للطريق اعملهالك ... 

-لا يا خالتي مش محتاج حاجة تسلمي 

-شايفاك جهزت شنطتك  

-ايوة يا خالتي انا هأمشي  الساعة ستة الصبح


ترددت أم أحمد قليلا ثم قالت 

-انا كنت عايزة اطلب منك حاجة يا ابني

-أؤمري يا خالتي 

-ما يؤمرش عليك ظالم الهي... انا بقول لو تشوف حد  من الرجالة يروح معاك يكون  أحسن

ياسين بتعجب: مش فاهم ؟

الخالة أم أحمد بقلق: انت اليومين دول شارد على طول و ذهنك مش صافي...انا بقول لو يروح معاك حد تاني يسوق يكون أحسن!!  

ضحك ياسين قائلا: لا مش للدرجة دي يا خالتي أنا هأخذ بالي من الطريق ما تخافيش عليا 🙂

أم احمد بتوسل: يا ابني خذني على قد عقلي و نفذ لي طلبي مش هتخسر حاجة 

-لا يا خالتي  على قد عقلك ايه !...ده انتي بسم الله ماشاء الله عقلك يوزن بلد بحاله 

ام أحمد بإصرار: يبقى تريح قلبي و تعمل اللي بقولك عليه 

ياسين يثق كثيرا في حدسها و حسن بصيرتها لذا ربت على كتفها بحب قائلا : حاضر يا خالتي ..عشان يرتاح قلبك بس


ابتسمت براحة و غادرت غرفته و هي تقول 

-ربنا يريحلك قلبك و يفتحلك دربك و يعلي مراتبك   ويجعلك من كل هم فرج، ومن كل ضيق مخرج يا ابني 

نظر الى أثرها بحب قائلا : آمين يا رب  ...يسمع منك ربنا يا خالتي ام أحمد يا طيبة .


اكمل تجهيز حقيبته ثم امسك هاتفه و بحث مطولا 

 زم شفتاه بضيق :راح فين ده ! ولا يكونش مش مسجل عندي ؟

فكر قليلا ثم إتصل بشوقي 

 -الو إزيك يا شوقي عامل ايه دلوقت؟

-الحمد لله يا بيه حاسس اني  احسن  النهاردة 

-الحمد لله ...شد حيلك عشان تخف بسرعة و آسف لإني ما قدرتش أجيلك المستشفى تاني ..حصلت ظروف كثير لخبطتني

شوقي : أستغفر الله يا بيه أسف ايه ده !:مش كفاية دفعت تكاليف العملية و المستشفى !! ده غير انك لحقتني و لولاك كنت حصلت منير !

-ربنا يسامحه باعنا برخيص و كنت هتروح فيها  بسببه...يالا اهو اللي حصل بقى ربنا يرحمه و يغفرله 

المهم انا كنت محتاج منك خدمة يا شوقي

شوقي بحماس -اؤمرني يا بيه ...لو عايزني في شغ...

قاطعه ياسين بضحكة: شغل ايه يا شوقي ضحكتني ف آخر الليل !! ده انت حتى لسة ما شلتش القطب يا راجل 😱😂 !! انت مش هتسيب سريرك قبل اسبوعين فاهم !! الشغل مش هيطير...و مرتبك هيتصرف لك زي ما هو ما تشيلش هم

شوقي بإمتنان: ربنا يخليك يا بيه ...و الله خالتك ام شوقي بتدعيلك ليل نهار  ان ربنا يحفظك و يسترها معاك زي ما انقذت حياتي 

-ربنا يخليهالك و يتقبل منها ...انا بس كنت محتاج رقم يحي مش عارف ازاي ضاع مني او مسجلتهوش ...المهم هو صاحبك أكيد هيكون معاك 

-طبعا يا بيه حالا هأبعثهولك 

-ولا أقولك ! لو تتصل بيه انت دلوقت احسن لإن الوقت متأخر ...قل له يكون عندي بعربيته الساعة 6 الصبح و يعمل حسابه عشان هنقعد يومين ثلاثة في اونتاريو 

-حاضر يا بيه .


في الصباح الباكر 

نزل مسرعا حيث وقفت ام أحمد بإنتظاره امام الباب 

-صباح الخير يا أم أحمد

-صباح النور يا ابني .. كنت مستنياك عشان تفطر  حضرتلك حاجات خفيفة  ...

-تسلمي بس انا مستعجل  و الله 

-يبقى تاخذ السندويشات دول مش عايزة رفض 

-متشكر يا خالتي ..و النبي تدعيلي ربنا يكفيني شر العدو اللي بيترصد لي 

-من غير ما تقول يا ابني ...و انت كمان ما تنساش ادعي ... دعاء المسافر مستجاب 

قول "يا ربّ اللهمّ عليك بمن ظلمني وأنت تعلمه، اللهمّ خيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقني شرّ سطوته وعداوته، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً."

ياسين بإمتنان  -كنتي فين من زمان يا خالتي.. ربنا بعثك ليا في الوقت المناسب  


ابتسمت أم أحمد  بحب قائلة :ما انت جاوبت بنفسك اهو.. كنت في الدنيا يا ابني و لما احتجتني لقيتني قدامك  ربنا له حكمة في كل حاجة ☺️

-ما اتحرمش من طيبتك و دعاكي.

امسك يدها يقبلها فنزعتها بإحراج : استغفر الله يا ابني.. -اشوف وشك بخير ..خلي بالك من نفسك  و منها 

-في عينيا يا ابني 😊 .


خرج مسرعا نحو يحي الذي كان ينتظره

ياسين : اركن عربيتك هنا هنروح بعربيتي 

توجها نحو سيارته و أدار المفتاح فوجد أن خزان البنزين فارغ 

ياسين بتذمر: اوف انا ازاي نسيت افولها!! 

يحي: طب فين المشكلة؟ ما نملا بنزين في الطريق 

-مش هتوصلني لحد محطة البنزين الجاية و مش عايز أضيع وقت و ارجع للمحطة اللي ورانا ...الصفقة بعد 3 ساعات يعني مسافة الطريق بالضبط 

يحي:يبقى مفيش حل غير اننا نروح بعربيتي 

فكر ياسين ثم قال بإستسلام : طيب ..يالا بينا على بركة الله . 

خرج من سيارته و رمى المفاتيح لبيتر و هو يقول 

-لقد نفذ الوقود  قم باللازم  


في الفندق 

استيقظ خالد مبكرا و امسك حاسوبه المحمول ثم بحث في الايميلات الى أن وجد رسالة  من ياسين نسخ محتواها على قرص فلاش ثم أغلق الحاسوب و اخذه و هو  يستعد للخروج بينما يتصل بأحدهم 

-الو.. السيد جيكوب  أليس كذلك 

-نعم هو ؟ من انت !! 

-ارسلني احدهم اليك...لدي شيء مهم جدا لأجلك سأرسل إليك الموقع ما أن أصل 


اغلق الخط و هو يقول : لسة فاضل اربع ساعات على ما تطلع نتيجتها ..خلينا نخلص من موضوع دانيال الگلب الاول عشان افضى لموضوعي انا ☺️


فتحت  أميرة عينيها بتثاقل بينما لا تزال تشعر بالنعاس .فقد أرقها التفكير طوال الليل  فيما سيحدث غدا و غفت بصعوبة بالغة 

و كانت تتمنى ان يستمر ذلك الليل للأبد ...فهي لا تصدق انها ستغادر هذا المنزل بتلك البساطة...لن تراه ثانية !! لن يبقى لها منه سوى بعض الذكريات ؟؟

كيف ستقوى على الذهاب و ترك قلبها معلقا هنا !

و كيف ستعيش مع خالتها ثانية بعد ما حدث منهما هي و زوجها !! افكار كثيرة قضت مضجعها و لا تزال 


نظرت الى الساعة المعلقة في الحائط فوجدتها التاسعة و النصف صباحا 

استيقظت بفزع و هي تنادي بصوت عال بينما تعدل طرحتها و ملابسها

-خالتي أم أحمد !!..خالتي ام أحمد 

دخلت أم أحمد بوجهها السمح و هي تقول : صباح الخير يا بنتي ☺️

أميرة بتعب واضح -صباح النور يا خالتي 

-شكلك ما نمتيش كويس يا ضنايا... التعب باين في عينيكي ماكنتي تنامي لك كمان ساعة !.

-لا أنام ايه يا خالتي ! ورانا مشوار طويل ..هو البيه فين ؟

أم أحمد بهدوء :  طلع من بدري 

أميرة بتعجب: طلع !! طلع فين ؟؟ 🤔

-سافر في شغل  يا بنتي ☺️

-يسافر إزاي مش المفروض النهاردة رايحين مونتريال! 😳

أم احمد بإبتسامة  ماكرة : هو انتي مش  كنتي عايزة تقعدي مع خالتك العجوز دي ؟؟ اهو ربنا استجاب لدعاكي و هتقعدي معايا كام يوم كدة على ما يرجع ..البيه جاله شغل ضروري و اضطر يسافر ...طلب مني ابلغك أنه آسف بس إضطر يأجل المسألة بتاعتك لحد ما يرجع 😊


يعني مش رايحة !!!

همست لنفسها و قد  تهلل وجهها آنيا  بسعادة لم تستطع اخفاءها و لمعت عيناها و أخيرا تنفست براحة

لاحظت أم أحمد تعابير وجهها اثناء استقبالها هذا الخبر فأردفت بعبث: شايفة الورد فتح في وشك من تاني يعني  ! 


لم تدر أميرة ماذا تقول و بم تبرر و لم تجد سواها فقالت بحب: مبسوطة اني هاقعد معاكي كمان يومين يا خالة ☺️ ما لحقتش اتعرف عليكي خالص 😌

أم احمد في نفسها : عشاني انا برضو ! 🙄😂 

ثم اردفت بفرحة متبادلة : انا اكثر يا بنتي ☺️ يالا هأجيبلك تفطري على ما تغسلي و تتوضي عشان تصلي

قامت أميرة بنشاط و هي تشد الكرسي المتحرك نحوها قائلا 

-لا ما تتعبيش نفسك..انا لما اخلص هأطلع افطر  برة و بعدين عايزة اقعد معاكي شوية  في الجنينة ☺️ 

-ماشي يا بنتي ☺️

خرجت و هي تهمس مع نفسها بمزاح : سبحان مغير الاحوال 😂


في منزل فاتن

دخل صالح الى المنزل بحماس 

-صباح الخير 

-صباح النور .. شايفاك مبسوط يعني !! 

-عندي ليكي خبر حلو اوي ..و حاسس إن الفرحة هتبقى فرحتين النهاردة 😊

-و الله !!! هات فرحني معاك ...هوما أخيرا ادوك علاوة في الشغل ؟

-لا علاوة ايه ...انا اتصلت بمرسي اسأل عن اخبارهم و عرفت منه بالصدفة ان حنان عايشة معاهم ...و قالي ان حنان حامل  يا فاتن 😍 ...يعني انا هأبقى جد !!

فاتن ببرود : عارفة ..حنان اتصلت بيا و قالتلي 🙄

صالح بصدمة: اتصلت !!! امتى ؟؟ 😳اومال انا ما اعرفش ليه؟؟ 😱

-امبارح يمكن ..مش عارفة .. المهم اديك عرفت دلوقت فين المشكلة يعني ؟؟ 😒

-فين المشكلة ؟؟  يعني بنتي تبقى حامل و ما اعرفش و تقوليلي فيه المشكلة ؟؟ و بتقوليها ببرود كدة ليه !!  ولا كإن القطة بتاعة الجيران حملت! دي بنتك يا ولية  !!! 

فاتن بتذمر -ايوة ..بنتي اللي جوزتها جوازة مهببة على ضرتين ,😒...عايزني افرح لها  على ايه يا خيبتها !! البنات تتجوز ناس تصرف عليها الملايين  و انا بنتي تنظف زرايب  😤

-بقولك البنت حامل تقوليلي  زرايب ؟؟ 

-يا خويا سمعتك ...اعمل ايه يعني ؟اقطع هدومي؟؟!  ولا تكونش عايزني أبل شربات للحي كله ولا احطها  مثلا خبر حصري في التلفزيون! عموما  ..ألف مبروك ربنا يتمم لهم بخير حلو كدة؟؟

صالح بضيق -انا رايح اشوف التانية  النهاردة  نتيجة الثانوية هنروح نشوف نتيجتها سوا اعملي حسابك 


 لوت بوزها بتهكم و همست و لم تظن أنه سيسمعها

  حامل 😏..يعني  هي كانت  حامل بولي عهد النمسا مثلا !! ده حيا الله ابن بدر 😏

امسكها صالح من تلابيب فستانها بغضب: ماله بدر يا بنت لطفي السمكري !! هاااا مااااله بدر ؟؟! مش رااااجل ؟؟؟ 😡


انكمشت بضيق و هي تقول بلجلجة : احم .. مقلتش حاجة ...راجل و نص بس سيبني ! 😖😰

-اياكي اسمعك نطقتي بنص كلمة خايبة عن ابن اخويا فاهمة!! مش كفاية أنه ستر عليها و لولا كدة  كانت قعدت في وشك على طول ؟؟؟

فاتن بخوف : طيب طيب ..ما قلتش حاجة .. مالك اتحمقت اوي كدة !! ربنا يهنيهم و يهدي سرهم 😥


عدل صالح ملابسه و حاول التقاط انفاسه و تمالك اعصابه 

طب امشي البسي على ما اتكلم مع  البنت ..لولا اني مش عايز  أعكنن عليها فرحتها هي كمان في يوم زي ده انا كان ليا معاكي تصرف تاني 😤 

-بتتكلم بثقة   كأنك متأكد انها هتنجج

-حاسس انها هتنجح المرة دي  

فاتن ببرود -انا بقى مش عايزة امني نفسي عالفاضي و في الاخر اخذ على قفايا ....ماهي دي مش اول مرة 🙄

صالح بغضب: اوعي البت تسمعك ! 😤

فاتن :ليه  هي مش عارفة ؟؟ عموما بدري عشان نفرح ما تستعجلش..


هو رأسه بيأس ثم انصرف نحو غرفة سحر و طرق الباب 

-حبيبة بابا صاحية ؟

- ايوة يا بابا 😔

دخل   صالح الى الغرفة 

 :دلوعة بابا عندها يوم مهم اوي🥰....صاح صالح بحماس ايه ده !! تفاجأ بها لا تزال منكمشة على نفسها في سريرها 

انتي لسة ما قومتيش!! 😳

سحر بتثاقل: اقوم اعمل ايه 😮‍💨

جلس بجانبها و قال حماس : النهاردة النتيجة و انا متفائل خير ...يالا قومي البسي و ضبطي نفسك كدة عشان نروح كلنا سوا نشوفها


القت اللحاف على وجهها ثانية و هي تقول بتذمر 

-ارجوك يا بابا مش عايزة اروح.... ما تضغطش عليا 😣

أمسك يدها بحب قائلا : سحر يا حبيبتي . . خالد و فهمنا رفضك و قلت ماشي و عديتها و قفلت الموضوع  ..انما مش متحمسة للدراسة ليه ؟ تكونيش مش عايزة تدرسي في الجامعة كمان ؟؟

سحر بضيق : لا مش كدة . 

-اومال ايه الحكاية ؟؟


لم تعرف كيف توضح السبب الحقيقي وراء ضيقها 

فصمتت قليلا ثم انهارت : افرض ما نجحتش ؟؟ هيبقى موقفي ايه قدام زمايلي كلهم ؟! بصوا الفاشلة اللي بتسقط كل سنة اهي..مسكينة لو مكانتش عيانة يمكن كانت نجحت 

 صالح : طب ما تفرضيش نجحتي ليه ؟؟ ليه التشاؤم ده ! 

سحر بملل: ايوة خلاص نجحت ..و بعدين ؟!😏


فكر صالح قليلا ثم قال : لا انتي مش سحر دلوعتي اللي انا مربيها ... مهما كانت الظروف اللي كانت بتمر عليكي كنتي دايما متفائلة و متماسكة وعندك اصرار انك تكملي للأخر 

ايه اللي حصلك فجأة !! كإني حاسس انك انطفيتي من جوة  فقدتي الشغف في الحياة و إستسلمتي لليأس !


سحر بضيق : مفيش حاجة يا بابا ..من فضلك عايزة افضل وحدي

صالح : مش قبل ما تحكيلي مالك ...انتي عمرك ما خبيتي عني حاجة 


لم تستطع البوح.... ولا التحمل أيضا .... فكلاهما أصعب من الآخر بالنسبة إليها ....لذا فقد إختارت الحل الوسط بينهما 

انهارت دموعها كالشلال تغسل تلك الغصة القابعة داخلها و التي تضغط على صدرها بقوة منذ الأمس

عانقته بشدة و دموعها تبلل قميصه بالكامل و هي تنوح بألم 

-تعباااااانة اوووي يا بااااااباااا مش قاااادرة  😭

صالح بدهشة : الله الله ليه كدة  بس كفى الله الشر ..ليه كل ده يا حبيبتي !! تعبانة من ايه يا حبيبة ابوكي ! ما تريحي قلبي و تحكيلي 😱😰


همست في نفسها بضيق : هقولك ايه ولا ايه بس يا بابا !!

ما انا متعودة اقولك كل حاجة و عمري ما خبيت عليك  حاجة...بس هقولك ازاي اني بحبه و الحياة بالنسبة لي  كلها على بعضها ما بقاش ليها معنى ولا طعم من غيره هو 😭...لا عايزة انجح ولا عايزة جامعة...يا ريتني ما  رحت المعاد المنيل ده ... يا ريتني ما شفته ولا اتعلقت بيه ...يا ريتني ما رحت  الميناء يوميها...مكانش حصل كل اللي حصل ولا كان قلبي وجعني بالشكل ده دلوقت 😭


لم تقل شيئا سوى انها استسلمت للبكاء مطولا  بين احضانه بينما بقي يمسك بها  داخل حضنه و هو يمسح على شعرها بحنان و يقول 

-معلش يا حبيبة بابا عيطي كمان ...يمكن لما تعيطي ترتاحي

تنهد بحزن على حالها ثم  همس في سره: ماهي لو امك ربنا هداها كانت هي اللي تحضنك و تطبطب عليكي و ساعتها مكنتيش تتكسفي زي دلوقت  و  كنتي هتقدري تصارحيها باللي شاغل قلبك...كنتي هتقوليلها انك حبيتيه..  مش كدة ؟؟ماهو  ألم الحب مش بيتخبى مهما حاول الواحد  مننا أنه يخفيه ...

طب مادام كدة اومال رفضتيه ليه بس؟؟ليه مش قادرة تفهمي ان الراجل بيحبك هو كمان ! مش شفقان ولا حاجة 


انتصفت الطريق بالنسبة إلى ياسين و تذكر الدعاء الذي قالته أم أحمد فدعاه بكل صدق ثم أمن و بقي يفكر قليلا في نفسه : انا عمري ما كر"هتك او اتمنيت لك الشر يا ابن عمتي .. بس اطلب من ربنا انك تتخنق بحقدك ده مادام مش قادر تتجاوز كر"هك ليا  رغم كل السنين دي و بعد المسافات اللي بيننا 

تذكر عمته فهمس: عمتي مفيدة! بقالي مدة ما كلمتهاش

أتصل بها فردت بتعب : الو


-الو يا عمتي انا ياسين ..

-ياسين حبيبي ازيك 

-الحمد لله  انا بخير .  مالك يا عمتي صوتك مخنوق كدة ليه ؟؟

مفيدة بوجع: تعبااانة يا.  ابني ...ب..بقالي يومين ..حااسة بوجع ف قلبي ..اتصلت بايهاب ...بس.. ما جاش لسة

ياسين بفزع: يا خبر !! بتقولي عيانة من يومين طب اقفلي انا هاتصرف حااالا !


اقفل الخط مسرعا ثم أتصل ثانية و هو يفكر : ممدوح ..ايوة ممدوح  هو اقرب حد ليها 

-الو ممدوح

-ميييين !!! ياااسيييين...ايه المفاجأة الحلوة دي !!! ازيك يا راجل !!

ياسين بقلق : الحمد لله يا ممدوح و اعذر مشاغلي مش قادر أتصل كثير 

-معذور يا ابن خالتي .. ها قلي اي  اللي فكرك بينا النهاردة!؟ 

-ممدوح انت ماعندكش شغل النهاردة؟؟

-لا انا كنت مناوب امبارح و  النهاردة اجازة. ليه ؟؟

-طب انا محتاجلك في خدمة يا اخوي

-رقبتي ليك يا ابن خالتي ...اؤمرني 

- انت  عارف عمتي مفيدة  مش كدة ؟؟ 

ممدوح : اللي ساكنة هنا في البساتين ؟ اه أعرفها ليه ؟؟

ياسين :بص يا ممدوح انت تروح بسرعة عندها و تأخذ معاك دكتور شاطر...هي عيانة اوي مش عارف مالها 

ممدوح بتعجب : هي مش ابنها دكتور برضو !!

ياسين بضيق : دكتور ايه بس يا ممدوح خلي الطابق مستور ...المهم تعمل اللي قلتلك عليه من غير تأخير  و لو طلب تحاليل او اشعة او رسم قلب او أي حاجة اعملها لها و انا هابعثلك الفلوس على حسابك و فوقها الحلاوة كمان ...ها يا اخوي اقدر اعتمد عليك !!

-عيب يا اخوي ..كإنك هنا..

-تسلم يا ابن خالتي .. هابقى أتصل بيك  تطمنني 

- ماشي 

اقفل الخط بضيق و هو يجز على أسنانه: ااااخ منك يا ايهاب الوا'طي!! سايب أمك تعبانة ولا على بالك !!  لا و المصيبة الكل فاكر انك دكتور بجد و  انت محسوب عليها دكتور عالفاضي   !! 😤


بعد مدة ارتاحت و هدأت دموعها فامسك وجهها بين يديه بحب و هو يقول : هاااخلصنا فقرة الدموع مش كدة !! 

مش تقومي كدة تغسلي وشك و تروحي نشوف نتيجتك دلوقت !؟ 

فكرت قليلا ثم خطرت ببالها فكرة 

اومأت برايها بالإيجاب و قالت بإستسلام: ماشي بس بشرط 

-اي يا روحي 

-انا رايحة لوحدي مخنو"قة و محتاجة اشم هوا و انت لو عايز تشوف النتيجة تروح بعدي 

صالح : لو دي رغبتك ...معنديش مانع


خرج صالح و هو يهمس بحزن: ربنا يريح قلبك يا بنتي 

فاتن : هاا انا جاهزة عملت ايه ؟؟مادام مبوز كدة تبقى  مش راضية تروح مش كدة! يبقى عارفة انها هتسقط 🙄

-يا شيخة فال الله ولا فالك!! اتفائلي مرة وحدة في حياتك بحاجة حلوة !! 

-انا مالي انت اللي وشك بيقول انها سقطت 😒

-و تسقط ليه !!  ماهي قالتلنا انها ذاكرت كويس و جاوبت كويس !! ليه التشاؤم ده؟ مش كفاية مش قادرة تحتوي البت و تطبطبي عليها زي اي أم  ...لا و كمان عايزة تكسري مجاديفها ؟؟ انتي ايه!!! 😤

كان يهم بالخروج ثم تذكر شيئا فإلتفت إليها بتذمر 

- اه افتكرت ...البنت مش عايزانا نكون معاها ...عايزة تروح وحدها عارفة ليه ؟؟! 

لوت فاتن بوزها بدون ان تنطق بكلمة فأكمل و هو يجز على اسنانه:


 لإنها  عايزة يا تفرح لوحدها او تحزن لوحدها مش عايزة تشاركنا ولا حاجة منهم هوما الإثنين .. 

لو سقطت فهي عايزة تحزن لوحدها لانها عارفة ان انتي مش هتطبطبي عليها و لا تهوني حزنها بالعكس هتلوميها و تزودي عليها حزنهاا اكثر بكلامك الس"م

و لو نجحت فهي شايفة انها الوحيدة اللي من حقها تحتفل و تفرح بالنجاح ده ...انتي ما تستاهليش تفرحي معاها لانك ما عملتيش عشانها حاجة... هي نجحت لوحدها من غير  تحفيز و لا حب ولا طبطبة 

شفتي وصلتي البنت لفين بجبروتك و قسوتك ؟؟! 😡

ثم خرج و تركها لغيظها


في مصر 

(بقالنا كثير ما زرناش ام أميرة 🥰)

-بقولك اي يا بت يا ندى 

- ايوة يا ماما

- اختك وحشتني اوي يا بنتي. . و ابوكي مش راضي يشحنلي رصيد دولي  عشان اسأل خالتك عليها 

- طب و الحل يا ماما 

- انا كنت مخبية من مصروف البيت عشان اكلم خالتك و اسألها عنها ... خذيه و اطلعي عند عمك متولي اشحنيلي رصيد على رقمي و تعالي

-رصيد ايه ده اللي عاوزة تشحنيه من ورايا يا فاطمة ؟؟ 

نظر الى ابنته و قال : روحي انتي على اوضتك يا بنتي 


بينما أطرقت فاطمة رأسها  بضيق و قالت : اعمل ايه ؟؟  ما انت مش راضي تريح قلبي 😖

-اريح قلبك ازاي ؟؟ بأنك تضيعي فلوسي كل أسبوع على الرصيد و  تكلمي اختك و تطلع مش عارفة حاجة عنها و في الاخر تديكي على قفاكي بكلمتين  يعكننو عليكي طول الأسبوع  ؟؟

-اومال افضل كدة قلبي مشغول أحسن  ؟؟ 😤

-و ينشغل قلبك ليه ؟؟  ما انتي عارفة ان البنت في تدريب و مانعين عنها التلفون... و الستشهر اللي قالت عليهم ما عداش منهم حتى نصهم !! و اهي كلمتك مرة لما لقت فرصة يبقى حاولي تصبري و تستني لحد ما تلاقي فرصة غيرها


-مليش في كل ده انا ....عايزة اسمع صوتها عشان يرتاح بالي 😭

رجب بتهكم : -اااه ...و عشان يرتاح بالك بقى احنا نكلم فاتن  كل شوية و هات يا رغي... يبقى انتي شايفة اننا نفضل نشحن لغاية ما نفلس  على كدة ...و  خلينا ناكل بعد كدة راحة البال و  نستحمى براحة البال  و نشغل التكييف براحة البال و نركب مواصلات براحة البال !!! ايه رأيك ؟؟! 😤

-خلاص ما طلبتش حاجة 😓...انا هأقوم أحطلك العشاء 😓


توجهت نحو المطبخ بضيق فأمسكها ثانية 

-تعالي اقعدي ..

إقتربت بحزن فأجلسها بجانبه  وإحتضنها بحب -

ما يهونش عليا زعلك ...حقك عليا ..انا فلوس الدنيا كلها فداكي المهم تكوني مبسوطة  ده لو كنتي بجد بتكلمي بنتك و بتتبسطي.. بس انتي بتضيعي فلوسي عشان تنكدي على نفسك .. و انا ما بقيتش طايق اشوفك  زعلانة و مخنوقة كل ما كلمتك فاتن ...دي لسانها بينقط س"م و بدل ما تواسيكي بتزود حيرتك اكثر !


فاطمة بضيق : اختي فاتن من لما كنت صغيرين و هي قاسية كدة بس من برة ...لكن من جوااها طيبة و لو كانت تعرف حاجة أكيد كانت هتريح قلبي مش هتخبي عليا  😓

-و الله انتي اللي طيبة اوي و على نياتك .. قال فاتن طيبة و مش بتخبي عليها حاجة قال !!...زي ما قالتلك ان بنتها اتجوزت ..و اهي بقت حامل كمان و انتي برضو لسة مش عارفة الموضوع 

-حامل !!! مين دي اللي حامل؟؟

 -بنت اختك ... حنان ..ما انتي عارفة ان  هند  مرات مسعد تبقى بنت عم سنية ...

-ايوة عارفة !!

-قالتله ان سنية هتو"لع في نفسها من الغيظ خايفة حنان تجيب لإبن عمها بدر الولد اللي عايزه 

فاطمة بحزن: كدة يا اختي ؟؟ كدة تخبي عني حاجة زي دي ؟؟؟ ليه هو انا كنت هأحسدها؟؟ ده انا معتبراها زي أميرة و كنت هافرحلها زيك بالضبط ! 

-قال يعني مخبية الخبر عشان خايفاكي تحسديها ؟؟ يا عالم عاملة ايه  هناك ولا  ابوها كان جايبها  تتجوز غصب عنها و من غير فرح ليه ؟ طب  تلاقيها حتى هي اللي اسمها أمها مش فرحانة بالجوازة دي عايزة انتي تفرحي ؟؟! 

-المهم انها خبت عني خبر مهم زي ده 😓

-طب ما تزعليش يا ستي ... هو انا قلتلك عشان تتضايقي كدة !! خلاص يا ستي انا بعد العشاء هاشحن رصيد و اخليكي تكلميها و تفشي غلك فيها .. اهي مرة من نفسنا بقى  ..بدل ما هي اللي  كايداكي  في كل مرة😌😂

ضحكت فاطمة بإنكسار : مش باعرف اتشفى في حد و خصوصا اختي 

رجب بحب: عارف ..هو انا حبيتك من فراغ ؟ ☺️


كان وقت اعلان النتيجة و الجميع مجتمع امام المدرسة الثانوية و متحمس لمعرفة النتيجة 

الطلبة مع اهاليهم و اصدقائهم مجتمعين و ينتظرون  تلك اللحظة الحاسمة من حياتهم و هم يترقبون بكل لهفة و قلق النتيجة في هواتفهم من اجل توثيق تلك اللحظة التاريخية مع بعضهم


وصل صالح مع فاتن و بحثا في كل الأرجاء عن سحر لكنها غير موجودة 

رأى صالح صديقتها تنتظر برفقة والدتها بحماس و ترقب  

صالح : ساندي ألم تري سحر؟ لقد جاءت  قبل قليل 

-لا لم ارها لقد اخبرتني ألا انتظرها لانها لن تأتي 

عادت الى اهلها و تركته في حيرة 


-راحت فين اومال !!!؟؟

فاتن بتذمر :راحت فين اومال ؟؟! بتسأل دلوقت ؟؟ مش انت اللي سمحتلها تطلع لوحدها ؟؟  بتسأل ليه ؟

صالح : فاتن ارجوكي مش ناقصك النتيجة هتطلع بعد أقل من دقيقة و انا ما عنديش كلمة السر بتاعها و البت مختفية 

-ماهوما هيعلقوا النتائج ما تقلقش ..

-انا قلقان عالبت مش النتيجة 😤 خايف تعمل حاجة في نفسها او تتعرض لنوبة و هي لوحدها 


كانت فاتن  ستتكلم لكنها لمحته قادما نحوهما بقلق فقالت بغضب : الجدع ده جاي هنا يعمل ايه ؟؟! 😤

التقت صالح ليجد خالد مبتسما بقلق خفي

-سلام عليكم  ياعمي 

-و عليكم السلام يا ابني 


نظرت إليه بملل ثم قالت : صالح انا رايحة جوة اسأل المدرسة بتاعتها يمكن عندها  علم بمكانها

نظر خالد بتعجب: هي سحر فين يا عمي ؟؟ مش النتيجة هتظهر دلوقت ؟؟

صالح بحزن: ايوة يا ابني ...بس سحر نفسيتها ز"فت من امبارح مش طايقة حد و لا طايقة نفسها حتى ... ولا مهتمة بنتيجة ولا غيرها ... مفيش غير هات يا عياط

-يعني رفضت تجي المدرسة معاكم  ؟

-مش عارف ...قالت هتطلع تشم هوا كنت فاكرها جاية هنا 

بس مش عارف راحت فين؟؟


 فكر خالد ثم قال :تشم هوا؟  انا عارف هي فين.  

كان يهم بالمغادرة مسرعا حين قال صالح بخوف

-بجد  عارف !!! رايح  فين؟؟ طب خذني معاك 

- ما تقلقش يا عمي... سحر امانة في رقبتي هأجيبهالك لحد البيت .

ركب  سيارته و انطلق مسرعا 


بعد لحظات خرجت النتائج و علا الهتاف و الصراخ و الحماس 

علقت النتائج في لوح المدرسة فركض صالح نحوها بترقب و خوف يتمعن في تلك الصفحات الى أن رأى اسمها 

- نجحت !!! بمحموع 73  في المية !! !! 😍

تجمعت الدموع في عينيه لا يصدق ان صغيرته فعلتها !! 😍


تقدمت نحوه فاتن بتساؤل و هي ترى النتائج من بعيد 

-خير بتعيط ليه ..أكيد سقطت 😏

من فرحته عانقها بكل قوته و هو يقول :  نجحت يا فاااااتن !!! حبيبتي الصغيرة نجحت !!  جااابت 73 في المية!! انا مش مصدق !!! الحمد لله ...الحمد لله ...الحمد لله ..يا ما انت كريم يا رب 🥰😍😭

فاتن بفرحة: بتتكلم بجد !!! وريني كدة!!!


قرأت اسمها و صرخت سحر!!! أخييييييرا  فرحتي قلبي 🥰

بكى صالح بحرقة و قد كانت تلك الدموع  مزيجا بين دموع الفرح و دموع الحزن لأنها ليست موجودة ليقاسمانها تلك اللحظة الاسطورية التي طالما انتظرها الجميع و هاهي الأسرة قد تشتتت و لم يبق حولهما احد


امسك هاتفه بإثارة و حاول الاتصال بها كثيرا لكنه لا يستطيع ... هاتفها اما مغلقا او في وضع طيران


أتصل بخالد في الحال 

فرد هذا الاخير  و هو مركزا نظره على الطريق و يسوق بأقصى سرعته 

-الو ايوة يا عمي...خير !! 

-نجحت يا خاااالد !! بنتي نجحت!!! سحر نجحت ...جاااابت 73 تصدق !!!!  

تنهد خالد بعمق و تهللت كل اساريره غبطة و قال

الحمد لله ...ألف مبرووووك يا عمي 😍


بعد مدة 

وصل أخيرا الى المكان ركن سيارته مسرعا و ركض بإتجاه الشلال 

كانت تجلس على احدى الصخور القريبة و هي تنظر بحزن إلى تلك المياه المنسابة بفوضوية ساحرة  


 تمسك بهاتفها الذي وضعته  مسبقا على وضع الطيران كي لا يزعجها احد  و هي  ترى تلك النتيجة التي انتظرتها سنتين كاملتين و مع هذا لا تشعر سوى بغصة تملأ دواخلها لا ترضى ان تزول مهما بكتها 

 تنهدت بحزن  دفين و هي تمسح دمعة فرت رغما عنها

-كنت متأكد اني هألاقيكي هنا ☺️

-خااااالد !!! 😳

-أيوة يا عيون خالد 😍

يتبع بقلمي آلاء إسماعيل البشري 🔥


تكملة الرواية من هنا


بداية الرواية من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close