أخر الاخبار

رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الثالث والرابع بقلم رانيا الخولي

 رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الثالث والرابع بقلم رانيا الخولي 


الفصل الثالث

بعد مرور عام

وقف ينظر إلى تلك الأرض التي عنا كثيرًا حتى أنهى باقي ديونها


وأصبحت الآن وأخيرًا بين يدي والده بعد ذلك الشقاء


انتبه على تلك اليد التي وضعت على كتفه وصوت يقول 


_ مبروك السداد ياكبير 


التفت جمال الى وليد الذي كان داعمًا له ليقول بسعادة


_ الله يبارك فيك بس الكلمة دي تجولهالي لما أسد الفلوس اللي عليا ليكم 


هز وليد رأسه بيأس من إصراره على تسديد تلك النقود وقال بغيظ


_ هو الدماغ الناشف ده مش هيلين واصل مفيش فايدة فيك.


ضحك جمال وقال بإمتنان


_ كفاية لحد أكده ربنا يجدرني وأسدد باجي الدين عشان أحس فعلًا إن الأرض عادت كامله لأبوى، كل مـ اشوفه وهو بيتسند عـ العكاز ومش جادر يمشي بحس بسكاكين بتجطع جلبي، لازمن أسد ديونها كامله لجل ما يسند طوله كيف لول وأحسن كمان.


قارن وليد الأخوين ببعضهم ليندهش حقًا، فليس هناك وجه مقارنه بين الإثنين 


جمال الذي ينحت في الصخر لأجل والده وأرضه


والآخر لاذ بالفرار كي لا يتخلى عن حلمه، ولم يهتم لأمرهم.


علما جمال ما يفكر به فتحدث بثبات


_ متفكرش كتير ادعيله بصلاح الحال وخلاص.


قاطع حديثهم صوت الهاتف ليخرجه جمال من جيبه ليشعر بالقلق عندما وجد رقم وسيلة


_ دي وسيلة، واني اليومين بجلج من أتصالها


_ طب رد وشوف في أيه.


وبالفعل عندما أجاب سمع صوت صرخاتها وصوت والدته تقول


_ أيوة ياجمال تعالى بسرعة مرتك بتولد 


إنحفق قلبه ورد مسرعًا


_ حاضر أنا چاى دلوجت 


سأله وليد بقلق 


_ في ايه مالها وسيلة


رد جمال بقلب ملتاع


_ أختك بتولد.


❈-❈-❈


ما ان خطت قدماه داخل المنزل حتى سمع صوت صرخات طفله لينتفض قلبه بسعادة لم يشعر بمثلها من قبل ليصعد مسرعًا إلى غرفتها دالفًا الغرفه دون استأذن فيجدها مستلقيه على الفراش بوهن وطفله يبكي بين يدي والدته


وعند رؤيته قالت جليلة بسعادة 


_ تعالى ياولدي شوف عوضك كيف البدر المنور.


رغم لهفته الشديدة لرؤيته إلا إنه دنى من محبوبته يجلس بجوارها على الفراش ليقبل رأسه ويقول بحب 


_ حمد لله على سلامتك ياغالية.


ردت بوهن 


_ الله يبارك فيك ياحبيبي 


أقتربت جليله منه لتضع طفله بين يديه بحرص شديد وقالت بسعادة


_ يالا سمي الله وأذن له 


حمله جمال برهبه وكأنه يحمل الدنيا بين يديه ليقبل وجنته الرطبه ثم يأذن له في أذنيه و وسيلة تنظر إليهم بسعادة بالغة وقد جسدوا صورة تُعد أجمل ما رأت عينيها 


وبعد أنتهاءه سألته وسيلة بصوت واهن 


_ هتسميه أيه؟


نظر إلى طفله الذي جعد وجهه بصورة مضحكه جعلته يبتسم وهو يقول بفخر


_ هسميه جاسر يعني شجاع ميهابش حد واصل 


نظر إلى والدته وتابع بمزاح 


_ ولا حتى جده عمران


ضحك الجميع ويدلف وليد مسندًاعمران على تلك الكلمة ليقول بعتاب مرح


_ والله عال بتجسي الواد عليا من دلوجت 


نهض جمال ليقترب من والده يقبل يده ثم يناوله الطفل 


_ كيف ده؟ انا اجدر أجول أكده


نظر إلى وسيلة وسألها 


_ أنا جولت أكده بردك؟


ردت وسلية 


_ حصل 


علت ضحكاتهم ليقول وليد بغيظ


_ بجى عايزها تكدب وهى لساتها والده؟ عيب عليك ياراچل


علت الزغاريد بالاسفل فعلم وليد انها والدته ليتابع بمزاح


_ وادي الحاچ عاصم وصل هو ومرته 


دخل عاصم وهو يقول بغيظ


_ عيب ياجليل الربايه 


نظر إلى عمران وقال بفرحة


_ مبروك يا حاچ عمران أول حفيد ينور العيلتين يتربى فـ عزك وعز أبوه


رد بفرحة مماثله 


_ الله يبارك فيك وعقبال وليد إن شاء الله.


رد وليد بمرحه المعتاد


_ چوزني إنت بس وأنا أشيلك العيل بعد تسع شهور بالظبط 


قالت ام وليد بغيظ وهى توكزه في كتفه


_ أتحشم ياولد.


رد وليد بإستياء


_ واني جلت ايه دلوجت، على العموم أنا مهملكم وخارچ .


خرج وليد وبارك الجميع لوسيلة وخرجوا بعدها حتى تستطيع أرضاع الطفل 


عارض جمال طلبهم قائلاً


_ بلاش دلوجت دي لساته تعبانه 


ردت والدته بنفي


_ لازمن ياولدي يرضع وبعدها ينام على طول ويبجى ترتاح كيف ما بدها


وافق على مضد


ودنى منها ليسعادها على الجلوس ثم يأخذ طفله من والدتها ويضعه برفق بين يديها 


نظرت إليه بإحراج فعلم حينها بضرورة خروجه


وخرج من الغرفة كي لا يحرجها أمامهم.


............


جلس منصور ينتظر إنتهاء الطبيب من الكشف عليها وبعد الانتهاء جلس على مقعده وهو يقول بأسف


_ أنا بفضل أكون صريح معاكم


جلست سمر بجوار منصور وهى تسأله بخوف


_ خير يادكتور قلقتني


رد الطبيب بعملية


_ للأسف الحمل في الفترة دي هيكون صعبه شوية 


بدأ يشرح الحالة بالتفصيل وهم في وجوم تام حتى انتهى الطبيب قائلاً


_ بس لو مستعجلين ممكن نعمل حقن مجهري ونسبة نجاحها بردوا هتكون ضعيفه.


حاولت سمر التظاهر بالثبات لكنه لم يدوم طويلًا وبدأت العبرات تتجمع في عينيها 


مما جعل منصور يشعر بالحزن عليها وسأل الطبيب بجدية


_ طيب أيه الحل يادكتور؟


رد الطبيب بعمليه


_ الحل إننا نحاول الأول نهئ الرحم لأستقبال الحمل وأول ما نلاقيه جاهز هنعمل الحقن على طول.


بدأ الطبيب يدون الأدوية اللازمه ثم أعطاهم إياها 


فـ أومأ له منصور بصمت ونظر إلى سمر التى كانت جالسه بضياع وقال بتعاطف


_ يالا ياسمر 


تحركت معه مثل الروبوت وظلت على تلك الحاله حتى وصلوا إلى منزلهم وفور دخولهم أسرعت بالولوج إلى غرفتها وأغلقت الباب وقد سقط قناع الثبات فور ولوجها 


حاول منصور الدخول والتخفيف عنها لكنها أغلقت الباب جيدًا لا تريده أن يرى ضعفها.


حاول التحدث لكنها لم تجيبه


ليس حزنها رغبةً في الأنجاب ولكن منذ أن علمت بولادة وسيلة وهى تتحرى شوقًا للأنجاب مثلها، لن تأخذ لقب عقيمة لا تنجب، وتنعم هى بأولادها، سـ تحاول بكل الطرق حتى تنجب مثلها.


اغمضت عينيها تحاول رسم قناع الثبات مره اخرى ونظرت إلى صورتها في المرآة لتقول بتحدى 


_ أنتي أقوى من كده، بلاش تخلى حد يشوف ضعفك، انتى أقوى منهم كلهم.


غسلت وجهها جيدًا ثم قامت بفتح الباب لتجده واقفًا على بابها بقلق ويسألها بلهفه


_ حبيبتي إنتي كويسة؟


سألته بجدية


_ جبت العلاج؟


أندهش منصور من تحولها لذلك الثبات بعد أن كانت في قمة أنهيارها ورد بهدوء 


_ هبعت البواب يجيبه بس طمنيني عليكي


سارت حتى جلست على الأريكة وقالت بلا مبالاة


_ عادي، المهم ابعت حد يجيب العلاج


إزدادت دهشته من ذلك التظاهر وهو أكثر من يعلم بـ النار المشتعله بداخلها، تقدم منها يجلس بجوارها ممسكًا بيدها التي وضعتها على ساقها وقال بتعاطف


_ خلينا نروح لدكتور تاني نتأكد منه، ونعيد التحليل من تاني يمكن تكون غلطة معمل ولا ......


قاطعته سمر بلهجه حازمه


_ لو سمحت يامنصور مش عايزة كلام في الموضوع ده تاني، لأى سبب من الأسباب بلاش تفتحه تاني كأننا معرفناش حاجه


اومأ لها بتفاهم، لا يريد الضغط عليها يكفي ما تشعر به الآن فسألها بإبتسامه 


_ طيب أيه رأيك نخرج نتعشى بره، بقالنا فترة طويلة آوى مخرجناش مع بعض.


نظرت إليه لترى ذلك القلق الذي يحاول أخفاءه خلف ابتسامته، كما ترى إيضًا انه نابع من خوفه عليها، تعلم جيدًا مدى حبه الشديد لها وهى أيضًا كذلك لكن عليها ان تخفي حبها له بداخلها كي يظل دائمًا يفعل المستحيل كي ينول رضاها.


_ عايز تفهمني إنك مش زعلان، ومش متأثر بالكلام اللي قاله الدكتور؟!


هز رأسه بنفي وتحدث بصدق


_ صدقيني ياقلبي أنا كل اللي يهمني إنتي وبس مش عايز حاجه تاني، اه نفسي يكون ليا إبن منك بس لو ربنا مـ أردش خلاص مش عايز.


ابتسمت بسعادة رغم ما بداخلها من قهر وقالت بحب


_ خلاص هقوم أغير هدومي ونخرج.


ولجت غرفتها لتتركه لأحزانه، وقد شعر بالاختناق جراء ذلك الخبر الذي سقط عليه كالصاعقة لكنه تماسك بصعوبة بالغة كي لا يجرحها فـ يكفي ما بها الآن.


لم يمضي على زواجهم سوى عشرة أشهر لكنها منذ أن علمت بولادة وسيلة وهى تتحرى شوقًا للأنجاب


لا يعرف إذا كانت غيرة أم حنين للأمومه


لقد رزقهم الله بكل شئٍ رغبوا به لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ليهتز قلبه بتلك الفاجعة التي كتبت عليهم.


❈-❈-❈


دلف جمال غرفته ليجدها مستلقية على الفراش وحيدة


دنى منها ليجلس بجوارها ممسكًا بيدها يقبلها بعشق جارف مغتنمًا فرصة إنشغالهم بطفله وينفرد بها قليلًا ليستلقي بجوارها مسندًا ظهره على الوسادة


_ كيفك دلوجت ياأم جاسر؟


ردت بإبتسامتها التي تنير دربه


_ أني زينه الحمد لله


تغيرت نبرتها لعتاب محب 


_ كان نفسي تكون معاي فـ اللحظه دي، بس شكلك هربت مني.


أبعد بآنامله خصلاتها التي تحجب عنه وجهها الذي يعشقه ورد بهدوء


_ هـ تصدجيني لو جلتلك كنت جاصدها؟


أكتفت بنظرة العتاب التي وجهتها إليه ليردف قائلًا


_ خابره ليه؟ لإني مجدرتش أشوفك وإنتي بتتوچعي جدامي ومـ جدرش أعملك حاچه.


وزي مـ يكون ربنا عالم بيا؛ أول مـ دخلت الدار دخلت على صوته


تحولت نظرات العتاب إلى نظرات يملؤها العشق الذي أرهق كلاهما لتقول بحب


_ تعرف أيه الحاچه الوحيدة اللى كانت بتهون على؟


رفع حاجبه متسائلًا لتجيب بعشق


_ إن جطعة منك چواى ورايده تشوف النور، وكنت مستعدة لأكتر من إكده عشان أشوف الفرحة اللي شوفتها في عينيك أول مـ شلته بين إيدك.


اتسعت ابتسامته لكلماتها التي اطربت قلبه ويقول بسعادة


_ هى كانت فرحة بعجل، دا أنا حسيت إني شايل الدنيا كلياتها بين إيديه.


جذبها إليه كي يضع رأسها على كتفه وقال بتعب


_ الليلة اللي فاتت خالتيني نمت لوحدي وكانت أصعب ليلة مرت عليا؛ عينيه مـ شفتش النوم واصل


أغمض عينيه وقد غلبه النوم وهو يقول


_ بس الليلة دي لازمن أنام فـ حضنك عشان أعوض الليلة اللي فاتت.


ردت عليه بخجل


_ واني كمان معرفتش أنام زين وانت بعيد عني.


شدد من إحتضانه لها وقال بنعاس


_ خلاص خلينا نناملنا ساعتين وهما مشغولين بالواد أكده.


غفى الأثنين بسعادة وكأن كلاهما قد وجد ضالته فتعاود والدته غلق الباب بعدما وجدت كلاهما ينام في حضن الآخر وهى تقول لذلك الصغير


_ تعالى أني وأنت ننام ويا چدك عمران ونسيبهم 


عادت جليلة إلى عمران الذي إندهش من عودتها به وسأله بقلق


_ يعني عاودتي بيه؟ وسيلة تعبانه ولا حاچه


وضعت الطفل بجواره على الفراش وردت بضحك


_ إبنك زي مـ يكون مـ صدق غيبنا عنيها شوية روحت لقيته واخدها في حضنه ونايم جلت أسيبهم وأرچع بيه تاني


أيد عمران رأيها 


_ خير مـ عملتى أني كمان معرفتش أنام وانتي بعيدة عني 


سألته بـ بهجه 


_ صُح يا عمران؟ لسه بتشتاجلي زي زمان.


ضحك عمران وهو يتذكر سبب خلافهما الوحيد فيما مضى، فـ يقول بصوت محب


_ فاكره زمان لما كنت بتباتي عند أهلك واني بجى هتچنن وأخدك من عنديهم غصب، فاكره كمان لما وجفت قصاد عمي وجلتله لا مراتي مش هتبات تاني بره داري، وجتها عمي زعل وجال لو خدتها من الدار لا هتبجى أبن أخوى ولا أعرفك.


تابعت عنه


_ عمي جاه وجتها وهدى الموضوع وأچبرك إنك تسيبني أبات الليلة دي 


ضحكت عندما تذكرت تلك اللحظة


_ وجتها دخلت من شباك اوضتي واني نايمه ونمت چاري ، ونفس اللي حصل معاي دلوجت نفس اللي حصل مع أمي لما دخلت عليا الصبح ولجيتك نايم چارى 


ضحك أيضًا على تلك الذكرى وقال 


_ وجتها حسيت بيها بس مجدرتش افتح عينيه فيها وعشان أكده مثلت إني نايم وأول ما خرجت خرجت أني كمان من الشباك طوالي


ضحك اثنتيهم على تلك الذكرى وقالت جليلة 


_ربنا يخليك لينا ياعمران.


تبدلت ملامحه فجأة مما جعلها تيقن بأنه تذكر منصور فربتت على يده بتفاؤل


_ بكرة الدنيا تعلمه إنه ملوش غير أهله وعزوته، ويرچع من تاني وسطينا.


تنهد بألم شديد وقال بتهكم


_ منصور عمره مـ هيفكر يرچع تاني طول مـ الحية دي وياه، ده مفكرش حتى يدعينا كيف الغريب على فرحه، وكأنه بيستعر منينا.


شُعور مألم مزق قلبيهما حينما أخبرهم خالد الذي ينقل لهم أخباره بزواجه


لم يتخيل يومًا أن يصل به الإنحطاط لتلك الدرجة، لكن ليس بيدهم شئ سوى الدعاء له بالهداية.


لم تجد جليلة الكلمات التي تخفف بها عنه ذلك الجرح الذي أستوطن قلبه لتلتزم الصمت وهى تنظر لذلك الطفل الذي يشبهه وكأنه نسخه مصغره عنه، تتمنى بداخلها أن يعوضهم عن فراقه.


❈-❈-❈


وقفت تنظر إلى الأطفال وهم يمرحون في تلك الحديقة، تتمنى بداخلها أن تكون مثل تلك الأم التي تجري خلف أولادها تمازحهم، فتزداد غيرتها من وسيلة التي لم تراها يومًا لكنها أصبحت غريمتها منذ أن علمت بعلتها.


اليوم سيحدد الطبيب مصيرها 


رن هاتفها من عيادة الطبيب تخبرها عن ميعادها معه لتزداد ضربات قلبها خوفًا من القادم


فقد مضى عامين وهى تطبق تعليماته بحزافيرها، لن تكن أقل من تلك المرأه.


ها هم الآن جالسين أمامه منتظرين تحديد مصيرهم حتى نظر إليهم الطبيب قائلًا بابتسامة


_ كده الرحم الحمد لله أصبح مهيأ لعملية الحقن.


إندهش منصور وسأله بقلق


_ يعني بعد كل ده ومش هيبقى حمل طبيعي؟


نفى الطبيب


_ الحمل الطبيعي في حالتها هيكون صعب جدًا وهيحتاج وقت، والمشكلة إني شايفكم مستعجلين آوى وده هيآثر على نفسيتها فـ بالتالي الحمل هيكون أصعب.


فـ أنا من رأيي تستعجلوا بالعملية.


هو محق؛ لن تنتظر أكثر من ذلك، لتأكد له


_ تمام يا دكتور لو عايز نعملها من بكرة معنديش مانع.


هز رأسه بتفاهم وتحدث بعملية


_ تمام 


خرجوا من عيادة الطبيب بصمت مطبق يحاول منصور قدر أستطاعته الثبات أمامها وألا يظهر مدى رفضه لتلك الطريقة.


❈-❈-❈


عاد جمال إلى منزله في وقت متأخر، وكان التعب والإجهاد واضحًا عليه، صعد الدرج إلى غرفته ليتوقف حينما سمع صوت والدته


_ جمال؟ إيه اللي أخرك بره البيت لحد دلوجت؟


إقترب منها بـ ٱبتسامه يحاول بها إخفاء تعبه حتى لا يوجع قلبها عليه وقال بثبات


_ ماجلجيش ياست الكل أني بس كنت سهران شوية مع أصحابي


تعلم جيدًا بأنه لا يخبرها الحقيقة كي لاتحزن على حاله وقالت بتعاطف


_ أرحم نفسك شوية ياولدي ومتجهدش نفسك اكتر من أكده


ربت على كتفها ليقول بأقتطاب لعدم استطاعته الوقوف اكثر من ذلك


_هانت يااماى أطمني، يالا تصبحي على خير.


ردت بحب


_ وانت من أهل الخير ياجلبي.


ولج غرفته ليجدها تحمل صغيره الذي غفى بين يديها ليقول بتعب


_ السلام عليكم.


ردت بابتسامتها المحبه لقلبه


_ وعليكم السلام 


وضعت الصغير على الفراش ودنت منه تسأله باهتمام


_ أخرت ليه؟ اني كنت لساتني هتصل على وليد لما لقيت تليفونك مجفول.


رد بتعب وهو يخلع جلبابه


_ حضريلي لول حاچه خفيفة إكده لحد مااتحمى وبعدين أحكيلك.


اومأت له ونزلت للأسفل كي تحضر له العشاء.


ليخرج هو بعد قليل مرتميًا على الفراش بإجهاد وقد أخذ التعب منه مبلغه لم يستطيع مقاومة النعاس ليغرق في سبات عميق ما أن وضع جسده على الفراش.


دلفت الغرفة وهى تحمل الطعام بين يديها لتجده غارقًا فـ النوم، فقامت بوضعه على الطاولة وأقتربت منه كي توقظه بصوت هادئ


_ جوم ياجلبي الوكل چاهز


لم يرد عليها بل جذبها حتى تستلقي بجواره واضعًا رأسه على صدرها حاولت معارضته حتى تطعمه أولًا لكنه منعها قائلًا


_ اششش سيبيني أنام.


ثواني معدودة وانتظم تنفسه فعلمت انه قد عاد لسباته، ابعدت رأسها قليلًا عنه حتى تنظر إلى ملامحه العاشقه لتفاصيلها وقالت بوله


_ بحبك جوي ياغالي، ربنا يديمك في حياتنا.


ثم ملست بأناملها في خصلاتها حتى غلبها النعاس.


....


مرت الأيام شاقه على الجميع، وبعد محاولات عديدة باءت بالفشل أراد الله أن يرزقهم تلك المره ليخبرهم الطبيب بسعادة 


_ الف مبروك يامدام سمر الحمل المره دي نجح.


هلل الجميع بذلك الخبر وسألته بفرحة 


_ بجد يا دكتور 


اومأ الطبيب وهو ينهض من مقعده 


_ اه ياستي بس نفضل ماشيين على التعليمات زي ما اتفقنا لأن اى غلطه هتكلفنا كتير 


أكد منصور وهو يسعادها على النهوض


_ متقلقش يادكتور هنمشي على التعليمات زي ما قلت.


_ انا حددت نوع الجنين زي ما قلتوا؛ ولد وبنت 


تحدث والدها بسعادة 


_ مبروك ياقلبي.


ردت بسعادة 


_ الله يبارك فيك يابابا.


قال الطبيب 


_ تقدري تخرجي النهارده بس المتابعه هتبقى كل ١٥ يوم ولو فيه أى حاجه أتصلوا عليا وأنا هجلكم.


خرجوا من المشفى وكانت ابتسامتها كأنها خاضت معركة ضارية وأستطاعت الفوز بالنصر أخيرًا..


.............


أجتمع الجميع على سعادة أخرى، وقد أصبح عمران يسير وحده أخيرًا لكن بمساعدة تلك اليد الصغيرة التي تدعمه دائمًا 


_ زين ياچدي كمل


ضحك الجميع على ذلك الطفل الذي يبدوا أكبر من سنه، النسخه المصغره من ملامح منصور لكن بهيبة وطيبة والده، فتقول تلك الصغيرة التى لم يتعدى عمرها الرابعة 


_ لما أكبر ياچدي هبجى دكتوره لجل ما أساعدك تبجى زين.


ردت جليلة التي كانت تحملها على قدميها


_ وهتبجي أچمل دكتوره في الدنيا ياجلب ستك أنتي.


تحدثت وسيلة بعتاب 


_ افضلي انتي وأبوها أمرعوها علينا أكده لحد مـ بجتش عارفه أتحددت معها واصل


أكدت جليلة  


_ من حجها وتعمل اللي ريداه، دي بنت الغالي.


تحدث جاسر الذي الذي قد أتم الثامنه من عمره 


_ وأني ياستي؟


فتحت چليلة الذراع الآخر لتحتويه بحب وهى تقول بفخر 


_ أنت جلب ستك ودنيتها، انتي البكري اللي نورت البيت كله بطلتك، ربنا يحرسكم ويبارك فيكم ويحفظكم من كل سوء


آمن الجميع خلفها 


لتتغير ملامح جليلة وهى تقول بحزن 


_ وربنا يتم لولدي فرحته ويقومها له بالسلامة.


تحدث جمال بأمر لطفليه


_ يالا ياجاسر خد أختك والعبوا فـ الجنينه بره.


نظر لوالدته بعد خروج طفليه وطمئن والديه قائلًا


_اطمني يااماى خالد جالي ان العملية نچحت والحمد لله


ردت بسعادة كبيرة


_ الحمد لله، ربنا يسعده ويتم فرحته على خير


آمنت وسيلة خلفها 


_ يارب يامرات عمي 


تحدث عمران بجمود رغم الأشتياق الذي يكتمه بداخله


_ عمره مـ هيشوف السعادة طول مـ الحية دي وراه.


رد جمال بحكمه وهو يساعد والده على الجلوس


_ ملوش لازمه الحديت ده يابوى خلاص بجى فيه روح بتربطنا بيها، الأفضل ندعلهم بالهداية.


هز عمران رأسه بألم وهو يقول


_ ربنا يهديه ويبعد عنه النفوس المريضة كلها.


....


دلفت الغرفة بعد ان آوت طفليها إلى فراشهم وعادت إليه؛ بل إلى موطنها كما يخبرها دائمًا " لا وطن لك خارج أحضاني" لتجده مستلقيًا على الفراش ينتظهرها، وعندما رآها بسط لها ذراعه كي تعود إلى مسكنها لتندس في حضنه الآمن وتتحدث بـ عتاب محب


_ ممكن تعرفني ليه الراچل لما يعاود بعد غياب عن بيته بيسلم على الكل بالأحضان إلا مرته، بيكتفي بانه يسلم عليها بيده وخلاص وبكتيره جوى يبوس راسها.


ضحك جمال غامزًا لها بعينيه وهو يقول بمكر


_ وبعد مـ ينجفل عليهم باب واحد بيعاود سلامه عليها كيف؟


وكزته في صدره وردت بخجل


_ أنا مش بتحدت عن الحاجه اللي فـ دماغك دي، أنا بقصد أدام الأهل.


قطب جبينه متسائلًا


_ كيف ده؟ السلام بين الزوچين بعد غيبه بيكون حاچه تانيه مينفعش واصل تبجى ادام حد، ولا أنتي أيه اللي فـ دماغك عاد.


هزت رأسها بيأس منه لقلب الأمور دائمًا وقالت بغيظ.


_ اللي يشوف حديتك معاي مجولش أبدًا إن ده چمال اللي مبيرفعش عينيه فـ حدا واصل.


ايد حديثها قائلًا


_ أديكي جلتيها، في حدا غيرك ممكن اخده في حضني أكده ولا حتى بشتاجله كيف مـ بشتاجلك؟


هزت رأسها بالنفي ليتابع هو بعشق عاتب 


_ بيجى كيف بتجولي إني مـبرحبش بيك زيهم.


تاهت في عينيه التي تلتهم ملامحها وكأنه يراها بعد طول غياب، فتقول بحب


_ اول ما بشوفك ببجى نفسي أترمي في حضنك وخبرك جد أيه أتوحشتك.


كان ينظر لثغرها الذي يطربه بأجمل الكلمات؛ برغم بساطتها إلا إن صدق مشاعرها يجعله يحلق في سماء العشق ويقول بحب


_ نفس احساسي بس انا خابرك بتخجلي من نظرة جريئة مني ادام حدا وعشان اكده بستنى لما يتجفل علينا باب واحد عشان ( غمز بعينيه) أجولك أني مشتاجلك جد أيه؟


تابع بخبث


_ المره الجاية مش رايد اشوفك بره أوضتنا، تستنيني أهنه لحد مـ أطلعلك وخبرك بطريجتي جد ايه مشتاجلك.


تخجل دائما من كلماته التي يصف بها مدى عشقه الذي لم يتغير قيد أنمله إنما يزداد ويزداد مع مرور الوقت.


مهلًا هل أخبرها بمره أخرى؟ سألته بحيرة


_ چمال انت ناوي تسافر تاني؟ 


هز رأسه بحيرة وقال 


_ مخبرش لسه


اتعدلت كي تنظر إليه جيدًا وسألته بجدية


_ بس أحنا خلاص سدينا ديونا والحمد لله مش محتاجين السفر في حاچه.


_ انتي بتسمي اليومين اللى باغيبهم في مصر دول سفر. انا بجمع المحاصيل وبوديها بنفسي المصنع يعني مره ولا أتنين في الشهر، وبعدين متنسيش ان لولاها كان زمانا محلك سر، رايد أعمل جرشين لعيالي يتسندوا عليهم.


ردت برجاء 


_ أرچوك ياجمال بكفياك سفر وتعب أحنا الحمد لله سدينا اللى علينا وخلاص اللى هتچيبه الأرض هيكفينا ويفيض وبعدين أنا بفضل مرعوبه عليك من وجت ما تروح لحد ما ترچع، أرچوك ياغالي بكفياك بجى.


تعاطف مع خوفها عليه ورد بثبات


_ خلاص مش هسافر تاني ، ورزج هنا رزج هناك.


عاد لمكره وهو يسأله


_ مالك جلبتيها هم أكده


تابع بتحذير


_ هترحبي بيا زين ولا أنام أحسن ويبجى أنتي اللي مجصره؟


ضحكت بدلال مما جعله لا يطيق صبرًا واقترب من شفتيها يقبلها بحب وشوق لينسى همومه داخل أحضانها.


4=الفصل الرابع

بعد مرور عدة أعوام

أستيقظت من نومها على صوت أخيها الذي تسلل إلى غرفتها صباحًا كي لا يعرف أحد مـ يخططون له، فيقول بهمس

_ سارة قومي بسرعة

رفعت جفنيها بصعوبة ونظرت إليه باستياء

_ في أيه يامصطفى عايزة أنام

جذبت الغطاء عليها كى تعاود للنوم ولكنه منعها قائلًا وهو يجذبه من فوقها

_ بقولك قومي أنا جاتني فكره بمليون جنيه لما تعرفيها هتقومي تبوسيني دلوقت.

اعتدلت سارة وهى تزيح الغطاء من فوقها وتقول بـ استياء

_ افكارك كلها مش مقنعه، تمشي على بابا أه لكن ماما لأ

جلس على الفراش بجوارها

_ لا دي حاجه تاني، محدش منهم هـ يشك في حاجه.

_ وأيه هى بقى؟

_شوفي ياستي الجامعة عامله رحلة للسخنه لمدة تلات أيام، هنا هنقولهم إننا عايزين نقدم فيها و.....

قاطعته سارة بـ سئم

_ وانت عارف كويس أنهم بيرفضوا أى رحلات إلا وهما معانا.

_  بس دي بالأخص مش هيقولوا فيها حاجه لأنهم زي مـ انتي عارفه مشغولين   الفترة دي بالصفقة اللي مخلياهم مش شايفنا أصلًا، وهنا هنخلي جدو هو اللي  يقنعهم.

شردت قليلًا في فكرته لكن القلق سيطر عليها لتقول برفض

_ لأ انت عارف ماما بتبص فـ عنينا بتكشف كدبنا، نشوف غيرها أحسن

هز رأسه بنفى

_ لأ مفيش غير الطريقة دي، لو موافقتيش أنا هروح لوحدي، قلتي أيه؟

لا  تعرف لما يساورها القلق من تلك الفكرة، نعم تعد فكرة جيدة وخاصةً تلك  الفترة  لأنشغالهم بالعمل، لكن والدتهم إن علمت مخطتهم لن يمر الأمر مرور  الكرام

_ ها ردي قلتي أيه؟

ردت بحيرة

_ مش عارفه بصراحه، الفكرة اه كويسة بس لو عرفوا هتبقى مصيبة.

تنهد بيأس منها وقال بغيظ

_ إنتي هتفضلي جبانه كده لحد أمتى؟

إنتي مش نفسك تشوفي أهل بابا وتتعرفي عليهم؟

هزت رأسها بصمت ليتابع قائلًا

_ خلاص يبقى نروح؛ ولو عرفوا بعد كده عادي، ماما هتتعصب شوية وبابا هيعاقبنا يومين على كدبنا عليه وخلاص الموضوع هيعدي.

سألته بتوجس

_ تفتكر؟

نظر إلى ساعته وقال

_ الساعة دلوقت سبعه قومي غيري هدومك ونروح الجامعة ونيجي نقولهم على موضوع الراحة وإن رفضوا نخلي جدو يقنعهم.

ردت باستسلام وهى تنهض من فراشها

_ خلاص نجرب أحنا جربنا كتير مجتش على دي.

دلفت المرحاض وهو توجه إلى غرفته كي يستعد للذهاب.

❈-❈-❈

في الصعيد

جلس عمران على طاولة الطعام بمساعدة جاسر حفيده وهو يقول بتعب

_ مخبرش ليه مُصر على إكده، كنت فطرت في الأوضه أحسن.

تحدث جاسر بجدية

_ وبعدهالك عاد ياچدي، مـ جلتلك مبعرفش للاكل طعم من غيرك.

قالت جليلة بغيظ وهى تجلس على مقعدها

_ هو وبس ياولد چمال؟

ابتسم جاسر بحب لجدته وقال بمرح وهو يجلس بجوارها

_ وانتي الجاعده مـ بتحلاش غير معاكي ياحاچه جليلة.

دلفت وسيلة وهى تحمل باجي الطعام

_ ربنا يخليكم نعمه في حياتنا، انتوا الخير والبركة.

ولج جمال وخلفه توأمه حازم ومعتز

_ السلام عليكم

رد الجميع سلامه ليقترب من ابويه يقبل يديهم ويأخذ مكانه بجوار والده بهيبته التي لم تقل يومًا بل تزداد يومًا بعد يوم

_ كيفك دلوجت يابوى

رد عمران بحب

_ زين ياولدي الحمد لله.

نظر حوله فشعر بغيابها ليسأل باهتمام

_ اومال فينها الدكتورة؟

رد احد التوأم بمزاح

_ راحت تلحق نصيبها في الجثة قبل ما تتشرح

ضحك التوأم على مزحتهم لتهز وسيلة رأسها بقلة حيلة ونظرت إلى جمال تجيبة

_ مشيت من بدري عـ الچامعة، مش خايبة زي چماعه.

نظر حازم لجدته التي تأخذ صفه دائمًا وسألها ببراءة مزيفه

_ بذمتك ياستي أني خايب؟

ردت جليلة بسعادة

_ چمال ولدي ميكنش ليه خايب واصل، الراچل ميخلفش إلا راچل زييه.

نظرت إلى جاسر وتابعت بفخر

_ زينة الشباب الله يحرصه ويحميه، والدكتورة اللي مشرفانه وين مـ تروح.

تحدث معتز بإشمئزاز عند ذكر ذلك اللقب

_ اهى الدكتورة دي بالذات الواحد بيجرف يسلم عليها دخلت في مره أصحيها لجيتها ماسكة الجلم فـ يد والتاني مسكه چمچه بتاعة جتيل.

هزت وسيلة رأسها بيأس من مزاحهم الدائم وقالت لجمال

_ بجولك أيه سكتهم ياإما مـ هنخلصوش من وشهم.

تحدث جمال بجدية

_ بكفياكم عاد ويالا كملوا وكلكم عشان متأخروش.

ثم وجه نظره إلى جاسر وتابع

_ وانت ياجاسر بعد ما تخلص وكل استناني فـ المكتب لجل مـ نخلص موضوع المحصول اللي عاود ده.

رد جاسر بجدية

_ حاضر يابوى.

سأله عمران بقلق

_ بس أيه اللي خلاهم يعاودوه، احنا بنتعامل معاهم من سنين وعمرهم مـ شكوا من زرعنا.

_  هى مش شكوى يابوى، هما بس أكتفوا بالمحصول اللي عنديهم وأنت خابر زين إن  فيه شركات تصدير تتمنى نتعاملوا وياهم يعني متجلجش من حاچه واصل.

_ انا مش جلجان من حاچه ياولدي اني خابر زين إن التراب فـ يدك يتحول دهب بس مستغرب من عملتهم دي.

ربت جاسر على يد جده وقال بحكمه

_  عادي ياجدي كله هيتحل زي مـ جال أبوى، وبعدين في شركة عايزة تتعاجد معانا  بس أني كنت مأجل الموضوع شوية عشان مـ نرچع في كلمتنا مع الشركة دي، ومادام  هما إلى عملوا اكده نوافج على شركة الأنصارى

أندهش عمران من سماع ذلك الأسم وكأنه مر عليه من قبل ليردد في ذهنه حتى تذكره وقال لجمال

_ الأنصارى ده من نچعنا بس همل البلد من سنين وعايش دلوجت في مصر.

أكد جمال

_ بالظبط يابوى بس سمعت أنه بيفكر يعاود البلد من تاني ويسيب الشغل لأبنه.

أردف جاسر

_ هو حدتني من يومين وجولتله هشور وأرد عليك، هكلمه النهارده وابعتله المحصول

نظر عمران لحفيده الذي كلما كبر كلما أصبح صورة أخرى لمنصور أبنه لكن برجولة وشهامة جمال.

_ اللي تشفوه ياولدي

انتهوا جميعًا من تناول إفطارهم ثم ذهب كلًا منهم إلى مهمته.

.........

جلس مصطفى بجوارها بعد انتهاء محاضرتهم فوجدها شارده كعادتها فسألها بيأس منها

_ ممكن أفهم سبب واحد يخليكي قلقانه كده؟

تنهدت بحيرة

_ خايفه، حاسه إن الموضوع مش سهل زي مـ شايفين، أحنا هنروح الصعيد يعني 8 ساعات بالقطر لازم نفكر مره واتنين وتلاته.

تحدث مصطفى بعناد وهو يحمل كتبه ويتركها

_ والله بقى إنتي حره انا هسافر على أى وضع.

منعته سارة من الذهاب وهى تقول بأمر

_ أستنى هنا

التفت إليها قائلًا باستياء

_ خير

فكرت  قليلًا ولم تتوصل لرأى، ترغب بشدة في الذهاب إليهم، لكن لاتعلم لما  يساورها الخوف من القادم، هل لأنها المرة الأولى التي تفعل شئ بدون علمهم،  أم ماذا؟

فقررت في النهاية المجازفة ربما تنجح في فعلتهم ثم ردت بإستسلام

_ تعالى نعدي على جدو في الشركة نقنعه هو الأول

أومأ بسعادة

_ يالا بينا

وقبل أن يتحرك أحدهما سمعوا صوت يناديهم

_ سارة، مصطفى.

تبدلت ملامح مصطفى للإمتعاض عند رؤيتها لكن سارة رحبت بها بشدة وهى تحتضنها قائله

_ ساندي انتي فين بقالك فترة غيابه.

أجابت ساندي التي تلتهم مصطفى بنظراتها

_ كنت مع خالد فـ الغردقة ولسه راجعين أمبارح، المهم انا عزماكم يوم الخميس على عيد ميلادي أوعى متجيش.

تحدثت سارة بسعادة

_ بجد؟ كل سنه وانتي طيبة ياقلبي.

نظرت ساندي إلى مصطفى وقالت

_ وأنت يا مصطفى مش محتاج دعوة

اومأ بـ رأسه دون النطق بشئ ثم وجه حديثه لـ ساره

_ يالا ياسارة قبل جدو مـ يمشي.

اغتاظت من طريقته مع صديقتها واعتذرت قائله

_ معلش هنطر نستأذن دلوقت عشان رايحين لـ جدوا، باى

ظلت ساندي تنظر في آثرهم وقالت بحقد

_ مش عارفه ياخالد أيه اللي عاجبك فيها

وانت يامصطفى صبرك عليا إن مـ خليتك تحفي ورايا مبقاش أنا ساندي.

❈-❈-❈

في الشركة

دلف الإثنين إلى مكتب جدهم الذي فور رؤيتهم نهض يستقبلهم بحفاوة

_ ايه المفاجاة الحلوة دي، أكيد وراها حاجه.

قبلت سارة وجنته بحب وهى تقول

_ وانت تعرف عننا كده. عيب ياجدو.

نظر إلى مصطفى وضيق عينيه قائلًا إنت بالذات متجيش الشركة إلا إذا كنت عايزني أقنع سمر ومنصور بحاجه

أيد مصطفى رأيه

_ بالظبط كده، اقعد بقى وأسمعني كويس عشان الموضوع مش سهل.

قطب شريف جبينه وقال بقلق

_ خير؟ اقعدوا الأول

جلسوا جميعًا ليبدأ مصطفى قائلًا

_ شوف ياسيدي، الجامعة عامله رحلة تلات أيام لـ السخنه وأنا وسارة عايزين نطلعها ومفيش غيرك هيقدر يقنع ماما بالموافقة.

زم فمه بتفكير ثم تحدث بجدية

_ بس أنت عارف رأى مامتك في مواضيع الرحلات والسفر ده، مظنش أنها هتوافق.

بصراحه صعب آوى

عادت سارة تقبل وجنته وتقول بدلال

_ هو حد بردوا يقدر يرفضلك طلب ياحبيبي.

أجاب شريف بتأكيد

_ آه أمك.

تحدث مصطفى بجدية

_ بجد ياجدو أحنا عايزين نطلعها ومفيش سبب يمنع، أنا مش صغير هتخاف عليا، الرحلة دي كل زمايلنا طالعين فيها.

فكر شريف قليلًا يحاول العثور على طريقة يقنع بها أبنته فهو يعلم جيدًا مدى خوفها عليهم فيتنهد باستسلام قائلًا

_ خلاص ياسيدي اول مـ نخلص الأجتماع هكلمهم وأشوف هقدر أقنعها ولا لأ

احتضنته سارة بسعادة بالغة وقالت

_ ميرسي يا أحلى جدو

نهض مصطفى وهو يقول بفرحة

_ خلاص نروح ونستعد ليها

رفع شريف يديه قائلًا

_ أنا مش ضامن توافق ولا لأ

نهضت سارة بدورها وهى تقول بمرح

_ هتوافق طبعًا هو انت حد يقدر عليك

_ ماشي لما أشوف، روحوا انتوا بقى عشان الحق الأجتماع.

❈-❈-❈

في المساء تجمعوا في حديقة منزلهم يتسامرون كعادتهم بعد العشاء

لاحظ جمال عبوث زهرته منذ أن عادت من جامعتها ليسألها بحب

_ مالك يادكتورة من وجت مـ رچعتي من الچامعة وإنتي مكدره إكده، مش عادتك.

قال معتز بمزاح لـ حازم

_ تلاجيها معرفتش تِشَرح الجتيل زين.

ضحك اثنيهم لتقول ليلى بغيظ

_ عچبك إكده يابوى كل شوى يتمسخروا عليا؟

نظرة واحدة من جمال أخرست كلاهما ليلتفت إليها مرة آخرى

_ جولي بجى أيه اللي مزعلك.

نظرة ليلى إلى جاسر بلوم وهى تقول

_ مـ أنت تخبر زين اللي رايداه

سألتها جليلة بجدية

_ جولي يابنتي اللى رايداه وأني بنفسي اللي هعمله.

_ لا

كلمة حازمه خرجت من فم جاسر لعلمه بما تريد، مما جعلها تزداد غيظًا منه، فتتحدث وسيلة بحكمه

_ لو كان موضوع النجل فـ احنا قفلنا الكلام فيه، أحنا خايفين عليكي.

ردت بحيرة

_ من ايه بس؟! مـ أني ليا زمايل كتير في الچامعة هناك محدش من أهلهم أعترض زييكم

تعب عمران من التحدث في ذلك الأمر ليسألها

_ وايه الفرج بين هنا وهناك يادكتورة؟

أجابت بضيق

_ اولًا ياچدي مع احترامي للچامعة أهنه بس هناك أفضل بكتير بحكم المستشفيات الكتير هناك

وغير كمان إن الجثث اللي بنتدرب عليها بتبجى لساتها طازة بخيرها يعني إنما الجثث أهنه بتبجى بجالها فترة في المشـ.رحة.

صدحت ضحكت التوأم في المكان مما زاد غيظها منه وقالت بحده

_ بتضحكوا على أيه؟

تحدث جاسر بلهجه حاده لا تقبل نقاش

_ مش هيحصل

ثم نظر لوالده الذي ظهر الأكتعاض واضحًا عليه للتحدث والمعارضة أثناء وجوده ليقول  بأعتذار

_ أني آسف يابوى، بس بيات بره البيت لا وياريت تقدر خوفي عليها

لم يرد عليه جمال كي لا يحرجه امام أخوته ونظر لأبنته ليقول بهدوء

_طيب اطلعي أنتي اوضتك دلوجت والصبح نتحدتوا

ونظر إلى توأمه وأمرهم بالصعود خلفها.

ذهبت ليلي وهى تنظر إلى جاسر بإستياء ليبادلها النظرات بأخرى متوعده حتى دلفت للداخل.

انتظر جمال حتى تأكد من ولوجهم ثم نظر لـ جاسر الذي أصبح يتحكم في كل ما يخصها وتحدث بحكمه

_ جاسر أنت أخوها الكبير وليك كلمة عليها مجلناش حاچه؛ بس ده ميديكش الحج إنك تتحكم فيها وأني لساتني عايش.

عقد جاسر حاجبية بضيق من نفسه وقال بإعتذار

_ اني آسف يابوى مجصدش اللي فهمته أني بس خايف عليها.

أومأ برأسه قائلًا

_ فاهم بس يكون بيني وبينك متحسسش أختك إنك ضدها.

رد جاسر بسرعة

_ لا يابوى انت خابر زين إني بحبها واخاف عليها جد أيه وهى بالأخص، وعشان أكده بخاف عليها من النسمه.

تحدث عمران بتفاهم

_ خابرين ياولدي وخابرين إن انت كبيرهم، بس دا بردك ميديكش الحج إنك تأمر واحنا موچودين.

وبالنسبه لموضوع نجلها لو فيه صالح ليها مفيش مانع.

استطاع جاسر بصعوبة بالغة السيطرة على أعصابه كى لا يغضب والده مره أخرى وخاصةً عندما قالت والدته

_ لا أني مهجدرش آمن على بنتي بعيد عني

رد جاسر يتأييد

_ عين العجل.

نظر جمال إلى ولده الذي لن يتغير

وشعر جاسر بأستياء والده مما جعله ينهض قائلًا

_ أني جايم احسن.

ذهب جاسر ليهز جمال رأسها بيأس منه وقال بحيرة

_ أني مخبرش الواد ده طالع إكده لمين!

انزعجت جليلة من تحاملهم عليه وقالت بإنزعاج

_ مالكم چايين عـ الواد أكده، هو راچل دمه حامي وخايف عـ اخته، مالكم بجى.

رد جمال بتفاهم

_ مجلناش حاچه يااماى بس بردك كلمته تكون بعد كلمتنا

ردت وسيلة بضيق

_ بس أني معاه فـ اللي جاله، مـ هجدرش أتحمل بُعدها عني، دي بنتي الوحيدة.

رد جمال بحكمه

_ بس احنا رايدين مصلحتها.

ردت وسيلة بإصرار

_ بردك مش هجدر وبعدين دي سنتها الأخيرة والسنه الچاية هتكون أمتياز كيف ما بتجول، يبجى لزمتها أيه التبهدلة كل شوية في الطريج.

رد جمال بهدوء

_ بس هى رايده تكمل دراستها هناك وده فيه صالح ليها زي ما بتجول وهى سنه هتخلصها وترچع طوالي.

نهضت من مقعدها كي لا تجادل معه أكثر من ذلك وقالت بغيظ

_ خلاص اللي يريحها أعمله أني طالعه أوضتي

نظرت إلى جليلة وسألته

_عايزة حاچه يامرات عمي

ردت جليلة بإمتنان

_ معوزش منك غير كل خير ياغالية.

لاحظ جمال انزعاجها فلم يستطيع تركها على تلك الحاله وقام استئذان والديه وذهب خلفها.

ضحك عمران على فعلته لتسأله جليلة

_ مالك ياحاچ بتضحك على ايه؟

نظر إلى جمال الذي أسرع خلف زوجته

_ على ولدك ومرته ياجليلة بيفكرني بيا انا وانتي، انتي الوحيدة اللي مكنتش أجولك لا واصل.

أيدت رأيه قائله بحب

_ ربنا يسعدهم وسيلة بنت حلال  وتستاهل كل خير.

آمن عمران خلفها وردد بشرود

_ اللهم آمين، ويرچع الغايب ويضيي عيني برؤية ولاده.

❈-❈-❈

صعد خلفها ليجدها جالسه على الأريكة بعبوث، وفور رؤيته أشاحت بوجهها بعيدًا عنه فيقترب منها جالسًا بجوارها

_ ماله الچميل زعلان ليه إكده؟

نظرت إليه لتقول بعتاب مدلل ربما تستطيع ردعه عن رأيه

_ يعني مخبرش؟

هز رأسه بنفي وتحدث بعشق

_ لاه مخبرش؛ إنتي خابره زين إني مبعرفش حاچه غير من عنيكي وانتي حجباهم عني، هعرف إزاى دلوجت.

آه  من ذلك الماكر الذي لم يتبدل رغم مرور السنين ليظل يتفنن في كلمات العشق  التي تجعلها أسيرته فترضخ لسطوته ويتحطم ذلك الجدار الواهم التي وضعته على  قلبها كي لا يستطيع اختراقه بكلماته المعسوله لتقول بضيق

_ أضحك عليا بكلمتين هى يعني عادتك ولا هتشتريها.

رفع حاجبيه متسائلًا بلوم

_ أني بضحك عليكي؟

هزت رأسها بتأكيد

_ تنكر؟

هز رأسه مثلها لكن بنفي

_ لاه منكرش، بس صدجيني جلبي هو اللي بيتحدت مش لساني واصل.

ملس بأنامله على وجنتها الناعمه وتحدث برغبه

_ تعرفي إنك كل مدى مابتحلوى في عنيه أكتر من لول.

ابتسمت عينيها قبل شفتيها من كلمات العشق التى لم يكف عنها يومًا وسألته بتيه

_ صُح ياجمال لساتني زينه في عينيك رغم إني كبرت.

إزدادت رغبته بيها من إبتسامتها التي تطيح بتعقله وأكد وهو ينزل بأنامله على شفتيها يتلاعب بحمرتها الطبيعيه

_ صُح ياجلب جمال، لو عايزة تتأكدي تعالي معاي واني آكدلك.

همّ بأخذها إلى سحابته الوردية لكنها لن تطاوعه حتى تقنعه بالعدُول عن سفر ابنته

_ لما نخلص كلامنا لول

قطب جبينه متسائلًا بلوم

_ هو ده وجته؟

هزت رأسها بتأكيد وقالت بقلق

_ بلاش تطاوعها في موضوع السفر ده أني خايفة عليها، مش هقدر على بعدها.

تعاطف مع خوفها على أبنتها الوحيدة ليرد بحكمه

_ والله انا زيك وأكتر كمان بس أهم حاچه عندي راحتها، وبنتك زينة البنته كلهم ميتخفش عليها واصل

أيدت رأيه لعلمها بأخلاق ابنتها لتقول بعناد

_ خابره زين بس بردك مش هجدر على بعادها عن حضني.

_ طيب أحنا تأجلوا الحديت في الموضوع ده لحد ما تخلص السنه دي وبعدها نشوف هنعملوا أيه الامتحانات خلاص عـ الابواب

عاد لمكره وهو يردف

_ وبعدين حضن ايه اللي هتتحدتي عليه

وضع يده على عنقها ليتابع بتملك

_ الحضن ده لـ جمال وبس

لفحت أنفاسه الساخنه وجنتيها مما جعلها تتمتم بأعتراض واهم

_ متغيرش الموضـ .......

قاطع  باقي جملتها بقبله عصفت بكيانهما وجعلتها ترفع راية الأستسلام أمام هجومه  الطاغي على مشاعرها الرقيقة فلم تستطيع ردعه وترحب بتلك الفقاعات الوردية  التي يسحبها بداخلها.

فقام بحملها وذهب بها  إلى عالمه الذي أكتفى بها داخله ولم يسمح بغيرها لدخوله.

❈-❈-❈

بعد انتهاء الأجتماع

وخروج الإداريين قال شريف بسعادة

_ مبروك يامنصور مبروك ياسمر أخيرًا الصفقة رست علينا

رد منصور بثبات

_ الله يبارك فيك ياعمي، الثفقة دي هترفعنا رفعه جامدة آوي

أيدت سمر رأيه

_ فعلًا يابابا أنا مكنتش مصدقه أنها هترسي علينا بعد كل التعب اللي شوفته ده.

اندهش منصور من قولها ولإنتساب كل شئ لصالحها وهم بالإنصراف لولا ابيها الذي أوقفه

_ أستنى يامنصور عايزكم لحظه.

حاول منصور التحكم في غضبه منها حتى يعودوا إلى منزلهم وقال بجمود

_ خير ياعمي.

رد وهو مازال جالسًا على طاولة الأجتماع

_ الولاد جوم عندي وعايزين يطلعوا رحلة تبع الجامعة.

ردت سمر برفض قاطع

_ لا ، ومش عايزه كلام تاني في الموضوع ده.

إزداد ضيقه أكثر عندما لجأ أولاده إليه وتركوه هو مما جعله يقول بضيق

_ استني لما اروح الأول وأفهم منهم موضوع الرحلة ده

نظرت إليه لترى ذلك العناد الذي أصبح ملازمًا له منذ أن عُين والدها رئيسًا لمجلس الإدارة وسألته

_ يعني أيه الكلام ده؟

رد بضيق وهو يجمع الأوراق التي أمامه ويضعها داخل الملف

_ قلت لما اروح واسألهم الأول عن الرحلة، ولو لقيتهم مصرين هبعت معاهم حد من الآمن لحد ما يرجعوا

همّ بالخروج لكنها أوقفته قائله

_ مش هيروحوا

لعب العناد دوره معهم ليقول بإحتدام

_ مش كلمتك أنتي اللي تمشي، إن كنت مشتها قبل كده فخلاص خلص مفيش منه تاني

ردت بإشمئزاز

_ أيه الألفاظ السوقية دي.

رد منصور بحده على كلمتها التي اغضبته

_ والله السوقي اللي بتكلميه بإشمئزاز ده هو اللي عيشك في المستوى اللي مكنتش تحلمي بيه

اخذ حقيبته وهو يقول

_ انا مروح وإن لقيتهم مصرين هسيبهم يروحوا.

خرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه بحده جعلتها تندهش من تحوله لتقول لوالدها بإنفعال

_ شايف يابابا؟

رد شريف بهدوء

_ لازم نتحمله لحد ما نثبت كل حاجه في إيدينا الأول وبعدين عايز يفضل معانا أهلًا وسهلًا، مش عايز يبقى يتفضل مع ألف سلامه.

قالت بشك وهى تجلس بجواره

_ بس منصور مش سهل زي مـ أنت فاكر، منصور عند الفلوس مبيعرفش حد، اللي خلاه باع أهله عشان الفلوس ممكن أى يعمل أى حاجه.

عاد شريف بظهره للوراء وهو يقول بخبث

_  متقلقيش ميقدرش يعمل حاجه المهم دلوقت إننا نضغط عليه بموضوع الفلوس اللي  محتاجينها دي عشان ميلاقيش ادامه غير القرض أو يطالب بحقه في الأرض.

عقدت جبينها بعدم فهم وسألته

_ أرض أيه؟ هو هيكون ليه عين يبصلهم حتى.

رفع حاجبيه بتأييد

_  وهو ده اللي أحنا عايزينه، منصور دلوقت لو رجع لأهله هينسوا كل حاجه  وهيرحبوا بيه وكأن شيئاً لم يكن، ولو حصل حاجه هيقفوا معاه لأنه قدر  بالفلوس دي يعمل شركة، يعني مبهدلهاش.

إنما لما نعرفه  بالمستوى اللى أخوه أصبح فيه والأرض اللي زادت أضعاف مضاعفه هيطمع ويطالب  بنصيبه، وهنا بقى هتكون انتهاء علاقتهم بيه نهائي فـ مهما نعمل فيه هيتحمل  لأن مفيش غيرنا أدامه ، فهمتي

أجاد حبك لعبته، لكنها تعلم جيدًا ان منصور لم يعد بيدها كما كان من قبل وإذا علم بمخططهم لن يرحمهم فقالت بقلق

_ بس يابابا

قاطعها شريف بهدوء

_ بلاش مقاطعه خلينا نشوف الأول هيعمل أيه..

❈-❈-❈

عاد  إلى منزله وهو في قمة غضبه، فقد اصبح أولاده ينتموا اكثر إلى جدهم، هل هو  المخطئ في ذلك لبعده عنهم بسبب انشغاله أم أنها حيله أخرى منهم كي يسيطروا  عليه اكثر بهم.

فور دخوله سأل العامله

_ فين الولاد؟

ردت العامله

_ في اوضتهم يا بيه تحب اندهلهم؟

رد عليها وهو يدلف مكتبه

_ خليهم يجوني عـ المكتب

شعروا بالقلق عندما أخبرتهم العامله برغبة ابيه في رؤيتهم

وقفوا امام المكتب لتقول سارة بقلق

_ أنا خايفة لتكون لعبتنا انكشفت

رد مصطفى بضيق

_ هو احنا عملنا حاجه عشان تنكشف، تعالي نقعد معاه ونقنعه يمكن يوافق .

دلف الإثنين في توجس وعند رؤيتهم اشار لهم بالجلوس ليجلس كلاهما في ثبات زائف

قام بوضع الملف في احد الأدراج ثم رفع نظره لهم فلاحظ إرتباكهم ورهبتهم منه فقال بإبتسامه أراد بها بث الإطمئنان بداخلهم.

_  ايه بقى موضوع الرحلة ده؟ وليه مجتوش قلتولي على طول.

ارتبك مصطفى اكثر ليرد بإحراج

_ مـ أحنا خوفنا ترفضوا وعشان كده قولنا لجدوا يقنعكم.

رغم غضبه الشديد من تصرفهم إلا إنه تعامل معهم بلين

_ هتروح فين وهتقعدوا كام يوم؟

لم تصدق سارة ما تسمعه أذناها لتنظر إلى مصطفى الذي أجاب مسرعًا

_ السخنه وهتبقى تلات أيام

تردد كثيرًا لكنه عليه أكتساب ودهم كي لا ينفروا منه فيرد بثبات

_ تمام موافق، هتروحوا أمتى

ردت سارة بسعادة

_ بعد بكرة

هز راسه بتفاهم وعاد يسألهم

_ دفعتوا الفلوس ولا لسه؟

رد مصطفى بهدوء

_ لأ لسه، قولنا لما نعرف رأيكم الأول

عاد بظهره للوراء وقال بأرهاق

_ تمام يلا أستعدوا ولو احتاجتوا حاجه كلموني.

أسرعت إليه سارة تقبله بسعادة

_ ميرسي ياأحلى بابا في الدنيا

ثم اسرعوا بالذهاب إلى غرفتهم كى يستعدوا للذهاب.


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close