expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية غرام المغرور البارت الثامن حتى البارت الخامس عشر بقلم نسمه مالك حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية غرام المغرور البارت الثامن حتى البارت الخامس عشر بقلم نسمه مالك حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية غرام المغرور البارت الثامن حتى البارت الخامس عشر بقلم نسمه مالك حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

البارت التامن 

بعتذر عن التأخير والله النت فصل إمبارح، ولسه جاي حالاً.. ودول فصلين تعويض عن التأخير.. 

هستني رأيكم بريفيوهات يا أحلى بنات.. علشان اقدر اتناقش معاكم في الأحداث.. قولولي اللي عجبكم، ولو في حاجه مش عجباكم احب أعرفها يا قمرات.. 

اسبكم مع الحلقات..


عتاب!!.. 


"خديجه".. 


تقف خلف "فارس" الجالس يتابع ساحرته بهتمام عبر الكاميرا الموجوده بغرفتها، والموصله بشاشه داخل جناحه الخاص..


عقدت يديها أمام صدرها، وتحدثت بنفاذ صبر قائله.. 

"وبعدين معاك يا فارس!!..أنا أول مره اشوفك مهتم بواحده بالشكل دا حتي بعد اللي قالته عنك دلوقتي؟!".. 


"قالت ايه يا ديجا؟ ..أنا كان معايا تليفون شغل، ومسمعتش حوارك معها".. 

قالها "فارس" وعينيه لم تتزحزح عن "إسراء"..


جلست "خديجه" بجواره، وربتت على كتفه برفق مردفه براحه.. 

" أنا برضوا قولت انت أكيد مسمعتش، و إلا كان زمانك عامل مصيبه أحنا في غني عنها"..


ابتسم" فارس " بتهكم وهو يقول.. 

"هي لدرجاتي غلطت فيا ولا أيه؟! ".. 


إجابته "خديجه" بتعقل قائله.. 

"البنت شكلها تعبان أوي وقلبها مجروح جرح مش هين،وأكيد كلامها مش قصداه، ولا فاهمه معناه، وانت لازم تفكر كويس جداً في حكاية جوازك منها دي.. لأنها للأسف بحالتها دي، واللي قالته صعب توافق عليك او على غيرك حتي.. فبلاش تحرج نفسك معاها يا حبيبي".. 


هب واقفاً، وسار نحو الشاشة ببطء..قام بتصويب الكاميرا على ساحرته فقط.. حتى أصبح وجهها الملائكي الباكي ظاهر بوضوح.. 


رفع يده ومسد على وجنتيها كأنه يزيح عبراتها بمنتهي الرقه.. وتحدث بدهشه من نفسه، وأفعاله قائلاً.. 

" أنا نفسي مستغرب اللي حصلي من ساعة ما شوفتها يا ديجا.. هي فعلاً ساحره.. ساحرتني بجمالها الصافي، وأخلاقها اللي مقبلتش زيها في حياتي قبل كده".. 


أخذ نفس عميق، وتابع بأسف.. 

"كل الستات اللي اترمو في طريقي معظمهم عرضوا نفسهم عليا من غير جواز حتي،اللي طمعانه في فلوس، واللي شغاله لحساب أعدائي، وبنت رئيس الوزراه دي خطوبتنا مجرد بسنس وبس"..


طرد زفره نزقه وأكمل بتنهيده.. 

" ومش هكون مثالي وأقولك إني مستغلتش شويه من الستات الرخيصه دي لحسابي.. بس خلاص.. العمر بيجري وانا بقي عندي 33 سنه ولسه مجبتش وريث لأملاك الدمنهوري،و إسراء ظهرتلي في الوقت المناسب.. وقت عايز فيه إنسانه تاخد بأيدي للصح وتمنعني عن أي غلط بعمله يا ديجا".. 


رفعت" خديجه" حاجبيها بدهشه، ورمقته بنظرات منذهله وهي تقول.. 

"وتفتكر إسراء هي الانسانه دي يا ابني؟!"..


ابتسم" فارس" لها ابتسامه هادئه، وحرك رأسه بالايجاب عدة مرات وهو يقول.. 

" هي يا ديجا هي..قدرت تعمل اللي قبلها فشلو فيه"..

صمت لبرهه وتابع بفرحه غامرة اعتلت ملامحه الوسيمه.. 

"خطفت أنفاسي ،ونبض قلبي من أول لحظة وقعت عنيا عليها".. 


حركت" خديجه" رأسها بالنفي واقتربت منه وضعت كف يدها على جبهته وتحدثت بشك قائله.. 

"لا لا لا.. انت مش طبيعي أبداً.. فارس الدمنهوري طول عمره مالوش في الكلام الرومنسي، ولا حركات الرجاله الحبيبه دي.. أكيد في حاجه غلط ".. 


رفع" فارس " إحدي حاجبيه ونظر لها بفخر قائلاً ََ.. 

"دا انا ليا وليا كمان.. وعندي بحور رومانسيه شيلها للحبايب يا ديجا".. 


دمدمت" خديجه" بصوت هامس محدثه نفسها..

"اممم ربنا يستر.. شكلنا داخلين على بحور فعلاً، وعلى الله محدش يغرق".. 


بينما عاد" فارس"يتابع ساحرته بهتمام، وابتسامه بدأت تختفي شيئاً فشيئاً حين استمع لحديثها الباكي الذي يدل على شدة حزنها، وألم قلبها.. 

................................... 

..بغرفة إسراء.. 


كانت "إلهام".. يعتصر قلبها بألم حاد على بكاء وحيدتها.. ليس بيدها أي شيء تقدمه سوي الدعاء لها وضمها لحضنها، والبكاء معها.. 


تلك الفتاه الصغيره التي أصبحت بين ليله وضحاها.. أرمله ومسؤله عن ابنتها، ووالدتها أيضاً ..دفنت حزنها بين ثنايا روحها..جاهدت حتي تظهر قويه بعدما رأت نظرة بعض أشباه البشر لها..نظره كالسوط تجلد جسدها،وتمزق قلبها.. 


وبالأخير وقعت تحت رحمة "فارس" ذلك المغرور كما تطلق عليه هي.. 


بنظرها الحياة ليست عادله،ولكنها على يقين أن الله الذي خلق هذه الحياة سيكون عادلاً، ورحيماً بها.. 


أطبقت جفنيها ببطء حين داهمتها ذكري زوجها الخلوق.. الرجل الذي تفنن بعشقها.. رغم ضيق الحال، والظروف الكثيره الصعبه التي مرت عليهما أثناء فترة زواجهما القصيره إلا أنه كان سنداً لها عند ضعفها..


ظلاً تستضيء به في الهموم و الأحزان .. مصدر قوتها وأمانها.. 

لينتهي كل هذا وتصبح وحيده من دونه بعدما حرمت منه للأبد.. 


بكت "إسراء" داخل حضن والدتها.. ملجأها الوحيد.. تتمسك بها بكل قوتها مردفه بغصه مريره.. 

"انا مش حمل كل اللي بيحصلي دا يا ماما.. جوزي حب عمري يموت في عز شبابه.. ويسبني لوحدي في الدنيا القاسيه دي.. انا من غيره بقي ضهري مكسور"..


رفعت وجهها ونظرت لها بأعين شدة الاحمرار، وتابعت بصعوبه من بين شهقاتها.. 

"من يوم ما مات وانا بلف حولين نفسي في دايره مقفوله مش عارفه أخرج منها، وقولت اعمل محاوله وأروح لصاحب الشركه يمكن ربنا يجعله سبب وأقدر أصرف معاش رامي"..


إزداد نشيجها وأكملت بأسف.. 

"بس طلع معندوش قلب وخلي الحرس بتوعه يضربوا عليا نار.. انا كدبت عليكي.. هو مكنش زوق ولا نيله معايا يا ماما".. 


شهقت "إلهام" بصدمه مردده.. 

"يا كبدي يا بنتي".. 


مسحت" إسراء " عبراتها بظهر يدها بطفوله، وتابعت  بغيظ.. 

" ودلوقتي جابني البيت عنده هنا علشان يعرف مني اللي جوزي شافه عنده في الشركة وقالي عليه قبل ما يموت".. 


عقدت" إلهام" حاجبيها، ونظرت لها بقلق وتحدثت بتساؤل قائله.. 

"وهو عرف منين أن جوزك قالك حاجه عن شغله يا إسراء؟!".. 


زمت "إسراء" شفاتيها واجابتها بملامح عابثه.. 

" انا اللي قولتله قدام الحرامي اللي بيسرقه واللي عامل نصايب في شركته من ورا ضهره علشان أحرق دمه زي ما سيح دمي وخت 6غرز مش عايزين يخفو لحد دلوقتي ".. 


"يالهوي على هبلك يابت.. بقي علشان تحرقي دمه توقعي نفسك مع واحد حرامي ممكن ينتقم منك ويعمل فيكي حاجه يا إسراء؟! ".. 

أردفت بها" الهام" بعتاب وهي تخبط على صدرها بخوف وفزع شديد.. 


عضت" إسراء " على شفتيها، وبأحراج قالت.. 

" انا عارفه اني اتغبيت وقتها، وغضبي وغيظي عماني ومبقتش عارفه بقول أيه.. بس دا ميدلوش الحق انه يبقي مراقبني في كل خطوه بعدها لحد ما استغل تعبي وجبني على بيته".. 


وضعت" الهام" أصابعها أسفل ذقنها تفكر بحديث ابنتها بتمعن، وتحدثت قائله.. 

"يبقي انا نظرتي في فارس دا صح.. الراجل فعلاً طلع عايز يحميكي بعد كلامك اللي قولتيه قدام الحرامي".. 


صكت" إسراء " على أسنانها بغيظ متمتمه.. 

"يا سلام يا ست لوما، وهو عشان يحميني يقوم يتجوزني؟! ".. 

ضحكت" الهام" بقوه وامسكت وجنتيها بين أناملها تداعبها بلطف وهي تقول بخبث.. 

"ما أنتي عجبتيه، ودخلتي دماغه، وبإذن الله هتعششي في قلبه قريب أوي يا كبد أمك،وانا قلبي مطمني ليه مش عارفه ليه يا بت يا أم إسراء مع انه بجح وجرئ ومبيتكسفش خالص سبحان الله".. 


رفعت كلتا يدها للسماء ودعت من صميم قلبها قائله.. 

"يارب لو فارس دا خير لبنتي اجعله من حظها ونصيبها، وعوض وفرحه لقلبها يمحي حزنها وتفرح معاه بشبابها يااااااارب ".. 


ترقرقت أعين" إسراء " بالعبرات، ونظرت لها بعتاب قائله.. 

" انتي بجد عايزاني اتجوز بعد رامي الله يرحمه ، وأكون لواحد غيره يا ماما؟!".. 


ربتت "إلهام" على كف يدها بحنان، وبتعقل قالت.. 

"يشهد ربنا يا بنتي ان موت رامي شق قلبي عليه كأنه ابني اللي مخلفتوش، ولو كانت ظروفنا أحسن من كده، وانا سليمه ومش حمل عليكي بمرضي؟!".. 


أسرعت "إسراء" بوضع يدها على فمها توقفها عن تكملة حديثها، وهي تقول بلهفه.. 

"انتي عمرك ما كنتي حمل عليا يا ماما.. دا انتي وبنتي اهلي، وناسي وعزوتي اللي مليش غيرهم في الدنيا.. ربنا ميحرمنيش منكم أبداً يا حبيبتي ".. 


جذبتها" إلهام" لحضنها.. تضم رأسها بحنان بالغ، ولثمت جبهتها بحب وهي تقول.. 

"ولا يحرمني منكم يا ضنايا.. بس اسمعيني وافهمي كلامي كويس يا بنتي.. انا عمري ما هضرك، ولا هسيبك تضري نفسك..احنا حالنا دلوقتي لا يسر عدو ولا حبيب، وانتي لفيتي على شغل ياما ومافيش حاجه نافعه معاكي،وانا لو كنت أقدر اشتغل كنت ساعدتك وشلت عنك شويه بس ما باليد حيله.. الحمدلله على كل حال"..


وضعت أناملها أسفل ذقنها جعلتها تنظر لها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء.. 

"أنتي لسه صغيره والحياه قدامك.. متدفنيش شبابك بحزنك، وأدى لنفسك فرصه تانيه يابنتي يمكن يكون فيها خير وفرح لقلبك".. 


حركت" إسراء " رأسها بالنفي، وهمت بالاعتراض.. لتسرع" إلهام " قائله بأمر.. 

"متستعجليش وفكري الأول، بطلي عياط وفوقي لنفسك انتي مش بطولك علشان تاخدي قرار لوحدك.. انا وبنتك متعلقين في رقبتك، واللي هتعمليه هيعود علينا كلنا..فقومي اتوضي ووضيني معاكي واوقفي بين ايد ربنا واطلبي منه يوفقك للصالح"..


"إسراء" بطاعه.. "ونعمه بالله العلي العظيم.. حاضر يا ماما هتوضي، واساعدك تتوضي، ونصلي سوا"..

اعتلي وجهها غضب مفاجئ وتابعت بأصرار.. 

" ولو ست خديجه موافقتش تشغلني.. يبقي هاخدك ونمشي من هنا غصب عن عين اللي اسمه فارس بيه دا".. 


بينما "فارس" يتابع حديثهما بهتمام شديد، ومن ثم اتجه لخارج جناحه قاصداً غرفة ساحرته،وعلى وجهه ابتسامه متسعه تظهر مدي استمتاعه بالحديث مع تلك المشاكسه.. 

..................................... 

"إيمان"..


تتابع "تامر" زوجها المحتضن" إسراء " الصغيره ويمسد على ظهرها بحب، ويقوم بأطعامها بنفسه، ويداعبها فتدوي صوت ضحكاتها البريئه تدخل السرور على قلب من يرها..


اعتلت ملامحها ابتسامه حزينه تخفي بها عبراتها التي ملئت عينيها، وتنهدت بصوت عالِ، واقتربت ببطء جلست جوارهما بعدما شعرت أن نوبة غضب زوجها هادئه الآن..


تتأمله بأعين عاشقه.. تشتاقه حد الجنون.. منذ موت شقيقه من ثمانيه أشهر، وهو تبدل حاله معها.. أصبح شخص أخر غير حبيبها الذي كان لا يطيق الإبتعاد عن حضنها ليله واحده.. 


أقتربت منه قليلاً حتي أصبحت تفصلهما بضعة انشات،وأغمضت عينيها لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها مسحتها سريعاً وأخذت نفس عميق تستنشق عبق رائحته التي تتوق لها.. 


غير منتبه هو لها.. أو مصطنع عدم الإنتباه.. انتفضت بفزع،وكتمت شهقه خافضه حين تحدث بأمر قائلاً.. 

"قومي حضرلنا العشا علشان البت شكلها جعانه"..

قالها "تامر" بنبرته الصارمه،والتي أصبحت جافه مع زوجته طيلة الفتره الأخيره..


كأنه شعر بقربها واشتياقها له فقرر ابعادها عنه..

ظلت جالسه بمكانها جواره تنعم بقربه للحظات.. تستجدي قلبه أن يرأف بها..


رسم الغضب على ملامحه واستدار فجأه ينظره لها نظره دبت الرعب بأوصالها، وبغضب مكتوم قال من أسفل أسنانه ..

"انا مش قولت اتزفتي قومي حضرلنا عشا علشان البت جعانه.. ايه مسمعتيش؟"..


ظنت انه سيضربها كعادته مؤخراً.. لا يتحدث بلسانه.. فقط بيده.. فرفعت يدها بتلقائيه، واخفت وجهها بخوف مردده بطاعه..

"حاضر يا تامر.. هقوم"..


جحظت عينيه من رد فعلها، وما أوصلها إليه.. أسرعت هي،وانتفضت واقفه، وسارت نحو المطبخ بخطوات مهروله.. أمام نظراته المنذهله.. 


لتتوقف فجأه دون أن تلتفت له، وقد أغرقت عبراتها وجهها، وتحدثت بصوت جاهدت لأخراجه طبيعاً لكنه خرج مرتجف يظهر به كم قهرها، وحزنها.. 

"تامر انا عارفه أن علاجي طول أوي.. أكتر من 4سنين بتعالج، ومافيش نتيجه، وشكلي مش هقدر أخلف أبداً".. 


تشنج جسد "تامر" وهو يستمع لحديثها الذي أعاد عقله له، وجعله يتذكر مرض زوجته، وقلبها المجروح الذي زاد هو جرحه أضعاف بمعاملته لها وابتعاده عنها.. 


مسحت "إيمان" دموعها بعنف، ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الحزينه، واستدارت ببطء وتابعت دون أن تنظر له، والقت جمله جعلته يأنب نفسه على ما أوصلها إليه.. 

"وانت من حقك يكون عندك أولاد يشيلو أسمك.. علشان كده بطلب منك تتجوز يا تامر" .. 


صمتت لبرهه تحاول الحفاظ على ثباتها، وتسيطر على بكائها، واكملت.. 

"كنت خايفه أقولك الكلام دا قبل كده لتتجوز واحده متوافقش إني افضل على زمتك، وتخليك تطلقني".. 


نظرت له بعشق شديد ظاهر بعينيها الحزينه، وتابعت بلهفه.. 

" وانا مش عايزه اطلق منك يا تامر.. عايزه أفضل على زمتك حتي لو اتجوزت عليا"..

هبطت عبرتها بغزاره، وبصوت مبحوح قالت.. 

" انا بحبك ومليش حد غيرك"..


وجهت نظرها للصغيره المستكينه داخل أحضان عمها، وأكملت بحنو.. 

"وزي ما قولت قبل كده.. أنت أولى بلحم بنت أخوك"..

أخذت نفس عميق، وبقوه مزيفه قالت.. 

" اتجوز إسراء يا تامر.. أنت ظلمتها وهي شريفه..كلمتني وفهمتني كل حاجه وانت عارف انها لو كدبت على النيا كلها مبتكدبش عليا.. قالتلي انها راحت بيت صاحب الشركة علشان تشتغل خدامه عند مامته و؟! "..


قطعت حديثها حين لمحت ملامحه التي تبادلت من الهدوء.. للغضب العارم.. وضع الصغيره أرضاً بجوار العابها الذي جلبها من أجلها ،وهب واقفاً وسار نحوها ببطء مريب حتي أصبح أمامها مباشرةً.. 


ضيق عينيه،ومال برأسه على وجهها وأردف قائلاً بتساؤل.. 

"عايزاني اتجوز عليكي أرملة أخويا اللي أنتي بتعتبريها أختك يا إيمان؟!"..


انتهي البارت.. 

واستغفرو لعلها ساعة استجابة..

البارت ال10.. 

غرام المغرور.. 


✍️نسمه مالك✍️.. 


عنيده!!.. 


"إيمان".. 

 برغم رهبة الموقف.. إلا أنها نظرت له بفرحة غامرة.. نطق إسمها بنبرة صوته التي تدغدغ مشاعرها جعل قلبها يتراقص.. منذ زمن لم ينطق إسمها بكل هذا الشغف الظاهر بصوته.. 


عضت شفتيها بخجل من نظرته المتفحصه لملامحها، وقد قرأت ما يدور بذهنه.. برفقته هي طيلة الوقت، ولكنه توقف عن النظر لها.. 


حزنه على شقيقه سيطر عليه جعله منطوي ومبتعد عن زوجته التي تحملت جميع تقلبات مزاجه،وغضبه على أتفه الأسباب حتي وصل به الأمر للضرب في الكثير من الأحيان.. 


شرد بها وبملامحها الرقيقه الحزينه..رونق وجهها انطفئ..قلة اهتمامه بها جعلها كالودره الذابله.. فاق من شروده على صوتها الهامس تقول ببكاء.. 


"ايوه تتجوز إسراء.. هي كمان بتحبني وبتعتبرني أختها ولو واقفت تتجوزك مش هتخليك تتطلقني يا تامر".. 


رفع يده قاصداً يجذبها لداخل حضنه.. لكنها ابتعدت عنه سريعاً ووقفت خلف إحدي الارائك تحتمي منه، وبرجاء قالت.. 


"بلاش تضربني قدام البنت الصغيره ونبي يا تامر مصدقنا تاخد عليك.. مش عايزاها تخاف منك تاني".. 


أطبق جفنيه بعنف يكبح عبراته حين اعتصر قلبه على هيئتها المرتعبه منه.. رفع يزه ،ومسح على وجهه صعوداً بشعره مغمغماً بذهول.. 


"لدرجاتي أنا كنت وحش معاكي الفتره اللي فاتت دي علشان تخافي مني كده يا إيمان؟! ".. 


رفعت يدها وضعتها على موضع قلبها تحاول بث الطمأنينة لنفسها قليلاً حين شعرت أنها على وشك فقدان وعيها من شدة خوفها، وبأنفاس لاهثه إجابته.. 


"انت من بعد ما أخوك مات مكنتش بتتكلم معايا يا تامر.. كنت بتضربني بس كأني السبب بموته.. لدرجة اتمنيت أموت انا كمان علشان اريحك مني".. 


لهنا ولم يحتمل أكثر.. فتح ذراعيه لها وتحدث بلهفه قائلاً.. 


"تعالي في حضني يا إيمان".. 


لجمها خوفها منه مكانها.. نظرت له بقلق.. ليتابع هو 


بنبرة متوسله.. 


"متزعليش مني.. حقك عليا.. بس بلاش بصتك اللي مليانه خوف مني دي يا إيمان.. بتقطعي قلبي".. 


" سلامة قلبك يا حبيبي".. قالتها "إيمان" وهي تركض نحوه، وارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها.. استقبالها هو بكل ترحاب. غالقاً ذراعيه حولها بحماية، ورفعها بين ضلوعه مدمدماً بشتاق.. 


"واحشتيني".. 


بكت بصوت أشبه بالصراخ مردده بتأوه.. 


" اااه يا تامر.. لو تعرف أنت اللي واحشتيني اد أيه".. 


لكمته على كتفه بقبضة يدها الصغيره مكمله بأمر.. 


"أوعى تبعد عني تاني.. ولا تخوفني منك تاني.. انا مليش غيرك في الدنيا".. 


ابتعد بوجهه عنها قليلاً ليستطيع النظر لعينيها، وبعتاب همس لها.. 


"ولما أنتي ملكيش غيري.. عايزاني اتجوز عليكي ليه يا إيمان؟! ".. 


وضعت جبهتها على جبهته، وبألم مبرح يجتاح قلبها همست.. 


" حقك تبقي اب، وانا مش أنانيه".. 


لثم جبهتها بقبله عميقه وبتأكيد قال.. 


"مستحيل يكونلي زوجه غيرك يا إيمان.. أنا اكتفيت بيكي، وأنتي عارفه دا كويس".. 


انهمرت عبراتها على وجنتيها، ونظرت له وهمت بالحديث.. لكنه رفع يده ووضع أنامله على شفاتيها وتابع بأمر.. 


"مش هيحصل في يوم يا إيمان.. دا وعد مني ليكي .. ولادي لو مش منك انتي يبقي انا مش عايزهم، وخلص الكلام على كده".. 


دوت ضحكاتها بسعاده وذادت من ضمه لها مردفه بدلال.. 


"وبالنسبه لضرب الحبيب؟!".. 


ربت على شعرها، وظهرها وبتنهيده اجابها.. 


"تنقطع أيدي لو اتمدت عليكي تاني".. 


قبلت كتفه بعشق وبلهفه قالت.. 


" بعد الشر عليك".. 


رفع يده ومسح دموعها وعينيه تتنقل بين عينيها وشفتيها بشوق جارف متمتماً بتساؤل.. 


"لسه زعلانه مني؟! ".. 


تنحنحت كمحاوله منها لإيجاد صوتها، وهمست بصوت يكاد يسمع.. 


"تؤ.. مبزعلش منك.. بزعل عليك يا تامر"..


توردت وجنتيها بحمرة الخجل حين لف يده حول خصرها جذبها عليه أكثر، ومال بوجهه عليها قاصداً شفتيها.. 


لتسرع هي وتدفعه بضعف وقد ايقنت لن ينتهي الأمر بمجرد قبله، والصغيره بدأت تبكي.. 


"تامر البنت بتعيط.. خليني أجهز العشا".. 


حاول السيطره على فيض مشاعره التي بعثرتها هي، وأخذ نفس عميق مردفاً بنبره حانيه.. 


"متعمليش عشا، وادخلي البسي، ولبسي إسراء.. هعشيكم عند البرنس، وافسحكم فسحه معتبره".. 


قفزت "إيمان" بين يديه بفرحة طفوليه وركضت على الصغيره حملتها وقبلتها بحب، وعادت بها تندس بحضن زوجها وهي تقول براحه بعد شهور من التعب والبكاء.. 


"الحمد لله.. كنت واثقه ان ربنا هينور بصيرتك، ويحنن قلبك عليا يا تامر".. 


...................................... 


.. أمام غرفة إسراء.. 


يقف "فارس" برفقه الطبيبه يتحدث معها بأمر قائلاً.. 


"ادخلي انتي والمساعدين بتوعك خدي مدام


"إلهام" وقوليلها" خديجه " هانم عايزه تتكلم مع حضرتك على انفراد".. 


" الطبيبه".."أمرك يا فارس باشا".. 


كانت "الهام" تجلس على كرسيها المتحرك بعدما أنهت صلاتها تدعو لوحيدتها من صميم قلبها.. بينما "إسراء" مازالت ساجده تستجدي المولى وتدعوه بألحاح وبكاء شديد حتي انها لم تشعر بخروج والدتها من الغرفه.. 


ظلت على حالها.. منفصله عن العالم بصلاتها التي اثلجت نيران قلبها..حتي أنتهت، وهبت واقفه حملت مصليتها واستدارت تبحث عن والدتها وهي تقول.. 


"عندك حق يا ماما.. انا ارتحت أوي لما وقفت بين ايدين ربنا؟!".. 


صرخت بهلع، وقفزت بمكانها بخضه حين رأت "فارس" يجلس على مقعد بمنتصف الغرفه، واضعاً ساق فوق الأخرى بهنجعيه، ويتابعها بابتسامه إعجاب فشل باخفائها.. 


"أنت اييييييه يا بني آدم أنت؟!"..


كادت ان توبخه ولكنها تذكرت أنها داخل منزله.. فبتسمت بسخريه مردده.. 


" ما انا اللي غلطانه أني موجوده في بيتك لغاية دلوقتي".. 


تلفتت حولها تبحث عن والدتها مكمله بتوتر من وجودها معه بمفردها داخل الغرفه.. 


ازداردت لعابها بخوف حين رأت باب الغرفه مغلق.. فردت ظهرها ورفعت رأسها بثقه وشموخ مصطنعه القوه، وأكملت بحده.. 


"ماما فين؟!.. خليني أخدها ونمشي من هنا ".. 


أشار لها على مقعد مجاور له وتحدث بهدوء قائلاً.. 


" تعالي اقعدي خلينا نتكلم يا إسراء".. 


اقتربت من حذائها، وارتدته على عجل، وسارت نحو باب الغرفه، وهي تقول بغضب.. 


"مافيش كلام بيني وبينك يا فارس بي؟!".. 


ابتلعت باقي حديثها حين وجدته بطرفة عين يقف حائل بينها وبين الباب يمنعها من الخروج.. اتسعت عينيها بدهشه من طوله الفارهه.. شعرت بضئلتها أمامه.. 


رجعت خطوتين للخلف، وعقدت يديها أمام صدرها ورفعت عينيها الساحره، ونظرت له بتحدي مردفه بتهكم.. 


" أنت فاكر أنك هتقدر تمنعني أمشي من هنا؟!".. 


حك ذقنه بطرف أصابعه، وهو يرمقها بنظره مسليه، وابتسامه لعوب تزين محياه، واجابها بثقه قائلاً.. 


"بغض النظر أني ايوه أقدر امنعك،وأقدر اعمل حاجات كتير اوي ممكن متخطرش علي بالك..بس خليها بعدين"..


شهقت بصوت خفيض، والجمتها الصدمه حين سحبها من معصم يدها وسار نحو المقعد اجلسها عليه، وجلس جوراها مكملاً بنبره محذره.. 


"دلوقتي الأحسن ليكي أننا نتكلم بالعقل"..


صكت على أسنانها بغيظ، وهمت بالصراخ بوجهه.. لكنه أشار لها بالصمت، وتابع بواعيد.. 


"بلاش تختبري صبري عليكي.. لأن محدش هيزعل غيرك في الاخر".. 


زفرت بضيق، وبنفاذ صبر قالت.. 


"أنت عايز مني أيه بالظبط يا "فارس" بيه؟! ".. 


تأملها بنظرات جريئه، وهو يقول.. 


"عايزك انتي يا إسراء".. 


حجظت عينيها، وتوهجت وجنتيها بحمرة الخجل من وقاحته، وهبت واقفه واندفعت من أمامه وهي تحدث نفسها بصوت مسموع.. 


" فعلاً سافل".. 


لم تسير سوى خطوتين وانقطعت أنفاسها هذه المره حين جذبها ببعض القوه سقطت جالسه على قدمه ملتف بيده حول خصرها، وقربها لصدره، وغمز لها بمكر مردفاً ..


"سافل بس لذيذ".. 


تلاحقت أنفاسها وبدأت تتنفس بصوت مسموع، وصدرها يعلو ويهبط بوضوح، ولكمته بكلتا يدها على صدره كمحاوله منها للفرار من حصاره لها مردده بذهول.. 


"انت اتجننت.. أبعد ايدك عني يا حيوان"..


قبض على وجنتيها بأصابعه بعنف، وقرب وجهها من وجهه بالإجبار، وتحدث بغضب من أسفل أسنانه..


"اغلطي تاني،وأنا هعتبرها دعوه منك أني ادوق الشفايف اللي مطيره عقلي دي،وأنا فعلاً عايزك بس بالحلال.. بدليل أني طلبت إيدك للجواز من والدتك، وصدقيني مش هتندمي.. هعيشك عيشه متحلميش بيها.. مامتك هتعمل العمليه في احسن مستشفي بره مصر، وبنتك هتتعلم احسن تعليم، وهعتبرها بنتي، وهتكفل بكل مصاريفها"..


تحركت بين يديه بهستريه مردده بصراخ..


"ابعد أيدك عني بقولك.. انت اكيد مجنون علشان عايز تتجوز واحده متجوره"..


لم تستطيع الافلات من بين يديه..بل هدأت حين رأت عينيه اشتعلت بنيران حارقه، وتحدث بنبره دبت الرعب بأوصالها.. 


" متجوزه!!"..قبض على ذراعها بعنف غير منتبه لجرحها الذي لم يشفي بعد، وتابع بغضب عارم.. 


"متجوزه مين انطقي؟! ".. 


" سبني الأول وانا أقولك".. 


أردفت بها بألم ظهر علي ملامحها.. فخفف قبضته عليها قليلاً، وفك يده من حولها على مضض.. 


ابتعدت عنه هي سريعاً، ووقفت بعيداً عنه، وتحدثت ببوادر بكاء قائله.. 


"جوزي يبقي رامي.. أبو بنتي..هو بالنسبالي لسه عايش..عايش جوايا.. مبيفرقنيش أبداً ،وعلى طول معايا في أحلامي.. فاهم يعني ايه معايا.. يعني مش هقدر اتجوزك انت او غيرك، وانا قلبي وعقلي وجسمي مش ملكي.. ملكه هو.. هو وبس"..


يستمع لها بهدوء.. حديثها بمثابة سكب الزيت على النيران..صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتابعت بتأكيد.. 


" وانا هفضل مراته وشايله اسمه لحد ما اروحله".. 


ضحك بصطناع، وهب واقفاً واقتربت عليها بخطوات بطيئه وهو يقول بذهول


" انتي مدركه انتي بترفضي تبقي مرات مين؟!" .. 


لتتراجع هي للخلف، واجابته بلا مبالاه..


"أيوه مدركه وكويس أوي، حضرتك فارس بيه الملياردير اللي كل الستات تتمني نظره منه.. بس انا مش من الستات دي.. انا واحده زي ما بيقولوا وش فقر.. مش هقدر أرضى غرور معاليك يا باشا واوافق على عرضك المغري دا..فسبني في حالي، وخليني امشي من هنا انا وأمي،واوعدك انك مش هتشوف وشي تاني أبداً "..


حاصرها بينه وبين الحائط خلفها.. وابتسم لها ابتسامه صفراء هو يقول بثقه..


" انتي فعلاً لو خرجتي من هنا مش هشوفك تاني.. لأنك هتتقتلي أول ما تخرجي من باب القصر"..


رمقته بنظره محتقره وهي تقول..


" مش مستغربه على فكره ما انت ضربتني بالنار قبل كده.. فعادي انك تقتلني.. بس الأعمار بيد الله وحده، واللي مكتوبلي هشوفه،ومن فضلك ابعد إيدك دي خليني أعدي"..


لكم الحائط بقبضة يده يقوه، وتحدث بصوت عالِ للغايه يدل على نفاذ صبره، وشدة غضبه.. 


"انتي دماغك دي بتفكر إزاي.. فووووقي.. تهورك بالكلام دا خلاكي مستهدفه من ناس عايزين يخلصوا عليكي انتي، واي حد تابعك، وانا عايز أساعدك، واحميكي يا هانم".. 


" إسراء " بصراخ.. " لو عايز تساعدني فعلاً يبقي متجبرنيش على الجواز منك، ولو علي الحمايه فالحامي هو ربنا".. 


" يا بني آدمه افهمي.. أنتي مش هينفع تخرجي بره القصر، وبنتك أنا حاطط عليها حراسه هي وعمها ومرات عمها كمان.. لحد ما اكتب عليكي، واجبهالك منه".. 


قالها" فارس" بهدوء رغم شدة غضبه منها.. 


نظرت له بحزم، وتحدثت بأصرار قائله.. 


" انا مش هتجوزك، ولو هفضل هنا في القصر يبقي سبني اشتغل عند الست خديجه ان شاء الله خدامه، وساعتها هبقي تحت حمايتك، واخد مرتب على شغلي أقدر اصرف بيه على أمي وبنتي ويبقي كده كتر الف خيرك أوي.. غير كده يبقي الله الغني عنك وعن خدماتك يا فارس باشا" .. 


ابتعد عنها وهو يرمقها بنظرات منذهله.. عقله غير قادر على الاستيعاب.. ايعقل تلك الساحره ترفض الزواج من " فارس الدمنهوري".. 


دار حول نفسه، وهو يفرك جبهته، ويحاول التحلي بالصبر حتي لا يكسر عظامها.. رفضها له الآن جعل رغبته بها تتضاعف.. نظر لها بابتسامة مصطنعه، وتحدث بهدوء ما يسبق العاصفه قائلاً.. 


"وماله.. موافق يا إسراء.. هتشتغلي هنا في القصر"..


شهقت بصراخ حين جذبها فجأه من خصرها حملها بذراع واحد داخل حضنه حتي أصبحت قدمها لم تعد تلمس الأرض، وبوعيد تابع.. 


"وانا هعرف إزاي اخليكي تبقي ملكي، ومعايا حتي في أحلامك يا ساحره".. 


انتهي البارت.. 


هستني رأيكم حبيباتي.. 


واستغفرو لعلها ساعة استجابة

ال

 البارت ال11..

غرام المغرور..


✍️نسمه مالك✍️..ر يومان.. 


أصبحت "إسراء" بصحه أفضل عن زي قبل بفضل الأهتمام المبالغ فيه من قبل الطبيبات المشرفات على حالتها، وحالة والدتها أيضاً بتعليمات من

استيقظت بنشاط من نومها بالصباح الباكر واتجهت نحو حمامها اختفادت لبعض  دقائق لم تكمل ارتداء ثيابها.. بالكامل


قامت بأداء فرضها بخشوع وقلب ملتاع.. تشتاق لصغيرتها بجنون، ولكنها اتخذت قرارها ستفعل اي شيء وكل شيء حتي توفر لعائلتها الصغيره حياة كريمة مهما كلف منها الأمر..حتي لو على حساب حياتها هي.. 


"صباح الخير يا ضنايا".. 


أردفت بها "الهام" بنبره حانيه، وهي تعتدل جالسه على الفراش.. لتسرع "" إسراء " وتقترب منها تساعدها على النهوض وهي تقول بابتسامة حزينه.. 


" صباح النور يا حبيبتي ".. 


ضيقت" إلهام" عينيها ونظرت لها بشك مردفه.. 


" انتي لابسه كده ورايحه على فين؟!".. 


نظرت لها" إسراء " نظرة يملؤها الأسى وقلة الحيله.. 


لا تعلم من أين تبدأ.. ما يحدث لها لم تكن تتوقعه بيوم.. 


تشعر أنها مغيبه.. لا تمتلك حق الرفض.. خضعت لعرض ذلك الذي تلقبه بالمغرور مجبره.. 


أطبقت جفنيها بقوه كمحاوله لمنع عبراتها من الهبوط، وبتنهيده متألمه قالت.. 


"أنا موافقه اتجوز فارس بيه يا ماما".. 


اعتلت ملامح "إلهام" الدهشه لتغير رأيها المفاجئ، وزحف القلق لقلبها جعلها تتحدث بصوت مرتجف قائله.. 


"انتي غيرتي رأيك ليه؟!.. مش قولتيلي أنك هتشتغلي هنا؟.. صرحيني يا بنتي هو عمل فيكي حاجه يا إسراء لما خدوني عند الست خديجه؟!".. 


حركت" إسراء" رأسها بالنفي، واجابتها قائله.. 


"أهدي يا ماما وأنا هحكيلك.. بس عيزاكي تعرفي أني غيرت رأيي علشانك أنتي وبنتي".. 


ربتت" الهام" على وجنتيها بحنان، وببكاء قالت.. 


" متجيش على نفسك يا بنتي.. متشليش فوق طاقتك، ولينا رب اسمه الكريم قادر يحلها من عنده، وزي ما بيقولوا كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق".. 


رسمت" إسراء" ابتسامه زائفه على محياها، وتحدثت بأسف قائله.. 


" بالظبط كده.. إتفاق.. جوازي من فارس بيه مجرد إتفاق مش أكتر، وهيبقي بعقد ومده محدده كمان أول ما تخلص كل واحد هيروح لحاله".. 


نظرت لها" إلهام" بعدم فهم، وبنفاذ صبر قالت.. 


" انتي بتكلميني بالالغاز.. ما تفهميني يا بنتي تقصدي أيه بكلامك دا؟!".. 


أخذت "إسراء" نفس عميق، وبدأت تخبرها عن ما دار بينها وبين المغرور" فارس".. 


.. فلاش باااااااااااك.. 


"وانا هعرف إزاي اخليكي تبقي ملكي، ومعايا حتي في أحلامك يا ساحره"..


همس بها "فارس" أمام شفتيها وهو يزيد من ضمها 


لصدره بحميميه شديده.. 


يتأملها بعينيه بفتنان.. ساحره هي حتي أثناء غضبها.. تأثره بملامحها الملائكيه، وغضبها الطفولي، ورفضها له يشعل نيران رغبته أكثر وأكثر.. 


حاولت" إسراء" ابعاده عنها بعدما صدمتها جرائته معها جعلتها كمن فقدت النطق ..جاهدت للأفلات من بين يديه لكنها فشلت فشل زريع.. فقد قام بتقيد كلتا يدها بأحكام، ونظر لها بابتسامة لعوب، وتحدث بستمتاع قائلاً.. 


"لازم تتعودي على وضعنا دا.. لأنه من هنا ورايح هيتكرر كتيرررررر أوي".. 


"أنت مجنون"..همست بها "إسراء" بصوت يكاد يسمع، وقد اغرقت عينيها بالعبرات، وبدأ جسدها يرتجف بشدة بين يديه.. 


اختفت ابتسامته، وتحدث بجديه قائلاً.. 


"بيكي.. مجنون بيكي يا إسراء".. 


تحركت بين يديه بهستريه، واعتلي نشيجها.. ليتابع هو بنبرة محذره قائلاً.. 


"اسمعيني كويس احسنلك.. أنتي عجباني ودي حاجه مبتتكررش كتير، وأنا طلبتك بالحلال وانتي رفضتي".. 


صمت لبرهه، ونظر لعينيها الباكيه بعمق، وتابع بأسف.. 


"واللي ميجيش مع فارس الدمنهوري بالرضا يجي بالغصب، وأنا مش عايز أخدك بالغصب يا إسراء".. 


تنقل بعينيه بين ملامحها ببطء حتي توقف بنظره على شفتيها المرتجفه، وتابع بابتسامة ماكره.. 


" عايزك بمزاجك.. فخلينا نتفق إتفاق أنا واثق انه هيعجبك".. 


"طيب سبني الأول".. 


قالتها" إسراء" بنبره راجيه متعمده عدم النظر لعينيه، وملامحها يظهر عليها الاشمئزاز منه مما ازعجه كثيراً .. فصك على أسنانه، وتحدث بغيظ قائلاً.. 


"مستحيل أسيبك، ولما تتكلمي معايا تبصيلي".. 


ضغط على خصرها بعنف محبب مكملاً بأمر .. 


" فاهمه".. 


تأوهت بصوت خفيض فقدته صوابه، وبضعف همست من بين شهقاتها.. 


"فاهمه.. بس سبني أيدي المتعوره وجعتني".. 


خفف يده حولها، وأنزلها من حضنه على مضض،وهو يقول بصرامه.. 


"بما إنك متهوره، ومبتفكريش كويس قبل ما تاخدي اي قرار.. رافضه تتجوزيني ،ومصره أنك تشتغلي هنا أو تمشي من القصر خالص" .. 


مسحت "إسراء" دموعها بعنف، وسيطرت على ارتجاف جسدها ، وتصنعت القوه واردفت بحده.. 


"انا فعلاً همشي من هنا خالص ومش هفضل ولا دقيقه بعد سفالتك معايا دي"..


ابتسم" فارس"بتهكم، وتحدث ببرود قائلاً.. 


"انتي من هتعرفي تخرجي بره اوضتك.. مش بره القصر،وبعدين افتكري مامتك اللي محتاجه عمليه، وبنتك اللي عايزه تأمني مستقبلها، والناس اللي عايزين يخلصوا عليكي..فصدقيني جوازي منك هيفيدك فوق ما تتخيلي".. 


ابتلعت غصه مريره بجوفها، واعتصر قلبها بألم حاد، وبصوت منكسر همست.. 


" انت واحد حقير علشان تستغل ضعفي بالشكل دا".. 


نظر لها نظره جامده للحظات، ومن ثم صرخت بفزع حين قطع المسافه بينه وبينها بخطوه واحده، ومال على وجهها وهم بتقبيلها.. لتصفعه هي على وجنته صفعه عنيفه، وبصراخ تحدثت قائله.. 


"احترم نفسك بقي".. 


جحظت عينيه بصدمة.. انتبهت هي على ما فعلته.. فرمشت بأهدابها ببراءه، وأسرعت بالحديث قائله.. 


"قولي أيه هو الاتفاق يا فارس بيه".. 


شبه ابتسامة ظهرت على محياه حين نظرت له بعينيها أخيراً تستجديه ان يتغاطي عن هذه الصفعه مدمدمه بخوف.. 


"اممم انا مكنتش قصدي أضربك.. دا خدك هو اللي خبط في أيدي".. 


ابتعد عنها موليها ظهره يحاول التحكم بوتيرة غضبه، وبصوت مخيف قال.. 


" انتي متعرفيش أنا عايز اعمل فيكي أيه دلوقتي".. 


نظر لها نظره دبت الزعر بقلبها، وبوعيد تابع.. 


"كله بحسابه يا إسراء،ودلوقتي تسمعي الأتفاق الجديد".. 


وضع يده بجيب سرواله، وتحدث بابتسامة مصطنعه قائلاً.. 


"أنا عايز ولد يشيل اسمي تكوني أنتي أمه سواء قبلتي تتجوزيني أو لا هخلف منك"..


 اتسعت أعين" إسراء" بذهول مقارب للجنون، وشهقت بخجل شديد.. ليتابع هو بلامبالاه.. 


" القرار ليكي.. بس لازم تعرفي أنك هتلاقيني في حضنك في اي وقت،وفي أي مكان".. 


حديثه الجاد، وتهديده الصريح جعلها تدرك انه لا يمزح، ونظرته الهائمه بها تخبرها انه ينتظر بستماته ان ترفض عرضه لينقض عليها الآن كالاسد الجائع.. 


التزمت الصمت قليلاً، ولم تجد أمامها سوا ان توهمه بموافقتها حتي تطمئن على والدتها وصغيرتها.. زفرت بضيق، وبتعقل تحدثت قائله.. 


" موافقه بس بشرط.. تستني عليا 4شهور يكون أبو إسراء الله يرحمه كمل سنه، وأكون انا اطمنت علي ماما، وتخلص  أنت موضوع الناس اللي عايزين يخلصوا مني دول، وكمان لو اتجوزتني دلوقتي هتاكد لاخو جوزي الكلام اللي اتقال عليا.. فخليني اشتغل هنا الاربع شهور دول زي ما قولت لمراته ".. 


تفهم هو ما يدور برأسها.. فرمقها بتهكم وبأصرار قال.. 


"موافق.. كده يبقي هكتب عليكي برضو ومش هندخل ولا نعلن غير بعد 4شهور"..


هبطت دموعها على وجنتيها بغزاره، وبصراخ مقهور قالت.. 


" وانا موافقه".. 


نهاية الفلاش بااااك.. 


" يعني هيكتب عليكي في السر يا إسراء؟! ".. 


قالتها" إلهام " بغضب، وعدم رضا.. 


قبلت "إسراء" يدها، وبتوسل قالت.. 


" ماما عايزاكي تعملي العمليه وتخفي بسرعه وترجعيلي ، وسبيني انا اتصرف مع المغرور دا، واطمني كل حاجه هتعدي.. سواء حلو او وحش كله بيعدي،وانا اهم حاجه عندي دلوقتي أنك تقومي بألف سلامة".. 


......................................... 


"سيد".. 


يتحدث بهاتفه بخوف شديد.. 


" يا معالي الباشا البت جوه قصر الدمنهوري.. مستنين تظهر بره القصر، وهجبلك خبرها".. 


صرخ بأذنه الطرف الأخر بغضب عارم قائلا.. 


" انت متخلف.. دي أكيد قالت لفارس على كل حاجه، وبيخطط لنا دلوقتي ينتقم مننا ازاي، واحنا لازم نسبقه".. 


ازدارد "سيد" لعابه بصعوبه، وبعدم فهم قال.. 


" يعني نعمل ايه يا باشا".. 


صمت الأخر لبرهه، وبأمر قال.. 


" فارس هو اللي لازم يموت مش البت.. خلي رجالتك تنفذ انهارده".. 


ظهرت ابتسامه متسعه على وجه" سيد"، وزفر براحه وهو يقول بحماس.. 


" بس كده هنحتاج رجاله تاني، وفلوس زياده حبيتين تلاته".. 


"كل اللي هتحتاجه هبعتهولك.. بس اقرا خبر موت فارس الدمنهوري بعد ساعه بالكتير".. 


...................................... 


.. أمام شركة الدمنهوري.. 


وصل "فارس" بسيارته.. خلفه سيارات الحراسه التابعه له.. ركض إحدي الحرس، وقام بفتح باب السياره.. ليخرج" فارس" بكامل هيبته، ووقاره وسار خطوه والثانيه وإذا بوابل من الطلقات الناريه انهمرت عليهم بغزاره.. 


تجمعت الحراسه من حوله سريعاً وتبادلو إطلاق النار بمهاره عاليه.. 


ليتفاجئو بعدد كبير من الرجال المسلحين يركضون نحوهم، وبدأ شجار دامي سقط على أثره الكثير من حراسات " فارس" .. 


حتي وصل رجل ضخم البنيه  ل "فارس"،وهم بأطلاق النار عليه.. ليسرع "فارس" بلكمه بقوه حتي سقط سلاحه بعيداً عنه.. 


هجم عليه الرجل بأله حاده يلكمه بوحشيه، وغل وكره دفين..


انتهي البارت.. 


تفاعل قووووووي جددداااااا انزل اللي بعده على طول بإذن الله هو جاهز..

البارت ال12.. 

غرام المغرور.. 

✍️نسمه مالك✍️.. 


عقد!!.


.. تكملة فلاش باااااااااااك.. 


"موافقه".. 

قالتها "إسراء" بصراخ، وهي ترمق "فارس" الذي ينظر لها بابتسامة واسعه تدل على فرحته الغامره،ووضع يده بجيب سرواله أخرج ورقه مطويه.. فتحها ببطء، واقترب من "إسراء" التي تتابع ما يفعله بدهشه.. 


أخفي يده داخل معطفه، واخرج قلم وضعه بيدها، وهو يقول بنبرة صارمة.. 

"أمضى".. 


عقد حاجبيها، وبتساؤل أردفت.. 

"أمضى على أيه؟!".. 

تأمل ملامحها بفتنان، وغمز لها بشقاوه وهو يقول.. 

"عقد جوازنا يا بيبي..عقد شرعي، ومتسجل في الشهر العقاري، وناقص امضتك وبس".. 


تنقلت "إسراء" بعينيها بينه، وبين تلك الورقه التي بيده بصدمه..أيعقل ستصبح زوجة هذا المغرور.. تسارعت دقات قلبها بعنف، وتعالت وتيرة أنفاسها، وبأنفاس متهدجه همست.. 

"أنت أكيد بتهزر!! "..


"لا مبهزرش، وامضي يا إسراء علشان أنا على تكه واحده، وصدقيني هثبتلك بالفعل أني مبهزرش".. 

قالها "فارس" بنبره محذره تحمل بين طياتها الكثير من الرغبه راتها هي بوضوح بعينيه الجريئه.. 


ارتجفت شفتيها، وبصوت هامس قالت مستفسره.. 

"طيب زي ما اتفقنا جوازنا هيكون على ورق بس، وهشتغل هنا لحد ما اطمن على ماما، ومش هنعلن غير لما يعدي أربع شهور زي ما قولتلك".. 


مال برأسه عليها لتتراجع هي برأسها للخلف سريعاً.. تعمق النظر داخل عيونها، وبتهكم واضح على محياه قال.. 

"وتفتكري مرات فارس الدمنهوري ينفع تشتغل خدامه يا ساحره؟!".. 


" دا شرطي يا فارس بيه.. علشان انا عارفه غرضك أيه من جوازك مني كويس أوي ".. 

همست بها بغصه يملؤها الأسى جعلته ضيق عينيه، وتحدث بتساؤل قائلاً.. 

"وايه هو بقي غرضي؟!".. 


ابتسمت ابتسامه زائفه تخفي بها عبراتها التي تجمعت بعينيها، وبهمس مقهور قالت.. 

"انت يا بيه عامل زي اللي داق كل حاجه حلوه في الدنيا، ونفسه جزعت.. فمال لحاجه حادقه.. اللي هي أنا للأسف".. 


مال عليها أكثر حتي لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها الشاحبه، والبارده من شدة خوفها منه، وتحدث من بين أسنانه بغيظ قائلاً.. 

"وانا لو كان دا غرضي كنت قولتلك عايز أخلف منك؟!".. 


صمت لبرهه يحاول السيطرة على وتيرة غضبه من اندفعها، وتهورها بالحديث، وبصوت دب الرعب باوصالها قال.. 

"أمضى احسنلك".. 


"أوعدني الأول".. 

همست بها بصوتها الهامس الرقيق الذي يدغدغ مشاعره، وببطء رفعت عينيها، ونظرت له تستجديه ان يلبي طلبها، وبرجاء أكملت.. 

"أوعدني يا بيه متجبرنيش على حاجه أكتر من كده، وتخليني اشتغل هنا زي ما قولتلك".. 


هبطت دمعه حارقه على وجنتيها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء.. 

"خليني احس بحبة كرامه..بلاش تحسسني أني رخيصه أوي كده"..


اعتلت الدهشه ملامحه،وهو يقول.. 

"رخيصه؟!.. هتبقي حرم فارس الدمنهوري وتقولي رخيصه يا إسراء؟! ".. 


حرك رأسه بيأس من حديثها المتهور، وبنفاذ صبر قال.. 

"أمضى يا إسراء حالاً".. 


"طيب خليها لما اطمن على ماما الأول ".. 

أردفت بها" إسراء " برجاء.. 

نظر لها" فارس" نظره جامده، وتحدث بجديه مصطنعه قائلاً.. 

" وماله.. زي ما تحبي.. بس زي ما قولتلك.. هتلاقيني في حضنك في اي وقت،وفي أي مكان يخطر على بالك".. 


تأملها بجرائه مكملاً بعبث.. 

"مش همنع نفسي عنك، ولا هحرم نفسي منك، وكنت عايز اعمل كده وانتي على زمتي.. بس انتي اهو اللي بترفضي الحلال.. يبقي استحملي شقاوتي يا ساحرتي".. 


" قصدك سافلتك".. 

قالتها" إسراء " ببكاء شديد، وهي تأخذ الورقه، والقلم من يده بعنف، وكتمت أنفاسها وهي تدون أسمها معلنه أنها أصبحت زوجة" فارس الدمنهوري".. 


أنهت امضتها، وبسرعة البرق كانت ركضت مبتعده عنه بعدما قرأت ما يدور بعقله تجاهها.. لتتعالي ضحكاته بستمتاع، وبمكر تحدث قائلاً.. 

" بتجري مني من أولها يا بيبي.. خلاص مبقاش ليكي غير حضني"..


.. نهايه الفلاش بااااك.. 


..صدمة اعتلت ملامح "إلهام" حين رأت توتر وارتباك وحيدتها.. تتهرب بعينيها منها حتي لا تقرأ ما فعلته بهما.. والدتها هي وتعلم ما يدور بذهنها عن ظهر قلب.. 


بيد مرتجفه امسكت ذقنها جعلتها تنظر لها.. لتشهق بصوت خفيض وبذهول همست قائله.. 

"أوعى تقولي انك عملتي كده يا إسراء؟!".. 


أطبقت" إسراء" جفنيها بعنف، وتأوهت بصوت مسموع مردفه بألم يعتصر قلبها ورحها... 

"ااااه يا ماما.. عملت كده"..

نظرت لها بأعين شديدة الاحمرار..ممتلئه بالعبرات تأبي الهبوط، وبتنهيده أكملت.. 

"عشانك انتي وبنتي مضيت عقد مع فارس الدمنهوري"..


اذداردت" الهام" لعابها بصعوبه،وضربت بكف يدها على صدرها، وهي تقول بذهول..

"عقد عرفي يا إسراء؟!"..


ربتت" إسراء " على ركبتها بحنان، وابتسمت لها ابتسامة باهته مغمغمه بخفوت.. 

"شرعي.. اطمني يا ماما.. بس تقدري تقولي هو بالنسبالي عقد شغل أكتر من انه عقد جواز..انتي عارفه انا وفارس بيه مننفعش لبعض اصلاً.. أنا بنسباله نوع جديد مجربوش قبل كده، وعنده فضول يجربوا مش أكتر".. 


"ولما انتي عارفه انه كده.. ايه اللي جبرك على جوازك منه يا بنتي؟!".. 

قالتها" الهام" بصوت متحشرج بالبكاء.. 


صكت" إسراء" على أسنانها بغيظ شديد، وهي تقول.. 

"مرضيش يسبني غير لما يمضيني وإلا كان احححم؟! "..


جحظت أعين" إلهام"، وبخوف همست.. 

" انتو داخلتو كمان يا إسراء؟! ".. 


حركت" إسراء " رأسها بالنفي سريعاً، وهي تقول.. 

"لا لا يا ماما مافيش حاجه من دي حصلت، ولا هتحصل حتي.. بس هو سافل زي ما انتي عارفه، وهددني بسفالته لو ممضتش على العقد"..


أطلقت" إلهام " زفره نزقه، وبهدوء قالت.. 

"يعني دا دلوقتي جواز شرعي ولا عرفي.. فهميني يا بنتي ".. 


"قولتلك انه مجرد عقد بالنسبالي يا ماما، ومش هنعلن عن جوازنا غير لما اطمن عليكي".. 

هبطت دموعها بغزاره وتابعت بحزن.. 

" ويعدي سنه على موت رامي الله يرحمه".. 


وضعت" إلهام" أصابعها أسفل ذقنها، وبسخريه قالت.. 

" وهو سي فارس بتاعك دا هيستني عليكي بسفالته دي؟!.. دا قالهالك صريحه عايز يخلف وريث.. يعني مش هيسيبك غير ما تشيلي منه يا حبيبتي".. 

إسراء " بثقه.. "مش هيحصل".. 


ساد الصمت قليلاً.. قطعته "إلهام" بأمر.. 

" يبقي الناس والدنيا كلها لازم تعرف أنك بقيتي مراته.. علشان الجواز أساسه الاشهار يا إسراء.. مش عايزين الناس تقول علينا حاجه أكتر من كده".. 


ضحكت "إسراء" بصوت عالِ للغايه، ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزاره، وتحدثت بصعوبه من بين ضحكاتها.. 

"الناس.. وهي الناس بتبطل كلام يا ماما..كانوا فين الناس دي وانا وأنتي وبنتي هنموت من الجوع.. 

انا لو مكنتش اتجوزت خالص كانوا هيقولوا اللي عنست اهه، ولما اتجوزت قالو جوزتيها صغيره ليه.. لما جوزي مات قالوا وشي وحش عليه، وستات الحته بقو يخافوا على اجوازهم من إسراء الأرملة، ولو فضلت من غير جواز الكلام هيكتر حواليا، والعين هتبقي عليا، ولو اتجوزت دلوقتي.. هيقولوا اوام وقعت راجل غيره..الناس مش هتسكت ولا تبطل كلام أبداً يا ماما، ولو مشينا وراهم هنقع على جدور رقبتنا والناس برضوا هيدوسو علينا بجزامهم".. 


ضمتها "إلهام" داخل حضنها وقبلت جبهتها مردده ببكاء.. 

" عندك حق يا ضنايا.. أهدي يا حبيبتي.. حقك عليا انا".. 


قبلت" إسراء " يدها مرات متتاليه وهي تقول بلهفه.. 

" حقك عليا انا يا ماما.. مش قصدي اتعصب عليكي يا حبيبتي ".. 


قبلت وجنتيها، وهبت واقفه، وتابعت بمزاح.. 

"سبيني بقي أنزل استلم شغلي في المطبخ اللي قد الحته بتاعتنا كلها، وعايز توكتوك يوصلني لعنده في مغارة فارس بابا اللي مقعدنا فيها دي"..


أنهت جملتها، وسارت نحو باب الغرفه.. ليوقفها صوت "إلهام" تقول بلهفه.. 

" بت يا إسراء".. 

نظرت لها فحركت شفاتيها دون إصدار صوت قائله.. 

" انتي مشلتيش الوسيلة لحد دلوقتي؟!".. 


ابتسمت" إسراء" ابتسامه واسعه، وتنهدت براحه وهي تحرك رأسها لها بالايجاب.. 

.............................. 

.. بأحدي مخازن مصانع الدمنهوري.. 


" هو دا الواحد اللي بعتينه يخلص عليا يا سيد؟! ".. 

قالها "فارس" بصوت جوهري، وهو يخطو من باب  المخزن، ويسير بهيبته بخطوات واثقه حتي اقترب من" سيد" المقيد جيدا بسوط عريض، والظاهر على ملامحه أثار ضرب مبرح.. 


"أبوس رجلك يا فارس باشا.. انا قولتلك اللي أعرفه.. مكنتش أعرف أنهم هيبعتو كل الرجاله دي".. 

قالها "سيد" بصوت متقطع من شدة فزعه.. 


وقف "فارس" أمامه يرمقه بنظرات مشتعله، وبهدوء مريب تحدث قائلاً.. 

"ولسه متعرفش مين اللي مشغلك؟!".. 


"سيد" بضعف.. "والله ما أعرفه يا باشا، ولا عمري شوفته.. اللي بنا كان مجرد أوامر باخدها بالتليفون، وهو اللي كان بيتصل، وكل مره من رقم شكل".. 


ربت "فارس" على كتفه بعنف، واستدار متجه نحو الخارج وهو يقول.. 

"طيب يا أبو السيد هتفضل مع رجلتي هنا لحد ما يبان لك صاحب أو تقابل وجه كريم".. 


صرخ "سيد" بتوسل قائلاً.. 

" أبوس جزمتك يا باشا.. انا غلطان في حقك.. سبني أعيش وانا هبقي خدامك".. 


نظر له" فارس" من فوق كتفه، و ادرف بنبره صارمه موجه حديثه لحرسه الخاص.. 

"عايزه يفضل عايش لحد ما نعرف اللي مشغله.. مفهوم".. 


أنهى جملته، وسار بخطي واسعه للخارج.. 


" فارس باشا.. هجيب لسيادتك دكتور".. 

قالها إحدي الحرس، وهو يفتح له باب سيارته الخلفي.. ليغلقه "فارس"، وفتح الباب الأمامي وجلس بمقعد السائق، وهو يقول بأمر.. 

"لا.. انا رايح القصر.. في دكاتره هناك.. خليك انت هنا وبلغني بكل حاجه اول بأول".. 


"أمرك يا باشا".. 


انطلق "فارس" بسيارته خلفه سيارات الحرس بأقصي سرعه.. هيئته مزريه.. ثيابه ممزقه،وجهه مملوء بكدمات عنيفه،وجرح نافذ ينزف بغزاره بجانب صدره..


أمسك هاتفه وتحدث به برساله صوته قائلاً.. 

"اعمل حسابك كويس لازم أشوفك في أقرب وقت.. خد كل حذرك وهحدد ميعاد وابلغك بيه يا تامر".. 


مرت عدة دقائق، ووقف أمام باب قصره الخارجي، وضغط على بوق السيارة بغضب.. ليسرع إحدي الحرس وقام بفتح الباب على مصراعيه.. ليندفع هو للداخل فجأه بدون مقدمات حتي انه اصتدم بالجدار وتهشم جزء كبير من السيارة..


ارتجل منها،وصفق الباب بقوه كاد أن يهشمه هو الأخر، وسار لداخل القصر بخطوات شبه راكضه..


"فاااارس.. أيه اللي حصلك يا حبيبي"..

صرخت بها "خديجه" ببكاء حاد، وهي تركض عليه وتضمه لحضنها بخوف شديد..


لم يجيبها في الحال.. عينيه تبحث عن ساحرته بلهفه واشتياق لم يشعر به تجاه اي امرأه من قبل.. تهللت أساريره حين لمحها تسير بشرود كعادتها تجاه المطبخ غير منتبها لوجوده..

هرول خلفها،وهو يقول بصوت مجهد يظهر به مدي تعبه.. 

"سبيني دلوقتي يا ديجا، وهحكليك بعدين"..


همت "إسراء" بدخول المطبخ، ولكن يد "فارس" التفت حول خصرها، وحملها داخل حضنه.. ظهرها مقابل صدره،وبسرعة البرق صعد بها الدرج ومن ثم نحو جناحه مباشرةً..


"يا نهاااااااار اسوح ومهبهب عليا وعلى اليوم اللي وقعت فيه في طريقك يا فارس زفت بيه"..

صرخت بها" إسراء" بغضب عارم، وهي تلكمه بكل قوتها، وتركل بقدميها في الهواء حتي تفر من بين يديه..


لكنه لم يتركها إلا بعدما أصبح داخل جناحه الخاص، وأغلق الباب خلفه جيداً.. 


قفزت من بين يديه، واستدارت تنظر له وهمت بالصراخ بوجهه.. لكنها صدمت من هيئته، وشهقت بعنف مردده.. 

" ايه اللي عمل فيك كده؟!".. 


لم يجيبها، ولم يبتعد بعينيه عنها.. بدأ يفتح أزرار قميصه واخد تلو الأخر، وخلعه بألم واضح على ملامحه، ووضعه على جرحه النازف يوقف به الدماء المتدفقه، وبأمر قال.. 

"تعالي يا إسراء.. عايز أحضنك".. 


نظرت له ببلاهه.. كأنها تراه برأسين، وبغضب قالت.. 

" أنت في ايه، ولا في ايه يا بيه؟!".. 


ابتسم لها ابتسامة هادئه، وتحدث بأسف قائلاً .. 

"انا كنت هموت انهارده من غير ما أعرف طعم حضنك أيه.. فقربي مني كده زي الشاطره وهاتي حضن جامد يا مدام فارس".. 


همت" إسراء" بالرد عليه، ولكن طرقات هادئه على باب الجناح يليها صوت إحدي الخدم يتحدث بأحترام شديد.. 

"فارس باشا.. انسه "ديمه" خطيبة سيادتك وصلت تحت ومنهاره جداً".. 


اتسعت أعين" إسراء" بذهول مردده بعدم تصديق.. 

" خطبتك؟! ".. 


انتهي البارت..

تفاعل جبااااااااااااااااااار علشان في حاجه حلوه جداً هتنزا

غرام المغرور

رواية غرام المغرور الفصل الثالث عشر

 روايات نسمه مالك  02 مايو 2021  (13)


 البارت ال13..

غرام المغرور..

✍️نسمه مالك✍️..


..اقتحام قلب..


"إسراء"..


إخلاصها لزوجها المتوفي يعتبر نادراً في وقتنا هذا.. قلبها ينبض بالحب الحقيقي رغم مدة زوجها القصيرة..


فالعلاقات لا تقاس أبداً بطول العشرة، ولكن تقاس بجميل الأثر وجميل الإخلاص والمحبة، فكم من معرفة قصيرة المدى لكنها بجمالها وهدوئها أعمق وأنقي بكثير من أطول معرفة..


أغلقت قلبها على حبها ووفائها وقررت عدم فتحه لأحد مرة أخرى.. بنظرها لن تجد مثل والد طفلتها..


اكتفت بحب والدتها وصغيرتها وتعمدت تنسي نفسها، وتدفن شبابها بيدها.. غافلة عن القدر وما يخبئه لها..


لم تضع في حسبانها انها ستقع بقبضة رجل سيقطحم بعشقه قلبها المغلق..

......................

.. داخل جناح فارس..


تدور "إسراء" حول نفسها بملامح يظهر عليها الصدمة والذهول بعدما استمعت لصوت إحدي العاملين يخبر "فارس" بوصول خطيبته "ديمه" منهارة من شدة خوفها عليه بعدما علمت عن الهجوم المسلح الذي حدث له..


رفعت كف يدها ومسحت على وجهها بعصبيه، وهي تطرد زفرة نزقة من صدرها متمتمه لنفسها بصوت خفيض..

"أنا أيه اللي عملته في نفسي دا ياربي؟!"..


بينما يتابعها "فارس" بهتمام بعدما اعتدل بجلسته بوضع أكثر راحة مستند بظهره على المقعد ورفع قدميه على طاولة أمامه، وقد تناسي أصابته وجروحه البالغه وهو يتأمل جمالها البريئ..


"أنت اتجوزتني وأنت خاطب؟!"..

أردفت بها "إسراء" وهي ترمقه بنظرات منذهله، وبعقلها بدأ يدور ألف سؤال وسؤال إجابتهم جميعاً أنها وقعت تحت سطوة مغرور..


عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت له بملامح جامده رغم تعاطفها مع هيئته المزريه، وجرحه الذي لم يتوقف عن النزيف..


بادلها "فارس" النظرة بأخرى مستمتعه، وغمز لها بشقاوه قائلاً بتساؤل..

"بتغيري عليا ولا أيه؟!"..


ابتسمت بسخريه وهي تقترب منه بخطوات بطيئه وكأنها تسير على إيقاع نبضات قلبه حتي توقفت أمامه مباشرة ومالت برأسها عليه قليلاً..


تنظر لعينيه بكراهيه شديدة ظاهرة عليها بوضوح، وتحدثت من أسفل أسنانها قائله..

"أغير عليك ايه وزفت أيه يا فارس بيه!!..أنت مش واخد بالك أنك مش نازلي من زور يا مغرور"..


أين هذا المغرور هو فقط يتأمل ملامحها الرقيقه التي تروقه وتثير جنونه بدقة وأفتنان..


اعتدلت بوقفتها، ونفخت بضيق مكمله بنفاذ صبر..

"ذنبها أيه خطبتك دي تظلمها معاك وذنبي أنا أيه علشان تتجوزني عليها؟!"..


شهقت بفزع حين جذبها من يدها ببعض العنف.. فختل توازنها وسقطت على قدميه..


حاولت الفرار منه.. لكنه حاوطها بيده السليمه، وضمها لصدره بقوة.. مستند بجبهته على جبهتها، وتحدث بأنفاس متلاحقه تدل على شدة تعبه..

"ذنبك أنك بقيتي غرامي يا إسراء"..


تنقل بنظره بين شفاتيها وعينيها وتابع بتلذذ..

"بقيتي غرام المغرور يا ساحرتي"..


انبلجت ابتسامة ماكرة حين شعر بأرتجاف جسدها بين يديه فظن انه استطاع التأثير عليها وأنها على وشك الخضوع لوسامته الشديدة كحال معظم النساء معه..


لتتلاشي ابتسامتة وتحل مكانها الصدمة حين دفعته بعيداً عنها بكل قوتها غير عابئه لجرحه النازف جعلته يتأوه بصوت عالِ، وهبت واقفه أمامه وتحدثت بغضب، ونبرة محذرة قائله..

"أنا مش غرامك ولا هكون في يوم من الأيام، وأظن أن جوازنا دا مجرد إتفاق أو عقد بمدة محدده يا فارس بيه، وأنت وافقت عليه.. فبلاش شغل النحنحه دا علشان مش هياكل معايا، ولا هيخليني أغير اتفاقي معاك"..


توقفت عن الحديث وبدأ يظهر عليها التوتر والفزع وهي تراه يأن بألم حاد، وقد إزداد نزيف جرحه..

عضت على شفتيها وأصبحت في حيرة من أمرها بعدما تحطم جمودها وقوتها الزائفه وهي تري مدي تدهور حالته..


حاولت رسم اللامبالاه على محياها، وتحدثت بأسف وصوت جاهدت على إخراجه طبيعي لكنه خرج مرتعش من شدة قلقها..

"وبعدين انت أيه اللي شلفطك على الآخر كده، ومروحتش المستشفى ليه بجرحك اللي عمال ينزف دا قبل ما دمك يتصفي، ولا غرورك مخليك مش عايز تتنازل وحد من البشر يعالجك"..


عادت ابتسامتة تزين ملامحه الشاحبه حين لمح خوفها عليه ظاهر عليها، ورفع رأسه نظر لها بعينيه الجريئه المجهدة، وتحدث بصوته الرجولي ذو البحه المميزه قائلاً..

"جيت على هنا علشان في دكاتره هنا في القصر ولا نسيتي، ومتخفيش عليا أنا واخد على كده، ومش أول مره أتعور وأنزف"..


غمز لها وتابع بوقاحة..

" لما تاخدي عليا شوية كمان هوريكي كل الإصابات والرصاص اللي في جسمي واخليكي تعالجيني بنفسك من أول وجديد"..


جحظت عينيها على آخرهم من مخزي حديثه الجريئ، وحركت رأسها بيأس وهي تجز على أسنانها بغيظ مردفه..

" سافل حتي وانت تعبان؟!.. أنا مش هعلجك لا أنا هعيد تربيتك من أول وجديد"..


رمقته بنظرة حارقة، وسارت نحو باب الجناح وتابعت بحدة قائله..

"أنا هروح المطبخ أكمل شغلي، وابعتلك الدكاتره بتوعك يمكن يشوفوا علاج لوقاحتك ولسانك اللي عايز أصه دا هو كمان يا فارس بيه"..


"مافيش خروج من باب الجناح قبل ما أحضنك يا إسراء"..

قالها" فارس" بأصرار مريب وهو يقوم بربط جرحه بكنزته بعدما قام بخلعها وظل بجزعه العاري..


صكت" إسراء" بأسنانها كادت ان تحطمهم، وحدثت نفسها بغضب عارم قائله..

" ياربي اييييه البني آدم البارد دا.. في حياتي ماشوفتش كمية سفالة وبرود بالشكل دا"..


استجمع" فارس" قوته، وهب واقفاً وبدأ يسير بخطوات متعبه لكنها متزنه.. استمعت "إسراء" لخطوات قدمه فنقطعت أنفاسها، وركضت مسرعة مبتعده عنه..


"أهدي مش هحضنك غصب إلا لو انتي جبرتيني على كده.. أنا هجيب حاجه اشربها تفوقني شوية علشان استمتع بحضنك اللي كنت هتحرم منه للأبد من قبل حتي ما أدوقه"..

قالها وهو يفتح ثلاجة صغيرة بإحدى جوانب الغرفة، وأخذ منها زجاجة غريبة الشكل..


عقدت "إسراء" حاجبيها وهي تمعن النظر لتلك الزجاجة، ومن ثم شهقت بقوة وهي تقول بعدم تصديق..

" خمرة؟!.. بتشرب خمرة يا فارس بيه؟! "..


سكب فارس كأس مملوء، وتناوله على مرة واحدة مردداً..

"دي شمبانيا يا بيبي.. تعالي خدي كاس هتعجبك أوي صدقيني"..

نهي جملته، وسكب كأس أخر ومد يده لها به..


نظرت له لأول مرة تتأمل هيئته بتفحص..تود رؤية الوجه الأخر لذلك المغرور الذي يخفيه خلف صرامته الشديدة..


عينيه بهما حزن دفين،ملامحه رغم وسامتها إلا أنها قاسيه.. يبدو كمن يقف بين نارين رغم أن الطريق أمامه إلا انه لا يمكنه السير بعيد عن تلك النيران..


نظرته لها نظرة غريق يستجديها ان تنقذه.. يريد المساعدة ويد العون التي تساعده على السير بل الركض بعيداً عن النيران قبل أن تحرقه..


حسمت أمرها بعدما تردد بذهنها لما لا تكن هي تلك اليد، وتدفعه للطريق الصحيح وتفوز بالأجر والثواب؟!..


أخذت نفس عميق واقتربت منه وهي تقول بتعقل..

"القصر دا في حاجات كتير أوي عايزه تتغير من أول الينيفورم العريان بتاع البنات اللي شاغلين هنا"..


أخذت من يده الكأس والزجاجة بهدوء ووضعتهم على الطاوله، ونظرت له وتابعت بشفقه..

"لحد اللي مشاغلهم اللي هو انت يا فارس بيه"..


صمتت لبرهه، وأكملت بتساؤل قائله..

"هتسمحلي أغير اللي شيفاه غلط؟!"..


اقترب هو منها حتى وقف أمامها مباشرة بينهما خطوة واحده.. فتراجعت هي للخلف خطوتين حين مال برأسه عليها، ونظر لعينيها بلهفه ظاهرة مغمغماً..

" هسمحلك.. أنتي الوحيده اللي مسموحلك تعملي اي حاجه في القصر وصاحب القصر يا سيدة القصر"..


أطبقت جفنيها بعنف، ونفخت بضيق، وفتحت عينيها وتحدثت بنفاذ صبر دون النظر له..

"طيب ممكن تفتحلي الباب علشان اتنيل أخرج أشوف شغلي، وكمان انت راجل خاطب، وخطبتك تحت وممكن تطلع في أي لحظه، ومينفعش تطلع تلاقيني معاك هنا"..


" مينفعش ليه؟!.. أنتي مراتي، ولو طلعت هقولها كده"..

أردف بها وهو يقترب منها بابتسامة عابثه، وهي تتراجع للخلف، وبنبرة راجية تابع..

" ويله بقي تعالي في حضني، وصدقيني لو جربتيه هتدمنيه"..


رفعت كف يدها، وأشارت له أن يتوقف، وتحدثت بتقطع من شدة خجلها وغضبها قائله..

" فارس بيه من فضلك التزم باتفاقك معايا، ولازم تعرف إني مش هقدر أكون لك زوجه بالسهوله دي.. لأني لسه بعشق جوزي الله يرحم؟! "..


صرخت بصوت خفيض حين سحبها من خصرها فجأه لداخل صدره، وضمها بكلتا يديه لصقها به، وقد استطاعت الخمرة إخفاء ألم جرحه قليلاً..


توهجت وجنتيها حين استشعرت ملمس جسده على يدها وهي تدفعه عنها بضعف بعدما تملك منها خوفها من نظرته الحارقه،وانفاسه الساخنه التي تلفح بشرتها وتدل على شدة غضبه..


"احضنيني"..

همس بها بنبرة أمره، ومحذرة بأن واحد لا تحتمل النقاش.. رفعت عينيها ببطء ونظرت له لتندهش من لمعة عينيه الغاضبه بالعبرات.. يستجديها ان تضمه لتتفادي بركان غضبه حتي لا ينفجر، وستكون أول من يطولها..


"مش هقولها تاني يا إسراء"..

همس بها وهو ينظر داخل عينيها بعمق غلفه الإشتياق الشديد..


هبطت عبراتها على وجنتيها بغزاره، وحركت رأسها بالنفي عدة مرات وهي تردد بصعوبة من بين شهقاتها..

"مش هقدر.. والله ما هقدر"..


سارت بيدها على يده حتي أمسكت قبضته التي تعتصر خصرها، وحاولت دفعها عنها وهي تقول بتوسل..

"سبني يا بيه الله لا يسيئك"..


"مستحيل أسيبك يا إسراء.. أنتي مش عارفه أنتي بالنسبالي أيه، ولا عارفه أنا مستني اللحظه دي بقالي أد أيه"..

قالها" فارس" وهو يضمها له أكثر، وتابع بابتسامة وفرحة غامرة قائلاً..

"بقولك انهارده كنت هموت وربنا كتبلي عمر جديد، وعايز اعيشه كل لحظه معاكي أنتي.. جوه حضنك أنتي قبل ما اتقتل يا إسراء "..


اتسعت عينيها بصدمة من جملته الأخيرة.. ليحرك رأسه هو بالايجاب، وبأسف أكمل..

" ايوة اتقتل.. ليا أعداء مش هترتاحو غير لما يقتلوني، وشكلي كده هخليهم يوصلوا لهدفهم.. علشان لو قتلوني هيشلوكي من دماغهم، وهتبقي أنتي في أمان"..


انعقد لسانها لم تستطيع النطق بحرف واحد.. أيعقل سيضحي بحياته لأجلها؟!..نظرت له بشرود متمتمه ببكاء دون وعي..

"تتقتل وأبقى أرملة للمرة التانيه؟! "..


ابتسم لها ابتسامة حزينة، وبتنهيده قال..

"ما انا عايز أخلف منك ولد علشان ابقي مطمن عليكي، ومتبقيش لوحدك انتي و إسراء الصغيرة"..


أمسك يديها، ولفها حول رقبته، وضمها بقوه دافناً وجهه بعنقها مستغل شرودها، وبتأكيد تابع..

" أول ما تحملي مني هسبهم يقتلوني، واريحك مني ومن غروري للأبد يا ساحرة"..


"مش هيحصل"..

قالتها" إسراء" وهي تتحرك بهستريه داخل حضنه كمحاوله منها للإبتعاد عنه، ونظرت له وتابعت بثقه..

"لو قتلك واقف على حملي.. فطمن انا مش هحمل منك يا فارس بيه"..


رفعت يدها، وامسكت لحيته بين أصابعها وتابعت بابتسامة مصطنعه..

" قولتلك في حاجات كتير عايزه تتغير في القصر دا.. سبني خليني ابدأ اغيرها من انهارده"..


أبتسم "فارس" ابتسامة عريضه حين رأي مدي قلقها، وخوفها عليه يملئ عينيها.. أو أقنع نفسه انه رأهما، وتنقل بنظرة لشفتيها، ومال عليها بوجهه وهم بغمرهما بقبلة عاشقة.. لتفر هي من بين يديه مسرعة نحو باب الجناح وبرجاء قالت..

" افتح الباب يا بيه؟! "..


رفعت يدها وضعتها على فمها تكتم شهقتها حين دوي صوت أنثى باكية تطرق على الباب بقوة مرددة..

"فارس افتح حبيبي .. افتح انا هموت من قلقي عليك"..

........................................

.. بمنزل تامر..


تجلس "إيمان" بجوار زوجها حاملة "إسراء" الصغيرة النائمة على قدمها.. تستمع لما يقوله لها زوجها بصدمه وذهول وبعدم تصديق تحدثت قائله..

"انت بتقول ايه يا تامر؟!..عايز تفهمني ان كل اللي كنت بتعمله معايا ومع إسراء مرات أخوك والبهدله اللي بهدلتهلنا كانت إتفاق بينك وبين اللي اسمه فارس الدمنهوري دا؟! "..


أشار لها "تامر" بالصمت وبهمس قال..

"وطي صوتك الحطان لها ودان"..

صمت لبرهه، وتابع بأسف..

"ايوة يا ايمان،وفارس بيه من يوم وفاة رامي اخويا الله يرحمه، وعينه كانت على إسراء وبنتها، وكل اللي حصل دا من تخطيطه علشان يخلي إسراء تروحله برجلها ويقدر يحميها من اللي قتلو جوزها"..


"لا دا انت تحكيلي كل حاجه بالتفصيل"..

قالتها" إيمان" بأصرار شديد..

هب "تامر" واقفاً وتحدث بستعجال قائلاً..

" مش وقته.. لازم أروح لفارس بيه عايز يشوفني ضروري.. ادعيلي محدش يشوفني وانا معاه، ولو رجعت هحكيلك على كل حاجه "..


" إيمان".. ببكاء حاد.." لو رجعت أيه.. انا مش هسيبك تخرج يا تامر.. أكيد انت متراقب، وانا معنديش استعداد أخسرك "..


ضمها "تامر" لحضنه مقبلاً رأسها وبابتسامة تحدث..

"لسه بتحبيني يا ايمان بعد كل اللي عملته معاكي؟! "..


" إيمان ".. " وعمري ما هبطل أحبك..انت كنت بتعمل كده وليك عذر يا تامر"..


"يعلم ربنا إني عملت كده من خوفي عليكي وعلي مرات اخويا وبنته، ودلوقتي لازم أروح يا ايمان مدام قالي عايز يشوفني يبقي الموضوع مهم وخطير ولازم أروح"..


انتهي البارت..

رأيكم يهمني يا بنات..

واستغفرو لعلها ساعة استجابة.. 

غرام المغرور

غرام المغرور البارت الرابع عشر

 روايات نسمه مالك  17 مايو 2021  (13)


 

البارت ال14..

غرام المغرور..

✍️نسمه مالك✍️..


..قناعة!!..


ركضت "إسراء" مبتعدة عن باب الغرفة تبحث عن مخرج آخر تحت أنظار "فارس" المندهشه من رد فعلها..

"أهدي يا بيبي دا أنتي مرات فارس الدمنهوري يعني متخفيش من أي حاجة ولا أي حد"..


أردف بها "فارس" وهو يسير نحو الباب التي لم تتوقف خطيبته "ديمه" بالطرق عليه، وهم بفتحه.. لتهرول إليه "إسراء" وتمسك كف يده الضخمة بيدها الصغيرة، وجذبته بعيداً عن الباب قبل أن يفتحه وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع..

"يا بيه محدش يعرف أني مراتك، وخطيبتك لو عرفت أكيد هتنقهر وأنا ميرضنيش أكون سبب في قهرة ست زيي، وكمان مش عايزة حد يبصلي بصه مش كويسه..فخليني أخرج من غير ما حد يشوفني وخصوصاً خطيبتك اللي مفحومة من العياط برة دي"..


لم تجد منه رد على حديثها.. فقد ينظر لها بابتسامة حالمة.. ضيقت عينيها ونظرت له بستغراب.. لتشعر بيده تحتضن يدها ويضغط عليها بقوة محببه.. انتبهت لحالها وأنها هي من تمسك بيده فأسرعت بسحب يدها منه ببعض العنف، وتابعت بنفاذ صبر..

" في زفت باب تاني أخرج منه؟!"..


"خليكي معايا..متخرجيش"..

همس بها "فارس" بنبرة راجية.. بل متوسله وهو يتمعن النظر لملامحها الرقيقه بهيام..


حركت "إسراء" رأسها بالنفي، وببوادر بكاد همست..

"بحلفك بالله سبني أخرج.. أنا مش هستحمل أكون سبب في كسر خاطر حد.. كسرة الخاطر بتجلب المخاطر"..


دموعها أجبرته على الخضوع لطلبها على مضض.. نفخ بضيق، وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وبلحظة كان حاوطها بذراعه السليمه، واضعها على كتفيها رغم اعتراضها، وسار بها نحو مرآه كبيرة معلقة على إحدي جدران الغرفة..ضغط على جزء منها فتحركت من مكانها، لتجحظ أعين" إسراء" حين ظهر باب سري يؤدي إلى حمام الغرفة التي خصصها لها..


رمقته بنظرة حارقة، وضربت الأرض بقدميها بغيظ وهي تخطو لداخل الحمام، وهمست من أسفل أسنانها..

"المرايه دي بتظهر اللي في الحمام من عندك مش كده؟!"..


ابتسم "فارس" بتساع وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب، وببراءه مصطنعه تحدث..

"بس اطمني يابيبي انا ماكنتش ببص علي حد غيرك أنتي بس"..


"أبو سفالتك يا أخي.. اقفل الزفت دا"..

أردفت بها "إسراء" بغيظ وغضب شديد وهي تمسك بيدها إحدي زجاجات سائل الاستحمام وتقذفه بها لكنه تفادها بمهاره،و القي لها قبلة بالهواء قبل أن تنغلق المرآه مرة أخرى ليظهر عندها هذا الباب على هيئة مرآه..


"كان بيبص عليا وأنا في الحمام الوقح اللي ماشفش تربيه دقيقة واحده"..

تمتمت بها لنفسها ببكاء، وهي تسير لخارج الحمام.. لتقفز بفزع حين شهقت والدتها بقوة مردفة بذهول..

"بسم الله الرحمن الرحيم.. بت يا إسراء أنتي طلعتي منين يابت؟!"..


لمحت على ثيابها أثار دماء فتابعت بخوف ولهفه..

" وأيه الدم اللي على هدومك دا يا بنتي"..


اقتربت منها "إسراء" وارتمت بحضنها وتحدثت بهدود قائله..

"متخفيش يا ماما..دا مش دمي.. دا دم فارس زفت بيه السافل"..


ضربت" إلهام" على صدرها بكف يدها، وببكاء قالت..

" يالهوي قتلتيه يا إسراء؟!.. ليه كده يا بنتي..عمل فيكي ايه علشان تقتليه.. ياخسارة شبابك يا ضنايا؟!"..


ربتت" إسراء" على يدها بحنان وتحدثت بصوت عالِ قليلاً قائله..

"ياااا مامااااا اقتل مين بس.. ما هو زي القرد في أوضته"..


بكت بصطناع وأكملت محدثه نفسها..

"رغم أنه يستاهل والله اخلص عليه اللي عمال يقولي يا بيَبي وطلع وقح وبيبص عليا وأنا "..


ضمتها "إلهام" بحب وتحدثت بتساؤل قائله..

"طيب فهميني أيه اللي حصل، وشكلك معيطه ليه يا قلب أمك"..


تمسكت بها "إسراء" بكل قوتها، وبدأت تبكي بنحيب مردده من بين شهقاتها الحادة..

" بنتي و رامي واحشوني أوي يا ماما"..


بكت" إلهام" لبكائها، وبشتياق قالت..

" ومين سمعك.. البت بنتك واخده قلبي معاها يا إسراء.. ربنا يردها لحضنك يا ضنايا، ويبرد قلبك ويعوضك خير عن كل الوجع اللي شوفتيه في حياتك يا بنتي"..


"مافيش حاجة تعوضني عن رامي أبو بنتي وحب عمري يا ماما"..

همست بها وهي تعتدل جالسة ونظرت لوالدتها، وتابعت بتنهيده حزينه..

"انتي عارفة يا ماما برغم ان رامي كان علي اد حاله في كل حاجة بس كانت راحة البال والرضا والقناعة ملين حياتنا بركة"..


دارت بعينيها للغرفة الفاخمه التي تفوق منزلها اتساع وضحكت ساخرة..

" شوفي فارس بيه دا عايش في قصر عامل إزاي وعنده حرس اد أيه وجاي من شوية دمة سايح بعد ما ناس طلعوا عليه رنوه علقة معتبرة"..


" إلهام ".. " لا حول ولا قوة الا بالله .. ليه يعملوا فيه كده بس"..


اجابتها "إسراء" بأسف..

"بيقول عنده أعداء عايزه تقتله.. اهو اللي زي دا تلاقيه مبينمش، ولا عمره عرف يعني اية راحة البال رغم كل فلوسه ونفوذة دي كلها"..


نظرت لها" الهام" وابتسمت بعبث وتحدثت بجديه مصطنعة..

"هو صحيح جريئ شويتين تلاته بس تصدقي صعب عليا يا بت يا أم إسراء، وشكله كده هيصعب عليكي انتى كمان وقلبك هيمله"..


هبت" إسراء" واقفه ومسحت عبراتها وسارت نحو باب الغرفة وهي تقول بثقه..

"قلبي انا قفلته، وعمره ما هيميل لحد بعد رامي الله يرحمه"..


أنهت جملتها، وفتحت الباب وتابعت قبل أن تخطو للخارج..

" انا هروح أكمل شغلي في المطبخ وهطلعلك على أذان المغرب علشان أساعدك تتوضي.. ادعيلي من قلبك يا ماما بنتي ترجع لحضني"..


رفعت" إلهام" يدها للسماء وبدأت تدعو من صميم قلبها مردده..

" ربنا يلم شملك انتي وبنتك، ويريح قلبك ويسعدك ويرزقك الفرح والهنا مع اللي يستحقك يا إسراء يا بنتي"..


بينما تسير" إسراء" الباكية تنظر لفخامة القصر حولها وتتذكر شقتها الصغيرة وزوجها الخلوق..


رغم أنه لم يكن أفضل من غيره، ولكنه جعلها تملك قناعة قوية تجعلها ترفض مقارنتة بأحد..


بنظرها السعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان..


فالقناعة خير من الغنى. في العالم كثيرون ممن يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة..


فإذا كان هذا ال "فارس" غني بأمواله.. فهي تري أنها اغني منه.. يكفي انها تملك ” غنى النفس ” تشعر أنها غنيه بنفسها وليس بما تملك.. تستمد قيمتها من نفسها..

فمن لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً..


اغمضت عينيها ببطء لتهبط دمعة حارقة على وجنتيها حين تردد بذهنها جملة كانت تقولها لزوجها دوماً..

"إذا طلبت العِزَّ فاطلبه بالطاعة، وإذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فمن أطاع الله عز وجل  نصره، ومن لزم القناعة زال فقره"..


وقفت أمام باب المطبخ وجففت عبراتها، ورسمت الصارمة والحزم على ملامحها الرقيقه، وخطت للداخل بخطوات ثابته..


تنقلت بنظرها بين الفتيات العاملات بملابسهن القصيره للغايه تصل بالكاد لمنتصف فخذهمن، وتحدثت بجديه، وهدوء بأن واحد قائله..

"الكل يسيب اللي في ايده بعد إذنكم خليني اخد مقاستكم للينيفورم الجديد"


اقتربت منها "صابرين" مديرة المطبخ، وهي ترمقها بنظرات ناريه حاقدة وتحدثت بتعالي وتكبر مردفة..

"وأنتي تبقي مين علشان تاخدي مقاسنا؟!"..


"أبقى اسألي اللي مشاغلك، وهاتيلي حاجه يا شابة اخد بيها مقاستكم"..

قالتها" إسراء" وهي تربت على كتفها بقليل من العنف..


" أنتي مش هتعملي اي حاجة قبل ما اسأل فارس باشا بنفسي يا بتاعه أنتي"..

قالتها "صابرين" وهي تسير لخارج المطبخ قاصدة جناح فارس الساحرة..

..........................

.. تامر..

يجلس على إحدي المقاهي بعدما ظل يسير لأكثر من ساعتين يحاول الفرار من مراقبينه ولكن جميع محاولاته فشلت..


فقد تفاجئ بأكثر من سيارة تسير خلفه.. أخرج هاتفه وطلب إحدي الأرقام وأنتظر الرد وهو يحدث نفسه بأسف..

"كده مش هعرف اجيلك يا فارس باشا"..


"تامر.. أنت فين يا حبيبي؟!.. طمنيني عليك.. أنت كويس"..

أردفت بها "إيمان" بلهفه شديدة..


"تامر" بابتسامة.. "أنا كويس متخفيش.. طمنيني انتي و إسراء عاملين ايه؟! "..


"إيمان".. "إحنا بخير طول ما انت بخير.. شكل مشوارك منفعش"..


" تامر"بأسف.." لا منفعش وشكله مش هينفع الليله وبكلمك علشان تحضري الغدا.. انا جاي في الطريق.. شوفي لو عايزه حاجة اجبهالك وأنا جاي"..


"إيمان" بفرحة غامرة فقد عاد لها زوجها الحنون بطبعه الهين اللين.." عايزه سلامتك وبس يا حبيبي.. متتاخرش علينا"..


" تامر".. "ان شاء الله مسافة السكة.. مع السلامة "..


أغلق معها، وهب واقفاً ووضع يده بجيب سرواله وأخرج بعض النقود وضعهم على الطاولة، وسار نحو منزله وهو ممسك بهاتفه يكتب بها رسالة نصها..

"أنا معرفتش أخلع من اللي مراقبني.. هستني منك رسالة يا باشا تقولي هنعمل أيه"..


فور تأكده من وصولها قام بمسحها في الحال..

...............................

.. بجناح فارس..

بعدما قاموا الأطباء بمعالجة جروحه.. يقف أسفل الميه التي تنهمر عليه بغزاره ينعم بحمام بارد يساعده على الراحة قليلاً من الذكريات التي تداهمه قبل أكثر من عام مضي..


.. فلاش باااااااااااك..

يجلس بمكتب شركته ينظر لشاشة كبيرة تظهر جميع العاملين بالصوت والصورة..


يقف بجواره إحدي العاملين ويتحدث بأحترام شديد قائلاً..

"فارس باشا جالنا معلومات ان في موظف عايز يوصل لسيادتك بأي طريقة بيقول عنده معلومات خطيرة عايز يقولها لمعاليك"..


"وريني شكله ايه الموظف دا؟!"..

قالها "فارس" وهو يشير له على الشاشة أمامه..


أسرع العامل بالظغط على جهاز التحكم بالشاشة ليظهر "رامي" يقف بأحدي الجوانب ممسك هاتفه يتحدث به بوجه يظهر عليه التوتر، والقلق والخوف..

"هو دا يا فندم"..


" فارس".. بأمر.." عايز اسمع بيقول ايه، وخلي واحد من رجالتنا تراقبه زي ضله"..


"إحنا فعلاً مراقبينه وسيادتك تقدر تسمع هو بيقول ايه من على تليفوني.. واحد من رجالتنا يبقي أقرب أصحابه وبيسجله النفس اللي بيتنفسه"..


اخذ "فارس" الهاتف وبدأ يستمع بتركيز ل" رامي" الذي لم يكن  يحدث سوا زوجته،وكانت أول كلمة استمع لها هي إسمها الذي راقه كثيراً..


" إسراء.. أنتي رزقي الحلو في الحياة.. زي ما قال رسولنا الكريم الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.. واحدة غيرك كانت شجعتني على الغلط وخلتني أقبل الرشوة واسكت عن الحق.. لكن أنتي أصيلة.. بترفضي ملايين هكسبها بالحرام، وراضية تعيشي معايا بملاليم بالحلال..اللي زيك قربوا ينقرضو يا أحلى إسراء.. ربنا ميحرمنيش منك"..


حديثه جعل الدهشه والذهول تعتلي ملامحه.. أيعقل مازال يوجد نساء من هذه النوعية؟!..شئ ما بداخله تمني ان يكون بمكان هذا الرجل الذي فاز بزوجة كهذه..دفعه فضوله لرؤيتها..


فنظر للعامل الواقف بجواره، وتحدث بأمر قائلاً..

" تجبلي كل المعلومات عنه هو وكل أسرته وأولهم مراته"..

.. نهايه الفلاش بااااك..


"من أول لحظة شوفتك فيها وأنتي سحرتيني واتمنيتك تكوني ليا يا ساحرة"..

تمتم بها "فارس" وهو يغلق صنبور المياه، وغادر حوض الاستحمام بعدما جذب منشفة كبيرة لفها حول خصرة، وأخرى يجفف بها خصلات شعره الحريريه، وسار لخارج الحمام متجه نحو غرفة الملابس..


لينصدم ب "ديمه" التي ألقت نفسها داخل حضنه وضمته بحميميه مردده..

" كنت سبتني أساعدك وانت بتاخذ الشور بتاعك يا حبيبي"..


بعدها عنه بضيق، وتحدث بغضب..

"ديمه فوقي لنفسك بقي أنتي مش صغيره ولا مراهقه على حركاتك دي، ويله اخرجي خليني البس هدومي عندي مشوار مهم"..


صكت على أسنانها، وتحدثت بهدوء رغم غيظها..

"مكنتش سنه دي اللي انا اكبر منك فيها يا فارس علشان تزلني بيها كل شويه"..

عقدت يديها أمام صدرها، وتحدثت بحاجب مرفوع..

" ومن أمتي وانت بتخرجني من اوضتك وانت بتغير هدومك؟! "..


أعطاها ظهره، وأمسك سيجاره الفاخر اشعله وتناوله، وزفره على مهل وهو يقول..

"من انهارده، وعايزك تفتكري ان اللي بنا مجرد بسنس علشان شكلك نسيتي، وكمان انتي عارفه اني مبعدش كلمتي مرتين"..


جملته الأخيرة كانت تحذير لها بأن تغادر جناحه على الفور.. لم تجد أمامها غير الانصياع لأوامره كعادتها،وسارت مسرعه نحو الخارج بخطوات غاضبه قبل أن يلقيها هو بالخارج..


نظر لاثارها بجمود، وارتدي ثيابه المكونه من قميص أبيض، وسروال من الجينز قاتم اللون، وخذاء رياضي بلون القميص .. صفف شعره بعنايه، ونثر عطره ذات الرائحه المثيرة بسخاء، وأمسك هاتفه تفحصه لبرهه مدمدماً..

"اممم كنت عارف أنهم مش هيبطلو يرقبوك يا تامر.. كده يبقي أنا اللي هروحلك.. مش هينفع اسيب البنت بعيده عن إسراء أكتر من كده"..


طرقات متتاليه على باب الجناح جعلته يتحدث بقلق قائلاً..

"ادخل"..

اندفعت "صابرين" نحو الداخل، واقتربت منه وقفت أمامه وتحدثت بغضب هادئ قائله..

"فارس باشا البنت الجديده اللي إسمها إسراء شايفه نفسها علينا كلنا، وعايزه تغير الينيفورم بتاعنا كمان علي مزاجها وبتقول ان سيادتك اللي قولتلها"..


سار "فارس" لخارج الغرفة وهو يقول بأمر.. "تعالي ورايا"..

ابتسمت" صابرين" بنتصار وهرولت خلفه ظناً منها انه سيقوم بتوبيخ "إسراء" كما يفعل مع كل من تشكو له منه..


" كل اللي في القصر يجمع عندي هنا حالاً "..

قالها" فارس" بصوت جوهري..جعل جميع العاملين يقفون أمامه صف واحد بأقل من لحظه..خافضين رؤوسهم باحترام..


تنقل بنظره بينهم حتي توقف بعينيه على ساحرته، وبدأ يسير ببطء حولهم، وهو يقول بصرامه..

"من انهارده في نظام جديد هتمشو عليه"..


وقف خلف" إسراء" مباشرة وابتسم بخبث، ورفع يده وسار بأصابعه على ظهرها صعوداً وهبوطاً.. اتسعت عينيها على أخرها، وتسارعت دقات قلبها بجنون ، وتحول وجهها لكتله حمراء من شدة خجلها..


ليتابع هو بصوته الحازم ويده لم تبتعد عن ظهرها.. بل تعمق أكثر وبدأ يفتح سحاب فستانها ببطء مريب..

"قوليلهم ايه هو النظام يا إسراء"..


أي "إسراء" فقد أصبحت بحاله يرثي لها.. أوشكت حقاً على الإغماء، وبعدم تصديق تحدث نفسها..

"لا انا بيتهيألي أكيد هو مش وقح لدرجاتي"..

استجمعت قوتها بعدما اوهمت نفسها ان ما يفعله ليس حقيقي، وتحدثت بهدوء عكس ما بداخلها من بركان غضب..

"ممنوع اللبس العريان، ممنوع العمل في وقت الصلاة.. أول ما الآذان يأذن كلو يسيب الشغل اللي في ايده ويصلي فرضه ويرجع يكمل شغل.. ممنوع اي نوع من الخمور تدخل القصر نهائي"..


أغلق سحاب فستانها، وهو يقول..

"اللي قالته إسراء دلوقتي، واي حاجه تقولها تتنفذ بالحرف بدون نقاش.. مفهوم"..

اجابه جميع العاملين بنفس واحد.." مفهوم يا فارس باشا "..


"كل واحد على شغله يله"..

قالها" فارس" بصوت عالِ نسبياً يظهر به لهم انه غاضب للغايه الآن .. بينما هو اكثر من سعيد.. هرول الجميع على أعمالهم.. انتظر هو حتي تأكد من عدم وجود أحد، وركض خلف ساحرته التي أوشكت على الوصول للمطبخ، وانتشلها داخل حضنه ظهرها مقابل صدره، ومال على وجنتيها قبلها بعمق مردداً بفتنان..

"ينفع تبقي حلوة وتجنني أوي كدة"..

لهنا ولم تحتمل أكثر وسقطت بين يديه فاقده الوعي..


انتهي البارت..

حلقة طويلة اهي يهمني رأيكم يا بنوتات..

واستغفرو لعلها ساعة استجابة..

15


 ليصل لسمعها صوت "فارس" وهو يأمر بجمع العاملين بالقصر.. عقدت حاجبيها بستغراب، وهبت واقفه تنظر من نافذة الغرفة.. تتابع ما يحدث بصمت.. 


لتجحظ عينيها حين رأت ما يفعله "فارس" بظهر "إسراء" وفستانها.. رفعت كف يدها تكتم شهقتها مردده بصدمة.. 


"يا فارس يا باد بوي".. 


حركت رأسها بيأس من تصرفاته، وبشفقه أكملت.. 


"هيموت البنت من عمايله دي والله".. 


شهقت بقوة حين سقطت إسراء فاقدة الوعي بين يديه، وهرولت راكضة نحوهما وهي تقول بغضب طفولي.. 


"شوفت عمايلك النوتي عملت أيه في البنت يا ولد".. 


حملها "فارس" بلهفه، وصعد بها الدرج على عجل مردفاً بقلق.. 


"ديجا هاتي الدكتوره وحصليني على جناحي بسرعة".. 


توجهت "خديجه" نحو الغرفة المخصصه للأطباء القصر، وتابع هو الصعود بخطوات حذرة حاملها بين ذراعيه غير عابئ لجرح يده.. رفعها قليلاً ،ومال على جبهتها يمطرها بسيل من القبلات مدمدماً.. 


"هتخلعي قلبي من مكانه يا إسراء".. 


دفع باب الجناح ، وخطي بها للداخل، واغلقه بقدمه، واقترب من الفراش وضعها عليه بحرص، وأسرع بفك حجابها وابعاده عنها.. 


لينتبه لفستانها وأثار دمائه التي ما زالت عليه..انبلجت ابتسامة على محياه الوسيمه مردداً.. 


"ماشيه بدمي على فستانك؟! ".. 


لم يفكر مرتين، وبجراءه بدأ يخلع فستانها الأسود حتي أصبحت بقميص من القطن من اللون البنفسج ذات حمالات رفيعه، وفتحة صدر واسعه تظهر جمال وفتنه بشرتها الحليبه.. 


تأملها بعينيه بهيام، وهو يتنهد بصوت عالِ، ومد يده لشعرها فك عقدته وأخذ يمسد عليه بنبهار وهو يقول.. 


"ساحرة.. مغلطتش أبداً في وصفك يا ساحرتي".. 


مال على يدها وبدأ يقبلها ويصعد بشفتيه على طول ذراعها ببطء حتي وصل لكتفها العاري.. لتأن هي بضعف متمتمه.. 


"اممم.. إسراء واحشتيني يابنتي".. 


"هجبهالك انهارده مش بكره يا إدمان فارس".. 


أردف بها داخل اذنها وهو يلثم عنقها بقبلات متفرقة،وأخرج هاتفه من جيب سرواله، وأسرع بأرسال رسالة صوتيه قائلاً.. 


"جهز إسراء الصغيرة هاجي أخدها انهارده بنفسي".. 


أنهى جملته، والقي الهاتف من يده بأهمال، وانهال عليها بقبلاته الساخنه مره أخرى.. 


طرقات على الباب جعلته يعود لصوابه.. ابتعد عنها على مضض،وسار نحو غرفة ملابسه، وهو يتحدث بصوت صارم قائلاً.. 


"ثواني محدش يدخل".. 


أحضر كنزه زرقاء اللون من ثيابه وهرول نحو ساحرته والبسها أيها.. 


انتفض قلبه،وجسده انتفاضة قوية حين شعر بملمس جسدها الناعم بين يديه.. 


دون أرادته ضمها لصدره، واستنشق عبيرها وقلبه يصرخ بكلمات عشق لم يخطر بباله ان يقولها لأنثي يوماً،ولكن"إسراء" لم تكن اي أنثى هي ساحرته.. 


دفن وجهه بخصلات شعرها، وبهمس قال.. 


دعني أتنفسك، فحبك يهيمن علي أحساسي ويصيب قلبي برعشة لا تنتهي. أحبك يا من أشعلتِ نيران عشقي وأشواقي، وجعلتُ لكِ وحدك وطناً في قلبي، ورسمتِ وجودك في نظري كفجر العيد.. 


احتضن وجهها بين كفيه واستند على جبهتها بجبهته، وأخذ نفس عميق يملئ رئتيه بأنفاسها مكملاً بتأوه.. 


اااه أحبك أيتها العنيدة.. بل أعشقُ فيكِ كل شيء عفويتك، غيرتك، قسوتك، رقّتك، بسمتك، دمعتك، صمتك؛ حتّى غضبك أعشقه، طريقة مشيتُكِ أعشقها، وكل ما أكرههُ هو مفارقتك، أعشقُ حروف اسمُكِ يا "إسراء"، وأغارُ عليكِ حتي من نفسي.. 


قبل وجنتيها قبلات صغيرة متتاله.. 


أغارُ على تلك الخدودِ الورديّة، التي لطالما غارت منها ورود الربيع، فقلبي بدونكِ عقيمٌ لا يُنجبُ حُبّاً لأحد، وأنا بدونكِ بلا حياة.. 


ختم كلماته العاشقه بقبله طويله على جانب شفتيها.. 


"فارس".. 


همست بها "إسراء" بصوت مرتجف.. تهللت اساريره،ورفع عينيه ينظر لها بفرحة غامرة.. لأول مرة تنطق اسمه دون ألقاب.. 


تأملت هي فرحته بأعين مملوءه بالعبرات، وببكاء همست.. 


"أنت عايز مني أيه؟!".. 


ابتسم لها ابتسامة حانيه، واجابها بنبرة عاشقه.. 


"قولي مش عايز مني أيه".. 


حاوطها بجسده حتي كادت ان تختفي داخل أضلاعه، وتابع بلهفه.. 


"عايز كل حاجة فيكي.. كل حاجة منك.. منك أنتي وبس يا ساحرة الفارس".. 


............................. 


"إيمان".. 


تلهو مع "إسراء" الصغيرة وتقبلها بحب متمتمه بتمني.. 


"يارب ترزقني من فضلك بطفله أو طفل واحد بس انا راضيه".. 


هبطت دموعها ببطء وهي تحتضن الصغيرة وبأسف تابعت.. 


"أكيد أمك هتجنن عليكي ونفسها تاخدك انهارده قبل بكره وتسبيني يا إسراء".. 


رفعت الصغيرة يدها وربتت على وجنتيها بحنان وكأنها تشعر بها وبقلبها الذي يحترق شوقاً لطفل تحمله بأحشائها.. 


ابتسمت" إيمان" لها وقبلت وجنتيها المملؤتان وهي تقول بتعقل.. 


"مش هينفع نحرمك من أمك أكتر من كده.. كفاية إنك اتحرمتي من أبوكي يابنتي، والحمد لله عمك رجع زي الأول وربنا حنن قلبه علينا.. أول ما يجي هقوله يوديكي لأمك مع إنك هتوحشيني أوي والله"..


"معاكي حق يا إيمان مش هينفع نحرمها من أمها".. 


قالها "تامر" الواقف خلفهما جعلها تشهق بصوت خفيض، وحملت الصغيرة وهبت واقفه.. اقتربت منه وضمته بقوة مردفه بتساؤل .. 


"جيت أمتي يا حبيبي".. 


نظر لها قليلاً بابتسامة عاشقة.. ليست على قدر عالي من الجمال،ولكن ملامحها بريئه للغاية..تمتلك قلب من جوهرة نادرة.. 


لاحظت نظرته لها فبسمت بستحياء ودفنت وجهها بصدره وهمست بخجل قائله.. 


"متعرفش نظرتك ليا دي واحشتيني اد أيه يا تامر؟!".. 


 قبل رأسها بعمق ومن ثم قبل الصغيرة، وضمهما لصدره وهو يقول بتنهيده.. 


"انتي اللي واحشاني أكتر يا إيمان".. 


"طيب احكيلي الأول ايه هو إتفاقك مع فارس باشا دا علشان الفضول قتلني، وبعد كده وريني أنا واحشاك اد أيه ".. 


ضحك" تامر" بصوت عالِ وحرك رأسه بالنفي مدمدماً.. 


"اممم.. احكيلك علشان تجري تحكي لصحبتك وقتي وتعكي الدنيا انتي وهي"..


"قصدك أني فتانه مثلاً".. 


قالتها" إيمان" بوجه عابس، وهي ترمقه بنظرات عاتبه.. 


سار بها لأقرب اريكة جلس عليها،وجذبها برفق اجلسها على قدميه هي والصغيرة، وتحدث بهدوء قائلاً.. 


"إيمان انا مكنش ينفع أقولك ان في إتفاق اصلاً ببني وبين فارس باشا.. بس مقدرتش أقسى عليكي أكتر من كده.. فبلاش تضغطي عليا وتخليني احكي حاجة المفروض انها سر علشان اقدر اجيب حق أخويا اللي مات في عز شبابه، واتأكدي إني هحكيلك كل حاجة بالتفصيل بس في الوقت المناسب".. 


صمت لبرهه، وظهر على وجهه القلق وتابع بتوتر.. 


" وفي حاجه كمان كده عايز اخد رأيك فيها".. 


تجمدت بين يديه، وانسحبت الدماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه.. ابتلعت غصه مريرة بحلقها، ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله.. 


"خير يا تامر.. قول انا سمعاك".. 


أخذ نفس عميق، وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلاً.. 


"زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده..فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها".. 


امتلئت أعين "إيمان" بالعبرات، وتحدثت بتوسل بصوت متقطع قائله.. 


"طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام في حضني، ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر".. 


أطبق جفنيه بعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته، ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول.. 


"اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا، واحنا هنسال عليهم دايماً،وهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع".. 


احتضن وجهها بين كفيه ومسح عبراتها بأصابعه مكملاً برجاء..


"بطلي عياط بقي خليني أقولك أنا بفكر في أيه".. 


"بتفكر في أيه؟"..


همست بها" إيمان" بصعوبه من بين شهقاتها الحادة.. استشعر"تامر" خوفها وقرأ ما يدور بخاطرها.. فأسرع بالحديث قائلاً.. 


"أنا سمعت عن جمعيه معموله لأحتضان الأطفال اليتامى.. أيه رأيك نكفل طفل أو طفله ونجبها تعيش معانا، ونربيها سوا وتبقي بنتنا؟!".. 


اتسعت عينيها على أخرها من حديثه الذي اثلج نيران قلبها.. تعلم أن فرصتها في الحمل تكاد تكون معدومة ولكنها لن تفقد الأمل بالله، وكثير من الأحيان تمنت ان تخبره برغبتها بكفالة طفل ولكنها خشت من رد فعله فلتزمت الصمت.. 


ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوماً تتمناه.. يا الله كم رأف الله بحالها.. 


نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق.. 


"أنت بتتكلم جد يا تامر؟!"..


داعب أنفها بأنفه، وبابتسامة قال.. 


"وجد الجد يا عيون تامر.. هاخدك ونروح ملجأ، ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا ".. 


بلحظة كانت ارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها، وتبكي بصوت أشبه بالصراخ مردده.. 


"انا بحبك.. بحبك أوي أوي".. 


مسد على شعرها، وقبل كتفها مرات متتاليه مغمغماً.. 


" وانا بحبك"..


 انتهى البارت..


هستني رأيكم يا بنوتات..


واستغفرو لعلها ساعة استجابة



بداية الروايه من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا


تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close