رواية البريئه والوحش الفصل الثالث بقلم الكاتبه أميره عمار حصريه وجديده
أردف أيمن بصوت عالي لكي يجمع سكان الحاره:
-والله عال يا هانم جايه بعربية بشيء وشويات مع واحد وداخلة الحارة كده بقلب جامد ايه مفيش حَيا ولا خشىٰ .... وأنا أقول مش راضية بيك ليه يا واد يا أيمن...اتاريكي مدورها مع الناس اللي فوق
ثانية وكانت لكمه قوية تهبط علي وجهه وتبعتها العديد من اللكمات من فارس الذي فار دمه من الكلام الذي قاله هذا المعتوه
فكيف يتحدث بهذه الطريقة القذره عن إمرأة تجاوره ويتجاوز في حديثه ليصل لشرفها!!
كان فارس يلقنه اللكما.ت بغل من كلماته التي ألقاها علي مسامعهم منذ قليل وهو يصيح به:
-عندها حق مترضاش بيك أصل الحرمة بتبقي عاوزة راجل مش حرمة زيها
حاول أيمن السداد له بعض اللكمات ولكن هيهات ففارس من أمهر المتدربين في فنون القتال
وفي هذا اللحظه نزل جميع أفراد الحراسة الخاصة بفارس وحاوطوهم بدائرة للتَدخُل إن زاد الأمر عن حده
نظر لهم فارس بطرف عينيه وقال موجهاً كلامه لهم:
-محدش يتدخل ارجعوا مكانكم تاني
عقب انتهاء كلامه اتجهوا جميعهم للعربيات الخاصه بهم مره اخري
أما فارس فنظر لأيمن بغضب ومد يـ ده ليمسكه من تلابيب قميصه وأردف بصوت عالي يتخلله الغضب:
- متقول ياض هي مين دي يا بن ال.... اللي مدوراها
وهنا صاح كبير الحي للشباب المشاهدون لهذه الجريمة التي ستحدث بمنطقتهم أن يتدخلوا ويفكوا هذا الإشباك
وبالفعل تدخل بعض شباب الحي وسحبوا أيمن من بين يـ دين فارس بطلوع الأنفس وها هو نجىٰ بحياته من بين أيدي الوحش
تدخل كبير الحي ووقف أمام فارس ونظر له بحده وأردف:
-إنتَ فاكر نفسك مين يجدع إنتَ جاي تتعدي علي واحد مننا في وسطنا هنا إحنا ممكن نقطعك مكانك و المعلم أيمن خطيب نغم ومن حقه يربيها لما يلاقيها نازل من العربية بتاعتك
ثم نظر كبير الحي لنغم وقال لها بجديه غاضبة:
-إحنا صوناكي وخلناكي واحدة مننا بعد موت أبوكي الله يرحمه عشان كان راجل محترم كنا ناخد منك الإيجار شهر وعشرة لاء إكراماً للمعلم أيمن فيوم متفكري تقلي بأصلك وتستغفلي رجالة المنطقه هنرميكي براها بفضيحه
عند فارس الإرسال كان قاطع عند جمله أيمن خطيب نغم!!! فوجه نظره لها بتعجب فكيف لها أن تكون مخطوبة وفي الCV الخاص بها لا يوجد ما شبه ذلك وزين لم يخبره بهذه المعلومة!!! والأهم كيف لملاك برئ مش هذه المخلوقة أن تُخطب لتنين برأسين مثل أيمن
وجدها تترنح في وقفتها والدموع تنهمر علي خديها من أثر الكلام الذي وجهه لها كبير حيها
ذهب إليها سريعاً لإمساكها بدلا من وقوعها علي الارض وقد وصل لها في وقت قياسي فبمجرد ما وضع يده علي خصرها فقدت الوعي علي صدره
❈-❈-❈
إستيقظت نغم من نومها وهي تشعر بصداع يفتك رأسها نظرت حولها وجدت نفسها بمنزلها ونائمة علي سريرها دقيقة وكانت الأحداث تتدفق الي رأسها وانهمرت الدموع من عيناها وكانها كانت تنتظر صحيان نغم من غفوتها حتي تتحرر
تذكرت كلام نساء الحاره عليها وتساؤلهم عن هوية فارس ولكنها كانت ترد عليهم بالدموع لا أكثر حتي أنهم ظنوا انها تكون عشيقته وألقوا علي أذنيها الكثير من الكلام المسوم والشتائم
واللطمة الكبرى كانت من كبير حيها الذي قسي عليها بالكلام أمام فارس فهي كانت لا تعلم كيف ستنظر بعيونه مره اخري بعد هذا الموقف البشع الذي تعرضت له امامه
وكيف أيمن خطيبها!! متي جعلوه خطيبََ لها
رأت نظرة فارس لها عقب هذا الكلام قرأت في عيناه كلام كثير فسرته علي أنه ندم لأنه عينها في شركته فلما يورط نفسه بخناقة في هذه الحارة!!
أحست بوجع شديد في رأسها وفي لحظه كانت ملقاه علي يد احدهم غائبه عن الوعي
ولكنها لم تتذكر أي شئ بعد ان غابت عن الوعي فمن اتي بها إلي هنا ووضعها علي سريرها؟!!
والأهم أين فارس هل تركها وغادر؟
فكيف ستفسر له سوء الفهم هذا عفواََ كيف ستفسر له هذه الفضيحة وياتري لم يعيدها للعمل مره اخري
نظرت لسقف الغرفة ودعت ربها أن يسوي لها الخير والصالح
فهي تثق بالله دائماََ فهو وحده يعلم أن ما قالوه نساء الحارة عليها ما هو إلا ظلم وإفتراء
أخرجها من تذكُرها صوت هاتف يرن في صالة الجلوس
ولكن ليست رنة هاتفها !!
قامت من علي السرير سريعاً بخضة وهي تُخمن من سيكون معها بالشقه؟!!
خرجت سريعا من غرفتها متجهه إلي مصدر الصوت
تلبست أرجلها من الصدمه عندما وجدت فارس يجلس علي كرسي الانترية ويتحدث في الهاتف بأريحيه
وقفت تنظر له بذهول وهي تدعي ربها بسرها أن يكون هذا المنظر حُلم لا أكثر فماذا يفعل هذا الفارس هنا؟ والأهم كيف طلع لهنا وسط سُكان الحي
لمحها فارس وهو يتحدث في الهاتف فأنهي كلامه سريعاً مع المتصل وذهب تجاهها وهو يُردف ببعض القلق:
-انتي كويسه؟...حاسه بأي وجع
الصمت والصدمة كانوا ردها عليه فهي حتي الآن لم يستوعب عقلها الصغير أن فارس في منزلها ولا يوجد أحد في المنزل سواهم
والأدهىٰ لماذا يتكلم هكذا ويسأل إذا كُنت بخير ام لا فلما حتي الآن لم يغادر الحي؟
إبتسم فارس علي صدمتها البادية علي وجهها وأردف بخوف مصطنع لكي يخفف من سكون الاجواء:
-فيه إيه انتِ بتبصيلي كده ليه والله معملتش اي حاجة
نظرت له نغم كأن علي رأسه تنين مجنح فماذا يقول هذا وكيف له ان يتكلم هكذا!!!!
أردفت بخفوت لتستفسر عن ما حدث بعد فقدها لوعيها:
-ايه اللي حصل وازاي إنتَ هنا
عاد فارس علي الكرسي مره اخري وأخبرها ما حدث بنبرة غير مبالية:
-ايه اللي حصل انتي اغم عليكي وأنا شيلتك وجبتك هنا بعد ما واحدة من الوقفين قالتلي بيتك فدخلتك وجبتلك دكتور وقالي انك شوية وتفوق
ثم أردف مكملا كلامه بنبرة قاطعه:
-ويلا ادخلي لمي هدومك بسرعة
نظرت له بدهشه من أمره فهي لا تفهم كلامه ولا بروده فأردفت بعدم فهم مترقباََ لما سيقوله:
-انت بتقول إيه!!.... هدوم إيه اللي ألمها
قام فارس من علي الكرسي ووقف قبالتها واردف بهدوء مبالغ فيه:
-الناس اللي تحت دول قالوا إني لو شيلتك وطلعتك شقتك وأنتِ نازله تخدي معاكي شنطة هدومك وأنا اصلا كنت مستحيل أسيبك مرميه علي الأرض كده فجبتك الشقة
نظرت له نغم بذهول وإنتظار أن يقول ان كل ما أخبرها به ما هو إلا كذبة إبريل ولكن عُذراََ نحن في مارس!!!!....أردفت بصوت عالي حاد:
-انت مجنون أقسُم بالله مجنون أنتَ إزاي بتتكلم بالبرود ده معني كلامك إنهم طردوني من الشقة وأنتَ عادي كده ولا أكن في مصيبة حصلت تحت!!
زفر فارس بضيق وقال بتحذير مراعياََ لحالة الصدمه البادية علي وجهها:
-إحترمي نفسك ولمي لسانك معايا أنا بالذات وصوتك ده يوطي دي أول حاجة تاني حاجة أنتِ عاملة هوليلة ليه هما طردوكي من الجنة
دَ عملوا خير فيكي إنهم طردوكي من هنا
ده طبعا إذا كنتي بتسمي الخرابة دي شقة
نظرت له نغم نظرات تبعث شرارات من النار
فوجهها تبدل تماماََ من ملاك بريئ للذئب شرس
فكيف له أن يقلل من شقتها ومعيشتها فأردفت بحدة تُلائم ملامح وجهها في هذا الوقت تحديداً :
-الخرابة اللي انتَ بتقول عليها دي عجباني وعجباني أوي كمان ويلا لو سمحت من غير مطرود أُخرج بره الخرابة والله الغني عن شغلك مش عاوزاه
تقدم فارس منها ليقطع المسافة الفاصلة بينهم
وقبض علي معصمها بشد.ه وسحبها خلفه الي الغرفة التي وضعها بها وقال بحسم:
-أنا مش ماشي من هنا إلا وإنتِ معايا
مستحيل أسيبك مع الناس البلطجية دي ده طبعا غير أيمن الحبيب
حاولت نغم سحب معصمها من بين يـ ديه بألم ولكنه كلما قاومت يشدد يـ ده عليه أكثر وكأنه يعاندها ويعاند قوتها بجبروته
صرخت نغم بأ.لم من قبضه يـ ده التي تشتد علي معصمها وقالت:
-سيب إيـ دي وأُخرج بره أنا مش ماشية معاك في حتة إنتَ أهبل ولا إيه
تركها فارس فجأة حتي أنها كادت تسقط علي الأرضية ولكنها تمالكت نفسها وأخذت تدعك في معصمها لعله يخفف من الإحمرار الذي سببه لها رفعت نظرها من علي معصمها عندما أحست بنظراته تخترقها
نظر لها فارس بشر وتقدم إليها وكانت كل خطوه يخطيها نحوها تعود ضعفها إلي الخلف
حتي خانها الحظ وإصطدم ظهرها في الحائط
رفع فارس يـ ده ببرود علي عنقها وأخذ يتحسسه ببطئ وهي تقف لا حول ولا قوه لها
تحاول الحديث ولكن فاها لا يساعدها لا تعلم ماذا ستقول وماذا يفعل كأن احبالها الصوتية قطعت قطعاََ
آنت بصوت عالي حين ضغط علي عرقها النابض
وفي لحظة كانت تقع بين احضانه فاقده وعيها
حملها فارس سريعاً وذهب للمنضده الموضوعه في غرفه الأنترية وأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وغادر الشقة
❈-❈-❈
في الأسفل
كانوا الرجال ملتفين حول أيمن يحاولون تهدءته ويذمون في نغم وفي تربيتها وأنها لا تستحقه ولكنه عندما رأي فارس نازل الدرج وهو يحمل نغم هااج ومااج وفار دمه وقام من مكانه بغضب متجه صوبهم بغضب وهو يقول بصوت عالي:
-إنتَ فاكر إن الحارة ملهاش كبير ولا إيه يا روح أمك
لم يعيره فارس إهتمام وتعداه دون أن ينظر لوجهه حتي وإتجه صوب سيارته ووضع نغم بها وأشار لأحد حارسيه أن يأتي لكي يتولي أمر قيادة السيارة بدلا منه واتجه إلي أيمن مره اخري
ودارت المعركة بينهم من جديد وطبعا الفائز فيها هو فارس
لم يترك أيمن إلا وهو فاقد الوعي من شده لكمات فارس
وأهل الحي مجتمعين حولهم لا يصدون ولا يردون فمن عاقل سيدخل نفسه في هذه المعركه المحسومة بالفوز لأحدهم!
ذهب إلي السيارة مره أخري وجلس في الخلف بجوار نغم وأمر السائق بالمغادرة علي فور
واتجه خلفه سيارات الحراسه
كان كل خمس دقائق ينظر لوجه نغم ويتأمل به ويسبح ف سره على هذا الجمال الخلاب الممزوج بالبراءه ففي قلبه صوت يقول له أنها من ممتلاكاته يريد التحكم بها وبكل شئ بها
يشعر معاها نفس ذاك الشعور الخاص بمالك ابنه
فكان من سابع المستحيلات أن يتركها هُناك بعد ما رآه بعيناه من أهل حيها
فهذا هو التصرف الصحيح هو شعر بمسؤليته تجاها لا أكتر لأنها تواجه الدنيا وحيده نظر لها ووعدها بسره أن يوفر لها حياة سعيدة تعوضها عن سنين الشقاء....فهو لم يتحمل حتي الجلوس لنصف ساعه في شقتها أقصد في عشها الصغير!!
بعد نصف ساعة وقفت السيارة أمام مبني سكني ضخم يحمل إسم الهواري
نزل سريعاََ السائق من السيارة وفتح الباب لسيده
نزل فارس وحمل نغم واتجه إلي البواب الجالس امام المبني ليأخد منه المفتاح الخاص بشقته
صعد فارس إلي الشقه وأضاء الأنوار
فكانت أشبه بالڤيلا تخلب الأنظار في رقتها ونعومتها والأساس بها من شده أناقته يعطيك شعور البساطه والراحة
واسعه بشكل مبالغ فيه
فكانت تستحق مقوله "يرمح بها الخيل*
دخل غرفة نومه ووضع نغم علي السرير بحذر شديد
وذهب إلي المطبخ جلب منه زجاجه ماء
وعاد لنغم مره أخري تأمل ملامحها التي حفظها عن ظهر قلب عدة دقائق
بدأ يرش علي وجهها بعض القطرات التي اخذها علي يده وهو ينادي عليها حتي فتحت عيناها
فتحت نغم عيناها وهي تنظر له بذهول حتي استعادت وعياها بالكامل وانتفضت من على السرير وهي تصرخ بزعر
❈-❈-❈
في كافية علي النيل
نظرت له رانيا بهيام واضح للعيان فهي تتذكر أول مره رأت بها زين كانت في شركه فارس
تتذكر أحداثها كما لو كانت أمس
تتذكر دقات قلبها التي هاجت عندما وقعت عيناها عليه وعلي عيناه الخُضر اللذان سحروها منذ اول لقاء
فأخذت تحبه شهور في السر حتي لاحظها وبدأوا كأصدقاء اولاََ ومن بعدها تطورت العلاقه بينهم حتي دخل بيتها وطلبها من أهلها وها هم هنا يحددون تفاصيل عقد قرآنهم
أخرجها من حبل افكارها صوت زين العابث الذي أردف:
-أنا عارف إني حلو بس مش لدرجه إنك تقعدي نص ساعه باصه لعيوني
ابتسمت له بحب وقالت له:
-بحبهم أوي يا زين
أردف زين وهو يرفع لها حاجبيها بتساؤل:
-هما ايه دول يا قلب زين
جاوبت رانيا علي سؤاله بهيام:
-عيونك يا حبيبي
سحب يـ دها الموضوعة علي المنضده التي امامهم ووضعها علي شفتيه يقبلها عده قبل صغيرة
وهو يحمد ربه علي هذه الجوهرة التي رزقه الله بها بعد عده سنين من العبث ووقوعه في الكثير من المعاصي جاءت هي كشعاع النور الذي يدخل في سرداب ليضئ عتمته الحاده
فهو ولأول مره يشعر بالدفئ لأول مرة يري انسان يحمل له كل هذا الحب بدون مقابل
-فارس طرد نغم النهارده عشان مردتش تسافر معاه مرسي مطروح
خرجت هذه الكلمات من فم رانيا لتعلم هل زين لديه معلومات عن هذا الموضوع ام لا
هز زين رأسه وقال لها بعدم اهتمام:
-اه ما فارس قالي
حدجته بنظرات شرسه وهي تقول له بشر:
-هو انت عمرك متحكيلي حاجه أبداََ كده...من امتي وهو بيسفر معاه حد في شغله
فهو فهم غرض سؤالها منذ أن سألته ولكن يماطل معاها تريد ان تعلم كل التفاصيل ولما طُردت نغم فمن صفات رانيا المشهوره لدي الجميع الفضوووووول إنسانة فضولية لأبعد الحدود وهذا دائما سبب جميع المشاكل بينه وبينها
زفر زين انفاسه وأردف بجدية:
-هو حر يا رانيا يسافر مع اللي عاوز يسافر معاه ويطرد اللي عاوز يطرده
غضبت رانيا من اجابته الغير مرضيه لفضولها نهائيا وأرفدت بتساؤل تعرف اجابته من قبل ان تسأله فهي تعلم جيدا أن أسرار فارس جميعها مع زين والعكس صحيح
ومن اصعب المهام ان تطلع معلومه واحده من زين خاصه بفارس او بأسراره:
-يعني انت متعرفش السبب؟
-لاء يحبيبتي معرفش السبب ومش عاوزه أعرف
ثم أستكمل حدثيه مغيراََ مجري الحوار:
-الفستان بتاعك خلص ولا لسه؟
علمت رانيا أنه يعلم كل شئ ولكن لم ولن يفصح أبدا عن اي معلومه فتجاهلت الموضوع
فردت عليه بهدوء:
-هروح أخده بكره وأعدي علي الميك أب ارتست أأكد عليها الحجز
أبتسم لها زين بمكر وقال بنبرة تحمل الكثير من العبث:
-خلاص يرورو كلها أيام وتقعي تحت إيدي
ثم إستكمل حديثه غامزاََ إليها بوقاحة:
-بس وقتها محدش هيرحمك من تحت إيدي
توترت من حديثه الوقح الذي يقصد معناه الحرفي وأردفت له بخجل:
-إحترم نفسك يا زين وبلاش الكلام الوقح ده
ضحك زين بملئ فمه وخرج صوته مهزوز من أثر الضحك:
-يحبيبتي الوقاحة لسه جاية ده مجرد تسخين بس
هزت رأسها بقلة حيلة وقالت له:
-طب يلا روحني عشان اتأخرنا
.❈-❈-❈
في المساء عند نغم
كانت جالسه علي كرسي الانتريه الموضوع أمام شاشه العرض
للحقيقه لو أحد اخبرها من قبل أنها ستدخل شقه كهذه الشقه لكانت سخرت منه ونعتته بالمجنون لو أحد أخبرها أنها ستجلس أمام شاشه عرض بطول الحائط كله لقالت عليه مختل...ولا كان بأحلامها يوم ان تنام علي سرير كريش النعام فيا الله لهذه الدرجة كانت فقيرة!!!فله حق أن يسخر من شقتها في للحق عذرته فهي كانت لا تعلم أن مثل هذه الشقق موجوده أصلاً
شردت قليلاََ في حديثه لها عند استيقاظها
Flash back
فتحت نغم عيناها وهي تنظر له بذهول حتي إستعادت وعياها بالكامل وانتفضت من على السرير وهي تصرخ بزعر
أسرع فارس بوضع كف يـ ده علي فمها وهو يقول لها ببرود:
-حلمتي بكابوس ولا ايه
نفضت يـ ده من علي فمها واعتدلت في جلستها وهي تنظر حولها تحاول تخمين أين هي ولكن فشلت فالمنظر حولها يدل علي انها دخلت الجنة علي الأرض فكانت الغرفة كبيرة للغاية يوجد بها أنتريه أنيق والحوائط بها لوحات فنية رائعة ورائحة الغرفة بها روائح عطرية لم تستنشقها من قبل
أعادت أنظارها إليه مرة اخري وهي تهتف بغضب: إنتَ جبتني فين وجبتني ازاي!!!
أجاب فارس علي سؤالها بكل هدوء:
-جبتك فين فجبتك شقتي وجبتك إزاي ضغط علي عرق محدد في رقبتك عشان تفقدي الوعي ولما فقدتي الوعي شيلتك وجبتك
انتفضت نغم من علي السرير واقفه ولم تحيد عيناها من عليه وهي تخبره بكل غضب:
-أنتَ مستحيل تكون إنسان طبيعي....ازاي مدي نفسك الحق إنك تعمل كده يا أخي دي كانت توصيله سودا يارتني موافقت عليها
منك لله خربت حياتي ولو فاكر إني هقعد هنا وهتشتريني عشان الوظيفة فالله الغني وبلاها وظيفه
تقدم فارس منها بخطا بطيئه وعينه في تواصل مع عيناها حتي وقف أمامها تماما لم يفصل بينهم سوا إنشات بسيطة
اخد نفس عميق ثم خرج صوته جاد للغايه:
-لو حد غيرك اللي كان واقف قدامي وبيكلمني بالأسلوب ده كنت سويت وشه بالأسفلت دي حاجه لازم تحطيها في بالك... أما إزاي مدي نفسي الحق إني أدخل فحياتك فمن وقت مخطيتي برجلك الشركه وانتي بقيتي ملك ليا ولو بتسمي إن الحارة القذرة دي حياة وانا جيت وخربتها
فاسمحيلي اقولك انتي غبية
أنا خرجتك من مستنقع قذر ونقلتك لمكان مكنتيش تحلمي تقعدي فيه
فار دمها من كلامه وبروده وثقته بنفسه ولحظه من هي التي أصبحت ملك له أيقصدها!! لما تشعر أن لديه حُمي أثرت علي مخه فجعلته يقول كلام لا يدرك معناه!!
ومن أعطاه الحق بأن يغلط بحيها وينعته بالقذر!!!
خرجت منها صيحه غضب وهي تقول:
-أنا المستنقع ده كان عاجبني ودلوقتي مستحيل أهل الحي يدخلوني شقتي تاني وبسببك
هز فارس رأسه بتفهم وقال لها مجراه لحديثها:
-وعشان أنا السبب فجبتك في الشقه دي بدل من القصر اللي خرجتك منه
اردف أخر كلماته ساخراََ
فنظرت له بشر وجاءت لتتحدث
قاطعها قائلا برزانه:
-عاوزك تفكري يا نغم في كلامي كويس أوي
ليه ميكونش ربنا عمل كل ده عشان تخرجي من المستنقع ده وتشوفي الدنيا أخيراً
رزقك بوظيفة غيرك يحلم بربعها وأهو دلوقتي خلاني أقعدك في الشقه دي كتعويض ليكي
أكيد مكنش عجبك عيشتك ولا عيشتك أصلا تعجب حد
والشقه يستي ملك ليا وهاخد منك إيجار كل شهر عشان متحسيش إنك قاعدو عندي
نظر لها بنظره ثاقبة وجدها تائها في كلامه وبخبرته في قراءة الوجه علم أنها اقتنعت بكلامه
وبعد دقائق عديدة من الصمت التام
كان الأمر فيهم يجري كالآتي:
فارس ينظر لوجه نغم ولتعبيراته كأنه يحاول إختراق مُخها ليعلم ما يدور به من أفكار
أما عند نغم فكانت أعاصير تسونامي تضرب في ذهنها لا تُنكر أنها اقتنعت بكلامه ولكن ليس بالسهل عليها بيوم وليلة تنتقل من حياة لحياة أخري فشقتها بالحي كانت ليست علي ما يرام ولكن يكفي أن بها رائحة عائلتها كانت تشعر بالدفئ بها رغم أنها متهالكة وكما قال عليها فارس خرابة ليس بها أي معالم تدل علي الرفاهية....فمن الممكن أن كل الذي حدث من تخطيط الرب ليعوضها فقد كرمها بوظيفة لم تكن تحلم بها يوم وها هو قد رزقها بشقة لم تراها في التليفزيون حتي عذراََ هل كانت تمتلك تلفزيون؟
نظرت له نغم بعد أن عادت من شرودها وقالت له بإقتناع:
-ماشي موافقة
ثم أردفت بخجل
- وأنا أسفة لو كنت غلطت في حضرتك بس الوضع كان غريب عليا واتصدمت من الموقف
نظر فارس لها بإبتسامة هادئو وأخبرها بدفئ:
-من يوم مدخلتي الشركه عليا وأنا حاسس انك بقيتي مسؤولة مني وأتمني فعلاََ إنك تتبسطي معانا في الشركه وتقدري تتأقلمي علي حياتك الجديدة
Back
ومن وقت إنهائه لهذه الجملة تركها وغادر الشقة دون إضافه أي حرف
تركها تُدرس الجملة في ذهنها فكيف أصبح مسؤول عنها لا تفهم!!؟
فهل كان يقصد المعني الحرفي للجملة أم جملة عابرة ألقاها وسط الكلام لا تدري فحقيقي هذا الفارس غامض لدرجه غريبة فلا تعلم بماذا يفكر يصمت أكتر ما يتحدث عكسها تماماََ فهي تلقي ما بجبعتها دون تزيف او مُكر
قاطع شرودها دق جرس الباب
فقامت بإستغراب من علي الكرسي وسؤال واحد بذهنها من الموجود علي الباب؟! فلا أحد يعرفها ليأتي لها هنا!
ذهبت بخطي بطيئة حتي وصلت إلي الباب ألصقت أذنها عليه وقالت بصوت مسموع:
-مين
جاء لها صوت فارس وهو يقول بثقة موجوده بالطبع في كلامه غير مصطنعه:
-أنا يا نغم إفتحي الباب
أدارت نغم مقبض الباب سريعاً لتفتحه فور وصول صوته لأذنها
فوجدت بني أدم أخر امامها غير ذاك الفارس
فلأول مره تراه بهذا الشكل الكاجول فكان دائما يأتي الشركه بملابس رسمية تجعله جدياََ أكثر أما الآن فيلبس شروال أسود فوقه تيشرت أبيض عليه بعض الرسوم باللون الأسود ويرتدي كوتشي سبور باللون الأبيض
رفع فارس لها حاجبيه وقال بعبث:
-طب أدخل وبصي عليا برحتك جوا
رمشت نغم بسرعه أثر جملته وزحف الإحمرار علي وجهها وأردفت سريعاً:
-مش قصدي أبص علي حضرتك بس أستغربت لأني أول مره أشوف طريقه لبسك دي
ثم أكملت وهي تبعد عن الباب مردده:
-إتفضل
ابتسم وهو يدخل إلي المنزل علي حمار خديها من كلمته التي كان يقصد بها إرباكها وها قد حدث بالفعل فهي تقف أمامه الآن تنظر إلي الأرضية وتفرك أصابع يدها ولم تأخذ بالها حتي من الأكياس التي يحملها
وضح الأكياس علي الأرضية وأخبرها بصوت هادئ:
-الشنط دي فيها شويه أكل تحطيه في التلاجة لأنها يُعتبر فاضية وفي شنط فيها هدوم ليكي لأن طبعا معندكيش هدوم هنا
نظرت نغم له بخجل واضح للعيان وأردفت بصوت مبحوح:
-معلش انا تقلت علي حضرتك بس والله أول ما أقبض المرتب هدي لحضرتك كل اللي صرفته
أغمض عينه للحظات ليرمي غضبه في الحيط فماذا تقول هذه البلهاء أي فلوس تريد ردها إليه!!!
نظر لها وقال بهدوء مصطنع:
-عيب الكلام اللي بتقوليه ده يا نغم وأي حاجة تحتاجيها أطلبيها فوراََ بدون كسوف
هزت نغم رأسها بإمتنان واردفت:
-شكراََ لحضرتك يا فارس بيه وشكراً لوقفتك جمبي واحد غيرك كان سبني ومدخلش نفسه في مشاكلي بس حضرتك دافعت عني بإستماتة وغير كل ده لسه مطردتنيش من الشغل
نظر لها فارس بعمق يحاول فهمها فهو لم يمر عليه طوال حياته هذا النوع من البشر كيف لها أن تكون غاضبة بشدة وبمجرد كلمتين منه حاول فيهم إقناعها بكلامه إقتنعت علي الفور لا والأدهي انها تعتذر منه علي كلامها الذي كان طبيعياً في هذا الموقف حقاََ مثيرة للإعجاب والفضول تجعلك تريد أن تصل لأعماقها لتري ما هو أغرب أردف لها بإبتسامة جذابة:
-فارس بيه دي في الشغل أما دلوقتي إنتي مواطنه حره تقوليلي فارس وبس
ثم أستكمل كلامه وهو يمد يـ ده لها:
-معاهده سلام بيني وبينك وننسي أي حاجة حصلت النهاردة
مدت يـ دها علي الفور وبادلته الإبتسامة وهي تُردف:
-شرف ليا واللي حصل اعتبرني نسيتي ومن النهاردة هبدأ حياة جديدة انت اللي أسستهالي فتستاهل أشكرك عليها طول حياتي
أردف بها بصوت يحمل مشاعر عدة لا يعلم منهم أي شئ:
-أتمنالك السعادة في حياتك الجديدة...وأنا هسيبك دلوقتي عشان ترتاحي ونتقابل في الشركه بكره
واتجه إلى الباب عقب انتهاء كلامه وأغلقه بهدوء تام
اما هي فكانت تائهه بكل تفاصيله فكيف لإنسان أن يكون بكل هذه الشهامه فهي بالكاد تكون موظفه لديه منذ يومين فقط
فحقاََ إنه رائع بمعني الكلمة بكل شئ به شكلاََ وموضوعاََ فمنذ أول يوم لها بالعمل وهو يعاملها برفق فمن الآن يعامل موظفيه بهذه الطريقة سوىٰ فارس الهواري
مسكينة لم تعلم بعد كيف يعامل فارس موظفيه ستأخذ أكبر صدمة بحياتها من هذا الفارس
نظرت للاكياس وأخذت تفتح كيس يليه الآخر
فكان جالب لها وجبات جاهزة علي التسخين فقط والكثير من الفواكة
والكثير من الملابس وللحق صُدمت من زوقه فحقاََ الملابس لا تحتاج للبس بل يجب وضعها علي الجدار كمنظر تجميلي لا أكثر
دخلت سريعاََ الغرفة وهي تحمل اكياس الملابس بيدها بعد أن أدخلت الأكياس الاخري إلي المطبخ
وأخذت تقيس كل شئ بالأكياس فرأت أنه أتي به كل مستلزمات الملابس من الألف للياء
والغريب وجدت ثلاث أحذية بداخل كيس اخر والأغرب أن الأحذية مقاسها بالملي فأي علم هذا الذي اخبره بمقاس حذائها!!
❈-❈-❈
في قصر الهواري بجناح أحمد
نجده يتحدث بالهاتف وصوته عالِِ للغاية
مسك باقه الزهور الموضوعة علي الطاولة والقاها بشدة علي أرضيه الغرفه وهو يردف بعصبيه للمتحدث:
-عاوزاني أعمل إيه أنا لسه بدرس أجي اقول لأبوكي إيه جوزني بنتك ونبي وأبقي إصرف علينا
جاء صوتها الباكي عبر الهاتف وهي تردف بحزن:
-وأنا مش عارفة أعمل إيه يا أحمد بابا ضاغط عليا عشان أوافق علي العريس
استغفر ربه في سره وخرج صوته مجهداََ وهو يردف:
-يا رقية أنا مش عاوز أبوكي يوافق عليا عشان خاطر فارس أو عشان إسم الهواري
انا عاوزه يكون مقتنع بيا أنا كأحمد
ردت عليه رقيه سريعاً وهي تترجاه:
-يا أحمد بالله عليك مش وقت كلامك ده تعالَ وخليه يوافق عليك بأي شكل المهم يوافق
ثم أردفت بنبرة منكسره:
-أنا المرادي بضيع منك بجد يا أحمد مش زي كل مره
صمت لبضعه دقائق وهو يفكر في الموضوع
فهو يعشق رقية منذ أن قابلها من ثلاث سنين فكانت أول سنه لها بالهندسة وحينها كان أحمد له صيت كبير في الجامعة وكان دائما محورها
فخرجوا في يوم سوياََ مع بعض الأصدقاء المشتركة وحينها لم تعطيه أي اهتمام
ومن يومها جاء بتاريخها من يوم ولادتها حتي ذلك اللحظة وفضل يحوم حوليها لمده سنة كاملة حتي أوقعها بشباكه وجعلها تعشقه
اردف لها بجدية بعد دقائق الصمت التي قضاها :
-خلاص يا رقية اديني يومين أفاتح فارس في الموضوع وأشوف الدنيا فيها إيه
ردت عليه رقية بجدية أشد من جديته :
-ماشي يا أحمد ومن هنا لوقتها متكلمنيش
ثم أغلقت الهاتف بوجهه دون أن تستمع لرده علي جملتها
أنزل الهاتف من علي أذنه ليتأكد اذا كانت أغلقت الهاتف بوجهه ام أنه يتوهم ذلك
وللسوء الحظ وجدها أغلقت بالفعل
❈-❈-❈
في قصر الهواري
في جناح فارس
دخل فارس الجناح بعد أن صعد لغرفة مالك واطمئن عليه وجد سارة جالسه علي السرير تقلب في الهاتف بملل ولم تعيره اهتمام او تلقي عليه نظره حتي
تقدم إليها بخطي رتيبه حتي وصل إلي مكان جلوسها فأخذ منها الهاتف وألقاها جوارها
رفعت عيناها له بغضب وهي تستفسر بصمت عن سبب سحبه للهاتف فهي كانت تحمل عليه بعض التطبيقات بعد ان إبتاعته اليوم بدلاً من الذي كسره مالك
جلس جانبها وابتسم لها وأردف بهدوء:
-جــ ــسمك لسه واجعك
نظرت له بجانب عيناها وهي تتمتم بزعل:
-وأنت يهمك إن كان واجعني ولا لاء
أخذ فارس يـ دها من علي قدميها ووضعها علي شفتيه ليقبها وأدرف لها بأسف:
-حقك عليا يا سارة بس أنا أعصابي مشدودة اليومين دول وإنتِ جيتي وزودتيها عليا
لم أخبركم عن شعور سارة في هذه اللحظه فبالطبع جميعكم شعرتم بما شعرت به
فها هو فارس الحنون عاد ولكن كما تعلم هي أن يوم بالكثير وسيعود أسوء من قبل فهو عندما يزيد عليها جرعه قسوته يشعر بالتأنيب وأنها زوجته ولها حقوق عليه فيأتي ليغرقها في عسل كلماته وهي بالطبع لن تضيع الفرصة
فخرج صوتها يحمل مشاعر كثيره لا تقال:
-أنا أسفة يا فارس بس كان قصدي إن عمو يحل الأمور بينا
هز فارس رأسه بتفهم وقال بجدية لا تلائم الموقف:
-وإنتِ عارفه رأيي في الموضوع ده يا سارة وعارفة إني مبحبش حد يدخل في حياتي أياََ كان مين ورغم كده أنا عارف إني زودتها وعشان كده برضيكي دلوقتي
دخلت بين أحضانه وهي تردف:
-أنا أسفة يا حبيبي حقك عليا مستحيل أعمل كده تاني
ضمها فارس لصدره وقبل رأسها وغمغم لها بحنان يختلفه من أجلها:
-ماشي يا سارة سماح المرادي بس المره الجايه
هتزعليني جامد فيها... وبكره تشوفي مالك وتصلحيه
شعر بهزات رأسها علي صدره لدليل عل موافقتها لحديثه
وأرتفعت قليلاً لتطبع قبلة علي شفاه
ومن هنا الحديث أخذ منحني ثاني فبالأول والأخر هو رجل وحتي إن كان لم يُحبها فهو يحتاجها وها هو القاها علي السرير بهدوء ليبدأ معها جولات بنوع خاص تُشبعهما الاثنين معاً
🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹
ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق