expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية غرام المغرور الفصل الرابع والخامس والسادس والسابع بقلم نسمه مالك حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية غرام المغرور الفصل الرابع والخامس والسادس والسابع بقلم نسمه مالك حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية غرام المغرور الفصل الرابع والخامس والسادس والسابع بقلم نسمه مالك حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

البارت ال4..

جرئ!!..

"أنت بتخرف بتقول ايه يا جدع انت؟!".. 

قالها "تامر" بغضب عارم ، وهو يقبض على عنق إحدي رجال "سيد شعلان".. 


دفعه الرجل بعيداً عنه بعنف، وتحدث بلا مبالاه قائلاً.. 

"وانا مالي يا عم تامر أنا بقولك شوفت مرات أخوك بعيني، والباشا فارس الدمنهوري شيلها على ايده وركبها عربيته، وجيت أقولك علشان انت ابن منطقتي، وميصحش أشوفك بقرون لامؤاخذه.. تقوم انت سايب المعزه السايبه اللي عندكم وتمسك فيا انا؟!".. 


انهال عليه "تامر" بلكمات عنيفه متتاليه، وبثقه تحدث قائلاً..

"مرات أخويا أشرف من الشرف يا ابن ال***"..


أسرع الماره بالطريق بابعادهم عن بعضهما.. ليصرخ الرجل بغيظ شديد قائلاً..

" لو مش مصدقني روح شوفها بنفسك في قصر الدمنهوري.. أكيد هيخدها على هناك زي كل مره.. وساعتها هتعرف انها خلصت من أخوك علشان تعرف تاخد راحتها مع صاحب الشركه"..


تعمد رفع صوته بكلماته السامه حتي يتسبب بفضيحه على الملأ.. 

رمقه "تامر" بنظره حارقه، وركض مسرعاً نحو منزل زوجة شقيقه.. كانت ملامحه لا تبشر بالخير وكأن شياطين الأرض تملكت منه وتدفعه بقوه لارتكاب جريمة قتل .. أقسم ان رأي" إسراء" الآن لن يتركها إلا وهي جثه هامده لا محاله..


وصل للمنزل وخطي مندفعاً نحو الداخل.. لتقابله زوجته

"إيمان" التي شهقت بعنف فور رؤيته بهذا الشكل، وتملك الفزع من قلبها حين رأته يصعد الدرج كل درجتين معاً متجه نحو شقة صديقتها الغاليه التي تعبترها بمثابة شقيقتها..


ركضت خلفه،وهي تردد اسمه بلهفه قائله.. 

"تامر.. استني رايح فين بس؟!".. 


كانت "إلهام" تداعب حفيدتها، وتحتضنها بحب شديد متمتمه.. 

"قلب ستك، ونن عينها يا ضنايا".. 

قبلتها مرات متتاليه.. 

"نسخه من أمك وهي صغيره يا إسراء.. سبحان الخالق المبدع.. ربنا يحفظك انتي وهي يا حبيبتي،ويرزقك يا إسراء يابنتي بفرحه قريبه تعوضك عن تعبك وحزن قلبك؟!".. 


انتفضت بهلع وبكت الصغيره بخوف حين اقتحم "تامر" الباب الخشبي المتهالك، واندفع للداخل، وهو يصرخ قائلاً.. 

"انتي فين يا مرات أخويا.. أنتي فين يا بنت الأصول ؟! "..


"أهدي يا تامر.. مينفعش اللي بتعمله دا".. 

هتفت بها" إيمان" ببكاء، وهي تمسك ذراعه تسحبه نحو الخارج.. 


دفعها بعنف بعيداً عنه.. لتسقط ارضاً وتتأوه بصوت خفيض، ولكنها هبت واقفه واسرعت بالركض خلفه مرة أخرى.. 


اندفع هو لداخل الغرفه الوحيده الجالسه بها "إلهام"، ووقف أمامها مباشرة وتحدث بأنفاس متهدجه تدل على شدة غضبه.. 

"بنتك فين يا إلهام؟".. 


نظرت له "إلهام" بذهول، وتحدثت بخوف من هيئته قائله.. 

"في ايه يا تامر يا ابني.. عايز ايه من إسراء؟!".. 


مال "تامر" عليها قليلاً، وصرخ بوجهها فجأه قائلاً .. 

"انا مش ابنك.. انتي واحده متعرفيش تربي،وردي عليا قوليلي فين بنتك الصايعه اللي مرافقه صاحب الشركة وقتلت أخويا علشان يخللها الجو معاه يا إلهام؟!".. 


لطمت "إيمان" وجنتيها وازدات نشيجها، وهي تستمع لحديث زوجها اللازع.. 


بينما اشتعلت أعين "إلهام" بالغضب، وضمة حفيدتها بيد، ودفعته بيدها الأخرى بكتفه بكل قوتها مردده بصراخ هي الأخرى.. 

" أخرس يا قليل الأدب.. قطع لسانك.. انا بنتي متربيه احسن تربيه، وصاينه شرف أخوك وهو في قبره، ويله اطلع بره من هنا.. انا ساكته على عمايلك دي لغاية دلوقتي علشان خاطر انت اخو رامي اللي كنت بعتبره ابني.. لكن توصل انك تتهجم عليا بالمنظر دا وتغلط في بنتي.. يبقي تطلع بره بدل ما ألم عليك الناس واعملك محضر في القسم كمان".. 


أبتسم لها "تامر" ابتسامة مصطنعه، وتحدث بهدوء مخيف قائلاً.. 

" عندك حق.. بنتك وانتي أدري بيها وبتربيتها".. 

توجه بنظره للصغيره التي تختبئ بخوف داخل حضن جدتها، ومد يده جذبها منها بالقوه غير عابئ لصرختها، وصرخات "إلهام" تردد بنبرة متوسله.. 

"سيب البت يا تامر.. حرام عليك.. سيب البت هتكسر ايديها".. 


"بنت أخويا.. لحمي،وانا أولى بيها، وبنتك اللي مرمغت شرف أخويا في الطين، والله ما هسبها".. 

قالها وهو يسير بالصغيره نحو الخارج بعدما تمكن من أخذها من جدتها بصعوبه.. 


اقتربت" إيمان" بلهفه تساند "إلهام" التي أوشكت علي السقوط من أعلى الفراش وساعدتها على الاعتدال بجلستها وهي تقول بنحيب.. 

" حقك عليا أنا يا خالتي، واهدي ونبي وانا هجبلك إسراء لما تامر يهدي".. 


ضربت "إلهام" بكلتا يدها على صدرها مردده ببكاء حاد.. 

"خد البت يا إيمان.. خد مني البت.. أقول لامها ايه لما ترجع.. يا حرقة قلبك يابنتي اللي مش عايزه تهدي، ولا تنطفي".. 


رفعت عينيها الباكيه للسماء وصرخت بحرقه من صميم قلبها.. 

" ظلموا بنتي ياااارب.. اتهموها في شرفها، وبنتي عفيفه، وانت عالم بيها ياارب.. اااه يا إسراء.. أنتي فين يا ضنايا".. 

...................................... 

.. داخل قصر الدمنهوري.. 


صف "فارس" سيارته، وهبط منها حامل بين يديه "إسراء" الغائبه عن الوعي..

سار بها بخطي مسرعه نحو الداخل.. لتقابله امرأه بأواخر عقدها الرابع.. ذات وقار وهيبه شديده..


عقدت حاجبيها ورمقته بنظره مندهشه مردده..

"فارس..ايه اللي بيحصل دا؟!"..

وجهت نظرها ل "إسراء" وتابعت بفضول..

"ومين دي؟!"..


"هقولك يا عمتي..بس قوليلي الدكتوره اللي بعتها على هنا وصلت، ولا لسه؟"..

قالها "فارس" وهو يصعد بها الدرج وعينيه مثبته على ملامح "إسراء" الفاتنه رغم شحوب وجهها..


"اسمي ديجا يا ولد أنت فاهم، واياك تقول عمتي دي تاني".. 

قالتها "خديجه" بغيظ، وهي تصطك على أسنانها.. 

وصعدت خلفه الدرج بلهفه، وفضول شديد.. 


"انا هنا يا فارس باشا"..

أردفت بها الطبيبه، وهي تنتفض واقفه، وتركض بهروله خلف "فارس" الذي تحدث بأمر..

"تعالي ورايا بسرعه"..


انتقي غرفه تقع جوار غرفته الخاصه، وسار بها لداخلها..اقترب من الفراش، ووضعها بحرص وهو يتأملها بنظره إعجاب واضحه.. لكنه اخفاها سريعاً.. 


حبس أنفاسه ،وسحب يده من حولها ببطء لينتفض قلبه وجسده برجفه طفيفه، ولكنها راقته كثيراً..

اعتدل واقفاً يهندم ثيابه بهنجعيه، وقد عادت ملامحها الصارمه، وتحدث بنفاذ صبر موجهاً حديثه للطبيبه التي تنظر له بنبهار، وهيام.. 

"ما تشوفي شغلك يا ماما!!".. 


تنحنحت الطبيبه بحرج، واقتربت من "إسراء" وبدأت تفحصها بدقه تحت أنظار "فارس" الجامده، ونظرات "خديجه" له العابثه حين شعرت بقلقه الذي يجاهد بأخفاءه.. 


بدأت الطبيبه تبعد عن "إسراء" حجابها ليظهر خصلات شعرها الحريريه بلونهم الكستنائي الساحر، وهمت بخلع عبائتها.. 

لتسرع "خديجه" نحو "فارس" بخطوات هادئه، وسحبته من يده نحو الخارج متمتمه بخجل.. 

"استني بره يا ولد يا فارس يا نوتي"..


رفع حاجبيه بدهشه مردداً كلمتها..

"نوتي؟!"..

أشار على جسده مفتول العضلات مكملاً..

"كل دا ونوتي إزاي يا عمتي؟!"..


"اممممم"..دمدمت بها "خديجه" بتحذير.. لتتعالي ضحكات "فارس" وأشار لها أن تهدأ وهو يقول..

"طيب خلاص متزعليش يا ديجا، وادخلي للبنت اللي جوه دي، ولا ادخلها انا"..


لكزته بقبضة يدها بكتفه برفق، وعادت لداخل الغرفه،وهي تقول قبل أن تغلق الباب..

"يا سلام على الانسانيه.. يا سلام على الشهامه اللي نزلت عليك.. بس انا فهماك كويس يا ابن أخويا، وعارفه انك هتموت وتشوف البنت لابسه أيه تحت هدومها".. 


" دي حقيقه فعلاً".. قالها "فارس" بابتسامة لعوب..

 لتتورد وجنتي "خديجه" بحمرة الخجل، وبغضب مصطنع قالت.. 

"مافيش فايده فيك..خليك انت هنا وانا هفضل معاها، وإياك تدخل يا فارس.. خليك مؤدب مره واحده، ولما اخرجلك هتحكيلي كل حاجه بالتفصيل.. فاهم"..


أنهت جملتها واغلقت الباب بوجهه.. جعلته يعض شفتيه السفليه بغيظ مغمغماً..

"ماشي يا عمتييييي"..


مسح على جبهته صعوداً بشعره كاد ان يقتلعه من جذوره من شدة غيظه محدثا نفسه..

"مؤدب إزاي بس يا ديجا بعد ما شوفت بيجامتها الروز اللي طيرت عقلي المره اللي فاتت"..


تراقصت ابتسامة ماكره على محياه الوسيمه مكملاً..

"ياتري لابسه لون أيه المرادي تحت عبايتك اللي تجنن دي يا إسراء؟!"..


رفع إحدي حاجبيه، وهم بفتح باب الغرفه وهو يقول..

"وانا هحير نفسي ليه.. انا هدخل أعين بنفسي"..

اوقفه رنين هاتفه.. فأخذ نفس عميق، وضغط زر الفتح وتحدث بصرامته المعهوده قائلاً..

"ايه الأخبار؟!"..


اجابه الطرف الأخر على الفور..

" كل اللي قولته حصل فعلاً بالحرف يا فارس باشا.. رجالة سيد وصلوا ل تامر أخو رامي وبلغوه بوجود مرات أخوه في القصر عند سيادتك.. بقي زي المجنون، وطلع على بيت مرات أخوه خد البنت الصغيره واحنا وراه دلوقتي.. شكله جاي عند سيادتك في القصر"..


ساد الصمت لبرهه.. قطعه "فارس" بتساؤل..

"وجدة البنت فين دلوقتي، وإزاي سبته ياخد البنت بالسهوله دي؟"..


"احنا عرفنا ان جدتها قعيده،وللأسف سمعنا صوتها وهي بتصرخ وبتنادي عليه زي المجنونه"..


أطبق "فارس" جفنيه بعنف، وتحدث بأمر قائلاً..

" ابعت عربيه تجيب جدتها على القصر هنا حالاً، وخليكم ورا تامر دا، وبلغوني بكل جديد"..


" تحت أمرك يافندم"..


أغلق هاتفه، وهم بفتح الباب مره أخرى.. لتسبقه "خديجه" التي فتحت الباب، وتحدثت بفزع وخوف ظاهر على ملامحها..

"فارس الحق البنت حالتها صعبه أوي و؟"..


لم ينتظر لسماع باقي جملتها، واندفع نحو الداخل دون أرادته حتي أصبح بجوار "إسراء" على الفراش التي بدأت تتشنج بقوه،وتصطك على أسنانها بعنف، وعينيها زائغه..


أسرع بأحتوائها داخل ذراعيه كمحاوله منه لتهدائتها، ونظر للطبيبه نظره ارتعد قلبها منها، وهو يقول بصوت عالِ للغايه.. 

"ايه اللي بيحصلها دا انطقي"..


اجابته الطبيبه بصوت مرتجف..

"درجة حرارتها عاليه جداً بسبب التهاب شديد في جرح ايديها، ولازم ننزل الحرارة بحمام ميه بارد حالاً"..


بلحظه كان حملها "فارس" بين يديه للمره الثانيه.. وخطي بها لحمام الغرفه.. أحكم يده حول خصرها، واوقفها على قدميه، وفتح صنبور المياه بيده الأخرى.. لتنهمر المياه البارده فوقهما جعلتها تشهق بقوه، وتنكمش داخل حضنه متمسكه بثيابه بكلتا يدها، وجسدها بدأ يهدأ قليلاً، وتهاوت بين يديه..


حاوطها بذراعيه سريعاً.. رأسها تتوسط عنقه، وانفاسها الساخنه تلفح بشرته تجعله يغلق عينيه بستمتاع متمتماً..

"طلعتيلي منين"..


"رامي".. 

همست بها بصوت يكاد يسمع، وهي تحاوط عنقه بوهن، وتتأوه بتعب شديد،وبدأت تبكي بضعف وتهذي بكلمات اعتصرت قلبه حين قالت..

"متسبنيش.. خدني من الدنيا دي.. انا تعبت"..


"مش هسيبك"..

همس بها داخل أذنها وهو يزيد من ضمها بقوه داخل صدره..

...................................

بمكان أخر..


"سيد بيه الواد اخو رامي واخد بنته وطالع على قصر الدمنهوري"..

قالها إحدي رجاله بخوف شديد.. 

ليصرخ "سيد" بأمر قائلاً.. 

"أوعى يدخل بالبنت الصغيره القصر.. لازم تفضل بره.. دي اللي هتجيب رقبة أمها تحت رجلينا"..


"يعني نعمل ايه يا بيه؟!".. 


اجابه "سيد" بشيطانيه.. 

" امنعه يوصل بيها للقصر بأي طريقه،هدده.. خوفه.. اضرب عليه نار.. المهم البنت تفضل بره سطوة الدمنهوري.. علشان طول ما هي بره أمها هتخرج وتبقي عايزه تشوفها، وساعتها تجبلي خبرها".. 


البارت ال5..

غرام المغرور..

✍️نسمه مالك✍️..


..داخل قصر الدمنهوري.. 


بعد مرور عدة دقائق أغلق "فارس" المياه البارده التي تنهمر بغزاره عليه هو و "إسراء" التي بحاله يرثي لها بين يديه.. 


قام بجذب منشفه كبيره ولفها بها بأحكام، لتسرع "خديجه" الواقفه تنظر بشفقه ل "إسراء" التي تجاهد لفتح عينيها، ولكن شدة تعبها لم تسعفها.. 


جلبت منشفه أخرى صغيره ووضعتها على شعرها، وحملها "فارس" بين يديه، وسار بها للخارج بخطوات حذره خلفه "خديجه" تتحدث ببكاء ونبره راجيه.. 

"على مهلك عليها يا فارس.. البنت شكلها بتموت ولا أيه؟!".. 


جملتها جعلت قلبه ينتفض بفزع لا يعلم سببه، وشدد من ضمها لصدره مغمغماً بهدوء مصطنع.. 

"أهدي يا ديجا.. أول ما حرارتها تنزل هتبقي كويسه".. 


جلس بها على الفراش، ووضعها بحرص عليه ودثرها جيداً بالغطاء مكملاً بنبرة تهديد.. 

" مش كده يا دكتوره".. 


"احححم انا هعمل كل جهدي، وإن شاء الله هتبقي كويسه  جداً يا فارس باشا".. 

أردفت بها الطبيه وهي تقوم بتعبئة وتجهيز بعض الحقن والمحاليل الطبيه، وبعمليه تابعت.. 

"بس لازم نغير لها الأول هدومها المبلوله دي قبل ما اعلقلها المحلول، والأفضل لو ننقلها المستشفى؟!".. 


"هجبلك المستشفى لحد هنا، بس هي مش هتخرج من القصر".. 

قالها" فارس"، وهو يعدل وضع "إسراء"، وهم بخلع المنشفه عنها.. لتشهق "خديجه" بعنف، وتركض نحوه امسكت يده وهي تقول بدهشه.. 

" أنت بتعمل أيه يا ولد؟!".. 


اجابها "فارس" ببرود.. 

"هقلعها الهدوم المبلوله!!".. 

"أنت ليه مصر تحسسني إني مربتكش فستو ثانيه يا فارس؟!".. 

قالتها "خديجه" ببكاء مصطنع، وهي تسحبه من يده بقوه حتي هب واقفاً ودفعته لخارج الغرفه مكمله بأمر.. 

"اتفضل على اوضتك غير هدومك أنت كمان، وانا هجبلها هدوم من عندي، وهغيرلها".. 


على مضض سار معها للخارج.. بينما عينيه مثبته على تلك الجميله النائمه محدثا نفسه بنبهار.. 

" ساحره".. 


وجه نظره للطبيبه وتحدث بصرامه، وحده.. 

"خلي بالك منها، وكلمي المستشفى تبعتلك كل اللي تحتاجيه.. المهم عايز أشوفها كويسه بأسرع وقت.. مفهوم".. 


"مفهوم يا فارس باشا".. 


أغلقت "خديجه" باب الغرفه خلفهما، ونظرت ل "فارس" بابتسامه عابثه مردده.. 

"غير هدومك على ما أغير للبنت هدومها، وهجيلك علشان تفهمني أيه اللي بيحصل دا بالظبط يا فارس باشا".. 


أنهت جملتها، وربتت على كتفه برفق، وسارت نحو غرفتها بخطوات مسرعه.. 


نظر"فارس" لغرفة تلك من يدعوها بالساحره متمتماً بسره.. 

"ياتري لما تفوقي وتعرفي انك في بيت فارس الدمنهوري اللي كل الستات تتمني تعدي بس من قدامه هتعملي ايه؟! ".. 


ابتسم بمكر مكملاً.. 

"شكلنا هنتسلي، ونقضي وقت لذيذ سوا يا إسراء".. 

بدأ يفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر، وهو يسير نحو غرفته.. بل جناحه الخاص.. 

.........................................

.. بالقرب من قصر الدمنهوري.. 


يقف "تامر" حامل بيده "إسراء" الصغيره، ويتحدث بغضب بصوت خفيض حتي لا يزعجها قائلاً.. 

" أنت ماشي ورايا ولا ايه يا عماد؟!".. 


"يا جدع أنت قولتلك انت ابن منطقتي، وميهونش عليا اشوفك بضيع كل حاجه في لحظة غضب..انت لو روحت ببنت أخوك لقصر الدمنهوري هتتاخد منك، وهتبقي خسرت أخوك وبنته كمان.. عشان كده جريت وراك، وقولت انبهك للصح".. 

قالها "عماد" بخبث.. 


زحف القلق،والخوف لقلب "تامر"، وضم الصغيره لصدره بلهفه، ونظر ل "عماد" وقال بتهكم..

 "وايه هو بقي الصح اللي انت يا عماد هتنبهني ليه؟!".. 


جذبه "عماد" نحو التاكسي الخاص به، ودفعه للداخل برفق مكملاً بجديه.. 

"تعالي بس نقعد في العربيه خليني أفهمك".. 


تنهد "تامر" بنفاذ صبر مغمغماً.. 

" اخلص يا عم عماد في ام يومك دا مش فايق لرغيك".. 


"لما تسمعني هتعرف ان كلامي صح وهتشكرني".. 

أردف بها "عماد" بثقه وهو يستدير حول السياره وجلس بجواره بمقعد السائق، وتابع قائلاً بما املاه عليه ذلك الشيطان المسمي ب "سيد".. 

"دلوقتي انا قبل ما أجيلك شوفت رجاله فارس الدمنهوري وهما بياخدو ام مرات أخوك ورايحين بيها على القصر عند بنتها.. تقوم أنت رايحلهم برجلك بالبت الصغيره،وطبعاً أمها هتصرخ وتمسك في بنتها، وانت مش هتقدر تقف أدام فارس باشا دا".. 


ابتسم بنتصار حين لمح القلق، والخوف ظهر على وجه "تامر".. بدأ يقود سيارته مبتعداً عن محيط قصر الدمنهوري، وهو يقول.. 

" بنت أخوك أنت أولى بتربيتها، واطمن طول ما هي معاك يبقي هتجبلك أمها لغاية عندك، وساعتها هتعرف تاخد منها تار أخوك، وتريحه في نومته، وليك عليا هكلملك كل رجاله الحته، والسواقين حبايبي اللي يتمنو يخدموني وهنكون في ضهرك، ولو فارس دا فكر يبعت الحرس بتوعه علشان ياخد منك البت هتبقي عاركه هيطير فيها رقاب يا صاحبي".. 

........................................ 

.. داخل جناح فارس.. 


يقف أمام المرآه يمشط خصلات شعره الحريريه بعنايه.. امسك زجاجه عطره المفضل ذو الرائحه المثيره، ونثر منها الكثير،وهم بالخروج من الغرفه متجه نحو تلك الساحره، 


ولكن طرقات رقيقه على الباب يعلم هو صاحبتها جعلته ينفخ بضيق، ويقول بملل.. 

"ادخلي يا ديجا عارف انك مش هتسكتي غير لما تعرفي كل حاجه".. 


"بالظبط كده".. 

قالتها "خديجه" بعدما خطت للداخل، واغلقت الباب خلفها، وسارت نحو أقرب مقعد واضعه قدم فوق الأخرى وبأمر قالت.. 

"احكي حالاً".. 


تنهد "فارس" وهو يقول.. 

"قولتلك هحكيلك بس خلينا نطمن على إسراء الأول".. 


ضيقت عينيها، ورمقته بنظره متفحصه،وهي تقول.. 

" اطمن يا فارس.. إسراء أخدت الدوا اللازم وراحت في سابع نومه، والدكتوره جنبها، وقالت مش هتفوق قبل الصبح.. فتفضل احكي بالزوق وفهمني ايه اللي بيحصل.. علشان انا مش ابجوره في البيت دا".. 


أخذ "فارس" نفس عميق، وبدأ يخبرها بكافة شئ حتي انتهي.. 


" يعني "إسراء" دي للدرجاتي ساذجه علشان تقولهم انها عارفه عنهم كل حاجه، وانهم حرميه، وفاكره انهم هيسبوها في حالها بعد كلامها دا؟! ".. 

هتفت بها "خديجه" بذهول.. 


حرك" فارس" رأسه بيأس متمتماً.. 

"ما انا بقولك انا بحياتي مشوفتش بغبائها".. 

ابتسم بإعجاب، وتابع بعبث.. 

"غبيه بس تجنن"..


لكزته "خديجه" بكتفه، وبتساؤل قالت.. 

" طيب انت ليه ساكت على اللي اسمه سيد دا بعد ما عرفت حقيقته؟ ".. 


ظهر الغضب على وجه" فارس" وبتعقل شديد اجابها.. 

"سيد دا انا ممكن افعصه هو واللي وراه كلهم.. بس كده مش هعرف أوصل للراس الكبيره"..


عقدت "خديجه" حاجبيها قائله.. 

"مش فاهمه قصدك؟".. 


"فارس".. "يعني سيد دا مجرد ديل لتعبان كبير.. لو قطعته التعبان هيهرب وهيفضل عايش مش هيموت.. فدلوقتي انا ماسك ديل التعبان اللي هو سيد،وعن طريقه هوصل لراس التعبان، واقطعها من جذورها".. 


" ولحد ما توصل لراس التعبان "إسراء" هتفضل معانا هنا؟! ".. 

أردفت بها "خديجه" بدهشه.. ليدهشها" فارس" اكثر حين قال بابتسامه مصطنعه، وهو يحرك رأسه بالايجاب.. 

"هي ووالدتها وبنتها اللي جاين في الطريق".. 


همت "خديجة" بالرد عليه.. لكن طرقات على الباب وصدع صوت إحدي العاملين بالمنزل بإحترام قائلاً.. 

" فارس باشا رئيس الحرس عايز يقابل سيادتك، ومعاه واحده ست"..


هب "فارس" واقفاً، واتجه نحو الخارج وهو يقول.. 

"دي اكيد والدتة إسراء"..


" استني خدني معاك أرحب بيها.. دي مهما كان في بيتنا، وأكرام الضيف واجب".. 

قالتها "خديجة" وهي تسير بجواره لخارج الجناح.. 

........................... 

بردهة القصر.. 

دفع إحدي الحرس الكرسيي المتحرك التي تجلس عليه "إلهام" الباكيه بصمت.. 


" أهلاً وسهلاً يا مدام إلهام".. 

قالها" فارس" وهو يقترب منها بخطواته الرزينه الواثقه حتي توقف أمامها مباشره مكملاً.. 


"انا فارس الدمنهوري صاحب الشركه اللي جوز بنتك كان شغال فيها".. 


"بنتي.. هي فين بنتي.. دي خارجه تعبانه أوي اصبح، وانا قولتلها متخرجش مسمعتش كلامي، واديني مش عارفه هي فين دلوقتي".. 

قالتها "إلهام" ببكاء حاد..


لتقترب منها "خديجه"، وتربت على ظهرها بحنان قائله.. 

"متخفيش إسراء هنا معايا فوق".. 


نظرت لها "إلهام" وقالت بلهفه.. 

"بنتي هنا.. هي فين..هي كويسه.. حصلها حاجه.. ابوس ايدك وديني عندها.. عايزه اطمن عليها".. 


جلس" فارس" على أقرب مقعد وتحدث بتعقل قائلاً.. 

"مدام إلهام أهدي من فضلك، واطمني إسراء كويسه،وهتطلعي تشوفيها وتطمني عليها كمان بس لازم اتكلم معاكي الأول".. 


"إلهام" بابتسامه من بين دموعها.. "انت يا ابني شكلك راجل شهم، و زوق زي ما إسراء بنتي قالتلي عنك".. 


اعتلت ملامح "فارس" الدهشه، وتحدث بذهول قائلاً.. "إسراء قالتلك عني كده؟!".. 


اجابته" إلهام" بتلقائيه.." ايوه يا ابني شكرتلي في أخلاقك، وقالتلي انك هتساعدها تاخد معاش جوزها الله يرحمه"..


انبلجت ابتسامة على وجه" فارس"قمعا سريعاً.. حين اجهشت" إلهام"بالبكاء وتابعت برجاء.. 

" بس الله لا يسيئك يا ابني ساعدنا نرجع بنت إسراء اللي عمها خدها مني غصب عني..اسراء روحها في بنتها، ومتقدرش تبعد عنها لحظه واحده".. 


أثناء حديثها صدع صوت رنين" فارس".. 

" لحظه واحده وابقي معاكي".. 

أنهى جملته، وأجاب على الفور..

"ايه الأخبار"..


"تامر ركب تاكسي، وشكله راجع بيته، واحنا وراه يا فارس باشا".. 


" خليكم وراه، واستني مني تليفون".. 

قالها "فارس" وأغلق الهاتف، ونظر ل" إلهام" وقال بهدوء.. 

"انا عرفت اللي تامر عمله معاكي، والكلام اللي قاله في حق بنتك، وانا اقدر اجيب بنت إسراء منه في غمضة عين.. بس هجيب البنت من عمها بصفتي ايه؟!.. لو عملت كده هبقي بأكد كلامه علينا فعلاً ".. 


ابتلعت" إلهام" ريقها بصعوبه وهي تقول.. 

"عندك حق يا ابني"..

جحظت أعين"إلهام" حين قال "فارس".. 

"علشان كده انا بطلب منك ايد إسراء يا مدام إلهام".. 


نظرت له" إلهام" نظره يملؤها الحزن، وبأسف قالت.. 

" بنتي مستحيل توافق تتجوز بعد جوزها يا ابني".. 

جملتها اشعلت غضب "فارس" ولكنه تحكم بغضبه، وقال بثقه.. 

" مافيش حاجه اسمها مستحيل،وانا واثق انها هتوافق".. 


تابع محدثا نفسه بغرور.. 

"متقدرتش ترفض فارس الدمنهوري".. 


لتحرك" إلهام" رأسها بالنفي وبثقه عمياء قالت.. 

" بنتي مش هتوافق.. دي بتعشق جوزها، ومش هتكون زوجه لغيره".. 


صك" فارس" على أسنانه، وهب واقفاً وهو يقول بتحدي.. 

"هتوافق.. انا هخليها توافق".. 

البارت ال6.. 

غرام المغرور.. 


✍️نسمه مالك✍️.. 


الكومنت اللي خطف قلبي من عبودي حياتي.. 


(ربنا يباركلك ويارب ديما فى نجاح رواية فوق الرائعة بجد مبدعة انا هلقبك بالكاتبة الرقيقة الجميلة صاحبة القلم الذهبى النظيف صاحبة القلب الحنون صاحب العقل المبدع و المفكر بجد انا لقيت لقب واحد مش كفاية أنتى تستاهلى اكتر من كده مليون مرة يا قمر).. 


رغم ان والله كل كومنتاتكم بتفرحني جدا وبقراها كلها حتي لو مقدرتش ارد عليها بس صاحبة الكومنت دا دايماً بتدعيلي وبحس دعوتها من جوه قلبها ربنا يجعلك نصيب من دعواتك الجميله دي يا حبيبتي♥️😍.. 


اسبكم مع البارت.. 


أشرقت شمس صباح يوم جديد.. 


"فارس".. 


لم يغمض له جفن.. ظل طيلة الليل بغرفة الرياضه المتواجده داخل الجناح الخاص به..يفكر بما يحدث له، وظهور تلك الساحره بحياته التي تجعل ابتسامته تظهر على محياه الصارمه كلما تذكر نظرة عينيها الحزينه.. ابتسامتها الزائفه.. ملامحها الملائكيه التي تروقه كثيراً.. 


توقف عن حمل الأوزان الثقيله رياضته المفضله، وأمسك منشفه قطنيه يجفف بها عرقه، وسار نحو الخارج بخطوات مهروله حين رأي إحدي الممرضات عبر شاشة عرض كبيره تظهر كل شبر داخل، وخارج قصره.. 


 تسير الممرضه نحو غرفة "إسراء"، وبجوارها إحدي العاملات بالقصر تقوم بسحب عربه صغيره موضوع عليها الطعام.. 


"ايه أخبار إسراء هانم دلوقتي؟!".. 


قالها "فارس" بصوته الصارم..فأجابته الممرضه بعمليه قائله.. 


"الحمد لله يا فارس باشا.. الحراره بدأت تهدي شويه.. بس الهانم رايحه في سابع نومه. حاولنا كذا مره نصحيها، ومش عارفين، ووالدتها طلبت نسبها وهي هتصحيها بس للأسف نامت جنبها، ولازم الهانم تصحي علشان تاكل، وتاخد باقي علاجها".. 


"أنا هصحيها".. 


قالها "فارس" وهو يسير نحو الغرفه وفتح الباب، وخطي للداخل دون أدنى أستأذن.. 


كانت "إلهام" تجلس بجوار "إسراء" بعدما أصرت أن تظل بجانبها رغم إلحاح "خديجه" عليها حتي تستريح بغرفه بجوار غرفتها، وتترك الطبيبه والممرضات برفقة "إسراء".. 


غلبها النعاس بعد ساعات طويله من البكاء الشديد حين رأت مدي تعب وضعف وحيدتها..فنامت بثيابها،وحجابها وهي جالسه.. 


صوت أنين هامس جعلها تفتح عينيها بفزع، وشهقت بصوت خفيض عندما وجدت "فارس" يقوم بحمل "إسراء" الغارقه بالنوم أثر دوائها،


ولف يده حول خصرها ورفعها قليلاً ، وأسرع بالجلوس خلفها على الفراش جعل ظهرها مقابل صدره.. 


جحظت أعين "إلهام" من فعلته هذه التي أصابتها بالصمت للحظات.. انتبه "فارس" لها.. فنظر نحوها بابتسامة وهو يقول.. 


"صباح الخير يا مدام إلهام".. 


"خير أيه يا بيه؟!".. أردفت بها "إلهام" بذهول وهي تتأمله بدهشه، وهو محتضن أبنتها بتملك، وجرائه شديده ملتف بكلتا يده حولها، ومستند بذقنه على كتفها.. 


بلحظه كانت مدت يدها، وأمسكت يد ابنتها تجذبها عليها ببعض القوه غير منتبه لتلك الابره الموضوعه بكفها مكمله بحده.. 


"حصلت تدخل عليا انا وبنتي واحنا نايمين؟!.. انا عارفه اننا في بيتك بس اللي بتعمله دا ميصحش يا بيه، واتقي الله، وأبعد إيدك عن بنتي".. 


"أهدي يا مدام إلهام، وحاسبي ايد إسراء فيها كالنه".. 


قالها "فارس" بلهفه وهو يزيد من ضم "إسراء" داخل صدره بحمايه.. 


لتبعد "إلهام" يده بعنف مغمغمه بغضب.. 


" يا بيه اختشي على دمك وسيب البت عيب كده".. 


اكملت بسرها.. 


" وانا اللي فكرتك محترم".. 


لم تعطيه فرصه للرد عليها، ونظرت للممرضه الواقفه تتابع ما يحدث بنظرات منذهله، وتابعت بأمر.. 


"انتي يلي واقفه تتفرجي.. شيلي السلك اللي في ايد بنتي دا أوام".. 


انصاعت الممرضه لها في الحال لتتفادي الأذى ليد "إسراء".. لتتمكن" إلهام" بضم وحيدتها بعدما تركها "فارس" بصعوبه، وهب واقفاً وتحدث ببرود قائلاً.. 


"ليه كل عميلك دي يا مدام إلهام!!.. انا طلبت ايد إسراء للجواز يعني هي بقت في مقام خطبتي"... 


عدلت" إلهام" وضع "إسراء" على الفراش، ودثرتها بالغطاء جيداً.. حتي انها قامت برفع الغطاء على وجهها وشعرها..


ليرفع "فارس" حاجبيه وهو يقول بلهفه فشل في اخفائها.. 


"ابعدي الغطا عن وشها علشان نفسها".. 


تنهدت" إلهام" وتحدث بتعقل قائله.. 


"بنتي مش خطبتك لسه يا بيه، وحتي لو بقت خطبتك ميصحش تدخل عليها وهي نايمه وتحضنها بالشكل دا.. لأنها لسه مش حلالك، ومظنش انها هتكون.. إسراء مستحيل توافق عليك يا ابني.. فمتعشمش نفسك بحاجه مش هتحصل" .. 


صك" فارس" على أسنانه وهو يقول بغرور.. 


"بنتك مش هتكون غير مرات فارس الدمنهوري.. يعني ملهاش حرية ترفض".. 


أنهى جملته، وسار لخارج الغرفه بخطوات غاضبه.. تاركاً" إلهام" تنظر لأثره بخوف شديد من نبرة التهديد التي تملئ صوته.. 


أذداردت لعابها بصعوبه،وأسرعت بأبعاد الغطاء عن وجه ابنتها، وحدثتها برجاء قائله.. 


" إسراء فوقي يا ضنايا خلينا نروح بيتنا..انا عارفه انك تعبانه اووي.. بس قومي يا بنتي عشان نمشي من هنا الله لا يسيئك، ولما نروح هسيبك تنامي زي ما انتي عايزه".. 


خبطت على وجنتيها برفق مكمله بصوت تحشرج بالبكاء .. 


"يا بنتي قومي متوجعيش قلبي".. 


"ااه يا ماما مش قادره".. 


همست بها" إسراء" بضعف شديد دون ان تفتح عينيها، تأوهت بقوه أكبر وبدأت تفتح عينيها ببطء متمتمه بوهن.. 


" بنتي فين".. 


فتحت عيونها أخيراً ونظرت حولها بستغراب مكمله بتساؤل.. 


"احنا فين يا ماما؟!".. 


البارت ال7..

غرام المغرور..


✍️نسمه مالك✍️..


قوة!!..


"خديجه"..


كانت بطريقها نحو غرفة "إسراء" حين اندفع منها "فارس" بخطوات مسرعه ووجه يظهر عليه الغضب الشديد.. فهرولت خلفه وهي تقول بقلق..


"فارس.. مالك يا حبيبي.. حاجه حصلت؟!"..


دفع باب غرفته بقدمه، وخطي للداخل وبدأ ينزع كنزته السوداء ذات الحمالات العريضه، والقاها أرضاً وظل عاري الصدر.. رغم برودة الجو الشديده.. كان جسده يتصبب عرق غزيراً،


وانفاسه متهدجه.. يلتقطها بصوت مسموع.. لا يعلم ما السبب الحقيقي وراء سلب أنفاسه لهذه الدرجه..


اهو غضبه من حديث "إلهام" وثقتها بأن ابنتها سترفض الزواج به..


أم قربه من تلك الساحره.. حين ضمها داخل صدره.. أقسم بأنه لأول مره يذق طعم الدفء وهي بين ضلوعه..


أطبق جفنيه بعنف، ومسح على شعره بقوه كادت ان تقتلعه من جذوره مغمغماً من أسفل أسنانه..


"متقدرش ترفض طلبي.. دي ما هتصدق أكيد أني طلبتها للجواز"..


نظرت له "خديجه" بدهشه متمتمه..


"انت فعلاً بتتكلم جد يا فارس؟!.. عايز تتجوز البنت دي؟!.. انا لحد دلوقتي فكراك بتهزر!!"..


التزم الصمت، وخطي لداخل الحمام.. لتسرع خلفه "خديجه" التي أكملت بحده قائله..


"انا بكلمك رد عليا يا فارس باشا، ولا نسيت أني عمتك؟!"..


أخذ "فارس" نفس عميق يحاول به السيطره على غضبه العارم، والتفت لها، وتحدث بابتسامة يخفي بها مدي ألمه وحزنه..


" انتي مش بس عمتي يا خديجه.. انتي امي اللي ربتني، ورفضت تتجوز واكتفت بيا".. 


صمت لبرهه، وتابع بغصه مريره.. 


" رغم أني مش يتيم، وامي وابويا عايشين"..


ترقرقت أعين "خديجه" بالعبرات، واقتربت منه احتضنت وجهه بين كفيها، وبصوت متحشرج بالبكاء قالت..


"أنت ابني اللي مخلفتهوش يا فارس.. وعلشان كده بقولك بلاش تتجوز البنت دي.. مش لونك ولا شبهك خالص، وكمان انت ناسي انك خاطب بنت رئيس الوزاره؟!.. هتعمل مشاكل لنفسك انت في غني عنها.. خلينا نساعدها هي ووالدتها ونمشيهم من هنا.. أكتر من كده هتبقي بتجازف بكل حاجه.. انا خايفه عليك يا حبيبي"..


ربت" فارس" على يدها برفق، ورفع يده ومسح عبراتها التي هبطت على وجنتيها ببطء مدمدماً..


" اممم..خايفه عليا يا ديجا؟!.. شكلك نسيتي ابنك يبقي مين!"..


أنهى جملته، واختفي داخل غرفة الاستحمام ذات الزجاج العاتم الذي يمنع الرؤيه.. بينما توجهت "خديجه" نحو غرفة الملابس.. احضرت له ثيابه وعادت مره أخرى، وتحدثت بفضول قائله..


"طيب فهمني يا ابني.. انت ناوي على أيه بالظبط، واشمعني البنت دي اللي طلبتها للجواز على طول كده؟!"..


"بختار واحده تنفع تكون أم ولادي يا ديجا، و إسراء انسب واحده شوفتها لغاية دلوقتي"..


قالها "فارس" بصوت عالِ نسبياً لتستطيع "خديجه" سماعه من صوت هديل المياه الغزيره المنسكبه فوقه..


" إسراء!!!.. دي اللي اختارتها تكون أم أحفاد الدمنهوري يا فارس؟! "..


أردفت بها" خديجه" بذهول، وعدم تصديق..


ليغلق" فارس" المياه.. ومد يده لمئزر الحمام ارتداه على عجل، وسار للخارج.. لتعطيه "خديجه" ثيابه ببعض العنف، وهي ترمقه بنظرات عاتبه..


أخذها منها، وسار لغرفة الملابس اختفي بداخلها، وتحدث بتعقل، وهو يرتدي ثيابه..


" ايوه إسراء يا ديجا..البنت دي جميله فوق الوصف.. مش بس شكل.. لا كمان معدنها نضيف، ويمكن نادر.. انتي متخيله يا ديجا ان رغم فقرها الشديد دا وتقريباً مش لقيه تاكل إلا انها محافظه على شرفها.. في غيرها عندهم كل حاجه ومع ذلك معندهمش ريحة الشرف"..


انتهي من ارتداء ثيابه المنمقه.. عباره عن سروال جينز بلو بلاك، وكنزه زرقاء وحذاء رياضي أبيض اللون ذات ماركات عالميه..


اقترب من المرآه وبدأ يمشط شعره بعنايه حتي انتهي، وأمسك زجاجة العطر الخاص به نثر منه بكثره، والتفت ينظر للشاشه التي تظهر غرفة ساحرته وتابع بابتسامة إعجاب قائلاً..


"شوفتي إسراء جميله إزاي وهي في عز تعبها"..


اقترب للشاشه وتأمل "إسراء" الجالسه على الفراش بجوار والدتها.. شعرها الحريري متناثر على وجهها الملائكي بأعين منبهره مكملاً..


"عايزك تتخيليها يا ديجا.. لما تبقي مرات فارس الدمنهوري.. هخليها ملكه.. ملكة جمال، وهتكون ملكي لوحدي"..


تلاشت ابتسامته، وحل مكانها الغضب، وهو يري "إسراء" تغادر الفراش بضعف، وسارت نحو ثيابها، وبدأت ترتديها..


رفع "فارس" الصوت ليتمكن من الإستماع لحديثهما.. ليصطك على أسنانه حين استمع لصوتها الرقيق تقول بتعب.. 


"اطمني يا ماما هنمشي من هنا ومحدش هيقدر  يمنعنا، ولا حتي اللي اسمه فارس السافل دا".. 


شهقت "خديجه" بصوت خفيض وبذهول قالت.. 


"عرفت منين انك سافل يا ولد.. أنت عملت أيه بالظبط لما كنت عندها في الاوضة؟!".. 


"انا لسه معملتش حاجه يا ديجا.. بس شكلي هوريها سافلتي حالاً ".. 


قالها "فارس" وهو يسير لخارج جناحه بخطوات مسرعه..


........................................


.. بمنزل تامر.. 


تجلس "إيمان" حامله الصغيره" إسراء " وتضمها بحب شديد، وتنظر لزوجها الجالس بعيداً عنهما.. واضع رأسه بين كفيه، ويبكي بصمت.. 


بكت زوجته لبكاءه، وبصوت حنون قالت.. 


" وحد الله يا تامر.. وفهمني ايه بس اللي حصل يوصلك للحاله دي؟!".. 


"أخويا "رامي" كان زينة الشباب.. طول عمره ماشي بما يرضى الله.. عمره ما أذى حد، ومن أول ما خطب وهو اتكفل بخطبته، وأمها كمان.. كان بيشتغل 16 ساعه علشان ميحرمهاش من حاجه..عمره ما قصر معاها علشان تتسبب بموته، وتمرمغ شرفه بالمنظر دا".. 


أردف بها" تامر" بقهر، وحزن شديد.. 


لتسرع" إيمان" بالرد عليه بلهفه قائله.. 


" لا يا تامر أوعى تظلم.. إسراء عمرها


البارت ال8.. 

غرام المغرور.. 


✍️نسمه مالك✍️.. 


.. بعد مرور عدة ساعات.. 


كانت "إسراء" استعادة قوتها قليلاً بعدما أخذت دوائها اللازم.. بينما ظل "فارس" جالس بجوارها على الفراش.. مصطنع البرود واللامبالاه لنظرات "إلهام" الحارقه، وحديثها الصارم تقول بتعقل، وهي تجذب الغطاء على وحيدتها وتدثرها به جيداً.. 


"ميصحش كده يا بيه.. مش معني إننا في بيتك إنك تتحكم فينا وتخدش حيائنا بالشكل دا يا ابني".. 


"هطمن على إسراء وهخرج على طول يا مدام إلهام".. 


قالها "فارس" وهو يقوم برفع الغطاء عن وجه "إسراء" التي تختبئ أسفله عن عينيه الجريئه، وتتحدث بغيظ بصوت خفيض يظهر عليه التعب.. 


" ما تحترم نفسك بقي يا جدع انت، وقوم من جنبي.. انت ايه معندكش حاجه اسمها حيا، ولا خشا".. 


جذب الغطاء بعيداً عن وجهها، ومال بوجهه عليها قليلاً ،ونظر لعينيها التي تفقده صوابه بفتنان، وتحدث بابتسامة ماكره قائلاً بهمس.. 


"دا أنا كده مؤدب معاكي علشان خاطر مخدتش حياء مدام إلهام.. لكن لو عليا عايز استخبي معاكي تحت الغطا والله".. 


شهقت" إسراء" بعنف، وتحول وجهها لكتله حمراء، وبلحظه كانت أخرجت يدها السليمه من أسفل الغطاء وهمت بضربه على ملامحه الوسيمه وهي تقول بصوت مرتجف بعدما كادت أن تذوب من شدة خجلها.. 


" ا ا انت قليل الأدب".. 


لكنه أمسك يدها، ورفعها على فمه قبل باطنها بعمق، وهو يضحك بصوت عالِ مستمتعاً بخلجها الذي يجعل قلبه يتراقص فرحاً،وتحدث من بين ضحكاته بصعوبه قائلاً.. 


"صدقيني أنتي أول واحده أكون مؤدب معاها كده".. 


جحظت عينيها من جرائته، وملمس يده الضخمه على يدها الصغيره، لتلجمها الصدمه أكثر حين شعرت بشفتيه على يدها.. فتوجهت بعينيها لوالدتها التي تنظر ل"فارس" بفم مفتوح ببلاهه على آخره غير قادره على استيعاب أفعاله المشينه بالنسبه لها، وتحدثت بصوت تحشرج بالبكاء قائله.. 


"الحقيني منه يا ماما.. انتي سكتي ليه بس".. 


انتبهت "إلهام" على حالها..استجمعت قوتها، وجذبت "إسراء" عليها حتي أصبحت جالسه على قدمها، ووضعتها برفق بالجهه الأخرى من الفراش، وجلست هي حائل بينهما، وبين فارس الذي يشاهد ما فعلته بنظرات منذهله..


"يعني هي كده بقت بعيد عني مثلاً ؟! ".. 


قالها" فارس" بتهكم.. 


لتجيبه "إلهام" بحده قائله.. 


"اسمع يا أخينا أنت.. أحترم نفسك واتقي الله، وبطل اللي بتعمله دا، وملكش دعوه ببنتي خالص علشان متنزلش من نظري".. 


غمزت له وأكملت بهمس.. 


"خليني أقف معاك واخليها توافق على جوازك منها.. بدل ما أقف ضدك"..


 


تهللت أسارير "فارس"، وحرك رأسه لها بالايجاب، وهب واقفاً، وسار نحو الخارج، وهو يقول.. 


" انتي تؤمرني يا مدام إلهام".. 


بعدت" إسراء" الغطاء عن وجهها، ونظرت بعين واحده تتأكد من ذهابه.. لتتفاجئ به يقف على باب الغرفه ينظر لها ببراءه مزيفه، وهو يقول.. 


"شوفتي يا إسراء أنا مؤدب إزاي وبسمع الكلام وهخرج دلوقتي.. بس طبعاً هرجعلك تاني في كلام كتير لازم أقولهولك وأنتي هتسمعيه، وتنفذيه بالحرف".. 


غمز لها بعبث مكملاً.. "يا ساحره".. 


أنهى جملته وأغلق الباب خلفه.. لتتنهد" إسراء" براحه وتعتدل جالسه وتتحدث بأصرار قائله.. 


" إحنا لازم نمشي من هنا يا ماما قبل ما السافل المغرور دا يرجع".. 


" هنمشي نروح فين يا إسراء؟! ".. 


قالتها" إلهام" بأسف، وهي تمسد على شعر ابنتها بحنو.. 


عقدت "إسراء" حاجبيها، وبدهشه قالت.. 


"هو ايه اللي هنروح فين يا ماما؟!.. هنرجع بيتنا طبعاً".. 


حركت "إلهام" رأسها بالنفي وببوادر بكاء قالت.. 


" مش بالسهوله دي يا حبيبتي".. 


نظرت لها" إسراء "بعدم فهم.. فتابعت هي بعدما ابتلعت غصه مريره بجوفها.. 


"الموضوع طلع كبير أوي.. أكبر مننا وممكن نروح فيها انا وأنتي وبنتك كمان لقدر الله يا بنتي".. 


اذدردت" إسراء" لعابها بخوف، وبقلق قالت.. 


"دا مكنش رأيك أصبح، وكنتي بتصحيني علشان نمشي من هنا.. أيه اللي حصل يا ماما.. احكيلي".. 


بكت "إلهام" واردفت بحسره قائله.. 


"سلفك عرف إنك هنا في بيت صاحب الشركه اللي كان جوزك شغال فيها، ومش بس هو اللي عرف.. دا الحته كلها، وسمعتنا بقت على كل لسان يا إسراء، وتامر حالف ليخلص عليكي ويغسل عار أخوه".. 


ضحكت" إسراء" بسخريه ودمدمت بتساؤل قائله.. 


" اممم، ومين بقي اللي قالك الكلام الفارغ دا.. أكيد المغرور فارس بيه علشان يلوي دراعنا، ونفضل تحت رحمته هنا صح؟! ".. 


اخرجت" إلهام " زفره نزقه من صدرها واجابتها بأسف.. " لا مش هو.. انا اتصلت على "إيمان" من تليفون الست "خديجه" اللي تقرب للواد الجرئ دا علشان اطمن على بنتك، وهي اللي قالتلي".. 


شحبت ملامح" إسراء" والتزمت الصمت.. لتكمل"إلهام" حديثها بتعقل قائله.. 


" لازم نفكر كويس قبل ما نعمل اي حاجه يا بنتي.. انا مش مستغنيه عنك، ولا عن حفيدتي.. انا عايشه علشانكم يا إسراء".. 


أنهت جملتها، واجهشت ببكاء مريره.. لتضمها


"إسراء" وتربت على ظهرها بحنان مغمغمه.. 


"أهدي يا ماما.. أكيد هنلاقي حل".. 


صوت طرقات رقيقه على باب الغرفه.. جعلت


"إسراء" تنتفض بفزع، وتبتعد عن والدتها، وتختبئ سريعاً أسفل الغطاء.. 


ضحكت" إلهام" من بين دموعها، واردفت بثقه.. 


"لا دا مش هو المعدول.. هو مبيخبطش وهو داخل.. اطمني".. 


"معدول ايه بس يا ماما.. قولي معوج.. مايل.. منيل".. 


هتفت بها "إسراء" بغيظ شديد وهي تصك على أسنانها.. 


"ممكن ادخل".. 


قالتها "خديجه" بنبره مرحه، وهي تطل برأسها من باب الغرفه..



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا




تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close