القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


الفصل السادس

تمددت لتوهمه أنها ستنام، لكنها في الحقيقة تنتظره حتى يغط في نوم عميق، ثم تشرع في تنفيذ خطتها وتنتقم منه.

بعد أن غط في النوم، نهضت وذهبت إليه وعلى وجهها ابتسامة خبيثة، وقفت أمام الفراش ثم أغمضت عينيها وأنهالت عليه بوابل من الكلمات في وجهه ومعدته وكل مكان تصل يدها إليه

أستيقظ فزعًا على إسر الكمات، حاول إيقافها وهوا يشتعل من الغضب بسبب جنونها الذائد، لم يتوقع أنها ستنتظر حتى ينام وتضربه، إستطاع أخيرًا أن يُمسك يدها ويوقفها، كاد أن يعنفها بشدة وينعتها بالجنون، لكنه توقف عندما رائها نائمة، هذا ماكان ينقصه تسير وهي نائمة! إي حظ هذا! نهض من فراشة وهوا مازال يُمسك بها، أوصلها للأريكة وجعلها تتمدد ثم وضع الغطاء فوقها


عندما وضع الغطاء فوقها، فتحت عينيها لتكمل خطتها في الأنتقام وبدائت بالصراخ وهي تدفعه بعيد وتقول

_ ااااه بتعمل إيه يا حيوان أنتَ


تفاجأ من صراخها وفزع، لم يستطع التحكم في ردة فعله أمسك الوسادة من على الأريكة وقذفها بها وهوا يقول

_ هكون بعمل إيه ربنا يخدك، أنتي بتمشي وإنتي نايمة وقومتي ضربتيني وانا كنت بنيمك


حاولت كتم ضحكاتها حتى لا تُكشف، إدعت البرائه وقالت وهي تفرك يدها بتوتر حتى لا يشك بها

_ بجد أصل دي حالة عندي من وأنا صغيرة؛ لما بنام وأنا مضايقة وزعلانة بمشي وأنا نايمة واقعد أكسر في الحاجة واضرب ال يقابلني


أمسك رائسه بكلتا يديه وهوا يغمض عينه بتعب ويقول

_ هي إيام سوده أنا عارف


جاهدت لأخفاء ضحكاتها وقالت بخبث

_ متبقاش تضايقني تاني علشان متضربش


فتح عينيه وأكتفى بأرسال شرارت البرق المحملة بشحنات الغضب


عندما رائته هكذا، أختبأت تحت غطائها وهي تضحك في خفوت تام، سعيدة بنجاح خطتها

***********************************

شعرت بالأختناق وأن روحها تخرج من جسدها، فتحت عينيها لتجد "سامر" يُمسك برقبتها بكلتا يديه محاولًا خنقها والتخلص منها، حاول الصراخ وإبعاده لكن دون فائدة؛ كلما حاولت أمساكه وجدته سراب، كما أن صوتها يرفض الأنصياع لها والخروج، بعد أن يأست من أبعاده بداء يختفي ويتحول المكان لظلام دامس، ثم بدائت تفتح عينيها وتكتشف أنه مجرد حُلم، بالرغم من ذالك لم يختفي شعورها بالأختناق، فتحت عينيها لتتفاجاء "سامر" يجثى على ركبتيه بجانب الأريكة ويداه تحاوطان رقبتها، إنه يحاول قتلها حقًا كما في الحلم، إستجمعت ماتبقى من شجاعتها وقوتها وقامت بدفعه وهي تقول بغضب وزعر

_ ياحيوان عايز تقلني


نهض الأخر بغضب، وقام بتقيدها بيد وفك حجابها بالأخرى، ثم قذفه على وجهها وقال بحزن

_ أنا مش قاتل، حتى لو قتلت مش هقتل حريم، قولتلك متناميش بيه علشان ميخنقكيش، بس إنتي دماغك ناشفه


رمقته بذهول وقالت

_ قصدك إيه!؟


تنهد بتعب وقال

_ أنا صحيت على نزاعك لقيت الحجاب لافف على رقبتك وكان هيموتك، وبدل ما تشكريني بتقوليلي إني عايز أقتلك


شعرت بتأنيب الضمير، نهضت من على فراشها لتقف مقابله، ثم قالت بأمتنان شديد

_ أنا أسفة على أل قولته، وشكرًا لأنك أنقذتني


وقف يحملق بها وهوا يفتح فاهه بذهول يظن أنه في حُلم، لا يصدق ما يسمع هل تعتذر له وتشكره!؟ هل تعلم شيئًا عن الباقة؟

_ بتعتذري وتتشكريني كمان! إنتي تعبانه ولا في حاجة أصرت على نفوخك؟


نفخت وجنتيها بغضب وقالت بعبوس

_ مستغربش، الأنسان القوى بس هوا أل بيعترف بغلطة، وأنا معنديش مشكلة خالص إني أعتذر لما أغلط أو أشكر أل يساعدني، هي دي الأخلاق والمبادئ أل أتربيت عليا


تلك الفتاة غريبة حقًا وصعبة الفهم، خدعته وسخرت منه من أجل كتاب، كما أنها تظل شامخه وشرسه مثل وحش هائج، لكنها الأن أعتذرت وشكرته بكل سهولة إنها حقًا أُحجيه صعبة الحل


*********************************

أستيقظ من النوم مبكرًا ليُحضر الفطور بيده، بالرغم من أعتراض "فادية" إلا أنه أصر أن يجهزه لأبنه وزوجته فهذا يُسعدة كثيرًا، وضع الطعام على الطاولة ثم جلس ينتظرهم

************************

أستيقظت من النوم قبله ودخلت المرحاض لتفعل روتينها الصباحي


أستيقظ بعدها وذهب ليقضي حاجته فوجدها في الداخل، طرق الباب وهوا يمسك معدته وينحني قليلًا ويقول

_ أطلعي عايز أدخل الحمام


أجابته ببرود

_ لما أخلص برحتي أنا أل دخلت الأول


كانت قد أنتهت لكنها أرادت مشاكسته وبقيت قليلًا، لا تعلم السبب لكنها تُحب أغاظته


أنتظر قليلًا لكنها لم تخرج وهوا لم يعد يستطيع التحمل، طرق على الباب بقوة وقال بغضب

_ والله لو مطلعتيش حالًا هدخل


أكتفت من أغاظته وخرجت وهي ترمقه ببرود


لم يهتم بها ودخل مسرعًا


بعد القليل من الوقت خرج وأخذها ليتناولا الفطور مع والده، ويبدائا في خطتهم لأقناعه أنهما يحاولان الأنسجام

****************************

لم يطول أنتظاره كثيرًا حتى وجدهما ينزلًا من أعلى الدرج ويبتسما


ألقى "سامر" التحية وجلس، أما "إسراء" قامت بتقبيل يد عمها ثم جلست


كان سعيد للغاية بفعلتها التي أعادت له عَبق الزمان وذكرته بالماضي، لقد كانت تلك التصرفات جزء من الحياة لكنها أختفت الأن ومع أختفائها أختفي الأحترام وتقدير الكبار، لقد حرص صديقه على تعليم أبنته هذه العادات والتقاليد بينما تجاهل هوا تعليمها لأبنه ونسى أهميتها


جاء "علي" وزوجته "فادية" للترحيب بالعروس، بداء "على" بالتحدث وقال بأبتسامة دافئة وهوا يشير على صدره

_ أنا عمك "علي......

ثم أشار إلى زوجته وقال

_ ودي عمتك" فادية "


رحبت بهما بحرارة واحترام شديد، كما أنها كانت رقيقة للغاية في التعامل معهما، كما لو كانت فتاة أخرى غير تلك الشرسة التي لا تعلم شيء عن الرقة

*******************************

وقفت أمام بوابة هذا القصر الفخم، قرعت الجرس ليفتح لها "علي" ويرحب بها، ألقت بنظرها للأمام لتجد "إسراء" تجلس على أحد المقاعد الموجودة أمام طاولة مستديرة ويتوسطها مظلة، ذهبت إليها بعد أن استأذنت من "علي"


عندما رائتها نهضت وقامت بضمها والترحيب بها، جلست بجوارها ليتبادلا أطراف الحديث


حملقت بها "سهر" قليلًا ثم أردفت بحزن يغلفه الغصب

_ عملتي أل في دماغك ودمرتي مستقبلك


رمقتها بعبوس طفولي، ثم أمسكت يدها وقالت

_ قولتلك متقلقيش، ده جواز على الورق بس شهر وكل واحد هيروح لحاله...

لم تكمل كلامها وبدائت بالصراخ بفزع وهي تقفز وتشير بيدها إلى الأرض وتقول

_ فاااااار


حضر "على" الذي كان يُقلم أشجار الحديقة، ثم حضر بعده "محمود" و "سامر" و "فادية" والقلق يعتريهم يسألون عن سبب صراخها، عندما وجودوها تشير إلى الفائر وتصرخ بأسمه، علموا أنه السبب، أمسك به "علي" وأخذه وذهب


جلست على المقعد وجسدها يرتعد من الخوف، أنفجر "سامر" في الضحك وقال وهوا يُشير إليها

_ بتخافي من فار، شاطرة بس تعملي هتلر عليا


أبتسم "محمود" بخبث وقال وهوا ينظر ل "سامر"

_ فيكم شبه من بعض أنتا كمان بتخاف من الصراصير


تحول خوفها إلى ضحكات سخرية وشماته.


نظر" سامر" لوالده وهوا يقطب حاجبيه ويقول بغضب

_ بابا ملوش لزمة الكلام ده


تنهدت "سهر" بغضب وقالت

_ لو سمحتي يا "إسراء" عايزاكي في كلمتين


قاطعها "محمود" وأردف

_ "إسراء "و"سامر" اطلعوا حضروا شنطكم علشان هتمشوا الوقتي وتروحوا تقضوا شهر العسل، انا مجهز كل حاجة بس لازم تقوموا الوقتي علشان تلحقوا تحضروا حاجتكم وتوصلوا الفندق قبل الدنيا ماتضلم


ر مق الأثنان بعضهم بزهول وعدم تصديق، هل حقًا ينوي إرسالهما لقضاء شهر عسل معًا، لحظات صمت مرت حتى قطع "سامر" هذا الصمت واردف

_ بس يابابا إنتا عارف اني مقدرش اروح في حته علشان النادي والمباريات


أبتسم بخبث وقال

_ متقلقش انا كلمت النادي وخدتلك أجازة....

حول نظرة إلى تلك القابعه أمامه، تنتظر أنتهائه من التحدث حتي تتكلم وقال

_انتي كمان متقلقيش كلمت الأستاذ "حسين " وعرفته أنك هتسافري


فتح الأثنان فمهم من الدهشه وكادا أن يعترضا؛ لكن "محمود" سبقهم ووضع يده على صدره وادعي أن الألم عاد إليه، ثم تحدث نبرة ألم وصوت خافت ومجهد

_ قوموا يلا يا أولاد متتعبونيش، دا هوا اسبوع واحد وهترجعوا تاني


تنهدا بيأس ولم يجدا أمامهم خيار أخر، بالرغم من أنزعاجهم من الأمر، ذهبا لتجهيز الحقائب والذهاب


كان يراقب رحيلهم بسعادة، والثقة تملأ وجهه هوا على يقين تام أنه سيجعلهما يغرمان ببعضهم حد الجنون


لم ينتبه لتلك الجالسة بجواره تعقد يديها حول صدرها، وترمقه بشك وهي ترفع أحد حاجبيها غير مقتنعه بحيلته التي فعلها قبل قليل وأنه حقًا شعر بالمرض


بعد أن أختفيا من أمامه نظر إليها ورئا جلستها تلك، تنهد بتعب ثم تحولت ملامحه إلى الجديه، شبك أصابع يده ووضعهم على الطاولة وهوا ينظر إليهم، ثم حول نظره إلى "سهر" وقال بجدية

_ أنا عارف أنك بتحبي "إسراء" وبتخافي عليها، ومش مقتنعا خالص بالجوازة دي ولا راضيه عنها


بقيت على وضعيتها ولم تتحدث، لكن عيناها الغاضبتين تحدثت بالكثر


أكمل حديثة وقال بحزن

_ "إسراء" الذكرى الوحيدة ال فضلت من صديق طفولتي واخويا، علشان كدة جوزتها لأبني علشان اطمن عليها، لأن أبني الراجل الوحيد ال هيقدر يحافظ عليها، بالرغم من عيوبه الكتير زيه زي البشر، إلا إنه راجل حقيقي مستحيل يهين ست ويغض النظر عن دموعها، مبالك بقى لو الست دي مراته


تخلت عن صمتها أخيرًا وقالت بنبرة حاده

_ "إسراء" مش عروسة لعبة علشان تتحكم فيها وتحدد مستقبلها، وتقرر هتعيش مع مين، ده غير أنها مش بتحب أبنك وبتكره، أما بالنسبة للرجاله فهما كتير وبكره ربنا هيرزقها باليقدرها


قاطع حديثها وقال بالهفه وسعادة

_ وليه متقوليش إن ربنا رزقها خلاص، وأما عن الحب أنا متأكد إنهم هيحبوا بعض


لم تقتنع بكلامه كيف له أن يعلم الغيب، ومن أين له تلك الثقة ألا يرى الكره الذي بينهم

_ تضمن منين أنهم هيحبوا بعض؟


صمت قليلًا ثم أردف بثقة

_ مفيش ضمان بس انتي كمان معندكيش ضمان انها تحب حد تاني، او انها متحبش ابني الحب مفهوش ضمان، لكن ال اقدر اضمنهولك اني مش هسمح لحد يأذيها ولا اخلي دمعتها تنزل، وهحاول على قد ما اقدر اني أقربهم من بعض....

مد يده إليها وهوا يرمقها بثقة وتحدي

_ ممكن تساعدني اني أقربهم من


_ ولو محبوش بعض هتعمل إيه


أجابها وهوا مازال يمد يده

_ ساعتها مش هتدخل في قراراتهم، حتى لو كان قرارهم ده أنهم يسيبوا بعض


أبتسمت بسعادة بعد أن اقتنعت بكلامه، لما لا تدعها تخوض التجربة ربما يكون هوا الشخص المنتظر الذي سيحبها بصدق ويقدرها، أخيرًا صافحته وهي تردف

_ اتفقنا

***********************

يضع كل منهما ملابسه في حقيبته، والغضب يعتريهم لكنهم لم ينبتوا بحرف واحد، بعد أن أنتهوا من ضب حقائبهم ركلت "إسراء" حقيبة "سامر" وقالت بغضب

_ اسمعني كويس يا أبوا صرصار أنتا، مش معنا أننا هنروح شهر عسل نبقى كده متجوزين ومن حقك تعمل ال أنتا عايزة فاهم؟


لم يلفت أنتباهه في كل ما قالته غير جملة واحده (أبو صرصار) ما الذي تقصده بتلك الجملة فسائلها بتعجب

_ تقصدي إيه بأبوا صرصار!؟


أجابته بخبث

_ مش أنتا بتخاف من الصراصير تبقى أبوا صرصار


أجابها بنبرة الخبث ذاتها

_ ماشي يا أم فار


فتحت فاهها ببلاه وقالت

_إيه!؟


أمسك حقيبته وأجابها ببرود وهوا يغادر الغرفة

_ أنتي كمان بتخافي من الفران يا أم فار

غادر وتركها تشتعل من الغيظ، لقد تعلم أخيرًا كيف يتعامل معها ويصد أهدافها ويسجل الهدف لصالحه


أما هى فكانت قد وصلت لأقصى درجات غضبها، ذهبت خلفه وهي تتمتم بغيظ

_ والله لهعرفك يا أبو صرصار انتا، طول بالك إن مخليتوا اسبوع اسود على دماغك مبقاش "إسراء"

7=رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل

الفصل السابع

كانت قد وصلت لأقصى درجات غضبها، ذهبت خلفه وهي تتمتم بغيظ

_ والله لهعرفك يا أبو صرصار انتا، طول بالك إن مخليتوا اسبوع اسود على دماغك مبقاش "إسراء"

عادا إلى الحديقة ليجدا السيارة بنتظارهم، ودعتهم "سهر" و "وليد" ثم قال بخبث

_ أنا حجزتلكم في فندق كويس، قلت كمان للفندق أنهم يكلموني لما تستلموا الحجز علشان اطمن عليكم

ركبت "إسراء" السيارة دون أن تتحدث، وقال "سامر" وهوا يجلس على مقعد القيادة

_حاضر يا بابا


بعد أن انطلقوا بالسيارة، نظرت "سهر" إلى "وليد" وأردفت

_ انتا فاكر لما تبعتهم يقضوا اسبوع عسل مع بعض تبقى بتقربهم، دول ممكن كل واحد يحجز مكان بعيد عن التاني


ابتسم بخبث وقال بثقة

_ متقلقيش أنا عامل حساب كل حاجة

**************************

بعد أن وصلا إلى الفندق، ذهبا ليرا الحجز، أخبرتهم العاملة برقم عرفتهم، لكن "إسراء" إعترضت قائله

_ أنا عايزة أوضة ليا لوحدي لو سمحتي


أجابتها العاملة بأدب

_ أسفة يا فندم مفيش غرف فاضيه


أردفت بضيق وهي تهم بالذهاب

_ خلاص هروح احجز في فندق تاني


توقفت عندما قالت العاملة

_ يبقى لازم اعرف "وليد" بيه لأنه وصاني عليكم وقالي اعرفه إذا كان الحجز عجبكم ولا لأ


ألتفتت إليها وقالت بتوتر وهي تبتلع ريقها

_ مفيش داعي إنك تقوليلوا حاجة، الموضوع مش مستاهل تزعجيه


أصرت العاملة على قرارها وأردفت بتصميم

_ دي أوامره ولازم أنفذها


قاطعهم "سامر" وقال بحزم

_ مفيش داعي إنك تقوليلوا حاجة، إحنا هنستلم الحجز بعد إزنك هطلع أنا والمدام علشان نرتاح، ياريت تبعتولنا العشا


اقترب من "إسراء" أخذ حقيبتها وأعطاها للعامل الذي كان يقف بجانبه ليوصلها إلى غرفتهم هي وحقيبته، ثم تحدث معها بهمس

_ شكل بابا مش واثق فينا، علشان كده طلب منهم يعرفوه إذا كنا هنقبل نقعد مع بعض في نفس الأوضة ولا لأ


هزت رائسها وقالت بيأس

_ عندك حق، شكلنا هنضطر نقد مع بعض في نفس الأوضه

***************************

بعد أن تناولا الطعام، أبدل "سامر" ملابسه وذهب لينام على الفراش.


أوقفته "إسراء" وصاحت بغضب

_ أنتا بتعمل إيه يا أبو صرصار انتا، محدش هينام على السرير غيري


لم يعرها أهتمام وقال ببرود

_ والله السرير واسع، وأنا معنديش مانع تنامي جنبي، عايزة تيجي تنامي تعالى مش عايزة نامي على الكنبة


تمددت على الأريكة وقالت بأبتسامة خبيثة

_ براحتك هنام على الكنبة بس أنا مش مسئولة عن أي حاجة تحصل، زي ال حصل أنبارح مثلًا


جلس بفزع عندما تذكر ما حدث أمس، كيف سارت وهي نائمة وقامت بضربة، نهض من على الفراش وقال بتوتر وخوف

_ بقولك إيه، قومي نامي أنتي على السرير أحسن، مش عارف ليه حاسس إن نوم الكنبة هيبقى مريح أكتر


أستقامت بغرور وذهبت إلى الفراش لتنام وهي تقول بسعادة بعد أن نجحت خطتها وجعلته ينام على الأريكة

_ حاضر


كادت أن تتمدد على الفراش، لكنه أوقفها وقال بعجب

_ إنتي هتنامي بحجابك تاني، أنتي مبتتعلميش من غلطك


تذكرت ما حدث معها أمس وشعرت بالخوف، شعرت بالخجل وقالت بتلعثم وهي تفرك يدها

_ مهوا مينفعش اقعد بشعري قدامك أنا محجبة!


تنهد بتعب وقال بعدم مبالاه وهوا يتمدد على الأريكة ويدير ظهره لها

_ متقلقيش أنا مش مهتم بشعرك ولا عايز اشوفه، أنا هنام يعني مش هشوف شعرك والصبح إن شاء الله هبقي أتكلم قبل ما ابص نحيتك علشان تلبسيه، فمفيش داعي للقلق


تنهدت براحة ثم خلعت حجابها وتمددت على الفراش لتنام

******************************

أستيقظت في الصباح قبله، ذهبت إلى المرحاض لتفعل روتينها الصباحي وترتدي ثيابها، ثم ذهبت إلى المطعم الخاص بالفندق لتتناول الفطور.


بعد أن تناولت الفطور، طلبت من النادل كوب شاي، ثم اتصلت بي "سهر" وبدائتا بتبادل أطراف الحدث وقالت لها بسعادة

_ أما أنا عملت فيه حتت فصل، عملت نفسي بمشي وانا نايمه وضربته عقله، بقى بيخاف مني أوي ونام على الكنبة ونمت أنا على السرير


أجابتها "سهر" بدهشة وهي تضحك بصوت عالي

_ يخرب بيت شيطانك ياشيخه، الواد ده صعبان عليا أوي


أردفت بتشفي وغيظ

_ ملهوش إلا كده علشان يبقى يحترم نفسه، بقى أنا يخليني أخيط هدومه وانام على الكنبة

********************************

أستيقظ من النوم ولم يجدها في الغرفة، أخذ نفس عميق كما لو أنه لم يتنشق الهواء منذ زمن، كأن وجودها يمنع الهواء من الدوران حوله.


أنتهى من أرتداء ملابسه ثم نزل للأسفل لتناول الطعام.


وجدها تجلس على أحد الطاولات وتتحدث عبر الهاتف، ظن أنها تتحدث إلى والده، اقترب منها ليتحدث إليه، لكنه توقف عندما سمعها تتحدث عنه وكيف خدعته وأدعت أنها تسير وهي نائمة.


تراجع بهدوء حتى لا تشعر به، كان الغيظ والغضب يعصف به ويجعل الأفكار السيئة تعصف بجدران عقله، لكنه إستطاع التحكم بها وقرر الأنتقام منها بنفس إسلوبها، تريد الحرب إذاً لها ما أرادت ولنري من سينتصر في النهاية


أوقف أحد عمال الفندق وسأله عن محل قريب لبيع الحيوانات الأليفة


أشار العامل بزراعة إلى الجهة اليمنى وقال

_ هتمشي طوالي من هنا وتدخل أول شارع يقابلك هتلاقي فيه المتجر بتاع الحيوانات


أبتسم بخبث ثم ذهب إلى المتجر، أستقبله البائع بسعادة وقال له

_ إيه الحيوان اللي تحب تشتريه حضرتك


أجابه بسعادة ونبرة خبيثه

_ عايز أشتري فار أبيض، موجود عندك


أبتسم البائع وقال وهوا يدخل أحد الغرف الموجودة في المتجر

_ طبعًا حظك حلو....


أحضر قفص صغير يوجد به فأر أبيض صغير وقال

_ ده أخر فار عندنا


أخذه منه وأردف بخبث

_ والله لهعرفك إن خليتك تدخلي الأوضه يبقى بحق

*****************************

جلس على الفراش وهوا يضع قدم فوق الأخر، ويبتسم بخبث ينتظر قدومها ويضع قفص الفأر بجانبه ويغطيه بوشاح حتى لا ترى ما بداخله.


بعد أن تجولت في المدينه عادت للغرفة لتتفاجأ بوجوده في الغرفة، شعرت بالقلق من جلسته تلك والطريقة التي ينظر بها إليها، لكن أكثر ما أقلقها ذلك الشئ الذي يضعه بجانبه فقد كان يصدر أصوات غريبة.


تجاهلته وتصرفت بعدم مبالاة، ثم أقتربت منه وأردفت ببرود وهي تتثائب

_ ممكن تقوم من على السرير عايزة أنام شوية


حمل القفص دون أن يزيل الغطاء عنه، ثم نهض وهوا يشير إلى الفراش ويقول بسعادة وخبث

_ طبعًا أتفضلي


إزداد شعور القلق عندها وشكت بتصرفاته تشعر أن هناك شيء يخفيه، جلست على الفراش وأردفت بقلق

_ طب ابعد بقى خليني أنام


لم يجبها بل أكتفي بالأبتسام وأخرج الفأر من القفص وأمسكه بيده، قربه منها وقال بغصب

_ بقى أنتي بتضحكي عليا وعاملة نفسك بتمشي وأنتي نايمه


تعالت صرخاتها عندما رائت الفأر بيده، شعرت أن جبل سقت على قلبها وسحقه، حاولت الركض لكن دون فائدة لم تقوى قدمها على التحرك، كل ما أستطاعت فعله هوا الصراخ وتوبيخه

_ ااااه ياحيوان، إيه ال أنتا جايبه ده! الله يخرب بيتك


أجابتها بغضب وغيظ وهوا يقرب الفأر منها أكثر

_ أتخرب ياختي، أتجوزتك وال كان كان


جمعت ما تبقى من قوتها وشجاعتها، حقنتهم بداخل قدمها ثم لازت بالفرار وهي تتوعد له بشر وتقول

_ والله لهعرفك بس طول بالك عليا، يا أنا يا انتا


تحولت براكين الغضب خاصته إلى قوس قزح محمل بألوان السعادة والمرح، رؤيتها هكذا وهي مزعوره وخائفه كافي بأن يبث السعادة إلى قلبه ويعدل مزاجه المتقلب.


أدخل الفأر إلى القفص مجددًا ثم وضعه بجانب الفراش وأستلقي على ظهره ليغط في نوم عميق

*********************************

وقفت في الممر تلتقط أنفاسها وتضع يدها على قلبها محاولة إبطاء دقاته واستعادة السيطرة عليه مجددًا.


أقترب منها أحد العمال عندما رائها بتلك الحالة، ليسألها عما بها.


أبتسمت بخبث عندما رائته وقالت

_ في عندك صراصير؟


تعجب من سؤالها وأعاد صياغته بدهشة وعدم فهم

_ عندي صراصير!؟


هزت رائسها وقالت موضحه

_ ايوه صراصير، أنا عيزاك تجبلي صراصير، هديك على الصرصار الواحد خمسين جنيه قولت إيه؟


أبتسم بسعادة وقال وهوا يهم بالرحيل

_ حاضر يا أنسه، ثواني والصراصير تبقى عندك


نظرت إلى باب الغرفة بشر وأردفت بتوعد

_ والله لعرفك يا أبو صرصار انتا، عامل نفسك شجيع السيما وجايبلي فار، طب أنا هجبلك صرصار


بعد القليل من الوقت، عاد العامل ومعه صندوق صغير، يوجد بداخله خمسة صراصير، أخذته منه وأعطته المال ثم عادت للغرفة

*******************************

شعر بشيء يسير على وجهه وهوا نائم، تحسسه بيده ليرا ما يؤرق نومه، أمسكه وفتح عينه قليلًا ليرا ما يُمسكه، فتح عينه على مسرعيها عندما رئى ما يحمله، قذفه بعيدًا ثم قفز بفزع وهوا يقول بخوف

_ صرصار

ذهب إلى المرحاض وتقيئ ما بجوفه، ثم غسل يده كثيرًا


أما هى فقد أنفجرت في الضحك بسبب حماقته، كل هذه الجلبه بسبب صرصار صغير، ياله من أحمق متعجرف، من يرا عجرفته وغروره الزائد لا يصدق انه جبان يخاف من حشرة صغيرة


خرج من المرحاض وهوا يرمقها بغضب ويصح بها

_ إنتي أتجننتي ولا إيه!؟ جيبالي صرصار!


أجابته وهي ترمقه بغيظ وتصك على أسنانها

_ لا والله، أنتا ال بدائت الأول يبقى تستحمل


أمسكت الصندوق، مدته للأمام قليلًا وقالت بخبث

_ الصندوق ده فيه أربع صراصير غير الصرصار ال انتا رميته، علشان تعرف تجيب فران كويس


أردف بغيظ وهوا يشير بسبابته إلى الصندوق

_ إنتي ترمي القرف ده حالًا


تعالت ضحكاتها الساخرة وقالت بتحدي

_ مش هرميهم أنا حره


رفع أحد حاجبيه وقال بتحدي وهوا يعقد زراعية

_ هترميهم يعني هترميهم


جلست على الأريكه، وضعت قدم فوق الأخرى وهي تمسك بالصندوق بأحكام وقالت ببرود

_ إنتا متقدرش تخليني أعمل حاجة غصب عني...

أشارت بيدها إلى صدرها وقالت بتعالي وغرور

_ بس لأني قلبي طيب ومبحبش أزعل حد، هعمل معاك أتفاق، إنتَ ترمي الفار وأنا أرمي الصراصير، ها قولت إيه


ضغط على شفته السُفله بغضب وأردف بغيض وهوا يرمقها بشرارتي الرعد خاصته

_ ماشي أتفقنا


أبتسمت بخبث وقالت وهي تنهض من على الأريكة

_ هروح ارميهم أجي الاقيك رميت الفار

********************************

إستيقط من النوم بسبب رنين هاتفه ألتقطه ليرا المتصل ثم أجاب وهوا يتثائب ويغمض عينه

_ ازيك يا بابا عامل إيه


أجابه بسعادة

_ الحمدلله يا حبيبي، أنتا عامل إيه ومراتك عاملة إيه


شعر بالضيق من هذا الوصف، حاول أخفاء شعوره وقال

_الحمد لله


اردف بسعادة

_ سمعت أن في حفلة النهاردة عندكم في الفندق، جايبين مطربين وممثلين، عايزاكم تحضروا الحفلة وتبعتولي صور ليكم مع بعض من الحفلة


زاد شعور الضيق لديه، هذا ما كان ينقصه أن يذهب للحفله معها ويراهم الناس، لينشروا الأشعات حولهم وينكشف زواجهم


تأخر في الأجابه على والده، جعله يقلق من عدم ذهابه فقال بتعب وحزن

_ لو مش عايز تروح مترحش، بس انا كنت هفرح جدًا لو روحتوا وبعتولي صوركم وانتوا فرحانين


تنهد بيأس وقال بستسلام

_ حاضر يا بابا هنروح ونبعتلك الصور


عندما سمعت جوابه، أخذت حجابها من جانب الفراش أرتدته وذهب إليه وأردفت بقلق

_ هنروح فين وصور إيه ال هنبعتها؟


أعتدل في جلسته ثم تنهد بتعب وقص عليها ما حدث


أمسكت رائسها بكلتا يديها وقالت بتعب وهي تنظر للأعلى

_ أه يا دماغي شكلها إيام سوده


ذهب إلى المرحاض وهوا يقول

_ أجهزي يلا علشان منتأخرش


أجابته بغضب

_ أجهز إيه لو رحنا مع بعض الناس هتعرف أننا متجوزين، وأنا لا يمكن أضحى بكشف حاجة زي دي


قور قبضته بغضب وقال بنفاذ صبر

_ الله أما طولك ياروح، أحنا هنروح الحفلة كل واحد لوحده، بعدين نتصور صورتين ونبعتهم له ونمشي، تمام؟


رمقته بشمئزاز وذهبت لترتدي ثيابها دون أن تتحدث

**************************

دلفت إلى الحفلة كالأميرات بثوبها الأزرق وحجابها الفضي، خطفت أنظار الجميع بطلتها الفريدة والتي أصبحت غير مئلوفة لدى الجميع بسبب حجابها، ألقت بأنظارها في جميع الأتجهات لترى الشخصيات المرموقه والمشهورة التي حضرت الحفلة، شعرت بالتوتر والخجل بسبب تلك الأجواء التي لم تعتد عليها.


بحثت بأنظارها عن "سامر" الذي كان قد سبقها، لتلطقت معه الصور وتغادر الحفل بسرعة، وجدته يجلس على أحدى الطاولات في ركن بعيد وتتجمع حوله الكثير من الفتيات الجميلات، تأفأفت بغضب وتمتمت بغيظ

_ هوا ده ال كان نقصني هتصور معاه إزاي بقى علشان أمشي


أقتربت من طاولته قليلًا ليلاحظ وجودها ويتخلص من تلك الفتيات

***************************

بمجرد دخوله إلى الحفلة أجتمعت حلوله الكثير من الفتيات، حاول التخلص منهم لكن دون فائدة، التصقوا به مثل الدبق، ألقى بنظره بعيد عنهم في محاولة منه لتجاهلهم ليشعروا بلأنزعاج ويرحلوا، وياليته لم يفعل وقعت عيناه على تلك الأميرة صاحبة الثوب الأزرق، بالرغم من عدم تزينها بشيء غير الخجل الذي أضفى على وجهها برائه ورقي، إلا أنها كانت جميله كالقمر في تمام بدره لا تستطيع إزاحة نظرك عنه، ولا يمكنك مقارنة جماله بجمال النجوم التي تطوف حوله، فجماله فريد لا مثيل، كيف لم يلاحظ هذا الجمال من قبل هل لأنها كانت تخفيه خلف ستار فظاظتها وتعجرفها، لحظات مرت لم يرا فيهم غيرها، كأن الجميع قد أختفي ولم يتبق غيرها


أفاق من غيبوبته أخيرًا، نهض وذهب إليها، جاهد لأخراج صوته دون تلعثم

_ تعالي نقعد في مكان بعيد، علشان نتصور


هزت رائسها وذهبت معه، وفي كل خطوة تخطوها يزداد خجلها وتورد وجنتيها حتى شعرت أن ألسنت ألهب تخرج من وجهها، جلسا في مكان بعيد مخفي قليلًا عن الأنظار للتقاط الصور، لكنه لم يكن مخفي عن أعين ذلك الثعلب الذي يتربث لها، إنه "كريم" ذلك النجم الصاعد الذي أُشتهر بواسمته الغير معهودة، حتى أصبح فتى أحلام الفتيات


بالرغم من تجمع الكثير من الفتيات الجميلات حوله، إلا أن أنظارة تعلقت بها ورفضت الأبتعاد عنها، لم يكن السبب جمالها فقد كانت تتمتع بجمال عادي بالنسبة لتلك الفاتنات الآتي يحطن به، ربما كان السبب هوا طلتها الفريدة حجابها وعدم تزينها، أو ربما عدم إهتمامها به فهي لم تلتف حلوله مثل البقية ولم تعره أهتمام وهذا جرح وسامته وشهرته قليلًا.


طلب منها أن تضع يدها حول كتفه ليلتقط الصور، رفضت بشدة وأنزعجت من كلامه، لكنه أقنعها أنه ضروري من أجل أقناع والده أنهم سعداء ويحاولون التأقلم فوافقت على مضاض


بعد أن إنتهوا من إلتقاط الصور أستأذنت للرحيل، لم يستطيع أن يطلب منها ألبقاء قليلًا مع أنه يتمنى ذلك، هوا لن يخضع لها لن يسمح لنفسه بالأعجاب بها مهما حدث، لن ينخدع بخجلها المزيف هذا وتمثيلها دور الفتاة الرقيقة، هوا يعلم جيداً من تكون فتى في جسد فتاة


كادت أن تخرج من الباب لكن أوقفها ذلك المزعج المتبجح وقال وهوا يمد يده للمصافحة

_ إزيك عاملة إيه؟ أكيد عرفاني انا لاحظت إنك عايزة تكلميني وتسلمي عليا بس مكسوفة


هذا ما كان ينقصها، أحمق يظن أنه بتلك الشهرة وأن العالم يدور حوله، تجاهلت يده الممدوده، رمقته بشمئزاز وقالت ببرود وهي تمر من جانبه لتغارد

_ معرفكش ولا عايزة أعرفك


أغلق قبضته بغضب بعد أن اهانته وأعادها إلى جانبه وهوا يراقب رحيلها بغيظ ونيران الغضب تحرقه

**************************

وصلت إلى غرفتها أخيرًا، فتحت الباب ثم دخلت أرادت أن تغلق الباب لكن يد تلك المتطفل أمسكت به ومنعت أنغلاقه، تراجعت خطوتين للخلف وهي تقول بقلق وتوتر

_ أنتا بتعمل إيه يا متخلف إنتا؟


زادت كلماتها من غضبه، دخل وأغلق الباب خلفه وقال بغيظ

_ أظن إني كنت مؤدب في كلامي معاك، وانتى سوقتي العوج عليا وعايشة في دور الشريفة


قاطعت كلامه وصاحت بغضب

_ أخرص قطع لسانك أنا شريفة غصب عنك


تعالت ضحكاته الساخرة وقال وهوا يقترب منها وينزع سترته

_ أه شريفة! والشريفه دي تتصور مع راجل وتتمرقع عليه وتحط إيديها على كتفه، ولا علشان هوا بيلعب كورة


غمز بعينه اليمني ثم أكمل بخبث

_ طب جربيني مش يمكن أطلع بعرف ألعب أحسن منه


تراجعت للخف وهي ترمقه بغضب وشمئزار

_ أخرس يا حيوان انتا بتقول إيه؟ وإيه أل انتا بتعمله ده


ألقى بسترته بعيدًا وشرع في فك أزرار قميصة وهوا يلتهم جسدها بعينه ويقول بخبث وعلى وجهه أبتسامة عريضة

_ متخافيش أنا هلعب معاك عريس وعروسة بس

8=رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل

الفصل الثامن

وصلت إلى غرفتها أخيرًا، فتحت الباب ثم دخلت أرادت أن تغلق الباب لكن يد تلك المتطفل أمسكت به ومنعت أنغلاقه، تراجعت خطوتين للخلف وهي تقول بقلق وتوتر

_ أنتا بتعمل إيه يا متخلف إنتا؟


زادت كلماتها من غضبه، دخل وأغلق الباب خلفه وقال بغيظ

_ أظن إني كنت مؤدب في كلامي معاك، وانتى سوقتي العوج عليا وعايشة في دور الشريفة


قاطعت كلامه وصاحت بغضب

_ أخرص قطع لسانك أنا شريفة غصب عنك


تعالت ضحكاته الساخرة وقال وهوا يقترب منها وينزع سترته

_ أه شريفة! والشريفه دي تتصور مع راجل وتتمرقع عليه وتحط إيديها على كتفه، ولا علشان هوا بيلعب كورة


غمز بعينه اليمني ثم أكمل بخبث

_ طب جربيني مش يمكن أطلع بعرف ألعب أحسن منه


تراجعت للخف وهي ترمقه بغضب وشمئزار

_ أخرس يا حيوان انتا بتقول إيه؟ وإيه أل انتا بتعمله ده


ألقى بسترته بعيدًا وشرع في فك أزرار قميصة وهوا يلتهم جسدها بعينه ويقول بخبث وعلى وجهه أبتسامة عريضة

_ متخافيش أنا هلعب معاك عريس وعروسة بس


أرتسمت على وجهها أبتسامة جانبية، أقتربت منه وقالت بخبث

_ مش كنت تقول كده من الأول، طب أنا مش هخليك تعرف تلعب ضربات جزاء حتى

تبع حديثها لكمة قوية وجهتها لوجهه كاد أن يسقط أرضًا من قوتها، ثم ركلته أسفل معدته، أمسك معدته بألم وأنحى بجذعه قليلًا، أستغلت ألفرصه وقورت قبضتيها ولكمته بهما على ظهره ليسقط أرضًا.


لم تكتفي بذلك فقامت بتسديد ركلات متتالية في أجزاء متفرقة من جسده، مما جعله يتقور ولا يقوى على الحركة والكلام، كل ما أستطاع فعله هوا أخراج الأهات

*******************************

بعد أن التقط الصور ذهبت وتركته، وبقي هوا واقف يراقب رحيلها، عندها وجد ذلك المزعج يعترض طريقها، ذهب ليسئله عما يريده منها، لم يتحمل رؤيتها تتحدث مع غيره، يشعر بأن الدم يغلي في عروقه، لكن تلك المزعجات لم يتركنه وشئنه ومنعنه من الذهاب، صاح بهم بغضب وأبعدهم بقوة عندما رائا ذلك المزعج يتبعها


تخلص منهم وذهب خلفهم، لكن لم يجدهما كانا قد إختفيا، ألتهم الممرات حتى وصل إلى غرفتهم، توقف أمامها بغضب عندما سمع أصوات عاليه تخرج منهم أخرج المفتاح وفتح الباب، ليتفاجئ بي "كريم" ملقى على الأرض يتألم وعلى وجهه كدمة زرقاء و"إسراء" تركله


إزداد غضبه وتصبغ وجهه بالأحمر كما برزت عروقه، قام بسحب "كريم" من ياقة قميصه ليجعله يستقيم ثم لكمة بقوة


أوقفته "إسراء" بسرعة وقالت بغضب وإنزعاج

_ لو سمحت متدخلش، أنا أقدر أدافع عن نفسي كويس، أظن انتا شوفت بنفسك أنا عملت فيه إيه


تركه ليغادر الأخر بسرعة، تركته واقف مكانه ومرت من جانبه لتغادر، أمسك يدها وهوا يرمقها بنظرات غضب وقلق وقال بألم وخوف

_ لمسك؟ عملك حاجة؟


سحبت يدها بقوة وقالت بثقة وشجاعة

_ أنا بابا الله يرحمه علمني الدفاع عن النفس، علشان ال يبصلي بعين اخزئله التنين، وال يحاول بس يلمسني بأيده أكسر له جسمه كله...

أكملت محزرة وهي تشير إلى يده

_ وأنتا مسكت إيدي مش حاولت تلمنسي، بس أنا هطلع جدعه وأعديهالك المره دي علشان خاطر عمي "محمود"


أنهت كلامها وغادرت دون أن تنتظر إجابته، أما هوا فبقي يحملق بها بدهشة لا يستوعب ما حدث، ولا يمكنه فهمها.


هي في فتاة شرسه تغضب لأتفه الأسباب وتستلذ بأثارة غضب الأخرين

لكنها أيضًا فتاة حنونه تحب الأخرين ومستعدة للتضحية من أجل الأشخاص الغالين على قلبها كما فعلت مع والده

كما فاجأته اليوم بكونها فتاة جميلة ورقيقة تتورد وجنتيها من الخجل تتزين بالعفه والطهارة

والأن أصبحت وحش ثائر لا يخاف أو يهاب المخاطر يفتك بكل من يحاول إيذائه دون أن يطرف له جفن


تملكته الحيرة في تحديد من تكون من بين كل هائولاء الفتيات!

************************"**

عادت للحفلة مجددًا لتجد ذلك المعتدي يقف مع الفتيات، يسألونه عن ما أصاب وجهه، قاطعت حديثهم وأجابتهم بأبتسامة وهي تشير إلى صدرها

_ أنا إل ضربته، الأستاذ المحترم طلع ورايا أوضتي وحاول يعتدي عليا


زُهل الجميع من حديثها، ليس بسبب اعتداء " كريم" عليها، بل بسبب جرائتها ما حدث لها هوا عار سيظل يلاحقها، من المفترض أن تخفي الأمر لا أن تعلنه للجميع.


لاحظت نظراتهم الائمه كما لو كانت هي الجاني وليس الضحية، أردفت بثقة وغرور

_ عارفة انتوا بتفكروا في إيه دلوقتي، إني ازاي فضحت نفسي وإني المفروض كنت أستر على نفسي وأخاف من كلام الناس، بس أنا مش مذنبه أنا ضحية


أشارت إلى "كريم" وأكملت بغضب وغيظ

_ ده هوا المذنب ال المفروض تبصوله كده وتقولوا عليه متحرش وتفضحوه، كان نفسي أقول إن مجتمعنا بس ال كده، لكن للأسف دي حاجة مشتركة في العالم كله، ولو أن مجتمعنا ليه النصيب الأكبر، دايمًا البنت المغتصبة هي المذنبه وال فقدت شرفها مع إن المفروض الصفه تبقى للمعتدي ال معندوش شرف، وكالعادة البنت حقها بيضيع وحياتها بتدمر، بس أنا غير محدش يقدر يلمس شعره مني وزي ما شفتوا بعنيكم حقي خدته تالت ومتلت، وكون إني قولت على ال عمله وفضحته، فده علشان بنات كتير بتتعرض للتحرش ولأغتصاب وبتاخف وبتسكت لأنها بتخاف من كلام الناس ليها وإنها تبقى الضحية، أنا حبيت احظركم من الحقير ده واعمل ال عليا، ده ال اتربيت عليه وال للأسف معظم الناس رفضت تعلمه لعيالها، خدوا حقكم دافعوا عن نفسكم واتعلموا القتال علشان متحتاجوش لحد يدافع عنكم ويجبلكم حقكم.


بالرغم من ما قالته إلا أن نظرات الناس لم تتغير، لم تتوقف الفتيات عن الألتفاف حوله بل سخروا منها


لم يدافع عن نفسه بحرف، لما يدافع وهناك الكثيرون ممن يدافعون عنه، إكتفي بالنظر لها بشماته وتشفي


غادرت الحفلة وهي فخورة بما فعلت، لا يهم ما يظنه الناس عنها المهم هوا ما تظنه هي عن نفسها، ان لا تهتز صورتها أمام نفسها أن ترا صوتها كما هي عندما تنظر للمرئاه ولا ترا شيطان أخرس سكت عن الحق.


لحق بها "سامر" الذي كان قد سمع حديثها، سألها بتعجب وهوا يسير خلفها

_ أنتي عملتي كده ليه!؟ ليه تجيبي لنفسك الكلام!؟ ال أنتي عملتيه ده عيب في نظر المجتمع


توقفت عن السير ونظرت له، قالت بتعجب وهي تمد يديها

_ عيب! أنا معنديش حاجة في قاموسي أسمها عيب، أنا أعرف حلال وحرام أل ربنا قال عليهم، أما عيب دي حاجة أخترعها الأنسان علشان يبرروا بيها أفعالهم، يبينوا جسمهم ويقولوا عادي كله بيعمل كده، البنت تصاحب أولاد وتخرج معاهم وعادي كله بيعمل كده، لكن تقول الحق في حاجة عجباهم وبيعملوها، يقولولك عيب كده انتي ازاي تعملي كده، طب ما أنتوا حللتوا ال ربنا حرمة وعادي بالنسبالكم يا جماعة! زعلانين ليه لما أنا عملت العيب بتاعكم!


أنهت كلامها وذهب تاركه إياه في حيرة، لقد زاد أندهاشه وتعجبه منها، لا يستطيع فهمها وفهم تصرفاتها، كل يوم يكتشف شيء جديد بها لا يستطيع أن يحدد من تكون وما هي شخصيتها حقًا، لكنه متأكد تمامًا أنها فتاة مختلفة عن باقي الفتيات، فتاة لم ولن يرا مثلها فتاة متعففه لا تهاب شيء في سبيل تحقيق معتقداتها وما تؤمن به

******************************

وقفت أما الفراش وهي تعقد زراعيها حول صدرها وتنظر لذالك النائم بغضب، قبل أن تسكب كوب الماء فوق رائسه وتصيح بغضب

_ قوم من على سريري


نهض بفزع وهوا ينظر حوله ويقول بخوف وقلق

_ إيه في إيه!؟


أخابته بسخرية وهي تقلد نبرة صوته

_ في أنك نمت مكاني، هناك في بيتكم كنت بتقولي سريري وهنام عليه عايزة تنامي نامي مش عايزة نامي على الكنبة، لكن هنا لأ محدش هينام على السرير غيري


ضغط على أسنانه بقوة حتى أصدرت صوت عالي، وهوا يرمقها بأعين تخرج منها النيران، ويمسك الغطاء بقوة ليخفف من حدته غضبه وأردف بغيظ

_ بقى بتكبي الماية عليا وأنا نايم وتصحيني مجعوز وخايف علشان تقوليلي نام على ابكنبة


وضعت الكوب من يدها، ثم عقدت زراعيها حول صدرها وقالت بغرور

_ أه


وصل لأقصى درجات غضبه أمسك الوسادة وضربها بها، مما جعلها تركض منه بعد أن أدركت أنه وصل لأقصى درجات غضبه، ركض خلفها وهوا يمسك الوسادة ويقول بغضب

_ جتك أوى، ربنا ياخذك ويريحني منك، أنا عملت إيه علشان ربنا يبتليني بيك!


أختبأت منه في المرحاض، وقالت وهي تقف خلف الباب حتى لا يقوم هذا الثور الهائج بكسره

_ أنا مش عايزة أمد إيدي عليك علشان خاطر عمي بس، لكن والله لو تجاوزت حدودك معايه لعرفك شغلك


مع من يعيش!؟ مع مجرم وقاطع طريق! أم مع أمرائة! مستحيل أن تكون أمرائة! النساء لا يتصرفون هكذا، أيعقل أن تكون طفلة!؟ لكن الأطفال يمتلكون عقل أكبر من عقلها، كم يتمنى أن ينتهي هذا الشهر على خير ليذهب كل منهم في طريقه

**************************

أنتهى الأسبوع أخيرًا وعاد كل منهما إلى عمله


أجتمعت "إسراء" و "سهر" في منزل "محمود" ليفكرا في طريقة تُسعاد "إسراء" في إظهار مشاعر أبطال روايتها وإيصالها للقارئ


هتفت "سهر" بسعادة وهي ترفع سبابتها بجانب رائسها

_ لقيت الحل


أردفت "إسراء" بسعادة وحماس وهي تمسك يد "سهر"

_ بجد!؟ قولي


_ هقولك يا ستي، أحنا لازم نختلط بالناس اللي هتكتبي عنهم ونسمع منهم حياتهم عاملة ازاي ومعاناتهم وكده


تركت يدها وغزي اليأس وجهها وقالت بضيق

_ مش فاهمة أصدك بس باين عليها فكرة فاشلة


ضربتها على صدرها وقالت بغيظ

_ مش تفهميها الأول وبعدين تحكمي، أنتي ياستي هتتكلمي عن الركلام في أول الرواية صح


أجابت بملل وعدم أهتمام

_ صح


تجاهلت نبرتها وعدم أهتمامها وأكملت بسعادة وحماس

_ أحنا بقى هنروح للبنات اللي بتشتغل ركلام، نسمع حكايتهم إزاي بقوا كده وهل كانوا مجبرين؟ والناس بتعاملهم إزاي؟ نفسهم يبطلوا الشغلانه دي ولا لأ؟ يعني نسألهم عن معاناتهم وشعورهم وانتى تكتبى الكلام ده


حل الربيع على وجهها، وقالت بساعدة

_ والله فكرة تجنن، هعمل كده وأنا واثقة أنها هتجيب نتيجة حلوة


وضعت قدم فوق الأخرى وعقدت زراعيها حول صدرها وقالت بغرور وهي ترفع رئسها للأعلي

_ طبعًا أنا أفكاري حلوة ومهمة بس فين ال يقدر


أمسكت وجنتيها بسبابتها وأبهامها وحركت وجهها يمين ويسار وهي تقول بسعادة

_ يختي قميله وبتزعل ياناس


أبعدت يديها عنها وقالت بعبوس طفولي

_ أوعي كده فكراني طفلة هتضحكي عليا


كان يقف في أحد الزوايا يستمع لحديثهم بفضول، ثم ذهب للنادي ليبداء تمارينه ويستعد للمباراة القادمة، فهي مباراة مهمة للغاية

******************************

قام المدرب بتقسيمهم لفريقين وطلب منهم خوض مباراة ليحدد من سيشارك في المباراة القادمة


بدائت المباراة ولعب "سامر" ببراعة وأحتراف، وهذا لم يعجب زميله "منصور" لأنه يشعر بالغيرة الشديدة منه، لقد كان نجم النادي وصاحب لقب هداف الدوري، لكن مُنذ قدوم "سامر" تحول الوضع وأصبح "سامر" هوا النجم وصاحب القب، لهذا يحقد عليه بشدة


بداء بمضايقته وعرقلته وأرتكاب الأخطاء تجاه كضربه في يده وركل قدمه، فعل ذلك بأحترافيه شديدة ولم يكتشف أحد أنه فعلها متعمدًا، لم يستطيع "سامر" التحمل فقام بمشاجرته وضربه بكلتا يديه على صدره ليجعله يقع أرضًا، لم يكتف بذلك فقط بل قام بركله بقوه في معدته مما أستدعاهم لنقله للمشفي، غضب المدرب كثيرًا من فعلته، هوا لم يرا "منصور" وهوا يسيئ إليه فاعتبر تصرفه همجيه وعاقبه بالبقاء في المنزل لخمسة أيام، لن يحضر التمارين أو المباراة


حاول تبرير فعلته وأخباره أنه من بداء لكن دون فائدة، أخذ أغراضه وعاد إلى المنزل والغضب يعتريه

****************************

كانت تجلست في صالة المنزل تشاهد التلفاز وتأكل بعض المقرمشات، عندما دلف هوا والعضب والحزن يغزوان وجهه لدرجة أنه كان على وشك البكاء، شعرت بالقلق نادت عليه وطلبت منه الجلوس بجانبها، لكنه أجابها بغضب

_ بقولك إيه حلي عني أنا مش ناقصك


أدعت البرائه وقالت بحزن مصتنع

_ ألحق عليا عايزة أطمن عليه


رد بسخرية

_ لأ وأنتي الشهادة لله حنينه أوي


_ طبعًا مش جوزي


تعالت ضحكاته الساخرة المحملة بالحزن والغضب وقال بشمئزار وهوا يشير بزراعيه حوله

_ بلاش تمثيل بالله عليك، أنا شايف أن مفيش حد غيرنا هنا، يعني الكلام ده ملوش لأزمة


نهضت وذهبت إليه وقالت بجدية

_ حتى لو جوازنا تمثيل، بس أنتا قدام الناس جوزي وأنا كأي بنت بلد متربيه لازم أقف مع جوزي، تعال بقى قولي حصل إيه مزعلك كده


تنهد بحزن وقرر أخبارها بما حدث، أكثر ما يحتاج إليه الأن هوا الحديث مع شخص، لن يستطيع أخبار والده أنه لن يشارك بمباراة مهمة كهذه مباراة تطلع إليها كثيرًا، يخشى عليه من التعب


جلس على الأريكة وقص عليها ما حدث معه


أبتسمت بحنان وقالت بحزن

_ ياه كل ده حصل! بس متخافش أنا عندي طريقة تخليك تروق ومتزعلش، أنا شخصيًا بعملها لما أكون زعلانه


_ طريقة إيه؟


أعتدلت في جلستها ثم وضعت زراعيها خلف ظهرها وقالت

_ أقعد زيي كده وأرفع راسك لفوق وغمض عينك وخد نفس عميق وأحبسه


وثق بها وفعل كما قالت لعل حزنه يخف قليلًا


أبتسمت بخبث ثم قامت بصفة بكلتا يديها على وجنتيه، وركضت مسرعه لتختبئ بالغرفة


فتح عينيه على مصرعيهما بدهشة وعدم تصديق وهوا يتمتم ببلاها

_ يابنت المجنونة

9=رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل

الفصل التاسع

أعتدلت في جلستها ثم وضعت زراعيها خلف ظهرها وقالت

_ أقعد زيي كده وأرفع راسك لفوق وغمض عينك وخد نفس عميق وأحبسه


وثق بها وفعل كما قالت لعل حزنه يخف قليلًا


أبتسمت بخبث ثم قامت بصفة بكلتا يديها على وجنتيه، وركضت بسرعه لتختبئ بالغرفة


فتح عينيه على مصرعيهما بدهشة وعدم تصديق وهوا يتمتم ببلاها

_ يابنت المجنونة


ركض خلفها والغضب يعتريه بسبب فعلتها، لكن دون فائدة كانت قد أختبأت في الغرفة وأغلقت الباب خلفها، طرقه بقوة حتى كاد ينكسر وهوا يقول بجهير

_ أفتحي الباب بدل ما أكسره على دماغك


تدفع الباب للخارج حتى لا ينكسر، وتضحك بصمت لقد نسى حزنه وأنشغل بفعلتها، هي لا تمتلك الحنيه ولا تجيد المواساة، لكنها تبرع في إثارة غضب الأخرين لدرجة تجعلهم ينسون ما يدور حولهم ويلتهون بحركاتها المستفزة

**************************

وصل للمنزل ليتناول الطعام ثم يعود لعمله مجددًا، تفاجأ عند دخوله بأبنه يطرق باب غرفته بقوة ويصرخ على زوجته.


ذهب إليه بسرعة، أمسك يده حتى لا يحطم الباب بطرقاته، وعنفه بشدة

_ إيه أل أنتا بتعمله!؟ عايز تضرب مراتك! أتجننت ولا إيه!


حاول توضيح ما حصل وأنا يخبره أنها من بدائت، لكنها قاطعته وخرجت من الغرفة وهي تدعي الخوف والبكاء، أختبأت خلف "محمود" وأردفت بحزن مزيف

_ تخيل يا عمي عايز يضربني، شوفت إني كان عندي حق لما رفضت اتجوزه، أنا عايزة أطلق

أرادت مساعدته في البداية، لكنها الأن تريد أستغلال الموقف لصالحها وجعله المخطئ، ليقرر "محمود" أن قراره خطأ مُذن البداية ويدعهما ينفصلًا


مسكينة لا تعلم بعد من يكون "محمود" وأنه سيد الأعيب والخداع، لن يقتنع بخدعة بسيطة كهذه، حاول تلطيف الأجواء قليلًا فقال وهوا يدفعهما برفق لينزلا من الدرج

_ تعالوا بس نتغدي واخذوا الشيطان


نزلو للأسفل وجلسوا ليتناولوا الطعام التي أعدته "فاديه"، بعد أن وضعت الطعام طلبت من "محمود" أجازة لها ولزوجها ليزورا قريتهم وعائلتهم، وافق وأعطاهم أجازة لمدة أسبوع، غادرت هي وزوجها على الفور ليلحقا بالقطار.


بدائوا في تناول الطعام، لكن إسراء شعرت بالتعب والغثيان، إستغل "محمود" الموقف وقال بسعادة

_ أوعي أل في بالي يكون حصل وتكون حامل


يعلم جيدًا أنه لم تنشأ علاقة بينهم، لكنه قال ما قاله ليزرع فكرة الأنجاب في رائسهم ويستغل غريزة الأمومة والأبوه الموجودة في الجميع، ربما يحبذان الأمر ويقررا البقاء مع بعضهم لهذا السبب


سعل "سامر" كثيرًا وقال بتوتر وخجل

_ إيه أل أنتا بتقوله ده يابابا! مستحيل


_ ومستحيل ليه بس يا ابني بس


قاطعته بخبث وهي تُمسك معدتها

_ باينه كده ياعمي

بالتأكيد كان لديها غرض أخر من هذه الخدعة


صاح بها "سامر" بغضب وقال

_ أنتي اتجننتي ولا إيه!؟


تحدث ببرود وخبث وهي تشير بعينها لوالده لتحذيره

_ إيه ال انتا بتقوله ده يا حبيبي!


رمقها بغضب وقال وهوا يجذ على نواجذه بغيظ

_ قصدي اننا لسه متجوزين قريب، ملحقناش يعني


من نظراتهم وطريقة تحدثهم أستنتج ما يدور بينهم، يريدون العب! إذاً ليشاركهم العب تبدوا لعبة ممتعة، يبدوا أنهم يلعبون تلك الألعاب التي كان يلعبها مع صديقه، ستكون أيام رائعة حقًا تشبه تلك الأيام التي عاشها في الماضي


أمسكت كوب العصير لتشرب منه، ثم تركته يسقط عن قصد وقالت بأبتسامة خبيثة

_ أه وقع غصب عني، هات شرشوبه يا "سامر" وامسحها


أجابها بغيظ وهوا يفرغ غضبه في الطعام

_ ومتمسحيهاش ليه!؟ أتشليتي!


أجابته ببرود وهي تومسك معدتها بيد ورائسها بالأخرى

_ أصلي بتوحم على إنك تمسحها بالشرشوبه


ألقى المعلقه في طبق الطعام بغضب وقال بجهير

_ إنتي صدقتي نفسك ولا إيه!؟ بعدين حتى لو حامل مستحيل تتوحمي على حاجة زي دي، إل بيتوحم بيتوحم على أكل مش شرشوبه


إعتدلت في جلستها، وضعت قدم فوق الأخرى وقالت بثقة وغرور

_ أنا مميزة علشان كده وحمي مميز


أجابها بسخرية

_ ده كده مش وحم مميز ده وحم عبيط محشي هبل


قطع والده الشجار وقال بحزم

_ قوم يابني اعمل ال قالتلك عليه


_ إيه ال انتا بتقوله ده يابابا!؟ إنتا مصدقها! اومال لو مكنتش دكتور نسا وتوليد


يعلم جيدًا إن ماتقوله مجرد خدعة لأثارة غضب إبنه، هذا تمامًا ما كان يفعله والدها معه دائمًا ما كان يستمتع بأغضابه إلى أن جاء اليوم الذي طلب فيه مصادقته وأصبح أعز أصدقائه، يبدوا أن أبنته تسير على نفس خطاه، لهذا يجب أن يساعدها

_ حتى لو مكنش فيه حاجة إسمها كده، مين اللي هيمسح الأرض أنا ولا مراتك ال حامل، أنتا ناسي إن مفيش حد غيرنا


لا يستطيع أن يصر على موقفه ويخبره أنها تكذب، سيشك في الأمر، نهض وهوا يرمقها بغضب ويتمتم بغيظ

_ والله لهعرفك واطلع عليك القديم والجديد طولي بالك بس


بداء يمسح العصير، وينظر لتلك الطفلة المزعجة وهي تخرج لسانها لستفزازه، نظر إلى والده وقال وهوا يشير بسبابته إليها

_ شوفت بتعمل إيه


أدخلت لسانها بسرعة وقالت ببرائه

_ معملتش حاجة يا عمي مش عارفة هوا مش طايقني ليه؟


تنهد بتعب، يبدوا أنها ستكون أيام متعبه وليست ممتعة كما كان يظن، إنهم مثل أطفال الروضة تمامًا


بعد أن انتهى من المسح، أمسكت كوب الماء وسكبته وهي تقول ببرائه تُخفي خلفها الخُبث

_ أسفه مقصدش أمسحها تاني


ألقى ما بيده بغضب وذهب إليها وهوا يقول بغضب ويمد يده ليمسكها

_ لا والله غصب عنك!


عندما رائته هكذا، ذهبت وأختبأت خلف "محمود" وهي تقول ببرائه مصطنعة

_ إلحقني يا عمي هيضربني وانا حامل


وقف بينهم يحاول منع "سامر" من الوصول إليها

_ أستهدوا بالله أنتوا مش عيال صغيرة


_ إنتا مش شايف يعني هي بتعمل إيه!


_ قولتلك غصب عني الله

لن تتركه وشأنه ستظل تزعجه حتى يطلب هوا الطلاق، ليغضب عليه عمها ويحبها هي، هكذا لن تكون السبب في أي شيء ولن تُحزن عمها، سيتلقى هذا الأحمق كل الوم


أوقفهم عن الشجار وقال وهوا يرتدى سترته

_ أنا همشي وأروح الشغل، مش عايز مشاكل اقعدوا عاقلين ومتمسكوش في بعض ماشي


أجابته بتزمر وهي تمسك زراعها الأيسر بالأيمن

_ أنا أصلًا همشي، هروح اقابل "سهر"


قاطع حديثها وقال بخبث

_ تروحي فين يا حبيبتي، انتي لازم ترتاحي نسيتي إنك حامل...

أشار بيده إلى صدره وقال بأبتسامة خبيثة

_ وأنا هخلي بالي منك يا مراتي يا حبيبتي


يبدوا أن أبنه بداء يُمسك زمام المباراة، يجب أن يشجعه هوا أيضًا لن ينحاز لأحدهم لكي تكون مباراة عادلة، أردف وهوا يمسك حقيبته ويغادر المنزل

_ عندك حق، خليكي يا بنتى في البيت اليومين دول علشان صحتك


نظرت إليه بترجي لكي ينقذها وهي تقول

_ عمي متسبنيش يا عمي، عمي ياعمي


لكن دون فائدة كان قد رحل، نظر إليها ذلك الأسد الغاضب وهوا يكشر عن أنيابه ويزئر بغضب

_ صحيح مبتتوحميش على زعافه بالمره


وضعت يديها خلف ظهرها وقالت ببرائه

_ وحم إيه!؟ أنا مش حامل ولا إنتا نسيت


أبتسم أبتسامة خبيثه محمله بالغضب أظهر فيها جميع أسنانه وقال

_ أنا بقى بتوحم إني أعملك زعافه


تراجعت للخلف بخوف وقالت

_ الرجالة مبتتوحمش


أجابها بسخرية

_ إزاي إنتي مميزة ووحمك مميز علشان كده انا بتوحم بدالك

أنهى كلامه بشن هجوم مفاجئ، أستطاعت تفادي هجومه وألتهمت الدرج حتى وصلت إلى الغرفة وأغلقتها بسرعة


وقف أمام الغرفة وهوا يتوعد لها بشر ويقول

_ يعني هتفضلي محبوسه طول العمر، دلوقتي تطلعي وأعملك زعافة

*************************

حل الليل وشعر بالجوع، ذهب إلى المطبخ ليبحث عن الطعام لكنه لم يجد طعام مُعد، "فادية" غادرت ولم تجهز طعام العشاء، يبدوا أن عليه تحمل الجوع حتى يعود والده، فهوا لا يستطع إعداده كما أن حالة الطقس سيئة والجو ممطر، لن تقبل المطاعم بأيصال الطعام إليه.


إلتفت على صوت خطوات خلفه، إستدار ليجد تلك المزعجة ترفع يدها للأعلى وتقول

_ خلينا نعمل هودنه لبعد العشا أنا جعانه


يبدوا أنه يمتلك حظ جيد، سيستغل الفرصة ويطلب منها إعداد العشاء،عقد زراعيه حوال صدره وقال بغرور

_ موافق بشرط تحضري العشا


تنهدت براحه، هزت رائسها وقالت

_ موافقة


غادر المطبخ وتركها لتعد الطعام، وقفت أمام الثلاجة تبحث عن شيء سهل لتعده، وجدت بعض الحم المفروم والبيض، أخذتهم وقالت بسعادة

_ هعمل كوفته


أمسكت ذقنها بسبابتها وإبهامها تحاول أن تتذكر طريقيت إعدادها، هي لم تصنعها من قبل فهي فاشلة في أمور الطبخ، لم تنجح من قبل في طهو شيء وكل من يأكل من طعامها يمرض

_ أعملها ازاي......

صفقت وقالت بحماس

_ لقيتها أنا هحط كل المكونات مع بعض وأخلطهم، بعدين أقورهم وأحطهم في الفرن


نفذت الوصفة ثم وضعتها في الفرن لتنضج، أشعلت الفرن على درجة حرارة عالية، مما أدى إلى أحتراق الطعام


حضر "سامر" عندما شم رائحة إحتراق، صُدم عندما رائاها تُخرج الطعام محترق، إقترب منها وهوا يشر إلى ما بيدها ويقول بتعجب

_ إيه ده


أجابته بتوتر وقلق

_ كفته


أغمض عينيه وفتحها بدهشة وأعاد كلامها مصحح إياه

_ قصدك إن الشيء المحروق ده كفته


غضب من كلامه وشعرت بالخجل بسبب فشلها، لا تريد أن تظهر كفاشلة أمامه، حاولت الحفاظ على ماء وجهها فقالت

_ متقولش محروقة، أنا بحب الكفته تكون مشويه على الفحم، وبما أن مفيش فحم سيبتها تتفحم علشان تدي طعم الفحم


جذ على نواجزه بغضب وقال وهوا يقور قبضته بقوة

_ يعني مبتعرفيش تطبخي

ضغط على شفتيه بقوة حتى كاد الدم يخرج منها وأكمل بغيظ

_ أبعدي من قدامي أحسنلك


أبتعدت قليلًا وبقيت تراقبه وهوا يخرج بعض الأواني والأرز، سألته

_ إنتا هتعمل إيه


زفر بضيق وقال بنفاذ صبر وهوا يغسل الأرز

_ هعمل شوية رز


قالت بسخرية وهي تضع يدها على وجهها لتكتم ضحكاتها الساخرة

_ تطبخ رز مره واحدة دا انتا شكلك مبتعرفش تعمل شاي


وضع الأناء على النار وبه بعض الزيت، ثم نظر إليها وقال بسخرية وهوا يشير إلى طعامها المحترق

_ والله إيًا كانت النتيجة هتبقى أحسن من الكفته المتفحمة بتاعتك.....

إشار إلى صدره بغرور وأكمل

_ بعدين أنا الشيف الشربيني


سخرت منه وأعادت كلماته وهي تخرج لسانها وتحرك يديها بسخرية، لم يعرها أنتباه وأخضر الماء ليضعه على الزيت بعد أن سخن.


أوقفته وقامت بأمساك يده وهي تقول بقلق

_ إنتا بتعمل إيه هتولع فينا كده، حط الرز الأول وهدى النار


حاول إباعد يدها وقال بغضب

_ وإنتي مالك يا دبقه انتي، بعدين إنتي أخر واحدة تدي نصايح في الأكل


نزع يده منها ثم سكب الماء لتخرج ألسنت الهب من الوعاء، لتصل إلى يدها وتحرقها، أمسكت يدها وصرخت بألم

_ إيدي اه


أطفئ النار وأمسك يدها ليرى ما بها، في تلك اللحظة وصل "محمود" عندما سمع صراخها ذهب إليها بسرعة وهوا يقول بخوف وقلق

_ في إيه يا أولادك


نظرت إليه وقالت بألم

_ الشيف الشربيني حرقني يا عمي


أمسك يدها وطلب من "سامر" إحضار علبة الأسعافات الأولى، عقم جراحها ثم نظر إليه وقال بغضب

_ بتطبخ ليه لما أنتا مبتعرفش، كدة حرقتها


حدقت به بغضب وقالت بسخرية

_ شاطر يقول أنا الشيف الشربيني


رمقها بأبتسامة خبيثة وقال

_ مبالاش أنتي يا أم كفته على الفحم


_ بس أنتوا التنين، هقوم أحضر العشا مش عايز أسمع صوتكم


وضع العشاء وجلسوا يتناولونه، كان بارعًا في إعداد الطعام مثل "رزق"، أردفت بسعادة

_ الله الأكل بتاعك بيفكرني بأكل بابا الله يرحمه


ابتسم بسعادة وقال

_ أيوه عندك حق، الحاجة الوحيدة اللي كان بيعرف يعملها، علشان كده مامتك اتجوزته بعد ما قعد يترجاها


رفعت أحد حاجبيها بتعجب وقالت

_ يترجاها! دا بابا كان دنجوان والبنات كانت هتموت عليه، ومما فضلت تطارده لحد ما وافق يتجوزها


أنفجر ضاحكًا وقال

_ مين ال قالك كده!؟ أكيد "رزق" صح؟


_ أيوه


_ ضحك عليك خليني اقولك على قصتهم


رجع بذكرياته للوراء وبداء يقص عليهم، كان "رزق" فتى مرح عقله أشبه بعقل الأطفال يحب صنع المقالب بالأخرين، تعرف على فتاة جميلة وأراد الزواج بها، أحضر لها هدية وعندما فتحتها أنطلقت منها المفرقعات، قامت الفتاة بصفعه ثم تركته، فتعرف على فتاة أخرى وعرض عليها الزواج وعندما سألته والخجل يغزوا وجهها، عن سبب رغبته بالزواج بها، قال لها أنه تراهن مع صديقه أنه سيتزوج قبله، صاحت به ونعتته بالأحمق توقعت أن يقول لها أنه مغرم بها لهذا يريد أن يتزوجها، وهكذا حامت حوله الشائعات عنه وأبتعدت عنه الفتيات، لكن كل شيء تغير عندما قابل فتاة جميلة تعلق قلبه وعقله بها ظل يلاحقها حتى بعد تخرجه، لكنها لم تعره أنتباه وتجاهلته، لكن ذلك لم يقلل من عزيمته، قررت أن تتحدث معه لتنهي الأمر وقالت

_ أديني سبب يخليني أوافق بيك، بس متقوليش بحبك والكلام الحمضان ده


أبتلع ريقه وقال بتوتر

_ علشان بعرف أطبخ، وكمان أنتي لو متجوزتنيش هابور ومش هلاقي واحدة ترضى بيا


أنفجرت في الضحك وقالت بسعادة بعد أن تغيرت لمعت عينيها

_ أقنعتني الصراحة، موافقة أتجوزك


هكذا تزوج الأثنان، بعد إسرار كبير منه، أستطاع إقناعها ليس بسبب وسامته هوا لم يكن وسيمًا لكنه كان مختلف عن الجميع بريئ كالأطفال صادق لا يستطيع أن يخبئ ما في ثنايه قلبه، وهذا ما أوقعها في غرامه


أنهى حديثة بأبتسامة، نظر إلى "إسراء" وقال

_ ودي قصة جوازهم الحقيقة


نفخت وجنتيها وقالت بعبوث طفولي

_يعني كان بيضحك عليا كل ده

طالعت "وليد" بسعادة وقالت

_ ممكن لو سمحت يا عمي تبقى تحكيلي عن بابا وعن الأوقات ال عشتوها مع بعض


وضع لقمة الطعام في فمه وبداء يلوكها ثم قال بسعادة

_ حاضر

****************************

أرتدت ثيابها وأخذت حقيبتها، ثم أتجهت إلى الخارج حيث تنتظرها "سهر" في السيارة، أوقفها "سامر" وقال

_ إنتي رايحه فين على الصبح كدة


أجابته ببرود وهي تغادر

_ مكلش دعوة، ولا أنتا علشان قاعد منغير شغلة ولا مشغلة هتشغل نفسك بيا


شعر بفضول كبير، خاصة عندما رائا "سهر" إستقل سيارته وقرر الحاق بهم

**************************

أوقفت السيارة في منطقة عشوائية، ترجلتا منها ودلفا إلى منزل قديم، ليجدا بعض النساء في أنتظارهم.


أوقف السيارة في مكان مخفي عن الأنظار قليلًا، تبعبهم ووقف بجوار شباك المنزل، ليستمع لحديثهم

10=رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل

الفصل العاشر= 10

أوقفت السيارة في منطقة عشوائية، ترجلتا منها ودلفتا إلى منزل قديم، ليجدا بعض النساء في أنتظارهم.


أوقف السيارة في مكان مخفي عن الأنظار قليلًا، تبعهم ووقف بجوار شباك المنزل، ليستمع لحديثهم الذي كان كالتالي.


تحدثت أحدى النساء وقالت

_ هوا أنتي هتتكلمي عننا فعلًا زي مقولتي؟ هتوصلي صوتنا وتقولي أننا مجبورين على الشغلانة دي؟


تحدثت "إسراء" بثقة وسعادة

_ طبعًا إنتوا تجمعوا بعض وأنا هاجي بكرة تاني وأسمع قصصكم كلكم، بعدين أكتبها في رويتي الجديدة واقول أن الجزء المتعلق بالركلام ده حقيقي وأنكم محتاجين مساعدة عشان تعيشوا بشرف، كده أصحاب الخير هتدور عليكم عشان تساعدكم


أمسكت إحدى النساء يديها بحركة مباغتة وأرادت تقبيلها، لكنها منعتها وقالت بحزن على حالها

_ حاشه لله ميصحش كده، أنا معملتش حاجة، ربنا عتالي موهبة وأنا لازم أستخدمها صح واساعد على قد مقدر، يارتني أقدر أساعد بأكتر من كدة


اجتمعن حولها وعبروا عن سعادتهم بها بالتقبيل والأحضان، كانت هي أول من يفكر بهم ويسألهم عن سبب عملهم بهذا المجال، لم يرا أحد الصرخات التي تُحتجز في أعينهم خلف قُضبان السعادة والبرود وعدم المبلاه، الذي أما أحتجزهم خلفه إما شخص أو الحياة، كل ما كان يفعله الأخرين إما البثق عليهم ونعتهم بأبشع الألفاظ، أو إستخدامهم لأشباع رغباتهم، لم يسألهم أحد إن كانوا يريدون فعل هذا أم لا، الأن أصبحت هذه الفتاة طوق نجاة بالنسبة لهم، الحبل الذي سينتشلهم من ذلك المستنقع القذر الذي علقوا به


استأذنت "إسراء" و "سهر" بالرحيل مع وعد بالعودة مجددًا بالغد للأستماع إليهم وكتابة قصصهم

بعد أن شاهدهم يرحلون، فكر أن هذه فرصته الوحيدة للأنتقام من تلك المزعجة على ما فعلته به، دخل إلى البيت وجلس مع النساء وابداء يتحدث معهم ويقول

_ أنا شوفت الأنسة "إسراء " وهي خارجة من هنا وسمعت كلامها معاكم، علشان كدة حبيت أحظركم منها


قاطعته إحدى النساء وقالت

_ مش حضرتك لاعب الكورة "سامر محمود"؟


أجاب بسعادة

_ أيوه انا


تحدثت أمرائه أخرى وقالت

_ حضرتك تعرف الأستاذة "إسراء" منين، وعايز تحظرنا من إيه؟


اعتدل في جلسته وقال وهوا يهندم معطفه

_ مش مهم اعرفها منين، ألمهم إني أحظركم واقولكم أنها بتضحك عليكم وعايزة تستغلكم علشان تنجح وتوصل، يعني مش هتقول إن القصص بتاعكم دي حقيقة، هتقول أنها من تأليفها وكده تنشهر أكتر، فكروا أنتوا فيها إيهما أفضل ليها لما تقول إنها قدرت تجسد المأساة ومشاعر الناس من دماغها؟ ولا إنها تقول أن القصص دي حقيقية وهي يدوب كتبتهم بس!؟


ألقى كلامة ولم يفكر ولو لمرة واحدة كيف سيكون وقعه على مشاعرهم، لم يلاحظ زبلان وجههم الذي كان قد تفتح بعد أن عاش في الخريف طوال عمره ليصبح أسود قاطم كسواد الليل الخالي من النجوم والقمر، نهض وغادر وهوا ينهي خطته بتلك الكلمات التي هشمت أخر قطرت أمل لديهم

_ انا قولتلكم على ال فيها فكروا كويس في كلامي وإعقلوه


بعد مغادرته نظرت النساء إلى بعضهم واليأس قد تملك منهم، ذادت كثافة وصلابة الجدار الذي يُخفى أهاتهم خلفه، وأطلقوا ضحكات كثيرة عالية كما اعتادوا أن يفعلوا ليس لهم حق في البكاء، أن بكوا لن يكون لديهم فرصة للعمل الرجال لا تحب الحزن يذهبون إليهم ليضحكوا، لهذا يجب أن يستمروا في الضحك حتى لو أمتلئت أبارهم بالماء

عاد إلى منزله والفرحة تملأ وجهه وتزداد كلما تخيل ما سيحدث في الغد بالتأكيد لن يتركوها دون عقاب وهكذا سيكون قد حقق انتقامه، أعمى غروره وكبريائه بصره عن الأخرين، لم يرا الكسرة والحزن في أعين غيره، كل ما كان يهمه هوا الأنتقام وحسب، لم يرا كم قلب كُسر في تحقيق ذلك الأنتقام

استيقظت في اليوم التالي والسعادة والنشاط يجتاحان قلبها، تفكر بالمستقبل وكيف ستغير حياة هائولاء النساء، ستجعلهم يعيشون حياة شريفة خاليه من المهانة والحزن، لن يضطروا على العيش كعلبة مهملات يفرغ بها الرجال أوساخهم، سيعيشون بكرامة بسعادة كغيرهم من البشر


أخذت "سهر" وذهبت كما اتفقت معهم، عندما وصلوا وجدوا استقبال مبالغ به اجتمعت النساء حولهم وبدئوا بضربهم، لم يستوعب عقلهم ما يحدث سألوهم عن سبب تصرفهم هذا وهما تحاولان إيقافهم عن الضرب، أجابتهم احد النساء وهي مازالت تضربهم وتفرغ كبت طال لسنوات طويلة بهم

_ ضحكتي علينا ليه وعتتينا أمل وبعدين حطمتينا وكسرتينا أكتر من الأول، كنتي ناويه تاخدي قصصنا وتقولي عليها من خيالك وموهبتك وتسبينا كده عايشين في الوهم، مسيبتناش عايشين في الضلمة ليه، الوقتي بعد ما وريتينا النور بقى صعب نرجع نعيش فيها


لم تفهم ما قالته أجابتها بعدم فهم وهي تحاول أبعادهم عنها وعن صديقتها دون أن تأذيهم فهي مازالت ترى أنهم ضحايا ولا يجب أن تظلمهم

_ مش فاهمة حاجة من كلامكم


قالت إمرائه أخري

_ مش فاهمة إيه ياعيني، هتشتغلينا يابت، ربنا يسترها معاه الأستاذ "سمير" لاعب الكورة جه وفهمنا أنك بتضحكي علينا


علمت أن كل ما يحدث من عمله، وأنه السبب في كل هذا، استطاعت الهرب أخيراً هي و "سهر"، ركبتا السيارة وذهبتا إلى منزل "محمود" بالرغم من الأذى الجسدي الذي تعرضوا له والألم الكبير الناتج عنه إلا أن الأذى النفسي وألآمه كان أكبر، لا تستطيع أن تنسى مقدار الألم والحزن الذي كان في أعينهم، التي كانت تشع بالأمس سعادة وأمل، انتزعت بواسطة أعصار مُحمل بالأسى والكسرة والكثير الكثير من الألم وجعلها تحلق أبعد مما يستطيعوا أن يروا


أوقفت "سهر" السيارة أمام المنزل، ترجلت "إسراء" وطلبت منها الرحيل، نفذت كلامها ورحلت، دخلت إلى المنزل بعد أن تأكدت من رحيلها لترى "سامر" يقف في منتصف الدرج ينظر إليها بسعادة ويقول وهوا يشير إلى وجهها بسبابته بحركة دائرية

_ إيه ال حصل معاك!؟ ومين أل عمل في وشك كدة!؟


صنعت جدار من الضحكات العالية تحتجز خلفه سيول الحزن خاصتها ودعمته بتصفيقات حارة، تحدثت بسعادة وهدوء

_ شاطر شاطررر، أهنيك على خطتك الممتازة قدرت ترد كل المقالب أل عملتها فيك بمقلب واحد، كسبت العبه مبسوط وفرحان!؟ أكيد طبعًا لازم تكون مبسوط ده المهم


إنهار الحاجز الذي صنعته وسمح لسيول الحزن بالأنهمار على وجهها، تحولت حديثها السعيد والهادئ إلى أخر غاضب يكسوه الألم والكسرة

_ مش مهم خالص كام واحد جرحت كام حلم كسرته، أنا كنت حابه فعلًا أساعدهم وأخرجهم من الضلمة ال عايشين فيها للنور.....


قاطع حديثها وقال بغضب

_ أنتي أل بداءتي من أول مره شوفتك لما قولتيلي يا غبي ولا نسيتي


هزت رائسها وقالت بذهول وتعجب من عجرفته وعدم شعوره بالندم

_ أه صح أنا أل بدائت بس مضرتكش بحاجة مدمرتش أحلامك، لكن أنتا ضريت غيرك ضريت ناس ملهمش ذنب


عاودت التصفيق وقالت بابتسامة جنون

_ حقك خدته مني أهو انضربت بسببك، مش بس كده أنتا خلتني أعيط لتالت مرة في حياتي، أول مرة عيط فيها كان بسبب موت أمي والتانيه سببها موت بابا....

صمتت قليلًا وأكملت بكسره وألم

_ والتالته أنتا سببها مبروك


لماذا يشعر بالألم في قلبه، تلك الدموع التي تذرفها تصيب قلبه كالخناجر وتمزقها، إنها المرة الأولى التي يراها تبكي بها، لقد حقق انتقامه إذا لماذا يشعر بالحزن!؟ لماذا يريدها أن تبتسم!؟ هوا أكتر من يتضرر من تلك الدموع، هز رائسه نافيًا تلك الأفكار سيسيطر على تلك المشاعر لن يسمح لها بخداعة، أنه سعيد بالتأكد بتلك الدموع أليس هذا ما يريده!؟

أشار بيده إليها وقال بغرور

_ متعمليش نفسك بريئة ومصلحة اجتماعيه، لو أنتي عايزة تساعديهم فعلًا إديهم فلوس، لكن أل أنتي بتعمليه ده استغلال، بتستغلي مشاعرهم وألآمهم علشان توصلي، هما يتاجروا بجسمهم وأنتي بتاجري بمشاعرهم، يعني بتاجري بحاجة مش ليكي، متعمليش نفسك بريئة وتطلعيني ظالم


أراد تسكين ضميره بتلك الكلمات، أن يثبت لنفسه أنه لم يخطئ وأنها هي المخطئة، لكنها فاجأته بتلك القنبلة التي قذفتها بحزن وكسره

_ ياريت عندي فلوس وأنا كنت أديتها ليهم، لكن للأسف يدوب أل بطلعه مكفيني، عمري ما طلبت من ربنا فلوس كنت بقول دايمًا الحمدلله وبرضي، لكن دلوقتي أول مرة أتمنى يكون معايا فلوس كتير علشان أدهالهم


تعالت ضحكاته الساخرة وقال بعدم تصديق

_ عايزة تفهميني أن عمي الله يرحمه مكسيبش من مهنة الطب وسابلك فلوس تقضيك مية سنة قدام


هزت رأسها وقالت بسعادة ورضا

_ بابا الله يرحمه كان بيعالج الناس بأجر رمزي، يدوب كان بيقضينا ولما مات مكنش معاه حاجة يسبهالي غير مبادئه وأخلاقه ال سابها فيا، والشقة ال أنا كنت عايشه فيها


لم يستطيع أن يجيبها ألجمته الصدمة وعدم التصديق، لقد حقق والده ثروة طائله لن تنفذ ولوا أحرق منها كل يوم، وهذه تخبره أن والدها تركها دون فلس واحد تنفقه منه! كيف ذلك ألا يعلم أنها أبنته الوحيدة وبموته ستصبح وحيدة ولن تجد من يرعاها


مسحت دموعها بعنف وقال بغضب وجهير وكأنها تعيد شحن قوتها وأرجاع عقلها إلى صوابه

_ أنا مش هعيط علشان أنا قوية والقوي مبيعيطش، أنا هفكر بحل تاني وأن شاء الله هقدر أساعدهم


أنهت كلماتها وصعدت إلى الغرفة، دخلت وأغلقت الباب تاركه إياه في حيرة أكبر بسبب تصرفها وما تفوهت به، لم تقم بضربه بل تجاهلته وهذا ليس من عاداتها توقع أن ترد له الصاع صاعين، كما أنها مازالت مصره على مساعدة تلك النساء بالرغم مما فعلوه بها، لم تحمل تجاههم ذرة حقد بل كل ما حملته هوا الكثير من الحزن عليهم، حزن وألم جعلها تبكي لأول مرة أمامه وهي التي كانت مستعدة للموت على أن تجعله يرا دموعها، هل كانت حقًا تنوي مساعدتهم!؟ لهذه الدرجة تشعر بحزنهم وألهم!؟ من تكون تلك الفتاة كيف تفكر إي صفات تحمل، لماذا هي أحجيه صعبه الحل! ولماذا هوا مهتم بحلها!


خرج إلى الحديقة، جلس على الأرجوحة الموجودة بها، أرجع ظهره للخلف، رفع رأسه للسماء وحرك الأرجوحة بقدميه وبدء يراها تحلق في السماء بين السحاب، تارا يراها وهي غاضبه وتارا يراها بذلك الوجه الخبيث ليتبعه ذلك الوجه الخجول الذي لم يره ألا مره واحده، ليختفي ويحل مكانه ذلك الوجه القوي الذي لا يهاب، هكذا أستمر يراها بكل أشكالها ودون أن يشعر بداء يبتسم وبدائت السعادة تتسلل إلى قلبه وتجعله ينبض بقوه وبعنف ليعن عن رغبته بالخروج من صدره والتحليق معها بجانب السُحب


قاطع شروده صوت والده الذي كان قد وصل

_ مالك قاعد سرحان في إيه


رمقه بتعجب وقال بذهول

_ "إسراء" قالتي إن والدها مات ومسبلهاش فلس واحد كل ال سابه ليها شقة هوا ده حقيقي!؟ يعني هوا في حد ممكن يعمل كده ويسيب بنته الوحيدة من غير ما يئمنلها مستقبلها!؟ خاصة هنا في مصر ال بتعتبر الستات من أضعف الكائنات


جلس بجانبه، أبتسم له وأخذ نفس عميق وبداء يقص له عن الماضي عندما كان طفل صغير، كيف كان يعيش الناس في فقر لم يستطيعوا تعليم أطفالهم أو إطعامهم جيدًا، لم يكن السبب الفقر فقط بل أنجابهم الكثير من الأطفال عامل أساسي، لكن أسرته واسرت صديقه كانوا يتميزون بأنجابهم طفل واحد فقط لأكثر من جيل، ومع ذلك كانا مضطرين للعمل في سن مبكر ليكملوا تعليمهم بسبب الفقر، كل تلك العوامل ساعدت على تكوين شخصيته الفريدة، كان يعطي الحلوة الخاصة به لباقي الأطفال ويبرر تصرفه هذا بجملته المشهورة

_ بابا بيديلي مصروف كل يوم واقدر اشتري غيرها بكرة، لكن هما فين وفين على ما بياخدوا مصروف


لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصبح يعطي أكثر من الحلوى، عندما دخلا إلى الكلية وسافرا لمحافظة أخرى، اضطرا أيضًا للعمل للمساهمة في نفقاتهم، كان دائمًا ما يتنازل عن طعامه للفقراء الذين يتخذون من الشارع مأوى ويلتحفون بالسماء وكان تبريره

_ أنا باكل تلت مرات في اليوم، مش مشكلة لو أتنازلت عن مرة فيهم لواحد مبيكولش غير مرة كل تلت إيام


بل وصل به الحال أنه أعطى معطفه لعجوز كان يجلس في الشارع يرتجف من البرد، لم يكن لديه غير هذا المعطف يقيه من برد الشتاء لكنه أصر على أعطائه له

_ أنا لسه شباب أقدر أتحمل البرد لكن هوا راجل عجوز، ده غير أن أنا ممكن أحوش من مرتبي والفلوس ال بابا بيبعتهالي واشتري غيره، هما اه يدوب بيكفوا، بس لو بدائت أحوش من دلوقتي هقدر اجيب غيره على الشتا الجاي، لكن هوا معندوش دخل يقدر يجيب منه حاجة


بالرغم من تنازلاته ومساعدة غيره، إلا أنه كان يشعر بالحزن وتأنيب الضمير لعدم قدرته على تقديم المزيد، بالرغم من موت والديه وبقائه وحيدًا دون سند، إلا أنه رفض فرصة كبيرة للعمل في الخارج بعد تخرجه من كلية الطب، فرصة كانت ستجعله من الأثرياء، وكانت حجته القوية

_ انا هفضل هنا اعالج الأطفال الفقراء، ولا هما علشان فقره مش من حقهم يتعالجوا ونسيبهم يموتوا من المرض


لكنه لم يكن مثل صديقه، كان يخاف أن يغرق هوا وطفله في ذلك الفقر الذي نشأ به، أغتنم الفرصة وسافر لم يكن يفكر إلا في نفسه ونجاة أسرته


أنهى حديثه بابتسامة فخر وعزة لأنه كان يمتلك مثل هذا الصديق

_ عرفت ليه هوا مات ومسبش لبنته غير شقة وأنا جمعت مليارات


نهض ليغادر، أمسكه من يده وقال بابتسامة فخر لا تقل عن ابتسامة التي كان يتحدث بها عن صديقه

_ علشان كده رجعت مصر وفتحت مستشفى تعالج فيها الناس ببلاش


زم شفتيه وقال

_ قولت أقدم حاجة للبلد ال اتربيت فيها، أعمل لأخرتي زي ما عملت لدنيتي


رمقه بسعادة قبل أن يغادر وأردف

_ قبل ما أمشي عايز اقولك هوا مسبش لبنته شقة وبس، هوا سبلها صفاته ومبادئه ال زرعها فيها، مع أنه كان شخص غريب عمري ما قدرت احدد شخصيته كويس لأنه كان يبان أوقات زي الأطفال وأوقات تانية راجل ناضج وساعات كنت أحسه مجنون، بالرغم من أننا كنا أصحاب من الطفولة، إلا أني عمري ما فهمته كويس، تحس ان له كذا شخصية، لكن الحاجة الوحيدة ال كنت متأكد منها إني كنت بتعامل مع أنسان طيب وصادق، أنسان يعتمد عليه وتحس جنبه بالأمان والسند، وبنته طلعت زيه، عرفت ليه أنا أصريت أنك تتجوزها؟


بعد مغادرة والدة، عاود التفكير فيما فعله اعترف بخطائه، نعم هي مزعجة لا تتوقف عن مضايقته، لكنها لم تؤذيه من قبل أو تؤذي غيره، لكن هوا فعل العكس اذاها وأذي غيرها من الأبرياء التي زرعت الأمل بهم بعد أن وعدتهم بانتشالهم من الظلام، حطم أمالهم وكسر قلوبهم دون أن يشعر من أجل غروره وكبريائه الواهن، لكن الأوان لم يفت بعد لإصلاح ما أفسد، بل لأصلاح حياته بأكملها والنظر للعالم بطريقة مختلفة تشعره بالمعنى الحقيقي للسعادة والمغزى من هذه الحياة


تابعووووني للروايات الكامله والحصريه



تكملة الرواية من هنا




بداية الروايه من هنا






تعليقات

close