القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

رواية المشاكسة والوسيم بقلم / أمل إسماعيل الفصل التالت والرابع والخامس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية المشاكسة والوسيم بقلم / أمل إسماعيل الفصل التالت والرابع والخامس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية المشاكسة والوسيم بقلم / أمل إسماعيل الفصل التالت والرابع والخامس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


الفصل الثالث = 3 =

تقدم بخطوات مرتجفة، مع كل خطوة يخطوها تزداد دقات قلبه، حتى كاد ينفجر من كثرة الحماس، لا يعلم لماذا يتسلل بداخله شعور أن صديقه هوا من سيفتح له الباب، حاول السيطرة على مشاعره حتى لا يصاب بخيبة أمل؛ إذا فتح الباب شخص أخر

رن جرز الباب وأنتظر دقيقتين مَرت كالدهر حتى فُتح الباب


ظهر أمامه رجل ضخم البنية، حملق به قليلًا ومظاهر الخيبة والحزن تعلوا وجهه، لاحظ الرجل ذلك فسأله بتعجب

_ مين حضرتك وعايز إيه ؟


تحلى ببعض الأمل وأجابة

_ أنا الدكتور محمود، كنت جاي اسأل على الدكتور "رزق" هوا كان ساكن هنا من حوالي اتنين وعشرين سنة


تعجب الرجل كثيراً، وأجابه

_ انا شاري الشقة دي من خمس سنين، كانت بتاع واحد اسمه "رجب" لكن "رزق" ده معرفوش ولا سمعت عنه، بعدين انتا جاي بعد اتنين وعشرين سنة تسأل عنه وعايز تلاقيه


أخفض رائسه بحزن، ثم شكر الرجل وغادر، وقف أمام سيارته يستعد للرحيل لكنه أعدل عن رائيه وقرر أن يسأل سكان الحي، عَل أحدهم يستطيع معرفته، أوقف المارة ليسألهم، كما سأل أصاحب المحالات التجارية أستمر بالبحث لمدة أربع ساعات، لكن دون فائدة لم يعثر عليه ولم يجد من يعرفه.


بداء الأمل يضمحل وتملك اليأس منه جلس بداخل سيارته، يمسك صدره في محاولة لتخفيف الألم، خشى أن يصاب بنوبة قلبية مجدداً، أخرج هاتفه واتصل بأبنه وطلب منه الحضور لأخذه

*************************

جلس يستريح قليلاً بعد أن أنهى تدريبه، وجد هاتفه يرن ألتقطه وأجاب وهوا يلهس من التعب

_ نعم يا بابا


نهض بفزع عندما أجابه والده، أبدل ثيابه على عجل وذهب إليه.


وصل إلى الحي الذي ذكره، بحث قليلًا حتى وجد سيارته، ترجل من سيارته وذهب إليه، وجده يضع ذراعيه على المقود ويسند رائسه عليهما وعلامات التعب ظاهرة عليه، طرق على زجاج النافذة ليلاحظه ويفتح الباب له.


فتح الباب له ولم يقوى على التحدث فقد تملكه التعب


أبعده عن مقعد القيادة وجلس ليقود بسرعة، بينما هوا يقود بسرعة جنونية تحدث إلى والده ليطمئنه وقال

_ متخافش يابابا أنا سألت على دكتور قلب كويس، هاخدك ونروح ليه كل الناس ال سألتهم بيشكروا فيه


بالرغم من محاولته أخفاء خوفه وقلقه إلا أنهما كانا واضحين كالشمس، تسائل كثيراً عن سبب أصابته بالنوبة القلبية مجدداً، لم يُصب بها منذ أربع سنوات بعد أن توفيت والدته، لماذا أصيب بها الأن لابد أن شئ سيئ حدث معه


أوقف السيارة أمام مشفى الطبيب، ترجل منها ثم حمل والده ودخل


عندما رائته موظفة الأستقبال أدخلته بسرعة إلى الطبيب، وضعه "سامر" على الفراش وتراجع قليلًا ليُفسح المجال للطبيب


أقترب منه الطبيب ليفحصه وعندما رائاه صرخ بصوت عالي وقال

_ "محمود عباس" مش مصدق نفسي


لقد تعرف عليه "محمود" إيضاً لكنه لم يستطيع أجابته بسبب تعبه، بالرغم من تأثير الزمن على ملامحهم ألا أنهم استطاعوا التعرف على بعضهم


قاطعه " سامر" وقال بخوف

_ واضح أنكم تعرفوا بعض، بس ده مش وقت تعارف أبويا بيموت والأزمة جاتله تاني


تخلص من هول المفاجأة وبداء يلاحظ حالته، قام بفحصه وهوا يسأل "سامر" بعض الأسئلة

_ انتا قولت ان النوبة القلبية جاتله تاني معنى كده أنها مش أول مرة


هز رائسه وأجابه

_ إيوه جاتله قبل كده من أربع سنين، لما مامتي ماتت ودي كانت أول مرة تجيله


طالعه بصدمه وقال بحزن وعدم تصديق

_ هي "سعاد" ماتت


تعجب كثيراً من معرفة الطبيب بوالدته، أجابه بحزن وهوا ينظر لوالده

_ إيوه


أعاد النظر للمريض وتابع فحصه والحزن يعتصر قلبه، وأكمل أسئلته

_ طب هوا زعلان من حاجة حد زعله


هز رائسه بالنفي وأردف بحزن

_ معرفش هوا كان بيدور على صديق ليه أسمه" رزق"


تجمد مكانه عندما سمع الأسم، أبتلع ريقه بخوف، هل يعقل أن سبب تعبه هوا.....


أيقظه من شروده يد "محمود" التي أمسكت يده، نظر إليه قليلاً بأعين تملائها الأمل وقال بصوت إستطاع إخراجه أخيرًا بعد أن عاد إليه الأمل

_ فين "رزق" يا "وليد" أنا روحت أدور عليه في بيته القديم وملقتهوش، وملقتش حد يعرفه


ألهذا السبب كاد أن يصاب بنوبة قلبية، لأنه لم يعثر عليه ما الذي سيحل به إذًا إن علم بوفاته؟


لم يجب عن سؤاله رسم ابتسامة على وجهه بالرغم من الخوف الذي تملكه، خوف من أن يفقد صديق أخر، لم يشفى قلبه بعد من جرح فقدان صديقه كيف سيتحمل فقدان آخر

نزع يده ووضعها على صدره وقال بحنان وصوت جاهد لجعله مرح

_ ياشيخ خضتني عليك، كنت مفكرها أزمة بس الحمد لله مطلعتش


ذهب إلى مكتبه أخذ قلمه وروجته وكتب عليها الدواء، أعطاها "لسامر" وقال

_ روح الصيدلية ال جنبنا جيب العلاج ده وتعالى


أخذ الروجته وذهب


قام "وليد" بتعليق محلول "لمحود" ووضع به مهداء


أخذ "محمود" يتبادل معه أطراف الحديث ويسأله عن "رزق" وصديقيه الأخرين، وقبل أن يجيبه "وليد" غط في نوم عميق بسبب المهداء


*************************

أحضر الدواء وعاد إلى المشفى مجدداً ليجد والده يغط في نوم عميق، شعر بالخوف ظن أن مكروه أصابه، طمئنة "وليد" ثم أشار بيده إلى أحد المقاعد الموجودة أمام مكتبه وطلب منه الجلوس


جلس على المقعد وجلس "وليد" على المقعد المقابل له، طالعه بقلق وقال

_ خير يا دكتور شكل في حاجة مضيقاك


_ أنا ووالدك أصحاب من إيام الثانوي واتنين كمان وعمك "رزق"


قاطع حديثه وأردف بأبتسامة

_ إيوه عارف بابا كلمني عنكم كتير، بس دي حاجة كويسة، قلقان ليه بقى؟


تنهد بحزن ثم فرك جبينه بسبابته وأبهامه وقال

_ عمك "رزق" مات من سنتين


وقع الخبر عليه كصاعقة ألجمته، ماذا يفعل الأن؟ لقد كان والده متشوق لرؤيته كثيرًا كيف يخبره الأن أنه لن يلقاه مجدداً! هل سيكون بخير أن أخبره


طالع "وليد" بخوف وبوئبؤتيه تتحركان بعشوائية، وقال بأنفاس لهسه متقطعة

_ طب والعمل إيه؟ بابا لو عرف ممكن يروح فيها.


أرجع ظهره للوراء ليصتدم بالكرسي، ثم رفع رئسه للأعلى أثتنشق نفس عميق ثم عاود النظر إلي القابع أمامه مجدداً وقال بجدية وهوا يقطب حاجبيه

_ أنا هتصل بأصحبنا ياجو، ولما يفوق نديله الدوا ونقوله.


نهض "سامر" من على المقعد وقال بخوف وفزع وهوا يحرك زراعيه في الهواء

_ بس ده خطر عليه أستني يومين لما يتعافى وقوله


نهض "وليد" وقال وهوا ينظر لعينيه بحزن

_ لو مقولناش له النهاردة؛ هيفكر أنه عايش وبكده هيكون عنده أمل، ولو أحنا جينا بعد يومين كسرنا الأمل ده حالته هتسوء وممكن لقدر الله يحصله حاجة


جلس "سامر" على المقعد بكسرة وعجز والخوف ينهشه من الداخل، نظر للأسفل وقال بصوت خافت ودموعه تهدد بالنزول

_ أل تشوفه صح أعمله...

أمسك يد "وليد" ثم قال برجاء وهوا ينظر إليه محاول أخذ الأمل منه

_ هيبقى كويس صح


أبتسم له بطمئنان ثم ربط على يديه بحنان وقال

_ أن شاء الله هيبقى كويس متخافش.

****************************

بعد مرور ساعتين بداء بفتح عيناه، نظر إلى السقف وللفراش الصغير الذى ينام عليه والستاره البيضاء التى تحيط به، تعجب من المكان ثم بداء يتذكر ماحدث، جلس على الفراش ثم أزاح الستارة بيده ليظهر له من خلفها أبنه وأصدقائه، يجلسون حول منضده صغيرة في زاوية الغرفة، أبتسم برفق ثم قال

_ "وليد" "موسى" "أحمد"


ألتفتوا إليه ثم نهضوا وذهبوا إليه يرحبون به بحرارة ويسألوه عن حالة


طمئنهم عنه وهوا يبحث بعينيه عن "رزق" الذي لم يجده، طالعهم بقلق وقال

_ "رزق" مجاش معاكم ليه، ليكون زعلان مني! بصراحة عنده حق يزعل أنا مسألتش عنه من زمان

رمقهم بندم وأكمل بحزن

_ ولا سألت عنكم أنتوا كمان سمحوني


قاطعه "وليد" وقام بأعطائه الدواء، ثم أحضروا المقاعد ووضعوها حول الفراش ليجلسوا عليها، ثم طالعوا بعضهم بنظرات مبهمه لا يفهمها غيرهم، قاطع "محمود" تلك النظرات وقال

_ ممكن أعرف فى إيه؟ وإيه سر النظرات دي؟


تنهد "أحمد" بحزن ثم قال

_ إنتا مؤمن وموحد بالله وعارف أن ال مكتوبله حاجة بيشوفها


تسارعت دقات قلبه أثِر حديثه، شعر بنقباض فى عضلات صدره، شعر بما يريد أصدقائه قوله، تحدث بصوت مرتجفه خافت

_ قصدك إيه؟ أتكلم


أكمل "موسى" الحديث وقال وهوا ينظر لبؤبئتيه بحزن

_"رزق" تعيش أنتا مات من سنتين


ظل يُحملق بهم قليلًا لا يستوعب ما يسمع، لم يتوقع أنه فارق الحياة ظن أنه مريض لكن أن يكون قد فارق الحياة مستحيل! لقد ابتعد عنه كل هذه السنوات لأجل العمل والأن عاد ليبحث عنه بعد أن فنيا، لماذا أبتعد عنه كل هذه السنين! هل ما حققه كان يستحق خسارة صديقة وشقيقه! لقد كان مطمئن أنه سيجده عندما يلتفت للخلف، لقد نسى أن هناك حقيقة تدعى الموت وأنه يأتي دون أنذار، بعد أن رقت عيناه شوقًا لم يعد موجود ليروي شوقه منه


وضع يده على صدره يحاول أخفاء ألمه، ألم شديد لم يعهده من قبل، وأه من ألم فراق محبوب كنت تطوق لرؤيته، محبوب أهملته وعدت تطلب وصاله والشوق يعتريك، تشتاق لحضن تخرج به مرارة فراق دام لسنوات لتكتشف أنه لم يعد لكم لقاء فى الحياة الدنيا


لم يستطع التحدث كل ما إستطاع فعله هوا النحيب وإطلاق الأهات والعبرات التي تنهمر كالشلال، مع كل ثانيه تمر يزداد نحيبه بالرغم من محاولت الجميع تهدئته إلا أنهم لم يستطيعوا


طلب "سامر" من "وليد" أن يعطيه بعض المهدئات لكنه رفض، فضل أن يتركه يعبر عن حزنه هذا أفضل له


أستمر هكذا بعض الوقت إلى عن أعياه التعب وأستسلم للنوم، للأحق أنه لجئ إليه هربًا من واقعه الأليم


بعد أن غفى فحصه "وليد"، تنهد براحه بعد أن أطمئن عليه رمقهم بسعادة وقال

_ الحمدلله حالته مستقرة، بس هيحتاج يقعد هنا يومين تحت الملاحظة


نظروا إلى بعضهم بسعادة ثم هتفوا معًا

_ الحمد لله


غادر "موسى" و "أحمد" بعد أن أطمئنوا عليه، وبقي "سامر" و "وليد" معه

*************************

فى اليوم التالي


إيقظ "وليد" "سامر" الذى كان ينام على مقعد موضوع بجانب فراش والده ويضع يديه على الفراش ورائسه فوقهم


استيقظ بفزع، ينظر حوله بخوف ويقول

_ بابا ماله جراله حاجة


طمئنه وأشار بيده على الفراش وقال

_ متخافش ابوك كويس نايم أهو، أنا صحيتك علشان تروح النادى علشان تمرينك


هز رائسه نافيًا وقال وهوا يداعب خصلات والده بحنان


_ أنا هفضل هنا جنب بابا


أحضر أحد المقاعد التي كانت بالغرفة، وضعه عند مؤخرة الفراش جلس عليه ثم نظر إلى "سامر" وقال

_ تبقى غلطان والدك وهيبقى كويس، يبقى إيه لزمتها تضر مستقبلك، بالعكس أنتا لو رحت واتمرنت كويس وحسنت من نفسك هيكون كويس ليه


أقتنع بكلامه رمقه بأبتسامه وقال وهوا ينهض

_ عندك حق هروح بس لو حصل حاجة كلمني أرجوك


أبتسم له برفق وهز رائسه بالموافقة

****************************

أستيقظ من نومها على صوت رنين هاتفها، التقطته وهي ماتزال مغمضة العين وأجابت وهى تتثائب


نهضت بفزع عندما أجابها ألمتصل وقالت

_ حاضر ثوانى وهكون عندك


بعد أن أغلق الهاتف نهضت مسرعة، تعرقلت فى الغطاء التى كانت تلتحف به وسقطت على وجهها، عاودت النهوض وارتدت ثيابها على عجل وغادرت

*******************************

أستيقظ من نومه ورائسه يكاد ينفجر من الألم، وضع قبضته عليه وهوا مازال مستلقي على ظهره يحملق فى السقف، شارد في ذكرياته مع صديقه الراحل تذكر يوم رحيله، أصر على إيصاله إلى المطار بنفسه، عندما وصلوا ترجل من السيارة، يمسك الحقيبة بيده وزوجته تقف بجواره تحمل طفلهما وصديقه يقف أمامه يجرب أخر محاولة ليجعله يبقى ويقول له

_ خليك هنا فى بلدك وسطنا، أفتح عيادة وأشتغل لزمته إيه السفر بس


حاول إيضاً أقناعه بالسفر والذهاب معه وقال

_ أنتا ال المفروض تاجي معايا، لو تغير رائيك بس وتاجي معايا


هز رائسه نافيًا وقال بأبتسامة

_ أنا هقعد هنا فى بلدى وسط أهلى أعالجهم الناس هنا غلابة ومحتاجة مساعدة


بعد أن فشل كلاهما فى أقناع الأخر، ضما بعضهما بقوة وأفترقا


أستيقظ من شروده عند هذه الحظة، وضع زراعه فوق عينيه وترك العنان لعبراته وسمح للندم بتمزيقه وهوا يردد

_ ليه مفضلتش معاه؟ ليه سافرت وسيبته؟ ياريت الزمن يرجع تانى وأنا مكنتش سيبتك ولا لحظة


قاطع حديثه صوت "وليد" وهوا يقول له

_ لسه بتعيط! روق كده وقوم علشان عندك زيارة


مسح عباراته وجلس وهوا يقول

_ مين؟


نظر "وليد" خلفه وقال

_ تعالي


تقدمت إليهما وعلى وجهها أبتسامة كبيرة تشع سعادة، مدت يدها إلى "محمود" وقالت

_ أنا "إسراء رزق" فرحانه جدًا إني شوفتك

4=رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل

الفصل الرابع

أستيقظ من شروده عند هذه اللحظة، وضع زراعه فوق عينيه وترك العنان لعبراته وسمح للندم بتمزيقه وهوا يردد

_ ليه مفضلتش معاه!؟ ليه سافرت وسيبته!؟ ياريت الزمن يرجع تانى وأنا مكنتش سيبتك ولا لحظة.


قاطع حديثه صوت "وليد" وهوا يقول له

_ لسه بتعيط! روق كده وقوم علشان عندك زيارة


مسح عبراته وجلس وهوا يقول

_ مين؟


نظر "وليد" خلفه وقال

_ تعالى


تقدمت إليهما وعلى وجهها أبتسامة كبيرة تشع سعادة، مدت يدها إلى "محمود" وأردفت

_ أنا "إسراء رزق" فرحانه جداً إنى شوفتك


ظل يحملق بها قليلًا لا يصدق مايراه، إنه صديقه لكن على هيئة فتاة! تلك الملامح والأبتسامة العذبة إنهما لصديقه، أمسك يدها وقال بأبتسامة وأعين تكاد تفيض من الدمع

_ أنا أسعد يابنتى

أشار بيده إلى مقعد مجاور لفراشه وأكمل بلهفة

_ اقعدى هنا


جلست بجوراه وقالت له

_ بابا الله يرحمه كلمنى عنك كتير، بيقول إنكم كنتم عاملين زي القط والفار


مسح عباراته الهاربة وقال وهوا ينظر إليها

_ إيوه كنا قط وفار، كان أول معرفتنا ببعض خناقة

أنهى حديثه بضحكة عاليه، لتبادله هى أيضًا الضحك وتقول

_ أيوا عرفاها بابا حكالى عنها بتاع الشيبس


زادت ضحكاته التي سرعان ماتحولت لدموع جارفة


مسحت عبراته وحاولت تهدئته تبادلت أطراف الحديث معه، شعرت أنها تعرفه منذ زمن لم تشعر بالغربه بوجوده، كم كانت سعيدة بالحديث معه


أما هوا كان يشعر أن صديقه هوا من يجلس معه ويتحدث، ليس بسبب الشبه الكبير بينه وبين إبنته، بل بسبب تلك الهالة التي تُحيط بها، هاله مليئه بالقوة والشجاعة والكثير من الدفئ.


كان سعيد للغاية بسبب حديث صديقه عنه، لقد ظل يتذكره ويتحدث عنه لأخر يوم في حياته، لقد احسن اختيار صديقه


بعد مرور ساعتين استأذنت "إسراء" للمغادرة، أوقفها "محمود" قائلًا

_ لسه بدري مستعجلة على إيه


أبتسمت له بسعادة وقالت

_ معليش ياعمى لازم أمشى، بس هجيلك تانى أن شاء الله


رمقها بحزن ثم تحولت ملامح وجهه من الحزن للسعادة وقال بحماس

_ أنا هخرج بكره من المستشفى، وهستناك في بيتي تاجى تتغدي معايا


رمقته بسعادة وقالت

_ إن شاء الله


هتف بسعادة وحماس

_ كويس جداً، هستناك


ابتسمت له وودعته وهي تقول

_ إن شاء الله هشوفك بكره


*****************************

بعد أن أنهى تدريبه استأذن للمغادرة.

أحضر كوبين من القهوة له ولوالده ودخل المشفى، فى أثناء دخوله ارتطم بأحدهم وانسكبت القهوة على ملابسهم، قال الأثنان بغضب وهما يحاولان تنظيف ملابسهم

_ مش تحاسب!

ثم طالعا بعضهم ليزداد غضبهما، رمقها بغضب دفين وقال بصراخ

_ هوا أنتي تانى! أنا موريش غيرك ولا إيه!


تحولت ملامحها من غضب لبرود وقالت بسخرية

_ الغبي! متوقعتش إني اشوفك بالسرعة دي


قور قبضته بغضب ثم ضغط على شفتيه بغيظ وهوا يُغمض عينيه، فتحهما ورمقها بشر ثم قال بغضب وهوا يشير بسبابته

_ مين ده أل غبى! لمى نفسك احسنلك


عقدت زراعيها حول صدرها وقالت بتحدى

_ وإن ملمتش؟


صك على أسنانه بغضب، قال وهوا يضم قبضته اليمين بالشمال ويترقع أصابعه وينظر لها بشر

_ هلمك


قطبت حاجبيها بغضب وقالت بتحدى

_ طب جرب كده وانا أكسرك إيدك ال عمال تطرقع فيها دى


تنهد بيأس لقد حاول إيخافتها ليتخلص منها، لكن لم يرتجف لها جفن، كيف حدث هذا! لو أنه تحدث هكذا مع فتاة أخرى لكانت أضمحلت من الخوف، لكن يبدوا أنها لا تربطها صله بجنس الأناث غير ثوبها الفضفاض وحجابها، حاول تجاهلها فليس لديه وقت لتك المزعجة، مر من جانبها ليغادر دون أن يجيبها وهذا التصرف جعلها تشيط غيظًا، مدت قدمها فى أثناء عبوره بجوارها لتعرقله وجعلته يسقط أرضًا ثم نظرت له بسخرية وهوا ملقى على الأرض ورحلت دون أن تنبت بحرف واحد


جثى على ركبتيه يراقب رحيلها وهوا مُلجم من الصدمة، لا يستوعب عقله تلك الفتاة وأن صح التعبير ذلك الفتى الذى يرتدى ثوب النساء فلا يُمكن لأنثى أن تتصرف هكذا، جمع شتات نفسه ثم ذهب

*****************************

يحملق فى سقف الغرفة بشرود وهوا مستلقي على ظهره ويزين وجهه أبتسامة كبيرة، اقترب منه "وليد" وقال وهوا يبتسم

_ من ساعة ما مشيت وانتا سرحان وبتضحك، قلبي مش مستريح شكلك بتفكر في مصيبه


أعتدل في جلسته حاول المراوغة وقال

_ مصيبت إيه بس ياراجل


عقد زراعية حول صدره وقال وهوا يرفع حاجبيه بعدم تصديق

_ انا هتوه عنك وعن سرحانك ده، من يوم يومك لما بتبقى سرحان وبتضحك بيبقى وراك مصيبه أعترف احسنلك


رمقه بعبوث وقال بضجر

_ طيب هقولك بس اوعدني تساعدني


جلس على المقعد بجانب الفراش ثم تنهد بيأس وقال بقلق وهوا يشبك اصابعه

_ قول المصيبه وبعدين اقرر


هز رائسه وقال بحماس وعلى وجهه ابتسامة عريضة

_ أنا عايز أجوز "سامر" و"إسراء"


سعل الأخر بقوة من شدة الصدمة حتىّ كاد يفارق الحياة


أعطاه "محمود" كوب ماء وقال بخوف

_ في إيه مالك؟


أرتشف القليل من الماء ثم تنفس بعمق بعد أن توقف عن السعال وقال

_ أنتا أتجننت عايز تجوزهم ازاي وهما ميعرفوش بعض، مستحيل يوافقوا ده غير إنهم مبيفكروش في الجواز؛ إبنك مشغول في الكورة وفي مستقبله، وهي مشغولة في الكتابة.


أمسك زراعة وطالعة برجاء

_ علشان كده عايزك تساعدني، قولهم إن حالتي حرجه ومحتاج حاجة تفرحني وترجعلي رغبتي في الحياة علشان كده لازم يوافقوا


سحب يده ونهض بفزع وقال

_ إنتا عايزني اضحك عليهم! مستحيل أعمل كده


رمقه بحزن وقال

_ بس أنتا كده مبتضحكش عليهم، أنا فعلاً كنت فاقد رغبتي في إني أعيش بعد لما عرفت إن "رزق" مات، بس لما شوفت بنته رجعتلي الرغبة تاني حسيت إنه رجع من جديد...

أمسك يده محاول إستعطافه وأكمل برجاء

_ أرجوك يا"وليد" ساعدني مش عايز أخسرة تاني


ربت على كتفه بحنان وقال

_ دي"إسراء" مش "رزق" لازم تفهم كده، في فرق كبير بينهم


أخفض رائسه بحزن وقال بيأس

_ المشكلة إنها "إسراء" يعني هتحب وتتجوز واحد تنشغل بيه ويبعدها عني، لكن لو اتجوزت إبني؛ هتفضل معايا هنعيش في نفس البيت هشوفها كل شوية وأخذ بالي منها، لوجاعت هأكلها لوتعبت هسهر جنبها لو الدنيا جت عليها هقف معاها واسندها، هبقي ابوها ال خسرته وهي هتبقى بنتي وصحبي ال خسرته


رمقه بحزن والحيرة تتملكه وأردف بستسلام

_ خليني أحظرك ال انتا بتعمله ده غلط


رفع رائسه بسعادة وقال

_ يعني هتساعدني؟


هزر رائسه وقال

_ أمري لله


قاطع حديثهم دخول"سامر"، الذي شعر أن هناك شئ غريب، ألقى التحية ثم قال وهوا يقترب منهم

_ في حاجة ولا إيه؟


لاحظا ملابسه المتسخة، سأله والده عن السبب وقال

_ إيه ال عمل فيك كده؟


جلس على طرف الفراش وقال

_ كنت جايب قهوة ووقعت عليا، المهم في إيه


جلس "وليد" على المقعد مجددًا وقال

_ أبوك هيقولك


نظر "سامر" لوالده منتظر حديثه، أمسك والده يده وقال

_ أنا عايز اطلب منك طلب، عارف إنه أناني بس متتخيلش هفرح قد إيه لو حققته


شعر بالقلق وقال وهوا يطالعه بثقة

_ طبعاً يابابا أل تؤمر بيه إتفضل قول عايز إيه


أبتسم له وقال

_ أنا حكيتلك عن عمك "رزق" وقولتلك عن بنته، النهاردة جت زارتني ومتتخيلش كنت سعيد قد إيه لما شوفتها حسيت إن صاحبي رجع ليا من تاني، بس أنا خايف تختفي تاني من حياتي ومقدرش اشوفها، علشان كده عايزك تتجوزها


نهض بفزع وعقله لا يستوعب طلب والده، قال بتوتر

_ بس يابابا أنا مش عايز أتجوز، كمان عمري ما شوفتها


قاطعه "محمود" وقال برجاء

_ أرجوك يا أبني حققلي أمنيتي واتجوزها، أنتا متعرفش أنا هبقي مبسوط قد إيه لو اتجوزتها وجبتها تعيش معايا في نفس البيت، أنتا كده هتبقى بترجعلي صحبي ال راح


أخفض رائسه بحزن، عقله مشتت بينه وبين والده، هل يتزوج فتاة لا يعرفها لا يُحبها من أجل والده، أم يرفض طلبه ويحزنه وهوا في هذه الحالة الحرجة، طالعه بحزن وقال

_ أنا همشي الوقتي علشان ورايا مقابلة تلفزيونية، لما ابقى أجي نبقى نكمل كلمنا.


خرج من الغرفة، لكن "وليد" لحق به وقال له

_ "سامر" والدك حالته حرجة ياريت لو تنفذله طلبه


هز رائسه بحزن وقال بيأس وهوا يغادر

_ حاضر يا عمي

*************************

بعد أن وصلت إلى شقتها وجدت "سهر" تنتظرها أمام الباب والغضب يتملكها، عندما لاحظت قدومها صاحت بغضب

_ إنتي اتجننتي وعايزة تجننيني، مش قولتلك عندك مقابلة تلفزيونية النهاردة، إيه أل أخرك


بلعت ريقها بخوف وقالت بتوتر وهي تتلعثم بالحديث

_ كنت بزور عمي زي ما قولتلك ومختش بالي من الوقت


رمقتها بغضب والشرار يتطارير من عينيها وقالت بجهير

_ يعني إيه مخدتيش بالك! متعصبينيش وادخلي غيري هدومك خلينا نمشي معتش قدمنا وقت


فتحت الباب بسرعة ثم هرولت للداخل وهي تحاول منع نفسها من التعثر


************************

دخل إلى منزله وهوا يفكر بكلام والده وما هوا مُقدم على فعله، حاول التوقف عن التفكير وتأجيل كل شئ لحين عودته من التصوير، صعد إلى غرفته ليبدل ثيابه ثم ذهب إلى أستيديو تصوير البرنامج


بعد أن وصل أدخلوه مباشرة إلى المسرح حيث المُذيعه تتوسطه والجمهور يحيط به، جلس على المقعد المقابل لها، كان هناك ثلاث مقعاد يحيطون طاولة زجاجة صغيرة، تجلست المُذيعه على أحدهم وجلس هوا على المقابل لها وتبقى الأخير الذي كان يتوسطهم للضيف الأخر المجهول الذي لا يعرفه كما تنص قواعد البرنامج يستضيفون شخصين ولا يخبروهم عن هاوية بعضهم، كما لا يُسمح لهم برؤية بعضهم إلا على مسرح البرنامج، يدخل الضيف الأول ثم يدخل الثاني بعده بقليل


تبادلت المُذيعه أطراف الحديث معه وقالت وهي تضع قدم فوق الأخرى وتنظر له

_ خلينا نتعرف بحضرتك الأول مع أنك غني عن التعريف، أسم حضرتك وسنك وعملك؟


أجابها وهوا يجلس بشموخ و يهندم قميصه


_ أسمي "سامر محمود" سني خمسة وعشرين عملي لاعب كرة قدم


تعالت تصفيقات الجمهور المتيم من الجنسين وهما يقولون

_ ياسامر يالعيب ياوحش ياخطير

لم يريدوا التوقف عن الهتاف والصياح له لما لا وهوا نجمهم الذي يحبونه لدرجة الجنون ومستعدين للتضحية بحياتهم لأجل أرضائه


نجحت المُذيعه أخيراً في إسكاتهم ثم رحبت بضيفها الثاني وقالت

_ رحبوا معايا بضيفنا التاني، الكاتبة الموهوبة ال قدرت توصل لقلوبنا من خلال قلمها المبدع


بعد أن أنهت كلامها دخلت "إسراء" التي لم ترا غير المُذيعه في أثناء دخولها، عندما رائاها الجمهور بدائوا بالصراخ بجنون فحبهم لها لا يقل عن حبهم "لسامر" بدائت بالتلويح لهم وإرسال القبلات الطائرة، في أثناء دخولها وقعت عينيها على "سامر" ألجمتها الصدمة وتمتم بغضب

_ الغبي


نهض بغضب عندما رائها وسمع تمتمتها التي لم يفهمها، ثم رمق المذيعة بغضب وصاح

_ إنتوا اذاي متقولوش إني هبقي مع المخلوقه دي، أنا مستحيل أكمل الحلقة


صاحت به "إسراء" بغضب وقالت وهي تشير بيدها تجاهه والشرار يتطاير من عينها إسر براكين الغضب النشطة داخلها

_ مخلوقت مين ياغبي أنتا، إزاي تتجراء وتكلمني كده


حاول السيطرة على غضبه وتصنع البرود كما كانت تفعل معه من قبل، رسم إبتسامة خبيثه على وجهه وقال وهوا يشير بيده إليها

_ أه أسف قصدي الأستاذ أصلك مستحيل تكون بنت


إغتاضت كثيراً من نعته وحديثه معها على أنها مُذكر، أقتربت منه وهي تتوعد بشر وتقول

_ طب أنا هعرفك ياطري انتا


وقفت المذيعة حائل بينهم بعد أن أمرت المصورين بأيقاف التصوير، لكن الجمهور لم يتوقف عن التصوير وبث المشاجرة على مواقع التواصل الإجتماعي، هدائتهم قليلًا وقالت بغضب

_ انا مضحكتش عليكم ومن شروط البرنامج أن الضيوف ميعرفوش من ال معاهم وانتوا وافقتوا، لازم تكملوا


وافقا على أن يُكملا على مضاد، جلس الأثنان في مقاعدهم وكل منهم يرمق الأخر بنظرات ناريه وتوعد، لا حظت المذيعة ذلك لهذا قررت أن تسرع فى أنهاء الحلقة


***********************************

يرمق كل منهما الأخر بصدمة، لا يصدقان أعينهما تحدث "وليد" أخيراً وقال بجمود

_ هما دول أل انتا عايز تجوزهم


قطب "محمود" حاجبيه وقال بغضب

_ مش بمزاجهم هيتجوزوا غصب عنهم، أنتا هتقولهم إني حالتي حرجة ولازم يسمعوا كلامي لو عايزني اتحسن، لأن رفضهم ده غلط على صحتي


رمقه بتعجب وقال وهوا يشير إلى جسده

_ انتا زي الفل أهو، بعدين ال حالته حرجة يخرج بكره ليه!


_ هخرج علشان زهقت من القعده وده ممكن يأثر عليا، بعدين هما هيعرفو منين إن حالتي حلوة


تنهد بيأس وقال

_ خليني أمشي وراك لما أشوف أخرتها

*****************************

فى اليوم التالى خرج "محمود" من المشفى، أوصله "سامر" و"وليد" إلى البيت ثم أستائذن "سامر" ليذهب إلى تمرينه، أوقفه والده وقال

_ متتأخرش على الغدا علشان عروستك هتبقى هنا


شعر بالضيق من تلك الصفه، هوا حقًا لا يريد الزواج لكنه مضطر لأجل والده، هز رائسه بالموافقة وقال بحزن

_ حاضر

ثم ذهب


بعد ذهابه طالع "وليد" " محمود" بحزن وقال

_ أل أنتا بتعمله ده غلط، الولد مش عايز يتجوز وزعلان من دلوقتي، هيعمل إيه لما يعرف مين العروسة انتا شوفت بعينك إمبارح عملوا في بعض إيه، يعني لا هى عايزاه ولا هوا عايزها


أمسك يده وجلس على أحد مقاعد الطاولة الموجودة في الصالة ثم أجلسه على المقعد المجاور له وقال بثقة

_ صدقني بكرة هيحبوا بعض، أنا و"رزق" كنا أصعب منهم وبنكره بعض خالص ودايمًا نمسك في بعض، بس فى الأخر بقينا نحب بعض ومنستغناش عن بعض


حاول الأخر أقناعه بالعدول عن رائيه وقال

_ يا "محمود" الصداقة شئ والحب والزواج شئ تاني، بعدين أنتوا محدش جبركم على أنكم تبقوا أصحاب، لكن أنتا بتجبرهم على الزواج


لم يقتنع بكلام صديقه وتمسك بقراره، سيتزوجان مهما كان الثمن ثم يقعان في العشق حد الجنون، هوا لا يستطيع أن يأتمن أحد عليها غير إبنه، أيضًا لا يأتمن أحد غيرها على إبنه لا خيار أمامها غير الزواج


بعد القليل من الوقت وصل باقى أصدقائه "موسى" و "أحمد" أخبرهم بما يخطت له وإستطاع أقناعهم بصعوبة


مر الوقت سريعًا وجائت " إسراء"، جلست معهم يتبادلون أطراف الحديث، تحولت ملامح "محمود" للجدية وقال

_ تتجوزي ابني يا "إسراء"؟


صُعقت كثيراً من طلبه، لم تكن هى فقط من صُدمت، بالرغم من معرفة أصدقائه إلا أن صدمتهم لم تقل عن صدمتها، لقد كان مباشر في كلامه لم يمهد له


لم تستوعب طلبه ظنت أنها لم تسمع جيدًا فقالت بتوتر وعدم تصديق

_ نعم!؟


أعاد سؤاله مجددًا بثقة

_ عايزك تتجوزي إبني

لم يترك لها الفرصة لتجيبه، أراد الضغط على نقطة ضعفها ونقطة قوته وقال بحزن وإنكسار

_ "إسراء" أنا لما مراتي ماتت تعبت جدًا وجاتلي نوبه قلبيه، فضلت عايش بس قلبي فضل متأثر وضعف، ولما رجعت ولقيت صديق عمري مات فقدت الرغبة وكل أمل للحياة وصلت لنهاية مسدودة، لكن لما إنتي ظهرتي؛ رجعتلي الرغبة وبقي عندي هدف تاني اعيش علشان، أنتي يابنتي أتجوزي أبني وعيشي معايا، أديني سبب أعيش علشانه


نهض من مقعده، ثم جسى على ركبتيه أمامها أمسك يدها ثم نظر لأعينها برجاء والدمع يكاد يفيض منها

_ أرجوك أتجوزيه


ظلت تحملق به قليلاً لا تستطيع أستوعاب مايطلبه، لكنه صادق في طلبه رائت التصميم والرغبة القوية في تنفيذ طلبه، لكنها لاترغب بالزواج الأن، بل لا ترغب بالزواج بتلك الطريقة، لديها مواصفات لشريك المستقبل ووقت حددته هى مُنذ زمن بعيد، لكن إن رفضت الزواج سيحزن كثيرًا ويتأثر قلبه، وهذا أخر ما تريده، لكنها لا يمكنها أن تخدعه وتخدع إبنه سترفض هذا الحل المناسب للحميع، أستجمعت شجاعتها وحدقت بعينيه بحزن وقالت

_ موافقة


ماذا! مالذي تفوهت به الأن!؟ ليس هذا ما أرادت قوله أرادت الرفض هذا ما أمر به عقلها لسانها، لكنه تمرض عليه ورفض الأنصياع له ليس السان وحدة بل القلب أيضًا، لقد تجرائوا على عصيانه ورفض الأشارات التي أرسلها لهم، لقد ضعفا أمام نظراته وخوفهم من فقدانه، تحدوها وتحدوا عقلها وسرعان ما أنحازت هى لهم بالرغم من تحزيرات العقل ورفضه القاطع لما يحدث، لكن خوفهم من فقدانه كان أكبر بكثير من أي عاقبة قالها لهم العقل ليخيفهم، وافقت لأجله لكنها ستتحدث إلى إبنه وتخبره بما حدث وتطلب منه أن يكون زواجهم على الورق فقط


عانقها بقوة وسعادة وهمس في اذنها بحنان

_ شكرًا لأنك وافقتي إنتي ردتيلي روحي، أوعدك إني هخلى بالى منك كويس ومش هخليكي تحسي بغياب"رزق"


رفع رائسه عندما سمع خطوات أقدام، ليرى إبنه يدلف بهدوء، تركها وقال مُرحبًا بأبنه

_ تعالى ياحبيبي سلم على عروستك


ثم أعاد أنظارة إليها وقال بسعادة

_ عريسك جه يا عروسة


تعلقت أنظارة بها بعد كلام والدة وهم بالذهاب إليها ليرا عروسة المستقبلي، أما هى نظرت خلفها لترى من سيء الحظ الذي ستُجبر على الزواج به، ألتقت أعينهم فى نظرت صمت طالت بضع دقائق مرت كأنها سنين طويلة، لا يستوعب عقلهم ماحدث هل هذه صدفة أم قدر أسود، من بين جميع الرجال والنساء يصبح هوا وهى زوجان وأي زواج زواج أجباري رفضه يعني خسارة أغلى أنسان لديهم، إنها مصيبة كبيرة حقًا يستحيل حلها


5=رواية المشاكسة والوسيم بقلم /أمل إسماعيل

الفصل الخامس

تعلقت أنظاره بها بعد كلام والدة وهم بالذهاب إليها ليرا عروسة المستقبلي، أما هى نظرت خلفها لترى من سيء الحظ الذي ستُجبر على الزواج به، ألتقت أعينهما فى نظرات صمت طالت بضع دقائق مرت كأنها سنين طويلة، لا يستوعب عقلهم ماحدث هل هذه صدفة أم قدر أسود، من بين جميع الرجال والنساء يصبح هوا وهى زوجان وأي زواج، زواج أجباري رفضه يعني خسارة أغلى أنسان لديهم، إنها مصيبة كبيرة حقًا يستحيل حلها


تمتمت بغضب

_ الغبي! مستحيل أتجوزة

ألقت بنظرها إلى "محمود" لتردف باعتراض وهي تلوح بيدها في الهواء

_ معليش ياعمي أنا مستحيل أتجور الغبي ده؛ أنا لما وافقت اتجوز أبن حضرتك كنت مفكراه زيك معرفش إنه المخلوق ده


كان يحاول الأخر أن يكتم غيظه لأجل والده لكنه لم يستطيع التحمل في النهاية وقال بسخرية تلفها الصقيع

_ معليش يا بابا بس أنا وافقت أتجوز بنت مش راجل


لثاني مرة ينعتها بالرجل وهذا شيء لا تستطيع تحمله، أقتربت منه بخطى متمهله وهي تعقد زراعيها خلف ظهرها وعلى وجهها أبتسامة رقية، وقفت مقابلة حررت زراعيها ثم عقدت قبضتها اليمنى وقامت بلكمه، بعد أن لكمته تحولت ملامحها الهادئة وأبتسامتها الرقيقة إلى رياح خماسين غاضبة مستعدة للفتك بكل ما تراه


بعد أن تلقى الكلمه تحول لأمواج تسونامي جارفة، تمردت على المحيط لتطال اليابسة وتدمرها بكل ما فيها، حاول السيطرة على غضبه حتى لا يرد لها الكمه فهوا في النهاية رجل لا يستطيع أن يمد يده على أمرائة مها حدث، تسارعت أنفاسه وعَلت صوتها حتى أصبح بأمكان الجميع سماعها، كما برزت عروقه بطريقة مخيفة أوهمت من يراها أنها ستقفز للخارج، وقال بجهير وهوا يقور قبضته ويرمقها ببراكين الغضب خاصته

_ أنا مستحيل أتجوز المخلوقة دي، هات أي واحدة وانا أتجوزها حالًا لكن دي مستحيل


قال كلامه دون أن يزيح ببصره عنها، مما أوجز في قلبها الخوف، تراجعت للخلف خطوتين وهي تنظر له بستار غضب تخفي خلفه خوفها، أزاحت بصرها عنه لتصلته على "محمود" وتقول بحزم

_ وأنا كمان ياعمي مستحيل أتجوز الأنسان ده


رمقاه الأثنان بنظرات رفض قاطع، لكن ذلك لم يغير رائيه وعزيمته، أمسك قلبه وأدعى المرض، ثم قام بقرص"وليد" الذي كان يقف بجواره من ظهره.


قفز وهوا يمسك ظهره بألم ثم نظر إليه، فهم ما يريده صديقه أمسك بيده ووضع رأسه على صدره ليفحص دقات قلبه، ثم قال بخوف وزعر وهوا يغمز لصديقيه الأخرين

_ ياخبر دا تعب تاني بس المرادي حالتة حرجة جداً، خلونا ناخده على المستشفى بسرعة


كانا على علم مسبق بخطته أنه سيستخدم مرضه للضغط عليهم، أدعا الزعر والخوف، مما جعل الجميع يتحرك بذعر وأخذوه إلى الشفى، وهناك وضعه "وليد" في أحد الغرف وقام بفحصه وأعطاه حقنه فيتامين، بالطبع أخبرهم أنها مهدئه وطلب منهم الذهاب حتى يُكمل علاجه فوجودهم خطر عليه.


هم الجميع بالذهاب لكن "محمود" أوقفهم وقال بصوت خافت وأنفاس متقطعة

_ أنا أسف إني كنت أناني معاكم، وفرضت عليكم رغبتي وسعادتي، أنتوا أحرار اتجوزوا ال تحبوه

أنهى حديثة ثم أغمض عينيه بتعب ليغط في نوم مزيف


غادروا الغرفة والندم وتأنيب الضمير يجتاح قلبهم.


بعد مغادرتهم توقف "محمود" عن التمثيل ونظر ل "وليد" بسعادة وقال

_ روح بسرعة وراهم قولهم يسمعوا كلامي علشان صحتي أجري


بالرغم من عدم أقتناعه بأفعال صديقه إلا أنه أطاعه، فهوا حقًا مريض ولا يحتمل المزيد من الحزن

*******************************

كاد الأثنان أن يخرجا من بوابة المشفى عندما أوقفهم "وليد" وقف أمامهم وقال بحزن

_ أسف على أل هقوله بس لازم تتجوزو، حالة "محمود" خطيرة ومش مستحمله هوا نفسه أنكم تتجوزوا وأنتو لازم تحققوا رغبته لو عيزينه


ربط على زراعهم بحنان وقال

_ أقعدوا مع بعض وقرروا بس بسرعة

تركهم وعاد إلى صديقه مجددًا


بعد ذهابه طالع الأثنان بعضهم بحزن، ثم أردف "سامر" بيأس

_ فى كافية فاتح قريب من هنا ممكن نروح ونتكلم شوية


لم تتحدث لكنها أومائت بالموافقة وسارت بجانبه مسلوبة الأرادة والحزن يطغى على ملامحها


بعد أن وصلا إلى المقهى جلسا على طاولة، ثم بداء "سامر" بالتحدث

_ أعتقد إن مفيش حل غير الجواز


أنهى كلامه وظل يحملق بها في صمت مُنتظر رائيها لكنها لم تنبت بحرف واحد، بل أكتفت بالضغط على شفتها السفلية وهى تنظر للأسفل


أكمل حديثه بعد أن تأكد أنها لن تتحدث

_ أنا عارف إنك مش طيقاني لأنه شعور متبادل، بس متأكد أنك بتحبي بابا زي منا بحبه، علشان كده أحنا نتجوز وبعد شهر نقوله أننا مش عارفين نتفاهم ومش مرتاحين مع بعض وهنطلق إيه رأيك؟


رافعت رائسها لتجيبه بسرعة وهي تشير بسبابتها

_ بس هيبقى جواز على الورق بس


تنهد براحه بعد أن تحدثت، كان يخاف كثيرًا من رفضها، لكن يبدوا أنها تكن محبة كبيرة لوالده، أبتسم وقال

_ أكيد على الورق بس


أنشرح صدرها، زفرت بقوة ثم نهضت وهي تقول

_ روح عرف عمي وانا هروح أعرف "سهر"

**********************************

تركت ما بيدها وذهبت إليها على عجل والقلق ينهش جدار قلبها، كانت نبرتها في الحديث مقلقة وطلبها الأسراع فى ملقاتها.


وصلت أمام شقتها دقت جرس الباب، ثم أنتظرت حتى فتحت لها دخلت وهى تتفحص جسد صديقتها بيدها لترى إن كان قد أصابها مكروه، فقد كانت تبدوا حزينه ووجهها باهت خالي من البهجة، بعد أن تأكدت أنها بخير زفرت بقوة وقالت وهى تضع زراعها على خصرها وتفرك جبهتها بسبابتها وأبهامها

_ فى إيه خوفتيني عليك؟ ما أنتي كويسة وزي القردة أهو أومال وشك عامل كده ليه


أمسكت يدها دون أن تتحدث، ثم دخلت وجلست على الأريكه وجعلتها تجلس بجوارها، تنهدت بيأس ثم رفعت رأسها للأعلى وأسندته على ظهر الأريكه وقصت ما حدث


كانت الأخرى تستمع بذهول وعدم تصديق، أنتظرت حتى أنتهت من الحديث ونهضت بأعتراض وغضب وقالت

_ إنتي أتجننتي أكيد! عايزة تتجوزي واحد مش بتقبليه ولا بيقبلك علشان خاطر صاحب أبوك


أمسكت يدها وقالت بحزن وهي تنظر لمقلتيها

_ مش هقدر أخسره، أنا فرحانه أوي بوجوده، حاسة أني بقالي سند من بعد ما بابا مات محدش سأل عليا ولا قالي مالك غيرك طبعًا، لكن بعد ما هوا رجع بقى بيكلمني على طول وبيسأل عليا، مش عايزة أبقى وحيدة تاني، كمان جوازنا هيبقى على الورق بس، هنتجوز شهر لحد ما عمي يتحسن ونقوله أننا مش متفاهمين ونطلق


دبت بقدمها على الأرض بقوة وهي تستشيط غضبًا من غباء صديقتها، لم تكن بهذا الغباء من قبل ما الذي حدث معها لتصبح هكذا، أخذت نفس عميق لتهداء وتقنع صديقتها بالعدول عن قرارها الأحمق هذا، جلست بجانبها وقالت

_ ياحبيبتي ال أنتي بتعملية ده غلط، كمان عمك إيه ال بيسأل عليك إنتي متعرفيهوش غير من يومين


قاطعت حديثها وقالت بأصرار

_ أهو إنتي قولتي، يومين وقدر يملى جزء كبير من الفراغ ال في قلبي، يومين وفضل يسأل عليا وبقي شخص مهم في حياتي، أنا خلاص خدت قراري وهتجوز


تنهدت الأخرى بيأس واستسلام، هي تعلم جيدًا أنها لن تستطيع أن تجعلها تعدل عن قرارها بعد أن أتخذته، نهضت وهمت بالرحيل وقالت بحزن وهي تدير لها ظهرها

_ إنتي حره مصلحتك وإنتي أدرا بيها، أكيد هفضل جنبك وأساندك بس ده لأنك صحبتي و أختي مش لأني موافقة على الهبل ده


قامت بضمها من الخلف وقالت بسعادة

_ شكراً يا أحلى أخت

**********************************

عاد إلى المشفى ليخبر والده بموافقتهم، فرح كثيرًا بهذا الخبر حتى أنه بكى كثيرًا من كثرة الفرحة، عاد معه إلى المنزل وطلب منه أن يطلب من "إسراء" الحضور في الغد من أجل ترتيبات الزواج


في اليوم التالي، حضرت "إسراء" لتحديد موعد الزفاف، لم تكن مهتمه كثيراً به ولا يشكل فارق لديها لهذا تركت الموضوع لعمها "محمود" لكنها ندمت أشد الندم عندما قال

_ الفرح بعد بكرة إن شاء الله


صُعق الأثنان من كلامه كثيراً، حاول "سامر" الأعتراض وقال

_ مينفعش يابابا كده بدري أوي ومجهزناش حاجة خليه كمان شهر على الأقل


رفض رفصًا قاطعًا وقال

_ علشان ترجعوا في كلامكم تاني، بعد بكرة الفرح


استسلم الأثنان لقراره، لكن "إسراء" قاطعته قائله

_ ماشي موافقة بس عندي شرط مش هتنازل عنه، مش عايزة فرح ولا حد يعرف دلوقتي إني أتجوزت، لأني في مرحلة حرجة في شغلي وممكن يأثر عليا


أراد "محمود" الرفض لكنها أصرت على شرطها، فوافق على مضاد وقال

_ موافق بس تلبسي فستان فرح وتتصورو


وافق الجميع وتم تحديد موعد الزفاف


**********************************

جاء موعد الزفاف الذي لم يحضره غير "وليد" و"أحمد" و"موسي" و"سهر" وبالطبع "فادية" و "على"


كانت "إسراء" ترتدي ثوب زفاف أبيض رقيق زينته بحجابها الساتر، جلست بجوار "سهر" على الأريكة ينظران إلى المأذون وهوا يعقد القران، تولى وصايتها "وليد" أما "موسى" و"أحمد" كانا شاهدين على الزواج.


بعد أن أنتهى الزفاف وذهب الجميع، ضم" محمود" العروسين إلى صدره بقوة وقال بسعادة

_ ألف مبروك ياولاد بالرفاء والبنين أن شاء الله


أبتسما له بسعادة وقاما بتقبيل يده ثم ذهبا إلى غرفتهم، بمجرد أن أغلقا الباب أخذت "إسراء" وضع الهجوم وقالت بتحذير وهى تشير بسبابتها

_ أنا بحذرك من دلوقتي، لو الشيطان لعب بيك كده ولا كده يبقى أنتَ الجاني على نفسك


تجاهل كلماتها ثم أتجه ناحية الفراش وهوا يفك ربطة عنقه ويخلع سترته، بعد أن أنتهى من خلعهم جلس على الفراش وشرع في خلع حذائه


شعرت بأهانه كبيرة بسبب تجاهله لها كأنها هواء، ذهبت إليه كأعصار ثم قامت بركلة في قدمه وقالت بغضب

_ مش بكلمك ياحيوان، بعدين قوم من على السرير أنا هنام عليه وأنتا نام على الكنبة


استقام بطولة الفارع وهوا يصك على أسنانه بغضب ويقول

_ بقولك إيه بلاش غلط وخلي الشهر ده يعدي على خير، بعدين كنبة إيه أل هنام عليها، أنا مش هنام غير على السرير، عايزة تنامي جنبي السرير واسع مش عايزة نامي على الكنبة


تعالت ضحكاتها الساخرة وقالت بتحدي وهي تضع كلتا يديها في خصرها، محدش هينام على السرير غيرى


أراد أغضابها وكسر غرورها الزائد فقال بتحدي

_ هنشوف دلوقتي

ثم دفعها برفق لتبتعد عن طريقة وقال بشمئزاز

_ أوعى بقى من سكتي خليني أخد دش علشان أفوق من الهم ده شويه


نظرت له بعضب وقامت بضربة بكلتا يديها على ظهره وقالت

_ أنتا فاكر نفسك مين علشان تكلمني كده، بعدين أنا أل هدخل الحمام الأول


أبتسم بخبث وقال وهوا يغمز بعينه اليسرى

_ طب جربي كده وشوفيني هعمل إيه


زفرت بضيق وهي تضرب الأرض بقدميها مثل الأطفال وتقول

_ حيوان، غبي


تصنع عدم المبالاة حتى لا يفتك بها، ففي النهاية هي فتاة مع أنه يشك بذالك، أخذ سرواله الداخلي ورداء الأستحمام ثم أتجه إلى الحمام، لكنها أوقفته، طالعها بنفاذ صبر وهوا يتأفئف ويقول

_ الله أما طولك ياروح، في إيه تاني!؟


قالت بغضب وهي تشير إلى ما بيده

_ فين هدومك ال هتلبسهم ولا أنتا ناوي تقعد بهدومك الداخلية قدامي


ضغط على شفته السفلة بغضب وقال

_ ربنا يخدك ويريحني منك، أنا مبعرفش ألبس هدومي كلها في الحمام...


قاطعت كلامه وقالت بسخرية وهي تشير بيدها إلى صدرها

_ أه بس بتعرف تلبسها قدامي!


رفع يده للأعلى بغضب وهوا يقول

_ ربنا يخدك أنتي مش هتدخلي الحمام بعدي هلبس وانتي جوه، أتكتمي بقى صدعتيني


دخل إلى المرحاض بسرعة قبل أن تتحدث، وتركها تشتعل غضبًا


أما هى كانت تشتعل من الغيظ بسبب طريقته المستفزة، لم يعاملها أحد هكذا من قبل، ألا يكفي أنها أجبرت على الزواج به، يجب أن تجعله يندم وتجعله يعلم مع من تورط.


أبتسمت بخبث لتلك الفكرة الشيطانية التي غزت عقلها، ثم أحضرت مقص وجدته بأحد الأدراج، فتحت خزانت ملابسه وأحضرت جميع ملابسه الخاصة بالنوم وقامت بتقطيعها


بعد أن خرج من المرحاض، رائى ملابسه مقطعة ومبعثرة في الغرفة، شُلت حركته لا يستوعب ما يرا هل هي طفلة أم ماذا!؟ كيف تتجراء على فعل هذا

رمقها بغضب وقال

_ أنتي أتجننتي ولا إيه!؟ ممكن أعرف أنا هلبس إيه دلوقتي


أرادت أغضابه أكثر فقالت بخبث وهي تبتسم

_ عندي بجامه ستان بمبى هتبقى تحفي عليك


بالرغم من الغضب الذي يجتاحه إلا أنه ضحك على تصرفها الطفولي، يعلم جيدًا أنها تحاول أغضابه لكنه لن يسمح لها بل سيجعلها تندم وتفكر كثيرًا قبل أن تُقدم على فعل شيء، نزع رداء الأستحمام وبقي بملابسه الداخلية، وقال بخبث

_ وعلى إيه البجامة خليهالك أنا هنام كده أحسن


توردت وجنتيها خجلًا وضعت يهدها على عينيها، ثم أستدارت بسرعة وهي تقول بتلعثم وخجل

_ بتعمل إيه الله يخرب بيتك!؟ أنتَ أتجننت


أجابها بغضب وهوا يعقد زراعية حول صدره

_ أتخرب يختي خلاص أتجوزتك! في خراب أكتر من كده؟


قالت بغضب وهي ماتزال تدير ظهرها وتضع يدها على عينيها

_ ألبس حاجة من هدومك بسرعة


أجابها بتحدي وأصرار

_ أنا مش هنام غير في بجامة من بتوعى، تصلحيلي واحده وإلا هنام كده


زفرت بضيق ثم أشارت بأحد أزرعها إلى ملابسه الممزقه وقالت

_ أنتا مش شايفهم مقطعين! هصلحهم أزاي


عبث في الأدراج ثم أحضر خيط وأبرة، ألقاهم على الملابس وقال

_ الخيط والأبرة أهم صلحيلي بجامة حالًا، ماذا وإلا هنام كده


جلست على الأرض وهي تتحاشى النظر إليه، أمسكت بالخيط والأبرة ثم بحثت عن الثوب الأقل تمزيق وبدائت بأصلاحه وهي تتألم بسبب وغزات الأبرة فهي لا تجيد الخياطة


أما هوا كان سعيد بتلك الصرخات التي تخرج فجأة، ولأنه أستطاع ترويضها ومعاقبتها أخيرًا


أنتهت أخيرًا من أصلاح الثوب، أعتطه له وهي تدير ظهرها وقالت بغيظ

_ خد ألبس ربنا ياخدك


أخذ الملابس وقام برتدائها، ثم تسطح على الفراش وهوا يضع زراعية خلف رائسه.


أخذت أحد أثوابها الفضفاضه وحجاب ودخلت إلى المرحاض، بعد القليل من الوقت خرجت وهي ترتديهم، رمقته بشمئزاز ثم ذهبت إلى الأريكة وتمدت عليها.


نهض الأخر وهوا ينظر إليها بتعجب ويقول

_ إنتي هتنامي كدة!


نهضت بغضب والشرار يتطاير من عينيها وقالت

_ وأنتا مالك!


بالرغم من حديثها الغير مهذب إلا أنه نصحها قائلًا

_ مينفعش تنامي بالحجاب ممكن يخنقك


رمقته ببرود وقالت

_ أنتا مش ملاحظ إني محجبة! يعني مينفعش أقعد قدامك من غيره


رمقها بتعجب وهوا يعقد زراعية حول صدره ويرفع أحد حاجبيه

_ وأنتي مش محلاظة أننا أتجوزنا!


تعالت ضحكاتها الساخرة قليلًا، ثم تحولت ملامحها للجدية وأدرفت

_ ده جواز على الورق يعني كده وكده مش حقيقي


شعر بألم شديد في رائسه وقرر إنهاء الحديث وقال

_ بااااس كل ده علشان بنصحك إنتي حره

أنهى حديثه ثم تمدد وأغمض عينيه يحاول مناجاة النوم، وهوا يتمتم

_ يارب يخنقك وارتاح منك


أما هي فقد تمددت لتوهمه أنها ستنام، لكنها في الحقيقة تنتظر حتى يغط في نوم عميق، ثم تُشرع في تنفيذ خطتها وتنتقم منه


تابعووووني للروايات الكامله والحصريه



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا



تعليقات

close