القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

رواية ضربات القدر بقلم نجلاء ناجي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية ضربات القدر بقلم نجلاء ناجي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية ضربات القدر بقلم نجلاء ناجي الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


الحلقة الحادية عشر

مات زوجها فتزوجت اخيه

فى سيارة اسلام ...

الحاج رشدى بجمود : عايز اقعد معاك فى حته اعرف اتكلم فيها معاك براحتى .


اسلام بهدوء : تحب نروح البيت عندى ولا الشركة ولا النادى .


الحاج رشدى ينظر له بغضب مكبوت : بقولك عايز اتكلم براحتى يا اسلام .


اسلام متفهما : خلاص يا حاج ..


يتجه اسلام الى الشركة ويدخلوا الى غرفة الاجتماعات ذات الجدران العازلة للصوت ،ويطلب اسلام من السيكرتيرة عدم مقاطعته لاى سبب مهما كان .


اسلام : الحدران هنا عازله للصوت يا حاج ؛يعنى تقدر تتكلم براحتك يا حاج فى إيه بقى؟


الحاج رشدى وقد اطلق غضبه من مكبته :


-فى إنى أمنتك على أمانة ،وانت مش قدها .


يرفع اسلام حاجباه دهشة ولا يتحدث ،يكمل الحاج


رشدى فى غضب : فى إن الاستاذ نسي مراته ،نسي إنه متجوز ، وده ...


اسلام مقاطعا : والله يا حاج مخدتش بالى و...


قاطعه الحاج رشدى بصوت حاد واستنكار :مخدتش بالك انك متجوز سيلا!...عذر اقبح من ذنب يا اسلام ..


يهدر بصوته ويسأله : إيه طبيعة العلاقة بينكم؟


يصدم اسلام من السؤال ويبلع ريقة فى محاوله منه لايجاد اجابه عن سؤاله لا تزيد من غضبه : مراتى يا حاج .


قال تلك الكلمات فى محاوله منه ان تكون الاجابة سطحية قدر الامكان وفى ذات الوقت يرضى والده


الحاج رشدى : ولما هى مراتك ازاى تنساها ... ازاى متخصصش عربية بسواق ليها ؟ليه تسيبها تروح وتيجى الشركه فى مواصلات؟ هى مش مراتك برده


قال المقطع الاخير بصوت يدل على تهكمه وسخريته منه .


اسلام مندهشا : هى بتيجى مواصلات!


الحاج رشدى بسخريه اكثر وهو يشير له بيديه :


-شفت ازاى انت متعرفش حاجة عن مراتك . دا يدل انك مفيش يوم روحت الشركة معاها من بيتها . يعنى مفيش كلام بينكم.


اسلام غاضبا وقد ظن ان سيلا اشتكت للحاج رشدى : طب هى مقلتش ليه ؟ جت واشتكت لك ليه ؟


الحاج رشدى وهو لا يصدق ما يقوله اسلام الهذه الدرجه هناك فجوه بينهما ،يحاول تمالك اعصابه :


هى لا اشتكت ،ولا حتى اتكلمت ؛انا اللى سألتها واللى حسبته لقيته فعلا . ناسيها ومأهملها ويا عالم فى ايه تانى ؟


اسلام وهو يحاول امتصاص غضب والده عليه ،يدرك ان لديه كل الحق فيما قاله، وحقا لا يوجد حديث بينهما ،بل هو يتجنب الحديث معها ؛لا يعلم ماذا يرد عليه ،ايخبره بحقيقة ما يحدث ؟ ام يصمت ؟ايخبره بحقيقة ما يشعر به ؟ام يصمت ؟

العديد من التساؤلات والتى لايعرف لها اجابه دارت فى ذهنه فى لحظات سريعة ،ثم قرر ان يحتفظ بها لنفسه ويحاول ان يمتص غضب والده ..


اسلام : خلاص يا حاج زعلك على راسى ،اوعدك هخلى بالى من كل شىء ،بس متزعلش نفسك علشان صحتك . ماشى


الحاج رشدى وهو يتأمل وجهه اسلام ،يعلم ان هناك شيئا ما يؤرقه ؛يعلم ابنه جيدا ولكنه يعلم ايضا انه لن يخبره بشىء ،فهو عنيد جدا ولا يخرج سره لاحد ،وهو لا يريد الضغط عليه اكثر من ذلك .يحاول لفت نظره بشىء من الحده ولكنه فى قرارة نفسه اتخذها كخطوة اولى نحو لفت انتباهه .


- لما اشوف ،يلا رجعنى تانى عند سيلا .


اثناء الطريق. . كلا منهما يفكر فى شىء واحد سيلا وابنائها؛ الحاج رشدى لا يعلم هل بزواج سيلا من اسلام كانت خطوة جيده ام لا ؟ فها هو ذا اسلام نسي زوجته ،وهذا يدل على اشياء كثيرة جدا ،ينظر الى اسلام وهو يقود السيارة ويفكر ،هل ما توصلت اليه يا اسلام حقيقة وان كان ذلك فلن يكون هناك سبيلا من اصلاح ذلك الخطأ الذى ارتكبته فى حق سيلا غير الطلاق .


اما اسلام فكان يقود السيارة ويفكر فى كل ما قاله والده ؛فهو محق فعلا فى كل كلمة ،يعترف انه يبتعد عنها كلما شعر بقربه منها ،يعترف انه كان يتعمد ان لا يراها حتى لا يتأثر بها ،يعترف انه حاول كثيرا البعد عنها والابقاء عليها فى منزله زوجه الاخ ولكنها تسللت له رغما عنه ،اعترف لنفسه وواجها بالامس القريب انه حقا أحبها، وحان وقت اعترافة لها بذلك ،ولكن هل ستتقبله ؟ لا يعلم ولا يعرف كيف يعبر لها عن ذلك ؟ ولكن هناك بادرة امل لاحت له فى الافق من حديثة معها امس فى الفرح عندك تلك النقطه وعندما تذكر حديثهما امام شرفة الفندق ابتسم اسلام بسعادة

ودهش والده من هذه الابسامة وتمنى له السعادة من كل قلبه ...


يصلا الى منزل سيلا ويتغدى الجميع ويقضون اليوم عندها ،لا تعلم سيلا سبب نظرات اسلام لها المتأرجحه بسن الغاضبة والسعيده .ولا يعلم اسلام سبب نظرات والدته الغاضبة ،وارجع السبب لنفس سبب غضب الحاج رشدى منه. وتظل نشوى مترقبة للجميع بنظراتهم و افعالهم .


يسافر الحاج رشدى و رمزى الى البلدة فى المساء . وبعد عودتهم تنقل نشوى كل ما حدث لشيماء عبر الهاتف ؛ والتى غضبت من قضاء اسلام اليوم عند سيلا ،حتى وان كان بصحبتهم جميعا .


فى منزل الحاج رشدى. ..


تجلس صفية حزينه تفكر فيما سمعته وفيما عرفته ، تشعر بإنقباض قلبها على اسلام وسيلا و كانت تريد التحدث معه ولكن لم يتسنى لها الحديث معه بمفردهما ،تشعر بالغضب منه وعليه من تصرفاته تلك .


يراها الحاج رشدى ويتقدم منها ويسألها عن السبب .


الحاجة صفية : زعلانه على اسلام وعلى اسلوبه مع سيلا ،وخايفة يسيبوا بعض .


الحاج رشدى مهدأ اياها : انا اتكلمت معاه وفهمته انه يهتم بيها .


الحاجة صفية بحسره وألم وهى تتنهد : يهتم ايه بس .. دا .. دا مش بيبات هناك خالص ؛بيروح يودى ولاده يلعبوا هناك وبس و....


الحاج رشدى بصدمه : كملى يا صفية وإيه كمان .


صفية بتردد : و... وليد اخو شيماء بيكلم الولاد وبيفسحهم ،وجايب لهم لعب ،وبيكلم سيلا يكمن عليها مجتش الشركة ليه ؟ انا بصراحة قلبى مقبوض اوى يا رشدى .


الحاج رشدى غاضبا : كل دا عرفتيه ..طب مقلتيش ليه ؟


صفية وهى تبكى : اقول ايه واحنا معانا نشوى ورمزى .


الحاج رشدى مكفكفا دمعها : خلاص انا هعرف اتصرف معاه .


وقام بالاتصال على اسلام


يجلس اسلام فى غرفة مكتبة بالشركة يفكر فى كل ما حدث اليوم ويجد اتصالا من والده ،فيجيب بسرعة


اسلام :الو السلام عليكم يا حاج


الحاج رشدى بحزم : وعليكم اسلام. .. تجيب مراتك وولادك وتيجى ...هنا... عندى...


اسلام يتوتر : خير يا حاج ...في ايه ؟ انت كويس ؟ الحاجة كويسة ؟


الحاج رشدى : هى مسافة السكة وتبقوا عندى .. ..وانا هبعت عربية تجيب سيلا والعيال .ويغلق الخط وسط دهشة اسلام .


ينظر اسلام للهاتف وهو مندهش لا يعلم سبب،يهب من مكانه ويذهب لمكتب سيلا ولكنه لا يراها جالسة عليه ،يقترب للدخول إلى المكتب ويستمع الى وليد وهو يحدثها فى الهاتف .


وليد : يعنى مش هتيجى النهاردة كمان !! انتى كويسة يا سيلا ؟العيال كويسين ؟ ... طب يا سيلا هتيجى بكره ان شاء الله؟ طب هبقى اكلمك اطمن عليكى واسمع صوت الولاد ..مع السلامه. .


اسلام وهو يقف خلفه : كنت بتكلم مين ؟


وليد وهو يلتفت له منتفضا : دى سيلا ... بشوف مجتش ليه الشركة النهاردة كمان؛ فقالت هتقعد كام يوم وهتسافر البلد للحاج .


اسلام وهو ينظر له بغيره حاول اخفائها : ماشى .. انا كنت جاى اقولك اصلا ..مكنش فى داعى انك تكلمها ... ابقى اسألنى انا


يتركه ويخرج، ويتصل يشيماء ؛لتجهز هى وابنائها للسفر ولكنها تتعلل بالصداع والمرض و لاتذهب معه تتركه مع ابنائها بفردهم .


يصل اسلام مع ابنائه الى منزل الحاج رشدى ويدخل اسلام بسرعة ولهفة الى المندرة ،ويظل عز الدين ورنا فى انتظار سيف نوران وسيلا الذين يصلون بعدهم بوقت قصير .


تسلم سيلا عليهم وتصعد الى شقتها ويلعب الاطفال فى الحديقة و يجلس اسلام مع والديه .


الحاج رشدى يأمر اسلام بغلق الباب وبخروج صفية من المندرة .


تخرج الحاجه صفية ويغلق اسلام الباب خلف والدته ويتجه الى الحاج رشدى الذى وقف امامه ،وبمنتهى الغضب يصفع الحاج رشدى اسلام على وجهه صفعة مدوية ،يذهل اسلام منها وتجحظ عيناه من شدة الصدمة ... احقا والده يضربه ؟ ما السبب ؟


اسلام بصدمه وبصوت متحشرج : ليه يا جاج كدا ؟


الحاج رشدى بغضب هادر :


- علشان انا مخلفتش رااجل ؛كنت فاكرك راجل وهتعرف تحافظ على مرات اخوك ؛ لقيتك مأهملها وسايبها ،وسايب وليد بيه ياخد باله منها و من ولاد اخووك . يشتد هديره ويكمل :


- وليد قايم بدورك يا بيه ..بصفه إيه ؟


يصدم اسلام من الكلمات وتتسع عيناه من الدهشة والغضب وذهنه يردد كلمات والده .


ليردف الحاج رشدى صارخا :


- ثلاث شهور وانت مش بتبات هناك ... 3 شهور جواز على الورق ..ليه ؟

3 شهور وسايب وليد يقرب من مراتك وولاد اخووك ويخرجهم ويفسحهم ،ويجيب لهم لعب وهدايا، ويقرب منهم ليه؟


وانت كنت فين ؟


اسلام بغضب من كل مما سمعه فهو يسمعه للمرة الاولى لم يكن يعلم هذا كله ،فيرد فى غضب :


- معرفش حاجة والله ..معرفش


الحاج رشدى صارخا : عذر اقبح من ذنب ،لو كنت موجود معاهم مكنش حد قدر يقرب منهم ويشغل غيبتك عنهم .


يمسك بتلابيت ملابسه ويهدر بغضب : جوازك لسه على الورق ليه ؟


هنا لم يعد هناك قدرة اوطاقه لاسلام على التحمل ،يريد ان ينفض ذاك الحمل الثقيل عن كاهله يصرخ بعلو صوته ليس دفاعا عن نفسه بل طلبا للمساعده ، صدمات تلو الاخرى تلحق به ،وهو إنسان بدأ يحب ،وبدأ يدق قلبه ويخاف من الرفض

إسلام وهو يصيح بصوت عالى ويخرج غضبه وخوفه :


- علشان مش قادر ... يخفض صوته ويخفض رأسه ويكمل ..


مش قادر أجى جنبها ؛حاولت ومقدرتش ،كل حته فيها صور ماذن ،اول لما بشوفه وابص فى عينيه مبقدرش أجى جنبها .


ترتعش يد الحاج رشدى ويترك ملابس اسلام فيجلس اسلام امامه على المقعد ويكمل


- حاسس انها مرات ماذن مش أنا . حاولت بس هنا شقة ماذن وهناك شقة ماذن وفيها حاجته .بحس إنى متكتف قدامها .. منكرش انى فعلا بدأت أااا .. أحبها بس مش قادر. .


قال الجمله الاخيره بمذيد من الهمس والخجل .

يجلس الحاج رشدى بجواره ويقول بهدوء :


- يبقى لازم تطلقها .. دا الحل الوحيد .


اسلام منتقضا بغضب : مش هطلق ... ولو هي اللى طلبت دا انا برده مش هطلق ،وهعرف اتصرف معاها كويس .


الحاج رشدى ناهضا امامه : هى مقلتش حاجة ولا حتى تعرف أننا نعرف حاجة؛ أمك هى اللى بالصدفة عرفت من سيف موضوع وليد والهدايا وانك مش بتبات هناك . مش عايزة نباهه اننا نعرف في إيه ؟


لم يتمالك اسلام نفسه فخرج بسرعة من امام والده والشر يتطاير منه كما تتطاير حمم البركان من فوهته .

يبحث عن سيلا بعينيه فى ارجاء المنزل ،وسأل حسنات عليها فأخبرته بأنها فى شقتها وسأل على الاولاد وعلم انهم بالحديقة .


صعد اسلام درجات السلم بسرعة وغضب كانه نيران تنتشر فى الهشيم حتى وصل الى شقة سيلا ،دخلها وذهب يفتش عنها فى أنحاء الشقة ولكنه لم يجدها ..وقف مطولا أمام باب غرفة النوم المغلقة وهو يتنفس بسرعة ،وتردد ان يفتح الباب ،يمد يده ولكنه يتردد فيرجعها ثانية .ولكنه يتذكر كلمات والده جعلت الدماء تتصاعد إلى رأسة وتحسن تردده ويفتح الباب ويدخل بسرعة ولكنه يفاجىء بعدم وجود سيلا؛ كل ما وجده هو ملابس بها موضوعة على طرف السرير ،ويستمع لصوت شهقه مكتومه صادره من خلفه يلتفت لها بسرعة. .


فيجد سيلا وهى تقف أمام باب الحمام تلف نفسها بمنشفة قطنية كبيره وكذلك تلف شعرها بأخرى صغيره . يقف الإتنان أمام بعضهما فى صدمة وكل منهما ينظر للاخر .


يتقدم إسلام من سيلا وهو مسلط أنظاره على عينيها ،لتجفل سيلا من حركته، وتبتعد عنه ولكن ذراع إسلام تكون سابقة لها ويمسكها من ذراعها ويشدها إليه فى عنف لتنفتح منشفة رأسها وتقع أرضا وينسدل شعر سيلا على كتفيها وهى ترتعش منه وتمسك منشفتها .


إسلام بصوت صارم : وليد بيكلمك ليه ؟ بيفسح ولادك ليه ؟ بينك وبينه إيه ؟


نطق اخر جملة بكل ما أوتى من غضب وهو يشد من قبضته على ذراع سيلا .


تنظر له سيلا وهى جاحظه العينين ؛غير مصدقة لما تفوه به ،يذداد ارتعاشة سيلا بين يديه وتقول بصوت متحشرج : اناا..مش هسمح لك انك تجيب سيرتى او حتى تظن فيا ظن سوء ... وليد مين دا اللى بينى وبينه حاجة .


يزيد إسلام من ضغط يده عليها ليؤلمها أكثر كما هى آلمته وهو يلفح وجهها بأنفاسه الهادره يقول بغضب : ليه مرحتوش النادى سوا ؟ مرحتوش الملاهى سوا ؟ مش بيكلمك فى التليفون ... حصل ولا محصلش ؟


سيلا وهى تزداد تمسكها بمنشفتها وقد تناثر شعرها على وجهها واكتافها ويزداد ارتعاشها الذى يمتد إلى شفاها :


- حصل ... بس صدفة والله والعظيم ..


اسلام بدهشة مصطنعه : نعععم ..صدفة !!! كل مره صدفة ،إنتى فاكرانى إيه عبيط ... ولا ....


تقاطعه سيلا ببكاء وصراخ وقد انهارت من حديثة ومن تهمته لها : كفاايه بقى ... كفايه سوء ظن ... ايوة قابلته صدفة عايز تصدق صدق ،مش عايز انت حر .. انا مش عارفة هلاقيها منك ولا من مراتك ولا من وليد ... ابعدوا عنى وعن ولادى بقى ...


اسلام وهو لايزال ممسكا بها من ذراعها : وهى شيماء مالها ؟


سيلا بحده وهى تلوح بيدها والاخرى ممسكه بمنشفتها :


إسألها مالها ؛ بتعرف أخبارنا من فين ؟ دايره تقول فى كل حته إنى خطافة رجاله ليه ؟ ... بينا إيه علشان تقول كدا ..


وتبكى بإنهيار


اسلام وهو يحاول ان يتمالك اعصابه ويخف من قبضته على سيلا : ووليد يخرج معاكم ليه ؟


تنزع ذراعه من يده وهى تقول بحنق :


- إسأله بيعرف منين إننا خارجين وكل مرة نتقابل صدفة . المفروض أعمل إيه يعنى لما الاقيه قدامى وبقولى صدفة . اضربه !.


تبتعد سيلا عدة خطواط ليجذبها إسلام من ذراعها بحده لتصطدم بصدره ويحوطها بذراعة فينظر على وجهها وقد تناثرت بعض خصلات شعرها المبلل عليه ، تلين قبضته عليها ويبعد تلك الخصلات بيده ويلاحظ إرتجافتها بين ذراعة ،يتحسس وجنتيها ويقترب منها فتبتعد سيلا فى خوف ، ويسمعون صراخا من الخارج ينادى عليه ..


ينزل إسلام مسرعا على صوت صراخ الحاجة صفية ويترك سيلا تجلس فى إنهيار على الارض وهى تبكى مما حدث ....


الحلقة الثانية عشرة

مات زوجهاوتزوجت اخيه

يقطع اسلام الدرج مهرولا حتى يصل لشقة والده ليجد الاطفال تقف تبكى ومعهم حسنات الخادمة ،وتشاور له هدى على غرفة الحاج رشدى، يتجه اسلام لها بخطواط سريعة ويدخلها بسرعة ليجد والده ممدا فاقدا الوعى والحاجة صفية تنتحب بجواره


يتصل اسلام بسرعة بالطبيب الذى كان بالجوار ليأتى مسرعا ...


ترترى سيلا ملابسها فى عجاله ،وتنزل بسرعة ،وتتجه الى غرفة الحاج رشدى وهى فى حاله صدمه لا تعرف من المصاب، أو ماذا حدث ،كل ما تعرفة ان هناك شىء جلل قد حدث ،تقف امام الباب ناظرة الى الحاج رشدى وهو ممدا فاقدا للوعى تشعر بقلبها يهبط فى قدميها وكأن روحها تنتزع منها ،تهرول وتجثوا على ركبتيها امام السرير وتبكى وهى تمسك يد الحاج رشدى :


-باب الحاج .. قوم علشان خاطرى. يا ريتنى كنت انا ..قوم يا بابا انا مليش غيرك، علشان خاطرى يا بابا قوم .


يصل الطبيب واسلام ويقفان أمام باب الغرفة ويشاهدان سيلا ويسمعان حديثها ؛يتأثر اسلام برؤية سيلا منهاره لا يرى منها سور ظهرها وشعرها المسترسل عليه ،وحركه جسدها الضئيله من البكاء .


ويرى الطبيب فتاه تبكى والدها بخوف شديد عليه ،فيشفق عليها وهو لم يراها بعد .


اما عند سيلا فكانت فى عالم اخر ؛تعلم ان الحاج رشدى هو صمام امانها هى وابنائها ،استعادت ذاكره وفاه والدها وهى صغيرة،ولن تتحمل تكرارها مره ثالثة ،فقد كانت الثانيه مع ماذن ،والان مع والده . كانت تنادية ابى لانه بمكانة والدها حقا .


تجد سيلا يدا تربت على كتفها فتنتفض سيلا ،وتلتفت للخلف لترى الطبيب وهو يقف ينظر لها وسط دهشة اسلام ؛ من ان يربت على كتفها فظل ينظر له فى غضب وهو لم يتوقع منه هذا الفعل .


الطبيب بهدوء : ممكن بس علشان اكشف .


ويشر لها ان تتنحى جانبا ،فتقف سيلا وتتجه الى جانب الحاجه صفية فى جانب من الحجرة تتابعان الكشف. يدون الطبيب اصناف الدواء ويعطى الحاج رشدى حقنه فى الوريد ويطلب احضار الدواء بسرعة لاكمال جرعة العلاج .


يجلس الطبيب بجوار اسلام فى غرفة الحاج رشدى منتظرا له حتى يفيق ، وتتقدم منه سيلا بأعين متلهفة تسأله قبل ان ينطق لسانها بما تريد .ينظر لها الطبيب ويبتسم لها فقد فهم ما تريده من عيناها ولهفتها فقال :


- متخافيش يا أنسة ، بابا هيكون كويس ان شاء الله وهيفوق .


سيلا بلهفة : بجد ... طب إحلف


الطبيب مندهشا وضاحكا وكذلك اسلام الذى ينظر لهما بغضب وغيظ ،فيقول الطبيب :


- والله العظيم ... إن شاء الله هيفوق ويبقى كويس ، بس متنسيش الحلاوة بقى .


سيلا بسرعة ولهفة : يفوق بس واللى انت عايزة

الطبيب مبتسما لها وهو يتأملها : مش عايز غير فنجان قهوة مظبوط من إيديكى .


تذهب سيلا لإعداد القهوة ،وسط غيظ اسلام منهما ، ومحاولاته لتمالك اعصابه وتركيز نظراته على من بالغرفة من نشوى ورمزى و والدته وهو يقول فى نفسه :


- والله لولا الحاج ورقدته دى لعرفتك يعنى إيه انسة دى .. قال أنسة .!


تنظر نشوى لإسلام وهو شارد الذهن وتتشفى في نظراتها تلك . وتنتظر لتخبر شيماء بآخر الاخبار .


تحضر وفاء الدواء ويعطى الطبيب باقى الجرعة للحاج رشدى وبضعة دقائق ويبدأ الحاج رشدى فى استعادته لوعيه . تحضر سيلا القهوة للطبيب الذى ينظر لها بإبتسامه جميلة ويقول :


- الحاج فاق اهه أنا نفذت وعدى ،هاتى قهوتى بقى .


سيلا وهى تنظر للحاج رشدى وتعطى الطبيب قهوته، فيقوم اسلام ويأخذ منها القهوة ويقدمها للطبيب وتذهب سيلا للجلوس بجوار الحاج رشدى.


يتذوق الطبيب القهوة ويسألها : عملاها بإيدك ؟


سيلا وهى جالسة بجوار الحاج رشدى وتبتسم له : أيوة يا دكتور


ينظر اسلام لهما بغضب واضح ،وتتلقى نشوى نظرات اسلام الغاضبة فى سرور وشماته ؛فهى تعلم ان من المؤكد سيحدث شجار بينهما بسبب هذا الغضب الذى يظهر على وجهه اسلام، وستجد هى شيئا تخبر به شيماء .


وتتعجب سيلا من نظرات اسلام الغاضبة وفسرتها انها بسبب ما حدث قبل قليل من شجار بينهما

تدخل وفاء وهى تنظر لسيلا : ست سيلا ،عز الدين بيسأل عليكى .


فيدخل عز الدين شاكيا لها :طنط سيلا ، خلى سيف يلعب نوران معايا


سيلا وهى تنهض : انا جايه معاك يا عز ..تلتفت للحاج رشدى وتنظر له وتهمس له : الف سلامه عليك يا بابا .. راجعة تانى


تتجه الى عز الدين وهى تقول له :يلا بينا .


يتابعها الطبيب بعينيه ويرتشف قهوته وهو يردظ اسمها سيلا .


يلاحظ اسلام ما تفوه به الطبيب ومتابعته

لسيلا ،ويحاول تمالك اعصابه فيهتف فى حده ليشتت انتباهه :


دكتور لو سمحت .


ينتبه له الطبيب وينظر له :ايوة يا فندم


اسلام بجديه : هى الحالة استقرت ولا إيه ؟


الطبيب: هو فاق دلوقتى ،كمان 24 ساعه هاجى تانى اشوفة ،والدوا دا ياخده فى مواعيده ،وإن شاء الله يومين ويبقى زى الفل . بس راحة تامه والبعد عن الانفعال .


اسلام بهمس وجديه : تفتكر يروح المستشفى افضل ،ولا رأيك إيه ؟


الطبيب : لا .. عادى الحاله مش محتاجه انه يروح مستشفى ،لو كانت تحتاج كنت قلت لك اكيد .


اسلام بهدوء : الف شكر ليك يا دكتور .


ينهض الطبيب ليخرج، ويبقى اسلام مع الحاجة صفية ويذهب معه رمزى ونشوى . يقف اسلام فى شرفة غرفة والده ويرى الطبيب وهو يتجه الى سيلا والاولاد ويتحدث معها ويضحكان ، فيتجه لهما بسرعة ،ويقوم بتوصيل الطبيب حتى خروجه من الحديقة ويعود لها سريعا ليجدها ذهبت للحاج رشدى .


سيلا وهى تدخل الغرفة للحاج رشدى : الف حمد الله على سلامتك يا بابا


الحاج رشدى بوهن وضعف وصوت منخفض : متخافيش يا سيلا. .. أنا كويس .


ينظر الحاج رشدى الى إسلام ويقول : سيبونى لوحدى مع سيلا .. يخرج الجميع وتظل سيلا مع الحاج رشدى.


يظل اسلام فى الردهه يقطعها ذهابا وإيابا ،لا يعلم ما ذا يريد والده من سيلا ،او فى اى

شيء سيتحدثان ،اسئلة كثيرة وهواجس اكثر دارت فى مخيلته ،والحاجة صفية تراقبه عن كثب ولا تتحدث .


اسلام يقلق بالغ : هو الحاج عايز سيلا فى إيه ؟


الحاجة صفية : مش عارفة يا ابنى ... العلم عند الله


اسلام بلهفة : ابقى اعرفى ممنه يا حاجة وقولى لى ...ماشى


هزت الحاجة صفية رأسها موافقة .


خرجت سيلا من الحجرة واخبرتهم أن يدخلوا للحاج ،فهو يرديهم .


ينظر اسلام الى ملامح سيلا لعلها تخبره بأى شىء ولكنها ذهبت من امامه سريعا وهى تتحاشى النظر له ،يدخل اسلام بسرعة لوالده ويسأله بسرعه


- خير يا حاج ... كنت عايز سيلا فى إيه ؟


الحاج رشدى بهدوء : فكر الاول فى موضوع طلاق سيلا وبعدين إبقى إعرف كنت عايزها فى إيه ؟


يغضب اسلام من كلام والده ومن واصراره على الحديث فى موضوع طلاقه هذا. يخرج اسلام من الغرفة ويبحث عنها ليجدها فى غرفة ماذن ،يقف اسلام امام الغرفة طويلا ولا يستطيع ان يدخلها .

ينظر للباب بكل ألم يريد ان يتحدث معها ، أن يخبرها بمكنون صدره ولكن هذا الباب وهذة الغرفة حائلا بينهما ،او بمعنى ادق حائلا امامه هو .

فهل سيظل على هذا الحال .ام سيخطوا خطوه تجاهها ؟ تنهد اسلام بيأس وابتعد عن الغرفة سريعا ودخل غرفته وينام بها حتى منتصف الليل .


فى داخل غرفة ماذن ...


كانت سيلا تنظر الى صورته وتحدثة ،تخاف وتحتاجه ،تريد من تشعر معه بالأمان، من يحتويها ويحتضنها . نعم تريد من تشعر معه

بالاحتواء ،ويستكين ضعفها معه وبحنانه لها ،تقفذ صوره اسلام امامها ،فتترقرق عيناها بالدموع وتخفض وجهها من النظر الى صورة ماذن ،وتجلس على السرير تفكر فى حديث الحاج رشدى لها، تشعر ان اسلام تارة قريب منها وتارة بعيد عنها ، تارة يحسن معاملتها وتاره يسىء ، حتى هذا الاحساس الذى بداخلها يقلقها ؛فهى تاره تشعر معه بالأمان، وتسعد لحديثة ،وتارة اخرى تخافه فى غصبه وتحزن لبعده . لم تعد تعلم شيئا هى الاخرى اصبحت مشتته لا تعلم ماذا يحدث لها وما تلك الاحاسيس التى تشعر بها من قربه منها او من بعده عنها ،تنظر لصورة ماذن وكأنها تريده ان يحدثها ويخبرها ماذا تفعل ؟او بمعنى اصح يخبرها بما يحدث لها ؟


يستيقظ اسلام على صوت طرقات على باب غرفته ،فيقول بصوت ناعس اجش : ادخل


ثوان ولا يدخل احد ،اسلام بصوت اعلى ،أدخل .

يفتح الباب وتطل سيلا رأسها بتردد ،وبصوت منخفض :


- ماما الحاجة بتسأل مش عايز تتعشى ؟


اسلام وهو يعتدل فى جلسته و ينظر لها : لا... عايز بس فنحان قهوة من ايديك يا سيلا.


سيلا وهى تهز رأسها موافقة : حاضر ...


اسلام بهدوء ،يريد ان يتحدث معها وفتح باب للحوار : اخبار الحاج إيه يا سيلا ؟


لم يعد يدرى لماذا يريد ترديد اسمها دائما ،اصبح اسمها وكأنه تعويذه سحر ينطق بها ليشعر بذلك الاحساس الذى يشعر به فى قلبه ؛ ارتعاشة جميلة وطربا للأذنه


سيلا بهدوء : كويس الحمد لله . هو نايم ،وماما قالت لى اسألك على العشا ودخلت تنام ،بس قهوة 12 بالليل غلط عليك


اسلام متنهدا بألم : معلش ،عندى صداع ..


سيلا : ماشى .


تذهب سيلا لإعداد القهوة ويبقى اسلام يفكر وهو جالسا على سريره ،تطرق سيلا الباب وتدخل بعد ان يسمح لها ،وتضع القهوة على المنضدة بجواره

واسلام يتابعها بعينيه ويسألها بهدوء :


- العيال فين ؟


سيلا وهى تتحاشى النظر له : نايمين فى قوضه ماذن .


يمسك اسلام يد سيلا ويقف امامها ويشعر بإرتعاشته يدها من جراء مسكته لها ،يهمس لها بأسف واضح :أنا أسف يا سيلا ،آسف على الاسلوب اللى كلمتك بيه ده .


يرفع وجهها له وتتلاقا عيناهما معا ويكمل :

-بس لو سمحتى لو احتجتى اى حاجة إنتى والولاد يا ريت تطلبيها مني .


سيلا وهى لاتزال تنظر فى عينيه وتهمس : حاضر ..


تتسارع انفاسهما ،وتبتعد عنه سيلا وتتجه للباب لتخرج ،ولكن يسبقها اسلام بسرعة ويغلق الباب بالمفتاح ويلتفت لها


سيلا بدهشة : فى إيه يا اسلام ؟ افتح الباب لو سمحت


اسلام وهو يقترب منها وبهدوء :إنتى خايفة مني يا سيلا ؟ .. على فكره أنا جوزك ،مش راجل غريب عنك .


يقف امامها ويفك شعرها ويمرر يده بين شعرها ويهمس : أخر مرة تخرجى وشعرك يبان يا سيلا ،مش زى ما حصل النهارده قدام الدكتور ...


سيلاوهى ترتعش من لمسته لها : حاضر .. أنا كنت خايفة على با...


ولم تكلم كلامها فقد اخذها اسلام فى قبلة طويلة عميقة ،اودع بها كل ما يشعر به من حب تجاهها، ولم يتركها الا بعد ان اصبحت زوجته امام الله .


تستمع سيلا لصوت أذان الفجر، فتحاول النهوض من بين ذراعى اسلام الذى يرفض خروجها ..سيلا بهجل بخجل وهمس : الصلاه يا اسلام ...


اسلام وهو مستمتع بسماع اسمه منها بكل هذا الهمس والخجل فيضحك بسعادة ويقول :


- الله ... اول مرة احب اسمع اسمي منك يا سيلا ،اول مرة أحس بالاحساس دا ، اول مره فى كل حاجة معاكى ليها شكل تانى وطعم تانى يقبلها .


سيلا بخجل : الصلاه


اسلام بهدوء : هنصلى جماعه


سيلا وهى تنهض من جواره :طب يلا قبل ما حد يقوم


اسلام بدهشة : هو احنا بنعمل حاجة غلط ...

راجل ومراته فيها ايه دى يا سيلا


سيلا بقلق : معلش ..ريحنى


اسلام مستسلما ومتنهدا : ماشى يلا .


تخرج سيلا من الحمام وتتجه للخروج من باب غرفة اسلام ويتجه اسلام الى الحمام ويقول لها :


- البسي اسدالك وتعالي نصلى جماعه .


سيلا بتوتر : طب نصلى بره


اسلام بحده : هنا يا سيلا . أنا مش بعمل حاجه غلط ..انتى مراتى


يعلم اسلام انها خائفه ،بل مرتعبه من معرفة نشوى او شيماء بما حدث، ولكنه فى نفس الوقت يريد ان يبعث لها الاطمئنان بأنه معها ولن يخذلها. وايضا يريد لزواجه منها ان يكون امام الجميع ،بينه وبين نفسه يدرك انها ملكت قلبه ؛اعترف لها بكل شىء ،اعترف لنفسه قبل منها انه أحبها، لدرجه انه لم يشعر بمثل ما شعر به معها من قبل ،حتى مع زوجته شيماء لم يشعر بأى شىء.


كرر لها مئات المرات انه احبها ،وكان مستمتعا وهو يعترف لها بذلك ، تلذذ فى كل مرة كان ينطق فيها اسمها .وتمنى ان الليل يطول ولا يأتى النهار حتى لا تبتعد من جواره .


تهز سيلا راسها فى استسلام وتقول : حاضر .

تخرج سيلا من غرفة اسلام لتجد الحاجة صفية تخرج من غرفة ماذن وتسألها بدهشة .


الحاجه صفية بدهشة : سيلا... !كنتى فين يا بنتى ؟


سيلا بتوتر وهى تفرك يدها : كنت ... كنت ... حد صحى من الولاد ؟


تفهمت الحاجه صفية تنها تغير الموضوع ولا تريد الاجابه عن السؤال ،فقالت بهدوء :


- لاء ... انا كنت بس بطمن عليهم .. انتى كنتى فين ؟


تسمع صوت اسلام من خلف سيلا : كانت معايا يا حاجة ..فى حاجة ؟


تنظر الحاجة صفية اليه وتراه ينظر لها وفى عينيه لمعة جميلة لم تراها فى عينيه من قبل ، وتنظر الى سيلا التى اخفضت رأسها فى خجل ،و احمر وجهها جدا ،تبتسم الحاجة صفية فى سعادة وتقبل سيلا قائلة بهمس :


الف مبروك يا حبيبتى .


اسلام وهو يحاوط سيلا بذراعه :يلا يا سيلا ..هاتى الاسدال علشان نصلى


الحاجة صفية بسعادة وهى تنظر لسيلا التى ذهبت مسرعة للداخل ،فتقول : انا كنت هحضر الفطار .. بس دلوقتى هخلى البنات يحضروا لكم أحلى فطار لاحلى عرايس


اسلام :اخبار الحاج إيه؟


الحاجة صفية : الحمد لله .. بيصلى الفجر يا حبيبى


اسلام مبتسما : طب الحمد لله، هنصلى الغجر ونجيلة يا ماما .


تأتى سيلا ،ويأخذها اسلام من يدها ويدخلها غرفته ويصلى بها الفجر جماعه ويذهبان لرؤية الحاج رشدى بغرفته وهو ينظر لهما فى سعادة ،وتخجل سيلا كثيرا ، ولكن اسلام يقربها منه ويحاوطها بذراعة، ليمحوا هذا الخجل .


الحاج رشدى : الف مبروك يا ولاد


اسلام بسعاده :الله يبارك فيك يا حاج ..اخبارك ايه ؟


الحاج رشدى : الحمد لله .احسن كتير ،الدكتور دا شكلة شاطر يا اسلام .


اسلام وهو يتذكر الطبيب ونظراته لسيلا يقول : اه شكلة شاطر فعلا .


ثم يهمس لسيلا : اوعى الدكتور دا يشوفك تانى .. هيبقى فيها قتيل ..فاهمه


سيلا بصوت هامس : فاهمه


تتلألأ عيناى اسلام وهو ينظر لها ،وهى تخفض رأسها منه فى خجل ،ويرى والديه ما يحدث بينهما و هما سعداء لهما و يبتهلان لله فى سرهما ان يسعدا معا .


يقضوا وقت طويل مع الحاج رشدى وهو يضحكون وبتحدثون ،حتى ينهض اسلام ويأخذ بيد سيلا ويقول لهما : عن اذنكم بقى ..


تندهش سيلا والحاج رشدى وصفية ، ليكمل

- هنروح نقعد فى الجنينه حبه


يخرج اسلام ويأخذ سيلا الى حجرته ويغلق الباب خلفه ويذهبا فى ثبات عميق


طرقات على الباب وصوت الحاجة صفية : اسلام يلا الفطار .


يستيقظ اسلام وسيلا ويغتسلان ويذهبان للفطار ،يخرجان من غرفة اسلام ويجدوا أنامهما نشوى ومن خلفها الطبيب .


الطبيب بإبتسامة : صباح الخير يا جماعة


اسلام وهو يقف امام سيلا ؛ ليمنع نظرات الطبيب من الوصول الى سيلا :


- صباح الخير اتفضل يا دكتور ،ويشير الى الردهه ، وسط نظرات نشوى المندهشة وهى تكاد ان تجن من خروج سيلا واسلام من غرفته .تريد ان تعلم بما حدث ،حتى تخبر شيماء وترى ما الذى ستفعلة شيماء بسيلا .


اتفضل افطر معانا يا دكتور ...حماتك بتحبك : كانت تلك الكلمات للحاج رشدى وهو يدعوا الطبيب للفطار معه .


الطبيب مبتسما : يا ريت تكون حماتى وبنتها بتحبنى .


اسلام بتساؤل: هو حضرتك متجوز؟


الطبيب وهو ينظر الى اسلام وبيتسم : لسه .. ينظر لسيلا ويكمل : بس ناوى ان شاء الله .


يجد اسلام نفسه يحاوط سيلا بزراعه ويقول له :

- ربنا يرزقك بالزوجة الصالحة ... ينظر لسيلا وهو يحاوطعا بذراعة ويكمل ،زي أنا وسيلا كدا


يرتبك الطبيب من كلمات اسلام وينظر لسيلا و تتلاشى ابتسامته ،وهو يدرك ان سيلا زوجتة ،فيحاول ان يرسم ابتسامة خرجت باهته وهو يقول :


أنا أسف ... مكنتش أعرف إنها المدام، بس أصلها مش لابسه دبله . آسف مرة تانية .أنا ... انا افتكرتها اختك ...آسف فعلا .


تظل الانظار بينهما ،وتترقب نشوى الموقف وكذلك الحاجة صفية.


اسلام مبتسما وهو يشير له :اتفضل افطر معانا .

يدخل الطبيب ويكشف على الحاج رشدى .


الطبيب : لا .. دا إحنا بقينا حلوين خالص . الف حند الله على سلامتك .


الحاج رشدى بإمتنان : كتر ألف خيرك يا دكتور . ربنا يبارك فيك


الطبيب : وفيك يا حاج .


ينهض الطبيب ويقول : عن إذنكم ويستدير الطبيب لكى يخرج ويلقى نظرة سريعة على سيلا التى لم ترى شيئا ولكن اسلام رآها واشعلت بقلبه نار الغيرة ؛فيضمها له فى تملك ،وتبتسم له سيلا وهى لا تدرى مايحدث .


تذهب نشوى بسرعة وتخبر شيماء بما رأته وسمعته ،فتشتاط شيماء غضبا وتكسر ما تراه امامها ...


يجلس اسلام فى الحديقة ،ويرى سيلا وهى تلعب مع الاطفال ويظل يتابعها ويتأملها ،وهى تتحرك معهم وتتفاعل معهم كأنها طفلة مثلهم

ياعجب اسلام مما يشعر به الان وهو يراها أمامه ، يتعجب من احساس الحب الذى يتملكه الان ،إحساس جميل لم يشعر به من قبل حتى مع شيماء ؛يشعر وكأنه طائرا محلقا فى السماء ،ويشعر بالسعادة كبيرة لمجرد النظر لها، ورؤيتها وهى تضحك بعفويه .


يلاحظ انها تلعب معهم القطة العمياء ،وتغمض سيلا عيناها ويبدأ الصغار بالقفذ من حولها وهى تحاول ان تمسك أحدهم وسط ضحكاتهم الصاخبه .


يجد اسلام نفسه لا إراديا يقف ويتجه اليهم ويشترك معهم ،ويشير لهم بأن لا يتحدثوا عن إشتراكه فى اللعبه .


تشاهدهم الحاجة صفية والحاج رشدى من بعيد وهما يبتسمان ؛فإنها المرة الأولى التي يشارك اسلام الصغار فى اللعب ويستمتع بالوقت معهم .


تحاول سيلا ان تمسك الصغار وتسير تبع الصوت حتى يتلقاها اسلام بين ذراعيه وينزع عصابة عينيها .


سيلا بدهشة : إنت كدا بوظت اللعبة


اسلام مبتسما وبهدوء يهمس : أنا كنت بلعب معاكم .


تفرغ سيلا فاها بدهشة ،ثم تضيق عيناها بمكر وتقول: يبقى إنت بقى اللى تغمى عينيك


اسلام بدهشة واعتراض : نععععم !!


يجد الاطفال حوله وهم يتقافذون حولهما ،ويصرخون : أيوة انت اللى تستغمى .


سيلا وهى تضحك : إنت قلت بتلعب معانا ،يبقى خلاص


اسلام مستسلما لها و تغمى عيناه ومقتربة منه ،والاطفال يتقافذون فرحا لاشتراكه معهم .

يترك اسلام الصغار من حوله وهو يدعى فى محاولات فاشلة منه لامساكهم ،بينما هو يتبع صوت سيلا ،حتى يستطيع الإمساك بها ويأخذها ويذهب بعيدا عن الاطفال ليستمعا آلى صوت عالى من خلفهم ...


ما شاء الله ،ما إنت بتعرف تلعب وتضحك أهه ، أمال الوش الخشب لينا ليه ؟


كان هذا صوت شيماء وهى تصرخ بإسلام وسيلا وهى تمسك يهما بالجرم المشهود


ترتعش سيلا وهى فى يد اسلام وتختفى خلفه ،وهى ترتعش وتمسك به من الخلف .

اسلام وهو ينظر غاضبا لشيماء :


شيماااء ....إحفظى لسانك .


شيماء بصدمة وصراخ : ليه ؟ خايف على إحساسها !


تقول هذا وهى تحاول ان تجلب سيلا من خلف اسلام ،ويقف اسلام أمام شيماء ويحاول أن يجذبها بعيدا عن سيلا التى وقفت تبكى وهى ترتعش . ترفض شيماء الابتعاد وتكمل بحده :


- إحنا متفقناش على كدا .. إنت قلت جواز على الورق علشان محدش غريب ينط لك فى الشركة ..


اسلام بحده أشد وغضب : شيماااء ... سيلا مراتى زى ما انتى مراتى ،وليها زيك بالظبط وأكتر كمان .


شيماء بجنون غاضب : لييييييييه ؟ حبيتها إنت كمااان ؟


سيلا بصدمه وهى تنظر لهما وتبكى : يعنى إيه ؟ ... يعنى انت اتجوزتنى علشان الشركة بس ؟


اسلام وهو ينظر لها ويتقدم نحوها فتبتعد عنه ،وتجرى بسرعة بعيدا عنهم وتصعد الى شقتها وتجلس تبكى وهى تتذكر كلامها مع الحاج رشدى.


فلاش باك ...

الحاج رشدى بوهن : سيلا يا بنتى ،أنا عارف وضعك مع آسلام بس انا ليا طلب عندك .


سيلا : اطلب يا بابا حاج


الحاج رشدى : عايزك تدى لإسلام وليكي فرصة ... كزوجين ... يبتلع ريقة ويقول : أنا عارف انك بتحبى ماذن قد إيه ... بس برده بلاش تظلمى نفسك وإسلام معاكى ،إدوا لنفسكم فرصة كزوجين ،ولو مكنش فى توافق أنا بنفسى اللى هطلقوا . وليكى حرية الإختيار ، تتجوزى ،أو متتجوزيش براحتك بقى .


سيلا : بس يا بابا ....


الحاج رشدى مقاطعا لها : اوعدينى إنك تدى لنفسك الاول فرصة دي ، علشان خاطر نفسك وأولادك يا سيلا . أنا بعتبر نفسى أب ليكى .


سيلا بإستسلام وحرج : حاضر يا بابا ،اللى تقوله هنفذه .


الحاج رشدى : مش عايز حد يعرف حاجة من الاتفاق ده سيلا ،ولا حتى الحاجه صفية ولا إسلام ...ماشى


سيلا بخجل : حاضر يا بابا


باااك ...


تصرخ سيلا وهى تبكى : كان كله علشان الشركه .


يقف اسلام أمام باب حجرتها طارقا : إفتحى يا سيلا وأنا هفهمك ،سيلا كل كلام شيماء غلط ... أنا ... أنا حبيتك ... أيوه حبيتك معاكى حسيت ...


سيلا مقاطعا له ببكاء وهى تقول صارخه : كفااية كدب بقى ،بينى وبينك بابا الحاج ،وطلقنى يا إسلام .


اسلام غاضبا ضاربا الباب بكل قوته : مش هطلق يا سيلا ... مش هطلق لآخر يوم فى عمرى .. أنا حبيتك .. لقيت معاكى إسلام كان نفسى فيه ... إسلام كانت شيماء موتته بإهمالها ليا ... سيلا صدقينى القدر هو اللى جمعنا سوا ،علشان يصالحنا على نفسنا وعلى دنيتنا ..


تفتح سيلا الباب ويلقاها اسلام متلهفا ،فتبتعد عنه صارخة


سيلا : إوعى تلمسنى ... إبعد عنى ..


إسلام بحزن : ليه مش عايزة تصدقينى ؟ ليه مش عايزة تصدقى إنى حبيتك من ساعة ما شفتك فى الشباك وأنا لسه بفكر أتقدم لك ،و قلت لو بصت عليا تبقى قدرى. .. ولو مبصتش تبقى مش قدرى . وإلتفت لها وقال ، ولقيتك بصيتى عليا يا سيلا ؛ وخفتى ودخلتى جو ، تبقى قدرى .


تنظر له سيلا والدموع تنهمر منها ولا تصدقة ،جزء منها يصدقة ولكن كلمات شيماء كانت تتردد فى ذهنها وتجعلها ترفض ان تصدقة . وتتركه وتجرى بسرعة الى الحاج رشدى. .


شيماء وهى تصرخ وتنادى على اسلام وتجد سيلا تجرى الى الحاج رشدى ووراؤها اسلام


سيلا ببكاء: بابا الحاج ، إحنا كان فى بينا وعد .. يا ريت تخلى إسلام يطلقنى ..وحالا .


الحاج رشدى : فى إيه بس لكل دا ،إنتم كنتم كويسين ؟


شيماء وهى تنضم لهم : خلى إسلام يطلقها يا حاج ،طالما دى رغبتها وأنا كمان . مش عايزة ليا ضره .


إخرسسسسى : كلمه نكق بها إسلام بكل حده وكره ليكمل .


- طلاق مش هطلق يا سيلا ...


ليقف أمام سيلا ويقف بينهم الحاج رشدى ..


سيلا بإنهيار وبكاء : لو سمحت يا بابا الحاج العرب

ية ترجعنى إسكندرية ، ويا ريت تخلى اسلام يطلقنى ..


تنظر الى الحاج رشدى وتقول بتوسل : إنت وعدتنى يا بابا .


اسلام بعند وصراخ : مش هيحصل أبدا.


سيلا بتحد اشد منه : يا بابا إسلام كان متجوزنى علشان الشركة محدش غريب ينط له فيها بإسمى أو بإسم الولاد .


الحاج رشدى ينظر له وهو يتمنى ان يكون هناك خطأ ما ،ويسأله : الكلام دا مظبوط يا إسلام ؟


سيلا وهى ترد بدلا من اسلام : أييوة ..شيماء هى اللى قالت على الاتفاق ده لما عرفت إننا إتجوزنا ...


تلتفت الى شيماء وتقول لها بحده و ترفع :


- جوزك عندك اهه ... ميلزمنيش


تتجه للخروج من باب الغرفة ، وهى على الباب تقول : يا حاج رشدى ، لو سمحت إوفى بوعدك ليا يا حاج .


تخرج خارج المنزل ومعها ابنائها وتتجه الى الاسكندرية.


الحاج رشدى بصدمة مما سمعه : إنت يا إسلام !

مش مصدق


اسلام لا يتحدث ؛ يقف مصدوما من اصرار سيلا على الطلاق ومن سفرها للاسكندرية وعدم تصديقها له او لكلامه .


الحاجةرشدى يأمر إسلام : طلقها يا إسلام ..


يخرج صوت اسلام بوهن : مش هطلقها ..

استحاله أطلقها. . انا بحبها ..


شيماء صارخه : إيه !! بتحبها !!! من إمتى حبيتها؟ دلوقتى ولا وهى على زمة ماذن ؟ .


اسلام وقد تحمل منها مثيرا ليفقد اعصابه ويصفعها على وجهها صارخا : إخرسى بقى ... كفاية ...كفاية بقى سم قاعدة تبخيه فى وش كل واحد مننا ؛الاول سيلا ودلوقتى أبويا ، إمشى حالا وإلا أقسم بالله أطلقك حالا ..


تبكى شيماء وتخرج سريعا غير مصدقة ما سمعته ورأته من إسلام ،وتتوعد سيلا .


يجلس اسلام متعبا يردد مدافعا عن نفسه : والله حبيتها لما اتجوزتها ... متصدقوهاش .


الحاج رشدى بعند :برده هتطلقها


اسلام ناهضا بتعب : طلاق. .. مش هطلق .. موتونى ومش هطلق ، يخرج من الغرفة ويتجه الى غرفته ويظل بها وحيدا ...


تفاعل حلو علشان متأخرش              الحلقة الثالثة عشرة. ..

مات زوجهاوتزوجت اخيه

يجلس اسلام فى غرفته ينظر الى أركانها ،يتذكر سيلا التى كانت معه بين ذراعية فى هذه الحجرة ؛لأول مرة يكون هناك ذكرى ومكان يجمع بينهما سويا، بدون وجود ذكرى لأخيه ماذن .


أحبها ... نعم أحبها وكأنه لم يحب من قبلها . شيماء كانت شىء من التعود ؛زوجته وأم ابنائه ولكنها لم تكن حبيبة، لم تلمس قلبه ،لم تجعله يشعر بكل تلك الاحاسيس والمشاعر التى شعر بها مع سيلا ... سيلا من جاهد ليبتعد عنها ،فإكتشف انه كان يقترب منها .


يغمض عينيه عندما تخيل وجهه سيلا وكأنه يحتفظ بصورتها فى عينيه ،فلا يريد ان يرى اى شىء آخر سواها ... سيلا ...حب حياته


يجد اسلام نفسه يهمس بألم : إستحاله أطلقك أو أبعد عنك .


عند سيلا فى شقتها فى الاسكندرية. ..


تصل سيلا الى شقتها وهى محطمة كليا ،اثناء الطريق لم تكف عن البكاء ولم يكف السائق من الاشفاق عليها وهى تبكى بحرقة شديدة ...

تدخل سيلا الى الشقة وتطعم الصغار ،وتتركهم وتجلس فى غرفتها تبكى ...


تتعجب سيلا من نفسها كثيرا .تتسائل فى دهشة ووجع ماذا حدث لها ؟لماذا تبكى الان ؟ تسأل نفسها وكأنها لاتعرفها ..ألم أكن احب ماذن ..ماذا حدث الان ..هل أحببت اسلام ؟ تقف امام صورة ماذن تسأله بعينيها ماذا حدث ؟


وكأنها تنتظر رده عليها ، حاله من التشتت والضعف والتعب. اختناق شديد تشعر به وتخبط .

تحدث نفسها بأنها حقا قد شعرت بالأمان و الاحتواء ولكنه خدعها ...خدعها حيث كان هدفه الشركة فقط . كل ما حدثها عنه من خب لها كان كذب ،خواء ،كلمات نثرها فى الهواء وتلقتها هى وللأسف ...صدقتها .


تصرخ سيلا وتردد : كداااب ... كداب كداب


يحاول اسلام الاتصال بها مئات المرات ولكن دون جدوى . لا ترد عليه سيلا ابدا بل تبعد هاتفها بعيدا عنها .


لا يمل اسلام من محاولته فيتصل على تليفون المنزل ليرد عليه سيف ببكاء ..


اسلام وقد جفل من صوت سيف الباكى فيسألة فى لهفة :


- مالك يا سيف بتعيط ليه ؟


سيف باكيا : علشان ماما قاعده تعيط وبتقولى كداب ،وانا والله مكدبتش على ماما فى حاجة يا عموا.


يغمض اسلام عينيه فى ألم مما يسمع ويقول بصوت هادىء،حتى لا يقلق سيف : طب ماما فين دلوقتى ؟


سيف ببراءه : فى القوضة بتاعتها وقافلة عليها وتقولى يا كداب


اسلام مطمئنا سيف بهدوء : لا يا حبيبى ماما مش بتقول لك الكلام دا ،متعيطش بقى .


سيف بأمل وسعادة وهو يقطع بكاؤه : بجد يا عموا ... ماما مش بتقول ليا كداب ؟


اسلام بألم وهو يعلم انه جرحها جرحا شديدا ،وانها تبكى فى ألم وترفض الاستماع له وتصديقة .. يعلم انه هو المقصود بالكاذب ولكنها رفضت حديثة ورفضت تصديقة .


-ايوة يا سيف ،ماما بتقولها لحد تانى غيرك يا حبيبى ،إقفل بقى ونام إنت ونوران ماشى .


سيف : ماشى يا عموا .


يغلق سيف الهاتف ،بينما يظل اسلام مغمضا عينيه فى ألم شديد ، يعلم أنها تتألم وتتعذب ،يريد الذهاب لها و إحتوائها ولكنه يعلم أنها سترفض لقائه ولن تصدقة . يتذكر الاطفال ،فيبعث رساله لها ؛فى محاولة يائسة منه وهو يعلم انها لن تردعليه ولن تستلمها ولكنه ارسل تلك الرسالة اللتى يخبرها فيها بأن أبنائها خائفان ويعتقدان أنها غاضبة منهما ،ويحب عليها أن تخرج لهما وتطمئنهما ..


تجد سيلا الهاتف يصدر نغمه صغيرة ،تمسك الهاتف وتجدها رساله من اسلام ، كانت ستقذف العاتف بعيدا ولكن كلمه الاولاد لفتت انتباهها ،ففتحت الرسالة وقرأتها ،ثم اغلقت الهاتف .


تخرج سيلا ليف ونوران وتجلس معهما فى محاولة منها ليث الطمأنينه لديهما .


عند شيماء وهى تتحدث الى وليد ..


شيماء : بقولك إيه .. الطريق بقى فاضى ليك ،كلها يومين وسيلا تطلق. يا تتجوزها إنت يا هشوف حد تانى يخلصني منها


وليد بدون فهم وهو يعتدل فى جلسته : إنتى بتقولى ايه ؟ وليه اسلام يطلقها ؟


شيماء وهى تضحك بسعادة حقيقية ثم تقول فى غموض ومكر : ملكش دعوه المهم هى يومين وهتطلق ،دورك جه بقى .


وليد مفكرا فى كلامها ثم يقول : خلاص تمام ..عرفينى بقى الاخبار


شيماء بحقد : ماشى بس المهم تتجوزها وتبعدها عن طريق اسلام خاالص .


وليد بهدوء : تمام ...تمام اوى .


فى الصباح ...


تذهب سيلا للشركة وتظل تعمل ولا تتحدث مع أحد حتى وليد كانت تتلاش التحدث معه ، عندما حاول وليد فتح اى موضوع للحوار ،لم تكن تعطى له فرصة للحديث ،كل ما ترده هو أن تعمل ..وتعمل فقط ...


أما اسلام فلم يحضر للشركة ،بل انه قد كرهه ذهابة للشركة التى كانت سببا فى ابتعاد سيلا عنه .


عند الحاج رشدى. ..


يرى رمزى اسلام وهو جالس بمفرده فى الحديقة ،يقترب منه رمزى ويتحدث معه


رمزى مشاكسا : مش عاده يعنى تبقى هنا إنت والولاد ؟ أمال فين شيماء او سيلا ؟


ينظر حولة فى اهتمام ولا يجد احدا، يرجع بنظرة الى اسلام الذى يجلس وينظر للاشىء


اسلام بسخريه : كلهم فى الاسكندرية؛ سيلا وولادها و.. شيماء


نطق اسم شيماء بمنتى الغل والغضب وقد لاحظ رمزى ذلك ،فتسائل بينه وبين نفسة عن السبب ولكنه آثر الصمت


رمزى فى محاولة لجعل اسلام يتحدث اكثر : طب إنت مأجز يعنى ولا قاعد علشان الحاج ؛ لو علشان الحاج إطمن أنا موجود وهخلى بالى منه مت...


لم يكمل كلماته فقاطعه اسلام بجمود وإقتضاب وهو يقول :


- شوية كدا وهرجع تانى .


رمزى وهو يتفرس ملامح اسلام الحزينه : مالك يا اسلام ... حاسس إنك زعلان أو.. أوتعبان ؟


إسلام بتنهد بحزن : مخنوق شوية ..


رمزى بقلق وهو ينظر الى عينى إسلام ووجهه : طب قول لى مالك يا إسلام. .. اشركنى معاك .


إسلام وهو يرتشف من فنجان قهوتة ويقول : لما احس إنى أقدر أتكلم أكيد هقولك .


تحضر حسنات الخادمة


حسنات : استاذ رمزى ، الحاج رشدى عايزك فى المندرة لوحدك


رمزى وهو ينهض : حاضر يا حسنات انا جاى أهه.


يتجه رمزى للمندرة ..


الحاج رشدى امرا : اقفل الباب وراك يا رمزى

يدخل رمزى ويغلق الباب وهو يتسائل فى داخلة عن سبب ذلك وماذا سيقول الحاج له ...


رمزى وهو يغلق الباب : هو الموضوع كبير ولا إيه يا حاج علشان أقفل الباب.


الحاج رشدى بحزم وغضب وقد افرج عن غضبه:


- فعلا هو الموضوع كبير ..كبير اوى ومعدش ينفع السكات علية اكتر من كدا .


يصمت الحاج رشدى قليلا وينظر لرمزى الذى أكله الفضول لمعرفه مايريد والده ان يخبره ..


يتحدث الحاج رشدى : طبعا انت بتسأل نفسك إسلام قاعدهنا ليه ؟ صح ؟


رمزى بفضول :الصراحه أه .. حتى حاولت اسأله وأعرف منه ،بس هو مرضيش يقول حاجه


الحاج رشدى بحده وصرامه : إسأل نشوى مراتك وهى تقول لك كل حاجه ... دا لو قالت اصلا .


رمزى بدهشة : نشوى !!


الحاج رشدى بسخريه اكثر : أه نشوى؛ اللى كل تفاصيل حياتنا بتتنقل أول ...بأول لشيماء . وطبعا شيماء مش بتتوصى واتخانقت مع اسلام وسيلا ،وأهى سيلا طالبه الطلاق و إسلام هنا وشيماء هناك ... والبركة فى الست نشوى .


يصمت قليلا ويكمل : يا ريت يبقى ليك دور بقى وتخليها تنقل أخبارنا لشيماء ..ولا عاجبك حال أخوك ..


رمزى غاضبا وهو غير مصدق لما يقوله والده:


- أنا حذرتها كتير والله يا حاج .بس لازم أخد موقف منها ، كفاية كدا .... كنت بتقول مش عايز مشاكل .لكن توصل لخراب البيوت ،يبقى لازم لها وقفة ...


ويخرج رمزى صاعدا الى شقته والغضب يتطاير من حدقتيه :


- نشوى ... نشوى


تأتى له نشوى وهى تمسك زيد :ايوة فى ايه يا رمزى


رمزى : من غير ةلا كلمه كدا يا مشوى ؛ تلمى حاجتك وتعال اوصلك لبيت والدك


نشوى بدهشة عارمة وقد وقع قلبها بين قدميها : ليه يا ؤمزى فى حاجة ؟ أنا عملت حاجة؟


رمزى هادرا بغضب : حذرتك كتير اوى يا نشوى ،لكن توصل انك تقولى لشيماء على كل حاجة وتخربى بيت أخويا ..دا لايمكن اسكت عليه ابدا ،لما تعرفى تحطى لسانك جو بقك ،أبقى أجيبك . متعلمتيش كدا يبقى كل واحد فينا قى حاله ونفارق بالمعروف .


نشوى مرتعشة بخوف : عايز تخرب بيتك يا رمزى ؟


رمزى بغضب : انتى اللى خربتى بيت اخويا وبيتك كمان من نقلك للكلام .يلا بينا ..


قال الكلمه الاخيره بنبرة صارمة ، امرة ،بحزم مطلق بيس هناك من قصال او حتى مجال للحديث .


تذهب نشوى مع رمزى عائده الى منزل والدها ومعها زيد ابنها ،يستقبلها اخواها صادق وخالد.

صادق بتساؤل من رؤية حقيبة ملابس نشوى وابنها :


- مالك ... جاية معيطه ليه ؟ رمزى زعلك ؟


تنظر له نشوى وتبكى بقهر وتقول : عايز يطلقنى

خالد بإنتباه ودهشة : إيه !! ليه ..عملتى إيه ؟


نشوى تصمت ولا ترد ،تنظر لهما ولا تجرؤ على الحديث ،ماذا ستقول لهما ؛ انها اوشكت على خراب بيتها وبيت اسلام يسبب نقلها للحديث وللكلام .تصمت ولا تتحدث تكتفى بالبكاء فقط .


صادق بدهشة : متردى !قولى حصل إيه علشان نعرف نتكلم معاه .


خالد وهو يتناول هاتفه ويقول : انا هكلمه واعرف منه ايه اللى حصل ؟


نشوى بتردد وتلعثم : لا... متكلموش ؛ أصل ... أصل أنا قولت حاجات حصلت فى البيت لشيماء و... و حصل مشاكل بينها وبين اسلام بسبب كدا .


خالد والغضب متملكه يعنفها : حراام عليكى يا شيخه ،وإنتى مالك ومالهم ، خليكى فى حالك .


نشوى فى محاولة منها ان تبرر فعلها : شيماء سيلفتى وزى أختى ؛ حبيبت اعرفها ان اسلام اتجوز سيلا .. غلطت انا فى ايه بقى ؟


صادق بدهشة : وهى مكنتش تعرف انهم اتجوزوا ، دى البلد كلها تعرف .


نشوى يتلعثم : لا ...تعرف ... بس ماعرفش انهم يعنى....


خالد وهو يصفق على يديه بدهشة ،غير مصدق افعال اخته : نهار أسود عليكى ... ودى كمان قولتيها .


نشوى باكية : آه. .. قولتها


صادق مكملا لها : وطبعا شيماء جت وبهدلت الدنيا


تهز نشوى رأسها موافقة وتقول : وخلت سيلا طالبة الطلاق من اسلام .


خالد بغضب وهم يمسك ذراعها بجده : احنا مش قلنا نخلينا فى حالنا وبس ، ليه الأزية دى بس .


نشوى ببكاء و ندم : اللى حصل ،وأهه رمزى عرف وقالى يا أبطل يا يطلقنى ..


صادق وهو يشير لها بغل : إشربى بقى ،مهو الجزاء من جنس العمل . إيه اللى كان هيحصل يعنى لو فضلتى ساكته . اديكى أذيتى نفسك وسيلا كمان .


نشوى ببكاء اكثر : بس بقى إنتم هتزودوا وجعى ،مش كفاية اللى انا فيه .


صادق وهو يقلب شفتيه يأسا منها :

- والله انتى اللى عملتى فى نفسك كدا .


خالد وهو يشير لها على غرفتها : خلاص ،ادخلى قوطتك وانا هكلم هند تعمل لك حاجه تهدى بيها اعصابك .


تدخل نشوى الى غرفتها وتجلس تبكى، غير مصدقة لما فعله رمزى ،تدخل عليها هند ومعها كويا من الكركدية لتهدىء اعصابها


هند بهدوء : اتفضلى يا نشوى ..عايزة حاجه.


نشوى بألم : لا ..شكرا. إنتى أخبارك إيه مع خالد

هند : الحمد لله . ما تيجى تقعدى معايا بره بدل حبستك دى .


نشوى : شوية كدا واخرج .


عند الحاج رشدى. ...


يجد الحاج رشدى اسلام جالسا بمفرده ،يجلس معه وهو ينظر له كثيرا .


الحاج رشدى بهدوء : هتفضل هنا كتير يا إسلام وسايب شركتك ومراتك


اسلام متنهدا بقوة : مليش نفس اخرج او أشوف حد يضحك بسخرية ويقول :ومراتى واحده مع اصحابها والتانية طالبة الطلاق


الحاج رشدى : طب مين ييمشى الشغل فى غيابك


اسلام وهو يمسك جبهته بيديه ويغمض عينيه ويقول : بكلم السكرتيرة او وليد بيقولهم يعملوا إيه .


الحاج رشدى منبها له : وليد تاااانى .


ينظر له اسلام وكأنه تنبه لوجود وليد فى الشركة مع سيلا ،فشعر بوخذة فى قلبة وبكنه دارى شعزرة وارتباكه


الحاج رشدى : طب فكرت ولا لسه ؟


اسلام بسرعة وحده : طلاق مش هطلق يا حاج

الحاج رشدى بحزم : انا وعدتها إنى هعمل اللى هى عايزاه يا إسلام


اسلام بتوتر ظهر عليه : أنا ... أنا هسيبها لما تهدا شوية وهتكلم معاها


الحاج رشدى : طب خلى بالك من شغلك ..ومن ولادك اللى هنا دول مش ليهم مدارس .


اسلام بتعب واضح عليه وهو يغمض عينيه : بعيدين يا حاج ، بعدين ،ارتب بس افكارى ونفسى كدا ..


عند نشوى ...


تجلس نشوى مع صادق وخالد وتلاعب هند زيد بمحبه ،تنظر لها نشوى وهى تداعب زيد ويخطر فى باله سؤال


نشوى : ربنا يديكي يا هند .


هند متألمه وتحاول ان تخفى ألمها ؛ فهى لم تنجب حتى الان رغم مرور سنوات على زواجها :


- يا رب يا نشوى ... كله بأمر الله.


نشوى متسائلة : يعنى انتم مسألتوش دكتور ؟


هند وهى تنظر لخالد وهى تجيب فى إحراج :

- روحنا، وعملنا تحاليل وأشعة وقالوا إننا كويسين بس ننتظر أمر ربنا .


نشوى بسرعة : طب ما تجربوا أطفال الانابيب .

هند وهى تنظر لها بدهشة : تصدقى مجتش فى بالنا ... هقول لخالد عليها .


نشوى بإمتعاض : إزاى مجتش فى بالك ؛بقالكوا خمس سنين متجوزين ومحتش فى بالك .!


هند وقد عقدت العزم :خلاص ،هكلم خالد فى الموضوع ده النهاردة.


صادق وهو يرى تقارب نشوى وهند ،فحاء بحانب اخيه خالد وقال له هامسا :


- اختك ومراتك اتلموا على بعض ،ربنا يستر وميكونوش بيتفقوا علينا .


خالد ساخرا : هيتفقوا على إيه يعنى ؟


تنظر نشوى الى صادق وتقول : وانت يا صادق مش ناوى بقى تتجوز ؟


يصحك خالد كثيرا ويقول له : كانوا بيتفقوا عليك يا معلم .


صادق بتوتر : ناوى ... وشفت واحده عجبتنى ..


نشوى بفضول : طب عرفنى عليها؛ علشان اشوف مناسبة ليك ولا لاء


صادق : بعدين يا نشوى ، مش دلوقتى .

يحاول صادق ان يغير الموضوع فهو لا يريد لنشوى التدخل فى موضوعه حتى لا يتعقد الموضوع ولا تتم الزيجه .فهو يعلم اخته وطبعها .


نشوى بإصرار : ليه بعدين ؟ ما دلوقتى وانا هنا.

صادق فى محاوله لإنهاء الحديث:


- لما تبقى الاول تتصالحى مع رمزى ،وأكمن عليكى .


ينهض صادق فى محاوله منه للفرار من فضول نشوى ويدخل غرفته .


خالد وهو ينظر لنشوى : وانتى يا نشوى مش ناوية تصالحى رمزى بقى .


نشوى بحزن وأسف : بكلمه والله بس هو مش راضى يرد عليا .. أعمل إيه ؟


خالد بنصح : يا نشوى ، اتعلمى بقى انك تبقى فى حالك ومتدخليش فى حياة غيرك ..


نشوى معترضة : هو أنا إدخلت . أنا بس ساعدت شيماء ، وعلشان متكوتش نايمه على ودانها .


خالد بدهشة ممزوجه بالغضب : وآخرة مساعدتك دى إيه ؟ مشاكل طبعا ..صح .


نشوى بإنكسار : كنت بساعدها والله .


خالد وهو متمالك نفسه :

إنك تعرفى غلطتك دا اول خطوة فى التغير ، وإنك تحاولى تصلحى غلطك دا برده اول خطوة فى الاصلاح . لكن طول ما إنتى بتدى لنفسك أعذار يبقى الغلط هيتكرر دايما .

أنا من رأى بقى رمزى يطلقك ويستريح وانتى كمان ساعدى بقى براحتك .


ينهض خالد ليدخل غرفته وينادى على هند لتتبعه .


تظل تشوى جالسة بمفردها مع زيد وهى تحدث نفسها وتفكر : يعنى أنا بعمل إيه بس ،مش بعرف شيماء ؛ علشان متبقاش نايمه على ودانها ، وأهه يرده ربنا يبعت اللى تقف معايا فى يوم من الايام . هو انا غلطت فى حاجه !؟


فى حجرة خالد وهند ...


ينظر خالد لهند ويجدها متوترة؛ تريد ان تتحدث معه فى شىء ولكنها متردده .


خالد بهدوء وتفحص لها : مالك يا هند ،حاسس انك عايزه تقولى حاجه .قولى على طول .


هند يتوتر واضح : أبدا بس يعنى .. كنت بفكر فى حاجة كدا


خالد بتساؤل : حاجة إيه يا هند ؟


هند وهى تتلعثم فى الحديث بخوف من غضبه :

- إحنا ليه ....مجربناش.... أطفال الانابيب دى يا خالد ؟


يرفع خالد حاجباه دهشة ويقول : إيه اللى جاب الغكرة دى فى دماغك !!


هند بتوتر اكثر وخوف اكثر واكثر : أ..أ....خالد بسرعة وبنفاذ صبر : قولى من غير تردد مين ؟


هند بسرعة : نشوى ..هى اللى شارت عليا .


خالد وهو مغمض عينيه فى غيظ وغضب :


- نشوى ... أاااااه . طب ماشى يا هند . نصيحه بقى مني ،متسمعيش كلام نشوى ؛ بدل ما تخرب عليكى زيها ... ماشى


قال جملته الاخيرة وهو ينفث غضبه بها فأجابت هند بسرعة ولهفة :


- إنت زعلت ... والله مقصدشى ، أنا عايزة اسعدك والله و...


خالد مقاطعا لها : انا سعيد وراضى بأمر ربنا ... ومس عايز تدخل من حد فى حياتنا


هند بندم وهى تنظر للارض خجلا من فعلها :

- أنا آسفه يا خالد ..وأوعدك مش هسمع كلام حد تانى ...


خالد وهو يبتسم لها ويطمئنها : ماشى ..


فى الصباح الباكر ...


يستيقظ اسلام مبكرا ويخرج قبل استيقاظ الجميع ويتجه الى الاسكندرية. يقف اسلام بسيارته بعيدا عن منزل سيلا ويظل يراقبها وهى تقل سيف ونوران الى المدرسة بواسطه تاكسى ،ثم تأخذ تاكسى آخر وتذهب للشركة . يظل اسلام يتابعها بسيارته وهو يشعر بالحنين لها، وبألم من تنقلها بأبنائها بالتاكسى ... شعر بها كم هى حزينه ومنكسره ؛ ملامح وجهات تقر بذلك ،طريقة مشيتها تخبره بذلك ،نظره عيناها للاشياء من حولها آلمت قلبه كثيرا .


يخرج اسلام هاتفه ويكلم وليد ليطمئن عليها .


اسلام : صباح الخير يا وليد .


وليد : صباح الفل. .انت جيت الشركة ؟


اسلام وهو يتنهد : لاء... لسه... هى سيلا جت؟


وليد وهو يختلس النظرات الى سيلا ويتحدث بصوت منخفض : ايوة موجوده ..تحب تكلمها ؟

اسلام بألم: لا ..بس بسأل بس ، هى اخبارها إيه ؟


وليد وهو ينهض ويخرج من الممتب ليتحدث براحة اكبر ولا تسمع سيلا الحديث :


- مش عارف مالها ،هى بتشتغل وبس ، لا بتكلم حد ولا حتى معايا ؛حاولت كتيراعرف منها فى إيه بس هى مش عايزة تتكلم .


يغمض اسلام عينيه بعد سماع حديث وليد عن سيلا ،ليفتحهما ثانيةعند نداء وليد عليه ..


وليد : اسلام ...


اسلام بألم : نعم ...


وليد وهو يجلى صوته : معلش انى هتكلم فى شىء شخصى، بس شوف سيلا زعلانه من إيه ؟ شيماء قالت لى على اللى حصل ،بس من رأى إنك لازم تتكلم معاها ،هى بتتألم اوى .


اسلام بسخرية : وانت بهمك انها متتالمش صح ؟ ولا مصلحتك ايه ؟


وليد وقد آلمه ما يظنه اسلام ولكنه تحامل على نفسة : عارف انت بتفكر فى إيه كويس ، بس كل اللى اقدر اقوله ان تفكيرك غلط .. انا اتعاملت مع سيلا وهرفت هى قد ايه انسانه محترمة ،وبتحافظ عليك يا اسلام ، يمكن تستغرب من كلامى بس هى دى الحقيقة. . يمكن اكون بتعامل معاها بكريقة تزعلك بس انا اسف على اللى فات . المهم دلوقتى ؛انا شايف انسانه رقيقة فعلا بتتألم ،وانت كمان بتتألم يا اسلام ،حتى لو مشفتكش ..مفيش حد اتعامل معها غير وحبها لانها نقية، لكن هى اختارتك انت يا اسلام ،وحبتك انت ....


اسلام مقاطعا بغيرة واضحه : يعنى بتعترف اهه انك حبتها وانك ...


وليد مقاطعا له : بقولك كنت ..كنت ؛ افهم بقى. .هى حبتك انت واختارتك انت ،وبتتعذب منك انت .افهم بقى


قال اخر كلماته بعصبيه مفرطه جعلت من يسير بجواره بنظر له بدهشة. فاشار لهم ان يبتعدوا عنه .


اسلام وهو يستمع الى كلام وليد وقلبه يدق بشده ،اصبح ظاهرا عليها للجميع مدى ألمها،ومدى حبها له. عند تلك النقطه تتردد كلمات وليد ثانيه (هى حبتك انت ،واختارتك انت، وبتتعذب منك انت )


وليد بحده : روحت فين ؟


اسلام منتبها : معاك يا وليد ، ان شاء الله هحاول اتكلم معاها ..بس لما تهدى


وليد وهو يحاول ان يكون هادئا : طب يا ريت تيجى الشركة. .. وجودك مهم للشركة فى شغل متعطل ،وكمان علشان هى تشوفك .


اسلام :ربنا يسهل يس لو فى اى جديد يا ريت تقولى ..سلام


وليد :سلام ..


يمضى اليوم واسلام يتابع سيلا وهى فى مشوار الروجع حتى وصولها الى المنزل مع ابنائها. .

يذهب اسلام لعمل عده مقابلات ثم يتحه الى منزل سيلا 


اللى بيسال ليه النشر بيتاخر علشان مفيش تفاعل                 

  الحلقة الرابعة عشر. ..

مات زوجهاوتزوجت أخيه

طرقات على باب منزل سيلا ،لحظات وتفتح سيلا الباب لتجد اسلام أمامها وهو يبتسم لها ..


مشاعر مختلطه بينهما ،تتلاقى نظراتهما معا فى عتاب طويل منها ،ونظرة آسفة منه ، بين لهفة منه عليها ،وعيناه تجول على وجهها وتفاصيلة ،اشتاقها لحد الجنون، يريد ان يحتويها بذارعة ويضعها حيث تنتمى له .


ارتعاشة تسرى فى جسد سيلا وتخفض بصرها ،من نظراته الجريئة لها .


اسلام مبتسما وبهمس : السلام عليكم. . ادخل ؟


سيلا بخجل وغضب : وعليكم السلام. .. اتفضل .


يدخل اسلام ويهلل الاطفال حينما يروه ويتقدمون نحوه مهرولين ،ويرتمون فى احضانه ويقبلهم بكل شوق وهو يختلس النظرات الى سيلا التى تقف وترى مدى محبة ابنائها له وكذلك هو .


سيف بحب :وحشتنا اوى يا عموا ... هتلعب معانا ؟


نوران : هتقعد معانا ؟


سيف ببراءه : فين رنا وعز الدين ؟


اسلام وهو ينظر الى سيلا : عند جدوا رشدى .


نوران :هتاكل معانا ؟


اسلام مشاكسا سيلا وهو ينظر لها ويمسكها وهى تنظر له خلسه : لو ماما حبت إنها تأكلنى ..هاكل معاكم .


سيلا بتوتر وقد احمر وجهها خجلا وغضبا من ملاحقته لها بنظراته : عادى ...اتغدى مع الولاد .


اسلام وهو يقترب منها ويحمل نوران : طب وانتى ...مش هتتغدى معانا ؟


سيف ببراءه : ماما مش بتاكل خالص .


اسلام وهو ينظر الى سيف ونوران ثم الى سيلا : هتاكل معانا النهارده ...مش كدا يا سيلا؟


سيلا معتذرة : معلش اصل أنا مش جايلى نفس و...


اسلام مقاطعا لها بهمس : علشان خاطر سيف و...و خاطرى .


يرى اسلام ارتعاشة يد سيلا وهى تنهض وتذهب للمطبخ لتحضير الطعام ويظل اسلام يتابعها بعينيه حتى تختفى عنهما ...


يظل اسلام يلعب مع سيف ونوران حتى يستمع الى صوت سيلا .


سيلا : الغدا جاهز


يتجه الجميع الى المائده ،ويأكل الجميع وسط سعادة سيف ونوران وحديثهما مع اسلام وسيلا ،ونظرات مختلسة من اسلام لها ، وكذلك منها له .


بعد انتهاء الغذاء يلعب الاطفال قليلا ثم ينامون .

ويبقى اسلام مع سيلا بمفردهما ...


تحاول سيلا الابتعاد عن اسلام الا انه يعترض طريقها ويمسك يدها ويتجه الى الردهه ويحدثها بحنان حب


اسلام وهو يعطى لها مفتاح فى يدها :


- فى عربية موجوده تحت فى الجراج ليكى ، وبإسمك


سيلا بحده : مش عايزة حاجه ... انا هشترى عربية .


اسلام فى محاوله منه لامتصاص غضبها : خلاص العربية جت ،وبإسمك .


سيلا وهى تفرك يدها بتوتر : ماشى


يقترب اسلام من جلستها ، ويخرج علبه قطيفة، ويقربها لها ، تنظر سيلا للعلبه ثم تنظر له فى تساؤل


يبتسم لها اسلام ويهمس لها : شبكتك يا سيلا .


تنهض سيلا واقفة بسرعة وهى تقول بغضب :


- مش عايزة حاجه ،وبعدين إحنا هنطلق و. ...


ينهض اسلام بسرعة ويمسك ذراعها ويلفها له لكى تراه وتنظر فى عينيه، ولكنها تلفت وجهها للجانب فيمسك ذقنها ويدير وجهها لمقابلة عينيه وهى يهمس لها :


- طلاق ... انا مش هطلق يا سيلا . ليه مش عايزة تصدقينى ... والله كل كلام شيماء كذب .


سيلا بعند ،لا تعلم هل هى تعند معه ام مع نفسها لأنها اعطت له الفرصة ،قلبها بحدثها بأنه صادق ،وعقلها يحدثها بأنه كاذب ،فيتغلب صوت العقل على القلب ..


- انت جاى تضحك عليا بعربية وشبكه .


اسلام وقد اجفله ما سمعه منها ؛ألهذة الدرجه لا تصدقة ،لا تشعر به ،لا يصلها إحساسه ،يتأمل عيناها فى عتاب ثم يتحدث بحده :


- أنا مش كدا يا سيلا ... لو كنت عايز الشركة بس كنت عملت تخالص ؛وإديتك حقك وفلوسك ،والعيال هيبقوا تحت وصاية الحاج او والدتك وبعديهم انا ...


يتنهد ويزفر فى قوه ويكمل : أنا فعلا اديت لنفسى فرصة تانية معاكى ،وفعلا حبيبتك ؛وإلا مكنتش جيت لك هنا...


يبلع ريقه ويسند جبهته على جبهتها ويكمل :


- لو الموضوع كلة علشان الشركة كان ابسط حاجة دلوقتى اديكى حقك واطلقك زى ما انتى عايزه .بس ..بس انا فعلا حبيبتك ، محستيش بدا معايا ؟


يشعر بأنفاسها السريعة على وجهه ويكمل : انا قاعد عند الحاج ،ومش هرجع اسكندرية غير عندك يا سيلا . فاهمه دا معناه ايه ؟ ارجع ولا خلينى هناك؟


تبعد سيلا رأسها عنه قليلا وتنظر له فى عينيها وانفاسه تلفح وجهها ،لتقول بهمس وهو ينظر لعيناها ويرى مدى تخبطها وتشتت افكارها ..


- خايفه ... خايفة اصدقك تطلع كداب ،ويطلع كلام شيماء حقيقى .


اسلام مقاطعا اياها وهو يضع اصابعه على فمها ويشعر بإحساس يدغدغ مشاعره فيقول بعزم : طب قولى لى أعمل ايه علشان تصدقينى .


سيلا بقلة حيلة و ببكاء : مش عارفة ... والله مش عارفة.


اسلام وهو يضع دبلته فى اصبعها : أنا عارف إزاى ...


ويقبل يدها ويعطى لها دبلته لكى تقوم بوضعها فى اصبعه. .ينظر اسلام لها مطولا ويقترب منها ليقبلها ولكنه ينتبه انه فى شقته ماذن فيبتعد عنها وسط نظراتها الحائره


يلمس اسلام وجهها بأطراف اصابعه وكأنه يقبله ،ثم يقول : أنا همشى بقى علشان الحق ارجع البلد


سيلا بدهشة : هتسافر دلوقتى!


اسلام وهو يتجه الى الباب وسيلا وراؤه : ايوه علشان الولاد هناك ،وبعدين أنا حالف إنى مش هرجع الى عندك ..بس مش هنا يا سيلا .


سيلا تظر له ولا تفهم شيئا .


اسلام : أنا هفهمك كل حاجه بكرة ان شاء الله . .. يرسل لها قبلة فى الهواء ،فتبتسم له سيلا ،ويغادر عائدا لمنزل الحاج رشدى.


عندنشوى ....


يجلس خالد مع نشوى ويطلب منها زيد ليلاعبه قليلا .


تتقدم نشوى وتجلس بحواره وتقول :


خالد ..معلش يعنى ،متروح إنت وهند تعملوا أطفال أنابيب ...


خالد ينظر لها شرذا ويقول : دا أمر ربنا يا نشوى، ولو الدكاترة قالوا لازم نعملها هنعملها يا نشوى . بس يا ريت تخليكى فى حالك ... كلمتى رمزى ؟


هنا يحاول خالد ان يسيطر على غضبه ،يعلم انها فضولية كثيرا ،ولكنه يعلم انها طيبة القلب ايضا . فأراد ان يسألها على رمزى حتى تنشغل نشوى بحالها وتترك الاخرين بحالهم .


نشوى بحزن : بحاول اكلمه بس مش بيرد عليا ..


خالد بأسف : لسه متعلمتيش الدرس يا نشوى ،يا ريت تلحقى قبل ما رمزى يطلقك .


نشوى بغضب : يعنى أعمل ايه يعنى علشان يرضى يكلمنى .


خالد بحده : عودى نفسك تخليكى فى حالك وملكيش دخل بأى حد حواليكى ... بلاش نقل الكلام والاخبار . صفى قلبك للى حواليكى يا نشوى .


نشوى ببراءة : هو أنا بكره اللى حواليا يا خالد ... دا انا بحبهم والله . يعنى إنت مثلا علشان بحبك ونفسى اشوف عيالك بقول لك كدا . وصادق كمان عايزة اطمن عليه هو كمان؛ واشوف البت اللى بيكلمها دى كويسة ولا وحشة مش اخواتى . إنتم لية مش حاسيت بيا ؟ ليه بتعتبروا اهتمامى تدخل فى حياتكم .


خالد متأثرا بحديثها فيخفض من نبرة صوته قليلا :


- فى خيط رفيع بين الاهتمام والتدخل ؛واعتقد إنك مش عارفاه . يعنى إنك تدى نصيحه وبس ،بلاش كل شوية تتكلمى ،ولازم تعملوا وتسوا ، إنتى متعرفيش اللى قدامك دا حاسس بإيه ،ولا فيه إيه ؟ الرحمة حلوة يا نشوى ..


يزفر فى هدوء شديد ويكمل :


- بالنسبة لموضوعك بقى تروحى تعتذرى لاسلام وسيلا ،وتخليكى فى حالك .

اتجوزوا ،اتطلقوا ،جم ،مشيوا، ملكيش دعوة ..

تعرفى تعملى كدا يا نشوى ولا هتفضلى كدا؟


نشوى بحزن : هحاول ..بس خلى رمزى يرجعنى البيت ..


خالد : روحى اعتزرى لهم وتعالى يمكن لما يعرف انك كدا اتغيرتى ويرجعلك تانى ..


فى ذلك الوقت كان رمزى يجلس فى شقة الحاج رشدى؛ فى غرفته حيث انه لم يصعد الى شقته منذ ان رحلت نشوى عن شقتها . يشعر رمزى بالاشتياق الى زيد ،وبالغضب الشديد كلما يتذكر ما فعلته نشوى وما حدث بعد ذلك وجلوس اسلام معه فى منزل والدهما .


يأتى اتصالا هاتفيا من خالد فيرد رمزى


خالد : الو .. السلام عليكم


رمزى :وعليكم السلام. . اخبارك ايه ؟ .


خالد بهدوء : كله تمام يا كبير .. انا كلمت نشوى وهتيجى تعتذر لاسلام وسيلا وهتخليها فى حالها .. بس انت تابع بقى .


رمزى شاكيا اياها له : يعنى يرضيك اللى حصل واللى بتعمله ..


خالد متفهما : لا ميرضنيش ، وخدت من الحب جانب كمان . بس لازم معاها واحدة واحدة ،وطول بالك عليها . خلى الحاج والحاجة يقولوا كل حاجه علشان نعرف نخلصها من العاده الهباب دى .


رمزى يتنهد ويقول : ربنا يسهل


خالد : انت هتعمل إيه ؟


رمزى : هرجعها بس لما أشوف اسلام عمل إيه فى المشاكل بتاعته .


خالد متفهما : عندك حق .


يغلق رمزى الهاتف ويجد اسلام يصل للمنزل ويخبره بأنه قد تصالح مع سيلا ، فيقرر رمزى الذهاب الى نشوى واحضارها بعد ان يملى عليها شروطه ...


عند سيلا ....


تسيتقظ سيلا على صوت الهاتف الخاص بها لتجيب عليه بصوت ناعس


سيلا : الو ...سلام عليكم


تستمع سيلا لما يقال لها على الطرف الاخر ،تتسع عيناها وتجلس على السرير ،وهى لا تزال تستمع الى المكالمه ، يسرع تنفسها ،وتجحظ عيناها . تضع يدها على فمها مانعه شهقة تخرج من فمها ، تنهمر الدموع من عينيها وهى لاتزال تستمع للحديث ، ثم تغلق الهاتف بكل ألم وأسى ،وتظل تبكى .


بعد فترة من الوقت تنظر فى ساعتها ،وتتصل بوالدتها وتقص عليها ما سمعته من حديث بالمكالمه ؛ حيث كان حديث مسجل بين اسلام وشيماء ،ويقص فية اسلام أنه ذهب الى سيلا واستطاع خداعها ثانيه بالعربة وما قدمه لها من شبكه .


تفكر هناء قليلا ثم تسألها : انتى متأكده انه صوت اسلام ؟


سيلا ببكاء : هو صوته يا ماما .. امال عرفت من فين انه جاب لى عربية وشبكه . هو اللى قالها يا ماما


هناء بتفكر : بصراحه انا الموضوع دا حاسة ان فى حاجه مش مظبوطه ...وشيماء دى غرضها تبعدكم عن بعض .


سيلا : انا عايزة اعرف عمل كدا ليه ؟ من فين جاى يصالحنى ومش عايز يطلقنى ،ومن فين رايح يقولها انه ضحك عليا بالعربية . طب ما كان طلقنى ووفر على نفسه ، انا مش عارفة اعمل ايه ؟ وليه يعمل كدا ؟


هناء : انتى ناويه تعملى إيه؟


سيلا باكيه : مش هقدر أقعد على زمته يوم تانى . لازم يطلقنى


هناء : يعنى ؟


سيلا : انا هكلم الحاج رشدى وهقوله يخليه يطلقنى أو هرفع دعوة طلاق .


هناء : بس برده انا بقول بلاش تتسرعى ،حاسه ان فى حاجه غلط .


سيلا بتشتت : انا معدش عارفة الصح من الغلط هنا انا عايزة ابعد عنهم كلهم هاخد ولادى وارجع دبى تانى .


هناء بدهشة : إنتى بتقولى ايه ؟


سيلا : بقول عايزة ابعد من هنا خلاص ، البعد دا اسلم طريقة ليا ،وهو حر ياخد الشركه ،يدى للولاد حقهم براحته المهم انا هبعد عن كل دا انا وولادى .. وشيماء تستريح وتبعد عنى...


هناء : وإسلام. ..مفكرتيش فيه ؟


سيلا وهى تبكى بألم : والله مش عارفة ؛ بيقولى بيحبنى ،و.. وبحس بيه فعلا صادق ،بس المشاكل كتير ،وكمان التسجيل دا يدل انه برده بيكدب عليا ، بس ..بس حاسة انه بيعمل دا علشان خاكر الوااد والشركة وانه ميخسرش حد ،


تبكى وتشهق من البكاء ، والله انا تعبت ، والله تعبت من كل دا وعايزة ابعد بقى ... مليش فى المشاكل دى كلها ،انا احسن حاجة اخد ولادى واسافر واسيب الشركه لاسلام ،لو الشركه اللى عايزها يبقى خلاص اهى بقت ليه ؟


هناء متأثره ببكاء سيلا : خلاص يا سيلا لو الطلاق والسفر هو راحتك يبقى خلاص ..بس فكرى الاول وبلاش تتسرعى ..انا حاسة ان فى حاجه مش مظبوطة فى الموضوع دا ...


سيلا : ربنا يسهل يا ماما ..مع السلامه


تغلق سيلا الهاتف وتنهض لتوقظ ابنائها وتأخذهم اللى مدارسهم ثم تذهب الى الشركه .


تدخل سيلا الى مكتب اسلام مباشرة بعد ان سألت علية وعلمت انه بالداخل .


ينظر اسلام الى سيلا مبتسما لها ولرؤيتها ، ثم تبدأ ابتسامته فى التلاشى عندما يرى تجهم وجهها ، وهى تضع مفاتيح السيارة امامه ،والعلبة ايضا .


سيلا بحزم : مفاتيح عربيتك ،وشبكتك اهى ، مش أنا اللى تضحك عليها بدول .. ورقتى توصلنى .


ينتفض اسلام واقفا من على الكرسى يتجه لها بخطواط سريعه ،ويمسك ذراعها ويلفها اليه وهو يقول:


- هو فى إيه لكل دا ؟ إيه اللى حصل ؟ أنا مش فاهم حاجة ؟ إحنا مش اتصالحنا امبارح وكنا كويسين ؟


سيلا بصوت هادر غاضب : هى كلمة واحدة يا تطلقنى يا هرفع قضية ، او اعمل خلع .


اسلام بدهشة : خلع !! ليه كل دا ؟ .


سيلا بسخرية وغضب : علشان الشركة ، واطمن .. سيبالك الشركة كلها ومش عايزة منك حاجه.


تنفض ذراعها من يده وتلتفت لتذهب، فيمسك اسلام يدها ثانيا بعنف : مفيش خروج من الشركة ؛ دى شركتك معايا .


سيلا بحزن والم : مش كل حاجة بتعملها علشان الشركة ، خلاص سيبها لك ،وهشوف شغل فى اى شركه تانية ،أو ارجع الشركة فى دبي .


اسلام بحده وهو يكز على اسنانه : ومين هيوافق على كدا ؟


سيلا بعند : هتشوف مين هيوافق على كدا .


تخرج سيلا من المكتب ومن الشركه، وإسلام مصدوم مما سمعه من سيلا ، يدور حول نفسة فى المكتب يفكر ويحادث نفسه :


دا أنا لسه جايب العيال ورتبت كل حاجة ايه اللى حصل ؟


ترجع سيلا الى شقتها وتهاتف الحاج رشدى


الحاج رشدى مبتسما : اذيك يا سيلا .


سيلا وهى متمالكه نفسها : الحمد لله يا حاج ... معلش ممكن اعرف عملت ايه فى طلبى ؟


الحاج رشدى مستفسرا : طلب إيه يا بنتى ؟


سيلا بجمود : طلاقى من اسلام .


الحاج رشدى مندهشا : انتم مش اتصالحتم !

اسلام قالى كدا الصبح .


سيلا بقوة : شبكته وعربيته عنده ؛اللى فاكر إنه هيضحك عليا بيهم علشان الشركة وانا سبت له الشركة كمان ،وهدور على شغل فى اى شركة تانية. بس دلوقتى انا عايزة أطلق.


الحاج رشدى : يا بنتى ..ليه بس ..افهم .


سيلا وهى لم تعد قادرة على تمالك اعصابها فبكت ، لاتعلم ماذا تقول له ؛اتخبره انها بدأت تشعر بالحب تجاه اسلام ،والذنب تجاه ماذن، وانها كانت تعيش فى صراع بين هذة الاحاسيس ،وصدمت حينما علمت ان اسلام كان يفعل كل ذلك من أجل الشركه. يتلاعب بها وبقلبها من أجل الشركة. . ما شعرت به معه كان خداع ، ما اخبرها به من حبه لها ، وانه اول مرة يشعر بالحب كان معها كان ايضا خداع. كل هذا من اجل الشركه، فها هى قد تركت له الشركة وبعدت عنه ،لماذا الان يريدها ... ماذا تخبره اتخبره بسماعها للحديث بينه وبين شيماء يخبرها بكل ذلك ...


لم تجد سيلا غير البكاء وطلب الطلاق والبعد عنه بهدوء .بدون حديث قلاشىء يستحق الحديث عنه .


الحاج رشدى : يا بنتى اتكلمى وبلاش تعيطى ..


سيلا ببكاء : وحياتى عندك يا بابا تخليه يطلقنى ، و رحمة ماذن عندك خلية يطلقنى ..


ما ان سمع الحاج رشدى اسم ماذن حتى اغمض عينيه وأعتصرهما فى الم وتهدج صوته وقال :


- طب بس إهدى ، وعرفينى إيه اللى حصل ؟


سيلا بشهقة : محصلش حاجة ، إنت وعدتنى وياريت تنفذ وعدك .


الحاج رشدى مهدأ اياها : طب هدى نفسك دلوقتى وانا هتكلم مع اسلام واشوف هنحل الموضوع ده ازاى ..


اغلق الحاج الهاتف مع سيلا واتصل بإسلام وقص معه محادثته مع سيلا ....


اسلام بغضب : اقسم بالله ما اعرف ايه اللى حصل ، منا حاكى لك يا حاج امبارح اننا اتصالحنا .. فجأه لقيتها النهارده بتعمل كدا .


الحاج رشدى بغضب : يا اسلام البنت منهاره وعايزة تطلق . اكيد فى سبب


اسلام بعجز : والله ما اعرف حاجه انا بايت عندك امبارح ، وبعدين شغل ايه اللى الهانم عايزة تروحه دا ... ومين هيوافق عليه ؟


الحاج رشدى آمرا : إسلااااام ، سيبها تشتغل فى المكان اللى عايزاه . وهى لما تهدى هحاول اتكلم معاها واعرف فى إيه ...


يغلق اسلام الهاتف ويظل يدور حول نفسة فى المكتب يفكر فى حديث سيلا وحديث الحاج ولم يصل لاى سبب حتى الان .


يمر اسبوع ، وسيلا لم تعد تأتى الشركه ،واسلام لم بعد للمنزل عند شيماء ، تعلم شيماء انه ليس عند الحاج رشدى ،تعود نشوى الى منزل رمزى ، وتجد سيلا عملا اخر ...


فى منزل الحاج رشدى. ..

يدخل رمزى شقته واشر بتطاير منه ، ويناظى على نشوى بصوت عالى

تحضر نشوى بدهشة : فى إيه يا رمزى .خضيتنى !

رمزى بحده وغضب : إنتى عملتى حاجة تانية يا نشوى ؟

نشوى بعدم فهم : حاجة ايه يا رمزى ؟ انا قاعده هنا متحركتش ..


رمزى بسخرية : يعنى ما بلغتيش حاجة كدا ولا كدا لشيماء .

نشوى بصدمه : والله العظيم ما كلمت شيماء خالص من اخر مرة ،وشوف الموبايل كمان.


رمزى بحده : أمال إية اللى حصل تانى ده ؟ ازاى عايزانى اصدق انك ملكيش يد وإنتى كنتى السبب المرة اللى فاتت .


نشوى ببكاء وحزن : والله العظيم مظلومه يا رمزى ، ومليش دخل فى حاجه


رمزى بعدم تصديق لها : يكون فى علمك ، لو اسلام طلق سيلا ،أنا كمان هطلقك .لانى زهقت منك ، وباين ان طبعك ده مش هيسيبك ..


نشوى ببكاء وقهر : والله ظالمنى يا رمزى ،لا كلمت شيماء ولا اعرف حاجة خالص واول مرة اعرف فى مشاكل منك دلوقتى .


رمزى : انا هنام مع زيد لحد لما نشوف هنرسى على ايه ؟


ويتركها ويخرج لتجلس نشوى تبكى .


فى الشركة ...


يدخل وليد على اسلام المكتب وهو يباشر عمله ،يرفع اسلام رأسة إليه، مستفهما من دخلته تلك .


وليد وهو يدخل بفخر من نفسة : عرفت لك بتشتغل فين ؟


اسلام وهو يترك ما بيده بلهفة : فين ؟


وليد بتردد : فى شركة الغخرى للمقاولات .


اسلام مرددا الاسم ويحاول تذكره : الفخرى .. الفخرى


وليد : دا .. يبقى ابن عمنا ...بس..


اسلام بحده وقلق : بس إيه ما تنطق


وليد بتردد : شوف أنا عن نفسى مش مستريح ليه .


اسلام بقلق وحده : ليه بقى ؟ متوضح يا اخى انا هشد الكلام .


وليد : بصراحة معندوش ضمير ، يعنى رشاوى ممكن ،غش في المواصفات ممكن. دا غير إن أخلاقه مش كويسه .


اسلام متوترا : ودى إيه اللى وقعها الوقعة الهباب دى .


وليد وهو يبلع ريقة : بصراحه انا شاكك فى ...


اسلام وهو ينظر له بيكمل ...


وليد : شيماء اختى


اسلام منتفضا : إيه ..شيماء ...ليه ؟


وليد متنهدا : شوف يا اسلام ، بصراحة كدا ومن غير اى مقدمات شيماء كانت عايزانى اقرب من سيلا واخليها تطلق منك ،واتجوزها انا وابعد .فممكن تكون هى اللى كلمت فخرى .


اسلام وهو يمسك بملابسه :وانت ماصدقت بقى ، وانا العبيط اللى خليتك تدربها وتبقى معاك فى المكتب .. وانت كنت قاعد تكلمها وتفسح العيال صح ..


وليد مستسلما له : ايوة صح ، بس انت كنت فين منهم ،انت كنت بعيد ،انا مش بدى لنفسى عذر . ايوة حصل كدا وفعلا كنت بعمل اى حاجه علشان اقرب منها بس هى مدتش فرصة ليا ابدا ؛دايما كانت صدانى، عرفت هى قد ايه محترمه ودا زاد من احترامى ليها . مسألتس نفسك أنا بساعدك ليه ،رغم إنها ضرة أختى ؟ علشان هى نقيه ،ومحترمه ..


يضربه اسلام لكمه فى وجهه ويقول : دى علشان حاولت تقرب منها .


خفت يده من مسكته ،وهو يفكر فى حديثة ،ثم يتركه ويجلس : شيماء تعمل كل دا ؟ حسابها تقل اوى معايا ..


وليد : بقولك احنا لسه مش متأكدين ..


اسلام بغضب والله لو طلع ليها يد ليكون حسابها عسير اوى معايا .


وليد : المهم دلوقتى ناوى تعمل ايه ؟


اسلام وهو يقف : مش محتاجه كلام ،هروح لها واحذرها 


بدرى اهو كل لما التفاعل يذيد النشر يذيد            

  الحلقة الخامسة عشر. ...

مات زوجهاوتزوجت اخيه

يخرج اسلام ويتوجه الى شقة سيلا مباشرة . اثناء الطريق اخذ يفكر اسلام كيف سيكون حواره معها ؛أخذ يعد الكلمات وماذا سيقول لها ، ويتوقع رده فعلها الرافضة له ولحديثة ،ولكنه اصر على شىء واحد وهو ضروره تركها للعمل بشركة الفخرى ..


يصل اسلام الى منزل سيلا ويطرق الباب ، تفتح له سيلا وهى ترتدى تريننج رياضى وترفع شعرها فى ذيل حصان طول ، همسة منها بإسمه اضاعت كل ما فى ذهنه من حديث منمق وكلمات للصلح وأصبح كل ما برأسه هو انه لا يريد الابتعاد عنها .


اما سيلا فمنذ ان رأته فجأة امامها وهمست بإسمه وشعرت بعينيه تحتويها ،الا وقد اثارت بها مشاعر كثيرة مضطربة بين شوق وحنين ، حزن وألم وغضب ..غصب كبير من خداعه لها .


يتمالك اسلام نفسه ويجاهد ليخرج صوته طبيعيا .

اسلام بهدوء ظاهرى : أدخل ؟


سيلا وهى تتنحى جانبا وتترك له جانب الباب ليعبر وتشير له بالدخول ..


يعبر اسلام الباب ويدخل عده خطواط وينتظرها تغلق الباب وتلحق به ، وتسبقه الى الردهه تشير له بالجلوس ولكنه يظل واقفا على مسافة منها وهى واقفة مثله ..


اسلام : عاملة ايه دلوقتى انتى والأولاد؟


سيلا وهى تتحاشى النظر له : الحمد لله .


يخطوا اسلام خطوة ويسألها : مش ناقصكم حاجة ؟


سيلا وهى لاتزال واقفة فى مكانها : شكرا .


اسلام وهو يخطوا خطوه اخرى ويقف امامها مباشرة وقد تخلى عن تماسكه وبهمس وشوق جارف : وحشتينى .


ترفع سيلا وجهها له لتجده واقفا امامها مباشره وعيناه مسلطتان عليها ، ترتجف سيلا من ذلك ولكنها تحاول التماسك وتهمس بتوتر :


- نعم ... ليه ؟ أنا .. أنا سبت لك الشركة ؛جاى تقول كدا ليه؟


تبتعد خطوة للوارء


يغضب اسلام من كلامها فيتقدم منها خطوة كبيرة ويصبح امامها ولا يفصل بينهما الا سنتيمترات قليله جعلت انفاسه على وجهها تضطربها اكتر واكثر ..


- انتى ليه مش عايزة تفهمى إن لا الشركه ولا الفلوس تهمنى ... يتهدج صوته وهو يقول :


إنتى بس اللى تهمينى ...


لا تنكر سيلا انها تأثرت بجملته الاخيره ولكنها تماسكت ،فهى تعرف انه قد يخدعها لسبب لا تعرفه هى ،ولكن ستعرفها لها الايام ..أو شيماء .


ترد سيلا بحده : أنت جاى ليه دلوقتى ..؟


اسلام وهو يغمض عينيه ويحاول السيطرة على غضبه منها ويكز على اسنانه محاولا الهدوء :


- جاى ... أحذرك من فخرى وشركتة ؛أنا عرفت إن شغله مش مظبوط ،قلت اعرفك علشان تمشى منها، ومتمضيش على اى ورقة هناك .


سيلا بعند : ليه ان شاء الله ...


اسلام مقاطعا فى حده من عندها وسخريتها :


- لانه ابن عم شيماء؛ وخايف يكونوا بيعملوا حاجة ليكى ... يتهدج صوته وهو يقول ها... مصدقانى فى دى كمان ولا لسه ؟


لا تنكر سيلا ان كلماته لامست قلبها ،ولكنها تخاف ان تصدقه ،هناك شيئا من عدم الثقة زرع بينهما ،تظل تنظر له فى حيرة من امرها قلبها يصدقة وعقلها يكذبه ، حتى ينتصر عقلها فى النهايه بأنه يخدعها عندما يذكرها بصوته فى التسجيل التليفونى الذى ارسلته لها شيماء دليلا على صدق كلامها ....


سيلا بتردد : طب امشى من الشركة ..بس بشرط .


اسلام متلهفا وبسرعة :شرط إيه ..قولى ؟


سيلا بتردد وهى تريد ان ترى عيينه حين تقول له شرطها وفى نفس الوقت لا قدره لها على


الاستمرار فى النظر له لانها تشعر بالضعف امامه .


- تطلقنى .


تقول كلمتها وما ان رأت الغضب فى عينى اسلام حتى اخفضض عيناها بسرعة وكأنها تخفى نفسها عن نظره ..


اسلام بغضب شديد : ايه الكلام دا ... إنتى عايزة تطلقى وبس ...طب ليه ؟


برطان من الغضب يشعر به اسلام يخشى ان تكون سيلا لا تحبه ولا تبادله الحب ،يخشى ان ما شعر به منها كان وهم .. قلبه يقسم انها تريده ..وعقلة يشد على كبريائه ؛ورفضها له ولحبه ...


يفيق من شروده الغاضب على صوت سيلا وهى تجيب عليه بضعف :


- علشان اعرف ارجع اشتغل فى دبي .


اسلام وهو يمسك ذراعها بقوة ويهدر بغضب :


- استحاله ترجعى دبي تانى .. مش هسمح بكدا ،فاهمه


سيلا باكيه : طب أعمل ايه ... اعمل ايه ؟

المشاكل فى كل حته وانا تعبت ، تعبت والله العظيم تعبت ؛علشان كدا هاخد ولادى وابعد عنكم كلكم ،عشلان ترتاحوا وتريحونى .


اسلام متأثرا بدموعها وانهيارها بين يديه :


- طب تعالى الشركة تانى ... انا خايف عليكى بلاش فخرى. .ارجعى شركتك


سيلا بحده وغضب : مش شركتى ، دى بتاعتك وبتاعه ولاد اخوك ،انا مليش فيها حاجه، ولو ليا سيباهالك ؛ علشان متضطرش تمثل عليا ان بتحبنى ولا تستمر فى الجوازة دى ...


اسلام بغضب و هو يحاول ان يتمالك نفسه من كلامها :


- بتعندى على ميين ؟ ولا ليه ؟


سيلا بألم : مش هرجع شركتك تانى ..إرتاح بقى .. أنا على إستعداد اشتغل فى اى حته ومع أى حد إلا انت ...


اسلام بمراره : لييه ؟ للدرجه دى كرهانى ..؟


يشعر اسلام بمهانه له من كلامها ،لايدرى انها تحاول ان تجرحه كى يطلقها ويبتعد عنها حتى لاتتاثر به اكثر من ذلك ،لايعلم ان بقربه منها يشتتها ويضعفها ، لايعلم انها احبته وتشعر بتأنيب الضمير وكلما تذكرت كلماته بانه تزوجها من اجل الشركه فقط تكره نفسها لحبها وضعفها له . لايعلم كل ذلك فقد نجحت سيلا ان توصل له احساس كرهها ونفورها منه ، بل ذادت وضغطت عليه اكثر واكثر ..


لايعلم انها تؤلم نفسها قبل منه بهذه الكلمات وانها تبكى فى داخلها ولكنها تريد البعد عن كل ذلك تخشى خداعه ،تخشى ان يكون ذلك خداع .


سيلا بألم وهى تنطقها ،تعلم انها ستجرحه ولكنها استمرت حتى تحصل على ماتريد :


- علشان كداب ؛ضحكت عليا وقلت حبتنى وكان علشان الشركه ..انا سبتهالك اهى عايز ايه بقى ؟


يدهش اسلام من قسوتها وكلماتها ،يشعر بجرح غائر فى كرامته، نحجت فى إيلامه وتوصيل كرهها له ونفورها منه ،يتأملها قليلا بحزن شديد ،وتتأمله هى بحب وخوف ؛ وكأنها تشبع عيناها منه لتأكدها من انه سيبتعد وينفذ طلبها ولن تراه ثانيه ،ولن تهنأ بقربه منها هكذا مرة اخرى ..


يبتعد اسلام عنها فى خطواط حزينه بطيئه ويتجه الى باب الشقة يقف ويحدثها وهى تقف خلفه ،يلفت وجهه قليلا وينظر لها من طرف كتفه :


- الشركة تسيبيها ، ومكانك موجود فى شكرتك ترجعيه فى اى وقت .


يخرج اسلام بسرعة من الشقة وهو يشعر بالتخبط والاختناق ؛ ألم يعتصر قلبه ،لم يطاوعه لسانه على نطق ما كانت تريده ، ولم يطاوعه قلبه على تطليقها ،وعنفه عقله لضعفه امامها وتركها ...


تنهار سيلا ارضا وتبكى مؤنبه نفسها لقسوتها له وجرحها له ،تحبه وتخشاه ،تريده وتدفعه دفعا للبعد عنها ، اصبحت على حافة الانهيار ولا تعرف بمن تستغيث ...


تظل تبكى سيلا مده طويل، ونجد هاتفها يرن تمسكه بسرعه ظنا منها انه اسلام دون حتى ان ترى من المتصل ..


سيلا : الو


المتصل : السلام عليكم، اذيك يا سيلا لسه

فاكرانى


سيلا وهى تاخد نفسها بشهقة من جراء البكاء : معلش ممكن حضرتك تفكرنى


المتصل : انا دكتور أحمد ..


صوتها بنبرته تلك اثارت قلقه عليها، وحمد الله انه ضعف هذه المره وطاوع نفسه واتصل بها ،ليأتى اتصاله لها فى وقته ..


سيلا : ااه ..اذيك يا دكتور احمد


احمد بتساؤل : انتى كنتى بتعيطى ؟


سيلا وهى تمسح عيناها : لا ... ابدا


احمد : اخبارك ايه ؟


سيلا وهى تتماسك وتحتول ان تجعل نبره صوتها طبيبعية : الحمد لله كويسة


احمد بحرج : وأخبار الولاد و..وجوزك إيه ؟


سيلا وهو تضغط على شفتيها بألم : الحمد لله


احمد مبررا اتصاله : أنا حبيت بس اطمن عليكى ، لو عزتى حاجة كلمينى ...إحنا اصدقاء


سيلا يتردد : بصراحة ... اه أنا .. أنا عايزة ...

وتصمت ...


احمد بسرعة : عايزة ايه يا سيلا ..قولى

متتكسفيش .


سيلا بسرعة : انا عايزة اشتغل


احمد مفكرا : علشان كدا كنتى بتعيطى ؟.


سيلا تصمت ولا ترد


احمد وقد احترم صمتها : طب شوفى ، انتظرى منى مكالمه تانية .. اوكية


سيلا : اوكيه ..مع السلامه.


تنهى سيلا المحادثة وتنهض لتتابع ما عانت تفعله فى حزن وشرود ويبقى أحمد يفكر اين يجد لها عمل وبسرعة.


فى الصباح تذهب سيلا لشركة الغخرى وتقدم استقالتها وتعود الى منزلها ...


اما الغخرى فيجرى اتصالا هاتفيا بشيماء


الفخرى بغيظ : العصفورة طارت النهارده.


شيماء يعدم فهم : عصفورة ايه ؟


فخرى : سيلا قدمت استقالتها ومشيت


شيماء بدهشة : إيه ! ليه ؟


فخرى :معرفش ..جت قدمت استقالتها ومشيت ،حاولت معاها كتير وهى موافقتش خالص


شيماء بغل : واسلام لسة مطلقهاش للأسف، حتى بعد ما سمعتها التسجيل اللى عملناه قلت اكيد هتخليه يطلقها بس لسة مطلقهاش ،وانت معرفتش تعمل حاجه


قالت اخر جملتها بصوت عالى وبغضب اشد .


فخرى بغضب : هو انا لحقت ، وبعدين البت دى مش عاطية فرصة لحد معاها .


شيماء بغيظ : طب والعمل


فخرى : العمل عمل ربنا بقى ... يلا سلام

.


عند نشوى ...


تحاول نشوى ان تتفاهم مع رمزى وهو رافض الحديث معها ظنا منه أن لها يد فى المشاكله الاخيرة بين اسلام وسيلا . تتصل نشوى بإسلام وتروى له ما حدث من رمزى .


نشوى بحزن : والله العظيم المرة دى انت مظلومه فعلا ...بس رمزى مش عايز يصدقنى ... ونايم مع زيد فى القوضه


اسلام بحرج : انا اخاف اكلمه يقول لى عرفت منين ؛ويعرف انك كلمتينى والمشكلة تكبر .


نشوى ببكاء : طب أعمل ايه ؟ رمزى مش راضى يتكلم معايا ..


اسلام : طب هحاول اتصرف ..


ينتهى الاتصال وتذهب نشوى لتحضير الغطار ،وتوقظ رمزى


نشوى هامسه :رمزى ... اصحى يا حبيى .


رمزى يفتح عينيه ويتثائب ويقول : صباح الخير .


نشوى بحنان : الفطار جاهز يلا علشان نفطر سوا

يتذكر رمزى غضبه منها فينظر لها ولا يرد وينهض ويدلف الى الحمام ..


تنظر له نشوى وهو يدلف للحمام بحزن من نظرته لها وعدم حديثة ...


على الفطار ...


نشوى وهى تحاول ان تجعله يتحدث معها ..

- لسه مش عايز تصدقنى يا رمزى


رمزى يأكل ولا يرد ...


نشوى تشعر بغصة فى حلقها ولكنها تتماسك وتكمل والدموع فى عينيها : والله مظلومه ،بلاش تظلمنى يا حبيبى .


ينظر لها رمزى وقد تأثر من حديثها ومنظرها ولكنه لا يرد عليها ؛ظنا منه انها سبب ما حدث ، لايعلم قلبه يصدقها ولكن عقله رافض تصديقها لما لها من افعال فى الماضى ..


تكمل نشوى بحزن وألم : المرة اللى فاتت اه كنت انا اللى بلغت شيماء ،لكن المرة دى والله مليش يد فى حاجة .


رمزى بسرعة : عايز اعرف .. هم ايه اللى حصل بينهم خلاهم واقفين على الطلاق . خايف يكون ليكى ايد فى الموضوع دا ،وساعتها مش هسامحك .


نشوى بسرعة : والله العظيم مليش يد فى حاجة ... طب لو طلع ليا يد من قريب ولا من بعيد انا اللى من نفسى همشى واسيب البيت .


تصمت قليلا وتقول بهمس :


- والله بحبك ... ووالله العظيم انت ظالمنى بظنك دا .. بس برده انا مسمحاك .


ينظر لها رمزى ولا يرد .. فى داخله يصدقها ولكنه يريد التأكد .. ينهض ويخرج الى عمله ..توقفة الحاجة صفية فى الحديقة ..


الحاجة صفية : صباح الخير يا رمزى


رمزى بإبتسامة جاهد فى اخراجها : صباح الخير يا حاجه


الحاجة صفية متفرسة ملامحه : شكلك معرفتش تنام امبارح .. اكيد طبعا ما إنت هتنام ازاى وتاخد راحتك جنب زيد ... مش برده بتنام جنبه .


يدهش رمزى من كلام والدته ،كيف علمت بذلك ، يرفع وجهه لشقته متوعدا ؛ظنا منه ان نشوى قد ابلغت والدته بذلك .


الحاجة صفية وقد فهمت ما يفكر فيه :


- مش نشوى اللى قالت لي ، زيد اللى قالى انك بتنام جنبة بقالك كام يوم .. ليه ؟


رمزى وهو يشعر بتأنيب الضمير لظنه السوء فى نشوى : حاجه بسيطة


الحاجة صفية بحزم : ايه السبب يا رمزى ؟


رمزى : خايف يكون ليها يد فى مشكلة اسلام وسيلا ...


الحاجة صفية بدهشة : اتأكد طيب


رمزى بحيرة :لاء .. بس ..


تقاطعه بحده : يعنى عامل مشكلة ومخاصم مراتك وسايب قوطتك ونايم عند ابنك علشان خاجة انت مش متأكد منها .


تصالح مراتك ،ولما تتأكد ابقى اعمل اللى يريحك ..فاهم


رمزى :حاضر يا ماما ..عن اذنك هروح المصنع .


الحاجة صفية بهدوء : اتفضل ..وكلامى يتنفذ يا رمزى بلاش تمشى ورا ظن انت مش متأكد منه .


رمزى موافقة : حاضر يا حاجه.


يذهب رمزى وهو ينوى على مصالحه نشوى ..

تخبر الحاجو فاطمه اسلام بما حدث ،فيفرح كثيرا ويشكرها ،لانه لجأ لها وساعدته ..بذكاء وحكمه .

تخبر الحاجة صفية نشوى بما فعلته فتهللت اسارير نشوى كثيرا لذلك .


عند الطبيب.....


يدلف الطبيب الى حجرته ،يفق هو وزوجته واعينهما متعلقه به فى لهفة وأمل ،قلوب تدق بقوة خوفا وترقبا واملا ودعاء .

الطبيب : كل التحاليل بتقول ان كل شىء تمام ،انتم بس تمشوا على العلاج دا 3 شهور ؛انا بدى امبر فرصة ليكم للحمل الطبيبعى ..لو محصلش هنعمل اطفال انابيب .. والنسبة فيها عاليه ان شاء الله .ايه رايكم


خالد : كله على الله يا دكتور


الطبيب : اهم حاجه الحاله النفسيه . دا أهم من العلاج. . مش للمدام بس لا ولحضرتك كمان .

نظر لها ووجه لها الحديث :


- 3 شهور يامدام وهتيجوا تانى وطبعا عارفين التحاليل اللى هتعملوها ، دى ورقة بيهم .

خالد : الف شكر ليك يا دكتور.


الطبيب بإبتسامة : اشكرنى يوم ما تشيل ابنك على ايدك ان شاء الله. .


يخرج خالد وهند وهم يدعون الله فى كل خطوه من خطواتهم ان يرزقهم بالذرية الصالحه


بعد عده ايام تتلقى سيلا اتصالا هاتفيا من دكتور احمد ويبلغها بأنه وجد لها عملا فى المستشفى الخاص الذى يشارك فيها ،بعد تركه العمل فى مستشفى البلده . تفرح سيلا كثيرا وتأخذ العنوان لتبدأ العمل كسرتيرة فى المستشفى.


يمر شهر ...


وسيلا تعمل فى المستشفى مع الدكتور أحمد ،يعلم اسلام ذلك ولم يستطع إثناؤها عن العمل معه ، يتلمس معرفة اخبارها من بعيد ؛من خلال سيف ونوران والحاج رشدى ...


يتابع الحاج رشدى بعد اسلام عن سيلا وعلمها فى المستشفى ومعرفته ايضا ببحث شيماء المضنى عن المكان الذى يبيت اسلام به كل ليلة

يعلم اسلام بذهاب سيلا الى منزل الحاج رشدى وقضاء اسبوع به ...


فى منزل الحاج رشدى. ..


تجلس سيلا فى الحديقة وهى تشاهد سيف ونوران يلعبان وتتابعهما بعينيها ،تشعر بحاجتها للنوم الشديد ،فتصعد لانام فى شقتها طول اليوم ..


فى الصباح وعلى الفطار ...


يجلس الجميع لتناول الفطور ويقبل اسلام ومعه عز الدين ورنا ويسعد سيف و نوران كثيرا ..


يختلس اسلام النظرات الى سيلا وهو يتعمد ان لا ينظر لها امامها ،وكذلك حزنت سيلا كثيرا عندما وجدته لا يعيرها اهتماما بل يتحاشى النظر لها ،فشعرت بالالم وهى تعلم انها من فعلت ذلك ،اختلست نظرة عليه واغمضت عيناها .بينما كانت هناك عيون تراقبهما وترى حيرة وتعب كلا منهما وكبريائه القاتل.


سيلا وهى تنهض بتعب : طب عن اذنكم أنا طالعه فوق .

الحاجة صفية بدهشة : مش تكملى فطارك يا بنتى !

سيلا وهى تنظر لها :خلاص يا ماما الحاجه .

اسلام ناهضا ،وهو يتحاشى النظر لها :


- كملى فطارك انا ماشى اصلا .


وقعت الكلمه كالصاعقة على اذن سيلا فجحظت عيناها ثم بغضب عند قالت :


- مش علشانك ، أنا اصلا حاسه انى عايزة انام

الحاجة صفية بدهشة : تنامى ! هو انتى تعبانه يا سيلا ..


تخطف الكلمه انتباه وقلب اسلام ،من اى شىء تعبت ؟ يستمع لباقى الحديث ..


- انتى من امبارح نايمه ،و دلوقتى عايزة تنامى تانى ؟


سيلا وقد ظهر التعب عليها جليا :


- باين انى ارهقت نفسى الفترة اللى فاتت فى الشغل ؛علشان كدا التعب حل عليا .. تجاهد سيلا لتفتح عيناها


اسلام وقد غضب من ذكرها انها اجهدت نفسها فى العمل و نظر لها متفحصا اياها بدقه ،وحرص ان لا يظهر اهتمامه بها ،فأخرج صوته هادىء عكس ما يشعر به من لهفة وغضب منها


- طب اطلعى نامى ... او نامى هنا أحسن علشان ماما تتابعك .


سيلا و اصبحت لاتقدر على فتح عيناها، فتستسلم وتذهب لتنام بغرفة ماذن وهى تقول : حاضر ..


تنام سيلا حتى اذان المغرب . ويلقى اسلام نظرة عليها وهو واقف على باب الغرفة ليجدها تنام فى ثبات عميق ولا تشعر بفتح الباب ولا بوقوفة .


يذهب اسلام الى والديه ويسألهما بقلق ....


- مش ملاحظين ان سيلا نامت كتير ؟


الحاج رشدى : يمكن تكون فعلا التعب حل عليها


اسلام شاردا : يمكن برده .


نشوى : انا ملاحظه ان وشها اصفر اوى ؛يمكن من كتر النوم وهى مش بتاكل حاجة . أنا هقوم أعمل بها كوبايه لبن .


الحاجة صفية : كتر الف خيرك يا نشوى


تذهب نشوى للمطبخ لاحضار كوب اللبن ، ويقول اسلام مندهشا من تصرف نشوى وتغيرها :

- من امتى؟


الحاجةصفية ضاحكه : من زمان ، والله اتغيرت وبقت كويسة أوى.


تشرب سيلا اللبن وتنام ثانيا .. بعد فترة تستيقظ سيلا وتجلس معهم وتحضر هدى لها الطعام وتأكل سيلا ..


الحاج رشدى ضاحكا : هل هلالك ... اخيرا صحيتى ؟


سيلا ضاحكه بحرج : والله يا بابا مش عارفة ايه اللى بيحصل لى ، بكون صاحيه فايقة ،اكل او اشرب الاقى نفسى عايزة انام ،لدرحه انى ممكن انام وانا واقفة .


تجذب الكلمات اهتمام اسلام ، ويفكر فيها ويسألها : للدرجه دى اجهدتى نفسك الفترة اللى فاتت .


كان يعتقد انه نجح فى اخفاء غيرته وغضبه ،ولكن كانت غيرته واضحه للجميع حتى لسيلا رغم شعورها بالنعاس الا انها من داخلها كانت سعيده ؛لانه يغار عليها .


سيلا بنعاس ، وهى تفرك جبينها : مش عارفة بصراحه ... انا ....انا عايزة انام اوى . ..


تنام سيلا وهى جالسه ،فيحملها اسلام بدهشة الى غرفته ويظل معها يراقبها ...


جلس بجوارها على السرير يتأملها كثيرا ، اخيرا استطاع ان ينظر لها ويتأملها بدون ان تراه ،اخيرا استطاع ان يروى عطشه من رؤيتها ،وهى قريبة منه دون ان تدرى به. جال بنظره على وجهها وقسماته يتشبع منها وكأنه ينهلها ..


ازاح بعض خصلات شعرها عن وجهها واقترب منها ليشم رائحتها ، قربه منا جعله يشعر بحاجته لتقبيلها ،ابتلع ريقة مفكرا بين الاقتراب اكثر وتقبيلها او الابتعاد عنها . يحسم امره ويقبلها قبله رقيقة على شفاها ظنا من انها قد تروى عطشة منها، ولكنه وجدها قد اشعلت فية براكين من شوقه وحبه لها ... اختطف قبلة اخرى لتهدىء نفسه ولكن انفاسهما المختلطه وقربه منها دمره ...


ابتعد عنها بسرعة و ووقف بعيدا عنها ينظر لها بدهشة ، تعجب من انها لم تشعر به ولا بقبلاته، بل لاتزال نائمه وكأنها فى غيبوبه . اقترب منها ثانيا ، وحرك يداها ورأسها ، ولم تشعر به او تتأفف ، تعجب اسلام من ذلك وظل يفكر كثيرا حتى نام بجوارها .


فى الصباح ...


يستيقظ اسلام وينظر الى سيلا النائمه بجواره ،ثم يقرر ان يوقظها ،ظل يحاول إيقظاها لمده طويلة ؛ وهذا يدل ان نومها لم يكن طبيعيا بالمرة وان شكه فى محله .

تستيقظ سيلا اخيرا وهى تظن نفسها فى حجره ماذن ،فتسمع صوت اسلام هامسا :


- صباح الخير

سيلا وهى ليست فى تمام وعيها : صباح النور

تنظر لوجهه اسلام تبتسم له وكانها تحلم به ، وعندما تبينت انه ليس حلم وحقيقة ،إنتفضت وجلست بحده على السرير صائحه :

- أنا إيه اللى جابنى هنا .

اسلام بهدوء فهو متوقع ذلك منها : أنا .سيلا وهى تنهض فى وهن وتسند يدها على الحائط :

- مش عارفة انت عايز توصل لايه

اسلام بحده : هو أنا غريب يا مدام ... أنا جوزك عادى إنك تنامى جنبى .

تتجه سيلا الى الباب فيوقفها اسلام قائلا :

- متاكليس او تشربى حاجه غير لما أشرب اوواكل معاكى .

تنزر له سيلا بتعجب وتسأله بسخرية :

- ليه هو انا لسه صغيره

اسلام بنفاذ صبر منها وبحده :

- لا كبيرة، بس برده عايز أتأكد من حاجه. ممكن تنفذى اللى بقولك عليه من غير عناد ... ممكن

سيلا بإستسلام وقد تلمست الجديه والقلق فى كلامه ،فلم ترعب فى ان تزيد قلقه :

- حاضر. ..حاضر .

يخرجان سويا وقد تأكد اسلام من شكه ولكن يبقى الدليل .


على الغطار. ..

يسأل اسلام والدته : مين اللى حضر الفطار النهارده ؟

الحاجة صفية : حسنات وهدى

اسلام : طب وامبارح مين ؟

الحاجه صفية : وفاء وحسنات

اسلام ماشى .

يأكل اسلام من نفس اطباق سيلا ويسرب من نفس كوبها ،يعتقد الجميع انه نوع من انواع المصالحه التى يتبعها اسلام لكى يحسن الاجواء مع سيلا ..

بينما سيلا كانت تذوب خجلا من تصرف اسلام ، ولكنها فى قراره نفسها مانتوسعيده من قربه منها اهتمامه بها ..ولكن يبقى خوفها من ان يكون كل ذلك خداعا لها لهدف فى نفسه يريد ان يحققه ..


بعد الفطار بمده قصيرة يشعر اسلام وسيلا بالنعاس ،ويذهبان للنوم بحجره نوم اسلام ،ولم تعترض سيلا .

يعتقد الحاج رشدى انهم قد تصالحا اخيرا .


فى العصر ...

يستيقظ اسلام ويظل ينظر لسيلا الغارقة فى النوم ،وهو يفكر ..من يفعل ذلك بها ؟ من يضع لها المنوم فى طعامها ؟ ولماذا ؟ .

يحصر شكه فى حسنات ولكن لماذا او لمصلحه من ؟

يمد يده ويمسد على شعرها ووجنتيها ويتأملها ،ثم يوقظها وهو يعلم انها المرة الاخيره النى سينعم بقربها منه هكذا ...

تستيقظ سيلا من نومها ،ويطلب اسلام منها ان تقوم هى بتحضير طعام الغذاء بنفسها وبدون مساعده احد ...

سيلا بدهشة : ليه يعنى !


تنظر له سيلا بدهشة وهى لا تعلم سبب لطلب اسلام ، واثناء نظرها له تنسى غضبها ودهشتها ،وتشرد فى نظره اسلام لها وهو يحتويها بنظرته ويشرد هو ايضا فى نظرتها له ،لا اراديا يجد نفسه يقترب منها وما ان تلامست شفاهما حتى طرق الباب وصوت الخادمه يوقظهما من شرودهما وقربهما وهى تنادى عليهما ؛لايقاظهما .


تبتعد سيلا بعيدا عنه وهى تؤنب نفسها لضعفها امامه ، ويغضب اسلام من الطارق فيزفر فى قوة وغضب ...


تهمس سيلا : ليه عايزنى اطبخ النهارده ؟.اسلام وهو يعتدل فى جلسته وينظر لها ..


- ممكن نقول انى عايز اكل من إيد مراتى النهاردة. فيها حاجه دى .


سيلا وهى تتصنع العناد : آه فيها .. لاحظ انى طالبه الطللق وانت بتماطل .


اسلام وهو يتمالك غضبه : معلش ...طولى بالك عليا حبه ،تعالى على نفسك شوية يا سيلا .

تنظر له سيلا وهى لا تعلم ماذا يقصد بكلامه هذا ؟ وما الهدف من طلبه ؟


سيلا بتفاذ صبر : تمام ..


تذهب سيلا لعمل الغذاء ،ويأنر اسلام عدم دخول الخدم للمطبخ لمساعدتها ..


تظن سيلا انه يريد ان يضايقها او يردي انه يعاقبها لعملها مع أحمد ولهذا رفض مساعده اى من الخدم معها ..


بينما كان هدف إسلام هو معرفة من التى تضع لها المنوم فى الطعام. ...


تنتهى سيلا من اعداد الطعام ويأكل الجميع ويقضون اليوم فى لعب ومرح مع الاطفال وقد تحقق اسلام من ظنه ؛هناك من يضع لها المنوم فى الطعام .


يراقب اسلام الخادمات وبخاصة حسنات ... ولكنه يفاجىء بأنها هدى !!


هدى من تضع المنوم فى اطباق سيلا لصالح شيماء ...


هدى وهى تنحنى لتقبل يد اسلام : ابوس ايدك يا بيه متقول للحاج رشدى ولا للحاجة صفية ، الست شيماء هى اللى قالت لى اعمل كدا. . وقالت لى بو معملتش كدا هتطرنى واحنا غلابه


اسلام بغيظ منها ومن شيماء : بتخونى الناس اللى امنوكى على بيتهم ليه يا هدى ؟ إنتى ؟.


هدى ببكاء : معلش يا بيه ... كنت محتاجه فلوس وهى اديتنى فلوس ..


اسلام بسخرية : طبعا مش اول مرة .. قولى عملتى ايه تانى لشيماء .


هدى بتردد : كنت بقولها على اخبارك لما كنت هنا انت والبهوات الصغيرين ..


اسلام بعد صمت وتفكير :


- طب انا عايزك بقى تستمرى فى نقل الاخبار ليها ؛ بس الاخبار اللى هقول لك عليها ماشى .. وحسك عينك تسمعى كلام شيماء . دى اخر فرصة ليكى ...


هدى بفرحه انه عفى عنها : انت تؤمر يا بيه ...

اسلام بهدوء وغموض :


- كدا كويس ؛ عايزك بقى تقول لى لها إننا كويسين اوى مع بعض ،وإتصالحنا كمان ... تعرفى ؟

هدى : آه طبعا


اسلام : خلاص ولما ولما تيجى تكلميها ابقى قول لى علشان اعرفك تقولى لها ايه ..


هدى : ماشى يا بيه ...


تخبر هدى شيماء بالمصالحه فما كان من شيماء الا ان غضبت على وسبتها واغلقت الهاتف فى وجهها ، واخذت تكسر فى كل شىء امامها ..

واخذت تتصل بها كل نصف ساعه ،ونار الغيرة تأكلها وهى تتخيل إسلام مع سيلا وهو سعيد بها ...


فى داخلها تعلم انها فقدت اسلام ، وان سيلا قد ملكت قلبه وعقله والا لماذا يرفض ان يطلقها حتى الان .ولكنها لم تخسر فى معركه قط ، لم يؤخذ منها احدا من قبل شيئا كان ملكا لها ودون ارادتها ...


اصبح اسلام بالنسبة لها شىء هى تملكه ،لا انسان له احساس وقلب ينبض ،ومشاعر تتحرك ...


يمضى الاسبوع سريعا وخطه اسلام تسير كنا رسمها ؛ لكى يؤدب شيماء على أفعالها ويجعل الغيرة والحقد يأكل قلبها ...


يحاول اسلام التقرب فعلا من سيلا ،ولكن سيلا يميل له قلبها ويريد ان يستسلم له، ولكن عقلها يصر على ايلامها وتذكيرها بأنه يخدعها ،وما يفعله ليس من دافع الحب ولكنه قد يكون من دافع الشفقة او الطمع او احتمال تملك لها فقط ...


ترجع سيلا للاسكندرية ولعملها ، ويرجع اسلام لشركته ولكنه لا يذهب لشقة شيماء ،مما اثار جنونها وغضبها وجعلها تبحث عنه فى كل مكان .


تابعووووني للروايات الكامله والحصريه



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



جميع الروايات الكامله من هنا



تعليقات

close