expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية البريئه والوحش الفصل الرابع والخامس بقلم اميره عمار حصريه وجديده

رواية البريئه والوحش الفصل الرابع والخامس بقلم اميره عمار حصريه وجديده 

رواية البريئه والوحش الفصل الرابع والخامس بقلم اميره عمار حصريه وجديده

فريدةٌ انتِ

لا تُشبِهينَ أحداََ

تُشبهينَ كُل الجمال الذي يُلون الأرض

تُشبهينَ أشياءََ لا يُمكن أن تُرى

تُشبهينَ الأحلام والرُؤى

❈-❈-❈

في صباح يوم جديد بجناح فارس

نجد  الفراش مقلوب رأساً على عقب وكأن اسدٌ جامحٍ كان عليه في عراك مع بقية  حيوانات الغابة  فالوسادات ملقية علي أرضية الغرفة والملايات مبعثرة بشكل  فوضوي علي السرير

والملابس ملقية بعشوائية علي الكوميدينو المجاور للسرير.

فتح فارس عينيه وهو يشعر بثقل علي صدره

وجد  سارة تضع رأسها علي صدره ويـ ـديها تحاوط خصره بشدة وكأنها تخاف من هروبه  إلي مكان بعيد فنظر إليها بشرود وإلي وجهها الذي لم يتذكر متي أخر مره دقق  النظر به

فهي وبرغم نومها وذهابها لعالم أخر إلا أنه يرى في وجهها خبث ومكر لم يراه بأحدٍ سواها

فها  هو في صراع بينه وبين نفسه بعد كل مره ينهي بها أداء واجبه تجاهها فنعم  فهو لم يفعل أي شئ سوا الواجب عليه فهذا هو حقها عليه فقط لا غير أن تمتعه  وبالتالي يرد إليها المتعة بمتعة أكبر مما تحلم بها لم يعلم يوم لما لم  يفتح قلبه لها أبوابه بالرغم من محاولتها التي لا تنتهي بجعله يميل إليها  ولكن كل محاولتها تذهب هباءََ

ودون إدراك منه أخذ  يقارن ملامحها بملامح نغم وقد خسرت سارة خسارةََ ذريعة بهذه المقارنة فتذكر  رقة نغم وهو يوقظها بعد أن فقدت الوعي فسبحان من أبدع هذه اللوحة بوجهها  فحقاََ بدون مبالغة لديها القدرة أن تجعل الشخص الموجود أمامها مهما كانت  قوته وجبروته أن يتأثر برقتها الغير مصطنعة الملائمة لوجهها الملائكي أن  يذوب بسحر عيناها القادرين علي إحتضانك بمجرد نظره منهم فقط

ويكفي أنها لا تمتلك خبث ولا مكر بكلامها فهي تتحدث دون أن تحسب حساب لحديثها

مثيرة دون مجهود يذكر تجعلك تُفكر بها بدون عناء منها

أخرجه من شروده صوت سارة الناعس وهي تقول بإبتسامه مشرقة:

-صباح الخير يا حبيبي

رد لها الإبتسامة بأخري باهته وهو يتمتم بصوت منخفض:

-صباح النور

إعتدلت بحضنه وهي ترفع رأسها له ثم أردف بتساؤل:

-صاحي من بدري

رد عليها وهو يغلق عينه لبرهه:

-لاء لسه صاحي

ثم فتح عينه فجأة متذكراََ شئ فنظر لها متسائلاً:

-أنتي أخدتي البرشام إمبارح

أنقلب  وجه سارة ١٨٠درجة فها هي قد وجدتها الخناقة التي ستقلبه عليها  مرة اخري  فهو منذ أن وُلِد مالك أخبرها بأن تأخذ برشام لمنع الحمل ومن وقتها لم يغير  قراره وللحقيقة الموضوع لم يفرق معاها إذا أنجبت منه مرة أخري أم لا فيكفي  أنها جلبت له الولد الذي سيريث كل هذه الإمبراطورية

ولكن تُحب أن تعانده ف حتي الآن لا تعلم ما سبب إصراره علي عدم الخلفة منها مرة أخري لذلك بدأت بإهمال البرشام في الفترة الأخيرة

إبتسمت له بشحوب وأردفت بتلعثم واضح:

-طبعاََ يحبيبي بخده علي طول

رفع حاجبه الأيسر وقال بتهديد يدب الرُعب بالأبدان:

-أقسم بالله لو عرفت إنك مبتاخديش البرشام لدفنك مكانك

ثم صاح بصوت عالي:

-فاااااهمة

هزت رأسها بالإيجاب لمرات متتاليه وهي تردف بخوف:

-فاهمة فاهمة

ووعدت نفسها بداخلها أنها ستأخذه في مواعيده فوجهه لا يوحي بأن الموضوع مضحك أبداََ فلا يوجد مجال لعنادها

قام من علي السرير بغضب وإتجه إلي الحمام

ليسترخي قليلاً قبل أن يذهب للشركة

أما  سارة فنظرت لرحيله بإستنكار فهي لا تعلم كيف يُفكر  أو ما يدور برأسه  حُلمها بسيط ألا وهو أن يعاملها معاملة حسنة مثل أي إثنين متزوجين عن حب  فهي لا تريد من الدنيا شئ سوى حبه

رأته يخرج من الحمام وهو يلف فوطه علي خصره والأخري علي رأسه يُنشف بها شعره

فكم  يبدو جذاباََ بهذا الشكل ف للحق هو دائماََ جذاب فرزقه الله بكم كبير من  الوسامة ورزقه أيضاً بالشخصية القوية التي تجعل الجميع يهابه ويحترمه فحمدت  ربها سريعاً أنها قد حصلت عليه وأصبح زوجها

قامت من علي السرير لتدخل الحمام هي الأخري عندما وجدته يتجه إلي غرفة الملابس

ليرتدي ثيابه الخاصة بالعمل

❈-❈-❈

في الشقة الخاصة بفارس التي أحتلتها نغم

فتحت عيناها بنعاس علي صوت موبايلها التي يصدع صوت رنينه في الشقة بأكملها، أخذت تلعنه في سرها ف مُعاناة كل يوم ها هي تتكرر

مدت  يـ ـدها علي الكوميدينو المجاور للسرير لتأخذ الهاتف،وفجأه إنقلبت  الأبجورة الموجودة عليه وتحطمت إلي أشلاء،إنتفضت مفزوعه من علي السرير وهي  تنظر إلي الكارثه التي فعلتها

وضعت يديها الإثنين علي خديها وأردفت بصدمه:

-إيه اللي أنا هببته ده

ثم إستكملت حديثها بإستنكار:

-يعني هو كان لازم الفشخره تخده ويعمل الأبجورة إزاز أهي إدشدشت

ثم سبلت عيناها بطريقه تراجيديه وهي تتمتم:

-بس يا حرام كان شكلها حلو أوي....أوريله وشي إزاي دلوقتي

نزلت من علي السرير بحذر حتي لا يتعلق الزجاج بقدميها وإتجهت إلي المطبخ لجلب جاروف ومقشة لتخفي آثار هذه الجريمة،

وبدأت  بِجَر الزجاج لداخل الجروف بحرص،وفجأة أطلقت صرخة متأوهه أثر قطعة الزجاج  التي تعلقت بيـ ـدها ف ألقت الجاروف علي الأرض بألم وأخرجت قطعت الزجاجه  بعناء من يـ ـدها فكانت تتمسك بها تمسك إبن بأمِه التي يعلم أنها ستخرج  وتتركه بعد قليل ،إتجهت إلي الحمام سريعاً،ووضعتها تحت الصنبور بعد أن  فتحته،وأخذت تأن بألم

أغلقت الصنبور بغضب وهي تسب وتعلن نفسها،سحبت الفوطة الموضوعه علي حمال في الحائط وأخذت تجفف يـ ـدها مكان الجرح

وإلتفت  حول نفسها تبحث عن أي شاش موجود بالمكان لتربط به يـ ـدها،وها قد وقعت  عيناها علي دولاب صغير موضوع بركن في الحمام ففتحته سريعاً وأخذت منه ما  يفيد حالة يـ ـدها مثل المكركروم والشاش ومياة الأُكسجين وإتجهت نحو غرفتها  مره أخري

جلست علي السرير ووضعت أمامها المعدات الموجوده بيدها وهي تقول بسخرية:

-يلا يا دكتورة نغم سمي الله وابدائي العملية الجراحية

وضعت أولاََ مياة الأُكسجين علي الجرح وهي تكتم تألمها

ثم وضعت المكركروم وأخيراً لفت يـ ـدها بالشاش وهي تُشجع نفسها بكومديا:

-يا سلام عليكي يا بت يا نغم..لفتيها أحلي من أي لفة هداية

ثم أردفت بحقد مصطنع:

-بس  حياة الأغنية دي سهله أوي..يتعو.روا يدخلوا الحمام يخرجوا منه ولا أكن  حاجة حصلت....أما أنا أيام الحارة كنت بنزل الشارع تحت وأتحايل علي أي عيل  صغير يروح يجبلي شاش من الصيدلية اللي في أول الشارع،الواحد مكنش عايش  والله

قاطع حديثها صوت رنين الهاتف،أخذته هذه المره بحذر شديد ووجدت المتصل إياد

فتحت الهاتف وقالت بمودة:

-أهلاََ باللي نسيني

إبتسم بخفة ورد عليها بغضب مصطنع:

-أنا برضو اللي ناسيكي....طب حتي إسألي عليا يمكن يكون جرالي حاجه

-بعد الشر عليك يا إياد متقولش كده

خرجت هذه الكلمات من شفتيها سريعاً عقب كلامه

إبتسم  علي حديثها وحمد ربه في سرعه أن الله عوضه بنغم فإن كان لديه أخت من أمه  وأبيه لم يحبها كل هذا الحب الموجود بقلبه تجاه نغم فهو وحيد لا يوجد ليه  أخ او أخت

وكانت نغم بمثابة الأخوات لديه وحقاََ  وجودها فارق بحياته فيتذكر يوم أن أخبرته أمه أنها ستفاتح نغم في موضوع  خطبتها منه يومها ضحك ملئ فمه وهو يخبرها "أنه هل من الممكن أن يتجوز الأخ  أخته" وأخذ يقنعها لعدة ساعات حتي قالت له بزهق "أنت حر"

صاحت نغم بتساؤل:

-روحت فين يابني

خرج إياد من شروده علي صوت صياحها به

فقال:

-معاكي أهو.... المهم أنتي عاملة إيه

ربعت نغم أرجلها علي السرير وقالت له بأريحيه ساخرة:

-حياتي اتغيرت في يوم وليله يا إيدو والله

جعد إياد حاجبيه وقال بعدم فهم:

-يعني إيه حياتك إتغيرت

حَكَت له نغم ما حدث معها منذ أن طردها فارس من الشركة حتي وصوله بها إلي هذا البيت

صاح بها إياد بعصبية من هبل صديقته التي أَمَنت لهذا الفارس بهذه السهوله والأدهي أنها تتحدث عنه وكأنه قام بحدث بطولي:

-انتِ مجنونة يا نغم....إزاي تقعدي في شقة واحد متعرفيهوش وإزاي تخرجي من بيتك بالطريقه دي

ردت عليه نغم بهدوء وهي تحاول أن توصل له وجهة نظرها:

-أولاََ  أنا أجرت الشقة منه يعني مش قاعدة في شقته،ثانياً كنت عاوزني اعمل إيه  يعني بعد م إتهموني في شرفي وعابوا فيا....فارس بيه يُشكر إنه خلاه واقف  جمبي لحد مجبني في الشقة دي وحقيقي الراجل كريم جداً ومشوفتش منه أي حاجة  وحشة

ثم إستكملت حديثها بنبرة منكسرة:

-انا  حسه إن ده عوض ربنا يا إياد انت الوحيد اللي كنت عارف أنا كنت تعبانة في  حياتي قد إيه...لكن دلوقتي الحمدلله عشت في منطقة نضيفه وفي شقة عمري م كنت  أحلم بيها وإشتغلت في وظيفه محترمة وفي تالته هندسة شوفت حياتي إتغيرت  إزاي

تنهد إياد بضيق وقال لها بعدم إقتناع بحديثها:

-كان  مالها عيشتك يا نغم؟...كانت زي الفل ولا حد كان كاسر عينك أما دلوقتي إنتِ  متقدريش ترفعي عينك في وشه طبعاََ مهو كاسيكي ومأكلك ومسكنك

إغرورقت الدموع بعينها من قسوة كلام إياد فهي لم ترى الموضوع من هذا المنظور أبداََ

ولا  تظن بأن فارس سيُعايرها في يوم من الأيام علي وقوفه جانبها فهو حقاََ  محترم ولم يصدر منه أي تصرف غير مقبول إلا وكانت أوقفته عند حده في وقتها  ولم يهمها أنه رب عملها

خرج صوتها مهزوز من أثر كلامه:

-أنا محدش كاسر عيني يا إياد وكل الحاجات دي أنا متفقه معاه إني هرد حقها يوم مأقبض فلوسي وشكراً علي كلامك ليا

زفر إياد بضيق من نفسه عندما أحس ببكائها من نبرة صوتها وندم علي حديثه فأردف لها بحنيه:

-يا  حبيبتي أنا خايف عليكي منه ومكنتش عاوز تختلطوا ببعض بالطريقه دي واللي  سمعته عنه إنه إنسان مش سهل وبيلعب بالبيضه والحجر...وإنتِ يا نغم طيبة  وملكيش في الكلام ده

هزت رأسها متفهمه خوفه عليها فمطأنته قائله:

-متخفش  عليا يا إياد والله العظيم فارس بيه طيب جداً ومشوفتش حد زيه كده أو  بيعامل موظفينه بالطريقه دي  وأكيد اللي بيقولوا عليه كده أعداء ليه مهو  مشهور وأكيد ليه ناس كتير بتكرهه

-ربنا يوفقك يارب يا غومي ويديكي علي قد طيبة قلبك ويبعد عنك أي أذية....يلا هقفل عشان تلحقي تلبسي وتروحي الشغل

قال هذه الكلمات وأغلق الخط بعدها وهو يدعو ربه أن يسلمها من كل شر

أما  هي جلست علي الأرض مرة أخري وأخذت تلم الزجاج المبعثر علي الأرضية بحرص  شديد هذه المره وبعد إنتهائها أخذت الجاروف وإتجهت نحو المطبخ وأفرغت  الزجاج الموجود به في كيس بلاستيك ثم ألقته في سلة القمامة

❈-❈-❈

نجد  الكُل مجتمع علي سُفرة الطعام يناولون فطورهم ومن منظرهم وهم مجتمعين هكذا  يجعلك تظن أنهم عائلة متماسكة ولكن بالتعمق تجد أن كل شخص بهم له حياته  المنفصلة بمشاكلها فلا يوجد روح لهذا القصر فهم سكان فقط لا أكثر ولا  أقل،فمنذ سفر اغلب العائلة للعيش بالخارج وأصبح القصر بلا معني

قطع هذا الصمت المغلف المكان صوت أحمد الذي خرج  بعد الكثير من التردد يخشي رفض أخيه فهو إن رفض لم يستطيع فعل شئ  فأردف بصوت متوتر:

-فارس أنا عاوز أخطب

ترك فارس المعلقة التي كانت بين يديه ووجه نظره له وهو يجعد حاجبيه وأردف بإستنكار:

-تخطب إزاي مش فاهم

-أخطب يا فارس زي أي حد بيخطب،بحب واحدة وعاوزها

هز فارس رأسه بتفهم وأردف وهو يعود لطعامه مرة أخري :

-أيوه ما أنا فاهم يحبيبي بس مش المفروض تكون بتشتغل ومخلص دراسة عشان تعرف تفتح بيت

وافقة أحمد الرأي وقال وهو ينظر له بعاطفة:

-انا مش بقولك هتجو.ز دلوقتي دي مجرد خطوبة لحد مخلص السنة دي وبعدين أفكر في الجوا.ز

رفع فارس إحدي حاجبيه وهو ينظر إليه وأردف بهدوء:

-طب متستني لحد متخلص السنة دي وبعدين تُخطب علي الأقل نعرف هنقول للناس إيه

زحف العبوس إلي وجه أحمد وهُدمت عزائمه

فأخيه محق وهو يعلم ولكن إذا إنتظر ستضيع منه رُقية ولم تنتظره فأغمض عينيه لبرهة ثم فتحها مره أخري وأردف بيأس:

-جايلها عريس يا فارس وأبوها بنسبة كبيرة موافق عليه ولو استنيت هتبقي ضاعت من

إيـ ـدي

تدخل محمد في الحديث وهو يتحدث برزانة:

-وهو مين يطول إنك تتقدم لِبنته يا أحمد إنتَ مستقبلك مضمون وليك مكانك في الشركات بعد التخرج يعني مفيش مشكلة إنك تُخطب دلوقتي

هز  أحمد رأسه لجده مؤيداً لكلامه هو الآخر ولكن وجه نظرته لأخيه فهو لم يفعل  شئ إلا بموافقة أخيه ليس خوفاََ منه أو سيطرة من فارس عليه بل إحتراماََ  لمكانة فارس عنده فهو بمثابة الأب والأخ والصديق

لم تخفي عن فارس تلك النظره التي بعين أخيه نظرة تستنجد به تخبره أنه يُحبها  صدقاََ وليس نزوة وستذهب لحالها

فخرج صوته متسائلاً :

-بنت مين

رد عليه أحمد مجاوباََ علي سؤاله سريعاً:

-بنت محمد الشاذلي

إبتسم له فارس بسخرية وأردف له بخيبة:

-مختار بنت أكتر واحد مادي في السوق

-أنا مليش دعوة بأبوها يا فارس أنا بحبها هي وعاوزها هي وبجد هي طيبة جداً ومحترمة...ثق في إختيار أخوك

إبتسم  له فارس بحنان وأردف بهدوء يحمل الكثير من المشاعر فإبنه البكر كما يسميه  كبر وحب ويريد شريكة حياة وتكوين أسرة فإن كان لا يُبالي من الخارج ولكنه  من الداخل تهيج عليه كل ذكرياتهم سوياََ وكيف رباه بعد سفر والديه لظروف  تعليم أُختهم :

-خلاص يا عم الحَبْيب شوفلنا معاد مع ابوها مع إني مبطقش أمه

ضحك أحمد بسعادة وهو يقوم من كرسيه ويتجه لمكان جلوس أخيه ليرتمي بأحضانه

وبالفعل فتح فارس ذراعيه له بإبتسامة حنونه وهو يدعو الله أن يديم عليه هذه السعادة

نظر لهم الجد بحب علي علاقتهم سوياََ فبرغم أن فارس يظهر وكأنه قاسي لا حبيب له ولا صديق إلا إنه عند أخيه إنسان مختلف تماماً

يملك حنية الدنيا بأكملها بقلبه يشعر ببعض الندم أحياناً علي إجباره له بالجواز من سارة

ولكن  يرجع ويتذكر المُصيبة التي كانت ستحل عليهم وقتها إذا لم يتخذ هذا القرار  بأسرع وقت فلم يملك شئ سوا بالدعاء لهم وأن يُؤلف قلوبهم علي بعض ويراهم  سعداء سوياََ حتي لا يحمل ذنبه فهو كان من حقه أن يُحب ويأتي ليطلب منه  زواجها كما فعل أحمد اليوم ولكن الأقدار لم نهرب منها وسارة كانت قدره

أردف الجد بصوت يحمل معالم السعادة:

-انا قررت أسافر تركيا أقعد هناك شوية مع إبراهيم عشان وحشني

نظر له أحمد بترجي وهو يردف:

-طب إستنى حتي لحد ما أطلب إيـ ـد  رقية وتحضر الخطوبة

-البركة في فارس يحبيبي وإن شاء الله هبقي أنزل مع إبراهيم في الخطوبة

نظر مالك لعمه ببراءه وهو يقول له متسائلاً:

-يعني إنتَ يعمو هتبقي عريس وهلبس بدلة

-أيوة يحبيبي هتلبس أحلي بدلة في العالم هو انت أي حد ده انت مالك فارس الهواري يعني علامة في البلد دي

أردف هذه الكلمات أحمد بمزاح لإبن أخيه

نظرت له سارة الصامتة من أول الجلسة وقالت بغرور:

-يارب يكون إختيارك يليق بالعيلة وإسمها متجبلناش واحدة تربية شوارع وتسكنها معانا

رقمها فارس نظرة جعلتها تبلع لسانها وزحف الخوف والتوتر علي وجهها من نظرته التي أطالت فأردفت سريعاً مصححه لكلامها:

-أقصد يعني أهم حاجة إنها طيبة وتكون بنت حلال وتستاهلك يا أحمد

رد عليها أحمد بفتور وهو يقوم من علي السفرة :

-متخفيش يا مرات أخويا من ناحية طيبة فهي طيبة اوي وهتحبيها إن شاء الله

قام فارس هو الأخر ليتجه إلي الشركة

ولكن قبل مغادرته الغرفه ذهب لمكان جلوس مالك وأعطاه قبله علي رأسه وهو يودعه

❈-❈-❈

يجلس علي كرسي مكتبه وكل لحظه والثانية ينظر لساعة يـ ـداه ينتظر مجيئها فما خطبها هذه لما تأخرت هكذا!!!

وعندما يتوعد لها بسره يفزع قلبه وهو يخبره أن من الممكن أن يكون أصابها سوء وهي بمنطقة لم تعرف بها أحد ولا أحد يعرفها،

تنهد  بضيق من أفكاره وحاول إلهاء عقله قليلاً عنها ففتح إحدي الملفات وقرأ بها  بذهن شارد  نزلة قبضة يده علي منضدة المكتب وهو يردف بعصبية:

-ما تثبت وتركِز في شغلك بقي، حتة بت تعمل فيك كده!!

وكأنها سمعته دقت الباب سريعاً ودخلت إلي المكتب...صوت أنفاسها كان مسموع لديه وصدرها الذي أخذ يهبط ويصعد بتناوب

ولكن ما جعله يجعد حاجبيه بخوف نابع من أعماق قلبه الرباط الذي تربط به يدها فأردف بخفوت:

-فيه إيه مالك وإيـ ـدك مالها إيه حصلها

عند  نغم أخذت تستجمع صوتها ليخرج ولكن بدون فائدة فهي منذ ساعتين تحاول الوصول  للشركة ولكن لا تعلم الطريق من بيتها الجديد للشركه فاخذت تدخل شوارع  وتخرج من الأخري وتسأل هذا وتترجي هذه أن تقول لها الطريق الصحيح ولكن دون  فائدة

حتي عمل مخها وأخبرها أن تتصل بإياد تستعين به  وبالفعل رنت عليه وعلي الفور رد عليها وفي ربع ساعة كان يقف أمامها وأوصلها  إلي الشركة بسيارته

ثم جاءت لتصعد بالاسانسير وجدت به  عُطل فصعدت سريعاً علي السلم  خوفاََ من فارس فهي تأخرت كثيراً فمن  المفترض أن تأتي هنا منذ ساعة ونص

قام فارس من مكانه  وذهب لمكان وقوفها بقلق عليها عندما لم تجاوبه فشك أنها لم تستمع إلي سؤاله  من الأساس وصوت أنفاسها لم يهدأ بالعكس فإنه زاد عن الأول

نظر لها فارس بخوف وهو يسألها:

-نغم إنتي سمعاني؟

هزت رأسها به عدة هزات بسيطة وقالت بصوت مهزوز :

-أنا أسفه علي التأخير بس والله مش بإيدي

أنا خارجه من البيت بقالي ساعتين

لم يتحمل أكثر من ذلك فصاح بها بصوت مرتفع:

-تأخير إيه وزفت إيه بقولك إيه اللي حصل

لإيـ ـدك ومالك بتنهجي ليه

نظرت له بتوتر من لهجته الحاده وقالت له:

-مكنتش عارفة طريق الشركة لأن المكان جديد عليا  وكل ما أسأل حد يقولي الطريق غلط

لحد م رنيت علي صاحبي وجالي وجابني هنا

تغاضى علي كلمة 'صاحبي' التي رشقت بقلبه بألم،يعلم فقط ما حدث ليدها ومن بعدها يعود لصديقها مرة أخرى

أردف لها وهو ينظر للشاش الحاجب كف

يـ ـديها:

-ودي إيه اللي حصلها

نظرت للأرضية عقب كلمته وأخذت تفرك

يـ  ـديها بتوتر شديد فبماذا تُخبره فهي حتي الآن لم تستوعب أنها كسرتها فكان  يبدو عليها أنها تحفة وليس أبچورة وبالتأكيد سعرها خرافي

فقررت أن تصمت فهي لم تُخبره حتي لا يتعصب عليها أو ينظر إليها علي أنها مُهملة

صاح فارس بعصبية من سكونها المبالغ فيه:

-نغمممم

إهتزت من مكانها أثر صوته وتمتمت بضيق:

-نعم

خرج صوته جدياً أكثر من الازم وكأنه إن لم يعلم سيتوقف العالم :

-إيـ ـدك مالها

نظرت له وسبلت له عيناها حتي تستعطفه

حتي أنها حاولت إحضار بعض الدموع ولكن دموعها عصت أمرها فأردفت بصوت حزين:

-الصراحة أنا كسرت الأبچورة اللي كانت في أوضة النوم ولما جيت ألم الإزاز إتعورت

ثم إستكملت حديثها سريعاََ قبل أن يُعقب عليه:

-بس والله العظيم لأردلك حقها اول ما أقبض المرتب

عاد قلبه لمكانه مره أخري عقب إستماعه لكلماتها فعقله قد تخيل سنيورهات كثيرة

حمد الله كثيراََ علي عدم تحققها

لم يخفي عليه خوفها منه ولا توترها البادي علي وجهها فإبتسم بداخله عليها وأردف بهدوء:

-فداكي ألف أبجورة يا نغم وإن خلصوا الألف نجيب ألف غيرهم

زحف الخجل علي وجهها من عبارته وأردفت بصوت منخفض يُكاد يسمع:

-بس دي شكلها كانت غالية أوي

-الغالي يرخصلك ويبقي بملاليم

ثم إستكمل حديثه بنبرة جدية متسائلاً:

-مين اللي وصلك لحد هنا قولتيلي

رفعت  عيناها من علي الأرض وصوبتها إتجاه عينيه فكلامه لها حرك مشاعرها حركة  ليست طبيعية فلما يتحدث معها بتلك الطريقة العاطفية التي من المفترض أن  تكون بين العاشقين ولا تمت  المدير والسكرتيرة الخاصه به بِصله

أردفت له بعد برهه من الصمت والتفكير:

-ده إياد زميلي في الجامعة وهو اللي جابلي الشغل هنا

لم يحيد بنظره عن عيناها وأخبرها بتساؤل:

-وإنتِ بتصاحبي ولاد في الجامعة؟

هزت رأسها سريعاََ لتنفي عن نفسها هذه التهمه التي أخذها عليها من حديثها وأردفت بتفسير:

-أنا معرفش أي حد في الجامعة غير إياد ومليش صحاب غير هو أكتر من أخويا...من أول مدخلت الجامعة وهو واقف معايا وبيدعمني دايماََ

لم  يعلم ما يحدث معه او بالأصح لم يستطيع تفسير ما يحدث بداخله عقب إستماعه  لحديثها الذي يظهر للبعض طبيعي ولكن عنده كان الأمر مختلف تماماً،تشكر به  وتتحدث عنه وكأنه محور الكون بالنسبة لها

أغمض عينه متجاهلاََ تلك المشاعر التي داهمته ثم فتحها مره أخري ولكن هذه المرة إنتبه علي شئ غفل عنه تماماً منذ دخولها

ألا وهو ملابسها التي ابتاعها ليلة أمس خصيصاً لها قيَمها من رأسها لأصابع قدميها

وهو  يرفع حاجبه بإعجاب شديد كان يعلم أنه سيكون رائع عليها ولكن للحق لم يتخيل  أنه سيكون بهذا الشكل الخرافي،تمتم لنفسه"أعطت قيمة للملابس وليس العكس*

أردف لها بإبتسامة هادئة:

-إفتتاح الفندق إتأجل أسبوعين....يعني هتكوني خلصتي إمتحاناتك

ردت عليه بعدم فهم قائلة:

-والمطلوب؟

عاد إلي كرسي مكتبه ليجلس عليه مرة أخري وأردف بهدوء وكأنه يخبرها عن شئ متفقين عليه من قبل:

-يعني تجهزي نفسك عشان بعد الامتحانات هنسافر علي طول

ثم أردف مستكملاََ:

-ومن بكره متجيش الشركة وركزي في إمتحاناتك

تقدمت قليلاً نحو المكتب وقالت له بجدية:

-بس إحنا إتنقشنا في الموضوع ده وحضرتك عارف رأيي فيه

-اللي فاكره إنك كنتي رافضة عشان نظرة أهل الحارة ليكي،أما دلوقتي فالوضع اتغير

إستكمل حديثه بنبرة متسائلة:

-إلا بقي لو مش واثقة فيا

هزت رأسها سريعاََ بالنفي وقالت له:

-مش قصدي والله بس دي أول مره هسافر فيها مع حد فعشان كده الموضوع غريب عليا

إرتاح قليلاََ وعرف الفرح طريقاً لقلبه عندما أخبرته بطريقة غير مباشرة أنها تثق به

فأردف لها بحسم :

-يبقي خلاص يا نغم  تجهزي نفسك بعد الأمتحانات عشان هنسافر ، وزي مقولتلك متجيش طول أيام الإمتحانات

ثم إستكمل حديثه وهو يشير إلي عدة ملفات موضوعة أمامه علي المكتب:

-والملفات دي خدي راجعيها وإكتبي ملاحظاتك عليها

هزت نغم رأسها بطاعة ثم أخذت الملفات من علي المكتب وأردفت بتساؤل:

-حاجة تانية يا فندم

-خلي عم حسن يجبلي قهوتي

❈-❈-❈

علي  طربيزة بعيدة نسبياً عن صخب المكان نجد أحمد يجلس علي كرسي وفي الكرسي  المقابل له فتاة جميلة المظهر ما يميزها عيناها العسلي الصافي ولديها شامة  أعلي شفتيها

منذ نصف ساعة تقريباً جالسة تُحايل به حتي  يسامحها علي غلقها الهاتف بوجهه وهو لم يحن لها ولو حتي بنظرة،طفح الكيل  بها فأردفت بعصبية:

-أقوم أمشي يعني يا أحمد،لو ده هيرضيك أقوم أمشي مفيش مشكلة

زفر بضيق ورد عليها بعصبية أكبر:

-أنا تقفلي التليفون في وشي يا رقية!!،بتعملي شخصية عليا؟

لانت قليلاً من عصبيتها وأردفت وهي تسبل له عيناها :

-أنا أسفة يا حبيبي بس والله كنت متعصبة وخايفة بابا يوافق على العريس،لو إنتَ متحملتنيش مين هيتحملتي يعني

رد عليها قائلاً بجدية:

-أنا أتحملك العُمر كله ومشتكيش يوم بس يبقي في إحترام وتقدير

-خلاص بقي يا حبيبي حقك عليا

لا  يَقْدر علي خصامها ولا مقاومة كلمة 'حبيبي' التي تخرج من فمها كأنها قطعة  شكولاتة تُطري بها علي قلبه،يُحبها ويعترف أنه من غير وجودها حياته تُصبح  لا تسوي شئ

فإبتسم لها بُحب:

-ماشي يا روح حبيبك خلاص مش زعلان

ثم قال لها:

-هاتيلي معاد من بابا بقي عشان عاوز أطلب القُرب منه

اردفت له بغباء متسائلة:

-تطلب القُرب في مين؟

-في أُمك

ردت عليه مستنكره كلامه بصيحة:

-أحمد نقي ملافظك إيه أمك دي!!

جعد حاجبيه وقال لها مستفسراََ:

-يعني إنتِ مش فارق معاكي إني بطلب إيد الست الوالدة قد مفارق معاكي إني بقول عليها أُمك!!

ضحكت علي طريقة كلامه وأردفت له بخجل مصطنع:

-لاء يا حبيبي أنا عارفة إنك هتطلبني أنا

رفع لها حاجبه وقال بعبث:

-يا ولا يا واثق

ثم غمز لها وقال بعبث اكبر:

-بحبك

إبتسمت بحب وقالت هي الأخري:

-وأنا كمان بحبك اوي،ونفسي بجد نتجمع في بيت واحد يا أحمد

رد لها الإبتسامة وقال لها بإطمئنان:

-إن شاء الله هيحصل يا حبيبتي، المهم عاوزك تذاكري كويس للميد تيرم عشان خاطري متهمليش في دراستك يا رُقية

-حاضر يا حبيبي،وبعدين طول ما إنتَ اللي بتذاكرلي يبقي ضمنت الإمتياز معروفة يعني

❈-❈-❈

في شركة الهواري بمكتب فارس

نجد صوته يخترق جدران الشركة فغضبه في هذه اللحظه كان كفيل بحرق من يقف أمامه

قال زين له في محاولة منه لتهدئته:

-خلاص يا فارس الصفقة مش مكتوبلنا،هناخدها بالعافيه يعني

نظر له فارس بغضب وأردف بعصبية:

-أه يا زين ناخدها بالعافية،هما اللي خدوها أحسن مننا في إيه،ولا العيب عليا أنا اللي مشغل معايا شوية عيال مش شايفين شغلهم

رفع زين رأسه لأعلي وتنهد بضيق من حالة فارس التي تُمثل بأنه كالطور الهائج حقاََ

أما فارس فضغط علي الجرس الموضوع علي المكتب أمامه يستدعي به سكرتيرته

ثواني معدودة وكانت نغم تطرق باب المكتب وتدخل إليه

أردف لها بجديه مليئة بالغضب:

-تجمعيلي كل اللي كانوا مسؤولين عن الصفقة الجديدة،قدامك خمس دقايق وعاوزهم كلهم يبقوا واقفين قدامي

هزت رأسها بخوف شديد من حالته ومن ملامح وجهه التي تحولت للنقيض تماماً

فخرج صوتها مهزوز:

-حاضر يا فندم، عن إذنك

ثم خرجت من الباب ولكن وهي تجري علي قدميها حتي تُسرع بتجميعهم قبل الوقت المحدد لها فهو في هذه اللحظة لا يعرف أحد

أردف زين له بغضب هو الأخر:

-ما خلاص يا فارس اللي حصل حصل،ملوش لزوم تجبهم وتبهدلهم

ضحك له فارس بإستهزاء وأردف بسخرية:

-طبعاََ ملوش لزوم مهي الراس الكبيرة قاعدة قدامي أهي،مش الصفقة دي إنتَ اللي كنت ماسكها معاهم ومشرف عليهم؟

رفع له زين حاجبه بتساؤل مترقب:

-قصدك إيه يا فارس

رد عليه فارس بلحظتها والغضب يعمي عيناه عما يقوله ولمن يقوله:

-قصدي اللي وصلك يا زين،أنتَ المسؤول الأول علي الصفقة دي،وكنا ضمننها مليون المية، إيه حصل وغير الموازين كده

ثم إستكمل حديثه صارخاً:

-رد عليا وقولي إيه اللي حصل خلاها تضيع من إيدينا لاء وتروح لمين تروح لشركة الحديدي اللي هي شركه أبوك،مش غريبة يا زين؟

إنتفض  زين من مكانه فور سماعه لكلام صديقه الذي مزق قلبه أشلاء،لم يصدق أن صديقه  بل من كان يتخذه أخاََ يطعن في إخلاصه له!!!،فهو ترك أبيه وشركته التي  تخصه بسبب مشاكله مع أبيه وأتي ليعمل مع فارس وفضل صديقه علي أبيه،ويكون  هذا المقابل؟

نظر له زين بإنكسار وهو يقول بهدوء:

-معاك حق يا فارس بيه أنا المتسبب الوحيد في المشكلة دي،وانا اللي سربت المعلومات لأبويا عشان الصفقة تبقي من نصيبه

ثم إستكمل كلامه بصوت مرتقع من القهرة:

-وأنا  اللي ابن ستين كلب إني إعتبرتك في مكانة أخويا وفضلتك علي أبويا وجيت أكبر  في شركتك،معاك حق في كل كلمة قولتها وكل كلمة لسه جواك

ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه من علي المكتب وذهب سريعاً مغادراََ غرفة المكتب

لعن  نفسه وكلماته وغضبه الذي أوقعه بصديقه بهذه الطريقة فهو إن حلفوا له علي  كُل كُتب الكون أن زين خائن لم يصدق ولم يُفكر في حديثهم لمجرد التفكير،قسي  عليه بالحديث يعلم ويعلم أنه خسره ومن الصعب إسترداده مره أخري ولكن هذا  هو فارس لم يتمالك نفسه في أوقات غضبه

ضرب بقبضه يـ ـده علي المكتب وأخرج صوتََ غاضباً من فمه

لحظات وكانت نغم تدخل ومعها فريق العمل إلي المكتب

رفع فارس أنظاره لهم وقال بحسم:

-كلكم مرفودين مش عاوز أشوف وش واحد منكوا في الشركه تاني

ثم أردف بصوت عالي متسائلا :

-فااااهمين

هز  الجميع له رؤسهم وغادروا المكتب دون أن ينطقون كلمة،فمع من يتناقشون؟ فهو  في هذه اللحظه كان وحش ثائر ينتظر أحد حتي يمتص من دمائه فلذلك نفدوا  بجلدهم سريعاً دون أي خسائر

ولكن تلك المسكينة تثبتت  أقدامها بالأرض لا تعرف ما يجب عليها فعله،فهو حتي الآن لم يوجه لها أي  حديث،تدعو ربها أن يمر هذا اليوم بسلام،واردفت ساخرة من حديثها السابق:

-وأنا اللي كنت بقول مفيش زيه ولا حد بيعامل موظفينه زيه أديه بان علي حقيقته أهو

رفع فارس نظره لها بشر وأردف:

-بتبرطمي تقولي إيه إنتِ

تمتمت له سريعاََ:

-بقول لحضرتك عاوزني في حاجة ولا أخرج

-زين خرج من الشركة ولا لسه

جاوبت علي سؤاله قائلة بجدية:

-سلمني ملفات الشغل بتاعت رانيا وقالي إشتغلي عليهم إنتِ وخدها وخرجوا

إهتز فكه بغضب من أفعال صديقه الطفولية،فلما لم يعذره؟ فهو أكتر إنسان يعلم أنه عند غضبه يُردف كلام لا يفهم معناه

أخذ هاتفه الموضوع علي المكتب وطلب رقمه

وهو يعلم أنه لم يرد عليه وبالفعل لم يرد عليه ولكن عند رنينه للمرة الثانية وضعه علي قائمة البلوكات

هز رأسه بغضب ونظر لنغم قائلاََ:

-لمي حاجاتك ويلا عشان أوصلك في طريقي

إستغربت من طلبه فلما سيوصلها؟،فقالت له فإمتنان:

-شكراََ لحضرتك جداً بس أنا متفقة مع إياد يجي ياخدني

أرسلت عينيه لها شرارات من نيران وصاح بها بثبات:

-بقولك لمي حاجاتك ويلا

لم  تجادله فيوصلها أحسن من أن تفقد وظيفتها اليوم،فهو امامها طرد أكثر من ١٠  موظفين بسبب غلطة،فمابالك بسكرتيرته التي لا تنصت لكلامه؟

فهزت رأسها بالموافقة وقالت له :

-حاضر هجيب شنطتي وأستني حضرتك تحت

❈-❈-❈

بسيارة  زين نجده يجلس علي كرسي القيادة ووجه متهجم لدرجة كبيرة وبجانبه تجلس  رانيا وبالطبع لم تصمت ولو قليلاً منذ مغادرتهم للشركة فهي تود أن تعلم  ماذا حدث جعله يخرج من مكتب فارس بهذا الشكل ويعطي ملفات عملها لنغم؟!

نظرت له مرة اخري ولكن هذه المرة بضيق من تصرفاته وأردفت بصوت حاد:

-انا مش بقرة ساحبها وراك يا زين أنا عاوزة اعرف في إيه وليه مبتردش علي مكالمات فارس

القي لها نظرة غاضبة وأخبرها بهدوء مصطنع:

-مش عاوز أسمع صوتك خالص،وصدقيني ده لمصلحتك

إرتفعت نبرة صوتها وقالت بعصبية:

-إيه هتعمل إيه يعني هتضربني؟،أنا عاوزة أفهم فيه إيه وده من حقي

ضرب  المقود عدة ضربات متتالية حتي يُهدء نفسه من هذا الغضب الذي يعتليه وقادر  علي أن يجعله يرتكب جريمة الآن،فليس بالسهل عليه شك صديق عمره به بهذه  الطريقة الدنيئة ،فهو أكثر إنسان في العالم يعرف حق المعرفة علاقته مع أبيه  إلي أين تصل،فكيف أوصله فكره لهذه النقطة؟

أحست أن  الموضوع كارثي ف زين دائماً مرح وبشوش الوجه،فإن وصل لهذه المرحلة فإذا  الموضوع كارثي بفطانة علمت ان الموضوع يخصه هو وفارس ولكن لا تعلم ماذا حدث  بالضبط ف آخر علمها أن فارس كان غاضب وبشدة لخسارتهم الصفقة الجديدة ولكن  ما علاقة زين؟

مدت أناملها ووضعتها علي يـ ـده التي يضعها علي المسند الموضوع بجوار الكرسي وقالت له بحنان:

-في إيه يا زين الكتمان مش حلو طلع اللي في قلبك

ثم أكملت حديثها بنبرة أسفة:

-حقك عليا إن كنت عليت صوتي بس انا مش متحملة اشوفك كده

رفع يـ ـدها الموضوعه علي خاصته ووضعها علي شفتيه يـ قبلها عدة قبلات متتالية وهو يقول بهدوء:

-حقك عليا أنا وأسف لو كنت زعلتك،بس أعصابي مشدودة شوية

أردفت له بحب:

-شاركني يا حبيبي وخفف علي نفسك شوية،إيه اللي حصلك إنت وفارس

-متهمني بإني أنا اللي سربت معلومات الصفقة الجديدة لأبويا

ألقي ما بجبعته مرة واحدة دون تفكير بما قاله

فتحت فمها بصمة من حديثه وقالت :

-إزاي فارس يتهمك إتهام زي ده،هو لسه عارفك إمبارح ؟

ثم سكتت قليلاََ لتتذكر مجئ عمها لها في المنزل في الأسبوع الماضي وإستدراجه لها في الكلام

فأغمضت عيناها بغباء ثم اردفت لزين بصدمة:

-أنا اللي سربت المعلومات

5=الفصل الخامس

‏عم فكر فيك عم فكر فيك

بوعا كل يوم ومَا لقيت ،

عم فكر فيك عم فكر فيك

شو جاي عَ بالي حاكيك :")

_ أدونيس

❈-❈-❈

بعد أسبوعين من تلك الأحداث

تغير بهم الكثير من الأشياء،منها خِصام زين لرانيا عقاباََ علي غبائها الذي تسبب لصديق عمره بخسارة فادحة

عدم رؤية فارس لنغم منذ ذلك اليوم الذي أوصلها به،فهو منذ ذلك اليوم لا يعلم عنها أي شئ، أما سارة فكان لا يحتك بها غير القليل

أما أحمد فأخذ أخيه وزين بعد أن جلس يوماً كاملاً يتحايل عليه بأن يأتي معهم ليطلبوا رُقية للز.واج،ولله الحمد ذهب بعد عناءِِ طويل

ولكنه لم يُعير فارس نظرة واحدة بالرغم من محاولاة فارس لجذب حديث معه ولكنه بدا وكأنه لم يبالي

أما نغم فكانت كما يقولوا "مزنوقة زنقة الكلاب"،لا تفعل أي شئ سوا أنها تذاكر فقط وفي صباح اليوم التالي تذهب لتمتحن

وها هي حياة أبطالنا طوال هذين الإسبوعين

❈-❈-❈

في جامعة الهندسة

نجد الكل خارجاً من اللجان متزمرين من هذا الإمتحان الذي فاق حدود ذكائهم بمراحل

وقف إياد يحاول أن يلمح نغم وسط هذا الزحام حتي يعلم ماذا فعلت  بهذا الإمتحان الذي يشتكي منه الجميع ولكنه لم يراها

اخرج هاتفه من جيبه وهو يطلب رقمها حتي يعلم أين هي ولم تأخذ سوا ثواني وكان صوتها يصدح في الهاتف:

-إيه يا إياد

رد عليها متسفسراََ وهو يلقي نظرة علي الطلاب مرة أُخري :

-إنتِ فين يا نغم؟...بقالي ساعة واقف بدور عليكي

-أنا قاعدة في الكافتريا كنت بجيب فطار

رد عليها بجدية:

-خلاص خليكي عندك أنا جايلك

ثم أغلق الهاتف عقب إنتهاء جملته،وغير إتجاه سيره نحو كافتيريا الجامعة

إتجه نحوها فور رؤيته لها وجلس علي الكرسي المقابل لها وهو يُردف بإستنكار:

-كلهم خارجين يعيطوا من الإمتحان وإنتِ طلبالك فطار وقاعدة ولا همك

قضمت نغم الساندوتش الموجود بين بيـ ـديها

وأردفت له بصوت غير واضح من أثر الطعام:

-مش مهم الإمتحان يا إياد أهم حاجة الصحة

هز رأسه ضاحكاً علي صديقته وأردف متسائلاً:

- المهم عملتي إيه في الإمتحان...صحابك كلهم خارجين يعيطوا

نظرت له بلا مبالاة وأخذت ترتشف العصير الموجود أمامها علي المنضدة وهي تقول:

-شيلته طبعاََ...الدكتور جايبلنا امتحان محدش يعرف يحله غيره وأشك إنه يعرف يحله والله

نظر لها بعدم تصديق وهو يضيق عيناه ويُردف:

-ده زي إمتحان الميكانيكا بتاع السنة اللي فاتت اللي قعدتي تعيطي طول اليوم عليه وفي الآخر طلعتي مقفلة المادة

ضحكت  بملئ فمها علي جملته المستنكرة لحديثها وهي تتذكر هذا اليوم الذي كانت  تخزي به العين عن نفسها، ولكن حزنها كان صادق فهي كانت تظن أنها ستنقصن  درجتين في هذا الإمتحان ولكن رزقها الله بالدرجة الكاملة

جاء في هذه اللحظة أحمد  الذي شَبَه علي إياد من بعيد،ووجد معه فتاة،فلم يكن صديق أصيل إلا أن يذهب ويرخم عليهم مثلما يقولوا

فهتف موجهاً حديثه له:

-اه يا ندل ما إنتَ فاضي وحلو أهو..أمال عملنا فيها نجيب سويرس ليه ياض

قام إياد من مكانه وهو يضحك علي جملة صديقه وأردف بصدق:

-والله يابني ماجيت إمبارح فعلاََ عشان كنت مشغول جامد وورايا كام حاجة كنت بخلصها

ثم أكمل مستنكراً:

-وبعدين إيه الدخلة دي مش تقول السلام عليكم للناس اللي معانا

إلتفت أحمد سريعاً ينظر علي المنضدة وجد فتاة جميلة تجلس علي الكرسي المقابل للكرسي الذي كان يجلس غليه إياد

فحمحم كي يزيل آثر شروده بها وأردف بأسف:

-أسف مخدتش بالي إنشغلت في ندلتك

ثم أكمل بعبث يفهمه إياد:

-مين القمر

رد عليه وهو يقول له بنبرة ذات مغزي:

-ما إنتَ لو كنت بتروح الشركة كنت عرفت مين القمر...علي العموم يا سيدي نغم

رد عليه فارس بإستيعاب متسائل:

-سكرتيرة فارس؟

هز له رأسه بضحك علي منظره

هل  تسمعون دقات قلبها الثائرة؟،ماذا حدث لها عندما سمعت إسمه!،ها.جت دقات  قلبها وكأنها تُرحب بإسم مالكها الذي إشتاقت له،فمنذ أربعة عشر يوماً لم  تسمع صوته ولا صوت تحكمه بالعمل

نظر لها أحمد وجدها شاردة في ال لا شئ فأردف بترحيب:

-أهلاََ أهلاََ بنغم كان نفسي اشوفك والله من وقت ما إياد كلمني عنك

ثم إستكمل حديثه بمزاح:

-الصراحة أنا مشفق عليكي من الشغل مع أخويا...فياريت متخديش عني فكرة وحشة أنا مختلف تماماً عنه

إبتسمت علي مزاحه وقالت له برسمية:

-أهلاََ بيك وفرصة حلوة إني قابلتك عشان أشكرك على الوظيفة من غيرك مكنتش هتقبل

نفي كلامها وهو يُردف لها بنزق:

-أنا  اللي المفروض أشكرك إن إنتِ وافقتي تشتغلي معاه...وبعدين فارس وافق عليكي  عشان لقاكي شاطرة في دراستك غير كده كان مستحيل حتي يديكي فرصة

إبتسمت له بهدوء وأردفت:

-بالعكس مستر فارس سَلس جداً في الشغل ومراعي إن أنا لسه طالبة

نظر لها أحمد وعينه تتسع شيئاََ فشئ  وهو يقول بصدمة من حديثها:

-أخويا أنا سَلس؟......هما طلعوا عليه لقب الوحش من شئ شوية

ثم أكمل كلامه وهو ينظر لإياد:

-اما تخلص كلمني عشان عاوزك في حوار

-أنا أصلاً قايم كنت بشوف نغم عملت إيه في الإمتحان

ثم نظر وأردف لها:

-عاوزة حاجة يا غومي

هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم له

ثم  شردت قليلاََ وهي تتذكر سخرية أحمد منها علي كلامها عن فارس،لما الجميع  يراه بنظرة مختلفة عنها!؟،فهي لم ترى منه أي شئ قبيح بل بالعكس فهو فعل  معها مواقف جعلته يعلى بنظرها كثيراً،لا تُنكر أن عصبيته تدب الهلع في  أنفُس الجميع ولكن في الأغلب يكون هادئاََ

وأكبر دليل علي شخصيته الجذابة أنه أعطاها طول مدة إمتحاناتها إجازة دون أن تطلب هذا،

تُشرد  به دائماََ كل ليلة قبل النوم فكان غيابه عن يومها له آثر محسوس. نظرت  حولها وجدت الكافتريا شبه فارغة،فأخذت حقيبتها وغادرت المكان متوجهه للشركة  فهذا كان إتفاقهم بعد أخر إمتحان تأتي للشركة حتي تستطيع مواكبة ما فاتها

❈-❈-❈

بالشركة بمكتب فارس

يجلس  علي كرسي مكتبه وهو ينظر إلي ساعته فكان موعد خروجها من الإمتحان الساعه  الثانية عشر والآن الساعة الثانية عصراً ولم تأتي،ألم يكفيها إسبوعين من  الغياب عنه تُزيدها بالساعات أيضاً!،يتذكر حاله في الأربعة عشر يوماً التي  لم يراها بهم كان مثل المدمن الذي أخذوا منه المخدرات الخاصة به التي كان  يتعاطيها لدرجة أن الجنون وصل به أن يأخذ سيارته بعد إحدي إمتحاناتها  ،ينتظرها بالخارج حتي يلمح طيفها ويتذكر حتي الآن دقات قلبه التي تسارعت  عندما طلت وهي تخرج من باب الجامعة كانت جميلة لدرجة مهلكة للاعصاب  كعادتها،يومها عندما عاد من الجامعة يتذكر كيف جلد نفسه كثيراً علي تلك  الأفعال الصبيانية التي فعلها ومن وقتها وإعترف لنفسه أن تلك النغم إحتلت  جزءََ لا بئس به  بداخله،ولكن ولأول مرة لا يعرف أن يتخذ قراراََ فكيف  سيوئد هذه المشاعر الوليدة وهو يريد المزيد والمزيد منها،لم يتذكر يوماً  أنه شعر بتلك المشاعر مع أحد،فهو كان شاباً ملتزماً دراسياً لم يهمه الحب  وتلك التراهات،أما الآن ما دهاه؟،أبعد ما تزوج وخلف يجرب هذه  المشاعر!...فوالله أمره مضحكاََ

قطعه عن شرده دخول نغم إلي الداخل بعد أن اطرقت الباب عدة مرات ولكن لم يأتيها رد

ففتحته بترقب وجدته ينظر لها وكأنها تجسدت من خياله أمامه

حمحمت نغم بتوتر وأردفت بأسف:

-أنا أسفة بس خبطت كتير وحضرتك مردتش عليا

تنفس الصعداء وبلع ريقه بتريس وأردف بهدوء:

-تعالي يا نغم معلش كنت سرحان مخدتش بالي

تقدمت نغم إلي المكتب وقالت له وهي تضع بعض الملفات عليه:

-الملفات دي كنت وخداهم معايا عشان أخلصهم والحمدلله نهيتهم كلهم،ياريت حضرتك تراجع عليهم

نظر لها بعتاب وأردف بجدية:

-مش أنا قايلك يا نغم إنتِ أجازة من الشغل لحد ما تخلصي إمتحاناتك؟

قالت له بإبتسامة بسيطة:

-انا كنت بشتغل فيهم بعد ما بخلص مذاكرة... والحمدلله إني اخدتهم معايا سلوني بدل ما أنا قاعدة مبعملش حاجة في الشقة

هز فارس رأسه وقال لها بتساؤل:

-المهم  عملتي إيه في الإمتحانات

-الحمد لله حليت كويس بس إمتحان النهاردة كان صعب شوية

فتح الدرج الموجود بالمكتب وأخرج منه ملف

ومده لها وهو يقول:

-كان نفسي أقولك إرتاحي شوية من الامتحانات بس للأسف الشغل كله فوق دماغي من وقت ما زين مشي

أخذته من يـ ده وهي تقول له:

-ولا يهمك يا فندم هخلصه وأجي أسلمه لحضرتك

هز لها رأسه وقال بهدوء:

-حاولي تخلصيه بسرعة عشان تجهزي شنطتك هنسافر بعد العشا علي طول

-تمام يا فندم عن إذنك...عن إذنك

أردفت هذه الكلمات وهي تغادر غرفة المكتب

نظر فارس لأثرها بشرود فحاله قبل مجيئها

تبدل تماماََ إلي النقيض بعد رؤيتها

وكأنها  أتت ومعها بهجته،قلبه وآه من قلبه هذا اللعين الذي مازال يدق بسرعة وكأنه  في سباق ويريد الفوز رغماً عن أي شئ.... فهو وإن كان يتعذب في غيابها عنه  طوال الإسبوعين قيراط يتعذب وهي أمامه أربعة وعشرون قيراط...يريد ان يتغلل  بداخلها يريد الشعور بالمزيد والمزيد ولكن لا يعلم ماذا عليه أن يفعل

❈-❈-❈

عند نغم بمكتبها المجاور لمكتب فارس

تجلس علي المكتب تعمل علي الملف الموجود بين يـ ديها بإتقان شديد ولكن فصلها عن تركيزها حمحمت أحد أمامها

رفعت بصرها من علي الملف إلي الأمام وجدت  شاب يافع الطول عريض المنكبين يقف محدقاََ بها فاردفت بتساؤل:

-أقدر أخدم حضرتك بإيه؟

قال لها بعبث:

-كفاية إني أقف أتفرج علي جمالك ومش عاوز حاجة تاني

هبت من علي الكرسي بغضب وهي تُردف بصوت عالي:

-إحترم نفسك يا حضرت...وقول عاوز إيه أحسن ما أطلبلك الأمن

ضحك علي وجهها الذي إحمر من الغضب وأردف لها بتسلية:

-هتطلبيلي الأمن مرة واحدة؟...لاء يستي خلاص الطيب أحسن... عاوز أقابل فارس عنده حد ولا أدخل

نظرت له بغضب وهي تقول له بنزق:

-أقوله مين؟

-مهاب شُكري

تركته وغادرت مكتبها متوجهه إلي مكتب فارس

طرقت الباب طرقتين ثم فتحته بعد أن سمعت صوته وهو يقول "إدخل"

رفع فارس رأسه من علي الهاتف الموجود

بيـ ده وهو يهتف بتساؤل:

-خير يا نغم في إيه

ردت عليه نغم بهدوء مصطنع فذلك البني آدم الموجود بالخارج أثار غضبها بشده:

-في واحد بره إسمه مهاب شكري عاوز يدخل لحضرتك

-دخليه وهاتيلي ملفات صفقة الحديد الأخيرة

قالت له بطاعة وهي تتجه صوب الباب:

-حاضر يا فندم عن إذنك

-نغم

خرجت من شـ ـفته بتلذذ غريب عليه

لفت رأسها له وهي تقول بتساؤل:

-نعم يا فندم

-مالك مضايقة ليه

ردت عليه بهدوء :

-مفيش يا فندم بس الإنسان اللي برة ده عصبني

يعلم صديقه خير المعرفة ويعرف إجابة سؤاله قبل أن يسأله لها..فمن سابع المستحيلات أن مهاب يترك فتاة بحالها

فأردف لها بجدية:

-طب دخليهولي...وحقك عليا

❈-❈-❈

في بيت زين الذي يُقيم به بعيداً عن قصر عائلته

نجده  يجلس علي الكرسي الهزاز الموجود في غرفة نومه وهو يفكر برانيا التي  يعاقبها ويعاقب نفسه قبلها بعدم الحديث معها،فهو قد إشتاقها وبشدة ولكن  غلطتها لا تُغفر بسهولة،يعلم أن أبيه إستغل سذاجتها وحاول إستدراجها بكل  الطرق الممكنة ولكن كان عليها الحذر،أو علي الأقل كانت أخبرته وقتها كان من  الممكن أن يحل هذه المعضلة،بدلاََ من خسارته لصديق عمره، الحق يُقال هو  يتدلل عليه لا يُنكر أنه حزن وزعل من كلام صديقه ولكن بعد فترة عاد لوعيه  وعلم أن فارس لم يقصد أي كلمة قالها له فهو أكثر إنسان يعرفه علي وجه الأرض  ولكن حلف ان يؤدبه علي كلامه له

سمع طرق الباب من الخارج فقام متوجهاً إلي الصالو لكي يفتح الباب،وجد رانيا تقف أمامه وهي تنظر له بإشتياق بالغ

ترك الباب مفتوح وذهب إلي الداخل دون أن يوجه لها أي كلمة

تنهدت بضيق ودخلت وهي تغلق الباب بعصبية

وإتجهت إلي مكان جلوسه

أردفت بصوت عالي يحمل الكثير من الغضب:

-فيه إيه يا زين إنت هتفضل متجاهلني كتير كده؟

رمقها بغضب ثم نظر للأمام مرة أخرى دون أن ينطق حرف

وقف أمامه مباشرةً وهي تقول برجاء:

-عارفة إن أنا غلطت وغلطة كبيرة كمان...بس مش لدرجة إنك تأجل كتب الكتاب وتقعد إسبوعين متكلمنيش

إغرورقت عيناها بالدموع عندما لم يرد علي كلامها ولم يعيطه أي إهتمام وأردفت ببكاء:

-يا زين عشان خاطري رد عليا...إتخانق معايا..بس متسكتش كده

تنهد  تنهيدة شاقة فقد ضعف لبكائها وإنتهي الحال،نظر لوجهها المبلل أثر الدموع  التي تجري عليه كالأنهار وهي تقف كالطفل المذنب أمامه تضع عيناها  بالأرض،فقرر بداخله أنه يكفي عقاب لهذا الحد،فهو يُجزم أنها تعلمت الدرس  وإن رأت أبيه في مكان ستذهب جرياََ مبتعدة عنه

خرج صوته حاد وهو يُردف:

-ياريت تكوني إتعلمتي من غلطتك يا رانيا..لأن بسبب الغلطة دي أنا خسران صاحب عمري

رفعت رأسها من علي ارضية الغرفة وهي تُردف له بصوت مهزوز:

-لو عاوزني أتأسف لفارس هروح وأتأسفله والله بس متشيلنيش الذنب ده يا زين

ثم إستكملت حديثها ببكاء يمزق القلوب:

-إنتَ قسيت عليا اوي يا زين...هان عليك تقعد إسبوعين من غير متكلمني أو تشوفني؟

قام من مكانه وإتجه نحوها ثم مد يـ ده يمسح تلك الدموع التي تهبط علي وجهها واحدة تلو الأخري وهو يُردف بحنان:

-عمرك متهوني عليا يا رانيا بس إنتِ غلطتي وكان لازم تتعاقبي عشان تعرفي غلطك

ثم أكمل حديثه وهو يقول بحب:

-بس كنت غبي وطلعت بعاقب نفسي معاكي....عشان خاطري يا رانيا متعمليش حاجة تزعلني منك بالشكل ده

هزت رأسها عدة هزات تظل علي الموافقة وهي تقول له بحزن علي ما إقترفته:

-حاضر والله العظيم عمري ما هعمل حاجة تزعلك مني تاني

ثم إستكملت حديثها بدلال:

-تعالي بقي خرجني وصالحني عشان أنا كمان مقموصة منك

رفع لها حاجبه الأيمن وهو يقول بتساؤل عابث:

-والسنيوريتا رانيا زعلانة مني ليه يا ترى

أردفت له بزعل:

-عشان حضرتك كنت زعلان مني ومتجاهلني

فزعلت أنا كمان عشان إنتَ زعلان

ضحك بملئ فمه قائلا بصوت دافئ:

-طب خمس دقايق أغير هدومي ونخرج عشان نصالح السنيوريتا

❈-❈-❈

بمكتب فارس

طرقت نغم الباب عدة طرقات ثم دخلت إلي المكتب عقب سماح فارس لها بالدخول

تقدمت نحو المكتب ووضعت عليه الملفات الموجودة بيـ دها وهي تُردف بجدية:

-دي كل الملفات الخاصة بالصفقة يا فندم

مد فارس يـ ده ليأخذ إحدي الملفات وهو يعطيها لمهاب:

-إقرا الملف ده كده وراجع الحسابات

جعد فارس حاجبيه عندما بقي الملف بيـ ده ولم يُؤخذ بواسطة مهاب

فرفع  نظره نحو مهاب وجده ينظر لنغم دون إنتباه لما يحدث بالمكتب ينظر لها نظرات  يعلمها جيداً وكيف لا يعلمها وهو بالأول وبالأخر رجل،فار دمه وود في هذه  اللحظه  ان يخفي نغم بجيبه من نظرات صديقه التي تخترقها

ضرب قبضة يـ ده علي المكتب وهو يقول بصوت حاد كالسيف يبث الرعب بالبدن:

-مهااااااااااب

إنتفض مهاب وهو يعود لرشده أثر صوت فارس الذي خرم طبلة أُذنه وهو يقول له بتوتر:

-إية يا فارس في إيه

وجه نظره إلي نغم وهو يقول لها بجدية غاضبة:

-إخرجي بره

نظرت له نغم بإستغراب فلما يحدثها بهذه النبرة القاسية!!!،فأردفت بخفوت:

-بس يا فندم لازم أراجع الحسابات معاه...عشان أفهم الغلط فين؟

أنهت حديثها وهي تشير علي مهاب بإصبعها

لو  كانت النظرات تقتل لكانت نغم صريعة الآن ضحية نظرات فارس،ولو كان الغضب  يحرق لكانت النيران تشتعل بالمكتب الآن دون القدرة علي إطفائها

أغمض  عينه لبرهة حتي يعود لصوابه مرة أخرى فهو لم يتحمل نظرات مهاب لهارأي  بعينه نظرة جوع،نظرته لها ليست بريئة إطلاقاً فهو كان يأتي بها من أسفل إلي  أعلي وكأنه يتخيل كل قطعةِِ بها،تنفس الصعداء وهو يقول بهدوء حذر:

-إخرجي بره يا نغم مش وقته

حركت رأسها له بالإيجاب خوفاََ من حالته التي تتضح علي وجه وضوح العِيان  وتركتهم وغادرت المكتب دون أن تنبس بكلمة واحدة

نظر له مهاب بإستغراب من حالته الجنونية الواضحه عليه:

-فيه إيه يا فارس...إيه اللي حصل لي ده كده

رمقه فارس بنظرة قاتلة وهو يقول له بغضب:

-مش عارف في إيه؟....جايبها من فوقها لتحتها بنظراتك القذرة ولا عامل حساب ليا؟

ضحك مهاب بإستنكار وهو يقول له :

-طب وإنتَ مالك مضايق ليه...البت جامدة وتستاهل

قام من علي كرسيه وإتجه نحو مكان جلوسه وهو يقول له بعصبية وحدة:

-مهاب إحترم نفسك أنا مش عاوز أمد إيدي عليك

ثم إستكمل حديثه بوعيد غاضب:

-وغلاوة أمي عندي إن بصتلها بصة متعجبنيش تاني لخلي ليلة اللي خلفوك سودة....وده مش تهديد وخلاص

غمز له مهاب بعبث وهو يستفسر قائلاً:

-هي تخصك يعني؟.....إذا كان كده فتبقي زي أختي خلاص طالما تخص صاحبي

-اه تخصني.... ولا تبقي زي أختك ولا زي امك ملكش دعوة بيها خالص لا من قريب ولا من بعيد

خرج صوت فارس غاضباً وهو يُردف هذه الكلمات

حرك له مهاب رأسه بذهول من صديقه وهو يقول:

-خلاص يا عم مكنتش بصة أقعد عشان نكمل شغلنا....وإبعتلها عشان أستفسر منها عن حاجات في الملف وأفهمها الغلط

جلس فارس مكانه مرة أخري وهو يُردف له بإستنكار:

-ده بعينك...خلص إنتَ شغلك وغور من هنا وأنا هبقي افهمها

-لاء بقي والله ما أنا ماشي من هنا غير لما أفهم إيه الحكاية يا صحبي

أردف له مهاب هذه الكلمات بجدية وهو يحاول فهم حديث صديقه الغريب عليه

تنهد فارس بضيق وهو يُردف له بصوت متعب:

-مش عارف يا مهاب مش عارف

أرجع مهاب ظهره علي المقعد ليجلس بأريحية وهو يقول له:

-لاء ده إنتَ تحكيلي كل حاجة بقي من الأول

نظر فارس للأمام شارداََ في ال لا شئ

يحاول  ترتيب الكلام داخله،يحاول تذكر متي إنجذب لها ولكن بدون فائدة،لا يدري متي  تحركت مشاعره لها،فهو إن كان لا يبالي من الخارج،فاجعلني أخبرك إنه يوجد  في الداخل حرب طاحنة تنهش به،لا يعلم بماذا يُخبر صديقه فلو كان زين لكان  أخبره بدون تردد علي كل ما يجول بخاطره دون ترتيب أما مهاب فبالرغم أنهم  أصدقاء مقربين ولكن ليس كقربه من زين،إستغفر ربه بسره حتي تنتهي هذه  المعركة ويستعيد ثباته مرة أخري

أردف موجهاً حديثه لمهاب وهو يغير مجري الحوار:

-مكلمتش زين؟

لم  يحاول مهاب سؤاله مرة أخري عندما علم أنه يغير الحديث ولكنه فهم الأمر  فلاول مرة يري صديقه بهذه الحالة التي هو عليها الآن،فهو يُجزم أن فارس  واقعا لها

فجاري حديثه دون مماطلة وهو يجاوب علي شؤاله:

-كلمته إمبارح وزعلان منك جداً... والصراحة يا فارس معاه حق ازاي أصلاً تُشك في زين!

صمت فارس للحظات وهو يميل رأسه للخلف ثم أردف بهدوء:

-أنا أشك في نفسي ولا اشوفك يوم في زين....هو كلام خرج وقت عصبية لا أكتر ولا أقل

ثم استكمل حديثه وهو يلقي بملف لمهاب بجدية:

-خد راجع الملف ده...وياريت يا مهاب أرجع ألاقي الشركة زي ما مسلمهالك وبلاش شغل مرقعة

سبل مهاب له بعينيه وأردف وهو يلتقط الملف:

-عيب يا صحبي الكلام اللي إنتَ بتقوله ده....طول ما الشركة معايا حط في بطنك بطيخة صيفي

❈-❈-❈

بڤيلا محمد الشاذلي

وتحديداً بغرفة السفرة نجد الجميع مجتمعون حولها يتناولون الغداء ومعهم فرد من عائلة الهواري معزوم علي هذا الغداء فبالطبع أحمد

نظر له محمد بتساؤل:

-وإنتَ بقي يا أحمد ملكش أي مشاريع بإسمك

جعد أحمد حاجبيه بإستنكار لسؤاله وأردف وهو يرفع بصره من علي الطبق الموضوع أمامه:

-مش فاهم سؤال حضرتك... مشاريع بإسمي إزاي هو أنا لسه إشتغلت؟

أسود  وجه محمد من هذا الصغير الذي جاء طالباََ لبنته فهو كان يريد لها واحد  كفارس الهواري وليس أخيه الذي يبدو وكأنه لا يعلم شئ عن العمل  نهائياََ....أه من إبنته الغبية التي ذهبت وراء الحُب والمشاعر ولم تنتبه  للفلوس

فقاله له بضيق بين:

-يعني معندكش شقة بإسمك...مشروع خاص بيك...فلوس في البنك، أي حاجة من اللي بتأمن المستقبل دي؟

ثم إستكمل حديثه وهو يرمقه بتساؤل ساخر:

-أكيد يعني أخوك مش واكل حقك في كل المشاريع اللي هو بيدخلها دي..ما هي الشركة ليكوا إنتوا الإتنين يبقي الأرباح المفروض تبقي بالنص

بلع  أحمد كلماته الذي كان سيتفوه بها وقد كانت ستُخرب الجوازة لا مُحال وهو  ينظر لرقية نظرة ذات معني،فهمتها رقية سريعاً وهي تستعطف أبيها بعينيها  وهمهمت قائلة:

-يا بابا الكلام ده ملوش لازمة...المهم إن أنا بحبه وهو بيحبني... وأنا متأكدة إن أحمد بعد التخرح هيبقي متفوق في شغله جدََا

رمقها  أبيها بغضب،فهو سيُجلط يوماً بفضل إبنته التي تأخذ طيبة أمها رحمة الله  عليها،فهو علم أن فارس يملُك كل مشروع بتلك الشركة،وأحمد لا يملك قشة يستند  عليها فيما بعد

فقال موجهاً حديثه له وهو يقوم من علي السفرة:

-فرصة سعيدة يا أحمد البيت بيتك طبعاََ...بس أنا لازم أخرج عندي شغل

قام أحمد من علي السفرة هو الأخر إحتراماََ له:

-إتفضل يا عمي

ذهب  محمد دون أن ينظر له وهو يشيط غضباََ من ذلك الشاب الذي تتمسك به إبنته  وكأنه حبل النجاة،وتُدافع عنه بإستماتة وكأن أبيها مستعمر يريد خراب حياتها

نظر له يونس أخو رقية وهو يُردف بخجل من تصرفات أبيه مع أحمد:

-معلش يا أحمد بس بابا صعب شوية

إبتسم له وهو ينظر لرقية ويتمتم بحب:

-كله يهون عشان خاطر رقية

إبتسم  يونس علي كلمة أحمد فهو أحبه وبشدة فيكفي أنه يُحب أخته وهذا يبان في لمعة  عيناه وهو ينظر لها أو يتحدث عنها، فهو لا يريد شئ في الحياة سوا سعادة  تلك الصغيرة وها هو يري سعادتها مع أحمد وهذا يكفي

قام يونس من علي السفرة وهو يقول بعبث:

-طب أسيبكوا ربع ساعة كده ألف في الجنينة شوية بدل ما أنا قاعد عزول كده

ثم غمز لأحمد حديثه وهو يقول له بكومديا:

-مبتحصلش كتير دي خد في بالك

رد عليه أحمد بكومديا اكبر وهو يمزح معه:

-طول عمري أقول البيت ده مفيهوش غير يونس الشاذلي

-خلاص يا عم وأنا إتثبت

قال يونس هذه الكلمات وهو يغادر الغرفة

تمتم أحمد بعد خروجه مباشرةً:

-روح يا شيخ إلٰهي مترجع غير بعد ٦ ساعات

نظرت له رقية بإستنكار،فرد لها النظرة بأخري عابثة وهو يُردف لها :

-عديها يا بطل

ردت عليه مغيرة الحوار وهي تقول له بحزن:

-أنا أسفة يا أحمد علي كلام بابا متزعلش منه عشان خاطري

أمسك يـ دها الموضوعه علي السفرة وهو يقول لها بحب:

-مش زعلان منه يا حبيبتي والله وكله عشان خاطرك يهون

ثم أكمل حديثه مستفسراََ:

-إستقريتي علي فستان ولا لسه محتارة

حركت رأسها له بالنفي وهي تقول:

-لاء الحمد لله عجبني واحد وبعته للديزينر

ثم قالت له بتساؤل:

-أهلك هيجوا إمتي...عشان بابا كل شوية يسألني حددنا المعاد ولا لاء

-المفروض أهلي هيجوا كمان يومين...وفارس هيسافر النهاردة وهيجي بعد أسبوع...يعني إن شاء الله الخطوبة كمان ١٠ أيام بالكتير

ردت عليه وهي تقول بإستنكار:

-أنا لحد دلوقتي أصلاً مش مصدقة إنك عندك أهل إزاي مجاش فرصة تقولي حاجة زي دي

ضحك أحمد علي تعبيرها وهو يقول لها:

-أيوة ما طبيعي يبقي عندي أهل أمال هطلع شيطاني يعني

نفت كلامه وهي تقول له بتوضيح :

-مش قصدي كنت فاكرة إن باباك ومامتك متوفين لأنك مكنتش بتتكلم عنهم خالص

كان كل كلامك فارس وجدك ومرات أخوك... فجأة كده يطلع عندك أخت وأم وأب

رد عليها موضحاً لها:

-بابا  وماما ولين مسافرين بقالهم أكتر من 7 سنين وده كله عشان لين بعد الثانوية  العامة كانت عاوزة تدرس برة وطبعاً فارس رفض رفض قاطع إنها تسافر لوحدها  لاء وفين في أمريكا كمان فكان طبعاََ مستحيل...فبعد محايلات وعياط من لين  فارس رضخ لطلبها بس بشرط أن بابا وماما يسافروا معاها،وفعلاََ ده اللي حصل  وفارس مكتفاش بكده وبس لاء ده فتح فرع في أمريكا عشان يكبر إسم العيلة  بالشرق الأوسط وإستغل إن بابا هناك وهيدرها

همهمت له بفخر بفارس وهي تقول له:

-تعرف  كنت دايماََ أسمع عن إسم فارس الهواري واللي عامله في السوق فكنت متخيلاه  راجل كبير أقل حاجه ٥٠ سنة...إتفاجأة يوم مجيتوا تتقدموا إنه شاب لسه وقدر  يعمل كل ده في السن ده وخلي رجالة بشنبات يخافوا منه...بجد شابو ليه

برقت  عينا أحمد بفخر دائماََ ينتابه عند الحديث عن فارس أخيه،يفتخر أنه أخ لهذا  الوحش الذي بني لنفسه إسم سيظل خالداََ للأبد،يُحب إحترام الناس له  ولمكانته،يشعر بشعور جامحاََ يعتريه،لا يتذكر يوم أنه غار من نجاح أخيه بل  بالعكس دان دائماََ يفرح له وكانه هو من حقق هذا النجاح،ويحمدالله أن الله  وهبه بأخ كفارس

رد عليها بصوت مفعم بالفخر:

-فارس  تعب كتير في حياته عشان يوصل للي هو فيه دلوقتي...يمكن معظم الناس فاكرة  إنه خد الشركات علي الجاهز بعد جدو وبابا وعمو بس الحقيقة غير كده خالص  فارس بني الشركة من أول وجديد  وأسسها بتعبه ودماغه

إبتسمت له إبتسامة هادئة وهي تقول له بحب

فهي تعلم مدي عشق أحمد لفارس وتعلم كم يحبه فارس:

-ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبي وتفضلوا دايماََ سند لبعض

أمن أحمد علي حديثها وهو يردف بعبث:

طب إيه هنخلينا قاعدين علي السفرة؟

قامت من علي كرسيها وقالت له :

-لاء يلا نلعب بلايستيشن

قام أحمد هو الآخر وهو يقول لها ضاحكاً:

-يا بنتي إنتِ مبتحرميش

❈-❈-❈

بمكتب فارس الهواري مرة أخري

نجده  يلم أغراضه من علي المكتب وهو يتجه إلى الخارج صوب مكتب نغم، وجدها تعمل  على ملف بإتقان شديد وهي تتأفأف كل ثانية والأخري تقريباً تقابلها مشكلة في  فهم شئ ما

نظر لها بشرود وهو يتأمل كل تفصيلها بوجهها  وهو يتسأل بداخله من أي شئ نبتت هذه المخلوقة فهو يُتقن أنها جائت من أرض  الماسات،جاءت لتقتله حياََ وتجعله يشعر بأحاسيس لم يكن يعلم بوجودها يوماً  ما،فهو لم يكذب علي نفسه هو يعلم مئة بالمئة أنها تغلغلت بداخله وبلغت في  ثنايا القلب مكانة كبيرة ولكن حتي الآن لم يجلس مع نفسه حتي يعلم ماذا  سيفعل بتلك المعضلة؟،فهو لم ولن يرضي أن يستمر في هذا العذاب كثير

رفعت  نغم رأسها من علي الورق عندنا شعرت بوجود أحداََ معها بالغرفة،وكانت  المفاجأة أنه فارس، ضيقت ما بين حاجبيها بإستغراب من نظرته الشاردة بوجهها  وكأنه لا يدري بالدنيا

فخرج صوتها عالياً حتي توقظه من غفلته:

-مستر فارس حضرتك عاوز حاجة؟

إنتبه فارس علي حركة شـ ـفتيها ولكنه لا يسمع ما قالته فقال وهو يتسائل:

-بتقولي إيه يا نغم

أردفت له مُعيدة حديثها:

-بقول لحضرتك عاوز حاجة؟

حرك رأسه بالنفي وهو يقول لها بجدية إستعادها بحديثه:

- كنت جايلك عشان أوصلك...وتلحقي ترتاحي شوية قبل السفر

تسارعت  ضربات قلبها من تلك المشاعر المبهمة التي تسشعرها من كلامه،فهي وإن كانت  بريئة فلم تكن يوماً غبية فلما هي لها معاملة خاصة هنا،فهي لم ترى فارس يوم  يوصل إحدي موظفيه سواها فما معني هذا؟لما يفعل معها كل هذا لا تعلم  حقاََ،ولكن لا تُنكر أنها تكون سعيدة من إهتمامه فهي عاشت طوال حياتها لا  أحد يهتم بأمرها،وفي يوماً وليلة أحست بإهتمام ومشاعر إعجاب موجهه لها  نابعة من رجل وليس أي رجل إنه فارس الهواري

نعم تعلم أنه يكن لها إعجاب هي ليست غبية تلاحظ دائماً نظراته لها

خرج صوتها مهزوزاََ من أثر المشاعر التي إجتاحتها من وجوده بغرفة مكتبها:

-طب ثواني هخلص الجزء ده مش هياخد وقت

جلس فارس علي الكرسي المجاور للمكتب وهو يقول لها :

-طب إنجزي وأنا مستنيكي أهو

جحظت نغم بعيناها وهي تنظر لمكان جلوسه

فهي وإن كانت تحاول في فهم هذه الجزئية فالآن مستحيل أن تدخل معلومة واحدة برأسها وهو يجلس أمامها بتلك الطريقة.

إبتلعت المرارة الموجوده بفمها من أثر الموقف ونظرت للورق مرة أخري  وهي تدعي ربها أن ينجدها وتنتهي سريعاََ

بعد  ربع ساعة من جلوس فارس أمامها،لا يفعل شئ سوى النظر إليها وإلي توترها  البادي علي وجهها،فلم يخفي عليه توترها وأنها لا تفهم أي شئ مما أمامها

أما هي فكانت كل دقيقه ترفع نظرها خلسة له فتتصادم بنظراته المصوبة نحوها والبندقية المحددة علي الجثة فتخفضها سريعاً

سحب فارس الورق من أمامها وهو ينظر لتلك الجزئية التي لا تفهمها وهو يقول لها:

-مش عيب لما نكون مش فاهمين حاجة نسأل فيها....العيب إننا نتكبر نسأل

عضت علي شـ ـفتيها من الإحراج وهي تتمتم بصوت غير واضح:

- كنت لسه هسأل حضرتك

إبتسم فارس بهدوء علي كذبتها البريىة وهو يأخذ قلم من علي المكتب وورقه خارجية قائلاََ لها:

-طب ركزي معايا خمس دقايق

وأخذ يشرح لها تلك الحسابات الخاصة بالجزئية وما يتعلق بها بإستفاضة كبيرة

وهي كانت تنتبه لأي حركة يصدرها،قهي إنبهرت بطريقة شرحه السلسة والشيقة التي تصل إلي المخ سريعاً

فقالت بإنبهار حقيقي:

-حضرتك ما شاء الله شرحك جميل جداً...المفروض كانوا يعينوك دكتور في الجامعة

رد علي كلامها وهو يقوم من علي الكرسي ويشير لها بأن تُجلب متعلقاتها:

-كان حلم من أحلامي زمان وجالي الفرصة إنه يتحقق بس رفضت

قامت من علي كرسيها هي الأخري وهي تقول له بعدم فهم:

-مش فاهمة

-بعدين أفهمك....يلا دلوقتي عشان تلحقي تستريحي...هعدي عليكي بعد العشا عشان نوصل هناك علي الصبح

خرجوا  من المكتب سوياََ بعد عدة دقائق تحت همس بعض الموظفين الذين ينظروا لهم  بإستغراب فجديد عليهم كل هذا الوئام الموجود بين فارس وسكرتيرته

أوصلها فارس لمنزلها سريعاً دون الحديث في أي شئ يذكر وأكمل طريقه إلي المنزل

❈-❈-❈

في القصر

صعد فارس جناحه وجد سارة تخرج من الحمام وهي تلبس روب الإستحمام

فقال لها متسائلاً بقلق:

-فين مالك رُحت أوضته ملقتهوش

ردت عليه بهدوء:

-الكابتن بتاعهم مجمعهم النهاردة عشان البطولة قربت...بعته مع السواق

هز رأسه لها بتفهم ثم قال وهو يدخل الحمام عقب إنتهاء جملته :

-جهزيلي شنطتي عشان مسافر

جاءت لترد عليه متسائلة ولكن وجدت باب الحمام يغلق بوجهها

بدلت ملابسها سريعاً وجلست علي السرير تنتظر خروجه حتي تعلم إلي أين مسافر ولما؟

نهضت متجهه إليه عندما فتح باب الحمام

قالت له مستفسرة:

-مسافر فين....وعمو اللي هيجي كمان يومين ده؟

جفف شعره بالمنشفة الملفوفة حول رقبته وهو يقول لها بلا مبالاة:

-عندي إفتتاح بكرة في مرسي مطروح...وبعدين إيه علاقة السفر بإن بابا جاي؟

تركها ودخل غرفة الملابس حتي يبدل ملابسه أيضاً دون أن ينتظر سماع جوابها علي سؤاله الذي ساله منذ ثواني

دخلت خلفه جرياََ وهي تقول له:

-طب متخدني معاك يا فارس...عاوزة أغير جو

رمي المنشفة من يـ ده وهو يقول لها بإستنكار:

-أخدك معايا فين هي رحلة!؟

علي صوتها قليلاََ وهي تقول له بإعتراض علي حديثه:

-وفيها إيه ما أنا كل صحابي  بيسافروا مع أجوازهم في كل مكان....وفي منهم كمان اللي كل سنة يسافروا يجددوا شهر عسلهم

ضحك علي كلامها ضحكة ساخرة تحمل الكثير وهو يقول لها بتبجح:

-ده لما يبقي واحد بيحب مراته مش واخدها لمؤاخذة يعني فرز تاني....وصوتك ده تهديه عشان مقطعلكيش لسانك

بهت وجهها  وسقط قلبها بأرجلها من قساوة جملته التي إخترقتها كالرصاصة التي تُصيب هدفها بحرفية

ردت عليه بكسرة وحزن لم يتخلوا عن صوتها:

-وإنتَ عارف اللي فيها يا فارس..المفروض أكتر واحد تبقي مقدر موقفي

إقترب منها بخطوات رتيية حتي وقف أمامها مباشرةََ لم يفصل بينهما سوى أنفاسهما

وخرح صوته حاداََ:

-ما عشان أنا عارف اللي فيها بقول كده...ولو فكراني مختوم علي قفاية تبقي غلطانة


تكملة الرواية من هنا


بداية الرواية من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close