expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية في هويد الليل الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم لولا نور حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية في هويد الليل الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم لولا نور حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية في هويد الليل الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم لولا نور حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


 الفصل الحادي عشر

* في شركه جواد وفارس...

دلف فارس الي مكتب جواد الذي كان يتحدث في الهاتف : تمام ياريت يا انسه ما تنسيش تبلغي الاستاذ عبد المنصف او ما يرجع من السفر يجي لي علي طول ، ضروري من فضلك  .. شكراً جداً .. مع السلامه ....

* تحدث فارس متسائلا: عاوز الاستاذ عبد المنصف في ايه؟؟

* اجابه جواد وهو يتكئ علي ظهر مقعده ويرتشف من فنجان القهوه : ابويا عاوزه علشان يرجع كل حاجه زي ما كانت ، انت عارف لما جودت سافر وهو تعب ومبقاش قادر يباشر الشغل زي الاول ، كتب كل حاجه باسمي بيع وشراء علشان يبقي ليا حريه التصرف والاداره ، وبعد ما جودت رجع وربنا هداه ابويا خاف لا يحصل له حاجه وجودت يفهم الوضع غلط ، فعاوز المحامي علشان يرجع كل حاجه زي ما كانت ...

بس طلع واخد اجازه شهرين مسافر فيهم باره ....

* ده غير ان انا عاوزه كمان علشان يعمل لنا عقود للشركه هنا مش معقول كل ده شغالين والشغل عمال يكبر واحنا مفيش بينا عقد يحد نصيب كل واحد فينا..    

* ضحك فارس واضاف ممازحاً رفيق عمره: ايه خايف عليا لا اسرقك ولا ايه ...

* بادله جواد المزاح: ايوه طبعاً خايف ، انت نصاب وبتلعب بالبيضه والحجر ..//

* طب خاف مني بقي ... قالها فارس ضاحكاً ...

* ثم تابع بعدها جواد مضيفاً بجديه: انا بتكلم جد ، لازم نعمل عقد للشركه بينا مش علشاني وعشانك ولا علشان مش واثقين في بعض والكلام الفارغ ده ...

ده علشان ولادنا في المستقبل وبعدين محدش ضامن الموت من الحيا..!!

* تحدث فارس ببساطه: يا عم انت مكبر الموضوع كده ليه ، وموت وحيا وكلام غريب ...

هو احنا اللي بينا محتاج له عقد يحدده يا جواد ، احنا اللي بينا عمر بحاله لا انا ولا انت نقدر ننساه او نخونه مهما حصل .../ 

ولو انت بتتكلم عن حق الولاد ، ما هما اللي هيكملوا من بعدنا وهيمسكوا الشغل بدالنا ...

ده غير ان ليلي ودانيلا عارفين كل حاجه وكل واحد فينا نصيبه ايه ....

وبعدين لو انا حصل لي حاجه انت هتشيل بنتي ومراتي في عنيك وهتديهم اكتر ماليهم ، ونفس الكلام معايا ، لو بعد الشر حصل لك حاجه انا وكل ما املك لليل ودانيلا ...

يبقي ايه لازمتها بقي العقود والورق والكلام الفاضي بتاعك ده ...

*نظر له جواد بحب فهذا هو صديقه ورفيق عمره يكره وضع اي قيد او شرط يحدد علاقتهم ،: ماشي يا ابو الفوارس اللي تشوفه ....

* تحدث فارس مغيراً الحوار: ايوه كده هو ده الكلام ،خالينا بقي نشوف ورق المشروع الجديد ده علشان في حاجات عاوزه تتعدل.....

....................    

* كان جودت يجلس في مكتبه داخل الملهي الليلي الخاص به يتحدث مع ذراعه الايمن : مفيش اخبار عن بنت ال... الي اسمها نعيمه .

* هتف الرجل نافياً: ابداً يا كبير ، البت فص ملح وداب ، كأن الارض انشقت وبلعتها ، ملهاش اثر ، دورنا في كل مكان ولا حتي البنات هنا يعرفوا عنها اي حاجه ..:

* اومأ جودت له وهو يرتشف من كأس المشروب الخاص به: ماشي مسيرها تظهر يعني هي هتروح فين ، انا عاوزك دلوقتي في حاجه اهم بكتير ، بس عاوز شغل علي ميه بيضا ومش عاوز غلط نهائي لان الغلطه فيها بفوره .....

* تحدث الرجل بثقه : رقبتي يا كبير ، هو انا عمري قصرت رقبتك في حاجه كلفتني بيها ...

* تابع جودت مؤكداً علي حديثه: وعلشان انا اختارتك انت بالذات علشان الموضوع ده ...

ثم بدأ يقص عليه ما يريده منه وكيفيه تنفيذه !!!!

.....................    

* بعد عده ساعات انتهي جواد وفارس من دراسه احد مشاريعهم المهمه...

تمطي جواد بتعب وهو يفرد ذراعيه يفك تشنج عضلات ظهره : يا اخي حرام عليك انت مش بتزهق من الشغل ، انا هقوم اطلب فنجان قهوه دوبل علشان دماغي هتفرتك من الصداع ، اطلب لك معايا ...

* اجابه فارس وهو يلملم اوراق المشروع: اه بس عادي مش دوبل علشان يادوب الحق اروح قبل ما السواق يجيب الولاد من المدرسه...

* اومأ له جواد وهو يتناول الهاتف الداخلي يطلب السكرتيره احضار القهوه لهم .....

* رن الهاتف المباشر الخاص بجواد فرفع السماعه يجيب المتصل : الو ...

المتصل : حضرتك البشمهندس جواد مهران ...

جواد : ايوه انا مين معايا ....

المتصل : انا فاعل خير ...

جواد : وعاوز ايه يا حضرت فاعل الخير ...

المتصل : ............ ..........

هتف جواد بنبره عصبيه لفتت نظر فارس : انت رجل وسخ ومش محترم ولو اتصلت هنا هبلغ عنك ..ثم اغلق الخط بعنف بعدما استطاع ذلك المتصل في اثاره غضبه....

هتف فارس متسائلا بقلق: في ايه يا جواد ، مين اللي كلمك وقالك ايه ...

هتف جواد منفعلاً : ده واحد وسخ بيعاكس وكاد ان يحكي له ما سمعه منه الا انه اثر الصمت فهو يخجل ان يتفوه بما سمع !!!!

.................................................

*كان ليل يمتطي " ادهم " حصان فارس المفضل ويجري به في الحديقه الخلفيه لسرايا جده ، كان يمتطيه بمهاره فائقه مقارنه بعمره الصغير والفضل كله يعود الي فارس الذي علمه منذ نعومه اظافره فاصبح فارساً مثله ....

* اقترب منه جودت يناظره باعجاب شديد وهو يصفق له ويشيد بمهارته: برافو عليك يا ليل ، بكره هتكون خيال من الدرجه الاولي ....

* اقترب منه ليل وهو مزال يمتطي الفرس واجابه بثقه وغرور: ما انا عارف بابا فارس علي طول بيقولي كده !!!

* احتقن وجه جودت تحدث بغيظ  وهو ينظر عالياً الي ليل : فارس مش ابوك علشان تقوله بابا فارس ، وبعدين اشمعنا بتقوله بابا وانا لا، ده انا عمك اخو ابوك ودمي هو دمي يعني انا احق منه بالكلمه دي...

* اجابه ليل بصراحه اقرب للوقاحه: بابا فارس هو اللي مربيني وهو اللي معلمني كل حاجه.  

وبعدين هو وبابا اكتر من الاخوات وعمري ما حسيت ان هو وبابا مش اخوات ، لكن انت عمرك ما كنت قريب مني ولا من بابا ، علي طول بعيد عننا وعمري ما حسيت بحنيه منك زي بابا فارس ....

* اقترب منه جودت اكثر ومسك يده وهتف يبث سمومه داخل عقل الصغير: علشان فارس طول عمره اللي واقف بيني وبين كل حاجه بحبها ...

ثم تابع بنبره صادقه: بس انا عمري ما حبيت حد في حياتي قدك يا ليل ، انت ابني اللي مخلفتوش وقريب اوي كل حاجه هتتغير وهثبت لك صدق كلامي وهثبت لكم كلكم ان فارس محدش فاهمه ولا عارفه قدي ....

ولا عارف قذارته قدي ...

وكأن الفرس فهم ما يقول عن صاحبه ، فهاج وثار وصهل بصوت عالي وهو يرفع قدميه الاماميه مما جعل جودت يرتعب منه وعاد بخطواته الي الخلف ، وحاول ليل السيطره علي الفرس الهائج بصعوبه ولكن الفرس ضرب حوافره في الارض بقوه وتقدم من جودت الي اخد يهرول من امامه الا ان الفرس تمكن من ركله بقوه فاسقطه ارضاً علي وجه وكاد ان يهوي علي ظهره بقدميه ، لولا سيطره ليل عليه بصعوبه وشد اللجام علي الاخر وهو يصرخ به حتي هدأ اخيراً .....!!!!

.................

* وتوالت الايام وزادت اتصالات المدعو بفاعل الخير لجواد، الا انه كان ينهره بشده ويسبه بافظع الشتائم في كل مره ،حتي انه قام بتغير ارقام تليفوناته جميعاً، البيت والشركه ...

الا انه استطاع الوصول اليه مره اخري ، وواصل استفزازه واثاره اعصابه بشكلاً كبير وبالرغم من رفضه لما يسمعه منه الا ان هناك جزء صغير جداً داخله قد سيطر عليه الشك رغم من محاولات جواد المستميته لاخراس هذا الصوت !!!!    

* دلف جواد الي غرفته اخر اليوم بجسد منهك وملامح متعبه ، اقترب من دانيلا التي كانت جالسه في الفراش وتقرأ في احد الكتب دون ان تعيره اي اهتمام فعلاقتهم اصبح يسودها بعض الفتور في الفتره الاخيره نتيجه انشغال جواد المستمر !!!!

*قبل راسها قبله سطحيه وجلس بجانبها وهي مازالت لا تعطيه اي اهتمام ...

وقبل ان يسألها كعادته ، عاجلته هي باجابتها علي اسئلته المعتاده وهي تنظر داخل الكتاب: بابا نام بعد ما اتعشي واخد الدوا بتاعه ، وليل اتعشي ونام في معاده بعد ما عمل واجباته، وانا كمان اتعشيت والعشاء بتاعك جاهز لو حابب تتعشي!!!

* نظر لها جواد لفتره مستغرباً من طريقتها معه وهتف بنبره متعجبه: انتي بتتكلمي كده ليه ؟؟

اجابته ببعض العصبيه: علشان هما دول الكلمتين بتوع كل يوم ، وبعدها ياما بتاكل وتنام ، او ساعات بتنام علي طول من غير اكل ، فانا وفرت عليك وجاوبتك !!!!

* حافظ جواد علي هدوءه وتابع: بس مش دي اللي كنت عاوز اقوله ، انا عارف اني مقصر معاكي الفتره دي بس غصب عني مضغوط في الشغل وانتي اكيد عارفه ده ...

مضغوووط ، طبعاً ربنا معاك ... قالتها بنبره متهكمه.

* هتف جواد محاولا ارضاءها : خلاص بقي يا داني ، حقك عليا متزعليش ...

وبعدين يا ستي علشان تعرفي انك ماتهونيش عليا ، اتفضلي ...

ثم اخرج من جيب بدلته علبه صغيره من القطيفه واخرج منها خاتم رقيق من الالماس الحر والبسوا اياها في اصبعها ثم طبع قبله صغيره عليه وتابع ، وكمان يا ستي انا غيرت رأيي وموافق اننا نخلف اخ او اخت لليل ، مش ده اللي انتي عاوزاه وكنت بتطلبيه مني من فتره طويله ، انا خلاص موافق ...

* علي الرغم من سعادتها بحديثه ، الا ان غضبها وحزنها منه كان اكبر فهتفت تحدثه بغضب وقد فقدت السيطره علي اعصابها : ومين قالك ان عاوزه اخلف منك دلوقتي ، انا كنت عاوزه اخلف وابني صغير مش بعد ما بقي داخل علي 12 سنه ، علشان يكبروا مع بعض وسنهم يكون قريب من بعض ....

لكن حضرتك مكنتش راضي ، لكن لما جالك مزاجك دلوقتي عاوز تخلف !!!

لا يا جواد انا بقي مش لازمني خلفه منك ، وده كمان مش لا مني ....

قالتها وهي تنزع الخاتم من يدها والقته في وجهه ، ثم. اولته ظهرها واغلقت المصباح الصغير بجانبها ونامت دون ان تتفوه بحرف واحد وسط دهشه وغضب جواد منها ..!!! 

..................    

    

* في اليوم التالي....

* كانت ليلي تصب الشاي لفارس الجالس يطعم صغيرته ومدللته ويسقيها اللبن قبل ذهابها الي المدرسه ...

هتفت ليلي تخاطب ابنتها وهي تقدم كوب الشاي لزوجها: يالا يا مسك خلصي فطارك وبلاش دلع السواق علي وصول وبابي كمان مش عاوز يتاخر علي شغله.....

* تحدث فارس بحنان وهو يطعم مدللته: سبيها يا حوريه براحتها ، السواق يستناها شويه لحد ما تخلص اكل براحتها ...

هتفت الصغيره بشقاوه تعيد كلمات والدها: سببها يا حوريه براحتها السواق هستناها .

* تعالت ضحكات فارس الذي اخذ يقبل كل انش في وجه مدللته: قلب وحياه ابوكي ...

* قالت ليلي بيأس من دلاله الزائد لابنته: اقعد انت دلع فيها كده لحد ما تتمرع علينا ومحدش بعد كده يعرف يكلمها كلمه ...

* قبل فارس وجنته ابنته الشهيه وتابع بحنان بالغ: ادلعها وايه يعني، ربنا يقدرني وانا ادلعها عمري كله هو انا عندي اغلي من مسكي ....

* صوت زامور سياره السائق الذي يقلها هي وليل الي المدرسه جعلها تقفز من جوار ابيها وهتفت تحدثه بفم ممتليء : ليل جيه ...!!!

استني هننزل سوا ...قالها فارس وهو يرتشف اخر رشفه من كوب الشاي خاصته ..

ثم انحني يحمل صغيرته التي كانت تقف امام المراءه تعدل من هيئتها ...

اقترب من ليلي وقبلها قبله سريعه علي شفتيها قبل ان يغادر ، فهتفت ليلي : انت لسه مخلصتش فطارك ، خاليها تنزل وبعدين ابقي روح انت علي شغلك ...

* اصل ليل وحشني اوي وعاوز اشوفه ....

خدي بالك من نفسك ، ولو عوزتي حاجه كلميني .

لا اله الا الله ..

* محمد رسول الله .... قالتها ليلي وهي تودعهم ...

* اجلس فارس صغيرته بجانب ليل الذي ارتمي في احضان فارس اول ما رآه ، وهتف فارس يوصيه : ليل خالي بالك من مسك ، متخاليش حد يضايقها ، مسك في امامنتك ...

* اجابه الصغير بثقه: متخافش علي مسك يا بابا فارس ، محدش يقدر يقرب لها طول ما هي معايا.

وانطلقت السياره بالصغار واخذ فارس يلوح لهم بيده حتي غابوا عن ناظريه ...

ثم رفع راسه الي اعلي ينظر الي حوريته ويلوح لها قبل ان يتركها ويرحل ....

.................    

بعد بضعه ساعات....

*كانت دانيلا تتجهز وتستعد حتي تذهب لليلي ، فهي تشعر بالحزن مما حدث بينها وبين جواد بالامس ووحدها ليلي هي التي تستطيع مساعدتها وسماعها ونصيحتها ...

* تناولت حقيبها وهمت ان تغادر الا ان رنين الهاتف اوقفها فعادت كي تجيب فيبدو انها تاخرت علي ليلي وتتصل بها بوبخها علي تاخيرها كعادتها ....

رفعت السماعه واجابت: عارفه اني اتاخرت ،انا خلاص نازله مسافه الطريق ... ولكنها صمتت عندما سمعت صوت رجل يحدثها وليست ليلي!!!

المتصل: ايوه يا فندم حضرتك والده الطفل ليل جواد مهران ؟؟

اجابته دانيلا بصوت قلق عند ذكر اسم صغيرها: ايوه انا مامته مين معايا...

المتصل: احنا المدرسه يا فندم ، ليل وهو بيلعب في المدرسه وقع ودماغه اتفتحت هو كويس الحمد الله اطمني ، احنا اخدنا علي مستشفي تبع المدرسه ومحتاجين حضرتك تيجي تاخديه...

* انهمرت الدموع من عينيها كالشلال وتابعت بانهيار: ارجوك قولي هو كويس ، ولا في حاجه وانتوا مخابين عليا...

المتصل: والله يا فندم ابن حضرتك كويس بس ياربت حضرتك تيجي بسرعه ، العنوان ............

* اغلقت معه الخط بعدما دونت عنوان المشفي واطلقت لساقيها الريح وهرولت مسرعه تركب سيارتها وتقودها بسرعه نحو المشفي دون حتي ان تفكر في ابلاغ جواد فكل همها هو انقاذ صغيرها .....

...............    

*في نفس الوقت....

* دلف فارس الي مكتب جواد ،فوجده جالس ينظر امامه بشرود ....

هتف فارس متحدثاً بقلق:مالك ، شكلك عامل كده ليه؟؟

* ابداً مضايق شويه ، شديت امبارح مع دانيلا .

* تاني يا جواد، انت مش ملاحظ ان خناقتكم زادت اوي اليومين دول .

يا أخي راعيها شويه ، خد لك يومين اجازه وسافروا غيروا جو لوحدكم ، وهات ليل يقعد عندي وشغل الشركه هنا عليا ، وشغل ابوك جودت موجود ...

هو فين صحيح مش باين بقاله فتره؟؟ 

* اجابه جودت بفتور: نزل القاهره زي ما بيعمل كل شهر ، هتلاقيه راجع انهارده ولا بكره بالكتير ...

* خلاص يبقي تعمل زي ما قلت لك ، ده حقها عليك.

* اومأ له جواد وعمد علي تغير الموضوع : ايه الملف اللي معاك ده ...

* اجابه فارس وهو يقدم له الملف كي يقرأه: ده ملف المناقضه الجديده اللي داخلينها ، انا راجعته ومضيت عليه وناقص امضتك انت ...

* تمام هراجعه وامضي عليه وابعتهولكً...

* تمام ، انا في مكتبي ... قالها فارس وغادر وترك خلفه جواد في شروده والظنون تعصف به ......

........    

* تعالي رنين هاتف مكتب فارس الذي كان يعمل علي احدي المشاريع ، فاجاب وهو مازال تركيزه منصباً علي ما في يده : الو ...

المتصل : حضرتك بشمهندس فارس ... 

* ايوه انا مين معايا؟؟

* المتصل: انا الدكتور نادر من مستشفي ...مدام ليلي مرات حضرتك عملت حادثه وهي العمليات دلوقتي وهي اللي ادتنا نمره حضرتك علشان نبلغك قبل ما تدخل العمليات ، وعنوان المستشفي ..........

واغلق الخط دون ان ينتظر رده !!!

هرع فارس بقلب لهيف يجري علي جواد يبلغه بما حدث ، دلف الي مكتب جواد ولكنه لم يوجد علي مكتبه ، ممل جعله يجري مسرعاً يلحق بحوريته والرعب والقلق يفتكان يقلبه ولسانه يردد الدعاء والتوسل الي الله حتي ينجي زوجته !!!!

............    

* وصلت دانيلا الي عنوان المشفي الذي يوجد به صغيرها ، رفعت نظرها تبحث عن المشفي حتي وجدت لافته معلقه علي احد العمائر مدون عليها اسم المشفي ، فهرولت الي الداخل تصعد درجات السلم حتي وصلت للدور المراد ...

وجدت ممرض يقف علي باب المشفي فسالته بلهاث : مش دي مستشفي ....

اجابها الممرض: ايوه هي ، حضرتك عاوزه حد معين؟

* ايوه ابني جيه هنا عندكم ، المدرسه بلغتني انه عندكم ...

اومأ لها الممرض : ايوه في طفل جيه هنا اتفضلي معايا ...ثم قادها الي الداخل وعلي ثغره ترتسم بسمه انتصار ...!!!    

* بعد حوالي نصف ساعه كان فارس يصف سيارته ويترجل منها مسرعاً بعدما وصل الي عنوان المشفي التي ترقد بداخله حوريته ....

صعد الدرج كل ثلاث درجات مره واحده ويدعي الله ان لا يكون قد تاخر عليها ....

* دلف الي الداخل واستغرب من ذلك المشفي الاشبه بعياده ولكنه نحي استغرابه جانباً وسأل الموظف الجالس خلف المكتب: من فضلك مش دي مستشفي ..

في واحده اسمها ليلي المصري جت هنا في حادثه حد من عندكم اسمه دكتور نادر  كلمني وقالي كده ...

اجابه الموظف وهو يرشده الي الداخل : ايوه دكتور نادر جوه ومستني حضرتك ، اتفضل من هنا ...

وما ان سار فارس امامه حتي شعر بلسعه في جانب رقبته وبعدها اسودت الدنيا امام ناظريه وسقط مغشياً عليه !!!!!

...................    

* دلف جواد الي مكتبه بعد جوله تفقديه في اقسام شركته ، بعدما مر علي فارس ولم يجده في مكتبه !!

* جلس خلف مكتبه وعقله لايزال يفكر فيما حدث بينه وبين زوجته في الامس وفي المكالمات المجهوله التي تاتيه من حين لاخر ....

قطع شروده رنين الهاتف ، فتناوله يجيب عليه: الو..

المتصل: اخبارك ايه يا هندسه؟؟

* جواد بعصبيه: انت تاني ، بقولك ايه اللي انت بتعمله ده مش هتوصل من وراه لحاجه انا بثق في مراتي اكتر ما بثق في نفسي ، فروح دور لك علي حد غيري تخرب له حياته...

المتصل : تعالت ضحكاته المستهزئه وهتف يتحدث رامياً امامه اخر اوراق اللعبه: ماشي يا عم الواثق من نفسك ...

انا بس علشان مايرضنيش انك تفضل متغفل كده ، هقولك علي اخر حاجه ووعد شرف مني مش هتصل بيك تاني ...

مدام حضرتك موجوده دلوقتي مع عشيقها في ..... ولو مش مصدقني تقدر تروح بنفسك وتتاكد من كلامي ، ومش هقولك مين عشيقها علشان دي المفاجأه الكبيره .....

هتقولي انا كداب هقولك الميه تكدب الغطاس 

العنوان معاك روح ومش هتخسر حاجه ....

واغلق الخط وترك جواد يتلوي علي صفيح ساخن !!!!

*بايدي مرتجفه من شده الغضب اتصل جواد علي منزله وظل ينتظر حتي سمع صوت الخادمه تجيبه ، فهتف فيها صارخاً بغضب : ساعه علشان تردي علي التليفون ، اديني مدام دانيلا بسرعه....

اجابته الخادمه بنبره مرتعشه خوفاً منه: مدام دانيلا مش موجوده ، خرجت من حوالي ساعتين!!!

* وقع كلامها عليه وقع الصاعقه وهتف يسالها بغضب : مقالتش هي رايحه فين ؟؟

اجابته الخادمه نافيه: لا يا جواد بيه مقالتش ، دي خرجت بعد حضرتك علي طول ...

ودون انتظار ردها اغلق الخط في وجهها وصوت ذلك الرجل الكريه يتردد صداه داخل اذنيه ...

وبعد صراع مع نفسه حسم امره وقرر التوجه الي ذلك العنوان وهو كله ثقه انه محض افتراء ويعلم انه سوف يندم لاحقاً ، ولكنه سوف يفعل ذلك من اجل اخماد نيران الشك التي بدأت تنهشه!!!!

................    

* خرج جواد من باب شركته لا يري امامه من شده الغضب ، فوجد جودت في وجه يوقفه متحدثاً بخبث: علي فين يا جواد معقول مروح بدري كده.

* اوعي من وشي دلوقتي يا جودت مش فاضي لك .

* ايه يا جواد مالك في ايه ، في حاجه حصلت ، ابويا كويس ، حصل له حاجه ، ما تنطق وتفهمني ايه اللي حصل ...

* نظر له جواد بتيه وقد غفل عن نظره الخبث التي تشع من مقلتي جودت وتابع بنبره ضائعه: مشوار مهم لازم اروحه ...

ثم وقف يرخي رابطه عنقه فقد شعر بان صدره يضيق عليه من شده الاختناق ...!!!

* هتف جودت مظهراً قلقه عليه: مالك ، انت شكلك تعبان ، انت كويس يا جواد ...

* اجابه جواد وهو يتوجه ناحيه سيارته: انا كويس مفيش حاجه ...

* كويس ازاي انت شكلك تعبان ، اقولك انا جاي معاك ، وركب بجواره دون انتظار رايه ...

تعجب جودت من اصرار جواد علي المجيء معه ، ولكنه كان بحاجه لوجود احد بجانبه فهو يشعر بالضياع خاصه مع عدم وجود فارس ، لذلك لم يعارضه وادار سيارته متجهاً نحو العنوان المقصود !!!!    

..................................................    

* وصل جواد العنوان المقصود وصف سيارته جانباً ، هتف جودت بخبث وهو يدعي الالتفات حوله: انت جايبنا هنا ليه يا جواد ، وايه المكان المهجور ده ، ده مفيش غير البيت ده بس في الشارع كله ...

ثم تابع بدهاء : ايه ده مش دي عربيه دانيلا، ودي عربيه فارس اللي راكنه وراها !!!

* شحب وجه جواد حتي حاكي شحوب الموتي عندما نظر نحو ما اشار اليه جودت ورأي ما خشي ان يراه ، سياره زوجته والاصعب وجود سياره رفيق دربه ...

وكلمات الرجل ترن داخل اذنيه : اما عشيقها بقي مش هقولك عليه علشان ده المفاجاه الكبيره!!!!

نفض راسه مخرساً صوته الكريه داخل اذنيه ، وحدث نفسه يطمئنها انها ربما تكون سياره مشابهه لهم ، او ان هناك غلط في الامر وسوف يعرفه ، فمن رابع المستحيلات ان يخونه فارس وزوجته!!!!

كل ذلك تحت نظرات جودت الخبيثه الحاقده ....    

* ترجلاً معاً من السياره وصعدوا الي داخل البنايه حتي وصلوا الي الطابق الذي به الشقه المنشوده!!

* هتف جودت متسائلاً بخبث: انت جايبنا هنا ليه يا جواد ما تفهمني ، هو فارس ودانيلا هنا ؟؟

* بأيدي مرتعشه رفع جواد يده يدق علي الباب ، والذي كان موارباً وفتح من قوه الخبطه ..

* حبس جواد انفاسه وهو يدلف الي الداخل وجسده ينتفض دون ارادته ، غافلاً عن جودت الذي اغلق الباب خلفه وهو يطالع اكتافه المحنيه بانتصار ...    

* كانت الشقه خاليه من اي مظاهر للحياه عدي غرفه في اخر الرواق بابها مغلق ... 

جرجر اقدامه وسار في الرواق بوهن حتي وقف امام بابها المغلق ...

بقلب ينبض بعنف تكاد ضرباته تخترق صدره من شدتها وضع يده علي مقبض الباب وقبل ان يفتحه ، استدار براسه نصف استداره محدثاً جودت الواقف خلفه: متدخلش ورايا مهما حصل ومهما سمعت ...    

* في نفس الوقت كان فارس يفتح عينه بعدما ذهب مفعول المخدر الذي حُقن به ..

فتح عينيه واغلقها اكثر من مره وشعر بثقل في راسه وجسده ولكن سرعان ما تنبهت حواسه وتذكر حوريته ...

هب ناهضاً من نومته بفزع يتلفت حوله منادياً عليها بقلب لهيف : ليلي!!!

وسرعان ما جحظت عينيه واتسعت علي اخرها عندما وجد نفسه عارياً في الفراش وبجانيه سيده لم يتبن ملامحها فكان شعرها بغطي ملامح وجهها...

بحث بعينه عن ملابسه او اي شيء يستر به عورته لم يجد ولكنه وجد باب الغرفه يفتح ويظهر مت خلفه جواد بملامح واجمه ...

* هتف فارس بلهفه غريق وجد من ينقذه: جواد ، الحمد الله انك هنا ، انا مش عارف ايه اللي حصل ومين عمل فيا كده ، ومين الست اللي لقيتها جانبي دي ، وليلي .. ليلي يا جواد ...

* طفرت دمعه ساخنه من عين جواد وهتف بوجع يمزق روحه: ليه .. !!!!

* قطب فارس جبينه بعدم فهم وهم ان يتحدث ولكن صوت همهمه ناعمه صدر من جنبه دليلاً علي استيقاظ صاحبته ....

نظر الي تلك القابعه بجانبه ولكن الصدمه الجمت لسانه وشلت حواسه عندما وجد اخر شخص يتوقع وجوده في هذا المكان ...

وجد زوجه صديقه عاريه مثله تشاركه الفراش وانبه عقله لحقيقه وجود جواد في هذا المكان وعلم انهم وقعوا ضحيه مؤامره دنيئه!!  

* علي الفور اشاح فارس بنظره عن زوجه اخيه والتي صرخت بفزع ما ان ادركت حقيقه الامر ووجدت جواد يطالعها بنظرات منكسره حزينه...

* اخذت تبكي وتهز راسها ترفض ما يتهمها به ولم تستطع التفوه بحرف واحد من شده الصدمه ...

* هتف فارس الذي ينظر الي صديقه ونظرات عينيه تطلب منه ان يثق به ويصدقه : جواد ، في حاجه غلط بتحصل ، اقسم بالله وحيات ليلي عندي ما في حاجه حصلت من اللي انت شاكك فيها ...    

* وهنا صدح صوت الافعي مت خلف جواد هاتفاً بشماته ويزيد من اشعال الحريق : انت لسه بتكابر وبتحلف ، عاوزه يكدب عينيه ويصدقك انت ، طول عمري عارف انك مش سالك لكن توصل بيك القذاره والوساخه انك تخون صاحب عمرك مع مراته ده اللي عمري ما كنت اصدقه ....

ثم اقترب من جواد وهمس بفحيح افعي وهو يخرج مسدسه من جيب بنطاله: خد يا جواد ، اقتلهم واغسل عارك ، وخد بتارك من اللي ضحك عليك وضيعت غمرك علشانه ، خد اقتله واشفي غليلك منه خد ...

* صرخت دانيلا اخيراً والدموع تغرق وجهها وتحاول ستر جسدها : جواد والله العظيم انا مظلومه ، ده حد كلمني وقالي ان ليل وقع في المدرسه ودماغه اتفتحت وموجود في المستشفى....

* تابع فارس مؤيداً حديثها : وانا كمان خد كلمتي وقالي ان ليلي خبطتها عربيه وموجوده في المستشفى هنا ، في حد بيلعب بينا يا جواد....

* كان جواد لا يري ولا يسمع شيئاً حوله سوي صورتهم عرايا في الفراش وكلمات الرجل تتردد في اذنه ....

* شعر جودت بالخوف من ان يستطيعوا التأثير علي جواد المصدوم وتابع يزيد من اشعال النيران : يا سلام حد قالكم اننا برياله ودق عصافير علشان نصدق الهبل اللي بتقوله ده بعد ما انكشفتوا ، ده كلام ما يدخلش علي عقل عيل صغير....

ثم نظر الب جواد وتابع بنبره صارمه : خد يا جواد المسدس ، اقتلهم وخلص عليهم ....

* نظر جواد الي شقيقه والي المسدس في يده ثم اخذه منه وصوبه نحوهم ....

ظل مصوباً المسدس ناحيتهم وشريط حياته مع صديق عمره يمر امام عينه وسقطت دموعه علي خدهً كالشلال وهتف بنبره باكيه: لو صدقت ان هي خانتني ، كنت هزعل علي الحب اللي حبيتهولها بس كنت هقدر اعوضها ... 

لكن انت ... انت يا تؤام روحي مش هقدر اعوضك ولا اعوض سنين عمري اللي عيشتها معاك ....

* هتف فارس بدموع وانكسار شقيقه يذبحه : والله ما خنتك يا صاحبي والله ما خنتك ....

* الي هنا ولم يتحمل جودت ما يحدث وخطف المسدس من يد اخيه واطلق النار علي فارس بغل مصوباً المسدس نحو راسه وقلبه فارداه قتيلاً في الحال ومن بعده دانيلا بطلقه في راسها ....

* صرخ جواد بجزع حتي بح صوته عندما فارق توأم روحه الحياه: فااااااااااارس .... لاااااااا 

ثم استدار الي جودت وجذيه من تلابيه يصرخ فيه بانهيار : ليييييه ، قتلته ليييييه....    

* تعالت ضحكات جودت وكشر عن انيابه وهتف متحدثاً بشيطانيه الي جواد المصدوم: هو ده اللي كان لازم يتعمل من زمان ، اخيراً خلصت من فارس وارتحت منه ...

* ابتلع جواد لعابه بصعوبه وهتف بعدم تصديق : انت ، انت اللي عملت كل ده ، طب ليه ، هو عمل لك ايه واذاك في ايه ، وداني ذنيها ايه..وانا ... انا اخوك ذنبي ايه!!!!

* تحدث جودت بكره: هو سرق مني اخويا الوحيد ومن بعده الانسانه الوحيده اللي حبيتها ، سرق حياتي اللي المفروض اعيشها ، خد كل حاجه وانا خسرت كل حاجه ...

جلس جواد علي الكرسي خلفه بانهزام وهو ينظر بحسره الي جسد زوجته ورفيق عمره...

بينما تابع جودت بملامح شيطانيه: وانت جيت كملت عليا وضحكت علي ابويا وخاليته كتب لك كل حاجه علشان تكوش علي كل حاجه لوحدك ، مش مكفيك تفضيله ليك عليا طول عمره لا كمان عاوز تاخد مني كل حاجه .... 

فحبيت اكسرك زي ما طول عمرك بتكسرني ومراتك كانت الطًعم اللي رميتهولك علشان اكسرك بيه ..

بس انا طلعت اذكي منكم كلكم وهاخد حقي منكم كلكم مره واحده ....

وايه المره دي مرسومه ع الشعره ، الزوج المطعون لقي مراته مع عشيقها اللي هو يبقي صاحب عمره في السرير مع بعض قتلهم اخد تاره ...

جريمه شرف مش هتاخد فيها ساعه سجن ...    

* نظر له جواد بعدم تصديق يشعر انه في كابوس يود الاستيقاظ منه : انت مريض ، انت مش طبيعي ،

ابوك كان ناوي يرجع لك نصيبك في الورث وهو مكانش حارمك منه اصلاً ، ده عمل كده علشان اعرف ادير الشغل بعد ما رقد بسبب عمايلك الوسخه ...

ثم هتف بنبره قويه رغم ضعفه: بس انا مش هسيب حقي وحق مراتي وصاحبي ، انا هبلغ عنك وعن كل بلاويك وعن قتلك لابو ليلي وهسجنك يا جودت وهتشوف....

* تعالت ضحكات جودت الخبيثه وهتف وهو يدور حول جواد حتي وقف خلفه وتابع : هو انا مقولتلكش ، اصل انت بعد ما قتلت مراتك وصاحبك ، مقدرتش تستحمل وانتحرت ....

قالها ووضع فوهه المسدس علي جانب راسه واطلق النار عليه فمات في الحال .....    

* وقف وسط الغرفه يطالع نتيجه اعماله بانتشاء مرضي ونظر الس جثه شقيقه وحدثه قائلاً بانتصار: نسيت اقولك ان المسدس مترخص باسمك ....

ثم نادي علي رجلين من رجاله المنتظرين بالخارج : ها كل حاجه تمام ، نضفتوا الدنيا وشيلتوا يافته المستشفي اللي كنا معلقينا علي وجه البيت ...

هتف الرجلين معاً: تمام يا ريس كل حاجه تمام والدنيا نضيفه ومفيش اثر لاي حاجه ....

* تمام امشوا انتوا دلوقتي وزي ما اتفقنا واحد منكم هيبلغ البوليس ويقول انه سمع صوت ضرب نار وتديهم العنوان وبعدها تختفوا ومش عاوز الذبان الازرق يعرف لكم طريق ....

* وجب يا ريس ...    

*ورحل الرجلين وظل جودت معهم حتي اتت الشرطه وتم نقل الجثث الثلاث الي المشرحه لاستكمال للتحقيقات بعدما فشلوا في اخذ اقوال جودت المنهار حزناً علي شقيقه .....

* دلف جودت الي سرايا والده يصرخ وبنوح وهو ينادي علي والده : الحقني يا بابا ، مصيبه يا حج .

هب ليل واقفاً من جلسته هاتفاً بفزع من مظهر ولده الكبير : في ايه يا جودت ... ايه اللي حصل ؟؟

جودت بدموع كاذبه وبكاء مصطنع ....

الحق يا حج جواد اخويا اتقتل ..... 

قبض ليل بأيدي مرتجفة علي جسد ولده يجذبه من تلابيبه هاتفاً بصدمه : انت بتخرف بتقول ايه؟؟؟

تابع جودت مجيبه بتشفي اسنطاع مداراته بدهاء ومكر : جواد اتقتل .. اتقتل يا حج ...

واللي قتله الكلب اللي عامل نفسه صاحبه واخوه!!!    

قصدك مين ؟؟؟ فارس !!!

ايوه يا حج فارس ... فارس قتل اخويا ويتم ابنه وحرق قلبك عليه !!!!

لم يتحمل والده الصدمه وسقط ارضاً مغشياً عليه تحت اقدام جودت الذي يطالع جسد والده الملقي ارضاً بتشفي وانتصار غافلاً عن الذي يقف اعلي الدرج وقد استمع لكل شيء ...

الفصل الثاني عشر

 

* بعد مرور شهرين.....

هب جودت ناهضاً من جلسته هاتفاً بغضب وقد عاد الي سابق عهده : يعني ايه الكلام اللي بتقوله ده يا متر، واضح انك كبرت وخرفت  ومش عارف تشوف شغلك !!!!

* نظر له الرجل الكبير بمقت ونفور فهو يكره التعامل مع شخصيه مثل جودت والتي لاتمت بصله بشقيقه الراحل او والده الخلوق...

تحدث مجيبه ببرود وهو يخلع نظارته الطبيه : ياريت تحترم نفسك وانتي بتكلمني ، وصوتك ده ما يعلاش انت في مكتب محترم وله سمعته ...

وبعدين مش عاجبك كلامي تقدر تروح لاس محامي تاني وتساله ، وبرضه هيقولك نفس الكلام اللي لسه قايله ليك...

كل حاجه كانت باسم جواد اخوك الله يرحمه ، الحج ليل كتب له كل حاجه بيع وشراء ، وشركه فارس وجواد مفيش بينهم عقد يثبت نصيب فارس كان كام بس هما كانوا ممشينها ودي وده مالوش قيمه امام القانون !!!

وبعد موت جواد كل حاجه بقت من نصيب ابنه ليل علشان هو الوريث الوحيد له !!!!    

* هدر جودت بجنون : وانا !!!!!!

ازاي ماليش في ورث اخويا ، وحقي في فلوس ابويا ...!!!

* تابع المحامي موضحاً : مالكش حق في ورث اخوك علشان هو مخلف ولد مش بنت ، لو كان له بنت كنت ورثت فيه ، لكن ليل هو الوريث الوحيد له كل الثروه ماعدا السدس من نصيب الحج ليل ...

اما بقي بالنسبه لفلوس والدك ، هيبقي الحال علي ماهو عليه لان الحج باع لجواد وجواد مات !!!

* طحن جودت دروسه وتابع يسأله بحنق: طب والوصايه علي ليل ....

* هتف المحامي موضحاً: ولا دي كمان لك الحق فيها ، الحج ليل هو الوصي الشرعي علي حفيده !!!!

* شعر جودت بالدماغ تفور داخل راسه وقد انهارت قد احلامه وطموحاته .....

* بس ابويا في غيبوبه من يوم وفاه جواد ....

* هنا ممكن ترفع قضيه تطلب فيها ان الوصايه تكون من نصيبك لان والدك حالته الصحيه لاتسمح وساعتها المحكمه هتحكم لك !!!!

* وساعتها بقي اقدر ادير الفلوس والشركات!!!

* طبعاً بس بحدود ،المجلس الحاسبي هيحاسبك علي كل مليم بتصرفه ، علشان دي فلوس يتيم وقاصر والقانون لازم يضمن له حقه  لحد ما يبلغ سن الرشد وبستلم ورثه كله ..!!!!!!!

* جلس جودت بانهزام مفكراً فيما سمعه وهو لم يكن في حساباته ابداً ولكنه سوف بجد حلاً ولكن يجب ان يضع يده علي ثروه جواد ...

نظر الي المحامي وتابع : ارفع لي قضيه علشان اكون انا الوصي علي ليل ....

.........................................................

*تجلس في الظلام في غرفتهم ، شارده الذهن ، دامعه العين ، شاحبه الملامح ، مفطوره القلب ، مذبوحه الروح !!!!!!

* تجلس في وسط الفراش وحولها صورهم معاً ، ترتدي قميصه الذي كان يرتديه يوم الحادث قبل ان يرحل ويتركها ، ومازالت رائحته عالقه فيه منذ شهرين....

شهرين وهي ترتديه بعدما دفنت قلبها وروحها معه تحت التراب !!!!

شهرين وهي لم تكف عن البكاء والصراخ حتي بعدما انقطعت احبالها الصوتيه من شده الصراخ !!!!!

لازالت لا تصدق ما حدث ، تشعر انها في كابوس مرعب تريد ان تستيقظ منه وتراه بجانبها يضمها داخل صدره الواسع ، ينظر اليها بعينه الفيروزيه الساحره ويطمئنها انه هنا بجانبها وكل شيء بخير ...

ولكنه لم يعد هنا بعد ، بل هناك في ذلك المكان الموحش الذي طالما كرهته ...

ذلك المكان الذي اخذ منها كل من احبتهم ، والدتها ووالدها ، ومن بعدهم صديقتها وزوجها ..وهو !!!

هو الذي اختصر العالم كله في شخصه، الزوج والصديق والاب والحبيب!!!!

رحل وتركها تعاني ويلات ما حدث !!

ولكنها ابداً ابداً لم تصدق ما سمعته ولا الطريقه البشعه التي رحل بها ...

تعلم ان هناك شيء خاطيء حدث ، فارسها لم يكن يوماً خائناً، فارسها اخلاقه اخلاق الفرسان ، شهم واصيل ، وروحه معلقه بصديق عمره ، فكيف له ان يخونه!!!!!

* جذبت خصلاتها تشدها بعنف ، عقلها سيجن من كثره التفكير ، كيف حدث ذلك ؟؟؟

فارس ، جواد ودانيلا.... خيانه وقتل ... عرايا في فراش واحد .. كيف !!!!

والله لو اجتمع اهل الارض والسماء من اجل اقناعها يذلك لم ولن تقتنع ...!!!!    

* قطع شرودها دخول الخادمه التي كانت تعمل في منزل جواد والتي آبت ان تتركها وحدها بعد الحادث خاصه بعد انهيارها الفظيع ، ومكوث ليل معها منذ الحادثه!!!

* نظرت الخادمه الي صينيه الطعام الموضوعه بجانبها كما هي لم تاكل منها شيئاً مثل كل يوم ...

* اقتربت منها وهي تطالعها بشفقه فهي اصبحت جسد بلا روح وهتفت تحدثها بتعاطف: برضه ماكلتيش حاجه ، حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ، طب حتي علشان خاطر مسك اللي مش بتبطل عياط عليكي وعلي ابوها ومفيش علي لسانها غير عايزه بابا ، هيرجع امتي ...

* رفعت ليلي نظراتها ببطيء تتطلع اليها ثم انخرطت في بكاء مرير يمزق نياط القلب!!!

اخذت الخادمه تربط علي كتفها وتمسح علي راسها وتقرأ عليها بعض من الايات القرآنية حتي هدأ بكاؤها...

هتفت الخادمه بنبره هادئه: جودت بيه باره وعاوز يشوف حضرتك ...

* هزت ليلي راسها رافضه وتحدثت بصوت مبحوح: مش عاوزه اشوف حد ...

* عارفه والله وقلت له انك مش بتقابلي حد ، بس هو المره دي مصمم وقالي انا مش همشي المره دي غير لما اقابلها ...

معلش تعالي علي نفسك وشوفيه عاوز ايه ، دي خامس مره يجي ويمشي من غير ما تقابليه !!!!

............    

* كان يقف في غرفه الصالون ينظر الي صوره زفافهم المعلقه علي الحائط متحدثاً بكره: اخيراً ارتحت وخلصت منك ، انا عمري في حياتي ما كرهت حد قد ما كرهتك !!!

ولسه هاخد كل حاجه كانت ملكك قريب اوي ....!!!    

* استدار الي الخلف عندما سمع صوتها الحزبن المرهق يحدثه: خير يا جودت .. جاي ليه؟؟

نظر الي ملامحها الشاحبه وملابسها السوداء ، وعينيها الجميله الحزينه ، ولكنها لازالت جميله مثلما رأها اول مره وكأن الحزن زادها سحراً خاصاً بها ...

*حمحم يجلي حنجرته وهتف بنبره صادقه: جاي اطمن عليكي يا ليلي ...

* رفعت راسها وحدجته بنظره صارمه وهتفت بنبره محذره: مدام ليلي ...اسمي مدام ليلي يا جودت ...

ابتلعت غصه مسننه تسد حلقها وتابعت: مش معني ان فارس الله يرحمه مات ، يبقي خلاص تعدي الحدود اللي بينا ....    

* استشاط غيظاً منها واقترب منها وهتف بنبره عاضبه: بعد كل ده لسه بتدافعي عنه ، بعد كل اللي حصل لسه عامله له حساب !!!!

* هتفت بنبره عاليه تقاطعه: ولحد لما اموت وادفن جنبه ، كلام فارس سيف علي رقبتي ومحفور جوه قلبي ...

* تابع هادراً بجنون: حتي بعد ما خانك وخلن صاحبه ، لسه شيفاه الفارس الهمام المخلص !!!!

* تابعت بتأكيد تتحداه: فارس مش خاين ولو حصل وخان عمره ما يخون صاحب عمره ولا يخوني ...

في حاجه غلط ، فارس وجواد اتغدر بيهم لا يمكن اصدق ان فارس يخون جواد ، ولا حواد يقتله!!!    

* كظم جودت غيظه منها وحاول التحلي بالصبر وحاول تهدئه نفسه: عموماً خلاص اللي حصل حصل ، خالينا في المهم اللي جاي لك علشانه ...

الشركه بتاعتهم ملهاش ورق يثبت حق فارس فيه ، وبما ان ليل هو الوريث الوحيد لجواد وانا هبقي الوصي عليه ...

فانا جاي اعرض عليكي عرض ...

تلونً كالحرباء وهتف بمكر محاولاً التقرب منها بشتي الطرق : انا بعرض عليكي انك تشتغلي معايا وتديري نصيبك ونصيب بنتك في الشركه ، بس هنكتب بينا ورق صوري يحفظ حقك ، علشان قدام القانون الشركه ملك ليل ومقدرش اديكي ورق رسمي بكده ...    

*نظرت له ليلي طويلاً تتفرس في ملامحه الكريهه وهناك شعور يراودها انه له يد في ما حدث ...

اقتربت منه حتي صارت علي بعد خطوتين منه وهتفت بما الجمه: انت قتلتهم ليه؟؟؟ 

* شحب وجه جودت ومسح حبيبات العرق التي لمعت علي جبينه ولكنه تحدث بثبات: قتلت مين ؟ انتي بتقولي ايه يا ليلي ...

واضح ان اعصابك تعبانه والصدمه لسه مأثره عليكي .

انا جيت اطمن عليكي واقولك علي العرض اللي عندي ، فكري فيه وردي عليا . 

* نظرت له ليلي بغموض : هفكر وارد عليك ....

...........    

* دلفت ليلي الي حجره ابنتها وجدتها غافيه في فراشها واثار الدموع واضحه علي وجنتيها الجميله ، وليل جالس بجانبها ينظر اليها بشرود والحزن بادي علي وجه ....

جلست ليلي بجانب ابنتها وقلبها مفطور علي حالها واخذت تمسح علي شعرها حتي شعرت بها الصغيره فانتفضت من نومها وهتفت بنبره ملهوفه: بابي !!!!

* ابتلعت ليلي غصه مسننه تشطر حلقها وقاومت غصه البكاء وحدثت ابنتها برقه وهي تضمها داخل حضنها : لا يا حبيبتي ، بابي لسه مرجعش ...

* قفزت الدموع من عيني مسك الفيروزيه وحدثتها بيكاء : هو ليه بابي اتاخر كده ، ده وحشني اوي، انا زعلانه منه ومش بحب شغله علشان خالاه يسافر ويسبني ...

* اخذت ليلي تربط عليها تهدها داخل احضانها : معلش يا مسك بابي عنده شغل مهم وغصب عنه غيابه عننا ، انتي ماتزعليش منه وادعي له ...

ثم ابتسمت في وجهها وتابعت: يالا نامي وانتي هتحلمي بيه ولما تشوفيه في الحلم هو هيصالحك ....

* انصاعت لها الصغيره ونامت في فراشها ممنيه نفسها بلقاء والدها في احلامها الورديه ....    

* بعد ان غفت مسك ، نظرت ليلي الي ليل الصامت ، واقتربت منه تضمه هو الاخر داخل احضانها ، فنظر لها ليل وهتف يسألها : هو صحيح الكلام اللي بيقوله عمو جودت ده صح ؟؟؟

* كلام ايه ؟؟؟ 

* ان عمو فارس هو السبب في موت بابا وماما علشان خا....!!!!

وضعت ليلي اناملها علي فمه تمنعه من الاسترسال في الكلام ونظرت له بقوه هاتفه بتصميم وتاكيد وكانها تريد حفر كلامها داخل عقله: هششش.. الكلام ده كدب . .. اوعي تصدقه...

بابا فارس اشرف رجل في الدنيا ، وعمره في حياته ما حب حد في حياته قد جواد الله يرحمه ، وجواد نفسه فارس كان عنده اغلي من روحه ...

وامك اشرف واطهر ست في الدنيا وكانت بتحب ابوك ومش شايفه راجل غيره في الدنيا دي كلها ....

* تسال الصغير بعدم فهم: اومال اللي حصل ده حصل ازاي ....

* تابعت ليلي تضيف بيقين: في حاجه غلط في الموضوع ، انا متاكده ، ومش هاهدي ولا هيرتاح لي بال غير لما اعرف الحقيقه ...    

.....................................    

* وبالفعل ليلي لم تصمت ، بل قامت بتقديم بلاغ ضد جودت تتهمه فيه اتهام صريح بقتل زوجها وصديقه وزوجته ودعمت موقفها بحادثه نعيمه وعقد الزواج العرفي من فارس !!!!

وتم فتح التحقيق مره اخري ولكن النهايه كانت في صالح جودت لعدم وجود دليل علي ادانته ، حتي تقرير الطبيب الشرعي كان في صالحه حيث انه لم يستطع وجود اثار لجودت في مكان الحادث وقيدت الحادثه علي انها جريمه شرف!!!!    

* بعد انتهاء التحقيق واثبات براءته ، توجه جودت الي بيت ليلي وهو عازم علي اخضاعها له مهما كلفه الامر ، فهو علي ما يبدو قد تساهل معها كثيراً وحان وقت ترويض جموحها وفق ارادته....

* وقف امام منزلها في انتظار ان تفتح له ، وما هي الا ثواني وفتحت له الباب ....

وقفت تسد الباب بذراعها وهتفت فيه بشراسه: انت اتجننت جاي لي البيت بعد نص الليل ، انت عاوز الناس يخوض في سيرتي !!

* ازاح يدها من علي اطار الباب ودلف الي الداخل بخطوات متبختره وهتف بنبره واثقه : ما عاش ولا كان اللي يجيب في سيرتك وانا عايش يا ليلي ، وبعدين الناس حتي لو اتكلمت هتقول رجل وداخل بيت مراته ، باعتبار ما سيكون يعني !!!!

* صرخت فيه ليلي بجنون: مرات مين انت اتجننت!!!

* تابع بنبره بارده مستفزه: لا ما اتجننتش ولا حاجه ، انا بقول الحقيقه ...

وبعدين يا ليلي انتي مش واخده بالك ، ان خلاص الدايره قفلت علينا احنا الاتنين ، وان مرجوعك في الاخر ليا انا ....

ولو انتي ما ركبتيش دماغك زمان وعاندتي ،كان زمان متجوزين !!!!

* هدرت ليلي بجنون وعقلها لا يستوعب ما يتفوه به من هراء: انت سكران ولا مبرشم ايه التخريف اللي انت بتقوله ده ، ومالك كده واثق من نفسك اوي ومتاكد اني هوافق ....

*تابع بنفس البرود: واثق علشان مفيش حل تاني قدامك غير كده ...

وعلشان تعرفي قد ايه انا بحبك رغم انك بلغتي عني واتهمتيني ظلم ، بس ده مأثرش علي حبي ليكي ..

ده غير ان فلوسك وفلوس بنتك تحت ايديا ومن غير جوازنا مش هطولي منهم ولا مليم !!! 

* هتفت ليلي بغيظ : يعني انتي بتلوي دراعي ، جوازي منك مقابل حقي وحق بنتي!!!

* اقترب منها جودت وعينيه تلتهمها بجوع وتابع : مش بلوي دراعك يا ليلي ، بس انا بحبك من زمان ...

* كان قد اقترب منها لحد الخطر وقد هاجت الدماء في عروقه يريدها بين يديه كما تخيلها في احلامه ، يريد ان يداعب خصلاتها السوداء التي تثير جنونه وكالمسحور اقترب منها وهتف بنبره مبحوحه من فرط الاثاره والرغبه: بحبك يا ليلي وعاوزك !!!    

*هتفت فيه بنبره صارخه وملامح وجهها تصرخ بغضاً ونفوراً: نجوم السما اقرب لك مني يا ندل يا جبان!!

لعق شفتيه بوقاحه ونظراته تتفحصها بجرأه وشهوه مريضه: خلاص اللي كان واقف بيني وبينك راح خلاص ، عدتك تخلص وبعدها بدقيقه هكون كاتب عليكي وتبقي ليا وساعتها بقي محدش هيرحمك من تحت ايديا ....

ثم دنا منها هامساً بوقاحه في اذنها وهو يضع يده علي بطنها يتحسسها بجرأة وقد فقد السيطره علي نفسه وهو يستنشق رائحه جسدها بهوس: واوعدك تسع شهور بالتمام والكمال وهيكون ولي العهد مشرف للدنيا ....

وكان ابلغ رد منها علي تجاوزه ووقاحته معها ، كف يدها الذي هوي بكل قوه وغل علي صدغه جعل راسه يلتف للناحيه الاخري بحركه سريعه باغتته من المفاجأة....

وضع يده علي صدغه الاحمر المزين بعلامات اصابعها الرقيقه هاتفاً بنبره بارده : وماله احبك وانت بتخربش يا شرس..*

* تابعت هادره بغضب مجنون: واقتلك لو فكرت تقرب مني تاني يا جودت .... باره اخرج باره!!   

* نظر لها جودت وهتفت مؤكداً علي حديثه: انا همشي دلوقتي ، بس اعملي حسابك جوازنا هيتم بعد عدتك ما تخلص ، فاضل فيهم شهر ، هكون انا ظبط فيهم كل حاجه ، وعلي ما الشهر ده يخلص ، كل خطوه لي هتكون بعلمي وبأمري ...!!

سلام يا ليلتي .....

اغلقت الباب خلفه بعنف وسقطت ارضاً تبكي وتنتحب علي حالها وكيف لها ان تتصدي لجبروته ، ولكنها يجب ان تجد طريقه للخلاص منه !!!!

....................

*والحقير نفذ كلامه وجعل رجاله يرابطون تحت بيتها في شكل دوريات مستمره ، واذا ارادت الخروج يتتبعون اثارها ويبلغونه بكل تحركاتها !!!!    

* وفي يوم جلسه الوصايه التي رفعها جودت للحصول علي وصايه ليل خاصه بعد تدهور الحاله الصحيه لوالده واستمرار غيبوبه الطويله...

حدثت المفاجاة وعادت ماتيلدا جده ليل من ايطاليا بعدما استجمعت نفسها وفاقت من صدمه رحيل ابنتها وزوجها واستطاعت الحصول علي حضانه ليل لانها جدته لامه وتحق لها حضانته  وان يكون جودت هو الواصي علي املاكه!!!!    

* قبل زفاف ليلي وجودت بيوم.....

كانت ليلي تدور حول نفسها كالمجنونه ، لا تعرف كيف تتخلص منه والحقير قد اعد كل شيء للزفافه عليها حتي انه ارسل لها فستان زفافها ورمي بكل اعتراضها وصراخها عرض الحائط ....

* هتف ليل متسائلاً الذي كان يتابع حركتها : انتي ليه مش عاوزه تتجوزي عمو جودت ؟؟

* استدارت له ليلي وهتفت بنبرهً حزينه: علشان انا متجوزه من بابا فارس ...

* ابتسم لها ليل وتابع يحدثها بما يفوق عمره وكان الحادثه قد اضافت لعمره عمر اخر ، حيث انه اصبح وحيداً لا يلهو ولا يلعب مثل من هم في مثل سنه...

بس بابا فارس مات ...

* اجابته ليلي بشجن: بس لسه عايش جوايا وعمره ما هيموت الا بموتي ....

* نهض ليل واقترب منها ونظر اليها متحدثاً بتصميم: خلاص يبقي نمشي من هنا ، انا وانتي ومسك وماتي نمشي من هنا ....

* نظرت له ليلي بحنان وهتفت بتمني: ياريت يا ليل كان ينفع كنت اخدتكم ومشيت ، بس انا اللي لازم امشي وانت لازم تفضل هنا ، انت اللي هتكمل اللي جواد وفارس بنوه وكانوا بيحلموا بيه، انت الامتداد ليهم ، انت اللي هتحافظ علي حقك وحق مسك ، انت اللي لازم تفف لجودت وتحافظ علي حقوقك ...

واللي مطمني عليك ان ماتي موجوده معاك ، يمكن لو مكانتش رجعت كنت فقدت الامل اني امشي واسيبك ، بس انا لو مشيت دلوقتي ، همشي وانا مطمنه عليك...

* سالها ليل مستوضحاً: طب هتمشي ازاي وبكره الفرح بتاعكم !!!

* رفعت ليلي راسها لاعلي تناجي ربها ان يساعدها ويقف بجانبها : ربنا اكيد مش هيسبني!!!!

* وكأن العزيز الجبار ، قد استجاب لدعاءها ونداءها.  

ففي اليوم الثاني تلقي جودت مكالمه من المشفي تبلغه بوفاه والده الحج ليل مهران ، وهو الامر الذي اربك جودت وغير حساباته، فتم تاجيل الفرح وذهب لتخليص اجراءات دفن والده !!!!!    

* وفي يوم الوفاه فجراً ، كانت ليلي قد عزمت علي الهروب من البلده وترك كل شيء خلفها مستغله انشغال جودت في وفاه وعزاء والده ....

وقد ساعدها ليل في ذلك الامر ...!!!!

* وقفت ليلي في صاله منزلها بعدما جمعت بعضاً من اشياؤها المهمه في حقيبه صغيره تكفيها هي وابنتها وهتفت تتحدث مع ليلي بقلق: خلاص يا ليل عرفت هتعمل ايه ...

* اجابها مؤكداً بحزن: عارف يا ماما ليلي متخافيش هعرف اتصرف ، بس انا زعلان علشان انتي كمان هتسبيني زيهم ....

* اعتصر الالم فؤاد ليلي وهتفت ببكاء وهي تحتضن ليل بحب : غصب عني يا نور عيني امشي واسيبك ، بس انا هرجع تاني ، لازم ارجع لهنا تاني مش هسيب بيتي وبيت وارض فارس ، هرجع لهم من تاني ...

هرجع لما انت تكون قادو تقف جنبي ومعايا وتجيب لي حقي ...

ثم وضعت مفتاح شقتها في سلسال والبسته له في رقبته: المفتاح ده بتاع البيت هنا ، خاليه معاك علشان تخالي بالك من البيت لحد ما ارجع ...

* حاضر يا ماما ليلي ....

* قبلته ليلي من جبهته وقامت تحضر باقي اشياؤها .

* دلف ليل الي غرفه مسك التي كانت تلملم بعض العابها وهتف يحدثها بوجع : هتمشي خلاص يا مسك.

* اجابته مسك بسعاده: ماما بتقول ان بابا جاب لنا بيت جديد هنعيش فيه وهو هيبقي يجي لنا هناك ...

ثم نظرت له وتابعت بحزن: تعالي انت كمان معايا يا ليل مش عاوزه اسيبك لوحدك...

ابتسم ليل بحزن وتابع: مش هينفع ، انا هستناكي هنا . بس عاوزك تخالي بالك من نفسك ومش تكلمي ولاد ولا تلعبي معاهم ... وعد !!!

هتفت مسك ببراءه : وعد !!!!

* اخرج ليل من جيبه سلسال به تعليقه تحوي صورته والبسها اياها : دي سلسله بتاعه ماما دانيلا كانت بتلبسها علي طول ، البسيها واوعي تقلعيها من رقبتك ابداً، علشان تفضلي فكراني....

* ارتدتها مسك وهتف بطاعه: عمري عمري مش هقلعها خالص ....

ثم استدارت وتناولت احدي عرائسها المفضله لديها واعطتها له: وانت كمان خد العروسه دي وخاليها معاك علشان تفضل فاكرني ....

.........

* وبالفعل استطاع ليل الهاء الحارس المراقب لبيت ليلي حتي تتمكن هي ومسك من الخروج من المنزل والهروب من البلده ....

وبعد وقت ليس بقليل والسير وسط الطرق والازقه المظلمه استطاعت ليلي ان تصل الي محطه القطار واستقلت القطر المتجه الي القاهره ....

وبعد وقت قليل تحركت عجلات القطار راحله من البلده ومعها ليلي حيث مصيرها المجهول !!!

* جلست ليلي بجانب النافذه تبكي بصمت وعينيها تودع كل شبر من ارض تلك البلده التي عاشت فيها اجمل ايام عمرها وتركت تحت ترابها روحها وقطعه من قلبها .....

* وعلي الجانب الاخر يقف ليل في شرفه غرفه المطله علي الطريق يلمح القطار من بعيد وهو يتحرك مغادراً وترحل معه امه الروحيه وحبيبته الصغيره...

وقف يشاهد القطار وفي يده عروستها الصغيره التي تشبهها كثيراً ونظراته البها توعدها بانها الوحيده التي ستظل في قلبه وسيظل ينتظرها طوال عمره ...    

* والصغيره نائمه في حضن والدتها في القطار ويديها الصغيره قابضه علي سلساله مع وعد بالانتطار مهما طال ....

وبينما هي تسرح في ذكرياتها مع فارسها ، صدح صوتاً في القطار من مذياع احدي الركاب جعل قلبها ينهار اكثر واكثر .....

ًفي هويد الليل ولقيتك ...

ما اعرف چيتني ولا چيتك ...

ما اعرف غير اني لقيت روحي ....

ونچيت من همي ونچيتك...

واداري ولا ما اداري......

ده هواها داري ومداري.. 

الفصل الثالث عشر

 

* بعد مرور ١٥ سنه .....

*في احدي احياء القاهره الشعبيه البسيطه ، وفي احدي بيوتها البسيطه ، تعالي صوت تلك السيده الاربعينيه الجميله التي لازالت تحتفظ بجمالها الهاديء بالرغم من الحرن الساكن ملامحها ، تنادي علي ابنتها الوحيده وهي تعد لها شطائر الفطار !!!!

* مسك ... يامسك .... يا دكتوره مسك!!

يالا هتتاخري علي محاضراتك!!!!    

* ومن داخل غرفتها الصغيره البسيطه ، كانت ذات العيون الفيروزية البراقه تقف امام مرأتها تصفف خصلاتها السوداء الحريريه الطويله وهتف بصوت عالي حتي يصل الي مسامع والدتها : ايوه يا ماما ، جايه اهو ...    

انتهت من تصفيف خصلاتها وهندمت من ملابسها ، ثم وضعت يدها علي السلسال الذهبي المزين عنقها الجميل منذ خمسه عشر عاماً ولم تخلعه من وقتها : صباح الخير يا ليل ، يا تري لسه فاكرني زي ما انا فكراك ولا نسيتني بعد ما بقيت من اشهر رجال الاعمال في البلد كلها ....

* طبعت قبله علي السلسال واخفته داخل صدرها وحملت اشياؤها وتوجهت الي الخارج حيث والدتها...    

* وقفت علي باب غرفتها ولمعت عينيها بشجن وهي تنظر الي والدتها كعادتها كل يوم التي لم تنفطع عنها ابداً ، وهي تقف امام صوره والدها الراحل ، فارسها وحبها الاول والاخير تتحدث معه وكانه حي امامها يسمعها ويحادثها ....!!!!!

* اقتربت مسك من ليلي وحضنتها من الخلف وهتفت بنبره مرحه حتي تخرج والدتها من حاله الحزن التي لازالت تسيطر عليها : مش كفايه رومانسيه بقي ونروح نشوف شغلنا هتتاخري علي المدرسه يا حضره المدرسه النشيطه....

* استدارت لها ليلي وهتفت بابتسامه مشرقه وهي تتطلع في وجه وحيدتها الصبوح وعينيها الجميله التي ورثتها عن فارسها : ومين يعني اللي بيأخرني كل يوم مش حضرتك يا دكتوره .../

ثم تحركت ليلي نحو الطاوله وتناولت كيس الشطائر التي اعدتها وناولتها اياه: اتفضلي السندوتشات وياربت تاكليهم مش ترجعي بيهم زي كل يوم !!!!

* هتف مسك متذمره: يا ماما يا حبيبتي انا كبرت وبقي عندي 21 سنه وفي تالته طب ، مش العيله الصغيره اللي كنتي بتوصليها المدرسه .....

* ابتسمت ليلي بحنو وهي تربط علي وجنت ابنتها : حتي لما تبقي اكبر دكتوره في البلد كلها ان شاء الله ، هتفضلي في عيني بنتي الصغيره اللي طلعت بيها من الدنيا ، وبرضه هعمل لك السندوتشات يا لمضه ....

ويالا بقي علشان كده هنتاخر بجد ....

............

* علي الجانب الاخر وفي احدي القصور الفارهه ، 

يجلس في غرفه المكتب الملوكيه متحدثاً في الهاتف بغطرسه: اسمع اللي بقولك عليه المناقصه دي بتاعتنا وكده كده هترسي علينا ، شركات مهران مش بتدخل اي مشروع او مناقصه الا لما تكون متاكده مليون في الميه انها بتاعتها ...!!!

المهم جهز انت كل حاجه وبلغني بالنتيجه اول لما تخلص وانا في خلال ساعه هكون في المجموعه ....    

* تعالي طرق علي باب المكتب تزاماً مع اغلاقه للخط ، ودلف اليه سائقه الخاص وذراعه الايمن وكاتم اسراره !!!!

* هتف متحدثاً بنبره غليظه: كله تمام يا كبير البضاعه اتسلمت زي ما سعادتك آمرت وده اشعار البنك اللي اتحولت عليه الفلوس في حسابك الخاص اللي جزر البهاماز...

قالها وهو يقدم اليه الاوراق ويضعها امامه علي المكتب ...

تناول الورقه يراجع بيناتها بتدقيق ثم لاحت علي شفتيه ابتسامه رضا : عفارم عليك يا ضرغام طول عمرك سداد ....

* ابتسم ضرغام بحبور واخذ يربط بكف يده الغليظه علي صدره في حركه امتنان: عيشت يا كبير ، احنا طول عمرنا تلاميذك وبنتعلم منك يا جودت باشا.!!!!    

* قام جودت من جلسته ووقف ينظر من شرفه المكتب الي الخارج ووجه سؤاله الي ضرغام الواقف خلفه: مفيش جديد لسه ، معرفتش توصل لحاجه ؟؟

* اجابه ضرغام وقد فهم عليه: ابداً يا باشا ملهمش آثر ، بس انا مكلف رجالتي يدورا عليهم في كل مكان وان شاء الله هنوصل لهم في اقرب وقت...

* رفع جودت يده واشار اليه كي يغادر ، وشرد بذهنه الي ذلك اليوم قبل خمسه عشر عاماً عندما وجدها اختفت من البلده كلها تاركه خلفها كل شيء، وتسربت من بين يديه كالماء بعدما ظن انها اصبحت ملك يديه...

يومها كسر كل شيء امامه واصبح فاقداً للسيطره علي نفسه واخذ يبحث عنها كالمجنون في كل مكان واستمر به هذا الحال لاكثر من ثلاثه شهور ولكنه لم ييأس وظل يبحث عنها حتي الان دون كلل اوملل..!!

..................    

في الاعلي ....

كان يقف ذلك الشاب الوسيم صاحب البشره السمراء اللامعه والعيون بلون القهوه ذو طول مهيب وجسد رياضي قوي ، يصفف خصلاته السوداء الناعمه وينثر عطره الرجولي المميز بكثره..!!

*انتهي من ارتداء ملابسه وقبل ان ينزل لاسفل ، توجه نحو غرفه ملابسه وفتح خرنته الخاصه واخرج منها اغلي واثمن شيء يملكه في حياته ، تلك العروسه الصغيره ، عروسه صغيرته وعشقه الاول والاخير !!!!

اخذ العروسه ونظر اليها هاتفاً بحنين : صباح الخير يا مسكي ، وحشتيني اوي ، ياتري انا كمان واحشك زي ما انتي وحشاني ولا البعد نساكي ليلك يا مسكي ؟؟؟

* يا تري انتي فين وبعدك عني ده بأرادتك ولا غصب عنك !!!

ياتري حاسه بيا وعارفه قد ايه مشتاق لك وقد ايه بدور عليكي في كل حته وكل مكان !!!

ياتري لسه مآنش الاوان علشان نتقابل من تاني ؟؟

* انهي كلامه وطبع قبله علي رأس العروسه وكأنه يقبل فيها حبيته الغائبه ، ثم وضعها في الخزنه واغلق عليها جيداً ، ثم ارتدي قناع الجمود والقوه الذي يليق برجل الاعمال القوي ليل مهران !!!!!    

*بخطوات ثابته وقويه دلف ليل الي غرفه الطعام ثم توجه نحو جدته وقبل يدها وراسها باحترام : صباح الخير ماتي ..

ثم تحرك وجلس علي راس الطاوله !!!

ابتسمت المرأه الايطاليه الجميله ذات العقد السادس بحب الي حفيدها الغالي اغلي ما تملك في هذه الدينا: صباح الخير قلب وعين ماتي ..//

* صباح الخير .... قالها جودت وهو يجلس علي يسار ليل ....

صباح النور يا عمي ...هتف بها ليل وهو يشرب فنجان قهوته الصابحيه.../

* ثم نظر اليه وساله : مالك يا عمي شكلك مضايق في حاجه حصلت؟؟

* اجابه جودت هاتفاً بحنق: المناقصه مرسيتش علينا مع اننا مقدمين اقل سعر ازاي تترفض...

* استندت ليل علي ظهر كرسيه وهتف بثقه: علشان انا قدمت ورق بسعر اعلي من اللي انت مقدمه..،

* نظر له جودت بغضب هاتفاً بانفعال: انت ازاي تعمل حاجه زي كده ، انت اتجننت !!!

انت عارف كنا هنكسب قد ايه من ورا المناقصه دي ، ده غير انها مع الحكومه ..، 

* تحدث ليل بنفس الهدوء والثقه: والله دي شركتي وانا حر فيها ، ومش ليل مهران اللي يلعب من تحت الترابيزه وبقدم رشاوي وعمولات علشان المناقصه ترسي عليه ، مش انت برضه دفعت رشوه خمسه مليون علشان المناقصه ترسي علينا ولا انا غلطان...

* تابع جودت منفعلاً اكثر : ده عُرف السوق ، والسوق كله ماشي كده ...

* هتف ليل بنبره بارده: بس في عرف ليل مهران كله يمشي بالاصول ، انا مش محتاج اقدم رشاوي وعمولات لحد ، اسم مجموعه ليل مهران اكبر بكتير من كده والسوق كله عارف كده ويتمني يشتغل معايا، 

ثم تابع بلهجه تحذيريه: واللي حصل ده ياريت ما يتكررش تاني علشان ساعتها رد فعلي مش هتتوقعه...

*كز جودت علي ضروسه يطحنها بغل ، فقد اضاع عليه ليل عموله كبيره كان سيحصل عليها بعد اتمام المناقصه ، نظر له بغيظ شديد فبالرغم من تربيته لليل الا انه لا يشبهه في شيء بل كل خصال جواد وفارس متأصله فيه بقوه وكانهم احياء امامه متجسدين في شخصيه ليل !!!

هتف جودت متسائلاً من بين دروسه كاظماً غيظه وحنقه منه: هتعمل ايه في البيت اللي في البلد ، انا جاي لي مشتري وهيدفع فيه رقم كبير جداً ...

* نظر له ليل وقد التمعت عينيه ببريق غاضب وهتف بنبزه قاطعه: سبق وقلت لك البيت ده مش ملكي علشان ابيعه ، حتي لو البلد نصها بتاعنا والبيت ده علي ارضنا الا انه مش هيتباع الا لما اصحابه يظهروا ويستلموه مني انا شخصياً ...

* ثم نظر الي جودت بعيون تومض بوميض شرس جعلته يهابه بشده وتابع : وبعدين انت ليه لغايه دلوقتي محددتش نصيبهم في ارباح ال15 سنه الي فاتوا دول ، هو انا مش قلت لك انا عاوز تحدد لي نصيبهم ونحطهم علي جنب لحد ما نوصل لهم علشان ياخدوا حقهم !!!!    

* تهرب جودت بنظراته منه وتابع كاذباً: ما انا قلت لك ان الشركه في وقتها خسرت كتير وسمعتها اتهزت في السوق بعد اللي حصل ومحدش كان عاوز يشتغل معانا بعد الحادثه ، لولا تعبي ومجهودي وفلوسي اللي حطيتهم ووقفت الشركه علي رجلها من تاني وكبرت اسم مهران في السوق .../

* تغضنت ملامح ليل بألم كلما جاءت سيره الحادثه فهو يرفض ذكرها او الحديث عنها مع اي شخص ، تابع بنبره قويه متحديه: مش لوحدك ، انت اشتغلت وكبرت الشركات بفلوسي وورثي ، ده غير ان انا بشتغل معاك من وانا عيل عندي 16 سنه واخدتها من تحت لحد ما وصلت لمكاني علي القمه ..

ثم نهض مغلقاً رز جاكيته منهياً الحوار:عموماً ما تشغلش نفسك بموضوع فلوس مسك وماما ليلي انا هخلص الموضوع ده بنفسي ../

ثم تحرك مغادراً دون ان يعطي الفرصه لجودت يالتفوه بحرف واحد ، تاركه خلفه يغلي كالبركان الثائر .....

.........................................................    

* في المساء ، عادت مسك من جامعتها تسير في الحي بانهاك وهي تحمل كتبها والبلطو الابيض علي ذراعها ....

ظهر فجأه امامها  زينهم ابن المعلم عكوه جزار الحي هاتفاً بوله وهو يأكلها بعينيه: مساء الجمال علي عيونك يا دكتوره...

* قلبت مسك عينيها هاتفه بملل فهو لا ينفك يعترض طريقها باستمرار: مساء النور يا معلم ، خير ،!!!! 

* كل خير ان شاء الله يا ست البنات ، عاوزين ننول الرضا ...

* هتفت مسك ببعض العصبيه: وبعدين معاك يا معلم زينهم ، احنا مش قفلنا الكلام في الموضوع ده ، لزميتها ايه بقي تعترض طريقي في الرايحه والجايه مش اخلاق ولاد البلد دي يا معلم ...

* تابع حديثه بوله وهو يغرق في زرقه عينيها الساحره: اعمل ايه طيب ، قلبي عليل وانتي بايدك تداويه يا دكتوره بس انتي اللي مش راضيه تحني عليا وتوافقي ....

ثم تابع حديثه مترجياً : وافقي انتي بس ومش هتندمي ، والله انا طيب وابن حلال واتحب ، ولو خايفه ان جوازك مني هيمنعك تكملي علامك ، وعد مني وكلام رجاله هسيبك تكملي علامك وهديه تخرجك هتكون عياده باسمك في البرج بتاعي اللي علي اول الناصيه...

* ابتسمت له بسماحه وهتفت بتسويف حتي تتخلص منه: لا انت كده عملت اللي عليك ، ان شاء الله هفكر في طلبك وهبقي ارد عليك ، عن اذنك ...

قالتها واطلقت الريح لساقيها تهرب منه قبل ان يتابع حديثه الممل ....//    

* دلفت مسك من باب الشقه وهي تنفخ بغيظ ثم اخذت تنادي علي والدتها بعدما لم تجدها في الصاله: ماما ..

يا لولو انتي فين ؟؟

* جاءها صوت والدتها من الداخل : انا هنا يا مسك في اوضتي تعالي ...

* دلفت مسك الي غرفه والدتها ثم اقتربت منها وقبلتها علي وجنتها وجلست بجانبها هاتفه بحنق : بجد انا زهقت وتعبت من اللي اسمه زينهم ده ، كل شويه ينط في وشي زي عفريت العلبه ومفيش علي لسانه غير عاوز اتجوزك هاوز اتجوزك ، امتي بقي ربنا يتوب علينا من العيشه هنا ، نفسي اغمض عين وافتحها والاقي نفسنا مشينا من هنا ....    

* ربطت ليلي علي يد ابنتها وهتفت بحنان: ان شاء الله يا حبيبتي بكره ربنا يكرمك وتتخرجي وتتجوزي وتمشي من الحته دي علي خير ...

* آمنت ليلي علي حديث والدتها ثم انتبهت لما تفعله والدتها وهتفت تسالها مستفهمه: ايه الفلوس دي يا لولو بتاعه ايه دي ...

* اجابتها ليلي وهي تعتدل وتتابع تقسيم الفلوس وعدها : بصراحه يا مسك الميزانيه خرفت خالص ومش عارفه هنكمل الشهر ازاي !!!

* هتفت مسك تحدث والدتها بلوم: ولحد امتي يا ماما هنفضل علي الحال ده ، كل شهر نكمله بالعافيه واحنا بنقول يارب يكمل من غير ما نتحوج لحد ، واحنا لينا حق وانتي مش راضيه اننا نطالب بيه...

لحد امتي هنسيب حقنا وفلوسنا لغيرنا يعيش ويتمتع بيها واحنا لا ..

ليه رافضه نروح لليل ونكلمه ونطلب حقنا ، بلاش ليل ، ليه رافضه نروح نبيع بيت البلد وناخد فلوسه نعيش بيها ونسكن في مكان احسن من ده وبيت احسن من ده ، ليه رافضه بالشكل ده ...

* انتفضت ليلي من جلستها وهتفت برفض قاطع : لا .. قلت لك مليون مره لا والف لا ...

انا مش عاوزه فلوس ولا بيت ولا حق ، انا مش هخاطر بيكي وبنفسي من تاني ...

انا هربت بيكي واستخبيت في اخر الدنيا علشان خايفه عليكي ومش عاوزه يطولك اي اذي ، ولو علي الفلوس والحقوق مش هتكون اغلي عندي من اللي راح او اللي ممكن يروح مني لو قربت منهم تاني ...

* ثم جلست بانهزام وتابعت بشجن: وبعدين ليل اللي بتتكلمي عنه مش يمكن يكون نسينا والبعد والزمن نساه خصوصاً وانه عايش مع عمه ....

عارفه مين عمه ... جودت يبقي عمه .... جودت!!!!

* جلست مسك علي عقبيها امام والدتها وتابعت بنبره مترجيه: وممكن يكون منساش وفاكر زي ما احنا فاكرينه وشايل لنا حقنا ، وبعدين انا نفسي افهم ايه السر في جودت ده وايه اللي مخاليكي مء طيقاه كده وعاوزانا نبعد عنه بالمشوار كل العمر ده ...

واكيد يعني مش علشان كان عاوز يتجوزك زمان بعد موت بابا ، اكيد في سبب تاني وانتي مش عاوزه تقوليه ....

* هتفت ليلي بنبره قاطعه مغله النقاش في موضوع شائك كهذا : هو ده السبب ومفيش سبب غيره وقفلي علي الكلام في الموضوع ده ومش عاوزه اسمع كلام تاني فيه ، ويالا علي اوضتك علشان انا تعبانه وعاوزه انام ورايا مدرسه بكره بدري ....    

* مضي اسبوع ومسك لم تنفك ان تفكر في طريقه تصل بها الي ليل ...

فكرت كثيراً ان تذهب الي مقر شركاته ولكنها تراجعت خوفاً من ان يكون لا يتذكرها وهذا الشيء الذي لن تستطع تحمله ابدا..:

فبعد تفكير طويل عزمت امرها واتخذت قرارها وقررت البدء من حيث انتهت قصتهم ، ستسافر الي البلده اولاً ....

لذلك في اليوم التالي وبعد انتهاء محاضرتها ذهبت الي البلده من دون ان تخبر والدتها ....    

* رحلت الشمس وحل المغيب عندما وصلت الي البلده ترجلت من العربه الصغيره التي استقلتها من محطه القطار بعدما سألت عن سرايا آل مهران ، فهي تعرف من حكايا والدتها ان بيتهم يبعد عن سرايا آل مهران بشارعين ....

* وقفت امام السرايا العتيقه المهيبه تتطلع اليها بانبهار  فعلي الرغم من قدم بناءها الا ان من يراها قد يطن انها حديثه البناء ، فيبدو ان ليل يهتم بها كثيراً...

* ابتسمت بحنين عندما لاح في ذاكرتها بعضاً من ذكرياتهم معاً هنا في هذه الحديقه ولكنها صور مشوشه بسبب صغر سنها وقتذاك ....

* سارت علي قدميها الصغيره وهي تتلفت حول السرايا لربما يحالفها حظها وتري ليل هنا ، لربما قد غالبه شوقه وجاء الي هنا مثلها ...

سارت حتي وصلت امام منزلهم ، منزل والدها ، نعم هو منزلهم فصورته محفوره داخل ذاكرتها ...    

* دفعت البوابه الحديديه بيدها ودلفت الي الداخل والغريب ان البوابه مفتوحه غير موصده ، صعدت الدرج المؤدي الي شقتهم واخرجت مفتاح المنزل الذي اخذته من وراء والدتها والتي تخفيه في صندوق ذكرياتها مع والدها ....

* حبست انفاسها وهي تدلف الي داخل منزلهم الحبيب، مدت يدها تنير الضوء ، فظهر المنزل امامها وكان الزمن لم يمر !!!!

كل شيء في مكانه ، كل شيء نظيف وكان هناك من يهتم به ولكنها لم تعير ذلك ادني اهتمام وهي غارقه في ذكرياتها هنا مع والدها الحبيب ووالدتها عندما كانوا اسره سعيده عن حق قبل ان يذوقوا مرار الفقد !!!    

* قبل قليل ....

وصل ليل الي بيت حبيبته كعادته منذ عشره اعوام ، يأتي مره كل شهر ، او كلما ضاق صدره واستبد به الشوق لصغيرته ، ياتي الي هنا يتلمس اشياؤها مستشعراً وجودها حوله في المكان ...

وقد آمر الخدم في سرايا جده ان يقوموا بتنظيف المنزل باستمرار مع الحفاظ علي كل شيء فيه حتي رجوع مسكه اليه...

* كان يجلس في غرفتها وعلي فراشها الصغير الذي الذي بالكاد يستوعب ربع جسده الضخم مقارنه بحجم الفراش الصغير ، ادار المسجل الموضوع بجانب الفراش والذي يعود الي عمه فارس الذي قد اهداه لمسكه في احدي المرات .

* صدحت موسيقي تلك الاغنيه التي سمعها منذ نعومه اظافره وتربي عليها بسبب عشق عمه فارس لها والتي كان يري بها حوريته ....

* ولكنه تنبه لصوت وقع اقدام تتقدم نحو الغرفه ، يبدو انه حرامي ، لان الخدم ممنوع عليهم التواجد هنا وقت تواجده ....

قام ووقف خلف الباب متوارياً من ذلك الذي تجرأ وخطي نحو ممتلكات ليل مهران ، سيلقنه درساً لن ينساه ويجعله عبره لم يعتبر !!!!    

* في الخارج ...

اخذت مسك تتطلع الي كل شيء حولها ودموعها تجري انهاراً علي وجنتيها البيضاء الناعمه ، لامت نفسها علي تفكيرها في بيع ذلك المنزل فوالدتها محقه ، هنا تكمن حياتهم كيف لها ان تتخلي عنها ...

قررت الرحيل من حيث ما جاءت ولكن الاول ستلقي نظره علي غرفتها وبعدها سترحل من هنا ...

اقتربت من غرفتها ولكن هناك صوت موسيقي ينبعث من داخل غرفتها اصابها بالرعب ، من يمكن ان يكون هنا في منزلهم ، ام انها تتوهم !!!

اقتربت ومع اقترابها يتضح صوت الموسيقي اكثر ، وهنا ايقنت ان هناك من يسكن هذا البيت ، لذلك استجمعت شجاعتها وقوت نفسها واخرجت من حقيبتها محلول طبي قد اعدته في معمل الكليه تستخدمه للدفاع عن نفسها وقت اللزوم ...

* فتحت باب الغرفه وخطت خطوتين للداخل بحذر مدت يدها تضيء النور ،وفي ثواني وجدت نفسها مقيده بقيد من فولاذ يحيط بخصرها النحيل ، ويد من حديد تكمم فمها وهي تقبع بكامل جسدها داخل جسد قوي صلب....

ادار جسدها اليه ونظروا بغضب محدقين في بعضهم البعض بغضب ...

 ولكنهم تخشبوا  موضعهم وسكن الكون من حولهم واختفت الاصوات من حولهم الا من صوت دقات 

قلوبهم الهادره ....

وتعانقت القلوب في عناق مشتاق قوي ، وتعلقت الامواج الزرقاء الفيروزيه داخل مقلتيها مع الشوكولاته الذائبه داخل مقلتيه وهدر القلب قبل اللسان باسم الحبيب ....

ومن خلفهم صوت التعويذه التي القت بسحرها عليهم فرقعوا صرعي في هواها .....

ًفي هويد الليل ولقيتك ...

ما اعرف چيتني ولا چيتك ...

ما اعرف غير اني لقيت روحي ....

ونچيت من همي ونچيتك...

واداري ولا ما اداري......

ده هواها داري ومداري..

الفصل الرابع عشر

 

* فتحت باب الغرفه وخطت خطوتين للداخل بحذر مدت يدها تضيء النور ،وفي ثواني وجدت نفسها مقيده بقيد من فولاذ يحيط بخصرها النحيل ، ويد من حديد تكمم فمها وهي تقبع بكامل جسدها داخل جسد قوي صلب....!!!!

ادار جسدها اليه ونظروا بغضب محدقين في بعضهم البعض !!!

 ولكنهم تخشبوا  موضعهم وسكن الكون من حولهم تلاشي الغضب وحل محله الدهشه ، واختفت الاصوات من حولهم الا من صوت دقات قلوبهم الهادره ....

وتعانقت القلوب في عناق مشتاق قوي ، وتعلقت الامواج الزرقاء الفيروزيه داخل مقلتيها مع الشوكولاته الذائبه داخل مقلتيه وهدر القلب قبل اللسان باسم الحبيب ....

* اكيد هي ....مسك !!! 

نطق لسان حاله في نفسه ، يمني بها نفسه ان تكون هي مسكه، فهو ابداً ابداً لم ينسي عينيها الساحره التي ترافقه في صحوته ومنامه...

* بعد يده قليلاً عن شفتيها الناعمه الطريه التي الهبت نبض قلبه بحلاوتها ولكنه لم يحرر خصرها او يخرجها من حضنه بل ظل علي وضعه وهتف بعدم تصديق من اثر المفاجأه بعدما استجمع صوته الهارب منه وعينيه تجوب علي كل انش من وجهها الصبوح يملي عينيه من جمالها،  تحدث مقرراً حقيقه غير قابله للتشكيك :  مسك ؟؟

* عينيها الفيروزية البراقه كانت تلمع بفرحه مشتاقه وهي تتطلع اليه ، قلبها اكد لها ان هذا هو ... ليل .. ليلها الساحر المهلك !!

فاجابت سؤاله مؤكده علي حقيقه انتماءهم لبعض ، حقيقه لا يمكن اغفالها او انكارها : انا مسك ...

مسك الليل !!!

* ابتسمت عينيه قبل شفتيه وتعالت دقات قلبه بجنون تهدر بعنفوان داخل صدره.  

وهتف بلوعه عاشق مشتاق حد الجنون وهو غارق في بحرها الفيروزي وانفاسه الملتهبه بحراره شوقه تلفح وجنتيها البيضاء فتصيبها بحمره لذيذه جعلتها شهيه امام ناظريه وطراوه جسدها القابع ببن احضانه اعادت الي قلبه الروح مره اخري : يااااااه يا مسك ، اخيراً...اخيراً رجعتي لي ...

اتاخرتي عليا اوي ، انا استنيتك كتير اوي اوي ، ودورت عليكي كتير ، بس عمري ما فقدت الامل اني الاقيكي ، كنت عارف ان مهما بعدنا لازم هنرجع ونتلاقي من تاني ....

كان يتحدث ويده تضغط علي خصرها دون ارادته وكانه يريد ان يخفيها داخل صدره ويحبسها بين ضلوعه عقاباً لها علي غيابها وبعدها عنه طوال تلك السنوات التي كان في أمس الحاجه الي وجودها بجانبه....

* ذراعه القويه الضاغطه علي خصرها بقوه جعلها تنتبه لوضعهم ، فاصطبغ وجهها بحمره قانيه وهي ترفع يدها من فوق قلبه الهادر بجنون وتحاول دفع ذراعه القويه عن خصرها هاتفه بخجل : ليل لوسمحت ....

* فاق من لچه مشاعره المبعثره علي صوتها الرقيق مع دفعها ليده فانتبه هو الاخر ، وعلي مضدد افلتها من بين ذراعيه مسيطراً علي مشاعره : انا اسف ! 

* ابتعد عنها خطوتين للخلف ووقف يتطلع اليها يانبهار لم يصدق ما تراه عينيه ، فحبيبته فاقت تخيلاته واحلامه بكثير!!!!

اطرقت برأسها ارضاً خجلاً منه ومن نظراته وهتفت متسأله بخجل: انت بتبص لي كده ليه؟؟

اجابها بصدق مفتوناً بها وعينيه تقبل كل انش من وجهها البهي: مش مصدق نفسي انك هنا قدامي ، واقفه معايا وبتكلميني، خايف اغمض عيني وافتحها الاقيكي اختفيتي من قدامي واكون بتخيل ....

صمت لثواني وتابع متغزلاً في جمالها وهو بطالعها من مقدمه راسها حتي اخمص قدميها : وبعدين بصراحه انتي اجمل بكتير من الصوره اللي كنت راسمها لك في خيالي ...    

* ابتسمت بخجل اذابه وقلبها يطرق بعنف داخل صدرها فحالها لم يكن افضل منه ، فحبببها وسيم وسامه مهلكه اصابت قلبها في مقتل ..

 وتابعت تضيف بخجل : انت كمان اتغيرت عن زمان وكنت بتخيلك غير كده ...

* اعجبه خجلها فسال بشقاوه قاصداً ارباكها: وانهي عجبك اكتر الحقيقه ولا الخيال !!

* ابتسمت بحلاوه جعلت قلبه يخر صريعاً لهواها

 ولم تجيبه، فحاولت تغيير الموضوع وسالته : اه صحيح انت بتعمل ايه هنا ؟!    

سحب نفساً عميقاً يهديء به من ثورانه الداخلي

وبعثره مشاعره في حضرتها ، اعتدل في وقفته واخفي يديه داخل جيب بنطاله يمنعها من لمسها مره اخري !!!!

وتحدث مثبتاً عينيه علي عينها يحفر ملامحها داخل قلبه ...

* اجاب سؤالها بسؤال: انتي اللي بتعملي ايه هنا وجيتي هنا ازاي في الوقت ده ؟؟ وفين ماما ليلي؟؟

* وكأنه بسؤاله عن والدتها اعدتها الي ارض الواقع وافقت من غيمتها الوريه في حضرته ، فجحظت عينيها ولطمت خديها هاتفه بذعر: يا نهار اسود!!

زمان ماما قالبه الدنيا عليا...

ثم عبثت في حقيبتها واخرجت منها هاتفها تحاول الانصال بها ولكن لسوء حظها قد نفذ شحنه!!!!

انا لازم امشي دلوقتي حالاً ....

قالتها واطلقت الريح لساقيها  تجري مسرعه وقلبها يقفز بين ضلوعها خوفاً وقلقاً علي والدتها ../

* اسرع ليل خلفها ينادي عليها وهي تنزل الدرج مسرعه : استني طيب، فهميني يا مسك في ايه؟؟

* وقفت امام البوابه الخارجيه للمنزل تتلفت حولها تبحث عن اي سياره تقلها الي محطه القطار ، فلمحت من بعيد سياره تقترب نحوها ، فرقعت يدها تشير لها وسارت نحوها خطوه ، حتي وجدت قبضه قويه تجذب ذراعها تثبتها مكانها !!!

هتف ليل ببعض الحده: استني هنا عندك رايحه فين ، فهميني ايه اللي حصل لك وخلاكي تجري زي المجنونه كده ...

* اجابته بسرعه ونظرها مثبت نحو السياره التي تقترب منهم: بعدين ، يعدين هقولك علي كل حاجه ، انا لازم ارجع القاهره دلوقتي حالاً علشان ماما زمانها قالبه الدنيا عليا ، سبني بقي علشان الحق التاكسي ده علشان يوصلني المحطه!!!

* ضعط ليل اكثر علي ذراعها وهتف بنبره غاضبه: تاكسي ايه اللي عاوزه تركبيه لوحدك في وقت زي ده ، انتي مجنونه ، وبعدين انت ازاي اصلاً تيجي المشوار ده كله لوحدك وواضح من كلامك ان مامتك ما تعرفش انتي فين ؟؟

* حاولت فك قبضته عن ذراعها وهتفت تتوسله : هقولك علي كل حاجه بعدين بس سبني الحق القطر علشان متاخرش اكتر من كده...

* تحرك صوب سيارته المصفوفه امام البيت وهو يسحبها خلفه هاتفاً بغضب :بلا قطر بلا زفت ، انا اللي هوصلك وفي الطريق عاوز اعرف كل حاجه حصلت من يوم ما مشيتوا من هنا لحد انهارده ، وليه جايه هنا من غير مامتك ما تعرف!!!

* كان قد اجلسها في سيارته الرياضية السريعه المكشوفه ذات المقعدين ، كادت ان تعاند وتعترض ، فحذرها بنظره من عسليته الغاضيه جعلها تستكين في جلستها وهي تراقبه بفيروزيتها وهو يدور حول السياره حتي جلس بجانبها ،وانطلق بسيارته بسرعه فائقه فهو يهوي السيارات المسرعه والقياده بسرعه عاليه وهي تقص عليها كل شيء حدث في الخمسه عشر عاماً التي قضتهم بعيداً عنه ...

* ومن بعيد كان هناك احدي رجال جودت الذي يراقب ليل كلما جاء الي البلده يتصل به ويعطيه اخر الاخبار: ايوه يا باشا، زي عادته تملي قعد في البيت شويه وبعدين مشي ، بس النوبه دي في واحده كانت نازله معاه من البيت !!!!

* ساله جودت مستفهماً : واحده مين دي ؟؟ شوفتها قبل كده ؟؟

* لا يا باشا دي اول مره اشوفها ،واول مره اصلاً اشوف واحده هنا في البيت ده مع ليل بيه...

* اغلق جودت معه الخط وعقله يدور حول من تكون تلك الفتاه التي اصطحبها معه الي ذلك الحصن الخاص به!!!

*كانت ليلي تدور حول نفسها والخوف ينهش قلبها علي وحيدتها فقد تاخرت كثيراً عن ميعاد عودتها ، وهاتفها مغلق !!!

كانت تقف في الشباك وعينها علي مدخل الحاره  تنتظر رجوعها بفارغ الصبر ...

لمحت صديقه ابنتها وجارتهم في نفس البيت تأتي من بعيد فنادتها : اسماء .. يا اسماء تعالي عايزاكي!!

* رفعت اسماء راسها لاعلي واجابتها : حاضر يا طنط ليلي ...

دلفت ليلي الي الداخل وهرعت تفتح الباب لاسماء التي  صعدت اليها فوراً: خير يا طنط حضرتك عاوزه حاجه؟

سألتها ليلي بقلق: مسك فين ؟؟

اجابتها اسماء بعدم فهم : معرفش والله ، انا ما شوفتهاش انهارده خالص ولا اعرف عنها حاجه ...

هتفت ليلي برعب حقيقي: مسك اتاخرت اوي ، كانت المفروض ترجع من تلات ساعات وتليفونها مقفول وانا قلقانه اوي عليها ، فقلت اسالك اذا كانت كلمتك او قالت لك انها رايحه في حته بعد الجامعه ، بس انتي بتقولي متعرفيش عنها حاجه..

حاولت اسماء طمأنتها : متقلاقيش ان شاء الله خير ، ممكن تكون اتاخرت في الجامعه لاي سبب وتليفونها فصل ، ان شاء الله شويه وهتلاقيها داخله علينا ..:

هتفت ليلي بأمل : يارب !!!    

* اوقف ليل سيارته قبل مدخل الحاره بقليل وهتف يسأل مسك  : فين البيت ؟؟

اجابته وهي تتلفت حولها خوفاً من ان يلمحها احد : البيت في الحاره اللي جوه دي ، انا هنزل هنا علشان محدش يشوفني ، سلام ...

* استدارت تفتح باب السياره تنوي الخروج فاسرع ليل يمسك يدها يمنعها من النزول هاتفاً بحسم: استني عندك ، مفيش نزول ، انا هوصلك لحد البيت وهطلع معاكي فوق ، وهعرف مامتك انك كنتي معايا ...

* هتفت مسك تتوسله: يا ليل قلت لك مش هينفع ، ما انا فهمتك ماما بتفكر ازاي وكانت رافضه اي محاوله مني للاتصال بيك ، فأنا لازم امهد لها الاول وبعدين تبقي تيجي تقابلها براحتك ...

* رفض رفضاً قاطعاً : قلت لا يعني لا ، هوصلك وهطلع معاكي من غير نقاش ، وبعدين الوقت اتاخر عاوزه تمشي في الشارع لوحدك في وقت زي ده...    

* دقائق وكان يصف ليل سيارته الفارهه اسفل منزل مسك والذي اثارت تعجب معظم الناس ، فسياره كهذه كيف لها ان مثل ذلك الحي الشعبي البسيط!!!

* كانت مسك تتلفت حولها بارتباك تنظر من خلف زجاج السياره المعتم لنظرات الناس التي تنظر بفضول الي السياره!!

* هتف ليل محاولا تهدئتها: اهدي يا مسك مش كده ، مفيش حاجه مستدعيه القلق والتوتر اللي انت فيه ده .

اجابته وهي مازالت تتلفت حولها : ازاي بس انت مش شايف الناس بتبص علي عربيتك ازاي وهيموتوا ويعرفوا مين اللي فيها ...

رد عليها بلامبالاه: طز في الناس ملهمش حاجه عندنا...

ثم تابع بغيره : ولا انتي في حد معين خايفه لا يشوفك معايا ...

استدرارت تنظر له وهتفت نافيه: لا طبعاً مفيش الكلام ده ، كل الحكايه ان انا وماما طول عمرنا عايشين لوحدنا وعمرهم ما شافونا مع حد غريب ..!!!

رق قلبه لها وتابع بنبره هادئه وقد اطمئن قلبه : انا مش غريب وبعدين الناس هنا هيتعودوا لما يشفوني معاكي كتير ...

يالا بقي علشان قعدتنا كده شكلها مش لطيف ، بس قبل ما نطلع خدي سجلي رقمك علي تليفوني ....

ثم اعطاها هاتفه لكي تقوم بتسجيل رقمها عليه ثم دلفوا الي داخل المنزل وسط نظرات الدهشه والفضول من اهل الحي !!!!    

* هتفت ليلي ببعض الراحه وهي تتفحص ابنتها بقلق بعدما جذبتها داخل احضانها عندما وجدتها تقف امامها سالمه معافاه: كنتي فين يا مسك كل ده وتليفونك مقفول ، انا كنت هموت من القلق عليكي ، ايه اللي اخرك كده وكنتي فين ومع مين ؟؟؟

* جاءتها الاجابه فجاة من خلف ابنتها : كانت معايا 

يا ماما ليلي!!! 

* شخصت انظار ليلي متفاجئة تتطلع الي صاحب الصوت الغريب وهي تخرج مسك من داخل احضانها تنظر الي الواقف امامها بذهول وقد انبئها حدثها بشخصه فلقب ماما ليلي هو الوحيد الذي كان يناديها به !!!!

* نقلت نظراتها بينه وبين مسك التي اطرقت براسها خجلاً منها وهتفت تساله محاوله تكذيب احساسها: مين حضرتك ؟؟

* ابتسم ليل باتساع وهو يقترب تلك الخطوات الفاصله بينهم وهتف بفرحه حقيقه: انا ليل يا ماما ليلي ، ليل مهران !! مش هتسلمي عليا وتاخديني في حضنك زي زمان ...

* اسمه وحده زلزل ثباتها الواهي ، ورأت في عينيه تلك النظره التي كان ينظر لها بها عندما كان طفلاً صغيراً تربي في كنفها هي وفارسها !!!!

ابتلعت غصه تسد حلقها وغصب عنها ودون شعور منها وجدت نفسها تفتح لها ذراعيها مبتسمه له من وسط دموعها ، ولم يتردد هو وفي ثواني كان يلقي بنفسه داخل حضنها الواسع مغمضاً عينيه مبتسماً براحه وقد اكتملت للتو سعادته .....

.............    

* يا معلم زينهم ، يا معلم زينهم ....

قالها عضمه العامل الصغير في جزاره زينهم بلهاث وهو يجري عليه يبلغه اخر اخبار الحاره...

* زفر زينهم دخان الارجيله من انفه هاتفاً بحده: في ايه الدوشه دي يا ولا ، مسروع كده ليه؟؟

تحدث الصبي بلهاث: الضكتوره مسك!!

جذبه زينهم بعنف من ملابسه متسائلاً بلهفه: مالها الضكتوره يا ولا.، ما تنطق في ايه؟؟

اجابه الصبي مسرعاً : شوفتها راجعه في عربيه طولها سته متر سدت الحاره من اللي ببطلوا في التلافزيون ومعاها راجل طول بعرض بس شكله حاجه كده اخر الاجا وطلعوا البيت عندهم ...

* دفعه زينهم في صدره وهو ينتفض من جلسته يركض خارج المحل : تعالي يا زفت اما نشوف ايه الحكايه دي ومين الرجل ده.....

............

وبعد بعض الوقت رحل ليل بعدما حكي كل ماحدث لليلي والتي استمعت له دون تعقيب من جانبها ، ورحل ليل مع وعد بلقاء قريب جداً والحديث عن كل شيء ...

خرج ليل من منزل مسك واستقل سيارته وغادر بها من الحاره وسط دهشه وغضب زينهم الذي وقف يتطلع في اثر سياره ليل وهو ينفث النيران من اذنيه عازماً علي معرفه من يكون ذلك الثري !!!!

........................................    

* اقتربت مسك من والدتها التي كانت تقف تغسل الاطباق في المطبخ : ماما ... انا اسفه ..انا عارفه ان حضرتك زعلانه مني علشان سافرت البلد من غير ما تعرفي ...

انا عارفه اني غلط بس الحمد الله جت بفايده وقابلت ليل ، وطلع فاكرنا ومش ناسينا ده حتي قالي انه دور علينا كتير اوي وكان مستني اليوم اللي نتقابل فيه ...

يعني مطلعش زي ما كنتي فاكره ....

صمتت تنظر رد منها ولكنها استمرت فيما تفعله متجاهله حديثها : ماما انتي مش بتردي عليا ليه؟؟

* تركت ليلي ما في يدها واستدارت تنظر الي بنتها دون ان تتفوه بحرف واحد هي في الاساس لا تعرف ماذا تقول ، فكرها مشوش وعقلها مشتت من المفاجأه...

هتفت بجفاء: الاكل عندك لو عاوزه تاكلي ، انا هدخل انام علشان عندي مدرسه بكره بدري ، وانتي كمان نامي بدري علشان عندك محاضرات بكره بدري ...

ثم ذهبت من امامها دون انتظار رداً منها فهي تريد لت تختلي بنفسها وتعيد ترتيب افكارها لمواجهه القادم .....

.............    

* خرجت مسك من الحمام مسرعه تجفف خصلاتها بعدما استمر هاتفها في الرنين دون انقطاع !!!

* فتحت الخط فجاءها صوت صديقتها اسماء متلهفاً: قبل اي حاجه انا عاوزه اعرف مين موز السنين ابو عربيه تلوح ده اللي كنت راجعه معاه ، عرفتيه امتي وفين وازاي انطقي ....

* ضحكت مسك بتسليه علي صديقتها ، تمددت علي فراشها وهي تمسك خصله مبلله من شعرها تلفها حول اصابعها واجابتها بنبره والهه وهي تتلذ بنظق حروف اسمه : ده ليل !!

* هتف اسماء بغباء: ليل ازاي يعني ...!!!

شهقت متفاجئة وقد تنبهت حواسها وسالتها مستفهمه بعدم تصديق : قصدك ليل ... ليل اللي اعرفه وبتحكي لي علي طول عنه ...

* اجابتها مسك بهيام : ايوه هو ليل ...ليلي انا ...

* هتفت اسماء ببلاهه: يالهوي يانا ياما ، ده موز اخر خمسين حاجه ، لا ده انتي تتعدلي كده وتحكي لي كل اللي حصل من طقطق لسلاموا عليكوا ...!!!

*مسك بهيام وهي تسترجع احداث اليوم : هحكيلك!!!

.........    

* دلف ليل الي منزله الساكن الغارق في الظلام بمزاج رائق....

سياره عمه لم تكن موجوده فهو علي الاغلب لديه سهره كعادته مع بعض اصدقاءه في نفس مكانهم المعتاد في ذلك الفندق الشهير حيث الملهي الليلي الاشهر !!!!

* صعد الدرج متوجهاً الي غرفه جدته التي كعادتها لا يغفو جفنيها الا بعد عودته ...

* طرق علي الباب ثم دلف الي الداخل فوجدها في فراشها تقرأ في احدي الكتب تسلي بها نفسها حتي عودته ...

طبع قبله علي مقدمه راسها وجلس بجانبها علي الفراش متحدثاً بلوم: برضه صاحيه مستنياني ومانمتيش يا ماتي  !!!

* رفعت يدها المجعده تمسح بها علي وجنته السمراء وهتفت بحنان: ازاي انام وانتي لسه مش رجعتي قلب ماتي ....

ثم دققت النظر في ملامحه الوسيمه وتابعت متسأله: فيكيً حاجه متغيره ، مزاجك رايق وعنيكي بتلمع ، ايه اللي حصل ؟؟

* ابتسم بحلاوه وهتف مشاكساً اياها: هو انتي علي طول كشفاني كده ، يعني معرفش اخبي عليكي حاجه...

* تابعت بفخر امومي : شوفتي احساس ماتي عمره ما كدب عليها ، يالا بقي احكي ....

* خديني في حضنك الاول وانا هحكي لك كل حاجه ، بس ده سر مش عايز حد يعرف عنه حاجه لحد ما انا اقرر اني اتكلم فيه!!!

* ضربته بخفه علي ذراعه وتابعت بحنق: كلبه انتي ، امتي ماتي مش حافظت علي سرك ، يالا احكي ...

ثم فتحت لها ذراعيها ، فاندس فوراً بجسده الضخم داخل حضنها الدافيء واضعاً راسه علي صدرها مغمضاً عينيه مستحضراً صورتها في خياله ، وهي بدورها تمشط خصلاته الناعمه باناملها الرقيقه ...

اخرج من صدره تنهيده مرتاحه معبقه بشوق سنوات عجاف ممزوجه بروعه اللقاء: لقيت مسكي!!!!

............    

*تمدد علي فراشه ثم تناول هاتفه واتصل بها ،فقد اشتاق اليها ولسماع صوتها ، لم تشبع روحه منها بعد ، كان يظن ان شوقه سيخمد وقت عثوره عليها ولكنه كان واهم ، فبلقياها اشعلت براكين الشوق 

والعشق في صدره بنظره من فيروزتها القاتله !!!!

* اتاه صوتها الناعم المغوي تجيب برقه: ألو...

* اغمض عينيه مستمتعاً بعذوبه صوتها وحدثها بصوته الرجولي المميز هاتفاً بغيره: هو انتي بتردي عادي كده علي اي رقم غريب متعرفيهوش وكمام بعد نص الليل !!!!!

* ابتسمت بسعاده ودقات قلبها تصم اذنيها من شده خفقانها وهتفت تجيبه بشقاوه وقد عرفته من صوته وكيف لا تعرف وهو مالك قلبها منذ نعومه اظافرها : لا طبعاً مش برد علي اي رقم غريب  ، بس كنت عارفه ان انت اللي بتتصل علشان كده رديت ...

* انتفخ صدره بغرور ذكوري وقد سعر بسعاده بالغه جراء اعترافها البسيط وهتف بمشاغبه هو الاخر : ده انتي كنتي مستنياني بقي ....

* خجلت منه وشعرت بالحرج من اعترافها الساذج الذي استغله ضدها وتابعت متلعثمه : لا ابداً ... انا اقصد يعني اني كنت متوقعه اتصالك بعد ما طلبت رقمي !!!

* هتف بنبره محذره: ماشي هعديها المره دي ، بس بعد كده مفيش رد علي اي ارقام غريبه ...

المهم طمنيني ، حصل حاجه بينك وبين ماما ليلي ؟؟

* اجابته نافيه : لا ما اتكلمتش في حاجه خالص ، كل الي قالته انها عاوزه تنام علشان عندها شغل بكره بدري!!

بس انا عارفه انها اتفاجئت بيك وباللي حصل واكيد هي محتاجه  وقت مع نفسها علشان ترتب افكارها...

* همهم لها موافقاً وسالها مستفسراً : وانتي بكره بروجرامك ايه؟؟

* اجابته بتقرير : مفيش جديد عندي محاضرات زي كل يوم !!

* تابع مستفسراً اكثر : ايوه يعني محاضراتك تبدأ امتي وتخلص الساعه كام...

* ردت بتقرير: عندي من محاضرات من 3-9

* تحدث بمرح : يعني بتقوليلي اقفل بالذوق ....

* ردت مسرعه نافيه باحراج: ابداً والله مش قصدي ، انا مش عاوزاك تقفل ...

*ضحك وهتف بمناغشة : اوووو .. يعني انتي عاوزه تتكلمي معايا زي ما انا عاوز اتكلم معاكي .../

ردت عليه بخجل : اكيد طبعاً 

* تنهد بسعاده ودقات قلبه تهدر بعنفوان داخل صدره:  وانا كمان يا مسك اكتر منك ، ومش عاوز بس اكلمك في التليفون انا عاوز اكون جنبك ومعاكي ومفارقكيش ولا لحظه واحده ، عاوز اعوض كل السنين اللي ضاعت من غيرك ....

بس فعلاً دلوقتي الوقت اتاخر وانتي لازم ترتاحي بعد اليوم الطويل المرهق ده وكمان علشان ماما ليلي ماتضايقش مننا ...

ثم تابع امراً اياها بتحذير : وياريت بقي بعد كده مشوفكيش لابسه الوان غامقه ولا ملفته وشعرك ياريت تلميه مش عاوز اشوفه مفرود تاني !!!!

* هتفت مسك بنيره مستنكره : وده بأماره ايه ان شاء الله !!!

* اجابها بغطرسه وغرور: بأماره حاجات كتير اوي هبقي اقولك عليها بعدين ، واللي اقوله يتنفذ من غير نقاش علشان لو ما اتنفذش هتزعلي مني.وانا محبش انك تنزعلي تمام ...

ثم انهي المكالمه دون اعطاءها فرصه للرد : تصبحي علي خير يا مسكي ...!!!

* نظرت مسك للهاتف في يدها وهتفت بذهول: مسكي !!! 

ثم ابتسمت بسعاده وهي تقبل الهاتف وتضمه الي صدرها وغرقت في ثبات عميق وكان هو بطل احلامها الاوحد !!!!!!

........................................    

*في صباح اليوم التالي ...

كانت تقف في محطه الاتوبيس تنظر وصوله حتي تذهب الي جامعتها بعدما اوصلتها والدتها الي هنا وذهبت الي مدرستها دون ان تتحدث معها في اي شيء ....

*جحظت عينيها بذهول عندما وجدت سياره ليل تقف امامها ويترجل هو منها بطلته الساحره المثيره!!!!

* هتفت تساله يذهول : انت بتعمل ايه هنا؟؟

* اجابها بابتسامه عذبه وهو يلتهم تفاصيلها بعشق من خلف زجاج نظارته السوداء : هكون بعمل ايه يعني ، جاي علشان اوصلك الجامعه ...

* تابعت بتفس التعابير الذاهله : توصلني الجامعه!!

* اجابها مؤكداًوهو يسحبها من يدها ويجلسها داخل سيارته: ايوه واتعودي علي كده علشان كل يوم هوصلك وارجعك...

ثم دار حول سيارته وركب بجانبها وانطلق بسرعه فائقه نحو جامعتها ....

* هتفت فيه ولازالت علي ذهولها : انت مجنون ...

* اجابها بثقه مؤكداً علي حديثها : طب ما انا عارف !!

* ثم نظر اليها بتفحص وقد اعجبه انها نفذت كلامه الا انه لم يشعر بالراحه ، فهي جميله ومثيره حتي لو ارتدت شوال من الخيش !!!!

تنهد مستغفراً وهو يكز علي نواخذه ، ماذا عساه ان يفعل ، كيف يخفيها عن الاعين والناس ، كيف عليه ان يتحمل نظرات الناس لها ولجمالها...

تتحرك وتذهب كيفما شاءت وهو دماؤه تغلي وتتلظي من نيران غيرته العمياء ....

* فاق من شروده علي صوتها : ليل انت مش سامعني ، سرحان في ايه ؟؟

* كنتي بتقولي ايه؟؟

* بقولك الي انت عملته ده غلط وجنون، ما ينفعش تيجي وتوصلني بعربيتك والناس تشوفني معاك ومحدش يعرف انت مين ولا علاقتي ايه بيك !!

* نظر لها يطرف عينه وهتف وهو ينظر الي الطريق امامه: قلت لك طظ في الناس ، محدش له عندنا حاجه ، وبعدين لو الناس تهمك وفارقين معاكي اوي، متهيألي لما يعرفوا اني خطيبك وكلها كام شهر وتبقي مراتي محدش هيقدر يفتح بؤه بكلمه واحده !!!    

* وكانت فتحه الفم من نصيبها هي تلك المره ، فانفرجت شفتيها ببلاهه غير مصدقه ما سمعته منه للتو ....

* كان قد وصل الي جامعتها وصف السياره جانباً امام البوابه الرئيسه للجامعه ، استدار بجسده نحوها واخذ بتطلع اليها بحب فتعلقت عينيه بشفتيها المغريه المنفرجه باغراء تدعوه الي تقبيلها !!!

اقترب منها ومد يده ومسك شفتها السفليه بانامله الطويله ممراً ابهامه عليها برقه اذابتها وشعور غريب اجتاحها لاول مره تختبره وهتف بنبره منخفضه وهو يغلق فمها بيديه وتمني لو استطاع اغلاقه بشفتيه: اقفلي بؤك الحلو ده علشان لو فضل مفتوح اكتر من كده انا مش ضامن انا ممكن اعمل ايه!!!

* اطبقت علي شفتيها تغلفها بقوه وقد غرقت في خجلها وتحول وجهها الي احمر قاني من شده الخجل جعلها شهيه امام ناظريه اكثر واكثر ....

* هتفت بنبره متوتره خجله: انت ... انت يتقول كلام غريب اوي ،خطوبه ايه وجواز ايه ، جبث الثقه دي كلها منين ...

وبتتكلم وكأننا نعرف بعض بقالنا عمر بحاله مش لسه شايفين بعض امبارح ...

* اجابه مؤكداً بثقه: طب ما احنا فعلاً نعرف بعض من زمان ، مسك انتي اتولدتي علي ايديا ، مش معني اننا بعدنا عن بعض فتره يبقي خلاص اللي بينا مالوش مكان ، احنا اللي بينا اكبر بكتير من اي حاجه في الدنيا وانتي عارفه كده كويس اوي!!!!

* تابعت تضيف بعناد : يا سلام ده علي اساس ايه ان شاء الله ، وانا وانت ما نعرفش حاجه عن يعض ، وبعدين افرض اني مرتبطه بحد او في حد في حياتي هتعمل ايه...

* توحشت نظراته وهدر فيها غاضباً بجنون وقد اشعلت مارد غيرته الهوجاء: مسك !!!

اياكي ... اياكي تفكري او حتي تلمحي ان ممكن تكون في حاجه بينك وبين اي حد !!!

ثم خلع نظراته واقترب بوجهه منها هاتفاً بحقيقه غير قابله للجدال او النقاش : مسك انتي حقي ورجعي لي وانا مش هفرط في حقي فيكي مهما حصل ...

انتي اتكتبتي علي اسمي من اول جيتي علي وش الدنيا ، واول حد شافته عنيكي اول لما فتحت وانتي لسه في اللفه كنت انا ...

يعني انا وانتي مربوطين ببعض من زمان اوي ، وزي ما قلت لك انتي حقي اللي رجع لي ومش هفرط فيه ابداً حتي لو وقفت علي موتي عمري ما هفرط فيه!!!

* انتفض قلبها بين ضلوعها اثر كلماته الساحره المتملكه التي حدثها بها ووصف بها ما بينهم ، شعرت وكانها تطير في السماء ولمعت فيروزيتها ببريق ساحر ....

فهتفت بعناد انثوي احمق : حتي لو اللي بتقوله ده صح ، بس افرض انا مش موافقه!!!

* اعتدل في جلسته واجابها بغرور وغطرسه : انا مش محتاج لموافقتك ، انا قررت وانتهي ، موافقتك او عدمها تحصيل حاصل بالنسبه لي ...

* هتفت بغضب زائف رغم سعادتها الواضحه علي ملامحها : مغرور ...

* عارف .... قالها وادار محرك السياره وولج من بوابه الجامعه العملاقه بسيارته الفارهه..

* هتفت فيه تمنعه: انت رايح فين ممنوع دخول العربيات الحرم الجامعي ...

* لم يعيرها اي اهتمام وانزل زجاج سيارته مخاطباً الحرس الجامعي بغرور : ليل مهران !!

اجابه ضابط الحرس باحترام: غني عن التعريف يا باشا ، سياده اللواء قائد الحرس بلغني باوامر سعادتك وكله تمام سعادتك ...

واشار جانبه الي احدي ضابطات الشرطه النسائية: وحضرت الظابط هي اللي هتلازم الانسه وهتكون معاها في كل مكان في الجامعه لامنها وحمايتها زي ما حضرتك امرت ...

* شكره ليل واغلق نافذه سيارته ونظر الي تلك الذاهله بجانبه ذات الفم المنفرج: قلت لك اقفلي بؤك الحلو ده بلاش تستفزيني ...

فعلت مثل المره السابقه وتابعت تساله بعدم تصديق: هو ايه الي بيحصل يالظبط ومين دي...

* تناول كف يدها وضغط عليه بكفه الغليظه القويه: ده علشان ابقي مطمن عليكي وانتي لوحدك هنا وبعيد عن عيني ، الظابط دي هتكون معاكي لامانك وحمايتك ، ماهو مش ليل مهران اللي يسيب خطيبته ومراته المستقبليه من غير ما يأمنها خصوصاً لو كانت كمان حلوه وزي القمر وملفته ذيك ...

يالا يا حبيبتي انزلي وانا الساع 3 بالدقيقه هكون عندك ...

ثم رفع كف يدها الي شفتيه وطبع قبله مطوله في باطنه ...

ومع ذلك ، فإن مسك كف يدها وخرجت مسرعه من السياره تسير يجانب الظابط وقلها مشتت وغير قادر على استيعاب ما يحدث معها وقد وصلتها راساً على عقب ليله وضحكاها بسبب ليلها .....    

* انطلق ليل بسيارته خارجاً من الجامعه ائتئمان علي مسكه ...

وقد وصل إلى القن ، وصل إلى الجامعه ، واستناها لحد ما دخلت ومشي !!!!

الفصل الخامس عشر

 

*دلف جودت الي مكتب ليل في مجموعه شركات آل مهران وهتف يحدثه بقلق حقيقي: ليل انت كويس فيك حاجه؟؟؟

* رفع ليل نظراته من علي شاشه حاسوبه الخاص ونظر الي عمه قاطب الجبين هاتفاً بعدم فهم: انا كويس في ايه ؟؟

* تابع جودت بنفس النبره القلقه: اصل قلقت عليك لما عرفت انك خرجت من البيت بدري اوي خصوصاً ان ده مش معادك وكمان بتصل بيك مش بترد فقلقت عليك!!!

* تناول ليل هاتفه يتفحصه فوجده علي الوضع الصامت : التليفون معمول سايلنت ....

ثم رفع نظراته الي وجه عمه القلق وتابع بابتسامه هادئه: اطمن يا عمي انا كويس مفيش داعي لقلقك ده ،انا مش صغير علشان تقلق عليا القلق ده كله !!!    

* تنهد جودت ونظر له بحنو وعاطفه تخصه هو وحده دوناً عن غيره: غصب عني وانت عارف ده كويس ، انت اغلي انسان عندي في الدنيا دي كلها ، انا ماليش غيرك ، انت كل اهلي يا ليل ، انت ابني اللي مخلفتوش، وهفضل اخاف واقلق عليك طول ما انا عايش...

* ابتسم ليل بحنان في وجه عمه فهو بالرغم من اختلاف شخصيته عن شخصيه عمه ،الا انه يدرك تماماً انه اغلي واهم شخص في حياه عمه !!!

عمه الذي رباه واغدق عليه بالحب والحنان والدلال وحاول تعويضه بشتي الطرق عن غياب والده ووالدته ، الا ان هناك مسافه بينهم لا يقدر كل منهم علي تخطيها ، مسافه تجعل جودت حذراً في التعامل معه ......

، مسافه تجعله لا يقدر علي معرفه ما يدور في راسه الا الشيء الذي يريد هو ان يعلمه اياه !!!

مسافه تجعله لا يستطيع فرض رأيه عليه او ارغامه علي شيء، علي عكس جدته ماتيلدا ، فهي امه وصديقته وكاتمه اسراره وصاحبه الكلمه الاولي والاخيره عليه ولكن بمزاجه !!!!

* ابتسم ليل بحنان وتابع: عارف ومتاكد من كده ، ربنا يخاليك ليا يا عمي ..:

* ابتسم جودت هاتفاً بسعاده: ويخاليك ليا يارب ..

ثم تابع أملاً وراجياً: بس لو تقولي بابا ، نفسي اسمعها منك وساعتها هكون اسعد واحد في الدنيا ومش عاوز منها حاجه تانيه...

* تحولت ملامح ليل الي الجمود وهتف بحسم : لا!!!

وعمد الي تغيير مجري الحديث : قدامنا عشر دقايق والاجتماع يبداً هجهز اوراقي واحصلك علي الmeeting room...

قالها وعاود النظر مره اخري الي حاسوبه ، بينما جودت نظر له بحزن ممزوج بخيبه امل وتحرك مغادراً دون ان يتفوه بحرف واحد ....

........    

* صفت سيارتها الحمراء المكشوفه امام مجموعه شركات آل مهران وترجلت منها تسير بتبختر بفستانها الاسود القصير الملتصق بجسدها النحيل وتطرق الارض الرخامية بكعب حذائها الرفيع العالي، وتخفي عيونها اللوزيه خلف نظارتها السوداء !!!

سارت بغرور وكبرياء وسط نظرات العاملين التي يحيوها مجبورين باحترام فهي العروس المنتظره للثري الوسيم صاحب مجموعه الشركات ليل مهران حسب قولها .....!!!

وهي ابنه واحد من اكبر رجال الاعمال في البلد "نورسين العتال "...    

* خرجت من المصعد وتوجهت رأساً نحو مكتب ليل ، 

وقفت امام مكتب سكرتيرته الخاصه وتحدثت بأنفه : ليل بيه علي مكتبه...

هتفت السكرتيره تجيبها بعمليه : ليل بيه عنده اجتماع في الmeeting room وقدامه نص ساعه ويخلص ...

* تحدثت بغرور وهي تسير نحو باب مكتبه : ابعتي لي القهوه بتاعتي جوه في مكتب ليل بيه ، انا هستناه جوه علي ما يخلص ....

* وقفت السكرتيره في وجهها تمنعها من الدخول : اسفه حضرتك مش هتقدري تدخلي المكتب غير لما ليل بيه يرجع ، هو منبه عليا مفيش حد يدخل مكتبه وهو مش موجود ....

* رفعت نور نظارتها الشمسيه علي راسها وطالعت السكرتيره بنظرات محتقره وهتفت بغرور وغطرسه: انتي بتقوليلي انا الكلام ده ، انتي مش عارفه انا مين ولا ايه ....

* اجابتها السكرتيره باحترام: لا طبعاً عارفه حضرتك مين بس دي اوامر ليل بيه وانا مقدرش اكسرها ...

* هتفت نور بحده: اوامره دي تمشي عليكي انتي مش عليا انا ، انا خطيبه ليل بيه ولا انتي مش عارفه ، انا هدخل المكتب وقهوتي تجيلي حالاً ...

* اصرت السكرتيره علي موقفها وتابعت باستفزاز: والله علي حد علمي ان حضرتك مش خطيبته ، وحتي لو انا معنديش اوامر اني ادخل حضرتك مكتبه ...

اشتاطت نظرات نورسين وهدرت فيها من بين اسنانها هاتفه بغل بعدما نجحت السكرتيره في اثاره غضبها : انا بقي هعرفك اذا كنت خطيبته ولا لا،اعتبري نفسك مرفوده من دلوقتي ، ووريني بقي هتمنعيني ادخل مكتبه ازاي ...

ثم دفعتها من امامها ودلفت الي الداخل والسكرتيره من خلفها تحاول ان تمنعها : يا انسه حضرتك ما ينفعش اللي بتعمليه ده ...    

* ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟؟؟ صدح صوت ليل الغاضب من خلفهم بعدما استمع الي اصواتهم العاليه وهو عائد من غرفه الاجتماعات الي مكتبه ومعه جودت!!!!

* استدارت نور وهرعت اليه تتعلق في عنقه وتهتف بدلال مثير: ليل حبييي وحشتني اوي !!!

بينما هتفت السكرتيره تدافع عن نفسها : يا فندم نور هانم حاولت تدخل مكتب حضرتك بالعافيه بالرغم من اني قولت لها ان حضرتك منبه ان محدش يدخل مكتبك في غيابك بس هي اتعصبت عليا ودخلت بالعافيه وهددتني انها هتخلي حضرتك ترفدني !!

* ازاح ليل ذراعي نور الملتفين حول عنقه ورمقها بنظره غاضبه تغافلت نور عنها وحدث سكرتيرته بهدوء: طب اتفضلي انتي علي شغلك حصل خير ...    

* جلس ليل علي مكتبه ونظر الي نور رافعاً حاجبه في انتظار تبريرها لما حدث...

اقتربت نور منه  وهتفت بدلال وهي تجلس علي ذراع كرسيه :البنت دي قليله الادب يا بيبي وبتتعامل معايا بطريقه مش لطيفه ، وهي عارفه اللي بينا واني خطيبتك!!!

* ضحك ليل بتهكم مردفاً: وهو ايه اللي بينا ؟؟

وبعدين مين قال انك خطيبتي!!! 

هو انا خطبتك وانا معرفش ؟؟؟

* احتقن وجه نور بحرج شديد وهتفت بتلعثم وهي تكز علي نواخذها : مش قصدي .. يعني باعتبار ما سيكون ولا ايه يا اونكل جودت ؟؟

قالتها وهي تنظر الي جودت بنظره ذات مغذي تطلب منه الدعم والمؤازرة!!!

* تنحنح جودت يجلي حنجرته وهتف بتملق شديد: طبعاً يا نور عندك حق ، هو ليل هيلاقي احسن منك فين ، حسب ونسب وعيله ، والبنت السكرتيره دي حسابها هيكون معايا انا ، المهم انك مضايقيش نفسك يا روح اونكل ...

وتابع وهو ينظر الي ليل : مش كده ولا ايه يا ليل؟؟

* هتف ليل بجمود وهو يرمقهم معاً بقتامه : انتي عارفه يا نور انتي غاليه عندي ازاي ،بس ياريت بلاش تمشي تنشري اشاعات عني وعنك لان انتي عارفه ان موضوع الجواز والارتباط ده مش في دماغي ويوم ما يحصل هيكون من اختياري انا مش مفروض عليا علشان البيزنس او اي حاجه تانيه ...

*ثم نظر في ساعه معصمه وتحدث وهو يلملم اشياؤه: ودلوقتي عن اذنكم علشان انا عندي ميعاد مهم ....

وتحرك مغادراً ونور تتطلع الي ظهره العريض بغضب جحيمي ، وما ان وصل الي مكتب سكرتيرته حتي هتف بصوت عالً وصل الي مسامعهم في الداخل : انا نازل ومش راجع تاني ، المكتب يتقفل ومحدش يدخله طول ما انا مش موجود ، ولو اتكرر اللي حصل انهارده ده تاني اعتبري نفسك مرفوده ومتجيش الشغل تاني من نفسك ....

اومأت له السكرتيره تهز راسها امتثالاً لاوامره ، بينما هتف جودت محدثاً نور التي تخرج دخاناً من اذنيها : تعالي نكمل كلامنا في مكتبي ...

.......    

* دلفت نورسين بخطوات غاضبه الي مكتب جودت وهو من خلفها ...

فتحت حقيبتها تفتش فيها يعنف واخرجت منها علبه سجائرها واخذت منها واحده وضعتها بين شفتيها الرفيعه الملونه باحمر شفاه قاني ،فمد جودت يده اليها يشعلها لها ...

اخذت منها نفس عميق ونفثت دخانه في الهواء وهتفت بجنون وهي تفرك راحه يديها معاً : شايف المعامله الزباله اللي بيعاملها لي ..

انا نورسين العتال اللي نص رجاله مصر وشبابها بيجروا ورايا ويتمنوا لي الرضا ارضي يعمل معايا كده ، هو فاكر نفسه مين !!!!

* هتف جودت محاولاً تهدئتها : اهدي يا نورسين مش كده ، ليل مش سهل التعامل معاه وانتي بتتعاملي معاه بطريقه غلط ، قلت لك قبل كده بلاش تفرضي عليه حاجه ....

* ردت عليه مستنكره وهي تشير الي نفسها : انا بتعامل معاه غلط ، وبفرض عليه ايه ان شاء الله..

*هتف جودت موضحاً : موضوع الخطوبه !!

* هدرت فيه صارخه بجنون: وهو مين اللي اتكلم في موضوع الخطوبه ده مش انت اللي اتفقت عليه مع بابا وقلت له انك مش هتلاقي احسن مني اكون مرات ليل ، وجاي دلوقتي تقولي بفرض عليه!!!

* تابع جودت موضحاً الحقيقه التي تحاول انكارها : ايوه قلت ومش بنكر ، دي رغبتي انا ، علشان الشغل اللي بيني وبين ابوكي من زمان وخصوصاً اني عارف انك معجبه بيه...

لكن هو مش في دماغه وبيتعامل معاكي زي اخته ، ولو انتي عاوزه تغيري نظرته ليكي لواحده يرتبط بيها ويتحوزها لازم تعرفي تتعاملي معاه.  

ليل بيحب هو الي يجري ورا الحاجه اللي عاوزها ويتعب علشان يوصل لها ، لكن الحاجه اللي بتيجي له لحد عنده بيرفضها ...

ده غير ان شخصيته قويه وبيحب يكون هو الleader في العلاقه والست اللي معاه تكون تحت طوعه مش بتتعامل معاه راس براس ذيك كده....

فانا عاوزك تهدي وتعرفي تتعاملي معاه زي ما بقولك خاصه وانتي عارفه ان مفيش واحده في حياته...

* ضحكت مستنكره وهتفت بنبره ساخره: بأماره الهانم اللي وصلها جامعتها انهارده الصبح ....

* زوي جودت ما بين حاجبيه وسالها مستوضحاً :بنت مين دي ؟؟؟

وانتي عرفتي منين؟؟

ثم تابع حديثه مستدركاً : انتي لسه بتراقبيه؟؟؟

* اجابته نورسين ببرود وهي تشعل سيجاره اخري: ايوه لسه براقبه ، مش ده المهم دلوقتي ، انا عاوزه اعرف مين البنت دي؟؟

* سالها جودت بعدم رضا: واللي وصلك الكلام ده مقالكيش اسمها ايه ، شكلها ايه ، في جامعه ايه، ساكنه فين ؟؟

* اجابته نافيه باحباط: لا هو قالي قابلها في ميدان ... وبعدين وصلها جامعتها ...

* تحدث جودت امراً اياها بحسم: الكلام ده تسمعيه وتنفذيه بالحرف الواحد لو عاوزه ليل يكون ليكي في يوم من الايام ...

توقفي مراقبته فوراً لانه لو شم خبر انك بتراقبيه ساعتها انا مش هعرف اخلصك من ايده ، وتتعاملي معاه زي ما بقولك وبطلي تمشي في كل حته تقولي انك خطيبته، كلامي واضح!!!

* هتفت مستسلمه: حاضر ... طب وحوار البنت دي هنعرفه ازاي ....

* اسند جودت ظهره علي ظهر كرسيه وتابع بهدوء وعقله يفكر في كل الاحتمالات: ما تشغليش دماغك بالموضوع ده انا هعرف اجيب اراره كويس ، المهم انتي تنفذي كل اللي بقولك عليه ......    

..............................................................................................    

* وقفت مسك تلملم متعلقاتها بعد انتهاء محاضرتها ولازالت الشرطيه تلازمها كظلها مما اثار حرجها وحنقها في آن واحد ....

* رن هاتفها برقم ليل فرفضت الاتصال بسبب غيظها منه بسبب ما يفعله معها وما يسببه لها من احراج...

* رن الهاتف مره اخري معلناً وصول رساله منه علي احدي التطبيقات ففتحتها وقرأتها" ردي عليا بدل ما تلاقيني داخل عليكي المدرج احسن لك"!!!

*انتفخت اوداجها غيظاً منه واجابت اتصاله تلك المره هاتفه بحنق: افندم !!!

* ابتسم ليل بتسليه عليها ولكنه وحدثها بنبره جاده : مردتيش عليا ليه من اول مره ولا لازم اقلب ع الوش التاني !!!

* اجابته بغيظ: ماليش مزاج ارد ...

* حك ليل لحيته هاتفاً بضيق : ماشي ، عموماً انا مستنيكي تحت في العربيه ما تتاخريش!!!

واغلق الخط في وجهها دون انتظار ردها ....

هتفت مسك بغباء وهي تتطلع في شاشه هاتفها المظلمه: مستنيني تحت فين ده !!!!

ثم ضربت مقدمه راسها بكف يدها : نهار اسود عليا ، انا هلاقيها منه ولا من العسكري اللي ماشيه ورايا ده!!!!

ثم تحركت مغادره ومن خلفها الضابطه تتطلع اليها بحسره!!!    

* كان ليل واقفاً امام سيارته مستنداً علي مقدمتها واضعاً يديه في جيب بنطاله ينظر الي امامه الي المكان الذي ستاتي منه مسك غير عابئاً بالنظرات الفضوليه والهمسات عنه من الفتيات الاتي ينظرن اليه باعجاب وكانه احد نجوم السيما...!!    

* تعالت دقات قلبه تهدر بجنون داخل صدره عندما ابصرها تتجه نحوه بملامح متجهمه ولكنها جميله ..جميله جداً.جداً ....

وحالها لم يكن افضل من حاله ، فما ان رآته واقفاً منتظرها شامخاً ، انيقاً ، وسيماً ، ومغرووووراًً...

حتي اختلجت نبضات قلبها داخل صدرها وهمست في سرها بسعاده ان هذا الوسيم تعشقه منذ ان ابصرت عينها نور الدنيا ....

* زادت من رسم العبوس والضيق علي ملامحها غهي بالرغم من ضيقها الحقيقي من تصرفاته معها ،الا ان هناك جزء خبيث داخل قلبها سعيد جداً بخوفه وغيرته عليها ...

* اعتدل في وقفته وفتح لها باب السياره ما ان وصلت اليه واركبها السياره ، ثم ركب بعدها ....

* نظر الي عبوس وجهها الجميل وثغرها الجميل المزموم باغراء وهتف مشاغباً اياها: الجميل هيفضل مكشر في وشي كده كتير !!!

* ادارت راسها تنظر اليه وهتفت بحنق: ايوه هفضل مكشره لحد ما تبطل اللي انت بتعمله ده..

* هتف بعدم فهم : وانا عملت ايه مزعل القمر مني !!

* هدأت حدتها امام تدليله لها وتابعت: يا ليل الجامعه كلها انهارده ملهاش سيره غير عني وعن الظابط الي ماشيه ورايا وعن العربيه وصاحب العربيه الي دخل لغايه الجامعه علشاني ...

* امتدت يده تزيل خصله شارده من شعرها نزلت علي عينها يتلمس نعومتها بانامله وهتف بنبره هادئه: هو ده اللي مزعلك ، ان الناس شافتك معايا....

* اجابته مسرعه: ايوه علشان الجامعه كلها بقت تتكلم عني بعد مكانش في حد يعرفني في الجامعه اساساً ، والناس كلامها مابيرحمش ويا عالم زمانهم بيقولوا عليا ايه...

* تابع مضيفاً بثقه : محدش يقدر يجيب سيرتك بنص كلمه واللي هينطق بحرف في حقك ، انا هعرف اخرسه ازاي ....

* نظرت له دون رد ، فبادلها النظره بثقه وتابع : انا مش عاوزك تقلقي من حاجه طول ما انتي معايا ، انا عاوزك تثقي فيا وبس ... اتفقنا....

* لم تستطع الصمود امام عينيه العسليه التي تفيض حناناً ولا نبره صوته الحنونه وهتفت : اتفقنا ....

* اشرق وجهه بابتسامه واسعه وهتف بعشق وهو يتشرب حلاوه ملامحها : وحشتيني !!!

* اطرقت براسها ارضاً بخجل واشتعلت وجنتيها باحمرار لذيذ جعلها شهيه امام ناظريه تجعله يريد التهامها بقوه ، هتفت بنبره خجله وهي تنظر حولها : مش يالا بينا بقي شكلنا غريب واحنا قاعدين في العربيه كده ....

* حاضر ... نطق بها ثم اقترب منها حد الخطر واصبح لا يفصل بينهم سوا نفس واحد ، فطالعته بعينين مخضوضتين هاتفه بقلق: انت بتعمل ايه؟؟

اجابها بهمس عابث امام شفتيها الحمراء المنفرجه : بربط لك الحزام علشان نتحرك ...

قالها وهو يربط لها حزام الامان ثم ابتعد عنها مضطراً بأعجوبه حتي لا يقبض عليهم بتهمه فعل فاضح في الحرم الجامعي !!!

ثم انطلق بسيارته خارجاً من الجامعه والجميع يتحدث عن الثري صاحب السياره الفارهه والدكتوره فاتنه الجامعه......

.......

* اوقف ليل سيارته جانباً قبل بيت مسك بشارعين وهتف بغضب وبعدم رضا: مش ممكن يا مسك ، كل شويه الناس الناس ، انا زهقت ملعون ابو الناس ، انا حاسس اني حرامي وخايف اتمسك...

* هتفت مسك تسترضيه: يا ليل معلش علشان خاطري انا ، انا مش عاوزه مشاكل مع ماما اليومين دول ....

* نظر اليها هاتفاً بضيق: وانا اللي هعمل لك مشاكل يعني . هو انا غريب عنكم يا مسك ...

* قرب وجهه من وجهها هاتفاً بنبره لاتقبل الشك او النقاش وكانه يريد ان يحفر كلماته داخل راسها العنيد: قلتها لك قبل كده وهقولها لك مره تانيه : انتي حقي يا مسك ، حقي اللي رجع لي ومش هقبل انه يضيع مني حتي ولو فيها موتي ...

* هتفت مسك مسرعه وهي تضع اناملها الرقيقه علي شفتيه الغليظه في حركه اصابت كليهما بكهرباء عنيفه صعقت قلوبهم معاً : بعد الشر عليك يا ليل اوعي تقول كده ...

انا بس عاوزاك تفهمني وتقدر موقفي ، انا بس حاسه ان كل حاجه ملغبطه ... وانت اخر الاسبوع هتيجي تقعد مع ماما زي ما اتفقتوا ..

معلش استحمل اليومين دول علشان خاطري ...

* طبع قبله رقيقه كرقرقه الفراشات علي اناملها الموضوعه علي شفتيه مما جعلها تسحب يدها مسرعه وكان صاعق كهربائي ضرب يدها ....

*اقترب منها اكثر وهمس بحراره وهي يتطلع بعسليته الثائره داخل فيروزتها الحائرة وهو ممكساً بيديها الصغيره داخل يديه الكبيره: حاضر يا مسكي ، هصبر وهستحمل كل حاجه واي حاجه علشان خاطرك وعلشان خاطر عيونك الحلوين دول ...

بس لما أجي عندكم المره الجايه هحط حد لكل ده !

*بعد يومين كان ليل جالساً مع مسك وليلي في صاله منزلهم البسيط بعدما اعدت له ليلي مائده عامره بما لذ وطاب ...

* هتف ليل بسعاده: تسلم ايديكي يا ماما ليلي الاكل حلو اوي ، بس بجد مكانش له لزوم الاكل ده كله تعبتي نفسك ...

* اجابته ليلي بصدق وهي تقدم اليه الحلويات: مفيش تعب ولا حاجه يا ليل ، انا معملتش حاجه وبعدين هو انا هتعب لاعز منك ....

انت ابني وغلاوتك من غلاوه مسك ، ما انت في مقام اخوها الكبير ....

قالت جملتها الاخيره عن قصد ، فهي لم يخفي عليها نظرات العشق التي يرمق بها ليل ابنتها ، ومسك ايضاً تشعر بتحرك مشاعرها واندفاعها تجاه ليل ...

* فهم ليل مقصد حديثها ، فاعتدل في جلسته وتحدث بهدوء عكس الغضب المتصاعد داخله: بس مسك مش اختي .. ولا عمرها هتكون اختي ... ولا عمري في يوم هعتبرها اختي ....

* تعجبت ليلي من صراحته وهتفت تتحدث دون مراوغه: اومال مسك تبقي ايه ... صمتت لثواني تتطلع اليه بثبات وتابعت: بقولك ايه ما تيجي نتكلم بصراحه ومن غير لف ودوران ...

* هتف ليل مؤكداً: ياريت ....

* اومأت له ليلي وتابعت تساله بوضوح: انت عاوز ايه مننا يا ليل ...

ماهو مش معقول بعد السنين دي كلها عاوز ترجع وكأن مفيش حاجة حصلت ولا كاننا سايبن بعض امبارح ومفيش حاجه اتغيرت...

* هتف ليل متحدثاً بثبات: بالنسبه لي مفيش حاجه اتغيرت.... 

ليل العيل الصغير اللي ساعدك من 15 سنه هو نفسه ليل اللي قاعد قدامك دلوقتي وبقي رجل اعمال وصاحب مجموعه شركات من اكبر مجموعه شركات في البلد .

لكن من الواضح ان حضرتك الي اتغيرتي ونسيتي احنا كنا ايه ، ونسيتي انك ربتيني في يوم من الايام وبتتعاملي معايا علي اني واحد غريب مالوش حق فيكم ...

* صمت لثواني يتطلع الي تعابير وجهها هي ومسك التي كانت تتابع حديثهم بقلق ...!!!

ثم تابع مضيفاً بعدها : انا عارف ومقدر اللي حضرتك مريتي بيه وكمان مقدر خوفك وقلقك علي نفسك وعلي مسك !!!

بس انا عاوزك تطمني وماتقلاقيش مني ، انا جاي ارجع لكم حقوقكم واخد حقي !!!!

* زوت ليلي ما بين حاجبيها وسالته مستفهمه: حقوق ايه اللي بتتكلم عنها دي ....

* اعتدل ليل في جلسته وتابع متحدثاً بثقه: حقكم في الشركه القديمه اللي كانت بين ابويا وبابا فارس زمان .

شركه المقاولات اللي كانت بالنص بينهم ، انا عملت بنصيحتك زمان وحافظت علي الشركه وكبرتها وبقت شركه من ضمن مجموعه شركات مهران جروب ...

وانا بالتقريب كده قدرت احدد مع المحاسب نصيبكم من المكسب قد ايه من يوم ما مشيتوا لحد دلوقتي ، وكلها ايام وتكون كل حاجه متحدده بالورقه والقلم مع المحامي وحضرتك ومسك تقدروا تستلموها ....

* وهتفت ليلي بنبره رافضه: انا مش عاوزه حاجه..

* اجابها ليل معقباً: والله حضرتك حره في نصيبك ، بس اعتقد ان مسك محتاجه نصيبها ...

* نظرت ليلي الي ابنتها وتحدثت بنبره قاطعه: ومسك مش عاوزه حاجه مش كده يا مسك...

* نظرت مسك الي والدتها برفض لم تستطع نطقه ولكن عيني ليل الثاقبه التقطته علي الفور ..

فتابع ليل قاطعاً حرب النظرات بينهم: عموماً يا ماما ليلي ده حقكم وهيفضل دين في رقبتي ، خدي وقتك وفكري وانا تحت امرك ....

ثم نظر اليها بقوه هاتفاً بثبات: نيجي بقي لحقي انا!!!

سالته ليلي بعدم فهم وان كانت تنكر ما فهمته: وايه هو حقك يا ليل...

* اجابه بحسم قاطع : مسك .. مسك هي حقي ..!!

* ارتفع حاجب شرير في وجه ليلي وهتفت بعداء واضح: ده اللي هو ازاي يعني ...

* بنفس الهدوء اجابها: انتي عارفه ان مسك مكتوبه لي وعلي اسمي من يوم ما فتحت عنيها ، والكلام ده كان بين ابويا وابوها وبموافقتك ، وانا كبرت وهي كبرت علي الوعد ده ، ويوم ما ساعدتك علشان تمشي  كان علشان الخوف الي شوفته في عنيكي ورفضك للجواز من عمي وعلشان تحافظي لي علي مسك وتوفي بوعدك ليا زي ما وعدتيني ...

وانا جاي اطالبك بتنفيذ وعدك ليا .... انا جاي اطلب منك ايد مسك !!!

* هتفت ليلي برفض قاطع خاصه مع ذكر سيره عمه الكريهه: انا ماوعدتكش بحاجه...

*تابع ليل بنفس الهدوء والثبات مضيقاً عليها الخناق مبطلاً كل حججها : حتي لو موعدتنيش ، انا عريس وجاي اتقدم لبنتك ....

* هدرت ليلي بحده: بس بنتي لسه صغيره وقدامها لسه سنين دراسه طويله وهي مش بتفكر في الجواز دلوقتي ....

* ابتسم ليل بتهكم واضاف: والله ده راي حضرتك ، متهيألي مسك ليها رأي هي كمان ....

*اجابته ليلي مسرعه: مسك رايها من رأيي ومش بتفكر في الجواز ...

* احتقن وجه ليل واربد بغضب اسود وتحكم في اعصابه بقوه جباره وهتف بغضب مكتوم: انا عارف ان في حاجه مخوفاكي مني ، ايه هي معرفش ، بس اللي عاوزك تطمني منه ان انا ليل ابنك اللي ربتيه زمان ، تربيتك انتي وبابا فارس وعمري في يوم ما هكون سبب لخوفك وبعدك عني انتي ومسك ...

ثم ابتلع غصه تسد حلقه وتابع : واظن كفايه اوي عليا اعيش طول عمري محروم من كل اللي بحبهم ...

* ثم نهض واقفاً واغلق زر جاكيته هاتفاً بنبره جامده: علي العموم انا هسيب حضرتك تفكري في كلامي كويس وهستني منك الرد ، واتمني انك تردي عليا برد يريحنا كلنا ، لان انا مش بسيب حقي !!!

ورحل مغادراً دون ان يتفوه بحرف واحد ، تاركاً خلفه ليلي تتخبط في صراع بين عقلها الذي يحثها علي الهرب من كل شيء له علاقه بالماضي ، وقلبها الذي رق له وبريد ان يعطيه كل ما يريده ،،،؟!

 

* مر اسبوع منذ زياره ليل اليهم ، فضلت فيه مسك المكوث في منزلهم وعدم الذهاب الي جامعتها خاصه بعد مشاجرتها الاخيره مع والدتها بسبب ما حدث مع ليل ورفضها له ، وفوجئت ليلي بموقف ابنتها الغريب عندما صارحتها بكل وضوح: انا بحب ليل وعاوزه اتجوزه ، وزي ما انا حقه هو كمان حقي ومش هتنازل عنه لا هو ولا نصيبي في فلوس ابويا...

ومنذ ذلك الحين وهي لا تتحدث مع والدتها ....

اما ليل فهو يحادثها طوال اليوم لانه اشتاق اليها خد الجنون ، فقد مر اسبوع لم يراها فيه ولو لثواني ....    

* كان يسير بسيارته ليلاً بسرعه جنونيه فهي عادته يحب القياده السريعه المتهوره خاصه عندما يشعر بالضيق كما حاله الآن ....

اسبوع محروم من رؤيتها والتطلع الي حسنها البهي ، اسبوع محروم من الغرق في امواج فيروزتها الساحره ، نعم مشتاق اليها ، مشتاق وبجنون ، مشتاق حتي تعب الشوق منه ....

سيراها ، لقد نفذ صبره وقوه تحمله ، سيذهب اليها ويراها عله يطفيء ولو قدر بسيط من نيران شوقه المستعر داخل صدره .....

* صف سيارته في مكان بعيد عن بيتها وسار علي اقدامه حتي وصل امام منزلها ....

كان الشارع هاديء وساكن في مثل هذه الساعه المتاخره من الليل في فصل الشتاء مما سهل مهمته في الصعود اليها ...

وصل امام باب شقتها وكاد ان يدق الباب الا انه تراجع في النهايه خوفاً من استيقاظ والدتها ، لذلك اخرج هاتفه واتصل بها .....    

*تململت في نومها بانزعاج بسبب رنين هاتفها المتواصل ...

مدت يدها تبحث عن الهاتف بجوارها وهي مغمضه العين واجابت بهمس ناعس ناعم : ألووو...

* جاءها صوته العميق الهاديء هاتفاً بهمس: صحيتك؟؟

* همهمت تجيبه وهي بين النوم واليقظة: امممم

*ثقلت انفاسه من همسها الناعم المغوي وهتف بما جعلها تقفز مستيقظه : افتحي الباب انا باره!!!

* فتحت عينيها علي وسعها واخذت تتلفت في الغرفه حولها : باره فين !!! انت عندنا في البيت !!

ثم رفعت الهاتف من علي اذنها تنظر في الساعه وهتفت بعدم تصديق : الساعه 4 الصبح ...انت باره ازاي يعني!!

* اجابها ببرود اصابها بجلطه في القلب: باره واقف علي الباب ، هتفتحي ولا اخبط ومامتك تصحي والجيران كمان يصحوا !!!

* لطمت خديها وهتفت تجيبه بهمس وهي تنزل مسرعه من علي فراشها وتسير حافيه علي اطراف اصابعها بحرص خوفاً من استيقاظ والدتها : هفتح يا مجنون هتفح !!!

* وصلت الي الباب فتحته وكل خليه في جسدها ترتعد من الخوف، نظرت اليه تطالعه بجنق وجسد متشنج من اثر الصدمه...

بينما هو تصلب في موضعه والهاتف موضوع علي اذنه وعينيه تسير ببطيء مهلك علي جسدها بدأ من شعرها المشعث بفوضويه مثيره وجذابه من اثر النوم ، وعينيها الفيروزيه الساحره التي ترمقه بذهول، وشفتيها الكرزيه التي تضغط عليها باسنانها من شده التوتر ، وجسدها المثير المهلك الملتف داخل غلاله نوم شتويه قصيره تصل الي ركبتيها كاشفه علي سيقانها الحليبه واقدامها الصغيره الناعمه المطليه باللون الاحمر الذي عكس بياض بشرتها ...

* ابتلع لعابه بصعوبه وهتف بغيره مجنونه عندما ادرك انها تقف امام الباب بذلك المنظر المغري ، وبخطوه واحده كان يقف امامها يسد مدخل الباب بجسده الضخم وطوله المهيب يخفيها خلف جسده حتي لا يلمح طيفها احد : هو انتي متعوده تفتحي الباب بالمنظر ده !!!

* نظرت الي نفسها بعدم فهم وطحنت دروسها حنفاً منه وهتفت بغيظ: طبعاً لا ، لان استحاله حد هبخبط علينا الساعه ٤ الصبح ، ده غير ان انا خوفت من جنانك لا تخبط علي الباب وماما تصحي علشان كده مفكرتش انا لابسه ايه وفتحت الباب!!!

وبعدبن ما انا لابسه كويس اهو!!!

*تابع مضيفاً بغيره مجنونه: ورجليكي اللي باينه دي ان شاء الله...

* نظرت الي الخلف تتاكد من عدم استيقاظ والدتها ثم استغفرت في سرها وابتسمت باصفرار وهتفت بسماجه: ليل يا حبيبي اكيد انت مش جاي الساعه دي تناقشني انا بفتح الباب وانا لابسه ايه!!!

ابوس ايدك قولي جاي ليه ، ماما هتصحي !!!

هتف بلامبالاه : ما تصحي هو انا بعمل حاجه غلط ،

ثم ابتسم ثم اضاف وهو يغمز بعينه بعبث: طب ما تبوسي حاجه تانيه بدل ايدي وانا اقولك جاي ليه!

* زجرته بفيروزتها الحانقه تحذره: ليل!!

* قرب وجهه منها وهمس بحراره وعينيه تقبل كل انش في وجهها : وحشتيني!!!

* ارتفعت دقات قلبها تهدر بجنون داخل صدرها ولمعت واحمرت خجلاً من صراحته ...

تعانقت فيروزتها الامعه مع عسليته الصافيه وهتفت بدلال اذابه: وحشتك الساعه٤ الصبح .!!!

* قرب وجهه اكثر منها وهمس امام شفتيها بحراره : انت بتوحشيني حتي وانتي معايا ...

* احمرت وجنتيها بشده وهتف بخجل: طب قول بقي جاي ليه...

اطلق تنهيده حاره من صدره وتابع: جاي اخطفك ، هوديكي اجمد واحلي مكان في مصر نشوف شروق الشمس مع بعض وارجعك من غير ما حد يحس....

* جحظت عبنيها ذهولاً وانفرج فمها اذبهلالاً من جنونه وهتفت بعدم تصديق: هاااااا!!

* اظلمت عينيه برغبه حارقه وهو يطالع فمها المنفرج بجوع وهتف بهمس مثير: قلت لك قبل كده بؤك الحلو ده لو فتحتيه كده تاني هقفله بطريقتي ، وشكلك كده عاوزه تجربي طريقتي وبصراحه بقي انا هموت واقفلهولك انا ، وبالفعل اغلق فمها الكرزي الحلو بشفتيه الغليظه الشهوانيه علي طريقته الخاصه جداً بقبله اطاحت بثباتها وادخلته في نعيم جنتها التي يريد ان يعيش ما تبقي من عمره داخلها !!!

*ذابت مسك بين يديه كقطعه المارشميلو الذائبه في الشيكولاته ، وتشبثت بقميصه تدعم نفسها حتي لا يهوي جسدها ارضاً ، بينما هو احاط خصرها الناعم اللين بيديه القويه يقرب جسدها من جسده يريد ان يخفيها بين ضلوعه ....

شعرت بانسحاب الهواء من رئتيها فدفعته في صدره تحاول ابعاده عنها ، فتركها مرغماً ونظر الي وجهها الاحمر الناعس بافتنان وقبل ان يتفوه بحرف واحد كان كف يدها الصغير يهوي بصفعه قويه حطت علي وجنته كلسعه فراشه ثم دفعت جسده للخارج هاتفه بارتجاف : انت قليل الادب !!!!

ثم اغلقت الباب في وجهه ووقفت تستند عليه بظهرها وصدرها يعلو ويهبط بجنون ...

* وضع ليل يده علي خده موضع صفعتها وابتسم بسعاده واقترب من الباب هاتفاً بصوت خفيض وصل الي مسامعها جيداً فهو يلمح ظلها من شراعه الباب : القلم ده هحاسبك عليه بعدين بطريقتي لما تبقي في بيتي وفي حضني ... بحبك يا مسكي ،،،

ورحل وهو سعيداً منتشياً بعدما قطف اول قطفه من شهد شفتيها تاركاً اياها ترتجف خلف الباب بسعاده ودقات قلبها تكاد تصم اذنيها  وهي تصع يديها علي شفتيها المتورمه المنفرجه باغواء فطري وهتفت بهمس مشابه لهمسه: بحبك يا ليلي ..يتبع



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



اكتبوا في بحث جوحل( مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات) تظهر القصص كامله


القراء والمتابعين الغاليييييييين عليا إللي يدخل عندنا ميخرجش كل إللي محتاجينه هتلاقوه من غير تعب ومن غير لف في الجروبات والصفحات موجود في اللينكات بالاسفل 👇👇👇



أروع الروايات الكامله من هنا



اللي يخلص قراءه ميسبناش ويمشي أنا بحبكم أدخلوا انضموا معايا علي تليجرام واستمتعوا بقراءه الروايات من اللينكات بالاسفل 👇💙👇❤️👇



انضموا معنا على تليجرام عشان كل متنزل روايه يصلكم اشعار فور نزولها من هناااااا




اعملوا متابعه لصفحتي عليها جميع الروايات إللي عوزينها من هناااااااا




الروايات الحديثه من هنا




جميع الروايات الكامله من هنا




وكمان روايات كامله من هنا




🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺





تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close