expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية لهيب الروح الفصل السادس والسابع والثامن بقلم هدير دودو حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية لهيب الروح الفصل السادس والسابع والثامن بقلم هدير دودو حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية لهيب الروح الفصل السادس والسابع والثامن بقلم هدير دودو حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


الفصل_السادس

في الصباح.. 

عاد جواد المنزل بعد تأكده من شقيقته بوجود والده، كان في حالة يرثى لها، عروقه بارزة، جسده متشنج والغضب يبدو بوضوح عليه، وقف أمام والده هادرًا بعصبية تفوق وصفها وغضب عارم يعميه 


:-  من حقي أفهم بقى إيه اللي عملته امبارح دة؟ 


تجاهله تمامًا مفضلًا عدم الرد عليه وجه بصره نحو زوجته قائلًا لها ببرود وهدوء أعصاب يستفز مَن أمامه به 


:- جليلة شوفي ابنك عاوز إيه، عشان بتزعلوا لما بتكلم. 


طالعته بعدم رضا من طريقته مع ابنه تطلعت نحو جواد مردفة بهدوء وتوتر 


:- ا... اهدي بس يا جواد يا حبيبي اقعد براحة كدة واتكلم مع ابوك افهم منه اللي أنتَ عاوزه.


رد عليها بعصبية مفرطة طغت عليه فغضبه من والده الآن اعماه تمامًا وفقد تحكمه في ذاته لأول مرة 


:- امي لو سمحت متدخليش في الموضوع دة بالذات، أنتِ امبارح كنتِ سمعاه وهو بيقول للكل وساكتة انهاردة كمان اسكتي لأن أنا مش هعديها زي كل مرة. 


تحدث صائحًا بغضب عارم وضيق 


:- دة بيخطبلي من غير ما أوافق اسكت ازاي ولا اهدا ازاي. 


تعلم أنه محق وأن تدخلها بينهما تلك المرة لن يفيد بشئ جواد لن يصمت تلك المرة مثلما يفعل دومًا؛ لذا فضلت الصمت داعية ربها أن يمر الأمر بسلام.


وجه بصره نحوه بأعين حادة كالصقر، وأردف بحدة وعصبية 


:- أنتَ إيه اللي عملته امبارح دة، فاكر أن أنا كدة هوافق واقولك ماشي وموافق اتجوز ليه عيل قدامك دة أنا جواد الهواري بيتهزله رجالة قد كدة هخطب غصب عني.. 


قال جملته الأخير بتهكم ساخرًا يملؤه الغيظ والضيق من أفعال والده التي لم يراها من قبل، لم يرى من قبل أن أب يفعل ذلك مع ابنه، هو بعيد تمامًا عن كلمة أب، هو يتعامل معه بأنه فاروق الهواري الآمر الناهي في كل ما يريده، يريد أن يلغي شخصيته ورأيه المخالف له تمامًا، لم يتذكر مرة واحدة تم نقاش هادئ بينهما.


ترك هاتفه ورد عليه ببرود تام جعله يستشاط غضبًا أكثر من السابق


:-  إيه اللي عملته؟! أنا عملت الصح اللي أنتَ مش فاهمه، أنا بقى فاهم كويس واللي عملته دة لمصلحتك. 


صاح به بغضب وعصبية حادة متخلي عن جميع محاولاته في تهدئة ذاته بسبب طريقة والده المتعالية وكأنه هو وحده مَن يفكر ويتخذ قرارات صواب


:- لا مش الصح، أنت عمرك ما عملت الصح خالص، أنت بس بتعمل اللي يعجبك واللي على مزاجك مش اللي يخدم مصلحتي، أنتَ اكتر واحد واقف قدام مصلحتي وسعادتي بقرارتك اللي عمرها ما فادتني في حاجة. 


نهض فاروق واقفًا قبالته بحدة وعصبية متخلي عن بروده نهائي، وصاح مردفًا بعصبية غاضبة ولهجة مشددة حازمة ساخرًا منه ومما يريده 


:- وأنتَ سعادتك كانت فين يا جواد، سعادتك فين وأنتَ داخل كلية الشرطة ورافض تمسك شركات عيلة الهواري اللي بكبرها وببنيها عشانك دي سعادتك واحلامك، ولا أحلامك وأنتَ عينك من واحدة وسـ*ـة اللي هي مرات عصام اللي زي أخوك ورافض تتجوز أروى الهواري بنت عمك. 


صمت لبرهة ملتقط أنفاسه وأكمل بتهكم ساخرًا 


:- هي دي أحلامك اللي أنا يا حرام مفتري وواقف قصادها لو دي أحلامك يبقى بلاها  خالص تغور أحلامك،  كفاية أني سمعت كلام امك ووافقت أنك تدخل شرطة.. 


طالعه بغضب ضاري والشرر متطاير من عينيه اللتان قد تحولا لبركان من الغضب المشتعل، عقله مشتعل بنيران متأهبة، ورد مغمغمًا بعصبية وصوت مرتفع 


:- بقولك إيه متجيبش سيرة رنيم مرات عصام  قولتلك مفيش بيني وبينها حاجة وبطل تغلط فيها عشان زي ما قولت هي مرات اخويا وملهاش دعوة باللي حصل كله مش كل شوية هتفضل تغني في نفس الحوار دة، لكن لو على كلية الشرطة اللي دخلتها فدي أحسن حاجة حصلت في حياتي كلها اللي بايظة بسببك وأروى اللي بتتكلم عليها أنا مش شايفها غير زي سما مش أكتر أنتَ بقى شوف اللي يعجبك مش هعمل حاجة من الهبل اللي عاوزه د.. 


قطعه بصفعة قوبة هوي بها فوق وجنته تحت صدمة والدته وشقيقته المصدومتان من فعلته، متمتمًا بتعالي وغرور 


:- اخرس خالص اللي بقوله مش هبل، أنتَ ابني وهتعمل اللي أنا عاوزه غصب عن عينك مش بمزاجك. 


القى جواد ما كان فوق المنضدة أرضًا بعصيية شديدة مسيطرة على عقله تعميه، وصاح بعناد وضيق 


:- مش هعمل حاجة، أنا مش صغير ولا عيل هتضربني فأخاف حوار أروى منتهي من قبل ما يبدأ وزي ما بدأته أنت بمزاحك هنهيه أنا بقى بمزاجي وبالطريقة اللي تعجبني مش هعملك احترام تاني زي ما سكت امبارح.


أسرعت جليلة متمسكة بذراع فاروق قبل أن يفعل شئ آخر وتمتمت بنبرة متوسلة باكية ضعيفة حزينة على كل ما يحدث لـ عائلتها 


:- فاروق خلاص يا فاروق اهدي... اهدي عشان خاطري. 


سار جواد متوجه نحو الخارج تارك المنزل بأكمله وعقله يستشيط غضبًا باندفاع لما يحدث معه.. 


جلست جليلة فوق المقعد الذي خلفها بتعب شديد غير قادرة على التحدث واضعة يدها فوق صدعيها والاخرى فوق قلبها شاعرة بثقل كبير به غير قادرة على التقاط أنفاسها.. 


أسرعت سما مقتربة منها بقلق والخوف تملك منها، تمتمت متسائلة برعب وتوتر 


:- ماما أنتٓ كويسة، في إيه مالك حاسة بإيه؟ بابا الحقها بسرعة.


طالعها هو الآخر بوجه شاحب قلق عليها خوفًا من أن يحدث لها شئ سئ، وبادر بالاتصال بالطبيب طالبًا منه المجئ مسرعا، حاملًا إياها فوق ذراعيه بقلق متوجه بها نحو غرفتهما. 


                        ❈-❈-❈


في نفس الوقت.. 


وقفت رنيم أمام المرآه الخاصة بغرفتها في ذلك المنزل المهجور الذي لم تعلم عنوانه، متذكرة رعبها من عصام ما أن دخلت المنزل وسؤالها الأحمق عندما توقفت برعب طغى على قلبها 


:- عـ... عصام هو أنتَ قررت أنك تقـ تلني بجد زي ما قولت امبارح وجايبني عشان تقـ تلني هنا. 


طالعها يضيق مستنكر من حديثها الأبله الغير متفرغ له الآن، فغمغم بتهكم ساخرًا 


:- اقـ تلك إيه انتي اتهبلتي، بعدين انا لو عاوز اقـ تلك مش هجيبك هنا ومش ناوي اقتلك يا رنيم ادخلي وبلاش الهبل بتاعك دة عشان مش فاضيله. 


عادت بذاكرتها لواقعها وحركت رأسها معترضة بحزن وضيق ودموعها سالت من عينيها بحزن 


:- لأ لأ مينفعش اعمل كدة لأ انا مش كدة مش هقـ تله مينفعش يا رنيم تتحولي كدة هتبقي مش رنيم اللي عارفاها. 


وضعت يدها فوق بطنها بحزن متذكرة طفلها الذي فقدته على يده تطلعت لذاتها بقوة ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع 


:- حتى لو هو راح خلاص بسببه اكيد دة الاحسن ليه كان هيجي يلاقي أمه بيحصل فيها كل دة ولا ابوه شخص مجنون زي عصام لأ طبعا هو دة الأحسن ليه. 


جففت دموعها برفق بعدما نفضت من عقلها جميع أفكارها الشيطانية تمامًا التي كانت ستلوث نقاءها وبراءتها. 


أسرعت تجذب هاتفها وقامت بالأتصال على محسن الذي سرعان ما آتاها صوته اللعوب ونبرته الخبيثة 


:- الو يا ست رنيم هانم اخيرا لما افتكرتي أن في ورانا شغلانة مهمة عاوزين ننفذها وأنا أخد فلوسي وأخلع. 


تغاضت عن طريقته معها وتمتمت مردفة بتوتر 


:- بـ... بص يا محسن أنا كنت مكلماك عشان اقولك على حاجة مهمة. 


أسرع مغمغمًا بلهفة وحماس والطمع يملأه 


:- اه طبعا قولي انفذ امتى حددي المعاد بس وانا هنفذ وهعرف مكانه فين بالظبط وكله هيتم على نضافة وانتي تورثي وانا أخد حقي زي ما اتفقنا. 


قطعته معترضة بضعف وضيق شاعرة يضياع عقلها وأفكارها بين الخطأ والصواب، حقيقتها الطيبة والأخرى التي اكتسبتها من قسوته عليها 


:- لا يا محسن مش مكلماك  عشان كدة أنا عاوزة اقولك أن خلاص الغى الاتفاق وانسى انك شوفتني وانسى اي حاجة قولتهالك شوف فلوسك اللي عاوزها منه بس بعيد عني.


ضحك مقهقهًا بصخب ورد عليها بتهكم ساخرًا 


:- والله ضحكتيني، انتي اكيد لقيتي نفسك فاضية فقولتي تهزري بشغل العيال دة، هو لعبة شوية اقـ تله عشان هو يستاهل القتل بعدها لا يا محسن مش هتنفذ حاجة انا لغيت الفكرة بقولك ايه يا رنيم العملية هتتم وتورثي واخد انا حقي غير كدة يبقى تجيبيلي فلوسي اللي اتفقنا عليها اني هاخدها وخليهولك يقعد يموت فيكي. 


شعرت بالإنزعاج من طريقته الوقحة معها وانكمشت ملامح وجهها بضيق معلنة غضبها، لكنها حاولت التحلي بالهدوء فتمتمت بصبر وهدوء


:- محسن احترم نفسك لو سمحت أنا بقولك الغي الاتفاق خلاص وروح خد فلوسك من عصام زي ما أنتَ كنت هتعمل بس الغي الاتفاق وطلعني منه أنا استحالة اعمل حاجة زي كدة خلاص كانت ساعة شيطان وفوقت منها خلاص. 


رد عليها الآخر بتبجح والتصميم والطمع يلتمع داخل عينيه 


:- لأ الكلام دة ميخصنيش أنا هقـ تله وانتي هتديني حقي اللي اتفقنا عليه وخلصت على كدة يا رنيم خلي ساعة الشيطان ترجعلك تاني. 


لم ينتظر ردها عليه بل أسرع يغلق الهاتف بغضب ليستكمل خططه القادمة بعد حصوله على الأموال مقابل قـ تله لعصام الهواري المختل.. 


تطلعت رنيم نحو الهاتف بصدمة شاعرة بالخوف يملأ قلبها من أن ينفذ محسن حديثه ويصر على تنفيذ فكرتها المتهورة، وضعت يدها فوق صدعيها بتعب 


:- مينفعش لأ انا مش مجرمة مش هتسبب في موته رغم اللي عمله فيا مينفعش خالص ياريتني ما شوفت اللي اسمه محسن دة. 


سالت دموعها بحزن وقلق شاعرة بالتوهان لا تعلم ماذا تفعل في ذلك المأزق التي وُضعت فيه؟! 


قطعت تفكيرها مسرعة ومسحت دموعها بطريقة عشوائية عندما استمعت الى صوت عصام الحاد الصائح باسمها 


:- رنـيـم يا رنــيــم.. 


أسرعت ترد عليه بتوتر وخوف متطلعة أرضًا 


:- ا.. ايوة يا عصام في إيه.. 


طالعها من أعلاها إلى أدناها بنظراته الوقحة ملتهم جسدها بعينيه وأردف بصوت أجش 


:- تعالي عاوزك.


فركت في يديها بتوتر واقتربت منه بخضوع واستسلام تام مأومأة برأسها أمامًا


:- حـ.. حاضر يا عصام.


اقتربت منه من دون مقاومة تلك المرة وبدأت هي تنزع  ثيابها عنها بأعين باكية حزينة دموعها تسيل بصمت ابتسم على فعلتها واقترب منها بوقاحة  ملتهم اجزاء جسدها العاري أمامه برغبة شديدة كانت نافرة من حياتها ومن اقترابه منها، شاعرة بانفاسه كالنيران الملتهبة الي تحرق روحها قبل جسدها.. 


                          ❈-❈-❈


كان جواد يشرب سيجارته بعصبية يفكر في إنهاء ما بدأه والده من دون اتخاذ رأيه الأساسي في الموضوع، وإنهاء أمر زيجته هو وأروي تمامًا.. 


وجد شقيقته تتصل عليه أسرع يرد عليها بجدية


:- الو يا سما خير في حاجة؟ 


وصل إلى مسامعه صوت شهقاتها الباكية فغمغم متسائلًا بقلق ولهفة


:- إيه يا سما في إيه؟! ايه اللي حصل عشان تعيطي كدة؟! اهدي براحة كدة وفهميني. 


التقطت أنفاسها بصوت مرتفع محاولة منها لتهدئة ذاتها وتمتمت بصوت باكٍ يملؤه القلق


:- تـ... تعالى يا جواد بسرعة، مـ... ماما ماما تعبت أوي  بعد اللي حصل، تعالى بسرعة الحقها. 


هب واقفًا بلهفة وقلق خاشيًا أن يصيب والدته شي سئ فهي كل شئ له في تلك الحياة، مغمغمًا بتوتر 


:- جاي اهو يا سما حالًا دقايق وهبقى عندك. 


أغلق معها ململمًا لأشياءه بقلق وأسرع متوجه نحو سيارته يقودها بسرعة جنونية يدعي ربه أن يحفظها له، غير مستعد لخسارتها.. 


وصل المنزل مسرعًا وتوجه نحو شقيقته التي كانت تبكي بعنف والخوف يسيطر عليها انطلقت نحوه ملقية ذاتها داخل حضنه  بنبرة متلعثمة باكية  


:-جـ... جواد ماما يا جواد تعبت جامد. 


ظل يربت فوق ظهرها بحنان وحب أخوي محاولا تهدئتها 


:- اهدي يا سما اهدي يا حبيبتي ماما هتبقى كويسة وزي الفل كمان اهم حاجة اهدي انتِ بس. 


صمتت واستكانت داخل أحضانه الآمنة بالنسبة لها وتمتمت بقلق وخوف


:- جـ... جواد أنا خايفة على ماما، كانت تعبانة اوي مكانتش قادرة تاخد نفسها. 


شعر بقلقه يزداد، قلبه يعتصر بداخله هو بالفعل ليس لديه أحد في حياته سواها، والدته هي كل شئ من دونها هو وحيد بضراوة، أردف متسائلًا بخشية 


:- هي فين دلوقتي؟ 


أشارت بيدها صوب غرفة والديها بيد مرتعشة وتحدثت باضطراب


:- هـ... هما جوة معاها بابا والدكتور ادخلهم يا جواد وتعالى طمني. 


ربت فوق كتفها مأومأ برأسه أمامًا بتعقل وهدوء وأسرع يتوجه نحو غرفة والدته هب فاروق واقفًا بغضب بدا على ملامح وجهه ما ان رآه، وصاح به بلهجة مشددة حازمة


:- اطلع برة امشي برة أنت السبب في كل اللي حصلها، أنت وعنادك فينا السبب اطلع برة. 


وقف ثابتّا كما هو عينيه مثبتة فوق والدته التي لم تستعد وعيها حتى الآن، وهتف بعصبية ونفاذ صبر


:- بقولك ايه ابعد عني وملكش دعوة بيا لو حد السبب فهو أنتَ مش أنا، أنت اللي عاوز كله يمشي على مزاجك بس مش موضوعنا انا جاي عشان اتطمن على أمي مش عاوز اتكلم في اي حاجة تاني. 


امتعضت ملامح وجهه بغضب شاعرًا بالدماء تغلي داخل عروقه بعصبية وأردف صائحًا بحدة حازمة دافعًا إياه إلى الخلف ليجبره على ترك الغرفة


:- اطلع برة... برة يا جواد مش هتقعد في الاوضة دي لحظة اطلع برة. 


استسلم جواد لدفعه وخرج تاركًا الغرفة بخطى واسعة غاضبة متجاهلًا هتاف شقيقته، غالقًا باب غرفته خلفه بغضب عارم. 


جلس بمفرده في غرفته شاعرًا بالحزن يعتصر قلبه كالقبضة القوية، أغلال قوية تؤلمه مود الصراخ بأعلى صوته.


يخاف أن يصيب والدته شئ سئ ويرى الجميع أنه المتسبب كما يقول والده، قطع تفكيره صوت رنين هاتفه المزعج بالنسبة له ليخرجه من ضجيج أفكاره السابح بها. 


تنهد بغضب عارم عندما رأى ان اروى هي من تتصل عليه، هتف بسباب غاضب بحدة وأغلق عليها بضيق لكنه رآها لن تصمت بل تكرر أتصالاتها عليه بلا ملل. 


تنهد بحرارة واضطر مجبرًا أن يرد عليها وقبل ان يتحدث جاءه صوتها المتسائل بنعومة ودلال مفرط مصطنع


:- الو يا جواد إيه يا حبيبي مش بترد عليا ليه؟ 


قبض فوق هاتفه بغضب وقوة ضارية تعكس مدى غضبه من سماعه لصوتها ورد عليها متمتمًا بحدة


:- ايوة يعني عاوزة ايه مقولتيش متصلة ليه؟! 


تأفأفت بغضب ونفاذ صبر لكنها التقطت انفاسها بصعداء محاولة تهدئة ذاتها وردت عليه بهدوء زائف 


:- هعوز ايه يا جواد هو أنا مش خطيبتك يا حبيبي مش بتكلمني ليه تطمن عليا زي أي اتنين مخطوبين. 


لم يستطع أن يصمت كثيرًا على المسرحية التي حدثت في حياته بقرار والده الخاطئ فصاح بها غاضبًا 


:- لأ يا أروى انتِ لا خطيبتي ولا بتاع أنتي أروى بنت عمي اللي زي سما اختي اقولهالك تاني انتي زي سما اختي، اقفلي بقى عشان مش ناقصك ولا فايق لهبل اهلك دة. 


صُدمت من حديثه البجح المهين لها ولكرامتها التي تنازلت عنها من البداية وتحدثت بصدمة وتوتر


:- جـ... جواد انت بتقول ايه؟!! 


لم يرد عليها بل وصلها إجابته المتبجحة عندما وجدته يغلق الهاتف من دون الرد على حديثها الذي ليس له فائدة أو قيمة بالنسبة له.. 


بحث في هاتفه حتى وصل إلى صورتها المحتفظ بها في هاتفه حاول منع ذاته من التطلع في صورتها لكنه فشل، هو في حاجتها معه وبجانبه يتذكر ذكرياته معها القليلة وقصتهما التي منعها والده من قبل بدايتها. 


هو الآن يريدها بجانبه يعلم كم هي ذات قلب طيب يملؤه الحنان الذي يحتاجه. 


اغلق الصورة مسرعًا لاعنا فعلته المتسرعة محاولا تهدئة ذاته والتقاط أنفاسه بانتظام متمتمًا لذاته بتعقل 


:- اهدى يا جواد بلاش جنان هي دلوقتي متنفعش. 


سيطر على ذاته ومشاعره بصعوبة شديدة وخرج من غرفته ليطمئن على والدته.. 


اقترب من شقيقته وغمغم متسائلًا بقلق 


:- هي دلوقتي بقت كويسة صح يا سما؟ 


اومأت له شقيقته بابتسامة هادئة وردت تؤكد حديثه بهدوء 


:- اه يا جواد بقت كويسة انا سمعت الدكتور وهو بيطمن بابا. 


طالعته بحزن وتردد ثم تمتمت بحب آخوي 


:- مـ... مش عاوزاك تزعل من كلام بابا ولا من أي حاجة حصلت عشان خاطري. 


احتضنها بحنان مبتسما طابعًا قبلة حانية فوق جبهتها مغمغمًا بلا مبالاه حاول يظهرها بمهارة 


:- مش زعلان هو كدة على طول عشان يبقى فاروق بيه الهواري سيبك من كل اللي حصل. 


في نفس الوقت 


ألقت أروى هاتفها في الحائط بعصبية وتمتمت بغرور رافعة رأسها بتكبر 


:- بقى كدة يا جواد بتقفل في وشي ماشي هتندم وهتندم اوي كمان. 


أسرعت متوجهة صوب والدتها بضيق وغيظ متمتمة بحدة ونبرة مرتفعة غاضبة


:- بقى كدة عاجبك كدة ادي اخرة جواد واللي عمله فيا بيقفل في وشي أنا وبيزعقلي. 


طالعتها والدتها بعدم تصديق وتمتمت متسائلة بذهول 


:- أنتِ بتقولي ايه يا اروى جواد قدر يعمل كدة؟


اومأت برأسها أمامًا بغضب 


:- ايوة عمل كدة لأ وعمل الأنيل كمان وبيقولي بصراحة أن أنا زي سما اخته، أنا بقيت زي أخته فالآخر. 


تابعت مديحة بوعيد غاضب وبدت العصبية عليها 


:- والله ليندم على اللي عمله هجيبهولك يعتذرلك كمان وهو كان فين كلامه وزعيقه دة لما ابوه قال أنه هيخطبكم هو هيتعمل عليكي أنتي. 


صاحت أروى غاضبة 


:- اتصرفي بقى عشان انا مش ناقصة الجنان دة كلمي عمي خليه يربيه. 


اومأت مديحة برأسها أمامًا متناولة هاتفها بعصبية وقامت بالاتصال على فاروق الذي كان بجانب جليلة تأفأف غاضبًا عندما رأى اسم مديحة لم يريد الرد عليها أو على أحد هو فقط يريد البقاء مع زوجته فقط أغلق عليها ثم أغلق هاتفه تمامًا ليمنع أي اتصال منها. 


تطلعت أروى أمامها بنفاذ صبر متسائلة 


:- إيه ياماما مبيردش ولا إيه؟! 


ردت بعصبية وغضب والشرر يتطاير من عينيها 


:- قفل موبايله هو في إيه؟ هما هيستهبلوا والله ما هسكت. 


تنهدت أروى بغضب حاد وتمتمت بعدم فهم معقدة لحاجبيها 


:- يعني إيه اللي بتقوليه دة؟ 


صاحت مديحة بحدة أخرستها والدماء غلت في عروقها 


:- اخرسي خالص دلوقتي يا أروى وادخلي اوضتك أنا مش عاوزة حد دلوقتي خالص. 


سارت أروى متوجهة نحو غرفتها تاركة والدتها خلفها تستشيط غضبًا.


بعد أن هدأت قليلًا قامت بالاتصال على عصام ابنها الذي ترك رنيم دافعًا إياها إلى الخلف ببرود ولا مبالاه غير مبالي لمشاعرها المحطمة تمامًا وقام بالرد على والدته بارتباك وقلق 


:- ا... الو يا ماما في إيه؟ 


أجابته متسائلة بجمود حاد 


:- عمك فاروق فينه وإيه اللي حصل عشان ميردش عليا ويقفل تليفونه. 


قطب ما بين جبينه بدهشة وتحدث يجيبها بتوتر وعدم فهم 


:- معرفش يا ماما مكلمتهوش  ولا هو اتصل بيا أنتِ عاوزاه في حاجة مهمة؟ 


صاحت به غاضبة بلهجة مهددة حادة 


:- بقولك ايه فوق وركز قسما بالله اقلبها على دماغك واخد ** اللي فرحانلي بيها دي وأخليك قاعد لوحدك زي ماكنت اتصرف واعرفلي فاروق فين وايه اللي حصل عشان ميردش عليا..


ابتلع ريقه بتوتر خوفًا من أن تنفذ تهديدها له وأردف بتأزم مضطرب 


:- ل... لأ خلاص اهدي بس وأنا هتصرف وهعرفلك كل حاجة. 


تابعت بقسوة ونبرة آمرة 


:- بسرعة بطل العك والقرف اللي بتعمله وركز في اللي عاوزاه. 


أغلقت في وجهه من دون أن تنتظر رده فأسرع يحاول الاتصال بفاروق لكن كانت محاولاته بلا جدوي فهاتفه مغلق تطلع نحو رنيم التي كانت تبكي في صمت بألم وصاح بها بعصبية 


:- انتي هتفضلي مرزوعة تعيطي كدة كتير دة ايه القرف دة قومي غوري في داهية.


التقطت أنفاسها بصعداء وردت بضعف واستسلام 


:- أ... أنا مستنياك معرفش انك خلصت لو عاوز تقـ تلني المرة الجاية. 


لكمها في وجهها بعصبية جعلت الدماء تسيل من فمها المتورم صائحًا بها بغضب وحدة 


:- قومي غوري في داهية مش طايقك ولا عاوز حاجة دلوقتي. 


اومأت برأسها أمامًا بانكسار ولملمت ثيابها الممزقة بحزن ودلفت إلى المرحاض تاركة إياه خلفها يحاول الوصول إلى فاروق ليفعل ما تريده والدته وترضى عنه. 


قام بالإتصال على السكرتيرة الخاصة بعمه وأردف متسائلًا بجدية 


:- فاروق بيه موجود ولا لأ؟! 


أجابته الاخرى نافية باحترام 


:- لأ يا عصام بيه هو مجاش انهاردة. 


أغلق معها وقام بإخبار والدته عن عدم ذهابه إلى الشركة اليوم لكنها وبخته كعادتها


جن جنونه من حديثها الدائم عن فشله فبدأ يحطم في الغرفة بعصبية.. 


كانت رنيم في المرحاض تتطلع على جسدها المشوه بسبب أفعاله بها هو دنس روحها وبراءتها وشوه جسدها، تطلعت إلى علاماته الدائمة الذي فعلها بالمدية لتلازمها طوال حياتها وتظل متذكرة أفعاله، بكت بعنف وحزن على حالها تشعر بالتعب وضعف ضاري على حياتها.


ارتعشت بخوف والرعب ملأ قلبها عندما وصل إلى مسامعها صوت ما يفعله في الخارج تخشى أن يفعل بها شئ آخر ليفرغ عصبيته وغضبه كما يفعل دومًا، جسدها لن يتحمل ما سيفعله بها. 


                            ❈-❈-❈


على الجهة الأخرى 


استعادت جليلة وعيها وجدت فاروق يجلس بجانبها ممسك بيدها بقلق أسرع يتحدث بلهفة عندما رآها تحاول فتح عينيها 


:- جليلة انتي كويسة طمنيني حاسة بإيه؟ 


اومأت برأسها أمامًا مبتسمة بهدوء وأجابته باتزان تطمئنه 


:- متخافش يا فاروق انا كويسة. 


احتضنها بحنان خوفًا من فكرة أفتقادها الذي شعر بها اليوم، فأكملت حديثها بقلق وتوتر


:- جـ... جواد هو فين جواد مرجعش لسة. 


تأفأف بضيق وامتعضت ملامحه مجيبها بعدم رضا 


:- جواد جه أول ما عرف وهو وسما مستنيينك تفوقي بس سيبك من دة كله أنتي لازم ترتاحي كنتي تعبانة جامد والدكتور قال ترتاحي. 


حركت رأسها نافية وأكملت باصرار 


:- لا يا فاروق انا هرتاح لما اشوف جواد اندهه عاوزة اتكلم معاه بس براحة يا فاروق عشان خاطري جواد طيب ميستاهلش كل دة بس هو تفكيره مختلف عنك مش اكتر. 


لم يريد التحدث في أي شئ لأجل صحتها وتوجه للخارج وجد جواد أمامه فتحدث بجدية حادة 


:- أمك عاوزة تكلمك هي بقت كويسة دلوقتي الحمدلله. 


كادت سما أن تدلف معه لكن أسرع فاروق يقبض فوق يدها متمتمًا بهدوء


:- استني يا سما أمك عاوزة تتكلم معاه. 


دلف جواد إليها بلهفة، قلق وسعادة، فرح بداخله مشاعر عديدة مختلطة لأهم واحدة في حياته هي مَن تسانده دومًا فكرة افتقادها تجعله يخاف بشدة. 


أسرع مقتربًا منها ممسك يدها يقبلها بحب وشغف شديد متمتمًا بمرح 


:- إيه يا ست الكل عاوزة تسيبينا ولا إيه فوقي كدة معانا هو الواحد بيحب حد قدك. 


ضحكت بصخب مربتة فوق كفه بحنان وردت عليه بهدوء 


:- هتحب يا سيدي هتيجي اللي تخطفك وتبقى من نصيبك. 


شرد في صورة رنيم التي تجمعت داخل عقله وبدا الحزن فوق ملامحه وتمتم بأسى متبرمًا 


:- مش باين خلاص هو أنتِ وبس ياست الكل. 


طالعت حالته بعدم رضا وغمغمت معترضة بهدوء 


:- شيلها يا جواد وهتحب هو حد يطول حضرة الظابط جواد الهواري أنت اللي موقف حياتك شوف أروى بنت عمك لو مرتاحتش سيبها وربنا يوفقها. 


تنهد بصوت مرتفع وأجابها بجدية 


:- بقولك ايه ارتاحي انتي وسيبك من الكلام دة ومن كل اللي حصل انا خلاص نهيت حوار أروى دة وقولتلها انها زي سما اختي وعمرها ما هتكون ازيد من كدة. 


شهقت بدهشة واعتدلت في جلستها أمامه، وتمتمت متسائلة بتعجب


:- يعني إيه يا جواد أنتَ عملت ايه بالظبط؟ 


قبل رأسها بحنان ورد عليها بهدوء وقلق عليها 


:- بقولك ايه ياست الكل سيبك من كل اللي حصل دة وركزي في صحتك ولا عاوزة تسيبي جواد ابنك حبييك. 


ابتسمت بهدوء واحتضنته مربتة فوق ظهره بحنان 


:- ماشي يا جواد اللي أنتَ عاوزه يا حبيبي المهم ترتاح. 


شعر بالارتياح ما أن ࢪأى ابتسامتها وهدوءها وربت فوق كتفها بحب 


:- ارتاحي انتي بقى أنا هخرج وأسيبك نتكلم بعدين تكوني بقيتي كويسة. 


بالفعل خرج تارك إياها لترتاح قليلًا بسبب ما تعرضت له اليوم بعدما دعت له بدعواتها الدائمة طالبة من ربها أن يحفظه لها.. 


                              ❈-❈-❈


في الصباح ذهب فاروق لمديحة بعد اتصالاتها العديدة له عندما فتح هاتفه وجدها تجلس في انتظاره بملامح وجه ممتعضة غاضبة وتمتمت بضيق وعصبية 


:- أخيرا يا فاروق جيت، ماشي بمزاجك وبتيجي وقت ما تعوز ولا مهتم باتصالاتي. 


وقف أمامها بشموخ وكبرياء يجيبها ببرود حاد 


:- وأنتِ عاوزاني امشي بمزاج مين يا مرات اخويا الله يرحمه ماهو لازم امشي بمزاجي دة أنا فاروق الهواري كبير العيلة دي. 


قبضت فوق يدها بعصبية رامقة إياه بنظرات حادة غاضبة لكنها أومأت برأسها أمامًا وتمتمت ببرود زائف من بين أسنانها 


:- ماشي يا فاروق وأنا مكلماك عشان أنت كبير العيلة زي ما بتقول ينفع اللي جواد عمله مع اروى بنتي فاروق أنا بنتي غالية اوي اللي ابنك بيعمله دة مينفعش أروى غير عصام. 


زفر بضيق وغضب متسائلًا بجدية 


:- عمل إيه جواد هو جواد كان فاضي عشان يعمل حاجة حتى. 


اومأت أمامًا بتأكيد وأردفت بغضب ثائرة 


:- لا عمل اتصل هزقها وقالها بصراحة انها زي سما اخته وقعد يزعقلها وعمالة اتصل من امبارح عشان أقولك. 


اقتضبت ملامح وجهه بغضب لا يريد التحدث في ذلك الأمر لكنه رد عليها بلهجة مشددة قوية 


:- بقولك ايه يا مديحة أنا مش فاضي للحوار دة دلوقتي واجليه أنا حاولت اعمل اللي عاوزاه بس جليلة امبارح تعبت ومش هينفع اتكلم في الحوار دة دلوقتي استني لما الدنيا تهدا بعدين أنا مديكي كلمة وهنفذها كدة كدة جواد لـ أروى  مش لازم بقى كل شوية كلام في نفس الحوار. 


شعرت بالغيرة من حديثه واهتمامه بزوجته ذلك الشعور التي حُرمت منه وتحدثت مغمغمة بغل وغيظ 


:- أه جليلة تعبت لا الف سلامة عليها، احنا هنوقف كلنا حياتنا لغاية ما جليلة تخف عشان تعرف تكلم ابنك اللي بقالك يجي سنة وشوية بتحاول معاه في أم الحوار دة. 


ضرب فوق الحائط بعصبية مفرطة سيطرت على عقله وأومأ برأسه أمامًا مؤكدًا لحديثها ببرود ولا مبالاه 


:- اه يا مديحة مش هتكلم في حاجة غير  لما تبقى كويسة بعدين لو على أروى أنا هراضيها قوليلها أن بكرة هتكون عندها عربية جديدة احدث موديل كمان. 


جاءت أروى صارخة بحماس وطمع واحتضنت عمها بسعادة وفرح 


:- اوووه بجد يا عمو والله أنت احلى عم في الدنيا كلها خلاص اعتبرني نسيت الزعل طالما هتعوضني كدة وكمان هتتكلم مع جواد. 


ربت فوق ظهرها بهدوء وسار مبتعدًا عنها متوجه صوب الخارج  


:- اه يا حبيبتي هلحق امشي أنا بقى عشان الشركة والشغل. 


رمقته مديحة بغيظ فقابل نظراتها ببرود متجاهل اياها تمامًا بغضب تلك المرة وذهب من دون أن يبالي بمشاعرها، طريقته جعلت الدماء تغلي في داخل عروقها بغضب.. 


❈-❈-❈


بعد مرور يومين... 


كان عصام يجلس أمام حاسوبه يعمل رغمًا عنه لأجل أوامر عمه الصارمة يشرب سيجارته بعصبية فصاح بحدة وعصبية 


:- رنــــــــيـــــــم.. 


صمت لوهلة متابعًا حديثه بقوة ونبرة تزداد حدة 


:- انتي يا زفتة تعالي اخلصي.


تحاملت على ذاتها بعد أفعاله المختلة التي يفعلها بها وتوجهت نحوه ببطء شديد، تمتمت متسائلة بخفوت وضعف 


:- نـ.... نعم يا عـ... عصام أنا جيت أهو.


وزع بصره عليها بنظراته الماكرة التي تشعر أنها تعريها، وضعت يدها تتمسك بالفستان الذي ترتديه فضحك ساخرًا وغمغم بتبجح 


:- ادخلي اعمليلي قهوة وتعالي عشان رجلي وجعاني. 


شعرت بالضيق لأنها تعلم مقصده جيدًا تعلم ما يريده  تعلم أنه فقط يريد إهانتها لكنها قررت ألا تجادله بإعتراضها فهي تعلم نتيجته جيدًا والذي سينعكس على جسدها المنهمك بضراوة. 


دلفت نحو المطبخ وبدأت تعد قهوته الخاصة ثم وضعتها أمامه متمتمة بنبرة خافتة 


:- ا... اتفضل يا عصام القهوة اهي. 


جلست أسفل قدمه بطريقة مهينة ودموعها تسيل فوق وجنتيها بصمت وهو مستمتع لرؤيته لها هكذا، مستمتع وهي ذليلة أسفل قدمه يفعل بها ما يشاء.

بدأت تدلك له قدميه ارتشف القهوة بارتياح وبرود ثم فجأة وجدته يلقيها عليها صائحًا بها بغضب 


:- ايه القرف دة هي دي قهوة. 


صرخت مسرعة محاولة أن تبعد ثيابها عنها وبدأت دموعها تزداد بعنف شاعرة بنيران تنبعث من صدرها حيث وقعت القهوة الساخنة نهضت مسرعة لتبدل ثيابها لكنه أسرع مردف باسمها ببرود وكأنه لم يفعل شئ للتو 


:- استني عندك أنتِ رايحة فين هو أنا قولتلك تمشي. 


غرزت أسنانها في شفتها بضعف محاولة التمسك بالهدوء لترد عليه من بين دموعها دون ان تجعله يثور عليها منفجرًا بها كعادته 


:- هـ... هروح اغير الفستان عشان مش قادرة القهوة كانت سخنة أوي اتحرقت. 


رفع كتفه إلى أعلى بلا مبالاه ورد عليها متبجحًا ببرود 


:- مش مشكلتي عاوزة تقلعي اقلعي هنا غير كدة تفضلي مرزوعة تكملي اللي كنتي بتعمليه. 


حركت رأسها نافية رافضة لفكرته الوقحة وجلست كما كانت تكمل ما يريده منها. 


رمقها بضيق وغضب من تمردها ثم ضغط بقدمه فوق أصابعها بقوة جعلها تصرخ متألمة بضعف 


:- آاااه آه ايدي مش قادرة اوعى يا عصام. 


ضغط أقوى فكررت صرخاتها بألم وضعف فبدأت محاولاتها في دفعه بعيد عنها لكنها فشلت قامت بغرز أسنانها في ساقه بقوة جعلته يدفعها هو إلى الخلف صائحًا بها بعنف غاضب


:- اوعي يا بنت ال*** يا وسـ*ـة والله ما هسيبك عشان تبقي تنسي نفسك. 


ركلها بقدمه عدة مرات بقوة وغضب حاولت الدفاع عن ذاتها بضعف لكن قوتها لا تعي شئ أمام قوته تمتمت بضعف وخفوت 


:- كفاية يا عصام...خلاص هموت والله هموت ابوس رجلك كفاية..


رأت أن محسن على حق هو حقًا يستحق القتل أخطأت عندما كانت ستتراجع عن تلك الخطوة، لكنها ستقتله بذاتها انتقامًا لما يفعله بها وفي حياتها التي دُمرت على يده، ستجرد قلبها من أي معانٍ للرحمة والشفقة تجاهه وتثأر لذاتها وحقها المهدور بسببه. 


قطعت فكرها صارخة بضراوة وصوت مرتفع عندما رأت في يدها سلاح ناري "مسدس"  لا تعلم كيف حُصلت عليه وبجانبها جثة عصام الهامدة الغارق في دماءه وقبل أن تستوعب ما يحدث حولها وجدت رجال الشرطة أمامها تقتحم المكان. 


صرخت بعنف عدة مرات مكررة جملتها بصدمة


:- مقتـ لتوش....لأ لأ والله ما قتـ لته مقتلتوش.


الفصل السابع 

الحزن طغى على جميع العائلة لخبر وفاة عصام الهواري الأبن الأكبر لتلك العائلة، كان الجميع في حالة من الصدمة، صرخات مبحوحة اعتلت ليلًا معلنة عن الحسرة والآسى للخبر الفاجع الصادم للجميع. 


كانت مديحة تبكي وتصرخ بعنف لاطمة فوق وجنتها بقوة ضارية


:- منك لله يا رنيم الكلب منك لله يا زبالة أنتِ تقـ تلي ابني يا زبالة منك لله ربنا ياخدك. 


أسرعت جليلة تحاول تهدئتها مربتة فوق ظهرها بحنان وقلق عليها 


:- اهدي.... اهدي يا مديحة ياحبيبتي عشان خاطر صحتك هو دلوقتي في مكان أحسن. 


ابتعدت عنها باكية بعنف وأردفت بجمود غاضب 


:- انتي بتقولي إيه يا جليلة هو لو كان جواد ابنك اللي مات كنتي هتقولي كدة اهدي ايه دة أنا هموت. 


شعرت بنغزة قوية في قلبها من حديث مديحة الجارح والقاسي بشدة لكنها حاولت أن تخفي حزنها، واحتضنتها بهدوء متمتمة بتعقل 


:- طب خلاص يا مديحة عشان خاطر أروى ما أنتي شايفة حالتها هي دلوقتي محتاجاكي جنبها. 


كانت أروى تحاول أن تدعي الحزن أمام الجميع لكن الحقيقة داخلها أنها تتعامل مع الأمر بلا مبالاه وكأنه أمر طبيعي، حاولت سما أن تجعلها تهدأ، نهضت أروى مسرعة ما أن رأت جواد يدلف إليهم وانطلقت مقتربة منه ملقية ذاتها بين أحضانه ملتصقة به بشدة أزعجته لكنه لم يستطع التحدث أو الاعتراض تمتمت

بنبرة باكية حزينة 


:- جـ... جواد شوفت اللي حصل.. المجرمة دي نفذت تهديدها كانت عاوزة تقـ تلني انا وماما واهي قتـ لت عصام مكانا المجرمة. 


ابتعد عنها بخطواته صوب الخلف مربت فوق كتفها مردفًا بتعقل وجدية 


:- اهدي يا اروى بلاش عياط انا هتصرف ولو هي القا'تلة فعلا قسما بالله ما هسيبها تتهنى يوم بس نتأكد الاول. 


صاحت مديحة بغل وغيظ واقفة أمامه بغضب  


:- تتأكد من إيه هي اللي قا'تلة وكمان ممسوكة قدام كل الظباط اللي هناك ايه هتستناها تعترف. 


تنهد جواد بحرارة محاولًا التمسك بهدوءه أمام حديثها لحزنها على ابنها المتوفي منذُ  قليل


:- مش كدة بس برضو لازم نتأكد الاول ولو طلعت هي هتتعاقب وتتسجن مش هي هتخرج ونجيب القاتل الحقيقي. 


تمتمت بوعيد والشرر يتطاير من عينيها بغضب 


:- البت دي لو طلعت هقـ تلها انا بأيدي دي قتـ لت ابني الز'بالة دي.. 


تطلعت نحو فاروق وتابعت حديثها بقسوة 


:- فاروق البت دي لازم تاخد اعدام لو مخدتهوش هنفذه فيها انا بإيدي مش هتـ قتل ابني وتطلع منها تعيش حياتها عادي بنت **** دي. 


اومأ برأسه أمامًا بجدية يوافقها حديثها القاسي 


:- هيحصل يا مديحة اهدي بس حق عصام الهواري هيرجع غصب عن عين الكل والبت دي هتاخد اعدام كدة كدة واهلها مش هسيبهم في حالها كله هيتحاسب وبالجامد اوي، اللي راح مش أي حد.


غمغم جواد معترضًا بقوة على حديث والده 


:- وهو أهلها مالهم يا بابا، اللي بتقوله دة غلط ومينفعش هي محبوسة وهيتحقق في القضية. 


صاح فاروق بعصبية وحدة يطالعه بنظرات مشتعلة بالغضب 


:- بقولك إيه متدخلش في اللي ميخصكش وهو أنا هاخد منك اوامر ولا ايه انت هنا مش في القسم ولا بتكلم ظابط معاك، ولا تكونش متعاطف مع البت دي اللي قـ تلت ابن عمك. 


غمغم يرد عليه بجدية وخشونة والغضب يملأه هو الآخر 


:- لأ يا بابا مش متعاطف معاها دي مجرمة وتستحق العقاب بس انا بتكلم على أهلها مش أكتر. 


طالعته والدته ليصمت بهدوء


اقتربت مديحة من فاروق بشدة حتى لا يستمع أحد إلىحد وتمتمت بغضب من بين أسنانها 


:- ارتاحت لما جوزتهاله أنت مرتاح كدة من اللي حصل، كل اللي حصل دة يا فاروق أنت سببه. 


رمقها بنظرات حادة غاضبة وتمتم بعصببة مفرطة من حديثها الخاطئ 


:- أنتي كنتي موافقة يا مديحة واشتريتي اهلها وعصام عمل فيها ما بداله مكانتش غلطتي لوحدي انتي وافقتي على كل حاجة. 


تنهدت بغضب ثم تمتمت بقسوة وجمود والشر يلتمع داخل عينيها بشراسة 


:- البت دي تبعت حد يربيها وهي جوة سيبك من حوار اهلها دة عشان مش هينفعني بحاجة انا عاوزاها تتربى وتتفضح صح عشان سيرة عصام متتجابش على لسانها. 


التمعت الفكرة برأسه مستحسن إياها فأومأ  باقتناع 


:- حلوة الفكرة دي اعتبريها حصلت. 


أكملت بقساوة مؤكدة لفكرتها


:- بس بقولك ايه مش عاوزة حد يصدقها ولا يصدق كلامها. 


انهت حديثها وسندت  رأسها فوق كتفه وتمتمت باكية 


:- ربنا ينتقم منها رنيم دي.. 


ظل جواد كما هو صامت لم يتحدث معها لم يستطع تصديق فكرة أنها استطاعت فعل شئ هكذا، كيف فعلتها وهو يراها رقيقة لم تستطع قـ تل حشرة، كيف ستقتل عصام؟! عقله يربط ماحدث بما يراه عندما كانت قابضة فوق عنق زوجة عمه وتتوعد بقتلها، صراع كبير بداخله، أفكار متضادة لبعضها ولا يعلم أيهم الصواب؟! 


لكنه لم يصمت على فعلتها لن يتركها تفلت من العقاب أن كانت هي المجرمة على استعداد أن يبدل قلبه بحجر كبير ويثأر لحق ابن عمه الذي قُتل. 


ابتعد فاروق عن الجميع ثم قام بالاتصال على شخص ما 


:- الو يا علي معاك فاروق الهواري كنت طالب طلب صغير اوي بس عاوزه يحصل بسرعة وأنا عارف أنك قدها. 


أجابه الشخص الآخر بلهفة 


:- اؤمرني ياباشا واحنا نطول نخدمك دة أنا عنيا ليك. 


غمغم فاروق بلهجة مشددة حادة 


:- عاوزك بخصوص قضية قتل ابن اخويا عصام الله يرحمه عندكم بت اسمها رنيم السيد البت دي عاوزها تتروق وتتروق جامد كمان وأنا هظبطك واقولك تعمل ايه معاها بالظبط. 


بدأ يقص عليه ما يجب فعله معها بجميع التفاصيل. 


أجابه الآخر بطمع يلمع بداخله 


:- بس كدة اعتبره حصل يا باشا. 


أغلق معه ببرود تام متطلع حوله بحذر خوفًا من أن يراه أحد أو يستمع إليه.. 


                     ❈-❈-❈


القاها الظابط في الزنزانة الخاصة بالمجرمين. 


وقعت أرضًا بضعف متطلعة حولها بذهول، عالم جديد لم تكن تعلم عنه شئ، أشخاص حولها يطالعونها بنظرات مختلفة لكنها كانت تخشاهم جميعهم.. 


انكمشت مع ذاتها في صمت بخوف من همس بعض الجالسات حولها من الواضح أن الحديث عليها بالطبع. 


انغمست في تفكيرها في كل ماحدث معها فجأة دون أن يستوعب عقلها كل ذلك. 


بدأت تبكي بحسرة وقلب مقهور مدمر من قسوة الحياة عليه، دموعها لم تجف من فوق وجنتيها ولو لوهلة واحدة، وداخلها العديد من المشاعر الحزن الضعف، الرعب والخوف، شاعرة أن الحياة بأكملها مجتمعة ضدها، حزينة على كل ما فعلته بها الحياة القاسية عليها بضراوة..


شرد عقلها فيما حدث معها قبل مجيئها إلى هنا لعلها تعلم كيف حدث ذلك. 


لكنها تفاجأت بتلك السيدة التي تقترب منها بأعين حادة مثبتة عليها والغضب يتطاير منها انكمشت رنيم على ذاتها برعب وتمتمت متسائلة بخوف وقلق ودموعها لازالت تسيل فوق وجنتيها 


:- ا... أنتي مين؟! وعـ... عاوزة إيه مني؟! 


ضحكت السيدة بصوت مرتفع بطريقة مقززة واكملت طريقها مقتربة منها أكثر مما جعل رنيم تزحف إلى الخلف برهبة وخشية حتى التصقت في الحائط، وتمتمت ترد عليها بطريقة مقززة 


:- هتعرفي يا عنيا حالًا دة أنتي هتتروقي صح. 


شعرت أن قلبها سيتوقف من الرعب الذي ملأه فتمتمت متسائلة بارتياع ونبرة متلعثمة 


:- ا... انتي قـ... قصدك ايه أنا معملتش حاجة.


لم ترد عليها السيدة بالحديث بل انقضت عليها وبدأت تسدد لها ضرب مبرح تصفعها بقوة فوق وجنتيها جعلت الدماء تسيل من فمها وأنفها ركلتها بقدمها بعنف تحت صرخات رنيم المتوسلة المستغاثة حتى تتركها لكنها لم تبالي. 


لم تكتفي بضربها فقط بل فجأة مزقت ثيابها وبدأت تنزعها عنها بعنف حاولت رنيم التمسك بثيابها الممزقة لكنها لم تستطع بجانب قوة السيدة التي أمامها بدأت تجردها من ثيابها بالقوة رغمًا عنها ووضعتها داخل كسوة الفراش جيدًا وعادت إلى الخلف مبتعدة عنها بعدما انهت مهتمها التي جاءت من أجلها.


تمسكت بالملاءة الملفاة حولها ودموعها تسيل فوق وجنتيها بغزارة متمتمة بضعف وقهرة قلب يملؤه الحزن والآسى 


:- ا..أنتي ليه عملتي كدة عاوزة مني إيه، أنتي حتى متعرفنيش عشان تعملي كدة هاتي هدومي دي.


ضحكت السيدة ببرود مجيبة إياها بحدة 


:- بكرة تعرفي يا عنيا، هتعرفي كل حاجة واتمسي كدة واقعدي ساكتة بدل ما اجي اديكي علقة تانية أجيب أجل أمك فيها. 


جلست رنيم تبكي بضعف غير قادرة على فعل شئ لذاتها، لم تستطع الدفاع عن ذاتها أمام تلك السيدة التي فعلت بها كل ذلك. 


فاقت من شرودها عندما علمت أن الظابط يريدها للتحقيق معها. 


وقفت أمام المكتب في انتظار دلوفها إلى الظابط للتحقيق معها في ذنب لم ترتكبه سوى بالخطأ، لكنها تلك الحمقاء لا تعلم ما الذي ينتظرها في تلك اللعبة الحقيرة التي ستكون هي بطلتها لكنها بطلة كالدمية يفعل بها الجميع ما يريدوا. 


في الداخل كان يقف أمام الظابط شخص ما والذي عرّف نفسه أنه الحارس الخاص بالمكان الذي تواجد به جريمة القتل. 


تحدث الرجل بجدية محاولًا أن يخفي بها قلقه 


:- انا سعيد البواب يا باشا. 


اومأ الظابط برأسه وهتف متسائلا بجدية حازمة 


:- قول بقى كل اللي شوفته من الأول لغاية ما عصام باشا اتقتل. 


أجابه بثبات وثقة تؤكد جميع كلامه 


:- ياباشا الست رنيم كانت جاية مع واحد تاني غير عصام بيه وكان بقالهم كم يوم مع بعض في المكان بعدها لقيت عصام بيه جاي وسمعت دوشة وزعيق ولقيت الراجل اللي كان جاي في الأول مع الست رنيم نازل يجري وهو بيلبس هدومه ياباشا، بعدها سمعت زعيق بين عصام بيه ورنيم لغاية ما سمعت صوت ضرب النار يا باشا. 


أكد على حديثه ثم خرج ليلتقط بعدها أنفاسه بصعداء بعد انتهاء مهمتة الغير عادية.. 


وقفت رنيم أمام الضابط المسؤول عن التحقيق معها ترتعش برعب لأول مرة تتعرض لموقف هكذا، تمتمت بضعف وخفوت 


:- مقتلتوش أنا مقتلتوش والله معملتش حاجة معرفش ازاي حصل كدة.


لم يهتم الظابط لحديثها الكاذب بالنسبة له، وهتف متسائلًا بحدة ولامبالاه


:- احكيلي بقى كل اللي حصل من الأول أحسنلك وسيبك من شغل الهبل دة مش هيخيل عليا قتلتيه ازاي ومين الراجل اللي كان معاكي بدل ما تشيليها لوحدك. 


حركت رأسها نافية وصرخت رافضة لحديثه 


:- لااا لااا والله ما عملتها مقتلتوش مقدرش اصلا اعمل كدة، والله ما قتلته ومش معايا حد غيره مكنش في حد غير عصام والله. 


نهض مقتربًا منها صافعًا إياها بعنف ولا مبالاه، هدر بها بغضب


:- بقولك إيه يابت وقفي الهبل دة انتي مقبوض عليكي متلبسة يروح أمك وماسكة اداة الجريمة في ايدك فاتعدلي كدة احسنلك والبواب لسة خارج من هنا وحاكيلي انك كنتي جاية مع واحد غير جوزك فاعترفي احسنلك. 


وضعت يدها فوق وجنتها بضعف مرتعشة الشفتين ودقات قلبها تخفق بسرعة عالية بداخلها برعب ضاري، والدموع تسيل من عينيها بشعور يصاحبها دومًا وما هو سوى الحزن والقهر.. 


دار حولها ببرود لكنه جعلها تشعر بالرعب أكثر من مصيرها القادم، باغتها بسؤاله الماكر


:- مين اللي كان ضاربك كدة بعد ما شافك مع الواد. 


توترت بشدة تود أن تجيبه إجابة تعود عليها  بالنفع لكنها لم تعلم، فتمتمت بصدق وقلق 


:- ايوة هـ...هو عصام اللي عمل كدة وفي ضرب من واحدة جوة. 


ضحك الظابط ببرود وكأنه وجد الحل  مأومأً برأسه بمكر 


:- هو كان بيضربك عشان خيانتك ليه وواضح أنه جامد فانتي اتعصبتي وجبتي المسدس وقتـ لتيه عشان تنقذي نفسك من الفضيحة وقولتي المكان مقطوع تعرفي تهربي. 


صُدمت من حديثه واتهامها بالخيانة،حركت رأسها نافية بخوف وتعب نعم هي كانت تفكر في ذلك الأمر أثناء تطاوله عليها لكنها لم تستطع فعلها


:- لـ... لأ لأ والله ما قتلته ماهو اصلا بيضربني على طول من اول جوازنا وقدام أهله كمان ومقـ تلتوش هقـ تله المرة دي ليه وبعدين خيانة إيه أنا كنت رايحة مع عصام. 


صاح بها بعنف، فأمامه هي كاذبة مذنبة لم تعترف بجريمتها 


:- بقولك إيه الأنكار مش هيفيدك البواب لسة معترف بكل اللي شافه اللي بتعمليه دة بيضرك. 


أغلقت عينيها أمامه بضعف رافضة لحديثه الخاطئ محاولة الدفاع عن ذاتها بصدق


:-لأ..لأ والله معملتش كدة بس أنت بتقولي حاجات محصلتش اعترف بيها ازاي، بعدين مكنش فيه بواب في المكان أنا مظلومة والله معملتش حاجة ولا قتـ لت عصام وجيت مع حد غيره كل دة كدب. 


ضحك ببرود مضيفًا بسخرية لاذعة لم يحمل حديثها بجدية


:- لا متخافيش كان قبلك هنا يجي مليون واحدة وكلهم بيقولوا نفس الكلام لأ وبيحلفوا كمان زيك كدة. 


وجدته يأمر مَن يقف أمامها بنبرة آمرة متعجرفة 


:- خدها عالحجز عشان هي معملتش حاجة ومقتلتش حد. 


قال جملته الاخيرة ساخرًا منها ومن حديثها التي تدافع به عن ذاتها،


قبل أن تذهب تمتمت بضعف منكسرة


:- طب ا.. انا عاوزة هدومي هـ... هما خدوها مني هناك.. 


أجابها الظابط ببرود ولا مبالاه


:- ملكيش حاجة هنا أنتي جاية هنا كدة يلا خودها الزنزانة. 


عادت مرة أخرى إلى الزنزانة لكنها تفاجأت عندما لم تجد السيدة التي قامت بالتعدي عليها قد اختفت تمامًا وكأنها لم تكن هُنا. 


اقتربت من إحدي السيدات وتمتمت متسائلة بخفوت وضعف 


:- هـ... هي فين الست اللي كانت هنا وضربتني وخدت هـدومي. 


باغتتها بإجابتها الصادمة بالنسبة لها 


:- ست مين انتي محدش جه جنبك اصلا يا حبيبتي. 


طالعتها بصدمة وقد فهمت ما يدور حولها لعبة مدبرة ضدها،  وقد نجحت بالفعل. 


جلست تبكي بقهر والحزن يملأ قلبها من الظلم التي تتتعرض من دون أن تفعل شئ يستحق. 


لا تعلم لما كُتب الحزن على جبينها؟! كانت تظن أنها بموت عصام ستتبدل حياتها السوداء القاسية إلى أخرى وردية سعيدة، لكن ما تراه الآن هو أسوأ من كوابيسها، هي متهمة بقتل عصام زوجها وأيضًا خيانته، كل شئ مدبر لجعلها هي الجاني بدلًا من المجني عليها بأفعال عصام المختلة.. 

                      ❈-❈-❈


بعد مرور يومين 


كانت رنيم تجلس في أحد اركان الزنزانة بانكسار وحزن يملأ قلبها المحطم بداخل قفصها الصدري، تود الصراخ حتى تنقطع أحبالها الصوتية لكنها تستحي أن تفعل، دموعها لم تتوقف لحظة واحدة. 


لا تصدق أن حياتها ستنتهي في شئ لم تفعله، هل حقًا ستقضي بقية عمرها هُنا تعاقب على فعل لم تقوم به. 


قطعت شرودها عندما استمعت إلى الحارس الذي يصيح بأسمها بخشونة حادة 


:- فين رنيم السيد.


تحاملت على ذاتها لتنهض بقلق شاعرة أن قدميها لم تعد تتحملها لكنها مجبرة على التحمل رغمًا عنها، وتمتمت بضعف وخفوت 


:- ا... ايوة أنا... أنا رنيم. 


استكمل حديثه بجدية وخشونة 


:- تعالي اخلصي في حد عاوز يشوفك. 


طالعته بذهول غير مصدقة حديثه، مَن سيأتي لرؤيتها هي حقًا ليس لها أحد ليسأل عليها، تخلى أهلها عنها منذُ زمن وبالطبع لن يعودوا إليها الآن، وعائلة عصام آخر ناس يريدون رؤيتها فمَن الذي يريدها الآن؟! 


عقلها قد وصل إلى حل مرضي من الممكن أن يكون محسن لما لا؟! يود التحدث معها بعد فعلته الحقيرة معها وتخليه عنها. 


فاقت على صوت أحدى السيدات التي صاحت بها بحدة غاضبة 


:- ما تخلصي يا اختي روحي وخلصينا ايه شغل السهتنة والاستهبال دة. 


لم ترد عليها لأنها لا تعلم كيف بجب أن ترد على أمثال تلك السيدة لذلك سارت مع ذلك الحارس وتمتمت متسائلة بقلق 


:- هـ... هو أنت متعرفش مين اللي عاوز يشوفني؟ 


أجابها نافيًا بصدق 


:- لا بس بيقولوا انها واحدة مهمة دة الدنيا اتقلبت لما جت. 


تفاجأت عندما دلفت بوجود مديحة الجالسة فوق الأريكة بشموخ والحزن بادي فوق قسمات وجهها، أردف الظابط بهدوء واحترام لمديحة 


:- أنا هسيبك معاها يا مديحة هانم. 


اومأت مديحة برأسها أمامًا بينما رنيم ظلت واقفة بجانب الباب تود الذهاب مسرعة هاربة من أمامها تخشى ماستفعله بها. 


نهضت مديحة مقتربة منها بغضب عارم يعميها، وتمتمت بجمود حاد مشيرة بسبابتها نحوها


:- بقى انتي يا بنت ال*** يا وسـ*ـة بتقتلي ابني قسما بالله ما هسيبك. 


قبل أن تفهم رنيم مقصد حديثها اسرعت تنقض فوق عنقها بغضب غارزة اظافرها بعنقها بقوة صرخت رنيم  متألمة بضعف محاولة الدفاع عن ذاتها بلهجة ضعيفة مجهدة


:- مـ... معملتش حاجة... والله ما قـ تلته كل دة كدب والله ولا الله معملتش حاجة مقدرش اعملها اصلا والله.. 


بكت بعنف حتى تجعلها تتركها لكن مديحة ظلت قابضة فوق عنقها حتى وجدت أنفاسها بدأت تقل وتغمض عينيها فتركتها ببرود 


:- اقسم بالله ما هسيبك انتي اتجرأتي وقـ تلتي ابن الهواري يا زبالة. 


ظلت تلتقط أنفاسها بصعداء وصوت مرتفع ثم أجابتها بنبرة مرتعشة خائفة من أن تفعل بها شئ آخر 


:-و... والله ما أنا مش أنا اللي قتلته ولا خونته ولا أي حاجة من اللي بتتقال والله ما عملت حاجة معملتش حاجة أنا مظلومة. 


لم تهتم وتبالي بحديثها بل جذبتها من شعرها بقوة مغمغمة بنبرة تهديد حازمة 


:- بصي يا بت انتي سيرة ابني متجيش على لسانك ولا اللي كان بيعمله يتفتح احسنلك قسما بالله هجيب اللي يقتلك وانتي مرمية هنا زي الكلبة. 


اومات برأسها أمامًا برعب متألمة من قبضتها القوية فوق شعرها، ولازالت تحاول تلتقط أنفاسها بصعوبة

  

:- خـ... خلاص خلاص كفاية سيبيني مش هقول حاحة بس خرجيني من هنا والله ما قـ تلته والله ما عملت حاجة ولا خو'نته حتى كل دة ظلم خرجيني من هنا. 


طالعتها بغضب وأعين يملأها الشر مودة قـ تلها في تلك الوهلة انتقامًا لثأر ابنها الذي قـ تلته، أطاحتها أرضًا بعنف صائحة 


:- اخرجك يا بنت ** دة أنا هاين عليا اخد روحك بايدي وابرد ناري بس حقي هاخده كدة كدة، انتي لسة متعرفيش اللي هيحصلك على ايدنا كلنا، جواد مستحلفلك وناوي على قـ تلك، هو وفاروق موصيين عليكي توصية صح عشان حقنا يا وسـ*ـة. 


لا تعلم لما بكت بعنف عندما علمت بما يفعله جواد، توقعت عدم تصديقه والوقوف بجانبها، لكن كم هي حمقاء هل حقًا تتوقع وقوفه معها ضد ابن عمه الراحل بالطبع لا هي ليس لها أهمية بجانب ابن عمه. 


تمتمت بضعف والدموع تملأ وجهها 


:- أ... أنا مقـ تلتوش والله مظلومة. 


لم تهتم بحديثها بل سارت نحو الخارج بعدما طالعتها بازدياء محتقرة متمتمة بنبرة تحذيرية 


:- قسما بالله لو بوقك اتفتح بكلمة على ابني اللي قتـ لتيه هـ قتلك هنا وأنا نفسي اعملها يا خاينة يا وسـ*ـة طول عمري كنت شاكة فيكي وفي أخلاقك ال*بالة اللي زيك بس المرة دي جوايا نار مش هتطفي غير بروحك يا رنيم بروحك سمعاني. 


تفوهت جملتها الأخيرة بشر والنيران تتآكل في قلبها على خسارة ابنها تود أن تنفذ تهديدها وتطفئ نيران حزنها على ابنها الوحيد بقـ تل رنيم لكنها ستنتظر حكم إعدامها المؤكد لها من الجميع. 


خرجت بغرور وشموخ  وجدت فاروق لازال ينتظرها بسيارته في الخارج جلست بجانبه غمغم متسائلا بحزم 


:- عملتي اللي عاوزاه وارتاحتي كدة. 


اومأت برأسها وتمتمت بمكر وتشفي 


:- اه يا فاروق كنت هروح فيها لو مشوفتش البت دي وهي مذلولة قدامي وملفوفة بالملاية زي الناس ال*بالة اللي زيها بتدفع تمن روح ابني اللي خدتها وتبكي بدل الدموع دم. 


أجابها بتعقل وجدية وهو لازال غير راضٍ على تلك الزيارة التي تمت 


:- خلاص كدة كدة عملتي اللي عاوزاه مع أن كل دة ملوش لازمة وانتي عارفة كويس اوي أنها مش هتفتح بوقها بعد اللي حصلها وهتدفع تمن اللي عملته وهتتربي وهي جوة بس أنا ريحتك اهو. 


تحدثت بمكر وخبث عالمة جيدًا نتيجة حديثها السام 


:- اه عارفة بس قولت اعمل كدة للأمان احسن تفضح السر اللي من سنين. 


تحولت ملامحه بغضب وصاح بها بلهجة مشددة غاضبة 


:- مـديـحـة... بلاش الكلام دة احسن البت متعرفش حاجة اصلا حتى عصام عن نفسه ميعرفش حاجة عشان يحكيلها يبقى تسكتي خالص ومتفتحيش سيرة الموضوع دة أحسنلك.


خشيت من نبرته التي تحولت فأردفت متسائلة بتوتر وارتباك 


:- قصـ.. قصدك إيه يا فاروق؟ 


صاح بها بحدة ضارية غالقًا ذلك الحديث السام 


:- قصدي أنك تسكتي خالص وتقفلي الكلام دة يا مديحة. 


اومأت له أمامًا ملتزمة الصمت كما أخبرها حتى لا تجعله بغضب عليها خاصة أنه أصبح في ذلك الوقت أكثر عصبية وأسرع غضبًا..


جلست رنيم في الزنزانة مرة أخرى تفكر في حديث مديحة، تتمنى وجود أهلها معها لكنهم تركوها من زمان وكأنها شئ ليس له أهمية، خشيت من تهديد مديحة لها، وقد آتى في عقلها سؤال هام هل هم من جعلوها تظهر بصورة الخائنة الزانية؟ هل هم من جعلوا تلك السيدة تفعل بها ذلك أم شخص آخر تظن أن محسن هو السبب في كل مايحدث لها؟! 


شعرت أن عقلها سينفجر من فرط الضغط الذي به، وقلبها حزين على تخلى الجميع عنه، كانت حمقاء تتوقع وجود جواد بجانبها لكنه كيف سيفعلها وهي أمامه قا'تلة لابن عمه الذي كان بمثابة شقيقه هو فقط سيجاهد لاجل أن تُعدم ويعود حق ابن عمه. 


                       ❈-❈-❈


في الصباح 


وجدت الحارس يصيح باسمها مجددًا ليخبرها أن أحد يريد رؤيتها وقفت في حيرة مستمعة إلى احد السيدات المتحدثة بسخرية


:- قومي يا ست رنيم زوارك كتروا كل يوم قومي ياختي. 


اقتربت من الحارس متسائلة بقلق تخشى أن تكون مديحة عادت إليها مرة أخرى لتنفذ تهديدها 


:- هـ.. هي نفس الست اللي جت قبل كدة. 


رد يجيبها نافيًا 


:- لا مش هي المرة دي لأ ويلا ياختي خلصينا مش هتتسايري معايا. 


تراجعت بخطواتها نحو الخلف برعب متمتمة بتراجع 


:- لـ... لأ لأ انا مش عاوزة اقابل اللي جاي مش عاوزة. 


أسرع يقبض فوق ذراعها جاذبًا إياها منه بعنف ليجعلها مجبرة على السير معه رغمًا عنه 


:- لأ اخلصي ياختي المرة دي مش بمزاجك لازم تروحي. 


لم تستطع الإفلات من قبضته القوية فسارت بقلة حيلة لترى مَن الذي يريد رؤيتها تلك المرة لكنها تفاجأت عندما وجدت جواد هو مَن يريدها. 


وقغت أمامه بخجل وحزن ودموعها سالت فوق مجنتيها متمسكة بالملاءة التي حولها بضعف، وأسرعت تحاول الفرار من أمام عينيه والخروج من الغرفة لكنه هدر بها بعنف يستوقفها


:- استني عندك أنتي رايحة فين اقفي قدامي. 


تمتمت منكسرة بخفوت ونبرة ضعيفة شبه هامسة 


:- ا... ابعد عني يا جواد خليني امشي مكان ماكنت. 


صحح لها بحدة ونبرة مشددة حازمة 


:- جواد باشا... جواد باشا هو اللي قدامك. 


استمعت إلى صوت تحطيم قلبها بداخلها لأول مرة ترى قسوته عليها، تود الصراخ بكل قوتها لكنها لن تستلم أمامه وقفت أمامه بغضب وتمتمت بعصبية بعدما فقدت السيطرة على ذاتها


:- وأنت يا باشا عاوز إيه من واحدة زيي وجاي ليه اصلا دة انا مجر'مة حتى وقـ ـتلت ابن عمك وخو'نته قبلها. 


لم يتوقع أعترافها له بتلك السهولة أسرع قابضًا فوق 

ذراعها بغضب وصاح بها متسائلًا بحدة ولازال تحت تأثير صدمة حديثها


:- لـيـه لــيـه قتـ لتيه عملك إيه بستاهل منك كل دة، دى اتجوزك وعيشك عيشة متحلميش بيها ليه تعملي كدة أنتي. 


تابع بوعيد حاد وغضب يملأ أوداجه


:- قسما بالله ما هسيبك وهرجع حقه منك، واحدة زيك متستاهلش حاجة حلوة زي ما كان معيشك. 


ضحكت مستهزءة لحديثه بسخرية وأسرعت ترد عليه بغل وحقد شديد متذكرة أفعاله بها المختلة منذ بداية زواجها بها حتى قـ تله، متذكرة الآمها على يده في كل لحظة مرت عليها، قـ تله لطفلها داخل احشاءها وحرمانها من شعور الأمومة للأبد بسبب ما فعله بها كل ذلك ويرى هو انها عاشت حياة لم تحلم بها، هي كانت تعيش معه كابوس طويل مؤذي لها فقط 


:- هـو يستاهل هو ميستاهلش غير القـ تل لو في ايدي اقـ تله تاني هعملها، هعملها تاني وتالت ومش هتردد لحظة واحدة.

الفصل_الثامن

رفع جواد يده وهوى بها فوق وجنتها صافعًا إياها بقوة من أجل اعترافها بقـ تل ابن عمه الأكبر، تعترف بسهولة أنها قتـ لته وكانت على أتم استعداد لقتـ له مرة ثانية وثالثة بلا رحمة صاح بها غاضبًا بحدة 


:- اخرسي...اخرسي انتي تستاهلي الموت أنا أول واحد هسعى أنك تاخدي إعدام اللي زيك متستاهلش تعيش، مش كفاية إنك طلعتي خاينة و***


وضعت يدها فوق وجنتها بصدمة، لم تتوقع أن يصفعها ويسبها، كانت تراه مختلف عن الجميع، تراه بعيد عن تلك العائلة الظالمة ذات القلب الجاحد، لكنه الآن يثبت لها أنه جواد الهواري ابن عائلة الهواري العائلة القاسية التي دمرت حياتها على يديهم، تنفست بقوة وطالعته ببرود مغمغمة بلامبالاه خافية مشاعرها داخلها 


:- ماشي اعملها أنا مستنية أخد الإعدام يا باشا عالاقل هيبقى ارحم من العيشة مع ناس زيكم، واه انا خاينة كنت بخونه كل يوم اصل اللي بيحبوني كتير اوي أنت عارف بقى. 


طالعها بحدة غاضبة ورد عليها بغضب يملأ أوداجه المنتفخة، لا يصدق حديثها أمامه بتبجح هكذا بلا ندم ولو وهلة واحدة على أفعالها السيئة بابن عمه الذي يراه لم يفعل لها شئ 


:- اخرسي يا رنيم، أنا كنت مخدوع فيكي بس واحدة زيك متستاهلش أي حاجة، كنت شايفك ملاك طلعتي شيطا'نة ولازم تتعدمي فعلا، أنتي مش رنيم اللي اعرفها انتي مجرمة دة كويس أنك سقطتي احسن من ابنك كان يجي يلاقي امه واحدة زيك. 


ضغط بحديثه على أكبر جرح بقلبها، جرح مهما مرّ عليه من الوقت لن يُشفى قلبها من وجعه، متذكرة كيف فقدت طفلها بطريقة بشعة لن تُمحى من ذهنها، وهو الآن فرح بفقدان طفلها، تخلت عن قوتها وتماسكها أمامه وصاحت منهارة بعصبية 


:- اطلع برة...اطلع برة وابعد عني أنت عاوز ايه مني، امشي وسيبني بقى هو كل يوم حد يجي هنا انتو عاوزين مني إيه. 


كاد يقترب منها ليجعلها تهدأ لكنه لعن ذاته غاضبًا بعصبية، هي الآن مذنبة قاتلة لا  تستحق شئ سوى معاقبتها على قـ تل ابن عمه. 


خرج من الغرفة تاركًا اياها، يسير مسرعًا بخطى واسعة هاربًا من أمامها، هي كاللعنة يجب الابتعاد عنها، عن سحرها الحاد المفعول مقررًا الأنتقام لابن عمه الذي توفى أثر سحرها كما يرى، سيفعل مافي وسعه لحصولها على عقوبة مستحقة تجعلها تكره أفعالها.. 


أسرع يركب سيارته ويقودها مسرعًا يفكر في حديثها متذكرًا جبروتها التي أظهرته أمامه، لأول مرة يراها هكذا، متاكدًا تمامًا ان التي رآها هي ليست رنيم التي احبها وعشقها قلبه، هي ليست تلك الفتاة البريئة المتيم بها. 


هو على الحق ما رآته في حياتها جعلها تقسو على ذاتها وعلى قلبها المحطم، مشاعرها التي لم يهتم بها أحد، رأت على يد عصام حياة سوداء مفعمة بالحزن. 


أغمض جواد عينيه بقوة متوعدًا لها مقررًا الأنتقام منها عما فعلته في ابن عمه، والانتقام من قلبه الذي وقع أسيرًا في عشق فتاة مثلها. 


❈-❈-❈


تفاجأ عندما عاد المنزل بوجود زوجة عمه وأروى وبجانب كل منهم حقيبة كبيرة من الواضح أن بها أشياءهم الخاصة ليعلم سريعًا أن والده فعل ما أخبرهم به أمس، وأحضر زوجة عمه وابنتها للعيش معهم في منزلهم. 


اقترب من زوجة عمه والتي الحزن يبدو بوضوح فوق وجهها والدموع تلتمع داخل عينيها، مطالع إياها بحزن هو الآخر عالمًا مدى حزنها الذي سيقطع قلبها لفقدانها لابنها الوحيد، جلس بجانبها مربتًا فوق يدها بهدوء مغمغمًا به 


:- إيه مالك يا مرات عمي قاعدة كدة ليه اطلعي ارتاحي. 


تنهدت بصوت مرتفع وأجابته بحزن ضاري عليها، تظهره أمام الجميع 


:-ارتاح إيه هو بعد موت عصام ابني هيبقى في راحة يا جواد تحسه خد كل حاجة معاه منها لله دة معملش فيها حاجة وحشة. 


طبع قبلة حانية فوق كفها وتمتم بغضب شديد متذكرًا حديث رنيم المتبجح أمامه والسئ في حق ابن عمه المتوفي 


:- والله حقه هيجي وهي هتندم وهتتعاقب على عملتها دي، حق عصام مش هيروح صدقيني.


اومأت برأسها أمامًا مطالعة ابنتها الجالسة بمفردها وأخبرته بهدوء 


:- طب معلش يا حبيبي روح اقعد مع أروى شوية عشان قاعدة لوحدها وساكتة كدة زي ما أنت شايف أنا خايفة عليها أحسن يحصلها حاجة. 


نفذ ما طلبته منه بهدوء وذهب ليجلس بجانب أروى التي سندت رأسها فوق كتفه ما أن رأته، لم يحب فعلتها لكنه لم يعترض مراعيًا لحالة حزنها، غمغم متسائلًا 


:- انتي قاعدة لوحدك ليه ما تروحي تقعدي مع سما بدل القعدة لوحدك كدة. 


تشبتت في ذراعه بقوة وتملك، وتمتمت تجيبه بنبرة خافتة 


:- خـ... خلاص بقى ما أنت قاعد معايا، كفاية أنتَ عليا اصلا 


أزعجه اقترابها منه الذي يزداد وطريقة حديثها لكنه لم يعقب بل ابتعد بجسده إلى الخلف، مردفًا بجدية 


:- اكيد طبعا يا أروى أنا معاكي ما أنتي زي اختي، زيك زي سما بالظبط ولو عوزتي أي حاجة متتردديش أنك تقوليهالي أنا زي أخوكي دلوقتي. 


امتعضت ملامح وجهها غير راضية عن حديثه مطالعة إياه بغضب وردت عليه بمكر 


:- أختك إيه يا جواد، دة أنا خطيبتك اكيد مش هتردد أني اطلب حاجة من خطيبي اللي هيبقى جوزي. 


ابتعد عنها وطالعها بجدية وعدم رضا من حديثها الذي أغلقه معها من قبل، ورد عليها بلهجة مشددة حازمة 


:- أروى ايه اللي فتح الموضوع دة دلوقتي ماحنا قفلناه ولا خلصنا خلاص أنا بقولك اطلبي مني اللي عاوزاه عشان انا زي اخوكي وانتي زي سما أختي. 


عادت تقترب منه من جديد كما كانت تلتصق به، وتمتمت بنبرة مغزية مدللة بمكر 


:- لا يا جواد الموضوع متقفلش يا حبيبي اتفتح كل اللي قولتهولي أنا نسيته وهنتعامل عادي يا جواد أنت خطيبي وهنتجوز كمان قريب. 


طالعها بذهول متعجبًا لجراءتها في الحديث معه، وغمغم متسائلًا بحدة مشددة


:- يعني إيه يا أروى هو الجواز بالعافية يا أروى ما تعقليها. 


غرزت أسنانها في شفتها وتمتمت ببرود ولامبالاه 


:- لأ مش بالعافية بس أنا بنت عمك مش هتسيبني بعد كل اللي حصل دة. 


ابتعد عنها وهب واقفًا مبتعدًا عنها مردفًا جدية صارمة 


:- أروى أنا مقولتش هسيبك لأ قولت هبقى معاكي بس زي اخوكي واللي عاوزاه هنفذهولك اكيد بس حوار الخطوبة والكلام دة كله اتقفل وأنا زي اخوكي. 


رمقته بغيظ وغضب وتسائلت باصرار مدعية عدم فهمها لحديثه 


:- يعني إيه يا جواد احـنـ... 


قطعها بصرامة وحزم حاد 


:- أروى خلاص قولت الموضوع اتقفل وبعدين دة مش وقته ملوش لازمة الكلام دة ولا حد فاضيله ولا إيه رأيك انتي؟


أومأت برأسها إلى الأمام وأردفت بغيظ وضيق 


:- ماشي يا جواد ماشي براحتك. 


تركها وصعد متوجهًا نحو غرفته زافرًا بضيق من حديثها الذي كان بلا فائدة.. 


وجد والدته تدق الباب الغرفة مستأذنة بهدوء 


:- جواد حبيبي..أدخل ولا مش فاضي؟ 


أسرع يفتح لها الباب سامحًا لها بالدخول متمتمًا بهدوء 


:- تعالي يا أمي طبعًا أدخلي. 


جلست بجانبه فوق الفراش تمتمت متسائلة بهدوء وتعقل 


:- روحتلها شوفتها واتكلمت معاها ولا مرضتش تروح؟ 


اومأ برأسه مؤكدًا بهدوء وحديثها يتردد في ذهنه متخيلًا صورتها أمامه المهينة وهي ملفاة بالملاءة ونبرة صوتها القوية التي بلا ندم 


:- اه ياماما روحتلها... روحتلها وشوفتها، وياريتني ماقابلتها.


احضنته سريعًا بحب وحنان متمتمة تحذره بهدوء ونبرة مترجية حزينة لمشاعره الحزينة بداخله


:- ياحبيبي عشان خاطري عندك، خلاص سيبك من كل حاجة وشوف مستقبلك دة ربنا رحمك منها طلعت بنت مش كويسة نحمد ربنا عشان بعدها عنك. 


رد على والدته بوعيد غاضب والغضب ملتمع داخل عينيه 


:- وأنا مش هسكت ولا هسيبها بعد اللي عملته في عصام مش هسيبها، دي تستاهل كانت بتتكلم ياماما ولا هاممها فرحانة انها قتـ لته بعد ما اتجوز واحدة زيها مش هسكت دي لازم تتعدم فعلا. 


كانت عينيه تعكس مدى حزنه وقهرة قلبه بسببها، يا لها من فتاة قوية قهرت قلبه، كانت عينيه تعبر عن النيران المشتعلة بداخل قلبه الحزين، هناك حرب مشتعلة داخله لا يعلم عنها أحد. 


رأت جليلة مشاعر ولدها المحتفظ بها لذاته لذا  أسرعت مربتة فوق ظهره بحنان 


:- خلاص يا حبيبي سيبها، سيبها وابعد عنها بس، هي هتتعاقب على كل دة المهم أنت يا حبيبي أنا معنديش أغلى ولا أهم منك يا جواد. 


طبع قبلة حانية فوق كفها وغمغم بهدوء 


:- متشغليش بالك أنتي في كل دة ارتاحي عشان اليومين اللي فاتو تعبتي جامد وأهملتي صحتك. 


ابتسمت لاهتمامه بها وردت عليه بفخر وهدوء 


:- ربنا يخليك ليا يا حبيبي. 


نهضت لتذهب لكنها استردت حديثها مرة أخرى بعدما تذكرت أمر هام قبل ذهابها 


:- جواد ابقى خلي بالك من أروى عشان خاطري وعاملها براحة حرام البنت تعبانة هي كمان. 


رمقها بضيق معقدًا حاجبيه مغمغمًا بعدم رضا 


:- ودة كلامك ولا كلام فاروق بيه اللي بيبعتك تقوليهولي مكانه عشان اسمعه من غير خناق قوليله أن اللي في دماغه مش هيحصل. 


ابتسمت بهدوء مجيبة إياه بتعقل وجدية 


:- والله المرة دي ماهو اللي باعتني لأ المرة دي أنا بتكلم عشان البنت شايفة حالتها مش كويسة فمش عاوزاك تشد معاها، وبعدين ليه مش هيحصل ما خلاص ياجواد كدة ما يمكن تحصل في يوم من الأيام، أروى بنت كويسة والف مين يتمناها. 


امتعضت ملامح وجهه متنهد بضيق ورد على والدته بجدية تامة معترضًا 


:- وأنا مش من الألف دول أنا شايفها اختي ومش هعرف اشوفها غير كدة بحوار رنيم دي أو لأ بس بالنسبالي هي زي سما. 


طالعته بتوجس عالمة أن حديثه سيسبب العديد من المشاكل بينه وبين فاروق والده الذي مصمم بضراوة على زواجه من أروى، فاحتضنته متحدثة بهدوء 


:- يا جواد منا برضو نفسي افرح بيك كدة واشيل عيالك ويملوا عليا البيت عاوزة الحق اربيهم زي ما ربيت ابوهم وطلعته راجل قمر كدة مفيش زيه وظابط زي الفل. 


ابتسم بسعادة لفكرة زواجه ووجود أطفاله معه وبجانبه ورد عليها بحزن 


:- هتربيهم والله ماحد غيرك هيربيهم يا جوجو يا قمر انتي بس مش وقته نرجع حق عصام الأول بعد كدة نشوف العيال اللي هيجوا وأم العيال اللي هتختاريهالي انتي. 


اومأت أمامًا بهدوء ثم خرجت من الغرفة متوجهة نحو غرفتها بحزن لأجل ابنها عالمة بمدى حبه الصادق لتلك الفتاة وكم كان يتمناها في حياته ولكن القدر كان ضده بقوة مانعًا أي علاقة بينه وبين تلك الفتاة وبالفعل ترى الآن أن الخير فيما اختاره الله لابنها، متخيلة أن كان تزوجها كان الآن سيصبح جثة هامدة حمدت ربها كثيرًا على وقوفه بجانب ابنها. 


                        ❈-❈-❈


عند رنيم كانت تجلس تفكر في حديثها الذي دار بينها وبين جواد، لم تصدق قسوته عليها، هو بنفسه أخبرها أنه سينتقم منها ويجعلها تنال عقابها من قـ تل ابن عمه. 


لا تصدق كيف صدق أنها من الممكن أن تفعل شئ هكذا؟! بل ويريد إعطاءها حكم إعدام للتخلص منها لكن في الحقيقة هي نالت حكم الإعدام منذ زواجها بعصام الذي كان يقـ تلها في كل ثانية تمر عليها معه، لم تتذكر مرة واحدة وجدته يتعامل معها برفق وحنان. 


صدر عنها تنهيدة حارة حارقة تلهب روحها المشتعلة والتي على وشك الإنتهاء تمامًا. 


وجدت أحد الجالسات تقترب منها بهدوء واضعة يدها فوق كتفها، شعرت رنيم بالخوف وتمسكت بالملاءة الملفاة حولها متمتمة برعب بعدما زحفت بجسدها إلى الخلف 


:- إيه عاوزين مني إيه تاني أنا معملتش حاجة والله. 


طالعتها السيدة بشفقة مربتة فوق كتفها بهدوء 


:- متخافيش ياحبيبتي خلاص مش هنعمل حاجة ومفيش حاجة تاني هتحصلك هنا أنا بس قولت أشوفك عشان قاعدة ساكتة لوحدك كفاية كدة ياحبيبتي، انتي كدة كدة جاية في قضية قـ تل ومش هتخرجي منها تعالي اقعدي معانا هناكل كلنا. 


لم تستطع رنيم الإطمئنان لها فابتعدت عنها مجددًا وتمتمت رافضة بتعب وضعف 


:- ا... أنا مش عاوزة حاجة...مش جعانة مش عاوزة أكل ولا عاوزة اتكلم ممكن تبعدي عني لو سمحت. 


ردت عليها بهدوء متمسكة برأيها خوفًا من أن يصيبها شئ، لانها منذ أن آتت لم تتناول شئ 


:- يابنتي قومي كلي معانا اي حاجة صغيرة حتى حرام هتتعبي. 


صمتت ولم ترد عليها ولازال عقلها يفكر في حديثها الصادم مع جواد، وقلبها سيتوقف داخلها بحزن ووجع من صدمتها لما يحدث حولها، لم تجد شخص واحد تستند عليه وتبكي معه، شخص واحد يثق بها وببراءتها عالمًا أن كل ذلك حدث عنوة عنها. 


تسألت بتوتر لتلك السيدة التي أمامها قبل أن تذهب 


:- هـ... هو ممكن اعرف مين اللي ضربتني دي وخدت هدومي وليه عملت فيا كدة هي حتى متعرفنيش وأنا معملتلهاش حاجة. 


صمتت الأخرى أمامها لوهلة بتوتر 


:- م.. ماخلاص الكلام دة مفيش منه فايدة هي مشيت وخلاص اللي حصل حصل. 


أصرت على سؤالها بعدم فهم مترجية إياها لسرد الأمر لها 


:- لأ قولي مهم بالنسبالي اعرف، عشان خاطري أنا محتاجة أفهم كدة كدة محدش هيعرف حاجة.


شعرت السيدة بالتوتر لكنها أخبرتها بقلق 


:- دي كانت هنا مخصوص عشانك بس معرفش مين اللي مسلطها شوفي انتي ما انني جاية في قـ تل يعني تلاقي حبايبك كتير ومشيت عشان خلصت اللي جاية عشانه. 


استردت حديثها مرة أخرى بعدما وجدت رنيم تستنع حديثها صامتة بذهول متعجبة لما تستمع إليه 


:- طب انا هروح الحق الأكل عشان بيتنسف وهحاول اشيلك حاجة...أنا شهيرة. 


مدت يدها تصافحها فصافحتها رنيم بشرود وذهنها يفكر بضراوة بلا توقف لكنها لم تستطع بل شعرت أن الجدران تلتف بها، وشعور التعب يزداد عليها حتى أصبحت لا تتحمله شاعرة بغيمة سوداء أمام عينيها مغشية عليها ولم تشعر بأي شئ آخر حولها.. 


                          ❈-❈-❈


كان جواد يقف في حديقة المنزل يتحدث في هاتفه بعدما علم بما حدث لرنيم، غمغم متسائلًا بجدية تامة 


:- وفاقت ولا ايه اللي حصلها دلوقتي بعد ما اتنقلت المستشفى. 


ظل يتحدث مستفسرًا أكثر عما حدث ثم أغلق المكالمة والتفت ليعود إلى غرفته لكنه تفاجأ بـ أروى التي كانت تقف خلفه مباشرة منتظرة إياه حتى ينهي اتصاله. 


عاد خطوة الى الخلف تارك مسافة بينهما وطالعها بذهول متعجبًا وتسآل بدهشة 


:- إيه يا أروى هو في حاجة حصلت ولا إيه؟ 


أجابته متسائلة بمكر بعدما اقتربت منه أكثر


:- اه يا جواد فيه أنت ليه بتتعامل معايا كدة وبتصدني دايمًا، أنا معملتش حاجة ليك عشان تعاملني كدة هو أنا فيا حاجة مش عاجباك. 


أسرع يشرح لها الأمر من نظره بهدوء 


:- الموضوع مش كدة يا أروى الحوار كله أن أنا شايفك زي سما أختي وبعاملك على الأساس دة فبرفض عشان بالنسبالي مينفعش لكن انتي كويسة وكويسة أوي دة كفاية أخلاقك بس اللي بتتكلمي فيه مينفعش وياريت متفتحيش الموضوع دة تاني اتكلمنا فيه لما جيت وفهمك أني شايفك زي سما. 


شعرت بالغيظ من حديثه الممتلئ بالبرود وتكراره _لأنها مثل شقيقته_ فأسرعت تلف يدها حول عنقه طابعة قبلة فوق شفتيه ومتمتمة بدلال 


:- بس أنا بحبك يا جواد ومش زي اختك أنا غير سما ومش هعرف اقفل الموضوع ياحبيبي، نفسي نتجوز بجد ياجواد. 


رفع يده بقوة صافعًا إياها فوق وجنتها ودفعها إلى الخلف بقوة بعيدًا عنه بذهول من جراءتها معه، وغمغم صائحًا بها بعصبية وغضب 


:- إيه اللي عملتيه دة انتي اتجننتي، أروى فوقي لنفسك أنتي واحدة اخوكي لسة ميت اللي بتعمليه دة جنان وقلة ادب. 


وضعت يدها فوق وجنتها بصدمة من رد فعله العنيف المباغت لها، أشارت نحو ذاتها بغرور وصاحت هي الأخرى بصوت مرتفع 


:- بقى بترفضني كدة يا جواد كل دة ليه عشان واحدة مجرمة ز'بالة لو كنت معاها كان زمانها قتـ لتك، بتعمل كل دة عشان واحدة زي دي قتـ لت ابن عمك، بترفضني أنا أروى الهواري عشان واحدة مجرمة إيه لسة بتحبها وعاوزها دي هتتعدم، دي كانت بتقعد تحت رجلي زيها زي أي خدامة في البيت وبعمل فيها اللي عاوزاه بهينها براحتي أنا بترفضني عشانها. 


طالعها متعجبًا من حديثها وبالأحر الجزء الأخير، لكنه لم يصمت ويعطي لفكره وهلة واحدة بل صاح بها بعنف ونبرة مشددة حادة وصلت إلى مسامع الجميع 


:- اخرسي انتي بتقولي ايه انا رفضتك عشان شايفك اختي مش أكتر من كدة، كل اللي بتقوليه دة جنان أنا للأسف كنت فاكرك محترمة بس ظهرتي على حقيقتك. 


أسرعت مديحة مقتربة من ابنتها بعدما استمعت إلى صوت جواد وصاحت أمامه بغضب 


:- جواد إيه اللي بتقوله دة أروى محترمة غصب عنك وعن اي حد دي بنتي وبنت العيلة دي اللي بتقوله دة عيب. 


صاحت أروى هي الأخرى بغضب والدماء تغلى بداخلها من حدييه المهين لها


:- دة بيهزقني وضربني ياماما بيضربني وبيقول عليا مش محترمة. 


كانت سما شقيقة جواد تستمع إلى كل مايحدث لا تعلم ماذا يجب عليها تفعل لتهدئة الأمر فأسرعت متوجهة نحو غرفة والديها تدق الباب، فتح لها والدها الذي تسآل بقلق 


:- في إيه ياسما ياحبيبتي في حاجة دلوقتي؟ 


اومأت برأسها مؤكدة حديثه واخبرته الامر سريعًا بتوتر 


:- دة جواد وطنط مديحة وأروى بيزعقوا مع بعض تحت في الجنينة يابابا. 


وضعت جليلة يدها فوق قلبها برعب ما أن استمعت هي الأخرى لحديث ابنتها خائفة مما سيحدث بين ولدها وزوجها، بينما فاروق أسرع يرد على ابنته بجدية صارمة 


:- طب روحي انتي يا سما اوضتك وأنا هتصرف. 


أسرعت سما تنفذ حديث والدها بينما جليلة نهضت مسرعة مقتربة منه قبل ذهابه وتمتمت بقلق 


:- فاروق قبل ما تنزل براحة على جواد عشان خاطري بلاش تتخانق معاه انزل هدي الموضوع براحة عشان ميحصلش حاجة. 


لم يرد عليها وسار مسرعًا نحو الاسفل بخطى واسعة، أسرعت تلاحقه بقلق داعية ربها أن يمر الأمر بهدوء. 


كان جواد يرد على أروى بعصبية والغضب يملأ اوداجه المنتفخة 


:- أروى انتي عارفة كويس انتي عملتي ايه ولولا انك بنت عمي كان هيبقى ليا تصرف تاني معاكي. 


ردت مديحة هي عليه بدلًا عن أروى وصاحت به بعصبية حادة 


:- أنت قصدك إيه أنت بتهددها وأنا واقفة في إيه ياجواد اتكلم معاها كويس. 


قبل ان يرد جواد كان صدح صوت فاروق الصارم المتسائل بجدية حادة


:- في إيه؟ ايه اللي بيحصل هنا؟ 


أسرعت أروى مقتربة من عمها وتمتمت بنبرة باكية ضعيفة 


:- يـ... ياعمو جواد جواد ضربني وكل دة ليه عشان شايفة أن رنيم مجرمة وهو بيدافع عنها راح ضربني وعمال يزعق ليا أنا وماما. 


أيدت مديحة حديث ابنتها مسرعة بمكر 


:- اه يا فاروق وبيضرب اروى هي اروى عملت ايه لكل دة معملتلهوش حاجة هو اللي بيدافع عن مجرمة قتـ لت ابني. 


طالع جواد حديثهما بصدمة وعدم تصديق وأسرع يرد عليهما بحدة 


:- إيه الجنان والكدب دة كل دة محصلش وأروى عارفة كويس أنا ضربتها ليه، هي تستاهل الضرب فعلا على اللي عملته وياريت يامرات عمي متقوليش حاجة محصلتش


اقترب فاروق من ابنه صافعًا اياه بحدة وصاح به بعصبية وحزم 


:- اخرس خالص ايه اللي بتقوله دة شكلك اتجننت اعتذر لمرات عمك حالًا. 


شهقت جليلة من فعلة فاروق المباغتة وخشيت رد فعل جواد التي تعلم أنه لن يصمت لكنها تفاجأت به عندما وجدته يسير إلى الخارج بصمت من دون أن يتفوه بحرف واحد، أسرعت تسير بخطى واسعة شبه راكضة لتلاحقه صائحة باسمه


:- جواد استنى طيب استنى عشان خاطري هو ميقصدش بس أنتَ عارف الظروف اللي فيها 


سار بصمت راكبًا سيارته بعصبية منطلقًا بها غير مصدق مافعله والده أمام الجميع شاعرًا بالدماء تغلى بداخل أوداجه، كيف له ان يصفعه ويهينه أمامهم، كور قبضة يده بعصبية ضاربًا بها المقود. 


اقتربت مديحة من فاروق متمتمة بعصبية وحدة 


:- شايف ابنك يا فاروق بيكلمنا ازاي ومد ايده على أروى. 


طالعها بضيق وعصبية ورد عليها بحدة 


:- خلاص يامديحة خلاص مش وقت كلامك دة دلوقتي. 


صعد تاركًا إياها متوجهًا نحو غرفته بصحبة جليلة التي كانت تطالعه بعدم رضا عما فعله. 


جلس ببرود وعصبية مردفًا بغضب 


:- هو كل شوية يسيب البيت ويمشي إيه مش هنعرف نكلمه بعد كدة. 


طالعته بعدم رضا وحزن وتمتمت ترد عليه بضيق 


:- يافاروق ما أنت برضو غلطت مينفعش تمد ايدك عليه هو مش صغير يافاروق بعدين جواد مش بيدافع عن رنيم لما كلمته كان متضايق وحالف أنه يجيب حق عصام منها. 


اومأ برأسه أمامًا بصمت فاقتربت منه جالسة بجانبه متمتمة بهدوء


:- فاروق عشان خاطري اتعامل معاه بهدوء معملش حاجة لكل دة عامله زي ما بتعامل سما. 


رد عليها ببرود لينهي ذلك الحديث 


:- خلاص يا جليلة خلاص. 


صمتت بتعب من تلك العلاقة التي تحاول منذ زمن إصلاحها لكنها دايمًا تجدها تتوتر أكثر من السابق بعد كل موقف يمر بينهما وبين كل مشاجرة تتم أثناء نقاشهما بأراءهما المختلفة دومًا


                         ❈-❈-❈


بعد مرور يومين


في مكان مجهول مع شخص مجهول لم نعلم هويته حتى الآن، تحدث ذلك الشخص بجدية ولهجة حادة 


:- ايوة عاوزك تترافع عن رنيم السيد. 


طالعه المحامي الذي أمامه بذهول متعجبًا من حديثه مردفًا بعملية شديدة


:- هو بعيد عن طلبك دة بس هي القضية لبساها لبساها، مستحيل نعرف نخرجها منها. 


أجابه الطرف الاخر المجهول بحدة 


:- انت هتمسك القضية وتترافع عنها وأنا هحاول اتصرف بعدين انت عارف قضية زي دي هترفعك ازاي. 


فكر المحامي في حديثه لوهلة ورد عليه بجدية ومهارة 


:- هي هترفعني بس برضو هتكون أول قضية ليا اخسرها دي ممسوكة متلبسة وفي شهود عليها. 


رد عليه هو الاخر باجتهاد محاولًا في اقناعه للدفاع عنها


:- ودي حاجة هترفعك وهترفع اسمك جامد. 


ضيق عينيه بتفكير لعدة لحظات ومحاولات متعددة من الطرف الآخر بإقناعه  ثم رد عليه موافقًا باقتناع واهتمام بالأمر


:-  خلاص ماشي موافق انا همسك القضية دي ونشوف. 


ضحك الطرف الآخر المجهول بانتصار شاعرًا به لنجاح مايريده مود أن تسير الأمور كما يخطط لها.. 


❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈

رايكم في الفصل ياحبايبي؟ عاوزة تفاعل جامد ياحبايبي♥ متنسوش اللايك وكومنتاتكم♥تفتكروا مين اللي عاوز يساعد رنيم وليه؟ وايه رايكم في جواد؟! 


الكاتبة:- هدير دودو


الفصل التاسع والعاشر من هنا


بداية الرواية من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close