أعلان الهيدر

2024/05/21

الرئيسية رواية لهيب الروح الفصل التاسع والعاشر بقلم هدير دودو حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية لهيب الروح الفصل التاسع والعاشر بقلم هدير دودو حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية لهيب الروح الفصل التاسع والعاشر بقلم هدير دودو حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية لهيب الروح الفصل التاسع والعاشر بقلم هدير دودو حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


في الغرفة الخاصة بأروى دخلت مديحة بعصبية صائحة بها بغضب بعدما تأكدت من غلق الباب خلفها 


:- انتي اتجننتي يا اروى ايه الهبل اللي عملتيه دة انتي عاوزة إيه. 


نهضت أروى تقف قبالتها بعصبية والدماء تغلي داخلها من رد فعل جواد الحاد معها، تمتمت بضيق متبجحة ترد على حديث والدتها


:- إيه يا ماما اتجننت في إيه بشوف مستقبلي ولا عاوزه اسيب جواد يبص لواحدة في الفترة دي. 


أجابتها بعصبية معلنة رفضها عن طريقة تفكيرها وأفعالها الغير محسوبة 


:- لا دة اسمه جنان وبعدين استفادتي ايه بعملتك دي غير ان الحوار اتعقد جوازك منه بإيد عمك مش بإيد جواد اصلا بس اللي عملتيه دة عقد الحوار. 


شعرت أروى بالغضب يملأ داخلها ونيران تشتعل في قلبها متذكرة حديث جواد ورد فعله المباغت لها فأردفت متحدثة بحدة 


:- وانتي فكراني هسكتله على اللي عمله معايا والله لأندمه واخليه هو اللي يلف ورايا. 


لم تهتم والدتها بحديثها وتمتمت متحدثة بحدة صارمة مشددة فوق كل حرف تتفوه به 


:- بقولك إيه يا أروى الهبل دة اهدي عليه مش وقته خالص أنتي دلوقتي تبقي زعلانة على موت اخوكي اللي لسة حقه مجاش انتي ازاي كدة. 


أشارت بسبابتها نحو ذاتها مستنكرة حديث والدتها التي تراه في حالتها غير مألوف وتمتمت ببرود غير مبالية لأي شئ سوى ذاتها 


:- ابقى زعلانة على مين.. ماما انتي بتضحكي عليا ولا على نفسك عصام وجوده زي عدمه اصلا ولا كان عاملي حاجة ولا عاملك انتي كمان، هو بس كان بيجي البيت عشان القرف اللي كان بيعمله مع رنيم لكن احنا لأ متضحكيش عليا ولا على نفسك دة كان مر... 


أسرعت تقطع حديثها مسرعة بغضب حاد واضعة يدها فوق فمها مانعة إياها من مواصلة حديثها الضار لهما 


:- بس بس اسكتي خالص الكلام دة ميتقالش ولا حد  يسمع الكلام دة بلاش جنان يا أروى وامسكي نفسك وتصرفاتك شوية. 


اومأت برأسها أمامًا بعدم اقتناع لكنها فعلت لذلك لأجل حديث والدتها وتمتمت بلامبالاه 


:- ماشي ياماما خلاص كدة كدة جواد مشي. 


سارت مديحة بخطى واسعة غاضبة تاركة الغرفة لاعنة أفعال ابنتها المندفعة التي ستسبب لها العديد. 


جلست أروى بغضب عقلها يكرر صفعة جواد لها وإهانته لها الواضحة معلنًا رفضه لها صراحةً أمام الجميع بلا تردد، متذكرة كيف أبعدها عنه رافضًا فعلتها واقترابها منه الغير محبب له، تتوعد له بعصبية مقررة أن تجعله يموت ندمًا على تركه لها، ستأخد خطواتها في إظهار ذاتها وجمالها أمامه. 


الحمقاء تظن أنه سيتطلع نحوها بعد رفضه الدائم لها، تظن أنها ستنجح في لفت فكره نحوها لتنعم بإهتمامه الدائم.. 


❈-❈-❈


في الصباح.. 


ولج فاروق لمديحة بخطوات واسعة غاضبة فوقفت قبالته بهدوء متمتمة بتساؤل مدعية عدم الفهم بالرغم من دقات قلبها المتسارعة بداخلها بخوف 


:- ايه يا فاروق في حاجة؟ 


أسرع يجيبها صائحًا بصرامة ولهجة مشددة حازمة 


:- اه فيه وانتي عارفة انه فيه بلاش تستهبلي عليا ولا هتعملي زي ماعملتي امبارح انتي وبنتك. 


شحب وجهها بتوتر وفرت الدماء هاربة منها وردت عليه بقلق وعدم انتظام 


:- قـ.. قصدك ايه يافاروق، بعدين انا واروى معملناش حاجة امبارح. 


قبض فوق ذراعها بقوة ألمتها جعلتها تتأوه متألمة بضراوة متمتمة بضيق 


:- يا فاروق اوعى ايدك واتكلم زي ما أنت عاوز. 


ظل قابضًا فوق ذراعها لم يتركها وغمغم بجدية حادة  يوضح لها معنى حديثه عالمًا أنها تفهمه جيدًا مدعية عدم الفهم 


:- الكلام اللي اتقال امبارح غلط في غلط وأنا عارف، جواد ضرب أروى ليه متقوليش الكلام الاهبل اللي اتقال امبارح لانه مش هيدخل دماغي. 


طالعته بريبة وقلق لاعنة ابنتها سرًا عن أفعالها الحمقاء وأجابته بتوتر محاولة انهاء الأمر 


:- مفيش يا فاروق هي اعترفتله انها بتحبه شوف ابنك بقى عمل كدة ليه، هي بتتعامل معاه كأنه خطيبها زي ما أنتَ قولت هو اللي مش موافق. 


تركها بهدوء وغمغم بجدية وصرامة 


:- قوليلها مش وقته متفتحش الحوار دة دلوقتي مع جواد، ولا بنتك مش عارفة تستنى شوية. 


طالعته بمكر وبدت العصبية فوق قسمات وجهها شاعرة بتخليه عن الأمر فصاحت به بغضب وحدة 


:- لا هي تعرف تستنى بس شكلك أنت اللي اتراجعت عن الموضوع دة، قولت خلاص عصام مات ومبقاش ليه لازمة وهتشيل ايدك منه عشان مش عارف تحكم على جواد جليلة مقوياه. 


هدر بها بعنف ليجعلها تتوقف عن حديثها الذي ليس له معنى طالعها بأعين حادة غاضبة 


:- مديحة اخرسي خالص أنا فاهم كلامك كويس، بعدين لا انتي ولا عصام اللي عاوزين الجوازة دي لأ أنا اللي عاوز اجوز أروى بنت أخويا لابني بس دة مش وقته مش وقته خالص. 


تنهدت بصوت مرتفع متمتمة بضيق 


:- ماشي يا فاروق لما نشوف. 


هدر بها بعنف وعصبية صارمة أخرستها 


:- مديحة اتعدلي تشوفي ايه وأنا من امتى رجعت في كلمة قولتها، أنا مش عاوز كلام في الموضوع دة دلوقتي غير لما افتحه أنا سمعاني؟ 


تراجعت مسرعة عن موقفها وصرامتها أمامه متمتمة بهدوء 


:- آه طبعا يا فاروق أنا مقولتش حاجة أنا بس بقول يعني عشان خاطر أروى حرام نكسر قلبها عشان كدة بتكلم. 


همهم يرد عليها بجدية وتعقل 


:- أروى زيها زي سما وانتي عارفة كدة عمري ما هكسر قلبها، جواد ليها بس اصبري انتي وهي، بعدين دة جليلة زعلانة على وفاه ابنك اكتر منك هو في ايه، ابنك لسة ميت مكملش حاجة وانتي بتفكري في جواز. 


صممت مستمعة إلى حديثه بغضب متمتمة بحدة 


:- هو ايه اللي بتقوله دة اكيد زعلانة على ابني فاروق بلاش كلامك السخيف دة ملوش داعي. 


همهم يجيبها وسار متوجه نحو الخارج تاركًا اياها خلفه شاعرة بغضب عارم يزداد بداخلها من حديثه

كيف له أن يتهمها بعدم حزنها على وفاة ابنها الوحيد؟! كيف يمدح في جليلة عنها ويفضلها؟! شاعرة بنيران حادة تشتعل في قلبها. 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين... 


وصلت مديحة للمنزل المقيم به عائلة رنيم بغرور، أسرعت والدتها تطالعها برعب والخوف يملأ قلبها بعد فعلة ابنتها بزوجها، تمتمت بقلق مشيرة لها بالدخول 


:- أهلا وسهلا يامديحة هانم اتفضلي ادخلي ارتاحي. 


طالعتها بغرور من أعلاها إلى أدناها وردت عليها بتكبر 


:- مانا هدخل وارتاح دة بيتي، ولا نسيتي أصلكم والحارة اللي كنتم فيها. 


أجابتها مسرعة بقلق مأومأة برأسها أمامًا تؤيد حديثها المهين لهم 


:- آه طبعا يا مديحة هانم كل اللي بتقوليه صح دة بيتك وتعملي فيه اللي عاوزاه طبعا. 


هبت واقفة قبالتها بعصبية صائحة بها بغضب 


:- كويس إنك عارفة يعني كمان اقدر اطردكم في أي وقت وترجعوا للشارع اللي جايين منه. 


أسرعت ترد عليها بخوف وكأن ما تخشاه سيحدث 


:- لـ... ليه بس يا مديحة هانم هو... هو أنتي شوفتي مننا حاجة وحشة دة احنا من ايدك دي لأيدك دي و... 


هدرت بها بعنف وحدة أخرستها رامقة إياها بنظرات غاضبة كالسهام المنطلقة نحوها 


:- بقولك ايه متستهبليش عليا أنتي مش عارفة بنتك الوسـ*ـة دي عملت إيه بعد ما لمتها دة أنا لو طولتها هاكلها بإيدي مش هرحمها. 


خرج والد رنيم بسبب صوت مديحة المرتفع، تفاجأ عندما رآها أمامه أسرع مرحبًا بها بقلق 


:- ايه دة ايه دة المكان منور اتفضلي ياهانم ارتاحي. 


لم تهتم بحديثه وواصلت حديثها مرة أخرى بقسوة وغرور  


:- ها قولتي إيه تحبي تطردوا من هنا ولا تقعدوا وتسمعوا كلامي اللي هيتنفذ بالحرف. 


ردت عليها مسرعة من دون تفكير توافقها في أي شئ  تريده منها 


:- اكيد طبعا ياهانم اللي عاوزاه كله هيحصل احنا ملناش دعوة برنيم ولا طايقينها بعد عملتها السودا. 


جلست بغرور واضعة ساقها فوق ساقها الآخر وتمتمت بخبث يشبه نواياها 


:- عاوزاكم تشهدوا ضد رنيم تقولوا أن ليها في المشي البطال ومن زمان وهجيب محامي يفهمكم كل الحاجة ولللي هيتقال بالظبط. 


وافقت هالة والدتها مسرعة بدون تفكير في مصير ابنتها وسمعتها التي ستدمر بل كل فكرها في مصير حياتها التي اعتادت عليها وتخشى زوالها 


:- لأ لأ احنا موافقين طبعا احنا هنقف معاها بعد عملتها السودا دي منها لله ربنا ياخدها. 


تطلعت مديحة نحو والد رنيم الذي كان يقف صامت لم يبدى رد فعل على حديثها وتمتمت متسائلة بمكر لتعلم رأيه هو الآخر في الأمر 


:- وأنت إيه رأيك؟ قولت ايه هتشهد ولا تمشوا والفلوس اللي ببعتها تقف؟ 


ابتلع ريقه بتوتر لم ينجح في تحديد موقفه فأجابها متلجلجًا بضعف 


:- مـ...ماهو أنا والله ياهانم لسة مش عارف، رنيم بنتي برضو مهما يحصل وسمعتي من سمعتها. 


صاحت به بعنف غاضبة والدماء غلت بغضب داخلها 


:- آه قول كدة بقى يعني أنتَ واقف مع بنتك عدوتي ال*** اللي قتـ لت ابني صح. 


تمتمت والدتها مسرعة برفض وطمع ملتمع في عينيها والخوف من ترك كل شئ يعيشون فيه ملأ قلبها 


:- لا طبعا واقفين معاها إيه رنيم بالنسبالنا ماتت بعد عملتها السودة والله محدش عاوزها هو بس بيتكلم عشان سمعتنا مش اكتر والله يا مديحة هانم. 


لم تعطِ لحديثها اهتمام بل كررت سؤالها مرة أخرى بنبرة تزداد حدة 


:- ها مسمعتش ردك يعني أنت واقف مع رنيم بنتك وموافق تضحي بكل دة وبالعيلة كلها عشانها؟ 


التمعت عينيه بطمع متذكرًا حالته القديمة الفقيرة وخوفه منها، فرد عليها هو الآخر موافقًا بعدم رضا محاولًا إخفاءه أمامها حتى لا تتراجع معهم 


:- لأ طبعا يا مديحة هانم مش كدة أنا مش معاها أنا بس كنت بتكلم في نقطة تانية بس هعمل اللي حضرتك عاوزاه طبعا واعتبريه حصل فهمينا أنتي بس اللي هنقوله. 


ابتسمت بمكر والشر يبدو داخل عينيها مقررة تدمير رنيم تلك الفتاة التي عانت من ظلمها وقـ سوة عائلتها، وتمتمت بغرور متعجرف 


:- المحامي هيبقى يفهمكم كل حاجة وتتقال بالنص زي ماقولت وكمان الفلوس هتوصلكم زيادة بعد كدة وخدوا دول. 


أخرجت حفنة من المال من حقيبتها وألقتها فوق المنضدة بتكبر ومتباهية بذاتها ومالها وسلطتها عليهم. 


تمتمت هالة بسعادة مرتسم فوق وجهها ابتسامة طامعة وعينيها تلتمع فوق المال المتواجد أمامها بطمع 


:- تسلميلنا ياهانم والله، تشربي إيه بقى أنتي مشربتيش حاجة خالص. 


نهضت بغرور وأشارت نحوها بسبابتها بتقليل من شأنهم 


:- أنا أشرب عندكم أنتم، دة في أحلامك متنسيش نفسك. 


سارت نحو الباب بخطى واثقة تاركة أياهم فرحين بالمال الذي حُصلوا عليه يخططون لما سيفعلونه به غير عابئين لأمر ابنتهم الذي يضحون بها بعد بيعها من قبل كالسلعة التي ليس لها أهمية عند أحد. 


الأهم عندهم هو المال فقط، على اتم استعداد لفعل أي شئ مقابل الحصول عليه. 


بينما مديحة فقد ارتسم فوق شفتيها ابتسامة ماكرة منتصرة لنجاحها في تحقيق هدفها من تلك الزيارة التي قامت بها بعلم فاروق وخططت معه على كل شئ سينفذونه في الجلسة الأولى لعقوبة رنيم العقوبة المستحقة للنيل بثأر عصام الهواري. 


❈-❈-❈


عاد جواد إلى المنزل مرة أخرى بعدما قامت والدته بالإتصال عليه والتحدث معه مترجية إياه حتى يعود. 


أسرعت تحتضنه وتهللت أساريرها بفرحة مرحبة به بسعادة ومعاتبة اياه بحنان 


:- تعالى اقعد يا حبيبي، بقى كدة عاوز تمشي وتسيب أمك حبيبتك. 


سار معها بهدوء وثقة مرتسم فوق ملامحه جدية تامة جالسًا فوق الأريكة بجانبها مقبلًا يدها بحب 


:- وأنا اقدر برضو ياست الكل بس اللي حصل مينفعش فاروق بيه الهواري سمع كلامهم رغم انه عارف انهم كدابين. 


كان يتحدث بغضب شديد متملك من كل ذرة به متذكرًا أفعال والده معه الغير مفسرة. 


أسرعت تحتضنه بحنو مربتة فوق كتفه بهدوء وردت عليه بتعقل هادئ


:- ياحبيبي والله قولتله ان كلامهم مش صح بس هو عمل حساب إن عصام لسة متوفي حقك عليا أنا ياحبييي ولم الموضوع عشان خاطري ولا ماليش خاطر عندك. 


طبع قبلة رقيقة فوق جبهتها حانية مغمغمًا يرد عليها بهدوء 


:- لأ طبعا اللي عاوزاه كله هيحصل بس يعـ... 


قبل أن يواصل حديثه وجد سما شقيقته التي عادت للتو لم تكمل دقيقة أسرعت منطلقة نحو جواد شقيقها واقفة خلفه متمتمة بخوف 


:- جواد الحقني عشان خاطري. 


هب واقفًا بصدمة معقدًا حاجبيه بعدم فهم وأردف متسائلًا 


:- في ايه يا سما؟ ايه اللي حصل؟! 


قبل أن تجيبه وجد والده يدلف والغضب بادي فوق ملامح وجهه بضراوة صاح في سما ابنته بعصبية 


:- سما تعالى هنا قدامي احسنلك. 


أنهى حديثه مشيرًا لها بسبابته أمامه. 


تشبتت في قميص جواد بقوة الذي ربت فوق يدها بهدوء، وغمغم متسائلًا بجدية تامة 


:- في إيه مالها سما عملت إيه براحة عليها؟! 


ضرب فاروق المنضدة التي أمامه بقوة غاضبة صائحًا بحدة ولهجة حازمة مشددًا فوق كل حرف يتفوهه 


:- ملكش دعوة أنتَ دي بنتي وأنا حر ولا مش هعرف اكلمها  عشانك دة اللي ناقص بقى، تعالى ياسما قولت. 


قبض جواد فوق يده بقوة ضارية حتى أبيضت مفاصله محاولًا السيطرة على غضبه حتى لا يتشاجر مع والده مرة أخرى خاشيًا تعب والدته. 


رد عليه متسائلًا مرة أخرى بهدوء زائف لايعلم من أين حصل عليه 


:- مش كدة بس هي خايفة قدامك في إيه لدة كله؟ 


تنهد بغضب ضاري والدماء غلت بعروقه وأردف بحدة  صارمة


:- طب بصي بقى طالما هي كدة مفيش مرواح الجامعة تاني غير على الأمتحانات سمعاني لكن مرواح كل يوم دة انسيه.


أجهشت في بكاء شديد وتمتمت بضعف معترضة من بين دموعها التي سالت فوق وجنتيها كالشلال بلا توقف 


:- بـ...بس يابابا مينفعش والله ما..


قطع حديثها بصرامة وشدة 


:- اللي قولته يتنفذ بدل ما أقول مفيش خالص. 


غمغم جواد يرد عليه هو معترضًا بجدية وحدة 


:- يعني إيه هو إيه اللي مفيش خالص دي في آخر سنة ليها ولازم تكملها. 


صاح فاروق يرد عليه بعصبية شديدة 


:- اسكت أنتَ خالص أنا بكلم بنتي إيه اللي دخلك مش هعرف اتكلم معاها عشانك. 


قبل أن يرد جواد عليه بعدما فقد سيطرته على ذاته، أسرعت جليلة تتحدث بقلق 


:- جواد خلاص انت يا حبيبي اسكت دلوقتي. 


تطلعت نحو فاروق بقلق خوفًا من حدوث أي شئ بينه وبين جواد، وتسائلت بنبرة هادئة 


:- في إيه يا فاروق سما عملت إيه عشان دة كله، بعدين اهدى كدة وكلمها بعدين، تكون هديت. 


اومأ برأسه أمامًا بثقة تامة وغمغم بشموخ وجدية 


:- بعدين هقولك تعالي فوق نتكلم. 


سارت معه مسرعة داعية ربها أن يمر الأمر بهدوء وتجعله يتراجع في قراره مع ابنته. 


جذب جواد شقيقته داخل حضنه مربتًا فوق ظهرها بحنان مردفًا بهدوء لينجح في تهدئتها هي الأخرى 


:- اهدي يا سما مفيش حاجة تستاهل دموعك دول. 


كانت ترتعش بين يديه بضعف وتمتمت من بين دموعها بحزن 


:- جـ... جواد أنا عاوزة اروح مش هعرف اكمل كدة. 


ربت فوق ظهرها بحنان وأردف بتعقل وجدية


:- هتكملي وهتروحي  يوم كمان بس اقعدي كدة وفهميني في إيه، وليه بابا عمل كل دة، دة عمره ما عمل كدة معاكي. 


جلست بحانبه بعدما مسح دموعها بحنو تطلعت أرضًا بخجل تفرك في يديها متمتمة بتوتر  


:- مـ...ماهو يا جواد أنا بصراحة.. 


لم تستطع مواصلة حديثها، فربت فوق يدها مقبلًا إياها بهدوء يحثها على مواصلة حديثها 


:- اتكلمي يا سما متخافيش في ايه لكل دة. 


اومأت برأسها أمامًا وتمتمت بخفوت مواصلة لحديثها 


:- حد قال لبابا أني بحب واحد فهو عمل كل دة عشان كدة. 


اعتدل في جلسته أمامها يجدية متسائلًا بعدم فهم 


:- يعني إيه اللي بتقوليه دة، وأنتي بتحبي فعلا ولا لأ، احكي بقى براحة عشان أفهم. 


تطلعت أرضًا بخجل يبدو عليها بوضوح ففهم جواد حقيقة الأمر ابتسم لها بهدوء لتواصل حديثها فتمتمت شارحة له الأمر بهدوء 


:- بص هو هـ.. هو انا بصراحة أه فيه واحد بحبه هو ظروفه على قد حاله مش زينا كدة يعني بس معرفش بابا عرف ازاي، لقيته جه خادني انهاردة من الكلية وكلمني بزعيق في الطريق. 


قبل أن يتحدث أسرعت تدافع عن ذاتها


:- بس والله يا جواد ما بعمل حاجة غلط ولا بتخطى حدودي والله. 


اومأ برأسه أمامًا متفهمًا حديثها وسألها بجدية 


:- وهو فين الواحد دة مجاش يتقدم ليه ولا خد أي خطوة ليه؟ 


أسرعت ترد عليه بخفوت مدافعة عنه بضراوة


:- لـ...لأ لأ مش كدة بس هو زي ما قولتلك ظروفه على قده وبيدور على شغل لسة عاوز يظبط أموره قبل ما يجي عشان ميترفضش. 


سألها بجدية شديدة ليطمئن عليها 


:- وهو اسمه ايه عاوز اتأكد من كدة ليكون بيتسلى. 


دافعت عنه مسرعة بهدوء محركة رأسها نافية


:- لا لأ هو محترم والله ياجواد أسمه خالد ابراهيم محمد. 


هز رأسه بتأكيد جاد متمتمًا بعجالة وهو يعد ذاته للذهاب


:- ماشي هشوف يا سما اقوم بقى عشان ورايا مشوار مهم لازم أعمله. 


تمسكت بيده قبل أن يذهب تستوقفه وتمتمت بقلق 


:- جواد أنا عاوزة اروح الكلية اتصرف عشان خاطري. 


احتضنها بحنان مربتًا فوق ظهرها بهدوء، مردفًا بهدوء ليطمئنها 


:- متخافيش هتصرف بس مفيش كلام تاني مع الواد دة لغاية ما نشوف. 


ابتسمت بسعادة وقد تهللت أساريرها لوجود شقيق مثله في حياتها يدعمها في كل شئ أيدت حديثه بهدوء


:-ماشي ياحبيبي مش هكلمه تاني بس لما تعرف عنه حاجة عرفني. 


همهم بهدوء يؤكد على حديثها مقررًا معرفة كل شئ عن ذلك الشخص. 


قبل أن يذهب وجد أروى أمامه تنهد بغضب ظهر عليه ما أن رآها، سار بجانبها وكأنه لم يراها متجاهلًا وجودها أسرعت تلاحقه بخطوات شبه راكضة واستوقفته هي متمتمة باسمه 


:- جواد..جواد استنى عاوزة اتكلم معاك. 


طالعها بنظرات حادة تعكس مدى غضبه الذي يشعر به، وأردف ببرود حاد 


:- لأ مش فاضي دلوقتي نتكلم بعدين عندي مشوار مهم لازم الحقه. 


سار من أمامها ببرود لم يهتم بها وكأنها لم تقف تتحدث معه. 


تأفأفت بغضب عارم تملك منها وتمتمت بينها وبين ذاتها بتوعد وعصبية 


:- ماشي ياجواد ماشي لما نشوف أخرتها معاك.


❈-❈-❈


في مكان الحادثة الذي قُتل به عصام دلف ذلك الشخص المجهول الذي لم نعلمه للآن وبدأ يبحث بحذر في المكان وكأنه يحاول إيجاد شيء ما خفي مثله. 


لكنه دُهش بعدما حصل على شئ لم يتوقعه بعد ساعات متعددة من البحث، مفاجأة صعقته جعلته يعلم أنه أخطأ... أخطأ في موقفه وشعوره لأول مرة. 


أسرع يخرج تارك المكان خلفه بحذر خوفًا من أن يراه أحد في ذلك المكان. 


بعد ابتعاده عن المكان تمامًا قام بالإتصال على المحامي الذي اتفق معه على الدفاع عن رنيم مغمغمًا بجدية حازمة 


:- أنا عاوز اقابلك عندي حاجة مهمة تشوفها وبعدها تحدد موقفك لو عاوز تكمل أو تسيب القضية هستناك كمان ساعة. 


اعترض المحامي بعدم رضا ناظرًا إلى الوقت المتأخر 


:- ما تستنى لبكرة احنا لسة معانا وقت. 


اعترض الطرف الآخر متمسكًا بموقفه بإصرار شديد 


:- لا طبعا أنت بتقول إيه بقولك حاجة متتأجلش وهتحدد موقفك في القضية عشان كمان لو حابب تنسحب. 


همهم يرد عليها باستسلام متذمرًا من إصراره الشديد. 


بعد مرور ساعة جلس المحامي مع الشخص المجهول يرى ما هو الشئ الهام الذي سيحدد موقفه معه. 


لكنه صُعق من هول الصدمة مما يراه مع ذلك الشخص، محركًا رأسه بذهول وعدم تصديق. 


❈-❈-❈ 


بعد أن تم نقل رنيم إلى المستشفى كانت حالتها مستقرة إلى حد ما، لم تكن في أفضل حالة لكنها تفاجأت بجواد الذي دلف إليها. 


ارتسم فوق شفتيها ابتسامة خافتة مقتنعة الحمقاء أنه جاء لأجلها تمتمت بضعف خافت


:- جـ...جواد أنتَ جاي ليه دلوقتي؟


تمتمت بلهفة ونبرة هادئة مؤكدة شعورها


:-  عـ...عشاني. 


باغتها برده عليها بنبرة حادة قاسية جرحت قلبها المتألم داخلها بحزن وقهر


:- قولتلك جواد بيه بالنسبة لواحدة زيك، بعدين ايه جاي ليه اوعي تكوني فاكرة أني جاي عشانك زي مابتقولي لأ فوقي. 


سرعان ما ترجم عقلها الأمر عالمة حقيقته، حاولت الأعتدال في جلستها ضاغطة على ذاتها والآمها وغمغمت منفعلة بضيق غاضبة 


:-  أنت عاوز ايه بقى ارحمني وابعد عني، عاوز ايه مني يا جواد بيه إيه اللي جايبك ليا تاني مش خلاص؟ 


طالعها بقسوة ضارية والشرر متطاير من عينيه الغاضبتين ورد عليها بلهجة مشددة حازمة 


:- وأنتي مرحمتيش عصام ليه وانتي بتقـ تليه ولا هو عادي بالنسبالك وفكرتي أنك تقدري تهربي بعملتك ال*** دي. 


صُعقت من حديثه معها التي لم تتوقعه، رمقته بحزن كالخنجر المتواجد في قلبها، وتمتمت بتحدي غاضب ازداد من غضبه هو الآخر 


:- وأنتَ مستني إيه ما تيجي تاخد حقه تعالى 

اقتـ لني  بدل ما أنت بتقول كلام عالفاضي يا جواد باشا. 


أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية لاذعة أثارت غيظه لتشعر أنها استعادت جزء من حقها، نعم هي ضعيفة أمام إهانة الجميع لكن هو لا لم تعتاد على الخوف معه ولأول مرة ترى وجهه معها هكذا،  حديثها جعل الدماء تغلى داخل عروقه فثار عليها منفعلًا بضراوة


:- هقـ تلك يا رنيم أنتي فاكرة إيه، فكراني ضعيف قدامك لا هقـ تلك...هقـ تلك وأخد حق ابن عمي اللي مو.تيه من غير رحمة. 


تمتمت بتحدي مدعية الخوف باستهزاء 


:- ماشي اقـ تلني. 


وفي لحظة غاضبة فقد بها عقله وفكره تمامًا ليتصرف بغضب وكان في حالة عصبية لم يستطع التحكم بها أسرع يخرج مسدسه  ووجهه نحوها بغضب ودون وعي 


طالعته برعب لا تعلم هل مَن أمامها هو جواد حقًا؟!  كان يطالعها بكره شديد، حاولت أن تتحدث بخفوت لتجعله يتراجع عن فعلته لكنه لم يدرك ماذا يفعل بها


:- جـ...جواد أنتَ بتعمل ايه، خـ...خلاص مش هتكلم. 


حاولت إبعاد المسدس عنها عندما رأته يعده لقـ تلها حقًا لكنه فقد كل شئ به تمامًا فانطلقت الطلقة النارية بها وسقطت في لحظتها كالجثة الهامدة لم تشعر بأي شئ تمامًا لفكرة موتها على يده، على يد مَن أحبت واختاره قلبها، كانت تراه كل شئ في تلك الدنيا القاسية عليها من جميع الجهات، وها هي الآن ستموت على يديه.


لم تشعر بأي شئ آخر وقد فارقت الحياة على نظراته القاسية لها، نظراته المعبرة عن كرهه لها والتي كانت السبب في تحطم قلبها قبل موتها. 


مرّ على عقلها جميع ذكرياتها المؤلمة على يد عائلتها الذين تركوها غير عابئين بأمرها يعلمون جميعهم ما يحدث لها لكنهم فضّلوا التضحية بها مقابل المال والعيش في حياة أفضل لهم.


صعق جواد هو الآخر من فعلته أمامه رنيم كالجثة الهامدة قتـ لها هو نعم قتـ لها بطلقة نارية أصابت قلبها كيف فعل بها ذلك؟! قتل مَن يعشقها ويهواها هل هذا العشق حقًا، في الحقيقة ذلك هو العشق الأسود.. 


  _مَن اختاره قلبها وأحبه كان سبب في توقفه أيضًا_


#الفصل_العاشر 

#لهيب_الروح 

#هدير_دودو 

صرخات مرتفعة دوت تشق سكون الليل وأرجاء المستشفى، وكانت رنيم تتطلع أمامها بذهول وعدم تصديق، هل حقًا كانت نائمة وهذا حلم بل كابوس بالتحديد. 


هل جواد يود قتـ لها حقًا انتقامًا لابن عمه الذي قُتل على يديها؟! هل سيفعلها بها ويتحقق كابوسها؟ عقلها سيجن من فرط التفكير، تتطلع حولها في كل شئ بجنون محاولة تتأكد أنها لازالت حية لم تُقـ تل كما رأت في كابوسها مررت يدها فوق جسدها بعدم تصديق. 


أجهشت في دوامة مريرة من البكاء، تبكي على كل شئ في حياتها لم تحصل على يوم تتذكر أنه مرّ عليها بسلام وسعيدة به سوى بعض لحظاتها القليلة مع جواد قبل زواجها الذي دمر كل ذلك لكن آين هو؟! وآين تلك اللحظات؟ أصبحت ذكريات في عقلها يداهمونها، هو الآن يراها مجرمة قا'تلة متجردة من الرحمة تستحق القـ تل وإن استطاع سيفعلها بذاته ناهيًا حياتها كما رأت في منامها. 


أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بقوة ضارية متمنية ألا تعيد فتحهما مرة أخرى محاولة التقاط أنفاسها بانتظام لتدخل لرئتيها اكبر قدر من الهواء متخيلة صورته أمامها لكن هُناك سؤال ضرب عقلها بضراوة لماذا هي حية إلى الآن؟! ماذا ستستفاد من حياتها الحزينة المنتهية منذُ زواجها؟! هل تنتظر المزيد من الحزن والألم؟ الأجابة بالطبع لا، قلبها اكتفى بالحزن المتواجد به إلى الآن اكتفى وأخبرها أنه لن يستطع تحمل حزن جديد، عينيها تعبت وتورمت من البكاء ودموعها على وشك النفاذ. 


لماذا هي حية؟! ترددت الفكرة داخل عقلها كثيرًا مقررة تنفيذها، ليتها كانت فعلتها قبل حدوث كل ذلك، كانت قـ تلت ذاتها بدلًا من عصام. 


لم تتردد في تنفيذ فكرتها بل قامت بامساك آلة حادة بجانبها ومررتها على معصم يدها مقررة إنهاء حياتها السوداء التي كانت مفعمة بالحزن والقسوة، الظلم والقهر لقلبها، الدموع والبكاء، بدأت الدماء تسيل من يدها تملأ أرضية الغرفة وهي فاقدة لوعيها لم تشعر بشئ مما حولها. 


❈-❈-❈


في الصباح... 


كانت جليلة تعد ملابس فاروق بعناية ابتسم باستحسان ما أن رآها وطبع قبلة هادئة فوق يدها مردفًا بخشونة وجدية 


:- تسلم ايدك خلاص انزلي شوفي الفطار على ما أخلص عشان مستعجل انهاردة. 


وقفت خلفه تريد التحدث لكنها تشعر بتردد خوفًا من أن يرفض حديثها أو يذهب تاركًا المنزل، تنهدت بصوت مرتفع ولازالت تقف صامتة. 


طالعها بدهشة متعجبًا من وقوفها خلفه لما لم تتحرك كما أخبرها؟ غمغم متسائلًا بتعجب وحدة 


:- إيه يا جليلة هتفضلي واقفة كدة؟ في إيه انزلي زي ما قولتلك جهزي الفطار، خلاص مش عاوز حاجة تاني هنا. 


طالعته بتوجس وخوف من رد فعله مبتلعة ريقها بتوتر، قطب جبينه بذهول من صمتها فصاح بها بحدة 


:- ايه يا جليلة انتي واقفة بتصوريني هتقولي في إيه ولا هتفضلي ساكتة؟ 


انتفضت بخوف من نبرته الحادة المشددة وأردفت متحدثة بتوتر والقلق ينهش في قلبها 


:- كـ... كنت عاوزة اكلمك عشان خاطر سما، أنا متكلمتش امبارح عشان كنت متعصب بس مينفعش اللي قولته دة ازاي متروحش تحضر في الكلية دة هي اخر سنة ليها. 


أضاف معقبًا بغضب صارم بعد أن انتهت من حديثها الذي جعل الدماء يغلي بداخله متذكرًا فعلة ابنته 


:- ومش هتخرج خالص من البيت كمان إيه قولك بقى، وكلامي يتسمع يا جليلة. 


التقطت أنفاسها بعدم انتظام وردت عليه متلعثمة بعدم رضا متسائلة حتى تفهم ما الأمر 


:- طـ.. طب هو في ايه؟ هي عملت ايه لكل دة؟! ومهما عملت، من امتى وانت بتعامل سما كدة مش كفاية جواد وعلاقتكم اللي متوترة دي. 


صاح بها بعنف وحدة أخرستها ضاربًا الخزانة بقوة فاقد سيطرته على ذاته وانفعالاته 


:- عملت اللي عملته انشالله تكون معملتش حاجة وأنا قولت كدة يبقى كلامي يتنفذ بعدين علاقتي بجواد كدة بسبب دلعك ليه وتربيتك الغلط قويتيه عليا، يبقى متدخليش مع سما كمان سمعاني. 


عادت إلى الخلف عدة خطوات مبتعدة عنه خوفًا من غضبه الشديد الذي بدا عليه، تمتمت ترد عليه بضعف 


:- أنا مقولتش حاجة يا فاروق أنا بس بفهم في إيه عشان مش متعودة عليك تعمل معاها كدة وايه اللي بتقوله دة جواد معملش حاجة ولا متدلع والله هو بس تفكيره مختلف عنك ودة اللي مش عاجبك. 


لم يعطِ لحديثها أهمية بل دفعها بقوة إلى الخلف وسار بخطى واسعة غاضبة وجسد متشنج متمتمًا بضيق حاد 


:- كل شوية كلام كلام ملوش فايدة هو في إيه، مش معقول كل ما اجي اكلم حد الاقيكي بتدخلي، مش عيالي هما كمان زيك. 


طالعته بصمت لم تعقب على حديثه بل فقط تنظر إليه وإلى غضبه الشديد لكنها أسرعت تلاحقه عندما وجدته يخرج من الغرفة تاركًا إياها معد ذاته على الذهاب، كانت تصيح باسمه بحزن 


:- فاروق... فاروق استني مش هتفطر الأول 


وقف وعاد إلى الخلف متطلع نحوها مردفًا بغضب حاد وعصبية مفرطة غير واعٍ لما يتفوهه


:- مش عاوز حاجة منك ولا فطار ولا حاجة، خليكي انتي بس دلعي فيهم دة اللي بتعرفي تعمليه. 


تطلعت بحرج وحزن نحو مديحة التي خرجت من غرفتها ووقفت ترى مايحدث متسائلة بذهول نع ذاتها ولما فاروق غاضب؟ هل حقًا يتشاجرون أم يتحدثون في نقاش هادئ؟! 


صمت هو الآخر بعدما علم بوجود مديحة وغمغم بجدية محاولًا التحكم في ذاته حتى لا يجرحها أمام احد


:- معلش يا جليلة بس انتي عارفاني متضايق مش عاوز افطر هلحق امشي عشان متأخرش عالشغل. 


انهى حديثه مقبلًا رأسها بهدوء، ابتسامة خفيفة هادئة زينت محياها لإهتمامه بها أومأت برأسها أمامًا ولم تتحدث كتيرًا بل تمتمت بخفوت 


:- ماشي تروح وترجع بالسلامة. 


سار من أمامها مستكملًا طريقه مردفًا لمديحة بخشونة جادة 


:- صباح الخير يامديحة.. 


مرّ من جانبها من دون أن ينتظر ردها فرمقته بعصبية والغضب يملأها كيف له أن يتجاهلها هكذا؟ تطلعت نحو جليلة بغضب وابتسمت ابتسامة ماكرة خبيثة تشبه نواياها الحقيقية، اقتربت منها مردفة بمكر


:- شكل فاروق مستعجل جامد ومتعصب كمان منك سمعاه بيزعق. 


اومأت برأسها أمامًا مبتسمة عنوة عنها وأجابتها بهدوء 


:- لأ مش كدة هو مضغوط بس في الشغل وأنا عمالة احاول معاه عشان يفطر، تعالي انتي يلا ننزل نفطر مع بعض بس شوفي أروى وأنا هشوف سما هصحيها. 


تسألت بنبرة ماكرة موزعة عليها نظرات خبيثة لم تفهم جليلة معناها 


:- هو جواد فين مش هيفطر ولا ايه؟ 


أجابتها باتزان ولازالت لم تفهم حقيقتها السيئة وطباعها الماكر


:- لا جواد مش هنا من بليل وراه شغل هو على طول كدة.. 


مصمصمت شفتيها بعدم رضا وتفوهت بحيلة مخادعة كالحية تلقي سمها في الخفاء 


:- والله ما عارفة حوار شغله دة تعب ليه على الفاضي بس انتي السبب يا جليلة الصراحة كان زمانه دلوقتي شغال مع ابوه ومتجوز أروى من زمان حرام فاروق مضغوط لوحده بعد مو'ت عصام ابني حبيبي ربنا يرحمه وياخد اللي كان السبب. 


قالت جملتها الأخيرة مدعية الحزن بمهارة تقطع أنياط قلب مَن يستمع إليها، يظن أنها ستـ قتل ذاتها حُزنًا على ابنها وكأن حياتها قد توقفت عند لحظة موت ولدها. 


أسرعت جليلة مربتة فوق كتفها برفق والحزن قد بدا عليها بعدما استمعت إلى حديث مديحة عن ابنها تظن أن قلبها يعتصر داخلها حزنا على ابنها، وتمتمت ترد عليها بحزن


:- ربنا يرحمه ادعيله ويصبر قلبك يارب، بعدين على جواد دة نصيبه وربنا يحميه مكان ما موجود. 


سارت معها بهدوء محاولة التخفيف عنها بالحديث في أي شئ لكن الحمقاء فمديحة لم تهتم بكل ما تتفوه به هي فقط تود أن تصير الآمرة الناهية لتلك العائلة ما تتفوه به يحدث دون نقاش أو اعتراض منهم، وأهمهم زواج ابنتها من جواد حتى تضمن لها هي وابنتها مستقبل آمن، سيكون مستقبلها مع جواد الهواري ابن عمها والابن الوحيد لعائلة الهواري، تود القضاء على جليلة لتصبح هي أهم واحدة في العائلة. 


❈-❈-❈


استعادت رنيم وعيها بعقل مشوش بعد أن تم إنقاذها تطلعت أمامها بحزن لكونها مازالت حية على قيد الحياة، حزينة لأنها لم تمُت كما كانت تريد، لكنها تفاجأت بوجود جواد معها في الغرفة الذي كان يجلس في أحد الأركان بجسد متشنج الغضب يبدو بوضوح فوق قسمات وجهه. 


انكمشت فوق ذاتها بخوف فلاحظ أنها استعادت وعيها، أسرع مقتربًا منها موزع عليها نظراته الحادة الغاضبة مردفًا بحدة 


:- ايه عاوزة تمو'تي نفسك وتهربي من اللي عملتيه. 


أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بقوة مانعة ذاتها من رؤيته ورؤية نظراته الغاضبة التي تعكس كرهه لها، نظراته المرهقة لها ولقلبها، لكنها ابتعدت عنه متمتمة بضعف خوفًا من تنفيذ كابوسها ويكون قـ تلها على يده 


:- ا... اوعا ابعد عني أنت عاوز مني ايه، انت مالك بيا ولا إيه عاوز انت اللي تقـ تلني. 


اومأ رأسه أمامًا مؤكدًا حديثها ببرود والنيران مشتعلة بداخله بغضب شديد، صائحًا بها بعصبية مسيطرة عليه بضراوة


:- اه عاوز اقتـ لك وقولتلك لو اطول اعملها هعملها مش هتردد ولا حياة واحدة زيك تفرقلي. 


تنهدت بصوت مرتفع محاولة إخفاء وجعها من حديثه الذي كان كالنصل الحاد غُرز في قلبها بلا رحمة لها ولمشاعرها لم تعتاد على القسوة منه لذلك تشعر بوجع قسـ وته أكثر من كل ما مرّ عليها، تمتمت بخفوت  من بين دموعها التي سالت فوق وجنتيها بحزن


:- لما أنا مفرقلكش جاي ليه أنت عاوز إيه مني مش عيب تزور واحدة زيي. 


ضرب الحائط بقوة في لحظة غاضبة منه موجه نحوها نظراته الحادة المخترقة لجسدها الهزيل ورد عليها متعاليًا بحدة 


:- وانتي فاكرة اني جاي ازور واحدة زيك ولا واحدة زيك تفرقلي أنا بس جاي أعرف حاجة واحدة. 


شعرت بالوجع من حديثه الذي يردفه صراحةً أنها ليس لها أهمية عنده مثله مثل الجميع يخبرها الآن  انها لا قيمة لها، تمتمت متسائلة بحزن 


:- ا..ايه هو اللي عاوز تعرفه؟ 


تطلع داخل عينيها بضراوة يود استماع إجابة سؤاله بصدق للتأكد من ظنونه بها، غمغم متسائلًا بجدية حادة مشددًا فوق كل حرف يتفوهه 


:- أنتي اللي قتـ لتي عصام ولا لأ؟ 


هربت من أمام عينيه ونظراته المحيطة بها شاعرة بالخوف من سؤاله، وتسائلت هي الأخرى بدلًا من الرد عليه 


:- و... وأنت بتسأل ليه عاوز إيه مني تاني مش سألتني قبل كدة وجاوبتك؟ 


لم يهتم لحديثها وسؤالها بل كرر سؤاله عليها بعصبية ونبرة مرتفعة غاضبة


:- انتي اللي قتـ لتيه ولا لأ؟ 


تعلم إذا أجابته أنها لم تقـ تله لن يصدقها وتظل في نظره مجر'مة قا'تلة قتـ لت ابن عمه البرئ، لكن ابن عمه حقًا يستحق القـ تل هي فرحة بموته ترى أنه نال جزاءه، جزاءه من عذابها على يده وذ'بح روحها في كل مرة تمر عليها معه، تراه يستحق القتل، لكن تعلم أنه هو يرى عكس ذلك، لم يرى حقيقة ابن عمه التي أخفاها عنه والده وزوجة عمه،  حقيقته السادية  البارزة فوق جسدها وروحها. 


قررت ألا تنكر قتله وتعترف به لأن ذلك سيعجل من حكم إعدامها وانهاء حياتها كما تريد من تلك الدنيا التي وزعت القسوة والحزن عليها هي فقط سالبة منها السعادة والفرحة، لذلك أومأت برأسها تمامًا مجيبة إياه بتأكيد محاولة التمسك بثقتها أمامه حتى لا تثير ظنه بها


:- آه يا باشا قولتلك قبل كدة وبقولهالك تاني أيوة أنا اللي قتـ لت عصام ابن عمك ولو طولت اعملها الف مرة هعملها ومش هزهق. 


اقترب منها أكثر مثبتًا بصره عليها جيدًا لم يتحرك للنظر في أي شئ آخر سواها انكمشت على ذاتها بقلق وعادت بجسدها إلى الخلف تاركة مسافة قليلة بينهما خوفًا من ضعفها أمامه واحتياجها الشديد للبكاء داخل حضنه التي تمنت كثيرًا أن تلقي ذاتها بداخله بعد كل مرة يقترب منها عصام ويضربها لم تتمنى شئ سوى وجوده والبقاء داخل أحضانه لكن كل ذلك أحلام لن تتحقق ستظل داخل عقلها تتمناها مثلما تمنت العديد من الأشياء. 


غمغم بغضب عارم أمام شفتيها، غضب شديد أخافها وجعلها تشعر بنغزة قوية في قلبها 


:- مش هسيبك يارنيم، مش هسيبك ومش هرحمك. 


كانت تود الفرار هاربة من أمامه ومن نظراته التي ازدادت حدة واشتعالًا إلا أن الأصفاد الحديدية التي كانت فوق يديها وفي الفراش منعتها وقيدتها مكانها، طالعته بقهر عندما رأته يخرج من الغرفة بعدما أشاح بصره مبتعدًا عنها وكأنه لا يطيق رؤيتها بدأت في البكاء بقوة، الشئ الوحيد الملازمها طيلة حياتها، لم تفعل شئ دومًا سوى البكاء،  لكن تلك المرة تختلف، تلك المرة هي الأقوى 


كانت كل مرة تبكي وجعًا والمًا من ضربات تُسدد لها تبكي من حديث يجرحها ويهينها، لكن الآن تبكي حزنًا وقهرًا على عشق انتهى وتبدل بالكره، نعم رأت نظرات الكره داخل عينيه، عينيه العاشقة لها اختفى منهما العشق تمامًا لم تراه قبل ذهابه مثل كل مرة، وكأنه تبخر واختفى بعد إجابتها عليه. 


خرج جواد هو الآخر بعصبية شديدة وجسد متشنج غاضب بعدما استمع الى إجابتها المتبجحة المؤكدة لقـ تل ابن عمه ولخيانتها أيضًا، لكن عنوة عنه وجد دمعة حزينة فرت من عينيه زالها مسرعًا بقوة مقررًا إخفاء حزنه في قلبه مثلما أخفى حبها، مقررًا عدم الحزن على مجرمة مثلها واستكمال سيره في انتقامه منها. 


❈-❈-❈


ولجت جليلة غرفة ابنتها التي كانت تجلس تبكي طالعتها بحزن شديد وأسرعت تقترب منها محتضنة إياها بصمت ظلت تربت فوق ظهرها بحنان. 


شددت سما من أحتضانها لوالدتها باحتياج وتمتمت بضعف من بين دموعها التي لم تتوقف للآن 


:- ماما انا والله مغلطتش بابا هو اللي فاهم غلط، وحتى لو غلطت مينفعش افضل قاعدة كدة ومحضرش محاضرات. 


تنهدت والدتها بحزن طابعة قبلة حانية فوق وجنتها متسائلة بهدوم محاولة فهم الأمر التي لم تستطع فهم سببه حتى الآن 


:- طب اهدي بس يا روح ماما وعرفيني ايه السبب أنا سألته والله مرضيش يقولي ايه اللي حصل عشان يقولك كدة، انتي عارفة هو بيحبك قد ايه. 


أجابتها بحزن حركت رأسها نافية معترضة على حديث والدتها 


:- لا ياماما هو مش بيحبنا زي ما بتقولي هو بيحب نفسه على رأي جواد بيحب نفسه واسم ومكانة العيلة لكن احنا لأ، عمره ما فكر يفرحني لا أنا ولا جواد عاوز يفرح ويرضي نفسه بس. 


صاحت جليلة باسم ابنتها بحزن من حديثها غير راضية عن أفعال زوجها التي تدمر علاقته بأبناءه 


:- ســمــا... عيب كدة دة أبوكي وعمل كتير عشانك انتي وجواد وعمر جواد ما قدر يقول عليه كدة، وبنتي اللي مربياها متقولش كدة على ابوها. 


تطلعت أرضًا بخجل من والدتها التي بدا الحزن عليها وابتعدت عنها فأسرعت تحتضنها هي معتذرة بحزن 


:- خلاص ياماما أنا اسفة والله ما هقول كدة تاني بس متزعليش. 


اومأت جليلة برأسها أمامًا وعادت تكرر سؤالها مرة أخرى لفهم ما يدور بين ابنتها وزوجها


:- طب هو ايه اللي حصل ولا أنتي عملتي ايه عشان يقول هو كدة؟ 


لم تخبرها بالحقيقة خوفًا من رد فعلها وخجلًا من والدتها التي لا تعلم هل ستتعامل مع جواد بهدوء وتعقل أم مثل والدها بحزم وغضب لذلك تمتمت بهدوء


:- مفيش ياماما أنا حكيت لجواد كل حاجة متقلقيش. 


اسرعت تواصل حديثها متسائلة تسبق والدتها 


:- هو صح ياماما جواد فين مش شايفاه من بعد ما مشي امبارح. 


علمت جليلة أنها تود إخبارها عما حدث فلم تضغط عليها بل ربتت فوق يدها بحنان وأجابتها بهدوء بعدما نهضت لتخرج من الغرفة


:- ماهو فعلا مرجعش من امبارح عنده شغل على فكرة انا كلمت ابوكي الصبح عشانك بس هو زعق فسيبيه شوية يهدى. 


ابتسمت لوالدتها بسعادة حامدة ربها على وجودها معها هي وشقيقها فلولا وجودهما كانوا سيعانون كثيرًا، ردت عليها بحزن خوفًا على والدتها من عصبية والدها الشديدة


:- لا ياماما متكلميهوش تاني نسيبه شوية لما يهدى أحسن. 


سارت والدتها وتركتها بمفردها بعدما جعلتها تهدأ وتتوقف عن البكاء، جلست منتظرة عودة جواد حتى تطمئن قلبها القلق. 


بالفعل ما أن عاد صعد متوجه نحو غرفته لكن استوقفته والدته التي سألته باهتمام وحنان


:-  ايه ياحبيبي اجهزلك حاجة خفيفة تاكلها في السريع كدة عشان شكلك ماكلتش. 


رد عليها رافضًا بتعب هو فقط يود الذهاب إلى غرفته مسرعًا ليحظى على قسط قليل من الراحة وقيلولة صغيرة حتى يذهب مرة أخرى إلى عمله. 


تفاجأ بشقيقته التي دقت الباب مستأذنه بهدوء 


:- جواد ممكن أدخل لو فاضي. 


فتح لها الباب مسرعًا ممسك يدها جالسًا بجانبها متمتمًا بمرح ليخفف من حزنها


:- انتي تدخلي وتعملي كل اللي عاوزاه هو أنا عندي كم سما. 


ابتسمت بسعادة من حديث شقيقها الحاني وتمتمت متسائلة مسرعة حتى تتركه يرتاح


:- أنا مش هطول عشان تلحق ترتاح عاوزة اعرف بس عملت ايه في موضوعي. 


صمتت لوهلة وأكملت حديثها متلعثمة بتوتر وخجل


:- يـ... يعني قصدي... سـ سألت عليه ولا لأ عملت إيه؟ 


ابتسم على خجلها ثم أجابها بهدوء وجدية محاولًا تخفيف الأمر عليها


:- وللله لسة ماعملت حاجة مكنتش فاضي نهائي، بعدين لسة كدة كدة أنتي مستعجلة على إيه 


ضحكت بهدوء وأسرعت متمتمة بتوتر نافية حديثه


:-لـ... لأ لأ والله مش كدة مش مستعجلة أنا بس قولت اسألك واتطمن مش اكتر أنا هسيبك ترتاح واخرج. 


نهضت تاركة الغرفة ليرتاح بعدما علمت أنه لم يفعل شئ حتي الآن، علم أن شقيقته تحب ذلك الشخص كثيرًا طريقتها تعكس ذلك بوضوح فابتسم شاعرًا بأنها تكبر حقًا وهناك من في قلبها متمني أن يكون شخص جيد يستحق كل ذلك الحب المتواجد في قلب شقيقته ولم يخذلها، فهو أكثر من يعاني الآن من خذلان الحب وسوء الإختيار.. 


❈-❈-❈ 


بعد مرور يومين


في المنزل الخاص بعائلة رنيم.. 


نهض المحامي ذاهبًا بعدما أخبرهم بما سيفعلوه في الجلسة الخاصة بمعقابة رنيم، طالعتهم مديحة بنظرات حادة وأردفت بمكر مشددة فوق كل حرف تتفوهه 


:- فهمتوا كدة كل حاجة وإيه اللي هتقولوه. 


اومأت لها هالة والدة رنيم وردت عليها مسرعة بخوف من تلك الإمرأة جاحدة القلب  التي تستطع فعل كل شئ بكل الطرق الخبيثة 


:- ا... اكيد طبعا ياهانم كل اللي المحامي قاله هننفذه. 


تابعت حديثها بتوعد رافعة سبابتها أمامهما وموزهة نحوهما نظراتها المليئة بالغرور 


:- لو حصل غير كدة مش هيحصل لكم كويس أنتم عارفين أوي أنا اقدر اعمل إيه فبلاش تلعبوا معايا. 


لم تستمع إلى ردهم بل سارت هي الأخرى تاركة المكان بخطوات متعالية مبتسمة بمكر حالمة بما ستفعله لـ رنيم. 


بعد ذهابها غمغم والد رنيم برفض وعدم ارتياح لما سيفعله في ابنته 


:- ازاي ياهالة نعمل كدة دي مهما راحت أو جت بنتنا ازاي هنشهد ضدها انتي عارفة كويس تربيتها وأنها محترمة، لأ انا مش هعمل كدة. 


ضربت صدرها صارخة بعنف والخوف ملأها من حديث زوجها، تعلم جيدًا مصيرهم إذا رفض زوجها الشهادة ضد رنيم 


:- يا نهار اسود يانهار اسود بتقول ايه، يعني ايه مش هتقدر تعمل كدة بعدين خلاص البت دي احنا راميين توبتها من زمان وهي لو محترمة قـ تلته ليه كلنا عارفين انها قـ تلته وكدة كدة هتتعدم، يبقى قتلته وخانته كمان مش مهم. 


طالعها بذهول ولازال رافض الفكرة بإصرار


:- لأ يا هالة مش كدة بعدين ماهي بنتنا برضو يعني سمعتنا احنا كمان، وانا واثق أن رنيم متعملش كدة. 


مصمصت شفتيها بضيق من تمسكه برأيه ورفضه لتنفيذ ماتريده مديحة وتمتمت بحزن زائف تذكره بما سيحدث لهم إذا استمر في رفضه


:- خلاص براحتك بس لو موافقتش هنتحبس كلنا بالشيكات اللي معاهم ولا أنا ولا محمد ابني هنسامحك، كدة هتضيع مستقبله ولا ناسي أنهم ممضينا كلنا اعقل كدة وبلاش تدمرنا عشان رنيم احنا كدة كدة سايبينها من زمان وأنت كنت موافق إيه اللي جد بقى. 


لم يجد حديث يرد به عليها ماذا سيختار ذاته وزوجته وابنه أم ابنته؟ اختياره لها سيفقده العديد، أغمض عينيه بضعف لم يجد أمامه سوى الموافقة عنوة عنه، وفعل ما تريده مديحة التي كانت واثقة من موافقتهم وتنفيذ ما تريده. 


اقتربت هالة منه محتضنة إياه بهدوء بعدما علمت قراره من صمته، بالطبع لن يضحي بعائلة كاملة مقابل فرد واحد فقط.. 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع


وقفت رنيم داخل القفص الحديدي بعدما حررها المجند من الأصفاد الملفاه حول معصمها، وقفت متمكسة بالحديد بخوف مسيطر على قلبها، سيُقال الآن ما يحدد مصير حياتها، تقف تنتظر حكم الإعدام الذي سيصدر لها، تقف والدموع تسيل بصمت فوق وجنتيها لم تتخيل أن نهايتها قد وصلت كانت ترتعش بخوف عالمة أنها ستترك الحياة والجميع بعد إصدار حكم القاضي التي تعلمه قبل بداية جلسة محاكمتها. 


كانت جميع عائلة الهواري حاضرون يطالعونها بغضب وكره وكأن كل منهم يود قـ تلها بيده، اشاحت بصرها سريعًا مبتعدة عنهم لا تريد أن ترى نظراتهم لها. 


تطلعت نحو جواد بحزن شديد هاربة من نظراته لها التي جهلت  تفسيرها، كانت تتمنى أن تستكمل حياتها معه لكن أحلامها قد انتهت بزواجها من عصام الذي سلب منها روحها بلا شفقة لها ولوجعها المسببه هو وعائلته ذات القلب والطباع القاسية. 


بدأت الجلسة لكنها تفاجأت بوجود ذلك المحامي الكبير للدفاع عنها لاتعلم مَن أحضره لها والجميع أيضا بدت الدهشة على وجوههم ظنت لوهلة أن والديها هما مَن احضروه لها لكنها تراجعت في فكرها بعدما رأتهم يقفون بجانب مديحة يتحدثون معها. 


بدأ المحامي بالدفاع عنها بمهارة وغمغم بثقة وعملية


:- يا سيادة القاضي دي كاميرا كانت موجودة في البيت اللي تم فيه الحادثة اتمنى تتطلع عليها لترى الحقيقة كاملة. 


ابتسمت رنيم من بين دموعها غير مصدقة ما تستمع إليه هل حقًا ستحصل على براءتها وإظهار الحقيقة التي تعلمها جيدًا. 


تطلع القاضي على مافي الكاميرا حيثُ ظهر عصام وضربه المبرح لها الذي اثار شفقة القاضي، كان سيواصل ضربه المميت لها لكنه توقف عندما استمع الى صوت طرقات فوق الباب ابتعد عنها مسرعًا بتوتر وتمتم بقلق 


:- ر...روحي افتحي انتي الباب روحي شوفي مين.


لم تقوى على الرفض والاعتراض بسبب هيئتها واثار الضرب الظاهرة عليها بوضوح والدماء التي تسيل منها أسرعت تفتح الباب لكنها تفاجأت بعدة أشخاص ملثمين كادت على الصراخ لكن أسرع واحد منهم واضعًا يده فوق فمها يكتم أنفاسها تمامًا  ووضع المخدر بعدها عليها لتقع في وقتها فاقدة وعيها تمامًا ونفذ المجرمون جريمتهم وقاموا بوضع المسدس في يدها دلالة أنها القاتلة وهربوا تاركين المكان من دون وجود أثر واحد عليهم.. 


وظهر بعد ذلك صوت القاضي الجهوري بقوة


:- بعد الإطلاع على ما تقدم إلينا من الدفاع وإثبات صحته قررنا نحن وبإجماع الأراء براءة المدعوة رنيم أحمد السيد وإلزام النيابة بإحضار المتهم الحقيقي رفعت الجلسة. 


حالة من الهرج والمرج حدثت في القاعة بعد الصدمة التي حلت على جميع عائلة الهواري بعد إثبات براءة رنيم، بينما رنيم فقد ارتفع صوت بكاءها شاكرة ربها على وقوفه معها غير ما مصدقة أنها نالت براءتها بدلًا من حكم الإعدام التي كانت تنتظره، لاتعلم كيف نالتها حقًا؟!


تطلع المحامي الخاص برنيم نحو جواد مقتربًا منه مبتسمًا بثقة ومهارة، لنجاح ما يريدونه واتفقوا عليه سويًا.. 


تكملة الرواية من هنا


بداية الرواية من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
close