القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الخامس والسادس بقلم رانيا الخولي

اعلان اعلى المواضيع

 رواية ومقبل ع الصعيد الفصل الخامس والسادس بقلم رانيا الخولي 


5=الفصل الخامس

استيقظ على تلك الالام التي أصبحت ملازمة له منذ فترة حتى الادوية لم تعد تجدى معه نفعًا

تحامل على نفسه كى لا يشعر والده بشئ

وقام بالولوج إلى المرحاض وتبديل ملابسة وخرج من الغرفة.

نزل للأسفل فيجد والده جالسًا على الطاولة يتناول قهوته فيقترب منه وهو يحاول الثبات

قبل رأسه قائلًا

_ صباح الخير يا بابا.

ابتسم صابر لأبنه قائلًا بحب

_ صباح النور ياحبيبي، معلش بقى فطرت من غيرك قلت راجع متأخر ومش هيقوم دلوقت.

جلس أمجد بجوار والده يحاول أن يبدوا طبيعيًا كي لا يلاحظ والده شيئًا

_ لازم اقوم بدري عشان أسافر البلد وأشوف الجماعة اللي هتعاقد معاهم.

تذكر والده وسأله بأهتمام

_ تقصد عمران المنشاوى؟!

هز رأسه بتأكيد وهو يتناول افطاره بالإجبار

_ اه بس التعامل مع أبنه جمال وحفيدة، وهروح النهارده أتفق معاهم على كل حاجه

لاحظ صابر على ابنه تبدل ملامحه مما جعله يشك في أمره فسأله بشك

_ امجد أنت كويس؟

رمش بعينيه وهو يقول بثبات

_ اه يابابا كويس ليه بتقول كده؟

إزداد شكه أكثر وعاد يسأله

_ انت بتابع مع الدكتور زي ما طلب منك ولا طنشت زي عادتك.

أومأ برأسه

_ بتابع متقلقش كل الحكاية انه زيادة مجهود مش أكتر

تحدث صابر برجاء

_ ياريت ياأمجد تحافظ على صحتك أكتر من كده، أنا خلاص من وقت اخواتك مـ اتجوزوا وسافروا مع أجوازهم وأنا معدش ليا غيرك.

ربت أمجد على يده يطمئنه وقال بهدوء

_ متخفش عليا وعشان أطمنك أكتر هروح للدكتور عصام النهارده لو رجعت بدري وأخليه يطمنك بنفسه.

رد صابر بتمنى

_ ياريت ياأمجد.

نهض أمجد من مقعده وقال بثبات

_ طيب انا ماشي عايز مني حاجه؟

_ عايز سلامتك وياريت لو تخلي السواق يروح معاك عشان الطريق.

_ لأ انا مش هروح بالعربية، هروح إن شاء الله  بالطيارة عشان أكسب وقت

خرج أمجد وقد قرر الذهاب إلى الطبيب المعالج لحالته بعد عودته من الصعيد

❈-❈-❈

كـ عادتهم دائمًا يجتمع الجميع على طاولة الطعام ويكون اولهم جاسر الذي يمر بغرفة جده ويساعده على السير إلى غرفة الطعام

وآخرهم جمال الذي لا يتناول طعامهم إلا بإكتمال الجميع.

لكنه تلك المره شعر بالأستياء عندما لم يجدها

_ اومال فينها ليلى؟

ردت وسيلة بعدم اكتراث وهى تساعد العامله في وضع الأطباق على الطاولة

_ في اوضتها بتجول ملهاش نفس.

علم جمال من ردها أنها تحدثت معها في هذا الأمور

_ طيب انى طالعلها.

وقبل أن تمنعه كان يصعد الدرج ذهابًا إليها.

طرق على باباها ودلف فور ان سمحت له بالولوج فيجدها منطوية على نفسها في الفراش وفور رؤيته اعتدلت قائله

_ صباح الخير يابوى

رد جمال وهو يتقدم منها قائلًا

_ صباح النور، مالك مش رايدة تفطري معانا ليه؟

نهضت لتقف أمامه قائله بإحراج

_ لا مفيش حاچه بس مليش نفس.

تتهرب بعينيها دائمًا كلما أُطرت للكذب وقد فهم سبب أستياءها ليقول بتفاهم

_  أني خابر اللى مزعلك، وخابر إن أمك بتشد جصادك في الموضوع ده بس رايد  أعرفك حاچه مهمه جوى، كلنا أكده متهمناش غير راحتك وسعادتك بس خوفنا عليكي  اللي بيجيدنا.

ردت بحيرة

_ من ايه بس؟

تنهد بتعب وقال

_  الحياة مش وردية زي مـ انتي فاكره لا ، الحياة جاسية آوى وأحيانًا  مبترحمش، طول مـ انتي چامبينا انتي في حمايتنا ومطمنين عليكي، إنما وأنتي  بعيد فكرنا هيكون مشغول عليكي.

ردت برجاء وهى تقترب منه

_ بس هى سنه واحده بس وهرچع البلد ومش هـ هملها واصل

لم يرد احزانها عندما رآى إصرارها على تحقيق أمنيتها ليرد بحكمه

_ طيب أيه رأيك نأجل الكلام في الموضوع ده لحد مـ تخلصي امتحانات ، وأنى أوعدك إني هفكر فيه وألاجيلك حل يريح الكل؟

تراقص الأمل بداخلها وسألته بلهفه

_ صحيح يابوى؟

أكد جمال

_ صحيح، يالا بجى اغسلي وشك وتعالي عشان نفطروا مع بعض.

هزت رأسها بفرحه وأسرعت بالولوج للمرحاض.

عاد جمال بصحبتها لتفهم وسيلة من سعادتها بأنه طاوع رغبتها

لتأجل كل شئ وتستمتع بإبتسامة ابنتها التي اضاءت وجهها.

أقتربت ليلى لتقبل يد جدها وجدتها وتجلس بجوار جاسر وهى تنظر إليه بتحدي فيبتسم هو بتوعد بكسر ذلك التحدى.

فيقول حازم بهمس لمعتز

_ شكلها اقنعت أبوك وهتكمل علامها في مصر

فيجيبه معتز مأكدًا

_ تصدج صُح، شايفها بتبص لجاسر كيف وكأنها بتجوله أخبط راسك فـ الحيط

فتلاحظ جليلة تهامسهم فتسألهم

_ خير بتتودود منك ليه على مين؟

ضحك حازم قائلًا

_ لا داني بجوله إن چدك حالته أتحسنت اليومين دول ربنا يبارك لينا فيه.

رد معتز بمزاح

_ امبارح بالليل كان سهران مع جدتى چاه يجوم عشان يدخل أوضته لجيتها بتجوله أتسند عليا ياحاچ

وچدي زي مـ يكون مـ صدج ومسك إيدها ودخلوا اوضتهم وجفلوا الباب وراهم

نظر إلى جدتها وتابع بغمز

_ شكلك منتايش هينه واصل ياحاچه چليلة

ضحك اثنتيهم على مزاحهم الذين لا يكفوا عنه ولم يسلم أحدًا منه لتقول جليلة بحده

_ اتحشم ياجليل الرباية انت وهو.

رد معتز ببراءه زائفة

_ هو أني جولت أيه عصبك أكده؟

ثم نظر إلى عمران وأردف

_ اني جولت حاچه عفه لا سمح الله؟

هز عمران رأسه بيأس منهم وقال

_ لا مجلتش حاچه ياولدي يالا كملوا وكلكم

همّ بالتحدث مره أخرى ليمنعهم جمال بأمر

_ ولا كلمة زيادة وخلصوا عشان تلحجوا مدرستكم

التزموا الصمت لينظر جمال إلى جاسر قائلًا

_ أمجد الأنصارى چاى النهارده چهزت الأوراج المطلوبة

أكد جاسر

_ كل حاچه چاهزه زي ما أتفجنا وچاهزه عـ الأمضة

_ زين

ثم نظر إلى وسيلة وتابع

_ ياريت ياوسيلة تچهزوا الاوضة اللى چانب المضيفة ممكن يحتاچ يرتاح شوية من الطريج

ردت وسيلة

_ من عينيه

❈-❈-❈

_ يعنى أيه الكلام ده؟ هتمشي كلمتهم عليا

هكذا كان ردها عندما أخربها بموافقته على سفرهم فيرد ببرود أغضبها

_ من حقهم يسافروا مع أصحابهم مش هقيد حريتهم اكتر من كده

حاولت التحكم في أعصابها كما اخبرها والدها وقالت بإنفعال

_ بس أنا مش موافقه

هز كتفيه بعدم اكتراث وهو يضع الملف في حقيبته

_ مش مهم، المهم موافقتي أنا

إزداد ضيقها منه لتقول بحده

_ يعني أيه مبقاش ليا كلمة معاهم

اوما لها وهو ينهض من مقعده

_ بالظبط كده

تركها وغادر من مكتبه ليذهب إلى الشركة

وهى تشتعل بنار غضبها

صعدت إلى غرفة ابنتها دالفه إياها دون أذن لتجدها تستعد للذهاب إلى جامعتها،  فتسألها بحده

_ أيه حكاية الرحلة دي؟ انتى مش عارفه إني برفض موضوع السفر ده من غيري؟

ارتبكت سارة وقالت بخوف

_  ماما أحنا مش صغيرين، وبعدين كل أصحابنا طالعين الرحلة دي، وهيكون فيه آمن  الجامعة والدكاتره يعني مفيش خوف أبدًا أرجوكي ياماما بلاش تمنعينا

لم تسجيب لرجاءها وقالت بتبرير

_ انا مش بمنعكم ولا عمرى وقفت ضد سعادتكم بس كل الحكاية إني بخاف عليكم

ردت عليها برجاء

_ متخافيش علينا هما كلهم تلات أيام ونرجع على طول

_ يعنى مصرين؟

أومأت سارة برأسها فحاولت سمر كتم غيظها منها وقررت تركهم الآن حتى تقرر ما تنوى فعله.

خرجت لتغلق الباب خلفها بحده ثم اخذت حقيبتها وذهبت إلى الشركة.

دلف مصطفى غرفتها بعد ذهاب والدته وهو يسألها بقلق

_ كانت بتزعق ليه؟

تنهدت بتعب وجلست على الفراش وهى تقول بضيق

_ انا زهقت من الكدب ده، فيه ايه يعني لو روحنا بعلمهم.

جلس مصطفى بجوارها وقال بتهكم

_ بعلمهم مره واحده؟ انتي فاكره لما سألنا بس عليهم ماما عملت أيه فينا؟ دي مش بعيد لو عرفت تقـ.تلنا

تحدثت بحيرة

_ نفسي أعرف أيه السبب؛ مع إن عمو خالد وهو بيحكي عنهم بيبين اد أيه هما كويسين ونفسهم يشفونا.

وليه بابا مش بيودهم ولا هما بيودونا؟!

رد بنفس حيرتها

_ مش عارف، وعشان كده لازم نروح ونعرف إذا كانوا فعلاً كويسين زي عمو قال ولا لأ، ونعرف بردوا ايه سبب بعدهم عننا.

_ خلاص أحنا هنروح الجامعة عادي وبعدين نطلع على محطة القطار ونسأل عن ميعاد طلوعه.

أيد رأيها

_ تمام يالا بينا

❈-❈-❈

حطت الطائرة في موقعها في مطار قنا ويقف جاسر بسيارته ينتظر خروجه حتى خرج إليه من المطار

فور رؤيته اقترب منه يصافحه

_ جاسر مش كده؟

اومأ له جاسر مبتسمًا

_ صُح جاسر المنشاوى، أهلًا بيك في نچعنا.

رد أمجد بمرح وبلهجه صعيدية أراد بيها الاندماج و التخفيف من ذلك الالم

_أهلًا أيه أنا باچي أهنه كل سنه وعارفها من اولها لأخرها.

رد جاسر على مزاحه

_ خلاص بما إنك خابر الطريج زين سوج انت وورينا شطارتك

_ لأ خليها مره تانيه.

استلقوا السيارة وظل أمجد يتابع الطريق من نافذت السيارة

الصعيد بحقوله وماشيته الذي تعلق بيهم منذ صغره، وكم كان يتحرى شوقًا للبقاء به لكن والده كان يرفض متعللًا بعمله وكأنه يهرب منه.

انتبه على صوت جاسر

_ بجالك كتير مچيتش أهنه؟

أومأ برأسه قائلًا

_ من خمس سنين لما أستلمت الشغل مكان بابا

_ وعلى كده أهنه افضل ولا البندر

رفع حاجبيه بتأييد

_ هنا طبعًا لو هنتكلم عن الحنين لموطنك، إنما لو هنتكلم عن الشغل هنقول القاهرة.

وأنت؟

_ لااا انا حياتي أهنه وعمري مـ فكرت أهمل البلد واصل، حتى في الچامعة فضلت إني أدرس أهنه ولا إني أفارجها لحظه واحده.

ظلوا يتسامرون حتى وصلوا إلى المنزل

ليقول جاسر بترحيب

_ أهلًا بيك مره تانيه فـ بيت الحاچ عمران

ضحك امجد ورد ترحيبه

_ إن كان كده ماشي

ترجل الأثنين من السيارة وكان جمال في أستقباله

يرحب به بحفاوة وكذلك التوأم الذين لم يكفوا عن مزاحهم مما جعل أمجد يتناسى تعبه قليلًا.

ثم تحدث أمجد بجدية

_ المحصول اللي اتبعت كان كويس جدًا وده خلاني أصر على التعامل معاكم ، وبعد ما شوفتكم واتعاملت معاكم خلاني أرحب أكتر بالتعاقد ده.

رد جمال بصدق

_ الشرف لينا أحنا ياولدي وربنا يديم المعروف بينا.

قال عمران مأيدًا رأى ولده

_ الشرف لينا صُح لأننا هنتعامل مع ولد صابر وحفيد مهران الانصاري.

بعد الإنتهاء تحدث أمجد بإمتنان

_ انا متشكر جدًا على المقابله الجميلة دي وياريت تردوها عندي في القاهرة.

رد جمال

_ إن شاء الله بس أتفضل ريح شوية من الطريج لحد ما يچهزوا الغدا

رفض أمجد بتهذيب

_ أعفيني معلش لأني لازم أرجع القاهرة النهاردة

تحدث عمران بجدية

_ عيب ياولدي دا أبوك سيد من يفهم فـ الأصول، بات معانا والصبح يبجى عاود

لم يستطيع الرفض تحت إصرارهم لكنه اعترض على بياته في منزلهم

_ طيب مش هينفع أتقل عليكم اكتر من كده وهروح أبات في بيتنا

رد جمال بإصرار

_ عيب عليك أكده، أنا خلتهم يچهزوا الأوضه اللى جانب المضيفة ومش عايز أعتراض تاني.

وافق أمجد مرغمًا ليبيت ليلته في تلك الغرفه التي تحاوطها الحديقة من كل جانب

خيم الليل وبدأ يشعر بعودة الألم مره أخرى

تناول دواءه لكنه لم يجدى نفعًا

وقف  في الشرفه يحاول التنفس بعمق كما أمره الطبيب فيقع بصره على تلك القابعة  على المقعد تُذاكر بجدية، ويبدا انها تدرس بـ كلية الطب مما يراه أمامها.

شعر بالضيق من نفسه لأختلاس النظر لحرمة منزلهم.

فعاد إلى فراشه يحاول النوم لكن لا فائده

رن هاتفه ليجده والده، فتذكر أنه لم يخبره ببقاءه في البلدة ومن المأكد انه قلق عليه

_ أيه ياأمجد أيه اللى أخرك كده؟

رد أمجد بأعتذار

_ معلش يابابا نسيت أعرفك إني هبات الليله واصبح أجيلك على طول.

عاد الشك يزحف إليه ليسأله بتوجس

_ أنت كويس. في حاجه حصلت؟

رغم الألم الذي يشعر به إلا إنه رد بثبات

_ اه كويس متقلقش بس هما اصروا إني آبات معهم والصبح أمشي.

_ تمام ياحبيبي خلي بالك من نفسك.

أغلق امجد الهاتف ولم ينتبه بأنه عاد إلى الشرفه وعينيه مسلطه عليها فينهر نفسه مره أخرى ويعاود إلى فراشه

ظل على ذلك الحال حتى استطاع النوم أخيرًا بعد عناء.

❈-❈-❈

في الصباح أستيقظت سارة على صوت مصطفى

_ سارة قومى بسرعة عشان نلحق القطار

استيقظت سارة  وهى تحاول رفع جفنيها بصعوبة وتقول بنعاس

_ أنا منمتش طول الليل ولسه يادوب نايمه

رد بضيق يجذبها من ذراعها كي تنهض

_ يبقى نامي في القطار قومي بقى

قامت بصعوبة بالغة لتدلف المرحاض لتغسل وجهها ثم تبدل ملابسها وتستعد للسفر

بعد أنتهاءها دلف مصطفى مره اخرى ليسألها بجدية

_ انتي معاكي التذاكر؟

اجابت بدهشة

_ لأ مش معايا، كانت معاك أنت.

فكر قليلاً ثم قال بعدم اكتراث

_ مش مشكلة نقطع تذاكر غيرها

خرج  كلًا منهم يحمل حقيبته لكنهم تسمروا في أماكنهم عندما وجدوا والدتهم تجلس  في الردهة وتضع قوم فوق الأخرى وهى تقول بهدوء رغم الغضب الذي يتأهب  للأنفجار

_ على فين؟

نظر مصطفى إلى سارة بدهشة ثم نظر إلى والدته قائلاً

_ رايحين الرحلة زى مـ قولنا.

نهضت بثبات واقتربت منهم وهى تشير لهم بتذاكر القطار

_ أومال أيه ده؟

انحسر الدم عن وجههم وينقبض قلبهم بخوف من القادم وخاصةً عندما أردفت بحده

_ بسألكم أيه ده؟ والتذاكر دي بتعمل أيه معاكم؟

أرتبك مصطفى وألتزمت سارة الصمت من شدة خوفها، مما جعل سمر تيقن بخدعتهم حتى يذهبوا إلى أهل والدهم وقالت بأنفعال

_ يعنى عايزين تستغفلوني وتروحوا عندهم.

خرج منصور على صوتها يسألها بحده

_ صوتك عالى ليه؟ أيه اللى حصل؟

قذفت التذاكر في وجههم وهى تقول بحده

_ تعالى شوف ولادك اللى أستغفلونا وقالوا أنهم طالعين الرحلة وهما مرتبين أنهم يروحوا عند أهلك في الصعيد.

اندهش منصور من قولها ثم نظر لابناءه  وسألهم بدهشة

_ الكلام ده صحيح؟

لم يجيب أحد منهم لتقول سمر بغضب

_ هيقولوا أيه؟ هيكدبوا تاني؟

صاح بها قائلاً

_ أستنى أنتي؟

ثم عاد بنظره إليهم

_ مـ تردوا ساكتين ليه؟

رد مصطفى بأسف

_ أنا آسف يابابا بس انا طلبت منكم كتير وأنتوا بترفضوا، وأحنا من حقنا نعرف أهلنا ونودهم.

تحدثت سمر بإنفعال

_ أهلكم مين اللى عمرهم ما سألوا عليكم، أهلكم مين اللي طردوا أبوكم من بيته عشان طالب بحق من حقوقه

رفع الأثنين رأسهم إليها بصدمه

فيقاطعها صوت منصور الحاد

_ سمر أخرسي

ردت بعناد كي تشوه صورتهم ادام أولادها كى لا يكرروا فعلتهم

_  لأ مش هخرس، وهعرفهم حقيقتهم، جدكم كان عايز ياخد فلوس المشروع بتاع أبوكم  اللى تعب وشقى لحد ما كونها عشان يحطها في الأرض اللي عمك حط إيده عليها،  ولما أبوكم رفض طردوه من البيت وقاطعوه، ولو مش مصدقين اسألوا جدكم

سابلهم  كل حاجه؛ حقه في البيت وحقه في الأرض يتمتعوا بيه وهو اكتفى بالقرشين اللى  حوشهم وعمل بيهم المشروع اللى حلم بيه، ولما شافوا نجاحوا زاد حقدهم عليه  اكتر ومبقاش حد منهم بيسأل علينا.

غضب منصور من تشويها لصورة أهله في نظر اولاده وصاح بها

_ قلت كفاية

تابعت بأصرار

_ لأ مش كفاية لازم يعرفوا حقيقتهم

نظرت إلى أولادها الذين وقفوا بدون حراك وكأن على رؤسهم الطير وأردفت

_ عايزين تروحوا عند اللي ظلموا باباكم انتوا حرين بس انسوا وقتها أن ليكم أب وأم تعبوا عشانكم.

انسحبت سارة بصمت ولم تستطيع البقاء لتسمع المزيد، فيكفي ما سمعته حتى الآن

وكذلك مصطفى الذي دلف غرفته مغلقًا الباب خلفه بحده وقلبه يخبره بألا يخوض معهم جدال عقيم لن يجني منه شيئًا.

بعد دخولهم نظر منصور إليها وقال بغضب

_ ممكن أعرف أيه اللي قولتيه للولاد ده؟

ردت ببساطة وهى تجلس على المقعد وقد شعرت بالنصر بعد تشويهم صورتهم أمام أوادها

_ وأنا قلت أيه؟ مش دي الحقيقة ان اخوك ضحك عليك وكوش على كل حاجه وأنت خرجت بالقرشين اللي كانوا حتى طمعانين فيها

اغتاظ من أهانتها الدائمة لأهله وتحدث باحتدام

_ أنا مسمحلكيش تتكلمي عن أهلي بالأسلوب ده.

رفعت حاجبيها وهى تتحدث بتهكم

_ من أمتى الكلام ده؟

أشتد الجدال بينهم وقد أحيا اولاده الحنين بداخله ليقول بحده

_ دول مهما كان أهلي ومسمحش بأى أهانه ليهم.

ابتسمت بسخرية وهى تنهض لتقترب منه تقف أمامه وتقول بثقة

_ متحاولش تضحك على نفسك لأننا كلنا عارفين إن منصور مبيحبش إلا نفسه وبس

وممكن هدوءك مع أولادك ده ليك مصلحه من وراه.

قطب جبينه متسائلًا

_ تقصدي أيه؟

أجابته بهدوء

_ أنت ناسي إن الصفقة اللي دخلنا فيها ومضينا على شروطهم محتاجه فلوس

رد بحده

_ هنجيب قرض زي مـ اتفقنا.

هزت رأسها برفض

_ مستحيل، أنا مش موافقة

رد بعناد

_ ميهمنيش رأيك أو قبولك أنا صاحب أكبر نسبه في الشركة والآخر إديتي رئاسة المجلس لأبوكي

ردت بإستياء

_ والله كله لولادك في الأخر، ولو طالبت بـ حقك عند أخوك هيحقلك رئاسة مجلس الأدارة بدون منازع.

ابتسمت بخبث عندما لاحظت تأثره بحديثها وتابعت

_ والله أنت بتطالب بحقك ومحدش هيقدر يغلطك.

تحدث برفض لفكرتها

_ أنتي بتقولي أيه عايزاني أطالب بورث وأبويا لسه عايش؟

ردت بخبث

_ أومال هتستنى لما أبوك يموت وجمال ومراته يستولوا على كل حاجه؟

جمال  اللي كان عايز يضحك عليك وياخد  فلوسك بحجة الأرض والكلام الفارغ ده  وبعدها بأسبوع اتجوز وعمل فرح ودلوقت الفلوس مش عارف يوديها فين.

يبقى أحنا محتاجين لكل جنية وهو بيشيل الفلوس في البنك؟!

رد منصور وهو يقنع نفسه قبل أن يقنعها هى

_ بس جمال تعب وشقى لحد مـ سد رهنية الأرض...

قاطعت حديثة وهو تقول بأمتعاض

_ الأرض هى اللي سدت ديونها، الخير اللي كان بيطلع منها هو اللي سد تمن الرهنية وأكتر كمان

ودلوقت الخير اللي بيطلع منها في جيب اخوك ومراته

نجحت بجدارة مثل كل مره لتتابع بمكر

_ طالب بحقك السنين اللي فاتت دي كلها محدش هيقدر يقولك لأ.

اومأ برأسه قائلًا

_ عندك حق.

ابتسامة أنتصار لاحت على شفتيها عندما  أستطاعت بسهولة إقناعه بفكرتها، وقررت ألا تتراجع عن أخذ ما هو له.

❈-❈-❈

استيقظ من نومه وقد أشتد الألم عليه فلم يستطيع التحمل اكثر من ذلك

حاول النهوض لكن كلما تحرك كلما أزداد الالم أضعاف وأضعاف

أخذ يتنفس بعمق كي تمر تلك النوبة لكن لا فائدة

تناول هاتفه كي يحدث طبيبه وعندما اجابه تحدث بألم

_ دكتور عصام إزي حضرتك؟

أجاب الطبيب قائلًا

_ أيه ياأمجد مجيتش أمبارح ليه؟ انت بدأت تتهاون بمرضك وكده غلط عليك.

وضع يده مكان الألم وتحدث باقطتاب

_ معلش سافرت الصعيد وأطريت إني أبات

إن شاء الله على آخر النهار أكون عندك.

تحدث الطبيب بشك

_ بس صوتك بيقول أنك تعبان

حاول أمجد ان يبدوا صوته طبيعيًا كي لا يخبر أبيه وقال بجدية

_ صدقن أنا كويس بلاش تعرف بابا بأى حاجه وانا وقت ما ارجع القاهرة هاجي لحضرتك على طول.

_ لو حاسس بأى تعب حتى لو كان بسيط أجل السفر وروح لإقرب دكتور وإذا لزم هجيلك أنا، اتفقنا؟

إزدرأ ريقه بصعوبة وهو يتحامى على نفسه

_ حاضر

أغلق أمجد الهاتف ووضعه على المنضده

وهم بملئ الكوب كي يأخذ دواءه لكن الألم أشتد أكثر بقلبه فسقط الكوب من يده وشعر بتنفسه يضيق.

6=الفصل السادس

أستيقظت صباحًا لتنتفض من نومها عندما نظرت في ساعتها وقد وجدتها تعدت الثامنة ، أسرعت بالدلوف إلى المرحاض وقامت بتبديل ملابسها

ونزلت الدرج مسرعة وقد تأخرت على محاضرتها الأولى لتجد والدتها تخرج من المطبخ لتسألها بدهشة

_ على فين بدري أكدة؟

أجابت ليلى وهى تسرع بالخروج من المنزل

_ عـ الچامعة لاحسن أخرت جوى

خرجت  من المنزل وهى تسرع الخطى لـ تمر بجوار المضيفة وتسمع صوت تحطيم قوى مما  جعلها تتسمر مكانها خوفًا من أن يكون أحد اللصوص أقتحم المنزل، دفعها  فضولها لألقاء نظرة سريعة وقد تناست تمامًا أمر ذلك الغريب الذي يقيم في  تلك الغرفة.

فتحت باب الشرفه بهدوء لتلقى نظرة سريعة  داخلها لتتفاجئ بذلك الغريب مستلقيًا على الفراش لتتذكر فورًا أمره فتنسحب  بهدوء لتعاود الخروج

لكن مهلًا هل سمعت صوتًا يناديها؟ أم خيل لها، التفتت إليه لتجده صوت أنفاسه وكأنه يعافر كي ينظم انفاسه

أقتربت منه بحذر لتجده واضعًا يده على قلبه ويتعرق بشدة، وقد أزدادت وتيرة تنفسه مما جعلها تيقن بأنها أزمة قلبية لتسأله بفضول مهني

_ انت مريض قلب؟

لم يستطيع الرد عليه فأكتفى بإيماءه من رأسه

فأسرعت بأخراج هاتفها والأتصال على أبيها الذي كان يتناول إفطاره و رد بدهشة

_ خير يا ليلي في حاچ؟

أنتفض مسرعًا عندما أجابته بهلع

_ الحج يابوى أتصل عـ الأسعاف بسرعة وخليها تاچي.

سألها برعب جعل الجميع ينتفض بجواره

_ في أيه بس عرفينى أنتي زينه؟

ردت بخوف

_ مش أنى ده الضيف اللي عندينا، بسرعة الله يخليك

أغلق جمال معها ثم أمر جاسر

_ ألحج بسرعة أتصل عـ الأسعاف وحصلنى عـ المضيفة

سألته وسيلة بخوف

_ بتي مالها؟

أجابها جمال وهو يخرج ويسرع خلفه توأمه وجاسر

_ متجلجيش ده الضيف اللي في المضيفه

دقائق معدودة وكانت الأسعاف تأخذه إلى المشفى

لم تستطيع ليلى تركه وأصرت على البقاء معه داخل السيارة تحسبًا لأى ظرف

شعر جاسر بالضيق من فعلتها وقال بأنفعال

_ ايه يابوى هتسيبها تركب معاه وحديها؟

رد جمال بضيق

_ مش وجته ياولدي، وبعدين دي مهنتها مش حبًا فيه يعني، يالا نلحجهم بسرعة ربنا يستر.

تذكر جاسر هاتفه ليقول لوالده

_ أستنى لول أچيب تلفونه يمكن نحتاچه

أمر حازم بالذهاب الى المضيفه وجلب هاتفه وصعد سيارته بجوار والده وانطلقوا بها خلفه.

رن هاتف أمجد الذى كان بحوزة جاسر ليجد المتصل مدون بإسم الدكتورعصام

فقال لوالده وهو يقود السيارة خلف سيارة الإسعاف

_ دا باينه الدكتور اللى بيعالچه رد عليه وخبره باللي حُصل

تناول جمال الهاتف من يده وأجاب مسرعًا

_ السلام عليكم

اندهش الطبيب من صاحب الصوت وأجاب بقلق

_ وعليكم السلام، اومال فين أمجد؟

رد جمال بقلق وهو ينظر إلى السيارة أمامه

_ أمجد تعب شوية ورايحين بيه دلوجت على المستشفى

قال الطبيب بقلق

_ هو تعب أمتى وايه اللى حصل؟

لم يستطيع جمال أجابته بشئ سوى ما علمه من أبنته أزمه قلبية

فقال الطبيب بأمر

_ لازم دكتور متخصص اللى يتابعه وأنا هاجي على اول طيارة جايه عـ الصعيد.

اغلق جمال الهاتف وقال بقلق

_ الموضوع شكله واعر جوى ربنا ينچيه منها على خير

تحدث جاسر بقلق

_ يارب يابوي.

تحولت نظرات جاسر إلى غضب عارم عندما تذكر ذلك الأمر وسأل والده بإتهام

_ بس أيه اللي وداها عنديه؟ كيف يعني تدخل المضيفه وهى خابرة أن فيها راچل غريب.

انتبه جمال أيضًا لذلك الأمر لكنه رد بإمتعاض

_ مش وجته ياجاسر لما نطمنوا عليه لول.

كتم غيظه حتى يعودوا إلى المنزل منتويًا لها بأشد عقاب.

❈-❈-❈

وقف الجميع بقلق أمام غرفة الرعاية حتى خرج الطبيب وخلفه ليلى التى طلبت من الطبيب وأستاذها أن تدلف معه وسمح لها بذلك.

اسرع إليه جمال وجاسر الذي سأله بأهتمام

_ خير يادكتور

أجاب الطبيب قائلًا

_  الحمد لله هو جاه في الوقت المناسب والفضل يرجع لليلى اللي عملت اللازم  لحد ما وصل لينا، بس أنا بفضل أن الدكتور المتابع لحالته يكون موجود دلوقت.

أكد جاسر

_ كلمناه وجال انه هياچي على أول طيارة

أكد الطبيب

_ يستحسن بردوا، بعد أذنكم

أنصرف الطبيب وأقترب جاسر منها يجذبها من ذراعها قائلًا بحده

_ أيه اللي دخلك المضيفة وأنتي خابره إن فيها راچل غريب.

نهره جمال بحده

_ بكفياك عاد، الكلام ده مينفعش أهنه

نظر إله أبنته وتابع بحزم

_ روحي دلوجت على چامعتك ولما تاچي هيكون لينا حديت تاني.

أومأت ليلى برأسها وذهبت إلى جامعتها.

اما جاسر فقد حاول بصعوبة التحكم في أعصابه لينهره جمال

_ ميبجاش دمك حامي أكده، أستنى لما نروحوا وبعدين نعرف أيه اللى حُصل

رد بـ احتدام

_ هيكون عرفت منين يعني أنه مريض إلا إذا دخلت وشافته

يأس جمال من أبنه ومن الجدال الذي لا يكف عنه ولا يعى بالمكان حوله، مما جعله يفضل الصمت حتى يعودوا للمنزل

❈-❈-❈

ظل  جالسًا في مكتبه يفكر في حيلة حتى يأخذ باقي حقه منهم، كان عليه التودد  إليهم حتى يستطيع أخذ ذلك المال بالتراضي وكى لا يشك أحدًا منهم بأنه يطالب  بحق من حقوقه في ميراثه.

ظل يزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا حتى تذكر أمر خالد.

هو الوحيد الذي بإستطاعته التحدث مع جمال أخيه

إذًا عليه ان يطلب بحقه عن طريق خالد

سيذهب إليه ويطلب منه أن يحدث جمال في ذلك الأمر.

.❈-❈-❈

أستقيظ أمجد ليجد نفسه في المشفى وتقف إحدى الممرضات تبدل له المحاليل فأبتسمت له قائله

_ حمد لله على السلامه

رد بوهن

_ الله يسلمك، أنا جيت هنا إزاى؟

اجابت الممرضة بعد ما أنهت مهمتها

_ مش عارفه، كل اللى اعرفه إن حضرتك تعبت وجابوك هنا حتى هما لسه قاعدين بره

ايقن أمجد بأنهم جاسر ووالده، لابد أنه تسبب بذعرهم

_ طيب خليهم يدخلوا

خرجت الممرضة ليدلف بعدها جاسر وجمال الذي نظر إليه بسرور عندما لاحظ تحسن حالته وقال

_ حمد لله على السلامه، ينفع يعني تجلجنا عليك بالشكل ده؟

رد أمجد بإمتنان وقد تذكر ما حدث

_ معلش تعبتكم معايا

رد جاسر بصدق

_ متجولش إكده تعبك راحه، بس مكنش لازمن تداري علينا تعبك ده، كنا حتى لحجناك من الاول

رد أمجد بإعتذار

_ معلش محبتش أقلقكم، الحمد لله أنها عدت على خير.

كان يود ان يسألهم عنها لكن الممرضة دلفت قائله

_ كفاية كده عشان صحة المريض

أخرج جاسر هاتفه وأعطاه إياه قائلًا

_ ده تلفونك چيبته معايا

تحدث أمجد بأمتنان

_ متشكر جدًا

_ لا شكر على واچب، إن أحتاچت حاچه رني على وأحنا نچيك طوالي هنطر نستأذن دلوجت وهنرچع على طول

خرج جمال وجاسر ليتركوا أمجد الذي ما ان أختلى بنفسه حتى تذكرها ..

❈-❈-❈

أنتهت محاضراتها وقررت الذهاب إلى المشفى كي تتابع تدريبها مع ذلك الطبيب

فقد وعدها بحضور إحدى العمليات لجراحة القلب التي ستتم اليوم، لكن عليها العودة إلى المنزل قبل ذهابها واستأذن والدها.

عادت إلى المنزل لتصادف جاسر على الدرج ينظر إليها بحده قائلًا

_ غيري خلجاتك وانزلي

اومأت  له ثم صعدت غرفتها لتبدل ملابسها وهى لا تعرف ماذا تقول لهم، هل تخبرهم  بفضولها الذي دفعها للولوج إلى ذلك المكان ظنًا منها انه أحد اللصوص، وإذا  كان ذلك ما الذي جعلها تدخل إليه وتخاطر بحياتها، لكن ما لا يعرفهم كلاهما  أنها مشيئت الله كي تكون سببًا في إنقاذ حياته

خرجت من الغرفة

وجدت والدها يخرج أيضًا من غرفته فتقترب منه بترقب وقالت عندما وقف ينظر إليها بـ وجوم

_  على فكرة يابوى أنا مدخلتش عنديه زي مانتوا فاكرين لا؛ اني كنت رايحة  الچامعة وفجأة سمعت صوت خبطة چامدة وكنت ناسيه خالص أن في حدا چوه، دخلت  أشوف في أيه اتصادفت بيه وچيت أخرج بسرعة لجيته بالحاله دي، والله هو ده  اللي حُصل.

ربت على كتفها وقال بتفاهم

_ مصدجك بس مكنش ينفع واصل اللي عملتيه ده

همت بالتحدث لكنه منعها

_بس نرچع نجول ان ربنا عمل أكده لجل ما نلحجوا،  ياريت اللي حصل ده ميتكررش تاني واصل.

اومأت برأسها

_ حاضر ياسيد الناس مش هتتكرر تاني

بس.....

قطب جبينه متسائلًا

_ بس أيه تاني؟

تحدثت بإرتباك وهى تفرك يديها

_ أني عندي تدريب كمان ساعة في المستشفي وجاسر كيف مـ انت خابره مش هيوافج بعد اللى حصل.

امأ لها مبتسمًا

_ متجلجيش أني رايح عنديه عشان مينفعش يضل لوحده في المستشفى ويبجى روحي معاي

أحتضنته ليلى بسعادة بالغة وهى تقول

_ تسلملي ياغالي

ضحك جمال لسعادتها

_ أنى كل اللي يهمنى سعادتكم وبس، يالا نتغدوا ونروح.

أما  عن جاسر فلم يستطيع النطق بشئ إذ وجدها تنزل مع والده والأبتسامه تشرق  وجهها فعلم حينها أنها ثبتته بمهاره ولن يستطيع التحدث، فليلتزم الصمت إذًا  فليس هناك ما قد يقال بعد أن اخذته لصفها تلك الماكره.

❈-❈-❈

ذهبت  مع والدها إلى المشفى وهى تشعر بسعادة غامرة إذ وعدها الدكتور عامر  بمساعدته في تلك العملية الكبير، عليها ان تكون جديرة بتلك الثقة التى  أعطاها لها. وفور ولوجهم قالت لوالدها

_ لو سمحت يابوى كنت رايده أدخل معاك عنده لأن زي ما جولتلك أن ده تخصصي؛ يعني هكون بصفتي دكتورة

هز جمال رأسه بيأس منها وقال

_ وبعدهالك عاد يادكتورة، طلباتك كترت جوي

تحدثت ليلى برجاء

_ بس ده بيفدني في دراستي، ولا رايد يعني تقديرى يجل عن كل سنه.

كالعادة تثبته بكلمة واحدة منها فتجعله يرضخ لكل ما تريد ليرد باستسلام

_ لا طبعًا ميرضنيش يالا معايا

أتجهوا إلى غرفته ليطرق جمال الباب ثم يدلف وهى خلفه فوجدت أستاذها يقف مع أحد الأطباء وفور ولوجها أشار لها دكتور عامر قائلًا

_ تعالي ياليلى

نظر إلى الدكتور عصام الذي وصل لتوه من القاهرة كى يطمئن بنفسه على حالته. وتابع

_  دكتورة ليلى هى اللي قامت بدورها لحد ما جالنا هنا تقدر تسألها عن أى حاجه  عايز تعرفها، ليلى طالبة مميزة الأولى على دفعتها كل سنه.

أستأذن أنا لأن عندي عملية كمان نص ساعة ولازم أستعدلها بعد أذنكم.

خرج الطبيب ثم نظر أمجد إليها بإمتنان وقال جمال له

_ كيفك دلوجت؟

ابتسم بإمتنان قائلًا

_ الحمد لله أحسن بكتير

ثم نظر إلى ليلى وأردف

_ متشكر جدًا ياآنسه ليلى.

أرتبكت ليلى ونظرت إلى والدها بإحراج وهى تقول

_ على شكر على واچب، أنا جومت بدوري بس

بدا الدكتور عصام يسألها بعض الأسئلة وهى تجاوب بدقة أذهلت الجميع ليقول عصام بفخر

_ ما شاء الله، شكلك بيقول إنك هتبقى دكتورة ممتازة.

إزداد إحراجها عندما وجدة امجد ينظر إليها بإبتسامه

وأردف عصام

_ أيه رأيك لو تشتغلي معايا في مستشفى.......

اتسعت  عيناها ذهولًا لم تصدق ما تسمعه أذنها فلم تحلم يومًا بالعمل داخل ذلك  المكان فنظرت لـ والدها برجاء أن يوافق ليرد جمال بحكمته المعهوده

_ ربنا يسهل المهم بس تخلص السنه دي بنفس التجدير ونشوف ظروفها هتسمح بأيه

أخرج عصام الكارد الخاص به وأعطاه لجمال قائلًا

_ ده الكارد بتاعي وقت مـ تكرروا رن عليا.

اومأ جمال

_ تمام، بس هو أمچد هيخرج ميتى؟

تطلع إلى أمجد وقال

_ انا بفضل إننا نرجع النهارده، بس هنخليه بردوا تحت الملاحظه وإن لقينا أستقرار في حالته هنسافر بكرة إن شاء الله.

تذكر جمال أمر حساب المشفى واستاذن قائلًا

_ طيب أنا دجيجتين وراجع يالا يا ليلى

خرجت ليلى تحت نظرات أمجد الذى ظل ينظر إليها حتى خرجت من الغرفة.

............

خرجت مع والدها لتقول بفرحة

_ أنا مش مصدجه نفسي، معجول هشتغل في المستشفى دي، أنى حاسه إني حلم.

ضحك جمال وقال بدهشة

_ للدرچة دي؟

أكدت ليلى

_ واكتر كمان، انت مخابرش إن المستشفى دي فيها دكاترة كبيرة جوى تديريبى فيها هيبجى ميزة في الملف بتاعي.

اراد ألا يكسر فرحتها وأيضًا لا يريد ان يعطيها أملًا كاذبًا ليقول بجدية

_ الأهم خليكي دلوجت في دراستك، ولما تتخرجي نشوف الموضوع ده؟

سألته بقلق

_ بس أنت وعدتني يابوى.

تحدث جمال بحيادية

_ أنا بجولك حسب الظروف لا رفضت ولا وافجت، وياعالم.

يالا بجى شوفي الدكتور بتاعك وأنى هروح أشوف حساب المستشفى، هستناكي عنديه لحد ما تخلصي.

أومأت برأسها في صمت وذهبت إلى عملها.

❈-❈-❈

فور خروجهم قال عصام بجدية لأمجد

_  على فكرة ياأمجد الحاله كل مدى بتسوء وللأسف عضلة القلب كل مدى مـ بتضعف  إن أستمريت على كده مش هيكون أدامنا بديل غير التبرع، ودي حاجه صعبة آوى.

تنهد بألم وقال برضى

_ خليها على الله، كلها أعمار بإيد ربنا.

أكد عصام

_  ونعم بالله بس عدم الأخذ بالأسباب حرام، فالمطلوب منك اليومين دول الراحه  التامه لحد ما الدكتور ليونايدس يرد عليا، وهو أضافك على أول القائمة.

_ إن شاء الله بس أهم حاجه إن بابا ميعرفش حاجه عن الموضوع ده.

رد بإستسلام

_ مع إني بفضل أنه يكون عنده علم عشان يجبرك ترتاح شوية بس خلاص اللى تشوفه.

❈-❈-❈

_ أنت بتقول أيه؟ أنت باين عليك أتجننت

هكذا قال خالد عندما أخبره منصور بطلبه ليقول منصور بحده

_ مجنون عشان بطالب بحقي؟

رد خالد بأحتدام

_ حقك وأخدته ولا نسيت!

أجاب مسرعًا

_ لأ منسيتش بس دي حاجه تانيه خالص، دي فلوس أخدتهم من أبويا يعني ملهاش دعوة بحقي في الأرض

وشوف أنت بقى ٢٨ سنه الأرض هتكون طلعت فلوس أد أيه.

هز رأسه بيأس منه، لم يتغير ولن يتغير

_ أنت عارف أخوك تعب وشقى اد أيه عشان يرجع الأرض دي......

قاطعه منصور بحده

_ أكل من خيرها اللي دفعه وزيادة كمان.

ذهل خالد من تحدثه عن أخيه بتلك الطريقة وتحدث بأنفعال

_ أنت أيه ياأخي مش بتفكر غير في نفسك وبس؟ انت عارف أخوك اتبهدل وشقى اد أيه لحد مـ سدد الديون دي؟

اهتزت نظراته لكنه أستطاع التغلب على ما تبقى بداخله من حنين

_ أنا محتاج فلوس ضروري ومينفعش يبقى ليا حق وأسيبه وأجرى على قروض

جدال عقيم لن يجدي نفعًا ليقول خالد بجدية

_ تمام مدام انت عايز كده ماشي هكلم جمال النهارده وهـ قوله وأنا واثق إن جمال مش هيغدر بيك زي مـ عملت معاه

يعنى لو ليك حق هتاخده وزيادة كمان.

❈-❈-❈

جلس جميعهم في حديقة المنزل كعادتهم بعد العشاء

لينظر إليهم عمران بحب ولكنه عندما يتذكر ولده الغائب تتبدل ملامحه لحزن أرهقه.

يتساءل دائمًا ألم يشتاق لهم كما يشتاقوا له؟

ألم يترح قلبه شوقًا لرؤيتهم كما يأن قلبهم شوقًا لرؤيته.

ماذا فعل له كي يقسوا عليهم بتلك الحده وكأن ما يجري في أوردته ليس دماء واحده

ولم يخفى على جليلة حزنه الشديد وأشتياقه للغائب قاسي القلب

لتربت على يده وتقول بتعاطف

_ مسير الغايب يعود.

اومأ برأسه دون قول شئ لينظر إلى جمال ويسأله بأهتمام

_ أمچد كيفه دلوجت؟

رد جمال

_ الحمد لله بجى زين وهيرچع بكرة الصبح مع الدكتور اللي بيعالچه

تحدث عمران براحة

_ الحمد لله، ربنا عالم بابوه اللي محلتوش غيرة

نظر إلى ليلى وتابع بعتاب

_ بس ياريت اللي حُصل ده ميتكررش تاني

ردت ليلى بخفوت

_ حاضر ياچدي.

قال معتز لحازم توأمه

_ شايف جاسر أخوك الود وده يجوم يعلجها من رجليها، مخبرش أخوك ده طالع اكده لمين؟

نظر حازم إلى والده وقال

_ مع إن أبوك على حدته دي بيبجى كيف العاشج الولهان وهو بيبص لأمك حتى شوف.

نظر معتز لوالدته التي تضع القهوة بأهتمام أمام والده الذي ينظر إليها بنظرات عشق لم تخفى على أحد

_ اللي يشوفهم ميجولش واصل أنهم مخلفين جاسر أخوك ده، تحس أنهم لجيينوا على باب چامع

ضحك كلاهما ليكمل معتز

_ إنما ليلى أختك دي خليط ما بين أبوك وأمك، چمالها اللي مبيتغيرش واصل، وعجل أبوك وحكمته.

لولا يدها اللى عايزة جطعها دي، بستغرب هى بتاكل بإيديها دي كيف بعد ما بترچع من المشرحه.

هز جمال رأسه بيأس منهم ليقول لوسيلة

_ مفيش فايدة في الولاد دول، تعبت منيهم، يتمسخروا على خلج الله وخلاص

ردت وسيلة بيأس

_ عندك حج ياجمال، مش عارفه مالهم مـ طلعينش لخواتهم ليه

وجه نظره إلى جاسر الذي يرمق أخته بتوعد بين الحين والآخر وقال

_ على أساس أن كبيرهم اللي زين جوى، الواد ده دماغه ناشفه جوى وحجيجى الله يعينها بنت وليد، مخبرش هتعشجه على أيه؟

هتتحمله كيف ده، دي البنت كيف النسمه.

قال معتز وهو يغمز لوالده قائلًا

_ هتفضلوا تتودودوا أكده كتير؟

رد حازم مصتنع الجدية

_ يظهر أنهم فرحانين إن ليلى دخلت العمليات النهارده عجبال المشرحة.

ردت ليلى بغيظ

_ المشرحة دي اللي هحطكم فيها لو مبطلتوش تتريجة عليا

قالت جليلة بخوف

_ الشر بره وبعيد ربنا يكفينا شرها، هما يعنى جالوا أيه، بيهزروا معاكي

إزداد غيظها من دفعها عنهم وقالت بإستياء

_ لا ياچده مش هزار هما أكده بيفضلوا يتريجوا عليا

تحدث جمال بأمر

_ كفاياكم أكده ويالا على أوضتكم

نهض التوأم بإمتعاض تلاهم ليلى التى قالت

_ وانى كمان هطلع عشان أذاكر.

بعد أنصرافهم قالت وسيلة بيأس

_ مفيش فايدة ناجر ونجير

تحدثت جليلة بحب لأحفادها

_ زين وملاح ربنا يحميهم

رن هاتف جمال الموضوع أمامه على الطاولة ليجده خالد تناول هاتفه ليقول لوالده

_ ده خالد أكيد چاليبلنا أخبار عن منصور

قالت جليلة بلهفه

_ طب ردي ياودى وطمني عليه

أجاب جمال بترقب

_ السلام عليكم كيفك ياخالد

رد خالد بتهذيب

_ وعليكم السلام الحمد لله زين ياچمال كيفك أنت وكيفه عمي

_ زين الحمد لله

تحدث خالد بتردد

_ أنى...كنت.....يعني...

علم جمال من تردده بأن الأمر شاق عليه فقال بثبات

_ جول ياخالد على طول

اخذ خالد نفس عميق وقال

_ منصور أخوك رايد ... أقصد محتاچ مبلغ أكده وبيجول أنه رايده من حجه

نهض جمال مبتعدًا من جوار والديه كي يتحدث بأريحية وقال بتروي

_ حج ايه اللي بيتحددت عنيه؟

_ بيجول حجه في الأرض لأنه محتاچ فلوس ضرورى عشان شغله

_ لو ليه حاچه ياچي بنفسه يطلبها، الأخوات مبينهمش وسيط.

جولوه الكلمتين دول.

أنهى جمال المكالمة معه ثم عاد إليهم ليسأله عمران بأهتمام

_ خير ياولدى

رد بأبتسامه لم تصل لعينيه

_ مفيس حاچه يابوى ده كان بيطمن عليكم.

علم عمران ان ابنه يخفي عليه شيئًا هامًا ليسأله بجدية

_ جولت في أيه؟ ولا شايفني كبرت وأتركنت على جانب خلاص.

رد جمال مسرعًا

_ العفو يابوى بس كل الحكاية إني مش عايز ازعلك

اهتزت نظراته وهو يتابع

_ منصور أخوى عايز حجه

التزم الجميع الصمت ولم يستطيع أى منهم التفوه بكلمة

عمران الذي سقطت عليه الكلمة حتى ألجمت قسوتها لسانه

وجليلة التي انهار أملها في تغييرة وعودته إليه

أما وسيلة فقد نظرت إليهم بإشفاق على حال ابنهم الذي لم ولن يتغير

وكذلك جاسر الذي إزداد بغضه لعمه الذي لم يراه يومًا لكن ما سمعه عنه كافيًا لأن يبغضه كل هذا البغض الذي يحمله له

وأول من تحدث هو عمران الذي خاب أمله في عودته للمره التي لا يعلم عددها

_ لو ليه حج ياچي أهنه ويجف جدامي ويطالب بيه

وافقه جمال قائلًا

_ وده اللي جولته يابوى

نظر عمران إلى جاسر وقال

_ عاودني لمجعدي ياجاسر

_ حاضر ياجدي

ساعده جاسر على النهوض وذهب به إلى غرفته لا يريد أن يتحدث بشئ الآن

عليه التفكير مليًا قبل أتخاذ أى قرار

ساعده جاسر على الأستلقاء بفراشه وسأله بقلق

_ چدي أنت زين؟

ربت عمران على يده التي وضعها على صدره وقال بوهن

_ زين ياولدي متجلجش بس رايدك بكره الصبح في مشوار ضروري.

اوما له بطاعه

_ إن شاء الله ، لو احتاچت حاچه أبعتلي وأنا تحت طوعك

تحدث عمران بحب

_ تسلم ياغالي

خرج جاسر وبقى عمران وحيدًا لينتهز الفرصة ويخرج ما يكتمه بداخله كل تلك السنين.

عاد  جاسر إلى والده كي يعرف ما ينوى فعله ليجده جالسًا بوجوم ولكنه لم يجد  جدته التي من المأكد أنها وجدت مكانًا خاصًا كى تنهار به بعيدًا عن الجميع.

جلس أمامه يسأله بأهتمام

_ هتعمل أيه يابوى؟

رد جمال بحيرة

_ العمل في يد چدك مش أني، مع إني خايف يخالف شرع ربنا ويعمل اللى منعته منيه جبل سابج.

شعر بالضيق من تصرف والده وقال بضيق

_ بس يابوى ده حجك انت اللي تعبت وشجيت فيه.

تحدث جمال بتحذير لولده

_ ولا كلمة زيادة، ونبهتك جبل سابج بلاش تدخل في الموضوع ده بالذات

نهض جاسر من مقعده وهو يقول بإستياء

_ اللي تشوفه يابوى

ثم تركهم ودلف إلى المنزل.

نظرت وسيلة إليه وقالت بعتاب

_ مليكش حج ياجمال

قاطعها جمال بأنفعال

_ مـ عيزتش حديت كتير جولت الموضوع ده يخصني انا وأبوى وأخوى محدش يدخل فيه واصل حتى انتي.

نهض هو الآخر صاعدًا إلى غرفته لا يرد التحدث مع أحد.

أما  وسيلة فقد قامت وذهبت إلى غرفة ابنها كى تطيب خاطره فدلفت لغرفته  وهى  أكثر من يعلم بحالته الان فكلما ذكر أسم منصور أمامه كلما شعر بالضيق منه

وبالفعل كان جاسر في قمة غضبه من ذلك الشخص الذي أُرغم أن يكون له عمًا مثله

دلفت وسيلة لتجده بتلك الحالة فاقتربت منه لتقول بتعاطف

_ متزعلش من أبوك أنت خابر الحديت معاه في الموضوع ده بيعصبوا جد أيه.

نهض من مقعده ليقترب منها قائلاً بحيرة

_ ليه يااماى. ليه ساكت أكده وبيتحدت بكل هدوء

حجه ايه اللى بيتحدت عنيه بعد اللى عمله

عايز يورث چدي وهو لساته عايش؟! عايز أيه تاني بعد اللى خده.

تحدث وسيلة بخوفٍ عليه

_ شاغل نفسك ليه بس ياولدي، الكلمة في الأول والاخر لچدك هو اللي بيده كل حاچه

_  وچدي اللي طلب منيه أنه يكتب الأرض بإسمه رفض ليه؟ نسي التعب والمرار اللي  شافه وهو هناك عايش بيتمتع بالفلوس اللي اخدها منيه، ولا دريان بحاچه

ابويا هيتكلم عن عدل ربنا بس اللي بيجول عليه ده مفهوش عدل واصل، ده كله ظلم لأبوى

ردت وسيلة بهدوء

_ وأبوك راضي بالظلم ده تاعب أنت نفسك ليه؟

ياابني صدجني جدك عمره مـ يظلم ابوك واصل، وبعدين من ميتى وانت بتهمك الفلوس والحاجات دي

رد جاسر بصدق

_  عمر الحاچات دي مـ همتني بس كل الحكاية إني مش ناسي تعب أبوى وشجاه فـ  الأرض دي لحد مـ خلص ديونها وهو عايش حياته مفكرش حتى يسأل عن ابوه وأمه،  وياچي في الاخر يطالب بحجه؟

صاح بها

_ حجه أيه يااما حج أيه؟!

شعرت بالخوف عليه لتربت على صدره وتحاول تهدئته قائله

_ طيب أهدى ياولدي أهدى الله يرضى عليك وإن شاء الله الموضوع ده هيعدي على خير.

استهدى بالله أكده وادخل اتوضى وصلى ركعتين.

تنهد بضيق وحاول السيطرة على حريق قلبه وهو يقول بثبات زائف

_ حاضر يااماي بس اللي جدي هيأمرني بيه هنفذه من غير مـ ارچع لحد.

تركها ودلف المرحاض قبل أن تستفهم منه معنى كلامه لتنسحب بهدوء إلى غرفتها.


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا


ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS