القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل 11/12/13/14/15/16/17/18 بقلم هنا عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل 11/12/13/14/15/16/17/18 بقلم هنا عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل 11/12/13/14/15/16/17/18 بقلم هنا عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

اختفت من قدام ناجية،هى اه مش قدام عنيها طول الوقت،لكن هى محاوطاها علطول،هى اه مش شيطان،لكن هى تابع للشيطان،هى “الدلاّلة”،هى دليل لكل نفس ضعيفة،هى الواسطة ما بين كل خاين وضعيف وكافر،وبين الشيطان،هى اللى بتقدر تكمل مسيرة الشيطان فى وسوسته،بتعرف ازاى تزين الافكار الشيطانية فى عقل كل واحد نفسه اضعف من انها تقاوم،هى اللى قرر الشيطان يحطها قدام اى شخص بيفكر فى الاذى والانتقام والحرام من غير ما يحط ربنا قصاد عنيه،”الدلاّلة”،كأسم معروفة بأنها دجالة،مفيش نوع سحر مبتقدرش تشتغل فيه،الحرام والكبائر بالنسبالها اهون من شرب المياه،ناجية بالنسبالها مش اول ولا اخر واحدة تطلب منها تجلب لها حبيب،او تسخّر لها قرين،او حتى تفكر فى اذى لحد،وفى نفس الوقت،فيه كتير رفضوا انهم يقبلوا اللى ناجية قبلت بيه،وفيه اكتر وافقوا زيها،قبلوا الزنا،قبلوا الكُفر،قبلوا الكبائر من غير تفكير،منهم اللى نهايتهم كانت اصعب بكتير من اللى قبلوا انهم يعملوه،ومنهم اللى لسه قدامهم فرص يتوبوا ويعالم هيلحقوا نفسهم ويتوبوا ويرجعوا لربنا،ولا هيكملوا فى اللى هما فيه ويقابلوا اسواء نهاية،لكن”الدلاّلة”،وسيط الشيطان حتى لو هى ماتت وانتهت،هيطلع غيرها تانى،الشيطان له القدرة على السيطرة على عقول المرضى اللى ايمانهم مش موجود.

ناجية سرحانة فى الكلام اللى سمعته،هى معرفتش تقصد ايه الدلاّلة بان فيه مقابل تانى غير اللى دفعته ناجية زمان علشان تقدر تلاقى عمر قدامها من تانى،وبرغم انها عارفة ومتأكده ان الميت محدش فى الدنيا كلها يقدر يرجع يحييه تانى،الا انها بضعفها وجهلها اللى مالهوش علاقة بانها اتعلمت او لاء لكن جهلها بربها ودينها خلاها صدقّت ان ممكن الدلاّلة ترجعهولها،وده اللى خلاها مستعدة تعرف ايه هو الثمن اللى ممكن تدفعه مقابل رجوع جوزها ليها.

فى بيت هند.

هند:

– صعبانة عليا اوى سميرة يا ماما،مش عارفة هتستحمل اللى اختها ومامتها بيعملوه فيها ازاى بعد كده؟

أم هند:

– يا حبيبتى،فى الاول والاخر دى مامتها واختها،يعنى محدش هيخاف على سميرة ولا يزعل عليها زيهم،كل البيوت يا هند بتحصل فيها مشاكل وزعل،لكن فى الاخر هتفضل بنتهم.

هند:

– ياماما،هو انتى مش بتشوفى ازاى مروة بتبص لأختها بكره،انا اصلا مش عارفة ليه كده،مع ان كشكل مروة احلى،يعنى مفيش حاجة تخلى مروة تغير من سميرة.

أم هند:

– يا حبيبتى مش غيرة،هى بس مروة ممكن تكون حابة تخلى سميرة تمشى بدماغها،بما انها الكبيرة يعنى فعايزة تعمل لنفسها شخصية مع اختها،بس هى مش عارفة تفرض شخصيتها دى بطريقة صح،يعنى هى لو ناصحة وذكية هتخلى اختها دى تحت جناحها،بس بالحنية والمسايسة.

هند:

– والله يا ماما انا بجد بتمنى لسميرة واحد زى عمرو ابن عمي،اه مرات عمى ومي الاتنين صعبين ومحدش يطيق طبعهم،لكن عمرو راجل وهيعرف يبقى بدل عمو عمر.

ام هند:

– اوعى يا هند تتكلمي مع سميرة فى حاجة زى دى،متعلقيهاش يا حبيبتى،وبعدين عمرو او غيره،مفيش حد بياخد مكان الاب ولا مكان الام يا هند،مهما الراجل كان كويس،عمره ما هيستحمل مراته لما تغلط او ينصحها بالحنية اللى ابوها ممكن يقدمهالها.

هند:

– بس عمرو جدع،وحنين،وانا شايفاه مهتم بيها.

ام هند:

– جدع وكل حاجة،وميتعايبش،لكن خلينا بعيد عن الموضوع ده يا هند،احنا مش حمل مشاكل مع مرات عمك،وبعدين الله يكون فى عون اللى هتبقى مرات ابنها،وبعدين اللى مرضاهوش عليكي مشه رضاه على بنات الناس،ومى ومها الاتنين يابنتى متمناش ان تقع تحت ايديهم بنت زى سميرة.

هند:

– يعنى من رأيك يا ماما انى مجسش النبض مع عمرو وسميرة؟

ام هند:

– اوعى يا هند،بلاش يا حبيبتى،ومحدش يعرف النصيب فين،بس لو هيكون فيه نصيب فعلا،خلينا احنا بعيد يا حبيبتى،اسمعى كلامى يا هند،احنا مش عايزين وجع دماغ.

هند بتفكير:

– حاضر يا ماما،مش هتدخل وعد مني

أم هند:

– ماشى يا حبيبتى،ادخلى انتى بقى خدي دش كده وغيرى هدومك،وانا هحضرلهم لقمة تلاقيهم مفيهمش حيل ولا دماغ يقوموا يعملوا حاجة.

هند:

– تسلم ايديكي ياماما،ماشى انا هقوم بقى ادخل الحمام.

فى عربية عمرو…

عمرو:

– صعبانين عليا اوى يا ماما،انتى مش متخيلة الصدمة اللى كانوا فيها لما عرفوا انه اتوفى.

مها:

– اه يا حبيبى طبعا،الفراق صعب،وبعدين ده مش اى فراق،مفيش اصعب من فراق الام ولا الاب،ولا الضنا يا عمرو يا حبيبي.

عمرو:

– وبعدين فكرة ان قرايبهم كلهم بعيد،وانهم ستات بس ومش معاهم راجل،فكرة صعبة بصراحة.

مي:

– ليه صعبة يعنى.،هما صغيرين يعنى؟،وبعدين عادى ايه المشكلة ما احنا بابا علطول مسافر وسايبنا من واحنا صغيرين.

عمرو:

– صعبة يا مي،لأن هما اهلهم بعيد،لكن احنا لما بابا كان بيسافر زمان وانا صغير،كان جدى موجود ورايح جاى علينا،كانت عماتك وعمامك علطول مش ناسينا،لو حصلت حاجة كانت ماما بتلاقى اللى تتصل بيه وتلاقيه قدامها فى ساعتها،لكن الناس دى بقى معندهمش اللى يوم ما يحتاجوه يلاقوه،انتى مشوفتيش المنظر فى المستشفى،وانا مع الست بحاول الحقها فى اوضة،ومرات عمك وبنت عمك مع البنت فى اوضة تانية بيحاولوا يفوقوها من الصدمة،تبصى حواليكي لا تلاقى اخ بقى ولا خال ولا عم ولا جد،مش هتفهمى انتى الموضوع ده.

مي:

– ومش عايزة افهمه.

مها:

– ربنا يخليك لأختك وليا يا حبيبى،ويخلى باباكم ويرجعه بالسلامة،صحيح يا عمرو احنا يا حبيبى لولا وجودك جنبنا،لا نعرف نروح فين ولا نيجي منين،زمان كان جدك موجود الله يرحمه بقى،وعمامك كانوا لسه مسافروش،وكل واحد بقى له حياته وبيته وولاده،علشان كده مش قادرة اتخيل اليوم اللى ممكن تتجوز فيه وتبعد عني.

عمرو:

– ليه يا ست الكل ابعد عنك،هو انا هتجوز واحدة تخطفني منك ولا ايه؟،أنتى ومى فى حياتى قبل اى حاجة تانية فى الدنيا،واللى هختارها تبقى مراتي هتكون عارفة ده وافقت كان بها،موافقتش يبقى البنات غيرها كتير.

مي:

– لاء يا عمور،انت تقعد كده تحط رجل على رجل وموضوع اختيار العروسة ده تسيبهولى انا وماما بقى.

ضحك عمرو على الكلمة:

– لا يا شيخة!؟،طيب وايه اقعد فى الاوضة اجهز نفسي لحد ما تيجي هى تتقدملى،عيب يا ميوش،اخوكى راجل وبيعرف يختار،يرضيكي يعنى اروح اجيبلك واحد واقولك هو ده اللى انتى هتتجوزيه؟؟

مي:

– يا عمور انت طيب،وقلبك الحنين ده مش هيخليك تعرف تفهم البنت اللى قدامك بسهولة،يعنى البنات بيعرفوا ويفهموا بعض،فيه حاجات الناس اللى قلبها ابيض زيك كده مبيفهموهاش،البنت لما بتحب ترمي الصنّارة على حد معين،بترسم دور مش دورها لحد ما تجيب رجليه،والبنت اللى من العينة اللى بقولك عليها دى مع اللى زيك مبتطلعش خسرانة ابدا.

عمرو باندهاش:

– ايه يابنتى كل الكلام ده؟،أنتى دخلتينا فى افلام ومؤامرات،وحاجات غريبة،عموما يا ميوش لسه بدرى على الكلام ده،وقت النصيب ما بييجى محدش بيقدر يمنعه،وبعدين

– “الطيبين للطيبات”

عمرو كان شاب زى شباب كتير،مشغولين بدنيتهم عن دينهم،لكن كان دايما فيه باب مفتوح بينه وبين ربنا،كان دايما بيحاول يحافظ على انه يكون موارب الباب،لأنه عارف انه هييجى اليوم اللى يقرب لربنا من غير راجعة،علشان كده كان دايما فى تصرفاته يحط كلام ربنا قدام عنيه.

كانت مروة فى اوضتها،فاتحة الكمبيوتر وقاعدة قدامه،فاتحة موقع على النت بتدور فيه عن المواضيع اللى تخص السحر وهل فعلا فيه حاجة فى السحر تقدر توصّل الشخص للحاجة اللى هو عايزها او لاء..وزى ما فيه كل حاجة بتنهى عن السحر،الا ان كمان فيه مواقع كتير جدا بتكتب وبتأكد على ان السحر او اللجوء للتسخير هو باب من ابواب الوصول للأهداف المرغوب تحقيقها،وبرغم ان مروة شافت ده وشافت ده،الا ان رغبتها فى اللجوء لطريق السحر خليتها تعمض عنيها عن المواقع اللى بتنهى عن اللجوء للطريق ده..دوّرت مروة عن الحاجات اللى توصلها للتسخير،برغم انها مش شايلة ناجية من دماغها،وعارفة ان امها هتكون طريق اقصر بالنسبالها من انها تدور بنفسها وتتوه بين الكلام اللى بيظهر قدام عنيها..لكن اللى حصل فى الوقت ده كان غريب جدا..اتقطعت الكهربا،فصل الكمبيوتر،لكن مروة مش من الناس اللى بتخاف من الضلمة.

بس حسيت بجسم واقف وراها،محسيتش بالجسم،قد ما حسيت ان فيه برودة جاية من وراها بالظبط،حاولت تبص وراها لكن صاحب الجسم منعها،مسك كتافها بأيديها الاتنين وهى حاسة ان اللى على كتفها مش مجرد ايد،لاء دى كانت عبارة عن الواح من الثلج،ارتعشت مروة وبرغم انها مش بتخاف،الا ان الموقف كان بيجبرها على انها تصرخ من الرعب،لكن حتى ده مقدرتش تعمله،صوتها اتخنق رفض يخرج..علشان تسمع صوت جاى بيهمس فى ودنها:

– عايزة توصليلهم؟،هوصلك ليهم،وطريقى اقصر من اللى انتى بتدورى عليه..بس خلى بالك اللعب معاهم هيخسّرك حياتك لو فكرتى ترجعى عن طريقهم.

مروة بصوت بيرتعش:

-أأأ..أنتى مين؟؟،هما مين اللى اوصلهم؟؟،مين..مين اللى اخسر حياتى بسببهم؟

ومع محاولة مروة انها تشوف مين اللى واقف وراها،سمعت الصوت مرة تانية وهى بتحس بنفس لوح التلج على عنيها علشان يمنعها تشوف مين اللى واقف وراها:

– اللى انتى قاعدة دلوقتى تدورى على الطريقة اللى تخليهم يساعدوكي،مش انتى عايزة تسخري منهم اللى يخلي الدكتور واهله تحت رجليكي؟،هخليكي توصلي للي انتى عايزاه،زى ما خليت امك زمان توصل للي هى عايزاه،بس قدمى فروض ولائك،واثبتي ايمانك بيهم،وهما هيوروكي اللى عمرك ما كنتى تحلمي تشوفيه.

مروة عنيها مغمضة وبرغم ان الصوت اختفى،الا انها لسه حاسة بالبرودة،ولسه متخيلة ان عنيها مغمضة غصب عنها،كان نفسها بيزيد وطالع نازل كأنها طالعه الدور العشرين من غير اسانسير..رجعت الكهربا من تانى،واللى خلاها تفتّح عنيها،انها سمعت صوت الكمبيوتر لما اشتغل واتفتحت صفحة الويندوز،فتحت عنيها بهدوء وهى بتبص وراها بخوف،ومش متوقعه ايه اللى ممكن تلاقيه قدامها..لكن خابت توقعاتها،مكانش فيه اى حد معاها فى الاوضة،لكن اللى لفت انتباهها،

اثر الدم اللى على الارض،وده اللى اكدلها انها مكانتش بتحلم ولا حتى بيتهيألها.



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم هنا عادل



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الثانية عشر


اللى حصل مع مروة كان اصعب من انها تستوعبه،كانت بتلف فى الاوضة تدور حواليها فى كل مكان عن اثر صاحبة الصوت اللى كانت بتتكلم،لكن مفيش حاجة موجودة غير اثر الخطوات اللى على الارض،فتحت باب اوضتها علشان تطلع تشوف وصلت لحد فين الخطوات دى يمكن تعرف تلاقيها،لكن الخطوات انتهت مع مدخل باب اوضتها،وده موصلهاش لأى حاجة،راحت مروة فتحت اوضة سميرة للحظة شكيت ان ممكن يكون مقلب بتحاول تكدّب خوفها،لكن سميرة كانت نايمة،دخلت كمان اوضة مامتها لقيتها نايمة هى كمان،رجعت اوضتها وهى حاسة ان كل حاجة فيها بتتنفض،مكان لمسة ايد الكائن اللى كان ماسكها لسه حاسة بيها،رجعت مروة من تانى قعدت قدام الكمبيوتر بتاعها اللى كان فصل لما النور قطع،بس المفاجأة لما شافت الصفحة اللى كانت فاتحاها اتفتحت مرة تانية،مش بس كده ده ظهر قدامها صورة لكتاب قديم جدا كان مفتوح على صفحة معينة فيها طلاسم مكتوبة ومطلوب تحت الطلاسم دى كتابتها بطريقة معينة،قرأت مروة الطريقة وهى حاسة انها دخلت الطريق اللى كانت بتدور عليه بأسرع مما كانت متوقعة،مش بس كده الطريقة كانت مخوفاها بشكل رهيب،خاصة لما شافت ان الطلاسم بيتم استخدامها فى شعائر بيتضمنها استخدام الدم،ورؤوس الحيوانات،ودى طرق للدخول فى طريق السحر الاسود.

مروة بعد ما انتهت من القرأة حسيت اننها مش قادرة تقاوم اكتر من كده،خوفها اخيرا غلبها وخلاها تقفل الكمبيوتر وقررت انها تروح اوضة ناجية يا تنام جنبها بسبب خوفها،يا تصحيها علشان تتكلم معاها وتعرف ايه الحكاية بتاعتها بالظبط،لكن اللى اخر ده شوية جرس الباب لما رن،راحت مروة فتحت الباب وكانو اللى على الباب ناس من سكّان العمارة جايين يقدموا واجب العزا.

احمد:

– ازيك يا مروة يابنتى عاملة ايه؟،البقاء لله.

مروة:

– الحمد لله يا عمو،اتفضل،اتفضلي ياطنط امل.

امل:

– هى ماما فين يا مروة؟

مروة:

– اتفضلوا هدخل اقولها ان حضرتك موجودة.

فعلا دخلت مروة تصحى مامتها علشان تقابل الجيران.

مروة:

– ايه ده ياماما انتى صحيتى امتى؟

ناجية:

– انا منمتش يا مروة.

مروة:

– منمتيش ايه؟،انا دخلت اوضتك من شواية كنتى فى سابع نومة!،لحقتى تصحي وتغيرى هدومك كمان.

ناجية:

– سلامة عقلك يامروة،هدوم ايه يابنتى اللى غيرتها،انا بالجلابية دى من ساعة ما رجعت،انتي….

سمعوا صوت جرس الباب مرة تانية.

مروة:

– طيب انا هطلع اشوف مين على الباب،واطلعى قابلى طنط امل وجوزها طالعين يعزوكى.

ناجية:

– يعزونى!،بس انا مش عاملة عزا.

مروة:

– هطلع اشوف اللى بيرن على الباب يا ماما،واطلعي قابلى الناس.

ناجية كان باين على هدوئها فى الكلام انها طبيعية،لكن التضارب اللى حاصل فى ردودها على اللى مروة بتقوله كان مش مفهوم مين فيهم بالظبط اللى بيتهيألها.

ام هند:

– معلش يا مروة يا حبيبتى،شكلى صحيتك.

مروة:

– لا ابدا يا طنط انا صاحية،دى حتى طنط امل موجودة جوة.

ام هند:

– انا لما رنيت الجرس كام مرة قولت اكيد نايمين،بس علشان عارفة ان انتم هتكونوا مأكلتوش لحد دلوقتى مكنتش همشى غير لما اديلك الصنية.

مروة بتمد ايديها تشيل الصنية من ايد ام هند:

– تعبتى نفسك ياطنط،بس والله ما حد فينا له نفس ياكل،اتفضلى ادخلى.

دخلت فعلا ام هند وسلّمت على جيرانها،وهما قاعدين دخلت مروة تعمل قهوة،ورن الجرس مرة تانيه واللى فتحت المرة دى كانت ام هند،واللى كانت على الباب جارة تانية من البيت.

اخيرا بعد اكتر من عشر دقايق خرجت ناجية من اوضتها،كانت مبتسمة وهى بتسلّم على الجيران للدرجة اللى خليتهم يستغربوا،الموقف مش مناسب لأى ابتسامات.

ناجية:

– تعبتوا نفسكم يا جماعة،كتر خيركم،صحيح صدق اللى قال الجار قبل الدار.

امل بأستغراب:

– ربنا يربط على قلوبكم يا حبيبتى،انتى متعرفيش استاذ عمر ده كان غالى علينا ازاى،راجل محترم.

احمد:

– كان ونعم الجار الحقيقة،انا لسه شايفه امبارح بعد العصر،طالعين مع بعض فى الاسانسير.

ناجية ابتسمت بتجاهل للى اتقال:

– ومين اللى جايب الصنية الحلوة دى؟،ريحتها هى اللى طلعتنى من الاوضة.

بصوا الجيران لبعض،وطلعت مروة وهى شايلة صنية القهوة،وبرغم انها كانت مرتبكة بسبب اللى حصل معاها،الا انها حاولت تبان طبيعية قدام الناس.

ام دعاء:

– خلى بالك من مامتك يا مروة،يظهر كده ان الصدمة مأثرة عليها.

مروة بتحاول تنجز الزيارة دى:

– الصدمة كبيرة علينا كلنا،وماما اعصابها تعبانة فعلا،ربنا يصبرنا.

امل:

– اومال سميرة فين؟

مروة:

– لاء سميرة نايمة مش حاسة بالدنيا من و قت ما رجعنا،دى دماغها مش فيها.

ام ممدوح:

– دى قطّعت قلبي ساعة الدفنة،لا قادرة تتكلم ولا تقف على رجليها،حاسة بيها انا عارفة الاب وصعوبة فراقه.

ام هند:

– دفنة ايه بس يا ام ممدوح،دى ياحبيبتى فى المستشفى كانت خلصانة مننا،هى وناجية الاتنين بايتين وفى ايديهم المحاليل وكل كام ساعة حقنة،الله يكون فى عونهم.

ناجية:

– طيب مش تقوموا بقى ناكل لقمة على ما قُسم مع بعض،انا واقعة من الجوع ومأكلتش من امبارح.

كلهم مذهولين من ناجية وتصرفاتها.

مروة:

– ماما لو تعبانة ادخلى ارتاحى فى اوضتك.

ناجية:

– يابنتى هتتعبينى ليه بس انا زى الفل قدامك اهو،هو علشان نفسى مفتوحة حبتين يعنى ابقى كده عيانة؟

ام هند:

– ان شالله دايما زى الفل يا ام مروة،نقوم نستأذن احنا بقى،ربنا ميدخلكوش حاجة وحشة تانى ابدا،ويصبركم.

امل:

– صح يلا بينا احنا دلوقتى،وبكرة نطلع نطمن عليكم تانى يا مروة،حبيبتى امانة عليكى لو محتاجين اى حاجة متتكسفيش مننا.

مروة باحراج من تصرفات ناجية:

– الف شكر يا طنط،معلش انا مش عارفة اقولكم ايه والله،بس اكيد انتم عارفين ان الصدمة بالنسبالها مش بسيطة.

احمد:

– يابنتى ربنا يكون فى عونها،احنا فاهمين ومقدّرين،انتى واختك حاولوا تكونوا سند ليها واحتووها علشان الموضوع ميدخلش معاها فى اكتئاب.

مروة:

– احنا معاها يا عمو،اكيد مش هنسيبها توصل للمرحلة دى،صحيح يا طنط ام هند لو ممكن تكلمى دكتور عمرو او تديني رقمه،عايزة اعرف منه لو فيه مصاريف او حاجة هو دفعها.

ام هند:

– يابنتى هو ده وقته،الدنيا مطارتش.

مروة بخبث:

– لاء كمان علشان اتابع معاه موضوع ادوية سميرة،اصل الروشتة بتاعتها راحت والدوا بتاعها كنا لسه مجبناهوش ولما حصل اللى حصل كمان نسيناه خالص،وخايفة حالتها تبقى اسواء.

ام هند:

– اه صحيح العلاج،خلاص من عنيا هدخل البيت اخلى هند تتصل عليه،بس على الله يكون صاحي بقى.

الجيران كلهم خرجوا وصعبانه عليهم ناجية واللى هى فيه،كل واحد راح على بيته،وقفلت مروة الباب وراهم ودخلت البيت،اتفاجئت بأن ناجية قاعدة على ترابيزة السفرة وبتاكل من الصنية اللى جارتها جابتها،وبتاكل كأنها اول مرة تشوف اكل.

مروة بانفعال:

– لاء بقى انا عايزة افهم،انتى في ايه بالظبط،اصل مش انتى ياماما اللى يجيلك جنان يعنى علشان حد مات،مش لو بابا ده لو واحدة من بناتك اللى انتى شلتيهم فى بطنك وعلى قلبك،مش هتزعلى للدرجة دى.

ناجية بتاكل وبتسمع مروة وهى راسمة ابتسامة مريبة.

مروة بعصبية:

– ردى عليا،شغل الجنان والعفاريت ده مش عليا،وبعدين فوقيلي علشان اللى حصل معايا اكيد انتى وراه،ولازم افهم.

ناجية بمنتهى الهدوء ولسة بتاكل:

– انتى صوتك عالى يامروة،خلى بالك الطريقة دى طريقة انا مش هقبلها.

مروة بتوطى صوتها وهى متعصبة جدا:

– انا بقولك حصلت معايا حاجة غريبة جدا،فى اوضتى،حد اتكلم فى ودني وهو مكتفنى،لاء مش هو دى هى،ايوة كانت واحدة ست مش راجل،اتكلمت وبعد ما خلصت كلامها هددتنى انى ممكن اموت بسببهم،هما مين وعايزين ايه مني،وايه حكايتك انتى وبابا.

ناجية:

– انتى بتخرّفي يا مروة؟،واحدة ايه ومين دى اللى اتكلمت معاكي،ويعنى ايه هددتك؟،انسى وشيلي الكلام ده من دماغك،وابعدى الكلام ده عنك علشان متتعبيش.

مروة قعدت على الكرسى اللى جنب ناجية،وهى بتبصلها بتركيز وحاسة ان امها فعلا مش طبيعية،حتى الطريقة اللى بتاكل بيها كانت غريبة.

ناجية:

– انتى بتبصيلي كده ليه؟

مروة:

– ماما،احنا لواحدنا فى البيت؟

ناجية بتبتسم:

– لاء اختك نايمة جوة.

مروة:

– ماما،فيه حد غيرنا انا وانتى وسميرة فى البيت؟

قوليلي لأن انتى مش مريحانى،واللى حصل كمان كان اصعب من انى اصدقه او اقبل انه يحصل،فهمينى.

ناجية:

– ولو فهمتى هتعملى ايه؟

مروة بهدوء:

– هنمشى على نفس الخط،الدنيا اصلها مش هتقف،اه بابا راح بس انتى لسه موجودة،صغيرة وحلوة،يعنى حياتك مخلصتش عليه.

ناجية:

– انتى مش زعلانة على ابوكي يا مروة؟

مروة:

– مين قال كده؟،اكيد زعلانة، بس تقدرى تقولى ان انا طالعالك،زعلى مش بياخد وقت،بالذات لما بتبقى الحاجة مهما زعلتى مش هتتغير.

ناجية بتضحك بصوت مسموع:

– انتى فعلا يا مروة طالعالى اوى،طول عمرى بقول ان انتى زيي فى كل حاجة،بس انا لأول مرة ازعل على حد بالطريقة اللى انا زعلانة بيها على عمر.

مروة:

– ماما،انتى شايفة اللى انا شايفاه ده؟

قطعت الكهربا فجأة،صرخت مروة ومسكت فى كتف ناجية اللى كانت قاعدة فى منتهى الهدوء.

مروة:

– م..م..ماما الحقي.

ناجية:

– اهدى يامروة،متعليش صوتك قولتلك،متخافيش.

مروة بصوت مرعوب:

– انتى شوفتى اللى انا شوفته؟!،تعالى نقوم نجيب الكشاف.

ناجية:

– لاء كشاف ايه،مش هينفع،اهدى واقعدى ساكتة،متخافيش من اى حاجة تشوفيها،طول ما انتى هادية،مفيش حاجة هتأذيكي.

حاولت مروة تتمالك اعصابها،وهى قاعدة جنب امها والدنيا ضلمة،وشايفة ضوء خفيف جاى من ركن معين فى البيت بيقرب عليهم بعيون لونها احمر وانياب صفرا،الغريب اكتر ان العيون دى والانياب كانوا قريبين من الارض وكل ما بتقرب عليهم مكان ما هما قاعدين،كانت بتعلى لفوق للدرجة اللى وصلت فيها العيون الحمرا دى لحد السقف تقريبا،مروة كانت قاعدة بتتنفض لكن بتحاول تفضل هادية،فجأة صاحب العيون الحمرا كان قاعد فى الكرسى اللى قصاد ناجية بالظبط،صوت الكرسى وهو بيتسحب فى الارض كان واضح،عنيه وانيابه اللى كانت لسه واضحة جدا كانت لسه عالية لكن مش للسقف،وده كان دليل انه قعد قصادهم.

ناجية:

– سيدي،مليكي،كنت بتمنى الزيارة دى من فترة طويلة.

كان صوت دقات قلب مروة من الرعب مسموع لناجية،لكن مكانش فيه اى صوت طالع غير صوت ناجية وهى بتتكلم.

ناجية:

– وليتّك امرى،ساعدني،انت ملجأى ومولاي.

الكائن بصوت مبحوح مخيف:

– استنيتى ووصلتي فى النهاية،لكن اللى جاى اصعب بكتير من اللى فات،هتقدرى عليه؟

ناجية بهدوء:

– انا ملك ايديك،روحى فداك،خادمة مطيعة،اؤمرني تُطاع.

الكائن:

– هتسلميها يا ناجية،هتسلميها للدلاّلة،هى الوسيط،وقتها هجيلك تانى واقولك ايه اللى جاى.

قبل ما ترد ناجية رن صوت صرخة فى البيت هزيت جدرانه،فى نفس اللحظة رجعت الكهربا واختفى الكائن،لكن توابع زيارته مش هتختفى.



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الثالث عشر 13 بقلم هنا عادل




رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الثالثة عشر


الصرخة اللى رنت فى البيت ،كانت سبب فى ان ناجية ومروة يتنفضوا مكانهم،لوهلة تخيلوا ان الشيطان اللى كان بينهم هو سبب الصرخة دى،لكن اختفائه خلاهم يعرفوا انه مش هو،رجوع الكهربا والبيت اللى رجع نوّر وخلاّهم شايفين بعض،بعد تفكيرهم عنه،لكن صوت الصرخة كان جاى من اوضة سميرة.

مروة:

– يخربيتكم،انتم عايزين تموتونى،انتى بعفاريتك وبنتك بصريخها،شوفى بتصوت ليه بقى،لا تكون شافت هى كمان اللى احنا شوفناه.

ناجية:

– تعالى نشوف فى ايه؟،بس لاء اختك مش هتشوف الحاجة دى.

استغربت مروة الكلمة،لكن راحت مع امها على اوضة اختها،فتحوا الباب كانت سميرة قاعدة فوق المخدة بتاعتها،حاضنة نفسها وبتعيط وعضلات وشها كلها بترتجف.

ناجية:

– فى ايه يا سميرة،انتى صرختى كده ليه؟

سميرة بتعيط ومش بترد.

مروة بأنفعال:

– ما تنطقى يا فقر انتى،وقعتى قلوبنا..اصل احنا ناقصين رعب فى البيت،اتكلمى يا ستى.

سميرة بتبص عليهم وعنيها حمرا وجسمها بيتنفض،

بصيت ناجية لمروة اللى كانت واقفة تبص لسميرة بكره مالهوش تبرير.

– ولعى النور يا مروة.

مروة:

– هتشوفى ايه يعنى،ماهى قاعدة زى الكُبة اهى.

ناجية:

– يابنتى ولعى النور وخلاص،يمكن فيه حاجة فى الاوضة خوفتها!

راحت مروة فعلا ولّعت نور الاوضة،

شافوا بوضوح اكتر الحالة اللى سميرة فيها.

ناجية:

– يابنتى مالك فى ايه؟،انتى شوفتى حاجة خوفتك ولا حلمتى حلم وحش ولا ايه؟

سميرة بتتكلم بصعوبة:

– شوفت..شوفت بابا.

مروة:

– ياشيخة ياريت كنا خلصنا منك انتى،هو ده اللى مصحيكي تصرخى بالشكل ده،اومال لو شوفتى شيطان قاعد قدامك،ههههه،قوليلها حاجة يا ماما.

ناجية بصيت لمروة بتحذير من انها تكمل كلام فى حاجة زى دى،ومروة فهمت تحذير نظراتها دى فسكتت.

ناجية:

– طيب وهو انك تشوفى ابوكى فى الحلم يا سميرة،تصحى تصرخى كده،ده ابوكي وشه جميل ويفرح اللى يشوفه.

سميرة بدموع:

– كان شكله غريب اوى ياماما،خوفني،صوته كان تخين،وكان نايم على الخشبة اللى اتغسل عليها،كل جسمه عريان لكن الجزء بتاع وسطه بس هو اللى متغطي،فتح عنيه وكلها لونها اسود بطريقة ترعب،اول ما شوفته نايم على الخشبة قربت منه علشان اقوله متسبينش وتمشي،لكن لما وقفت جنبه وشوفت شكله حسيت ان جسمي كله بقى لوح ثلج،فتح عنيه فجأة وشوفت كم السواد اللى فيها،لقيته بيحاول يمد ايديه يمسكنى،كانت ضوافره طويلة اوى وشكلها غريب،محسيتش من كتر ما جسمي كان متلج اذا كان لمسنى ولا لاء،بس اتكلم معايا،قاللى بصوت غريب غير صوت بابا:

– خلى بالك من المكان ده كويس،علشان قريب اوى هتعيشي فيه،وهتشوفى فيه العذاب.

اول ما سمعت صوته بقيت الف حوالين نفسي اشوف نفسى انا فين،مع انى فى البداية كنت فى اوضتكم يا ماما،لكن لقيت الدنيا بقيت ضلمة فجأة،جريت على مكان الباب اللى انا حافظة طريقه،لقيت مكان الباب قضبان حديد،بمجرد ما مديت ايدي عليها،حسيت انى مسكت قفل كبير جدا كان سخن لدرجة اني حسيت ان ايدي اتحرقت،وبمجرد ما رجعت لورا لما اتألمت من الحرق لقيت ايد بابا مسكتنى من وسطى وبتقربنى تانى من الباب،صرخت وصحيت بعد كده.

مروة:

– كل ده علشان حلمتى حلم،ماهو طبيعي يعنى تحلمى احلام غريبة،ابوكى لسه مدفون من كام ساعة،وانتى نفسيا وعصبيا تعبانة،وغير كده انتى اصلا بنى ادمة كئيبة هتكون كوابيسك ايه غير بالشكل ده .

ناجية:

– قومى يا سميرة كلي لقمة معانا،ام هند جايبالنا شوية اكل زى العسل،فوقى كده واشربى شوية مياه،وانسى،ده كابوس بسبب زعلك على ابوكي متخافيش.

بصيت مروة لناجية وهى متأكده ان اللى شافته سميرة مش مجرد كابوس،لكن كان لازم متتكلمش علشان امها طلبت منها ده،غير انها لسه لحد دلوقتى مش فاهمة ايه اللى بيحصل حواليها.

قربت ناجية من سميرة تساعدها علشان تقوم،وفعلا قامت سميرة وهى ماشية بتُعرج ولسه جسمها بيتنفض من الكابوس،خرجت مروة قدامهم وقعدت على السفرة من تانى وهى بتبص فى المكان اللى كان الكائن المخيف قاعد فيه،سرحت فى اللى حصل لحظات بس رجعها لوعيها صوت ناجية وهى بتتكلم مع سميرة:

– قلبك ضعيف انتى يا سميرة،مش عارفة طالعة كده لمين،ده حتى ابوكى كان مش خفيف كده.

سميرة بعياط:

– مش قادرة اصدق يا ماما انه مات،مش مصدقة انى مش هشوفه تانى.

مروة:

– شوفى الكدب بقى،يابقرة انتى مش بتقولى لسه شايفاه فى الحلم؟

سميرة:

– مش هو يا مروة،مش هو،اه كان شبه بابا،لكن كل حاجة فيه تقول انه مستحيل يكون هو.

الصدمة او خوف سميرة من الحلم كان مخليها بتتعامل وهى ناسية ان امها هى اخر واحدة قالت كلام يوجع لعمر،كانت ناسية ان مروة هى اقوى سبب فى التعب اللى هى فيه،كانت بتتكلم لمجرد انها تخفف من حدة الخوف اللى جواها،سميرة كانت فاكرة ان اللى هى شافته اكتر حاجة مرعبة ممكن تحصل،لأنها متعرفش ايه اللى حصل مع مروة فى اوضتها،ولا تعرف ايه اللى كان حاصل من دقايق على نفس الترابيزة اللى هى قاعدة عليها دلوقتى،قعدوا ياكلوا وكانت ناجية بتحاول تتكلم فى اى حاجة بعيد عن عمر،لكن مروة كانت مش سامعه اللى بيتقال لأنها هتموت وتعرف ايه اللى حصل وايه اللى بيحصل،وايه اللى مطلوب انه يحصل؟،وليه سميرة مش هتشوف اللى هما بيشوفوه؟

فى مكان تانى.

عمرو:

– بقيت بشوف رقمك اقول ربنا يستر،خير يا هند ملحقتش انام.

هند:

– فيه حد يرد على التليفون بالطريقة دى؟،وبعدين هو انا متصلة اشحت منك ياغلس؟،لو مش امى اللى قالتلى مكنتش عبّرتك.

عمرو بيضحك:

– ايه ده انتى اتقمصتى؟،بهزر يا نكد،بس خير بجد فى حاجة تانى ولا ايه؟.

هند:

– لا مفيش،بس كانت مروة اخت سميرة عايزة رقم تليفونك علشان تقولها على العلاج بتاع سميرة لأن الروشته ضاعت منهم،وكمان عايزة تعرف لو دفعت فلوس فى المستشفى علشان تحاسبك.

عمرو:

– طيب بصى انا هبعتلك اسامى الادوية فى رسالة،بس انتى بلاش تديلها الرقم بتاعى،البنت دى مش جاية معايا سكة،مش مرتاحلها كده،اما بالنسبة بقى للمصاريف قوليلها متشغلش بالها الموضوع بسيط.

هند:

– هى محدش يرتاحلها،حساس انت ياابن عمي،لاء وصاحب واجب كمان.

عمرو:

– اه يابنتى طول عمرى،المهم معلش يا هند اتأكدى ان سميرة دى بتاخد الادوية بتاعتها،علشان الموضوع ميطولش معاها حرام.

هند:

– حاضر والله،هحاول ابقى معاها علطول،الله يعينها دى عندها ام واخت،ربنا يقويها عليهم.

عمرو:

– ويقوينى على مرات عمك وبنتها،يلا بقى طيري انتى علشان اكمل نوم،عندى شغل بدرررررى.

هند:

– ههههه،ماشى تصبح على خير.

عمرو:

– وانتى من اهله.

قفل عمرو الخط مع هند،وبعتلها رسالة فى اسماء الادوية والحقن اللى المفروض سميرة تاخدها،وبرغم انه مش عارف ايه اللى بيشده ناحية سميرة،لكن هو قرر انه ميهتمش بالموضوع للدرجة اللى تخليه يعلق معاه،وعلشان كده قرر انه ميقربش من الناس دى،لان هو مش حاسس نفسه مستعد لأى تجارب فى الوقت الحالى،رجع لنومه وهو بيقنع نفسه بالتفكير ده.

دخّلت ناجية سميرة لأوضتها علشان تنام،كانت سميرة خايفة تنام لأول مرة لواحدها،لكن ناجية حاولت تطمنها:

– انا هسيب نور اوضتك والع،وهطلع اقعد برة شوية ولما اجى انام هدخل انام جنبك.

سميرة:

– بجد ياماما؟

ناجية:

– ايوة يا سميرة بجد،متخافيش بقى يلا ونامى،متحطيش فى دماغك اللى شوفتيه علشان ده كان حلم،نامى واهدي كده وهتصحي تلاقينى نايمة جنبك.

سميرة:

– حاضر ياماما.

فعلا حاولت سميرة تنام فى سريرها،وسابت ناجية النور شغال زى ما قالت،وقررت تطلع تقعد مع مروة علشان يتكلموا فى اللى حصل،لأن اللى جاى مش سهل.

مروة:

– ايه النُغة نامت ولا لسه؟

ناجية:

– سيبك منها يا مروة،تعالى ندخل نقعد فى اوضتى.

مروة:

– بس ايه حنية الوز المفاجأة دى؟،مش عادتك يعني.

ناجية:

– متبقيش غبية يابت،تعالى بس نقعد جوة علشان لو منامتش متسمعش صوتنا.

دخلت مروة وناجية للاوضة وقفلوا عليهم الباب.

مروة:

– فهمينى بقى،هو ايه اللى بيحصل ده؟

قامت ناجية وراحت ناحية دولابها،طلعت الصندوق اللى كان فيه الحجاب اللى حضّرت بيه الدلاّلة،فتحته قدام عيون مروة،وطلعت منه كتاب اصفر قديم.

مروة:

– ايه الصندوق ده؟،وايه اللى فيه؟،وايه الكتاب اللى فى ايدك ده؟

ناجية:

– الصندوق ده كان هو بير اسرارى،اللى بشيل فيه الحاجة اللى عايزة احافظ عليها ومش عايزة اخسرها،ومحدش يقدر يفتحه غيري.

مروة:

– انتى طلعتى بير مالهوش اخر،ما تقوليلى ايه حكايتك،من ساعة ما الراجل مات واتدفن،والبيت بقى مزار للشياطين والعفاريت،واللى انتى قولتيه فى المستشفى انا منسيتهوش،ما تيجي فى السليم كده وتحكيلى.

ناجية:

– ماهو انا لازم احكيلك،علشان انتى اللى هتساعديني.

مروة:

– اساعدك فى ايه؟

ناجية:

– فى اننا نسلمهاله.

مروة:

– هى مين بقى دى اللى نسلّمهاله،ونسلّمها لمين بالظبط،وليه؟

ناجية:

سميرة.هى اللى هنسلّمها،وهنسلّمها لسيدى وسيدك،وليه؟،علشان يرجعولى ابوكى من تانى.



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الرابع عشر 14 بقلم هنا عادل




رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الرابعة عشر


مروة مصدومة من الكلام اللى بتسمعه،هو الجنان وصل للدرجة دى؟،هى اه مش بتحب سميرة،بس معقول الام يوصل بيها الجحود والجنان للدرجة دى.

مروة:

– سميرة مين اللى تسلميها؟،وتسلميها لمين؟،ومين ده اللى سيدك وسيدى؟،انا ماليش اسياد.

برقت ناجية بعنيها على اخرها لدرجة تخوف:

– اوعى اسمعك تقولى كلمة زى دى مرة تانية،ده هو الوحيد اللى له الفضل فى العيشة اللى انا عايشاها دى.

مروة:

– هو مين يا ماما بس؟،وبعدين بابا ايه اللى يرجع؟،هو الميت بيرجع تانى،ده انتى لو وقفتى على دماغك وجيبتى عفاريت والجن بتوع الهند والسند برضه مش هيرجع؟،وبعدين سيبك انتى،هيجيلك قلب تسلمى بنتك؟،هى اه بت رخمة وتستاهل بصراحة لكن انتى امها اللى جايباها من على قلبك تخلصى منها.

ناجية:

– انتى غبية يامروة ومش فاهمة حاجة،سميرة دى هتبقى بوابة لكل حاجة احنا عايزينها،انتى لا فاهمة فايدة رجوع ابوكي ولا انتى فاهمة ايه اللى ورا تقديم سميرة ليهم.

مروة:

– طيب ماهو انا عايزة افهم،لأن اللى بيحصل كله انا مش فاهمة منه حاجة.

ناجية:

– مش انتى فى الكلية ومتعلمة ومتنورة؟

مروة:

– ايوة طبعا.

ناجية:

– يعنى فاهمة وبتعرفى تقري،وكمان اكيد قريتي كتب كتير.

مروة:

– انا ماليش تقل على القراية اوى يعنى،بس اهو شغالة،اشمعنى؟

ناجية:

– علشان انتى لو طالعالى،كان زمانك عارفة فايدة انك تقرى كتاب زى ده،وتقدرى تنفذى كل اللى مطلوب فيه.

مسكت ناجية كتاب قديم كان موجود جوة الصندوق ومحطوط عليه ورق مقفول والحجاب اللى موجود منه اكتر من واحد.

مروة وهى بتقرأ اسم الكتاب:

– “تسخير ملوك الجان”

– ياخبر اسود،تسخير،وكتاب سحر،اااه والله كنت عارفة انك ورا اللى بيحصل،قوليلى بقى مين اللى كانت فى اوضتى،والصفحة اللى ظهرتلى على الكمبيوتر من الكتاب اللى فى ايدك ده ولا ايه؟

ناجية:

– اه منه،واللى ظهرتلك دى هتكون مفتاح يا تفتحى بيه باب النعيم،يا تفتحى على نفسك بيها ابواب الجحيم.

مروة:

– طيب ما تفهمينى بقى ايه المطلوب؟

ناجية:

-وهتسمعى اللى هقولهولك وتنفذيه؟

مروة:

– هنفذ لو ليا فايدة فى التنفيذ.

ناجية:

– الجن انواعه كتير،وانا حافظه انواعهم،يمكن مسخّرتش اقواهم،لكن انا دلوقتى محتاجاله،وده تحضيره مش سهل،له شروط علشان يحضر بيها.

مروة:

– سخّرتي،يعنى انتى فى الموضوع ده من زمان.

ناجية متجاهلة كلام مروة:

– طلبي لتسخير جن غير اللى معايا،كان بالنسبالهم نوع من انواع الاهانة والتقليل من قدراتهم،وده كان سبب فى ان الدلاّلة تحضر وتنبّهني.

مروة:

– كملي.

ناجية:

– فيه فى العالم بتاعهم حاجة اسمها جلسة استرضاء،ودى فيها طلبات ترضيه ليهم علشان يسامحونى على طلبي،وفى نفس الوقت بيكون فيها طلبات تانية لو نفذتها فى الحالة دى هكون قادرة على تسخير الجن اللى انا محتاجاله.

مروة بخوف وذهول:

– ده انتى قادرة.

ناجية تجاهلت وكملت:

-علشان افتح جلسة الاسترضاء لازم بيكون لها طقوس معينة،,اهمها هتكون جاية من خلال علاقة راجل ومراته فى اول ليلة جواز ليهم.

مروة بذهول عنيها وسعت على اخرها ومصدومة:

– ايه اللى بتقوليه ده؟

ناجية:

– وده المطلوب عن طريق سميرة بالذات،هتكون هى مفتاح بوابة الجلسة،ومن بعدها هتتفتح قدامنا كل الابواب اللى عايزين نفتحها.

مروة بصدمة:

– انتى عايزة بابا يرجع ليه،انتى عارفة انك حتى لو عملتى كده بابا مش هيرجع،وحتى لو فعلا ظهر قدامك بابا هيكون مش هو فعلا،انا مش فاهمة ازاى ده ممكن يحصل،اه انا فكرت فى انى ادور على الطريق ده،لكن انا اروح اقدم ناس علشان افتح بيهم ابواب،لاء ياستى انا مش عايزة مشاكل انا مش قدها.

ناجية:

– ناس ايه ياحمارة انتى،وهو انا بقولك هيبقى من حد غريب،ده اختك يعنى حقنا عليها تساعدنا.

مروة:

– أنتى هتقوليلها؟

ناجية:

– لاء طبعا،الكلام ده مش لأي حد ينفع يتقال،لكن انا عارفة انك بتصدقى فى الحاجات دى،ودي اهم حاجة تساعدنا على الوصول بسرعة.

مروة:

– انتى مستوعبة اللى انتى عايزاه ده صعب ازاى ده ان مكانش مستحيل.

ناجية:

– مفيش حاجة صعبة،نشوف بس اللى هينفع يبقى العريس،وبعدين هنتصرف،ميغركيش انى متعلمتش زيك،لكن اللى انا اقدراعمله،ميقدرش عليه رئيس بلدك بذات نفسه.

مروة بذهول من جبروت امها:

– انتى كمان خلاص خدتى القرار بانك تجوزيها،طيب واللى زى دى هتجيبلها عريس منين؟،ولا هما اللى هيدورولها كمان.

ناجية:

– بلاش تأذى نفسك يا مروة بتقليلك منهم،لكن مش هما اللى هيدوروا على العريس،ده سعي مني علشان اقدر اثبت أنى ممكن اعمل اي حاجة علشان اقرب منهم وارضيهم.

مروة:

– طيب ايه الفكرة من انك عايزة بابا يرجع،مش هيرجع يا ماما صدقينى،بلاش تحاولى محاولات بدل ما تنفعنا تضرنا.

ناجية:

– أنتى دورتى على طريقهم ليه؟

مروة:

– علشان انا عايزة اتغني،عايزة اتجوز واحد معاه فلوس كتير،له مركز وهيبة وحلو،عايزة حاجات كتير اوى ليا،بس مش علشان اضر حد ولا اروح ادور على اموات عايزة ارجعهم للدنيا.

ناجية:

– اللى هيتطلب منك علشان اللى انتى عايزة توصليله،مستحيل ميكونش فيه ضرر او اذى لحد،كل نوع جن وله قربان بيتقدم لعشيرته علشان يقبلوا انه يكون مسّخر لطلباتك،يعنى حتى لو اللى انتى عايزاه مالهوش علاقة بالمستحيل برضه هتكون طلباتهم مؤذية،انتى بتدورى على باب الجن يا مروة والباب ده لو اتفتح لازم تكوني قده.

مروة:

– يعني هيطلبوا مني ايه،اروح ادور على عريس لواحدة علشان اقدملهم حاجة تخصهم؟

ناجية:

– او هيطلبوا منك تقدمي روح بني ادم،وقبل ما تقدمي روحه تعذبيه،تقطعى ايد او رجل وتسيبي دم ضحيتك يتصفى وتعملى طقوسهم علشان تقدميه بعد ما يكون مات،ويمكن يقبلوا منك قربانك ويمكن لاء ويطلبوا منك غيره،اوعى تفكرى الطريق ده سهل،ومدام خبطتى على بابهم وظهرتلك الوسيطة يبقى انتى تحت سيطرتهم من اللحظة دى،ولو رجعتى عن طريقهم زى ما قالتلك هتخسري حياتك.

الكلام اللى ناجية كانت بتقوله وهو كلها قوة وجفاء،كان بيخلى جسم مروة من جواه بيتنفض،هى مش بتخاف ولا بتزعل على حد،لكن الكلام اللى امها قالته كله يخوّف،يعنى ايه تقدم قربان ويعنى ايه تقتل او تدور على نجاسة او تعذّب،الفكرة كلها كانت فى انها مستعدة لحاجات كتير لكن تكون خاصة بيها هى مش بحد تانى غيرها،علشان تعيش العيشة اللى بتتمناها.

ناجية:

– ها قولتي ايه،هتحطى ايدك فى ايدي؟،ولا هتبقى لواحدك معاهم.

مروة:

– انتى ممكن تسيبينى ليهم لواحدى؟

ناجية:

– متراهنيش على طيبة قلبى يا مروة،اصل انا معنديش قلب.

مروة:

– بس انا بنتك!

ناجية:

– وسميرة بنتي.

مروة:

– بس انتى عايزاها تتجوز،مش عايزة تأذيها.

ناجية:

– ما خفي كان اعظم.

مروة:

– يعني ايه؟

ناجية:

– مروة،اللى ينفع تعرفيه لحد دلوقتى،خلاص عرفتيه،عايزة تبقى معايا يبقى هييجى الوقت اللى توصلى فيه لكل اللى بتحلمي بيه،عايزة تكونى لواحدك،خليكي لواحدك،وانا رافعة ايدي عنك تماما قصادهم.

مروة:

– ايه الواقعة اللى انا وقعتّها لنفسي دى؟،انا مكنتش فاكرة كده.

ناجية:

– اومال كنتى فاكرة ايه،تقعدى تفتحى ورق الكوتشينة ولا تحطى عينك فى الفنجان تقريه،ده عالم يا مروة،عالم ويابخت اللى يرضوا عنه فيه،ويا عيني على اللى ينول غضبهم.

مروة:

– انا خايفة.

ناجية:

– لسه اوان الخوف مجاش يا مروة،ويلا على اوضتك علشان محتاجة اكون لواحدى.

مروة:

– مينفعش انام معاكى هنا

ناجية:

– لاء،بقولك عايزة اكون لواحدى.

خرجت مروة من الاوضة وكانت حاسة بخوف اول مرة تحس بيه،وصلت على باب اوضتها وقبل ما تفتحها شافت اثر الدم اللى كان من خطوات الدلاّلة،قلبها اتقبض ورجعت لورا،بصيت على اوضة ناجية وهى عارفة انها مشه تنفع ترجعلها من تانى،وده خلاها تاخد القرار بأنها ولأول مرة تدخل تنام فى اوضة سميرة،وفاتت الليلة على مروة تقيلة وطويلة،لكن ايه اللى حصل فى اوضة ناجية بعد ما خرجت مروة،محدش عنده علم بيه.

سميرة:

– مروة،غريبة يعنى انتى نايمة معايا هنا؟

مروة:

– الناس تقول صباح الخير الاول.

سميرة:

– معلش،بس اصل دى اول مرة تدخلى تنامي معايا!

مروة:

– كنتى خايفة بليل وامك تعبانة،قولت تنام هى ترتاح فى سريرها وابقى معاكى علشان لو قلقتى تانى.

سميرة ابتسمت لأول مرة من كام يوم:

– شكرا يا مروة.

مروة:

– بس انا شايفة ان وشك احسن النهاردة،حتى لسانك مش تقيل اوى زى امبارح.

سميرة لاحظت فعلا انها احسن برغم انها مخدتش الادوية من وقت ما كانت فى المستشفى،وده خلاها تبتسم مرة تانية.

سميرة:

– تصدقى صح،واضح كده ان صحتى بتيجى على الكوابيس،بقولك ايه يا مروة،هو ينفع اروح ازور بابا؟

مروة:

– اصبري يا سميرة اصبري،رايحة رايحة متستعجليش.

سميرة بعدم استيعاب:

– مستعجلش على ايه بقولك اروح اقراله الفاتحة،وحشني.

مروة:

– اقصد يعنى الطلوع على الميت بيكون كل يوم خميس،وبعدين استنى لما تبقى كويسة علشان متروحيش هناك تقعي ونتبهدل بيكي.

سميرة:

– طيب يا مروة،انتى عندك حق،بس تعرفى انا عايزة اعرف ايه تفسير الحلم الغريب بتاع امبارح ده،انتى مش متخيلة منظره كان عامل ازاى….

وقبل ما تكمل سميرة كلام صرخت مروة وهى مبرقة



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الخامس عشر 15 بقلم هنا عادل




رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الخامسة عشر


صوت مروة المرعب،كان قدر يخرج قلب سميرة من مكانه بسبب الخوف،بصيت بخوف فى المكان اللى مروة بتشاور عليه وهى بتصرخ،لكن مفيش اثر لأى دم ولا فيه حاجة تستدعي الرعب ده.

سميرة بخوف:

– مروة،فى ايه؟،دم ايه ده؟،مفيش حاجة.

مروة بعيون جاحظة بتشاور بأيديها على عتبة باب اوضة سميرة:

– الدم،الدم بيطلع من الارض،السيراميك كله دم يا سميرة.

سميرة بذهول عنيها رايحة جاية فى كل الاوضة وعلى اختها:

– يابنتى مفيش حاجة،والله ما فيه اي حاجة.

قاطعهم دخول ناجية وهى بتبتسم.

ناجية:

– صباح الخير يابنات،مش هنفطر ولا ايه؟

دخول ناجية بالهدوء ده بعد صوت صراخ مروة كان مستفز جدا،سميرة مش عارف ايه سبب هدوئها لكن بتحاول تبرر ده بأنه صدمة موت ابوها،اما مروة كان حالها والخوف اللى كانت فيه كان مش عاطيلها الفرصة اللى تخليها تركّز فى اللى امها بتعمله.

سميرة:

– ماما،تعالى اسندى مروة تطلع برة،باين عليها كده اتخيلت حاجة خوفتها.

ناجية بتضحك:

– باين عليكي صحتك رجعتلك ولسانك رجع لبلب اهو.

سميرة بتبص لمروة:

– اه الحمد لله،بس لسه حاسة برجليا تقيلة شوية،تعالي بس اسندى مروة معايا.

ناجية:

– هو أنا لسه شوفت حاجة؟،ده لسه التقيل كله جاى.

سميرة:

– يعني ايه ياماما؟

ناجية:

– – يلا ياختى منك ليها،قوموا انا مش عارفة مين اللى المفروض يسند التاني.

فعلا قامت سميرة بتتحرك لسه ببطئ شوية لكن احسن من الايام اللى فاتت،برغم انها تعتبر مأخدتش الادوية بتاعتها غير مرة او اتنين مش اكتر،سندت مروة من ناحية،ومن الناحية التانية ناجية ماسكة ايديها،لكن مروة كانت حاسة ان ايد ناجية عبارة عن قطعة ثلج،لكن هى خلاص بقيت مش هتتفاجئ بأى حاجة من ناحيتها،فضلت مروة باصة على الارض بذهول،وسميرة عنيها على اختها مرة وعلى الارض مكان ما هى بتبص مرة تانية،لكن برضه مكانش فيه اثر لأى حاجة،وكانت ناجية بتتعامل بطبيعية مستفزة جدا,طلعوا على السفرة،وقبل ما اى حد يتكلم رن جرس الباب.

ناجية:

– خليكي منك ليها قاعدين كده بروطات،هروح افتح.

مشيت ناجية للباب وفتحت،كانت اللى على الباب هند.

ناجية بأبتسامة:

– اهلا يا جلابة الهنا،ادخلي.

هند استغربت التغيير اللى حصل لناجية عن ما كانت فى المستشفى.

هند:

– ازيك يا طنط النهاردة؟،صحتك عاملة ايه؟

ناجية:

– كويسة ياختي وزى الفل،أدخلى أدخلى المكسحين قاعدين جوة.

دخلت هند وهى مستغربة جدا من طريقة ناجية.

سميرة:

– هند،تعالي افطري معانا،عاملة ايه؟

هند:

– أنا كويسة،أنتى اللى عاملة ايه دلوقتى؟،شكلك بقيتى احسن.

سميرة:

– اه الحمد لله،احسن جدا،تعبتى معانا انتى وطنط جدا يا هند،وقفتكم كانت واقفة اهل والله.

هند بتبص ناحية ناجية اللى راحت على المطبخ:

– عيب يا سميرة،مفيش بينا الكلام ده؟،بس قوليلى هى مالها مروة قاعدة مسّهمة كده ليه؟،وكمان طنط ناجية بتتعامل عادى اوى كأن مفيش حاجة،عكس ما كانت فى المستشفى خالص،هو فى ايه؟

سميرة:

– مروة اعصابها تعبانة،اما امي بقى تقريبا الصدمة اثرت عليها بالعكس.

هند:

– ما تحكيلي حصل ايه؟

سميرة:

– مش وقته دلوقتى،افهم بس اللى بيحصل واقولك.

هند:

– طيب صحيح بقولك ايه،عمرو ابن عمي بعتلي اسم الادوية بتاعتك،قال لازم تاخديها علشان ميبقاش فيه اى مضاعفات.

سميرة:

– كتّر خيره والله،وقف معانا واقفة اخ.

ناجية:

– يلا يا هند اقعدى ياحبيبتى، انتى لسة واقفة؟

– ده انا عاملة شوية فطار انما ايه تاكلى صوابعك وراهم.

هند وسميرة بيبصوا لناجية بأستغراب.

هند:

– معلش يا طنط علشان رايحة المدرسة،تكتبي اسامى الادوية يا سميرة ولا ابعتهملك فى رسالة على تليفونك؟

سميرة:

– تليفوني!،تصدقى انا مش عارفة هو فين،بابا كان اخده مني بسبب اللى حصل.

قالت سميرة الجملة دى وافتكرت ان ابوها خلاص بقى مش معاها،وده خلاها تعيط،كل ده بيحصل ومروة قاعدة كأنها فى عالم تانى ومش معاهم.

ناجية بانفعال:

– بت يابومة انتى مش عايزة نكد على الصبح،تليفونك مرمي جوة على التسريحة ابقى أدخلي خُديه.

سميرة بحزن:

– بومة!،ماشى ياماما حاضر مش هزعل على ابويا علشان مبقاش بنكد عليكي على الصبح.

هند:

– طيب يا سميرة، بعتلك الادوية فى رسالة ابقى هاتيهم بقى،هنزل انا علشان متأخرش،سلام.

خرجت هند ومع هبدة قفل الباب مرة اتفزعت وكأن حد صحاها من النوم،بالرغم من انها كانت فاتحة عنيها لكن كأنها كانت نايمة او فى عالم تانى غير اللى هما فيه.

مروة:

– فى ايه؟،ايه الخبط ده؟

سميرة:

– مفيش حاجة،دى هند قفلت الباب جامد شوية،انتى ايه لسه مفجوعة؟

مروة بنظرة حقد:

– لالا،وانا ايه اللى هيفجعني؟

قعدت ناجية وهى بتضحك ضحكة بصوت مسموع لفتت انتباه سميرة وبصيت لامها بضيق،اما نظرة مروة ليها كان لها معنى مختلف تماما.

ناجية:

– يلا منك ليها،مش هتفضلوا مرزوعين فى البيت كده،اللى عندها كلية تروحها،واللى عندها مدرسة تروحها،مش عايزاكم تطلعوا فاشلين،وبالذات انتى يابومة.

سميرة:

– انتى فى ايه بجد؟،هو انتى حصل حاجة معاكي مخلياكي مش واعية للى بيحصل؟،مش قادرة تحسى حتى بالحزن او الندم على انك سبب فى اللى حصل؟،مش فاكرة ان كلامك هو السبب فى ان بابا يتقهر ويموت؟،لاء وكمان ليكي نفس تاكلي وتضحكي،وكمان تستكتري علينا اننا نزعل.

ناجية من الغضب عنيها كانت بتطلع كره وغل مش طبيعيين عمرهم ما يكونوا خارجين من أم لبنتها،او حتى من انسان طبيعي وسوي لأى بني ادم تانى،نظرة ناجية حسست سميرة بالخوف وكأن جسمها ارتعش كله من المنظر بتاع عيون ناجية.

مروة:

– انا هقوم اغير هدومي وانزل

سميرة باندهاش:

– معقول هتنزلي يا مروة؟،يابنتى اكيد فيه ناس هتيجي تعزي،ازاى هتبقى مش موجودة؟

مروة:

– خليكي فى نفسك انتى ياست سميرة،مع انى شايفة انك تشوفى مدرستك احسن من قاعدتك دى،مدام بقيتي كويسة يعنى.

سميرة:

– لاء انا هنزل الصيدلية اخد الحقنة بتاعتي،واجيب العلاج بتاعي،هند جابتلي اسامى الدوا من ابن عمها وبعتتهولي.

مروة وكأنها افتكرت:

– ابن عمها!،عمرو؟

– ده انا كنت قايلالها تجيبلي رقم تليفونه علشان اشكره.

ناجية:

– هتشكريه يا حلوة،يلا اخلصى وقومي شوفى انتى رايحة على فين.

مروة ابتسمت ابتسامة مالهاش معنى بالنسبة لسميرة،لكن امها فهمت ان الابتسامة دى معناها ان مروة عارفة ان عمرو هيظهر فى حياتنا تانى،وهيكون فيه مجال للشكر ولكلام تاني كمان.

سميرة:

– طيب يا مروة خدينى على طريقك انزل الصيدلية بقى؟،أنا خايفة رجليا تخوني ولا انزل الشارع حد يتريق عليا بسبب عرجتي دى.

مروة ورجعت لعادتها:

– هما يعني دى بس اللى هيتريقوا عليها،يلا ياختى قومي البسي لحد ما اخلص.

سمعت سميرة الكلمة وزعلت،لكن هتيجي ايه دى بين كل الظروف اللى هما فيها،علشان كده سابت السفرة وقامت تغير هدومها.

مروة:

– بقولك ايه ياست انتي،اللعب اللى بيحصل ده مش هينفعني،قوليلهم كده احسن بدل ما ادورلهم على تعويذة تولع فيهم.

ناجية بتضحك بصوت عالي جدا:

– تولعي فى مين يا عبيطة انتي،وبعدين لعب ايه؟،هو انتى شوفتى لعب ولا جد منهم،اجهزى علشان بليل هنعمل عليكي اول تعويذة علشان يقبلوا طلبك بأثبات الولاء والطاعة.

مروة:

– طلب ايه؟،هو انا طلبت حاجة؟،وبعدين يعنى ايه تعويذة؟،انتى هتعملي ايه؟

ناجية:

– مش انتى اللى طلبتي ودورتي،وهما عطولك الفرصة،بليل فى اوضتى يا مروة،بلاش تزعليهم منك.

قامت مروة من على السفرة وسابت ناجية اللى كانت قاعدة تاكل بنهم مش طبيعي،دخلت غيرت هدومها ونزلت هى وسميرة اللى راحت الصيدلية تجيب الادوية بتاعتها،وقررت مروة تروح تتمشى شوية هى مش رايحة الكلية،بس حسيت انها محتاجة تقعد بعيد عن البيت وتفكر فى اللى بيحصل،وايه القرار اللى لازم تاخده بالوضع اللى هما فيه ده.

ناجية:

– بت ياسميرة،أنا داخلة اوضتي هنام،اوعى تصحيني ولا تخبطي عليا،اى حد ييجي علشان يع زي،تقولي ماما تعبانة واخدة علاج ونايمة،فاهمة يابقرة؟

سميرة بضيق:

– حاضر.

ناجية بترمي التليفون على الترابيزة:

– وخدي ياختي تليفونك،يمكن تلاقى حاجة تتلهي فيها.

سابتها ناجية وسابت مكان الاكل على السفرة،دخلت اخدت دش وخرجت والحمام بيطلع بخار وكأنها كانت بتبخر الحمام مش بتاخد دش،البخار اللى كان خارج كأن الحمام ده كان فيه حريقة ولسه مطفية،استغربت سميرة لكن هى هتستغرب من ايه ولا ايه،دخلت ناجية اوضتها،واخدت سميرة الادوية بتاعتها،وشالت الحاجة اللى على السفرة وغسلتها ودخلت على الاوضة بتاعتها،طلعت البوم الصور وقعدت على سريرها تتفرج على صورها هى وابوها وتعيط لحد ما راحت فى النوم من غير ما تحس نامت قد ايه.

رجعت مروة من برة وكان البيت هادي جدا،دخلت تشوف سميرة علشان تعمل صوت فى البيت تسليها يعني،لكن لقيتها نايمة،سميرة كانت غرقانة فى النوم للدرجة اللى محسستهاش ان جرس الباب رن كتير وناس كتير جت تقدم واجب العزا ومشيت من غير ما حد يفتحلهم،قلت مروة الباب وراحت وهى ماشية على اطراف صوابعها ناحية باب اوضة ناجية،كان خارج من تحت الباب نور احمر كئيب،قربّت مروة اكتر،ووقفت قصاد الباب تحاول تسمع ايه اللى بيحصل جوة كان فيه صوت همسات مش مفهومة،وده خلاها تبص من فاتحة المفتاح بتاع الباب،علشان تشوف المنظر اللى مقدرتش تنساه..ومن بعده سمعت الكلام اللى مخطرش على بالها.

ناجية:

– سيدي،لا اخشى فى حضرتك الموت،فأني لا أخاف سواك.

“ناجية أشركت بالله،قولا وفعلا”



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم هنا عادل




رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة السادسة عشر


كانت ناجية واقفة فى نص اوضتها ومرسوم حواليها مثلث على الارض كانت من غير هدوم تماما،مفيش حد معاها فى الاوضة،لكن كانت حركاتها وهى واقفة جوة المثلث مش طبيعية،كانت بتقرا طلاسم وتعاويذ بتظهر بعد ما بتقولها على المرايا اللى وراها علطول،كانت بتظهر على المرايا بالدم،لكن اللى كان اغرب من كل ده انها بعد ما قالت كل التعاويذ ابتدا جسمها كله ينزف بس الدم اللى خارج من جسمها مش بيسيل لكن كان بيترسم بيه على جسمها نفس المثلث االلى هى واقفة فيه،المنظر كان مخيف جدا،خاصة لما ابتدا يظهر على جسمها بعد المثلث ما اترسم بالدم حروف وارقام باللون الاسود،كل اللى كان بيحصل اغرب من الخيال،غير انه كان مرعب لدرجة لا تحتمل.

شافت مروة المنظر اللى امها كانت فيه كانت مش مقتنعة ان هى دى امها فعلا،برغم انها نفس الملامح ونفس الجسم ونفس كل حاجة لكن نظرة عنيها واللى كانت بتعمله كان اصعب من ان يكون انسان هو اللى بيعمله،اترسم المثلث بحروف وارقام معينة على جسم ناجية وفى اللحظة اللى ظهر اخر رقم،قررت تلف وتبص للمرايا،كان مرسوم على ضهرها حروف بلغة غريبة او ارقام كانت مروة مش قادرة تحدد بالظبط ايه اللى مكتوب،وبمجرد ما ابتديت ناجية تلمس جسمها كانت الحروف اللى على المرايا بتسيل وبترسم شكل مخيف،مكانش واضح اوى بالنسبة لمروة لأن امها كانت واقفة قصاد المرايا،لكن فكرة الدم بيسيل وبيظهر وش خارج منه قرون وانياب طولها هو اللى ظهر لمروة بوضوح كان مرعب.

وسمعت مروة الصوت،صوت الشكل اللى ظهر فى المرايا،وصوت ناجية اللى كان يخلي القلق يتنفض.

– اخدتي قرارك؟

– حددتى مصيرك؟

ناجية بصوت جهوري:

– مصيري فى ايدك،أنت بس اللى فى ايدك قرارى ومصيري،حياتى وكل خطوة فيها،انا عايشة بفضلك.

الكائن:

– قدامك 30 يوم من النهاردة يا ناجية،تسلميهالنا،يتم مرادك قبل ال40،لو بعد ال30 يوم مقدرتيش تنفذى اللى اتطلب منك،متلوميش غير نفسك،لأن باب الغضب اللى هتكوني فتحتيه مستحيل تقدري تواجهيه.

ناجية:

– 30 يوم بس،مش هلحق اخلص كل المطلوب،الوقت قصير.

الكائن:

– هتخلصي،وفيه اللى هتساعدك،انتى عارفة انك مش لواحدك.

ناجية خرجت منها ضحكة بصوت مسموع،وفى اقل من لحظة ووسط ما مروة مصدومة من اللى بتشوفه،اتفتح الباب واتسحبت مروة واترميت تحت رجل ناجية،كانت مصدومة ومرعوبة ومش عارفة المفروض تعمل ايه فى وقت زى ده.

صوت الكائن:

– ودي هيكون لها دور،وعايزها تستعد،وجلسة السماح هتكون بعد 7 ليالي من دلوقتى،جهزيها.

ناجية عنيها على المرايا:

– أمرك،ارواحنا ملك ايديك،وتحت رجليك.

ناجية عنيها مثبتة على المرايا مفكرتش تلمح حتى بطرف عنيها بنتها اللى مرمية تحت رجليها،خلصت جملتها،واختفى الوشى المرعب اللى على المرايا،واختفيت معاه كل حاجة على جسم ناجية،اللى مشيت بمنتهى الهدوء من قصاد مرايتها وراحت ناحية الدولاب تطلع هدوم تلبسها،كل ده ومروة لسه على نفس وضعها على الارض،مش عارفة ايه رد فعل امها على انها كانت واقفه بتتصنت عليها وتراقبها.

ناجية:

– جاهز يا مروة خلال 7 ليالي؟

مروة بأرتباك ولجلجة:

– لأيه؟

ناجية وهى بتلبس:

– لجلسة السماح؟

مروة:

– يعني ايه؟

ناجية:

– جلسة قبولك فى عالمهم،جلسة طلب قربانك،ولازم تجهزي علشان نخلص من موضوع سميرة.

مروة:

– يعني اعمل ايه؟،ويقبلوني ازاى؟،وايه القربان اللى هيطلبوه؟

ناجية:

– انتى هتفضلي مرمية على الارض كده كتير؟،قومي يلا علشان اقولك اول خطوة هتتعمل،مفيش وقت كتير علشان نضيعه،لازم نشتغل ونستفاد من كل دقيقة.

فعلا حاولت مروة تقاوم خوفها وتكون ثابتة اكتر من كده،اعتدلت وقامت وقفت قدام امها اللى كانت واقفة بهدوء وثبات مش مناسب ابدا للموقف اللى كانت فيه من شوية.

مروة:

– طيب ايه المطلوب مني؟

ناجية:

– هند.

مروة بأستغراب:

– نعم!،مالها هند؟

ناجية بهدوء:

– هى اللى هتوصلنا للعريس المطلوب.

مروة:

– مين ده العريس المطلوب؟،وايه علاقة هند بالعريس؟

ناجية:

– العريس هيكون ابن عمها.

مروة بذهول:

– عمرو!

– أشمعنى يعني؟

– وبعدين انتى مش عارفة انى كنت حاطة عيني عليه؟

ناجية:

– اه عمرو،لأن اختك محدش يعرفها ولا لها علاقة برجالة وهو الوحيد اللى هنقدر نسحبه لحد هنا بحجة تعبها،ومتقلقيش لو فضلت عينك عليه هتاخديه،مش هنخليه معاها كتير يتم المراد بس وارجعهولك،مع انك ممكن تلاقى اللى يعجبك اكتر منه وبرضه هنعرف نجيبه،خليكى معايا انتى بس واللى هييجى فى بالك قبل ما تتمنيه هتلاقيه تحت رجليكي.

مروة:

– ماما،هو مش اللى بيحصل ده حرام؟

ناجية بتضحك ضحكة غريبة:

– حرام!،يعني ايه حرام؟،وبعدين انتى بتسألي السؤال ده دلوقتي؟،لو عايزة تفضلي فى الحرام وألحلال يبقى هتفضلي طول عمرك زى ما انتي،لو هتمشى ورا اللى بتسألي فيه ده هتموتي من غير ما تحققى احلامك.

مروة بتقعد على طرف السرير:

– وانتى ياماما كان كل حلمك تتجوزي بابا؟

ناجية:

– لاء بيتهيألك،حلمي من جواز ابوكي كان له سبب،بس مجاش الوقت اللى تعرفيه فيه،بكرة بليل عايزة هند هنا الساعة 7،شوفي طريقة تخليها تيجي تقعد معاكم بيها،وشيلي من بالك ان فيه حاجات تنفع وحاجات لاء،عالم الاسياد والملوك مفيش فيه حاجة اسمها حرام او مينفعش،وشدي حيلك معايا علشان توصلي للعيشة اللى انتى عايزاها.

مروة:

– انا فكرت فى اللى انتى قولتيه،ولقيت انى مش هينفع اعارضك،أنا فتحت على نفسي الباب ومش هينفع يتقفل ده الواضح،لكن انا مشعارفة ايه السر فى ان سميرة هى اللى مطلوبة،وازاى انتى مش خايفة عليها؟

ناجية:

– نفذي يا مروة وانتى ساكتة،والوقت المناسب لو قرروا انك تعرفي،يبقى هتعرفي.

مروة:

– حاضر،بكرة هتكون هند هنا.

كانت مروة بتاخد قرار البداية فى الطريق ده وهى بتحاول تقاوم الخوف اللى جواها،لكن اللى شافته خلاها تخاف من امها اكتر من الشياطين اللى حواليها،احساسها بأن امها ممكن تسلمهالهم بايديها،خلاها تقتنع ان وجودها معاها فى نفس الجبهة هو الامان ليها،مش عارفة ازاى ممكن فى شهر سميرة تتجوز واحد زى عمرو اللى هى كانت حاطة عنيها عليه لكن اكيد ناجية عندها طريقة توصلها لكده.

كل ده بيحصل فى البيت سميرة مش حاسة بأى حاجة فيه،حتى نومها العميق كان مش طبيعي وكأنها بتاخد منوم علشان تنام وقت طويل بالشكل ده،ومتحسش بأى حاجة حواليها،رن جرس البيت اكتر من مرة وقبل مروة ما تروح تفتح كانت ناجية بتقولها متفتحش لحد.

مروة:

– ماهى الناس عارفة اننا فى البيت،مش بنفتح ليه؟،تلاقيهم عايزين يعزوا.

ناجية:

– مش فاهمة انتى ليه مستعجلة على كل حاجة؟

مروة:

– ماما انا مش فاهمة حاجة من اللى بتحصل حواليا،أنا اول مرة اخاف فى حياتي،من يوم بابا ما مات وكل اللى بيحصل مرعب،مش عارفة انام ولا اقعد فى البيت،حتى لما بقعد بشوف حاجات مخيفة،من حقي افهم ايه مدى الرعب اللى هشوفه فى المكان اللى عايشة فيه.

ناجية:

– رعب،انتى مشوفتيش رعب لسه يا مروة،ولو على الدم اللى شوفتيه فى اوضة اختك،ده مش منهم،مش من حاكم امرك،ده من عمّار البيت.

مروة:

– عمّار البيت!،هما مش دول جن برضه وعفاريت زى اللى بيظهرولك دول؟

ناجية:

– هههههه،لاء طبا،عمّار البيت رافضين وجود عشيرة الجن اللى معايا هنا فى البيت،وعلشان كده هيحاولوا يعملوا حاجات كتير اللى بيها تطفش العشيرة دى من البيت،لكن عشيرتنا اقوى بكتير من ان عمّار البيت يقدروا عليهم،علشان كده لما تشوفي اى حاجة غريبة بتحصل اعملي نفسك مش شايفاها،دى حرب بينهم وبين بعض،مالناش احنا دعوة،وروحي صحي اختك علشان عايزة اتكلم معاها.

مروة:

– انا حاسة انى فى فيلم رعب،اللى بيحصل ده مستحيل يكون طبيعي.

ناجية:

– ولسه يا مروة لما تشوفى الرصّد،يلا بقى اسمعى الكلام وروحي صحي اختك،دى عايزة شغل كتير.

مروة:

– ولا كتير ولا حاجة،دى لو عرفت انها ممكن تتجوز واحد زى عمرو ده هتقف على راسها من فرحتها،هى تطول دى لا شكل ولا منظر ولا فيها اي حاجة تخليها تتجوز دكتور ومن عيلة كمان.

ناجية:

– هههههه،لاء فيها،لاء فيها كتير اوي يا مروة،أنتى بس اللى مش عارفة.

مروة:

– حاضر،أنا هستنى الوقت اللى اعرف فيه كل الاسرار المستخبية عني،وهحط ايدي فى ايديكي،وهبقى طوع امرهم،لأن واضح انى مفيش حاجة قدامي غير كده،لكن تمييز سميرة ده أنا هستني اعرف سببه فى اقرب وقت.

ناجية:

– روحي صحيها.

فعلا خرجت مروة من الاوضة،اللى كانت من وقت قليل فيها جلسة استحضار قوية،بقى البيت عبارة عن مقر للجن،مش بس كده،ده كلام ناجية كمان بيدل على ان الجن اللى موجود فى البيت مش من نفس النوع وكمان فيه خلاف بينهم على مين اللى يفضل موجود فى المكان ده،خلافات البشر اوقات كتير بتنتهى بخساير كبيرة،ما بالك بخلافات الجن،ومنهم نوع خبيث شرير.

كل ده بيحصل وسميرة كأنها مش عايشة وسطهم،حتى عمر غريبة كده انه كان عايش سنين مع واحدة زى ناجية دى وملاحظش عليها اى حاجة،بس فكرة انها مصممة انه يرجع كان وراها سر محدش يعرفه غيرها،بس هنحاول نوصله.



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل السابع عشر 17 بقلم هنا عادل




رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة السابعة عشر


سميرة واقفة على باب المدفن بتاع ابوها،بتعيط ومقهورة من العياط،بس سمعت صوت جاى من ورا مقبرته،استغربت الوقت ليل،هى مش متخيلة ابدا ان يكون فيه حد موجود فى المقابر بليل كده،راحت تتكلم معاه وتقوله قد ايه هى موجوعة من فراقه،حاسة ان صحتها احسن كتير،لكن قلبها واجعها،وحاسة انها علطول بردانة حتى وهى تحت الغطا،مش مرتاحة وحاسة ان ناجية ومروة مش قابلين وجودها فى وسطهم،وعلشان كده قررت تتسحب وتخرج من البيت من غير ما حد يحس بيها،راحت على المدافن وهى قلبها بيتنفض،متخيلة انها ممكن تشوف ابوها قدامها بنفس الشكل اللى شافته بيه فى الكابوس،لكن ياريت ده اللى حصل،اللى شافته كان أصعب بكتير من اللى شافته اول مرة.

..اول ما سمعت الصوت كانت مش عارفة ايه اللى ممكن يكون مستخبي ورا مقبرة ابوها،حاولت تقرب بوشها شوية يمكن تلمح اى حاجة،لكن برضه مفيش حاجة ظاهرة قدامها،كانت خايفة وصوت الخروشة بيزيد بس مفيش مفر،قررت تقرب شوية بهدوء وبطئ وقلبها بيدق بسرعة جدا،هى اصلا فكرة انها جاية المدافن بليل كانت رعباها ومخوفاها،ولعت كشاف تليفونها علشان تقدر تشوف ايه اللى ورا القبر،ولقيتهم حاجة تشيب شعر الرأس،اول ما شافت المنظر حسيت ان جسمها كله قشعر،كلبين لونهم اسود بشكل مخيف،عيونهم لونها احمر قاتم مرعبة،ضخمين وكأنهم فى حجم الدببة ان لم يكن اكبر،حسيت اول ما شافتهم ان قلبها بيقف والدنيا بتلف بيها،لكن اللى أخر رد فعلهم شوية اللى كان أصعب من شكلهم،وهو انهم كانوا مشغولين فى جثة”عمر” اللى كانت خارجة من قبرها ومرمية قدامهم على الارض،نهشوا كل جزء فيها،تقريبا اللى باقى من جثته يعتبر اجزاء من عضم جثته،سميرة من صدمتها بكل اللى هى شايفاه وقهرتها على ابوها اللى جثته اتنهشت بالوحشية دى،وانتُهكت حُرمة جثة ميت شهقت شهقة حاولت تكتمها بدموع نزلت زى الشلال،قهرتها على ابوها خليتها مش عارفة تكتم صوتها،واللحظة دى اللى رفعت فيها الكائنات الوحشية دى رأسها من جثة عُمر اللى كانوا خلصوا نهشها تقريبا،,عنيهم ثبتت على سميرة،هى اقتنعت ان اللحظة دى خلاص اخر لحظة فى حياتها،الكلاب كانت بشعة رأسها لواحدها بحجم طفل مولود ان لم يكن اكبر،غير حجم جسمهم اللى كان تقريبا طول منها،انيابهم وحوافرهم اللى بيسيل منها الدم كانت كفيلة انها تنهي على نبض اي بني ادم واقف قدامهم من شدة الرعب،ابتدوا يزوموا وتسمع اصواتهم اللى بتدل على انهم هيهجموا عليها،وفعلا هى خطوة واحدة كانوا هجموا عليها وبقيت بين انيابهم.

صررررررررررررررخة هزيت البيت للمرة التانية من بعد موت عُمر،فتحت عنيها سميرة وهى حاطة ايديها على وشها والدموع مغرقة ايديها ووشها ونازلة على هدومها كمان.

ناجية:

– جرى ايه يا سميرة؟،أنتى كل يوم على وجع القلب ده،انا مش هتحمل كل يوم تصحى تصرخيلي كده.

مروة:

– فى ايه تانى ياست سميرة؟،حلمتى بأبوكى بيدبحك المرة دى؟،ولا بيغتصبك؟.

سميرة منهارة وبتعيط.

ناجية:

– ما تنطقى يابت،ردى ردت المياه فى زورك.

سميرة مع خوفها ووجعها بأن محدش حتى حاول يطبطب عليها ويهديها خلاها تسكت وتقرر انها متحكيش،هما حتى خوفها وكوابيسها بيلوموها عليهم.

مروة:

– قومي ياختي قومي،ماهو نوم البهايم اللى انتى نايماه ده يخليكي تصحى بكوابيس ما انتى خلصتي كل الاحلام،ناقص ايه بقى غير الكوابيس؟

سميرة بتعيط وبتشهق من العياط،لكن مش قادرة ترد عليهم،بالعكس كلامهم بيزود دموعها اكتر.

ناجية:

– يلا يابت يامروة نطلع،سيبيها ياختى تخلص شوية الدموع اللى محوشاهم.

سميرة بخوف:

– لاء مش عايزة اقعد لواحدى.

ناجية:

– يوه،يعنى نطقتي اهو!

مروة:

– ايه ياست هانم،هنقعد غفرا على باب اوضتك ولا ايه؟

سميرة بعياط:

– لاء،لاء أنا هطلع معاكم برة.

ناجية:

– طيب ياختي قومي،وخدى دواكي مش عايزينك تتشلي محدش حمل شيل وحط فيكي.

سميرة:

– حاضر،حاضر يا ماما.

خرجت ناجية من اوضة سميرة،وقبل ما مروة تخرج هى كمان،مسكت سميرة ايديها اللى كانت زى مكعب التلج من الخوف.

مروة بأستياء:

– فى ايه؟ مسكاني كده ليه؟

سميرة بخوف:

– معلش استنى اطلع معاكي،بس ساعدينى اقوم رجليا مش شايلاني.

مروة:

– أه ما هي هتشيل ايه ولا ايه؟،قومي ياختى بس مترميش تقلك عليا.

سميرة كانت كويسة،لكن كانت خايفة مروة تطلع وتسيبها فى الاوضة لواحدها،علشان كده مسكت فيها علشان تطلع معاها.

خرجت سميرة وقعدوا كلهم فى الريسيبشن،ومروة كانت نظراتها غريبة لأمها مرة ولسميرة مرة،لكن ناجية كانت قاعدة وكأنها عارفة ايه اللى مخوف سميرة.

مروة:

– ايه يابت؟مش هتقولي صرختي ليه النهاردة.

سميرة ولسه عيونها بتلمع بالدموع:

– مفيش حاجة يا مروة،أنا بس حلمت ب بابا،واتخضيت لما شوفت لحظة الدفن قدامى فى الحلم،حسيت انه لسه ميت حالا،مقدرتش امنع نفسي من اني اصرخ،أنا اسفه.

ناجية باستهزاء:

– ماهو لو مش عملتك السودة مكانش كل ده حصل.

سميرة:

– انا!؟،ليه ياماما انا عملت ايه؟

ناجية:

– انتى اللى صغرتيه وقصرتي رقبته بعملتك السودة،واحدة مجرمة رايحة تعرضي نفسك على راجل غريب يا رخيصة،انتى فكرك انه علشان عمل أكل علشان تطفحيه ده بسبب انه عدالك اللى حصل،لاء يا حيلة امك،ده علشان انتى اتعوجتي واتخرستي،غير كده لو عليه هيقطع رقبتك.

سميرة ودموعها نزلت من تاني:

– علشان كده كان زعلان مني لما حلمت بيه اول مرة؟،والله يا ماما ما عملت حاجة ولا كان قصدى حاجة،بس انا عارفة انى غلطانة،حقكم عليا،لو يرجع بس ويسامحني،ان شالله يقطع رقبتي من بعدها.

ناجية:

– بعد ايه بقى،هو اللى مات بيرجع؟

مروة بصيت لأمها وهى مش عارفة ايه اللى بيدور فى دماغها بالظبط،ولا ايه هى الطريقة اللى هتقدر تجيب رجل سميرة بيها.

سميرة بعياط وانهيار:

– ياخد عمرى كله،ويرجع دقيقة بس يقول انه مسامحني،مش عايزة اكتر من كده،أنا مش هقدر اعيش بأحساسي بذنب انى اكون انا سبب وجع قلبه وموته.

مروة:

– عمرك،هههههههههه،عبيطة.

ناجية بتظرة تحذيرية:

– اخرسي انتي،وهو عمرها ايه جنب قهرة ابوها وكسرته وموته وهو موجوع منها؟،هو الاب يتعوض وبالذات لو كان واحد زى عمر فى حنيته وطيبته؟

كانت ناجية بتحاول تلعب بعقل سميرة وقلبها،هى عارفة غلاوة عمر على سميرة عاملة ازاى،وعارفة انها لما تقتنع ان مجرد موقف تافه منها هو كان سبب فى انه يحزن للدرجة اللى تخليه يموت بالسكتة القلبية ده هيعيشها تندم عمرها الجاي كله،وده اللى هى كانت عايزاه،انها تخلي سميرة تدور على حاجة تكفّر بيها عن غلطتها فى حق ابوها،برغم انها هى من البداية كانت مقتنعة انها معملتش حاجة غلط اصلا،لكن مروة وناجية اللى اتعمدوا يوصلوا الموضوع بطريقة مش لطيفة.

سميرة:

– فى ايه اقدر أعمله علشان اعرف انه سامحني؟

ناجية:

– ياريت فيه حاجة تتعمل،لكن خلاص بقى الاوان فات.

مروة:

– طيب هو مش الميت بيحس يا ماما باللى حواليه،مش بيقولوا الميت روحه بتكون حوالين الناس اللى بيحبها لحد الاربعين؟

ناجية:

– ايوة طبعا،ماهو دلوقتى روحه مرفرفة حوالينا،لكن طول ما سميرة فى وسطنا وهو شايل منها،مش هيبقى شايفها ولا سامع اللى بتقوله.

سميرة بعياط:

– يعنى مش هيسمعني خالص،ولا لو قولتله انى اسفة،ولا لو طلبت منه انه يسامحني لانى قلبي واجعني بسبب زعله مني،مش كفايا انه سابني ومشي،كمان هيبقى زعلان مني لدرجة ان كلامه له ودعواتي له متوصلهوش.

ناجية:

– شوفتي بقى غبائك وعمايلك السودة عملوا فيكي ايه؟،شوفتى عملتى ايه فى نفسك وفى ابوكي،هتفضلي طول عمرك عايشة وانتى عارفة ان ابوكي مات مش مسامحك.

زاد انهيار سميرة وكأن ناجية وصلت لكل اللى هى عايزة توصله بالحوار اللى دار بينهم ده،ومروة كانت بتبص لسميرة بمكر وكأنها عدوتها مش اختها،جواهم غباء رهيب يمكن لو لحد غريب كان بقى لهم مبرر،لكن دى بنت ناجية وأخت مروة،وبنت عُمر اللى المفروض ان ناجية مقهورة عليه،وهتعمل العمايل كلها علشان بس تقدر ترجعه حتى لو كان اللى هيرجع مش هو او مجرد قرينه.



رواية الدلالة رفيقة الشيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم هنا عادل




رواية الدلالة رفيقة الشيطان الحلقة الثامنة عشر


فى المستشفى،عمرو كان نباطشية،قاعد فى المستشفى سرحان،بيفكر فى سميرة،من الظاهر بيقنع نفسه ان ضميره كدكتور هو السبب فى انه عايز يطمن عليها،لكن من جواه مقتنع انه عايز يعرف اخبارها،بيناقض نفسه وبيحاول انه مياخدش الخطوة دى،مش حابب يتصل يسأل هند عنها،هو عارف ان هند لو عمل كده هتفضل ماسكة فى الموضوع،وممكن تكبره فى دماغه،برغم انه مش محتاج حد يعمل ده لان الموضوع فعلا شاغل باله واخد حيز كبير من تفكيره،لكن هو مش عايز يعترف لنفسه بكده.

أسلام:

– ايه يا دكتور،اللى واخد عقلك!

عمرو بأبتسامة:

– العيانين يا عم الحلو.

أسلام:

– ههههه،طبعا طبعا،باين عليك،لاء بجد مالك من اول الشيفت وانت مش مركز.

عمرو:

– لاء لماّح انت الله اكبر عليك، ياعم خلينا فى اللى احنا فيه،الليلة طويلة اوى بصراحة وانا زهقت.

إسلام:

– زهقت ايه يا عمور،دى لسه الساعه 11 مكملناش حتى 4 ساعات مستلمين،بص انا هروح اجيب 2 قهوة واجيلك ننم سوا وتحكيلي عن اللى شاغلك،قشطة.

عمرو بيضحك:

– هاتها مظبوطة ها،مش زى كل مرة تجيبها زيادة.

“إسلام صاحب عمرو من ايام ثانوي،وتقريبا صاحبه الوحيد”

عمرو راح جاب القهوة ورجع،ولان الدكاترة مروا على حالاتهم خلاص،والدنيا هادية،ومفيش اى شغل وراهم فى الوقت ده،قعدوا مع بعض يدردشوا،فى البداية رفض عمرو يحكي حاجة،لكن بعد الحاح صاحبه عليه قرر انه يتكلم،هو من جواه كان حابب يتكلم علشان يسمع من حد الكلمة اللى هو عايز يسمعها،وكأنه كان متأكد اانه هيسمعها.

إسلام بيضحك:

– يخربيت عقلك يا عمرو،البنات بقيت بتخطبك كمان؟، ياعيني على حظنا الهباب.

عمرو:

– تصدق انا غلطان انى اتكلمت مع تافه زيك، يابني بقولك البنت كانت بتهزر،وبعدين دى صغيرة لسه فى ثانوي باين.

إسلام:

– يعنى ايه صغيرة فى ثانوي معلش اصل مش فاهم الكلمة؟، يابنى البنات بتدخل الاعدادية بتبقى كبرت خلاص، وبعدين دى هى شكلها واقعة اصلا،يعنى واحدة تهزر مع واحد متعرفهوش وتقول عايز يخطبني ولا يتجوزني،دى بتدلل على نفسها يا عم.

عمرو بأستياء:

– اعمل زى امي واختي بقى،وبعدين انت سيبت المصايب اللى البنت فيها دى كلها،وجاى تمسك فى اول كلمتين قولتهم،يابني دى عندها حتة اخت،عليا النعمة شكيت انها بنت مرات ابوها مثلا من الغباء اللى فى عنيها.

إسلام بمرح:

– طيب حلوة؟

عمرو:

– ايه دي؟

إسلام:

عنيها.

عمرو بأنفعال:

– عيب مين يا زفت انت؟، قوم يا إسلام قوم متورنيش وشك لحد النباطشية الزفت دى ما تخلص.

إسلام:

– ياعم بهزر معاك مالك قفوش كده ليه؟، خلاص اكلمك جد، بص لو هنتكلم مهنيا،فعادي انك تتصل تطمن على حالتها خاصة انها فى ظروف ممكن تخليها متنتبهش للأدوية بتاعتها او حتى تكون حابة انها تهتم بيها، انسانيا برضو عادي لأنك كنت معاهم من بداية تعب باباها لحد ما رجعوا بيتهم غير ان بنت عمك جارتهم واصحاب،يعني عادي انك تسأل،أنت حتى لو قررت تروح تعزيهم مش هيتقال عيب او مش اصول،لأن المفروض ان الموقف اللى حصل يخلي فكرة العيب دى بعيدة عن تفكيرهم من ناحيتك لأنك وقفت معاهم واقفة راجل بجد ومحدش شاف منك اي حاجة تخليهم يظنوا فيك.

عمرو وكأنه ما صدق:

– يعنى انت شايف كده؟

إسلام:

– اه والله شايف كده،بس بعيدا عن اللى اتقال ده،أنا شايفك شاغل بالك بالبنت دي.

عمرو:

– تاني انت؟

إسلام:

– والله مش بزاولك أنا بتكلم جد،اصل مش العادي بتاعك ان بنت تعدي عليك وانت تركز معاها كده.

عمرو فكر شوية فى كلام أسلام،اللى سابه وقام لأنهم استدعوه فى قسم الاستقبال، واخد عمرو قرراه واتصل على هند.

هند:

– خير اللهم اجعله خير.

عمرو بيضحك:

– بقى كده يا هند!؟

هند بتضحك:

– بعمل زيك،مش كل ما بكلمك بتقول كده؟

عمرو:

– وماله ياستى مقبولة منك،بقولك ايه يا هنودة؟

هند:

– اهو شوفت؟،فى حاجة جاية فى السكة اهي،خير أستر يارب.

عمرو:

يابنتي ابلعي ريقك،أنا كنت عايز اسألك صاحبتك عاملة ايه؟

هند:

– صاحبتي مين؟

عمرو:

– بلاش استهبال يابت انتي،وانا اعرف مين من اصحابك يعني؟

هند:

– اااه مروة قصدك؟،كويسة الحمد لله.

عمرو:

– بلاش رخامتك دي،اكيد مش مروة يعني،أنا بسألك على سميرة،صحتها عاملة ايه دلوقتى؟

هند لسه هترد وتحكي اللى حصل فى بيت ناجية لما راحت،لكن رجعت افتكرت كلام مامتها وتحذيرها لها من انها تكون طرف فى قرب عمرو وسميرة من بعض:

– كويسين كلهم،انا قولتلها على الادوية وهى كمان بقيت احسن.

عمرو:

– بجد يا هند،أنتى شايفاها احسن يعني؟

هند بحماس:

– أه والله،دى غير يوم الدفن خالص، انا حتى مصدقتش انها مخدتش العلاج من ساعة المستشفى لما لقيتها كويسة كده.

عمرو:

– طيب بقولك ايه؟

هند:

– قول.

عمرو:

– هو انا ينفع اتكلم اطمن عليها؟

هند:

– اه طبعا،لاء بص انا هبقى اروح عندهم واخليك تكلمها من تليفوني.

عمرو:

– خلاص ماشي،لما تكوني عندها رنيلي وانا هكلمك،اصل صعبانة عليا الصراحة.

هند:

– ههههه،عارفة،يلا روح بقى خليني اخلص مذاكرتي.

عمرو:

– ماشي،سلام.

……………

فى بيت ناجية،قاعدة سميرة على كرسى الصالون،ومروة قاعدة قصادها،وواقفة ناجية ورا سميرة بالظبط،كانت مروة بتحاول تشغل سميرة بالكلام عن ابوهم،وده كان سبب فى ان سميرة تفضل منهارة من العياط،خاصة ان ناجية قدرت تقنعها بأنها سبب فى موته وسميرة صدقتها،واقتنعت ان الكوابيس اللى بتشوفها بسبب انه مش مسامحها.

كانت سميرة مش مركزة فى ان ناجية واقفة وراها وبتقول كلام بهمس مش اكتر من انها بتحرك شفايفها بهدوء،لكن لان مروة ملاحظة اللى ناجية بتعمله،كانت بتشتت سميرة بكل الطرق،لحد ما سميرة بقيت فاتحة عنيها وقاعدة معاهم لكن ولا سامعة ولا شايفة اى حاجة،وهنا ناجية قررت تتكلم بصوت عالي وهى بتقول:

“ألأن تبدأ طقوس الولاء والطاعة الى سيدنا العظيم”

كررت ناجية الجملة دى 21 مرة وسميرة قاعدة تحت ايديها،وكأنها تمثال،مروة بتتفرج ومستنية تشوف ايه اللى هيحصل.

ناجية:

– ادخلي هاتي الكتاب اللى على السرير.

مروة مش مركزة مع صوت ناجية.

ناجية بصوت خشن:

– قومي هاتى الكتاب اللى جوة بقولك.

اترعبت مروة من الصوت وقامت تجرى وهى ماسكة الكتاب اللى كان سخن وكأنه كان جوة فرن او على شعله البوتجاز.

ناجية:

– افتحي الصفحة اللى انا مطبقاها،افرديها وحطيها على رجل البنت.

مروة عملت كده،واخدت بالها ان الصفحة اللى اتفتحت مرسوم فيها نفس الرسمة اللى كانت على جسم امها بس نفذت اللى اتطلب ورجعت لورا تتفرج.

ابتديت ناجية تتكلم وتقول تعاويذ كان لها صدى صوت ولكن الصدى كان مش بعد صوتها،لاء ده كان خارج مع خروج صوتها،وكأن اكتر من شخص بيقول نفس الكلام اللى هى بتقوله،لهجة غريبة،وكلام مش مفهوم،اشارات بسكينة فوق رأس سميرة وكأنها بترسم طلاسم فى الهواء،الصدى اللى كان بيطلع مع صوت ناجية كان مخيف ويقبض القلب..بس خلاص سكتت ناجية وخلص الصوت..وحضر ألشيطان.

شهقت مروة من الخوف،خاصة بعد النظرة اللى اتوجهت ليها هى بشكل مباشر،حسيت ان نظرته ليها كانت رصاصة دخلت من قلبها وخرجت من ضهرها،اتألمت بشكل مش طبيعي برغم انها واقفة فى مكانها وكل اللى صدر من الشيطان ناحيتها هى نظرته مش اكتر.

“مالك مُلكي،يامن وكلتُك أمري،جئت لأقدم لك أضحيتي الجديدة،أشملني بعظمتك وقدرتك،وأقبلها.”

وفى اللحظة دى حصلت حاجة مكانتش تخطر على بال ناجية اللى كانت فاهمة وعارفة كويس هى بتعمل ايه.

خرجت حشرجة مخيفة من سميرة اللى كانت مش حاسة بالدنيا،حشرجة مرعبة وكأنها من وحش مخيف،وده كان سبب فى ذهول ناجية،هى مقتنعة انها عملت كل الطقوس بالظبط،متأكده انا مغلطتش فى حرف واحد او تعويذة واحدة،لكن اللى حصل كان سبب فى ان الشيطان يرميها بنظرة لهيبها ساب علامة على وشها،وكأن كف ايد بني ادم مليانة شحم طبعت على وشها،لكن اثر الايد ده خلاها تصرخ من الالم،ومروة مصدومة من الالم اللى هى حاسة بيه من وقت ما بص فى عنيها،ومصدومة اكتر من منظر وش ناجية،ومرعوبة من اللى حصل من سميرة،لكن الشيطان فى اللحظة دى كان اختفى،الغريب ان سميرة غير صوت الحشرجة دى مصدرش منها اى حاجة تانية،بالعكس كانت ثابته زى ما هي،لكن ده بالنسبة للطقوس بتاعتهم يدل على ان الطقوس متمتش بشكل صحيح،وعلشان كده دى غلطة كبيرة كان لازم ناجية تتعاقب عليها،واللى حصل فى وشها عقاب كل ما تبص للمرايا هتفتكره،ويعلمها متغلطش مرة تانية،برغم اقتناعها انها عملت كل الطقوس بحذافيرها،لكن ياترى ايه اللى كان غلط فى جلسة تقديم سميرة للشيطان؟


بداية الروايه من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS