القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

رواية ضربات القدر بقلم نجلاء ناجي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

   رواية ضربات القدر بقلم نجلاء ناجي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية ضربات القدر بقلم نجلاء ناجي الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

مات زوجهاوتزوجت اخيه

الحلقة السادسة عشرة

عدة اسابيع تمضى واسلام فى عمله بالشركة يتابع المشاريع ، وسيلا فى عملها بالمستشفى، وشيماء تتابع اخبار الجميع عن كثب.


أثناء العمل يأتى اتصال هاتفى لسيلا يخبرها ان نوران قد أصيب فى الحضانه ،ترتجف سيلا وتنهض تلملم متعلقاتها بسرعة ،يقع ما يقع وتأخذ ما يتبقى معها فى الحقيبة، يراها الدكتور أحمد فيتقدم منها بسرعة يسأل فى لهفة


- أحمد : مالك فى إيه ؟


سيلا ببكاء وهى ترتعش : نوران. ..بنتى الحضانه كلمتنى وقالت انها وقعت واتعورت

انا راحه لها حالا

احمد بلهفة انا جاى معاكى


سيلا وهى تسير : شكرا ليك ،ملوش لازمه

احمد بإصرار وهو يراها ترتعش امامه :


- متخافيش ان شاء الله خير .. انا جاى معاكى .هتسوقى ازاى كدا. .


سيلا مستسلمة : ماشى


تركب سيلا سيارتها بجوار أحمد وهو يقود ، وهى تفكر فى نوران وما قد يكون حدث لها ، واحمد ينظر لها وللطريق وهو يشعر بالحزن عليها .يصلان للمستشفى ويصعدان معا بسرعة ، تبحث سيلا بأعينها عن ابنتها، ويسال احمد الاستقبال ويعرفهم بنفسه فتخبرة بأن الحاله فى غرفة الطوارىء . ينطلقان لغرفة الطوارئ ويدخلان بسرعة فيجدان اسلام جالسا بجوار نوران، يقف اسلام وينظر لهما معا نظرة بدهشة؛ مغاداها انتما الاثنان معا لماذا؟ يدخل الطبيب ويتحدث معه احمد وسط نظرات اسلام الغاضبة، ومتابعته للحديث بينهما ،ونظرات سيلا الزائغة وهى تنظر الى نوران واسلام واحمد والطبيب. ..


الحمد بهدوء : هما هيعملوا لها اشعه على المخ لانهم شاكين فى ارتجاج بالمخ. بس ان شاء الله خير ..دا مجرد شك .. والجرح خلاص اتخيط تجميلى ..متخافوش


تشهق سيلا وينهار اخر قوة لها وهى تردد :


ارتجاج بالمخ !!


يتقدم منها اسلام ويربت عليها وسط انظار احمد المرتبكه ..


احمد بسرعة : طب انا هروح معاهم فى الاشعة واتابعها عن اذنكم .


تجلس سيلا بإنهيار تبكى وتسرى فى جسدها ارتعاشة كلما فكرت انه كان من الممكن ان تفقد ابنتها ،تحاوط نفسها بزراعيها لطمئنه نفسها وتهدئه ارتعاشها ،يراها إسلام وهو يجلس بجوارها فيحاوطها بزراعيه ،فتستسلم له سيلا وتستكين بينهما وتبكى خوفا .


اسلام هامسا :


- خير .. ان شاء الله خير متخافيش يا سيلا


لحظه ضعف منها واستسلام لقلبها له اشعره بمدى قريه منها واحتياجها له .اسعد هذا قلبه كثيرا .


استكانتها معه جعل غضبه يهدأ قليلا من حضور احمد معها ،اعترف لنفسه وهى بين ذراعيه انه لا يريد شيئا اخر من هذه الدنيا سوى ان تبقى سيلا بين ذراعيه .. ومعه فقط ...وهى فقط دون سواها .


يمر الوقت ويأتى الدكتور احمد مع نوران وهما يتحدثان معا وتضحك نوران ليرى احمد من بعيد إسلام وهو يحتوى سيلا، للحظة شعر بالغضب او الغيرة ،ولكنه ذكر نفسه انه زوجها . لا يزال هناك بقايا حب لها نعم، ولكنه لم يكن ليصرح لها او حتى ان يشير لها من قريب او بعيد بهذا إحترامها لنفسه، ولها ايضا . يكفيه ان ينعم بقربها كصديق ،إلتجأت له وقت حاجتها .


أحمد بمشاكسة لنوران : يلا يا سيتى تعبتينا وخضتينا عليكى بس .


تنتفض سيلا من جلستها وتنظر الى نوران وتجرى عليها تحملها وتقبلها بلهفة وتنظر له بعينيها تسأله . واسلام ينظر لها مستمعا


احمد بهدوء وابتسامة : الحمد لله مفيش حاجه كله تمام وتقدروا تروحوا كمان .


اسلام : يعنى كله تمام يا دكتور ؟


احمد : تمام .. هى تستريح النهارده وبلاش لعب وشقاوة.

يقول هذا وهو ينظر الى نوران مشاكسا لها ،فتضحك له بسعادة .


اسلام شاكرا له : شكرا يا دكتور احمد ، واسفين على اذعاجك


احمد مبتسما له ليطمئنه فعيناى اسلام تفضحه بغيرته عليها وقد قرأها احمد جيدا :


- تعبك راحه ،المهم اننا اطمنا على نوران .

سيلا كانت هتقع من طولها لما جالها الخبر علشان كدا خفت عليها تسوق فقلت اوصلها .


اراد احمد طمئنه اسلام ،ولكنه لم يكن يدرى ان بذكره لسيلا مجردا من اى ألقاب قد اثار غيرته أكثر واكثر ،فتلمع عيناى اسلام بغيرة ولكنه يحاول ان يخفيها .

اسلام بإبتسامة جاهد فى رسمها :


- فيك الخير ، والف شكر ليك مرة تانية .

ثم يلتفت الى سيلا ويحمل نوران ويقول لهما :

- مش يلا بينا ؟


تومىء سيلا برأسها موافقة وتخرج معه ، تقف اما م سيارتها ولكن اسلام يصر ان تترك سيارتها ويرسل من يأتى بها للمنزل ،وتركب معه هى ونوران ...


تجلس سيلا بجوار اسلام ، ونوران تجلس فى الخلف، ويتجهان الى شقة سيلا ..


اثناء الطريق كان اسلام ينظر الى سيلا نظرات معاتبه ،قلق ، .بينما سيلا كانت شارده تنظر على نوران فى مرآه السيارة تارة ،وتشرد فى الطريق الجانبى تارة اخرى ،وتختلس النظرات الى اسلام فى خوف من ردة فعله من رؤية احمد تارة ثالثه .

تعلم من نظراته لها انه غاضبا منها ، ولكنها حاولت اثناء احمد عن الحضور ولكنه اصر .. ..


فى شقى سيلا ...


تتوقع سيلا ان يصب اسلام جام غضبه عليها ، ولكنها لا تعلم متى ؟ يضع اسلام نوران فى سريرها بعد ان نامت من اثار الدواء . ويتجه لخارج الغرفة مع سيلا ؛ التى كانت تبتعد عنه وتتلاشاه .

يلحق بها اسلام بسرعة ويلفتها له بحده ويسألها :


- إيه اللى جابك مع أحمد ؟.


سيلا بتوتر فقد آن اوان المواجهه :

- زى ...ما قال لك ... خاف اسوق وأنا متوترة .


تحول عيناه عليها فى غضب ،سرعان ما تحول الى شوق جارف لها ، يقاطع كلامها ،ويتهدج صوته :


- سييلا .... ليه يتعملى كدا ؟


سيلا بتوتر وبدون فهم : ب..بعمل إيه ؟ مش فاهمه ..


يقترب منها اسلام حد الالتصاق ويهمس لها :

- كفايه بعاد بقى ... فعلا خلاص ..صبرى نفد ،مش قادر ابقى فى مكان وانتى فى مكان.


ينظر لها فى عينيها وانفاسهما تختلط معا ، تتلمس سيلا قى كلماته ونبره صوته صدقه ، وصدق إحساسه ،تشعر بمدى تأثرها بكلامه، ويرى اسلام مدى تأثرها بكلامه فيتابع :


- أنا جبت شقة كبيرة لينا كلنا .

يتنهد بتعب ويتابع ...

- أنا تعبت .. تعبت من الشد والجذب ...عايز نبدأ حياتنا بقى يا سيلا.... أنا .. أنا محتاجك اوى ...اوى .


تغمض سيلا عيناها عنه ؛تحاول ان تخفى مدى تأثرها بحديثه ،ولكن سرعه انفاسها تكشفها له .


تجلى صوتها ولكنه يخرج واهن متأثرا بوضوح :

- تشرب شاى ؟


اسلام مبتسما ومشاكسا لها وهو يحرك انفه على انفها : لا... انا عايز اتغدى .


سيلا وهى تبتعد عنه لتتمالك نفسها :

- إنت جاى على طمع بقى .


اسلام وهو يزيح خصله من شعرها وراء أذنها ويتأمل وجهها ويقول : أنا لحد دلوقتى ،طمعان فى غدا بس ... فى شقتنا هطمع فى حاجه اكبر ..


سيلا بخجل تنظر له ولا ترد ،ولكنها تبتعد عنه وتتحه للمطبخ بسرعة ..وسط ضحكات اسلام المعجبه بها وبخجلها هذا ؛ الذى يزيده تعلقا بها وحبا لها .


يأتى سيف ويأكل الجميع وسط سعادة ترفرف عليهم .فى المساء يرفض اسلام ان ينام بجانب الاولاد ، وينام على الاريكه فى الصاله حتى الصباح ،وعيناه معلقتان بباب غرفة سيلا . بينما تنام سيلا بملىء جفنيها لشعورها بالامان فى وجود اسلام بالمنزل .


فى الصباح ...


يتجه اسلام مع سيلا والاطفال الى الشقة الجديدة ،ورفض أن يحضروا اى شيئا معهم من متعلقاتهم . وجد الاطفال كل ما يحتاجون اليه من لعب وهدايا وملابس ...


كما طلب اسلام وشدد فى طلبة عدم احضار سيلا لاى شىء من متعلقاتها معها ..

انصاعت سيلا لرغبته دون فهم منها ،ودون تفسير منه ..


فى المنزل سيلا بدهشة وهى تقف فى غرفة نومها تتفقد كل شىء بها بدهشة بالغه ،وسط ابتسامه اسلام الاهيه والمستمتع بدهشتها لحد الثماله.


سيلا : الشقة فيها كل حاجه! حتى الاكل ... إنت جبت دا كله امتى ؟

وحتى حاجاتى ..جبتها امتى ؟


اسلام وهو يتقدم منها ،وفى كل خطوه يخطوها قريا لها تتسع ابتسامته ، ويقول وهو يقف امامها ولم يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلة .


- كنت كل يوم بعد ما اشوفكم مروحين البيت ؛ أجى هنا اوضب واشوف إيه اللى ناقص وأجيبه ، حتى حاجتك دى ؛ انا اللى مختارها بنفسى ، كل حاجه شفتك فيها جبتها.


يظل ينظر لها ويتأملها ،وتنظرلها وتتأمله ؛متأثره بكلامه و بمشاعره ،يمد اسلام يده ويمسك يدها ، ويضع دبلته فى أصبعها مرة اخرى ،وسط صمت سيلا ،وتعلق عيناها به ، وهو يقبل باطن يدها ،وينظر لها ،لتلفحه انفاسها على وجهه ،يقترب منها ويقبلها بإشتياق بالغ .


يبتعد عنها ويهمس :

- دلوقتى بس اقدر اقرب منك .

سيلا وهى تنظر له بعدم فهم ؛فيوضح لها اسلام حديثة ..


- طبعا كنتى بتسألى نفسك ليه نمت فى الصاله ؟ وليه مبقربش منك فى شقتك ؟


يجول بعينيه على وجهها ويزيح جانب من شعرها خلف اذنها ، ويجول بيده على وجنتها هامسا:


- علشان دى كانت مش شقتى ..لكن هنا شقتى ؛ وكل حاجه هنا انا اللى جايبها ، هنا مفيش حاجز بينى وبينك يا سيلا .

يقترب ،فتبتعد سيلا بخجل :


- هاااا ... هروح احضر الغدا .. وتفر من امامه مسرعة متجه الى المطبخ ،وإسلام يضحك بملىء فاهه ، ويتجه ليجلس فى الردهه ويتابعها بشغف وهى فى المطبخ ..


يلعب اسلام مع سيف ونوران ويظلوا يلعبوا حتى موعد الغذاء ، وبعد ذلك ينام الصغار ...


اسلام وهو يقترب من سيلا : من بكرة فى واحده هتيجى تشتغل فى البيت الصبح ، وتمسى الضهر .


سيلا يإعتراض : ملهاش لازمة ..أنا....


اسلام مقاطعا لها وهو يضع يده على فمها :


- ششششش .... انا اللى عايز كدا .


لا تنكر سيلا تأثرها بلمساته لها ، ولا ينكر هو تأثره بقربها منه ، يتمعن اسلام فى النظر فى قسمات وجهه سيلا ،يقترب منها ويستنشق أنفاسها ويهمس :

- وحشتينى ... بجد وحشتينى ... شهرين بعيده عنى .. موحشتكيش .؟


سيلا وهى تغمض عيناها خجلا منه ولا ترد ؛بينما يذداد وجهها إحمرارا ؛ وتتسارع أنفاسها ..

فيقول اسلام بهمس :


- متقوليش حاجه ؛ سكوتك ،ونفسك قالى كل حاجه .

يقترب منها ويقبلها ويذهبان معا فى بحر من الحب ...


عند نشوى وهند ....


قامت نشوى بزيارة هند للاطمئنان عليها وعلى صحتها ..

نشوى بإبتسامة : اخباركم إيه ؟

هند بهدوء : الحمد لله بخير .

نشوى :واخبار البت خطيبة صادق دى إيه ؟ بتكلمك ؟

هند : آه بتكلمنى بس مش كتير ..

نشوى بقلق : وانا كمان برده مش بتكلمنى كتير ،خايفة تكون شايفة نفسها علينا ..

هند ببراءه : يمكن مكسوفة مننا وليه مخدتش علينا .

نشوى متنميه ذلك : يا ريت تكون كدا ،ومتكونش ناوية تبلف الواد وتضحك عليه ؛أصل صادق ده طيب ويضحك عليه .

هند بإستنكار : ليه هو عيل ... دا راجل يا نشوى .

نشوى : هم كلهم عيال صغيرة ..


هند تشعر يالدوار وهى تتحدث مع نشوى .

هند : فطرتى ولا تفطرى تانى معايا

نشوى : لا فطرت مع رمزى . بس عايزة قهوة.

هند بتعب : طب نشوى معلش ، إعمليها انتى ؛ اصلى مش طايقة ريحتها

نشوى بتساؤل : ليه ؟

هند بتعب واضح : باين إنى واخده برد .وعايزة انام ،وريحة القهوة بتجزع نفسى .

نشوى : خلاص أعملك معايا شاى .

هند وهى تهز رأسها نفيا : لا ... مش عايزة .


يقدم خالد من الخارج

خالد مرحبا بنشوى : نشوى هنا .. دا البيت منور .اوعى تكونى عامله مصيبه ..

نشوى وهى تلوح بيدها رافضة : لا والله ؛ جاية زيارة وبس وماشية اهه ..

خالد وهو يضحك : طب خليكى نتغدى سوا .

نشوى وهى تتهض : لا.. انا كنت جايه اشوف هند واقعد معاها حبه ،ويا دوب اروح اعمل الغدا لرمزى .يلا سلام عليكم .

تخرج نشوى ليفاجئ خالد بهند وهى تحرى للحمام .

خالد بخوف وهو يمشى ورائها : مالك يا هند ، إنتى تعبانه .

هند بعدما فرغت من القىء ،وبوجه شاحب :

- باين التكييف جابلى برد ،ثوانى أجهز الغدا

خالد مانعا لها : لا... استريحى انتى وأنا أحضر الغدا

هند بدهشة : تحضر إيه !! ليه يعنى ،أنا طابخه يعنى أغرف بس .

خالد وهو يتجه بها بعيدا عن المطبخ :

- طب وماله ... هجهز الاكل انا واناديبك .. روحى ارتاحى .. روحى بقى انتى مفكرانى صغير ولا معرفش اعمل يعنى ... يلا روحى .


تذهب هند لتنام ويجهز خالد الطعام ،ويضعه على صينيه ويأخذها الى غرفة النوم . يظل ينظر على هند النائمه ووجهها شاحب .. يضع الصينيه على المنضده ويقترب منها ويهمس :


- اصحى يا هند ... الغدا جاهز ..


هند وهى تفتح عيناها بإرهاق : انا قايمه اهه ..

تجد هند جالس بجوارها وصينيه الطعام على المنضدة صغيرة بجوارها ...

هند يدهشة وهى تشير الى الطعام :


- إيه دا ... الغدا هنا !!

خالد بحنان : هو انا عندى كام هند علشان اخاف عليها دى واحده بس .يلا بقى كلى أصلى جعان اوى .


تشعر هند بالامتنان لخالد ولرقة قلبة عليها ،وتشكر الله فى سرها على نعمه الزوج الصالح . نعم فالزوج الصالح نعمه من الله ..


عند سيلا فى منزلها ...


يعود اسلام للمنزل ،يجد الاطفال نائمين ،فيتجه الى سيلا فى حجرة نومها ...

يجدها تجلس امام المرآه، تنظر له وهو يقف على الباب ساندا عليه يراها ويتأملها وهى تنشط شعرها ،فيعتظل فى وقفته ويتقدم لها فى خطواط ثابته وعيناه ومثبتتان عليها ،وعيناها معلقتان به ، حتى يصل لها وينحنى يقبل رقبتها ويستنشق عطرها :


اسلام هامسا : سيلا ..ممكن بقى ترجعى للشركه وبلاش تروحى المستشفى عند أحمد .


هو فى قراره نفسه يشعر بالغيره القاتله من تواجدها مع احمد فى نفس المكان ،بل من مجرد رؤية احمد لها فى عدم وجوده ، يرديدها امامه هو فقط ،لا عين تراها سواه ،لا ينطق اسمها احدا سواه .

سيلا بدهشة وهى تنظر له فى المرآه ،ليه كدا يعنى !!


اسلام وهو يتظر لها فى المرآه :


- متنسيش انه كان متقدم لك قبل كدا ، والوضع دا مضايقنى جدا ...


للمرة الاولى التى يشعر فيها اسلام بأنه يكشف نفسة وغيرته امامها ولكن لا يهمه ذلك فى مقابل ان تبقى سيلا له ..


سيلا بأسف ؛ هى لا تريد ان تبقى فى سيطرة اسلام وشيماء عليها ،لا تريد ان يتحكما فيها ،تريد الشعور بالاستقلال عنه فى عملها . تشعر بغيرته عليها ،ولكنها تعلم جديا انها لا تفعل ما قد يثير غيرته فهى تحفظه فى وجوده وغيابه. ..


- معلش يا اسلام ؛ أنا مستريحه فى الشغل هناك ،وبعدين مش كل حاجه انا بعملها علشان راحتك ،إعمل انت دى علشان راحتى أنا ...


اسلام وهو يشعر بالغضب من رفضها واصرارها على العمل فى المستشفى ولكنه يتحامل على نفسه من أجل راحتها فقد طلبت ذلك بنفسها وهذا اول طلب لها منه ، فأصبح مجبرا على القبول .


اسلام مستسلما ومتنهدا : ماشى


يبتعد ويجلس على طرف السرير ،تنهض سيلا وتتجه له وتجلس بجوارها : يا ريت تبقى تجيب عز الدين ورنا هنا ؛سيف ونوران مفتقدينهم اوى ..

اسلام وقد شعر انها تريد لم شملهم جميعا فيبتسم وينسى غضبة ويمسد على شعرها ويقول:


- أنا بفكر اجيبهم هنا على طول والله، بس مش عايز مشاكل مع شيماء . ولو إن الهانم مش فاضية ليهم . ولادها ومش فارقين معاها اساسا .


سيلا بدهشة : انت ازاى تقول كدا ! مفيش ام ولادها مش فارقين معاها .بلاش تيجى عليها كدا .

قال آخر جملته بسخرية لازعة ...


اسلام بدهشة اكثر منها ومن تفكيرها الطفولى،يجذبها نحوه لكى تجلس على قدميه ،وهو لا يذال يمسد غلى شعرها ويشملها بنظراته ويقول :


- شوفى انتى بتدافعى عنها اوى ازاى ..! إنما هى بقى لو تطول تموتك والله تعملها .


يستطرد قائلا : عارفة لما كنتى فى البلد عند الحاج وكنتى بتنامى كتير ... كان من إيه ؟


سيلا ببراءة : إرهاق.


اسلام نافيا : لا... كانت الهانم بتخلى واحده من الخدم تحط ليكى حبوب منومه فى الاكل ...ها لسه هتدافعى عنها ؟


هنا يريد اسلام ان يصل لها فكره، ان لا تنظر للجميع ببراءة وتعلم ان هناك من يتمنى الأزى لها .

تشعر سيلا بمدى كرهه شيماء لها ؛ وخافت ..نعم خافت من الاتى ،فشيماء بشخصيتها التملكية ؛ لن ترضى بوجود سيلا منافسا لها عند اسلام ،إذا ستحاول التخلص منها أو حتى من ابنائها ...


سيلا بخوف : رينا يهديها ... ويهدينا جميعا ..


يقترب اسلام منها لمى يقبلها ،فتبتعد سيلا عنه بسرعة وتنهض ،ينظهش اسلام من رده فعلها تلك ،يظل ينظر لها فى محاوله لتفسير تصرفها ؛ فسره انه خوف من الحوار عن شيماء ،أو ربما يسبب خجلها الدائم منه ..نعم هو يعلم كم هى خجوله ولكن تلك المرة ابتعاد ونفور .. نعم نفور ..

هنا تتحدث سيلا وتضع لفكره السبب ..

سيلا بتعب ونفور : إنت ريحتك ايه يا اسلام ؟

اسلام مندهشا فقد صدق تخليلة ..نفور ولكن لماذا وما السبب ؟

اسلام بدهشة : ريحتى ايه يعنى ؟ مش فاهم !!

سيلا وهى تبتعد اكثر : مش عارفة ؛ريحه البرفان بتاعك دى خنقانى اوى ... يا ريت لو تغيرها

اسلام بدهشة أكثر وهو يفكر : ماشى اغيرها ...بس أنا كول عمرى بستخدمها ؛ إيه جد يعنى ؟

سيلا وهى نفسها لا تدرك السبب فهى فعلا اصبحت لا طيق رائحتها :

- جدد ... غير يا سيدى .. ماشى

اسلام وهو ينهض : ماشى

سيلا وهى تراه ذاهبا للحمام ، انت رايح فين؟

اسلام وهو يتجه للحمام : هشيل الريحه اللى مضياقى يا سيلا ... خمس دقايق وراجع لك ..

وأه ..ابقى هاتى لى البرفان اللى يعجبك وميخنقكيش ..

سيلا ببراءه وحزن : إنت زعلت يا اسلام ؟

اسلام وهو يلتفت لها : لا طبعا. .. دا حقك على فكرة

سيلا بإبتسامة : طب روح هات العيال بقى على ما اعمل لكم حاجه حلوه ..

اسلام مقاطعا : هجيبهم بعدين .

يغمز لها ويبتسم ويذهب للحمام ...


بعد فترة من الوقت يذهب اسلام الى شقته ليحضر ابنائه ..


فى شقة اسلام ....


يدخل اسلام وييحث عن ابنائه ،ويجدهما يحلسان فى ملل فى غرفتهما ، يطلب اسلام منهما ان يتجهزان للخروج معه ...

يسأل اسلام عن شيماء ويجدها فى الخارج ،كالعادة. .. كلمه نطق بها اسلام بسخرية ..

على باب المنزل يتأهب اسلام للخروج ومعه عز الدين ورانا وهما ينظران بلهفه للخروج لسيف ونوران ،ما ان يفتح اسلام الباب حتى يفاجىء بشيماء امامه تتأهب لتفتح الباب وتدخل وهى تتحدق عبر الهاتف ...


نظرات مندهشة منها وهى تتطلع لهم وهم يتأهبون للخروج ؛تجول بنظرها على اسلام وابنائها وهى تفكر بسرعة اين يذهبون الان ؟ وبخاصة وجود اسلام فى المنزل ،بعد هجره لها قرابه الشهرين.


ونظرات مصاحبه بخيبة امل للابناء ؛وهم يرون ضياع ذهابهم الى سيلا بوجود شيماء .


اما اسلام فكانت نظراته تجمع بين السخرية والغضب ؛ السخرية من حديثها فى الهاتف واهمالها للجميع ،والغضب من وصولها فى تلك اللحظه بالذات ،ومعنى ذلك مواجهه بينهما حتى يخرج مع الاولاد ....


سيماء بلهفة : اسلام ..حمد الله على السلامة . اخيرا جيت على بالك .

اسلام بإبتسامة ساخره : مهو واضح انك كنتى قاعدة مستنيانى ..

شيماء : لو اعرف انك جاى كنت استنيتك ،بس معرفش .

تعال وتضع يدها على كتفه ، فيبعد اسلام يدها، شيماء بصدمة وغضب مكبوت :

- مالك يا اسلام ... للدرجه دى .

اسلام وهو بنظر فى ساعته : معلش أصلنا خارجين ..

شيماء : طب خلاص اخرج معاكم ونتغدى سوا ..


عز الدين معترضا : إحنا رايحين عند سيف ونوران يا ماما ...

اسلام فى نفسه غضب من عز الدين مما قاله فيهذا اصبح من المستحيل ان تتركهم شيماء يذهبوا لسيلا ..

شيماء بحده وهى تنظر لهم : عند سيلا ... لاء .

اسلام بحده : لاء ليه ...؟ ولاد عمهم ومن حقهم يشوفوا بعض ..

شيماء بكره شديد : ولادى ميرحوش عند سيلا يا إسلام.


تدخل المنزل ويغلق اسلام الباب ويلتفت لها وعى تقف فى الردهه تستعد لمعركه كبيرة معهم ..


اسلام بحده : دول ولادى انا كمان ،ورايحين بيت ابوهم برده مش بيت حد غريب .


عند كلمه بيت ابوهم تلك فقدت شيماء الجزء الباقى من عقلها فجحظت عيناها بشده ؛فمعنى ذلك ان اسلام اصبح يعتبر منزل سيلا منزلا له هو ايضا ،وهذا يدل على شدة قريها منه وهذا خطر كبير عليها. ..


شيماء وهى تخطف الاولاد من يده : ولادى معايا ... اللى عايزهم، يقعد معاهم ، وبعدين مش دا بيتك برده ،ملوش حق عليك ولا بيت سيلا بس اللى ليه حق عليك .؟


ينظر اسلام لها مفكرا فى كلماتها ،يحاول ان يحد لها تفسيرا ، ثم يسألها :

- يعنى إيه بقى ؟


شيماء مفسره له وهى تتخصر له :

- يعنى انت كمان مش هتخرج .


اسلام ينظر لها بمنتهى الغضب والعند فتلحق نفسها بسرعة وتكمل :

- أظن دا حقى ولا إيه ؟ ولا للزم أقول للحاج رشدى؛ يعنى علشان يعرفك تعدل بينا .


اسلام بغضب شديد : وإيه دخل بابا فى الكلام ده؟

شيماء بمكر شديد : علشان يعرفك تعدل يينا ؛مش هو اللى جوزهالك ،يبقى يخليك تعدل بينا . زى ما قعدت عندها شهرين ومجتش ، هتقعد هنا شهرين ومش هتروح لها ..


اسلام بصرامه : أنا مكنتش عندها الشهرين دول ، واعتقد ان خط سيرى كان عندك أول بأول ؛سواء كان هناك فى الشركة او فى البلد.


ترتبك شيماء من حديثة ان أخباره تصل لها من البلد ولل تعلم هل يقصد هدى ام نشوى ...

ولكنها تتمالك نفسها : مليش فيه ، هتقعد معايا ،يعنى هتقعد معايا .


ينظر اسلام لها ويفكر فى حديثها، يريد ان يتركها ويأخذ الاولاد ويخرج ،ولكن حديثها عن العدل بينهما يحجمه ، اصبح لا يريد البقاء معها ولكنه يجب عليه ان ان يعدل بينهما فهو حقا قضى لدى سيلا أسبوعا، ومن حق شيماء ان يعدل ..

تنهد اسلام وهو يشعر بالضيق منها واراد ان يضايقها هى ايضا :


- طب خلاص ... خشى اطبخى لنا الغدا .


شيماء بسرعة : هطلب دليفرى


اسلام بحدة وغضب وهو يتحدث من بين اسنانه :

- وأنا عايزك تطبخى لنا يا شيماء. .. يا إما همشى .


شيماء مستسلمه له : ماشى .. هدخل اطبخ وانتم كلكم خشوا جوا ...


يدخل عز الدين ورنا الى حجرتهم وهما يشعران بالاحباط لعدم ذهابهم الى سيف ونوران .


كذلك اسلام يشعر بالاحراج من سيلا ،فما كان منه إلا أن دخل غرفة مكتبه واتصل بسيلا وشرح لها ما حدث ،وتفهمت سيلا الموقف ،أو بالاصح تظاهرت انها تفهمت الوضع واغلقت الخط بسرعة حتى لايشعر اسلام بمدى ضيقها وحزنها ...


تغلق سيلا الهاتف وهى تشعر بغصة فى حلقها ،تريد البكاء ولكنها تتماسك امام نفسها ؛لا تعلم لماذا شعرت بالحزن او الغضب ،هذا حقه ايضا ؛ان يبقى مع شيماء حقا لها وله ،إذا لماذا شعرت الحزن او بالاصح بالغيرة ...


هنا لم تصدق سيلا نفسها انها تشعر بالغيرة ،ينتشبها من دهشتها وتوترها دخول سيف اليها


سيف : مالك يا ماما زعلانه ليه؟

سيلا وهى تحاول ان تبتسم له : مفيش يا حبيبى

نوران : هو عز الدين ورنا لسه عليهم كتير بما يجوا ؟


سيلا : مش هيجوا النهاردة ؛عندهم واجب كتير ولسه مخلصوش . يلا احنا بقى نتغدى ونعمل واجبنا إحنا كمان ....


يغلق اسلام الهاتف ،ويجلس على الاريكه فى مكتبه وهو يشعر بالاختناق الشديد ،يشعر ان سيلا حزنت من عدم ذهابه اليها ..لم تصرح له ؛ولكنه شعر بذلك .

يتنهد بقوة ويشعل لفافة تبغه ،يزفرها فى قوة وغضب ، قلبه يخبره بحزنها ، يريد أن يذهب لها فهو فى قراره نفسه يشعر انه ينتمى لها لا لشيماء، ولكن شيماء امسكته من ناحيه الشرع والعدل بينهما ...


يتنتهى لفافته ويشعل غيرها ثانيه وثالثا ورابعا ،حتى اصبح يجلس وسط سحابه من الدخان ينفث فيها غضبه .


بعد وقت لا يعلم هل كثر ام قل ،تدخل عليه شيماء وتخبره ان الغذاء اصبح جاهزا. . ينهض اسلام بتكاسل شديد .


يأكل الجميع ....

وشيماء تنظر لاسلام بين الحين والاخر ،وهى تشعر يالانتصار عليه وعلى سيلا ؛ لبقائه معها وليس مع سيلا . أما اسلام فكان يأكل بدون نفس وعقله عند سيلا ؛يفكر بها ،هل تناولت طعامها ام لا ،بالطبع لا فهى حزينه وهو من تسبب لها فى ذلك الحزن بعد ان وعد نفسه ان لا يكون مصدرا لحزنها اصبح الان من يحزنها بأفعاله ،شعور بالغضب من نفسه جعله لا يكمل طعامه .

تنظر شيماء على ابنائها حتى انتهوا من تناول غذائهم ..وهى تشعر براحة كبيرة لبقائهم معها ..

تأمر الابناء بدخولهم للنوم بسرعه وتأمر المربية بأن تبقى معهم فى غرفتهم ..


يدخل اسلام للجلوس فى عرفة مكتبه ، بعد مرور بعض الوقت يفاجىء اسلام بشيماء تدخل عليه المكتب ، ترتدى مئزرها ...

ظل اسلام ينظر لها مشدوها ، فقد فهم ما تريده منه . ولكنه آثر الصمت ..

تتقدم منه شيماء وبأعين قويه تنظر له وتجلس ملاصقة له وتهمس له : هتفضل فى المكتب كتير ،

تلمس شعره ووجهه وتكمل : طالما مش بتشتغل استريح شوية ..

ينظر اسلام لها ولا يتحدث يظل صامتا ،وتظل شيماءصامته ايضا ،ولكنها تمد يدها وتمسك يده وتقف، فيقف معها اسلام ويسيران معا الى غرفتهما ....


فى ذلك الوقت كانت سيلا تجلس فى غرفتها ،تحاول ان تنام ولكن بدون فائده ، تظل تسير فى غرفتها وهى تشعر بالتوتر، تمسك هاتفها للمرة المائه لترى هل اتصل بها اسلام ام لا ،فتجد انه لا يوجد اى اتصال منه . تترك الهاتف وتذهب لتصلى قيام الليل. ..


وبعد انتهاءها ، يأتى اتصال اخيرا بها ،تجرى للهاتف بسرعه وما ان رأت الشاشة مضاءة بإسمه حتى ردت بسرعه ...


اسلام بهمس : لسه صاحيه ؟.


سيلا وهى تجلس على السرير : أيوة... انت مش قلت لى هتتكلم تانى ..


اسلام متأسفا : معلش معرفتش اكلمك غير دلوقتى ...

سيلا وهى تغمض عينيها بألم وتشعر بغصة فى حلقها ولكنها تتماسك والدموع فى عينيها وتظل طامته .


اسلام بقلق : سيلا ..

سيلا بهمس مختنق : أيوة

اسلام : انتى نمتى ؟

سيلا بإقتضاب : لاء

اسلام : زعلانه ؟

سيلا والدموع انهمرت فى صمت ولكنها قالت بتماسك : لاء

اسلام : بس أنا حاسس انك زعلانه و ..

سيلا مقاطعة بهدوء مصطنع :

- انا مش زعلانه ،دا بيتك وليه حق عليك زى ما هنا بيتك برده ..

اسلام : أنا ...

سيلا مقاطعه له : تصبح على خير يا اسلام

اسلام بدهشة منها : هتنامى دلوقتى !

سيلا بسرعة وقد اختنق صوتها : ايوة

اسلام وهو يشعر بأنها حزينه جدا ولم يرد ان يغضبها اكثر من ذلك : تصبحى على خير .

سيلا بسرعة : وانت من اهلة مع السلامه .


تغلق سيلا الهاتف بسرعة فقد انهارت مقاومتها، ورمت الهاتف واخذت تبكى غاضبه من نفسها ومن شعورها الذى تشعر به الان .


اما عند اسلام فقد شعر يمدى حزنها، وغضب من نفسه كثيرا ،ألقى الهاتف على منضدة بجواره وهو يزفر فى قوة وغضب، فتح نافذة غرفة المكتب واخذ هواء البحر على صدره ؛ لعله يطفىء تلك النار التى يجيش بها صدره الان .. يريد ان يذهب لها الان ،ينظر فى الساعة ليجدها الثالثة فجرا يشعل لفافة تبغه ،ويظل ينفث هوائها للخارج وكأنه يرسل لها انفاسه لتحيط بها لحين ذهابه اليها فى الصباح ..


ظل هكذا حتى شروق الشمس فقد عزم ان لا ينام الا لديها .. ولديها هى فقط. ..


التفاعل يقل النشر يتأخر براحتكوا          الحلقة السابعة عشر. ...

مات زوجها وتزوجت أخيه

فى الصباح الباكر يركب سيف ونوران حافلة الروضة، و يخرج اسلام مبكرا متجها الى منزل سيلا ،يدور فى ذهنه آلاف الاسئله ؛ يعلم انها ربما تكن حزينه منه ،لا بل من المؤكد انها حزينه منه . فهو نفسه غاضبا من نفسه، ولكن ما باليد حيلة .

يفكر ماذا سيقول لها ؟ ماذا ستقول له ؟ ولكنه يستقر على شىء واحد وهو ؛ أنه يجب ان يصالحها ويطيب خاطرها .


يصل اسلام الى المنزل ، يدخل متلهفا وهو يجول ببصره باحثا عن سيلاه ، يجدها فى غرفة الاطفال ترتبها .

اسلام بلهفه ،وهو يتقدم فى اتجاهها :


- صباح الخير ، مقدرتش اروح الشركه قبل ما أجى أصبح عليكى ،وأفطر معاكى. .


تنظر له سيلا قليلا ، لا تعلم ما الشعور الذى تشعر بيه الان ؛تريد ان تلقى بنفسها بين ذراعيه ،وتريد ان تصرخ عليه غاضبه منه ، تظل تنظر له بجمود ولا تتحرك او ترد عليه ،حتى يصل اسلام ويصبح يقف امامها. تظل تنظر له ولا تستطيع ان تفعل شيئا ،وهل يحق لها ان تفعل شيئا ،هو لم يخطىء، كان فى بيته الاخر مع زوجته وابنائه، و.. وتركها ..هنا تماسكت سيلا جيدا ؛ حتى لاتظر له ضعفها تجاهه او حتى تأثرها من مبيته عند شيماء .


سيلا بجمود : صباح الخير، ثوانى والفطار يبقى جاهز. .


يحاوط اسلام خصر سيلا بذراعيه ويهمس لها فى أذنيها :

- وحشتينى اوى ..


سيلا وهى تبتعد عنه فى ضيق ، تعلم انه يقول هذا لانه شعر بغضبها ،غضبت من نفسها كثيرا لانها اصبحت امامه مثل الكتاب المقروأ ؛اصبح يعلم انها غاضبه من ذهابه الى شيماء . تعلم انه يطيب خاطرها فقط ،وربما يكون لا يحبها ،وما يحدث بينهما مجرد واجب ..لا حب . عند تلك النقطة بالذات لم تتحمل سيلا نفسها ابتعدت عنه وكأنها تعاقب نفسها لا تعاقبه هو :


- هحضر الفطار ؛ علشان متتاخرش على الشركة ،وانا كمان متأخرش على المستشفى. .

اسلام قاطبا حاجباه بغضب : بلاش الشغل فى المستشفى بقى يا سيلا .


سيلا بغضب شديد وبنفاذ صبر ؛ لا تعلم ماذا حدث لها تريد ان تتشاجر معه ام انها تريد ان تتشاجر مع نفسها فقط .


- اتكلمنا فى الموضوع دا قبل كدا ، ومش هسيب الشغل يا اسلام .


يحاول اسلام ان يمتص غضبها فيقول : طب لو قلت لك علشان ....

تقاطعة سيلا وهى تبتعد عنه واضعه يدها على انفها :


- ابعد يا اسلام ؛ مش قادرة اسم ريحه البرفان بتاعك ده .


اسلام بدهشة ؛هل كل هذا يسبب البرفان ام هناك سببا اخر لهذا الغضب ؛ ربما للنه تركها انس ولم يحضر على الغذاء .


لم يدرى اسلام ان سيلا تشعر بالغيرة عليه ، هى كأنثى تغار على زوجها ،تعلم انها زوجه تانيه ولكنها ماذا تفعل فى هذا الشعور المسيطر عليها ..


انا اسلام بشعر بالغضب والدهشة من تصرف ونفور سيلا منه .

اسلام بدهشة : ماله البرفان. .


يستنشقه من على ملابسه ويكمل : ما هو حلو اهه


سيلا بحده : بيخنقنى يا اسلام معلش ..انا اسفة يس فعلا مش طايقة ريحته .


اسلام معللا : ما دا اللى عندى فى الشقة هناك ،و...


يقطع كلامه عندما جحظت عيناى سيلا وهى تنظر له ؛ فقد فهمت ما يريد قوله وآلمها كثيرا .


شعر بألمها وصمت ،لم يكمل حديثة ،كان يريد ان يضمها اليه ولكنه تذكر رائحته ،أخذ يسب نفسه فى سره لانه نسى انها ذكرت له ان يغيره .


اذهب سيلا بسرعه لاعداد الفطار وهى تشعر بغضه فى حلقها ،تتظاهر بان كل شىء على ما يرام فى حين انها تفر منها دمعه لئيمه بين الحين والاخر ،فتسرع سيلا بمسحها بسرعة ؛حتى لا يراها اسلام . وتحاول ان تتماسك امامه ..


يتناولا الفطور بدون اى كلمه ،فقط نظرات متبادلة بينهما ؛نظرات تحمل الكثير الكثير من الحديث والمعانى ، تعاتبه ؛ فيهدهدها ،تؤنب نفسها ،فيحامى لها . تشعر بالضعف ،فيحاول ان يسندها بقوة . يلوم نفسه ، فتخفف عنه ،يخبرها بمدى عشقه ،تفرح لذلك ولمنهة تخاف ان يخدعها .


حوار كبير بين العيون، بلغه لم تنطقها الحناجر ،ولكن نطقتها الجفون ...


يخرجا معا ،فتركب سيلا سيارتها

وتذهب للمستشفى مبارشة ، ويركب اسلام سيارته للشركه وهو غاضبا من نفسه . اراد ان يصالحها ولكنه اغضبها اكثر ؛لا يعرف ماذا يحدث بينهما ، كلا منهما بداخله شىء ولا يريد ان يقح عنه للاخر .. او بالاصح هو لا يعلم ما فى داخل سيلا ؛فهى لم تفصح عنه بعد ،يريدها ان تتحدث ان تنفض غضبها هذا وتخبره عن سره ،فهو زوجها وهى حبيبته. ...


تذكر نسيانه لرائحته وغضب اكثر من نفسه ، اخذ يوبخ نفسه كيف ينسى أنها ومنذ ساعات قليلة طلبت منه ان لا يضع هذا البرفان ،ثم يأتى يعدها ويضعه لها ومن اين من عند زوحته الاولى ؟


اعتقد اسلام انها غاضبة منه لذلك ،او ربما لبقائه عند شيماء ، او ربما لسبب اخر هو لا يعبمه وهى بم تفصح عنه ...


زفر اسلام فى قوة وضرب مقود سيارته بيده ؛يتفس عن غضبه :


- طب وانا اعرف اللى مضايقها ازاى وهى مش بتتكلم ، لو اتكلمت بس تريحنى ...

يتلقى اسلام اتصالا هاتفيا ويجده من شيماء ،يرد عليها بفتور ...


شيماء وهى تشعر بالغيظ من ذهابه مبكرا هكذا ،ولكنها تماسكت وتصنعت الهدوء :


- صباح الخير يا حبيبى .

اسلام بإقتضاب : صباح الخير

شيماء بتساؤل : انت فى الشركه ؟

اسلام :لسة فى الطريق


شيماء بسرعة : طب انا اللى هعمل الغدا النهاردة سا اسلام متتأخرش على الغدا ..


اسلام :احتمال معرفش و...


شيماء نقاطعة له بسرعة حتى لا يعطى لها حججا واههيه ويذهب للغذاء عن سيلا :

- الولاد مش هياكلوا غير لما تيجى تتغدى معاهم ،وبراحتك بقى تجوعهم او تشبعهم ..


يتنهد اسلام فى غضب منها ؛ فهو يعلم انها تحاول ان تبعده عن سيلا وتستخدم ابنائه كورقة للضغط عليه ،ويعلم انها من الممكن ان تمنعهم عن الطعام فى سبيل تحقيق ما تريده واشعاره بالذنب تجاه ابنائه ،فيرد بغيظ منها :


- طب خلاص ،هحاول أجى على الغدا ..

تغلق شيماء الهاتف وهى تشعر بالانتصار والفرحة . تتجه الى الخدم وتطلب منهم الاصناف التى تريدها على الغذاء وان لا احد منهم يقول انهم من صنعوا الطعام ..لانها ستخبر الجميع انها من صنعته لهم ...


فى سياره سيلا وبعد ان شعرتوانها ابتعدث عن اسلام ،اطلقت لدموعها العنان ،فقد جاهدت كثيرا لتتحكم فى دموعها ...


انها تشعر يالغيرة عليه ! تغار عليه من زوحته الاولى ؛أم ابنائه. .. اصبحت تحب وتغار ولا تستطيع ان تتكلم، يجب عليها التماسك امامه ، حتى لايشعر بهذا ..


أيا قلبى المسكين

ماذا يحدث لك ؟

هل أحببت ؟

هل عشقت ؟

أتغار الآن على الحبيب!!

بلى ..إنه لطريق طويل

ملىء بالاشواك

والشوق والحنين

والغيرة القاتله

فرفقا بي ...

رفقا بس يا قلبي

فأنا إنسانة ضعيفة 


تصل سيلا الى المستشفى ،تعمل بجد إجتهاد ،تفرغ ألمها وغضبها فى العمل . يلاحظ أحمد الارهاق البادىء علي محياها ، ومكابرتها فى العمل ؛تريد انهاء كل شىء ولا ترفع وجهها عن الارواق والكمبيوتر، مكابرتها على نفسها تلك بالاضافة الى مسحة الحزن التى تعلوا وجهها ..

يعلم ان هناك شيئا بداخلها يضايقها ؛وكيف لا وهو طبيبها النفسى .


يقترب منها ويقف امام مكتبها وهى لا تشعر بوجوده حتى ، وبصوت هادىء يقول لها :


- كفايه شغل كدا يا سيلا ؛ إنتى تعبتى النهاردة، روحى على البيت .

سيلا وقد حفلت منه فرفعت عيناها له، ثم وضعتها ثانية وبسرعة فى جهاز الكمبيوتر، وتحدثت معه بدون النظر له . فهى لا تريد لاحد ان ينفذ الى داخلها، لا تريد لاحد ان يشعر بما تشعر به ،لا تريد لاحد ان يراها فى لحظات ضعفها. .


- لسه ورايا شوية حاجات اخلصها وهمشى .


يضع احمد يده على الاوراق التى تنظر فيها وتتطابقها بما على الجهاز بحده :


- أنا بقول كفايه كدا .. روحى بقى ؛باين عليكى التعب .


سيلا بإعتراض : هراجع البيانات و....


احمد مقاطعا : حالا يا سيلا .. روحى حالا ؛ باين عليكى الارهاق جدا .


ارفع سيلا عيناها له تجده ينظر لها فى عطف شديد وتأثر بحالها ،فتخفضهما ثانيه وتهز رأسها موافقة وبإستسلام : حاضر .


يتابعها احمد وهى تغلق الجهاز ،وتلم اشيائها ،وتنهض من على مكتبها وعندما بدات فى السير متحهه للخروج من المكتب ومرت بجواره، همس لها :


- انتى كويسة


سيلا وهى لا تنظر له وتكتفت ان تهز رأسها بنعم

احمد وهو غير مقتنع بما قالته :


- لو فى حاجة مضيقاكى هتقول لى ؟


نظرت له وفكرت هل حقا من الممكن ان اخبره ام سيظل ما اشعر يه حبسا بداخلى ؟وهل انت من يجب ان اخبرك ام اسلام ؟ ولكنها تذكرت انه طبيبها ويمكنها الاعتماد عليه . فهزت رأسهاموافقة ايضا ..


احمد وقد شعر ببعض الطمأنينه : تمام يا سيلا، وانا منتظر الوقت اللى تحسى فيه انك عايزة تتكلمى .. انا موجود فى اى وقت ..


شبة ابتسامه ظهرت على وجهها وانصرفت وتابعها بعينيه حتى اختفت ،فذهب للنافذة يراها وهى تركب سيارتها وتختفى وسط الزحام وهو قلق عليها ، ولا يعرف سر حزنها .


طوال الطريق كانت سيلا تفكر فى شىء واحد؛ هل سيأتى اسلام على الغداء كنا وعدها ،أم سيذهب الى شيماء ؟


تجهز سيلا الطعام ،ويأتى الاطفال ،ولكنهما يرفضان الطعام الا فى حضور إسلام، فى ذلك الوقت كان اسلام يعمل فى شركتى وذهنه مشغول، ماذا سيقول لسيلا ، بالطبع سوف تغضب ومعها حق فى ذلك ، ولكن ابنائه ما ذنبهما فى عدم حصولهما على الطعام ؛ يعلم ان شيماء قد تمنع عنهما الطعام كن ع من العقاب له وليس لهما ،لن يأخذها رحمة بهما. ..


ذهب اسلام الى شقتة شيماء مجبرا ، كان يجلس على المائدة يدعى تناول طعامه ولكنه لم يأكل شيئا ،كانت شيماء فى داخلها فرحة الانتصار لقدومه لها وتفضيلها على سيلا ،ولكنها ما ان وجدت انه لا يأكل ،حتى ازداد الغضب فى داخلها ، وكرهت سيلا كثيرا، بل فرحت انها جعلت اسلام يعانى الحرمان فى بعده عن سيلا ،كما تعانى هى فى بعده عنها .


نظراتها له كانت نظرات تشفى منه ،ونظراته الزائغة ،كانت لبعده عن سيلا وتوقعه ان يزداد غضبها منه ..مما جعله يشعر بغصة فى قلبه .


فى ذلك الوقت كانت سيلا وابنائها ينتظرون اسلام ،وانتظروا طويلا، حتى تأكدت سيلا من انه لن يحضر لهم ،كانت تريد ان تهاتفة ولكن كرامتها وكبريائها منعها من ذلك ...


بعد انتهاء الغداء اتجه اسلام الى المكتب بسرعة ،يشعر بالاختناق من وجوده واستسلامه لشيماء ، وضغطها عليه بأبنائه .


يجد اتصالا من سيف بدون علم سيلا

سيف ببراءه : عموا مش هتيجى تتغدى معانا ؟ أنا مستنيك .

اسلام وهو يتألم من صوت سيف ومن معاناتهم معه :

- معلش يا سيف يا حبيبى ،عندى شغل ؛اتغدى انت ونوران وماما ،وأنا إن شاء الله هتعشى معاكم .


سيف بخيبة أمل : طب ماشى .. مع السلامه


يشعر اسلام بمدى حزن سيف وانكساره ، يشعر بالالم لانه كسر بخاطر طفل صغير يريدة معه ، طفل يتيم وهو فى نفس الوقت ابن اخيه ...


يلقى اسلام هاتفة على الاريكه فى غضب، وهو يزفر بقوة ،يريد ان يزيح ذاك الجبل الجاثم على صدرة ويجعله يشعر انه لا يستنشق الهواء . .

فى خارج الغرفة كانت شيماء تقف وتتصنت على إسلام وهى فرحه لعدم خروج اسلام لهم ،بل جعلها ذلك تخطط لعدم خروج اسلام اليوم وبقاؤه لديها ...


فى ذلك الوقت. ..


يذهب سيف الى سيلا ويقول لها ببراءه

سيف بحزن : يلا يا ماما ناكل .

سيلا بدهشة : اخيرا رضيت تاكل !

سيف : عموا اسلام مش هيجى يتغدى معانا . هيجى فى العشا .

سيلا بتساؤل : عرفت منين ؟

سيف ببراءه : منا كلمته يا ماما .

سيلا بجده وغضب : ليه ؟ ليه تطلبه؟ معتش تطلبه تانى ؟ هو عنده شغل لما يفضى هيجى. . فاهم ؟


لا تعلم سيلا لماذا ظهر كل هذا الغضب ،هل نفثت عن غضبها من اسلام فى سيف ؟ كل ما علمته انها ندمت اشد الندم لأنها صرخت على سيف هكذا ولكنها اصرت على عدم الاتصال به ابدا . فى داخلها لا تريد ان يظن انها تستخدم الابناء من اجل ان يأتى لها ،كان ذلك مسأله كرامة فإن ارادها اتى هو لها ، لن تطلب منه المجىء مهما يحدث لن تطلبه ...


سيف بأسف : ماشى يا ماما مش هطلب عموا تانى.


تطعم سيلا الصغيران ولا تأكل شىء لالام معدتها ...


عند شيماء ....


تنجح شيماء فى جعل عز الدين ورنا يخبران والدهما بإصطحابهما الى الملاهى والعشاء بالخارج، يستسلم اسلام لهم ،كان معهم جسدا بلا عقل، يضحك مع اطفاله وعقلة يفكر فى سيلا وابنائها ،يفكر فى سيف ونبره صوته، ويشعر انه خذله يعلم انه لم يفى بوعده له . أمام نفسه هو غاضب من نفسه كثيرا . يعود متأخرا ،فيبيت عند شيماء ؛ التى كانت فى منهتى السعادة لتنفيذ مخططها ،كانت مدركه انها بهذا الشىء قد وضعت بذور الفراق والشجار بينهما . كانت تعلم انه معها رجلا بلا عقل .. جسدا بلا روح ... انسان بلا قلب .


تعلم تمام العلم انها لا مكان لها لديه ، ولكنها كانت تدافع عن مكانها ووضعها امام المجتمع حتى لا تصبح زوجه منبوذه ،ولا تفرح فيها صديقاتها او اى احد من اعدائها ..


عند سيلا ...


تظل تنتظره طوال الليل ؛ على أمل أن يأتى أو حتى ان يهاتفها. . ولكن لم يأتى ولم يهاتفها، فتشعر بالسأم والاحباط منه وبالحنق من نفسها ، معاقبتها لتصديقه تظل تفكر حتى تنام والغيرة وللغضب يأكل قلبها . وإسلام يظل يفكر بها وكيف مصالحتها .

فى الصباح يذهب اليها بسرعة ويقابل سيف ويعتذر منه ويوعده بأن يقضى اليوم معه . يحاول ان يتحدث مع سيلا ولكنها لا تعطى له وجه وتذهب لعملها .


يظل اسلام واقفا اما البناية وهو غاضبا من نفسه ،يشوط الحصى امامه وهو يشعر بالغضب الشديد .


وتبتسم شيماء بإنتصار فقد شاهدت كل شىء من بعيد بعد ان خرجت وراؤه ، وتابعته ورأت نفور سيلا منه ..


ركب اسلام سيارته وذهب الى شركته وهو فى غضب شديد .. وسارت وراؤه شيماء حتى اطمأنت انه دخل الشركه ثم عادت الى المنزل ..

فى الشركه كان.اسلام غاضبا من نفسه اشد الغضب ،يصرخ على الجميع ، لاتفه الاسباب ، خرج بنفسه يتابع العمل فى المواقع كى يفرغ غضبة فى العمل ولكن دون جدوى


يجد اتصالا من عز الدين يخبره انه ينتظرة على الغذاء ويضطر ان يذهب له ...


تستمر شيماء فى الضغط على إسلام بأبنائه، ويستسلم اسلام لها ؛فقط حتى لا يرى ابنائه يعانون معها ، استمر الوضع سبعة ايام يخرج فى كل يوم من الفجر ليذهب الى سيلا يخل الشقة ويرى سيف ونوران نائمين فى غرفتهم . يذهب لغرفة سيلا ،يقترب منها وهى نائمة، ويجد دموعها تسيل بجانب عينيها .


يهمس لها بألم : غصب عنى والله؛ بعمل كدا علشان خاطر ولادى ، شيماء وخداهم ورقة ضعط عليا .. سامحينى يا سيلا لانى مش قادر اسامح نفسى ...


لا يقدر اسلام على البقاء وموجهتها ورؤية دموعها التى هو سببا فى وجودها . يخرج بسرعه من الشقة ويقف امام البحر فى جو بارد ،لعله يطفىء بعضا من اللهيب المشتعل بداخله ، يشعر بالسخط من نفسه ؛ يحبها ويعشقها ولكنه فى نفس الوقت يضحى بها من أجل ابنائه .ويكون السبب فى تعاستها ،يعلم انه جرحها بسلبيته تلك ولكنهم ابنائه ..


اى انسان هذا ،اى حب هذا ؟ لايشعر اسلام بنفسه الا وهو فى البحر يحاول ان يغسل نفسه من ذنوبه، لا يشعر ببروده الماء ولابرودة الجو كل مايشعربه هو تلك البراكين الغاضبة المشتعلة بداخله . ولكنه ابدا ما هدأ وما شعر بالراحه قط.


يذهب اسلام الى الشركه ويسير وسط دهشة العاملين فى البوفية فلم يأتى الموظفون بعد . يدخل اسلام مكتبه ويستحم ويبدل ثيابه بأخرى ،ويشرب قهوته يليها العديد والعديد من فناجين القهوة و السجائر.


عند سيلا فى المستشفى ...


يأتى لها اتصالا هاتفيا من اخيها محمد ؛يخبرها بمرض والدتها وذهابها الى المستشفى فى حاله خطرة وانها بين الحياة والموت، تخرج سيلا بسرعة للمستشفى. .


فى حجره هناء بالمستشفى ...


تدخل سيلا للغرفة وهى ترعش بشدة ،ترى والدتها و تبكى ،ترتمى عليها وهى تجثوا على ركبتيها : الف سلامه عليكى يا ماما

هناء وهى تحاول ان تطمئنها تربت عليها ،وتقول فى وهن :

- أنا كويسه يا سيلا ، متخافيش .. فين اسلام

اسلام وهو يصل للغرفة بعد ان اتصل عليه محمد :

- أنا هنا يا ماما .


هناء وهى تشير له بان يتقدم ،يقترب منها اسلام ،وتهمس له بعض المهسات واسلام يهز رأسة بالموافقة ،ثم يبتعد


سيلا متسائلة : عايزة حاجه يا ماما

هناك وهى توجه حديثها لمحمد :


- خلى بالك من اختك يا محمد ... شقتى إنت عارف انا كاتبها باسم سيلا ...

وكل حاجه انتم عارفينها


سيلا وهى تبكى بشدة : ربنا يخليكى ليا يا ماما

محمد معترضا : ليه بس الكلام دة يا ماما

هناء وهى تحاول ان تبتسم لهم :

- بأكد بس عليكم، واسلام وايمان واللى فى القوضه دى شهود علينا ...


تغمض جفنيها وتتشهد وتصمت .


لم تتحمل سيلا الصدمه ،ظلت جاحظه العينين غير مصدقه لما حدث امامها يحوطها اسلام بزراعيه وهى تنتفض غير مصدقة ،ثم تطلق صرخة تفقد الوعى. ..


يمر اسبوع على وفاه هناء ؛ وسيلا فى منزل محمد اخيها تتلقى واجب العزاء ،وهى فى عالم اخر ، لا ترى احدا امامها ،جسدا بلا روح اوعقل ،لا تعلم من يتحدث او من يسلم عليها ..


واسلام كان فى الشركه نهارا ، ويخرج على سيلا ويذهب لشيماء عند النوم ، ثم يعود صباحا لها ، وسيلا لا تراه بل يخيل لها ان شبح اسلام تراه امامها ، فى حين ترى كل من اطياف هناء وماذن حولها، يتحدثون لها ..


يأتى أحمد ليقدم واحب العزاء لسيلا ومحمد ويرى حاله سيلا ،يجفل من رؤيتها وهى بعالم الاموات لا تعلم شىء مما حولها ،خرج بسرعة وأتى ببعض الادوية المنومه ..واعطاها لها وظل يجوارها حتى نامت وطلب من محمد ان يتابعها او يرسلها للمستشفى، يخبر محمد اسلام بالامر ،فيرفض رفضا باتا ذهابها لمستشفى أحمد ويخبرهم انه سيكمل علاجها فى منزلها ..


يأخذ اسلام سيلا الى شقته ويحضر ممرضة لتتابعها وخادمه للمنزل ...


يتابع اسلام سيلا بالهاتف ، يتصل عليها ولكنها لا تجيب ، يتصل ثانية ،يرد عليه سيف الذى يخبره انها نائمه ... تمر عدة ساعات ويتصل اسلام مرة اخرى بعد اربعة ساعات ويجدونفس الإجابة. .نائمة

يشعر اسلام بالقلق عليها ،يترك الشركة ويذهب لها بسرعة ومعه طبيب ..


اسلام ومعه الطبيب بعدوالكشف على سيلا التى كانت وكأنها فى غيبوبه ..


الطبيب : هبوط حاد من قله الاكل والحزن

يا ريت تغير جو وتسافر علشان حالتها النفسية .


اسلام شاكرا الطبيب : الف شكر ليك يا دكتور .


يذهب الطبيب وينادى اسلام الخادمه والممرضة للمكتب ، يصرخ فيهما


- يعنى شفتوها مش بتاكل ونايمه مش تتصلوا بيا ، يلتفت الى سيف معاتبا ولكن بصوت منخفض

- وانت يا سيف ،ليه مكلمتنيش تقولى ؟


سيف بحزن : ماما قالت لى مكلمكش تانى ابدا ابدا علشان انت مشغول ومش اعطلك...


اسلام وكلمات سيف تنزل عليه كالصاعقة ؛ألهذا الحد يصل غضب سيلا منه ؟ ألهذا الحد لم يعد لها رغبة فى الحياة ،ألهذة الدرجة اخطأ فى حقها ؟


شعر بتأنيب الضمير جداوجدا فأخذ سيف فى عناق طويل وهو يحاول ان يثبت لنفسه قبل سيف انه سيعوضه عن اهماله لهم ...


يبقى اسلام مع سيلا فى منزله لمده اربعة ايام ،لم يذهب لشكرته ؛ فرغ نفسه لرعاية سيلا وتعويض الابناء عن اهماله لهم .


تبدأ سيلا فى استراد عافيتها شيئا فى شىء ، ولكنها لم تكن تتحدث مع اسلام ..


فى يوم من الايام ،وفى الصباح الباكر ، يفاجئ اسلام بوجود شيماء فى المنزل عند سيلا ومعها عز الدين ورنا ....


شيماء بمكر : أنا جايه اعزى سيلا .. دا ..دا واجب

اسلام بسخريه : لا ... بتفهمى فى الواجب .

شيماء وهى تجلس بأريحيه على الاريكه وعيناها تجوب فى ارجاء المنزل :


- إحنا هنقضى اليوم هنا بقى ، علشان انت جيت على حقى اوى .


اسلام وهو جاحظ العينين : يعنى إيه ؟ مش فاهم ..


شيماء بدلا : يعنى روح شغلك يا قلبى وإحنا قاعدين هنا وبراحتك بقى عايزنا نبات هنا ماشى ، فى شقتنا ماشى ... ما كلها بيوتك


ينظر اسلام لها غير مصدق لما تفوهت به ؛ما طلبته وما تريده ،جعله ينظر لها ويصمت ويخرج دون ان يرده عليها و هو يضرب كفا بكف على تصرفاتها .


تجلس شيماء فى الردهه تنظر لها ،وعلى الاثاث والتحف ،تنهض وتدور بها ،تشاهد كل شىء مهما كان صغيرا او كبيرا؛ غرف، اثاث ، ملابس ،مفروشات . كل شىء وكأنها تفتش عليهم او تبحث عن شىء ..


وسيلا تقف وتنظر لها وهى تشعر بالحرج البالغ عندما دخلت الى غرفة نومها ،وفتشتها بمنتهى الدقة ،بل فتحت دولاب ملابسها وشاهدت ملابسها الخاصة بمنتهى النزق ..


شيماء بنفور : زوقك بلدى اوى اوى

سيلا تقف محرجة ولا ترد ...


تمسك شيماء الملابس وتشاهدها وتقلب بها :

- انتى اللى مختاره دا ؟


سيلا لا ترد ...


ترمى شيماء ما فى يدها وتكشر على انيابها وتقول فى غل وغيرة وغضب :


- مهما تلبسي يا حبيبتى أنا مراته الاولى ،أم ولاده ،وانتى عارفة هو اتجوزك ليه ؟

يعنى كل دة


وهى تشير على ملابسها بقرف ، وتكمل :


- ملوش اى لازمه .


تشعر سيلا بالدماء تفور فى رأسها فتقول بهدوء وببرود ظاهرى :


- اتفرحى براحتك ، بيتك ،أنا هنام ولما تخلصى إبقى إقفلى الباب وراك .


وتتركها سيلا وتصعد على السرير لتنام

فتشعر شيماء بمنتهى الغضب ، فتخرج وتغلق الباب وراؤها بمنتى الغل والحقد. هى تعلم ان اسلام لم يحبها يوما وانه يكون معها كأداء للواحب فقط ، ولكن قلبه وإحساسه مع سيلا ...


فى المساء يضطر اسلام للذهاب مع شيماء لمنزلها ،ويترك سيلا .

يتصل محمد اخو سيلا ويخبرها بسرعة سفرة للعمل بالخارج مع زوجته ايمان ويأتوا ليسلموا عليها وعلى ابنائها قبل سفرهم ..


فى العيادة الطبية ....


يدخل الطبيب ومعه ملف يطالع ما به من اشعة وتحاليل ،يبتسم لهما ويقول :


- ألف مبرووك المدام حامل .


يخر خالد وهند ساجدين لله سجده شكر على هذة النعمه .


يقف خالد ويقبل الطبيب قائلا :

- ابووسك يا وش السعد .


الطبيب ضاحكا : ماشى يا سيدى ..

بس خلى بالك من المدام ؛ الفترة دى راحة تامه .

يدون بعض الادوية وهو يكمل :


- دى أدوية مثبته للحمل، وفيتامينات ،وتيحى مرة واحده فى الشهر .

هند بإمتنان : كتر الف خيرك يا دكتور ..


يخرج الزوحان وهما يكادان يطيران من الفرحة غير مصدقات لما سمعاه ،وفى كل خطوه يحمدون الله على فضلة ونعمته عليهما .


بعد عده اسابيع ، وفى شكره اسلام ..


تدخل السكيرتيره على اسلام فى المكتب ،حامله مظروف كبيرا وتقول له:


- حضرتك الامن اللى على البوابه بيقولوا إن فى واحد جاب الظرف ده لحضرتك وبيقول انه مهم جدا، ولازم تشوفه


اسلام وهو يرفع رأسة من الاوراق التى يدرسها :

- طب هاتى كدا. واتفضل على مكتبك .


يفتح اسلام المظروف يجد بها سى دى ومظروف آخر يفتحه يجد به صور لسيلا فى وضع مخل وهى ترتدى قميص نوم يعلمه جيدا ؛لانه هو من قام بشرائه لها


انفاسه تتصارع وكأنه فى سباق للجرى ، يرى الصور صورة تلو الاخرى والغضب يصل به لحد الجنون. غير مصدقا لما يراه ،سيلا

تخدعه ،تخونه ،يحاول ان يرى وجه الرجل الذى معها ولكنه لا يعرفة


يجد ورقة مطوية ،يفضها كالمجنون ؛عيناه تلتهمان الاسطر لا تقرأها


- علشان تعرف إنك مخدوع قد إيه فى الملاك بتاعك ....


الحلقة الثامنة عشر. ...

مات زوجهاوتزوجت اخيه

يشغل اسلام السى دي ،ويشاهد ماعليه ...

خطف قلبه ،نزعت روحه من جسده ،أخذ ينظر لمحتوى الفيدوا غير مصدق ما يراه ، انفاسا وكانها ساحة حرب ضروس ،نبض يكاد يحرق العروق و...

غضب .غضب شديد ، يكاد يتحول الى نيران، لهيب مشتعل يخرق الاخضر واليابس ..


هذة سيلا مع أخر ! يتمعن فيما ترتديه جيدا، ويدرك انه هو من احضره لها .

صدمة ...نعم ... ألم ..أكيد ...غدر ...شىء مؤكد .

يرفع وجهه عن ما يراه ،وغضب الدنيا بصدمته تتجسد به ، تكاد النيران تخرج منه .


يضع اسلام بسرعة المظروف كله فى خزينه شركته ،و يهرول مسرعا لايرى امامه ، يركب سيارته متجها الى منزل سيلا والشر يتطاير من عينيه . يقود سيارته بسرعة جنونيه ،لا يعلم كيف وصل ،كل ما يعلمه هو تلك الصور والمشاهد التى رآها ،والتى تتكرر امام عينيه مما جعله يضرب مقود سيارته فى غضب وجنون . يندفع اسلام الى داخل الشقة بحده ،يدخل فرفة نوم سيلا بسرعة ويتجه الى دولاب ملابسها ،بيحث عن ذاك القميص بجنون ،يبعثر كل شىء ارضا ،يده تلتقط ملابسها بسرعه عينيه تجولان بسرعة بين مقتنياتها ثم ...

ثم يبتعد وكانه قد لدغ من ثعبان كيير اسمه الغدر .

يقف ويكاد نفسه يقف ؛ لم يجد ذاك القميص بين ملابسها، هو من احضره لها .


يصرخ اسلام على الخادمه يسألها عن سيلا فتبلغه انها فى عملها ولم تحضر بعد . يخرج اسلام كالمجنون عيناه ناريتان ، شعره مبعثر ،قميصه مفتوحه بعض ازراره ،وجهه وكانه قطعه من جهنم بارز العروق .. يقود سيارته غير آبه بالطريق او بالبشر ،حتى يصل المستشفى ،ومنها الى غرفة سيلا ...


ما ان رآها حتى انقض عليها كالاسد الجريح على فريسته ؛انقض عليها بالصفعات والركلات، وسيلا فى حاله صدمه من فعله ،تتلقى الصفعات ،الصفعاة تلو الاخرى و تحاول الابتعاد عنه ،ان تخفى وجهها بيديها ولا تستطيع لا تعبم سبب كل هذا الغضب والإهانة ،واسلام يضربها ويردد صارخا


- خاينه .. كدابه ... خاينه ... ليه خونتينى ...ليه؟

سيلا ببكاء وهى تتلقى الضربات :


- والله ما خنتك ... مظلومه يا ...اسلام ...أاااه ..والله مظلومه .


اسلام وهو يركلها ينظر لها والدموع متحجرة فى عيناه يتهدج صوته ألما ويقول :


- أنا حبيتك ... حبيتك ...وانتى خونتينى .

إنتى طالق .. طالق ... طالق

أنا ميشرفنيش إنك تبقى على زمتى .

يبصق عليها ،وهى تكاد لا تشعر بنفسها بين يديه ،تستمع لصوت كلماته من بعيد ،غير مصدقة لكلماته ،وانه طلقها. عيناها ذائغتان ،تستمع لصوت احمد وهو يجرى عليهما ويبعد اسلام عنها بسرعه ويرى وجهها يغطيه الدماء


احمد بشده وغضب : اهدى مش بالشكل دا

اسلام بألم يعتصر قلبه :


- وانت كمان تلاقيك كنت ماشى معاها ... منا المغفل اللى الكلبة دى متجوزاه ... بس انا سايبهالك ... اهه معدش تلزمنى


يتركها اسلام من يده ؛ فتسقط سيلا مغمى عليها ، ويخرج اسلام وهو لا يرى امامه ،

ويصرخ احمد : بسرعه هاتوا الدكاترة هنا طوارىء ..


يخرج اسلام ويركب سيارته وهو لا يرى أمامه، يسير بسيارته فى اتجاه البلد لوالده ،يقف على حانب الطريق، ويخرج من سيارته يركلها ،ثم يقف ويضرخ صرخه شديدة وينهار جالسه بجانب سيارته يبكى بحرقة ،يفاجىء بانه كان يبكى طول الطريق ولم يكن يشعر بذلك ...


ألم شديد يجتاح جسده ، اختناق شديد، يقتح جميع ازرار قميصه ،يخلع جاكيت بدلته ويلقيه بجواره ويظل يبكى مده لا يعلم هل طولت أم قصرت ولكنه كان يبكى ..


يبكى غير مصدقا لنفسه ؛ومما حدث ،تتشكل الصور و مشاهد الفيديوا امامه وصورة سيلا وهى مستكينه بين يديه والدماء تغطى وجهها ، يتذكر صراخه عليها وتطليقها. أااااااه مكبوته تكوى انفاسه تخرج منه ،يقف ويلقى جاكيته فى السيارة ويكمل طريقة الى منزل الحاج رشدى. .


فى منزل الحاج رشدى. ..


يدخل اسلام بهيئته تلك ،يجفل له كل من يراه ،الحاج رشدى بلهفة وسؤال :

- امال سيلا والولاد فين ؟


اسلام بصوت هادر وبغضب شديد :

- محدش يجيب سيرة زفته قدامى ...انا طلقها خلاص. .


يلقى كلماته مثل الرصاص ويتركهم فى دهشتهم ،وصدمتهم ويدخل حجرته ويغلقها عليه .


يدخل اسلام حجرته ويغلق بابها ويقف خلفه ،يسند رأسه عليه ويبكى ،يلتفت الى حجرته وينظر لها ،يجد طيف سيلا قى كل مكان بها ،يبدأ فى تحطيم كل شىء بشراسة ،كسر كل شىء بها ،كل شىء جمعه معها ، كل شىء شهد على حبه وضعفه لها ؛ كان يحطم الاشياء وكأنه يحطم قلبه ،يحطم حبه ، يحطم نفسه ، لا يرى أمامهغير سيلا التى كانت فى الصور والفيدوا .


يخرج من الغرفة بعد ان حطم كل ما بها ،ويطلب ان يرمى كل شىء بها خارجا ويصعد لشقته .


الحاجة صفية بدهشة كبيرة : طلق سيلا ..ليه ! إيه اللى حصل ؟


ينزل رمزى ونشوى على صوت اسلام الهادر ويعلموا بالخبر .تنصدم نشوى ويهوى قلبها بين اقدامها و تتوجه بالحديث الى رمزى

نشوى مرتعبه وببكاء :


- وعزة جلال الله ماليش دعوة بالموضوع ده ،أنا حاطه لسانى جو بقى ولا اتكلمت ولا شفت حد . اوعى تطلقنى انت كمان ،تبقى ظالمنى .

رمزى وهو يلوح لها بيده :


- أنا فى إيه ولا إيه ؟ خلاص يا نشوى اطلغى فوق دلوقتى


يحاول الحاج رشدى الاتصال بسيلا ولكن لا مجيب .يبحث عنها فى كل مكان ولا يعلم مكانها وتعلم شيماء بما حدث وتسعد كثيرا ....


فى تلك الاثناء كانت سيلا تحت تأثير المهدىء، وغافية فى ثبات عميق ، وأحمد معها وبجواره سيف ونوران ؛ بعد ان ءهب وأخذهما من الحضانه .

تتحرك سيلا فى نومها وكانها تشاهد اسلام امهامها وهو يضربها تنتفض فى نومها ،تبكى وهى لاتزال نائمه ،همهمات تصدر منها وانين مكتوم يقطع فى ثنايا قلب احمد وهو يراها هكذا. شعور بالحزن ام بالشفقة ام الغضب لما أصابها؛ مشاعر كثيره تختلط عليه يقطعها صوت سيف

الباكى :


- هى ماما بتعيط ليه يا اونكل ؟ فى حاجه وجعاها

احمد وهو يربت عليه : ايوة يا حبيبى ..ماما تعبانه شوية.


تذداد همهمات سيلا وانينها وتنتفض مرة واحده صارخه ،فيجفل الاولاد ويخافون ويبدأوا فى البكاء ، يتركهم احمد بسرعه ويتجه الى سيلا بسرعه يريت عليها، ويحاول ان يعيدها للنوم ثانيه ثم يعطيها جرعه مخففة من المنوم فتنام سيلا ثانيه بين يديه وهى لاترى احد ولا تشعر بأحد .


استمرت سيلا بالمشفى اسبوعا ،واسلام بالبلد ،جالسه فى شقته وكأنه اتخذها محبسا له ،لايرتدى سوى سرواله وينام عارى الصدر على سريرة ناظرا للسقف ،لولا حركه صدرة صعودا وهبوطا لظننت انه قد فارق الحياه ...

بهت لونه كثيرا وفقد وزنه ايضا ، عقلة بفكر وهو فى عالم اخر غير عالمنا ...


يدخل علية الحاج رشدى ،ويرى حال الغرفة، وملابسة التى تغطى ارض الغرفة ،وكمية السجائر التى شربها .


تتألم الحاجة صفية وهى ترى حال اسلام وما وصل لها ، تحاول ان تعرف سبب الطلاق ولكن دون جدوى ،تتحدث وكانه لا وجود له معها ؛فى عالم اخر.


يشير لها الحاج رشدى ان تخرج وتتركهما بمفرهما

بصوت رخيم يتحدث الحاج رشدى مع اسلام :


- عايز اعرف حالا طلقتها ليه ؟ ومتقلش محدش له دعوه ... انطق وقول ..


اسلام بهدوء وكانه مغيب ،او اراد ان يزيح ذاك الجبل من على صدرة : إسألها .. وهى تقول لك علمت إيه؟


الحاج رشدى بقله حيلة : مش لاقيها ، دورت عليها فى كل حته ،لا هى ولا والولاد باينين .

اسلام بجده : تلاقيها مع حبيب القلب

الحاج رشدى بدهشة : حبيب القلب مين ؟ مترد عليا ؟

اسلام بعنف وغضب : الهانم .. خاينه .. خاينه ... خانتنى ... يضعف صوته ليتحول للبكاء :


- خانتنى وانا .. انا حبيتها. .. طب ليه ؟ قصرت معاها فى إيه؟ ..ليه ؟


الحاج رشدى مصدوما :

استحاله سيلا تخون ، مش ممكن .

اسلام بألم : لما تشوف الصوى والفيديوا يتاع الهانم هتصدق .


الحاج رشدى بعدم تصديق : استحالة سيلا تعمل كدا ... انا عارفها كويس ،مش ممكن تعمل كدا ... كانت اطلقت منك... لو مش عايزاك إيه يخليها تعمل حاجه فى الحرام ؟!.


اسلام وقد جن جنونه وبصراخ : مدافعش عنها ... مدافعش عن واحده خاينه ، متجبش سيرتها قدامى .


الحاج رشدى بخوف : مش باينه لا هى ولا ولاد اخوك ..


اسلام بحده وغل يريد ان يأذيها ان يؤلمها بأى طريقة وليس هناك افضل من حرمانها من ابنائها :


العيال انا هاخدهم منها ،وهى تفور فى ستين داهيه ...


تحضر شيماء مع اولادها وتحاول كسب رضا اسلام والجميع . يستسلم لها اسلام فى كل شىء، لكى يغفى لنفسه تهاونه فى حقها من أجل سيلا.


بل كان كعقاب لنفسه من نفسه لانه أحب سيلا ،وعشقها ،وخالفت عهد قلبه ...


فهل يوجد بالحب عهود ؟ نعم .. يوجد عهد بالحب ،ووعد بالقلب ، ونبض ينبض لها وحدها ؛أعطى لها قلبه وحبه ،أعطى لها ما يملكه ،وصدق بالحب ،لا بل آمن به . عشقها حين كان يبتعد عنها ، ولكن ماذا جنى غير وجع القلب والغدر . لذلك جمد قلبه ،ودفنه بين ضلوعه ،وإستسلم لشيماء هيكل رجل ، بدون قلب ، بدون حب ، بدون احساس ، فقط هيكل رجل ...


يعود مع شيماء الى الاسكندرية، وهناك يبحث عن سيلا هو والحاج رشدى، ولم يجدوها، يبعث لها اسلام ورقة طلاقها على مقر عملها بالمستشفى، ويتسلمها أحمد ....


ارسلها على مقر عملها كنوع من الاخذ بثأر قلبه منها ،اراد ان يجرحها ،ويثأر لكرامته ولرجولته ، وهو فى نفس الوقت ينهش الاسكندرية شبرا شبرا فى البحث عنها ،يخدع الجميع وربما نفسه بأنه يبحث عنها من أجل ابناء اخيه فقط، ولكنه كان يريد ان يسقيها من نفس كأس الغدر ،يريد ان يثأر لنفسه منها بأى طريقة. .


بخطى ضعيفة متهالكه ، تخطوا سيلا ومعها سيف ونوران متجهين الى شقة ماذن .يقوم يتوصيلها أحمد . عند باب الشقة ..


أحمد وهو يمد لها يده بالمظروف : سيلا ، الظرف دا جالك المستشفى وانتي تعبانه .


سيلا وهى تاخذ منه المظروف :شكرا يا دكتور احمد ..


احمد بسرعه : خليكى الاسبوع دا ،متجيش المستشفى؛ إنتى تعبانه ،وكمان علشان الحمل .

سيلا وهى تهز رأسها موافقة لكلامه : .


- حاضر يا كتور ..


أحمد بتردد : لو سمحتى ،هبقى أتصل أطمن عليكى ،ولو احتاجتى اى حاجة كلمينى ...

سيلا : شكرا ليك يا دكتور ...


يمضى الدكتور احمد وتدخل سيلا الى الشقة وتتكلع الى كل ركن بها وتذرف الدموع وهى تتذكر حياتها مع ماذن ؛وكم كانت سعيدة ،وتتذكر حياتها مع اسلام ومدى الالم الذى لحق بها منه .

تفتح المظروف وتشاهد مابه ،وتجده قسيمة طلاقها من اسلام ..


سيلا وهى تغمض عيناها فى الم وبكاء : الحمد لله على كل شىء ..


ليست اول طعنه تتلقاها من اسلام ،واحتمال لن تكون اخر الطعنات منه ، تؤنب نفسها على حبها له ،ولكن لن يجدى الندم بشىء ...


عند الحاج رشدى، يرن الهاتف الخاص به ويجيب الحاج رشدى.


الحاج رشدى : الو ..السلام عليكم


البواب : وعليكم السلام، ايوة يا حاج انا البواببتاع شقة الست سيلا وماذن بيه الله يرحمه .


الحاج رشدى بإنتباه : خير فى حاجة


البواب بسرعة : الست سيلا جت امبارح بالليل مع ولادهاالشقة وقاعدة فيها ..


الحاج رشدى بإهتمام : طب الف شكر ليك ،وواجبك عندى ...


البواب فى سعادة : الله يخليك يا حاج احنا نخب نخدم بس ..


بعد فترة ....


طرقات على بابا منزل سيلا ،تفتح سيلا الباب فى وهن شديد ،وتجد الحاج رشدى أمامها .

سيلا وهى تنظر له وكأنه اب لها ، عيناها تمتلئان بالدموع، يتهدج صوتها وهى تقول :


- اتفضل يا بابا الحاج


الحاج رشدى وهو يدخل : إذيك يا سيلا يا بنتى ،أخبارك إيه انتى والولاد


سيلا وهى تتجه الى الصاله وتحلس أمام الحاج رشدى بتعب : الحمد لله ،كويسين

الحاج رشدى بتساؤل : أمال العيال فين ؟

سيلا : فى الحضانه


الحاج رشدى وقد اطمئن انه لا يوجد أحد بالمنزل؛ حتى يستطيع الحديث معها بأريحيه :


- ايه اللى حصل بينك وبين اسلام ؟


تسقط دموع سيلا على وجنتيها : مش عارفة والله، انا كنت فى المستشفى بشتغل ،فوجئت بيه داخل عليا وبيضربنى ويشتمنى ، ويوقلى خاينه وكذابه ،وطلقنى ومشى ..


تشهق وهى تبكى، فيربت الحاج رشدى عليها ويأخذها فى حضنه ، فتكمل :

- معرفش ايه اللى خصل ولا فى ايه ؟ ولسه خاجة من المستشفى امبارح .


الحاج رشدى : يعنى انتى طول المده اللى فاتت دى كنتى فى المستشفى ؟.

سيلا :ايوة


الحاج رشدى : طب وسيف ونوران كانوا فين ؟

سيلا بهدوء وهى تشهق من البكاء : كانوا معايا ؛ الدكتور احمد جابهم من الحضانه ، وخدلهم غرفة جنبى ،وكان معاهم طول الفترة اللى فاتت دى .


يشعر الحاج رشدى بالغضب من بقائها بمفردها مع اولادها ولم يكم احدا منهم بجوارها سوى الدكتور احمد.


الحاج رشدى متسائلا : طب ليه مكلمتنيش ؟ أنا دورت عليكى كتير إنتى والعيال .


سيلا بقلة حيلة : أكلمك اقول لك ايه ؟ أقولك اسلام بيتهمنى تهمة ميمحهاش غير الدم ، أقول لك إن المستشفى عملت تقرير وقالوا لى ممكن اقدم بيه بلاغ ضد اسلام ،وانا مردتش .


أقول لك أنا لحد دلوقتى مش عارفة ايه اللى حصل لكل دا . وليه الضرب والاهانه؟


تمسح دموعها وتكمل وهى تنظر له بأسى :

- سمعت كلامك يا بابا وإديته وإديت لنفسى فرصة معاه ،وياريتنى ما سمعت كلامك ... تشير لنفسها وتقول : أدى النتيجه ،

وتبكى بحرقة .


يربت الحاج رشدى عليها ويقول :

- انا لازم اصلح بينكم .


لم يرد الحاج رشدى ان يعلمها بما قاله اسلام عن الصور والفيديوا .كان يريد ان يتأكد اولا ثم يخبرها بكل شىء ..


سيلا بإستسلام : معدش منه لازمه خلاص يا بابا ،واتفصل ؛دى مفاتيح العربية والشقة ،وهناك كل حاجه هو جابها ليا وللولاد .ياخدهم مش عايزة منه حاجة. مش عايزة حاجه تفكرنى بيه تانى ، كفايه اللى معايا وربنا يقدرنى بقى .


يظن الحاج رشدى بالجملة الاخيرة ما تركه اسلام من الم فى قلب سيلا ولم يأتى فى ذهنه أن تكون سيلا حامل .


يأخذ المفاتيح ويخرج متوجها الى شركة اسلام ..


يجلس اسلام على مكتبه يطالع الاوراق ،ويتابع العمل الذى توقف فى فتره غيابه ،يدخل عليه الحاج رشدى فيرفع اسلام وجهه له مندهشا

اسلام بإندهاش : بابا !! خير فى حاجة . ماما بخير ؟.


الحاج رشدى وهو يجلس على مقعد امام المكتب :

كلنا بخير ، قلت اجى اشوفك واعرف منك بقى كدا كل حاجه ... اه صحيح نسيت ، يمد له يده ويضع مفاتيح السقة والسيارة ويقول :


سيلا بعتت لك مفاتيح الشقة والعربية ،وبتقول لك مش عايزة حاجة تفكرها بيك . والشقة فيها كل حاجة انت جبتها ليها ولولادها ..


ينظر اسلام للمفاتيح ،وتشعل كلمات الحاج رشدى الغضب به ،يذداد شعورة بالحنق عليها .


يهتف واقفا بغضب : هى ظهرت ؟ طبعا تلاقي البيه الجديد هيجيب لها اضعاف اللى حبته


الحاج رشدى بغضب : انا عايز اعرف بقى الحكايه كلها ،وليه بتقول كدا انا مش مصدق حاجة من اللى بتقوله ده .


يلتفت اسلام بكل غضب له ويقول : حتى لو شفت بعنيك ؛برده مش هتصدق ..


الحاج رشدى : اشوف الاول وأحكم


ينهض اسلام مهرولا الى الخزنة ويفتحها ،ويخرج المظروف منه ويتجه به ةيخرج الصور قائلا :


- اتفضل ،شوف بنفسك للصور بتاعة الست هانم ،لو مش مصدق اوريلك الفيديوا بتاعها كمان اهه .


يتحه الى مشغل السى دى وييشغله ويردى الحاج رشدى الصور بدهشة واعين محدقه ،ويقول :


- مش مصدق ، أنا مش مصدق ،وبعدين وشها مش باين اوى .


يقذف الصور على المكتب امام اسلام الذى يكاد يخرج من عينيه نارا ،ويقول : دا مش دليل .

اسلام وهو يشير بغضب الى السى دي وما يعرض :


وده برده مش دليل !


الحاج رشدى لم يقدر على رؤية ما فى الفيدوا :

- بس اقفل .

يغلق اسلام الفيدوا وينظر له وكانه ينتظر منه ان يتحدث بانه يصدق ما رأى ..


الحاج رشدى : برده مش دليل مفيش اى صورة لوشها من قريب كله من بعيد ..


اسلام وهو يستشيط غضبا ،يصرخ قائلا : فى دليل ؛ قميص النوم ده ويشير إليه فى الصور ويكمل :


انا اللى جايبه وشارية


الحاج رشدى : يعنى المصنع معملش غيره


اسلام بعصبية، وهو يلوح بيده فى الهواء :

- انا روحت الشقة ،ودورت عليه فى هدومها ،ملقتش حاجه يبقى ايه ؟ .... رد انت يقى ؟ ولا لسه هتدافع عنها.


الحاج رشدى وهو يحاول ان يستخدم معه العقل والاقناع :

- لو واحده عايزة تخون ،هتاخد قميص نومها وتروح بيه !دا كلام. .. طب كانت جابت حاجه جديده .


اسلام بانفعال زائد وقد ظهرت عروق رقبته ووجهه :


- إنت بتبرر لها برده ، أكدب الصور ، اكدب الفيديوا واصدق إيه ؟ ... اصدق واحده خاينه .!


الحاج رشدى بغضب : صدق قلبك ... إنت عارفها ومعاشرها قبل ما تبقى مراتك ،وبعد ما بقت مراتك ... دى اخلاقها ؟ سيلا تعمل كدا ليه ؟

طبعا انت مش مصدقنى بس براحتك .. وبعدين إنت متأكد إن الصور دى مش متفبركه ... يعنى حقيقيه


اسلام وهو ينظر له بتردد : لا متأكدتش .

ينهض الحاج رشدى ويقول : يبقى كان لازم تتأكد الاول قبل ما تعمل اللى عملته دا معاها . دا قذف محصنات يا اسلام .

يتنهد ويكمل : على فكرة هى كانت فى المستشفى مع عيلها الفترة اللى فاتت . وكان ممكن تعمل لك قضية بسبب ضربك ليها والمستشفى كانت هتعمل كدا فعلا وسيلا رفضت .وبعتت لك حاجتك اهى ،يبقى دى تصرفات واحدة خاينة ولا بايعة ،طب كانت رجعت الشقة والعربية ليه وهم بإسمها ،لما هى بتدور على الفلوس واللى معاه اكتر .؟

فكر كويس يا اسلام ...فكر كويس يا ابنى.

يخرج الحاج رشدى تاركا اسلام فى حاله من التخبط والتشتت .


اسلام لنفسه : يعنى إيه ؟ يعنى ممكن تكون مظلومة ! بس الصور والفيدوا وقميص النوم ...

يقف ويمسى فى حجرة مكتبه ،يقف امام الشباك.


- يعنى ممكن الصور تكون متفبركة ... طب ليه ؟ ومين يكون له مصلحه فى كدا ؟ طب انا ليه متأكدتش الاول .يرد على نفسه : اى حد فى مكانى وشاف الصور دى اكيد هيعمل اللى عملته دا واكتر كمان ،اكيد مش هيبقى فيه عقل يفكر ويتأكد الاول ... بس مين له مصلحه فى كدا ؟ شيماء!!

لا مش ممكن ؛هى ممكن تبعت جواسيس ليها تجيب لها اخبارنا ،لكن خيانه وصور ،لاء معتقدش .

يخبره عقله بالمنوم التى كانت تضعها هدى لها فى الطعام. .

اسلام لنفسة : لا هى اه كانت السبب فى ان هدى تحط لها المنوم فى الاكل بس علشان تنام ومعرفش اشوفها واصالحها .. لكن هى مش شريرة للدرجه دى .

طب مين ؟ مين اللى عايز يوجعنى اوى بيها كدا؟ ولم يجد اجابه عن هذا السؤال


لثوان معدوده يفكر فى صحه كلام والده ويشهق :


- حقى لو طلع كلام الحاج صح ؛ والحاجات دى طلعت متفبركة ،أبقى غلطت غلطة عمرى مع سيلا . وأبقى فعلا خسرت سيلا للأبد. أنا لازم أتأكد الاول ..


يخرج اسلام من الشركة ومعه المظروف واتجه الى احد اصدقائه ؛لكى يعرف من إذا كانت هذه الصور حقيقية أم مفبركة ...


علشان التفاعل حلو انامتأخرتش عليكم تفاعل حلو علشان الاخير         الحلقة التاسعة عشرة قبل الاخيره...

مات زوجهاوتزوجت اخيه

الجزء الاخيرامتى ياعم صبرى صبرى ده اللى هواناعلشان خاطرالناس اللى بتقولى كملى واحسنتى يعرفوانى صبرى امتى الجزء الاخيراقولكم بعد التفاعل

يمر شهران والحال كما هو ؛ تخرج سيلا فى الصباح بعد ذهاب سيف ونوران للحضانه ،وتذهب الى المستشفى بسيارتها المستعملة، ثم تحضر ما يحتاج له المنزل فى طريق عودتها الى المنزل وتظل به ...


وإسلام يراقبها ،ويراقب تحركاتها بين الحين والاخرة،والبواب يخبره بكل تحركاتها ؛ ومن يزورها حتى لو كان الحاج رشدى او أخيه رمزى .


ترفض سيلا عرض الحاج رشدى بالذهاب بأبنائها الى منزل جدهما ؛حتى لا تلتقى بإسلام ،وترسل سيف ونوران مع جدهما لقضاء اسبوعا هناك واللعب مع ابناء اعمامهم ،وتبقى هى فى منزلها ...


كان هدف الحاج رشدى التقريب بينهما ولكنها رفضت الذهاب ،واسلام كذلك عندما علم انها رفضت بسببه ،رفض هو ايضا بسببها ..


نوع من العند والكبرياء يؤثر عليهما معا ، هى تحافظ على كرامتها التى بعثرها اسلام ولم تجد فى قلبه ذرة حب لها ، وانما وجدت الكثير من القسوة ..


وهو نوع من الغضب الممزوج بالغل من عدم معرفته حتى الان اذا ما كانت سيلا خائنه له ام مظلومه ، ولكنه لا يمنع انه شك بها عندما رفضت الحضور للمنزل حتى لا تراه ، عقله اخبره انها ربما تريد ان تبقى بمفردها لمقابلة عشيقها ،او لمقابلة احمد فهو معها اثتاء العمل فى المستشفى. .

نار تحتاجه لا يعرف له شاطىء يرسوا عليه ،هل هى ظالمه له ام مظلومة منه .. يريد ان يعرف الحقيقة ،عقلة مشتت ، وذهنه مفتت ، وكبريائه كرجل مبعثر ، يريد ان يعلم الحقيقة ...


اما شيماء ....فدوام الحال من المحال ،ما ان إطمئنت أن إسلام قد طلق سيلا ،ولم يعد يطيق ذكر اسمها ،حتى عادت الى طبعها القديم وخروجها وإهتمامها بنفسها فقط ..


لا تعلم ان ما يفعله اسلام ليس كرهه لسيلا ،وانما عشق لها ،كلما ذاد الغضب منها كلما كان هذا دليلا على محبته وعشقه لها ...


وكيف لا وهى من دق لها قلبه ،هى من ملكته ،وختمته بخاتم حبها وعشقها . عشقها ومتيم بهواها ولكنه بمقدار عشقه ،بمقدار صدمته منها وعنفه وغضبه عليها ...


خلال الاسبوع الذى قضاه سيف ونوران فى منزل جدهما بالبلده .كان اسلام يراقب سيلا كظلها ؛يتابعها فى كل تحركاتها ، وتنقلاتها منذ الصباح وحتى عودتها الى شقتها . ليس هذا فحسب بل كان يظل قابعا فى سيارته ناظرا الى شقتها حتى منتصف الليل ؛ حين تغلق سيلا انوار الشقة لتنام، ليهدأ ويذهب الى شقته وينام ويكرر ما يفعله فى اليوم التالى. ..


لمدة أسبوع ظل اسلام يلاحظ سيلا ويتابعها ؛ لاحظ تغير فى سيلا ،اصبحت تلبس جاكتا اكبر من حجمها ،لا بل زاد وزنها قليلا ،واصبحت حركتها ضعيفة ؛وقد فسر ذلك بسبب ذياده وزنها او يسبب ارهاقها فى العمل ، كما لاحظ انها اصبحت اشد جمالا عما مضى ؛ وهذا ما زاد من غيرته وغضبة الا مبرر له ، وفسر ذلك بسبب الذيادة الطفيفة فى وزنها. ..


يأتى اتصالا هاتفيا للسلام من صديقة المكلف بمعرفة حقيقة الصور . ما ان رأى اسلام اسم المتصل حتى حتى رد بلهفة وسرعة :


اسلام : السلام عليكم، ايه الاخبار ؟

المتصل : كله تمام يا معلم . طلع شغل عالى اوى اوى ،ونضيف كمان .


اسلام بإهتمام و بقله صبر : يعنى حقيقى ولا متفبرك .. اخلص وقول


المتصل : حقيقى مش متفبرك .


صدمه كبيرة صدم بها اسلام للمرة الثانيه ،كان يراقبها على امل انها بريئه ،والان اصبحت مذنبه امامه رسميا ، وبشهاده الخبراء ايضا .

غضب .. نعم

كره ... احتمال

ألم ... مؤكد

غصة فى حلقة

نغذة فى قلبه ،وخروج صوت باهت جاء من بئر عميق فارغ ،شارد ،مشوش : طب شكرا ليك ،مع السلامه .


دمعه غافلته وفرت من مقلته ،ينتبه لها اسلام ويشعر بها على وجنته ، يمسحها فى عنف وغضب ، يذكر نفسه بفعلتها ليكرهها ، أكثر وأكثر . ويؤمن على قراره الذى اتخذة بان يدفن قلبه ،ويعيش هيكل رجل ،بدون روح ...


يحدث نفسة : يعنى حقيقى ، يعنى مظلمتهاش .... يعنى خانتنى .


يلتقط الهاتف ويتصل يالحاج رشدى، ويبلغة بما علمه ،ولا يصدقة الحاج رشدى مرة اخرى ؛ فهو يعرف سيلا جيدا ولن يصدق ذلك .


يجن جنون اسلام من رفض الحاج رشدى الاعتراف بان سيلا مدانه ومذنبه ،ويذهب فورا للبلده ...


فى البلده ...


الحاج رشدى وهو يتجنب الحديث مع اسلام فى موضوع سيلا ...


- هتودى عيال اخوك لسيلا ولا ابعتهم مع رمزى ولا السواق ...


اسلام وهو شارد ويفكر : معرفش .


الحاج رشدى : يعنى هتابع ولاد اخوك ولا اخلى رمزى يتابعهم ؟


اسلام بتردد : انا .. هاخد الولاد من سيلا لعدم الامانه واضمهم لوصايتى ..


يهب الحاج رشدى واقفا فى غضب :

- انت بتقول ايه ؟ استحاله دا يحصل ..

اسلام بحده : وانا استحاله اسيب ولاد اخويا مع واحده مش امينه عليهم ؛والصور والفيدوا هيبقوا دليل ضدها


يمسكه الحاج رشدى من تلابيب ملابسه :

- يوم ما تعمل كدا، تبقى لا انت ابنى ولا انا أعرفك ويتحرم عليا رؤيتك ورؤيه ولادك .


اسلام بجنون لييييه ... ليه كل دا ... ليه مش مصدق انها خاينه .؟

الحاج رشدى بغضب صارخا :


- علشان انا عارفها ؛لكن انت الغضب عامى قلبك وعقلك ،لو أذيت سيلا يا اسلام هبقى متبرى منك ..فاهم اوعى تأذيها انا حاسس انها مظلومه وبكره ربنا يظهر برائتها .


تدخل الحاجه صفية وهى تقول : صوتكم عالى ايه ؟


الحاج رشدى وهو يبتعد عن اسلام، ويلوح له بيده :

- إسألى ابنك وهو يقولك .


اسلام وهو يزفر : خلاص يا حاج هات الولاد وانا هوصلهم لسيلا.


ياخذ اسلام الاولاد ويذهب بهما الى سيلا ،وفى الطريق ظل يفكر لماذا اخذهم ؟ لماذا لم يدع رمزى يذهب بهما ؟ لوهلخ جفل من السبب الذى طرأ على ذهنه؛ انه يريد رؤيه سيلا . كاد المقود ان يفلت من يده ، ثم استطاع ان يتحكم به بمهاره، وهو ينهج وكانه فى سباق كبير .. غاضب منها نعم ،ولكنه بداخله حنين لها ، يريد ان يجعلها تشعر بما يشعر به من نار وجحيم مستعر ،يريد أن يجعلها تتألم كما تألم هو، ولكنه بداخله يشتاق لها لحد الجنون ، مشاعر متداخله ،متضاربه بين الحب والكرهه، الألم والاشتياق ...لا يعلم شيئا ماذا يحدث له ..كل ما يريده هو رؤيتها ..فقط رؤيتها. .

اخذ يردد انه يريد ان يثأر لنفسه منها، ولكنه فى قراره نفسه يعلم انه يكذب ...


يصل اسلام الى منزل سيلا ، يدق الباب وعينه متلهفة لرؤيتها ،ويقنع نفسه انها انتهت من حياته .تفتح سيلا الباب وتفاجىء بوقوف اسلام امامها ..


نظرات متبادله بينهما ، ضربات قلب متسارعه، متصارعه ؛مشاعر مشتته بين لهفة وشوق وحزن وألم وغضب ... دموع متحجرة تأبى النزول من المقل . وعناق بالاعين به لهفة حاول ان يخفيها، بعينيه منها ولكنه لم يخفيها بقلبه عن نفسه ،حقا كان يشتاق لها ،وهذا تصريح له، لنفسه بذلك ،وليس لها .

وصوت سيلا يخرج اخيرا ،هامسا ضعيفا


- شكرا ليك ،وحمد الله على السلامه .

يرد اسلام بصوت متحشرج : العفوا


يقطع ذلك الاتصال البصرى ،صوت سيف :

- مش هتبات عندنا يا عموا زى زمان ؟


اسلام وهو ينظر له وسيلا تتركه وتدخل الى داخل الشقة ؛لتخفى نفسها منه ومن نظراته تلك التى ينظرها لها .


- مرة تانيه ،أنا عندى شغل كتير اوى يا حبيبى .


يغادر اسلام وهو مشتت الذهن عقله يخبره انه على حق ،وقلبه يخبره بأنها بريئه ..


يمر شهران آخران ،واسلام يحضر لرؤية سيف ونوران مرة كل اسبوع او اسبوعين ،وتتعمد سيلا ان تظل فى حجرتها ، لا تراه ولا يراها ؛ حتى لا يلاحظ حملها . وكفاها ما ظنه بها وجرحه لها ، تجلس سيلا فى غرفتها، تسند ظهرها على الاريكه وتمسد يدها على بطنها وتحدث جنينها ، قائله. .


- عارف ان ابوك بره ، هو طول المرة دى عن كل مرة ، الصراحه هو كل مره بيطول عن اللى قبلها ، حاسه انه بيتعمد كدا علشان يشوفنى، بس انا استحاله اتكلم معاه تانى .


تتلقى ضربه من الحنين تتألم ضاحكه وتكمل :


- كلامى مش عاجبك ليه يا ابن اسلام؛ انت عايز تسمع صوت ابوك ...


تظهر الدموع فى مقلتيها وتقول :


- بس هو لو عرف مش هيعترف بيك ، مش هيصدق انك ابنه او بنته ، يبقى زعلان ليه بقى مني ؟


تتلقى ركله اخرى ، وتتألم:

- عارفة انك ملكش ذنب ، بس انا كمان كفايه عليا كدا ،مش هكدب عليك انى حبيبت ابوك ،وساعات كتير بلاقي فى عينيه كلام كتير ،ساعات بحس انه بيطمن عليا ،وساعات احس انه بيقسى عليا .ساعات احس انه بيحبنى اوى ، وفى نفس الوقت احس انه بيكرهنى اوى .

مبقتش قارده اعرف عينيه فيها ايه من ناحيتى ،علشان كدا انا بعيده عنه .


تفر منها دمعه ،تمسحها بسرعه وتكمل :


- المهم انت معايا ومع إخواتك ،عده ركلات تتلقاها فتتألم بصمت حتى لا يسمع اسلام صوتها بالخارج .


بس بقى ، شكلك عايز تخرج تلعب معاهم ،ولا عايز اخواتك ؟


اعمل ايه يعنى ،ابوك طول اوى المرة دى ...


يحاول اسلام بشتى الطرق ان يتحدث معها ولكن سيلا لا تعطى له فرصة ...


يظل هناك.اتصالا قائما بين سيلا والحاج رشدى للاطمئنان عليها. ..


فى منزل خالد ...

حيث كانت هناك خطيبة صادق ونشوى ورمزى والكل على مائدة الغذاء ؛ التى اعدتها هند احتفالا بالشقة التى تم تجهيزيها لعرس صادق . فإذا بآلام المخاض تهاجم هند ...


خالد بزعر شديد : اعمل ايه جد يقولى بسرعه ؟

نشوى بسرعة : كلم الدكتور ،وإحنا رايحين له حالا ... رمزى جهز العربية انت كمان


هند بصريخ : آاااااه ... إلحقونى

نشوى بغصبيه : بالراحه يا اختى ، انتى هتولدى فى السابع .ينفع كدا


هند بألم : هو بإيدى يعنى

نشوى : يلا بقى ،ربنا يسترها ،فين شنطه هدومك انت والعيل ؟


هند بزعر : مفيش شنطه ، هو انا لازم اعمل شنطه؟


نشوى بصدمه : أمال انا قاعده أقول لك ايه فى التليفون ؛ بنصح وبكلم روحى . خليكى لما اروح اجهز بسرعه .


تنهض نشوى لتحضير شنطه هند وملابس المولود ويتجهوا بسرعه الى المستشفى لتد هند صبيا وبصحه جيده .


خالد وهو غير مصدقا لحاله :

- الحمد لله ...الحمد لله يا رب


الممرضة وهى تعطى الطفل لخالد ،يمسكه خالد وتفر الدنوع من عينيه وهو يشكر الله ،يؤذن فى اذنه اليمنى ،ويقيم الصلاه فى اذنه المولود اليسرى ،ويتلقى التهانى والمباركات من اخوته ويسأل عن هند .

فى غرفة هند بالمستشفى :


رمزى مشاكسا نشوى ضاحكا : يلا بقى يا نشوى،شدى حيلك وهاتى بنت علشان اجوزها ل... ينظر الى خالد وهند ويسألهما

صحيح هتسميه ايه يا خالد ؟


خالد : محمد ان شاء الله

رمزى ضاحكا : ماشى يا ابو محمد .خلى اختك بقى تجيب بنت علشان اجوزها لمحمد .

نشوى بإمتعاض منهما : ايه ..هو سوبر ماركت اجيب بنت ،هو انا اللى بجيب . طب بالمرة عايزها عنيها لونعا ايه كاروهات ولا ومنقط بمبى .

يضحك الجميع ...

بعد مرور اسبوع يحضر الجميع سبوع هند وكذلك الحاج رشدى والعائلة وابناء سيلا بدونها طبعا. .


سيف وهو يحمل الضغير : الله يا تيتيه .. نونو حلو اوى .

الحاجة صفية بابتسامه هادئه : قول ما شاء الله يا سيف .

سيف ببراءة مكررا : ما شاء الله .. طب ممكن اخده معايا .؟

الحاجه صفية : لاء ... ،هو هيفضل مع مامته لانه لسه نونو

سيف غاضبا منها وببراءه الطفوله :

- مش مهم ...ماما هتجيب لى نونو صغير ، و هلعب معاه . هى قالت لى كدا . وخلى النونو ده هنا .

الحاجه صفية بدهشة : هى ماما سيلا هتحيب نونو يا سيف .

سيف مبتسما فى سعادة : أه ... بس متقوليش لحد ،لان دا سر وهى عملاها مفاجأه .

الحاجه صفية وهى مندهشة وفرحه تبتسم وتقول : طيب يا حبيبى ..


فى منزل الحاج رشدى

تخبر الحاجه صفية ؛ ما علمته من اخبار حمل سيلا للحاج رشدى ،الذى يصر على الذهاب لها فى الحال لرؤيتها والحديث معها .


فى منزل سيلا ...

يرن جرس الباب تفتح سيلا وتجد الحاج رشدى أمامها. ..

سيلا بدهشة : بابا الحاج ... اذيك وحشتنى

تفسح له الطريق ليدخل وهو يتفحصها ليرى اى علامات للحمل .

الحاج رشدى : اذيك يا سيلا يا بنتى ،وحشتينى. بس انا زعلان منك .

سيلا بدهشة : ليه يا بابا ... انا عملت حاجه تزعلك !

الحاج رشدى : يعنى تبقى حامل وتخبى علينا .

سيلا بحزن : عايزنى أقول إيه .... اذا كان اسلام تاهمنى بتهمه بشعه ... عايزنى أقوله انى حامل . تفتكر هيصدق إنه ابنه ؟ إذا كان مصدق إنى خنته ... يبقى هيصدق إن الكفل دا ابنه ؟ أنا مقدرش احرج نفسى تانى بكلامه .

الحاج رشدى : بس انا مصدقك وده كفايه .. المشكلة انه ودى الصور والفيديوا لواحد وقاله انهم حقيقى .

سيلا بدهشة وبدون فهم : صور وفيديوا اإيه ؟

قص عليها الحاج رشدى كل شىء

سيلا بدهشة وببكاء : والله ما حصل حاحه من دى .

الحاج رشدى مقاطعا : انا مصدقك يا بنتى .بس انك تخبى حملك ده هيزود شكه فيكى اكتر . اسلام عاد بيشك فى كل شىء

سيلا باكيه : بابا .. انا هسافر عند محمد اخويا دبى ..معدتش قادرة اقعد هنا ... أنا كلمته وحكيت له على كل حاجه وهروح عنده انا والاولاد .

الحاج رشدى بصدمه : لاء ... خليكى هنا ... ليه تحرمينى من ولاد ماذن. .. خليكى هنا وانا أوعدك انى هشوف الموضوع ده .ولازم أحله .. وربنا يوفقنا .

سيلا : كله على الله ... طب ممكن بس متقولش لاسلام على موضوع الحمل ده .؟

الحاج رشدى فى محاوله منه لاقناعها :

- لازم يعرف ..كدا غلط .. بتزودى شكه فيكى اكتر

سيلا بالم : مش هقدر اسمع منه كلام تانى يجرحنى يا بابا .كفايه اللى عملوا فيا ... مش عارفة لو قال كلامه القاسى ده انا ممكن اعمل ايه ؟

الحاج رشدى وهو يتنهد : خلاص ..براحتك هنشوف وربنا يسهل .


يذهب الحاج رشدى عائدا الى البلده ..


فى منزل الحاج رشدى يتساءل الجميع عن سر غياب الحاج رشدى، وأين ذهب ولكن لا مجيب سوى ان لديه بعض الاعمال التى يتابعها ..


اسلام متسائلا : اهمال ايه اللى بيتاعبها الحاج ؟ انت بتعمل حاجه من ورانا ؟ .

الحاج رشدى بتهكم : بكلم شغلكم الناقص ... بدور على الغايب منكم .

اسلام بعدم فهم : شغل مين اللى ناثص يا جاح ؟ وغايب مين ده ؟

الحاج رشدى : بكره تعرف بس يا ريت متتهورش وتندم يا اسلام ..

اسلام بقلق واضح : انت قاقلتنى يا حاج ... فى ايه ؟


الحاج رشدى بهدوء : كله بوقته يا اسلام . انت هتروح ولاد ماذن امتى ؟

اسلام : بكره الصبح

الحاج رشدى : طب ابقى شوف سيلا لو محتاجه حاجه ولا ابعت حد من عندى ليها ؟

اسلام بإقتضاب :لا يا حاج ... هاشوفها عايزة ايه وأجيبه.

الحاج رشدى وهو يحاول ان يجس نبضة من ناحيتها :

- لسه برده فاكرها خاينه


اسلام بتزمر : يووووه يا حاج ... متفتحش السيره دى

الحاج رشدى بغضب : ماشى ...براحتك .


وهو فى قراره نفسه يعلم ان سيلا كان لديها الحق فى ان تخفى حملها عن اسلام . يعلم انا مظلومه وان اسلام سوف ينظم ندما شديدا ولكنه سيكون بعد فوات الاوان .. لا يزال هناك فرصة ضئلة لهما معا ولكن اسلام بغضبه الاعمى سيبددها من يده .


ترتدى سيلا اسدالا لكى يخفى حملها الغير ظاهر جدا وتأخد اولادها من اسلام ،وتشكره بإقتضاب .

اسلام وهو يتفرس ملامح سيلا المضطريه ولا يعرف سر توترها ،فيضطر للدخول الى الشقة ظنا منه انه يوجد لديها احد .


اسلام وهو يجلس بالشقة ،لا ينكر ان رؤيته لشيلا تشتت افكاره وتبعثر غضبه منها ،لا ينكر ةنه اشتاق لها وكلما رأها وقد ازادت جمالا واشراقة وهو يذوب بها .. رؤستها وهى متوترة اشعل غيرته عليها وجعله يدخل الشقة كحجه يقولها انام نفسه من انه يشك بها او يريد التاكد من انها بمفردها ..ولكنه فى الحقيقة كان الشوق لها فاق الحد بمراحل كثيرة ...


جلس على الاريكه وهو يلتهمها بنظراته ،وهى تقف امامه بخجل وارتكاب من ان يلاحظ حملها تبتعد عنه بنظراتها ..

- ممكن قوه يا سيلا ؟

سيلا بارتباك : حاضر.


تدخل سيلا لعمل القهوة ويدخل اسلام لغرفة نومها وغرفة الاطفال ثم يرجع ثانيه للصاله والجلوس على الاريكه مع سيف ونوران ...


نوران وهى تحلس بين احضان عمها : مش هتجيب عز الدين ورنا هنا يا عموا زى ما قلت لى ؟

اسلام وهو يملس على شعرها : انتم مش كنتم سوا عند جدوا رشدى يا نوران .


نوران : اه .. بس انا عايزاهم هنا او هناك فى شقتنا التانيه ... تعتدل فى جلستها وتنظر له فى وجهه ..هو إحنا سبناها ليه ؟

اسلام بغصة فى حلقه : معرفش إسئلى ماما وهى تقول لك

نوران : طب ابقى هاتهم هنا علشان نبقى نلعب سوا ونجيب النونو يلعب معانا .


ظن اسلام انها تتحدث عن ابن هند وخالد، ولم يكن يدرى انها تتحدث عن اخيها المنتظر .


تستمع سيلا لحديث نوران وترتبك وهى تضع القهوة على المنضده ...


وسط نظرات اسلام المتسائله والمتشككه لها .

سيلا بارتباك :نوران ...يلا يا حبيبتى متتعبيش عموا

نوران وهى تكمل حديثها: يعنى يا عموا هتلعب معانا مع النونو يتاعنا


اسلام مبتسما : اه يا حبيبتى ..

نوران وهى تهلل وتقبله قائله : وتلعب كلنا سوا.


يذداد ارتباك سيلا ويذداد شك اسلام من سبب ارتباكها.


يشرب اسلام قهوته وهو ينظر لها ويفكر فى لماذا كل هذا الارتباك هل تنتظر أحد. .. أم ماذا؟ لل احد فى المنزل ...ربما تنتظر احدا ما ؟


سظل اسلام فى المنزل وسيلا تحلس مع نوؤان فى حجرتها واسلام مع سيف فى الردهه حتى يدا النعاس يغلبه وينام الاطفال ....


تذهب سيلا الى المطبخ ويتبعا اسلام

بسرعه ،تجفل من ملاحقته لها وتنظر له فى حيره فى خين ينظر لها بحب وغيره ،بعشق وغضب ،سيلا بصوت واهن متحشرج جاهدت فى خروجه


: - عايز حاجه .. فى ايه ؟


اسلام وهو يتقدم نحوها مسلوب الاراده ؛اخيرا اصبحا بمفردهما ،اخيرا يمكنه التحدث لها بدون اى عائق او بوجود اى احد .يمشى يخطواط تجاهها وسيلا تشعر بالتوتر منه ومن نظرات عينيه لها التى لا تعرف قرائتها الان ...


ترتجف شفاها وهى تقول : فى ايه يا اسلام ؟

اسلام بنظرات مسلطه عليها وبصوت متحشرج : فى انك وحشتينى اوى . يتأملها ويتأمل وجهها ويكمل : مش عارف ايه متغير فيكى بس التغير للأجمل ..


سيلا بهمس : معدتش ينفع الكلام دا خلاص ..

متنساش انت عملت فيا ايه ؟ وليه ؟


اسلام وهو يضع يده على شفاهها بهمس : ششششششش متكمليش ، مش عايز افتكر الالم دا ..

سيلا وهى تنظر له بغضب : والالم اللى اتسببت فية ليا مش عايز تفتكره كمان ، وكرامتى اللى اتهانت منك مش عايز تفتكرها كمان ..


تحاد نظرات اسلام لها وهو يقول بغضب : مش قد ألمى واللى حسيت بيه ،ولسه بحس بيه ..

عايزة تعرفى كان قد ايه ؟


ينظر حوله فى النحاء المطبخ ثم تقع عيناه على سكين كبير يلتقطها فى يده ،ويمسكها من نصلها الحاد بقوة ،فتسيل دمائه وتتقطر على الارض وسط زهول سيلا وعيناها الحاحظه عليه ، تحرى لتمسك يده وتصرخ


- ليه كدا ..كفايه يا اسلام ... حرام عليك

اسلام وهو ينهج كن شدة الغضب ،مستلزا بألمه ،ينظر لها ..


- هتصدقى لو قلت لك ان الالم اللى انا خاسس بيه دلوقتى اخف بكتيير اوى من اللى كنت حاسس بيه وانا يشوف الصور والفيدوا ،هتصدقى انى اتمنيت لو اصفى دمى وابعد حبك من قلبى ،بس مقدرتش ، لانى لقيت نفسى بحبك اكتر .

كل لما ابعد وقشى فلبى عليكى اول ما اشوفك بنسى كل حاجه ومفتكرش غير حبك ..


سيلا صارخه : كفايه يا اسلام ايدك بقى ... لو حبتنى بجد كنت عرفت الحقيقة ومش محتاج حد يقولك ولا حد يكشف لك الحقيقة ،لو حبتنى بجد كنت سالت دا ..وتشير الى قلبه وتكمل :


- وهو كان هيقولك انى بريئه ، لو حبتنى بجد كنت سالت احساسك هيقولك مش انا اللى تعمل كدا ...انت محبتنيش يا اسلام للاسف ..محبتنيش.


يترك اسلام السكين ويقع ارضا فيرع يده المدماه الى وجهها ويتحسسه وانفاسه لفح وجهها ، فى خين كانت سيلا فى قمه زعرها لقربه منها وخوفها من ان يكتشف حملها .


- سالته والله سالته بس عايز دليل. . انتى متعرفيش يعنى ايه راجل يحب بعد ما كان بيسخر من الحب .متعرفيش كمية الغضب وانا عايز اعرف مين الحيوان اللى هنتينى معاه وليه ؟

بس بما بشوفك بنسى كل خاحه ابقى عايز اشوفك وافضل حنبك واتمنى كل اللى حصل يكون حلم ،او كابوس وانتهى .. يقترب منها كثيرا يريد تقبيلها ،فتبعد سيلا وجهها عنه جنبا ..


- معدتش ينفع خلاص ... مع السلامه يا إسلام .

اسلام وقد بعد هنا قليلا يزفر فى قوه ،تبتعد عنه سيلا يسرعه وتجلب قطعه شاش ومطهر ، تغسل له الجرح ، وتصع المطهر وتبف ه بالشاش دون ان تنبس ببنت شفة واسلام ينظر الى وجهها الذى لطخ بدمائه . تنتهى سيلا وتقول له


- انا طهرت لك الجرح ..روح على مستشفى وشوف ايدك ..الجرح عميق ...انا عملت كدا علشان انت عم الولاد وبس ...


ينظر لها غاضبا ويقول : عم الولاد بس ... انا جوزك يا هانم ..


سيلا مقاطعه له بحده : كنت واطلقنا يا اسلام ..

تصبح على خير بقى لان وجودك كدا غلط ..

اسلام وهو يخرج من المنزل : وانتى من اهل الخير .


يخرج اسلام وتتنفس سيلا الصعداء من شده خوفها ان يلاحظ اسلام حملها ..


اما عند اسلام فيوصى البواب على ملاحظه سيلا وابلاغه بأخبارها ،ويعطى له مال لذلك ..

يجلس اسلام فى سيارته يراقب شقتها وختى غلبه النوم وهو جالس يراها وهى تقف فى شرفة غرفتها ...


كانت سيلا تقف فى غرفة شرفتها تتنسم بعض من الهواء البارده وتربت على جنينها فى حنان وافكر فى ما حدث منذ قليل مع اسلام ...


فى الصباح وفى الشركه


اسلام يتحدث مع وليد ، يسأله وليد عن الجرح فيخبره انه جرح نفسه اثناء تحضير الطعام لنفسه .

عندما يفتح اسلام الخزينه يقع مظروف سيلا الخاص بالصور وتقع الصور ويراها وليد ولم يستطيع اسلام ان يمسكها لاصابه يده ...


وليد بدهشة وهو ينحنى يلتقط الصور و يراها :

- إيه دا ... الصور دى مزيفة !

اسلام بحده : هات الصور دى يا وليد ... دى مش مزيفة للأسف.


هو لا يريد اى احد ان يشاهدها ويشاهد جسدها سواه لايزال يشعر بالغيرة عليها..


وليد بحده وغضب : استحاله دى تكون سيلا ... مش ممكن اصدق .


اسلام بألم : انت هتعمل زى ابويا ... هو برده بيقول كدا ... بس الخبير بقى بيقول انها حقيقية


وليد بسرعه : اكيد فى لعبه وانا لازم اكشفها ..علشان كدا بقى اتطلقتوا ... صح ؟


اسلام بغضب : اكيد ... كنت عايزنى اخليها على زمتى بعد ده .


وليد بزهول : غلطان .... إنت محبتش سيلا ...لو كنت حبيتها كنت اتأكدت الاول .. طلاقك ليها كسرها ... انت المفروض تبقى امنها وحمايتها ... كان للزم كان لازم تتكلم معاها ..كان لازم تصدق قلبك وعقلك ...


اسلام مقاطعا بحده : انت ازاى تتكلم معايا كدا ... يفرق فى ايه حبيتها ولا لاء ...

انتم ليه مش حاسين بيا ...

يجلس بوهن على مقعد ويكمل : عارف يعنى ايه تخب واحده لدرجه الجنون بيها ،عارف يعنى ايه تبقى مش عايز حاجه من الدنيا و انت قاعد معاها ،عارف لما تلاقى نفسك بتنسى كل شىء حتى شغلك اللى كان نمرة واحد فى حياتك وانت معاها ... وفجأه تلاقى صور زى دى وفيديوا ليها مع واحد تانى. ..


يلتفت له بحده وغضب والنار تكاد تخرج من عينيه :

- انا مكنتش شايف حاجه قدامى غير الصور ، مكنتش مصدق نفسى ،كنت بتمنى انى كنت اموت ولا اشوفش الصور دى ،انا اطعنت فى قلبى ،وكرامتى ورجولتى ... كنت عايز اخد بتارها منها ..المتها ووجعتها وكسرتها بس كسرت نفسى قبل منها ...

يلتفت له ويكمل : مش هتحس باللى حاسس بيه ..عمر ما حد هيقدر يحس باللى انا حاسس بيه .


ولا هيعرف ايه بيحصلى اول لما عينى تشوفها.. ببقى قاعد احفظ نفسى انها غلطت وخانت علشان اوجعها واول لما بشوف وشها وبراءة عنيها بنسى كل شىء ... بس حوايا حرب ونار ..عايز اتأكد . جزذ منى بيقول بريئه وجزء تانى بكلام الخبير بيقولى عبيط ...

يزداد حده صوته وهو يقول : محدش حاسس بالنار اللى جوايا واللى بتحرق فيها غيرى ...


وليد بحده : اللى يحب ويحب بصدق مش ممكن يصدق حاجه زى دى ؛واخدة محترمة إيه اللى يخليها تخون . لو مش بتحبك كانت اتطلقت منك ، واحده زى سيلا استحاله تعمل حاحه فى الحرام وتغضب ربنا .. وانا لازم اعرف الحقيقة .


ويخرج وليد سريعا من المكتب ....ويبقى اسلام يفكر فى كلامه ويحدث نفسه


- معقوله انا محبتهاش ... معقوله كلهم صح وانا غلط ... طب لو غلط يبقى ايه حكايه الصور دى ..ومين اللى يعمل كدا ..وانا ازاى معرفتش اصدقها . لو محبتهاش امال النار اللى جوايا دى من ايه ؟ بو محبتهاش امال الالم اللى فيه دا من ايه ؟

لو كانت شيماء مكانها مكنتش هزعل كدا ولا هتأثر كدا ؛ لانى محبتهاش ،انتم كلكم متعروفش انا قد ايه حبيتها ،انا عديت مراحل الحب دى من زمان، انا عشقتها .عشقت كل نفصيلة فيها ،كل حركه ليها ، للاسف محدش هيقدر يعرف ولا يقدر اللى جوايا غيرى انا وبس. ..


يخرج وليد من مكتب اسلام والغضب يتطاير منه يهاتف شيماء ويعرف منها انها بالنادى ويذهب اليها. ..


يقبل وليد على شيماء ويجدها تجلس وسط صديقاتها.


وليد: اذيكم يا قمرات عاملين ايه ؟

شيماء والبنات : اذيك يا ليدوا ...اخبارك ايه ؟

وليد بايتسامه جزابه : الحمد لله ... شيماء ممكن كلمه على انفراد


شيماء وهى تنهض بامتعاض :فى ايه يا وليد ؟

احدى الفتيات : هو سر يعنى ولا ايه ؟

وليد للفتاه وهو يحدثها ويغمز لها : هقولك على السر بعدين ..


وليد : يلا شيماء ..عايزك بسرعه


تذهب معه شيماء ويجلسون على طاوله بمفردهم ..

شيماء بملل : عايز ايه يا وليد .


وليد بابتسامه لعوبه : لعبتيها صح يا شيموا ... يغمز لها ويكمل ؛ بس مش كنت أنا اولى بسيلا .

شيماء بابتسامه كبيره وضحكه عاليه :

- اهى عندك روح لها .. .


وليد : بس اعرف بقى عملتيها ازاى؟ ااه عايز اطمن على نفسى ، هو أنا مش اخوكى ولا ايه ؟

شيماء وهى تضع رجل على الآخر فى تفاخر :

- اطمن يا سيدى .


وليد بسرعة ولهفة مزيفة : اطمن ازاى انا شايف صور وفيديوا زى الزفت .


شيماء : مفيش حاجه حصلت .

وليد طب ازاى بقى افهم ؛ والصور مش متفبركه ؟!

شيماء بمنتهى الثقة بالنفس والسعادة من نفسها :

- شوف يا سيدى؛ علشان انت بس اخويا هقولك .. الحكايه كلها فى قميص نوم لسيلا جايبة اسلام ،تلبسة واحده شمال ليها نفس مقاس وجسم سيلا ولون شعرها ،وتتصور على الطبيعة كدا كام صورة وفيديوا يبقى كله حقيقى ومش متفبرك .. ولا حاجة .


وليد : طب واللى معاها كان مين؟

شيماء بضحكه شديدة : فخرى ابن عمتك

وليد بدهشة : فخرى !!


شيماء : آه ... هو كان هيموت عليها وهى صدته .ففكرت انا وهو نعمل كدا ... ولما اسلام يشوف الفيديوا والصور اكيد هيطلقها .وبكدا اخلص انا منها ويبقى اسلام ليا لوحدى . وفخرى ياخد سيلا ؛بس لحد دلوقتى بيحاول معاها وهى صداه .. جرب انت بقى يمكن تلين معاك


وليد بسخرية : تفكير شياطين صحيح .

شيماء بحقد دفين :


متخلقتش لسه اللى تقف قدامى وتاخد حاجه منى ؛ لا وايه تاخد جوزى يا وليد ... انا قلت لك قبل كدا . ادخل انت فى الخط معاها وانت قلت لاء ... يبقى خلاص لقيت فخرى .


وليد بقلق حقيقى عليها من حقدها وافعالها :

- بس دا افترى يا شيماء .. قذف محصنات ،اسلام لو عرف هتعملى ايه معاه ؟

شيماء باستهتار : هيعرف منين ان انا اللى اخدت قميص النوم من شقتهم ... ولا اتفاقى مع فخرى . الا لو انت اللى قلت له ؟


ينهض وليد قائلا بابتسامه : اطمنى مش هقول حاجه، كدا انا اطمنت .. اما اروح بقى ليها ..

شيماء بإبتسامه شيطانيه : جووود لك حبيبى ...


مع ان التفاعل ضعيف جدا ولكن علشان خاطرالمتفاعلين

 الحلقة العشرون والاخيرة ...

مات زوجهاوتزوجت اخيه

احناموصلناش للرقم اللى اتفقناعليه ومع ذلك نشرت الاخيرعلشان خاطرالناس الحلوه اللى تفاعلومعاناوانبشكرهم جداجداجدا

يشعر وليد بالغضب الشديد من شيماء ومن اسلام وتهوره ،يتجه الى اسلام وهل عليه مكتبه بدون استأذان ويكيل له اللكمات

اسلام وهو يمسح الدماء التى سالت من حانب فمه :

- انت اتجننت . ايه اللى بتعمله دا ؟

وليد بغضب عارم وبحده : لانك غبى ؛ظلمت اشرف انسانه فى الدنيا ومصدقتش كللمى انا والحاج ... سيلا اشرف واحدة فى الدنيا ،وانت اغبى انسان ...


اسلام مذهولا ،مصدوما : يعنى ايه مظلومه ..انطق بسرعة وقول لى

يخرج وليد هاتفه ويسمعه الحديث بينه وبين شيماء ،تتسع عيناى اسلام من شدة الصدمه ويردد


- يادى المصيبة ... يا دى المصيبة ،إيه اللى انا عملته ده ؟ اعمل ايه ؟ قولى اعمل ايه دلوقتى ؟

وليد وقد رفق عليه من حاله:


- دا مش عايزة كلام تروح لسيلا وتصالحه وتبوس رجليها قبل ايديها كمان

اسلام وهو ينهض بسرعه : اختك حسابها معايا بعدين


وليد وهو يمسك زراعه بقوة : اختى ست بتغير على جوزها ،انانية اه ،مأهملاك اه ،بس فى النهايه وانت بتحاسبها لازم تحط فى اعتبارك انها ام ولادك .


اسلام يغضب وهو يلتفت له كليا : دى خربت بيتى ..هدمت حياتى ؛خلتنى اشك واطلق الانسانه اللى بعشقها .انت فاعم انا كسرتها قد ايه وكسرت نفسى معاها ..


وليد منهيا الحديث : شوف سيلا الاول وبعدين شوف شيماء . يلا مستنى ايه .

اسلام يحدث الحاج رشدى وهو متوجه الى سيارته ويخبرة بكل شىء عن براءه سيلا


الحاج رشدى : شفت .. مش قلت لك دى اكيد مظلومه ،وان سيلا متعملش كدا ابدا . روح صالحها بقى وشوف ابنك .


اسلام بدهشة وهو يقف عن السير : ابنى !!

الحاج رشدى : ايوة سيلا حامل ومردتش تخلينى اقول لك ..


يتجه اسلام بسرعه الى عمل سيلا فى المستشفى وهو يسير ياكل الطريق بسيارته، لا يعرف ماذا سيقول لها او كيف سيغتذر لها ،وهل ستقبل ان ترفض .. كل ما كان يعلمه انها بريئه ،انها لم تخنه ،يعلم ان لديها كل الحق فى الثأر لنفسها منه وأنه على اتم الاستعداد بإعطائها ثارها و حقها وردا لكرامتها منه بالطريقة التى تريدها ..


تترد كلمه ابنه فى ذهنه يضحك كثيرا ويبكى ايضا كثيرا ،مشاعر مضطربه؛ فرح بان هناك رابط بينهما ،دليلا على عشقة لها ،قطعه منه فى داخلها ،تجمع بينهما معا الى اخر العمر .. وحزن وبكى لانه لم يكن معها منذ اللحظات الاولى ..كان يريد ان يشاهدها ويتابع نموه ..يمسح عيناه من الدموع وهو يسب نفسه غاضبا من خاله ومن غضبه ومن تهوره ...


ندم ... نعم . ولكنه على اتم الاستعداد لترضيتها ،واخذ يقسم بينه وبين نفسه ان لن يخزلها ابدا ،ولن ترى منه الا السعادة فقط ..


يصل اسلام الى المستشفى ويجد سيلا تخرج منها وهى تستند على أحمد فى ألم وتركب معه سيارته. يخطف قلبه من منظر سيلا وهى ضعيفة هكذا ولا تجد غير أحمد من يقف معها وهو ...ليس له وجود . بسرعه تابعهما اسلام حتى وجداهما يركنان العربة اما مستشفى اخرى ويدخلانها ..

يترك اسلام سيارته بسرعة ويذهب اليهما ويرى سيلا وهقد ظهر عليها التعب جليا .


اسلام وهو يتقدم منهما فى لهفة وينادى عليها بصوته الرجولى :


- سيلا حبيبتى ... سامحينى انا اسف

سيلا بدهشة منه ومن وجوده معها ، ومن حديثة ايضا . لاتنكر انها كانت فى اشد الاوقات احتياجه له ، كانت تريد ان تراه ،ان تشعر بوجوده معها اهتمامه بها ،كانت تريد ضمه منه .فقط ضمه تشعر بها بالاستكانه والحمايه. ولكنها تماسكت ، كرامتها ابت ان تستجيب لقلبها ..


سيلا بدهشة : اسلام ... ايه اللى جابك ،واسف على ايه ؟ !


اسلام وهو ينظر لها : انا عرفت كل حاجه ؛ عرفت انى ظلمتك . انا اسف ويتقدم منها ويمسك يدها ويرفعها لفمه ويقبلها وسط نظرات سيلا المندهشة ونظرات احمد الحانقه منه .


تبتعد سيلا عنه بتوتر وتعب وهى تقول : ابعد بعيد عنى ...


اسلام وهو يقترب منها اكثر : مش هبعد عنك تانى ابدا ... حتى لو بعدت ابنى، او بنتى هتقربنى منك .. أنا قدرك يا سيلا وانتى قدرى .


سيلا بتعب اكثر : القدر ... القدر دايما ييلعب لعبته ضدى ،وانا خلاص مش عايزة حاجة. . انا قررت افضل لوحدى ومش عايزة حد يأذينى تانى . كفايه بقى كل ضربه من ضربات القدر كانت بتقسم ضهرى . وانا قررت ابعد عن الكل، واكون لوحدى.


اسلام مقاطعا بإصرار : عمرك ما هتكونى لوحدك ،هفضل جنبك وقدامك وحواليكى زى ما كنت دايما تحت عينى ،وزى ما كنت دايما ، حواليكى حتى لو انتى مشفتيش برده كنت جنبك ... انا كنت بنام فى عربيتى تحت بيتك يا سيلا ..قلبى مكنش مطاوعنى انى ابات بعيد عنك . مكنتش بنام غير لما أشوف نور الشقة وهو مطفى ،اعرف انك نمتى خلاص.


يقبل يدها ويقول: انا اسف على كل جرح جرحته ليكى ، بس عذرى انى حبيتك. .. اول مرة أحب، صدقينى حبيتك وغيرت عليكى. من شده حبى فيكى بغير عليكى يا سيلا ،والغضب والغيرة عموا عنيا ...


سيلا صارخه من الام حملها : آاااااه

احمد بحده وصوت عالى : يلا بسرعه دخلوها العمليات ..


فى قراره نفسه يعلم احمد ان سيلا تحب اسلام ، الكثير من المواقف التى اثبتت له ذلك ؛بفضها لمقاضات اسلام على ضربه لها ، عيونها التى تلمع بلمعه غريبه عندما يأتى ذكر اسمه ،ثم مسحه الحزن التى تظهر بها بعد ذلك .فضل ان يبقى بقربها حتى ولو بصفة صديق لها .ولكنه لا يعلم ماذا سيكون قرار سيلا مع اسلام ..


يقف اسلام واحمد امام باب غرفة

العمليات ،ويتصل اسلام بالحاج رشدى ويبلغة بولاده سيلا ،بينما يذهب احمد لإحضار سيف ونوران من الحضانه. .


تخرج الممرضة وهى تحمل طفلا جميلا .

يتقدم منها اسلام بلهفة : اخبار الام ايه ؟ طمنينى


الممرضة بابتسامه : زى الفل .. اتفضل ابنك اهه ،يتربى فى عزك ، والام شوية وهتروح غرفتها .


فى حجرة سيلا ....


تتلقى سيلا المباركات من الجميع ،يقترب سيف ونوران من الطفل..

سيف بفرحه : بقى عندنا نونو احنا كمان زى زيد. ..

نوران وهى توجه كلامها لاسلام : هتلعب معانا ومع النونو يا عموا

اسلام بابتسامة سعيدة :

- انا مش هسيبكوا تانى ابدا وهلعب مع النونو كمان .

يضحك الجميع، ويقترب اسلام من سيلا ويهمس لها : صافى يا لين

تنظر له سيلا ولا ترد ...


يلتفت اسلام الى الحاج رشدى والحاجه صفية راحيا لهما ...


اسلام : يا حاج والنبي تحنن قلبها عليا شوية .. خليها تسامح بقى ،عايزين نكتب ونرجع ليعض

الحاج رشدى بمكر : سيلا حرة .. تاخد حقها منك زى ما هى عايزة وانا معاها ..


يريد الحاج رشدى ان يبث الطمأنينه فى نفس سيلا ،وفى نفس الوقت يريد ان يؤدب اسلام على فعلته معها .


سيلا بحزن : مش هرجع له يا بابا ... اسلام هانى وكسرنى حتى مسمعنيش .

الحاج رشدى : خلاص بقى يا اسلام قفل على الموضوع دا


اسلام بجديه : ااقفل ايه يا حاج ...لا.. انا مش مستعد اقعد العمر كله بايت فى العربية تحت بيت سيلا. .. واولاد فوق ..ارحمونى..انا قعدت تسع شهور ببات فى العربية .


الحاج رشدى : عندك صاحبه الشأن ... اتصافا معاها .

ااحاجة صفية : خلاص يا اسلام لما تشد حيلها كدا .


يأخذ رمزى اسلام ويخرج ...


تجلس نشوى بجوار سيلا وتقول لها :

- والنبى دا طيب وبيحبك ...سامحيه بقى ،إنتى متعرفيش كان حاله عامل ازاى .. سيلا انا عارفاكى طيبة ،جبتى القسوة دى منين ؟


سيلا بأعين دامعه وهى تستمع لها : من كتر القسوة اللى شفتها منه ... اتعلمت يا نشوى .. اتعلمت ابقى قاسية


نشوى ناصحه لها : المسامح كريم ،وبعدين العيال بيحبوه ،ومتعلقة بيه .


سيلا وهى تنظر الى ابنائها : قلبى مجروح منه اوى يا نشوى ،مش قادرة اصفاله .


نشوى بتردد : يمكن .. تستغربى إنى انا اللى بتكلم ... بس والله هو فعلا بيحبك ؛وده اللى مجننه ،ومجنن شيماء ،إنه بيحبك وهو اول مرة يحب .


تتلاقى نظراتهما فى معنى واضح فهمته سيلا ،فأكملت نشوى :


- تعرفى هى نفسها حست بده ، إنه محبهاش ؛هو جوزها اه بس قلبه كان معاكى ،وشيماء حست بده برده .وعلشان كدا كانت بتكرهك ،حتى قبل ما تتجوزى اسلام .. كانت بتكره حب ماذن الله يرحمه ليكى . وهى مش عارفة تخلى اسلام يحبها .


حرام تكسرى بقلبه ... حرام

سيلا وهى ترد عليها ببكاء :

- وانا قلبى اللى اتجرح ،وكرامتى اللى اتبعترت ،وسمعتى ...


نشوى مقاطعة لها وهى تضع يدها على يد سيلا :


- محدش يقدر يدوس ليكى على طرف ، كفايه انه ندمان ،حرام تضيعى احلى اوقات حياتكم فى خصام وزعل ...


ثم استطردت قائلة : شوفى ... أدبيه ،وطلعى عينه ، وخودى حقك منه ، بس ارجعى له ..


تنظر لها سيلا وتقول : ماشى هفكر .


فيضحكا معا ،وتتسائل الحاجة صفية عن سبب الضحك ،فيزداد ضحكهما معا ويخبراها عن حديث نشوى وتتفق معهما الحاجة صفية ويضحكون جميعا ...


يدخل اسلام ورمزى ويروا الجميع يضحك ولا يعرفان السبب ويتسائلان .


رمزى : طب ما تضحكونا معاكم.

نشوى وهى تضحك : حاجه بتاع ستات ملكش فيها .


رمزى متوعدا : بقى كداااا ... طيب ،مااشى يا نشوى . على فكرة فرح صادق كمان شهر ؛لسه خالد مكلمنى وقايل لى


نشوى بسعادة : بجد الف الف مبروك ، هكلمه ابارك له حالا .


يقترب اسلام من سيلا ويهمس لها : ايه رايك نكتب معاهم .

تنظر له سيلا وتقول فى حده : لاء


اسلام مشاكسا لها : انا بقول انه بعيد برده ،نخليها لما تخرجى من المستشفى.

سيلا بدهشة وقد جاهدت حتى لا تخرج ابتسامتها : لاء برده .

ينظر لها اسلام ويصمت .


تخرج سيلا من المستشفى ،وتذهب الى شقتها ويظل اسلام معهم طول اليوم ،وينزل فى المساء فى عربته للنوم .تظل اعينه معلقة على نافذة غرفة سيلا ،وتظل سيلا تنظر عليه من نافذتها بعد ان تطفىء الأنوار. ..


لا ينكر اسلام انه كان سعيدا عند رؤيته لظل سيلا ينظر عليه من خلف نافزتها ،يعلم أنه بقلبها ولكنها تكابر على نفسها ، مستسلما لها ولعقابها له ،فهو أشبه بنسمات هواء باردة فى ليلة صيفية حارة . لا ينكر انه ببعده عنها قد فاق الحد التحمل ، ولكنه ان كان هذا ما يسعدها فهو مرحبا به .

حتى مع نومه العربه الغير مريحه ؛ يكفيه ان يكون بقربها ،او حتى فى نفس المكان التى هى به مع ابنائها وابنه . عند تذكرة لابنه لمعت عيناه وهو يتذكرة ويتذكر كيف ينام معه من مجرد حمله له ، ويستيقظ عن وضعه على السرير المخصص له . وكان هذا الصغير قد اتخذ من حضن اسلام مهدا له ،او يشعر فقدانه له ...


اما عن سيلا ...


فكانت تظر عليه من نافذة حجرتها ، تطمئن عليه ،هل نام ام ،لا يزال مستيقظا . تعلم انه يتعذب ،ولكنها لم تصفى له بعد ... عندما تراه وهو يحمل صغيرة ويصعه على صدرة ،وينام الصغير ،بينما يحتضن اسلام نوران وسيف ، تشعر بمدى الحنان الذى لديه والذى يكفى الجميع. وتتعجب فى نفس الوقت كيف لقلب به كل هذا الحنان ان تخرج منه كل هذة القسوة التى عاملها بها ...


فى قرارة نفسها هى تحبه ،ولكن كرامتها وتأبى ان تستسلم له ،او ان ترجع له .تريد ان ترجع له وهى صافية القلب تجاهه .. والى هذا الاشعار ستبقى كما هى وسيقى كما هو. ..


فى الصباح يصعد اسلام لشقة سيلا ويفطر معهم ويذهب الى شركته ، ويعود ويتناول وحبه الغذاء معهم ويبقى معهم حتى ساعه النوم ...


ويخرج اسلام ليجلس فى سيارته ناظرا الى نافذة سيلا ،وسيلا تقف فى نافذتها تنظر له ...


استمر الحال فترة طويلة من الزمن .. حتى جاء يوم يحضر اسلام ابنائه لسيلا ،وظلوا يلعبون مع اخيهم الصغير ،وغفل اسلام النوم فنام على الاريكه ،فرق قلب سيلا له ،ولمنظرة المرهق .


فطلبت منه ان يدخل لينام فى حجرة الاطفال .

سيلا بتردد وتوتر : طب ادخل نام على سرير الولاد

اسلام بتعاس وصوت متحشرج :


- لو هتيجى معايا شقتنا ؛ساعتها بس هدخل انام هناك ... مش هنا يا سيلا وانتى عارفة ليه؟

سيلا بخجل : ولحد كدا بقى


اسلام وهو يتثائب : ولحد كدا هفضل انا بنام فى العربية ،ومش هستريح ابدا الا وانتى معايا وجنبى يا سيلا .


سيلا بخجل وحياء : طب انا موافقة

اسلام وهو يقفذ من مكانه ويتجه لها : بجد ...موافقة ... يعنى اجيب المأذون ؟

سيلا تهرز رأسها موافقة ولا تتكلم

اسلام بحب وبعدم ثبات : ثوووانى اكلم رمزى ، ووليد والحاج ...


ساعات قليلة ويحضر الجميع ،ويتم عقد القران وتذهب سيلا معه والاولاد الى شقتهما معا .

تعلم شيماء خبر عودة سيلا الى اسلام وتستشيط غضبا وتذهب لهما فى شقتهما...


فى الشقة عند اسلام وسيلا ...


يذهب الاطفال الى النوم بعد اللعب مع اخيهم طوال اليوم ،وتذهب سيلا لوضع صغيرها فى سريرة ،لتجد يدا اسلام تحاوطانها فى حنان وتملك ،وهو يهمس لها بعشق بالغ واحتياج شديد :


- وحشتينى ... اخيرا بقينا لوحدنا ...

تلتفت له سيلا وتصبح فى مواجته تنظر فى عينيه وترى مدى حبه لها ، تكاد تقطران حبا وعشقا وافتقادا ..فتخفض عيناها خجلا منه ، ومن نظراته الجريئه .فيضحك اسلام ضحكه رجولية عالية.

فتنظر له سيلا بدهشة وهتضع يدها على فمه ؛حتى لا يوقظ الصغير


سيلا : شششششش هيصحى كدا ويعيط

يمسك اسلام يدها الموضوعه على فمه ويقبلها بإشتياق اصبعا اصبع وهو ينظر لها بأعين مثبته على اعينها فى رساله طويلة منه لها ، واسر منها له ...تخفض نظرها ووجهها عنه ،فيرفع وجهها منسكا بذقنها وهو يهمس :


- وبعدين فى الكسوف والخجل دا ... بلاش تحرمينى من انى ابص فى عنيكى من قريب ،بحس انى فى بحر وانا باصص لعنيكى ب.....

يقطع تواصلهما صوت طرقات شديده على الباب


تجفل منها سيلا برعب ،ويذهب اسلام بسرعه ليرى من الطارق بعذا العنف تتبعه سيلا بسرعة ..

يفتح اسلام الباب فيرى شيماء امامه ...


نظرات غاضبة بين اسلام وشيماء ،ونظرات قلقة،خائفة من سيلا ...


اسلام بغضب شديد : لسة ليكى عين تيحى هنا بعد اللى عملتيه ؟


شيماء وهر تدخل الشقة بصدمه : عملت ايه ؟ وانت ترجع لها تانى ليه ؟ علشان الولد ! ايه اللى يخليك متأكد انه ابنك مش يمكن. ...


تقطع شيماء حديثها جراء صفعه قوية من اسلام على وجهها وضع فيها كل غضبه منها ومن افعالها وانها آتيه لتكمل نفس عملها القذر مرة اخرى ،وصوت اسلام هاردا :


- اخرسى ، ليكى عين تكملى لعبتك الحقيرة دى... خلاص عرفت كل حاجه ؛عرفت لعبتك القذرة انتى وفخرى ،هو خد جزاؤة بس بشغل نضيف مش وسخ ذيه ، كل المتاقصات اللى دفع فيها رشاوى اتفتح فيها تحقيق وإتلغت ،دا غير السجن اللى منتظرة ... لكن انتى بقى. ...


شيماء مقاطعة له باكيه : ليه حبيتها ومحبتنيش ؟

اسلام بسرعة : لانى لقيتها انسانه ... قلبها ابيض شفاف ... مش قلبها كله حقد وغيرة، إنتى محبتيش غير نفسك يا شيماء ؛حتى ولادك محبتهمش ... انتى حبيتى شيماء وبس، وعايزة الكل يحب شيماء وبس ...


يزفر فى قوة ويكمل :


- علشان كدا انا حبيتها ، آه حبيتها ؛لما الاقى قلب بيحب الكل وبيدى حنان ودفا واهتمام. ..يبقى آه حبيتها . وبعترف قدامك وقدام اى حد، انى لا حبيت ،ولا هحب غيرها .


شيماء بصدمه : محدش حبنى منكم ؛لا انت ولا ايوك ولا امك. .. محدش حبنى ليه ؟

اسلام بغضب شديد :


- لانك مدتيش لحد الحب ... اللى بيدى حب واهتمام بياخد حب واهتمام .. وانتى أنانية يا شيماء ..انتى عايزة الكل يحب شيماء وبس ،يهتم بشيماء وبس ، وانتى محبتيش حد ،زى ما بتدى ،هتاخدى يا شيماء . وانتى مدتيش حاجه لحد يبقى عايزة تاخدى ليه ؟ وتاخدى كل حاجه ليه ؟


شيماء وهى جاحظه العنين : علشان انا شيماء ،متخلقش اللى ياخد منى حاجه انا عايزاها او بدون رضايا ،اللى يعمل كدا انا امحية من على وش الدنيا . واع تكون فاكر انى هسيبك ليها تتنهنى بيها وتتهنى بيك ،لا... انا هحرق قلبك عليها، زى ما حرقته قبل كدا وانت فاكر انها خانتك ..


تضحك ضحكه هستيريه عاليه وتكمل :

- مش هسيبك ليها ... مش ههنيك بيها ... هاخدها منك يا اسلام ... صدقنى هاخدها منك ومش هتلاقى غيرى انا ... انا شيماء مراتك ..زى المرة اللى فاتت يا اسلام ، ومش هتحب غيرى انا شيماء يا اسلام


وفجأه تنقض شيماء على سيلا التى تقف خائفة منها وهى تمسك سكينا حادا من على المنضدة ،وتحاول ان تغرسها فى قلب سيلا ليقف اسلام امامها ويتلقى الضربة القوية فى صدرة وتغرس فى صدرة السكين وسط صراخ سيلا الهسترى وجحوظ عيناى شيماء ..


وشهقة مكتومه خرجت من حلق اسلام عند انغماس السكين فى صدرة .


صرخه صدرت من فم سيلا ملتاعه وهى تنطق باسمه غير مصدقة ما فعله اسلام من تضحيه بنفسه من أجلها. .


شيماء : لااا...لاااااا. .. ليه كدا ... مش لازم انت اللى تموت ،هى ... هى اللى لازم ...انت بتاعى انا وبس ... ملكى انا وبس ... سيلا لازم تموت ..لا..اسلام لا...


يدخل اسلام المستشفى، ويقبض على شيماء وتوضع فى مصحه للامراض العقلية ..


يقف الجميع امام غرفة العمليات وسيلا ترتعش من الخوف .دموعها تنهمر بغزارة ،وشفاها ترتجف من شدة الخوف ولا تكف عن الدعاء لاسلام حتى يخرج الطبيب فيهرول الجميع عليه ..


الحاج رشدى بلهفة : طمنى يا دكتور اخبار ابنى ايه ؟


الطبيب : هو نظف كتير جدا ،والجرح كان عميق جدا ،ادعوا له ،ربنا معاه ؛لو مرت الاربعة وعشرين ساعة دى على خير ،يبقى اتكتب له عمر جديد. .

هو هيفضل فى العنايه ... يعنى ملوش لزوم وجودكم هنا ...


سيلا راجيه الطبيب : والنبي يا دكتور انا مراته ...عايزة اشوفة بس ... هبص عليه بس من بعيد ... بس اشوفه بس


الدكتور باعتراض :


- مينفعش حضرتك ؛هو لسه مفقش ،وحالته حرجه جدا ..عن اذنكم ...

يتركهم ويمضى وتجلس سيلا ارضا وتبكى بقهر ..


يذهب الجميع الى المنزل وتظل سيلا مع رمزى ومعها ابنها نور .


فى منتصف الليل تقصد سيلا الممرضة المناوبة فى غرفة الانعاش ،وتطلب منها ان تدخل فقط لرؤيه زوجها ،يرق قلب الممرضة لسيلا وهى ترى دموعها وتسمع شهقاتها.


الممرضة : صعبتى عليا .. طب بصى .. تدخلى خمس دقايق بس ؛لو الدكتور مر وشافك انا اللى هتجازا ... وهيتخصم من مرتبى . وانتى ميرضكيش اذيتى .


سيلا بلهفة : حاضر .. هم خمس دقايق بس .. طب ادخل وابنى .


الممرضة معترضة : مينفعش يا مدام انتي بس

سيلا بلهفة ورجاء وهى تدمع :


- هحطه على خده بس وادية لعمه ...

الممرضة وقد رقت لها ولحالها :

بس بسرعة ..


تدخل سيلا ومعها نور ،ويبقى رموى امام الباب

سيلا وهى ترى اسلام نائمه على السرير ومتصله به عده أسلاك كهربائية متصله بأجهزة ،قلبها يخفض بشدة، تشعر بالبرودة تسرى فى كامل جسدها ،تقترب منه وترى وجهه شاحب اللون ،دموعها تخدعها وتهبط بغزارة ،شهقه تخرج منها لكى تأخذ نفسا . وصرخه من نور وكأنه شعر بوالده وبألم سيلا ؛كأنه يصتصرخ اسلام بصوته لكى ينهض ويحدثهما ،يضمهما له ،يطمئنهما عليه. .


تضع سيلا نور بجوار اذن اسلام وهو يبكى ،ثم تصعه على يد اسلام النعيب عن الوعى ،وتهمس فى اذنه


- حبيبى ... نور بينادى عليك .. تعال خده يا قلبى .أنا ونور وولادك كلهم محتاجينك اوى ... متغبش عننا ..


تاخذ نور الذى هدأ عندما وضعته سيلا على صدر اسلام وتعطية الى عمه رمزى ...

ثم تحلس بجواره على ركبتيها وهى تمسك يده وتقبلها بكل حب وشوق وخوف

سيلا :


- مكنتش اعرف انك بتحبنى الحب دا كله. .. ولا كنت اعرف اني بحبك الحب دا كله. .. أنا محتاجه لك اوى اوى يا اسلام ...اوعى تبعد عنى .. انا من غيرك اموت انا والولاد. ..


ارجع لى يا حبيبى ... خلى الايام تصالحنى بيك يا اسلام ... اوعى تسيبنى وتكسر قلبى .. مش هسامحك لو سبتنى .. ومش هسامح نفسى ...

ارجع لى ...لو بتحبنى زى ما بحبك ارجع لى يا اسلام ...


تستمع إلىصوت الممرضة وهى تقول لها :

- يلا يا مدام بقى ،كفايه كدا ...

تنهض سيلا وتقبل يد اسلام ووجنته وجبينه ،وتتساقط دموعها على وجهه وعينيه ... وتمشى وهى تقول له :


- أنا قاعده بره مستنياك يا اسلام ... متغبش عليا يا حبيبى ...


حبيبى .. نعم أنت حبيبى

يا من اعطيت لحياتى لونا

يا من اعطى لأيامى طعما

أحببتك ... وعشقتك

ولا استطيع الحياه بدونك يوما

لا تتركنى وحيده بهذة الحياة

لاتحرم عيناى لذه رؤياك

لاتحرم لسانى لذه النطق بإسمك

قلبى ينبض لك

روحى ملك لك

اشتاقك ... وافتقدك

حبيبى ...


#نجلاءناجى


تمر مرحلة الخطر وبعد يومان يستيقظ اسلام ،وينتقل الى غرفة أخرى، ويقبل على زيارته الجميع ... ينظر اسلام فى الوجه باحثا عنها ،يتطلع للجميع من حوله فى الغرفة وهو يبحث باشتياق عن وجهه ومحبوبته ،بأعين متلهفة ومتسائله عليها ،لم يراها بينهم .يعود بنظره الى والده وعيناه تصرخان فى السؤال عليها .


تجيبه الحاجه صفية بإبتسامه : بتصلى وجايه ..


تذخل سيلا وتتلاقى العيون فى عناق طويل ياشتياق وحنين وحب .يظل اسلام ناظرا لها، وانفاسه تتصارع وكأنه فى سباق للجرى ، تقترب منه سيلا وتحلس بجواره لتهمس فى اذنه :


- حمد الله على السلامة

اسلام بهمس عاشق لها : الله يسلمك ... انا سمعت كلامك ورجعت لك

سيلا بخجل منه وهى تخفض وجهها عنه وتهمس :

_ كلام ايه؟

اسلام بهمس : يحبك

سيلا بخجل وهى تنظر للجميع وهم ينظرون لهما ولا يسمعونهما فقط يرون خجلها : اسلام ...؟

اسلام بهمس : عيون اسلام .. هأجل الكلام لحد لما اخرج ...


يمر اسبوع ويخرج اسلام من المستشفى ،ويتجه مع سيلا الى منزلهما ليعيشا به معا مع عز الدين وسيف ورنا ونوران ونور .

اسلام مشاكسا سيلا : على فكرة فر كلام لسة مخلصتوش من المرة اللى فاتت، وانا ماوى اخلصة واكمله كله ..


تضحل سيلا وتخجل منه وتقول :

- انت تعبان لما تخف بقى

اسلام صائحا : مين دا اللى تعبان انا زى الفل اهه ، تحبى تجربى كدا ..


سيلا بخجل : اسلام ..الولاد

اسلام معترضا : هم الولاد دول مش ناويين يناموا ولا ايه ؟ حاسس انهم جايين يربونى ...

تضحك سيلا ولا ترد ...


اسلام ضاحكا : بمووت فى خجلك وكسوفك دا ...


يتلقى ضربه علىصدرة من كره عز الدين ينظر له فى غضب ويقول : يا ابنى براحه مش عارف انى تعبان


عز الدين بمشاكسه له : انت مش بتقول بقيت كويس ومش تعبان تعال العب معانا بقى ...

ينظر اسلام له ولسيلا ويقف معترضا مثل الاطفال

: لا دا ظلم..انا داخل انام ..


ويدخل غرفته وسط ضحكاتهم الجميلة. ..


لم يقم اسلام طلاق شيماء ، بل ظلت زوجته ،وظل يذهب لها لزيارتها ؛ولكنها كانت تظنه شبح اسلام وجاء ليقتص منها ويقتلها ...


يعيش اسلام وسيلا سعداء ... وقد صالحتهما الاقدار اخيرا .....


تم بحمد الله وعونه

اتمنى ان تكون الروايه عجبتكم والى ان نلتقى فى روايه اخرى اترككم فى رعاية الله وحفظه تحياتى لكم جميعا قرائه ممتعه. ..



بداية الروايه من هنا



جميع الروايات الكامله من هنا



تعليقات

close