expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية انتقام الروح الجزء الثاني من غروب الروح الفصل الحادي والعشرين حتي الفصل الخامس والعشرون بقلم الشيماء

رواية انتقام الروح الجزء الثاني من غروب الروح الفصل الحادي والعشرين حتي الفصل الخامس والعشرون بقلم الشيماء

رواية انتقام الروح الجزء الثاني من غروب الروح الفصل الحادي والعشرين حتي الفصل الخامس والعشرون بقلم الشيماء


( الفصل الواحد والعشرون 🌴🌴)


كانت تقف امام غرفة جدتها وهي مترددة في الدخول ... منذ معرفتها ما حدث وهي ضائعة ...لا تعلم كيف تصدق ما سمعته من والدتها ... هل يعقل انها تعيش بأكذوبة طوال هذه السنوات ... هل سبب تعاستها وسبب حرمانها من والدتها هي نفس الانسانة التى كانت تسهر عليها الليالي .. كيف لها ان تصدق هذا ..

فتحت باب الغرفة بعد تردد كبير ودخلت ، وجدت جدتها نائمة بهدوء اقتربت من سريرها ثم جلست تنظر اليها بدموع وهي تتذكر ما سمعته من والدتها .


" فلاش باك " 


_ اسمعي يا بنتي ... انا عمري ما كرهت جدتك ولا تمنتلها الشر بيوم من الأيام بس هي للأسف عكسي تمامآ ... لدرجة انها كانت بتخطط تتخلص مني من اول يوم دخلت فيه القصر 

_ ازاي !؟

_ انا كنت من عيلة فقيرة ، كنت حلوة اوي وكل واحد يشفني يطمع بيا.. عارفة كنت كل ما أشتغل بمكان كنت بلاقي الكل طمعان بيا .. الي عوزني ابقى عشقتو والي عوزني اتجوزوا عرفي ... وكل دا كان بمقابل مادي طبعآ،  وانا كنت برفض ولما أرفض أترفض من الشغل ... لغاية في يوم اشتغلت عند باباكي .. كان انسان محترم وبعاملني كويس اوي وانا كنت بحترموا اوي .. في الوقت الي اشتغلت فيه مع باباكي اتخطبت لابن الجيران كرم ... انا وكرم كنا نحب بعض من صغرنا اصلنا اتربينا مع بعض وكانت كل احلامي بيت يلمنا مع بعض ... كنت مبسوطة اوي اخيرآ اتحقق حلمي اتخطبت لحبيب عمري ولقيت شغل بمكان محترم بس للاسف الحكاية مكنتش سهلة زي ما تصورتها ..

_ ايه الي حصل ؟؟

_ باباكي .. حبني واتعلق بيا أو بالأصح بقيت هوسو .. وبقى عاوز يتجوزني مع انو عارف اني مخطوبة وبحب خطيبي ... بس حبو ليا خلاه أناني وعاوز يمتلكني بأي وسيلة ... جه وطلب ايدي من بابا وقلو انو بحبي ومستعد يعمل اي حاجة علشان أكون ليه و وطبعا بفلوسوا قدر يقنع بابا انو هو المناسب وانو كرم مش هيسعدني لانو مش هيقدر يوفري الحياة الي بتليق بيا ... وفعلا بابا اقتنع ووافق .. اصلو محدش هيرفض واحد زي باباكي .. 

تنهدت منى ونظرت امامها وقالت:

_ بقى يعملي مشاكل مع كرم ... كان بيطلب منو حاجات صعبة كرم ميقدرش يوفرها بسبب وضعوا المادي .. شوية شوية بقا يمنعني أشوفوا لغاية ما قلوا انو مش مناسب ليا وعاوز يفسخ الخطوبة انا رفضت بس للاسف رفضي مأثرش بأي حاجة ... وفعلآ فسخ خطوبتي معاه وبعدها بأيام أتفجأت

بباكي بتقدملي وجدك يوافق ... وقتها عرفت كل حاجة 

_ وعملتي ايه 

_ رفضت طبعآ بس للاسف جدك أصر على الجواز ... حبسني بالبيت ومنعني اخرج منو لغاية يوم الفرح .. وجه يوم الفرح واتجوزت باباكي وفاليوم دا كرم سافر وساب البلد مقدرش يتحمل يشفني لحد غيروا ... اليوم دا كان اتعس أيام حياتي ، حصل الفرح وبقيت مراتو خلاص ... في البداية مكنتش متقبلة ابوكي ولا الحياة معاه وخصوصا مع وجود جدتك الي كانت دايمن بتحسسني  بالفروق الي بنا .. كانت دايمن تتعمد تحرجني بين ضيوفها وتقلل من قمتي ... مكانش يفرق معاية خالص لاني كنت رافضة كل حاجة .. بس الحال تغير بعد ما حبلت بليث .. تقبلت حياتي وتقبلت باباكي الي كان دايمن بحاول معي علشان احبو وفعلآ حياتنا اتجهت اتجاه تاني ... اتجاه كلو سعادة وحب وخصوصا بعد ما ولدت ليث .. كان باباكي معاية بكل خطوة ... حببني بكل حاجة وفعلا حبيتو وحبيت حياتي وبقيت ست مجتمع الناس كلها تعرفني وبتحترمني بس للاسف الحال دا مكنش عاجب جدتك كانت دايمن بتبصلي على اني  بنت الحارة الفقيرة وانو دا مش مكاني الطبيعي ، عمرها ما حبتني ولا شكرت فيا بالعكس دايمن تحسسني اني ست مهملة ومبليقش بالمجتمع الي هي عايشة فيه ، انا كنت مهتمش لكلامها .. علشان المركب تسير وميحصلش مشاكل ، كنت فاكرة اني بعد ما اخلف هتحبني بس  للأسف محصلش كدا خالص دي بعد ما خلفت كرهتني اكتر   .. دارت الايام وحبلت فيكي وحياتي بقت كلها سعادة لما جيتي .. بس للاسف حصل حاجة غيرت كل حياتي 

_ ايه الي حصل 

_ في يوم وصلي رسالة ولما فتحت الرسالة عرفت انها من كرم الي موجود بمشفى خاص وكان عاوز يقابلني... في البداية اترددت اروح واقابلوا بس اصراروا على انو يقابلني ورسايلوا  الي كان ببعتهالي خلتني اروح وأشوفوا... ورحت.... ولما رحت تفاجئت بيه ، كان تعبان اوي كان باخر مراحل المرض ... بعد ما سافر اشتغل كتير لغاية ما بقى صاحب شركة بس للاسف اكتشف انو مريض وباخر مراحل حياتو  ... 

صمتت قليلا وأدمعت عيناها ، امسكت ألمى يدها وضغطت عليها وقالت:

_ بعدين 

مسحت منى دموعها وتابعت :

_ كان كل الي عوزوا اني ابقى معاه باخر أيام حياتو .. مكنتش عارفة اعمل ايه خصوصا انو ملوش حد مامتو ماتت وسبتو لوحدوا فمكنش حد غيري يكون موجود معاه ... بقيت بزورا كل فترة والتانية من غير علم اي حد. .. بس للأسف جدتك عرفت لانها كانت بتراقبني ومش كدا وبس.. انا لقيت معها الرسايل الي كان كرم ببعتها ليا علشان يقابلني وهددتني بيها ، معرفتش اعمل ايه .. كرم وحالتوا الصعبة وجدتك وتهديداتها ... مكنش ينفع اسيب كرم كانت حالتو صعبة اوي وفعلا بقيت معاه وفضلت أزروا .. بعد كدا تفاجئت بباكي الي بواجهني بالرسائل وبتهمني اني بخانو مع كرم وياريت وقفت على كدا  وبس دا كان معاه صور ليا ولكرم مع بعض .. تقريبا جدتك كانت بتصور كل لقائاتي مع كرم الي كانت بتكون بحديقة المستشفى ... كنت انا وهو نقعد احيانا مع بعض لما كانت حالتو تسمح ... استغلت الصور وفهمت بباكي اني بقابلوا بأماكن عامة ودايمن على تواصل ... والله اعلم قلتوا ايه  خلتو يشك بيا كدا ،   حاولت اوضح لباباكي الحكاية واقلو سبب اني بقابلوا بس للأسف ما سمعنيش وحكم عليا اني بخونوا ... جدتك كانت قدرت تقنعوا باني بخونوا وخصوصا بعد الي عملو كرم 

_ عمل ايه !؟

_ كتب كل حاجة بملكها بأسمي انا مكنتش اعرف والله اتفاجئت لما  قلي .. طبعا معرفتش ارد لاني مكنتش اعرف حاجة .. باباكي طلقني ورماني برة البيت .. ليث كان عمروا تقريبا خمس سنين .. كان واقف وبراقب وهو بعيط كان نفسي بوقتها اخدوا بحضني بس باباكي ما سمحليش حتى اقرب منو 

بدأت منى بالبكاء الشديد حضنتها ألمى وبكت هي الأخرى .. ابتعدت منى عنها وتابعت :

_ لما رماني برة البيت رحت لكرم علشان افهم منو هو عمل كدا ليه ... ليه كتب كل حاجة بأسمي بس للأسف لما وصلت كان ميت ... أنا بيوم واحد فقدت كل الي بحبهم يا ألمى بيوم واحد حياتي ادمرت ... بعد موت كرم حاولت اوصل لباباكي علشان افهموا بس للأسف جدتك كانت دايمن بتمنعني لغاية معرفت انكوا سافرتوا وسبتو البلد انا وقتها متت انتهيت ... وبعد فترة قصيرة عرفت بحكاية أبوكي وانو مقدرش يتحمل خياتني وانتحر ومات ... انا عمري ما خنتو بالعكس انا حبيتو.... حبيت عشرتوا حبيت حياتو ... بس هو ظلمني ظلم نفسو لما ما سمعنيش ...

كانت منى تبكي على حالها وعلى ما حصل معها .. نظرت لألمى وجدتها تنظر للفراغ بشرود ودموعها تنزل بصمت 

_ ألمى انتي كويسة 

_ هي تيتة عملت كدا ليه هي لدرجادي بتكرهك 

ابتسمت منى بألم وقالت:

_ عارفة .. انا كنت احيانا بحس انها مش طبيعية 

نظرت لها ألمى باستغراب وقالت:

_ ازاي يعني 

_ كانت بتحب تتحكم بكل حاجة ... كانت فارضة سيطرتها على كل حاجة حتى ابنها ... كان بسمع منها ما تحملتش ان ادخل حياة ابنها ويحبني حتى بعد ما خلفت كنت بحس انها بتغار مني وكانت بتحاول تبعدني عنكوا ... وللأسف هي قدرت تعمل كدا اتحكمت بحياتكوا ودمرتها وانا للأسف مقدرتش اعمل اي حاجة ... احيانا كنت بلوم نفسي اني خبيت الحكاية عن باباكي من البداية ... يمكن لو قلتلو الحقيقة مكنش حصل كدا ...مكنتش عارفة انها هتعمل كدا انا كنت بعمل عمل انساني بساعد حد مريض وهي للأسف استغلت الحكاية دي .. بقت تقنعوا اننا بنتقابل وطبيعي يشك وخصوصا انو كان عارف بعلاقتنا قبل وكان عارف انو انا بحبو لكرم بس والله العظيم انا نسيتو لكرم وحبيتو والي عملتو عمل انساني مش اكتر  ... حالتوا كانت صعبة اوي ومحدش معاه كان كل امنياتو اني افضل معاه لحد اخر يوم ليه مكنتش متخيلة اني هدفع الثمن كدا 

_ طيب انتي عملتي ايه بعد موت كرم 

تنهدت منى بقوة وقالت : 

_ مبقاش ليا حد ابويا مات وسبني لوحدي ... فاستلمت كل املاك كرم وعشت حياتي اشتغل وادور عليكوا ولما لقتكوا مقدرتش اقرب ..

_ ليه ؟!؟

_ كنت خايفة وخصوصا من ليث ، كنت بفكر يا ترى ازاي بشفني يا ترى هيسمعني ويصدقني ولا هيظلمني وللأسف الي كنت خايف منو حصل ... جدتك قدرت تشبعوا بحاجات مش حقيقية عني لدرجة انو كرهني وبقى مش طايق يشفني 

_ ومتجوزتيش ليه 

ابتسمت بألم وقالت:

_ مقدرتش أبدأ من جديد كان كل همي انتو وبس انتو كنتو كل حياتي ... قضيت كل حياتي براقب من بعيد وبطمن عليكوا لغاية ما قابلت سلمى 

_ وقابلتيها ازاي ؟؟

_ كان بينا شغل ومرة قابلتها ولما شفتني سألتني عن اسمي الظاهر انها شافت صورة ليا عند ليث وعرفتي على طول .. في البداية اتفاجئت انها عرفتني وخفت تكون عايزة تأزيني وانو فريدة هي الي بعتاها بعد كدة لما اتعرفت عليها اكتر حكتلي حكايتها مع ليث والي عملتو فريدة بيها ، متفاجئتش لما قلتلي .. فريدة تقريبا كررت الي عملتو بيا بسلمى بس سلمى قوية وكانت عاوزة ترجع تاخد حقها وهي الي شجعتني اني اظهر بحياتكوا من جديد ..ومن يومها وهي مبتسبنيش خالص ..بجد بنت هايلة ومفيش منها 

ألمى بشرود :

_ انا مش قادرة اصدق انو تيتة تعمل كدة ... معقول يطلع منها كل دا 

_ عارفة انو الحكاية صعبة عليكي بس صدقيني هي دي الحقيقة يا بنتي 


*باك*

عادت من ذكرياتها ونظرت لجدتها النائمة وقالت:

_ عمري ما تصورت انك تكوني بالسوء دا .. ازاي قدرتي تعملي فينا كدا ازاي ...انا ازاي هقدر ابص بوشك بعد الي عرفتو ازاي ... انتي السبب بموت بابا وبعد امي عني ... عشت حياتي كلها يتيمة بسببك ليه الشر والغل دا ليه !؟


نهضت من مكانها ثم نظرت لجدتها نظرة أخيرة ثم غادرت ، بعد مغادرتها فتحت فريدة عيونها وبدأت بالبكاء حاولت الصراخ والحديث لكن للأسف لم تستطع أغمضت أعينها بألم ووجع .. هذا هو جزائها بعد ما فعلته بعائلتها 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


_ إزيك يا بنت عمي ليكي وحشة والله 

دب الرعب بقلبها حينما رأته ، ماذا يريد منها الان ولماذا جاء بها الى هنا ...

قالت بشجاعة زائفة :

_ انت عاوز مني ايه وجايبني هنا ليه 

اقترب منها وعلى شفتيه ابتسامة خبيثة ، بلعت ورد ريقها وابتعدت للخلف حتى وصلت للحائط حاصرها عيسى بجسده وقال:

_ في بينا حساب وجه الوقت علشان نتحاسب يا بنت عمي 

حاولت ورد ابعاده وقالت بتلعثم :

_ حساب ايه يا مجنون انت ، سبنوني بحالي بقا ..عوزيني مني ايه 

كان على وشك ان يرد لولا دخوله والده 

_ انت يا ولا مقرب منها كدا ليه 

ابتعد عيسى عنها وقال :

_ مفيش يابا بس كالعادة لسانها طويل وبدو قص 

اقترب عمها منهم وقال:

_ واد يا عيسى احنا جبناها علشان تمضي الورق ودا اهم حاجة دلوقتي 

نظرت لعمها بشك وقالت:

_ ورق ايه دا 

_ ورق ملكية الارض الي ورثها أبوكي عايزك توقعي زي الشاطرة على ورقة تنازل ليا انا 

نظرت له ورد بغضب وقالت: 

_ آه يا ولاد الكلب يا حرامية عايزين تاخدوا حقي وحقي خواتي انتو بتحلمو 

امسكها عمها من حجابها وقال بغضب: 

_ هتوقعي يا ورد ورجلي فوق رقبتك ولاوقسم عظما ما أخليكي تشوفي الشمس 

_ على موتي سامع انا مش متنازلة عن اي حاجة وحقي وحق اخواتي هاخدوا منكوا غصبن عنكوا 

_ قلتلك يابا دي قليلة الرباية ومحتاجة حد يربيها 

_ اخ لو ما تجوزتش المحروس زوجها كنت هجوزهاك وكنت ربتها بطريقتك

ابتسم عيسى بشر وقال:

_ احنا فيها أهو وهي بين ادينا نربيها ونعلمها الادب 

_ مش دلوقتي بس توقع ع الورق واعمل بيها الي عوزوا 

نظرت لهم ورد برعب وهي تراهم يغادروا المكان وهو يبتسمون بشر ، اقفلوا عليها الباب وتركوها وحدها ، جلست على الارض تضم جسدها وقالت بألم ودموع  :

_ انت فينك يا حسن 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


لم يتركوا مكانآ الا وبحثوا فيه عنها ولكن لا أثر لها ، كان حسن يشعر بأن قلبه سيتوقف من خوفه وقلقه عليها ، ترى اين هي وماذا حدث معها 

_ ممكن تهدى شوية علشان نقدر نفكر ونلاقي حل 

_ هي هتكون راحت فين يعني احنا سألنا بكل المستشفيات والاقسام وملهاش أثر أنا هتجنن 

_حسن ما ينفعش الي بتعملوا لازم تتحكم بأعصابك ، قلي هي ملهاش قرايب ؟ ممكن تكون راحت عندهم صمت حسن قليلا وقال:

_ معقول يكونوا هما المسؤلين عن اختفائها 

_ هما مين 

_ اهل باباها وخصوصا عمها الكبير الي كان عاوز يجوزها لابنو 

_ انت تعرف مكانهم فين 

_  للأسف معرفش عنهم حاجة 

_ طيب اهدى وأنا هشوف هعمل ايه 

قام ادم بالاتصال باحدى رجال الشرطة الذين يتمنون مساعدت رجلآ مثله وطلب منهم ان يحاولوا ايجاد عمها لورد بأي وسيلة ، فطمئنه وقال انها مسألة وقت وتكون ورد في بيتها 

_ حسن احنا مبقاش بايدينا حاجة دلوقتي والوقت اتأخر هنستنى ونشوف هيحصل ايه 

_ يعني ايه عايزني اقعد وانا معرفش حاجة عن مراتي 

_ هو انت يا ابني غبي بقلك مش بايدينا حاجة هيحالوا يوصلوا ليها عن طريق مبايلها او مبايل عمها  علشان نعرف هي فين يعني لازم نستنى ، امشى يلا خلينا نرجع تلاقي كل الي بالبيت قلقان 


غادر حسن معه على مضض كيف يطلب منه الجلوس وان يكون هادئ وزوجته مفقودة ، فقد لو يعلم اين هي آآه يا ورد ماذا فعلتي بي وبقلبي


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


وصل ادم الفيلا وكما اعتقد وجد الجميع قلق على ورد 

_ ها يا ابني طمني لقتوها 

_ للأسف يا امي ملهاش اي أثر 

سارة بخوف حقيقي :

_ يعني ايه ملهاش اثر ... احنا هنقعد كدا من غير ما نعمل حاجة 

_ الموضوع بقا بايد الشرطة دلوقتي واكيد هيلاقوها احنا مش هنقدر نعمل حاجة بالوقت دا 

تركهم ادم بعد حديثه وغادر ، اما جميلة اقتربت من حسن الصامت والذى يبدوا عليه الضياع وقالت:

_ متقلقش يا ابني اكيد هنلاقيها ، يلا يا حبيبي ادخل ريح نفسك وبأذن الله الحكاية هتتحل 

أومأ برأسه وذهب للغرفته ، فحسن يعتبر فردآ من العائلة وليس بغريب ولديه غرفة مخصصة له 

_ وانتي يا سارة يلا يا بنتي على  زوجك انتي ناسية انكو عرسان 

_ وأنا هروح أطمن ع طنط منى وأروح انام تصبحوا على خير 

اتجهت سلمى لتطمئن على منى تاركة سارة التى تقدم ساقآ وتأخر ساق ، وصلت امام الغرفة وفتحت الباب وتقدمت ، نظرت حولها فلم تجده ، سمعت صوت المياه فعلمت انه بالمرحاض تنهدت بقوة وجلست على السرير تفكر بورد ترى اين هي والي اين ذهبت ، تفاجئت بادم الذى يخرج من الحمام وهو يلف على جسده منشفة تاركآ الجزء العلوي من جسده عاريآ وقفت بتوتر وقالت:

_ هو انت مينفعش تاخد هدومك معاك الحمام مينفعش تخرج كدا انت مبقتش  بالغرفة  لوحدك 

نظر لها ادم واقترب منها  و قال ببروده المعتاد:

_ اظن انو دي غرفتي امشي بيها بالوضع الي يعجبني دا اولآ ثانيا مش شايفة انك أوفر اوي ، انتي ناسية انك مراتي واني جوزك ولا المدام مش واخدة بالها 

_ هو انت ما ينفعش ترد من غير ما تستفزني ، وبطل بقا تقولي يا مدام الكلمة دي بتعصبني 

ابتسم باتستهزاء وقال:

_ ليه هو انتي مش مدام برضوا ولا أنا غلطان ، على حد علمي انك كنتي متجوزة قبل كدا يعني اللقب دا مرتبط بيكي من زمان 

استفزها رده ، دائمآ ما يحاول جرحها وإهانتها يا الله اي رجلآ هذا الذى تزوجت به ، اخذت نفسآ عميقآ وأخرجته فهي بحاجة للصبر لتستطيع التعامل معه ومع اسلوبه الفظ 

_ اسمعني يا ادم باشا بالاسلوب دا احنا مش هنقدر نتفاهم ولا هنقدر نتعايش بالوضع الي حضرتك اجبرتني اني اكون فيه ، يا ريت كل واحد يحترم التاني وبلاش كلامك الي ملوش لازمة ، انت عارف وأنا عارفة احنا اتجوزنا ليه ، انا بالنسبة ليك تحدي وفزت بيه على عاصي والحال دا مش هيبقى على طول يعني لازم نحاول نحترم بعض لغاية ما المدة دي تنتهي 

اقترب منها اكثر وقال:

_ تقصدي ايه بكلامك لغاية ما المدة تنتهي 

ابتعدت عنه بتوتر وقالت:

_ انت فاهم قصدي كويس انا مش هقبل أبقى بالوضع دا لفترة طويلة وحضرتك لازم تحل الموضوع وبسرعة الي بينك وبين عاصي انا مليش علاقة بيه 

قال باستهزاء :

_ يجد ويا ترى مين الي الو علاقة ازا حضرتك ملكيش علاقة  مين الي الو علاقة ، هي الهانم مش شايفة ايه الي بيحصل ، عاصي بسببك حرق اكبر مخزن ليا انتي عارفة دا كلفني قد ايه 

قالت بغضب : 

_ لأ مش بسببي انا ضحية بنكو متحملنيش مسؤلية الي حصل لو كنت بجد عاوز تبعد عنو وعن مشاكلوا مكنتش عملت الي عملتو واتجوزتني غصبن عني علشان تردلوا الي عملو بيك بنفس الطريقة 

أمسكها من ذراعها وضغط عليها بقوة وقال:

_ كنتي عايزاني أسيبك علشان تتجوزيه يا هانم 

افلتت نفسها منه بقوة أوجعتها وقالت بشراسة :

_ وانت دخلك ايه اتجوزوا او متجوزوش عاوز مني ايه سبني بحالي بقا انا تعبت ويكون بعلمك الحال دا مش هيطول وانت هتطلقني والا صدقني هقول لمامتك وسلمى على كل حاجة وقتها هشوف هتعمل ايه يا باشا 

امسكها من فكها وضغط عليه بقوة وقال بغضب :

_ انتي بتهدديني يا بنت انتي ، انتي الظاهر نسيتي نفسك ونسيتي انتي تبقي ايه ، انتي ولا حاجة واقدر بكل سهولة ادوس عليكي 

تألمت منه وابعدته عنها وقالت بألم :

_ انا عارفة قيمة نفسي كويس يا ادم باشا ، وعارفة اني مجرد لعبة بايدك وقت ما هتزهق هترميها ، عارفة انك عديم الاحساس وانسان اناني ومبهمكش حد غير نفسك بدوس على كل الي اقل منك بكل سهولة بس لازم تعرف كويس اني مبقتش سارة الغلبانة الي كنت بتتحكم بيها انا خلاص جبت أخري منك ومن تحكماتك بحياتي وبقلك انت لو مطلعتنيش من اللعبة دي زي ما دخلتني بيها صدقني هتندم اوي 

قالت كلامها ثم غادرت الغرفة بأكملها هروبآ منه فقد كان منظره يخيف وعينه الخضراء تحولت لحمراء من الغضب نظرت حولها فلم تجد احد ، فاتجهت لأعلى سطح الفيلا فتحت باب السطح ودخلت  ، اقفلت الباب خلفها ثم انهارت بالبكاء الشديد ، فهي مهما بدت قوية امامه تبقى ضعيفة وتحتاح لمن تستند عليه بهكذا ظروف  .


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في الصباح 


أوقفها صوت مازن حينما كانت تريد الذهاب لمحاضرتها 

_ انسة مريم 

_ مازن 

_ اسف لو  ازعجتك بس كنت حابب اطمن على ياسمين هي بقالها فترة بتجيش على الجامعة هو  انتي مقلتيش ليها حاجة عني 

_ للأسف الوضع مبيسمحش دلوقتي اتكلم معاها عن اي حاجة 

مازن بقلق :

_ ليه هو حصلها حاجة .. هي كويسة 

_  متقلقش هي كويسة بس مرات اخوها ماتت 

_ ايه !! إمتى حصل  الكلام دا  

_ من يومين تقريبا 

 _طيب ياسمين كويسة 

_ ما تقلقش كويسة بس زعلانة عليها دي في النهاية مرات أخوها  ربنا يكون بعونهم ، علشان كدا مش هقدر اتكلم معاها بحاجة دلوقتي الوقت مش مناسب ونفستيها مش سامحة اني اتكلم معها بخصوصك 

_ تمام شكرا ليكي يا انسة مريم واسف لو أزعجتك 

غادر مازن حزينآ ، تنهدت مريم بقوة ثم اتجهت لترى ما لديها ولكنها توقفت عندما رأت ايهاب يقترب منها  وعلامات الغضب بادية عليه ، ارتبكت مريم وقالت بسرها :

_ هو مالوا كدا.... عامل زي ما يكون حد شاتموا ... ربنا يستر 

اقتربت منه وقالت بابتسامة جميلة :

_ صباح الخير ازيك عامل ايه 

كان ايهاب غاضب وبشدة بسبب وقوفها مع ذلك الشاب الذى لمحه اكثر من مرة معها ولكن مجرد ما رأى ابتسامتها الجميلة ابتسم بحب وقال:

_ صباح النور يا قلبي طمنيمي عليكي عاملة ايه 

_ كويسة انت اخبارك ايه 

_ كويس ..  قوليلي هو الشاب دا كان عاوز منك ايه انا كتير بشوفوا معاكي 

_ هو دا تحقيق ولا سؤال عادي 

تنهد ايهاب بقوة وقال :

_ عارف هتقولي اني بثقش فيكي وبدأت تحكمات بيكي من جديد وكلام تاني كتير .. بس صدقيني انا بسألك لاني بجد بقتش اتحمل أشوف حد قريب منك ، بحس قلبي بحترق وبكون نفسي احرق كل واحد بقرب منك اعمل ايه بغيرتي المجنونة 

ابتسمت له بحب :

_ وشبكت يدها بيده وقالت وهي تمشي وتشده معها:

_ بقلك ايه انا مفطرتش وجعانة ايه رأيك تفطرني وانا هقلك كل حاجة 

ابتسم لها وقال:

_ تحت امر معاليكي 

كان مريم متساهلة معه ، هي باتت تعرفه جيدا وتعرف مشاعره الصادقة اتجاهها لهذا ستحاول التحكم باعصابها قدر المستطاع معه كي لا تحدث اي خلافات بينهم ، فهم ما زالوا بالبداية ويجب عليها ان تتحمل غيرته المجنونة خصوصا ان الأمر بات يعجبها ، فالأنثى تعشق من يهتم بها ويغار عليها وايهاب دائمآ يوضح لها حبه الصادق لها وغيرته المجنونة التى لا بأس بها .


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


انتهت من تجهيز نفسها ثم اتجهت لغرفة طفلها وجدته لا زال نائمآ ابتسمت بحب ثم نزلت للأسفل 

_ صباح الخير 

_ صباح النور رايحة الشغل 

_ يعني هروح الأول اطمن على ألمى بعد كدا هروح الشغل المهم طمنيني في اي أخبار عن ورد 

_ للأسف لأ 

_ ان شاء الله يقدروا يوصلولها ... انا هروح دلوقتي  يا دوب اشوف ألمى واطمن على القصر وأشوف اخر أخباروا 

_مممم اخبارالقصر ولا اخبار فريدة وندى 

_ ههه فهماني دايمن انتي يا جيجي

غمزت لها ثم غادرت لتذهب لترى ألمى ، فهي منذ فرح ادم لم تذهب للقصر ولا تعلم ما الذى يحدث فيه فليث منشغل بصديقه وألمى تحتاج لمن يطمئن عليها بسبب ما مرت به 

اوقفت سيارتها ثم نزلت واتجهت للقصر ... فتحت لها احدى الخادمات فسألتها :

_ ألمى موجودة

_ لأ يا هانم خرجت قبل شوية 

_ ممم طيب واخبار فريدة هانم ايه في جديد

_ للأسف حالتها بتسوء اكتر ومفيش تحسن 

_ اوكي روحي شوفي شغلك دلوقتي 

تنهدت بقوة ثم اتجهت للمطبخ لتصنع لها فنجانآ من القهوة فهي ما زالت كما هي لا تحب ان يخدم عليها احد ، عندما دخلت المطبخ تفاجئت باحدى الخادمات تضع قرص دواء بكأس عصير وتحرك العصير وهي تتلفت حولها وكأنها تفعل جريمة ولا تريد ان يراها احد 

_ انتي بتعملي ايه 

ارتبكت الخادمة والتفت لترى سلمى التى تقترب منها وتسألها بريبة :

_ ايه الي حطتيه بكاسة العصير والعصير دا لمين 

توترت وقالت بارتباك :

_ ممفيييش ياااا هاانم اانااا كنت بدوب دوا فريدة هانم بكاسة العصير علشان تشربوا بعد الفطار 

سلمى بشك:

_ وتدوبيه ليه متعطيها حبة الدوا وهي تبلعها 

_ مهووو ...هي اصلها مبتقدرش تبلعها علشان كدا بدوبهلها بالعصير 

_ طيب اعطيني الشريط الي معاكي علشان عايزة اشوفوا 

توترت الخادمة ولم تكن تعلم ماذا تفعل ، كانت على وشك اعطاء سلمى شريط الدواء لولا تدخل ندى 

_ هو ايه الي بيحصل هنا 

نظرت سلمى خلفها فوجدت غريمتها امامها ، تقدمت ندى من الخادمة وقالت:

_ كل دا بتجيبي العصير روحي بسرعة علشان تشربيه للهانم 

_ حاااضر يا هانم 

غادرت الخادمة بسرعة وأخذت كأس العصير معها وشريط الدواء ، نظرت سلمى لندى بشك وقالت:

_ وانتي بقا المسؤولة عن دوا فريدة 

_ أيوة عندك اعتراض يا مدام سلمى 

_ ومن إمتى الحب دا ومن إمتى بهمك صحتها لفريدة 

_ من زمان يا حبيبتي ... اصلي مش شايف حد مهتم الباشا بتاعك من لما دخلت المستشفى ومبسألش عليها وكل دا بسببك وألمى برة البيت اغلب الوقت ومش فارقة معاها فمفضلش ليها غيري 

_ اهاااا وانتي بقا ام قلب حنين خايفة عليها هههه تصدقي اقنعتيني 

_ والله تقتنعي او متقتنعيش مش فارقة معاية يا سلمى هانم 

قالت كلامها ثم غادرت المكان نظرت سلمى للامام بشرود وقالت:

_ هو انا ليه حاسة انو في حاجة غريبة بتحصل بالقصر دا ومحدش يعرف عنها حاجة ... ماشي يا ندى انا وراكي لحد ما اعرف بتعملي ايه وبتفكري بايه 

خرجت من المطبخ وهي عازمة على الخروج ولكن توقفت عندما سمعت صوت هاتفها :

_ أيوة يا جيجي في حاجة 

جميلة بقلق:

_ سلمى الحقي يا بنتي غيث تعبان اوي وحرارتوا مرتفعة اوي 

سلمى بخوف وقلق :

_ انت بتقولي ايه ... انا جاي حالآ 

انطلقت مغادرة البيت بسرعة وهناك أعين تراقبها ولم تكن سوى ندى .. نظرت لها بشك ثم قالت:

_ هي مالها طلعت تجري كدا .. اكيد في حاجة وانا لازم اعرفها 

خرجت ورائها وصعدت سيارتها لتتبع سلمى لتعلم الي اين تتجه وما الذى أقلقها بهذا الشكل .


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


استيقظ على صوت هاتفه نهض وهو يفرك عينيه نظر حوله فلم يجدها تنهد بقوة ثم أجاب على الهاتف :

_ طمني في اي اخبار 

_ .......

_ تمام انا حاي حالا 

اتجه بسرعة للمرحاض ليستعد لما ينتظره ارتدى ملابسه على عجل وخرج ولم يقابل احد في طريقه اتجه لغرفة حسن كان على وشك فتح الباب ولكن تفاجئ بحسن يفتح الباب:

_ انت كنت لسى هجيلك 

_ في حاجة لقوا ورد 

_ اتصلوا بيا من القسم وقالولي انهم قدروا يحددوا مكان مبايل ورد الي موجود بنفس مكان مبايل عمها وابن عمها لازم نتحرك بسرعة 

تحرك ادم وحسن بسرعة للمكان الذى اخبره عنه ظابط الشرطة 

حسن بغضب كبير:

_ يعني عمها خاطفها انا هقتلوا ومش هرحموا


_ اهدى يا حسن وحاول تمسك أعصابك ان شاء الله هتكون كويسة 

ضغط حسن على يده بقوة وهو يتوعد لهم بالهلاك 

تقابلت سيارة ادم مع سيارة الشرطة المتجهة لمكان ورد ، في نفس الوقت استيقظت ورد  على لمسات  على وجهها ففتحت اعينها لتتفاجئ بعيسى الذى يجلس بجانبها ويتحسسن وجهها 

نهضت بخوف وابتعدت عنه وقالت :

_ انت عاوز مني ايه ابعد عني وما تقربش 

ابتسم بشر وقال:

_ ههههههه ابعد هو حد يشوف الجمال دا ويبعد دا انا كنت بحلم ليل نهار باليوم الي هتكوني فيه ليا يا ورد بس ملحوقة لاني دلوقتي هحقق كل الي نفسي بيه 

حاولت الفرار وبدأت بالصراخ عل احدهم ينجدها 

امسكها عيسى من خصرها وقال:

_ ما تعبيش نفسك مفيش حد هنا غير انا وانتي دا حتى عمك سبنا لوحدنا 

بدأت تتحرك بجنون لتستطيع الفرار منه ولكنه كان ممسكآ بها بقوة :

_ متحاوليش يا ورد مهما عملتي انا مش هسيبك غير لما اعمل الي عاوزوا 

قام بدفعها بقوة على الأرض مما سبب لها الألم هجم عليها يريد الاعتداء عليها حاولت ورد منعه بقوة كبيرة ولكنها لم تستطع عليه ففرق الحجم والقوة بينهم كبير قام بتمزيق ملابسها الامامية وقام بشد حجابها ، كانت ورد تصرخ بأغلى صوتها عل أحدآ ينجدها ... ذلك الصوت الذى حطم فؤاده لحسن عندما وصل للمكان وسمع صوتها اتجه ناحية الباب قبل الجميع ليتفاجئ بذلك الوغد يحاول الاعتداء على زوجته شده بقوة وبدأ بلمكه وضربه بكل ما يملك من قوة ... تراجعت ورد للخلف وضمت نفسها وبدأت بالبكاء تدخل ادم ليستطيع فك عيسى من يد حسن الذى لم يترك مكانا بجسده الا لكمها بقوة 

_ سيبو يا حسن هيموت بايدك ، ورد بحاجتك دلوقتي سيبو الشرطة بالمكان وهي الي هتتصرف معاه

وكأن اسمها اعاده لرشدها ترك عيسى ليقع مغمى عليه ثم اتجه لورد التى تضم نفسها وتبكي بشكل هستيري اقترب منها ولكنها عادت للوراء عندما وجدته يقترب منها 

_ اهدي يا ورد انا حسن يا حبيبتي اهدي

اقترب منها ثم خلع جكيته ووضعها على جسدها لتغطيتها ثم قام بحضنها تمسكت به بقوة وبدأت تبكي بصوتآ عالي 

_ اهدي يا قلبي انا جنبك اهدي خلاص كل حاجة انتهت وانتي بامان 

وكأنها وجدت ملاذها وأمانها تمسكت به بقوة ثم أغمضت عينيها فالان لا داعي للخوف والقلق ، شعر حسن بسكون جسدها أبعدها ليتفاجئ بها غائبة عن الوعي 

_ ورد ردي عليا ..ورد

اقترب منه ادم وقال:

_ متقلقش هتكون كويسة الي مرت بيه مش قليل يلا قوم خلينا نروح مستشفى علشان نطمن عليها ، وبالفعل حملها حسن وضمها بقوة لذهاب بها  للمشفى وقال بغضب شديد:

_ الحقير ابن عمها فينو 

_أخدتو الشرطة متقلقش وهما حاليا بدورا على عمها 

_ ادم باشا الوسخ دا انا الي هحاسبو 

_ ماشي الي عاوزا هيحصل المهم دلوقتي نطمن على ورد 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


خرجت من سيارتها واتجهت لداخل لترى طفلها ، فتحت باب غرفته بقوة فوجدت منى وجميلة بجانبه اقتربت بخوف من طفلها وقالت:

_ غيث حبيبي مالك 

_ اهدي يا بنتي دي شوية حرارة .. احنا اتصلنا بالدكتور وهو شوية وهيكون موجود 

_ لا انا مش هستنى الدكتور لما يجي  انا هروح  المستشفى بسرعة وبالفعل حملته ونزلت لأسفل وصعدت السيارة هي وجميلة التى أصرت ان تأتي معها ، كانت ندى تقف خارج اسوار الفيلا تفاجئت بسيارة سلمى التى غادرت مسرعة فبدون تفكير تبعتها ... وصلت سلمى المشفى فنزلت بسرعة وهي تحمل طفلها وتلحقها جميلة ، نظرت لهم ندى باستغراب وقالت:

_ مين دا الي حملاه 

نزلت من سيارتها واتجهت لداخل لتكتشف الامر ، بقيت تراقبهم من بعيد ، كانت سلمى قد وصلت واتجهت للطبيب الذى اخذ منها غيث وبدأ بالكشف عليه 

_ اطمني يا مدام دي شوية سخونية يعني مفيش داعي للقلق 

_ يعني هو كويس يا دكتور 

_ شوية كمدات  مع شوية خافض حرارة وكل حاجة هتبقى كويسة ان شاء الله 

كانت ندى تقف قريبا من الغرفة وسمعت الحوار الذى دار بين سلمى والطبيب ابتعدت قليلا وهي تفكر بالطفل والصلة التى تربطه بسلمى ، رأت احدى الممرضات تخرج من الغرفة التى بها سلمى ، اقتربت منها وقالت:

_ لو سمحتي يا انسة

_ افندم 

_ هي مين الي جوى دي ومين  الطفل الي معاها

_ دي سلمى هانم الغامري والي معاها ابنها غيث 

صدمت ندى وقالت:

_ ابنها انتي واثقة 

_ أيوة يا فندم هي بتابع عند الدكتور الي هنا وهي مش اول مرة تيجي 

_ شكرا ليكي 

كانت ندى تمشي وهي تفكر بما سمعته وتحلله

_ يعني هي ليها طفل بس ابن مين وليه محدش يعرف عنو حاجة معقول تكون متزوجة قبل كدا ومخلفة ومحدش بيعرف حتى ليث ممم انا لازم اعرف كل حاجة 

اتجهت للاستقبال وحاولت الوصول لأي معلومة تخص ذلك الطفل وبعد مدة استطاعت ان تحصل على ملف غيث عن طريق رشوة قدمتها لاحدى الممرضات لتعطيها الملف ، فتحت الملف لتتفاجئ بانه مسجل باسم والدته غيث الغامري وكان مدون اسم الام سلمى الغامري ومكان الولادة لندن ، اقفلت الملف ثم غادرت وهي تفكر بالأمر 

_ دي مسجلة ابنها باسمها الظاهر انها كانت تعرف حد قبل ما ترجع لليث وأكيد ليث ميعرفش حاجة .. يعني هي اتجوزت وهي على ذمة ليث بس ازاي ... ممكن اصلها مكنتش تعرف انو ليث ردها 

ابتسمت بخبث وتابعت:

_ واكيد ليث ميعرفش حاجة عن الطفل ... ولا يعرف حكايتو مممم  واخيرآ وقعتي بايدي يا سلمى هههه 

غادرت المشفى وهي تبتسم بشر وعندما خرجت رأت سلمى التى تحمل طفلها اقتربت منها وأخرجت هاتفها وبدأت تلتقط بعض الصور لها هي وطفلها 

نظرت للصور وقالت:

_ وأخيرآ لقيت حاجة تخلصني منك يا سلمى 


صعدت سيارتها وهي تفكر كيف ستخبر ليث بشأن غيث الذى لم يخطر على بالها ابدآ باحتمالية ان يكون غيث ابن ليث .. فلا أحدا يعلم هذه الحقيقة 


💙❤️💙❤️💙👇💙👇💙❤️💙👇❤️


( الفصل الثاني والعشرون 💔💔)


كانت الأيام تمر بسرعة على أبطالنا  ، كلآ بهمه وحياته ، بالنسبة لجاد أصبح أفضلآ حالآ بعد ان سمح لأبنته الصغيرة من الخروج من المشفى ، وجودها يهون عليه فراق والدتها فقد اسماها على اسم والدتها لكي تبقى اية بالذاكرة. منذ خروجها وهو لا يتركها يفعل لها كل ما تحتاجه ، حتى عند النوم لا يفارقها تبقى بجانبه على السرير مكان والدتها .اما ليث وسلمى نوعآ الأمور بدأت تأخذ منعطفآ اخر وعلاقتهم بدأت تتحسن بينهم ، وطوال تلك الفترة تحاول سلمى اخباره بوجود غيث ولكنها لا تعلم كيف تبدأ الحديث وكيف ستكون ردة فعله ، ايهاب ومريم علاقتهم تتحسن للأفضل فأصبحت مريم تعشق ايهاب وبدأت تتأقلم على غيرته المجنونة باتت لا تفعل شيئ الا و تخبره بها ، حتى انها بدأت بالعمل معه اي انها لا تفارقه ابدآ . 

ياسمين ومازن لا جديد فما زالت ياسمين لا تذهب للجامعة ولم ترى مازن وهذا ما جعل مازن متوتر وغاضب دائمآ فقد اشتاق لها ويريد الاطمئنان عليها ، ولكنه يصبر نفسه حتى موعد الاختبارات النهائية التى ستبدأ عن قريب .


 اما سارة وادم فمنذ اخر حوار بينهم لم يتحدثا فسارة بدأت تتجنبه قدر المستطاع حتى انها باتت تنام بغرفة الملابس على الأريكة وتقفل الباب عليها حتى لا تراه وفي الصباح تغادر الغرفة قبل استيقاظه ليتمكن من تغير ملابسه ، اما ادم الامر لم يكن يعجبه ولكنه حاليآ مشغول بما حدث معه بالعمل من حرق اكبر مخازنه فلينتهي من ذلك الامر ثم يرى ماذا سيفعل معها .

ورد وحسن منذ ما حدث لها وهي تقيم عند والدتها وترفض العودة مع حسن الذى لم يمل من زيارتها يوميآ للاطمئنان عليها متأملآ ان تعود معه للبيت فهي دائمة الجلوس بغرفتها ولا تخرج منها ابدآ حتى انها لم تذهب للعمل .

اما ألمى اصبحت علاقتها بوالدتها قوية تزورها وتطمئن عليها كل يوم ، اما فريدة حالتها تزداد سوء حتى الان الأطباء لم يستطيعوا تفسير ما يحدث معها فأصبحت لا تستطيع تحريك اي جزء من جسدها وهذا كله بسبب ما تتناوله من ادوية التى توضع لها بعصيرها كل صباح بسبب ندى التى تراقب الامر بالاستمتاع ونصر فقد استطاعت ان تجمع اكبر قدرآ ممكنا من المعلومات عن غيث الذى تظنه ورقة رابحة لها فترى هل ستنجح بما تفكر به ام سينقلب السحر على الساحر كما يقولون .


💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


صباح يومآ جديد 

كانت تراقب من يفعله الطبيب من محاولات ليستطيع مساعدة فريدة بتحريك أصابعها ، كانت فريدة كالجثة تمامآ لا تتكلم ولا تستطيع تحريك اي جزء من جسدها ، انتهى الطبيب من محاولاته التى باتت بالفشل وجمع أغراضه ليذهب ، اقتربت منه سلمى وقالت:

_ هاااا يا دكتور طمني في جديد 

_ للأسف الحالة بتزداد سوء كل يوم ودا الي هيجنني مش قادر أعرف سبب تدهور حالتها لغاية دلوقتي 

_ يعني ايه يا دكتور هتفضل كدا على طول 

_ أنا بقول ننقلها المستشفى احسن علشان تبقى تحت عيونا دايمن 

_ وايه الي هيختلف يعني هنا او هناك 

_ عموما أنا هكتبلها أدوية جديدة بتمنى انها تعمل نتيجة معاها 

_ شكرا يا دكتور 

غادر الطبيب الغرفة وبقيت سلمى تنظر لتلك التى تنظر للفراغ بشرود وكأنها بعالم اخر تنهدت بقوة ثم اتجهت لتغادر لتتفاجئ بتلك الخادمة التى تقترب ومعها كوب العصير ، نظرت لها بشك وقالت:

_ هو العصير دا كل يوم الهانم بتشربوا 

احابتها بتوتر :

_ أيوة يا هانم دا عصير برتقال وفيه فيتامينات وكويس للهانم الكبيرة 

_ هو انتي ضايلة بتحطلها الداء فيه 

_ هااا ... أيوة يا هانم 

_ تمام حطي العصير وروحي أنا هخليها تشربوا 

قالت بسرعة :

_ وتتعبي نفسك ليه يا هانم دي شغلتي 

_ لا معلش انا حابة اتعب نفسي حطيه وروحي شوفي شغلك

_ حاااضر يا هانم 

وضعته الخادمة ثم غادرت ، اما سلمى امسكت الكوب ونظرت لها وقالت:

_ خلينا نشوف بقا ايه حكاية الدوا دا 

غادرت الغرفة وهي تحمل العصير صعدت لغرفتها ثم  وضعت العصير بعلبة وغادرت الغرفة .. توقفت فجأة ونظرت لباب غرفة ليث التى امامها تنهدت بقوة ثم طرقت الباب ، ولكن للأسف لم يجب ، فتحت الباب ثم دخلت الغرفة ، نظرت حولها ولكنها لم تجده استدارت لتغادر لكنها شهقت عندما وجدته امامها وهو يلف المنشفة على خصره وعاري الصدر رجعت للوراء وقالت:

_ خضتني يا ليث 

ابتسم بخبث وبدأ بالاقتراب منها وقال بنبرة هادئة :

_ سلامتك من الخضة يا قلب وروح الليث 

بلعت ريقها وقالت بتلعثم :

_ انت بتقرب كدا ليه ... 

 بدأت تعود للوراء وهو يقترب .. وضعت يدها على صدره لتبعده لتشعر بعدها بشرارة تحتل جسدها بأكمله  ، توترت اكثر وبدأت تقول :

_ ليث ابعد عني ومتقربش 

حاصرها ليث حيث وصلت للحائط وهو تعود للخلف ولم تنتبه على نفسها وهي محاصرة في احضانه قال ليث وهو يضع رأسه بعنقها التى تخبأه بحجابها :

_ وليه مش عوزاني أقرب 

توترت اكثر من قربه الذى بات يشكل لها خطرآ  وقالت بتلعثم :

_ أناااا عاااوزة اتكلم معاك بموضوع مهم 

ليث وهو يستنشق عبيرها :

_ قولي انا سمعك 

قالت بنفاذ صبر:

_ ليث ارجوك ما ينفعش كدا 

رفع رأسه ونظر لها فوجدها محمرة من الخجل والتوتر ابتسم بحب ثم اقترب من شفتيها وقبلها قبلة سريعة ثم ابتعد واتجه لغرفة الملابس 

صدمت من فعلته ووضعت يدها على شفتيها وقالت:

_ يا مجنون

استيقظت من صدمتها وحاولت السيطرة على نفسها وقالت:

_ ليث ممكن تطلع علشان اتكلم معاك 

ليث وهو يتحدث من داخل غرفة الملابس 

_ قولي عاوزة ايه  انا سامعك يا قلبي 

_ انا عاوزة أغير طاقم الممرضين المسؤلين عن حالة جدتك 

خرج ليث من الغرفة وهو يقفل أزرار قميصه وقال باستغراب :

_ تغيري الطاقم ليه حصل حاجة 

_ لا محصلش بس حالة جدتك بتزداد سوء ومفيش اي تحسن فقلت يمكن لما نغير الطاقم والممرضين يحصل فرق 

_ وانتي مهتمة بالحكاية دي ليه ... حالتها تتحسن او تسوء انتي ايه الي  مضايقك 

اقتربت منه وقالت:

_ ليث مينفعش تتعامل مع الموضوع بالشكل دا .. دي مش حد غريب دي جدتك 

ابتسم باستهزاء ثم جلس على المقعد ليرتدي حذائه وقال:

_ جدتي الي بسببها حصل بنا كل المشاكل دي... والي بسببها أذيتك وأذيت نفسي لما بعدتك عني بجد فاجئتيني 

انحنت لأسفل وجلست بالقرب من قدميه ووضعت يديها على ركبتيه وقالت:

_ انت من إمتى بالقسوة دي أنا عمري ما عرفتك كدا دي مهما كانت جدتك الي عاشت حياتها علشانك 

نهض ليث ولبس جاكيته  و قام  بتمشيط شعره ورش عطره وقال:

_ مبقتش تهمني بحاجة تعيش تموت مش فارقة 

نهضت بغضب وقالت:

_ ليث مينفعش كلامك دا 

ليث وهو يأخذ أغراضه من المنضدة 

_ اعملي الي يريحك يا سلمى انتي دلوقتي المسؤلة عن كل حاجة بس الي لازم تعرفيه دلوقتي  انو انا خلاص قطعت علاقتي بالست دي 

قال كلامه ثم غادر الغرفة ، تنهدت سلمى بقوة ثم جلست تفكر ، ترى كيف ستفاتحه بقصة غيث ووالدته كيف سيتقبل ما فعلته بوالدته وما فعلته به عندما كذبت عليه واتفقت مع تلك الخبيثة  على اخباره  انه هو من لا ينجب 

_ انت بتصعب  الحكاية عليا  يا  ليث ... اعمل ايه انا دلوقتي ، يارب حلها من عندك 


💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كانت جالسة أمامها وتحاول اقناعها بالعودة لبيت زوجها ولكن كعادة ورد المتمردة ترفض وتعاند 

_ أنا مش عارفة أخيرت الي بتعمليه ايه ، دا فاضل يجي ويبوس ايدك ورجلك علشان تسامحيه 

_ يووووه يا سارة انتي كل يوم تقولي نفس الكلام مبتمليش 

_ تصدقي حسن خسارة فيكي وأنا لو مكانوا اطلقك وأرتاح 

_ بكون احسن خليه يروح لصفرة بتعتو الي بتتمايع وبتتسهوك عليه ، وانا هطلق منو سواء وافق او موافقش 

_ ورد الي بتعمليه دا هينقلب ضدك حسن بحبك وشاريكي علشان خاطري ارجعي ليه ولبيتك دا هيتجنن ويشوفك انتي مشفتهوش كان عامل ازاي لما ابن عمك خطفك دا كان زي المجنون بدور بكل مكان عليكي  غير الي عملوا بعمك وابنو ... دا ضربهم ضرب محتاج العمر كلو علشان أثاروا تروح ...وغير طبعا حقك وحق خواتك الي رجعوا ومحدش قدر يوقف بوشوا

_ وانا يعني علشان شهامتو عوزاني انسى الي عملو  ... انا يضربني علشان وحدة زي المخفية ماجدة دا ضربني قدامها انتي متخيلة 

_ ويا ترى هو عمل كدا ليه يا ست ورد مش بسبب لسانك الطويل 

_ يعني انتي كنتي عايزاني أشوفوا بالمنظر دا واسكت 

تنهدت سارة بقوة وقالت:

_ ورد انا عارفة حسن من قبلك وعارفة أخلاقوا كويس هو عمروا ما عمل حاجة غلط ولا فكر يعمل وانا واثقة اني ماجدة هي الي رمت بلاها عليه ، يا ورد حسن بحبك بجد ومش قادر يعيش من غيرك انتي عارفة يعني ايه حد يحبك بالشكل دا ويخاف عليكي صدقيني الي زي حسن قليلين جدا أنا لو مكانك امسكوا بايدي وسناني مفرطش بيه ابدا

نظرت لها ورد واستغربت نبرة الألم التى تتحدث بها اقتربت منها وقالت :

_ في ايه مالك يا سارة انتي كويسة 

_ كويسة ما تقلقيش عليا المهم انتي دلوقتي 

_ هو ادم باشا واجعك بالشكل دا 

ابتسمت بألم وقالت :

_ احساس صعب انك تحبي حد مابحبكيش ومش كدا وبس دا بتفنن بتعذيبك واهانتك ، صدقيني انتي بنعمة علشان كدا عاوزك تفكري كويس وبلاش حكاية الطلاق دي 

فتح الباب على مصرعيه ، نظرت ورد وسارة ففوجئوا بوالدة ورد التى كانت تريد الاطمئنان عليهن لتسمع نهاية حديث سارة وهو الطلاق 

_ ماما في ايه 

_ هو ايه الي سمعتو دا 

نظرت لها ورد باستغراب وقالت:

_ سمعتي ايه 

_ انتي بجد بتفكري تطلقي من حسن 

صمتت ورد ولم تجيب اقتربت منها والدتها بغضب وامسكتها من ذراعها بقوة وقالت:

_ تبقي مجنونة لو عملتي كدا و أنا مش هسمحلك تعملي بنفسك كدا 

_ ماما في ايه انتي بتوجعيني 

صرخت بها والدتها بقوة وقالت:

_ اسمعي يا بنت انتي انا الظاهر دلعتك كتير  ، انتي عارفة لولا حسن الي حضرتك بتتكبري عليه كان حاصلك ايه هااا ردي عليا ساكتة ليه 

اقتربت سارة من والدة ورد وافلتت ورد منها بصعوبة 

_ يا طنط اهدي مفيش حاجة من الي بتقولي عليها صدقيني 

تابعت والدت ورد حديثها بغضب وقالت:

_ انتي لولا حسن كان زمانك متجوزة عيسى وكنتي دلوقتي خدامة لامه وخواته غير الضرب والاهانة الي كنتي هتشوفيها منه ومن ابوه ، اياكي يا ورد اسمع منك سيرة الطلاق دي مرة تانية انتي فاهمة ، وانا دلوقتي هتصل بجوزك وأقلوا يجي ياخدك انتي قعدتك هنا طولت اوي 

غادرت والدة ورد من الغرفة بغضب ، اما ورد بدأت بالبكاء الشديد اقتربت منها سارة وقالت:

_ مامتك عندها حق وهي خايفة عليكي يا ورد علشان خاطري بلاش تعندي وارجعي لبيت جوزك 

_ انا مش صغيرة علشان تتكلم معاية بالشكل دا 

_ دي مامتك يا هبلة وطبيعي تعمل كدا لما تلاقيك هضيعي نفسك يلا يا حبيبتي جهزي نفسك لانو انا  واثقة انو حسن هيجي طاير علشان ياخدك 

_ يا سلام 

_ ههههه والله بحبك يا مجنونة 


💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كان يرضع طفلته الصغيرة طعامها وهي بأحضانه ، انتهت الصغيرة من تناول طعامها وهو الحليب الصناعي الذى بات حياتها بعدما تركتها والدتها ، حملها جاد وقبلها ووضعها بسريرها ، بقي يتأملها وهي نائمة كالملاك ، اقتربت منه والدته بهدوء وقالت :

_ طمني يا ابني نامت 

ابتسم بحب وهو ينظر لصغيرته وقال:

_ أيوة يا امي 

تنهدت الام بقوة وقالت :

_ كويس انت متعرفش انا تعبت معاها ازاي علشان اسكتها وبردوا معرفتش 

_ معلش يا ماما انا عارف انها تعباكي ،عاوزك تتحملي شوية لغاية رجوعي من الشغل وانا هحاول ارجع بدري علشانها 

_ انت بتقول ايه يا ابني دي حفيدتي ازا مش هتعب ليها هتعب لمين 

بقي جاد على حاله وهو مراقبة صغيرته وهي نائمة 

_ احمم جاد انا عاوزة اتكلم معاك يا ابني بموضوع 

نظر لها جاد باستغراب وقال:

_ موضوع ايه دا 

_ خلينا نخرج الأول بعدين هتعرف 

خرج جاد من الغرفة بهدوء كي لا يوقظ صغيرته التى نامت بصعوبة واتجه مع والدته ليرى ماذا تريد منها ، جلس امامها وقال:

_ خير يا ست الكل ايه هو الموضوع الي عاوزاني بيه 

هدى وهي تفرك يدها بتوتر :

_ هو الصراحة انا عاوزة اتكلم معاك بخصوص وصية أية 

نظر لها بريبة وقال:

_ يعني ايه 

أخذت هدى نفسآ عميقآ وقالت:

_ اسمع يا ابني ... انا مبقتش زي زمان اقدر اتحمل مسؤلية طفلة صغيرة وانت شايف بنتك ازاي تعباني وتعباك وانت مش هتفضل قاعدلها بالبيت على طول انت يا ابني وراك شغلك وياسمين مش مستفيد منها بحاجة دي بتغرق بشر مية 

_ انتي عاوزة توصلي لايه يا امي 

_ ألمى

انتفض جاد من مقعده بغضب وقال:

_ ماما ارجوكي متكمليش لاني مستحيل اعمل الي بتفكري فيه 

نهضت والدته ووفقت امامه وقالت:

_ انت مجبور تعمل كدا لانو دي وصية اية ازا ناسي ، زصيتها انت وألمى تتجوزوا وألمى تربي البنت

_ ماما انتي واعية للي بتقوليه اية ملهاش مدة ميتة وانتي بتقولي الكلام دا 

_ يا حبيبي الكلام دا لمصلحة بنتك قبل اي حاجة

_ وأنا عارف مصلحة بنتي ومش ممكن اخلي مرات ابوها تربيها  

_ هو ايه الي  جرالك  يا جاد مش دي ألمى الي فضلت تحبها طول عمرك مش دب ألمى الى دايمن كنت بحس انك بتلومني علشان بعدتك عنها ايه الي اتغير 

_ الي تغير اني بحب مراتي وهفضل على ذكراها ومش هتجوز خالص ألمى ماضي وانتهى 

_ انت مصدق الكلام الي بتقوله يا جاد 

_ ماما ارجوكي ...

قاطعته بغضب وقالت:

_ أرجوك انت يا جاد افهم البنت محتاجة ام وانا مش هقدر اكون امها وتنساش دي وصية امها لو ما  نفذتش الوصية ايه مش هتكون مرتاحة بقبرها ،  يا ابني انا بتكلم علشان مصلحة بنتك قبل اي حاجة 

_ انتي عاوزة مني ايه دلوقتي 

اقتربت منه وربتت على كتفه وقالت:

_ علشان خاطري يا ابني حقق وصيتها لمراتك وان كان على ألمى سيب الموضوع دا عليا 

تنهد جاد بقوة وقال:

_ اعملي الي يريحك يا امي 

غادر جاد وترك والدته تنظر لأثره بحزن :

_ ربنا يريح بالك يا ابني ويسعدك 


💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


قامت والدة ورد بالاتصال بحسن الذى ترك كل شيئ وذهب اليها بسرعة 

_ ازيك يا ابني 

_ كويس الحمد الله يا طنط اخبارك انتي ايه واخبار ورد ايه 

_ كويسة يا ابني وبالنسبة لورد هتكون كويسة لما ترجع بيت جوزها 

_والله يا طنط انا عاوزها ترجع بسرعة انتي متعرفيش ورد بقت مهمة ازاي بحياتي 

ابتسمت له وقالت:

_ عارفة يا ابني وعلشان كدا انا بعت وراك 

نظر لها حسن بقلق وقال:

_ خير يا طنط هو في حاجة 

_ اسمع يا حسن انا معرفش ايه الي حصل بينك وبنها علشان ورد تزعل وترفض ترجع البيت وانا يا ابني مش هقبل انها تفضل عندي بعد كدا البنت ملهاش غير بيت جوزها بالنهاية 

حسن بسرعة قال:

_ وانا مستعد اعمل اي حاجة علشان ترجع البيت معاية

_ انت لو هتسبها على مزاجها مس هترجع بنتي عنيدة ودماغها يابسة علشان كدا انا اتصلت بيك علشان ترجعها بيتها 

_ وهي وافقت بسهولة كدا 

_ مأنا قلتلك عنيدة ودماغها يابسة وانا أجبرتها تروح معاك وبكدا مهمتي بتكون انتهت وجه وقت مهمتك  حاول تغير من عنادها وحاول تصالحها بس وهي ببيتك فاهمني يا بني 

حسن بسعادة :

_ فهمك يا طنط 

_ أنا هقوم اندهالك 

وبالفعل ما هي الي دقائق وكانت ورد تقف وهي تحمل حقيبتها وتنظر للأسفل بغضب طفولي حضنتها والدتها وقالت لها باذنها :

_ انا عملت كدا علشان مصلحتك حسن بحبك وشاريكي خلي بالك من نفسك ومن جوزك يا بنتي 

ورد بدموع :

_ حاضر يا ماما 

_ يلا يا ابني خد مراتك وعلى بيتكوا 

اقترب منها حسن واخذ منها الحقيبة التى تحملها وتعمد ان يلمس يدها ، توترت ورد من اقترابه وتلامس يده ، أخذ حسن الحقيبة وقال:

_ طيب يا طنط احنا هنمشي دلوقتي 

_ مع السلامة يا ابني 

غادر حسن وورد البيت ، واثناء الطريق لم يتكلم اي احدآ منهم كانت جالسة بهدوء ولم تتكلم بأي حرف .

وصلو الشقة.. فتح حسن الباب وافسح لها لكي تدخل دخلت بسرعة وكانت على وشك المغادرة ولكن توقفت عندما سمعته يناديها:

_ ورد استني 

توقفت ولم تنظر له ، اقترب منها حسن ووقف امامها وامسك يديها وقال:

_ ممكن اتكلم معاكي شوية 

_ قالت بتوتر :

_ انا تعبانة وعايزة ارتاح 

ابتسم لها وقال:

_ مش هاخد من وقتك كتير 

بقيت صامتة ولم تتكلم وعينيها تنظر لأسفل ابتسم حسن بحب وشدها واجلسها على الاريكة وجلس بجانبها وهو ممسك بيدها   .

_ ممكن تبوصيلي 

نظرت له ورد بتوتر وخجل ابتسم لها حسن وقال:

_ انا عارف انك زعلانة مني ومش عازوة تتكلمي معاية بس انا مش هقدر ابعد اكتر من كدا 

تنهد بقوة وتابع :

_ ورد انا بحبك من اول مرة شفتك فيها شديتي  انتباهي من اول لقاء بنا  وشوية شوية لقيت نفسي بتعلق بيكي وبحبك ، وبصراحة الظروف الي مريتي بيها سهلت عليا كتير علشان تبقي مراتي ، عارف انك زعلانة بسبب الي عملتو بس انا وقتها فقدت اعصابي وانتي عارفة السبب كان ايه ، علشان كدا عاوزك تعطيني فرصة تانية وانا بوعدك انك هتكوني سعيدة معاية 

كانت ورد تنظر له ببلاهة حتى الان لا تصدق بأن الذى امامها حسن ، حسن الذى كانت تطلق عليه لوح ثلج من شدة بروده 

_ ورد انتي كويسة 

_ هااااا انت بتقول ايه 

_ هههه لا انتي مش معاية خالص 

وضعت ورد يدها على جبينها وقالت بشكل مضحك:

_ انت واثق انك كويس يعني حرارتك مش مرتفعة اصلو مش معقول تكون انت نفس الشخص الي أعرفوا 

ضحك حسن على تصرفها ، يا الله كم اشتاق لها واشتاق لحديثها ومزاحها ، اما ورد كانت تائهة بضحكته فهي لاول مرة تراه تضحك ، توقف حسن عن الضحك وقال:

_ في ايه مالك بتبصيلي كدا ايه 

ورد بهيام:

_ اصلو ضحكتك حلوة اوي 

حسن وهو يضع يده على خدها :

_ انتي الي جميلة يا قلب حسن 

اقترب حسن منها اكثر بعدما رأى سكونها وقام بتقبيلها ، كانت اول مرة يفعلها . كانت ورد ساكنة ولا تتحرك فقد تفاجئت من فعلته .. كان حسن يقبلها بشوف وسعادة امسك حجابها وقام بابعاده لتتساقط خصلات شعرها البندقية ، كانت ورد بعالم اخر ، كانت تحاول ان تذكر نفسها انها قررت سابقآ انها ستعاقبه على فعلته ولكنها الان ساكنة بأحضانه وهو يقبلها ، ابتعد حسن بعد فترة وقال بحب  :

_ انا بحبك اوي يا ورد 

كانت تحاول التقاط انفاسها بسبب قبلته لتتفاجئ به يهجم مرة اخرى على شفتيها ويقبلها بقوة اكثر ، تشجعت وامسكت بقميصه ثم تشجعت اكثر وحاوطت راسه وبدأت تداعب شعره الناعم لم يتحمل حسن بعد فعلتها تلك أكثر  فقام بحملها ثم اتجه بها للغرفة ليبدوا حياتهم الجديدة معآ ، ولكن هذه المرة وهي ملكه .


💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


بعد عدة أيام 


دخل عليها حسن المكتب  واقترب منها ، نظرت لها وقالت:

_ اهلا يا حسن طمني ايه الاخبار 

جلس حسن على المقعد وقال:

_ مش هتصدقي نتيجة التحليل كانت ايه 

نظرت له بشك وقالت:

_ قولي النتيجة بتقول ايه 

_ زي ما اعتقدتي الدوا الي بتحط بالعصير مش نفس الدواوالي بتاخده 

_ كنت شاكة من البداية انو في حاجة غلط 

_ المشكلة مش هنا المشكلة بالدوا الي بنحط  بالعصير 

_ انت عرفت دوا ايه 

_ للأسف الدوا دا السبب بتدهور حالتها دا بعمل على شل حركات الجسم يعني الشلل الي عندها وعدم قدرتها على الكلام بسبب الدوا 

_ انا مش قادرة أصدق هي وصلت بيها تعمل كدا 

_ هتعملي ايه دلوقتي 

_ هحاول اتصرف قبل ما الحالة تزداد سوء ومنقدرش نحلها 

_ تمام كدا عاوزة حاجة تانية مني 

ابتسمت له وقالت:

_ شكرا يا حسن غلبتك معاية

_ ولا يهمك انا هروح اشوف شغلي 

_ سلملي على ورد 

أومأ برأسه بابتسامة وغادر اما سلمى اراحت جسدها على مقعدها وقالت:

_ ماشي يا ندى حسابك تقل اوي ولازم اشوف حل لشرك دا 


💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


لم تصدق عندما أخبرتها الخادمة بان هدى والدة جاد تريد مقابلتها ، نزلت لأسفل واتجهت لمكانها ، عندما رأتها هدى مقبلة عليها ابتسمت لها فنهضت واقتربت ومدت يدها لتسلم عليها وقالت:

_ ازيك يا ألمى يا بنتي 

ابتسمت لها ألمى وقالت:

_ الحمد الله ازيك يا طنط .. اتفضلي 

جلست هدى ثم نظرت لها هدى وقالت:

_ أنا عارفة انك مستغربة زيارتي بس أنا كنت عاوزة اتكلم معاكي 

_ انتي تشرفي بأي وقت يا طنط 

_ تسلميلي يا بنتي ... اسمعي يا ألمى أنا  مش هطول عليكي وهدخل بالموضوع بسرعة انا سبب وجودي هنا وصية أية 

ارتبكت ألمى وقالت:

_ مش فاهمة تقصدي ايه  يا طنط 

_ انا جاية وكل امل انك توافقي انك تنفذي وصية اية وتجوزي جاد وتربي اية الصغيرة 

نظرت لهاا بصدمة ، فهي لم تتوقع بحياتها كلها ان هدى تأتي  اليها وتطلب منها ان تتزوج ابنها ، حينما وجدت هدى علامات الدهشة على وجه ألمى أسرعت وقالت:

_ المى عاوزك تفكري يا بنتي كويس وعاوزك تعرفي انو دي وصية اية وانا يا بنتي مش هقدر اربي البنت لوحدي البنت عاوزة ام وانا واثقة انك المناسبة لولا كدا مكنتش اية وصتك على بنتها

_ بصراحة يا طنط انتي فاجئتيني وكمان اية ملهاش  وقت كتير  ميتة ازاي عوزاني اعمل كدا 

_ الجواز دا كان وصية اية غير كدا البنت محتاجة الي يرعاها ويهتم بيها يعني لو هنستنى لغاية ما يمر وقت اكبر من كدا  ممكن ميكونش لصالح الصغيرة ، وان كان على اهل اية فهما عارفين وموافقين لانها وصية بنهتم 

_ مش عارفة يا طنط اقلك ايه 

قاطعتها هدى وقالت:

_ أنا هسيبك تفكري .. وعايزك تفتكري انو اية وثقت فيكي وأمنتك على بنتها وجوزها علشان كدا فكري كويس 


غادرت هدى المكان  تاركة ألمى غارقة بالتفكير ، هل يعقل ان القدر قد ابتسم لها أخيرآ وسيجمعها مع حبها ومعشوقها ، ولكن ترى ما رأي جاد بهذا الموضوع ... ترى هل تقبل الموضوع بهذه السهولة ام ماذا ؟؟


💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشماء 🍁


عملت سلمى على تغير طاقم التمريض وطاقم الخدم المسؤل عن الرعاية بفريدة الأمر الذي أغضب ندى فهي بهذا التصرف ستفسد مخططاتها ، وحاولت الوقوف امامها ولكن لم تستطع فعل شيئ فليث ترك لها الأمر لتتصرف براحتها ، أيقنت ندى ان وجودها اكثر بالقصر سيفشل ما تخطط له لهذا قررت ان تتخلص منها عن طريق طفلها الذى تعتقد انه من رجل اخر ، فمن المؤكد ان ليث لن يتقبل هذا الامر .


💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في فيلا الغامري 

لأول مرة يعود باكرآ من العمل ويتناول العشاء معهم ، منذ زواجهم وهو يعود اخر الليل ولا تراه ، بعد انتهاء الشعاء اتجهت كلا من جميلة ومنى التى تحسنت حالتها وبدأت تتحرك بسهولة الى غرفهم وكذلك ادم اما هي كانت خائفة الذهاب الى الغرفة فهي لا تريد ان تراه او تتشاجر معه ، بقيت جالسة بالحديقة لوقتآ طويل علها عندما تعود لغرفتها تجده نائم ، صعدت الدرج بتعب فقد تجمد جسدها من البرودة وهي جالسة بالخارج .. قررت الذهاب الى النوم فمن المؤكد انه قد نام فقد تأخر الوقت.

فتحت الباب لتتفاجئ به يجلس على السرير ويعمل على الابتوب تقدمت بحذر باتجاه غرفة الملابس لتأخذ ملابس النوم ثم اتجهت للمرحاض دون ان تعيره اي انتباه ، خرجت بعد قائق وهي ترتدي ملابس تغطي جسدها باكمله  ولكن الغريب الحجاب الذى ما زال على رأسها.

_ استني عندك انتي رايحة فين 

بلعت ريقها وحاولت السيطرة على أعصابها كي لا تغضب وقالت بهدوء عكس ما بداخلها :

_ رايحة انام 

نهض من على السرير ثم وقف امامها وقال بسخرية :

_ ودا منظر وحدة عايزة تنام ... وتنامي فين 

_ والله انا مرتاحة كدا .. وهنام فين .. انت عارف هنام فين 

_ وانتي تفتكري اني هسكت اكتر من كدا ، انا ان سكت بالاول فدا علشان مكنتش فاضيلك بس دلوقتي فضيتلك 

_ انت عاوز مني ايه دلوقتي 

اقترب منها اكثر وامسك حجابها وقال:

_ ممكن تفسريلي ايه دا 

_ دا حجاب 

_ والله ... تصدقي مكنتش اعرف 

ابتعدت عنه ونفخت بضيق وقالت:

_ انا تعبانة وعاوزة انام ممكن 

_ امسكها من معصمها وقال:

_ الظاهر كدا اني سبتك تتصرفي براحتك وقت طويل 

سارة بألم :

_ انت عاوز مني  ايه دلوقتي 

 قام بشدها وقربها منه وامسك حجابها وقام بشده بقوة آلمتها وألقاه أرضآ ليتساقط شعرها .. قال بهدوء عكس النار التى بداخله :

_ انت مراتي يعني الحجاب دا  ملوش لازمة والنوم بغرفة الهدوم تنسيه خالص 

دفعته بقوة ثم امسكت حجابها لتغطي شعرها وقالت بغضب :

_ أنا مش مراتك الجواز دا حصل غصبن عني يعني انا مش موافقة عليه ومش هسمحلك تقرب مني او تلمح حاجة مني 

شعر بالعضب الشديد ، كلما حاول الا يغضب تأتي هي بأفعالها تثير غضبه وبشدة ، لحقها  عندما وجدها تحاول الفرار منه عندما رأت غضبه وامسكها من خصرها ، حاولت سارة ان تحرر نفسها ولكن لم تسطتع فصرخت بقوة وقالت:

_ سبني وابعد عني ... انا مش هسمحلك تقرب مني 

قام ادم بشدها وألقاها بقوة على السرير وقال :

_ بس دا مكانش رأيك واحنا بالفندق ، كنتي مستسلمة ليا ومبسوطة ولولا الاتصال الي جاني كنتي بقيتي ملكي 

اتعدلت بصعوبة بسبب ألم ضهرها وقالت بغضب :

_ انت قليل الادب وانا بكرهك ومش هسمحلك تقرب مني سامعني يا ابن الغامري 

اغضبته اكثر فهجم عليها وبدأ بتمزيق ملابسها وهو يقول بغضب: 

_ انا هوريكي هعمل فيكي ايه يا سارة 

كانت تحاول دفعه بقوة وهي تبكي وتصرخ ولكن للاسف ادم كان مغيب تمامآ بسبب شدة غضبه بدأ يقبل كل ما يظهر من جسدها بقوة آلمتها .. 

في ذلك الوقت كانت تبكي بقهر تحاول منعه وابعاده  بقوة فقد تذكرت زواجها الأول من أيوب وما حصل معها بسببه وبسبب زوجاته ، بدأت تصرخ بقوة وتترجاه وتبكي وتقول:

_ أرجوك يا ادم سبني و ارحمني أرجوك ابعد عني 

توقف ادم عما يفعله عندما سمع صوت بكائها المخيف وطريقة حديثها ابتعد عنها .. فما كان من سارة الا أنا رجعت لأخر السرير وضمت جسدها وقالت وهي تبكي :

_ ابعدوا عني ارجوكوا ابعدوا عني .. انا معملتش حاجة ابعدوا عني

نظر لها بريبة عندما سمع ما تهدي به ... مسح وجهه بغضب وغادر الغرفة بأكملها فقد كان على وشك فعل شيئ لو كان فعله كان سيندم عليه طوال حياته .

اما هي بقيت على حالها تضم جسدها وتبكي وهي تتذكر ما حدث معها بالماضي .


💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كانت تقف اما الغاز وهي تقلب الطعام وتغني :

_ يا بتاع النعنع يا منعنع يا منعنع 

جاء من خلفها بهدوء ثم امسكها من خصرها وقال بحب وولع :

_ وحشتيني 

تفاجئت به واستدارت لتضربه على صدره وقالت بدلع :

_ اخس عليك يا حسن كدا تخضني 

حسن وهو يقبل خدها :

_ سلامتك من الخضة يا قلب حسن 

نظرت له ورد باستغراب ، فقال حسن:

_ في ايه مالك 

ضحكت وقالت:

_اصلي لغاية دلوقتي مش قادر اصدق انك حسن الي  اعرفوا من قبل  

حسن وهو يقبلها من الخد الاخر :

_ طيب مين افضل حسن الي كان قبل والا الي واقف قدامك 

وضعت يديها على اكتافه وقالت برقة وحب :

_ طبعا حسن الي واقف قدامي 

بعد رقتها تلك التى اشعلت النار بجسده ،  قام حسن باطفاء الغاز وورد تراقبه باستغراب 

_ انت بتعمل ايه 

حسن وهو يحملها

_ دلوقتي هقلك 

_ انت بتعمل ايه مجنون 

_ هتعرفي حالا يا قلب المجنون 

اتجه بها حسن لغرفتهم رغم صراخها وتذمرها ليريها بعضآ من فنون عشقه .


💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في الصباح 


استيقظت على صوت هاتفها .. فنهضت ونظرت حولها وبدأت تتذكر احداث الأمس أدمعت أعينها وبدأت تتحرك بصعوبة بسبب ألام جسدها ، اتجهت للمرحاض ثم ازالة ثيابها الممزقة  وقامت بتعبئة حوض الاستحمام بالماء الدافئ والصابون ، استلقت بداخله بتروي بسبب ألم  جسدها واسترخت... بدأت جميع ذكرياتها الأليمة تخطر على بالها .. أدمعت أعينها وبكت بقوة ، منذ ان وعت وهي تتعذب بدايتآ بوالدها الذى أذاقها أنواع العذاب ثم زواجها الاول وما حصل معها ثم ادم ... وآآآآه من هذا الأدم الذى يوجعها بكل جبروته وقوته ... ماذا فعلت بحياتها لكي تتعاقب بهذه الطريقة .... استغفرت ربها ثم    نهضت بعد دقائق بصعوبة واستحمت لتقف امام المرآة لترى الاثار التى خلفها ادم على عنقها وصدرها وباقي جسدها من هجومه عليها .. بكت اكثر ثم اتجهت لارتداء ملابسها نظرت لهاتفها فوجدت اكثر من مكالمة من سلمى تنهدت بقوة ثم اتصلت بها حاولت قدر المستطاع ان تجعل صوتها طبيعيا كي لا تشك صديقتها بشيئ 

_ ألو 

_ فينك يا بنتي 

_ معلش يا سلمى راحت عليا نومة 

_ سارة مالو صوتك انتي كويسة 

_ انا كويسة متقلقيش بس الظاهر كدا اني اخذت برد 

_ خلاص يا حبيبتي بلاش تيجي النهاردة الشغل اساسا انتي تعتبري عروسة انا مش عارفة انتي  اصريتي تنزلي الشغل ليه بالوقت دا

ابتسمت بألم على حالها وقالت:

_ انت عارفة اني بقدرش اقعد بالبيت من غير شغل ، انا شوية وهكون عندك 

_ اوكي يا قلبي وانا بانتظارك 

اغلقت مع سلمى ثم انهت استعدادها لتغادر لذهاب لعملها .


💧💧💧💧💧💧💧💧💧💧

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كانت جالسة بغرفتها تفكر بما حدث ، ترى هل توافق على الزواج من جاد ام ترفض ، سمعت صوت الباب فأذنت لطارق ... ليدخل أخيها الحبيب 

_ صباح الخير 

_ صباح النور 

_ اخبارك ايه النهاردة يا حبيبتي 

تنهدت بقوة وقالت:

_ كويسة 

جلس ليث بجانبها وقال:

_ فكرتي 

نظرت له بشك وقالت :

_ انت عرفت 

_ اه جاد حكالي كل حاجة 

_ جاد !؟

_ أيوة وهو طلب يقابلك ويتكلم معاكي  

نظرت له باستغراب وقالت:

_ يتكلم معاية 

_ انا معرفش عاوز يقلك ايه بس اعتقد انو مقابلتك ليه هي الي هتحدد قرارك بخصوص جوازك منو 

_ وهقابلو إمتى

_ في الوقت الي تحبيه 

_ خلاص اتصل بيه وقلو اني عاوزة اقبلوا دلوقتي 

_ دلوقتي ؟!

_ ايوة فيها حاجة دي 

ابتسم لها أخيها وقال :

_ لا يا قلبي انا هتصل بيه وأقلوا 


قام ليث باخبار جاد برغبة ألمى في مقابلته فحدد له جاد المكان الذى سيتقابلا فيه ، وبالفعل اتجهت ألمى للمكان لتجده ينتظرها بالمكان المحدد ، كان شاردآ ويبدوا عليه الارهاق والتعب .. تقدمت منه وقالت:

_ صباح الخير 

نهض جاد وابتسم لها وقال:

_ صباح النور ازيك يا ألمى 

ابتسمت له وقالت :

_ الحمد الله ازيك انت يا جاد 

تنهد بقوة وقال:

_ الحمد الله اتفضلي اقعدي 

جلست ألمى فنظر لها جاد وقال :

_ تطلبي ايه 

_ مم عصير برتقال 

أومأ برأسه ثم طلب لها عصير وله قهوة ، بعد ذهاب النادل نظر لها وقال:

_ شكرا ليكي انك جيتي علشان تسمعيني 

_ مفيش مشكلة ليث قلي انك عاوز تتكلم معاية .. 

تنهد بقوة وقال:

_ بصي يا ألمى انا عارف انو ماما جت واتكلمت معاكي بخصوص اية الله يرحمها 

_ الله يرحمها 

_ انا النهاردة هقلك الي عندي وانتي حرة توافقي او متوافقيش 

_ اتفضل 

أخذ نفسا عميقا وقال وهو ينظر للامام بشرود:

_ انا لولا وصية اية مكنتش فكرت اتجوز خالص وكنت كرست حياتي كلها لبنتي 

شعرت ألمى بغصة بقلبها من حديثه ، حاولت الا تظهر دموعها ونظرت له بثبات ، تابع جاد بشرود:

_ اية كانت انسانة جميلة جدا مفيش اطيب منها ولا أحن منها عمرها ما شكت ولا ملت مني رغم شغلي الكتير ،فراقها كان صعب عليا مش بسهولة هقدر انسى وأكمل من غيرها 

حاولت السيطرة على انفعالاتها ودموعها التى على وشك النزول وقالت بقوة زائفة :

_ والمطلوب مني 

نظر لها وقال بقوة غير مكترث لمشاعرها ومشاعره التى اراد قتلها وكانه يعاقب نفسه قبل ان يعاقبها  :

_ انا مش هجبرك على حاجة وازا كنتي حابة تنفدي وصية اية ونتجوز وتكوني ام لبنتي انا موافق بس عندي شرط 

نظرت لها بريبة وقالت:

_ شرط ؟؟ شرط ايه 

_ جوازنا هيبقى على ورق يعني السبب الرئيسي لوجودنا مع بعض هو اية الصغيرة ومش هقدر اكون الزوج الي بتفكري بيه او الي بتحلمي بيه ،انتي هتعيشي حياتك وانا هعيش حياتي وزي ما وضحت الي هيكون بيني وبينك أية الصغيرة وبس غير كدا مش هقدر اقدم ليكي اي حاجة ...


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


( الفصل الثالث والعشرون 💙💙)


كانت تضع رأسها على ساق والدتها التى كانت تربت على شعرها بحنان وحب ، قالت بألم ودموع :

_ هو أنا ليه بيحصل معاية كدا ، ليه دايمن الألم والوجع مرافقيني بكل حياتي 

_ دي اختبارات يا قلبي مش أوجاع وألام... ازا هتستسلمي بسهولة دي يبقى هتعيشي حياتك كلها تعيسة 

اعتدلت ألمى وقالت بدموع:

_ بس أنا تعبت والله العظيم تعبت ومش هقدر أكمل 

مسحت منى دموعها وقالت :

_ ألمى .. أنا مش عايزك تستسلمي وترضي بالأمر الواقع لازم تحربي يا حبيبتي علشان تصلي للي عيزاه 

ابتسمت بألم وقالت:

_ أحارب ؟! أحارب لمين يا ماما الظاهر كدا انو مفيش حد يستاهل أحارب وأعافر علشانو 

_ ليه بتقولي كدا يا قلبي  

_ عايزاني اعمل ايه يعني ، انتي مسمعتهوش وهو بتكلم معاي كان ازاي ... مشفتيش عنيه..   عنيه الي كنت بشوف فيهم لهفة وحب .. دلوقتي بقت برود  وجفا  ... نبرتو كانت خالية من اي مشاعر حب ، جاد عمروا ما حبني يا ماما الظاهر كدا اني ضيعت حياتي على انسان ميستهلش 

ابتسمت منى وقالت:

_ تبقي غبية لو فكرتي انو جاد مبحبكيش

_ لا يا ماما جاد محبنيش ولا هيحبني 

_ تعرفي يا ألمى ايه اكتر حاجة بتكون سبب فراق ناس حبت وعشقت بجنون 

نظرت لها ألمى باستفسار فتابعت منى وقالت:

_ الكبرياء والعناد 

_ ازاي يعني 

_ الي بحب يا بنتي بقدم كل حاجة عندوا ..حتى لو واجه مصاعب كتيرة 

_ يعني ايه ... عايزاني اعمل ايه .. انا تعبت ومش هقدر اعمل حاجة ولا أقدملوا حاجة خلاص انتهينا 

_ انتي مقدمتيش حاجة علشان حبك يا ألمى 

_ كل دا ومقدمتش 

_ اسمعي يا ألمى ... الي بمر فيه جاد مش سهل وانا حاسة بيه ... هو بيوم وليلة انفرضت عليه اية الي حبتو وهو للأسف مقدرش يحبها نفس الحب الي حبتهولوا ... جاد حاسس بالذنب يا بنتي شايف انو ميستهلش يعيش حياة سعيدة بعد موت اية فعاقب نفسو وعاقب روحوا هو دلوقتي بنتقم من روحوا ونفسو ، وشايف انو الوسيلة الوحيدة علشان يكفر على ذنبو انو يعيش علشان نبتو ويعيش على ذكراها لأية ... وانتي دورك انك تساعديه علشان يتخطى المرحلة دي .. انتي شايفة انو جرحك وهان كرامتك وكبريائك لما طلب منك انك تتجوزيه علشان بنتو وتنفيذ لوصية أية ... بس تعرفي هو من جواه نفسو تبقي جنبوا وما تتخليش عنه بوقت زي دا ... هو ضايع وتايه ومحتاج الي يساعدوا ويرجعوا لحياتو ويرجع الأمل لحياتو من تاني ... ودا دورك لازم تحاربي علشان حبك ازا هتقولي كبريائي والكلام الفارغ دا يبقى انت عمرك ما حبتيه... يا قلبي الي بحب بضحى بكل حاجة علشان الي بحبوا .. علشان كدا انتي لازم تفكري على مهلك وبعدين تقرري ... ازا حابة تكملي لازم تستحملي علشان تقدري ترجعي حبيبك لنفسوا وليكي ... اما ازا هتعيطي من دلوقتي وتستسملي  فبلاش تخوضي الحياة دي وانسي جاد وكملي حياتك .

حالة من الصمت احتلتها بعد حديث والدتها .. هي لم تفكر بتلك الطريقة ابدآ.. ولكن ماذا ستفعل هل توافق وتجازف وتخوض تلك المعركة وحدها ام تنسحب وتستسلم تاركة قلبها معه. 


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


منذ أخر لقاء بينهم لم تدخل الجامعة .. كانت محطمة بسبب فعلته ولكن ما حدث لزوجة أخيها جعلها تتأكد ان لا أحد يستحق .. فأية ماتت وخلفت ابنتها ورائها رحلت ولم تأخذ شيئ معها وهذا حال هذه الدنيا نحارب ونقاتل وفي النهاية لا شيئ سوى عملك الذى ستأخذه معك ... اي لا احد يستحق ان نبكي عليه أو نحارب لأجله 

تنهدت بقوة وكانت على وشك ان تدخل قاعتها لولا صوته الذى أخرجها من حالت سكونها ... استدارت لتراه يقترب منها ... يبدوا مرهقآ  و حزينآ ... لم يكن بكامل اناقته كما عهدته ترى ما سبب تغير حاله هل يعقل ؟؟ لا لا أمثاله لا يشعرون ولا يملكون اي مشاعر  لماذا سيحزن على فراقها ... وهو الذى كان يترصد لأذيتها .. اقترب منها مازن وقال:

_ ازيك يا ياسمين 

نظرت له نظرات باردة وقالت:

_ كويسة الحمد الله ... خير عاوز حاجة

لم يتفاجئ من نبرتها بعد ماحدث وهو لا يلومها  يكفي انها وقفت وتحدثت معه .

_ انا عرفت الي حصل لمرات اخوكي البقية بحياتك 

_ حياتك البقية .. عن اذنك 

كانت على وشك المغادرة ولكنه وقف امامها وقال:

_ استني يا ياسمين 

قالت وهي تتأفف :

_ خير عاوز ايه مش عزتني يبقى خلاص 

_ ياسمين أرجوكي بلاش نبرتك الي كلها كره دي ... انتي يتعذبيني كدا 

ضحكت وقالت بغضب :

_ ههه تصدق انك واحد بجح.. انت اساسا ازاي قادر تقف بوشي بعد الي عملتو ... ازاي جتلك القدرة انك توريني وشك بعد نذالتك معاية 

_ ياسمين ارجوكي اعطيني فرصة اشرحلك وما تظلمنيش 

_ هههههه أظلمك ... تعرف انا مكنتش هصدق لو حد جه وقالي عنك كلام وحش بس للأسف انا سمعتك وشوفتك على حقيقتك ومحدش قلي ... ازاي عايزني اعطيك فرصة بعد ما شفت قد ايه انت شخص واطي وزبالة ... تعرف ان شفت كتير بس زيك عمري ما شفت ازاي كنت قادر تخدعي وتمثل عليا الحب وانت هدفك خسيس.. بس تعرف الحق مش عليك الحق عليا علشان رخصت نفسي وقبلت أقابل واحد زيك ، عملت الغلط علشانك وانت اساسا ما بتستهلش ... بجد شكرآ ليك علشان خلتني أفوق وأشوف أغلاطي الي كنت مستعمية عنها 

نظرت له نظرة كره وغادرت.. اما مازن فكان قلبه يتحطم لأجزاء أثر حديثها القاسي ، هو يعلم انه سيئ ولكنه تغير بعد ما أحبها كيف له ان يقنعها بانه لا يكذب وانه يحبها كيف 

قال باصرار وغضب : 

_ الحكاية مخلصتش يا ياسمين وانتي مش هتكوني غير ليا ومش هسمح لحد يقرب منك 


🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


بعد يومين 


منذ ما حدث بينهم وهي تتجنب رؤيته كعادتها سابقآ وهو ايضآ مثلها ليس لديه القدرة على مواجهتها بعد فعلته تلك  .. لهذا كان يغادر صباحآ ويعود متأخر كي لا يراها وكان ينام بغرفة أخرى .

دخلت الغرفة بعد ان سمعت صوتها يسمح لها بالدخول ، نظرت سارة لطارق فوجدت جميلة امامها .. نهضت وتقدمت منها وقالت :

_ طنط جميلة اتفضلي 

ابتسمت لها جميلة وقالت:

_ انا جيت اطمن عليكي . يعني مش هزعجك كتير 

_ انتي بتقولي ايه يا طنط انتي تشرفي  بالوقت الي انتي عايزاه دا بيتك ومطرحك

جلست جميلة على الأريكة وقالت:

_ أخبارك ايه 

جلست سارة بجانبها وقالت بابتسامة باهتة :

_ الحمد الله كويسة 

امسكت جميلة يدها وقالت بعد ما تنهدت:

_ سارة انا عاوزك تعتبريني زي مامتك لو مفهاش حاجة وتقوليلي ازا في حاجة مضيقاكي 

ابتسمت سارة لها .. فتلك السيدة تحمل بقلبها من الحب الطيبة  الكثير :

_ دا أنا الي أتشرف لو انت قبلتيني اكون زي بنتك وتبقي زي امي 

_ طبعآ انتي بنتي يا حبيبتي كفاية انك مرات الغالي 

صمتت سارة ولم تعلق على حديثها ، لاحظت جميلة صمتها و  تغير ملامح وجهها بعد حديثها الأخير :

_ سارة فيكي ايه يا بنتي ... انتي بقالك يومين حابسة نفسك بالغرفة... بتطلعي الشغل من الصبح وترجعي تحبسي نفسك بغرفتك تاني  ... انا أساسا  كنت رافضة حكاية نزولك الشغل دي وخصوصا انك لسى عروسة بس قلت معلش خليها على رحتها ..دا  غير علاقتك بادم الي محيراني  

ارتبكت سارة وقالت:

_ علاقتي بادم.. مالها محنا كويسين يا طنط

_ لا يا بنتي مش كويسين .. انتو مش شكل عرسان جداد انا مبشفكوش بتتكلمو مع بعض خالص .. دا حتى ادم مش بيرجع البيت غير متأخر هو في ايه يا بنتي انتو متخانقين ولا في ايه بزبط 

سارة وهي تتهرب من النظر لعينيها:

_ صدقيني يا طنط مفيش اي حاجة .. كل الحكاية انو ادم مشغول الفترة دي بسبب المشاكل الي حصلت بالشغل 

_ طيب ممكن تبوصيلي وانت بتتكلمي معاية 

نظرت لها سارة بارتباك فقالت جميلة بحنان:

_ انتي مش قلتي انك زي بنتي وبتعتبريني زي مامتك يبقى تقولي لأمك الي مضايقك يا حبيبتي 

نظرت لها سارة قليلآ ثم أجهشت بالبكاء الشديد ، تفاجئت جميلة برد فعلها فهي لم تتوقع ابدآ ان تبكي وبهذا الشكل ، حضنتها وقالت:

_ في ايه يا بنتي مالك بس ...هو ادم مزعلك لدرجادي 

لم تتكلم سارة وبقيت بحضنها تبكي ، فهي لأول مرة تشعر بانها تريد الصراخ والبوح بما داخلها فهي قد تعبت ولم تعد لديها القدرة على التحمل أكثر من ذلك .


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كانت جالسة امام بركة السباحة وتضع أرجلها بالماء رغم برودة الجو ولكن الصراع الذى بداخلها جعلها لا تشعر بأي شيئ من البرودة ، تقدم منها ليث وجلس بجانبها بعد ان خلع حذائه ووضع ساقيه بالماء مثلها 

_ انتي متحملة التلج دا ازاي 

_ ههههه وانت ايه الي جابرك 

_ قلت اجي واطمن على حبيبة قلبي الي بقالها ساعة قاعدة وسرحانة 

_ ممم حبيبة قلبك  ..هعديها  ليك وهصدقك يا ليث باشا

رد ليث باستنكار : 

_ نعم يختي 

_ ههههههههههه في ايه مالك زعلت ليه ، هو انا دلوقتي بقيت  حبيبة قلبك 

_ انتي عارفة اكتر مني انتي بالنسبالي ايه يا ألمى 

ابتسمت له بحب وقالت:

_ عارفة يا حبيبي بس كنت بهزر معاك ... قلي بقا اخبارك انت وحبيبة قلبك التانية ايه 

_ انتي رخمة اوي على فكرة 

_ ههههه لا بجد يا ليث وصلت معاها لفين 

تنهد ليث وقال:

_ لسى بحارب لغاية دلوقتي كل ما احاول أقرب ألاقيها بتحاول تبعد  رغم انها نفسها تقرب اكتر مني .. بس الخوف والقلق مانعها ...بس على مين انا ليث المهدي ومحدش يقدر يقاومني 

_ ايه الثقة دي يا باشا 

_  تقدري تنكري 

_ الحقيقة لا دا انت كنت قاهر قلوب العذارى هههههههه

_ ههههه ماشي  يا ست ألمى ....المهم 

نظرت له باستغراب وقالت:

_ ايه بقى المهم 

_ انتي لغاية دلوقتي مقلتليش قرارك بخصوص جوازك من جاد 

نظرت ألمى امامها بحزن وقالت:

_ هو قلك حاجة 

_ لا مقلش بس حاسس انو في حاجة غريبة وخصوصا بعد ما شفتو بعض هو كان عايز منك ايه 

صمتت ألمى وفكرت هل تخبر أخيها بحقيقة الأمر  ام تبقى الامر سرآ .. هل ستستطيع ان تحارب وحدها ام لا ..اتنسحب وتترك كل شيئ خلفها ام تحارب من جديد 

_ رحتي فين 

نظرت له وقالت:

_ معاك هروح فين يعني 

_ طيب وقررتي ايه 

نظرت امامها بقوة وقالت:

_ أنا موافقة أتجوز جاد 


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في المساء 


كانت تنظر لساعة الحائط تارة ولشباك تارة أخرى لقد تأخر الوقت وهو مازال خارج البيت ، ترى اين هو الى الان ...

انتبهت الى صوت سيارته التى أعلنت عن وصولها فاتجهت لتراه قبل ان يذهب للنوم ، فحالة سارة اليوم كانت توحي بأن هناك امرآ سيئآ قد حدث ، بقيت تبكي بحضنها حتى تعبت ونامت ، ترى ما الذى حدى بينهم لتصل الى هذه الحالة .

_ ادم استنى 

استدار ليتفاجئ بوالدته المستيقظة 

اقترب منها وقال :

_ ماما !!!انتي ايه الي مصحيكي لغاية دلوقتي 

_ بستنى بحضرتك 

_ ليه في حاجة 

_ كنت عايزة اتكلم معاك 

_ والكلام بمتأجلش لبكرة الوقت اتأخر يا حبيبتي 

_ كويس انك عارف انو الوقت متأخر وحضرتك جاي دلوقتي 

تنهد بقوة وقال:

_ مالك يا ست الكل بس في ايه منتي عارفة الشغل ومشاكلو 

_ الشغل بردوا ولا بتتهرب من حاجة تانية 

_ اتهرب ؟؟ واتهرب من ايه يعني 

_ من مراتك مثلآ الي حضرتك مزعلها وسايبها ومش سائل عنها 

نظر لها بشك وقال:

_ مراتي ؟! ويا ترى مراتي قلتلك ايه يخليكي تستنيني لغاية دلوقتي وتفتحي معاية تحقيق 

_ مهيا دي المشكلة انها مقلتش حاجة بس واضح انها تعبانة اوي وانت السبب بتعبها 

_ ماما أرجوكي انا راجع تعبان وعايز ارتاح ومش حمل ألغاز 

_ هما كلمتين يا ادم  ، سارة مش زي اي حد ولا بتشبها ، وانتي عارف قصدي مين ، ان كان عاصي دمر حياتك قبل كدا فأنا مش هسمح ليك تدمر حياتك دلوقتي ، الست مننا يا ابني محتاجة حد يحن عليها ويحبها محتاجة الكلمة الحنونة انا صحيح مش عارفة ايه الي بيحصل بنكوا.. بس حالتها النهاردة أكدتلي انها تعبانة معاك اوي ..علشان كدا يا حبيبي حاول تبدأ من تاني وانسى الي فات انت عمرك ما كنت بالقسوة دي ، مراتك محتاجة تحس بحبك واهتمامك مش ممكن يعني الاهمال دا ..

اقتربت منه وقالت:

_ انسى يا ابني وابدأ من جديد وصدقني انت مش هتلاقي زي سارة بأدبها وجمالها حاول يا ابني تنسى علشان نفسك قبل اي حد 

ربتت على كتفه وقالت:

_ تصبح على خير 

 تركته والدته يفكر بحديثها ، تنهد بعد ذلك ثم صعد لأعلى اقترب من غرفته التى تقطن بها ...وقف امام الباب قليلا ووضع يده على المقبض كان على وشك فتحه ليدخل ويطمئن عليها فحديث والدته اقلقه ولكنه تراجع عن فعل ذلك ثم اتجه للغرفة التى ينام بها ، اما سارة فقد كانت ما زالت مستيقظة تفكر بحالها ، يجب عليها انهاء معاناتها فقد تعبت وسئمت من هذه اللعبة .. ستضع حد لكل شخصآ أذاها أو فكر ان يؤذيها لن تتنازل عن حريتها وحياتها فيكفي ما حدث لها .


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


أخبر ليث جاد موافقة ألمى على الزواج .. الأمر الذى فاجئه فهو اعتقد انها سترفض بعد اخر حديث بينهم ولكنها فاجئته بموافقتها ، لا يستطيع ان ينكر سعادته من الداخل وللكن للأسف شعوره بالذنب ناحية ايه طمست فرحته وسعادته 


كانت تقوم  بتجهز الغرفة... فليلة سيتم عقد قران جاد وألمى وستصبح هذه الغرفة لهم ... اقتربت منها ياسمين وقالت:

_ تعرفي يا ماما انا لغاية دلوقتي مش قادرة أصدق انك موافقة على الجواز دا 

_ وموافقش ليه يعني دي وصية أية ولازم تتنفد

_ مممم لا يا امي الحكاية مش حكاية وصية انتي فعلا مبسوطة علشان جاد هيتجوز ألمى .. ودا الي محيرني انتي بحياتك ما حبتيها لألمي ازاي بيوم وليلة بقيتي تحبيها 

تنهدت هدى بقوة وقالت:

_ انا عمري ما كرهت ألمى يا بنتي بالعكس انا كنت بحبها 

_ انتي بتتكلمي بجد يا ماما 

ابتسمت بألم وتابعت:

_ ألمى بنت تتحب وانا عمري ما كرهتها ... مشكلتي معاها كانت بالبداية حبها لجاد وحب جاد ليها .. كنت شايفة انهم مش لبعض والاسباب كتيرة وجدتها كانت اهم سبب .. كنت دايمن اقول لو جاد اتجوزها هتعيش معاه ازاي هتقدر تعيش على القلة الي زيها عايشة وكل طلباتها مستجابة .. كنت بفكر هتعيش ازاي وهتتحمل مسؤلية ازاي دا غير جدتها الي كانت دايمن تحسسنا بفرق المستوى علشان كدا رفضت جوازهم وبعدتهم عن بعض ، كنت فاكرة اني بعمل الصح .. بس للأسف مكانش الصح .. اجبرت أخوكي يتجوز وحدة مش بحبها .. وهو علشان مايزعلنيش وافق وكسر قلبها .. ..عارفة كنت بشوف بعنيه الحزن بسبب بعدوا عن ألمى وبسبب انو مش قادر يحب أية كان بتعذب اوي .. وانا كنت السبب لما اية وصت انهم يتجوزوا لقيتها فرصة ارجعهم لبعض وخصوصا بعد حالة أخوكي الي حاسس بالذنب وبعاقب نفسو .. انا مش أنانية ...انا ام وكنت خايفة على مصلحة ابني ... انتي فكرك انا مش هقدر اربي اية .. دي حفيدتي وانا احق وحدة فيها بس انا بكدا هكون انانية للمرة التانية وهظلم ابني عاوز يرجع لطبيعتو ولحياتو وألمى الوحيدة الي هتقدر تساعدوا يتخطى الظروف دي 

صمتت هدى وبدأت تبكي ، اقتربت منها ياسمين وحضنتها وقالت:

_ انت اطيب واحن ام بالدنيا ... خلاص بقا في ام عريس تبكي والنهاردة كتب كتاب ابنها يلا يا هدهد يا عسل وريني ضحكتك الي منورة حياتنا 

_ يا بكاشة انتي بتضحكي عليا 

_ هههه واضحك عليكي ليه انتي فعلا منورة حياتنا يا ست الكل 

_ طيب يختي يلا بينا هنتأخر على الجماعة اية الصغيرة جهزت 

_ أيوة يا ستي جهزتها يلا علشان ننزل ونشوف العريس 


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


وضعت اخر اللمسات لها وقالت بسعادة :

_ كدا انتي جاهزة يا عروسة 

نظرت ألمى لنفسها بالمرآة وقالت بحزن:

_ مكنش ليه لزوم الفستان والميكب اب يا سلمى 

_ ليه يعني مش عروسة والنهاردة كتب كتابك 

_ الي يسمعك بصدق اني بجد عروسة 

تنهدت سلمى وقالت:

_ احنا قلنا ايه ... احنا مش هنستسلم ولا هنتراجع وصديقني جاد بحبك وبحبك اوي 

_ عموما الامر انتهى سواء بحبني او ما بحبنيش النهاردة هكون مراتو 

_ طيب يلا بقا خلينا ننزل وبلاش ام التكشيرة دي 

ابتسمت لها ألمى وقالت:

_ أنا مش عارفة اشكرك ازاي يا سلمى على قفتك جنبي وجنب ماما 

سلمى وهي تشدها بقوة لتنزل :

_ تشكريني ؟؟ انتي عبيطة يا بت يلا يختي يلا انتي هتجلطيني 

نزلت ألمى وهي تضحك عليها :

_ يا بنتي انتي مش هتتغيري خالص انتي بقيتي صاحبة شركات وبتكوني مرات ليث المهدي يعني لازم شوية لباقة 

_ تعرفي كلمة زيادة هوقعك على الدرج دا وابقي قابليني لو جاد قبل فيكي بعد كدا 

_ ههههه خلاص خلاص نازلة أهو 

نزلت كلآ من ألمى وسلمى للأسفل كان الجميع جالس ينتظر .. تقدمت منهم ألمى وألقت التحية وأول من نظر اليها كان جاد الذى انبهر بجمالها وشياكتها ، اقترب ليث من اخته وقبل جبينها وقال بحب :

_ جاهزة يا قلبي 

أومأت برأسها بدموع فاليوم ستغادر هذا البيت وستترك أخيها الذى طالما كان لها السند والعون ، ليث ليس مجرد اخ لها ... كان الصديق والاب والاخ والحضن الدافئ 

تقدم بها ليث لتتفاجئ بأحمد الذى ينظر لها بسعادة اقترب منها وقال:

_ مبروك يا عروسة 

_ الله يبارك فيك يا احمد عقبالك 

_ احمد اصر انو يكون موجود ويكون شاهد على الجواز كمان 

أحمد وهو ينظر لألمى:

_ اكيد لازم اكون موجود المى غالية عليا اوي يا ليث وانت عارف كدا 

ابتسمت له ألمى ... اما جاد فكان يراقب ما يحدث بصمت .. تقدمت هدى من ألمى وحضنتها بسعادة وقالت : 

_ مبروك يا حبيبتي 

_ الله يبارك فيكي يا طنط 

نظرت ألمى لجاد الصامت الذى كانت ينظر لها بنظرات عجزت عن تفسيرها .... نظرت للجالسة بجانبه وما تحمله كانت ياسمين التى اقتربت منها وقالت:

_ مبروك يا المى 

_ الله يبارك فيكي يا ياسمين عقبالك 

نظرت لمن تحملها فقالت بلهفة عجزت عن تفسيرها :

_ ممكن اشفها 

_ اكيد انتي هتبقى مامتها دلوقتي 

اعطتها ياسمين اية الصغيرة لتحملها ألمى حضنتها بحب و ابعدت عنها الملف الذى يغطي وجهها ونظرت لها بسعادة وقالت:

_ مش ممكن دي جميلة اوي 

قبلتها بحب وكأنها ابنتها ... لا تعلم الشعور الذى انتابها عندما حضنتها ولكن كل ما تعلمه انها احبت تلك الصغيرة وبشدة 

_ مش يلا يا ألمى المأذون وصل 

أخذت هدى الطفلة منها وقالت:

_ يلا يا حبيبتي 

وبالفعل تم عقد القران بهدوء تام وأصبحت ألمى زوجته شرعآ وقانونآ ... سعادة كبيرة شعرت بها بعدما انتهى عقد القران ..فتلك الأمنية طالما كانت تتمناها وها هي تتحقق الان هي أصبحت زوجته 

كانت سلمى قد أعدت العشاء سابقآ .. كان الجميع سعيد ومبتسم عداه هو كانت ملامحه جامدة ولا يبتسم وهذا ما لاحظته ألمى ولكنها تعلم السبب ويجب عليها من الان ان تحاول ان تتماسك لكي تصل له ولقلبه الذى غلفه بالجفاء والبرود 

بعد العشاء استأذن جاد فقد تأخر الوقت وبالفعل غادر ولكن هذه المرة غادر وألمى معه .

تنهدت بقوة وقالت:

_ وأخيرآ الليلة خلصت 

اقترب منها وحضنها من الخلف وقال :

_ كنتي زي القمر النهاردة

ارتبكت سلمى ثم ابعدت يداه الموضوعة على خصرها وقالت:

_ أنا تعبانة وعاوزة أنام تصبح على خير 

امسك ليث يدها قبل ان ترحل وقال:

_ لإمتى هتفضلي تهربي مني يا سلمى 

_ ليث أرجوك انا تعبانة وعاوزة انام 

اقترب منها ووضع جبينه على جبينها وشدها من خصرها وقربها منه وقال وهو مغمض العينين:

_ أنا الي تعبت يا سلمى ... ارجوكي انا محتاجلك تكوني جنبي ارجوكي كفاية بعد 

كانت مغمضة العينين .. تشعر بلذة جميلة بسبب حديثه وأنفاسه التى تضرب وجهها .. هي أيضا تعبت من الفراق ولكن الامر لم ينتهي .. ما زال هناك الكثير من المسائل ما زالت عالقة ويجب تسويتها يجب ان تجد حلآ لكل مشاكلها ويجب اعلامه بوجود غيث .. كانت على وشك ان تجيبه لولا تدخل تلك الشمطاء كما تلقبها سلمى :

_ الله الله ايه الرومانسية والحب الجميل الي انا شايفه دا

لم تبتعد سلمى عن ليث بل بقيت بأحضانه .. الأمر الذى أسعد ليث ... استدارت لتنظر لها وهي بحضن زوجها وقالت بدلال اغاظ ندى :

_ جوزي وبحبني  ايه الي حارق دمك

اقتربت منهم ندى بحقد وغضب :

_ الي بتقولي عنه دا ببقى جوزي انا كمان .. والا الباشا نسى الكلام دا ومبقاش يعمل حاجة غير انو يلحق سيادتك زي المراهقين  

_ندااااا 

صرخ بها ليث بأعلى صوته .. ترك سلمى وأمسك معصمها بقوة وقال بغضب:

_ خلي بالك من الكلام الي بتقوليه علشان متندميش 

سحبت يدها بقوة وقالت بغضب:

_ هتعمل ايه يعني يا ليث باشا اكتر من كدا .. من لما دخلت الهانم  حياتنا وحضرتك مش سائل بيا... ولا كأني مراتك ..... كل همك انو الهانم ترضى عنك بقيت تلحق وراها وسايبها تتحكم بحياتنا ... ايه لدرجادي واقع بيها .. مكنتش متصورة انو ليث باشا الي الكل بحسبلو الف حساب  يبقى لعبة بايد مراتو تديروا بمزاجها 

صفعها ليث بقوة وقال بغضب كبير :

_ انا حذرتك وقلتلك خلي بالك من كلامك بس الظاهر كدا انك انتي الي نسيتي مين هو ليث المهدي

نظرت له بكره وقالت بحقد :

_ انت بتضربني علشانها يا ليث بتضربي علشان واحدة كذابة كل هدفها تدمرك 

شدها من شعرها بقوة وقال:

_ كلمة زيادة وهقتلك يا ندى سامعة 

قامت بدفعه وقالت بحقد:

_ تعرف انت تستاهل الي بتعملو فيك ... دي بتخدعك وانتي مش واعي للي بيحصل حواليك 

نظر لها ليث بغضب فتابعت ندى بقوة:

_ الهانم الي بدافع عنها مستغفلاك .. 

_ كفاية بقا انتي مش هتسكتي بقا 

_ ايه مش قادر تسمع الحقيقة 

كانت سلمى من بداية الامر وهي تراقب ولكن فاض بها من اتهامات تلك الحرباء فقالت:

_ انتي عاوزة توصلي لايه من الي بتعمليه 

ابتسمت باستهزاء وقالت:

_ عايزة اعرفوا حقيقتك واعرفوا الي انت مخبياه عنو 

نظرت لها سلمى بشك وقالت :

_ انتي تقصدي ايه 

_ غيث 

صدمت سلمى عندما سمعت اسم طفلها ولم تتحرك او تتحدث .. كيف علمت تلك البغيظة بوجود طفلها 

اقتربت منها ندى وقالت بشراسة :

_ ايه ... متفاجئة متخيلتيش ابدا انو حد يعرف ... كنتي فاكرة انك هتفضلي مستغفلانا كلنا 

نظر ليث لسلمى التى تصنمت عندما سمعت بالاسم اقترب منها وقال:

_ هو في ايه يا سلمى ومين غيث دا 

ابتسمت ندى بشر وقالت :

_ مالك ساكتة ليه مش تقولي لزوجك حبيبك مين غيث 

لم تتحدث سلمى وبقيت على حالها 

_ انا هقلك مين غيث يا حبيبي 

_ غيث ببقى ابنها ... اصلو الهانم الظاهر انها كانت  متجوزة قبلك ومخلفة تخيل يا حبيبي 

ليث بصدمة :

_ انتي بتقولي ايه 

_ الي سمعتو الهانم مخلفة وانت متعرفش ... والله يعلم مين ابوه للولد مع اني شاكة بالي كانت عاوزة تجوزه ... اسمو ايه .. ايه ؟؟ ايوة صح ماهر ...

اقترب ليث من سلمى الصامتة وقال :

_ الكلام الي بتقولوا دا صحيح 

لم تتحرك ولم تقل اي كلمة ، فصرخ بها بقوة وقال بعدما امسكها من ذراعها وبدأ بهزها بقوة :

_ انتي ساكتة ليه اتكلمي الكلام الي بتقوله صح انتي كنت متجوزة وانتي على ذمتي انطقي ساكتة ليه 

_ معلش يا حبيبي معذورة .. هي كانت هتعرف ازاي انك ردتها... 

تابعت بخبث وشر :

_ بس الغريب يا ليث انها مسجلة الولد باسمها انت عارف يا حبيبي الحاجات دي بتحصل بالدول الاجنبية الي برا يعني ممكن الام تسجل الابن باسمها ... ودا الي محيرني  ... مخلفة من غير جواز تخيل 

لم تتحمل تلك التهمة الباطلة التى ألقتها عليها ندى فافلتت نفسها من ليث واقتربت منها بغضب وصفعتها وقالت:

_ انتي الظاهر كدا مبتعرفيش انتي بتتكلمي مع مين ... انا سلمى الغامري فوقي والزمي حدودك 

نظرت لها ندى بشر وصرخت :

_ انتي هتسوقي الشرف عليا ... انتي مسجلة ابنك باسمك يعني انتي خلفتيه من غير جواز ودا معنى حاجة وحدة انك كنت مقضياها يا سلمى هانم 

صفعتها سلمى للمرة الثانية وهمت لتصفعها بالثالثة لولا يد ليث التى منعتها ... نظر لها ليث بغضب وقال:

_ كفاية بقا 

ابتعدت عنه سلمى فاقترب منها وامسكها وقال:

_ اتكلمي .. قولي انو الكلام دا مش حقيقة قولي انو محدش قربلك انطقي دافعي عن نفسك 

كان ليث يمسكها من ذراعها ويهزها بقوة ويصرخ بصوتآ عالي ... كان يشعر بنار تحرق قلبه وروحه لا يمكن ان ما تقوله ندى حقيقة 

ابتعدت عنه سلمى وصرخت به بقوة وقالت:

_ غيث ببقى ابنك انت 

نظر لها بصدمة ولم ينطق باي كلمة ... اما ندى صعقت من حديثها وقالت بغضب أعمى بصيرتها :

_ انتي بتكذبي يا سلمى ليث ما بخلفش والولد دا مش ابنو 

نظرت لها سلمى بكره وقالت بعدما امسكتها من ذراعها وضغطت عليها بقوة وقالت:

_ انا مش كذابة يا ندى وغيث بكون ابنو لليث والي ما بخلفش انتي مش هو 

نظرت لها ندى بصدمة وقالت بسخرية :

_ ايه سكتي ليه ...ولاالقط اكل لسانك 

قالت ندى بتلعثم :

_ الكلام دا مش حقيقي انتي بتكذبي علشان تخفي جريمتك

_ لا انا بكذبش وانتي عارفة كدا كويس وازا حابة ممكن نطلع لفريدة هانم ونسألها ... مش هي بردوا كانت تعرف انك انتي الي ما بتخلفيش و حفيدها كويس بلاش فريدة نروح لدكتور بتاعك الي اتفقتي معاه يزور التقارير ... ولا أقلك خلينا نعمل تحليل dna لغيث وليث ونشوف التحليل هيكون ايه 

لم تكن تتوقع ان تقلب غريمتها اللعبة عليها ... كيف لم تفكر بتلك الاحتمالية كيف كيف ...

اما ليث كان صامت يسمع فقط ... حتى الان لم يستوعب ما قالته سلمى .. اقترب منها وقال بضياع:


_ انتي بتقولي ايه انا عندي ولد ومابعرفش ازاي 

نظرت له سلمى بقلق وقالت :

_ صدقني كنت هقلك الحقيقة بس ...

لم يدعها تكمل وصرخ بها بقوة وقال :

_ بس ايه ... هااا كنتي عاوزة تكملي انتقامك مني كش كدا 

_ ليث انت مش فاهم حاجة ... والله كنت هقلك 

ضحك ليث وقال:

_ هههههه تعرفي انتي بجد هايلة 

نظر لها بشراسة وقال :

_ انتي كدا حققتي انتقامك مني  مش كدا .. انتي كدا فرحتي لما شفتيني بالحال دا ..  جاوبي ... شفيتي غليلك وانتي شايفاني بالمنظر كدا ..... شفيتي غليلك وانتي شايفة الكل بضحك عليا وانا زي الأهبل مصدقهم  ....مش دا الي كنت عايزة تحققيه ... اتكلمي ساكتة ليه 

هزها بقوة وهي يصرخ بقهر 

سلمى بدموع :

_ والله ما كان قصدي كدا ... انا لما عرفت حكاية انك بتخلفش تفاجئت بعدين عرفت انو ندى وجدتك اقنعوك بكدا فمقدرتش اقلك وخصوصا بعد الي عرفتو على الي عملتو جدتك بيا ... مقدرش أقلك هي عاملة ايه والله مقدرت 

صرخ بقهر :

_ دا مايعطكيش الحق انك تخبي عليا ابني .. انتي ازاي خبيتي عليا ازاي ...  طيب انتي مفكرتيش بابنك ... طيب هو مكنش بسأل عليا مكنش بقولك فين بابا ... 

هزها بقوة وقال بقهر :

_ جاوبي ساكتة ليه 

سلمى ببكاء:

_ ليث أرجوك افهمني 


تركها ليث ونظر لها نظرة لن تنساها أبدآ:

_ أنا عمري ما هاسمحك يا سلمى ...

 وغادر البيت بغضب ... 

صعد سيارته وهو يفكر ..هو لديه طفل ولا يعلم كيف ... هو ليس عقيم كما أخبروه ... يا الله كيف يحدث هذا ... هل عاش طفله بعيدا عنه كل هذه السنوات ... كيف ... كيف استطاعت ان تخفي عنه طفله كل تلك السنوات كيف 

كانت سلمى تبكي بقهر .. ما كانت تخشاه حدث ... هي لم تقصد هذا ... كانت خائفة من اخباره ... كيف ستتصرف الان معه فهو لن ينسى لها هذا ابدآ ...

اما ندى انسحبت بهدوء او بالأحرى هربت فهي على علم ان ليث لن يصمت وسيعاقبها بسبب فعلتها ... يجب عليها التصرف والنجاة بنفسها قبل ان يعود من جديد 

💙❤️💙❤️💙❤️💙👇💙❤️💙💙❤️❤️


( الفصل الرابع والعشرون🌷🌷)


توقفت السيارة امام البيت لينزل الجميع الا هو .. نظرت له والدته وقالت:

_ انت مش هتنزل يا جاد 

اجابها وهو ينظر للامام :

_ عندي شغل مهم  مش هتأخر  كتير 

نظرت له باستياء وقالت:

_ شغل ودلوقتي !؟ 

_ يا ماما ما انتي عارفة شغلي.. ممكن يكون بأي وقت 

_ ماشي يا جاد 

انطلق بسيارته وغادر المكان دون حتى ان ينظر لها أو يحادثها ، دخلو البيت لترحب بها هدى ببشاشة وسعادة 

_ نورتي بيتك يا عروسة 

_ دا نورك يا طنط 

_ يلا يا بنتي علشان اوريكي غرفتك انتي وجاد  


دخلت ألمى الغرفة وقلبها يدق بسرعة فهي تدخل غرفته للمرة الأولى... لا ليس غرفته أصبحت غرفتهم الان .

_ أنا غيرت كل حاجة بالغرفة يا ألمى وفضيت ليكي مكان بالدولاب علشان هدومك يا بنتي هسيبك دلوقتي ترتاحي 

_ هي أية مش هتبات عندي الليلة 

نظرت لها هدى باستغراب وقالت:

_ انتي عوزاها من دلوقتي 

_ أيوة يا طنط مش معقولة تنام بعيدة عني

_ أيوة يا بنتي بس انتي مش هتقدري تتعاملي معاها محتاجة الاول تتعودي عليها ... انتي مجربتيش قبل كدا تتعاملي مع طفل يعني الحكاية هتحتاج شوية وقت على بال ما تعرفي تتعاملي معاها 

ابتسمت لها ألمى وقالت:

_ ومين قال اني معرفش اتعامل مع اطفال .. ان تعاملت مع اطفال كتير يعني متقلقيش هعرف اتصرف 

نظرت هدى لها باستغراب فتابعت ألمى بابتسامة:

_ ما تقلقيش يا طنط انا لما كنت بامريكا كان ليا صديقة عندها توأم وكانت أغلب الأوقات تجيبهم عندي بسبب شغلها يعني متعودة 

_ بس يا بنتي انتو عرسان يعني ومااا 

قاطعتها ألمى وقالت:

_ صدقيني يا طنط انا مش هتغلب معاها خالص  اطمني 

ابتسمت لها هدى وقالت:

_ تمام يا بنتي انا هجيب السرير علشان تنيميها فيه 


وبالفعل تم نقل سرير الصغيرة التى كان بغرفة هدى ، وضعت الصغيرة فيه وغادرت هدى الغرفة تاركة ألمى مع الصغيرة .. 

حملت ألمى الصغيرة بحضنها وقبلتها وبدأت تتحدث معها بسعادة 

_ انتي جميلة جدا يا قلبي ... من النهاردة انتي مش هتبعدي عني خالص وهتبقي معاية وههتم بكل حاجة تخصك انتي وبابا ... جلست على السرير والصغيرة بأحضانها  وتابعت بحزن  :

_ بابا الي تعبني ومش عارفة هتصرف معاه ازاي ... بس اكيد هقدر أخرجوا من الحالة الي هو فيها وانتي هتساعديني مش كدا ... 

حركت الصغيرة رأسها وكأنها تعطيها اشارة الموافقة فابتسمت ألمى وقالت:

_ يبقى اتفقنا يا اجمل اية بالدنيا 

وضعتها ألمى بسريرها وبدأت بترتيب ملابسها بخزانة الملابس ، بجوار ملابس جاد زوجها ... غير مصدقة انها أصبحت زوجته ويحق لها ان تفعل 

ما تريده بغرفته وأعراضه .


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كان يقود سيارته بسرعة جنونية ، حتى الان لم يستوعب ما حدث .. انطلق باقصى سرعته باتجاه وجهته ، أوقف سيارته لتصدر صوتآ عاليا لفت انتباه كل من بالمكان ، خرج منها وانطلق باتجاه باب الفيلا 

كان ادم بهذا الوقت جالس يراجع بعض الملفات تفاجئ بصوت جرس الفيلا الذى يرن بصورة متتالية ولا يتوقف .. فاتجه ليرى ما الذى يحدث 

خرج ليرى الخادمة تركض باتجاه الباب .. وما ان فتحته لتتفاجئ بشخصآ يدخل بغضب ، تفاجئ ادم بوجوده فاقترب منه وقال:

_ ليث انت بتعمل ايه هنا 

 بالوقت دا وفين سلمى 

نظر له ليث بغضب وقال:

_ انا جيت علشان أشوف ابني .... ابني الي حضراتكوا مخبينوا عني 

لم يتفاجئ ادم بما قاله ففي النهاية كان يعلم ان هذا اليوم سيأتي .

_ طبب ممكن تهدى شوية علشان نقدر نتفاهم 

صرخ ليث بصوتآ عالي وقال:

_ نتفاهم على ايه بزبط .. انا عاوز ابني 

خرج كلآ من سارة وجميلة على صوت الصراخ ليتفاجئوا بليث الذى يطالب برؤية ابنه 

_ اسمعني يا ليث الي بتعملوا دا اسمو جنان الولد نايم وانت بحالتك دي هترعبوا لازم نقعد ونتفاهم علشان تقدر تشوفوا .....الحكاية مش بالسهولة الي انت شايفها ، غيث ميعرفش عنك حاجة ... يعني مش معقول هروح أقلوا انو حضرتك بتكون باباه بسهولة دي 

_ يعني ايه انا  مش هشوف ابني 

ربت ادم على كتفه وقال بهدوء :

_ تعال ندخل المكتب وهنتفاهم على كل حاجة 

وافق ليث على طلبه واتجه معه للمكتب 

جلس على الكرسي المقابل لادم وقال بعصبية :

_ انا مش هقدر استنى كتير انا محتاج أشوفوا .. انت عارف انا حاسس بايه انا هتجنن انا ليا ابن وانا معرفش عنو اي حاجة انت متصور الي حاسس فيه 

تنهد ادم وقال:

_  انا حاسس بيك صدقني .. ومتقلقش انت هتشوفوا وهتحضنوا وهتشبع منو بس بالبداية لازم نأهل غيث للموضوع دا ...  الحكاية هتكون صعبة عليه 

_ وازاي هتعمل كدا

_ المهمة دي هتكون على سلمى ... سلمى هي الي لازم تعرفوا 

ابتسم ليث باستهزاء وقال:

_ سلمى !! سلمى الي فضلت السنين دي كلها مخبياه عني 

قال ادم ببرود :

_ انت اكتر واحد عارف سلمى عملت كدا ليه ... مش حابب افكرك علاقتكوا كانت ازاي غير المشاكل الي حصلت بنكوا يعني مش معقول هتيجي وتقلك بكل سهولة انو ليك ابن 

هدأ ليث قليلآ ثم قال:

_ انا إمتى ممكن أشوفوا 

_ متقلقش الحكاية مش هطول 

_ تمام انا هروح دلوقتي  يا ريت تتصل بيا لما يكون الوقت مناسب  ولازم تعرف انا مش هستنى كتير ... كفاية السنين الي عاشها بعيد عني وانا معرفش عنو حاجة 

انهى حديثه وغادر المكان بسرعة .. هو حتى الان لا يصدق انه غادر من غير طفله .. ولكن ادم على حق ليس من السهولة ان يظهر بحياة طفله الذى لا يعلم عنه اي شيئ فجأة .

خرج ادم ليتفاجئ بوالدته وسارة فاقتربت منه والدته وقالت:

_عملت ايه  يا ابني طمني 

_ متقلقيش يا امي كل خير ... قدرت أقنعوا ان الوقت مش مناسب ولازم نأهل غيث قبل اي حاجة 

_ بس هو عرف ازاي وسلمى فين 

_ معرفش يا امي بس الظاهر كدا انو الوضع متكهرب  انا هتصل بسلمى واطمن وافهم منها حصل ايه .. انتي دلوقتي روحي ارتاحي الوقت اتأخر والصباح رباح 

_ ماشي يا ابني


غادرت جميلة المكان ... لحقتها سارة بسرعة ولم تنتظر دقيقة واحدة ... تنهد ادم بقوة واتجه لمكتبه يحاول الاتصال باخته ليفهم منها ما حدث 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁 


في قصر المهدي 


كانت تقوم بجمع ملابسها ومتعلقاتها بحقيبتها ... فوجودها بهذا البيت بات يشكل خطرا عليها فليث قد علم بكل شيئ ومن المؤكد انه سيعود ليحاسبها ، اخذت الحقيبة ونظرت نظرة اخيرة على الغرفة ثم غادرت ... توقفت فجأة وتذكرة شيئآ مهم ، اتجهت لغرفة فريدة .. فتحت الباب لترى تلك الممرضة التى لا تتركها ابدا كانت نائمة على المقعد ، اقتربت منها ونكزتها وقالت لها :

_ انتي انتي ... 

استيقضت الممرضة على صوتها وقالت :

_ خير في حاجة يا هانم 

_ روحي نامي بغرفتك وانا هبقى معاها 

_ بس يا هانم سلمى هااان

صرخت بها ندى بقوة ولم تدعها تكمل وقالت:

_ روحي من وشي مبقاش خير الخدم الي يتحكموا فيا

_ يااا هانمم مش قصدي 

صرخت بها وقالت :

_ انتي ما بتفهميش يا غبية غوري من وشي 

غادرت الممرضة الغرفة ، اقتربت ندى من فريدة وقالت:

_ بسببك انا خسرت كل حاجة بس انا مش هخرج من هنا من غير ما أخذ حقي ..

ابتسمت بخبث ثم اقتربت من الخزانة وفتحتها لتجد ما جائت من اجله ، الخزنة التى تحتوي على  متعلقات فريدة كلها ...فتحتها بسهولة فهي في احدى المرات رأت فريدة وهي تضع كلمة السر ... ضغطت على الأرقام ثم فتحتها ... لتجد ما تبحث عنه .. اخذت كل المجوهرات الموجودة والأموال الموجودة بالخزنة ثم امسكت الأوراق الموجودة وبدأت بقرائتها  كانت أوراق ملكية القصر التى كان مسجل باسم ليث وألمى ... ضغطت على الورق بغضب ثم أخذت الأوراق وهي تقول بتوعد:

_ انا هنتقم منكوا كلكوا 

غادرت الغرفة بسرعة لتغادر القصر باكمله .


على الجانب الاخر ..

كانت سلمى جالسة بمكانها ولم تتحرك منه .... منذ مغادرة ليث وهي جالسة تبكي .. انتفضت عندما سمعت صوت هاتفها .. نظرت له لتجد المتصل أخيها 

_ أدم 

_ سلمى انتي كويسة يا حبيبتي 

سلمى ببكاء:

_ ليث عرف كل حاجة يا ادم وخرج وانا معرفش عنو حاجة 

_ اهدي طيب وما تقلقيش ليث كان عندي 

نهضت من مكانها وقالت:

_ انت بتتكلم بجد 

_ كان جاي علشان يشوف ابنو 

_ ايه ؟؟؟ غيث .. هو مخدش غيث مش كدا طمني ارجوك 

_ يا حبيبتي ما تقلقيش غيث موجود ... انا قدرت أقنعوا  انو الوقت مش مناسب علشان يشوفوا .. هو ايه الي حصل وازاي عرف 

بدأت سلمى بالبكاء فقال ادم :

_ اسمعي انا هبعتلك سيارة علشان تجيبك هنا اهدي كدا وان شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة 

_ ماشي 


جلست سلمى  بارهاق وهي تمسح دموعها وتفكر بحل لتلك المشكلة ، هي كانت تخشى هذا اليوم وها هو جاء وهي الان تجهل ماذا ستفعل ... فليث لن يسامحها بسهولة .


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁 


كان جالس بسيارته .. ينظر للبيت تارة وينظر للامام تارة أخرى .. فهو قد تحجج بالعمل للهرب منها ... ولكن الان الوقت تأخر ويجب عليه العودة ... اخذ نفسآ عميقآ ثم نزل من سيارته ثم دخل بيته .. كان البيت هادئ فكل نائم ... اتجه لغرفته التى قامت بتجهيزها والدته والتى أصرت على تغير كل ما فيها  .. وقف امام الغرفة متردد في الدخول ... بعد دقيقة فتح الباب ودخل بهدوء ... 

نظر باتجاه السرير ليجد ألمى نائمة وبجانبها طفلته الصغيرة ... اقترب من السرير ليجلس بجانب ألمى .. تأملها قليلآ وعلى وجهه ابتسامة عذبة .. كانت نائمة بهدوء وراحة ... تجرأ ووضع يده على وجهها يتحسسه بهدوء كي لا يوقظها ، ابتسم بألم وقال:

_ كنتي حلم حياتي الي بحلم فيه .. ولما بقيتي حقيقة وبقيتي ليا ... خذلتك وجرحتك .. انا اسف يا احلى حاجة حصلتلي ... 

قام بتقبيل جبينها قبلة طويلة ثم اتجه للأريكة الطويلة واستلقى عليها بارهاق وبعد دقائق انتظمت انفاسه ليغرق بالنوم ... فتحت ألمى عيونها ببطئ  ثم قامت واتجهت ناحيته قبلته من جبينه وقالت بحب : 

_ انا مش هيأس يا جاد وهفضل معاك ومش هسيبك   لانك انت كمان حلم حياتي 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


بعد عدة أيام 


كانت تراقب طفلها وهي يلعب بألعابه ... تقف على باب غرفته وهي تفكر كيف ستبدأ بالحديث .... استطاع ادم اقناعها باخبار طفلها بسرعة بوجود أبيه فليث لن يستطيع الصبر أكثر ... فمنذ معرفته بوجوده وهو يتصل به ويستعجله ...

 تقدمت باتجاهه وجلست على الأرض بجانبه وقالت بحب :

_ حبيب ماما بيعمل ايه 

نظر لها الطفل بحماس وقال:

_ بلعب ... تلعبي معاية يا مامي 

ابتسمت له وقالت :

_ هلعب معاك بس بالأول عاوزة اتكلم معاك بحاجة 

اجلسته بحضنها وقالت: 

_ غيث حبيبي .. انت فاكر يوم ما قلتلي مرة انو صاحبك بالروضة ليه اب وهو الي بجيبه الروضة .. فاكر وقتها قلتلي ايه 

نظر لها غيث وقال ببراءة :

_ قلتلك هو انا ليه مليش بابا زيو 

_ وانا قلتلك انو باباك مسافر في شغل وانو خالوا ادم  بكون زي باباك 

أومأ الطفل برأسه فتابعت سلمى :

_ انت مش عاوز  يبقى ليك اب بجد  زي كل زمايلك

رد الطفل بحماس : 

_ أيوة انا عاوز يا مامي 

_ باباك جه من السفر وعاوز يشوفك 

قال الطفل بسعادة :

_ بجد يا مامي 

لم تكن تتوقع سلمى ان يسعد طفلها عند سماعه الخبر ، كانت تعتقد انها تستطيع هي وأخيها ان تعوضه عن أبيه ... ولكن يبدوا ان الاب لا يعوض وجوده اي أحد ... هي تعترف بانها كانت انانية فاخفاء غيث عن ابيه ليس هذا فقط بل كانت تعتقد بان اخفائه عن ابيه سيكون انتقامآ لليث ... لم تفكر بطفلها وسعادته .. كيف تغافلت عن هذا الأمر وهي اكثر شخصآ قد عانت بسبب بعدها عن والدها التى لم تراه سوى بالصور ... يبدوا ان غضبها وانتقامها قد انساها طفلها ومصلحته . 

قبلت طفلها وقالت :

_ النهاردة باباك هيجي علشان يشوفك 

نهض غيث من حضن امه وهو يقول بسعادة:

_ يعني انا هبقى زي صاحبي وباب هيوصلني الروضة بتعتي زيهم 

_ ايوة يا روحي 

امسك غيث يد والدته وقال بحماس :

_ طيب يلا يا  مامي قومي جهزيني ولبسيني هدوم جديدة  علشان اكون جميل و  لما يشفني يحبني بسرعة 

حضنته سلمى وقالت بدموع:

_ حاضر يا قلبي  


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كان يراقب كل ما تفعله بهدوء ... لقد فاجئته حقآ لم يكن يتوقع ابدآ انها على دراية بالأمومة وكل ما يتعلق بالأطفال ... حتى انه بات يستغرب من طفلته التى لا تهدأ الا معها ... 

كانت ألمى تقوم بتحضير الرضعة للصغيرة بابتسامة وحب ...  تلك الطفلة معجزة ... فالسعادة التى تشعر بها وهي بالقرب منها أنساها أوجاعها وأحزانها ... 

كانت قد غلت المياه التى ستضع بها الحليب .. امسكت بابريق المياه وسكبته بالزجاجة واثناء سكبها تناثرت بعض المياة الساخنة على يدها لتصرخ ألمى 

_ آآآه 

كان جاد يراقب من تفعله وعندما لاحظ ما حدث .. أسرع ناحيتها بسرعة وامسك يدها وقال بقلق:

_ انتي كويسة 

وضع يدها تحت صنبور المياه بسرعة .. اما هي فقد تفاجئت به فهي منذ قدومها وقلما  ما تراه ... يمضي نهاره بالعمل ويأتي بالليل وهي نائمة ... بالحقيقة هي لم تكون نائمة  .. كانت تنتظره وعند مجيئه .. تستلقي  على سريرها وتغمض أعينها وتبقى تراقبه وهو يتسلل بهدوء بجانبها يأخذ طفلته ويجلس بها خارجآ ينظر لها ويتأملها ثم يعيدها بجابنها على السرير .. يبقى دقائق قليلة يراقب ألمى ثم يقبلها على جبينها ثم ينام على الأريكة التى باتت سريره .

_ مش تاخدي بالك انتي كنتي هتحرقي نفسك 

قالت بتوتر :

_ انا كويسة مفيش داعي للقلق 

اغلق صنبور المياه ثم بدأ بالنفخ على مكان الألم .. كانت تنظر لها بحب .. مهما حاول اخفاء حبه لها لن يستطيع .. نظر لها جاد فوجدها تنظر له .. بقيا على هذا الحال لدقائق ... وكأن نظراتهم هي من تتحدث .. نظراتها تشكي وتعاتبه على بعده... ونظراته تطلب السماح والغفران لاهماله لها ... سلط انظاره على شفتيها ، فاقترب وهو مغيب يريد تقبيلها .. كانت هي ايضا مغيبة فهي تشتاقه وتريده بجانبها .. يكفي ما عانوه من قبل ... اقترب اكثر وقبلها قبلة هادئة لم تستمر طويلآ بسبب دخول ياسمين المفاجئ 

_ ألمى الرضعة جهزت أية مش ...

لم تكمل حديثها بسبب ما رأته ، ابتعد جاد عن ألمى وغادر المكان بسرعة البرق ، لم يصدق انه استسلم لمشاعره بهذه السهولة وهو الذى كان ينوي ان يبقى بعيدا عنها ... ها هو يضعف من اول اقتراب منه 

اقتربت ياسمين من تلك التى تورد وجهها من الخجل وقالت:

_ اسفة مكنتش عارفة انو جاد موجود 

فقالت ألمى بتلعثم وهي تغير الموضوع :

_ انا شوية وهجهز الرضعة 

ابتسمت ياسمين وقالت وهي تغمز بعينها لألمى :

_ والله لو أعرف انو جاد موجود كنت ما دخلت 

_ هو انتي مش هتروحي امتحانك انتي اتأخرتي 

_ ههه اهربي اهربي ... عموما اية مش مبطلة زن وعايزة ترضع يا ماما ألمى 

قالت كلامها وتركت تلك المسكينة التى يدق قلبها بعنف بسبب ما حدث ... انهت ما تفعله واتجهت لتلك الصغيرة لارضاعها .


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كان يجلس وهو يهز ساقيه بتوتر ... فاليوم سيرى طفله الصغير وأخيرآ .. تفاجئ بسلمى التى تتجه اليه ، اقتربت منه وقالت :

_ احنا لازم نتكلم قبل ما تشوف ابنك 

قال ببرود:

_ ما اعتقدش انو في كلام ما بينا 

غضبت من بروده وقالت بغضب :

_ بطل برودك دا بقى ... انت اكتر واحد عارف انا عملت كدا ليه 

نهض بغضب باتجاهها وقال:

_ مفيش حاجة تغفرلك انك تخبي عليا ابني 

_ انت بتتكلم وكأنك بريئ وما معملتش حاجة ...كل الي وصلناله بسببك انت ... فمتحملنيش مسؤلية الي حصل لوحدي 

امسك يدها وقال بغضب :

_ انت كنتي بتنتقمي مني في ابني 

افلتت نفسها بغضب وقالت :

_ أيوة ارتحت ...  .. وملقتش حاجة ممكن توجعك غير ابنك الي متعرفش عنو حاجة ودا كان اكبر عقاب ليك ... العقاب الي هيوجعك انو يكون ليك ابن وانت متعرفش عنو حاجة ..

_ انا مش قادر اصدق ... أنا ازاي كنت مخدوع بيكي 

صرخت بقهر وقالت:

_ الي حصلي بسببك كتير اوي يا ليث ورغم كدا مكنتش هخبي غيث عنك ... بس حكاية جدتك هي الي خلتني اسكت وما قلش حاجة .. الي لازم يتحاسب هي جدتك والست هانم الي متجوزها .. هما السبب بكل حاجة هما الي خططوا يفرقونا عن بعض وهما الي أوهموك انك ما بتخلفش انا ضحية زي زيك 

نظر لها قليلا وقال ببرود قاتل :

_ متقلقيش كل واحد غلط بحقي هدفعوا التمن غالي ... وغالي اوي .

سكت قليلا ثم اكمل وقال:

_ وعلشان تكوني بالصورة انا هاخذ غيث معاية هقعد معي ابني لوحدنا ومش عاوز حد معانا 

_ انت بتقول ايه ؟؟ انت عاوز تاخد ابني مني وتحرمني منو عاوز تعاقبني مش كدا 

قال بنفاذ صبر :

_ نفس التفكير .. ومش هيتغير .. ما تقلقيش يا هانم انا مش زيك ولا بفكر نفس طريقتك .. كل الحكاية عاوز اتعرف على ابني الي معرفش حاجة عنو عاوز اعوضوا بعدوا عني كل السنوات الي فاتت .. انا مش بقسوتك ومستحيل افكر ابعد ابنك عنك 

نظرت له سلمى بغضب وكانت على وشك الصراخ لولا تدخل ادم :

_ في ايه .. مالكوا صوتكوا عالي كدا  ليه ما ينفعش الجنان الي بتعملوه دا

_ ادم ليث عاوز ياخد ابني مني .. انا مقدرش اعيش من غير غيث يا ادم ارجوك اعمل حاجة 

نظر لها ليث بغضب بسبب عدم ثقتها بها و قال ببرود عكس ما بداخله :

_ انا قلت هاخدوا علشان نبقى مع بعض فترة ومقلتش هحرمك منو 

_ وأنا ايه يضمني انك مش هتحرمني منو 

_ لاااا انتي اتجننتي خالص وانا مش فاضي لجنانك 

صرخ ادم وقال:

_ كفاية بقا ... 

صمت كلا من ليث وسلمى فتابع ادم بهدوء :

_ سلمى ... ليث عاوز يبقى مع ابنو فترة يتعرفوا فيها على بعض وهو اتفق معاية على كدا يعني ما تقلقيش يا حبيبتي هو باباه وعارف مصلحة غيث كويس 

قالت سلمى ببكاء :

_ بس انا مش متعودة غيث يبعد عني 

_ ما تقلقيش كل ما يوحشك هتشوفيه .. ودلوقتي نهدى علشان غيث هينزل دلوقتي ما ينفعش يشوفكوا وانتو بتتخانقوا ..

صمت كلاهما تزامنآ مع قدوم سارة وهي تمسك غيث بيدها .. نظر ليث اتجاهها فوجد طفله الذى يراه للمرة الأولي ..اقترب منه و نزل لمستواه وهو يحاول السيطرة على نفسه .. يا الله انه يشبهه كثيرآ لقد ورث منه كل شيئ .. افلتت سارة يد الصغير وابتعدت عنهم .. نظر غيث لوالده وقال بطفولة :

_ انت بابا 

وضع ليث يديه على وجه صغيره وقال بدموع :

_ أيوة يا حبيبي انا بابا 

قام غيث بحضن والده وقال بسعادة :

_ انا مبسوط اني شفتك .. انت وحشتني اوي 

تجمد ليث من فعلته ولم يستطيع التحرك ، يا الله اي وجعآ هذا الذى يشعر به .. بادل طفله الحضن فحضنه بقوة وقال:

_ وانت وحشتني اوي يا روح بابا 

ابتعد غيث عنه وقال :

_ انت مش هتسافر تاني وتسبني مش كدا 

نظر ليث لسلمى التى تراقب ما يحدث بدموع ثم قال بهدوء عكس العاصفة التى بداخله :

_ مش هسافر تاني وهبقى معاك على طول 

غيث بسعادة :

_ بجد يعني هتبقى معاية على طول 

حضنه ليث وقال بقوة :

_ مفيش حاجة هتبعدني عنك تاني يا حبيبي 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


_ وأخيرآ

جلست على المقعد بتعب وقالت:

_ امتحان رخم ايه دا 

_ هههه فين ايهاب يسمعك بتقولي كدا 

_ دا أنا هانفخوا هو دا امتحان دا كارثة وقال ايه " متقلقيش يا حبيبتي الاختبار هيكون سهل اوي " أووف قال سهل قال دا بنتقم مننا 

_ هههههههه اهدي كدا انتي عروسة ولازم تكوني رايقة 

_ متفكرنيش يا ياسمين بليز ... انا كل ما أفتكر انو الفرح بعد الامتحانات برتعب 

_ ليه يا مجنونة مش دا ايهاب حبيبك 

تنهدت مريم وقالت :

_ خايفة اوي يا ياسمين الفكرة كلها مرعباني غير كدا الخلاف الي بين ماما وبابا الي مزعلني 

_ هي مامتك لسى مصرة على الطلاق 

_ أيوة وبابا بحاول معاها علشان تغير رأيها وهي رافضة 

_ غريبة امك دي مش اعتذرلها وقال هيبدأ من جديد وهيتغير ليه ما تديله فرصة 

_ مممم وانتي شايفة انو ممكن يتغير ..

_ أكيد .... هو اعترف بغلطتوا وعاوز فرصة تانية علشان يثبتلها يبقى لازم تديله فرصة 

_ وانتي مش عاوزة تدي  مازن فرصة ليه علشان يثبتلك انو تغير وانو بحبك 

ياسمين بغضب :

_ مريم ازا هتفتحي الحكاية دي أنا هقوم 

_ اهدي كدا في ايه ... احنا بندردش مع بعض 

_ وأنا مش عاوزة اسمع سرتو 

_ ياسمين مازن بحبك بجد وهو ندمان ... انتي لازم تسمعيه وتديه فرصة علشان يثبتلك حقيقة حبو ليكي 

 _مازن خلاص مبقاش مهم بالنسبالي ومش عاوزة اسمع اسمو بعد كدة   

_ انتي كدا بتظلميه وبتظلمي نفسك لانك ما زلتي بتحبيه 

نهضت ياسمين بغضب وقالت:

_ انا مابحبوش ومش هسامحوا ... مازن خلاص انتهى بالنسبالي 

_ اهدي طيب انحنا بنتكلم عادي مالك .. اقعدي 

_ مش عاوزة اقعد انا مروحة 

غادرت ياسمين المكان بغضب 

_ يا بنت المجنونة ..

اثناء سيرها وجدت من يشدها بقوة ويسحبها .. نظرت له فوجدته مازن فافلتت يدها بقوة وصرخت به :

_ انت مجنون ازاي تعمل كدا وتمسكني 

_ ياسمين اهدي انا عاوز اتكلم معاكي أرجوكي اسمعيني 

_ اسمعني انت ... انا لغاية دلوقتي ساكتة لو ما بعدتش عن  طريقي انا مش هسكت 

صرخ مازن وقال:

_ وأنا مش هبعد ولا هسيبك انتي حبيبتي ومش هتكوني لغيري انت  فاهمة 

_ لا انت اتجننت خالص 

كانت على وشك المغادرة الا ان مازن امسك يدها مما اغضبها وما كان منها غير ان تصفعه ... صفعته بقوة وقالت:

_ قلتلك متلمسنيش انت ما بتفهمش .. 

نظرت له فوجدته ينظر لها بغضب وبشر فارتعبت وغادرت المكان بسرعة اما هو بقي متجمد مكانه ينظر لها بغضب ويتوعد لها :

_ ماشي يا ياسمين هتشوفي هعمل ايه 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


_ انتي هتفضلي تعيطي لإمتى 

_ انتي عاجبك الي عملوا ابنك يعني يا طنط 

_ يا حبيبتي هو من حقوا يشوف الولد دا ابنو 

_ ماشي بس وانا موجودة معاه مش ياخدوا مني ويحرمني منو 

_ ومين قال انو هيمنعك تشوفيه  ... هو عاوز يقعد فترة مع ابنو لوحدهم يتعرفوا على بعض 

سلمى بغيظ:

_ ولا الاستاز غيث ما صدق ولا كأني ماماتو 

_ هههههه انتي غيرانة علشان راح مع باباه 

_ أوووف هما يومين ويرجعوا والا مش هسكت 

_ هههه ربنا يعين ابني عليكي 

_ يا سلام ... ع اساس ابنك ملاك يعني 

_ خلاص بقا مفروض تكوني مبسوطة علشانهم 

... قوليلي بقا مش رايحة الشغل ليه 

_ مليش نفس لاي حاجة قلت لسارة تقعد مكاني النهاردة 

_ مهي قعدتك بالبيت هي الي هتتعبك 

تنهدت سلمى وقالت:

_ تعرفي يا طنط انا مش قادرة اصدق انو الموضوع خلص  بجد ان مكنتش عارفة ازاي هقول لليث الصراحة انا مفروض اشكر العقربة ندى وفرت عليا كتير اوي 

_ الحمد الله يا بنتي ... انا كدا قلبي اطمن بجد مبسوطة علشان ليث بس خايفة من حاجة 

نظرت لها سلمى باستغراب وقالت:

_ خايفة من ايه 

_ من ردة فعل ليث .. هو دلوقتي ساكت بسبب انشغالوا بغيث بس اكيد هيعمل حاجة بخصوص ندى وفريدة 

_ هيعمل ايه يعني ... فريدة خلاص مبقاش ليها وجود بالنسبة لندى .. توقفت عن الحديث فجأة فقالت منى بقلق  :

_ في ايه مالك 

_ ندى 

_ مالها؟؟ 

_ انا لما رحت البيت الشغالة قالتي انها لمت حاجتها وسابت البيت 

_ ايه !! هتكون راحت فين 

_ هربت اكيد ..

_ رينا يستر وليث ميعملش بيها حاجة

_ ما تقلقيش ... بقلك ايه انتي اطمنتي على ألمى 

ابتسمت منى وقالت :

_ ايوة بتصل بيها كل يوم ... هي مبسوطة اوي على اية الصغيرة وبتقضي كل وقتها معاها

_ وجاد اخبارها ايه معاه

_ مش أوي.. جاد بحاول يتجنبها ويبعد عنها وبحاول يسيطر على مشاعروا 

_ متقلقيش كل حاجة هتبقى كويسة ... جاد زعلان من نفسو وكلها شوية وقت وهيرجع لطبيعتو 

_ يارب يا بنتي يا رب


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كانت تنظر للخارج بشرود وهي تفكر بحال الذى وصلت له .. استيقظت من شرودها على توقف السيارة 

_ في ايه انت وقفت ليه 

_ الظاهر في حاجة لقدام مانعة تحركنا 

نظرت للخارج من نافذة السيارة فوجدت العديد من السيارات متوقفة يبدوا ان هناك امرآ ما 

_ هو ايه الي بيحصل 

_ أنا هنزل أشوف ايه بعد ازنك يا هانم 

_ ماشي بس ما تتأخرش 

خرج السائق ليرى ما سبب توقف سير السيارات وما سبب هذا الازدحام ، اما سارة بقيت جالسة تنتظر حتى سمعت صوت هاتفها ... نظرت له فوجدت رقمآ غريبآ ...

_ غريبة ... دا رقم غريب الي بيتصل 

ترددت في الاجابة ولكنها قررت ان تجيب ففتحت الخط لتسمع صوته :

_ ألو

_ ازيك يا سارة 

_ عاصي 

_ههههه كويس انك فكراني انا قلت يمكن نسيتي صوتي 

سارة وهي تبلع ريقها :

_ انت متصل ليه وجبت رقمي منين 

_ بوصي من الشباك وانت تعرفي

نظرت سارة من نافذة السيارة .. فتفاجئت ب عاصي الذى يجلس بالسيارة التى بجانبها .. توترت وشعرت بالخوف وقالت:

_ انت عاوز مني ايه 

ابتسم عاصي وقال:

_ انتي شايفة العربيات الي حوليكي.. كلهم رجالتي .. يعني ممكن بكل سهولة اقدر اخطفك 

صرخت بقوة :

_ انت عاوز ايه 

_ متقلقيش انا دلوقتي مش عايز منك حاجة بس لقدام ممكن احتاج ..

قالت بخوف وتلعثم :

_ تتقصد اايه 

_ متقلقيش هتعرفي قريب اوي 

اغلق ثم تحركت سيارته وباقي السيارات الاخرى ... وبعد دقائق عاد السائق وصعد السيارة وقال:

_ اسف يا هانم على التأخير الظاهر كدا كان في خناقة بين السواقين علشان كدا الصف كان واقف 

نظر لها السائق فوجدها لا تتحرك 

_ سارة هانم انتي كويسة 

_ خدني لعند ادم باشا وبسرعة 

_ انت كويسة يا هانم 

_ اتحرك بسرعة 

_ حاااضر يا هانم 

تحرك السائق باتجاه شركة ادم وهو يجهل ما حدث لها ... اما سارة فقد كان جسدها يرتجف بقوة من الخوف ... لقد استطاع عاصي ان يصل لها بسهولة وكان باستطاعته ان يأخذها بكل سهولة ... ولكن ماذا يريد منها ... ألن تنتهي من هذا العذاب بعد .


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


كان جالس يعمل بهدوء تفاجئ بها تدخل المكتب بغضب 

_ في ايه مالك يا ورد 

_ بقلك ايه انا تعبت وربنا .. هو كلو شغل شغل انت ايه ما بتزهقش 

نهض حسن و اتجه اليها وحاوط خصرها وقال بحب:

_ ايه الي مزعل وردتي 

قالت بدلال وهي تحاوط رقبته: 

_ وردتك تعبت خلاص وزهقت وعاوزة تخرج وحضرتك مش بتسأل 

_ ازاي بس مش بسأل ... دنتي وردتي وحبيبتي 

_ علشان كدا مهملني ومش بتسأل بيا 

تنهد حسن وقام بالجلوس على المقعد وأجلسها على ساقيه وقال بحب :

_ ما انتي عارفة يا قلبي الظروف الي مرت بيها الشركة والشغل مش بيخلص 

_  انا زهقت يا حسن ... احنا طول النهار بالشركة وبنرجع اخر النهار مهدودين وبنام ... غير شغلك الي الي بيجي فجأة بالليل .. انت بقت حياتك كلها شغل ومش سائل بيا خالص 

حسن وهو يداعب انفها بأنفه :

_ حقك عليا يا قلبي انا عارف انا مقصر بس انتي شايفة الايام الي فاتت كانت ازاي ... وانا بوعدك لما تخلص المشاكل هاخد اجازة ونسافر مع بعض

ورد بسعادة :

_ بجد يا حسن 

حسن وهو يقبلها على شفتيها بسرعة:

_ بجد يا روح حسن 

_ حيث كدا انا عايزك تاخد اجازة شهر ونعمل شهر عسل 

_ هههه حاضر يا وردتي .. انتي تؤمري امر 

ورد وهي تلعب بخده وتقرصه كالأطفال :

_ حبيب قلب ورد انت ... هروح انا بقا قبل ما ادم باشا ما يطلبني 

قبلته على خده وغادرت تحت نظرات حسن الذى ينظر لها بحب وعشق 

وصلت ورد مكتبها وكانت على وشك الجلوس ولكنها فوجئت بسارة التى دخلت عليها بسرعة ويبدوا عليها القلق والخوف :

_ ورد ادم فين 

_ سارة في ايه مالك .. انتي كويسة 

_ ادم فين 

_ جوا عندو اجتماع مع عميلة مهمة 

اتجهت سارة للباب بسرعة وفتحته ودخلت   ... 

كان ادم بهذا الوقت يجلس على كرسيه وامامه  تجلس امرأة شقراء ترتدي ملابس تكشف اكثر ما تستر ... اقتربت سارة ودخلت وورد تتبعها قالت 

_ انا عاوزة اتكلم معاك ضروري 

نظر لها ادم بغضب فدخولها بهذه الصورة قد احرجه فقال ببرود :

_ اعتقد انو في سكرتيرة برة وكان مفروض تمنعك تدخلي بالصورة الهمجية دي 

قالت ورد بتلعثم :

_ انا اسفة يا ادم باشا بس ...

 قاطعتها سارة  و صرخت  وقالت:

_ بقلك عاوزك بموضوع مهم 

_ اوكي يا ادم باشا هنبقى نكمل كلامنا بعدين هسيبك دلوقتي 

_ لا يا مدام غادة انتي مش هتمشي .. هي الي هتمشي ودلوقتي 

نظرت له سارة بصدمة أيطردها بهذه السهولة 

_ انت بتقول ايه 

_ الي سمعتيه انا لما أبقى اخلص اجتماعي هشوف ازا هقدر اشوفك أو لا دي مش وكالة من غير بواب 

نظرت له بغضب وهو يبادلها نفس النظرات فقالت تلك الخبيثة :

_ معلش يا ادم انا مش غريبة هبقى أشوفك بعدين دي مراتك مش حد غريب يعني 

_ مدام غادة احنا كلامنا ما خلصش وانا مصر انو هي الي  تطلع مش انتي 

نظرت له سارة نظرة استحقار ثم غادرت المكتب بغضب وتبعتها ورد التى كانت تحاول ايقافها ..

_ سارة استني يا بنتي 

غادرت الشركة بغضب وقالت للسائق :

_ اتحرك بسرعة 

لم تستطع ورد اللحاق بها ... فقد صعدت السيارة وذهبت بسرعة ...

اما سارة كانت جالسة بهدوء.. عكس ما بداخلها من نيران تحاول الا تبكي والا تظهر ضعفها .. لقد اهانها ادم بكل قسوة .. وهي التى كانت ستلجئ اليه ليساعدها ويطمئنها ولكنه كعادته القاسية داس عليها وبكل قسوة 

_ انا عاوزة أروح اي مطعم علشان جعانة 

_ حاضر يا هانم 


وبعد دقائق نزلت من السيارة وقالت للسائق :

_ انا مش هتأخر 


نزلت من السيارة واتجهت للمطعم .. دخلته ثم اتجهت للمرحاض بسرعة ... كان المرحاض فارغ ولا يوجد به أحد .. وقفت تنظر لنفسها بالمرآة وما هي الي ثواني وبدأت دموعها بالنزول وحدها ... بكت بحرقة ووجع .. الى متى ستبقى هكذا وبهذا الضعف لقد تعبت ... لماذا يحدث معها هكذا .. اي جرمآ اقترفته لتعاقب عليه بهذه القسوة ... مسحت دموعها وغسلت وجهها ثم اتجهت الى مطبخ المطعم فسألها احدى الطابخين 

_ عاوزة حاجة يا هانم 

_ هو مفيش بابا تاني اخرج منو 

_ ايوة فيه ... 

اشار اليها الى الممر الذى امامها وقال:

_ نهاية الممر دا فيه باب تقدري تخرجي منو بسهولة 

_ شكرا اوي 


اتجت للاتجاه الذى دلت عليه .. ووجدت بابا يستعمل لاخراج القمامة من المطعم خرجت من المطعم ثم أوقفت سيارة أجرة وغادرت المكان دون عودة ....


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في مكتب ادم 


انهى اجتماعه مع تلك الخبيثة وودعها ثم اتجه لورد وقال:

_ هي فين 

نظرت له ورد وقالت:

_ هي مين دي الي فين 

صرخ بقوة وقال:

_ سارة فين 

قالت بتلعثم :

_ هيي رووحت 

نظر لها بعضب ثم قام بالاتصال بسائقها 

_ أيوة يا باشا 

_ سارة هانم فين 

_ هي دلوقتي بتفطر 

_ بتفطر !؟ 

_ ايوة يا باشا ... انا جبتها لمطعم زي ما هي طلبت مني 

_ ابعتلي العنوان بسرعة 

اغلق معه وغادر المكان لذهاب اليها .. وصل المطعم 

ونزل من سيارته واتجه لسائق الذى كان ينتظرها 

_ هي من إمتى جوا 

_ من ساعة ما سابت الشركة حضرتك 

_اوكي 

اتجه للمطعم ودخله ونظر حوله عله يجدها ولكن لم يكن لها اي اثر اخرج هاتفه وقام بالاتصال بها ولكنها لم تجب ... 

 اقترب منه النادل وقال :

_ اتفضل حضرتك 

نظر لها ادم وقال انا عاوز اقابل صاحب المطعم 

_ ليه يا فندم هو ..

صرخ بقوة ولم يدعه يتكلم :

_ قلت عاوز اقبلو 

جاء المدير وقال :

_ في ايه حضرتك :

نظر له ادم بغضب وقال:

_ انا عاوز اشوف كاميرات المطعم وبسرعة 

_ ليه يا فندم هو حصل حاجة 

_ بقلك بسرعة 

_ اهدى حضرتك والي عاوزه هيحصل ... اتفضل معاية 

اتجه معه ادم لمكتبه ...

_ اتفضل حضرتك دي لقطات  الصبح كلها 

امسك ادم جهاز الاي باد وبدأ برؤية المشاهد ... رأها وهي تدخل المطهم بسرعة وتتجه للمرحاض ثم خرجت منه بعد دقائق واتجهت للمطبخ ولم تخرج منه ، اتجه للمطبخ واقترب من احدى الطابخين وقال وهو يشير له على صورة سارة على الجهاز :

_ انت تعرف الست دي 

_ ايوة حضرتك هي من ساعة تقريبا .. جت وكانت عايزة ادلها ع باب تاني للمطعم تخرج منو 

_ انت بتقول ايه وهي راحت فين 

_ انا دلتها على الباب الي جوا حضراك والظاهر كدا انها خرجت منو 

اتجه ادم ناحية الباب ... وخرج للخارج وقف بغضب .. لقد غادرت المكان دون ان ينتبه عليها احد 

امسك هاتفه ثم اتصل بها مرة أخرى فجاءه الرد

_ خير عاوز ايه 

قال بغضب:

_ انتي فين 

ابتسمت بسخرية وقالت:

_ عاوز مني ايه يا ادم باشا 

صرخ بقوة وقال:

_ بقلك انت فين 

ابتسمت بألم وقالت  ودموع :

_  تعرف ... أنا اول ما حسيت بالخوف منو جيتلك على طول .. كنت شايفة انك اماني وهتقدر تحميني منو ومش هتسمحلوا يقرب مني ... بس الظاهر كنت غلطانة انت زيو بزبط ... ما بهمكش حاجة غير مصلحتك وبس ... عاوز تنتقم منو عن طريقي ... وهو زيك بزبط ... 

صمتت قليلا وتابعت بدموع اكثر :

_ بس انا تعبت والله العظيم تعبت ومش هقدر اتحمل اكتر كدا 

_ انتي فين قلولي علشان اجي واخدك 

_ مبقاش ينفع خلاص ... انا اكتشفت اني مليش حد ومحدش هيقدر يحميني علشان كدا سبت كل حاجة

صرخ بقوة وقال: 

_ انتي مجنونة ... قليلي انتي فين 

_ طلقني يا ادم لاني مش هرجع ... انا خلاص تعبت 

انساني زي ما أنا هحاول انساك ... انساني يا ادم 


اقفلت الخط معه ثم قامت برمي الهاتف بالنيل وهي تبكي بقهر ...


اما ادم بعد اغلاقها للهاتف بدأ بالصراخ :

_ الو ... الو  .. الو 

حاول ان يتصل بها ثانية ولكن للأسف وجد الهاتف خارج التغطية ... اما هي ... نظرت للنهر الذى امامها ثم غادرت المكان .. لقد سئمت من الألم والوجع ستغادر ولن تعود ... لقد اكتفت من كل شيئ ولن تعود اليه ابدآ .


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙


( الفصل الخامس والعشرون 🥀🥀)


منذ اختفائها وهو يبحث عنها كالمجنون ، لا أثر لها بأي مكان بحث عنها بكل مكان ولكن دون جدوى .. لقد ضاعت منه هذه المرة لقد أذاها كثيرآ ويبدوا انها قد اكتفت منه حقآ ، كان يظن بانه كان يستطيع جعلها بجانبه وهي زوجته ولكنها خيبت ظنه ورحلت ولم تكترث له ... ولما تكترث وهو الذى كان جلادها.. لم يشعرها لحظة واحدة بأنها غالية عليه .. كان يعاملها ببرود قاتل وكأنها لا تعني له.. ولكن الحقيقة غير ذلك ..


طرقت باب مكتبه اكثر من مرة ولكن دون جدوى ، ففتحت الباب لتراه فمنذ اختفائها وهو منعزل عن الجميع ولا يتحدث .. دخلت والدته لتجده جالسآ على كرسيه باهمال وينظر للسقف بشرود ، ملابسه غير مرتبة وذقنه تحتاج الى التهذيب ... ضائع هذا هو الوصف الذى يليق به .. اقتربت منه والدته وربتت على كتفه وقالت بألم : 

_ ادم حبيبي انت كويس 

لم يتحرك له جفن ولم يتأثر ... تنهدت جميلة وتابعت حديثها :

_ انت هتفضل كدا لإمتى يا بني .. 

قال بهدوء عكس ما بداخله :

_ المرة دي  ضاعت مني بجد يا أمي .. سارة معدتش موجودة .. غروري عماني وفكرت انها هتبقى ومش هتبعد ... بس هي راحت 

_ انا لغاية دلوقتي مش قادرة أصدق انو ادم ابني يعمل كدا ... ازاي قدرت تستغل ضعفها وتدخلها بلعبة زي دي  .. انت استغليت انو ملهاش حد تلجئلوا استغليت انها وحيدة وضعيفة ... ازاي قدرت تعمل كدا يا ابني ازاي 

صرخ بأعلى صوته وقال:

_ كان غصبن عني .. وانتي أكتر وحدة عارفة عاصي عمل معاية ايه ... انا إتأهنت قدام الناس كلها بيوم مفروض يكون اجمل يوم بالنسبالي .. كنت مش شايف حاجة قدامي غير اني انتقم منو بنفس الاسلوب . .. انتقم لنفسي الى بقت أضحوكة لناس كلها 

هدأ قليلآ ثم تابع

_ظهرت هي  قدامي وشفت فيها الوسيلة الي هنتقم بيها 

_ ويا ترى انت كدا انتقمت ... للأسف لا يا ادم انتي انتقمت منها مش من عاصي .. حسبتها خطأ المرة دي يا ابني .. انت دمرتها والنتيجة انها سابت كل حاجة واختفت 

_ غروري عماني عن الحقيقة .. غروري منعني اني اعترف بالحقيقة ليها 

_ ويا ترى الحقيقة ايه يا ابن الغامري 

صمت ادم ولم يتحدث ، فتابعت جميلة :

_ الحقيقة انك حبتها يا ابني بس للأسف غرورك وكبريائك منعوك انك تعترف بكدا لغاية ما ضاعت منك ويا عالم هترجع ولا لأ

_ كفاية امي أرجوكي .. الي فيا مكفيني 

_ يا حبيبي انا مش بعاتبك انا بقلك على الحقيقة الى انت اتعاميت عنها ، الانسان بحسش بقيمة الحاجة إلا لما يفقدها ... آه يا ابني مش عارفة أقلك ايه ولا ايه 

فرك عينيه بارهاق .. ثم نهض عن مقعده 

_ على فين يا ابني 

_ مش عارف انا مش هفضل قاعد كدا وأنا معرفش عنها حاجة هدور تاني وتالت ورابع لغاية ما ألاقيها 

غادر المكان تحت نظرات والدته التى تدعو له بصلاح حاله :

_ ربنا يصلح حالك يا ابني وتلاقيها 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


_ أنا لغاية دلوقتي مش قادرة أصدق الي حصل ... 

تنهدت بقوة وقالت :

_ ولا أنا .. لا قادرة أصدق ولا قادرة افهم حاجة 

_ طيب انتي محاولتيش تعرفي منو حاجة يعني هي راحت فين وليه عملت كدا ... اكيد في حاجة حصلت بينهم أجبرتها تعمل كدا 

_ تعرفي ... انا من البداية مكنتش مقتنعة بجوازهم  وكنت شاكة انو في حاجة ..بس ايه هي مش عارفة 

_ وتفتكري هتكون راحت فين .. انتي بتقولي انها ملهاش قرايب ولا حد تلجألوا  

_ مش عارفة يا ألمى .. احنا تقريبا دورنا بكل مكان ممكن تكون راحتلوا بس للأسف ملهاش اي أثر 

_ وادم أخوكي بقول ايه 

ابتسمت بألم وقالت:

_ ادم ... حالتو تصعب على الكافر .. من يوم اختفائها وهو بدور زي المجنون .. ساب شغلو وحياتو وبعملش حاجة غير انو بدور عليها 

_ ربنا يكون بعونوا ... ان شاء الله الامور تنحل وسارة ترجع 

_ يارب يا ألمى .. المهم طمنيني اخبارك ايه مع جاد 

_ مافيش جديد .. طلع مأمورية من يومين ولسى مارجعش .. وما معرفش  هيرجع إمتى 

_ هو مقلكيش هيرجع إمتى 

ابتسمت بألم وقالت:

_ هو بتكلم معاية علشان يقلي 

_ معقولة ؟! 

_ تعرفي انا يأست منو  .. ومش عارفة اعمل ايه 

_ احنا قلنا ايه ... لازم نصبر الحكاية مش سهلة وانتي عارفة كدا 

تنهدت سارة بقوة وقالت: 

_ عارفة ... انا زعلانة عليه أوي ... احيانا بشوف بعيونوا لهفتو عليا ... بكون نفسو يقرب وبيحاول وبأخر لحظة ببعد وكأنو في حاجز بينا مانعو انو يقرب 

_ جاد شايف انو بستحقش يعيش تاني بعد موت اية. .. شعور الذنب الي بحس فيه تاعبوا ... وانتي لازم تقدري الكلام دا وتحاولي معاه 

_ ودا الي بعملوا .. اني بحاول 

ابتسمت لها سلمى وقالت:

_ صدقيني كل حاجة هترجع احسن وبكرة تقولي سلمى قالت 

_ ان شاء الله .... صحيح ..حبيب عمتو اخباروا ايه ... مش موجود بالبيت ولا ايه ... انا لغاية دلوقتي ما شفتوش 

سلمى بغيظ :

_ هو أخوكي سايبو علشان تشفيه ... دا جابوا يومين بعدين اخدوا تاني والمصيبة الي هتموتني ... انو غيث مبقاش يستغنى عنو .. دا نسيني خالص  .. 

_ هههههه انا ليه حاسة انك غيرانة 

_ بالعكس انا مبسوطة اوي ... بس أخوكي مش جايبها البر وتقلان اوي ومش عارفة اعمل معاه ايه .... دا كان بتمنى ينول رضاي  ودلوقتي ولا معبرني 

_ ههههه قولي كدا .... يعني الي قاهرك  انو الباشا مطنشك ههه 

_ تصدقي انك  رخمة ... ايه مطنشك دي 

_ ههههه مش دي الحقيقة 

_ أوووف اسكتي يا ألمى انا مش ناقصة 

_ خلاص اهدي ... بس مش غريبة  ندى الي اختفت و مظهرتش تاني 

_أنا مش مستريحة للحكاية دي 

_ ازاي يعني مش فاهمة 

_ مش عارفة حاسة انها بتخطط لحاجة ... مش ندى الي تنسحب بسهولة كدا 

_ ممممم هتعمل ايه يعني 

_ مش عارفة بس اكيد بدماغها حاجة 

_ انسيها دلوقتي ، وركزي بليث وفكري هتصالحيه ازاي 

سلمى وهي ترمي عليها الوسادة :

_ انتي رخمة والله ... انا مش هصالح حد ... والي مش عاجبو يشرب البحر 

_ هههههههههه خلاص اهدي  .. 

نهضت وقالت:

_أنا هروح اطمن على تيتة وبعد كدا هروح مش عاوزة اتأخر اكتر من كدا على اية  

_ ماشي يختي اتكلي على الله 

_ ههههههه روقي يا بت 

_ انتي عارفة لو ممشتيش من هنا  هعمل فيكي ايه 

_ انا مش مستغني عن روحي سلاااام 

غادرت ألمى وهى تضحك ... اما سلمى بقيت جالسة تفكر بسارة وأين يمكن ان تكون 

_ يا ترى انتي فين يا سارة 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


جلست بارهاق على احدى المقاعد وقالت:

_ أشوف فيكي يوم يا مريم انا تعبت مش قادرة 

مريم وهي تأخذ نفسها :

_ اه ياني أنا لو أعرف انو الجواز كدا مكنتش فكرت اتجوز خالص 

_ بس على الله متكونيش نسيتي  حاجة 

_ تقريبا كدا انا خلصت 

_ يعني مش هتقوليلي  بعد كدا نسيت حاجة مهمة يا ياسمين 

_ لا خلاص كفاية كدا .. ان افتكرت حاجة هبقى أجبها بعد الجواز ... قوليلي انتي هتحضري فرحي مش كدا ... اوعي تقولي انك مش جاية انا هزعل والله 

_ متقلقيش هاجي بس لوحدي ... انتي عارفة من يوم موت اية وماما مبترحش افراح .. كان نفسها تيجي والله بس نصيبك بقا 

_ معلش انا عارفة الظروف ومتفهمة الوضع .... المهم انك تيجي 

_ متقلقيش انا اتفقت مع البت روبا وقلت لماما هروح معاها ومع ماماتها وهبقى اروح معاهم 

_ غريبة انتي مش كان ليكي سواق خاص راح فين دا 

_ ههههه مأنا طفشتو خلاص 

_ معقولة واخوكي وافق بالسهولة دي 

_ مخلاص المهمة الي كان شغال بيها خلصت ومبقاش في خطر ... بعد موت اية القضية تحلت وقدروا يبقضوا على الخلية كلها ... مبقاش في اي خطر 

_ طيب كويس علشان تقدري تيجي وتروحي براحتك 

_ بقلك ايه انا جعت 

_ وأنا كمان 

_ طيب يلا قومي خلينا نشوف ماما عملتلنا اكل ايه 

_ وازاي هروح معاكي وكل دا معاية 

_ انتي مش قلتي ايهاب هيجي ياخدك ... يبقى خلاص خليه يجي ياخدك من عندي و  هو الي يشيل 

_ هههه على رأيك يعني اتعب انا لوحدي 

_  طيب يلا....  انا جبت اجري من التعب 

_ يلا بينا 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في المساء 


انتهت من اعطاء فريدة الداوء وتأكدت ان كل شيئ على ما يرام ..

_ انا عاوزك تاخدي بالك منها كويس ... 

_ متقلقيش يا هانم واخدة بالي منها كويس .. مش بسبها خالص وبفضل جنبها طول الليل

 أومأت برأسها للممرضة  ثم غادرت غرفة فريدة ... واتجهت لتستعد للنوم هي الأخرى ولكنها تفاجئت بغيت الذى يركض باتجاهها 

_ مامي انا جيت 

حملته سلمى وقبلته وقالت بحب :

_ حبيب ماما وحشتني اوي ... بقا كدا يا غيث كل دا ومتسألش بيا ... هي ماما ما وحشتكش 

_ بالعكس انتي وحشتيني اوي ... 

قبلته من خده وقالت:

_ انت الي وحشتني اوي يا روح وعقل ماما ... قلي باباك فين مجاش معاك ليه 

_ قال هيروح مشوار مهم وهيرجع 

_ مممم يعني هيبات هنا 

_ مش عارف 

_ طيب يلا بقا نروح ناخد حمام ونستعد لنوم 

_ وهتحكيلي حكاية 

_ممممم  وهحكيلك حكاية 


أمضت سلمى مع طفلها بعضآ من الوقت وبعدها نام غيث بغرفته التى جهزها له والده التى كانت مجهزة من كل شيئ قد يحتاجه اي طفل .

كانت على وشك الذهاب لغرفتها ولكنها سمعت صوت سيارة ليث ... فقررت التحدث معه .. فقد سئمت من معاملته الجافة وابتعاده عن البيت 

خرج ليث من سيارته ثم اتجه لغرفته بارهاق .. دخل المرحاض وأخذ حمامآ ساخنآ ليزيل تعب اليوم الذى قضاه مع طفله بمدينة الملاهي ... منذ معرفته بوحود طفله و  هو لا يفعل شيئ سوى تمضية الوقت مع طفله .. خرج من المرحاض ثم اتجه لغرفة الملابس ارتدى ملابسه وكان على وشك النوم لولا دخول سلمى الذى فاجئه .

فتحت باب الغرفة ثم اتجهت اليه وقالت بغضب :

_ ممكن اعرف اخر الي بتعملو دا ايه 

نظر لها ببرود وقال :

_ حد يدخل كدا 

قالت بابتسامة مستفزة:

_ أيوة في حد يدخل كدا ... انا عندك مانع 

_ عايزة ايه يا سلمى 

_ انت عارف انا عايزة ايه

_ لأ مش عارف 

أخذت نفسآ عميقآ وقالت: 

_ اسمعني يا ليث انا بجد تعبت ومبقاش فيا حيل اناهد واعاتب وحضرتك مصر تخرجني من شعوري بسبب تصرفاتك 

_ اظن اني بعيد عنك بقالي فترة يبقى ازاي بخرجك من شعورك عايز افهم 

صرخت به بقوة وقالت:

_ كفاية بقا .. ابنك ورجعلك عاوز ايه تاني 

اجابها بتهكم :

_ ابني الي بقى خمس سنين بعيد عني ومعرفش عنو حاجة ..... 

_ في النهاية عرفت وبقيت تاخدوا وحارمني منو 

_ انا مش حارمك منو 

_ والله ... والي بتعملوا دا اسميه ايه ... بقالك اسبوع ماخدوا وان فكرت تجيبو بتجيبو ساعة وتاخدوا تاني 

_ اظن من حقي اقعد مع ابني الي اتحرمت منو سنين ولا ايه رأيك 

كانت كل اجابته باردة وكان يتعمد اغاظتها واغضابها وكأنه يعاقبها .. ولكنها تعبت من هذا ويجب عليها ان تضع حدا لتصرفاته 

_ بقلك ايه ... انت الظاهر كدا عاجبك دور الضحية الي انتو عايشو مع انك مشفتش نص الي شفتو ولا كرامتك اتهانت ولا تعاملت معاملة الكلاب زي ما أنا تعاملت ... انا الي شفتو بسببك وبسبب جدتك كتير يا ليث ولو حد مكاني مكنش عرفك بابنك طول العمر 

اقترب منها بغضب وقال:

_ ع اساس حضرتك الي عرفتيني... لولا ندى مكنتش عرفت حاجة 

اجابته ببرود :

_ انا كنت هقلك والي خلاني استنى الي حصل لجدتك عاوز تصدق صدق مش عاوز انت حر ... واه ويا ريت بلاش حكاية لولا ندي دي ... لانك اكتر واحد عارف العقربة دي عملت ايه ... دي كانت معيشاك بكذبة .. لولاي كنت فضلت عايش بها طول حياتك ...

_ اه وانا مفروض اشكر كرمك مش كدا 

_ لا مفروض تقدر موقفي .. وتعال هنا .. انت كنت عايز مني اجي اقلك انو ليك ابن بمنتهى البساطة  انت ناسي حضرتك عملت بيا ايه ... ازا ناسي افكرك واعدلك كمان ... لانو لو هنقارن بالي حضرتك  عملتو معاية بلي عملتو والي هو اني خبيت عنك ابنك فدا ميجيش حاجة جنب المعاناة والذل الي شفتو على ايدك 

امسكها من يدها وقال بغضب:

_ انتي عاوزة ايه بزبط هااا ... عاوزاني افضل  اعتذر منك  حياتي كلها ... ولا اموت نفسي علشان ترتاحي عاوزة ايه بزط 

افلتت يدها منه وقالت بصراخ  وببكاء فقط تعبت من كل شيئ بدايتآ من اختفاء سارة وما يفعله هو بها: 

_ مش عاوزة حاجة ... انا خلاص تعبت والله تعبت انت ايه مش قادر تحس بيا... الي شفتو مكنش سهل ... 

بكت بقهر  ثم تابعت بدموع :

انت عارف انا كنت بحس بايه لما كنت بلاقي كل طفل مع باباه وابني لأ ... عارف اول مرة عرفت اني حامل بولد اتمنيت تكون معاية ... كنت بتخيل ردة فعلك هتكون ايه لما تعرف انو هيجيك ولد .. لا ادم وطنط جميلة كانوا كفاية عليا  ... رغم كل حاجة عملتها معاية ورغم المر الي شفتو على ايدك الي اني كنت بتمنى انك تكون جنبي بالوقت دا ... كنت بتمنى لو  انك شفت اول خطوة لغيث ولا اول كلمة قلها ... الوجع الي حسيت بيه صعب اوي اوي وانت جاي بكل سهولة تحاسبني علشان خبيت عنك ابنك ، فكرك انا كنت مبسوطة .. انا كنت بموت كل يوم وانت بعيد عني 

اجهشت بالبكاء الشديد بعد انتهاء حديثها واستدارت لتغادر .. امسك ليث يدها وشدها لحضنه وما كان منها غير البكاء الشديد .. كانت كالغريق الذى وجد ملاذه وأمانه .. فهي مهما عاندت وانكرت يبقى ليث حضنها وأمانها وحبها ... لقد عانت الكثير ولم يكن احد يعلم بما تشعر .. قد تظهر للجميع بصورة قوية ولكنها من الداخل هشة وضعيفة تحتاج لمن يساندها ويطمئنها فما رأته بحياتها ليس بالهين ... بقيت بأحضان ليث حتى استكانت وتوقفت عن البكاء ، ابعدها ليث عن حضنه ليرى وجهها .. نظرت له بعتاب ولوم ، فهو بدلآ من ان يكون مسكنآ لأواجها كان من يزيد الألااام والجراح ... كان ليث حاله ليس بالهين فهو ايضآ قد تعب من كل شيئ ويريد ان يشعر بالراحة دون اي عائق ينغس عليه حياته ، وكلما حاول كانت تظهر له المشاكل والأوجاع .

مسح دموعها بأصابعه ثم اقترب من شفتيها وقال :

_ انا اسف 

انهى اعتذاره ثم انقض على شفتيها يقبلها بقسوة وقوة وكأنه يفرغ ما يشعر به من أوجاع وضياع بها  فهو أيضآ رأى في هذه الحياة الكثير والكثير ولا يذكر انه شعر بالراحة والسعادة الا القليل وتلك السعادة لم تكن تدووم.. عاش حياته بعيدا عن والدته التى يظن انها خائنة .. تركه والده وهو صغير ليتحمل مسؤلية نفسه ومسؤلية اخته ... بعد ذلك ينصدم بأكثر شخصا كان يظنه اكثر شخصآ يحبه ويخاف عليه وهي جدته . غير ما فعله بحب حياته من أوجاع ..

 هي تظن ان نسى ما  فعله بها ... لكن الحقيقة غير ذلك ... لقد أحبها اكثر من اي شيئآ اخر ... ولكنه بنفس الوقت أذاها اكثر من اي شخصآ اخر ...... بدايتآ باغتصابه لها .. وما فعله بها بعد المكيدة التى حاكتها جدته وصابر لهم .... وتأتي هي الان لتشكي له قسوة ما تعرضت له بسببه وتعاتبه  .. كأن ما به لا يكفي لتزيد من تأنيبه لضميره ....هو ليس بحجر .. الفرق بينه وبينها انه لا يتكلم ويبقى صامتآ ...

 لم تكن سلمى قد استوعبت ما فعله ، كان يقبلها بقسوة ويحضنها بقوة أوجعتها .. ولم يكن بيدها غير البكاء بصمت ، حملها ليث وهو يقبلها الى السرير ، ولم يكترث بدموعها التى شعر بها .... فهو ايضآ يحتاج لمن يخفف عنه ويشعر به وبأوجاعه ...  هو يعلم من داخله انه سيندم على ما سيفعله ولكنه .. قد تعب ويريد اخراج غضبه بأي وسيلة ... 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في الصباح 


تململت بالفراش بألم ... فتحت أعينها بصعوبة بعد قضائها ليلة صعبة .. تحركت بصعوبة وجلست وضمت جسدها وبدأت تتذكر ليلتها مع ليث ، لوهلة بدأت ذكريات تلك الليالي التى كان يعاشرها بالقوة بذهنها .. فليلة أمس لم تكن مختلفة عن تلك الليالي ... كان غاضب وبشدة لم تكن تتوقع ان يكون أول لقاء بينهم بعد سنين الفراق بهذه القسوة... بدأت تبكي بصمت على حالها وحاله .. فهي ليست ناقمة عليه أبدآ ... فما فعله ليس الا تفريغآ لما يشعر به من غضب وألم من كل ما تعرض له .. 

مسحت دموعها ثم نهضت بصعوبة وما ان وقفت على ساقيها حتى شعرت بألم بكل جسدها 

_ آآآآه 

أجبرت نفسها على التحرك باتجاه المرحاض .. دخلت وأقفلت الباب ليسقط ذلك الشرشف الذى تلف بها جسدها المغطى بالعلامات الحمراء التى ستتحول بعد ذلك ل زرقاء  بسبب قسوة ما تعرضت له .. ملئت حوض الحمام بالماء الدافئ وغطست به  عل تلك الأوجاع التى تشعر بها تهدأ. 


بعد ساعة من الجلوس بالحوض والصمت المصاحب لدموعها الصامتة .. خرجت من الحمام ثم ارتدت ملابسها لتذهب للاطمئنان على طفلها 

اتجهت لغرفته فوجدته يلعب بألعابه اقتربت منه وقالت:

_ صباح الخير 

نهض الطفل عندما رآه واتجه لأحضانها بقوة آلمتها ولكنها لم تشعره بذلك :

_ ماما وأخيرآ صحيتي انا زهقت من القعدة لوحدي 

_ انا اسف يا قلبي .. قلي انت فطرت

_ أيوة فطرت وغيرت هدومي .. وكان نفسي اشوف بابا ....هو راح فين مجاش لعندي زي كل يوم الصبح 

_ معلش يا حبيبي اجالوا شغل مستعجل وخرج وانت نايم ومكانش عاوز يصحيك من نومك 

_ هو هيتأخر يعني 

_ لا مش هيتأخر اكيد هيرجع علشانك .. بقلك ايه تيجي العب معاك 

ابتسم الصغير وقال:

_ موافق

رغم تعبها وارهاقها الا انها اصرت ان تمضي اليوم بأكمله مع طفلها الذى لم يتوقف عن السؤال عن والده وعن سبب غيابه المفاجئ فهو منذ ظهوره بحياته لم يكن يتركه ابدآ .


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁 


بعد مرور عدة أيام 


ما زال ادم يبحث دون جدوى ... اصبح كالميت لقد فقد الأمل بايجادها .. انه يعاقب على قسوة قلبه معها .. ولا يعلم نهاية هذا العقاب الى متى سيدوم 

اما ليث منذ تلك اللية غادر البيت ولم يعد ... ولا أحد يعلم اين هو .. وغيث يسأل عليه مرارا وتكرارا .. خشي ان يذهب والده مرة أخرى ويتركه وهذا ما أحزنه وبشدة ... كانت سلمى تراقب حال ابنها ولم يكن بيدها شيئ فهي لا تعلم اي شيئ عنه 


وقف امام المرآة يصفف شعره استعدادآ للخروج تفاجئ بها تقف امامه .. نظر لها وقال:

_ ألمى .. خير في حاجة 

تنهدت بقوة وقالت:

_ انت تعرف مكان ليث .. ليث بقالوا مدة مختفي ومحدش يعرف عنو حاجة 

_ ما تقلقيش هو كويس ... تلاقيه بريح اعصابو باي مكان 

_ جاد أرجوك .. ان كنت عارف مكانو ياريت تقولوا انو غيث حالتو صعبة اوي من لما ساب البيت ، الولد اتعلق بأبوه.. وفجأة بيوم وليلة اختفى تاني ... وهو زعلان وحالتو صعبة 

تنهد بقوة وقال:

_ تمام هبقى أشوف الحكاية دي ... هنزل انا دلوقتي 

غادر المكان هروبآ منها ... فهو على علم بمكان صديقه ولا يريد ان يقول لها ... صعد سيارته واتجه اليه ..

عند وصوله للمكان الموجود به صديقه 

وجده على حاله منذ قدومه ... جالس وينظر للبحر بشرود 

_ ايه يا عمنا هتفضل كدا كتير 

_ انت ايه الي جابك 

_ تصدق .. انا غلطان اني جيت أطمن عليك 

_ جاد ارجوك انا مش حمل هزارك وجنانك قلي عاوز ايه 

تنهد جاد وقال :

_ غيث 

نظر له بسرعة وقال بقلق:

_ مالو هو كويس مش كدا

_ لا مش كويس.... الولد بسأل عليك كل يوم وزعلان فاكر انك سافرت وسبتو تاني 

قال بألم :

_ وحشني اوي 

_ في ايه يا ليث قلي يا صاحبي من لما جيت وانت ساكت ودايمن سرحان مالك 

تنهد بقوة وقال:

_ تعبت من كل حاجة يا جاد 

_ انا عارف انو الي مريت بيه مش سهل بس لازم تبقى أقوى من كدا ... انت ليث المهدي مش اي حد 

ابتسم بألم وقال:

_ انا بشر في النهاية يا جاد ... 

_ ليث انت كدا هضيع كل حاجة من تاني ... احنا ما صدقنا انو علاقتك بسلمى تحسنت ومش كدا وبس دا انتي ليك ولد منها  يبقى في ايه 

_ وانت فاكر انو سلمى مبسوطة معاية.... سلمى من يوم ما شفتني وعرفتني وهي بتتأذى وجودي جبنها وجع انا بفكر ابعد عنها علشان ترتاح 

نظر له جاد باستنكار وقال: 

_ ايه الي بتقوله ده ... سلمى بتحبك وانت عارف دا كويس .. يبقى لزوموا ايه البعد والجفا 

أخذ نفسآ عميقا وقال:

_ بقلك ايه يا جاد هاتلي غيث انا عايز أشوفوا 

_ وسلمى !؟

نظر للامام بشرود وقال:

_ انا علشان ارجع لسلمى محتاج انسى ... محتاج اعرف كل حاجة بتحصل حواليا محتاج افهم ... محتاج اتخلص من كل وجع شفتو في حياتي علشان اقدر اكمل معاها ودا محتاج وقت 

ربت جاد على كتف صديقه وقال:

_ الي بريحك يا صاحبي 


غادر جاد المكان تاركآ صديقه ليعود لشروده وصمته ...


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


اخذ جاد غيث لوالده الذى فرح كثيرآ وتبدل حاله مع والده ... وجودهم معآ في هذا الوقت جيد للإثنان وخصوصآ ليث ..


يوم زفاف مريم 


_ كدا تمام .. انا هروح دلوقتي البيت وأغير هدومي وهبقى اجي بالليل 

_ انتي هتسبيني كدا 

_ كدا الي هو ازاي يعني ما كل حاجة جاهزة يا بنتي  شوية وتيجي المسؤلة عن المكياج والشعر في ايه تاني 

_ لا بليز يا ياسمين متروحيش افضلي معاية 

_ ايه دا هو انا بكلم  بنت اختي مالك في ايه 

_ هموت من الخوف كل ما افتكر انو النهاردة فرحي برتعب 

_ ههههههه والله مجنونة .. متقلقيش ايهاب بحبك وانتي بتحبيه بلاش الخوف دا .. هروح انا دلوقتي سلاااام 

غاردت بسرعة قبل ان تمسك بها مريم مرة أخرى .. فتلك المجنونة لن تتركها ابدآ .. 


في المساء 


انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت لتودع والدتها 

_ ماما انتي فين يا ست الكل 

_ انا هنا يا ياسمين 

سمعت صوتها من المطبخ فاتجهت لها وجدتها تقوم بتحضير طعام الصغيرة 

_ هي اية منمتش لغاية دلوقتي 

هدى بتعب :

_ دي مش مبطلة عياط ومش عارفين نعمل ايه ... طول النهار نايمة وبالليل تصحى تزن ..انا مش عارفة ايه النظام دا 

_ معلش يا ست الكل ، انتي مش قولتي انها بتغير نظامها ونومها بنتظم  لما تكبر شوية 

_ أيوة بس الحكاية بقت متعبة ربنا يكون بعون ألمى طول الليل صاحية معاها والصبح بتروح شغلها وأخوكي برجع هلكان من شغلو مش بيقدر يسهر معاها دا غير شغلو الي بالليل الي بيجي فجأة 

_ ربنا يكون بعونهم ... بقلك ايه انا نازلة ربا بتستنى تحت 

_ تمام يا بنتي سلميلي على مريم واعتذريلها لاني مش هحضر 

_ اوكي ... سلام دلوقتي 


غادرت مع والدتها لزفاف صديقتها التى تركتها منذ ساعات 

وصلت القاعة واتجهت لرؤية مريم التى كانت قد انتهت من كل شيئ 

_ ايه الحلاوة دي 

_ ياسمين انتي جيتي ... كل دا انتي ما صدقتي تروحي وما ترجعيش 

_ هههه مريومة كفاية قلق علشان اليوم دا مهم وماينفعش تكون خايفة كدا 

مريم وهي تفرك يديها من التوتر :

_ أعمل ايه أنا خايفة أوي 

_ خايفة من ايه بس يا قلبي اهدي كدا علشان الظاهر ايهاب جه 

وبالفعل .. استأذن ايهاب لدخول ، فغادر الجميع ليتركوهم بمفردهم ، اقترب منها ثم قبلها على جبينها وقال:

_ ماشاء الله عليكي  جميلة اوي يا مريومة 

مريم بتوتر وخجل :

_ شكرا ليك ... وانتي كمان 

ابتسم ايهاب وقال:

_ وانا كمان ايه 

مريم ووجها يشع احمرارآ :

_ وانت كمان جميل 

ابتسم لها ثم امسك يدها ثم انطلقوا لمكان الزفاف ليقام ...

كان الزفاف جميل ... رغم توترها وخجلها الا انها كانت سعيدة جدا 

في نهاية الزفاف 

خرجت ياسمين خارج القاعة  لتجيب على اتصال والدتها التى كانت تطمئن عليها

_ ما تقلقيش يا امي الفرح شوية وهيخلص مش هتأخر ... سلام يا حبيبتي 

تنهدت بقوة وكانت على وشك المغادرة ولكنها شعرت بأحدهم يضع قطعة قماش على فمها .... حاولت منعه ولكنها فشلت فسقطت مغشيآ عليها .


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


بعد ساعة 


بدأت تفتح أعينها بصعوبة بسبب الصداع الذى تشعر به .. استقامت ونظرت حولها بصعوبة ... لا تذكر اي شيئ  ... اين هي وماذا حدث ... بدأت تنظر للمكان فوجدت نفسها بغرفة وهي على سرير ولكنها شهقت وصدمت عندما نظرة لنفسها ... كانت من غير ملابس لا يسترها اي شيئ سوى غطاء السرير ... تجمد جسدها من الصدمة .. كيف حدث هذا ومن فعل بها هكذا ... نهضت بصعوبة فوجدت ملابسها على الأرض ... بدأت دموعها بالهطول .. ارتدت ملابسها على عجل وكانت على وشك المغادرة ولكن انتبهت على الدماء الموجودة على السرير ... جلست على الارض تبكي بقهر ... نهضت مرة اخرى واتجهت للباب .. خرجت وهي تنظر حولها برعب ... كانت شقة واسعة ذات أثاث فاخر .. تقدمت وبدأت تبحث عن اي احد أو بالأحرى تبحث عن من ذبحها

_ بدوري على حاجة 

 تسمرت مكانها عندما سمعت صوته .... انها لا تحلم انه هو 

استدارت لتراه فوجدته يجلس على المقعد ويضع ساقآ على ساق وبيده كأس يحتوي على مشروب تجهل ان كان عصيرا او خمر

_ مااازن 

نهض وعلى شفتيه ابتسامة خبيثة وقال :

_ صحي النوم ... كل دا نوووم 

_ ااانت عملت ايه 

_ ههههه هكون عملت ايه يعني اخدت حقي 

اقتربت منه وقالت بدموع وهي تضربه على صدره :

_ انت عملت ايه ... يا حقير يا زبالة انا هقتلك والله هقتلك 

امسك يديها ونظر لها بقوة وغضب وقال:

_ الي عملتو دا  انت السبب فيه .. كان لازم تعرفي انتي وقعتي مع مين يا حلوة 

افلتت يديها منه وبدأت تضرب وجهها بكفيها وتقول ببكاء :

_ انا ضعت ضعت حسبنا الله ونعم الوكيل فيك ... عملتلك ايه علشان تعمل بيا كدا حرام عليك 

_ انا كان غرضي شريف من البداية وكنت هتجوزك بس انتي عملتي ايه .... 


نظرت له بكره وهي تبكي بكاءآ مرير فتابع حديثه:

_ انا في حياتي ما نذليت لاي مخلوق بس انتي ذلتيني .. بقيت اجرى وراكي زي المجنون وبتمنى رضاكي وانتي عملتي ايه هااا ... 

صمت قليلا وقال:

_ كدا احنا اتعادلنا 

قالت ببكاء :

_ انت دمرتني قضيت عليا ... ربنا ينتقم منك يا مازن ربنا ينتقم منك 

ابتسم باستهزاء وقال:

_ معلش ثمن الذل الي شفتو على ايدك 

اقترب منها وامسك يدها وقال :

_ لسى ما نخلقش الي يرفع ايده عليا

ترك يدها واستدار وقال ببرود :

_ هتلاقي سيارة تحت هتوصلك لبيتك الوقت اتأخر ومامتك اتصلت اكتر من مرة ... ومانصحكيش تحاولي تعاندي .. الوقت اتأخر ولو مشيتي لوحدك بوقت زي دا انتي عارفة هتلاقي ايه 


تحركت باتجاه الباب كالجثة ، خرجت من المنزل وهي تبكي بصمت ، لقد نال منها وقام بتدميرها .. ماذا ستفعل والي من ستلجئ ... يا الله يا الله 

عند نزولها وجدت سيارة كبيرة بانتظارها عندما رآها السائق خرج وفتح لها الباب ... صعدت وهي لا تشعر بأي شيئ ... أوصلها السائق للبيت فخرجت منه بهدوء .. اتجهت لبيتها وفتحت باب بيتها لتجد والدتها بانتظارها ... ما ان رأتها والدتها ركضت اليها وقالت:

_ كل دا يا ياسمين قلقتيني عليكي يا بنتي 

استجمعت شتات نفسها وقالت بألم:

_ معلش يا امي اصلو مريم أصرت ابقى معاها لاخر الفرح 

_ بس الوقت اتأخر يا بنتي كل دا بالفرح 


لاحظت والدتها شحوب وجهها فقالت لها بقلق :

_ في ايه مالك يا ابنتي انتي كويسة 

قالت بتلعثم : 

_ آآه كووويسة بس ..  بس زعلانة علشان مريم لانها  هتبعد عني 

_ ومين قال هتبعد يا بنتي ... عقبالك انتي كمان يجي الي يسعدك ويحبك يا بنتي 

شعرت بخصة بقلبها وقالت بألم :

_ انا تعبانة يا امي وعايزة انام تصبحي على خير 

اتجهت لغرفتها بهدوء ... وما ان دخلت لغرفتها واقفلت الباب جلست على الأرض تبكي بقهر على ما حدث لها

_ يارب اعمل ايه بالمصيبة الي انا فيها يا رب يارب 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


اليوم التالي 


استيقضت على صوت باب غرفتها فنهضت وقالت بنعاس :

_ادخل 

دخلت الخادمة وقالت بهدوء :

_ صباح الخير يا هانم 

_ صباح النور ... في ايه 

_ في واحد ظابط عاوز يقابل حضرتك 

_ نعم !! ظابط 

_ أيوة يا هانم 

_ عاوز ايه دا ... تمام انا هغير وانزل بسرعة 

ابدلت ملابسها ونزلت لتتفاجئ ببعض العساكر ورجلآ يبدوا انه الظابط .. اقتربت اتجاههم وقالت:

_ خير في حاجة 

نظر لها الظابط وقال:

_ اسف على الازعاج بس معانا امر باخلاء القصر دا من الموجودين فيه 

_ نعم ؟؟ اخلاء ايه .. وايه السبب 

_ صاحبة القصر مقدمة شكوى انكوا قاعدين بقصرها من غير رضاها ومش عارفة تطلعكوا منو 

_ انت بتقول ايه ... صاحبة القصر مين .. القصر كدا ملك زوجي يعني يعتبر ملكي 

_ اسف يا هانم بس الورق الي معاية بثبت انو صاحبة القصر دا هي مدام ندى هانم مرات ليث المهدي الي حاليا رافعة عليه قضية طلاق 

صرخت به بقوة وقالت:

_ نعاااااام انت بتقول ايه 

_ انا بقول الحقيقة القصر دا ملك ندى هانم 

نظرت له سلمى ببلاهة فهي لم تعد تفهم شيئ 

قامت بالاتصال بجاد لتفهم ما يحدث فجاء صوت جاد 

_ مدام سلمى ازيك 

_ ازيك يا استاز جاد 

_ الحمد الله كويس طمنيني انتوا  اخباركوا ايه 

_ مش كويسين  خالص 

_ خير هو حصل حاجة 

تنهدت بقوة وقالت:

_ هو ينفع حضرتك تيجي القصر عندي ضروري 

_ انتي كدا بتقلقيني 

_ انت بس تعال ولما تيجي هتعرف كل حاجة 


ترك جاد عمله وذهب لرؤية ما يحدث فهو منذ مغادرة صديقه القصر وهو يطمئن دائمآ هلى اهل بيته ، وصل جاد ووجد الظابط الذى شرح له ما يحدث .. ونظرا لرتبته وشهرته استطاع اقناعه بان يرحل وهو سيحل الموضوع 

_ انا مش فاهمة حاجة يعني ايه الي قالوا 

_ مممممم هو القصر دا مش ليه ورق ملكية 

_ اكيد 

_طيب هو فين 

_ معرفش اسأل ليث اكيد هو يعرف 

_ تمام  ... انا هروح دلوقتي وهشوف هعمل ايه 


غادر جاد المكان وقام بالاتصال بالليث :

_ ليث ازيك 

_ تمام انت اخبارك ايه 

_ ممم مش كويس خالص يا صاحبي 

_ خير في ايه 

_ انا شوية وهكون عندك وهقلك كل حاجة 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


_ انت بتقول ايه يا جاد 

_ ممكن تهدى علشان نقدر نفهم ونعرف ايه الي بيحصل 

_ نفهم ايه ... ازاي يعني القصر مكتوب باسم ندى .. دا مستحيل 

_ انت مش بتقول انو معاك ورق ملكية القصر يبقى خلاص نقدر نطعن بالحكم وبالأوراق الي هي اكيد مزورة ... اهم حاجة الورق يكون موجود 

_ هو تقريبا مع جدتي وهي الي رافعة الورق 

_ وهي جدتك بوضعها دا هتقلك الورق موجود فين 

_ تقريبا هيكون بالخزنة الموجودة بغرفتها 

_ تمام كدا الورق دا محتاجينو بس في حاجة تانية 

_ حاجة ايه دي 

_ هي رافعة عليك قضية طلاق 

_ ع اساس اني متمسك بيها ومش عايز اطلق ولا ايه 

_ معرفش هي بتخطط لايه شوف المحامي بتاعك وشوفوا هتعملوا ايه 

_ هي الي عجلت عقابها بنفسها يبقى تتحمل 

_ انت ناوي على ايه بزبط 

_ أشوف حكاية القصر دي بعدين هتشوف هعمل ايه لانو الحساب تقل اوي 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


_ هااا لقيتي حاجة يا ألمى 

نظرت لها ألمى بقلق وقالت:

_ الخزنة فاضية 

_ ايه!!  يعني ايه فاضية 

_ مفيش فيها حاجة يا سلمى .. لا ورق ولا غيروا 

_ هيكون الورق فين يعني ... طيب اسمعي دوري باي مكان يمكن تلاقيه 

_ تيتة متعودة تحط كل حاجتها ومجوهرتها  في الخزنة مفيش مكان تاني 

_ يعني ايه الورق اتسرق 

_ مش الورق الي تسرق... كل حاجة بالخزنة اتسرقت 

_ هيتسرق ازاي والخزنة برقم سري 

_ بعد اذنك يا هانم 

استدارت سلمى لممرضة فريدة وقالت :

_ في ايه 

_ في حاجة حصلت يوم ما ندى هانم سابت القصر 

اقتربت منها ألمى وقالت بشك : 

_ ايه الي حصل 

_ الليلة الي سابت فيه القصر جت هنا وقالتلي انها هتبقى مع فريدة هانم ولما حاولت اعترض صرخت فيا وطردتني و الغريبة انها مطولتش ولما خرجت كانت حاملة معاها ورق وحاجات تانية 

_ انتي بتقولي ايه 

_ انا ما ركزتش اوي بالحكاية بس لما سمعتكوا بتتكلموا على الورق افتكرت 

_ يعني ايه 

_ يعني ندي سرقت الورق يا ألمى ... تفتكري ايه الي هيخليها ترفع قضية علينا علشان نسيب القصر  الا ازا كانت واثقة انها هتكسب 

_ والعمل 

تنهدت سلمى وقالت:

_ العمل عمل ربنا .... ربنا يستر من ليث هو مش هيسكت 

_ ربنا يستر 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


_بنت ....

_ هتعمل ايه دلوقتي يا ليث احنا ما بقاش معانا وقت... المحكمة اعطتنا مهلة يومين علشان نخلي القصر 

_ اقفلي انتي دلوقتي يا ألمى وانا هتصرف 

اغلق مع اخته وهو يشعر بالغضب الشديد .. الان هو بمأزق ويجب عليه ايجاد حل 

قام بالاتصال بالمحامي الخاص به وطلب منه ان يدبر له لقاء مع ندى ومحاميها ليتناقشوا بقصة القصر والطلاق اقفل مع محاميه وقال :

_ انتي الي بدأتي يا ندى ابقى اتحملي نتيجة افعالك 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


بعد يومين 


كان يجلس امامها وامام المحامي الخاص بها ... كان ينظر لها كالصقر الذى يتربص لفريسته .. اما ندى فهي من الداخل ترتعب ولكن يجب عليها الا تظهر خوفها لتحصل على ما تريد 

_ ممكن تسبونا لوحدنا عاوز اتكلم لوحدي مع المدام 

نظر محامي ندى اليها فطلبت منه ان يرحل .. فرحل الجميع عدا ليث وهي ، نظر اليها وقال بابتسامة :

_ طلعتي مش قليلة يا ندى 

_ كلو على ايدك يا ليث باشا 

_ ممم عرفتي تلعبيها صح ... سرقتي الورق وزورتي ورق تاني يثبت ملكية القصر ليكي بجد خطة متقنة 

_ اعتقد دا أقل حاجة ممكن احصل عليها بعد الي عشتو معاك 

_ ههههه الي يسمعك يقول انك كنتي مظلومة وحقك ضايع 

_ كونك زوجي وبتحبنيش وبتحب غيري دي لوحدها ظلم 

_ انتي قبل ما تتجوزيني كنتي عارفة اني بحب سلمى ولا نسيتي خطتك الجميلة انتي وفريدة هانم 

قالت بانفعال :

_ هي الي خططت مش أنا .. انا كنت بس بتفرج وبنتظر النتيجة زي ما هي وعدتني 

_ وموضوع الخلفة تخطيط فريدة هانم بردوا 

_ عاوز الصراحة كان تفكيري وهي اعترضت بس انا هددتها لو اتكلمت هفضحها واقول على كل حاجة عملتها بسلمى وبمامتك 

صمت ليث وبقي ينظر لها كليث الغاضب قال بعد ذلك :

_ عاوزة ايه علشان الورق 

ابتسمت بخبث وقال:

_ كدا نبقى نتفاهم 

اخرج ليث من جيبه دفتر الشيكات وكتب مبلغآ كبيرآ ثم رمى الورقة بوجهها 

امسكت الورقة ونظرت للمبلغ وقالت:

_ مممم مش بطال بس معقول ليث المهدي اخريتو المبلغ دا 

نظر لها باحتقار وغضب وقام بكتابة شيك اخر ، فأخذته وقالت بابتسامة لعوبة :

_ كدا تمام المبلغ دا حلو اوي .. بس اضمن منين انو الشيك هيتصرف ومش هتعمل معاية زي ما جدتك عملت مع صابر 

كانت تتعمد إثارة غضبه وهو يسيطر على اعصابه بقوة كي لا يندفع نحوها ويقتلها 

_ والمطلوب 

_ لا المطلوب دا عليا 

قامت بارسال احدى رجالها ليقوم بصرف الشيك من البنك وعندما تأكدت ان المبلغ اصبح معه ابتسمت بغرور ... اقفلت الهاتف ثم نظرت لليث الذى يراقبها بصمت وقالت بغرور:

_ كدا تمام 

اخرجت الأوراق وقامت برميهم على المكتب وقالت:

_ مبقاش غير حاجة وحدة 

اخذ ليث الورق وتأكد منه وقال وهو ينهض :

_ انتي طالق بالتلاتة ... ورقتك هتصلك عن قريب 

آه وقبل ما انسى ... افتكري انك انتي الي بدأتي 

القى عليها نظرة غضب وغادر ، لم تلقى  بالآ بتهديده.. كل ما يشغل بالها الأموال التى حصلت عليها ... فهي منذ معرفتها بافلاس شركات والدها وهي تفكر بطريقة لتستفيد منها من ليث وقد وجدتها بالفعل.... الان كل ما عليها اخذ الاموال والسفر بعيدآ عن كل شيئ 


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

🍁 بقلمي الشيماء 🍁


في المساء 


في احدى شوارع الحارات الفقيرة كانت تمشي بارهاق وتعب ها هو يومآ اخر ولا عمل ... لم يتبقى معها الكثير من الأموال كيف ستتصرف .. وصلت امام بناية قديمة صعدت لأعلاها لتصل للغرفة التى استأجرتها فوق السطوح لتأويها من الشارع .... 

فتحت باب الغرفة ودخلت واقفلتها جيدآ ثم انارت الضوء لتشهق بعد ذلك بخوف عندما رأت الجالس على المقعد وينظر لها بخبث 

_ عاااصي 

عاصي بخبث :

_ مفاجئة مش كدا 


نهاية الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close