expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية دوائي الضرير الفصل 26-27-28-29-30 حصريه وجديده

 رواية دوائي الضرير الفصل 26-27-28-29-30 حصريه وجديده 

رواية دوائي الضرير الفصل 26-27-28-29-30 حصريه وجديده 

استمرت مواجهة سارة مع عاصم بشكل عڼيف و لكنها لم تنتهي و لن تنتهي إلا عندما تقرر سارة ذلك.. فإما أن نيتي و نتركه لحاله أو تحصل على مرادها و تعلم سبب تغير عاصم المفاجئ..

[[system-code:ad:autoads]]

فلحقت به نحو الأسفل و خلفهما الحاج عبد الرحمن و الحاجة هنية في محاولات فاشلة منها في تهدي الوضع و لكن بلا فائدة.. و بالفعل كاد ان يهرب منها و لكنه أمسكت بذراعه بقوة و لم تدعه يرحل..

سارة: بقولك استنى هنا و كلمني زي مابكلمك.

[[system-code:ad:autoads]]

و على صعيد أخر لفت صوت سارة العالي نظر آسر و هدى ثم إنتبها لها و تسائل آسر في قلق...

آسر: ايه دة فيه ايه.. ايه الصوت دة..
هدى: مش عارفة تعالى نشوف..

تحركت معه نحو الدرج ليجدا سارة تمسك بذراع عاصم تمنعه من الخروج و لكنها ليست نداً له و هو يقف امامها كحائط منيع يمنع نفسه عن آذاها...

[[system-code:ad:autoads]]

عاصم: يوووه يا سارة قولتلك سيبيني في حالي بقى..
آسر: ايه يا سارة في ايه بتزعقي ليه.. في ايه يا عاصم صوتك عالي ليه انت كمان.
عاصم: مافيش.
سارة(پغضب شديد و صوت عال): لا في.. انا عايزة اعرف انت ايه اللي غيرك معايا.. انا قبل ما اقع من على السلم دى بساعة واحدة بس احنا كنا بنتكلم في جوازنا..
كنت بتقولي انك هاتكلم بابا و نتجوز مع أسر و هدى... و لما فوقت في المستشفى لقيتك واحد تاني.. واحد مش طايق حتى يبص في وشي . 
ليه؟؟ انا من حقي اعرف ليه..
عاصم: لا مش من حقك.. مش من حقك اي حاجة زي ما انا كمان مش من حقي اني اكون معاكي.. 
سارة: ليه..
عاصم(تلعثم بكذب لا يخفى على الكفيف): عشان.. عشان ابن خالتي كان عايزك.. و انا مش ممكن ابص لواحدة كانت مخطوبة لابن خالتي .
سارة: لو ماكنتش اعرفك كويس جايز كنت صدقتك.. لكن مش عاصم اللي يفكر كدة خصوصا بعد اللي عرفته عن ابن خالتك...
ابن خالتك دة واحد كداب و خاېن.. خاني حتى من قبل ما نتخطب رسمي.. خاني قبل ما يفاتح أهله في موضوع خطوبتنا دة لو كان ناوي يفاتحهم أصلا مش بيضحك عليا .
خاني و انا كل اللي كان في دماغي اني كنت خاېفة عليه احسن يكون تعبان و البيه في سريره مع واحدة تانية غيري..
اكيد مش دة الانسان اللي انت هاتسيبني عشانه.. دة غير اني بحبك انت مش هو.
عاصم(صړخ بصوته كله): و انا مابحبكيش.. فاهمة مابحبكيش..

كاد ان يتحرك و يتركها و لكنها تداركت هربه سريعاً و اوقفته مرة أخرى و قالت بتصميم...

سارة: تعالى هنا.. انت مش هاتمشي قبل ما اعرف انت ايه اللي غيرك.. ليه قبل ما اقع من على السلم كنت معايا في منتهى الحب.. بتقولي انك بتحبني و مش متخيل حياتك من غيري لكن بعد ما فوقت و بقيت كويسة من تاني اتغيرت معايا و عايز تسيبني.  
مش ممكن تكون هاتسيبني عشان ابن خالتك.. مش معقول يكون هو دة السبب.. طيب ليه.. ليه..

ثم صارت لكرامتها و رفعت سبابتها بوجهه و قالت بقوة لم تكن غريبة عليها...

سارة: و اوعى تكون فاكر ان اللي انا بعمله دة ضعف مني او اني مدلوقة عليك زي ما طليقتك بتقول.. لا يا استاذ فوق لنفسك..
كل الحكاية انك وعدتني بوعد و انت راجل كبير مقام و عارف يعني إيه كلمة تخرج من بق راجل.
و انا على أساس الوعد دة اديتك مشاعر و قلب نضيف جديد و لازم افهم.. على الاقل اعرف فين المشكلة.. انا غلطت في ايه.. عملت إيه او إيه اللي حصل حولك 180 درجة بالشكل دة.. 
ارجوك قول.. قول اي حاجة تريحيني..  قولي لي اي حاجة تخليني متأكدة ان المشكلة مش فيا و ان العيب مش عندي و انا اوعدك اني هاخرج من حياتك للأبد بس و انا فاهمة و عارفة كل حاجة.
لكن مش هاسمحلك تسيبني في الحيرة اللي بتاكل قلبي دي ابدا.. ابدا يا عاصم.. ابدا.

سالت دموع عينيها و حزن و حيرة جميع من يقف على تلك الحائرة التي ېتمزق قلبها من أفعال من تحب.. فتعالت اصوات الجميع يقفون في صفها و هم يطلبون منه تفسير.. فهم لا يعرفوا سبب تغييره و يودون بشدة معرفته..

هنية: يا ولدي ما تريحها و تريح جلبها و تجولها.
عبد الرحمن: يا عاصم مايصحش اللي عاتعمله ده.. ريح جلب البنية.. طالما اديتها كلمة جوية زي دي بإنك هاتتچوزها و رچعت في كلامك كيف العيل الصغير يبجى من حجها تعرف انت عملت اكده ليه.. 
ولا كنت بتضحك عليها اياك؟؟
عاصم(راجياً بعض الرحمة): ابوي..
آسر: انا كمان عايز اعرف.. بعد ما كلمتني و طلبتها مني يوم ما كلمتك عن هدى رجعت في كلامك تاني ليه.. 
سارة(پصدمة فهي لم تعلم أن آسر على علم بعلاقتهما من قبل): طلبني منك؟
آسر(بحزن و خزي): ايوة..  يوم نا كلمتها على هدى كلمني عنك.. و طلب انواول ما بابا و ماما يوصلو يجي هو كمان عشان يتقدملك رسمي.
هدى(بدموع): طيب ليه يا عاصم.. دي سارة بتحبك اوي.. ليه بتعمل فيها كدة.. حرام عليك..
سارة: انا عملت لك ايه؟؟ زعلتك في إيه؟؟ ضايقتك في ايه؟؟ عملتلك إيه غلط..
عاصم(صړخ بإنهيار): كفاية بقى كفاية.. خلاص كلكم وقفتو معاها و بقيت انا اللي وحش دلوقتي.. بقيت انا الشرير الواطي اللي لعب بمشاعر الدكتورة العامية.. صح..
سارة: طيب ليه.. ليه؟؟
عاصم: عشان مانفعكيش؟؟
سارة: ليه.. ليه ماتنفعنيش.. ليه؟
عاصم(بصوت عال مذبوح و ڠضب جم): عشان دة؟

ثم قام پتمزيق قميصه حتى ان ازراره تطايرت امام اعينهم و كأنها قد خرجت من انفجار شديد.. و تمزق القميص لنصفين متماثلين.. و وقف امامهم عاري الصدر.. يظهر جزعه و ذراعيه كاملين.. ألقى القميص أرضاً و قال بحزن...

عاصم: عشان دة..(و ضړب صدرها بكفيه پألم) عشان انا دة؟

لم تفهم قصده و زادت حيرتها و اقتربت منه ببطء ثم تجولت انظارها حول جزعه العاړي و هي تشاهد تلك البقع البيضاء من أثار البهاق.. 
و لكنها أيضاً لم تعي قصده فسألته بصوت متقطع تتخلله دموع الحيرة...

سارة: مش.. مش فاهمة.. قصدك إيه.. إيه اللي اتـ.. اتغير.. قصدك البهاق يعني؟؟ عاصم انا دكتورة نفسية يعني مش جاهلة.. مش هاخاف تعديني ولا ان ولادي يورثوه منك.. 
انا مش هاسيب الراجل الوحيد اللي انا حبيته في الدنيا عشان مجرد شوية جلد ملون في وشه ولا حتى جسمه كله.. فاهمني.. 
و بعدين ما انا عارفة من زمان ان عندك بهاق و دة ماهمنيش ولا فرق معايا.. ولا حتى حطيته في دماغي..

صمتت قليلاً و أكملت بعد ان ظهرت لها الحقيقة بعد تفكير بسيط..

سارة: و بعدين انت عندك بهاق من 3 سنين صح.. يعني.. يعني ماطلعلكش فجأة بعد ما وقعت من السلم..
إيه اللي اختلف إيه اللي اتغير؟؟ البهاق عندك من الاول مش جديد عليك يعني..يبقى إيه اللي.....

ثم وقفت دموعها فجأة و كانها توصلت لحل اللغز.. وصلت لسبب تغييره.. فقالت بصوت مصډوم...

سارة: استنى... استنى.. ايوة فهمت.. انت ماتغيرتش لكن انا.. انا اللي اتغيرت.. انا اللي فتحت.. انا اللي كنت عامية و دلوقتي بشوف.. صح.. كدة صح..
(پغضب) ماترد عليا... 
عاصم(پغضب مماثل): ايوة... ارتاحتي كدة.. 
(ثم هدأت نبرته) مش عايزك ټندمي.. مش عايزك تقومي في يوم من نومك تبصي عليا و تسألي نفسك انا إيه اللي عملته في نفسي دة..

تلألأت عيناه بدموع القهر و الحزن و أكمل بحزن...

عاصم: مش عايز انجبر اني اخرج بكل هدومي قدام مراتي زيها زي الغريب لأنها قرفانة تبص في وشي.. مش عايز اشوف في عنيكي انتي بالذات نظرة كره او قرف او حتى شفقة..
مش عايزك تكرهيني عشان حاجة مش بإيدي.. 
آسر: و هي دلوقتي المفروض تفضل تحبك يعني؟؟
عاصم: لا.. انا عايزها تكرهني.. عايزها تنساني خالص بس عشان انا ندل و واطي زي ما كلكو قولتو.. مش عشان نصيب ربنا قدره عليا و ماليش فيه ذنب.

سارة(و هي على نفس صډمتها و كأنها لم تستمع لحديثه فقد كان عقلها مازال يترجم ما توصل اليه): ايوة صح.. انت ماتغيرتش لكن انا اللي اتغيرت.. معقولة؟؟ يعني انت عايز تسيبني عشان فتحت..
يعني انت حبتني بس عشان كنت عامية.. كنت هاتتجوزني بس عشان ماكنتش هاشوف جسمك.. دي الميزة الوحيدة اللي انت شوفتها فيا..
بس  تصدق معاك حق.. انا واحدة عامية مش ممكن تشوف الحاجة اللي مضيقاك.. مش ممكن تعايرك بعيبك زي ما بنت عمك عملت.. صح.. هي دى كانت الميزة الوحيدة اللي فيا تخليك تحبني..
لكن بمجرد ما فتحت خلاص.. اهم ميزة فيا راحت.. يبقى تسيبني.. (صړخت پقهر) تسيبني و تدوس على قلبي بجزمتك لمجرد اني فتحت.. تمسك قلبي و روحي تقطع فيهم پسكينة تلمة لمجرد اني بقيت شيفاك مع أنك عارف اني مالاحظتش دة أو بمعنى أصح ماهتمتش بيه.
البهاق بتاعك دة ولا كان فارقلي.
عاصم: بس فارقلي انا؟؟
سارة: و انا.. انا مش مهم.. انا مش فارقالك؟
عاصم: هاتندمي.. هاتندمي و مش هاقدر اشوف نظرة الندم على عمرك اللي ضاع في عنيكي.. مش هاقدر احس مجرد إحساس انك مكملة معايا بس عشان كنت اختيارك.. مش هاقدر استحمل قهرتك و انتي ندمانة و مش قادرة تطلبي الطلاق ولا حتى تشكي لحد همك عشان كلهم هايقولولك دة اختيارك.. و الله ماهاقدر.. ارجوكي يا سارة انسيني و سامحيني.. ارجوكي انا تعبان.. كفاية اللي انا فيه..
آسر: خلاص بقى يا سارة كفاية.. قلتلك انسيه.. من ساعة ما خفيتي و بقولك انسيه و عيشي حياتك.. صدقتيني بقى دلوقتي؟
سارة(ثم التفتت لآسر و كأنها تذكرت شيئاّ هاماً): و انت.. انت كمان كنت اكتر واحد موافق على عاصم برغم أنه عنده بهاق و دلوقتي اتغيرت.. لما قولتلي على الموضوع دة و انا سألتك على رأيك قولتلي من امتى بناخد الناس بالظاهر.. المهم الجوهر.. صح؟
لكن دلوقتي مابقتش موافق ولا طايقه.. بقيت تقولي سيبك منه.. انسيه.. دة مش مناسب ليكي.. انتي تستاهلي حد احسن منه.. حد يجري هو وراكي مش انتي اللي تجري وراه.. يا ترى ليه.. 
اه فهمت.. 
ماهو انت كنت هاتلاقي عريس زيه فين لأختك العامية.. و إيه يعني عنده بهاق ما هي كمان عامية و ياخدها على عيبها.. إنما لما فتحت.. العيب بتاعي اختفى (بصوت مرتفع موجوع و مصډوم) و فجأة اكتشفت اني استاهل واحد احسن منه 100 مرة.. صح؟؟ مش هو دة كلامك.. مش هي دي الحقيقة؟
آسر(بلهفة و پصدمة من ذلك المعنى الذي وصل إليها): لا يا سارة لا.. الحكاية مش كدة خالص... والله عمري ما فكرت كدة..
سارة(بمنتهى الألم): هو انا كنت رخيصة اوي كدة في عنيك.. كنت ناقصة اوي كدة في نظرك.. ماستاهلش اني احب و اتحب زي اي بنت في سني.. ماصدقت لقيت اي واحد تلزقني ليه..
آسر: ارجوكي يا سارة اسمعيني.. انتي فاهمة غلط.
سارة: ولا استنى.. لا لا لا.. انت يمكن خفت ترفض احسن هو كمان يرفض.. يرفض جوازك من هدى صح.. فعلاً فرصة هايلة ټضرب عصفورين بحجر واحد...
تتجوز البنت اللي حبيتها و تخلص من اختك اللي ممكن تعنس و تقعدلك.. صح؟؟

ثم نظرت لهما بحړقة..

سارة: انتو الاتنين عملتو فيا كدة؟؟ انتو الاتنين شوفتوني رخيصة و قليلة اوي كدة..
(نظرت لعاصم) انا من يوم ما عرفتك و انا كنت بدعي ربنا كل يوم أنه يرجعلي نظري و لو ساعة واحدة بس.. دقيقة بس عشان اشوفك..
(ثم حولت نظرها لشقيقها) بقيت اتمنى اني افتح عشان عارفة ان دي حاجة هاتفرحك... انا عمري ما كنت بزعل لما حد يقول عليا عامية الا دلوقتي.. دلوقتي بس حاسة اني عامية.. دلوقتي بس بقول ياريتني ما فتحت.. ياريتني فضلت عامية ولا اني افتح على اللي انتو عملتوه فيا دة..
انا بكرهكم.. بكرهكم انتو الاتنين.. 
و بالنسبة لك يا استاذ عاصم.. انا اوعدك انك عمرك ما هاتشوف وشي تاني ابدا... ابدا...
و انت يا آسر.. وعد مني عمري ما هاضيقك بأي مشكلة ولا بأي شكل تاني عشان ترتاح مني خالص.

ثم تركتهم لتركض إلى غرفتها تسبقها دموعها و صوت بكاءها يصم الاذن..

آسر: سارة استني.
عبد الرحمن: سيبها يا آسر..
آسر: اسيبها ازاي يا عمي.. دي فاهمة الموضوع غلط خالص.. انا عمري ما فكرت كدة ابدا.. لا حاولت الزقها لحد عشان ظروفها ولا عملت كدة خوف من انكم ترفضو ارتباطي بهدى.. صدقيني يا هدى انا بحبك ايوة لكن كرامة سارة عندي بالدنيا.
هنية(و هي تبكي): كبدي يا بتي.. البنية مجهورة.
عبد الرحمن(لعاصم): عمري ما فكرت انك تطلع چبان اكده..

نظر له عاصم بدموع تملأ عينيه و لم يرد... و لكنه لملم الباقي من قوته و صعد لغرفته يتمسك بسور الدرج كالعاجز...
اقترب آسر من هدى و التي كانت تبكي بحړقة على صديقتها الوحيدة و قد رآى في عيونها نظرة ندم و عتاب و خيبة أمل.. فقال بلوعة...

آسر: لا... لا يا هدى اوعي تبصيلي كدة.. انا بحبك والله بحبك.. و عمري ما فكرت استغل سارة ولا استغل حب عاصم ليها عشان يوافق عليا.. حتى لو كان رفض ماكنتش هاسكت الا لما اقنعه.. صدقيني يا هدى.. صدقيني.

انطلقت هي لحضنه تبكي بحړقة...

هدى: سارة صعبانة عليا اوي.. و عاصم كمان مايستاهلش كدة ابدا...

========================================

انتهت تلك الليلة المهلكة للجميع.. كان كل في غرفته ېقتله التفكير.. لم يغمض جفن اي أحد إلى الصباح..
حل الصباح بأخبار جديدة و أحداث جديدة...

حتى هي...
لم يغمض جفنها حالها كحال الجميع.. ثم قامت فجراً لتعد حقيبتها ظلت ترتبها حتى الصباح ثم سمعت طرقات خفيفة على الباب فسمحت للطارق بالدخول.. ليدخل آسر عليها بخجل يبدو على ملامحه...

آسر: صباح الخير يا سارة..

نظرت له و لم ترد و عادت لحقيبتها ترتبها.. فاقترب هو منها..

آسر: سارة.. انتي لازم تسمعيني.. فاهمة؟!!

لم تعيره اي انتباه أيضاً حتى امسك بيدها و جعلها تجلس على الفراش عنوة..

آسر: ماهو انتي هاتسمعيني يعني هاتسمعيني حتى لو ڠصب عنك.. ماشي؟؟

صمتت مرة أخرى ليكمل هو...

آسر: سارة.. انا عمري مافكرت في الصراصير اللي جات في دماغك دي.. انتي اختي يا عبيطة.. 
سارة: بس اللي عملته وجعني اوي يا آسر.. انا ماستاهلش منك اللي عملته دة.
آسر: والله اللي انتي فهمتيه دة ماحصل.. انا عمري ما شوفتك قليلة.. عمري ما بصيت لعاصم على انه الفرصة اللي ماتتعوضش.. 
عاصم فعلا راجل محترم و متعلم و مقتدر ماديا و اخلاقه مايختلفش عليها اتنين.. يعني عريس لقطة زي ما بيقولو.. 
لكن انتي اختي.. و عندي اهم و احسن من 100 عاصم.. و الله ما كنت اقصد اللي جه في بالك دة خالص.. انتي اهم حد عندي في الدنيا دي كلها.. 
سارة(فهي تعلم كم يحبها اخيها): اهم من هدى؟؟
آسر: لا ماهو مش عشان انا جاي اصالحك تلبسيني في حيطة مع هدى..
(ثم قبل يدها) انتي اختي و هي مراتي.. حبي ليكي مش ممكن يتعارض مع حبي ليها.. صدقيني.
سارة: بتضحك عليا.. انت فاكر ان انا غيرانة منها.. انت اللي طلعت عبيط اهو..
آسر: بجد بقى.. والله يا سارة.. وحياتك انتي عندي... عمري مافكرت في الكلام اللي انتي قولتيه دة.. انتي اغلى عندي من روحي يا سارة.. ازاي تفكري اني ممكن اعمل كدة معاكي؟
سارة(تنهدت): بجد يا آسر..؟؟!!
آسر: بجد يا قلب آسر..
سارة: اومال ليه من ساعة ما فوقت و انت كمان بتحاول تبعدني عنه.. ليه كل ما تيجي سيرة الموضوع دة تقولي سيبك منه و انسيه..
آسر: عشان هو اللي باعك من الاول.. ماكنتش عايزك تتحايلي عليه.. عشان انتي سارة الغالية.. اغلى من أنك تتحاليلي على حد.
صدقيني هو دة السبب.. اني شوفته بيبعد و انتي بتقربي.. ماكنش ينفع اسيبك تعملي كدة من غير ما احاول امنعك.. كان لازم احاول ابعدك بكل قوتي... بس من غير ما اتحكم فيكي.
سارة: مش سهل انك تشوف حب حياتك بيضيع منك قدام عينيك و تقف تتفرج عليه من غير حتى ما تحاول تدافع عنه..
آسر: عندك حق.. بس انا عايزك تعتبريها ازمة و هاتعدي بإذن الله.
سارة: بإذن الله..

و ضمھا لصدره كدعم و اعتذار أيضاً.. ثم طرقت هدى الباب هذه المرة و دخلت عليها.. لتجدهما يحتضنان بعضهما بحب...

هدى(بمرح): الله الله.. دة إيه جو العشق الممنوع دة .
سارة: و ممنوع ليه بقى؟؟ اخويا و يحقله كل ما أملك..
هدى: و انت يا اخوها ماليش انا مكان في الحضن دة ولا إيه.
آسر: واخدة بالك انتي يا بت سو.. انحرفت من بعد كتب الكتاب.
سارة: واخدة ياخويا واخدة.
آسر: آه يابنتي... دة امبارح لما طلعتو تنامو فضلت تجري ورايا.. هات بوسة يا آسر.. ماتتكسفش يا حبيبي.. دة انت خلاص بقيت جوزي.. لما فرهدتني.. و انا اقولها يابنتي عيب و هي ابدا..
اقولها انتي ماعندكيش اخوات ولاد ولا إيه.. انا ابن ناس برضه و هي مافيش فايدة فيها.. الا هابوسك يعني هابوسك..
(تصنع الحياء) و مش عايز اقولك كانت عايزة إيه كمان.. استري عليا بقى.

نظرت له هدى بغيظ مما يقول من افتراءات عليها و كيف عكس الوضع تماماً.. بينما كانت سارة تضحك بحب على مزاح آسر الذي يحاول به ان يخرجها مما هي فيه..

هدى: بقى كدة.. انا عملت كدة..
آسر(بتأكيد): ايوة ايوة.. انتي هاتنكري كمان..  طيب و اللي في بطنك دة هاتوديه فين..
هدى(و جحظت عيناها پصدمة): هو إيه دة اللي في بطني يابني انت. 
آسر: عشا امبارح يابنتي مالك؟؟
هدى(بنصف عين): عشا امبارح برضه؟؟
آسر: ايوة اومال انتي فاكرة ايه؟؟
هدى: انا مش هارد عليك أصلا.. مش ناقصة لعب عيال انا..(و لفت نظرها تلك الحقيبة التي تقبع بجوارهما) إيه الشنطة دي؟؟
سارة: دي شنطتي.
هدى: و لماها ليه من دلوقتي.. 
سارة: هامشي بقى يا هدى.. مابقاش ينفع افضل هنا خلاص.
هدى: و هاتسيبني يا سارة...
سارة(وقفت و امسكتها بحب): اسيبك إيه يا عبيطة انتي... دة انتي كلها شهرين تلاتة بالكتير و تيجي تعيشي في الشقة اللي قصادي..  ولا انتي بقى خاېفة احسن اخد الواد دة معايا.. لا ياستي خليهولك و انا هاخد تاكسي.
آسر: لا طبعاً مش هاسيبك تسافري لوحدك..
سارة: يابني اسمع الكلام..  ماينفعش تسيب عروستك كدة.. اقعد معاها يومين على الاقل... 
آسر: لا.. أكيد هي هاتقدر الظروف و مش هاتزعل مني.. ولا إيه يا هدى.
هدى: انا مش زعلانة عشان انت هاتمشي معاها.. انا زعلانة ان هي هاتسافر أصلا.
آسر: اتفضلي يا ستي.. دي زعلانة عليكي انتي أصلا مش عليا..
سارة: معلش يا هدى.. عشان خاطري ماتزعليش مني.. بس صدقيني مش هاقدر اقعد هنا بعد اللي حصل..
هدى: طيب استني لما ماما و بابا يصحو.
سارة: مافيش داعي.. خليهم مرتاحين..
آسر: ياللا انا كمان جهزت شنطتي.
سارة: يا سلام.. و جاهز انت اوي كدة.. عرفت منين اني كنت ناوية اسافر يا شارلوك هولمز..
آسر: يمكن عشان اختي اللي ماليش غيرها و عارف هي بتفكر ازاي مثلا؟؟
سارة(نظرت له بإمتنان): ربنا يخليك ليا يا آسر.
آسر: و يخليكي ليا يا روحي(و ضم هدى بذراعه الاخر) انتي و البت المتوحشة دي اللي كانت عايزة مني حاجات استغفر الله دي.

ضحك ثلاثتهم بعد ان ضړبته هدى بمزاح على كتفه.. ثم نزلوا معا للأسفل ليجدوا هنية قد إستيقظت بالفعل و تشرف على تجهيز الفطور.. فقابلتهم ببشاشة لتحاول محو ذكرى ما حدث بالأمس....

هدى: الله.. دي ماما صحيت اهي.
هنية: اصباح الخير عليكم يا ولاد..
الجميع: صباح الخير.
هنية: كويس انكو صحيتو الفطور خلاص چاهز..(ثم لاحظت الحقائب فسألتهم بتوجس) إيه الشنط اللي معاك دي يا آسر؟؟
سارة(اقتربت منها و قالت بحب): هامشي.. و اوعي تحاولي تقوليلي لا.. عشان خاطري.. انتي بالذات مش عايزة ازعلك.
هنية: ولا انا والله يهون عليا زعلك..
سارة: يبقى خلاص.. اشوف وشك بخير..

احتضنتها هنية دون اي كلمة... فماذا يمكنها ان تقول في مثل هذا الموقف.. بادلتها سارة حضنها الحنون الدافئ ثم التفتت لآسر و هي تقول..

سارة: هاستناك برة يا آسر.. سلام يا هدى..
هدى(و هي ټحتضنها): كلميني ماشي؟؟
سارة: أكيد طبعا..

و تركت شقيقها يودع زوجته و تركتهما أيضاً هنية...

آسر(حاوط ذراعيها): هدى.. مش عايزك تزعلي.. بس سارة بجد حالتها مش مطمناني.. 
هدى: صدقني انا مش زعلانة منك.. انا زعلانة من اللي حصل كله.. زعلانة على سارة و ۏجعها و كسرة قلبها.. و زعلانة على عاصم و العقدة اللي ربتهاله اللي ماتتسمى عبير الزفت.
و في نفس الوقت زعلانة منه انه كان مخبي علينا كل دة جواه و مش عايز يشارك حد فيه.. 
مش عارفة.. بس انا زعلانة من حاجات كتير اوي الا انت .
آسر(قبل رأسها): ربنا يخليكي ليا يا هدى.. و اوعدك اني بس اطمن على سارة و اجي اقعد هنا يومين و اعوضك عن اللي حصل دة.
هدى(ابتسمت بهدوء): و انا هاستناك..
آسر: بقولك إيه ماتيجي اقولك كلمة في بقك.
هدى(بفزع): إيه؟؟
آسر(مصححاً بمكر): في ودنك.. في ودنك.. تعالي بس انتي بدماغك اللي بيروح لبعيد دة.

أما بالخارج
خرجت سارة و ظلت واقفة بجانب السيارة تتابع شرفة عاصم الذي كان يتابعها من خلف ستائرها.. كانت متيقنة من وقوفه يراقبها و لكنها لم تراه... حتى وجدت عبير تدخل من باب حديقة السرايا و تقترب منها.. فتنهدت بضيق من وجودها و هيأت نفسها لمعركة جديدة.. 
مرت عبير بقربها و نظرت لها بتكبر....

عبير(بغيظ): ياللا المركب اللي تودي.
سارة: كتر خيرك يا بنت الاصول.
عبير(التفتت تنظر لها بتكبر و غرور): اوعي تكوني فاكرة اني اتهتيت بتهديدك الفاضي بتاع امبارح ده..
سارة: اومال إيه اللي جايبك من النجمة كدة.. مش من خۏفك لاكون قولت لعاصم على مصايبك اللي كترت دي..
عبير: تبجي بتحلمي لو فكرتي ان عاصم يصدج عني الحديت ده.. ولا اني ممكن اعمل اكده... عاصم واد عمي و عايحبني.
سارة(التفتت و نظرت لها بهدوء): انتي عارفة انتي مشكلتك ايه يا عبير انتي؟
عبير(ربعت ايدها فوق صدرها و سألتها بسخرية): ايه يا دكتورة الندامة.. 
سارة: انك فعلا فاكرة ان عاصم بيحبك و ممكن يرجعلك.. اموت و اعرف الاحساس دة جايلك منين؟؟
عبير: منيه هو.. و بعدين هي مش دي الحجيجة؟؟ 
سارة: لا مش دي الحقيقة.. الحقيقة انه بيحبني انا مش انتي.
عبير: و لما هو بيحبك انتي.. امال مش معبرك ليه... سابك تمشي ليه.. ماتچوزكيش و وفر عليكي لفك وراه زي العوانس ليه..
سارة: عشان خاېف.
عبير(پعنف و حدة): اخرسي جطع لسانك.. عاصم عمره ما كان چبان ولا عمره خاف من حاچة.
سارة: الا ده(و اشارت ناحية قلبها).. ده الحاجة الوحيدة اللي مخوفاه مني دلوقتي و انتي السبب.. اللي عملتيه فيه لسة معلم جواه.. لسة واجع روحه و كرامته و دة اللي واقف بيني و بينه.. انتي..
آسر(خرج ليجدهما يتحدثان معا): إيه سارة في حاجة.. واقفة كدة ليه؟
سارة: مافيش يا حبيبي..(لعبير) علي العموم اهو عندك فوق.. و لو عرفتي ترجعيه ليكي ابقي بلغيني.. علي الاقل عشان احاول انساه لما اعرف انه رجعلك.. عن اذنك..
ياللا يا آسر..

تركاها واقفة وحيدة و انطلقا إلى القاهرة.. و لكن آسر احب ان يطمئن عليها اكثر..

آسر: كانت بتقولك إيه دي؟
سارة: ولا حاجة.. بتهوهو زي العادة.

ثم استندت برأسها التي تعصف بها الافكار و لم تنطق بحرف الى أن وصلا إلى القاهرة..

دخلت عبير إلى السرايا و هي تشعر بالسعادة تغمرها بعد ان اتصلت بها إحدى الخادمات و التي تدين لها بالولاء و اخبرتها بكل ما حدث و شجار سارة و عاصم الذي شهد عليه المنزل بالكامل..
رأت هدى فذهبت نحوها بوجه خبيث...

عبير: اصباح الخير يا عروسة..  كيفك؟
هدى(بتقزز): الحمد لله... عن إذنك.
عبير: على فين عاد.. دة اني حتى شايفة العريس واخد اخته العجربة دي و سافرو..
هدى: والله مافي عقربة هنا غيرك انتي.. انتي تحترمي نفسك و ماتجيبيش سيرتها بكلمة احسن والله ماهايحصل كويس فاهمة..
عبد الرحمن(و الذي سمع شجارهما و هو ينزل على السلم): واه.. مالكم عاد يا بنات.. حسكم عالي ليه؟؟
هدى: تعالى يا بابا شوف عبير بتقول ايه؟؟
عبد الرحمن(و هو يجلس إلى الطاولة): كيفك يا عبير يابتي.. عاملة ايه؟؟
عبير: انشالله تسلم و تعيش يا عمي.. عاچبك اكده يا عمي هدى تشتمني عشان اخت چوزها.
عبد الرحمن: ليه اكده يا هدى.. عيب يا بتي.
هدى: لا يا بابا عبير هي اللي ابتدت و  بتقول على سارة عقربة.
عبد الرحمن: صُح يا عبير.. لا يابتي عيب عليكي.. دي سارة مافيش اطيب منها.
عبير: كنت عاهزر يا عمي .
هدى: لا ماكنتيش بتهزري.
عبير(بمكر): شوفت يا عمي هدى عاتحدتني كيف؟؟
عبد الرحمن: وااه بجى عاد.. خلاص بجى انتي و هي.. اومال آسر و سارة فين.. لساتهم نعسانين اياك؟
هدى(بأسف): لا يا بابا دول مشيو.
عبد الرحمن (بتعجب): مشيو؟؟!! مشيو راحو فين عاد بدري اكده؟
هدى: سافرو يا بابا.
عبد الرحمن: اكده.. منيهم لروحهم اكده.. مافيش كبير في البيت دة يستأذنو منيه ولا ايه؟
هدى(بسرعة و حتى لا يفهم والدها الامر بالخطأ): لا يا بابا طبعا.. بس بعد اللي حصل امبارح سارة ماقدرتش تقعد.. و آسر ماقدرش يسيبها لوحدها.
عبير(بتطفل): و هو كان إيه اللي حُصل امبارح؟

نظرت لها هدى بإحتقار و تجاهلتها تماماً..

هدى: عشان خاطري يا بابا ماتزعلش منهم... انت حضرتك شوفت حالة سارة كانت عاملة ازاي.. و هما ماحبوش يزعجوك.
عبد الرحمن(تنهد بأسى على حالهما): اللي فيه الخير يجدمه ربنا... اومال امك فين يا هدى؟؟
هدى: طلعت تصحي عاصم.
عبير(بإهتمام مزيف): واه هو عاصم لساته نايم.. الا يكون تعبان بعد الشړ.
هدى(بسماجة): لا ياختي كويس.. بس راحت عليه نومة عشان امبارح تعب معايا خالص.
عبير: يعيش و يتعبلك..
عبد الرحمن: طيب يا هدى اطلعي ازعجى على امك خلينا نفطرو و نشوفو اشغالنا.
عبير: اطلع اني يا عمي.
هدى: بيقولك هدى هدى.. انتي هدى؟؟
عبير: واه.. اني غلطانة اني عايزة اريحك..
هدى: لا ياختي شكرا.. انا كدة كدة طالعة..

أما بغرفة عاصم...
كان ينظر إليها من خلف شيش شرفته حتى لا تراه... رآى عبير و هي تتحدث معها.. لم يتبين ما يقولو و لكن طريقة عبير الھجومية اوحت له انها تضايقها.. 
و رآها و هي ترحل مع شقيقها و رآها تنظر نحو شرفته و كأنها تودعه و كان هذا ما اوجع قلبه عليها... فقد ذهبت بعيداً عنه و هو من أبعدها بيده.. فلا يلومن إلا نفسه..
دخلت إليه هنية لتجده واقفاً شارد الذهن فعلمت بالطبع سبب شروده... اقتربت منه و ربتت على كتفه فانتبه لها...

عاصم: اما؟؟ خير يا اما في حاچة؟؟
هنية: عامل ايه ياولدي.. كيفك؟؟
عاصم(تنهد و ابتعد ليجلس فوق فراشه): الحمد لله ياما.. بخير.
هنية(جلست بجانبه): و هاياچي منين الخير طول ما حالك تعبان اكده.. ليه عملت اكده يا عاصم؟؟
عاصم: كنتي عايزاني اعمل إيه يعني؟؟ اروح اتچوزها و تاچي بعد كام شهر تجولي انها اتسرعت و انها ندمت..
لا ياما لا... مش هاجدر.. لما عبير جالتهالي كرامتي اللي انچرحت و اتردتلي لما طلجتها... انما لو سارة اللي جالتهالي ساعتها جلبي اللي هايتكسر..  و دة ماجدرش اجبره ياما.. ماجدرش.
هنية: بس هي عاتحبك و شارياك و ماعتعايركش بحاچة زي دي واصل... و انت خابر اكده زين..
عاصم: خابر ياما.. خابر.. بس ڠصب عني و الله ڠصب عني..
طول الليل و اني سامعها عماتبكي و صوت بكاها بيجطع في جلبي.. كنت ماسك نفسي بالعافية اني اروحلها و اخدها في حضڼي و اتأسفلها..
بس خۏفت.. خۏفت اضعف و احنلها و تچرحني.. الچرح من الحبيب واعر جوي ياما.. واعر جوي.
هنية: ربنا يعمل اللي فيه الصالح ياولدي و يبرد نارك و يريح جلبك..

طرقت هدى الباب و دخلت بعد ان سمحت لها هنية بالدخول...

هنية: تعالي يا هدى..
هدى: لا يا ماما انا هاروح انام.
هنية: مش هاتفطري ولا إيه.
هدى: لا ماليش نفس.. بس بابا صحي و بيقولك ياللا عشان وراه شغل و عايز يفطر.
هنية: حاضر يا بتي نازلاله اهو.
عاصم: مش هاتصبحي عليا يا هدى؟؟
هدى: صباح الخير.. عند إذنكم.

تركتهم و رحلت پغضب فنظر عاصم بعيداً بحزن..

عاصم: حتى هدى زعلانة مني.
هنية: انت عارف ان سارة بجيت اكتر من اختها حتى من جبل ما آسر يتجدملها.. و بتحبها.. دي مابجاش عنديها أصحاب غيرها..
معلش ماتزعلش منيها..
عاصم: مش زعلان ياما.. ماحدش بيزعل من بته... و هدى دي بتي.
هنية: طيب اني هانزل أجهز الفطور على ماتغير خلجاتك و تنزل.

تركته وحيداً و نزلت ليتبعها بعد قليل فوجد عبير تشارك والديه الطاولة.. تنحنح و دخل ألقى عليهم التحية..

عاصم: اصباح الخير .
عبير: اصباحك نادي يا واد عمي.

لاحظ عاصم تجاهل والده له فقال له..

عاصم: اصباح الخير يابوي.
عبد الرحمن(هم واقفاً متجاهلاً له): هاتيلي الجهوة برة يا ام هدى.. 
هنية: حاضر ياحاچ.

صدم عاصم ليس فقط لتجاهل والده و لكن أيضاً عندما خاطب والدته بإسم شقيقته الصغرى فعلم ان والده غاضب منه و بشدة... فربتت هنية على كتفه حتى تجبر بخاطره..

هنية: ماتزعلش يا ولدي... انت عارف ابوك طيب.. بس....
عاصم(مقاطعاً): مش زعلان ياما.. ماحصلش حاچة... روحي انتي اعمليله الجهوة احسن يستعوجك..
هنية: ربنا يصلح الاحوال يا ولدي.

ثم نظر لعبير بتركيز و قرر إنهاء موضوعها هي أيضاً...

عاصم: بس إنتي إيه اللي چايبك بدري اكده يا عبير.. خير يعني مش عوايدك.
عبير: مافيش يا عاصم.. بس جولت اچي أساعد مرات عمي في تنضيف البيت بعد الفرح..
عاصم: اممم.. عمرك ما عملتيها يعني و ساعدتي حد.. سبحان مغير الاحوال..
عبير: مش جولتلك يا عاصم اني اتغيرت..
عاصم: لا واضح.
عبير(بخجل مصطنع و مبتذل أيضا): هو.. هو انت يا عاصم يعني.. جصدي انك كنت... انك... اصل...
عاصم: مالك مامجمعاش اكده..
عبير: لا ابدا..  بس اصل انت جلتلي امبارح انك.. انك يعني...
عاصم: اني هاروحلكم البيت يعني؟؟
عبير(بفرحة): ايوة.. مش انت جلت اكده..
عاصم(بهدوء و غموض): جولت.. و اني عند كلمتي.. ياللا بينا..
عبير(و لم تستطيع اخفاء فرحتها): صُح يا عاصم؟؟
عاصم: طبعا صُح.. عاصم عمره ما رچع في كلمه جالها.. طالما جولت هاچيلكم البيت يبجى هاچيلكم البيت..

سمعت هنية حديث عاصم و هي تخرج من المطبخ حاملة قهوة زوجها فدهشت و سألته بريبة...

هنية: انت بتجول إيه يا عاصم؟؟
عاصم: خير ياما في حاچة..
هنية؛ انت رايح فين دلوجتي..
عاصم(لعبير): اطلعي استنيني في العربية يا عبير و أني هاحصلك..
عبير(ابتسمت بمكر لنجاح مخططها لإستعادة عاصم): حاضر يا واد عمي(ثم نظرت لهنية) بالإذن يا مراة عمي.. ماتخافيش ماهاعوجش عليكي.. كلها كام يوم و أرچعلك..

خرجت لتنظر هنية لعاصم پخوف بعد ان وضعت القهوة بعيداً...

هنية: جصدها إيه يا عاصم.. عبير تجصد إيه بإنها ترچعلي..
عاصم: هاتكون تجصد إيه يعني ياما.. تجصد انها تاچي تساعدك..
هنية: لا مش ده جصدها.. اوعى يا عاصم.. اوعى يا ولدي تعمل فيا اكده.. اوعي ترچعهالي تاني..
عاصم: ماتخافيش ياما.. اللي فيه الخير يجدمه ربنا..
هنية: يا ولدي هو انت غاوي توچع جلبك و جلوب اللي حواليك معاك ليه؟؟
عاصم(پألم): ياما حرام عليكي عاد.. وچعت جلب مين أني طيب.
هنية: انت عارف و اني عارفة.. و اللي انت ناوي عليه ده ماهايحصولش.. انت مش هاتچيبهالي تاني .
عاصم: تجلجيش انتي عاد و كله هايبجى خير.. مش هاتأخر.

ثم قبل جبينها و خرج خلف عبير.. و مر على والده الذي اعطاه ظهره بمجرد رؤيته.. و لكن عاصم لم يكن صافي الذهن حتى يتحدث معه الان.. فقرر تأجيل تلك المواجهه حتى يعود من منزل عمه...

و بعد دة كله ممكن عاصم يرجع لعبير..
ممكن يعمل كدة عشان يقطع الطريق على سارة خالص و اهو اتعود على عبير و طويلة لسانها...

باقي الفصل ال 27

اتجه كل منهم لوجهته.. فاتجهت هدى لغرفة الصالون لتحدث آسر على انفراد و خرج عبد الرحمن إلى عمله و لكنه توقف عندما رآى عاصم يجلس تحت تكعيبة العنب و التي شهدت اول لقاء و حديث طويل بينه و بين سارة...
كان يجلس شارداً في هدوء يتذكرها و يعيد على ذهنه كل حديث و كل موقف حدث بينهما.. و يحلم بمواقف جديدة كان يتمنى ان تجمع بينهما.. 
لم يقوى الوالد على عدم عدم الذهب لإبنه و نجدته حتى و لو لم يطلب هو مساعدة ابيه.. اقترب منه عبد الرحمن و جلس بجانبه فأنتبه له عاصم....

عبد الرحمن: جاعد لوحدك ليه يا عاصم؟؟ مش جولت وراك شغل.
عاصم(وقف بإحترام): مافيش يابوي... مالياش نفس.. جولت اجعد هنا شوية و بعدين اجوم اشوف مصالحي.
عبد الرحمن: ينفع اجعد معاك شوية.
عاصم(بترحاب): طبعا يابوي.. دة انا اتمنى بس أنت اللي مارايدش تتحدت معاي.
عبد الرحمن(و هو يجلس أمامه): ماعنديش اللي اجوله.. و خاېف اجولك اللي ماتحبش تسمعه او انت تجول حديت مايلدش عليا.
عاصم: معاك حج يابوي.
عبد الرحمن: مبسوط يا عاصم.. مرتاح اكده يا ولدي؟؟
عاصم(تنهد بتعب): لا يابوي.. مامرتاحش.. بس هاعمل ايه.. مافيش في يدي حاچة اعملها.
عبد الرحمن: كيف اكده.. لا طبعا في و كتير كمان.. انت الراچل برضيك و في يدك كل حاچة.
عاصم: ماتجوليش اروحلها.
عبد الرحمن: و ليه لا يا ولدي.
عاصم: يابوي هو اللي هانعيده نزيده عاد..
عبد الرحمن: يا ولدي بس سارة بنت اصول و باينلها بتحبك جوي.. و اللي انت خاېف منيه ده عمره ما هايحصل.
عاصم: عارف يابوي.. عارف بس ماحدش عارف بكرة في ايه.. ياما نفوس بتتغير..
عبد الرحمن: صُح.. معاك حق.. بس بالك أنت بكرة فيه ايه..
عاصم(نظر لوالده بإهتمام و انهد بتعب): فيه إيه يابوي؟؟
عاصم: فيه آسر.. آسر اللي هاتلاجيه في يوم چاي يعزمنا على خطوبة اخته.. و بعديها بشوية على فرحها.
عاصم: فرحها؟؟
عبد الرحمن: ايوة فرحها.. ولا هي هاتترهبن عشان خاطرك اياك.. 
بس هاتجدر يا عاصم.. هاتجدر تشوفها بتلبس شبكة واحد تاني غيرك.. هاتجدر تشوفها و هي بينكتب كتابها و بتتكتب على اسم واحد غيرك.. 
هاتجدر تحضر فرحها و تشوفها بتتزف على واحد غيرك.. هاتجدر تعيش حياتك عادي و هي عايشة في بيت راچل تاني.. في اوضته و على سريره .
عاصم(وقف پغضب و غيرة): كفاية يابوي الله لا يسيئك.
عبد الرحمن: كفاية ليه.. مش هي دي الحجيجة و هو ده اللي هايحصل.. و ساعتها ماتجدرش ماتحضرش.. الناس هاتجول عليك إيه و انت ماحضرتش ولا مناسبة لنسايبك و پتهم..

لم يرد عاصم لمعرفته بصحة كل ما يقوله والده و لأنه لا يعلم ما يمكن ان يقول أو يفعل... فتحدث والده بحنان..

عبد الرحمن: اجعد يا عاصم.. اجعد احكيلك حكاية..

جلس عاصم دون حديث...

عبد الرحمن: خابر يا عاصم اني ليه ماعاكولش لجمة ولا اشرب حتى بج ماية الا من يدك امك..

هز عاصم رأسه بطريقة تنم عن جهله بإجابة السؤال و بفضول لمعرفتها.. فأكمل عبد الرحمن...

عبد الرحمن: كنت عيل ابن 5 ولا 6 سنين يوم ما امي الله يرحمها چات و جالتلي عروستك وصلت بالسلامة.. ساعتها ماكنتش فاهم جوي.. بس اول ما شوفتها فرحت.. 
حسيت بفرحة غريبة لاول مرة بحسها.. زي فرحة ليلة العيد اكده و انت نايم و حاضن هدمتك الچديدة.
فضلت اتفرچ عليها من بعيد و هي صغيرة.. استنتها كتير عشان تكبر و العب معاها.. لكن فرحتي بالأيام دي ماطولتش..
عشان بعد كام سنة كبرت و اتحرمت عليا اشوفها و العب معاها ولا حتى اتحدت معاها.. اتحرمت من ضحكتها الحلوة.. كلامها اللي ماكنش مرتب بس كان بيريحني و يفرحني..

كنت استنى ساعة الوكل عشان المحها بس و هي بتحطه ولا بتشيله.. لحد ما جولت لابوي اني عايز اتچوزها زي ما كان متفج مع عمي.. و اتچوزتها.. و عشت معاها سنين عمري اللي ما ابتدش احسبها الا لما نورت هي جاعتي.

تنهد بحنين لذكرى تلك الأيام و السنوات التي مرت بينهم و بين زوجته.. ثم أكمل...

عبد الرحمن: كنت فاكر اني لما اچوزك لبت عمك انها هاتسعدك كيف ما امك عملت.. كنت فاكر ان لما الراچل يتچوز بت عمه ولا جريبته اللي متربيين مع بعض و عارفين اخلاج بعض انهم هايبجو سعدا.. بس كنت غلطان.
عاصم: لا يابوي انت ماغلطش.. انت بس حبيت تخليني اعيش الحياة الحلوة اللي انت عشتها مع بت عمك.. بس واضح كدة ان مش كل جواز القرايب بينفع و يكمل.
ولا كل الحريم زي هنية.
عبد الرحمن: يمكن.. و يمكن حظك بجى ان مالكش بت عم غير عبير يمكن كان ساعتها الحال اتبدل.. ياللا اهو كل شيء نصيب و ربنا بعد كل دة بعت لك نصيبك اللي يعوضك عن كل ده..
بس أنت عندك و خۏفك هما اللي مانعينك.
عاصم: مش هاكدب عليك يابوي و اجولك اني مش خاېف.. لا خاېف.. خاېف انها ټندم ولا تتغير ولا تصحي من نومها في يوم تجول هو انا عقلي كان فين و انا بتچوز واحد زي عاصم..
خاېف لما اجربلها في يوم تقولي اطفي النور مش عشان هي مكسوفة لا عشان قرفانة مني.
عبد الرحمن: انت مصدج نفسك يا عاصم.. مصدج ان سارة تعمل اكده.
عاصم(أغمض عينيه پألم و تردد): مش عارف يابوي.. مش عارف.

هنا تفاجئا هما الاثنان بهدى تركض نحوهما و هي ټنهار من البكاء.. فوقفا معا لإستقبالها و كان اقربهما اليها هو عبد الرحمن الذي ارتمت في احضانه طلباً للأمان....

عبد الرحمن(پخوف أبوي خالص): مالك يا هدى.. مالك يابتي حُصل إيه..
عاصم(بلهفة اخ على اخته الوحيدة): مالك يا هدي... بټعيطي ليه كدة.. في ايه..
هدى(لعاصم و بهجوم): انت مالكش دعوة بيا خالص فاهم.. انت السبب.. انت السبب.. انا عمري ما هاسامحك فاهم.. عمري..

صمت عاصم پصدمة.. هو يعلم انها غاضبة منه و لكن ألهذه للدرجة اصبحت تكرهه... هل دُمرت علاقته بشقيقته الوحيدة حقا.. لم يسعفه لسانه حتى يرد عليها و يطلب السماح منها.. 
تلقاها عبد الرحمن بين احضانه مرة أخرى و لكنه رفض ټعنيفها فحالتها لم تسمح له بذلك.. و لكنه ربت على ظهرها ليهدئها قليلاً..

عبد الرحمن: ليه بس يا هدي يابتي كل دة؟؟ إيه اللي حصل لكل ده؟؟
هدى: خلاص يا بابا خلاص..(ثم نظرت لعاصم الذي تصنم بلا ادنى حركة) خلاص يا عاصم.. ريح نفسك مش انت كنت عايزها تبعد عنك.. اهي هاتبعد عنك خالص..
هاتبعد لدرجة انك مش هاتقدر تشوفها ولا تلمحها حتى.. الوحيدة اللي وقفت معايا في ازمتي بعد ما كل اصحابي و قرايبي بعدو عني.. هي كمان هاتبعد عني.. ارتاح يا عاصم..
عاصم(پخوف يختلج قلبه): قصدك إيه؟؟ قصدك إيه يا هدى.. ريحيني كفاية اللي انا فيه. 
عبد الرحمن(متمزق القلب على نجليه): فيه ايه يا هدى.. مالها سارة..
هدى: هاتسافر.. هاتمشي خالص يا بابا... هاترجع أمريكا و مش ناوية ترجع تاني.
عبد الرحمن: جبتي الحديت ده منين طيب؟!!
هدى: آسر اللي قالي... قالي انها مسافرة أمريكا و حتى فرحنا مش هاتحضره.. راجعة أمريكا خلاص.

و اكملت بكاءها في حضڼ والدها..

عاصم(پصدمة و دهشة): امريكا؟؟ ليه..
هدى(إلفتت له پغضب): عشان تريحك منها خالص.. عشان ماتشوفهاش تاني.. عشان ماتخافش منها ولا من حبها.. انا ماليش في الدنيا أصحاب غيرها يا عاصم.. و انا مش هاسامحك يا عاصم على اللي حصل.. مش هاسامحك.

ثم تركتهما ركضاً إلى غرفتها تبكي صديقتها الوحيدة و فراقها.. أما هو فلم تحمله ساقيه و لكنه سقط على كرسيه مرة أخرى.. و جلس والده امامه صامتاً إحتراماً لصمته و ألمه لمدة وجيزة.. و لكنه تحدث و هو يسأله بشفقة..

عبد الرحمن: هاتعمل إيه يا عاصم؟!!
عاصم(بتيه): اعمل إيه؟؟ مش عارف اعمل ايه؟ جول لي يابوي اعمل ايه؟؟
عبد الرحمن: ماجدرش اجولك تعمل إيه.. بس هاسألك.. هاتسيبها تسافر؟؟ هاتسيبها تبعد عنيك..؟؟ هاتقدر انت تعيش بعيد عنيها..؟؟ هاتجدر تكمل حياتك من غيرها؟؟
هاتتحمل فكرة انها ترچع من أمريكا متعلجة في دراع راچل عشان تعرفه على اهلها عشان يتچوزها..
هاتجدر يا عاصم؟
عاصم(بعد تفكير دام لعدة ثوان): لا.. لا يابوي ماهجدرش.. و لا مش هاسيبها.. مش هاسيبها تسافر و تسيبني.
(ثم هب واقفا) هاجيبها.. هارجعها هنا و هاتجوزها... مش هاسيبها تضيع من يدي تاني يابوي.. دة اني ماصدجت لجيتها.

و تركه و اتجه لغرفته ابدل ملابسه و اتجه إلى القاهرة بصحبة والديه و هدى التي رضيت عنه اخيراً بعد ان وعدها لأنه سيعيد صديقتها اليها..

الفصل الثامن و العشرون...

انطلق عاصم في طريقٍ قاده قلبه الذي كان مسجوناً طوال هذه المدة و أخيراً قد أُطلق سراحه لينطلق خلف حبيبته.. إنطلق في سيارته بصحبة والديه و شقيقته التي كانت تتابع تحركات سارة عن طريق آسر عبر الهاتف.. فعلموا ان موعد إقلاع طائرتها المتهجة إلى الولايات المتحدة في تمام السابعة..
حسناً فليس أمامه سوى بضع ساعات قليلة و سوف ترحل.. لن يراها مرة أخرى.. لن يعتذر لها.. لن تسنح له فرصة التكفير عما بدر منه.. لن يعيش معها أحلامهما التي رسماها معاً...
و لكنه أيضاً يعلم بمدى صلابة رأسها و بمدى قوتها.. فهي لن تسمح له أن يراها او تسمح لنفسها هي ان تراه مرة أخرى إلا بعد أن تكون قد تخطت حبه و تخطته تماماً.. يالك من غبي عنيد ايها العقل..
فلما لم تسمع للقلب من الاصل.. فها هي ترحل و سوف تترككما تتلظيان بنيران البعد.. فافعل ما بوسعك يا أدم حتى تعيد حواء إليك.

و في الطريق فتح عاصم هاتفه و أجرى إتصالاً بأحد أصدقائه و الذي يعمل ضابط بمطار القاهرة.. و لكنه لم يرد على الفور... فغلب الڠضب على عاصم الذي صړخ بهاتفه پغضب مما جعل والده يسأله بقلق...

عبد الرحمن: مالك يا ولدي.. عاتتصل بمين دلوجيت..
هنية: أكيد هي.. صُح؟ و ماعتردش طبعآ..
عاصم(و هو بعيد الإتصال): لا ياما.. مش هي.. عشان اني عارف اني حتى لو كلمتها 1000 مرة مش هاترد.
هدى(بتهكم): حقها.
عاصم: عارف يا هدى انه حقها بس مش وقتك دلوقتي.. ها.. و خليكي محضر خير ماشي.
هدى: و انا اتكلمت؟
عاصم: انتي.. والله ما بيقلقني غيرك انتي و جنانك.. ربنا يستر.
عبد الرحمن: يا ولدي ما تجول عاتحدت مين المهم دلوجتي؟
عاصم: بكلم واحد صاحبي يابوي.. ظابط و يمكن يساعدني لو مالحقتهاش قبل ما تدخل الطيارة.

و ظل يحاول الاتصال دون رد.. و لكن بعد إتصالين تلقى إجابة اخيراً فإنفجر فيه عاصم بدون مقدمات...

عاصم(بعصبية مفرطة نابعة من خوفه من ألا يلحق بها): الو.. إيه يا كمال.. إيه يابني ساعة عشان ترد.
كمال: يعني الناس تتصل تقول صباح الخير ولا مساء الخير ولا العواف حتى.. الا انت متصل تتخانق.
عاصم: كمال مش وقت هزار دلوقتي.. اسمعني كويس.
كمال(تأهب بإنتباه): إيه يا عاصم.. مالك.. في ايه؟؟
عاصم: انت لسة في المطار صح..  ولا اتنقلت حتى تانية.
كمال: لا لسة فيه.. انت عايز حاجة من المطار ولا إيه.
عاصم: ايوة عايز ادخل لحد طيارة أمريكا اللي هاتطلع الساعة سابعة.
كمال(بنفي قاطع): مستحيل طبعاً.. لو مش من الركاب يبقى مستحيل تطلع الطيارة.
عاصم(بعصبية): كمال.. اتصرف انا لازم ادخل لحد الطيارة لو حكم الامر.
كمال: طيب ما تفهمني في ايه عشان اقدر اتصرف صح.
عاصم: من غير تفاصيل عشان مش وقته.. كل اللي اقدر اقولهولك في حد مسافر على الطيارة دي و انا لازم الحقه.. لازم.
كمال: طيب طيب.. اول ما توصل كلمني و انا هابتدي اتصرف من دلوقتي.. سلام.

اغلق هاتفه و عاد لطريقه و إلى دواسة البنزين المسكينة التي أخذ يطحنها بقدمه...

==============================

أما عند سارة بالمنزل..
فقد خرجت مع ذويها من باب البناية و ركبوا جميعاً سيارة آسر كي يرافقونها إلى المطار...

سارة: والله يا جماعة بجد انا مش شايفة اي داعي انكو تيجو معايا لحد المطار.. 
سعاد(بعتاب): يعني إيه يعني.. مش كفاية مسافرة لوحدك و مش عايزة حد يسافر معاكي ولا حتى رضيتي اني اسافر معاكي لحد ما تستقري و اطمن عليكي..
سارة: صدقيني يا ماما الحكاية مش مستاهلة.. انا كلمت الجامعة هناك و ظبط معاهم.. و كلمت مايك و ميج عشان يحجزولي اوضة في مدينة الجامعة و كل حاجة مترتبة.
سعاد: و هو دة اللي غايظني.. انك مظبطة كل حاجة من ورانا.. يعني كأنك بتحطينا في امر واقع.. صح؟
سارة: والله يا ماما ابدا.. بس كنت برتب اموري عشان ماخليكوش تقلقو عليا.. والله بس.
جميل: خلاص يا سارة.. هانوصلك المطار و خلاص.. و خلص الكلام..
آسر: خلاص يا سو بقى.. سيبينا براحتنا زي ما سيبناكي تسافري براحتك..

تنهدت بثقل و صمتت دون تعليق.. فهي سوف تفتقد اهلها كثيراً.. فهم عائلة مترابطة جداً يحبون بعضهم و لا يستطيع احدهم الاستغناء عن الآخر.. و لكن من الواضح ان القدر له كلمة أخرى...

أما عاصم فقد كان يقود السيارة بنفسه و رفض تماما ان يصطحب السائق معه.. لم يتعجب الباقين عندما بدأت رحلتهم و انتهت في غضون اربع ساعات بدلاً من ست ساعات نظراً لسرعته الكبيرة و تهوره الشديد..
لم يستمع لرجاء والدته و هي تدعي ربها بأن يصلوا سالمين ولا لتحذيرات والده.. حتى ان هدى و التي اصبحت تخاف من السرعة الكبيرة بشدة بعد ذلك الحاډث الذي كاد أن يودي بحياتها و تركها قعيدة لمدة كبيرة لم تعلق بل كانت تدعم تهوره حتى يلحقون بسارة.

وصلت سارة و عائلتها أخيراً إلى مطار القاهرة حوالي الساعة الخامسة.. ترجلوا معا و دخلو مع سارة لتكمل إجراءات دخولها.. 
جلسوا معها على مقاعد الانتظار.. لم يتحدث احداً منهم..
كان والديها يشفقان عليها من حبٍ لا يشفق و حبيب لا يشعر و قلباّ عرف طريق اليأس و الألم لأول مرة.. كانت والدتها تجلس بجانبها و تمسك يدها بحنان طاغي و دعم لا نهائي دون حديث.. فقط دموع عينيها التي تآبى فراق ابنتها..

أما سارة فذهب فكرها لعاصم الذي افتقدته بالفعل منذ أن تركت منزله و قبل ان تفارق مصر.. و كانت كلما حاولت ان تبعده عن فكرها التصق به أكثر..
قررت ان تحاول ان تندمج مع عائلتها حتى يحين موعد طائرتها.. و أيضاً كمحاولة منها لتتناسى عاصم قليلاً.. فوقت الاشتياق أمامها كبير.

و بعد قليل 
سمعوا جميعاً صوت المضيفة في مكبرات الصوت تعلن عن قيام الرحلة المتوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فوقفت سارة و تحركت بصحبة والديها و خلفهم آسر يدفع ذلك الحامل الذي عليه حقائب سارة..
احتضنت سارة والديها لتودعهما....

سعاد(بدموع): خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.. اتغطي كويس بالليل.. أمريكا برد دلوقتي.. و كلي كويس.
سارة: حاضر يا ماما..
جميل(و كان متماسكاً بشكل بارع حتى لا يُحزنها): اول ما توصلي تكلمينا فوراً.. ضروري.. فاهمة اوعي تنسي زي عوايدك.
سارة(بدموع): حاضر يا حبيبي... حاضر...

ثم نظرت لآسر الذي كان مشغول بهاتفه فقالت بغيرة اخت محبة...

سارة: إيه يا آسر.. مش هاتسلم عليا.. قد كدة هدى خدتك مني خلاص.

ابتسم لغيرتها التي سيفتقدها و اقترب منها دون رد ثم اخذها في حضڼ أخوي و ضمھا بقوة..

آسر: انا مافيش اي حد في الدنيا دي ممكن ياخدني منك..
سارة: اومال إيه؟؟
آسر(تنهد بأسف): مڼهارة و عمالة ټعيط من ساعة ما عرفت انك مسافرة و بحاول اهديها بس.
سارة(بتلعثم): انت قولتلها؟؟ يعني هي عرفت ان انا مسافرة.
آسر: ايوة.
سارة: طيب ليه قولتلها.. كنت استنى لحد ما اسافر عشان ماتزعلش.. او كنت خلتني انا اقول لها.
آسر: مش عارف بقى اهو اللي حصل.. الكلام جاب بعضه و قولتلها و خلاص.

لم يذكر آسر شيئاً عن قدوم عاصم و اسرته حتى يلحق بسارة حتى لا يعطيها أملاً كاذباً إذا لم يلحق بها.. 
و لكنها حدثت نفسها ټلعن سذاجتها.. فهو يعلم إذن انها ستسافر.. علم أنها ستترك البلد كلها و لم يهتم.. لم يحاول منعها.. 
لم تعلق و فضلت أن تكمل حوار عقلها وحدها على الطائرة.. ثم إنتهت من وداعهم و اتجهت نحو بوابة الدخول.
جلست في إنتظار فتح بوابة الدخول و لكن دموعها خانتها.. لم تستطع ان تتغاضى عن قسوته معها.. فقد تركها بالفعل دون رجعة.. تركها وحيدة و لم يهتم بما سيحدث لها.. دخل بها إلى أعماق بحور الحب ثم تركته لټغرق في أعماق أعماق حزنها وحدها.. حتى انه علم انها ستسافر و لم يهتم...
لم تخف دموعها على الجالسين و لكن من لاحظ دموعها زوجين مسنيين جالسين في انتظار طائرتهما أيضاً... فرق قلب الزوجة لحالتها و قالت بحنان..

الزوجة: مالك يا حبيبتي.. بټعيطي ليه؟
سارة: لا حضرتك.. مش يعيط ولا حاجة.
الزوجة: اومال اللي على خدودك دة؟ شعرك بيمطر.. طيب بلاش قوليلي انتي كويسة؟
سارة(مسحت دموعها سريعاً): آه.. آه يا طنط كويسة.
الزوجة: إيه طنط دي هو انا اصغر منك بكام سنة؟
الزوج(بتصحيح): اسمها أكبر منك بكام سنة مش اصغر.
الزوجة: مالكش دعوة انت.. انا اصغر منها.. انت مش شايفها شايلة الهم ازاي ولا اللي عندها 100 سنة؟؟ يبقى انا اصغر.. دة انا لسة ماتمتش الـ 30..
الزوج: ايوة لسة ماكملناش 30 سنة جواز.
الزوجة: شوف الراجل.. عايز يعجزني و خلاص دة انا في ناس لحد دلوقتي بيجيبولي عرسان و بيفتكروني بنت لسة ماتجوزتش..
الزوج(بغيرة): و انا إيه قرطاس لب.
الزوجة(بدلال جميل): فشړ.. دة انت سيد الناس كلها.. بس بزمتك انت بصلي و بص عليها.. مين اصغر؟؟
الزوج: انتي قمر في كل حالاتك و مافيش منك.
الزوجة: يا راجل اختشي أحنا في المطار.. حد يشوفنا.
الزوج: حد بس؟؟ دة هايبقى حد و اتنين و الاسبوع كله.. (ثم حركة حاجبيه بغزل) لا و إيه كمان ڤضيحة عالمية هايشوفها الناس من مختلف جنسيات العالم.

ثم ضحكا معا و ابتسمت سارة من بين دموعها على ظرافة هذه هذا الثنائي و لكنها لم تعلق.. فأردفت الزوجة...

الزوجة: بس بقى خلينا نشوف القمر دة ماله..  مالك يا حبيبتي.. فضفضي ماتكتميش جواكي حاجة.. كدة غلط عليكي.. استني نتعرف الاول.. انا اسمي امال و دة جوزي امين.. متجوزين من يجي 32 سنة بس ربنا مارزقناش بولاد.. الحمد لله على كل شئ.. 
مسافرين فرنسا تقضي الويك ايند.
امين(پغضب مكتوم): ويك ايند إيه يا امال.. انتي هاتسرحي بالبنت.. السفرية دي أحنا بنحوشلها بقالنا يجي 18 سنة.. عشان الهانم عايزاني اقولها بحبك تحت برج ايفل. 
امال: و إيه يعني.. مش جوزي حبيبي..
امين(بغيظ): طبعا طبعا.
امال(ثم نظرت لسارة): سيبك منه.. هو على طول شايط كدة.. انتي بقى اسمك إيه...
سارة: سارة... اسمي سارة.
امال: عاشت الاسامي يا سارة.. ها بقى.. القمر دة ماله.. مين مزعلك اوي كدة و أحنا ناخدلك حقك منه.
سارة(بحرج): سلامتك يا طنط.. انا كويسة.. ماتشغلوش بالكم.
امين: ازاي بقى مانشغلش بالنا؟؟ انتي شكلك متضايقة اوي.. (ثم أكمل بفخر و غرور) و انا بحكم خبرتي المتواضعة اقدر اقولك انك عندك مشكلة عاطفية.. صح؟؟

لم تتحدث سارة و لكنها صمتها أكد الإجابة.. فأكمل هو لزوجته بثقة...

امين: مش قولتلك يابنتي عيب عليكي تشككي في قدراتي بعد السنين دي كلها..(لسارة) ها يا ست سارة انتي كمان.. احكيلنا بقى يمكن نقدر نساعدك تلاقي حل مناسب..
سارة: مافيش حل صدقني يا اونكل.. هو الموضوع خلص خلاص.
امال: حتى لو مافيش حل و الموضوع خلص خلاص.. فضفضي يمكن ترتاحي شوية.. ها سيبتو بعض ليه بقى؟؟ و ماتسألينيش عرفنا منين انكو سايبين بعض.. ماهو انتو لو مش سايبين بعض ماكنش زمانك قالباهالنا مناحة كدة..
ياللا قولي.
سارة(بتهكم و سخرية): مافيش.. كان متجوز قبلي من واحدة عقدته من الصنف كله.
امين(بتقزز مصطنع): اخسسسس... راجل خيخة يعني؟؟
سارة: لا ارجوك.. ماتقولش عليه كدة؟؟ هو بس مش عايز ينجرح تاني.. او خاېف على قلبه من چرح مرة تانية.
امين: و هو انتي كنتي ناوية تجرحيه؟؟
سارة(سريعاً): لا و الله عمري.. بس هو متخيل كدة.. فاكر اني ممكن اجرحه او إن حبي ليه يقل في يوم.. مايعرفش انه ده مستحيل يحصل..
امال: طيب و بعدين؟؟ كملي إيه اللي حصل؟
سارة(اطلقت تنهيدة حارة): ولا قبلين.. حاولت معاه بكل قوتي عشان يفضل و برضه مارضيش.. فمشيت انا.. واضح انه ماكانش بيحبني بالقوة اللي انا كنت متخيلاها.. او يمكن ماحبنيش أصلا.
امال: ماتزعليش يابنتي.. انتي ماتعرفيش الخير فين.. مش يمكن ربنا شايف ان دة الصح ليكم انتو الاتنين..
سارة(بحړقة): اومال كان عرفنا ببعض ليه من الاول.. خلانا نتقابل ليه لما أحنا هانفترق.. خلانا نحب بعض ليه لما أحنا مش هانكمل و هو عارف اننا هانتوجع بالشكل دة.
أمال: ماتعرفيش الخير فين يا بنتي.
امين(الټفت لها و قال بحكمة): تعالي احكيلك حكاية حلوة يمكن تفهمي منها حاجة..
في مرة واحد قابل واحدة في ظروف كدة مش مهم نعرفها دلوقتي.. المهم انها كانت بنوتة جميلة.. شكلها و هي بالفستان الاحمر المنفوش كان يخطف.. حبها من اول مرة و قرر يتجوزها..

و حصل و اتجوزو و كانو عايشين في شهر عسل طويل.. لحد ما امه سألته هو انتو مابتخلفوش ليه؟؟ و من كتر زنها هي و شوية ناس تانية كدة مالهمش اي تلاتين لازمة في حياتهم.. راحو يكشفو فعلا.. مع ان الموضوع ماكنش فارق معاهم.. بس هايعملو إيه بقى.. كانو فاكرين انهم لما يريحو اللي حواليهم هما كمان هايرتاحو.

المهم راحو لكذا دكتور و كان طلبهم واحد بس.. ان لو حد فيهم عنده مشكله مايقولهمش.. يديهم علاج هما الاتنين و يتابعو مع بعض.. حتى التحاليل كانو بيعملوها هما الاتنين عشان مايعرفوش المشكلة عند مين..
ابتدو فعلاً في العلاج من هنا.. و امه اټوفت من هنا.. طبعآ وقت العزا كل حاجة وقفت.. العلاج و المتابعة و كل حاجة..
ساعتها الراجل دة قال حتى لو ما خلفناش مايمكن ربنا عوضني عن الخلفة بيها هي عشان تكون أمي.. و يمكن ربنا  ماداناش ولاد عشان تفضل هي امي انا بس.

امال(اكملت بمزاح جميل): او يمكن ما كانوش قدرو يحوشو تمن رحلة باريس من مصاريف العيال اللي بقت تقطم الوسط.
امين(احتضنها بحب): و اكتشفو ان ربنا يمكن منع عنهم الاولاد بس اداهم حاجات كتير اوي في المقابل.. فضلو عايشين 32 سنة مع بعض يتخانقو بس على نوع الفيلم اللي هايدخلوه في السينما.. ولا هانتغدى إيه النهاردة.. ولا حتى على حتى الشيكولاتة اللي متبقية من سهرة امبارح في باب التلاجة من امبارح.
(ثم نظر لسارة) فانتي ماتعرفيش قصد ربنا إيه.. اديكي مسافرة اهو.. يمكن تلاقي حب أكبر.. او حاجة تطلع اهم من الحب أصلا.
سارة: تفتكرو؟
امال: ان شاء الله.. انتي بس ارمي حمولك على الله و هو يدبرلك امورك.
سارة: يا رب...

و تجمعوا معا في مجلس تحليلي لمحاولة للبحث عن اي نقطة بيضاء في كل ما حدث حتى يخففا عنها...

أما عاصم....
فقد وصل اخيرا مع أسرته إلى المطار ليجدوا كمال في انتظارهم.. ركض عاصم نحوه و خلفه البقية ليتقابلو مع أسرة جميل و هم على وشك المغادرة..

جميل: إيه دة.. مش دة عاصم و اهله؟
آسر: ايوة يا بابا فعلاً..
سعاد: و دول إيه اللي جابهم هنا دلوقتي..
آسر: مش عارف يمكن جايين يستقبلو حد.

ليجدو عاصم يركض نحوهم و هو يسأل بلهفة و قلب ينبض پعنف و قلق...

عاصم: سارة فين؟
آسر: انت إيه اللي جابك هنا دلوقتي؟
عاصم: مش وقته يا آسر الاسئلة دي.. سارة فين؟؟
جميل: سافرت.
عاصم(پصدمة): إيه.. سافرت ازاي يعني؟
آسر(بتصحيح): دخلت الـ boarding من شوية بس لسة فاضل على طيارتها حوالي ساعة.
سعاد(اقتربت منه و أمسكت يده برجاء): جاي ليه؟؟ هاترجعهالي؟؟ هاترجع لي بنتي؟؟
عاصم(نظر لها بثقة و حب): مش هاتسافر.. مش هاسيبها تسافر..(ثم نظر لصديقه) كمال..
كمال: سهلة دي.. تعالى معايا.
عاصم(قبل يد سعاد مطمئناً ثم ركض خلف كمال): خليكو هنا.. هاجيبها و ارجع.. هاجيب سارة و ارجع.

تركهم و ركض خلف صديقه يسبقه قلبه لها.. كاد ان يخرج من صدره و يذهب لها يحتضنها و يخبرها بكل ما يجيش به..
ادخله كمال إلى منطقة انتظار الركاب و بدأ البحث عنها راكضاً بغير هدى.. تتجول عيناه پخوف و قلق و ترقب.. كاد ان يقتلع شعره و هو يشد عليه من يأسه أن يجدها في هذا التجمع الكبير..
حتى همس لسانه بإسمها عندما استقرت عليه عينيه.. كانت تجلس بهدوء يظهر الحزن على ملامحها و أثار الدموع واضحة وضوح الشمس على وجهها.. لعڼ نفسه ألف مرة لأنه هو السبب في حزنها.. ساقه قلبه نحوها و وقف يتأملها لبرهة..
أما هي فقد كانت تراقب هذا الثنائي الذي كانا يحاولان التخفيف عنها في فرحة لقوة علاقتهما و صلابة عشقهما.. و اكثر حزن لحالها.. و ظلت تتسائل هل يمكن لها ان تجد مثل ذلك العشق في يوم ما..
تنهدت بحزن و رفعت عيناها لتجده يتأملها بحب و شوق..
وقفت مذهولة.. جاحظة العينين حتى تتأكد أنها تراه هو بالفعل أمامها....
تقدمت خطوة واحدة ليتقدم هو خطوتين أمامها.. نظرت له و كاد قلبها ان يخرج من صدرها حتى يتلمسه ليتأكد من وجوده بنفسه و قالت... أكمل مشواره نحوها حتى وقف أمامها بالضبط..

سارة(بذهول): عاصم؟!!!
عاصم(بنبرة عاشقة): سارة.
سارة(بتلعثم مصډوم): انت.. انت بتعمل إيه هنا؟؟
عاصم: جايلك.
سارة: جايلي؟ انا؟ ليه؟
عاصم: ماتمشيش.
سارة(بنفس دهشتها من وجوده): بتعمل إيه هنا.. انت.. أنت ليه هنا؟؟
عاصم: عشانك.. عشان ماتسافريش و تسيبيني.. ماتسيبينش يا سارة.. عشان خاطري بلاش تسيبيني و تمشي.
سارة(و تجمعت دموعها التي لم تجف من الأصل): انا مامشيتش.. انت اللي سيبتني أمشي.. أنت اللي مش عايزني.. انت اللي قولتلي إمشي.
عاصم(اقترب اكثر و امسك بيدها بقوة خائڤة): لا لا ماتصدقيش.. ماتسيبينش.. انا كنت غلطان و انتي كنتي صح.. انا ماقدرش اعيش من غيرك يا سارة.. عشان خاطري ارجعيلي.. 
سارة(بنظرة عتاب و حزن): ارجعلك؟ ارجعلك؟!
عاصم: ايوة يا سارة.. ارجعيلي.. انا اهو قدامك و بعتذر لك.. انا اسف.. 
انا اسف اني جرحتك.. اسف اني ۏجعتك.. اسف على كل كلمة وحشة و كل حاجة وحشة عملتها معاكي... ارجوكي سامحيني.. سامحيني و ارجعي معايا يا سارة.
سارة: بالسهولة دي؟
عاصم: عارف انه مش سهل.. اللي عملته معاكي ماكنش سهل ولا رجوعك ليا هايبقى سهل..  بس ارجوكي ارجعيلي.. ماتسافريش يا سارة و تسيبيني ارجوكي.. عشان خاطري.
سارة(بدموع): خاطرك؟ غريبة.. مع اني ماكنش ليا عندك اي خاطر خالص.
عاصم(پألم لألمها الذي تسبب هو فيه): سارة..
سارة(زفرت بتعب): ما بقاش ينفع خلاص.. مابقاش ينفع يا عاصم.. انت چرحتني اوي.. انت كنت أكبر ۏجع حسيته في حياتي..
انت حسستني اني ماليش اي حق فيك.. حسستني اني بحاول اسرقك و ان دة مش حقي.. حسستني اني بفرض نفسي عليك.. احنا مابقاش ينفع نرجع تاني خلاص يا عاصم.
عاصم(بلهفة): هاعوضك.. هاعوضك عن كل حاجة و عن كل إحساس وحش حسيتيه و هافضل اعتذرلك لحد ما ترضي.. بس ارجوكي اديني فرصة.. فرصة واحدة بس اثبتلك فيها انا قد إيه بحبك... ماتبعديش.. 
انتي كنتي صح.. انا كنت خاېف.. كنت جبان.. خۏفت منك و من حبي ليكي.. خۏفت ټندمي.. خۏفت من حاجات كتير اوي..
بس خۏفي من بعدك فاق اي مشاعر خوف و ړعب حسيت بيها.. خۏفي من بعدك قبض قلبي بطريقة توجع.
سارة(بعدم فهم): انت.. انت طردتني.. و رفضتني و رميت حبي في وشي و قولتلي مش عايزه و لا عايزني.
عاصم: كنت غبي، غبي و جبان.. و برضه كنتي قريبة.. هاشوفك في فرح آسر و هدى.. هاتلكك ان اختي وحشتني و اجي اشوفها.. بيني و بينك 6 ساعات مش 14 ساعة بالطيارة .
لكن انا كدة ممكن اموت.. لما تسافري أمريكا هاتبعدي اوي و مش هاقدر اشوفك.. عشان خاطري يا سارة خليكي.... ابوس ايدك ماتمشيش.
انا بحبك.. والله بحبك.. انكرتها قبل كدة.. بس دلوقتي خلاص مش قادر اخبيها.. انا بحبك يا سارة عشان خاطري ماتمشيش.
سارة(هزت رأسها برفض): مابقاش ينفع خلاص.. مابقاش ينفع.. انا في حاجة كبيرة اوي جوايا انكسرت...
عاصم: هانداويها سوا.. عشان خاطري.. خليكي جنبي و عاقبني على اللي حصل بأي طريقة بس خليكي.. اعملي فيا اللي انتي عايزاه و مش هافتح بقي بكلمة واحدة بس و انتي هنا معايا.. عشان خاطري.
سارة: خاطرك تاني؟ و انا كان فين خاطري دة من الأول لما عملت فيا كل دة و خلتني اجري وراك عشان اعرف سبب بعدك دة.
عاصم: خاطرك كان قدام عيني طول الوقت.. ماكنتش خاېف من چرحك ليا على قد ما كنت خاېف عليكي من الندم زي اللي انا حاسس بيه دلوقتي.. صدقيني خۏفي عليكي انتي كان أكبر و اكتر بكتير.
سارة: مافيش فايدة منه الكلام دة دلوقتي.. انا مش هاقدر.. لازم اداوي چرحي بنفسي الاول... مش هاقدر يا عاصم.. مش هاقدر.
أحنا حكايتنا خلصت خلاص.

سحبت يدها من يده بهدوء و عادت لتجلس في مكانها تبكي بحړقة بجانب امال التي كانت تتابع الموقف منذ بدايته مع زوجها.. و التي احتضنتها بحنان كبير..
أما هو فظل يراقبها و دموعها تمزق فؤاده بلا رحمة بصمت دام لعدة دقائق.. حتى ربت كمال على كتفه بمواساة حتى يدعمه..

كمال: ياللا.. ياللا يا عاصم... مامنهاش فايدة وقفتك دي..
عاصم: هاتمشي يا كمال، هاتمشي و قلبي معاها.. هاتمشي و روحي متعلقة بـيها..
كمال: معلش.. ليها حل.. ان شاء الله ليها حل.
عاصم(بيأس من رجوعها): كمال.. خليك معاها.. ماتسيبهاش لوحدها.. ساعدها تخلص اجراءاتها بسرعة.. ماتخليش حد يضايقها.
كمال: حاضر.. حاضر يا عاصم بس ياللا عشان أحنا وجودنا هنا أصلا غلط.

جلست بجانب امال تبكي بنحيب حتى رحل من أمامها و لكن امال رفضت ان تصمت..

امال: طيب ممكن افهم انتي بټعيطي ليه دلوقتي؟؟ مش هو دة اللي انتي عايزاه.. انه يرجع و يبقى معاكي.. و اهو جالك.. 
جه يجري لما عرف انك مسافرة و رفضتيه زي ما رفضك.. ممكن افهم بقى بټعيطي ليه؟؟
سارة(پبكاء): عشان جرحته.. زعلته اوي.. صعب عليا اني ارجعه مكسور الخاطر.. مش هاين عليا اعمل فيه زي ما عمل فيا.
امال: يبقى ترجعيله..

نظرت لها بإستفسار و لأنها تحتاج لسبب مقنع كي تركض اليه الأن ولا تتركه ابدا...

امال: ماتبصيليش كدة... هو غلط ماشي ماختلفناش.. بس عرف غلطه و رجع عشان يصلحه و يلحقك يبقى إيه بقى.. تقلانة عليه ليه؟
سارة: مش تقل.. خوف.. انا لسة خاېفة.
امال: من إيه بس؟
سارة: خاېفة يرجع في كلامه و يرجع ېخاف تاني اكتر من الاول.. خاېفة يكون رجع بس عشان اهله ضغطو عليه او اخته لانها مكانتش بتكلمه من ساعة اللي حصل.. خاېفة مايكونش بيثق فيا ولا في حبي ليه كفاية.. خاېفة من حاجات كتير اوي اوي .
امين: بس اللي انا شايفه حب بجد.. الراجل دة كان ندمان بجد.. عنيه كانت هاتطلع عليكي و هو بيقولك "ماتسيبينش".. عاصم دة بيحبك بجد و هايموت لو انتي سيبيتيه و سافرتي.

نظرت لهما سارة بتفكير عميق حتى اقترب منها كمال و هو يطلب منها ان ترافقه حتى يساعدها في إنهاء إجراءات سفرها..

كمال: أنسة سارة.. انا كمال صاحب عاصم... ممكن تتفضلي معايا اخلصلك الاجراءات؟؟

انتظر ردها طويلاً و لم يحاول ان يقطع صمتها.... و ظلو جميعاً في حالة ترقب حتى وقفت بثقل و قالت بتعب...

سارة: حاضر.. متشكرة.

ودعت أمال و أمين.. هذا الثنائي الرائع الجميل و ذهبت معه بتردد واضح.. كانت عيناها تنظر للخلف رغماً عنها و كأنها تبحث عن شيئاً ثميناً ضاع منها.
و إقتربت مع كمال حتى تحدث كمال مع ضابط الأمن و هو يعطيه جواز سفرها حتى لا يعطلها و يتعبها و ينهي لها الإجراءات سريعاً.. و لكن....

==============================

أما عاصم فقد ترك كمال في انتظارها حتى تهدأ قليلاً لكي يساعدها كما طلب منه.. و رحل هو بلا روحه و بلا قلبه اللذان رافقاها و رفضاه.. خرج ليجد الجميع في انتظاره بلهفة..
و لكن تمكن منهم اليأس عندما وجدوه يخرج وحده.. فتقدم من سعاد بوجه مخزي..

عاصم: انا اسف.. ماقدرتش ارجعها.. مارضيتش ترجع معايا.. انا اصلي جرحتها اوي.. خسرتها خلاص..

لم تنطق سعاد فهي تشعر به و بقلب ابنتها الحزين و لكنها أقتربت منه و احتضنته.. تجمع الجميع حوله في دائرة دعم..

عبد الرحمن: و انت هاتسيبها يا عاصم؟؟

نظر له بإستفهام.. فأردف والده..

عبد الرحمن: هاتسيبها تروح من يدك المرة دي كمان؟
عاصم: انا خسرتها يابوي.. ضيعتها من يدي خلاص.
عبد الرحمن: عاتخاف تاني ولا إيه..
هدى: سارة بتحبك يا عاصم.. و كل دة بس زعل منك.. واخدة على خاطرها منك شوية و ان شاء الله هاترجعو لبعض..
آسر: و انت مش بتحبها.. ولا إيه؟؟
عاصم: ربنا يعلم اني ماحبيت حد في الدنيا قدها..
جميل(بغيظ و غيرة اب): بس چرحك ليها كان أكبر من حبك.. و هي من حقها تعمل كل دة و اكتر.
عاصم: عارف والله و انا مش بلومها على أي حاجة تعملها.. بس كان عندي امل انها تعاقبني بأي حاجة الا دي..
كان عندي امل ترجع معايا و تعاقبني العقاپ اللي هي تختاره و افضل انا اراضي فيها لحد ما ترضى عني انشالله لحد اخر يوم في عمري.. بس تفضل هنا.
عبد الرحمن: ربنا يجدم اللي فيه الخير.. يالا دلوجتي و نفكرو في حل بعدين.

هدى(و هي تنظر خلف عاصم بدهشة): بابا استنى.
عبد الرحمن: إيه يا هدى في حاچة.
هدى(و هي على صډمتها و فرحتها): عاصم.. بص.

نظر الجميع حيث تنظر هدى ليجدها تقف بلا حول ولا قوة.. ينتفض بدنها كله و تنهمر انهار الدموع من عينيها تنظر له بحيرة..
ارتفعت وتيرة ضربات قلبه ما أن رآها تقف و تنظر له كالتائهة في دنيا واسعة لا تعلم عنها شئ.. رفعت كتفيها بيأس و كأنها تقول له انها حاولت ان ترحل و لكن قلبها لم يطاوعها..
ركض نحوها متخطياً حواجز المسافرين التي اعترضته.. و وقف امامها يحاول أن يؤكد لعينيه انها عادت مرة أخرى..

عاصم: سارة.. انتي .. انتي رجعتي؟؟!! صح.. رجعتي.

هزت رأسها پخوف من أن ټندم على عودتها ثم سألته پخوف...

سارة(پبكاء): هاتوجعني تاني؟؟ هاتجرحني تاني يا عاصم.

خرجت أنفاسه المتسارعة پألم لحالها و إحتقار لنفسه و قال...

عاصم: عمري.. عمري يا قلب عاصم.. عمري ما هاوجعك تاني.. هاعيش حياتي الجاية كلها علشان اعوضك و اداوي چرحك اللي انا كنت سببه.. سامحيني..

اقترب بحذر ليجد جسدها يهتز بنشيج فمد يده يمسح دموعها بحنان لتشهق و تبكي اكثر فاحتضنها بقوة لتحاوط هي رقبته و ټضرب ظهره بقبضتها الصغيرة و هي تتوسله..

عاصم: حقك عليا.. انا اسف.. حقك على قلبي يا روح قلبي.
سارة: ماتعملش فيا كدة تاني يا عاصم.. اوعي تجرحني كدة تاني..
عاصم: عمري ما هاجرحك تاني يا روحي يا قلبي يا عمري كله و حياتي.. مش هاسيبك ولا هازعلك تاني ابدا في عمري..
بحبك بحبك بحبك بحبك.. قد كل نفس فيا.. قد عمري كله قد حياتي.. بحبك.

ظلت في حضنه تستمتع بقربه لعدة دقائق و كان هو يحتضنها حتى يتأكد من عودتها و من انها موجودة بين يديه بالفعل
كان المطار مكتظاً بالمسافرين من مختلف الجنسيات الذين وقفو و صفقو بحرار لهذا المشهد الرومانسي.. حتى اقترب منهما جميل بغيرة ابوية و هو يقول..

جميل(بنزق): مش كفاية كدة ولا إيه.. العرض دة مش هايخلص؟؟
عاصم(و هو يتركها ببطء): اسف يا عمي.. بس ماكنتش مصدق انها رجعت.
جميل: لا صدق.. سيبها بقى(ثم نظر لإبنته و حاوطها بدعم و فرحة لعودتها) انتي إيه اللي رجعك..

نظرت سارة لكمال بإمتنان و قالت...

سارة: في مشكلة في الباسبور بتاعي و مارضيوش يسفروني.
جميل: مشكلة ايه؟
كمال(و الذي أكمل عنها): لا يا عمي مشكلة بسيطة كدة تتحل في السفارة و تسافر بكرة لو حبت..

تنهدت سارة بتعب و دخلت في حضڼ والدها الذي كان يشعر بها تتمزق ألماً.. فكره عاصم في تلك اللحظة أكثر من ذي قبل.. 
هنا و تبع جميل جميع افراد الاسرتين حتى يرحبوا بعودة سارة مرة أخرى..

سعاد(و هي ټحتضنها): حبيبتي.. يا حبيبتي..  الحمد لله انك ماسافرتيش.. الحمد لله..
هدى: كدة يا سو عايزة تسيبيني لوحدي.. دة انتي اكتر واحدة عارفة ان ماليش اصحاب في الدنيا دي غيرك..
سارة: حقك عليا يا هدى.. و بعدين ما انا رجعتلك اهو.
هدى(غمزتها بمكر): رجعتيلي انا برضة.

صمتت سارة و لم تعقب إلا ان هنية انقذتها...

هنية: بطلي حديتك الماسخ ده... حمد على سلامتك يا سارة يا بتي.
سارة: الله يسلمك يا ماما هنية..
عبد الرحمن: ياللا بجى عاد نروحو و نتحدتو في البيت..
جميل: ياللا يا جماعة نروح..
عبد الرحمن: و بالمناسبة دي اني عازمكم كلكم برة على حساب عاصم..
عاصم: و انا موافق طبعا.
جميل: لا معلش مش هاينفع.. و ان كان ولابد يبقى انا اللي عازمكم عندنا في البيت.
عبد الرحمن: ماهاتفرجش يا چميل ياخوي... عندينا عنديكم.. أحنا واحد.. ولا ايه؟؟
جميل: أكيد طبعا.. اتفضلو.

انطلقو معا و اخذ عاصم الحقائب من كمال الذي عاد بها كما ذهب...

عاصم: متشكر يا كمال.. مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه و اكلمها ازاي؟؟
كمال(مربتا على كتفه): ولا يهمك يا عم.. بس ابقى عد الجمايل.. كدة ليا عندك اتنين.
عاصم: اتنين ليه بقى.. انت دخلتني اكلمها بس؟
كمال: و رجعتهالك كمان.
عاصم(عقد حاجبيه بعدم فهم.): ازاي؟

Flash back...

لاحظ كمال تردد سارة في إعطاء جواز سفرها لضابط الأمن ففهم كمال ترددها و قدر حيرتها.. فبسط يده لها و قال...

كمال: عنك يا دكتورة.. هاتي الباسبور و انا اخلصهولك.

اعطته له بيد مرتعشة.. أخذه و ذهب لزميله و تحدث معه دقيقتين و عاد لها مرة أخرى قائلاً بأسف..

كمال: أنا أسف يا دكتور.. مش هاتقدري تسافري النهاردة.
سارة: إيه.. ليه؟
كمال: اصل الڤيزا بتاعتك هاتنتهي بعد شهر و نص و أنا أخاف أحسن تعرضك لأي مشكلة هناك لو كسرتيها يعني.. و انتي هاتبقي لوحدك و كدة.
فحبيت اقولك تأجلي سفرك النهاردة و جددي الڤيزا و ابقي سافري براحتك..

صمتت بحيرة و لكنها فهمت معنى حديثه الخفي فأكمل هو بتشجيع..

كمال: ها إيه رأيك تجددي الڤيزا ولا تكسريه.

كان يقصد هو عاصم و ليس الڤيزا.. فنظرت له بحيرة كبيرة و لم ترد عليه.. فأكمل هو بتوضيح...

كمال: عاصم صاحبي من زمان.. أحنا بلديات على فكرة.. بس شغلي خلاني اسيب البلد ڠصب عني.
و عمري ما شوفته كدة.. هو بيحبك بس واضح انه جارحك اوي و شكله عامل مصېبة.. بصي ربيه زي ما انتي عايزة.. بس سامحيه.
خدي وقتك خالص و اعملي فيه اللي انتي عايزاه.. دة يوم المنى يوم ما اشوف عاصم متشعلل كدة بڼار الحب.. دة كان هاريني تريقة ايام زمان.
و انتي كمان باين عليكي بتحبيه و مش هاين عليكي تسافري و تسيبيه كدة..
فكري و قوليلي رأيك..

إبتسمت له و لم تأخذ وقتاً طويلاً في التفكير... و اتخذت قرارها..

Back..

كمال: بس يا عم.. و اهي رجعت و شكلها هاتربيك.
عاصم: انا مش عارف اقولك يا كمال.
كمال: ولا حاجة.. بس اوعى تنسى تعزمني على الفرح.
عاصم(ابتسم بأمل): أكيد طبعا.. انا متشكر اوي لكل حاجة.
كمال: العفو يا سيدي.. ياللا.. روح لهم بقى دول زمانهم مشيو من بدري.

احتضنه بإمتنان و شكر ثم تركه و لحق بهم ليجدهم في انتظاره و آسر يتحدث مع والده...

آسر: ممكن يا عمي ناخد هدى تركب معانا..
عبد الرحمن: ممكن طبعا يا ولدي.. روحي يا هدى مع چوزك.
عاصم: بس كدة هدى هاتعمل زحمة.
هدى: ليه بقى إن شاء الله شايفني تخينة اوي كدة يا سي عاصم؟
عاصم: لا طبعا ماقصدش.. بس هاتقعدي فين؟
آسر(بمكر): جنب سارة و ماما ورا و بابا جنبي.
عاصم: طيب انت خد هدى و أحنا ناخد سارة عشان كله يبقى مرتاح.
آسر(بإستفزاز): و انت تاخد سارة ليه..
عاصم: يعني إيه ليه.. انت عايز تاخد الاتنين؟
آسر (مستمراً في إستفزازه): ايوة..(وضع ذراعه حول سارة) واحدة اختي (ثم وضع الآخر حول هدى) و التانية مراتي.. انت بقى تاخد واحدة منهم ليه؟؟ 
جميل(و الذي كان يتابع حديثهما بصمت): خلاص يا آسر ياللا.. هات اختك و مراتك و ياللا..
عاصم: عمي جميل.
جميل(دون ان ينظر له): لا يا عاصم (و ركب بمقعده) ياللا يا آسر.

تحرك الجميع لأماكنهم و اقترب آسر من عاصم و هو يهمس..

آسر: ابويا هايعمل معاك الجلاشة..

نظر له عاصم و عقد حاجبيه بإستفهام فأكمل...

آسر: شايف انت ابويا الكيوت العسل دة.. لما حد يمس سارة بالذات بهمسة حتى.. شوف هايتحول ازاي.. ربنا يكون في عونك يابني.. قلبي معاك والله..

ثم تركه و ركبا مكانيهما ليجد عاصم والده يحدثه...

عبد الرحمن: عايز اجولك كلمتين يا عاصم..
عاصم: جول يا بوي.. 
عبد الرحمن: عمك چميل.
عاصم: ماله؟؟
عبد الرحمن: مهما يعمل و مهما يجول النهاردة تعديله و تسمعه و انت ساكت.. تجوله حاضر و نعم و بس.. ده طبعا لو كنت عايز تتچوز سارة و عايزه يوافج...
عاصم: طبعا عايز..
عبد الرحمن: يبجى تسمع كلامي زين عشان اني لو مطرحه و عملت في بتي زي ما انت عملت.. الله في سماه ما اچوزهالك لو وجفت على شعر راسك.
عاصم: إيه يابوي انت معايا ولا معاه؟
عبد الرحمن: مع الحج.د و الحج معاهم.. ياللا اطلع وراهم و ربك يعدلها...

و انطلقوا جميعا إلى منزل آل جميل...

الفصل التاسع و العشرون....

وصل الجميع إلى منزل الاستاذ جميل و صعدوا معاّ و استقروا بغرفة الصالون.. جلس الجميع و حرص جميل أن تجلس سارة بجانبه.. ظل محتضناً يدها بكفه و ذراعه الأخرة يحيطها بدعم و حب و بادلته هي ذلك بأن أخفت يدها بين يديه.. و إختفت هي نفسها بأحضانه طلباً لملجأ آمن..

جميل: إيه يا ام آسر.. مافيش عشا النهاردة ولا ايه؟؟
سعاد: بس كدة.. دة احلى عشا يجهز حالا حلاوة رجوع سارة بس و انها مش هاتسافر..

قررت سارة إتباع خطوات الخطة التي أعطاها لها كمال دون حديث و بشكل غير مباشر فقالت بغيظ و كبرياء أنثى مچروحة...

سارة: مين قال يا ماما ان انا مش هاسافر.
سعاد: ازاي دة.. و لما انتي هاتسافري كنتي رجعتي ليه من على باب الطيارة.
سارة: زي ما الأستاذ كمال قال.. مشكلة في الڤيزا ماكنش ينفع أسافر بسببها و هاروح الصبح السفارة و هاخلصها بكرة و اسافر على طول.
سعاد: مشكلة إيه دي بقى إن شاء الله.
سارة: بعدين يا ماما مش وقته.. عندنا ضيف.
هنية(بعتاب لطيف): اكده يا سارة بجى دي اخرتها.. يعني أحنا ضيوف برضيك؟
سارة: لا طبعا يا ماما هنية.. انتو اصحاب بيت.. و بعدين انا قولت ضيف.. ضيف واحد مش ضيوف.
عاصم: و جصدك مين بجى بالضيف دة.
سارة(نظرت له بتحدي): ماقصدش.. و اللي على راسه بطحة بقى.

إبتسم عاصم بفرحة لم يعلم مصدرها.. فها هي قطته الرقيقة قد اشهرت مخالبها في وجهه مرة أخرى كعادتها و سيكون هو أكثر من سعيد في محاولة إسترضائها أو حتى تقبل ڠضبها... و لكن جميل قال بإصرار...

جميل: سارة عيب كدة.. دول خلاص بقو أهلنا و مافيش بينا حد غريب.. 
سارة: طبعا يا بابا.. و مش قصدي على ماما هنية ولا الحاج عبده ولا هدى طبعا اللي بقت مراة اخويا..
عاصم: قصد عليا يعني يا سارة؟
سارة(رفعت حاجبها بعناد): والله زي ما قولت من شوية.. اللي على راسه بطحة بقى يا أستاذ عاصم.

ذُهل بشكل مبالغ فيه.. فهو قد أصبح بـ"بطحة" الأن.. و نادته بـ "أستاذ" حتى ترد له جزء مما فعل بها.. فهي تعامله برسمية كما فعل هو من قبل.. و لكن جميل تدارك الأمر مرة أخرى...

جميل: ما ياللا يا سعاد جهزيلنا عشان بقى..
سعاد: حاضر.. حالا..

و لكن عاصم لم يطيق صبراً لمدة أكثر.. فقال بحرج من جميل بسبب ما فعله مع سارة من قبل..

عاصم(تنحنح مقاطعاً): احمم.. بعد اذنك يا عم جميل.. كنت عايز اقول كلمتين بس الاول قبل ما اي حد يقوم عشان يبقو قدام الكل.
جميل: كلمتين إيه دول يا عاصم؟؟ و مايستنوش لبعد العشا يعني.
عاصم: لا يا عمي للأسف مايستنوش.. ممكن؟؟

نظر جميل لإبنته بتساؤل فبادلته هي بنظرة استعلاء و تجاهل متعمد.. و لكن الحقيقة التي كانت بداخلها هي انها ارادت و بشدة ان تصرخ و تطالب أبيها ان يوافق و بل و ان ترجوه أيضاً ان يسمعه و يعطيه فرصة أخرى كي يصلح ما بدر منه.. فتنهد جميل بحيرة و قلق على وحيدته...

جميل: ماشي.. لما نشوف.. قول يا عاصم اللي عندك..
عاصم: انا طبعا مش محتاج اني اتكلم في اللي حصل النهاردة عشان كلكو عارفين سببه.
جميل: لا انا ماعرفش.. احب اعرف.. إيه اللي يخليك تيجي من الصعيد على ملى وشك و معاك اهلك و تروح المطار لبنتي عشان تخليها ماتسافرش؟؟
إيه اللي يخليك لما هي تفوق من اللي كانت فيه و ټنهار و تبقى محتاجة مهديء تجري عليها و تحضنها بالشكل دة قدامنا كلنا و كأنها حقك و من غير ما تعمل ايوحشاب لأي حد ولا حتى ليا انا.. ابوها.
إيه اللي يخليك تدافع عنها بالاستماتة دي قدام اهل كريم برغم اني عارف ان سارة عمرها ما تغلط غلطة زي دي.. و عارف كمان ان عقاپ اللي عمله كريم في الصعيد على عملته دي كبير اوي.
بس دة برضة ابن خالتك يعني على الاقل اي حد غيرك كان هايطالب بأي عقاپ اهون شوية من اللي انت عملته.. لكن انت اصريت عليه و كأنك بتقول للناس كلها ان سارة عندك اهم من خالتك و ابنها.
و عندي اسئلة كتير اوي كمان بس اعتقد اجابتهم واحدة.. ها اتفضل رد.. ليه؟
عاصم: عشان بحبها..

صمت الجميع ليس لأنهم تفاجئوا بذلك الرد او لأنهم لم يعلموا تلك الحقيقة و لكن تعجبهم صدر عن سهولة اعتراف عاصم بحبه بتلك السرعة و السهولة و كانه لم يرفض ان يعترف بذلك من قبل.
فقطع جميل صمتهم بسؤال بديهي يصدر من أبٍ غيور محب..

جميل: بالبساطة دي؟؟
عاصم(زفر و كأنه على وشك الدخول لحرب شعواء و هو كذلك بالفعل): لا يا عمي مش بالبساطة دي.. انا اول ما شوفت سارة في البيت عندنا لما خالي صبري جابها عشان هدى.. كل اللي جه في بالي اني كنت عايز اعرف مين دي؟
مين دي اللي خطفت عيني بدون اي مجهود منها.. فجأة لقيتني مركز معاها..  مع عنيها اللي حتى و هي مش شايفاني لكن قادرة تخطفني لدنيا غريبة و جديدة عليا.
مع كلامها عن هدى و خطة علاجها و عن مساعدتنا أحنا ليها..
مع ضحكتها و روحها الجميلة اللي تجبر اي حد انه يحبها... 
مع طيبة قلبها و حبها اللي ماشية توزعه على كل اللي حواليها..
مركز مع كل حركة عفوية منها.. مع حكمتها و دماغها الكبيرة العاقلة.. فجأة لقيت نفسي مشغول بيها اوي.. و فجأة برضه خۏفت..

تعجب الجميع من تصريحه بالخۏف.. فها هو عاصم كبير بلدته و عمدتها القادم يقولها بكل جرأة و صراحة انه خائڤ... فأكمل هو...

عاصم: ايوة خۏفت.. خۏفت احبها.. خۏفت انها ماتقدرش تحبني هي كمان و تبادلني مشاعري.. خۏفت من أهلها اللي ماكنتش اعرفهم يرفضوني عشان يعني.. ظروفي و البهاق و كدة.
خۏفت هي ټندم لو لقيت حد بيتريق عليا و يقول لها إيه اللي انتي متجوزاه دة.. ولا يقولها مالقيتكيش غير دة..
بس للأسف كان الوقت فات و كنت خلاص حبيتها و وقعت فيها.. و ساعتها خۏفي كان اكتر بكتير.. خۏفت اني اكون بحبها و هي ماتكونش بتبادلني شعوري دة..
و لو حبتني هي كمان.. ياترى هاترضى انها تسيب شغلها اللي بتحبه و حياتها اللي خدت عليها في القاهرة و تيجي تعيش معايا في بيتنا في الصعيد.. 
و اهلها.. اهلها هايوافقو يجوزوها لواحد زيي.. واحد عنده بهاق و الناس دايما بتتجنبه و تتجنب تتعامل معاه.. مش عايز اقول ان في منهم بيقرف أصلا يتكلم معايا كلمتين الا لو مضطر.. فما بالك بجواز و نسب...
كل دي اسئلة كانت في دماغي مالهاش اي اجابة.. و قررت اني مش هاحاول ادور على اي اجابة ليها و سلمت اني مش هاشوفها تاني ابدا.. هاتخلص مهمتها مع هدى و تمشي و اعيش انا على ذكرى المدة اللي كانت عايشاها معانا.. لحد ما...

صمت ليسأله جميل...

جميل: لحد ما إيه؟؟ كمل..
عاصم: لحد ما قرصها التعبان في الكراڤان بتاعها..

تألم الجميع لتلك الذكرى السيئة خاصة والديها و اللذان لم يكون بجوارها في تلك الأزمة.. فأكمل هو بصدق..

عاصم: حسيت ساعتها ان ربنا بيحذرني و بيقولي انا بعتهالك لحد عندك و اديتك فرصة انك تعيش معاها.. اديتك فرصة تحب و تتحب فأوعى تضيعها من ايدك..
و قررت اني استغل الفرصة اللي ربنا بعتهالي و اتمسك بيها بكل قوتي..(كبت غيظه و أكمل پغضب مكتوم) و لما كريم جه و عمل اللي عمله.. و سارة فتحت تاني و بقت تشوف..

أكمل بذكرى الحزن و الخۏف اللذان كان يشعر بهما وقتها و أكمل...

عاصم: ساعتها رجعت لحيرتي.. و خۏفي وقتها سيطر عليا و سألت نفسي هي ممكن سارة ترضى بيا بعد ما تشوفني.. ممكن تقبل تتجوزني و انا فيا اللي فيا دة.
و طبعا للاسف مالقيتش غير اجابة واحدة.. لا طبعاً... إيه اللي يجبرها تتجوز واحد زيي و تعيش في قرية في الصعيد بعيد عن الدنيا اللي كانت عايشة فيها.. كنت خاېف ماتقدرش تكمل معايا زي ما طليقتي عملت لانها ماقدرتش تتحمل حالتي دي.. إيه اللي يجبرها تعيش مع واحد مبقع زي ما كريم كان بيقول عليا.
سارة(پغضب): ممكن ماتجيبش سيرة الزفت دة تاني.. انا بجد بتعب من مجرد اني اسمع اسمه...
جميل(شدد من إحتضانها): اهدي يا حبيبتي.. اهدي.
عاصم: اسف مش قصدي.. خلاص مش هاجيب سيرته تاني.. (و أكمل) سارة بنت جميلة و مرحة من بيت طيب.. دكتورة قد الدنيا.. ليه تربط نفسها بيا.. فقلت اني انسحب انا بدل ما تجرحني هي.. 
و فضلت عايش في عڈاب بُعدها عني.. و فضلت احارب حبي ليها و احارب تمسكها بيا و شجاعتها اللي للاسف ماكنتش عندي انا و هي بتدافع عن حقها و حبها.
لحد ما هدى قالتلي انها مسافرة.. قلبي ساعتها وجعني اوي.. حسيته هايخرج من مكانه و يسافر معاها.. ماقدرتش اسيبها تبعد عني.. فجيتلها(ثم نظر لدموعها الصامتة) جيت اعتذرلها و اطلب منها تسامحني على غبائي و خۏفي.. بعترف انها كانت اشجع مني و حاولت تدافع عن حبها اكتر مني..
عشان كدة انا جاي النهاردة اطلب منها فرصة تانية... فرصة اعوضها عن كل حاجة وحشة حسيتها مني.. عن كل دمعة نزلت من عيونها بسببي.. (ثم اعتدل و نظر لجميل بجدية) انا جاي اطلب منك ايد سارة يا عم جميل.

ساد صمت مريب لعدة دقائق.. كانت هدى و هنية و سعاد و معهم آسر يشعرون جميعاً بالفرحة لما حدث.. فقد عادت سارة من سفرها الغير معلوم مدته و اخيراً اعترف عاصم بمشاعره التي كادت ان ټخنقه من كبتها...
و لكن عبد الرحمن و الذي هو اب كجميل كان هو الوحيد الذي يشعر به.. فجلس صامتاً في ترقب لرد فعل جميل الذي يعلم أنه سوف يكون حازم.
كانت سارة تشعر بما يجيش بقلب عاصم.. تقدر مشاعره السلبية التي تكونت من تجربته السابقة.. سعيدة لما آلت اليه الامور.. فهو بعد كل شيء هنا في منزلها يتقدم لخطبتها بعد ان اعترف بحبه لها امام الجميع..
و كانت عيونه معلقة بها.. ينظر لها بندم و اعتذار و حب.. ود أن يذهب اليها يحتضنها و يكفكف دموعها.. يعتذر لها عما بدر منه حتى ترضى عنه.. 
أما عبد الرحمن و جميل فهما أبين اولا و اخيرا.. يشعر احدهما بما يشعر به الآخر.. فقد كان عبد الرحمن مقدراً لمشاعر جميل كثيراً.. فهو اب لإبنة وحيدة و لم يتمنى لإبنته ابدا ان تقع في مثل هذا الموقف فرأف بحال جميل..
و الذي كانت الافكار تتضارب برأسه.. فعاصم يحبها.. و لكنه جرحها و اوجعها.. و لكن حبه يظهر على وجهه قبل حديثه.. و لكنها ابنته مدللته.. فلابد ان يعاقب عاصم على چرح قلب صغيرته اولا قبل ان يرد على طلبه..

جميل: و انا إيه يضمنلي انك ما ترجعش تجرحها تاني.. دي بنتي الوحيدة و انت جرحتها مرة قبل كدة و لسة بتألمها لحد دلوقتي..
عاصم: قلبي اللي جابني على ملا وشي زي ما انت قولت.. ولا دة مش ضمان كفاية؟
جميل(بجفاء متعمد): لا مش كفاية.. كلام الحب دة تبقى تقولهولها هي عشان تسامحك.. انما انا لا.. كلامك دة مايلزمنيش..
عاصم: يبقى حضرتك تطلب الضمان اللي يناسبك.. مهما كان انا تحت امرك و أمرها..
جميل: تقصد فلوس يعني؟؟ ولا كنوز الدنيا كلها تسوى دمعة واحدة من عيونها.
عاصم: معاك حق.. و انا تحت امرك في الضمان اللي تشوفه مناسب.. آؤمر يا عمي.

لم يجيبه على الفور.. بل نظر لتلك الصامتة تنتظر رده بقلق تجلى على ملامحها.. و سألها بحنان...

جميل: إيه رأيك يا سارة؟؟ موافقة على كلامه دة بعد اللي حصل؟
سارة: مش عارفة.
جميل: لا يا حبيبتي.. لازم تبقي عارفة.. لازم تبقي متاكدة كمان.. دي حياتك يا حبيبتي و لازم انتي اللي تقرريها.. و لو ان انا ليا شوية تحفظات.. لا كتير.
سارة(نظرت له بترجي خفي): لو انت مش موافق انا عمري ما هاعارضك.. لو مش عايزني اتجوزه مش هاتجوزه.. و انا عارفة انك أكيد هاتختارلي الصح.. لو شايف ان جوازي منه غلط.. 
لو شايف انه مش جدير بيا او انه هايجرحني تاني ولا ان قلبي مش هايبقى في أمان معاه يبقى خلاص ترفض و انا مش هاكسر كلمتك حتى بيني و بين نفسي.

قُبض قلب عاصم المسكين الذي كاد ان يعترض و لكن يد والده كانت الاسرع لتوقفه حتى لا يتأزم الوضع.. فهدأ رغماً عنه ليسمعها تكمل...

سارة: انا ماعنديش اي حاجة في الدنيا دي كلها اغلى منك.. انت اهم حد عندي في الدنيا.. مش ممكن اعمل حاجة ڠصب عنك أو ضد رغبتك..
جميل: طيب و دموعك دي.. اعمل فيها إيه.
سارة(و قد تحررت دموعها فجأة): ماهو انت هاتمسحهالي.. صح؟؟
جميل(و هو يمسح دموعها بحنان): صح..

احتضنها و هي تبكي خوفاً من رفضه لزيجتهما و له الحق في ذلك.. و أيضاً خوفاً من تكون قد إتخذت قراراً خاطئ بمسامحته بتلك السرعة و هو كان يستحق عقاباً أكبر.. و لكن على عكس المتوقع...

جميل: انا مش هاطلب منك ضمان مادي ولا غيره يا عاصم.. عارف ليه؟

لم يرد عاصم من فرط توتره و حماسته فحديثه يدل على موافقته المبدأية على الاقل.. فأكمل جميل..

جميل: عشان قسما بالله لو فكرت بس مجرد تفكير انك انك تزعلها بس.. مش هايكفيني فيها روحك ساعتها.. سامع؟؟ هاخليك تسيبها و رجلك فوق رقبتك.. اوعي تفتكرها سهلة ولا ان مافيش وراها رجالة تجيبلها حقها منك لا.. سارة كبير و غالية اوي و وراها اللي يحميها من اي حاجة تضايقها.. فاهم.. فاهمني يا عاصم؟
عاصم(بترقب لموافقته الوشيكة): فاهم.. فاهم والله.. و انا وعد مني قدام الموجودين هنا و قدام اي حد في الدنيا كلها اني عمري ما هازعلها تاني ابدا..
جميل: وعدك دة بقى انا هاتأكد بنفسي انك هاتنفذه.
عبد الرحمن: يعني نجولو مبروك؟
جميل(نظر لسارة و قبل ما بين عينيها): مبروك يا قلب بابا..

تنفس عاصم الصعداء اخيراً وسط زغاريد هنية و سعاد و مباركات الجميع لبعضهم... و نظراته لها و كأنها اعظم انتصاراته بل هي بالفعل كذلك.. و نظراتها هي المعاتبة له و التي فهم منها على الفور ان رغم موافقتها إلا أنها لازالت غاضبة منه.. بل حزينة أيضاً.
و على الفور و قرر ان يحاول ان ينفرد بها بأي طريقة حتى يبدأ رحلة إسترجاعها و التي يعلم أنها ستكون طويلة جداً...

أنتهت التهاني و التبريكات و دخلن السيدات إلى المطبخ و بدأن في اعداد الطعام و كان عاصم مازال يراقبها عبر المطبخ المفتوح عن كثب.. يراقب شرودها و هدوءها و حزنها أيضاً.. 
لاحظه جميل الذي قد أكلته غيرته على ابنته.. فنبهه حتى ينتبه له...

جميل: إيه يا عاصم.. مش معانا انت.. إيه اللي واخد عقلك؟
عاصم(تنحنح بإحراج): احمم.. لا سلامتك يا عمي.. ما انا معاكم اهو.
جميل: طيب.. أحنا كدة اتفقنا على كل حاجة تقريبا لكن طبعا لازم نتفق على معاد تاني عشان تيجي تطلبها رسمي و يكونو العيلة موجودين... يعني اعمامها و خيلانها و كدة.. أكيد انت فاهمني.
عبد الرحمن: ايوة طبعا.. الاصول ماحدش يزعل منيها.. شوف المعاد اللي يناسبكم و أحنا ناچيلها على عنينا.
جميل: و دة العشم برضه يا حاج عبد الرحمن.. لكن انا عايز اسمعها من عاصم.
عاصم(بتعجب و شبه حدة): تسمع إيه يا عمي.. هو انا يعني هاكسر كلمة ابويا.. ولا مش هاعمل لسارة و ليك اللي انتو عايزينه و اللي تطلبوه.
جميل: اسمعني يا عاصم تاني في الكلمتين دول.. انا شخصياّ مش قلقان على سارة لا من والدك و والدتك ولا هدى طبعاً اللي بقت مراة ابني .
عاصم: اومال قلقان عليها من مين؟؟ مني انا؟ انت مدرك انت بتقول ايه؟
جميل: عاجبك كدة يا حاج عبد الرحمن؟
عبد الرحمن: عيب اكده يا عاصم.
عاصم(بحدة): يعني مانتش سامع حديته يابوي اللي يفور الډم.. ده خاېف على سارة مني.
جميل: إيه مش من حقي ولا إيه؟ بنتي و خاېف عليها.. و اللي انت عملته مش قليل.
عاصم: عارف اني جرحتها و انا ما انكرتش دة.. بس انا ندمت و كمان انا وعدتك و وعدتها اني هاعوضها عن چرحي ليها.. بس حضرتك اديني فرصة.. فرصة بس.
جميل(و رق لنبرة رجاءه و لكن آبت عاطفته التعاطف معه): هانشوف.. العشا يا ام آسر..

ظلوا يتحدثون في تفاصيل زيارتهم القادمة و تفاصيل الزفاف و ما إلى ذلك.. و كانت سارة مع والدتها و هدى و الحاجة هنية.. و لكنها كانت تتابع تلك الحړب الباردة بين والدها الذي ېخاف عليها و لا يسامح من ېجرحها مهما كان من جهة.. و بين عاصم الذي يحبها و هي تعلم ذلك و لكن خوفه هو الذي دفعه للإبتعاد عنها من جهة أخرى.
لاحظتها رفيقاتها الثلاث و هن ينظرن لبعضهن و لها بشفقة حتى قالت لها والدتها...

سعاد: سارة.. مالك يا حبيبتي سرحانة في ايه؟
سارة(بنبرة حزينة): مافيش يا ماما سلامتك.
هدى(حاولت ان تضيف بعض المرح قليلاً): أكيد بتفكر في خطيبها بقى.

صمتت سارة و لم تجيب مما اعطى فكرة للباقيين عن مقدار ألمها.. فقالت حتى تهرب من تحقيقهم...

سارة: انا هاقوم اشم شوية هوا في البلكونة.. عن إذنكم..
هنية(اوقفتها قبل ان تخرج): بيحبك.. اعملي فيه اللي انتي ترضيه.. لوعيه و عذبيه كيف ما انتي عايزة.. خدي حجك و حج جلبك منيه تالت و متلت.. بس بالراحة عليه عشان والله بيحبك.. و عشانه ولدي برضيك.

ابتسمت سارة و هزت رأسها ايجاباً و لم ترد ثم تركتهم و رحلت إلى الشرفة مثل ما قالت.. رآها هو فتبعتها عيونه دون ان يشعر.. أراد و بشدة ان يتحدث معها.. فقد ظن انها تريده ان يتقدم لخطبتها فقط و لكنه لم يرى الفرحة في عيونها مثلما توقع.
فهمس لآسر..

عاصم: بقولك ايه؟
آسر: ايه؟؟
عاصم: ما تشغل ابوك عني شوية عايز ادخل اشوف سارة في البلكونة شوية.
آسر: بعينك.
عاصم(بجدية): آسر انا مابهزرش.
آسر: والله ولا انا.. بس الراجل الطيب دة لو حس بس انك عايز تدخل لها البلكونة هايشلوحك.
عاصم: آسر... سارة لسة زعلانة و شكلها لسة مضايقة.. عايز اتكلم معاها كلمتين قبل ما امشي.. مش هاستنى لما اشوفها بكرة.
آسر: و مين قال لك انك هاتشوفها بكرة أصلا؟
عاصم: ليه بتقول كدة؟
آسر(ضحك بتهكم): مش بقولك طيب انت... المهم انا ماليش فيها الحكاية دي.. انا هاقوم اشوف مراتي.. سلام يا وحش.

ربت على ساقه بمرح ثم تركه يغلى پغضب و توجه نحو المطبخ.. و ظل الأخر يراقبها من بعيد بشوق.. 
أما هي فتوجهت إلى الشرفة و وقفت بها تطالع أضواء السيارات و المارة في الشارع لم تترك عقلها لتلك الافكار التي يمكن ان تنهشها.. و لكن رغماً عنها وجدت نفسها تفكر فيما حدث و تسأل نفسها لما عاد؟؟ هل حقاً يحبها ام انه عاد فقط حتى يرضي اهله.. ام انه افتقد إحساس الاهتمام منها و أعجبته حالة الرغبة التي أغرقته بها.
ظلت ټضرب الافكار بعقلها المجهد دون ان تشعر...

و لكن بعد عدة دقائق وجد عاصم هاتفه يصدح برقم آسر.. فرد بتعجب..

عاصم: الو.
آسر: اوعى تقول ان انا.. اي خدمة يا عم.. 
عاصم: عايز إيه؟؟ 
آسر: قولهم تليفون شغل مهم و قوم اتكلم في بلكونة الصالون.. هي مفتوحة على بلكونة الصالة اللي دخلتها سارة..
عاصم: آه.. آه.. طيب خليك معايا ثانية واحدة..(لجميل) عن إذنكم بس تليفون مهم و راجع.

لم ينتظر سماح جميل او رد عبد الرحمن فتركهما و دخل اليها ثم اغلق الهاتف مع آسر ليجدها تقف تنظر للشارع بشرود.. اقترب منها فشعرت به و نظرت له ليلاحظ تلك الدمعة اللعېنة التي احرقت صدره قبل أن تسيل على وجنتها.
فأقترب منها و سألها بحنان بعد ان مسح دمعتها...

عاصم: لسة زعلانة مني؟

حولت نظرها بعيداً عنه دون رد فتألم هو لمقدار ما بها من ألم و زاد تأنيبه لنفسه...

عاصم: طيب ردي عليا طيب.. سارة.. انتي بټعيطي تاني ليه طيب؟؟ ليه يا حبيبتي بس؟؟
سارة(نظرت له طالبة النجاة من بحور حيرتها و عڈابها): حبيبتك؟؟ بجد يا عاصم انا حبيبتك.
عاصم(اقترب منها و حاوط ذراعيها): طبعا حبيبتي و روحي و عقلي و قلبي و كل حاجة فيا.. 
سارة و الله انا بحبك.. و مش محتاج اقولك كدة لانك أكيد عارفة انا بحبك قد ايه؟؟
سارة: بجد؟؟ و لما انا حبيبتك و انت بتحبني؟ ليه عملت فيا كل دة.. ليه ماكنتش واثق فيا و في حبي ليك.. ليه يا عاصم؟؟
عاصم: مين اللي قال كدة بس... انا عمري ما وثقت في حد قد ما انا واثق فيكي و في انك بتحبيني بجد.
سارة: اومال إيه.. إيه اللي كان بعدك عني.. ليه هربت مني و سيبتني.. إيه اللي أخرك عليا كل دة؟؟  افتكرت انك بتحبني دلوقتي بس؟ و انا على باب الطيارة.. رجعت ليه يا عاصم.. إيه اللي رجعك؟؟
عاصم: عشان بحبك..
سارة: كنت بتحبني قبل كدة و سيبتني امشي.. لا دة انت طردتني كمان.. اشمعنى دلوقتي.. أكيد ماخوفتش من بعدي.. انت أصلا كنت عايزني ابعد.
عاصم: سارة ارجوكي.. كفاية تقطيع فيا.
سارة: يبقى جاوبني.. جيت ليه.. ليه دلوقتي بس؟؟
عاصم(صُدم و تعجب من هجومها): انتي مش مبسوطة اني جيت خطبتك؟ خلاص مابقتيش عايزاني؟
سارة: مش عارفة.. صدقني مش عارفة إذا كنت مبسوطة ولا لا.. مش عارفة.. 
بس كل اللي انا عايزة اعرفه دلوقتي هو ليه.. ليه دلوقتي بالذات.. رجعت ليه دلوقتي يا عاصم.. و ماتقوليش الكلام اللي انت قولته قبل كدة جوة.. قولي الكلام اللي انت ماقولتهوش.

رأف بحيرتها و قرر أن يكون في منتهى الصراحة معها.. فقال بأسف...

عاصم: عايزة الحقيقة؟
سارة(برجاء): ياريت.. أرجوك.
عاصم(تنهد بثقل): كنت قاعد مع ابويا بنتكلم و بيعاتبني و بيحاول يقنعني اني اراجع نفسي.. و اني مش هالاقي الحب دة تاني.. و سألني سؤال خلى آلأرض تلف بيا.. حسيت الارض تحت رجليا اتفتحت و اني بقع في بركان ڼار..
سارة(بتعجب): سؤال إيه دة اللي عمل فيك دة كله؟؟
عاصم: قالي هاتعمل إيه لما آسر يجي يعزمك على فرح اخته..(احتدت ملامحه دون قصد پغضب كبير) حسيت ساعتها بكمية ڠضب ممكن ټحرق بلاد بزيها..(ثم لانت ملامحه پألم) و في نفس الوقت حسيت بكسرة ممكن تقسمني نصين تجيب اجلي.
سارة(بسرعة): بعد الشړ عليك.
عاصم(ابتسم بحب لمشاعرها التي لا تحاول حتى أن تخفيها):  اټرعبت من فكرة انك تبقي لحد غيري..  انك تبقي ملك لحد تاني او انك تبقى حق حد غيري و انا ساعتها مايكونش ليا اي حق فيكي غير سلام كدة من بعيد مش بالأيد حتى.

ثم أكمل بتنهيدة ندم...

عاصم: ساعتها هدى نزلت جري ټعيط و تقولي انك مسافرة خلاص.. و ساعتها ماحستش برجليا.. قعدت في مكاني زي المشلۏل.. لقيت كل حاجة بتقولي انت غبي و جبان..
قلبي فضل يدق پخوف اول مرة احسه.. خوف كان أكبر من خۏفي من أنك تسيبيني في اي وقت لأي سبب.. خوف من اني اخسرك.. سواء لو سافرتي او لو... (و لم يطاوعه لسانه حتى ينطقها) لو يعني....
سارة: اتجوزت؟؟
عاصم(بسرعة): ماتقوليهاش.. انتي ليا انا و بس و هاتتجوزيني انا مش اي حد تاني فاهمة..(ثم أكمل برجاء حقيقي) بس اديني فرصة.. فرصة واحدة بس كمان عشان اثبتلك اني بحبك و اني ندمان على قراري الغبي اني اسيبك.. عشان خاطري يا سارة.. فرصة واحدة كمان.. قد كدة ماستاهلش فرصة واحدة بس.
سارة: بس انا خاېفة يا عاصم.. لسة خاېفة.

اقترب منها لمس يدها و ضغط عليها كي يطمئن قلبها و قبلهما بحب و نظر لعينيها مباشرة....

عاصم: انا اسف يا سارة.. حقك عليا.. عارف ان اسفي مش كفاية.. بس انا مش هاسيبك الا لما ترضي عني و ترجعيلي تاني.
سارة: هاتفضل تعتذرلي لحد امتى؟؟
عاصم: لحد ما ترضي عني.. لحد ما نظرة العتاب دي تختفي من عنيكي.. 
طيب انتي عارفة.. برغم ان نظرة العتاب دي اهون عندي الف مرة من نظرة الحزن اللي كانت بسببي بس برضه بتوجعني عليكي... سامحيني يا سارة و اديني فرصة اعوضك.. كفاية زعل بقى.
سارة: ما المشكلة اني مش زعلانة منك.
عاصم: كل التكشيرة دي و مش زعلانة مني.. اومال لو زعلانة هاتعملي فيا إيه؟؟
سارة: انا مش زعلانة منك... انا قلبي مجروح من اللي عملته معايا.
عاصم: حقك على قلبي يا روح قلبي.. عموما انا مش هازهق و مش ناوي افقد الأمل و هاتسامحيني و ترضي عني تاني.. بحبك والله بحبك.
سارة(بخجل): طيب ممكن تسيب ايدي؟
عاصم(ابتسم عندما شعر ان مشاعرها بدأت تلين): تؤ..
سارة: عاصم سيب ايدي.
عاصم: لا يا ستي انا مبسوط كدة.
سارة(ابتسمت بمكر): بقولك سيب ايدي احسن لك.
عاصم(و قال بلهجة صعيدية بمرح): كانك عاتهدديني اياك؟
سارة: يابني اسمع الكلام 
عاصم: ليه طيب؟

لم ترد و لكنها نظرت ناحية باب الشرفة فينظر هو حيث نظرت ليجد جميل واقفاً عاقداً ذراعيه ينظر له بشړ و غيرة اب و قال...

جميل: مش قالتلك تسيب ايدها؟؟ إيه هو بالعافية..
عاصم(ترك يدها بحرج و تنحنح): احممم... لا يا عمي مش بالعافية.. بس خطيبتي بقى و كنت فاكرها بتدلع عليا.
جميل(وقف بجانبها و كأنه يحميها من عاصم): اولا هي لسة مابقتش خطيبتك.. و مش هاتبقى غير لما تيجي تطلبها من اهلها و العيلة كلها زي ما اتفقنا..

صمت عاصم بغيظ و لم يعلق خوفاً من تهور جميل..

جميل(و أكمل بإستفزاز): و ثانيا حتى لو الموضوع دة تم و اتخطبتو ولا حتى اتجوزتو.. لا يعني لا.. اوعى تفكر تجبرها على حاجة.. فاهم.
عاصم(پخوف من أن يرفضه مرة أخرى): يعني إيه لو الموضوع تم دي.. يعني إيه مش فاهم.
جميل(ببساطة): يعني "لو".. إيه مش عارف يعني ايه "لو"؟؟ مالهاش معنى تاني يا باشمهندس.. ياللا يا سو ياللا يا حبيبتي عشان نتعشى.

ذهبت سارة مع والدها و الذي إختبأت في حضنه و قبلت وجنته و تحركت معه الى الداخل ليهمس عاصم في نفسه ..

عاصم: شوف البت.. اول ما قالها ياللا سابتني و مشيت ازاي..
(ثم رفع صوته) و انا ماليش عشا ولا إيه يا عمي؟
جميل(بحنق): عما الدبب.. ولا مالكش.. الاكل على قدنا أحنا بس..
عاصم(همس لنفسه بغيظ): كمان.. دة هايعمل معايا الجلاشة صحيح على رأي الواد آسر.

الفصل الثلاثون....

انقضت الايام التالية دون أحداث غريبة عن عادات الزواج العادية.. فبالفعل قد حضر أهل سارة من الجانبين و الدكتور صبري خال عاصم بالطبع بسبب علاقته مع العائلتين و تم ما أراد جميل...

و تقدم لها عاصم مرة أخرى و تم الاتفاق على كل التفاصيل حتى أنهم قد إتفقوا على تحديد يوم زفافهم.. و وافق الجميع و بارك لهما أيضاً.. و لكن الوحيد الذي اعترض كان آسر..
فبعد ان حدد عاصم أن يكون كتب الكتاب و الزفاف بعد اسبوعين فقط بالرغم من إعتراض سعاد هانم الشديد.. فقد كان عاصم يريد ان يتم الزفاف بعد اسبوع واحد فقط و لكنها اعترضت و طلبت مهلة أكبر لإكمال تجهيزات الزفاف.. و لكن اسبوع آخر كانت هي اطول مهلة قد وافق عليها عاصم و وافق الجميع نزولاً على رغبته عندما لاحظوا جميعا عشقه لها و لهفته عليها..
فهب آسر معترضاً پغضب...

آسر: هو إيه دة اللي بعد أسبوعين؟؟ لا طبعا انا مش موافق.
جميل: يعني إيه مش موافق يا ولد انت.. هو كان كلام عيال... أحنا اتفقنا خلاص.
جمال(الاخ الأكبر لجميل و عميد العائلة): كلام الرچالة يمشي يا آسر.. خلاص جولنا بعد سبوعين يعني بعد سبوعين.
آسر: بس دة ظلم.. يعني سارة خلاص هاتتجوز بعد اسبوعين.. اسبوعين بس؟
سارة(بحب اخوي لشقيقها الذي لا يقوى على فراقها): إيه يا آسر هو انا هاهاجر؟؟ أكيد يعني هانشوف بعض و انا هاجي اشوفك و انت كمان هاتيجي تشوفني.. انا عارفة اني هاوحشك و....
آسر(قاطعها بمزاح): إيه يا حاجة؟؟ حيلك حيلك مين دي اللي هاتوحشني؟؟ دة انا ماصدقت تتجوزي و ترحلي بقى.. على الاقل هاترحم من مشواير نص الليل بتاعتك و انزل هاتلي شيبسي يا آسر و عايزة ايس كريم و انت جاي يا آسر.. و ماما طابخة سبانخ مابحبهاش اطلبلي بيتزا يا آسر و بلا ازرق على دماغك... 
اسكتي اسكتي دة ربنا يكون في عونه.

ضحك الجميع على مشاغبة آسر لشقيقته و لكن صډمتها هي فيه كانت أكبر..

سارة(پصدمة): يكون في عونه؟؟!! (ثم اكملت پغضب) بتقول إيه انت.. اومال انت معترض على ايه؟؟
آسر: معترض على اني أنا خاطب يجي من 3 شهور و كاتب كتابي من اقل من شهر و لسة مش هاتجوز دلوقتي و قدامي شهر على الاقل و اللي يادوب لسة متقدم النهاردة هايتجوز بعد اسبوعين.. طيب والله دة ظلم..

ثم نظر لهدى التي خجلت بشدة من تلك المفاجأة حتى أن دقات قلبها تكاد ان تصل لمسامعهم و قال عابثاً...

آسر: مش بزمتك ظلم؟

لم ترد بالطبع و لكن من جاوبه كان شقيقته...

سارة: و انا اللي فاكرة اني هاوحشك يا ندل.
آسر(تصنع وجهاً عابس): هاتوحشيني ماقولناش حاجة.. بس طيب و انا.. يعني تنسوني انا يعني..
جميل: إيه يابني اللي انت بتقوله دة؟ الموضوع مش بالسهولة دي.
آسر: إيه اللي صعب فيها ممكن حد يقولي.. فرقت إيه أصلا بعد شهر من بعد اسبوعين..
جميل: فرقت ان اتفاق زي دة لازم يبقى في بيت العروسة..
آسر: طيب ما العروسة في بيتها اهو.. مش بقت مراتي شرعاً و قانوناً يبقى بيتي هو بيتها.
جمال: يابني انت اعجل شوية.. ما تشوف ولدك يا چميل.. دة هايطلع چنانه علينا.
جميل: اعقل بقى شوية يا آسر بلاش جنان و هبل.. و بعدين انا اقصد بيتها يعني بيتها حالياً.. يعني بيت ابوها.
آسر: و ابوها و اخوها هنا اهم.. ولا هي مشورة و خلاص.. و 6 ساعات رايح و 6 ساعات راجع.. و بنزين و سواقة و حر و فرهدة و خلاص؟
(ثم نظر لعبد الرحمن و قال بمكر) ولا انتو مش بتعتبرو نفسكم في بيتكم بقى و ان أحنا لسة غُرب يا حمايا العزيز.
عبد الرحمن(بغيظ و دهشة): شوف الواد عايز يركبنا الغلط عشان مصلحته كيف..
آسر: ماتوافق يا عمي وحياة عيالك يا شيخ و تبقى فرحة واحدة 
جمال (تنهد بغيظ من اسر و حركاته الصبيانية): خلاص بقى يا حاچ عبد الرحمن.. خلي العيال تفرح مع بعضيها..
عبد الرحمن (تنهد بإستسلام): انت رأيك إيه يا عاصم.. انت برضيك اخوها الكبير.
عاصم: والله يابوي اللي تشوفه انت.. و لو اني ماعنديش مانع يعني(ثم همس لآسر) عشان تعرف أني اجدع منك.
آسر(بنفس الهمس): دة انت ابو الجدعنة و الرجولة والله.. بس نفسك معايا و انا هاظبطك.. 
عاصم: لما نشوف.
عبد الرحمن: و انتي يا هدى.. رأيك ايه؟
آسر: و هي هاتقول إيه يعني.. هاترفض مثلا يعني.. طبعا موافقة.
جميل: يا واد انت اتهد شوية.. سيب حماك ياخد رأيها.. هي دي الاصول و الشرع..(ثم قال لهدى بهدوء) ها يا هدى إيه رأيك يابنتي.. موافقة.
هدى(و كاد صوتها ألا يخرج من فرط خجلها): اللي بابا و عاصم يشوفوه.
آسر(هب واقفاً): اهي قالتلك اللي بابا و عاصم يشوفوه.. يعني موافقة.. نقرا الفاتحة على كدة..

و تم الاتفاق على ذلك وسط ضحكات الجميع على جنون ذلك الآسر...
و بعد الإتفاق على كل الخطوط العريضة عاد عبد الرحمن مع زوجته الي بلدتهم حتى يبدأوا في تجهيزات ذلك الزفاف الكبير.. فقد تم الاتفاق أيضاً على ان يكون زفاف اربعتهم في بلدة عاصم.. 
زاع في أنحاء البلدة خبر زواج عاصم و شقيقته في يوم واحد حتى وصل إلى منزل اخيه قبل ان يخبره عبد الرحمن بنفسه.. و علمت ابنته عبير و التي كانت صډمتها غير مسبقة.. فقد كانت تتحدث هاتفياً مع تلك الخادمة التي تدعى هانم و التي توصل لها جميع أخبار المنزل و خاصة أخبار عاصم.. و لم تقوى قدميها على حملها لتسقط على الكرسي پصدمة....

عبير: عاتجولي إيه يا مخبلة انتي؟ فرح مين دة اللي عاتجولي عنيه؟
هانم: فرح سي عاصم و الست هدى.
عبير: على مين يا بت.. هايتچوز مين.. انطجي.
هانم: هايكون مين يعني يا ست عبير.. ست الدكتورة سارة طبعا.
عبير: ايه؟؟ بعد دة كله هايتچوزها برضيك.. بعد كل اللي حُصل ده... دة اني شوفتها بعيني و هي ماشية.. كانت مشيت خلاص.. 
هانم(بتوضيح): ماهو سي عاصم راح وراها مصر بعد ما مشيت كيف ما جولتلك جبل سابج من كام يوم اكده.. هو و سيدي العمدة و الست هنية و ست هدى كمان.. و لساته سيدي العمدة و ست هنية معاودين من ساعتين بس عشان يچهزو لفرح ست هدى و سي آسر و سيدي عاصم و.. و هي يعني.
عبير: طب غوري.. غوري في داهية دلوجتي مانيش طايجاكي.

اغلقت الهاتف و ظلت تأكل ارضية الغرفة ذهاباً و إياباً پغضب و غيظ حتى دخلت إليها والدتها و قد لاحظت حالتها و لكنها لم تهتم...

صالحة: عرفتي اللي حُصل.. فرح عاصم على اللي ما تتسمى اخر السبوع الچاي.
عبير: عرفت.. عرفت ياما.. بس وحياتك انتي ما انا سايباهم.. و انا وراهم و الزمن طويل.
صالحة: و عاتعملي إيه يا شملولة.. اديكي شايفة مابيطيجش عليها كلمة واحدة ولا بيصدج عليها حاچة و هي لساتها غريبة عنيه.. ما بالك بجى لما تبجى مرته.. 
البت دي مش سهلة واصل.. دي حرباية هاتفضل وراه لحد ما تركبه و تدلدل رچليها كمان..
عبير: على چثتي... أني وراهم لحد ما يسيبو بعضيهم.
صالحة: يعني عاتعملي ايه؟
عبير: بكرة تشوفي.

لم تهتم صالحة بما يدور في رأس إبنتها فهي تعرف أنها سوف توقع نفسها في مشاكل كبيرة و تركتها تتحمل نتيجة أفعالها.
لم تنصحها فهي تعرف مدى صلابة رأسها و عند تفكيرها.. فقررت عدم التدخل نهائياً.
أما عبير فقد قررت التفكير في خطة جديدة تدمر بها ما بين عاصم و سارة حتى لو بعد إتمام زواجهما.

===================================

أما في القاهرة..
فلم يسافر عاصم و هدى مع والديهما حتى يكملوا شراء ٱحتياجاتهما و باقي مستلزمات الزفاف قبل السفر.
و انقضت بضعة أيام أخرى..
و في صباح أحد الأيام.. خرج اربعتهم حتى يقومو بشراء بعض المشتروات الضرورية.. جلسوا معا في أحد المطاعم حتى يتناولون وجبة الافطار اولا..

آسر: ايوة أحنا لازم نفطر الاول عشان زي ما هدى قالت قبل كدة ان الشوبنج على معدة فاضية خطړ جدا.. و انا عارف ان المشوار دة هايقطم وسطي.
هدى(پغضب): و الله لو مش عاجبك تقدر تروح عادي يعني.
آسر(متراجعاً): يالهوي و انا اقدر على زعلك برضه يا قمر انت.. دة الشوبنج معاكي على قلبي زي العسل.
عاصم: إيه يا عم انت... ما تخف شوية انا قاعد برضه.
آسر: و قاعد ليه ماتقوم تقف.. يابني دي مراتي مرااتتتني
عاصم(لسارة): عاجبك كدة؟؟ مش لو كنا كتبنا كتابنا احنا كمان كان زماني بقول مراتي برضه..
سارة(بلا مبالاة): والله كل واحد و ليه ظروفه.. هو اتقدم لها بسرعة اول ما حس بحب ناحيتها.. مش فضل يماطل و يتهرب زي ناس.. و رجع في كلامه..
آسر(ضحك بصوت عال): ههههههه.. ادي يا سو يا قمر.. سارة ټضرب ولا تبالي.. قابل يا عم.
عاصم(لسارة): بقى كدة؟ ماشي حسابنا بعدين.
سارة: و انا كنت عملت إيه يعني.. مش هي دي الحقيقة.
عاصم: انتي عارفة ان مش هي دي الحقيقة.. و مرة تانية ماتطلعيش أسرارنا قدام اللي يسوى و اللي مايسواش ها.. (ثم نظر له بغيظ) و بعدين ايه مراتي مراتي دي اللي انت كل شوية قارفنا بيها.. محدث نعمة صحيح.
سارة(بغيرة واضحة): محدث؟؟ هو عشان بيحب مراته و مش بيحب يزعلها يبقى محدث.. عشان حابب وجودها معاه مايقدرش يعيش من غيرها يبقى محدث.. ولا عشان انت كنت متجوز قبل كدة يعني يبقى الكلمة دي بقت عادية و مالهاش اي تمن عندك..
آسر(ضحك بشماته): هههههههههه... ايوة بقى يا سو يا جامد.. اديله كمان.. اللبس يا معلم.
عاصم: ربنا يهدك يا شيخ.. ولعتها و ارتحت..
اسر: يابني و هو انا فتحت بقى.
عاصم: ماهو انت تضايقني انا اتكلم هي تزعل.. اعمل فيك إيه انا دلوقتي؟
آسر: ولا اي حاجة.. و عشان اريحك خالص انا هاخد مراتي و نقوم نقعد على ترابيزة تانية...(وقف و اخذ يد هدى) تعالي يابنتي احسن الترابيزة دي هاتولع دلوقتي.. قومي.

تركاهما بالفعل و عاصم الذي يلعن ذلك الحظ الذي جعل آسر المستفز كما دعاه نسيبه.. نظر هو لسارة فوجدها تلهو بالسکين الموضوع امامها بلا أي إهتمام فتنهد و تحدث...

عاصم: سارة.. طيب ممكن اعرف انتي زعلانة ليه دلوقتي.
سارة: مش زعلانة.
عاصم: لا زعلانة... و اوي كمان... دة انتي هاتفرقعي مش بس زعلانة..
سارة(و اڼفجرت فيه كقذيفة مدفعية): ماهو انت ماشوفتش كنت بتتكلم ازاي.. ولا كأني قاعدة معاكم و بتلومه انه كل شوية يقول انها مراته.. طيب ماهي فعلا مراته.. و انت بقى عشان كنت متجوز قبل كدة مش مهتم انك تقولي "مراتي" زي ما هو بيقولها.. صح؟؟

لم تعلم هي كم تسعده تلك الكلمة و كم يفرح قلبه ان يقولها لها هي.. و هي فقط... فأقترب منها أكثر و إقترب بوجهه قبالة وجهها و قال بنبرة هامسة ماكرة...

عاصم(همس بحب): و هو انتي مراتي؟
سارة: لا.. بس ياترى مين السبب في كدة؟ أنا مثلا؟ 
عاصم(إبتعد مرة أخرى و قال بغيظ): ما هو كله من ابوكي..
سارة: و ماله بابا بقى إن شاء الله كان عمل لك ايه؟ 
عاصم(بغيظ من غيرة جميل التي يراها كبيرة): مش هو اللي مارضيتش اننا نكتب الكتاب و قال يبقى مع الفرح و خلاص..
سارة: عنده حق..
عاصم(رفع حاجبيه و قال پصدمة): عنده حق؟!! بقى عنده حق عشان رفض اننا نتجوز لحد دلوقتي..
دة حتى رافض اننا نخرج مع بعض.
سارة(نظرت له بتمعن): بتقول كدة و كأنه فارق لك اننا نكون مع بعض او نكتب كتابنا دلوقتي بدل من بعدين مثلا.

التفتت بعيداً عنه بحزن هذه المرة فهي لم تنسى ما حدث كلياً... فأثره مازال باقياً في روحها و قلبها.. فتنهد هو و حك جبينه بحيرة ثم اقترب منها و امسك يدها لتسحبها منه فيمسكها مرة أخرى بإصرار و بقبضة قوية فتقول بحنق...

سارة: سيب ايدي.
عاصم: لا.. و بطلي تقوليلي الكلمة دي بتضايقني.
سارة: بتضايقك ليه.. مش انا لسة مش مراتك.
عاصم(بصبر): رسمي ايوة.. بس انا من يوم ما حبيتك و انا بعتبرك مراتي.. بعتبرك حتة من قلبي.. لا انتي فعلا حتة من قلبي..  انتي روحي يا سارة مش بس هاتكوني مراتي..

لم ترد عليه فسألها بندم حقيقي...

عاصم: انتي لسة زعلانة مني يا سارة.. صح؟
سارة(نظرت له و لاحظت الندم في عينيه): بصراحة مش قادرة انسى اللي حصل.. مش قادرة انسى انك كنت بتتهرب مني في وقت ما كنت انا بجري وراك..
مش قادرة انسى نظرة الشفقة اللي شوفتها في عيون الكل بسبب حالة الحيرة و التوهان اللي كنت فيها.
ڠصب عني.. بجد مش قادرة.
عاصم(مقبلاً يدها بكل حب): و مين قالك تنسي.. انا مش عايزك تنسي.
سارة(بتعجب): قصدك ايه؟
عاصم: سارة اسمعيني كويس.. انا متربي في بيت و بيئة طلعتني راجل من صغري.. من اول ما دخلت المدرسة و كان ابويا يقولي انت بقيت راجل و لازم تكون قد كلامك و أفعالك كمان.
كان يقولي ان ابن العمدة مسؤول زي العمدة تمام.. و حفيد العمدة اللي هو انا يعني مسؤول زيهم بالظبط.
ماكنش ينفع مدرس يشتكي مني اني عملت مشكلة او اتخانقت في المدرسة.. او اني ماذكرش كويس و ماجيبش درجات عالية و اعتمد على المدرسين انهم يجاملو ابويا و جدي و يدوني درجات انا ماستاهلهاش..

و كبرت على كدة.. أني اكون دايما قد مسؤولياتي.. دايما مسؤول عن هدى.. عن امي و عن البيت لو ابويا و جدي مش موجودين.. يعني.
سارة: و أنا.. ليه ماعملتش معايا كدة؟
عاصم: مش عارف.. جيت لحد ما قلبي اشتغل و كل حاجة تانية باظت.
سارة(بتعجب و عدم تصديق): يا سلام..
عاصم(بصدق): صدقيني.. لما قلبي دق و حبيتك عقلي وقف.. كل اللي اتعلمته في حياتي كان راح من دماغي.
خۏفت اعيش اللي انا عيشته مع عبير معاكي تاني.
سارة: للدرجة دي مأثرة فيك.
عاصم: مش قصدي... بس لما تبقى اللي المفروض أنها تكون أقرب واحدة ليا من اي حد.. أقرب لي من امي حتى مش طايقة تبص لي لازم اخاڤ.
ساعتها سألت ربنا قولت له ليه.. طيب اشمعنى انا دوناً عن الناس كلها اللي بليتني بالمړض دة.. و لو انا رضيت ليه ما ادتنيش زوجة تقدر تتفهم و تقدر حالتي و ترضى بيا كدة.
ماكنتش عارف الإجابة.. بس لما قابلتك عرفتها..
سارة(ولاحت على ثغرها إبتسامة جميلة): عرفت ايه؟ 
عاصم: عرفت ان البهاق دة ماكنش إبتلاء قد ما كان نعمة.. نعمة قدرت بيها اعرف مين حبيبي و مين عدوي.. نعمة اقدر اعرف بيها معدن الناس كويس..
نعمة عرفتني اني لازم اسيب عبير و ارميها برة حياتي خالص.. عشان حياتي تكون نضيفة و جاهزة لإستقبالك انتي.
سارة: طيب و ماعملتش كدة ليه لما فتحت عنيا؟
عاصم(تنهد بثقل): ماكنتش لسة مستعد اوي.. كان لسة اللي عملته عبير معاكي في اول مقابلة بينكم مأثر فيا..
الموقف دة رجع فكرني بكل اللي حصل قبل كدة... و رجع إحساس النقص يطاردني من تاني.. و رجع إحساس الخۏف يسيطر عليا تاني من أنك ترفضيني..
و الاكتر من اني اشوف نظرة ندم في عنيكي بعد ما نتجوز.. بس.
سارة: و دلوقتي؟
عاصم(قبل يدها غير مبالياً بنظرات من حولهما): دلوقتي انا ندمان على كل دقيقة ضاعت مني بعيد عنك من ساعة ما فوقتي.. ندمان و بتمنى انها ترجع تاني عشان اقدر اعيشها زي ما كنت المفروض اعيشها... اعيشها معاكي.

ابتسمت هي بسعادة شديدة لم تقدر أن تخفيها.. فنظر لها هو بشك...

عاصم: افهم بقى إيه سر السعادة اللي على وشك دي؟
سارة: خلاص ارجع اكشر يعني؟!!
عاصم: أكيد ماقصدش كدة.. بس اقصد يعني خلاص كدة سامحتيني؟
سارة: يعني.. مش اوي.. بس أصل....

لم تكمل فسألها بإهتمام...

عاصم: بس إيه يعني مش فاهم.. 
سارة: ماهو الكلمتين دول هما اللي كان المفروض تقولهم من الاول.
عاصم(بعدم فهم): كلمتين ايه؟
سارة(بشرح): انك بتعتبرني مراتك.. و انك ماتقدرش تعيش من غيري و انك بتحبني كمان.
عاصم(إبتسم بمكر و سعادة): بس أنا ماقولتش اني بحبك.
سارة: طيب ما تقول و هو حد حايشك..
عاصم(نظر لها بسعادة): بس كدة... طيب بحبك.. بحبك يا سارة.. يا سعادتي و فرحتي و كل حياتي.. بحبك... بحبك.
سارة(بإبتسامة سعيدة): شوفت.. اهي طلعت سهلة اهي.. و بعدين كمان انت مش لازم تقولها صريحة.. كلامك دة بيقولها.. افعالك من ساعة ما جيتلي المطار بتقولها.. عنيك و كلامك معايا في التليفون كل يوم بيقولها.
حاجات كتير بنعملها و نقولها بتثبت مشاعرنا من غير ما نعبر عنها صريحة.
عاصم: يعني ماقولش اني بحبك تاني؟
سارة: لا طبعا تقولها.. و تقولها كتير كمان..
عاصم: و انا موافق.. من هنا و رايح ليكي عندي بحبك كل ساعة...
سارة: يا سلام.. و دي هاتعملها ازاي بقى و انت مش هاتبقى معايا طول الوقت.
عاصم: عادي.. هاكلمك في التليفون.. هابعتهالك واتس.. هاتصرف.
سارة(بتفكير): امممم... طيب و انت نايم؟؟ هاتصحى كل ساعة و تصحيني و تقولي بحبك؟؟
عاصم: لا دي ليها حسبة تانية خالص.
سارة: حسبة إيه دي بقى؟؟
عاصم: شوفي يا ستي (قاطعه رنين هاتفه قبل ان يكمل رده).. ثواني طيب دي الشركة..
الو.. ايوة يا چيلان.. 
چيلان(السكرتيرة): صباح الخير يا مستر عاصم.. انا اسفة اني بكلم حضرتك و انت كنت قولتلي انك اجازة النهاردة.. 
عاصم: مش مشكلة.. في حاجة مهمة يعني؟
چيلان: لا بس في طرد وصل لحضرتك من شركة الدعايا اللي بنتعامل معاها.. و أحنا مش موصينهم على حاجة و في نفس الوقت قالوا انه طرد مهم.
عاصم: آه اه.. طيب كويس انه وصل.. استلميه انتي و حطيهولي في مكتبي.
چيلان: حاضر بس هو في حاجة تاني.. الورق بتاع الشركة الالمانية جهز.. و هما بعتو أيميل من نص ساعة بيستعجلو الرد و كنت محتاجة امضتك عليه..
عاصم(تنهد بملل): يعني حتى يوم الاجازة مش عارف اخده.. حاضر جاي.. سلام.
(اغلق بملل) يا رتني ما رديت.
سارة: إيه في حاجة ولا ايه؟؟
عاصم: لا سلامتك.. بس دعاوي الفرح وصلت الشركة عندي.. و في ورق مهم محتاج امضتي و لازم اروح الشركة دلوقتي.
سارة(بملامح حزينة): يعني لازم الشركة النهاردة.. دة أحنا ما صدقنا بابا رضي عننا و وافق اننا نخرج مع بعض.
عاصم: مش عارف.. تعالي نروح لهدى و آسر و نشوف هانعمل إيه.

اتجها نحو هدى و آسر الذي تأفف ما ان رآى عاصم..

اسر: يا دي النيلة.. إيه اللي جابك تاني(لهدى) شوفتي بقى مين اللي بيجر شكل التاني؟
هدى: يا شيخ بطل رخامة بقى(ثم لاحظت سارة الحزينة) مالك يا سو مكشرة ليه كدة؟
آسر: إيه دة مالك يا روحي؟؟ الواد دة زعلك تاني ولا ايه؟؟
عاصم: يابني خليك محضر خير مرة واحدة في حياتك.. مرة واحدة بس.. ماتقدرش تعيش من غير ما تولع الدنيا.
آسر: ماتاخودنيش في دوكة ياخويا و قولي مزعلها ليه؟؟
عاصم: عندي شغل مهم و لازم اروح الشركة و هي زعلانة.. كمان دعاوي الفرح وصلت و هاروح اجيبها.
هدى: طيب و انتي زعلانة ليه.. خليكي معانا عبال ما يروح و يرجع؟
سارة: لا انا هاروح.
آسر: ليه بس..
سارة: مش عايزة ابقى عازول بينكم.
هدى: عازول إيه انتي عبيطة؟
سارة: لا.. خلاص.. انا هاخد تاكسي و اروح.
عاصم: تاكسي إيه لا طبعا..
سارة: خلاص وصلني انت الاول.
عاصم: طيب ما تيجي معايا.
آسر: ماينفعش طبعا.. انت ناسي ابويا قالك إيه قبل ما نخرج..

و قلد نبرة والده الحازمة..

آسر: "ماتسيبهومش لوحدهم ابدا يا آسر دي لسة مش مراته"
ولا نسيت.
عاصم(بمكر): آه صحيح.. خسارة.. دة انا كنت ناوي نكمل اليوم كله برة و نتغدى و نتعشى كمان برة و نروح سينما ولا حاجة.. خلاص بقى تتعوض.. خدهم انت و روح يا آسر و انا هاخلص و اجيلكم..
هدى(أمسكت بذراع آسر): لا استنى.. آسر عشان خاطري.. اليوم دة مش هايتكرر تاني... سيبهم يروحو الشركة مع بعض و نتقابل و نتفسح شوية.
آسر(متصنعا القوة و الرفض): لا لا ماينفعش.. 
سارة(نظرت لأخيه بخبث): لا والله؟!! يابنتي هو موافق أصلا.. و يمكن لو عاصم ماكنش قال كدة كان هو اللي اقترح الخروجة دي.
آسر: مفقوس انا اوي صح؟
سارة: اوي بصراحة.
آسر: خلاص روحو انتو و أحنا هانقعد شوية و نتقابل في مول مصر كمان ساعتين ولا حاجة... السينمات فيه حلوة اوي.. بس انت عارف يا عاصم لو ابويا عرف هايشلوحني انا و انت..
عاصم: عموما لو عرف فأكيد مش هايكون عرف مني.. ياللا يا سارة عشان نلحق وقتنا..
سارة: اوكي.. باي يا هدى.
هدى: باي يا قلبي.

تركاهما و رحلا إلى الشركة فنظرت هدى لآسر بغيظ...

هدى(بعد ان رحلا): بجد بقى هو انت ليه بترخم على عاصم كدة؟؟ حرام عليك.
آسر: هدى حبيبتي.. صدقيني انا مش بكره عاصم.. عاصم اخوكي و هايبقى جوز اختي.. بس بصراحة عقاپي ليه على اللي عمله مع سارة لسة ماخلصش.. ولا انتي مش شايفة انه يستاهل دة.
هدى: حبيبي والله عاصم دة مافيش اطيب ولا احن من قلبه في الدنيا دي كلها.. طيب انت عارف لما كلمت سارة في الموضوع دة قبل كتب كتابنا قالتلي ايه؟
آسر: قالتلك ايه؟
هدى: قالتلي ان عاصم كان عامل زي الغريق في بحر كبير اوي.. و لما لقي مركب تنقذه قرب منها و هو فرحان اوي انه اخيرا هايطلع من البحر..
بس و هو في طريقه ليها و لما قرب يوصلها خلاص افتكرها صغيرة و مش هاتستحمله فقرر يسيب نفسه للبحر و موجه.
(ثم اكملت بتوضيح) عاصم كان خاېف على سارة انها ټندم اكتر من خوفه على نفسه من جرحها ليه.. صدقني عاصم بيحبها اوي.. انت بس اديله فرصه.. و بعدين كفاية عمو جميل و اللي عامله فيه.
آسر(ضحك بتسلية): هههههههه.. عمك جميل لو يطول يطبق في زمارة رقبته هايعملها..(تنهد ثم امسك بيدها) حاضر يا ستي.. هاخف عليه.. بس بشرط تقوليلي واحدة حبيبي تاني.
هدى(بدهشة): إيه دة و انا امتى قولت حبيبي؟
آسر: لسة حالا.. و ماتنكريش.. 
هدى(تلعثمت بخجل): إيه دة لا.. لا طبعا ماحصلش..
آسر(بإصرار): لا حصل.
هدى(بعناد كاذب): ماحصلش..
آسر: طيب ماحصلش.. بس عشان خاطري عايز اسمعها تاني.
هدى(بخجل): آسر بقى.
آسر: إيه بقى.. كتير عليا واحدة حبيبي.. واحدة بس..
هدى: لا اتكسف..
آسر: تتكسفي من إيه بس؟؟ من واحدة حبيبي؟ اومال لو قولتلك هاتي بوسة هاتقولي إيه؟
هدى: لا و النبي بلاش دي.. اخر مرة ساعة كتب الكتاب و طلبتها مني و اديك شوفت اللي حصل.
آسر: على رأيك.. دي كانت بوسة نحس و حاسس ان عين الواد أمير كانت راشقة فيها.. طيب بصي هاقولك حاجة.. هاغمض عيني(و اغمضهما بالفعل) اهو يا ستي.. قولي اي واحدة حبيبي بقى.. واحدة بس.. عشان خاطري.
هدى(بتردد و خجل): حبيبي.
آسر(فتح عينيه و نظر لها بحب): دة انت اللي حبيبي و النعمة..

و ظل يتغزل بها و قضيا وقتاً ممتعاً يملؤه الحب و الغرام...

===================================

أما عاصم و سارة فقد تركا المطعم و وصلا إلى الشركة التي ظنتها سارة مجرد شقة في إحدى البنايات و لكنها تفاجئت بأن الشركة عبارة عن مبناً كبيراً يضم عشرات الموظفين و العاملين فوقفت مندهشة قليلاً.. فشألها عاصم بإستفسار...

عاصم: إيه مالك واقفة كدة ليه؟
سارة: إيه يابني كل دة؟
عاصم: ايه؟؟
سارة: هي دي الشركة بتاعتك.. ماكنتش فاكرة انها كبير كدة.. 
عاصم(تصنع الخۏف): انتي بتنقي ولا ايه؟؟ دي شركتي.. يعني شركة جوزك مايجوزش عليها النق.. ها؟
سارة(ولازالت على دهشتها): أكيد ماقصدش اقر ولا انق عليك.. بس انا اصلي كنت فاكراها شقة في عمارة فيها 3 أو 4 موظفين بس.. لكن دة الموضوع طلع كبير.. هي دي بقى فكرتك عن الشركات الصغير؟
عاصم: انا ماقولتش انها صغيرة.. انا قولت انها بدأت صغيرة لكن دلوقتي الحمد لله زي ما انتي شايفة.. تعالي بقى اوريهالك من جوة..

و امسك بيدها و دخل وسط اندهاش الموظفين.. فهم يعرفون هدى شقيقته و تلك ليست هي.. فمن هي يا ترى.. و للأسف قد لفت نظره بعض الهمهات المزعجة التي جعلته يشعر بالڠضب و الغيظ..
ظل يتلقى تحية الصباح من الجميع و لكن غضبه منعه من الرد.. حتى وصل إلى مكتبه.. لتتفاجئ سارة بفتاتين تجلسان على مكتبين أمام باب مكتبه.. ملابسهما ليست ڤاضحة و لكنها ملفتة.. شكلهما العام جميل و ليس مبتذل و لكن نظرات التعجب و الاحتقار التي كن يرمقوهمها بها كانت تبوح بالكثير من التساؤلات...

عاصم: صباح الخير.
الفتاتان: صباح النور يا فندم.
چيلان: اجيب لحضرتك الورق؟
عاصم: لا مش دلوقتي.
چيلان: بس حضرتك كنت بتقول انك مستعجل.
عاصم(بحزم): خلاص يا چيلان مش دلوقتي قولتلك.. هاتيلنا 2 عصير فريش .
چيلان: حاضر يافندم.

تركهما و سحب سارة من يدها و دخل الى مكتبه ثم اقتربت منها حنين الموظفة الاخرى و سألتها بإهتمام...

حنين: مين اللي معاه دي؟؟ 
چيلان: مش عارفة.
حنين: اخته؟!! اللي هي شريكته يعني؟؟
چيلان: لا مش اخته.. انا عارفة اخته..
حنين: اوعي تكون خطيبته ولا حبيبته..
چيلان: ماعتقدش لأنه مابيفكرش في الموضوع دة.. و حتى لو هو فكر.. هي هاتفكر فيه ليه؟؟
حنين: فلوسه يابنتي.. فلوسه تخلي الۏحش حلو.
چيلان: تفتكري؟؟
حنين: طبعا: اومال هاتتجوز واحد زيه ليه؟؟
چيلان: طيب بقولك إيه اطلبيلهم العصير و انا هادخلهم و اعرف كل حاجة.

وفي داخل مكتب عاصم...

دخل هو و اغلق الباب خلفه پعنف و وقف غاضباً يحاول ان يتمالك غضبه بصعوبة فسألته هي بعد ثواني قليلة بهدوء ظاهري..

سارة: مالك يا عاصم.. متعصب ليه كدة؟؟
عاصم: يعني مانتيش عارفة.. ماسمعتيهمش بيقولو ايه؟؟
سارة(بجهل و تعجب): لا ماسمعتش.. إيه اللي حصل؟
عاصم(بعصبية كبيرة): شوفتي كانو بيبصولنا ازاي.. سمعتي كانو بيقولو إيه.. دي زي القمر واخداه على إيه.. مالقيتش غيره.. دي احلى منه مليون مرة.
سارة(ببرود): طيب ما انا فعلا احلى منك مليون مرة..
عاصم: سارة انا مابهزرش..
سارة: ولا انا على فكرة..
عاصم(تعصب من برودها): يوووووووه بقى.. قولتلك ان دة هايحصل.. قولتلك.. قولتلك هايستكتروكي عليا.. قولتلك هايبوصولنا ازاي.. قولتلك كل دة.
سارة(بدأت نبرتها تحتد): قولتلي إيه.. ما يقولو اللي يقولوه... ولا يولعو بجاز حتى.
عاصم(پغضب): لا طبعا.. انا كلامهم دة هو اللي كان مخوفني.. كلامهم دة هو اللي هايخليكي ټندمي.. هو اللي هايوجعني و يقلق راحتك..
سارة(بانفعال و صوت عال): يعني انت سمعت كلامهم دة بس و ماسمعتهمش و هما بيقولو عليا حرباية و داخلة على طمع. 
عاصم: إيه هو دة.. لا ماحدش قال كدة.
سارة: لا قالو.. و بعدين يعني انت عايز إيه دلوقتي؟؟ها.. عايزني اعمل إيه.. اطلع برة انا و انت دلوقتي و ارزعك بوسة شفايف عشان يصدقو اني بحبك بجد و مش متجوزاك عشان فلوسك زي ما قالوا..
عاصم(تعجب مما قالت): إيه.. بتقولي إيه انتي؟
سارة: ايوة.. مش دة اللي هما قالوه و اللي انت سمعته.
عاصم: لا مش دة.. و وبعدين مين اللي قال الكلام دة.
سارة(پغضب): الخنفستين اللي برة هما اللي كانو بيقولو كدة.. انا سمعتهم بوداني.
عاصم: خنفستين مين؟؟
سارة(بنفس صوتها العالي و الذي ڤضح غيرتها عليه): السكرتيرة و مديرة المكتب.. الزفتيتين اللي انت مقعدهملي قدامك ليل نهار...
عاصم: ليل نهار إيه انتي كمان.. دة انا باجي الشركة دي مرة كل شهر..
سارة: مش شغلي والله.. انت تمشيهم من هنا خالص و تجيب مكانهم رجالة بس...
عاصم(بانفعال): و انتي بتزعقي ليه دلوقتي.
سارة(حاوطت خصرها و قالت بتحدي): و الله انا حرة.. شركة جوزي و مكتب جوزي اعمل فيه اللي انا عايزاه..

كانت نظرتها متحدية للغاية و لكن معناها جعل نظرته تلين خاصة عندما قالت هي "جوزي" و قال بهدوء...

عاصم(بإبتسامة حب و مكر خلابة): بس أحنا لسة ماتجوزناش..
سارة( اقتربت منه و امسكته من ياقة قميصه بټهديد حبيبة غيورة): لا ما هو موضوع جوازنا دة مفروغ منه خلاص.. مجرد مسألة وقت.. تحصيل حاصل يعني.. انا هاتجوزك يعني هاتجوزك و ڠصب عنك.. و إذا كان عاجبك كمان يا ابن الحاج عبده..
عاصم(اقترب منها اكثر و حاصرها بسعادة عندما استشعر غيرتها): طب ماتزقيش طيب عشان بخاف.. 
سارة: عاجبك ولا لا.
عاصم: عاجبني طبعا ياستي و عاجبني جدا جدا كمان.. هو انا قلتلك اني بحبك النهاردة.
سارة(تدللت في حضنه برقة): تؤ.. ولا مرة واحدة.
عاصم: اخس عليا.. طيب هي الساعة كام..
سارة(نظرت لساعة يدها): 11.
عاصم: يا خبر.. يعني ليكي عندي 11 بحبك.. صح؟
سارة(هزت راسها مهمهمة): اممممم.
عاصم: طيب عايزاهم فرط ولا جملة.
سارة(بعدم فهم): يعني ايه؟
عاصم: مش كنتي سألتيني لما نكون نايمين هاعمل ايه و ازاي هاقولك بحبك كل ساعة؟؟
سارة: ايوة.
عاصم: هاقولهملك جملة مش فرط.
سارة(ابتسمت لمكره و ابداعه في حبها): مش فاهمة برضه.. يعني إيه ؟
عاصم: شوفي يا ستي انا افهمك.. لو فرط هاطلع صوابعك الحلوة دي و افضل اعد عليهم و نقول...(و مسك يدها و بدأ العد على أصابعها)
1 بحبك
2 بحبك
3 بحبك

ثم تصنع الملل...

عاصم: بس انا بصراحة مش فاضي و ورايا شغل كتير لازم يخلص حالا زي ما انتي شايفة.
سارة(ابتسمت بحب لما يفعله و دلاله لها): طيب و دي نحلها ازاي بقى.
عاصم: مافيش بقى قدامنا غير ان أحنا نتعامل بالجملة.
سارة: و دي تبقى ازاي بقى؟
عاصم: يبقى كدة...

و اقترب منها بهدوء و التحمت شفتيه بخاصتها ليتذوق شهدهما لأول مرة و لو انه تمنى تلك اللحظة منذ زمن بعيد جدا.. تقريبا منذ أن شعر بقلبه يرفرف لها اول مرة..
و قد كانت هي ذائبة بين يديه الحنونتين و كان هو يروي عطشه و كأنها كانت اول قبلة له..
و لكنها بالفعل قد كانت.. فعلاقته بعبير لم تكن سوى علاقة زوجية يمكن ان تحدث بين اي زوجين.. لم يكن بينهما اي حب ولا مشاعر حنونة.. و لكنه لم يتمنى قرب عبير قط.. لم يشتاقها ان غابت عنه.. 
و لكن سارة تستحوذ على كل كيانه بمجرد تواجدها في نفس المكان معه... يشتاقها حد المۏت ان غابت عنه لثانية واحدة.. 
ظل مستمتعاً بقربها و هي متململة في حضڼ احتوائه لها حتى قطع تلك اللحظة المچنونة إحدى الموظفتين او "الخنفستين" كما دعتهما سارة.. قطع قبلتهما و اختبئت هي في حضنه و لم يبتعد عنها بالطبع.. ليقول پغضب...

عاصم: إيه دة.. في حد يدخل كدة... مش في باب للمكتب دة تخبطي عليه.
چيلان: اسفة يافندم.. أحنا متعودين ندخل على حضرتك عادي من غير ما نخبط..

رفعت سارة رأسها من حضنه بغتة لتنظر له بعيون غيورة و مخيفة بل و غاضبة أيضاً حتى انها أخافته قليلاً فسألها بتوجس..

عاصم: إيه مالك؟ بتبصيلي كدة ليه؟
سارة: بتدخل عليك عادي من غير ما تخبط.. دة اللي هو ازاي دة بقى إن شاء الله؟؟
عاصم(لسارة): ماحصلش والله اول مرة.. (لچيلان) و انتي يا أنسة.. طول عمرك بتخبطي قبل ما تدخلي إيه اللي بتقوليه دة.. اللي حصل دة ما يتكررش تاني..
چيلان: حاضر يافندم.. انا اسفة.. بس دة الورق اللي حضرتك المفروض تشوفه.. تحب اجيبهولك وقت تاني.. او لما الانسة تمشي.
سارة(همست و لكن وصل همسها لأذن عاصم): هاقتلها... صدقني هاقتلها.. أصلا يجوز نحرها عادي و مش هاخد فيها نص ساعة سجن حتى..
عاصم(كاتماً ضحكته بصعوبة على غيرة سارة القاټلة): احمم.. لا خليهم هنا دلوقتي و انا هاشوفهم بعدين.
چيلان: حاضر يافندم.. عن إذن حضرتك.
سارة: استني يا... اسمك إيه بتنجان باين؟؟

كتم عاصم ضحكته بصعوبة و لكن لاحظتها چيلان.. فتماسكت هي أيضاً بصعوبة بالغة و قالت...

چيلان(پغضب مكتوم): چيلان يافندم اسمي چيلان..
سارة: مش مهم..(لعبت في ازرار قميصه بدلال مغري) فين يا حبيبي دعاوي الفرح.. 
عاصم(بدون فهم): ليه؟
سارة: حالا هاتعرف.
عاصم: مش عارف.. فين يا چيلان الطرد اللي وصل من شركة الدعايا.
چيلان(بدلال مبتزل): هناك جنب المكتب يافندم.. تحب اجيبه لحضرتك.
سارة(بسماجة): لا يا حبيبتي شكرا.. ماتتعبيش نفسك انا هاجيبه.

اتجهت سارة نحو المكتب فتحت الطرد و تناولت دعوتين و اقتربت لتقف امام چيلان بكبرياء...

سارة: اتفضلي.
چيلان: إيه دول حضرتك؟؟ 
سارة: دول دعوتين.. واحدة ليكي و واحدة لصاحبتك اللي قاعدة معاكي برة..
چيلان: دعوة إيه دي يافندم..
سارة(اتجهت لتقف بين ذراعيه ثانيةً): دي دعوة فرحنا انا و عاصم.. لازم تيجو.. هازعل اوي لو ماجيتوش.
چيلان(پصدمة من طيران صيد سهل كعاصم من بين يديها): جوازكم؟
سارة: ايوة جوازنا.. فيها حاجة دي؟
چيلان: لا يافندم طبعا.
سارة: طيب هاستناكو بقى.
چيلان: أكيد طبعا يافندم هانيجي.. الف مبروك.
سارة(تصنعت الصدمة و نظرت لعاصم): اوبس... شوفت بقى يا حبيبي ازاي نسيت.
عاصم(مجارياً لها): نسيتي إيه يا روحي.
سارة: ان الفرح مش هايبقى هنا..(ثم نظرت لها بتشفي) اصل الفرح هايبقى في الصعيد في بلد عاصم هناك في سوهاج.. و أكيد مش هاتقدرو تيجو..

ثم اتجهت لټخطف الدعوتين من بين يديها بسرعة و قالت بسخرية و شماتة...

سارة: خلاص بقى مش مهم تحضرو..
چيلان(بغل مكتوم): على العموم الف مبروك يافندم عن إذنكم..

خرجت چيلان و كادت ان تُخرج دخاناً من اذنيها و ما ان اغلقت الباب حتى اڼفجر عاصم ضاحكاً على مشاغبة تلك الشقية التي نظرت له پغضب و هي تضع يديها في خصرها .

سارة: و كمان ليك عين تضحك؟
عاصم: هههههههه.. اعمل إيه بس.. اول مرة اشوف ضوافرك اللي بتخربش دي.. و بصراحة عجبتيني اوي.
سارة: يا سلام ياخويا.. إيه عاجبك اوي مياصتها دي؟
عاصم: و انا برضه يعجبني غيرك انت يا قمر.
سارة(بنفس ڠضبها): بلا قمر بلا هباب بقى.. مش فالح بس غير في دور الاكتئاب اللي كنت مطلعه عليا...
(و هي تقلده) مافيش واحدة ترضى بيا.. مين اللي هاتتجوزني و انا شكلي كدة..
(ثم عادت لڠضبها) و اتاريك مدورها هنا من ورايا و محطم قلوب العذارى يا كزانوڤا عصرك و اوانك انت..
عاصم: ههههههههههه.

اقترب هو منها و لم تفارقه ضحكته الرزينة الرنانة الجذابة و حاصر خصرها بذراعيه القويتين و حاولت هي التملص منه و لكنه لم يدعها...

سارة: اوعى كدة؟؟
عاصم: ليه بس؟
سارة: ماتكلمنيش.. انا مخصماك و مش بكلمك.. يا كداب.
عاصم: ماهو انا يمكن كنت بتلكك.
سارة: يا سلام ياخويا.. يعني إيه؟؟
عاصم: يمكن انا اللي عيني ماشافتش غيرك.. قلبي ماحسش بحد غيرك و لا سمع صوت غير صوتك.. ماكنتش واخد بالي من اي واحدة ست.. لحد ماجيتي انتي و كسرتي بوابة قلبي و قعدتي فيه..
سارة(و بدأت تلين لحبه): يا سلام ياخويا..
عاصم: عندك شك؟؟
سارة(نظرت له بحب و هي تلعب دور الڠضب): تؤ.
عاصم: طيب كنا بنقول إيه بقى قبل ما تيجي چيلان و تقاطعنا..
سارة(و عادت لڠضبها و قالت بغيظ): كنا بنقول ان اسمها مايجيش على لسانك خالص بدل ما اقطعهولك حتت صغنتتة نونو نونو.. بس ها..
عاصم(تصنع الصدمة): يا خبر.. نونو نونو؟ و اهون عليكي؟
سارة: ايوة.. انت ماتقولش اسمها تاني ولا اسم اي واحدة غيرها يجي على لسانك أبداً.. فاهم..
عاصم(بعشق صافي): اومال اسم مين اللي يجي؟؟
سارة(بدلال): شوف انت بقى..
عاصم(تصنع التفكير): اممم.. اسم سارة مثلا..
سارة: مثلا..
عاصم؛ طيب و انا اسمي إيه؟؟
سارة: برضه مايجيش على لسان واحدة غيري..
عاصم: طيب ما تسمعيهولي كدة..
سارة(ابتسمت بسعادة): عا...

و ابتلع باقي اسمه داخل قبلته الڼارية التي عصفت بجوارحه قبل ان تتحول لقبلة رقيقة تذيب قلب تلك المسكينة العاشقة....


تكملة الرواية من هنا


بداية الرواية من أولها هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close