expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية ومجبل ع الصعيد الفصل الثالث والاربعون بقلم رانيا الخولي حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية ومجبل ع الصعيد الفصل الثالث والاربعون والاخير بقلم رانيا الخولي حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


43=الفصل الثالث والأربعـــــــــــ43ــــــــــــــــون /

وقفت  سارة أمام الغرفة بتردد، تعلم جيدًا بأنها تخطئ فيما تفعله وإن علم جاسر  لن يرحمها، لكنها تريد ان ترى في عينيه نظرة الإنكسار التي لازمتها شهورا  عدة

لذلك عندما طلبت منها ساندي الحضور وافقت دون تردد

طرقت الباب لتفتح لها ساندي وتدعوها للدخول

_ اتفضلي ياسارة

دلفت سارة للداخل وياليتها لم تفعل.

فور  رؤيته عادت إليها تلك الذكريات الأليمة ليهتز داخلها بوجل لكنها استطاعت  بصعوبة إظهار عكس ذلك ودلفت بقوة وثبات نجحت في إظهاره بوضوح على حركاتها و  سكناتها.

كان في حالة يرثى لها.

ولما لا وهو قد وقع بين براثن جاسر الذي لم تترك مكانًا في وجهه إلا وقد أعطته ما يستحق

فضلا عما حدث لذراعه من كسور مركبة تحتاج وقتاً طويلاً لتشفى  و قد لا تعود لطبيعتها مطلقاً.. ما شهدته أثلج صدرها و شفى غليلها منه.

تلاشى الخوف بداخلها عندما لاحظت نظرات الانكسار في عينيه وصوته الذي امتلأ بالخزى و هو يقول

_ اهلًا ياسارة متشكر أوي إنك جيتي

بثبات وهدوء تام تحدثت

_ معقول بتشكرني عشان جاية اشمت فيك؟

خفض عينيه بانكسار وهو يقول

_ عندك حق انتى ربنا انتقملك مننا اشد انتقام، انا بس كنت عايزك تسامحيني وتغفريلي اللي عملته فيكي


انكسارهما والخزي الذي ظهر عليهما جعلها

تشتاق اكثر لذلك الذي انتقم لها من ظالميها

فردت بثبات

_  بالعكس انا بعتبره جميل عملته معايا عشان أروح لأهلي واتعرف على جاسر،  يمكن لو مكنش ده حصل مكنتش هروح هناك ولا أتعرف عليه، أو يمكن أروح بعد ما  يكون فات الاوان ويكون ارتبط بغيري

ودي الحاجة الوحيدة اللي هتخليني أغفرلك اللى حصل

انا كنت جاية بس عشان أشمت فيكم بس لقيت إنكم حتى متستهلوش إني الشماتة.

خرجت من الغرفة دون إضافة كلمة أخرى

لم يكف هاتفها عن الرنين منذ خروجها من الغرفة فقامت بإخراجه من حقيبتها لتجده جاسر مما جعلها تشعر بالقلق من حدوث شيء ما

وصلتها رسالة منه فتحتها لترى محتواها المتوعد

" افتحي الفون لآجي اكسره على دماغك"

ابتسمت بيأس ممن خدعها فقال " تغير كثيرًا بعد فراقك"

واهمًا لا محالة، رن هاتفها مرة أخرى

وما إن فتحت حتى دوى صوته الهادر الذى يكاد يخرق طبلة أذنها مما جعلها تبعد الهاتف عنها بإنزعاج

_ انتي فين ياهانم؟

قلبت عينيها بغيظ وقد وضحت أمامها الرؤية بمراقبته لها وقالت بهدوء

_ وانت مالك؟ بتسأل بصفتك أيه؟

صاح بها بانفعال

_ بصفات كتير ياهانم ولو عايزة تعرفيها هاجي اعرفهالك، وإذا كان منصور سايبك تدوري زي ماانتي عايزة فانتي ليكي أهل يحكموكي

ضغطت على أسنانها بغيظ وتحدثت بحدة

_ وانت بقى اللي هتحكمني؟

تابع هدره

_ ايوة هحكمك لما تروحي تزوري واحد زي ده وبعد اللي عمله فيكي يبقى لازم احكمك

راقتها غيرته عليها رغم غلاظة كلماته وواصلت تحديها له

_  والله اللي ليه كلمة عليه بعد بابا هو جدي وعمي من بعده يعني مفيش حد تاني  له كلمة عليا، ولعلمك أنا مش جاية أزوره زي ما الغفير اللي باعته مـ وصلك  انا كنت جاية اشوف انتقام ربنا ليا مش أكتر

إزداد غضبه منها وهى تمحو وجوده من حياتها وقال باحتدام

_ يظهر إن منصور دلعك بزيادة وانا بقي اللي هعلمك الأدب و أربيكى من أول و جديد

تابعت إشعال نيران الغضب بداخله قائلة بإستفزاز

_ لما يكون ليك صفة

أشعلت النار بداخله بالفعل وصاح بها

_ بصفتي جوزك ياهانم

صححت له بفتور

_ تقصد اللي كان جوزي، انت نسيت إنك طلقتني

كان واقفًا على جمر ملتهب وقد أسود كل شئٍ من حوله من شدة الغضب الذي سيطر عليه تمتم من بين أسنانه

_ متلوعيش معايا وقولي انتي روحتي عنده ليه؟

ردت بنفس فتورها وهي تشير لسيارة أجرة

_  ساندى قالت لى أن أخوها عايز يعتذر وبصراحة كان نفسي أشوفه وهو مذلول كده،  والحمد لله راضيت فضولي وفضولك وتسمحلي اقفل عشان هركب العربية

لم تمهله فرصة للتحدث وأغلقت الهاتف مما جعله

يضغط على الهاتف بيده حتى كاد يكسر الهاتف أو أصابعه أيهما أقرب

كان يهدر بقوة مما جعل أمجد وليلى يستمعون لحديثه رغم المسافة بينهم ثم وجدوه يدلف الغرفة ويأخذ مفاتيحه وهو يقول باعتذار

_ انا مضطر استأذن لإني عندي مشوار ضروري

خرج دون ان يستمع إليهم

فقالت ليلى بقلق

_ انا هروح أشوف في ايه

منعها أمجد من التحرك

_ لا بلاش تدخلي انا دلوقت مع جدك فـ اللي قاله

ووممكن اللي حصل ده يكون سبب لرجوعهم لبعض.

ردت بتمني

_ يارب ياأمجد بصراحة الاتنين صعبانين عليا اوي

طمئنها بهدوء

_ إن شاء الله هيرجعوا لبعض بس سيبك من جاسر

وخليكي معايا

اشار لها بعينه وهو يغمز لها

_ فاكره الاوضة اللي جانبنا دي، متيجي نعيد المشهد من تاني، بس هيكون بطريقة مختلفة عن كدة

زمت فمها بغيظ وقالت بحدة

_ كلمة زيادة وهقوم من قدامك

قال بخبث وهو ينظر إليها بلوع

_ براحتك بس كلها أسبوع وهيتعاد برضاكي، بس لما تيجي تقربي مني هخطفك في حضني

اشتد غيظها منه وهمت بالنهوض وتركه لكنه نهض مسرعًا و قف أمامها يمنعها وقال

_ ايه مالك حمقية كدة ليه، هو انا كنت قلت حاجة عيب.

رفعت حاجبيها بدهشة وقالت بغيظ

_ لا مقلتش حاجة

ابتسم لها بحب وهو ينظر إلى ملامحها التي حفرت داخل قلبه وعقله وبكل كيانه

تلك الحبيبة التي أسرت قلبه وجعلته يسير وفقًا لرغباتها

فقال بوله

_ مش عارف انتي عملتي فيا ايه.

كل مدى حبك جوايا بيزيد لدرجة إني بقيت مسلوب الإرادة قدامك

ابتسمت بخجل وقد أخذ قلبها يهدر بقوة من كلماته التي وصل صداها لأعماق قلبها فقالت بخجل

_ انا واقفة قدامك وخايفة اكون بحلم

اكد لها بولع

_ وانا كمان خايف اكون بحلم.

ليقاطعهما صوت متهكم

_ وانا بقى اللي جاي افوقكم من الأحلام دى

❈-❈-❈

عادت سارة إلى المنزل وعاد هاتفها يرن بإزعاج

تجاهلت وصعدت إلى غرفتها

محاولات كثير منه لكنها عاندت وقامت بأغلاق هاتفها ووضعته على المنضدة بعناد

محاولة أخرى منه فوجد هاتفها قيد الأغلاق مما جعله يزداد غضبًا فتمتم متوعدًا

_ ماشي بكرة بالكتير وهطلعه على عينك يا بنت المنياوي

عاود الاتصال بمصطفى الذي ما إن أجابه حتى تحدث باقتضاب

_ استناني مع أمجد أنا جاي حالًا

ثم اغلق الهاتف وألقاه على المقعد المجاور و بدأ فى استرجاع ذكرى قريبة

فلاش باك

فتح جاسر باب غرفته ليجد مصطفى أمامه يقول بإحراج

_ محتاج مساعدتك هتساعدني ولا اشوف حد تاني

فهم جاسر مقصده فأشار له بالدخول ليجلس مصطفى وهو بجواره لينظر إليه بشك

_ خير عملت أيه تاني؟

رد مصطفى باحراج

_ أنا هربت حلم وهى دلوقت في طريقها للقاهرة

مسح جاسر على وجهه يحاول تمالك اعصابه كى لا ينفعل عليه وسأله بجمود يحاول به الحفاظ على ثباته الإنفعالى

_ تقصد حلم بنت الهواري

اومأ له في صمت مما جعل جاسر يضغط على قبضته محاولًا السيطرة أكثر على غضبه مما جعله يتمتم من بين أسنانه

_ وديتها فيها؟

حمحم بإحراج وهو يجيب

_  مش عارف لسه، انا كنت عامل حسابي إنها تروح عند أمي بس لقيت انه أول مكان  هيدوروا فيه، هما وصلوا دلوقت للقاهرة ومش عارف اخليها تروح بيت جدي ولا  اعمل أيه

هز رأسه وهو يحاول تهدئة انفعاله، فما حدث؛ حدث وانتهى

_ وانت جاي تسألني بعد الدنيا ما خربت؟

هز كتفه مغمغمًا بضيق

_ كنت خايف لتقف قصادي وتمنعني وانا دلوقت بطلب مساعدتك، هتساعدني ولا أشوف حد تاني

تنهد جاسر بيأس

_ وناوي على أيه بعد اللي عملته ده؟

_ هخدها ونسافر برة نكمل تعليمنا هناك

هز رأسه قائلًا بصعوبة تحكم

_ بما إن المصيبة حصلت وخلاص فغصب عني هساعد

سأله بتوجس

_ إزاي؟

فكر قليلًا ثم أخرج هاتفه ليجرى مكالمة وعندما أجابه تحدث بدون مقدمات

_ محتاجين مساعدتك ضروري

رحب قائلًا

_ أكيد طبعًا قول.

_ الأول في بنت في مشكلة واحنا بنحاول نساعدها، هى دلوقت في القاهرة وعايزين حد نثق فيه تكون عنده الفترة دي لحد ميعاد سفرها

تردد قليلًا ثم تحدث بجدية

_ قصة بنت دي تقلق بس بما أنها تبعك فـ حاضر هساعد باللي أقدر عليه، هى فين دلوقت؟

نظر جاسر لمصطفى يسأله فأجابه

_ خليه يبعتلك العنوان وانا هكلمهم

_ هى في القاهرة دلوقت قول العنوان

❈-❈-❈

_ وأنا جيت بقى عشان افوقكم من الحلم ده

ضحك أمجد وقال بتسويف

_ بلاش انت لإنك عملت اللي مـ في حد يقدر يعمله.

تحدثت ليلى باستنكار

_ ولا كان هيقدر يعمل حاجة من غيري

اتسعت عينا أمجد بعدم استيعاب لما تقول وسألها

_ عملتي ايه ياعملي الاسود

تحدثت بغرور مصطنع وهي تجلس على المقعد

_ ولا حاجة عرفته طريق سامية اللي حلم بتثق فيها

نظرت إلى مصطفى وتابعت بغيظ

_ بس كان ممكن يودي نفسه فى دهية بجرئته دي

جلس مصطفى وهو يجيبها

_ على اساس سفرك لليونان مكنش جرأة بصراحة أحفاد الحاج عمران دول مصيبة كل واحد فيهم ليه حركة جريئة كده إنما أيه تودي في داهية

اتسعت أعينهما بصدمة وسأله أمجد بحيرة

_ وانت عرفت منين؟

قاطعهم دخول جاسر الذي ظهر عليه الهدوء قليلًا بعد تلك العاصفة التي خرج بها

_ السلام عليكم

ردوا جميعًا السلام ثم جلس معهم فقالت ليلى

_ طيب اسيبكم انا بقى

ظل أمجد ينظر إليها وهي تذهب حتى نبهه جاسر

_ خليك معانا هنا.. هنعمل ايه؟

التفت اليه أمجد قائلاً

_  متخافش ياسيدي كل حاجة ماشية زي ما اتفقنا بكرة الصبح هيكون المأذون معانا  وإن شاء الله يخلصوا ويطلعوا على الطيارة، بس كل واحد فيهم من طريق

سأله مصطفى بقلق

_ وفيه ايه لما تروح معايا؟

نظر إلى جاسر وقال بيأس

_  تهوره ده هيوديه في داهية، يا ابني انت أكيد هتكون متراقب من وقت ماتخرج  من البيت لحد ما تركب الطيارة ولما يشوفوها معاك مش بعيد يقتلوك ويقتلوها.

أيده جاسر

_ مش ولحدهم كل اللي ساعدهم هيروح معاهم، يعني نهدي كده ونتصرف بحكمة

تحدث أمجد بجدية

_ مصطفى الموضوع مش سهل زي مـ أنت فاكر فلازم كل خطوة تكون محسوبة ومن غير تهور اتفقنا؟

أومأ له على مضض

_ اتفقنا، بس

قاطعه جاسر بحدة

_  مفيش بس اللي قولنا عليه يتنفذ بالحرف، مش عايز أقولك إن لو جدك وعمك  عرفوا حاجة زي دي هما بنفسهم اللي هيقفوا قصادك ويرجعوا البنت لأهلها، وانا  أول واحد كنت هعمل كده بس لقيت إن خلاص المصيبة حصلت واللي كان كان.

أيد أمجد رأيه

_ فعلاً جاسر عنده حق ولولا إنى بثق في تصرفاته مكنتش وافقت

رد مصطفى باستنكار لقسوتهم عليه

_ بس الكلام ده لو هي عايشة مبسوطة مع أهلها وانا جيت خطفتها منهم، دا الجحيم أرحم من اللي هي فيه

وافقه أمجد بتعاطف

_ عارفين وده السبب الوحيد اللي مخلينا واقفين جنبكم واحنا مش بنطلب منك تسيبها إحنا بس عايزينك تكون هادي ومتتصرفش بتهور

اومأ لهم

_ تمام اللي تشوفوه

اخرج جاسر التذاكر من جيبه وقال بثبات

_ وانا جيبت التذاكر وإن شاء الله الموضوع يعدي على خير

❈-❈-❈

أصبح مصطفى على أتم الاستعداد للسفر

وغدًا في الصباح سيذهب مع جاسر وأمجد إلى القاهرة كي يتم عقد قرانه على حلم ويأخذها ذاهبين إلى الخارج.

ترجل مصطفى ورغم فرحته الكبيرة بحلم إلا إنه كان يتمنى أن يشاركهم فرحته

دلف الغرفة ليجدهم جالسين بوجوم لحزنهم على فراقه

تقدم منهم ليصافح جده ويقبل يده وهو يقول بأسف

_ عارف إن فراقي صعب عليك بس أوعدك إني هكلمك كل يوم واطمن عليك

ربت عمران على كتفه ورد بحب

_ تروح بألف سلامة ياولدي ويكفيك شر الطريق

أومأ له بابتسامة ثم تقدم من جليلة التي سبقتها دموعها وقالت بحزن

_ خلاص هتفارقنا

ابتسم بحب ودنى منها يقبل رأسها وقال بثبات

_ مين قال كده إن شاء الله هكلمك كل يوم وفيديو كمان كأني معاكم

ثم دنى من عمه الذي كان ومازال بمثابة أب له وقال بصدق

_ بصراحة اتعودت عليك فى حياتي مش عارف إزاى هقعد المدة دي كلها من غيرك

ابتسم جمال بود ليربت على كتفه بقوة

_ وانت كمان بعتبرك واحد من ولادي زيك زيهم بالظبط بس ياريت اول ماتخلص علامك ترجع على طول.

ابتسم بحب وقال بتأكيد

_ من غير ما تقول آخر يوم في الامتحانات هرجع على طول.

_ إن شاء الله، انا حولتلك مبلغ بسيط على حسابك تمشي به نفسك لحد ما تستقر هناك

تذكر مصطفى امر الرسالة التي وصلته أمس وقد ظن انها من والده فلم ينتبه لاسم المرسل فقال

_ بس المبلغ كبير أوي و….

قاطعه جمال

_ مش كبير ولا حاجة انا لسه قايلك انت زيك زي جاسر وطبيعي اني اعمل كده معاه

لم يجد كلمات يصف بها مدي امتنانه له فقال بحب

_ متشكر اوي ياعمي

نظر إلى وسيلة التي وجد معها حنان لا يوصف

_ هتوحشيني أوي

_ وانت كمان اتعودت عليك معانا

اكد لها

_ هكون معاكم برده، بس خلي بالك من سارة

اكدت له

_ سارة جوة قلبي بس ربنا يهديها وترجع

نظر إلى جاسر وتابع بمغزي

_ هترجع إن شاء الله

اهتزت نظرات جاسر وقال بحدة

_ خلصت محن ولا لسه

اوما له

_ اه خلصت هكمل الباقي في المطار مع حازم ومعتز

_ وبالمرة تعدي على ليلى في المستشفى

ضحكوا جميعًا

_ لأ كفاية المحن اللي هي فيه دلوقت يلا ياسيدي

خرجوا من المنزل ومروا على المشفى وكان أمجد بانتظارهم هناك

❈-❈-❈

في المشفى

جلس أمجد معها في كافتريا المشفى وهو ينظر إليها بغيظ

_ عاجبك كده والكل عمال يبصلنا زي اللي اول مرة يشوفوا اتنين مخطوبين؟

ردت هى بغيظ من فعلته

_ طبيعي لإن مجيك أصلًا هنا مينفعش

_ بت اتعدلي لاعدلك أنتي بقيتي خطيبتي خلاص وأشوفك في المكان اللي يعجبني

نظر إلى تلك العيون التي تراقبهما وقال

_ ولا فيه سبب تاني؟

اتسعت عينيها ذهولًا من حديثه وقالت بحدة

_ ايه سبب تاني ده؟

عاد ينظر إليه بحنق

_ اللي قاعد مشلش عينيه من علينا ده

لم تستطيع النظر إلى حيث يشير وقالت بعتاب

_ يعني انت جاي عشان كده بس؟

ابتسم لها بحب عندما رآى عبوسها وقال بمرح

_ للسببين وحياتك السبب الاول إنك هتوحشيني والتاني عشان أخليه يفقد الأمل من جواه

لم يعجبها تصرفه وقالت بجدية

_ بس ياأمجد كده مينفعش احترم مشاعر الناس لإنها حاجة مش بأديهم

إحنا مش هندخل جواهم ونعاتبهم على احاسيسهم

عقد حاجبيه بغيرة واضحة وسألها بحدة

_ ومالك متعاطفه معاه ليه؟

_  لإني جربت الاحساس ده وعارفه اد أيه هو مؤلم بلاش نخلي غيرنا يعيشه، هو  خلاص قطع أي أمل من قبل حتى مانتخطب فمكنش ليه لزوم اللي انت عملته ده

تطلع إليها قليلًا ثم سألها

_ انتي شايفة كده؟

لاحظت الضيق الذي يتحدث به وقالت بهدوء

_ انا مش شايفة حاجة كل اللي بقوله إننا نحترم مشاعر الغير مش أكتر

رن هاتفه ليجد المتصل جاسر فنهض قائلًا بحزم

_ أنا ماشي دلوقت بس أى حد هيفكر بخياله أنه يخدك منى هيكون حسابه عسير معايا

تركها وغادر من المشفى ليجد جاسر ينتظره بالسيارة أمام المشفى

صعد بجوارهم

_ السلام عليكم

ردوا جميعًا السلام

فسأله جاسر بشك

_ والبرد ده مجاش إلا النهاردة ولا ايه؟ انت امبارح كنت كويس

اومأ له متظاهرًا بالتعب

_ اه بالظبط قومت من النوم لقتني بعاني من البرد

هز راسه بشك وسأله

_ البرد راح خلاص؟

أومأ له بتأكيد

_ اه الحمد لله

_ ربنا يشفيك.

نظر إلى مصطفى وسأله

_ كلمت أبوك

اومأ له بعدم اهتمام

_ اه كلمته ووافق، تحسه أصلًا هو مش عارف بيوافق على أيه.

ربت جاسر على ساقه

_ المهم إنك تكون مع اللي بتحبها اى حاجة تاني مش مهم

ابتسم له بود وقال بجدية

_ خلي بالك من سارة، انا مقدرش أءمن حد عليها غيرك، سارة اه مندفعه وتفكرها يمكن يكون غير منطقي بس اللي انا واثق فيه أنها بتحبك

التزم جاسر الصمت وعينيه تنظر للطريق أمامه بشرود

" بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"

تلك الجملة التي نهى بها المأذون قرنهما تحت فرحه وسعادة من الجميع

كان جاسر ينظر إلى سارة بملامح مبهمة مما جعلها تشعر بالقلق منه

هى تعلم جيدًا تلك النظرات يخفى خلفها توعد عسير

تهربت من عينيه ونهضت لتبارك لأخيها ومازال داخلها يرتعد خوفًا من تلك النظرات التي لا ترأف بها

نهض أمجد ليهنئ الجميع

_ الف مبروك ياجماعة بس خلاص لازم نمشي دلوقت عشان ميعاد الطيارة

نهض جاسر أيضًا وهو يؤيده

_ فعلًا مفيش وقت، انا هاخد سارة وحلم واخرج من الباب الوراني للعمارة واسبقكم على هناك وانتوا حصلوني

ارتعد داخل سارة خوفًا وقد تأكدت بأنه ينوي فعل شئ لكنها استسلمت له وخرجت معه هى وحلم وذهبوا دون نقاش

في المطار

ظل مصطفى يبحث عنها لكنه لم يجدها، اتصل على جاسر وليلى لكن لا احد منهم يجيب

النداء الاخير وهى ليس لها وجود هم بالخروج من المطار لولا تلك الرسالة التي جعلته يتصلب في وقفته…..


44=الفصل الأخيــــــــــــــــــــــــــر

أنخفق قلبه خوفًا عليها وهو يبحث في كل مكان لكن لا يجد لها أثر

تلاعب الشك بداخله وحاول الاتصال مرارًا وتكرارًا وهم بالعودة والبحث عنها لولا وصل تلك الرسالة التي قرأها بخوف

" المطار متلغم برجالة سالم، اركب الطيارة وإياك تبين حاجة "

لم تطمئنه تلك الرسالة بل زاد خوفه وهو يتجه إلى الطائرة بقلب منقبض

صعد إليها وهو يلتفت حوله يبحث عنها بقلبه قبل عينيه

يخشى من عثورهم عليها ويكون بذلك بعثها للموت بيديه

دلف الطائرة وجلس على مقعده ينظر إلى مكانها الفارغ

أُغلق باب الطائرة وأغلق معه أى أمل في مجيئها

لا لن يحدث ويذهب دونها هم بالنهوض لكنه سمع صوتها الحاني يقول

_ مكاني لوسمحت.

رفع عينيه إليها ليراها أمامه بعينيها التي أسرته وتحدث بولع

_ مكانك مـ انتي استوليتي عليه خلاص قلبي واسمي وعمري عايزة ايه تاني

جلست على المقعد المجاور وقالت بابتسامة أرهقت قلبه

_ عايزة كل حاجة تخصك تخصني أنا كمان.

تناول يدها يقبلها بعشق جارف

_ وانا كلي ملكك أعملي اللي انتي عايزاه

اتسعت ابتسامتها وهي تتشبث به أكتر

_ انا مش مصدقة نفسي حاسة إني جوة حلم

طمئنها بحب

_ لا ياستي مش بتحلمي ولا حاجة بقيتي مراتي وحبيبتي وعمري كله.

انطلقت  الطائرة بعد أن بعث برسالة لجاسر يطمئنه فيها مما جعل جاسر يبتسم بانتصار  ثم نظر إليها وكأنه يتوعد لها مما جعلها ترتبك ثم تهم بالهروب من جواره  لكنه علم ما تنتوي فعله فقام بجذبها من ذراعها وأغلق باب السيارة وهو يقول  بتوعد

_ بتهربي على فين؟ انتي فكرك اللي حصل ده هيعدي بالساهل

جذبت ذراعها من يده وقالت بحدة تتسلح بها كي تنحي ضعفها

_ وانت مالك؟ يخصك في ايه؟

نظر إليها بقوة وغمغم من بين أسنانه

_ احفظي لسانك ومتزوديش حسابك معايا، هيبقى لينا كلام كتير بس لما نوصل البلد.

اتسعت عينيها بصدمة من حديثه وقالت بحدة

_ ومين قالك اني هرجع معاك؟

انطلق جاسر بسيارته وهو يجيب باتهام

_ مش بمزاجك هترجعي غصب عنك مينفعش أسيبك هنا وتدوري على حل شعرك من غير رقيب

صاحت به غيظًا من اتهامه لها

_ انا مسمحلكش تتكلم عني كدة

ضغط على مكابح السيارة حتى جعلها تصرخ بصدمة ثم التفت إليها وعينيه تقدح شررًا وقال بحنق

_ لا هتسمحي واللي هقول عليه بعد كده تنفذيه، فاهمة ولا لأ

قال كلمته الأخيرة بحدة جعلها تنتفض بخوف

لكن عنادها آبي الرضوخ له وقالت بعناد

_ لا مش فاهمه انت خلاص مبقاش ليك حكم عليا، ولا انت ناسي إنك طلقتني

كانت تتحدث وكأنها تعاتبه على ما فعل مما جعله يندهش من ذلك

اليست هي من طلبت ذلك وأصرت عليه، لما ذلك التذمر إذًا

ظل يتطلع إليها للحظات وقد آلمه اشتياقه لها فقال بهدوء

_ لأ مش ناسي، بس أنا خلاص رجعتك.

انقبض قلبها خوفًا وعقلها لا يستوب ما سمعه، فسألته بريبة

_ يعني ايه رجعتني؟

ضغط مقود السيارة وانطلق بها وهو يجيب بثبات

_ زي الناس

رغم سعادتها بذلك الخبر إلا إنها لن تستطيع العودة الآن، لم يأن الآوان بعد عليها الإصرار على البقاء ورفض العودة معه.

فقالت بأمر

_ نزلني

لم يهتم بما تقول وظلت عينيه مصوبةً على الطريق وهي لا تريد الاستسلام فصرخت به

_ مش هرجع معاك مهما عملت

لم يبالي بما تقول مما جعلها تزداد عنادًا وقالت بتهديد

_ إن موقفتش العربية انا اللي هوقفها

نظر لها من جانب عينيه يتطلع على غضبها الطفولي ثم عاد ينظر إلى الطريق أمامه

أنعطف  بسيارته ليأخذ طريقه للصعيد مما جعلها تنظر إلى زر الفتح بجواره فاندفعت  مسرعة تضغط عليه دون ان يستطيع منعها منشغلًا بالمقود الذي اهتز من فعلتها  وقال بغضب

_ بتعملي ايه؟

فتحت باب السيارة وقالت بتهديد

_ وقف العربية

اندهش جاسر من إصرارها على عدم العودة وتذكر موقف مشابه لهما لكن كانت تتوسله كي لا يعيدها إلى القاهرة

وهي الان تعيدها لكن تلك المرة تريد العودة إليها

توقف بالسيارة على جانب الطريق ثم نظر إليها ليقول بهدوء

_ اتفضلي إنزلي

بدون  تردد ترجلت من السيارة ونزلت منها تحت نظراته القاتله واخذ ينظر إليها  بغضب وهي تشير إلى إحدى سيارات الاجرة التي توقفت أمامها وقبل أن تقترب  منه

اندفع هو وتقدم منها يجذبها بعنف من ذراعها ويقول بحنق

_ انتي فاكرة نفسك بتعملي ايه؟

حاولت الإفلات منه وهي تقول بقوة

_ أوعى سيبني انا مش هرجع معاك

صاح بها بهدر

_ هترجعي غصب عنك

ترجل السائق من سيارته عندما رآي تهجمه عليها وتحدث بتهديد

_ انت هتسيبها ولا اتصرف معاك

نظر إليه جاسر بغضب وقال بهدر

_ خليك في حالك وشوف رايح فين

بغضبه وصوته الهادر جعل الرجل المتظاهر بالقوة يرتد سريعًا عندما لاحظ أيضًا لهجته الصعيدية

وصعد سيارته وانطلق بها

نظرت إليه بغضب شديد وقالت بحدة

_ انت عايز مني ايه تاني؟ مش كفاية اللي عملته فيه؟

نيران تشتعل بداخله لكن عليه ان يهدئها قليلًا حتى تعود معه فقال بخشونة

_ هترجعي معايا من سكات ولا أجبرك؟

اجابت بعناد وهي تزم فمها بغيظ

_ مش هرجع وأعلى ما فـ خيلك اركبه

ضاق به ذرعًا من عنادها وهم بالتقدم منها لكنها أسرعت بالهرب من أمامه

اندهش للحظات من فعلتها لكنه انتبه لنفسه فأسرع إليها حتى دنى منها يوقفها لكنها صرخت بغضب وهي تحاول الافلات منه

_ سيبني بقولك مش هرجع معاك

عاد يجذبها إلى السيارة وهي تعافر معه وتضربه بقبضتها الضعيفة لكنه لم يتأثر

فتح السيارة وألقاها داخلها بغضب مما جعل الغيظ يشتعل أكثر بداخلها.

أخذ مقعده متوليًا القيادة وانطلق بها في وجوم تام حتى وصل بها إلى البلدة

ظلت على وجومها ولم تتحرك من مكانها، فقال لها بأمر

_ إنزلي

لم تجيبه وظلت على ثباتها مما جعله يترجل من السيارة متلفًا لجهتها وفتح الباب وجذبها منها رغم تمنعها وهي تقول برفض

_ قلتلك مش هنزل

رد بحدة

_ وانا قلتلك مش بمزاجك

أخرجها عنوة من السيارة وجذبها إلى داخل المنزل لينصدم الجميع مما يروه

نهض جمال ووسيلة كي يعرفوا ما يحدث لكن جاسر تحدث بحزم

_ محدش يتدخل بينا

لم يجادله جمال لعلمه بحالة ابنه فقال بهدوء

_ طيب براحها عليها

ذهلت سارة من حديث عمها وقالت برجاء

_ انت هتسيبني ليه؟

حاول جمال اخفاء ابتسامته وهو يقول

_ متخافيش ميقدرش يعملك حاجة وانا موجود

نظرت لجدها تستنجد بها وقبل أن تتفوه بحرف

جذبها إلى الأعلى ودلف بها غرفتهم مغلقًا الباب خلفه بحدة

تقدم منها بخطوات لترتد هي للخلف وقد ازدردت لعابها بخوف وقالت بتخذير واهن

_ لو قربت مني هصرخ وافضحك

انصدمت عندما سمعته يقول بلهجة حازمة

_ ممكن أعرف انتي بتعملي كده ليه؟

اهتزت نظراتها وشعرت بعينيه الحادة تخترق داخلها فقالت بصوت مرتبك

_ بعمل ايه أنا كل الحكاية إني مش عايزة أعيش معاك بعد اللي عملته

رفع حاجبيه متسائلًا

_ أنا عملت أيه؟

رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول الثبات أمامه وقالت بحدة

_ تقصد معملتش ايه، لو كنت فاكر إن بالطريقة دي هتجبرني أعيش معاك تبقى غلطان، انا هروح لجدي وأخليه يحميني منك.

لمحة واحدة إلى عينيها أظهرت له مدى التشتت والضياع التي تشعر به

تقدم منها خطوة وقد لانت ملامحه وهو يسألها بلهجة بثت الاطمئنان بداخلها

_ مخبيه عني أيه؟

ارتبكت نظراتها واشاحت بوجهها بعيدًا عنه وقالت باحتدام

_ مفيش حاجة عشان اخبيها

رفع يده إلى وجهها كي يجعلها تنظر إليه وقد ظهر على وجهها عذاب لم يراه عليها من قبل مما جعله يشعر بالقلق عليها وقال بلوعة

_ قولي وأوعدك إن مهما حكيتي مفيش حاجة هتتغير

تشتت نظراتها والحزن المرتسم بداخلهما جعله يوقن بأن هناك سبب قوى دفعها لفعل ذلك كما أخبره مصطفى

_ سارة أنا بحبك وعايز أبدأ حياتي معاكي مش هقدر أتحمل تبعدي عني أكتر من كده

تساقطت  دمعه حاره على وجنتها آلمت قلبه فقام بمسحها بإبهامه وتطلع إليها بكل الحب  الذي يحمله لها وهو يقول بصوت هادئ بث الآمان بداخلها

_ طول ماانا جانبك متخافيش من حاجة، قولي وريحي قلبي

هزت رأسها والدموع تنهمر من عينيها وقالت بأسف

_ لو كان ينفع كنت قلت من الأول.

أومأ لها بتفاهم فيكفي بأنه علم بوجود سبب لما قالته فتحدث بعشق

_ مش هضغط عليكي وهسيبك لحد ما تيجي تحكي بنفسك

اومأت له بألم وهو ابتسم لها بحب ومسح دموعها بابهامه وتحدث بشوق

_ خليكي واثقة إني عمري مـ هتغير مهما كان السبب اللي مخبياه، ودموعك دي مش عايز أشوفها تاني لإنها بتقتلـ.ـلني

ابتسمت  عينيها ودق قلبها بعنف يجبرها على الرضوخ لعشقه الأخذ لكنها تخشى عليه من  قسوة والدها فهمت بالاعتراض لكنه وضع يده على شفتيها يمنعها من الاعتراض  وقال بوله

_ مش عايز اي اعتراض، كفاية بعد لحد كده، ولو على العقاب انا بعترف إني اتعاقبت بما فيه الكفاية

ارجوكي حني عليا وكفاية بقى

أومأت  له بابتسامة وبنظرات عشق يراها لأول مرة في عينيها مما جعلت الدماء تهدر  بقوة في عروقه واقترب منها أكثر ليرفع وجهها إليه ليملي عينيه من قسمات  وجهها الهدئ وقال بوله

_ بحبك.

اتسعت ابتسامتها بخجل واخفضت وجهها ليرفعه لمرمى عينيه ويقول بلوعة

_ بلاش تبعديهم عني خليهم ديمًا أدامي

هزت راسها بإيماءه خافته وقد تاهت نظراته في ملامحها حتى استقرت على ثغرها المهلك لقلبه وقد اشتاق لملمسهم الرخو وتذوق شهدهما

ملس عليه بإبهامه وهو يتطلع إليهم برغبة وقال بتحشرج

_ وحشتيني آوي

مال عليها ليأخذهم في قبلة فقد فيها تحكمه في مشاعره وكأنه يغوص في بحور العشق وكلما يستمتع بحلاوته كلما يغوص به اكثر وأكثر

لم تقاوم ولم ترفض بل كانت أكثر من مرحبة بتلك المشاعر التي اختبرتها على يده هو

وأخذ يقبلها بلهفة وشوق جعلها تستسلم ليديه التي حاوطتها بعشق متملك ولم يترك لها فرصة للتراجع

❈-❈-❈

في غرفة جمال

دلفت وسيلة خلفه وهي تقول بقلق

_ انا خايفة ابنك يعمل حاجة تزعلها تاني

جلس جمال على المقعد وقال بثقة

_ متخافيش جاسر اتعلم الأدب على اديها ومش هيقدر يعمل حاجة تضايقها تاني

لم تقتنع بحديثه وجلست على المقعد بجواره وهي تقول بريبة

_ انت مش شايف شكله كان عامل إزاي

هز رأسه بغيظ

_ اه شفت انا الفترة دي شفت كتير من ابنك تاني مرة يتحداني بعد مـ كان مبيقدرش يرفع عينيه فيا

تمتمت وسيلة بتعاطف

_ غصب عنه برده الفترة اللي فاتت دي كانت قاسية عليه أوي

ربنا يهديهم ويصلح حالهم

❈-❈-❈

في غرفة جاسر

كانت تتوسد صدره تستمع لدقات قلبه الرتيبة بسعادة بالغة

فهذا مسكنها ولن تبعد عنه مهما حدث، لن تضحي بسعادة معه لأجل أحد، ومن اخطأ فعليه تحمل نتيجته

رفعت رأسها لتنظر إليه وتحدثت بهمس

_ جاسر انت نمت

اجابها وهو مازال مغمض العينين

_ تؤ بس سيبك تسمعي دقات قلبي اللي بتقولك أحلى كلام

ابتسمت بخجل من كلماته المعسولة والتي لم يكف عنها منذ رجوعهم فسألته بلوع

_ بس انا مفهمتش حاجة شكلي كدة مليش في لغة القلوب

فتح عينيه لينظر إليها ثم اعتدل ليستلقي على جانبه كي ينظر إلى ملامحها التي يعشقها وتحدث بوله

_ بيقول إنه بيحبك وإنك أجمل حاجة حصلت في حياته، بيعترفلك بأنك الروح اللي رجعت ليه الحياة بعد ما كان زاهدها ومش منتظر منها حاجة

انتي النفس اللي بيخليني عايش ومن غيرة أموت

وضعت يدها عل فمه تمنعه من قسوة تلك الكلمة

وقالت بخوف

_ أوعى تقول الكلمة دي تاني لأنها قاسية اوي

تحولت نظراته لعتاب وهو يسألها

_ ولما هي قاسية كده ليه سيبتيني أوموت من غيرك لاح الحزن في عينيها وأخفضتها بألم وهي تتذكر قسوة الماضي

_ للاسف ياجاسر إحنا اتعرفنا على بعض في اوقات صعبة أوي

وكل حاجة حوالينا كانت واقفه ضدنا

كرهك لبابا بماضيه؛ والمشكلة اللي كنت فيها وخاصةً لما اتهمتني بإني جاية ادري مصيبتي عندكم

حاول جاسر ان يمنعها لكنها أصرت

_ ارجوك سيبني أخرج اللي جوايا

أنا أولًا مكنش ليا أصحاب، ساندي الوحيدة اللي فرضت نفسها عليا وللأسف بقينا اصدقاء

أخوها لما بيرجع من السفر كان بيعدي عليها في الجامعة ياخدها

لما شافني معاها طلب يتقدملي بس كنت برفض

آخر ما زهق عمل اللي عمله ده وأوهمني انه لمسني

نهشت الغيرة بداخله عندما تذلك هذا الأمر لكنه ظل صامتًا يستمع بصبر وروية

_ في الوقت ده مكنش ادامي حل غير إني أموت نفسي لإني مكنتش هتحمل وجوده في حياتي وخاصةً بعد اللي حصل

كنت خلاص هرمي نفسي في النيل بس حاجة جوايا فكرتني بيكم وبتشدني ليكي بشكل عجيب

كنت جاية اتحامى فيكم لإني لو فضلت وبابا عرف كان هيجبرني اتجوزه

محستش بنفسي غير وانا بركب القطر وسافرت ليكم

مكنتش عارفه هتقبلوني إزاي بس لما فتحتلي انت الباب قلبي انقبض بخوف

وبعدها شفت مقابلتكم ليا وحبكم اللي مشكتش فيه لحظة واحدة

وقتها ندمت إني معملتش كدة من زمان وجيت غصب عنهم وبدأت أحملهم الذنب لدرجة إني مكنتش عايزة اشوفهم تاني

وجيت انت عرفت كل حاجة

منكرش إني في البداية كنت مش بطيقك بس لما طلبت تتجوزني وتكتم الموضوع عليت أوي في نظري

وكنت بعذرك لما تكلمني بحدة أو تقسى عليا لإنك مكنش ليك ذنب تتحمل نتيجة غيرك

بس اكتر حاجة كانت بتجرحني لما كنت بتقرب مني وبعدها تبعدني عنك بمنتها القسوة

قاطعها جاسر بإصار ولم يعد يستطيع تحمل الحزن والانكسار الذي غلف صوتها

_ كفاية لحد كده لإن الباقي انا عارفه كويس

سارة  اللي فات خلاص راح وانتهى وكل اللي عايزك تعرفيه إني كنت ببعدك عني لإني  مش مستعد إني أقرب منك واللي ظلمك عايش حياته عادي، كان لازم انتقملك منه  الأول وبعدها كنت هرجعلك واعترفلك بحبي زي ما حصل في القاهرة

خلينا ننسى اللي فات ونبدأ حياتنا من غير أوجاع

أومأت له لكنها تذكرت امر والدها فقالت بتشتت

_ بس في حاجة عايزة أطلبها منك

قطب جبينه متسائلًا فتابعت برجاء

_ أرجوك بلاش بابا يعرف إننا رجعنا لبعض؟

تأكد ظنه وعلم بأنه السبب الرئيسي خلف عنادها فقال بتعجب

_  هو أصلًا محسش بغيابك عشان يسأل، انا بقيت مستغرب في كتب الكتاب النهاردة  كأنه واحد غريب جاي يقوم بدور الوكيل ويمشي على طول، يمكن أمك اللي كانت  مهتمية اكثر وباين عليها القلق

إنما هو تحس أنه في عالم تاني.

اخفضت عينيها بحزن مما جعله ينهر نفسه على اندفاعه بالحديث فرفع وجهها بأنامله وقال بحب

_ من النهاردة انا هكون جوزك وابوكي وأخوكي وأمك لو حبيتي كمان

ضحكت سارة مما جعله يسرح بها وقال بولع

_ مش عارف انت عملتي فيا أيه؟ من اول مرة شفتك فيها وانا مبقتش ملك نفسي.

تحولت نبرته بتوعد

_ بس وديني لطلعه على عينيك

حاولت الأفلات منه لكنه جذبها إليه ليدخلها في عالمه الخاص

❈-❈-❈

في غرفة ليلى

محاولات للاتصال بها لا تكل وهي ترد برسالة مقتضبه بأنها مشغولة

لكنه لم يمل وعاود الاتصال مراًر وتكرارًا حتى اشفقت عليه وردت بفتور

_ نعم

اغتاظ من ردها ورد بحدة

_ ايه نعم دي إن شاء الله، ماتدعدلي لعدلك

ردت بعناد

_ والله ده اللي عندي

_ كل ده عشان ايه؟

ردت بعتاب حاد

_ اسأل نفسك

_ سألتها ومعرفتش قولي بقى ايه اللي زعلك؟

ردت بغيظ

_ عشان كنت فاكرة ان حضرتك جاي المستشفى عشان وحشتك وعايز تشفني قبل ما تسافر لقيت جاي تستهزئ بمشاعر غيرك

اشتعلت الغيرة بداخله وقال بانفعال

_ وانتي مالك شاغلة نفسك بيه ليه؟

اغتاظت اكثر من اتهامه وقالت بحدة

_ انا مش شاغلة نفسي بيه او بغيرة بس

تنهد بضيق

_ احنا هنقضى المكالمة في خناق

ردت باستنكار

_ انت اللي بتتخانق مش أنا

اومأ لها بغيظ

_ ماشي ياستي حقك عليا، بس انا برده جيت عشان وحشتيني

ابتسمت بحب وقالت بثبات

_ مش مصدقة

رد بصدق

_ لا صدقي انا فعلًا كنت جاي عشانك بس لما لقيته في الكافتيريا عرفته على طول من نظراته وعشان كده اضايقت.

_ ماشي هصدقك قولي بقى عملتوا ايه النهاردة كان نفسي اعيش معاكم المغامرة دي.

❈-❈-❈

في الصباح

خرجت وسيلة من غرفته وهي تنتوي الذهاب إليهم كي تطمئن عليهم

خرج خلفها جمال وقد اندهش عندما وجدها تقترب من غرفتهم وقال بدهشة

_ انتي رايحة فين؟

استدارت إليه وردت بقلق

_ هشوفهم عموا ايه، انا خايفة تكون انهارت تاني

تقدم منها ويجذبها بعيدًا عن الغرفة

_ مينفعش قولنا محدش يدخل بينهم

لم  تقتنع بحديثه وهمت بطرق الباب لكنها توقفت عندما سمعت  ضحكت جاسر التي لم  تطرق اذنها منذ وقت طويل مما جعلها تبتسم بسعادة غامرة فيقول جاسر بسعادة  أيضًا

_ ارتحتي كده، يعني منكده عليا طول الليل بسببهم وهما مقضينها ضحك

نظرت إليه بفرحة

_ الحمد لله انا هروح اعملهم فطار محصلش

تركته ليسير هو خلفها يسألها

_ وانا؟


45=الخاتمـــــــــــــــــــــــــــة 1

لحظات من الخيال وهي داخل أحضان ذلك العاشق الذي لم يكف لحظة واحدة عن بثها مدى ولعه بها

لم يغمض لهم جفن خوفًا من أن يستيقظوا فيجدوا أنهم داخل حلم جميل وتم الاستيقاظ منه

لكن أخذ التعب منها مبلغه وغفت بين ذراعيه بإرهاق

أما هو فرفض النوم وفضل أن يتأملها وهي نائمة في أحضانه الساجية

كان يتلاعب بخصلاتها التي يعشقها ويتأمل ملامحها الهادئة

فهي من علمته الحب وأبجاديته

مال عليها يقبل جبينها لتشعر هي بلمسته تلك

فتحت عينيها بتثاقل لتلتقي بعينيه التي تنظر إليها بعشق فقالت بنعاس

_ مصحتنيش معاك ليه؟

أخذ يدها يقبلها بشوق وحنين وقال بتوق

_ انا منمتش عشان أصحيكي

تطلعت إليه لتسأله

_ ومنمتش ليه؟

اجابها بشغف وهو يتتبع بأنامله خطوط وجهها

_ مش قادر أغمض عينيه عنك، كل ماأغمضها توحشيني افتحها تاني

ضحكت سارة بخفوت وهي لا تتخيل أن جاسر باستطاعته قول مثل تلك الكلمات التي تذيب قلبها مما جعله يسألها بحدة مصطنعة

_ بتضحكي على أيه؟

تطلعت إليه بنظرة يملؤها الولع

_ مكنتش اعرف إنك بتقول كلام حلو كده، كنت ديمًا شديد وصعب التعامل معاك

رفع حاجبيه متسائلًا

_ عارفه ليه؟

هزت راسها بنفي فأجاب

_ عشان كنت بتخبط مابين قلبي ومابين عقلي

تنهد بتعب من ذكرى تلك الأيام وتابع

_ لو تعرفي انا كنت بحارب نفسي ومشاعري اد أيه كنتي هترأفي بيا

بمعنى دق كنت هصعب عليكي

في البداية كنت بشوف فيكي منصور وانه هو اللي بعتك لغرد، كنت بهاجمك وفي الأول بس بعدها يأست ومقدرتش أقاوم اكتر من كده

كان يتحدث وعينيه تجوب ملامحها بهيام وأردف باعتراف

_ سارة انا اتجوزتك لإني حبيتك، صدقيني لو مكنتش حبيتك وجودك مكنش هيفرق معايا، بل بالعكس كان ممكن أعرف غيرك واكمل حياتي معها.

ضغطت على اسنانها بحنق ووكزته في كتفه وهي تتمتم بغيظ

_ معنى كده إنك كنت هتتجوز عليا؟

راقته غيرتها عليه وأكد بغرور

_ وليه لأ إنتي عارفه كويس إن أى واحدة تتمناني

تحدثت بانبهار مصطنع

_ ياسلام عـ التواضع

ضحك بسعادة افتقدها كثيرًا وتحدث بحبور

_ اتجوز واحب ازاي وانتي خلاص مليتي قلبي وعقلي ومشاعري غيرك ملوش مكان فيها.

تبدلت ملامحها لصلابة عندما أشتد الجوع عليها وقالت بضيق

_ جاسر انت مش ملاحظ حاجة؟

قطب جبينه بعدم فهم وسألها بريبة

_ حاجة أيه؟ خير.

اجابت باحراج

_ إنك مجوعني من امبارح الصبح والساعة بقيت عشرة ولسه برده مجوعني.

فرحته بها لم تجعله ينتبه لذلك مما جعله يشعر بالاحراج منها وقبل أن يعتذر طرق الباب ليعلم حينها بأنها والدته

_ دي أكيد وسيلة جاية تطمن.

شعرت سارة بالخجل واعتدلت وهي تغمغم باحراج

_ بلاش تفتح انا هكون محرجة منها أوي

نهض جاسر من جوارها وهو يتحدث بضحك

_ انتي هتتحرجي من وسيلة؟ انا نفسي مبتحرجش منها

تقدم من الباب ليفتحه فأسرعت هي بجذب الغطاء على وجهها كي لا تراها وتشعر بالاحراج.

فتح جاسر الباب ليجد والدته أمامه وتحمل الطعام لتقدمه إليهم بسعادة

_ صباح الخير ياقلبي.

رد جاسر بابتسامة مشرقة اشرقت عين وسيلة وهو ياخذ منها الطعام

_ صباح الورد ياسوسو، انتي بنفسك اللي جايبة الأكل

أومأت بسعادة لفرحته التي ظهرت واضحة على وجهه لكنها تذكرت تلك الكلمة التي كان يشاكس بها والده وقالت بتوبيخ

_ رجعت للكلمة دي تاني؟ انت عارف لو ابوك سمعها منك هيعمل فيك ايه؟

رد بثقة

_ ولا حاجة هو اليومين دول تحسي انه رمى طوبتي مبقاش بيدققلي على أفعال أو كلام

كانت سعادة وسيلة لا توصف وهي ترى ابنها يعود لطبيعته لكن بسعادة اشد وأقوى فسألته بريبة

_ قولي الأول اتراضيتوا ولا لسه

أومأ لها وقال ببهجة

_ أخيرًا ياأمي الحمد لله

اتسعت ابتسامتها وقالت بسرور

_ الحمد لله، يلا بقى ادخل صحيها عشان تفطر وبعدين تكمل نومها

أومأ لها بتفاهم

_ تمام، بس إن شاء الله الغدا هيكون معاكم.

رفضت وسيلة لإصرار

_ لأ غدا أيه! مينفعش…..

قاطعها بجدية

_ أمي وجود سارة مش هيغير أى حاجة وانتي عارفة كويس إني مش بعرف اكل من غيركم

أومأت له لكنها بقيت على نفس اصرارها

_ خلاص خليها في العشا لإن أصلًا شكلكم منمتوش

استسلم لها جاسر وعاد إلى سارة التي مازالت تخفي وجهها بالغطاء وضع الطعام على الطاولة ثم تقدمت منها ليجلس بجوارها ويتمتم بخفوت

_ اطمني خلاص مشيت

ضحك عليها عندما وجدها تخفض الغطاء بروية وسألته بلهفة

_ عرفت حاجة

هز رأسه بتأكيد

_ اه حكتلها اللي حصل بالتفصيل

تناولت الوسادة لتقذفه بها فيتفادها وهي تقول بغيظ

_ انت رخم

تظاهر جاسر بالجدية وهو يقترب منها متوعدًا

_ ضرب بالمخدة وكمان رخم! لا انتي شكلك مش مريحني ولازم اسلخلك القطة من أولها

وقبل أن يتقدم منها أسرعت بالنهوض والولوج إلى المرحاض مغلقة الباب خلفها قبل الوصول إليها

❈-❈-❈

في الخارج

دلف  مصطفى ومعه حلم إلى تلك الشقة الصغيرة التي استأجرها في مكان قريب من  الجامعة كي تكون قريبة منها، ولم تكن بنفس المستوى التي رغد به كلاهما.

كانت حلم تنظر إلى المكان بسعادة غامرة وكأنها داخل قصر مهيب تريد ان تتلمس جدرانه بانبهار وقالت بفرحة

_ جميلة أوي

ظن مصطفى أنها تقول ذلك كي لا تحزنه فتحدث بآسف

_ أنا عارف أنها صغيرة أوي ومش بنفس المستوى اللي كنتي عايشة فيه بس الفلوس اللي معايا يادوب تكفينا السنة دي و…..

قاطعته حلم وهي تقول بصدق

_  الشقة اللي مش عجباك دي وجودك فيها هيحولها لقصر في عينيه، مصطفى انت حولت  حياتي اللي كانت جوة الجحيم وعرفتها الجنة وحلوتها مش عايزة حاجة تاني من  الدنيا

كان في قمة سعادته وهو يستمع لكلماتها التي اشعلت نار الحب بقلبه فتقدم منها ليأسر يدها بين يديه وقال بشغف

_ وانا هعيش حياتي عشان اسعدك واعوضك عن كل لحظة حزن عشتيها بعيد عني.

دنى منها ليلغي تلك الخطوة الفاصلة بينهما وقال بشوق

_ لو تعرفي ان عشت بحلم باللحظة دي اد ايه؟!!

لدرجة إني بقيت بحلم بيكي حتى وانا صاحي

كانت تائهة في عينيه التي تبث لها مدى عشقه اللامتناهي وخاصةً حينما تابع

_ حلم أنا بحبك وعارف إن الطريقة اللي اتجوزنا بيها فيها ظلم كبير ليكي، بس أوعدك….

وضعت يدها على فمه تمنعه من مواصلة حديثه وقالت بنفي

_  مين قال كده، الظلم اللي بجد لو كنت سبتنى وتخليت عني، بس انت قاومت  وحاربو وعرضت نفسك للموت ووقفت أدام الدنيا كلها عشاني وده كفاية عليا اوي.

لم يجد الكلمات التي يصف بها مدى سعادته لها وغمغم بوله

_ وانا كمان مكتفي بيكي عن الدنيا كلها

طبع قبلة خفيفة على وجنتها مما جعلها تخجل من فعلته وكم راقه ذلك الحياء الذي زادها جمالًا وهمس بشوق

_ انا قلتلك قبل كدة إني بحبك

رفعت رأسها إليه لتومأ بخجل مما جعله يبتسم بمرح

_ يعني مش عايزة تسمعيها تاني؟

هزت راسها بنفي وقالت بخجل

_ لا عايزة اسمعها تاني وتالت ومليون

قرب وجهه اكثر منها وهمس بولع

_ بحبك

كان  لهمسه مفعول السحر بقلبها الذي أخذ ينبض بعنف وخاصةً عندما وجدته يميل  ليأخذ شفتيها في قبلة أطاحت بعقلها وجعلها تستسلم له ولعشقه الذي أخذها  لعالمه.

❈-❈-❈

في المساء

تجمعت الأسرة كعادتها على طاولة العشاء لكن ينقصها جاسر وسارة

قال حازم بمكر

_ هو جاسر اعتكف في اوضته ولا ايه، من وقت مـ جاه امبارح ومحدش شافة لعل المانع خير

نهرته وسيلة

_ خليك فـ حالك

تمتم معتز بجوار أذنه

_ هي مش أمك طلعتله الفطار، والفرحة مش سيعاها يبقى تم يامعلم

ضحك كلاهما تحت نظرات ليلى الحانقة وقالت بغيظ

_ بتقعدوا تتوشوش كده وبتضحكوا على ايه؟

تحدث حازم باستياء

_ خليكي في حالك والنبي باديكي اللي عايزة قطعها دي

_ وبعدين في خناقتكم اللي مش بتفض دي

كان هذا صوت جاسر الذي أصر على العشاء معهم رغم رفضها خجلًا منهم

رحب الجميع بهما بسعادة وجلسوا في مقاعدهم ليقول عمران بسعادة

_ حمد لله على السلامة ياسارة

ردت ليلى بسعادة

_ الله يسلمك يا جدو

تحدث جليلة بحبور

_ ها ياسارة ناوي تفضلي معانا ولا هتعاندي زي عوايدك

نظرت سارة إلى جاسر الذي يتطلع إليها ببهجة وتمتمت بخفوت

_ العمر كله معاكم ووسطيكم إن شاء الله

لم يجد الكلمات التي تصف ما يشعر به بعدما سمع منها كلماتها التي أطربت قلبه لينتبه على صوت جمال

_ نورتي بيتك ياسارة

نظرت إليه بتقدير وقالت بود

_ منور بجدي وبيك يا عمو منور بيكم كلكم.

أمسكت ليلى بيدها وقالت بسرور

_ مبسوطة أوي انك رجعتي، متعرفيش كنت محتجالك اد ايه

_ معاكي ياحبيبتي متقلقيش

اقترب حازم من معتز ليقول بخفوت

_ اخدت بالك شوف نازلين مبسوطين إزاي؟

الاول كانوا بينزلوا زي اللي مقتولهم قتيل إنما دلوقت ما شاء الله داخل علينا ماسك ايديها زي مـ يكون خايف تهرب منه

ضحك معتز بحفوت واردف له

_ لأ وكمان عمال يحطلها الأكل قدامها ناقص يأكلها قدامنا

ترك جاسر الملعقة من يده ونظر إليهما بحزم جعلهما ينظران في اطباقهما بصمت مطبق

وكزته سارة وتحدثت بعتاب

_ مالك ومالهم

كز على اسنانه بغيظ

_ ولو مشدتش عليهم مش هيبطلوا ودوده، المهم سيبك منهم ايه رأيك نطلع شهر عسل مع ليلى وأمجد

اتسعت ابتسامتها بسعادة كبيرة وسألته

_ بجد؟

اكد لها بحبور

_ ايه بجد هو أمجد وليلى أحسن مننا في أيه.

بس هنروح في مكان تاني غير اللي هيروحوه

هزت رأسها له بسرور جعلت قلب جليلة يدق ببهجة عارمة

وهي ترى أحفادها بكل تلك السعادة

اما عمران فقد شعر بالرضى وقد عادت البهجة تدق ابوابهم بعد طول انتظار

❈-❈-❈

في حديقة المنزل

أخذها  جاسر وذهب بها عند تلك الشجرة العتيقة التي تركت يومًا جرحًا غائرا بداخل  قلبه فأراد أن يبدل تلك الجراح بلحظات من ذلك الحلم الذي يعيشه

سألته بدهشة

_ جاسر انت جايبني هنا ليه؟

وقف بها أمام تلك الشجرة وحاوط خصرها بتملك وهو يقول بهيام

_ عايز أمحي من حياتنا أي ذكرى صعبة عدت علينا

بدأنا بأوضتنا، بعدها بالسفرة بعدها المكان ده اللي تقدري تقولي كدة اندبحنا فيه

عايز أغيره الذكرى السيئة بلحظات حلوة، مع ضحكت عمري اللي مصدقت لقيتها.

عايز امحي من حياتنا كل اللحظات الصعبة اللي مرت علينا

قربها إليه أكثر ليعانقها بحب وأردف

_ عايزك لما تيجي تبشريني بأول حمل لينا يكون هنا

حاوطت عنقه بحب وهي تنعم بذلك الدفئ الذي يحيطها وهي بين ذراعيه بعد ذلك الجفاء الذي أرهقهم وقالت بوله

_ وانا هعيش عمري كله عشان اسعدك وعمري ماهسمح للحزن انه يدخل بينا تاني

ابعدها عنه قليلًا كي ينظر داخل عينيها الاسير لسحرها

_ وانا بشهد عليا الدنيا والأيام إن حبي ليكى عمره ما هيقل، وهعمل المستحيل عشان أسعدك

كانت تنظر إليه وهي لا تصدق بأنها تسمع مثل ذلك الكلام منه وتحدثت بهيام

_ تعرف إن المشاكل أحيانا بتزود الحب جوانا؟

عقد حاجبيه مندهشًا من قولها وسألها باهتمام

_ إزاي بقى؟

أكدت له بثقة

_  لإن لما بيزعلوا من بعض طبيعي أنهم يبعدوا والبعد بيبقى صعب محدش منهم  بيقدر يتحمله والعند اللي جواه بيمحيه الاشتياق وهنا بيتأكدوا أنهم ميقدروش  يبعدوا عن بعض وهما كانت حدة المشاكل بينهم بيرجعوا لبعض وحبهم اللي بقى  اقوى بينسيهم.

كان يستمع إليها بأهتمام لكنه قال بتحذير

_ أوعي، مش معنى كده انك تسوقي فيها وكل شوية تنكدي علينا بحجة إننا بنجدد حبنا

ضحكت ابتهاجا وردت بتأكيد

_ لازم طبعًا مش هنقضيها حب في حب وكلام من ده، اكيد هنزعل

قطب جبينه بعتاب

_ واهون عليكي تجرحي قلبي

هزت راسها بنفي وهي تضع يدها على قلبه وقالت بهوى

_ مستحيل اقدر أجرحه انا عايشه عشان أسعده وبس.

اطرب قلبه حديثها الذي جعله يدق ببهجة عارمة وتحدث بعشق

_ وانا بأكدلك إن كل اللي جوايا ليكي فرحة هتملا حياتنا كلها.

تذكر جاسر أمر جده وقال بخفوت

_ زمان جليلة وعمران مش عارفين يناموا مننا

اندهشت من خفوته وسألته بخفوت مماثل

_ ليه؟

غمز لها بعينيه ناحية النافذة

_ عشان شباكهم قريب مننا ومفتوح كمان

انتبهت سارة له وقالت بضحك

_ طيب يلا بسرعة قبل ما ياخدوا بالهم مننا

جذبها جاسر ليعودوا إلى غرفتهم

_ يلا بسرعة.

❈-❈-❈

وقف حازم بتردد أمام غرفة جمال يرفع يده للطرق ثم ينزلها حتى استقر أخيرًا وطرقها

ثواني قليلة وفتحت وسيلة التي اندهشت من رؤيته

_ حازم في حاجة ياقلبي؟

حمحم بإحراج وقال بتردد

_ كنت عايز اتكلم مع ابويا في كلمتين

اشارة له بالولوج

_ ادخل هو بيتكلم في التليفون

دخل  حازم بتردد فوجد والده جالسًا على الأريكة يتحدث في الهاتف فأشار له جمال  بالجلوس ليتردد قليلًا قبل أن يفعلها لكنه عزم امره ولن يتراجع

انتهى جمال من مكالمته ووضع الهاتف بجواره ونظر إلى حازم الذي ارتبك قليلًا ثم تحدث بجدية

_ أنا كنت كلمت جدي في موضوع زينه بنت خالي وهو وافق، وجدي عاصم بردوا وافق وكنت عايزك تكلمهم ونقرا فتحة في فرح ليلى


الخاتمـــــــــــــــــــــــــــ2ــــــــــــــــــــــة

الجزء الثاني

في غرفة جمال

التزم حازم الصمت منتظرًا لرد أبيه الذي أخذ ينظر أمامه بوجوم أقلقه

فسأله بريبة

_ قلت أيه

تنهد جمال وقال بتعب

_ قلت لا إله إلا الله

ردت وسيلة

_ محمد رسول الله

نظر إلى حازم وتحدث بجدية

_  أولًا انت عارف معزت زينا عندي من معزت ليلى وسارة وانا لما اخترتها؛  أخترتها لجاسر لأنه مناسب ليها، إنما انت لسه ادامك تلات سنين جامعة….

قاطعه حازم برجاحة

_  انا عارف كل ده، وعارف كويس انه مينفعش دلوقت إلا لما اتخرج بس بصراحة انا  بحبها وهي رافضة أى كلام بينا لإن مفيش حاجة تربطنا وعشان كده كنت عايز  نقرأ فاتحة وبعد التخرج يبقى نتجوز.

عاد جمال لوجومه لكن وسيلة تحدثت بجدية

_ انا شايفة إن كلامه صح، وانا بصراحة مش عايزة بنت أخويا تبعد عني، كلم وليد واتفقوا على قراية فاتحة وبعد التخرج يبقى يتجوزوا

تحدث جمال بحيرة

_ انا مش عايز اشغله بحاجة غير الدراسة

اسرع حازم بالرد

_ لا متقلقش هجتهد وده هيكون دافع ليا قلت، ايه؟

ابتسم جمال لأبنه عندما رأى لهفة الشوق في عينيه وقال

_ اللي تشفوه من بكرة هكلم وليد ونخلي الفرحة فرحتين.

دنى حازم من والده يقبل رأسه وقال بفرحة

_ متشكر جدًا

ثم نظر لوسيلة وقال

_ ربنا يخليكي ياست الكل بعد اذنكم

خرج حازم من الغرفة ونظر جمال لوسيلة ليقول بحيرة

_ مش عارف اللي هعمله ده صح ولا غلط؟

تبسمت وسيلة برقة

_ مش غلط ولا حاجة وبعدين ده هيكون دافع ليهم أنهم يهتموا بتعلمهم عشان ميفوتوش سنة

هز رأسه بيأس

_ خلاص اللي تشوفوه

اتسعت ابتسامتها بسعادة

_ كدة احنا اطمنا على التلاتة عقبال معتز

ابتسم جمال على ذكر اسمه وقال بتقدير

_ تعرفي إن معتز ليه غلاوة تانية خالص غير باقي الولاد

بحسه عاقل بزيادة وبيوزن الأمور وخطواته ديمًا بيخطيها بعقل وحكمة، معندش الاندفاع والتهور اللي عند جاسر وحازم

حتى المشاكل بيعاملها برصانة ويحاول يلمها على اد مـ يقدر.

❈-❈-❈

مرت الأيام وسارة تنعم بذلك الدفئ والحنان الذي يغدقها به جاسر

وليلى التي تستعد لزفافها الذي سيقيم في البلدة بسعادة بالغة تختار كل شئٍ بعناية وساعدتها سارة في ذلك

وها هي ذا تقف في المطبخ تعد العشاء بسعادة وتتابعها وسيلة التي أخبرتها بالأكلات التي يفضلها جاسر

_ إن شاء الله الاكل هيعجبه

كانت سعدية تقف في المطبخ وهي تداري ضحكها على سارة التي تتخبط في كل شئ من حولها وقالت

_ كفاية أنك انت اللي عملاه ياست سارة لازم هيعجبه

أيدت سارة رأيها

_ اه طبعًا لازم يعجبه وإلا…

رفعت السكينة التي في يدها وقالت بتوعد

_ هنكد عليه نكد عمره

ضحكت وسيلة بسعادة على تلك الشخصية التي تحولت إليها سارة وقالت بحبور

_ وعلى ايه الطيب أحسن.

انتهت سارة من اعداد الطعام وقامت بغسل يدها وهي تقول بارهاق

_ كفاية لحد كده وهطلع أشوف ليلى زمانها محتاسه من غيري.

اكدت وسيلة

_ فعلًا كفاية كده والحقي ليلى

خرجت سارة من المطبخ وذهبت لغرفة ليلى كي تساعدها في تجهيز الحقائب لينتهوا بعد فترة طويلة وقالت سارة بتعب

_ أخيرًا خلصنا.

ابتسمت ليلى بامتنان لسارة التي ساعدتها في اختيار كل شئ ولم تتركها

_ متشكرة اوي ياسارة تعبتك معايا.

تقدمت سارة منها تعانقها بحب

_ متقوليش كدة احنا اخوات

ابتعدت عنها قليلًا كي تنظر إليها وقالت بمرح

_ هقولك على خبر حلو اوي، بصراحة انا مش قادرة أخبي عليكي اكتر من كده، انا وجاسر طالعين معاكم شهر عسل

تهللت ليلى بسعادة

_ بجد؟ يعني هنطلع كلنا مع بعض؟

ضغطت ليلى على شفتيها وقالت بأسف

_ للاسف لأ، جاسر قالي هنكون في مكان تاني.

أحبطت ليلى لكن سارة اقنعتها بمكر

_ عبيطة، لو جاسر راح معاكم اعرفي انكم مش هتتهنوا دقيقة واحدة هتاخدوا راحتكم خالص

أومأت بتفاهم

_ اه عندك حق، دا انا مـ هصدق اخلص منه، ربنا يعينك عليه

_ بقى كده؟ ماشي ياستي متشكرين

اتسعت اعينهم بصدمة عندما وجدوا جاسر يدلف الغرفة فضحكت سارة وهي تأكد لها

_ اهه هتلاقيه كل شوية فوق دماغكم زي كده

تقدم منهم ليدنوا من ليلى ليسألها بعتاب مرح

_ عايزة ترتاحي مني؟

تقدمت ليلى منه لتقول برقة

_ لأ طبعًا انا اقدر، احنا كنا بنهزر.

قبل رأسها بحب

_ أنا واثق من ده

نظر إلى سارة التي رفعت كتفها ببراءة زائفة

_ كنت لسه هقولها ده جاسر ده أطيب وأحن واحد في الدنيا بس انت دخلت

نظرت إلى ليلى وتابعت

_ مش كده ياليلى؟

زم ليلى فمها بغيظ ثم اجابت باستسلام

_ اه اه حصل بس انت دخلت قبل ماتتكلم، لو كنت بس أخرت شوية.

تطلع جاسر إليها بغيظ وقال

_ انتي هتقوليلي؟ المهم يلا عشان العشا جاهز وأمي بتقول أن سارة اللي عملاه بإديها ربنا يستر.

غمغمت سارة باحتدام

_ ايه؟ مش عجبك أكلي؟

رد بتسويف

_ هو انا لسه دقته! لما ادوقه هقولك، يلا بقى عشان اخرنا عليهم

أجتمعوا جميعًا على الطاولة والكل ينتظر تذوق الطعام الذي أعدته سارة وهي تحلس بسعادة تنتظر رأيهم

كان جاسر ينظر للطعام بسعادة لا توصف وينظر إلى سارة وهي تضع الطعام أمامه

_ يلا دوق وقولي رأيك

أومأ لها وقبل ان يتذوق سمع حازم يتحدث بغيظ لمعتز

_ طيب هي عايزة تاكل جوزها من إيديها احنا ذنبنا ايه

وكزه معتز بضيق

_ مـ تاكل وانت ساكت بلاش تزعلها

وتحدث جمال بخفوت لوسيلة

_ ايه ياوسيلة الاكل ده؟ انتي عارفه انها عمرها مادخلت مطبخ تقومي تخليها تعمل الاكل ده كله

ردت وسيلة بزعل

_ مهنش عليا ازعلها وسيبتها براحتها.

تردد جاسر بعد ان سمع حديث حازم فنظر إلى سارة التي قالت بابتسامة بريئة

_ كل ياحبيبي هيعجبك

حدثه حازم بمغزى

_ اه كل هيعجبك أوي

تناول جاسر الطعام بريبة، فلم يروقه مطلقًا

ليس بالسئ ولكن إن دل على شئ فأنه يدل على انها تجربتها الأولى، ويا لها من تجربة

_ ها ياحبيبي عجبك؟

نظر إليها بأسف وقال بنفي

_ لا ياحبيبتي للأسف معجبنيش

اتسعت عينيها بغيظ منه وقالت بحنق

_ بقى كده؟ شكل نومك على الارض وحشك، وديني لطلعه على عينيك النهاردة

نظر إليها باحتدام

_  عايزاني اغشك يعني، واديكي شايفة عمك بياكل ازاي، ولا حازم ومعتز اللي  بيبلعوا من غير ميستطتعموا، مفيش إلا ليلى لأنها اخدة على أكل المستشفيات

ووسيلة حطته جواها وسكتت

ازداد حنقها منه وقالت بغيظ

_ بس تيتا وجدي بياكلوا عادي

_ هما كدة، العادي بتاعهم بيكلوا في صمت، بس لو اتكلموا هيقولوا كتير

ازداد استياءها منه وقالت بحدة

_ تقل حسابك معايا اصبر بس لما نطلع اوضتنا.

نظر جمال ليلى وسألها باهتمام

_ ناقصك حاجة تاني ياليلى؟

هزت راسها برفض

_ لا يابابا كل حاجة خلصت خلاص.

تمتمت سارة ببعض الكلمات في اذن جاسر الذي ما إن سمعها وهو يرتوي من المياة حتى سعل بقوة انتبه لها الجميع

فقالت جليلة بخوف

_ سلامتك يا ضي عيني

ربتت سارة على ظهره بقوة وهي تقول بتوعد

_ متخافيش ياتيتا دي شرقة بسيطة مش هتعمله حاجة

قربت إليه الكوب وهي تقول بتوعد خافت

_ اشرب ياحبيبي اشرب دا انا هشربك المر النهاردة

في الغرفة

دلفت سارة إلى الغرفة ودلف هو خلفها يسألها بحدة

_ مالك مبوزة كده ليه

اشاحت بوجهها بعيدًا عنه وقالت باحتدام

_ خليك في حالك واعمل حسابك إنك هتنام على الأرض النهاردة

عقد حاجبيه متسائلًا

_ هو مين اللي ينام على الأرض؟ لا بقولك ايه الدلع اللي شفتيه عند منصور ده تنسيه خالص، يعني ميمشيش معايا هنا.

ضغطت على أسنانها بغيظ ونظرت إليه بغضب

_ ده مش دلع ده عقابك عشان اتعب طول النهار في المطبخ عشانك والآخر تقولي الأكل وحش ومش عاجبك

أكد لها وهو يجلس على الفراش

_ انا مقولتش وحش بالظبط، انا قلتلك حلو بالنسبة لأول مرة، بعد كده؛ دا إن حد سمحلك تدخلي المطبخ تاني يبقى هيكون أحسن إن شاء الله

زمت فمها بغيظ وصاحت به

_ تصدق انا غلطانة، ايه رأيك بقى أنا اللي مش هدخله تاني.

استلقى جاسر على الفراش وتحدث بعدم اهتمام

_ احسن برده، المهم تعالي جانبي عشان وحشتيني اوي النهاردة

اقتربت منه تجبره على النهوض

_ قلتلك مش هتنام جانبي

تنهد جاسر بتعب وقال من بين أسنانه

_ أغزى الشيطان وبلاش تخليني ارجع انا للوش القديم

تطلعت إليه بثقة وقالت بتحدى

_ ولا تقدر تعمل حاجة، الكلام ده كان زمان إنما دلوقت خلاص الامر أختلف وهنا عايشة في حماية جدي وعمي يعنى متقدرش تعملي حاجة.

اوما لها ثم نهض وهو يقول بتوعد

_ طب وريني بقى هتتحامي فيهم إزاي

وقبل أن يقترب منها انتفضت هي بخوف واسرعت بالخروج من الغرفة لتتفاجئ بجمال ذاهبًا لغرفته لتتحامى خلفه بخوف

_ الحقني ياعمي

اندهش جمال مما يحدث وخاصةً عندما وجد جاسر يخرج خلفها وهو يغمغم بغضب

_ وريني بقى هتتحامي فيهم إزاي

وقبل أن يصل إليها منعه جمال بحدة

_ في ايه؟ مالك ومالها؟

اجابت سارة بحزن زائف كي تأخذه في صفها

_ كان بيتخانق معايا ولما قلتله اني هنا في حماية جدي وعمي جري ورايا زي ما انت شايف

هز جمال رأسه بيأس من ولده الذي مهما حدث لن يتغير

فقام جاسر بالدفاع عن نفسه قائلًا

_ انت بتصدقها، كل الحكاية اني بقولها متعمليش أكل تاني

قلبت عليا ومش عايزاني أنام على السرير

بمكر ودهاء دافعت هي ايضًا عن نفسها

_ يعني هو ينفع إني افضل طول اليوم في المطبخ عشان اعمله الاكل بإيدي وهو  يقولي اكلك وحش متعمليش تاني

تعاطف جمال مع دهائها وتحدث بثبوت

_ لا طبعًا مينفعش، بس هو قالك كده عشان مـ يتعبكيش بس خانه التعبير مش اكتر

نفى جاسر وهو يتطلع إليها بغيظ

_ بتعرفي تمثلي، ماشي

تقدم منها رغمًا عن والده وجذبها من ذراعها الذي يشاهد ما يحدث ببهجة

❈-❈-❈

اصبح الجميع على قدم وساق أستعدادًا للزفاف والفرحة قد ملئت قلوب الجميع

جاء منصور بعد أن  تعلل بالانشغال

وهو حينما قال منشغلًا كان يتلقى بلاغ الإخلاء بكل شئ يتعلق به، إلا من ذلك المنزل  وأصبح خالي الوفاض حتى أولاده وزوجته

لكن عليه أن يذهب إليهم ويطالب بميراثه، فهذا حقه ولن يتنازل عنه.

وقف أمجد أمام المرآة ينظر إلى انعكاس صورة فارس الذي ينظر إليه بابتسامة عريضة وسأله

_ مالك بتبصلي كدة ليه؟

هز كتفيه وهو يجيب

_ مش مصدق بصراحة، الفترة الاخيرة اللي عيشتها معاك في المستشفى تخليني مش مصدق

عاد ينظر لصورته في المرآة وهو يرتدي ساعته وأكد بجدية

_ انا نفسي مش مصدق، بس برجع أقول إن اللي حصل ده عرفني الحلو من الوحش

التفت إليه وتابع

_ عندك مثلاً أسيل لو مكنش حصل اللي حصل ده كنت هعيش مخدوع فيها، ومكنتش صادفت ليلى ولا حبيتها

واقتنعت إن الشر ديمًا وراه خير

ربت فارس على كتفه وقال بحب

_ المهم انك رجعت أحسن من الأول واختيارك المرة دي كان أفضل أختيار، يلا بقى عشان عمي تحت محسسني أنه فرحه هو مش فرح ابنه

ضحك الاثنين ثم خرجوا من الغرفة

❈-❈-❈

وقفت ليلى أمام المرآة لا تصدق حتى الآن أنها ترتديه لمن أحبته وعشقته بكل كيانها

نظرت إلى سارة وكأنها تستنجد بها أن تخبرها بأنها حقيقة فأومأت لها سارة بسعادة كبيرة

_ اه حقيقة متخافيش

ضحك كلاهما وعانقتها سارة بسعادة

_ الف مبروك ياقلبي

دلفت وسلية التي ما إن رآتها حتى دنت منها تنظر إليها بفرحة وقالت بسرور

_ بسم الله اللهم بارك، طالعة زي القمر ياليلى

اتسعت ابتسامتها وقالت بحب

_ عشان انتي عيونك حلوة ياأحلى ماما في الدنيا

عانقت والدتها التي انتظرت كثيرًا حتى رآتها بذلك الثوب ثم ابعدتها عنها قليلًا كي تنظر إليها وقالت ببهجة

_ الف مبروك ياقلبي ربنا يتمملك على خير.

يلا بسرعة عشان أمجد وصل

اومأت لها ثم طرق الباب ودخل جاسر الذي يبتسم بسعادة وهو ينظر إلى أغلى الأحباب بلوعة فتقدم من ليلى وهو يقول بحبور

_ مبروك ياجميل

ردت بخجل

_ الله يبارك فيك ياحبيبي

_ امجد واقف بره مستنيكي هتطلعي ولا امشيه، انا عن نفسي عايز امشيه

ضحكت بخفوت وقالت بخجل

_ لا سيبه بلاش تمشيه

قبل جبينها واخذها وخرج بها من الغرفة ليجد امجد واقفًا ينظر إليها بولع

ثم دنى منها مأخوذًا بسحرها ولم يبالي بمن حوله عندما تحدث بسعادة

_ تعرفي إن النهاردة اجمل يوم في حياتي

اومأت له بخجل

_ اه عارفه

رفع حاجبيه متسائلًا

_ واثقة اوي كده

هزت راسها بنفي وقالت بخجل

_ لأ بختصر معاك الكلام عشان جاسر اللي هياكلك بعينيه ده

نظر إلى جاسر الذي استعجله

_ ياعم خلص في ناس مستانيه بره

أومأ له أمجد وأخذها خارجًا بها إلى حديقة المنزل حيث أقام لها احتفالًا بهارًا بسعادة من الجميع

كان ينظر إليها وكأنها حورية صعبت المنال وأستطاع أخيرًا امتلاكها بعشقٍ جارف

توقف ليديرها إليه ينظر إلى ملامحها التي يعشقها ويتأمل عينيها التي تبثه أجمل الكلمات التي لم يستطيع اللسان التفوه بها

صدحت  أغنية كلمات لماجدة الرومي فضمها إليه يراقصها على الحانها وهى منبهره  بتلك الفرحة التي تشعر بها وكأنها امتلكت العالم بين يديها

ولم يمهلها فرصة بل اغدقها بكلمات الغز التي لم تكن حتى تسمع عنها

كانت سارة تنظر إليهم بسعادة ثم دنت من جاسر لتقول برجاء

_ جاسو ايه رأيك نرقص معاهم

اندهش جاسر من ذلك الاسم وتحدث بحدة

_ ايه جاسو دي ماتدعيلي يابت، وبعدين نرقص فين انتي اتجننتي

امسكت ذراعه لتقول بدلال

_ وايه يعني، وبعدين وبعدين انا كان نفسي اعيش اللحظات دي يوم فرحي وانت معملتش معايا كده.

_ اعملها معاكي إزاي وانتي كنتي منكده على أمي.

تحدثت برجاء

_ خلاص يبقى عوضني دلوقت

ربت على كتفها كطفلة صغيرة

_ حاضر ياحبيبتي لما نطلع اوضتنا هعوضك

حاولت المعارضة لكنه تحدث بتحذير

_ كلمة زيادة هديكي في اسنانك، اهدي كده وخلي يومك يعدي على خير

ضيقت عينيها بتوعد لم ينتبه له منتوية له بأشد عقاب.

لكنها تصلبت في وقفتها عندما وجدت والدها يتقدم من عمها يصافحه

شخب وجهها وارتدت إلى الخلف قليلًا كي لا يراها ثم انسحبت بهدوء كي لا يراها ويعلم بعدتها لجاسر

انتبه جاسر لأنسحابها مما جعله يسير خلفها حتى وصل إليها بعيدًا عن الجميع عند تلك الشجرة

فتلاعب الشك بداخله وهو يتوقف منها يوقفها بقلق

_ سارة في أيه؟

مال وشك اتقلب كده لما شفتي منصور؟

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بارتباك

_ مفيش بس زي ماقلتلك إني مش عايزاه يعرف إننا رجعنا لبعض

عقد حاجبيه مندهشًا وسألها باهتمام

_ ليه؟ أيه السبب انك تخبي عليه؟

رمشت بعينيها تحاول التحدث بثبات لكنها لم تستطيع

_ جاسر لو سمحت بلاش السؤال ده

تنهد بتعب منها وقام بتغيير مجرى الحديث كي لا يحزنها اكثر من ذلك

_ تعرفي انا لما شفتك رايحة ناحية الشجرة قلت انتي هتقوليلي إنك حامل

هقدت حاجبيها للحظات ثم هزت راسها برفض وقالت

_ لأ طبعاً احنا لسه مكملناش شهر حتى

_ مين قالك كده احنا متجوزين بقالنا اكتر من شهر، بس عادي ياستي انا مش مستعجل

المهم انا مش عايزك تخافي من حاجة خالص انا جانبك ومستخيل اخلي حاجة تمسك

دنت منه تلقي نفسها بين ذراعيه التي احتواتها بتملك عاشق وحنان مفرط

_ طول ماأنا جانبك متخافيش

عودة للعروسين

كانت بين ذراعيه تسرح في كلمات الأغنية التي تنطبق عليهم الان وهي تستمع منه كلمات غزل لم تسمع عنها من قبل

عينيه التي كانت تقول ما لم يستطيع اللسان قوله

لكنها قرأتها باتقان عاشقة

فقالت بهيام

_ تعرف ان عيونك بتقولي كلام كتير أوي، انت مش قادر تقوله

رفع حاجبيه متسائلًا بحب

_ طيب ماتسمعيني؟

هزت رأسها بنفي وهي تقول بوله

_ بس دي حاجات بتتحس عشان كده اللسان مبيقدرش يقولها

ضحك أمجد وقال بلوعة

_ لا دا احنا اتغيرنا خالص وبقينا بنقول كلام حلو

أومأت له بسعادة

_ كل الكلام اللي في الدنيا مش هيكفي لو فكرت اعبر بيه عن اللى جوايا

أمجد أنا بحبك ، حبيتك من أول يوم شوفتك فيه

لما قلبي اتاخد اول ما شوفتها افتكرته دق كده خوف عليك بس بعد ما رجعت البيت لقيته بيدق برده بس حب ولهفة مش حاجة تانية

اتسعت ابتسامته وهو ينظر إليها بسعادة وقال بمرح

_ اقولك على سر

أومأت له وتابع

_ انا شوفتك وانتى قاعدة بتذاكري في الجنينة وغصب عني دققت في ملامحك، جذبتيني بشكل غير طبيعي، وقتها قلت دي اللي كنت بدور عليها

واتمنيت في الوقت ده انك تكوني من نصيبي، والحمد لله امنيتي اتحققت وبقيتي من نصيبي.

تسمعي خاطرة

أومأت له بسعادة غامرة ليتابع هو

_أنا  مدين لكي بسعادتي كلها فأنا لم أشعر بهذا الدفئ في روحي الا معك أشعر أني  فزت بالحياة دفعة واحدة فأنتي الصباح الذي يأسر عيون الناظرين وانتي نور  الليل الذي أضاء ظلماتي فأنا أحبك لأني ببساطه لم أجد روحي ألا معك ولا  أستطيع التوقف عن عشقك   فأنتي نورا أضاء ظلماتي

انتهى الزفاف بسعادة لقلبين ارهقهما قسوة الفراق ليلتقوا ببهجة أحيت قلوبهما

ليأخذها في سيارته منطلقين بها إلى عشهما

لكن قلوب اخرى لم ترحم ولا تعرف عن الرحمة شئ

إذا تقدم منصور من جمال وهو يقول بثبوت

_ جمال كنت عايزك في موضوع مهم.

أومأ له جمال

_ تمام تعالي ندخل المكتب نتكلم براحتنا

دلف جمال مع منصور الذي ما ان اغلق الباب حتى تقدم من جمال وهو يقول بصوت ثابت

_ انا مش هلف وادور معاك في الكلام

بس انا بتعرض لأزمة مالية ومحتاج فلوس ضروري

عقد جمال حاجبيه مندهشًا لكن لم يهتم وقال بثبوت

_ قول اللى محتاجه وانا تحت امرك.

ازداد الطمع بداخله وتحدث بقوة

_ بس انا مش عايزها مجاملة

زاد الشك بداخله وسأله بتوجس

_ تقصد ايه مش فاهم.

تحدث بثقة وهو ينظر داخل عيني جمال

_ يعني انا ليا حق في البيت والأرض وبطالب بيهم.

تواجهت النظرات ما بين حاقدة وطامعة وأخرى تشعر بخيبة أمل في عيون لن تتغير مهما حدث….

إلى اللقاء في الجزء الثاني إن شاء الله

إقتباس من الجزء الثاني

وقف أمام قبرها الذي شيده لها بكل جوارحه وكأنه بتلك الطريقة يجلد قلبه الذي قسى عليها يومًا

فلتعود ولن يحزنها مرة أخرى وسيعمل بكل الطرق على إرضاءها

انتبه على ذلك الصوت الذي قال بخوف

_ الحق يامهران بيه لقينا واحدة مقتوله في الأرض بتاعتك….


يتبع






اللي غاوي مشاريع من هنا



رواية جوازة أبريل من هنا



بداية الروايه من هنا



رواية حسام ورهف



اللي عاوز باقي الروايه يعمل متابعه لصفحتي من هنا 👇👇


ملك الروايات


لعيونكم متابعيني ادخلوا بسرعه


👇👇👇👇👇


جميع الروايات الكامله من هنا






تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close