رواية عشق الجاسر البارت الاول بقلم مروه عبد الجواد
![]() |
رواية عشق الجاسر البارت الاول بقلم مروه عبد الجواد
البارت الاول
توقفت سيارته بصوت صدح يفزع الجميع فأسرع السائق بفتح باب السيارة له ، هبط منها وهو يعدل يافطه بدلته السوداء إنه جاسر الحديدي .
يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عاما حاد الملامح طويل القامة ذات جسد رجولي عريض ، عيناه بنيتان تميل الي القاتم ، يهاب من يقترب منه لشدة حزمة في حياته وشغله .
ذهب الي قصر عمه خالد الحديدي الذي يعتبره مثل والده بناءا علي طلبه فهو مريض وجاسر هو الذي يحمل عبء الشركة الخاصة بعمه ، حتي اصبحت اكبر شركة بالشرق الاوسط تحت إدارته .
بعدما جلس جاسر مع عمه قليلا وضع يده علي جبينه بضيق ، ترنجت هي بخطواتها المدللة تهبط من على درج قصرها دنيا الحديدي .
فتاه العشرين جميلة وجذابة جدا فوالدتها فرنسيه اخذت جمال والدتها بعينان زرقاء فاتحه مثل لون السماء الصافية تتداخل معها لون الازرق القاتم مثل لون البحر ، ذات شعر ذهبي ناصع اللون ناعم وطويل الي بعد خصرها بكثير واخره ملفوف قليلا ويفي ذات بشره بيضاء، في اولي كليه آداب.
هاتفه بابتسامه الي والدها .
- بابا حبيبي ، صباح الخير.
ثم طبعت قبله علي خد والدها .
فهتف لها بابتسامه .
- تعالى يا دنيا اقعدي جنب جاسر.
جلست بجواره وهي تهتف به .
- ازيك يا ابيه جاسر.
ابعد جاسر يده عن راسه وهو يتطلع الي عمه .
- طيب استاذن انا ياعمي.
خالد : لا يا جاسر استنى .
دنيا : بتعجب ، هو ابيه جاسر زعلان من حاجة يا بابا .
خالد : باستياء ، انتي عارفه يا دنيا اني خلاص هسافر اعمل عملية القلب .
دنيا : وانا مش هسيبك يا بابا هاجي معاك .
خالد : لا يا دنيا انتي هتخليكي هنا .
دنيا : لا مستحيل ، انا مستحيل اسيبك لوحدك .
خالد : خلاص يا دنيا ومتتعبنيش قلبي .
دنيا هزت راسها باستياء .
خالد : العملية اللي هعملها في فرنسا كبيرة ، ونسبة نجاحها مش كبيرة يعني ممكن اموو
دنيا : قاطعته بحزن ، بعد الشر عليك يا بابا ان شاء الله تقوم بالسلامه يا حبيبي .
جاسر : ربنا يرجعك بالسلامه ياعمي .
خالد : انا هاخذ الدكتور اللي متابع حالتي ، وانتي هتفضلي هنا علشان جامعتك ودراستك .
دنيا : ازاي بس يابابا هتسافر لوحدك.
خالد : متنهدنيش يا دنيا انا مش قادره اتكلم .
دنيا : طيب خد ابيه جاسر معاك علشان اكون مطمنة عليك .
خالد : لا جاسر هيفضل هنا علشان يتابع الشغل ، وعلشان يخلي باله منك ، لكن في حاجة عايز اقولك عليها الاول .
دنيا : اتفضل يا بابا .
خالد : بعد وفاه مامتك وانتي صغيرة ربيتك لوحدي وعائلة مامتك كلهم في فرنسا ، وانتي ملكيش حد دلوقتي بعد ربنا غير ابن عمك يا دنيا ، من لحمك ودمك ويخاف عليكي زي بالضبط واكثر كمان.
دنيا : ربنا يخليك ليا يا بابا ، ملوش لازمه الكلام ده .
خالد : لا ليه لازمة ودلوقتي بالذات ، اسمعي اللي هقوله كويس قوي ، انا قررت انك تتجوزي جاسر يادنيا .
دنيا : بدهشة ، ايه اللي بتقوله دا يابابا لا طبعا مستحيل ، اتجو .. اتجوزه ازاي ، انا اتجوز جاسر مستحيل وبعدين دا خاطب وبيحب خطيبته ، و ... واكبر مني الكلام اللي انت بتقوله ده يا بابا مستحيل طبعا .
خالد : نظر الي جاسر ، وانت ياجاسر مش عايز تعترض انت كمان .
قبل نزول دنيا قال خالد الي جاسر الحديدي ان يتزوج ابنته ولكن قبل رده اتت دنيا اليهم .
جاسر : باحراج ، بعد وفاه والدي مكنش ليا حد غيرك يا عمي ، من وانا صغير وانت شيلني على راسك انا وامي ، ومخلتناش نتحوج لحد لحد لما كبرت وشغلتني معاك ، علشان كده مقدرش اعارضك في اي حاجة تقولها .
دنيا : رفعت حاجبها بضيق ووقفت ، ايه ده انتم متفقين سوا بقى ، ثم انت مش خاطب وبتحب خطيبتك ولا طمعت في ثروة عمك .
خالد : وقف وصفعها على وجهها ، يظهر اني دلعتك زيادة عن اللزوم ، اعملي حسابك كتب الكتاب والجواز بكرة قبل ما اسافر .
دنيا : وضعت يدها على خدها بحزن وتبكي ، انت بتضربني علشانه يا بابا ، دا انت عمرك مامديت ايدك عليا .
ثم ذهبت بضيق وهي تبكي الي الحديقه .
وضع خالد يده على قلبه بعدما شعر بوغزه في قلبه ، فأسنده جاسر واجلسه علي الكرسي .
خالد : خرج كلماته بصعوبه ، وصيتك دنيا يا جاسر .
جاسر : حاضر يا عمي كل اللي انت عايزه هيحصل ، بس متتعبش نفسك واستريح ، اجبلك الدكتور.
خالد : لا انا هبقى كويس كتب الكتاب هيكون بكرة ، علشان يادوب اسافر ولو حصلي اي حاجة انت عارف وصيتك ياجاسر .
جاسر : بحزن ، حاضر يا عمي .
نظرت دنيا علي جاسر وهو يخرج من بابا القصر فاقتربت منه بصوت حاد .
- لو فاكر اني هوافق على الجوازة دي تبقى غلطان ، واوعي تحلم انك تتجوزني.
جاسر : نظر لها بعدم اهتمام وتركها وهو يتمتم ، قال يعني انا اللي هموت عليكي .
مسكت هاتفها واتصلت علي فارس حبيبها.
( فارس الصياد ابن رجل الاعمال عامر الصياد في اخر سنة بكلية التجارة شاب جذاب تتهافت عليه بنات الجامعة)
- الو فارس انت فين .... انا في كارثة ... هقولك لما اقابلك .. اوكي هلبس واجي .
.........
ركب جاسر سيارته بضيق وهو يفكر في منار خطيبته وحبيبته ايضا حتي رن هاتفه فوجدها منار ادهم العادلي .
فتاه جميلة في السابعة والعشرون من عمرها الان ، طويلة ذات قوام ممشوق ولكنها ممتلئة قليلا من اخر خصرها مما يجعلها جذابة ايضا ، ذات شعر بني قاتم وعينان خضراء مثل لون خضار البستان اوان ربيعه .
( فلاش باك)
منذ خمس سنوات ذهب جاسر الى شركة العدلي لينهي بعض اوراق الشغل ، مر علي مكتب السكرتيرة فلم يجدها فوجد باب المكتب مفتوحا فدخل ، وجد فتاه تجلس على المكتب تعطيه ظهرها وتتمتم بتغنج
- والله الكرسي لايق عليكي قوي يا بنت يا ميمي ، ازاي ما يكون المكان بالمكتب مرسومين عليكي بالضبط ، عيزاكي ترفعي راسي كده وتشرفينا في الشغل.
ثم وقفت وهي تنظر امامها من نافذه المكتب .
- المنظر دا يجنن ياسلام لما اشوف المنظر ده كل يوم دا احلي شغل بقي ولا ايه.
جاسر : و قف خلفها وهو يراقبها ابتسم جاسر وهو يكتم ضحكته ، مش هاتيلا بقى يا بت يا ميمي تشوفي شغلك ولا هتعطلي الناس معاكي .
منار : بخضة وهي تلتفت خلفها ، انت مين ودخلت هنا ازاي ، انت سمعت ايه .
جاسر : جلس على الكرسي امامها بأريحيه وضع قدما على الاخرى ، فنجان قهوه يا بت يا ميمي وناديلي صاحب الشركه .
منار : اقتربت منه خطوات ، ايه دا انت اتجننت قهوه ايه اللي اجبهالك .
جاسر : جذبها من مرفقها واجلسها علي قدميه ، وهو ينظر لعينيها ، مين دا اللي مجنون .
منار : حاولت ان تنهض ، ابعد عني .
جاسر : كان متحكم بها فأعجبته شراستها فهمس بعنقها لو قلتلي مجنون تاني هوريكي الجنان علي اصله .
ثم تركها فابتعدت عنه .
منار : علي فكرة انت سافل وقليل الادب وهطلبلك الامن .
نهض جاسر من كرسيه واقترب منها ولكنها ابتعدت عنه حتي التصقت بالحائط فاقترب منها وحاوطها بيديه وطبع قبله عنيفه علي شفتيها حاولت ابعاده ولكنها فشلت ثم تركها .
منار : بتوتر ، ايه اللي عملته ده .
جاسر : قليل الادب بقي .
منار : علي فكرة انت انسان .....
وقبل ان تنطق الكلمه دخل فجأه ادهم العادلي .
ادهم : جاسر باشا الحديدي نورت المكتب ، اتفضل اقعد .
جلس جاسر وهو يغمز لها عابسا وجلس ادهم .
ادهم : دا جاسر الحديدي يامنار المدير العام والتنفيذي لشركه الحديدي سلمي عليه يامنار .
منار : بغرور مدت يدها ، وانا منار ادهم العادلي .
جاسر : بحنق ، تشرفنا بنتك دي ياادهم .
ادهم : اه بنتي منار ، لسه متخرجه جديد واول يوم ليها النهارده هنا في الشغل .
جاسر : علي كده هنتقابل مع بعض كتير يامنار .
ادهم : منار بنتي الوحيدة ، وهي اللي هتمسك الشركة بعد مني .
منار : ربنا يديك الصحة يا بابا .
جاسر: ورق المناقصة خلص ولا لسه .
ادهم : خرج بعض الاوراق من درج مكتبه واعطاله ، اتفضل كله تمام ياجاسر باشا .
جاسر : اخذ الاوراق واخرج شيكا من جيب بدلته واعطاله له ، المبلغ اللي اتفقنا عليه .
ادهم : ان شاء الله مش اخر تعامل .
جاسر : نظر الى منار ، اكيد طبعا .
ثم تركه وخرج .
منار : مش اوراق مناقصه المعدات العربيات االي احنا خدناها .
ادهم : اه هي .
منار : وانت بتديهاله ليه وايه الشيك دا .
ادهم : شركتنا دخلت المناقصة دي واجهه لشركه الحديدي ، ولما رسيت علينا هو استلامها واحنا اخدنا نصيبنا .
منار : ازاي دي مناقصة كبيرة ، ازاي تدهاله بالساهل كده .
ادهم : دا شغل يابنتي احنا لو ما عملناش كده مع شركة الحديدي ألف مين هيعمل كده ويتمنوا يشتغلوا معهم باشاره منهم ، واحنا اخدنا نصيبنا على الجاهز والشيك اهو .
منار : اول مرة اعرف ان شركة العدلي بيتكون واجهة لحد ثاني ، ده مش البزنسس بتاعك يا بابا.
ادهم : شركة الحديدي مش اي شركة يامنار ، في حاجات لازم نعملها علشان محدش يعادينا خصوصا لو شركة كبيرة زي شركة الحديدي .
منار : وهو جاسر دا صاحب الشركة .
ادهم : لا ده ابن اخوه خالد الحديدي وهو اللي ماسك كل حاجة لعمه خصوصا لما تعب وبقي يسافر كتير علشان يتعالج ، جاسر هو اللي كبرها وخلالها اسم مسمع في السوق لحد مابقت اكبر شركة في الشرق الاوسط .
منار : بس شكلو مغرور قوي .
ادهم: لا ابدا دا عشان اول مره تشوفيه ، انسان محترم وخلوق جدا ومابيفكرش غير في شغل .
منار : باستهزاء ، اه ما انا عارفة انه محترم .
ادهم : لكن اي حد بيجي عليه في شغله مبيرحموش .
بااااااك
وصل جاسر الى منزله ودخل الفيلا فوجد والدته امينه تجلس في الريسبشن .
امينه : حمد لله على سلامتك يا حبيبي ، احضرلك الغداء .
جاسر : بصوت مخنوق ، لا .
ثم تركها وذهب الي غرفته .
امينه : بتعجب ذهبت وراءه ، في ايه يا جاسر .
جاسر: مفيش ياماما .
امينه : لا في هو انا مش عارفاك ، منار زعلتك في حاجة .
جاسر: بضيق ، لا .
امينه : طب في حاجة حصلت في الشغل .
جاسر: لا .
امينه : امال في ايه يا ابني ، قلقتني عليك ايه اللي حصل .
جاسر: باستياء ، انا كنت عند عمي وعايزني اتجوز دنيا بنته .
امينه : بدهشه ، ايه تتجوز دنيا ، دي عيله وبعدين هو مش عارف انك خاطب وبتحب خطيبتك .
جاسر: بحزن ، عمي مسافر يعمل عملية كبيرة بره ونسبة نجاح بسيطة جدا ، وهو خايف يسيب دنيا لوحدها او حد يضحك عليها وياخد فلوسها علشان لسه صغيره .
امينه : وانت قلتله ايه .
جاسر : مقلتش حاجة، وافقت .
امينه : بتعجب ، وافقت ليه ياجاسر ليه تعمل في نفسك كده ، ومنار البنت اللي بتحبها وبتحبك هتقولها ايه ، طيب ودنيا قالت ايه وافقت .
جاسر : لا طبعا دنيا مش موافقة، وبعدين انا ما اقدرش اقول لعمي لا ، انت نسيتي لما بابا كان بيستغل ان توأمه وانه نفس الشكل ، وكان يروح ينصب على الشركات المنافسه لعمي علشان ياخد منهم فلوس ، وكل مره عمي يقف معاه ويساعده ويخرحوا منها ولا لما بابا مات وانا عندي عشر سنين وهو اللي اتكفل بيا وبيكي وبدراستي لحد لما كبرت واتخرجت ووظفني عنده لحد لما ماسكني كل حاجة في الشركة وسلملي كل حاجة لما تعب لحد ما بقيت مدير الاداري لاكبر شركة في الشرق الاوسط ، بعد كل ده لما يطلب مني اول طلب في حياته عايزاني ارفض بالساهل كده .
امينه : بحزن ، والله ما انا عارفة اقولك ايه يا ابني ، لكن جميل عمك على عينا وعلى راسنا ماانت برضو كبرت الشركة لحد ما بقت اكبر شركة في السوق ، فهمه انك هتفضل ماسك الشغل وتخلي بالك من دنيا لحد ما يرجع من السفر .
جاسر : عمي حاسس ان هو مش هيرجع يا ماما العملية كبيرة جدا ونسبة نجاحها لا تتعدى الخمسة في المائه علشان كده عمي خالد مصمم كتب الكتاب يكون بكره قبل ما يسافر .
امينه : بحزن ، يا لهوي هيروح مش يرجع .
جاسر : مالك يا ماما في حاجة .
امينه : لا يابني ، طيب منار هتعمل معها ايه ده انت فرحك بعد اسبوعين .
جاسر : مش عارف دماغي هتتجنن من كتر التفكير ، عماله تتصل عليا من بدري ومش عارف ارد اقولها ايه المفروض انها بدات تحضر للفرح دلوقتي .
امينه : كسرت قلبى عليكي يا منار ، يا ترى يا بنتي هتعملي ايه لما تعرفي ، يعني هو مفيش حل غير جوازك من دنيا.
جاسر : ياريت .
........
تجلس دنيا الحديدي مع فارس الصياد بأحدي الكافيهات.
فارس : بضيق ،ازاي باباكي يعمل كده هو اتتجنن يجوزك لواحد اكبر منك ب ١٥ سنة .
دنيا : لو سمحت يا فارس ما تقولش كده على بابا .
فارس : امال اقول ايه ماهو مفيش حد عاقل يعمل كده ، وبعدين هو جاسر دا مش خاطب وبيحبها.
دنيا : ما هو ده اللي مجنني دي بموت فيها بيحبوا بعض بقالهم يجي خمس سنين ، انا مش عارفة ازاي موافق بابا كده بالساهل .
فارس : طبعا حاطط عينه على فلوس ابوكي وهو هيلاقي عروسة مال وجمال وجياله على طبق من ذهب كده ازاي .
دنيا : لا جاسر مش كده ولا دا تفكيره انا عارفاه هو بيحب شغله جدا .
فارس : بطلي هبل بقى ، امال هيتجوزك ليه .
دنيا : ايه ده يعني ايه ، هو انا ما استاهلش حد يحبني يتجوزني ولا ايه .
فارس : لا طبعا اقصد علشان بيحب خطيبته واصل مفيش تفسير تاني ، انتي مش بتقولي فرحهم كمان اسبوعين .
دنيا : مش عارفة يا فارس ايه الحل دلوقتي!؟.
فارس : انا عندي الحل .......
..........
تجلس منار العادلي في مكتبها بشركتها بعد وفاه والدها منذ سنتين مسكت هاتفها وهي تكرر اتصالها علي جاسر الحديدي خطيبها ولكنه لم يجيب كالعادة ، نظرت لها ساره صديقتها وتعمل معها ايضا بالشركة .
ساره : ايه خطيبك لسه مردش .
منار : مبيردش عليا من الصبح مش عارفة في ايه خايفه ليكون حصله حاجة ، دا عمره مااتاخر عليا كده في الرد .
ساره : يمكن مشغول او وراه حاجة مهمه .
منار : باستياء ، اخر مره كلمني قالي انه رايح لعمه واول ما يخلص هيكلمني الساعة بقت عشره بالليل ومكلمنيش .
ساره : طيب يا بنتي يمكن لسه عنده .
منار : معقول ده كله عند عمه ، لا لا انا قلقانه انا هاتصل على طنط امينه .
منار : هتقوليها ايه ، هتقلقيها كده .
منلر : لا انا مش هقدر استحمل ، انا لازم اتصل واطمن عليه .
ثم اتصلت على والدته ، كانت امينه تجلس بجوار جاسر فقالت له دي منار بتتصل .
جاسر : مترديش .
امينه : ازاي يا ابني كده هتقلق هيبقى انا ولا انت بنرد عليها ، وبعدين دي مجنونه ممكن تلاقيها طبت علينا دلوقتي .
جاسر : طيب ردي قوليلها اي حاجه .
امينه : ردت عليها ازيك يا منار عاملة ايه .
منار : الحمد لله يا طنط ازيك انتي ، هو جاسر فين هو عندك .
امينه : بتوتر ، اه هنا .
جاسر : اشار الي والدته لا ، لا .
امينه : هو جه من شويه ودخل نام على طول .
منار : يعني هو بخير كويس يا طنط ، اصل انا كلمته كتير ومردتش فقلقت عليه .
امينه : تلاقيه كان مشغول ولا حاجه ، اول لما يصحى هخليه يكلمك على طول وهاقوله انك اتصلتي .
منار : شكرا يا طنط .
ثم اغلقت الهاتف
امينه : خطيبتك قلقانه عليك قوي ، لازم تشوفلك حل يا جاسر .
جاسر : هز راسه بضيق .
..........
فارس : انا لقيت الحل .
دنيا : ايه هو بسرعة .
فارس : قومي نكتب الكتاب ونتجوز وحطيهم قدام الامر الواقع .
دنيا : ايه الجنان دا ، ده بابا كان يموت فيها .
فارس : امال انتي عايزه ايه وجايه ليه ، طالما ناويه تبعيني بالساهل كده وتبيعي حبي .
دنيا : انا منكرش اني معجبه بيك بس مش بالطريقه دي ، انا هكلم بابا واحاول اقنعه تاني .
فارس : تقنعيه ازاي ، انتي مش بتقولي بكره كتب الكتاب.
دنيا : مش عارفه لكن اكيد في حل .
..............
في اليوم الثاني تبكي دنيا بشده وبجوارها مربيتها زينب ست كبيرة بالسن .
دنيا : مستحيل يا داده زينب اتتجوزه ، انا ممكن اموت نفسي ولا اني اتجوزو جاسر .
زينب : استهدي بالله يا دنيا يا بنتي ، ابوك عايز مصلحتك .
دنيا : مصلحتي اني اتجوز الشخص اللي طول عمري بقوله يا آبيه ، ده اتجوزوا ازاي وانا طول حياتي بعامله زي اخويا الكبير .
زينب : دا جاسر بيه دا قيمه وسيما طول بعرض كده حاجة تشرح القلب ، والله لو قالولي اتجوزه لاتجوزه علي طول واطلق ابو محمد جوزي .
دنيا : ضحكت .
زينب : ايوه يابنتي اضحكي كده وروقي .
دنيا : برضوا مش هتجوزه .
...........
جلس جاسر مع صديقه معتز الخولي بالشركة معتز الخولي صديق جاسر المقرب منذ الطفولة ويعمل معه بالشركة طويل القامة ذات شعر اسود انسيابي عريض المنكبين في عمر جاسر تقريبا.
معتز : ومنار دي ممكن تروح فيها وبعدين انت بتحبها ، انت لازم تتكلم مع عمك وتفهمه دي حياتك انت .
جاسر : انا مش هتجنن غير على منار دي حب حياتي ، مش عارف هواجها ازاي واقولها ايه ، اخر مره كنا مع بعض كانت بتختار فستان الفرح ، دلوقتي هاقولها ايه اني هتجوز بس واحده تانيه غيرك ، دي اختارت كل فرش الفيلا بتاعتنا وراحت فرشته مع مهندسه الديكور كل قطعة في الفيلا هي اللي اختارتها علي ذوقها .
معتز : دا اختبار صعب جدا عليك ياجاسر ، و دنيا رايها ايه .
جاسر مش موافقه طبعا اكثر مني دي طول حياتها بتعتبرني زي اخوها ،دا انا كنت بشيلها وهي صغيرة.
معتز : خلاص روحوا انتوا الاتنين لعمك وحاولوا تقنعوه ، يمكن لما يلاقيكوا انتوا الاثنين رافضين يشيل من دماغه الفكره دي .
جاسر : مستحيل يامعتز ، مستحيل ارفض طلب لعمي بعد اللي عمله معايا انت ناسي هو عمل معايا ايه .
معتز : هو علشان تردي الجميل تقوم تدمر حياتك .
جاسر : مش عارف انا رايح لعمي دلوقتي يادوب اروحله اشوف عايز ايه واروح اقابل منار .
معتز : انت كلمتها .
جاسر : اه هنتقابل بالليل .
معتز : انت مش بتقول كتب كتابك علي دنيا النهارده .
جاسر : بضيق ، مش عارف يامعتز احنا دلوقتي العصر لسه بدرى وبعدين يمكن عمي يغير رايه ولا يحصل اي حاجة .
ذهب جاسر الي عمه ودخل ففوجيء بالمأذون يجلس بجوار عمه .
جاسر : بتوتر ، ازيك ياعمي وازي صحتك ، ثم سلم علي المأذون .
خالد : الحمدلله ، تعالا ياجاسر .
ثم اخذه وذهبوا الي مكتبه الخاص جلسوا سويا .
خالد : وقد لاحظ توتر جاسر عندما شاهد المأذون ، بص يا جاسر يا ابني انا طول حياتي بعتبرك زي ابني اللي مخلفتهوش ، من لما ابوك مات وانت عندك عشر سنين ومن قبلها كمان ، انا مش قصدي ابوظ ليك حياتك اللي انت رسمها ، ولا خطيبتك اللي انا عارف انك بتحبها ، لكن انا في اشد الحاجة اليك في الوقت ده بالذات ، دنيا بنتي لما والدتها ماتت وهي بتولدها ، محبتش اتجوز واجيبلها مرات اب تضايقها ، دلعتها علشان اعوضها عن غياب امها ومنكرش اني دلعتها زياده عن اللزوم ، انت دلوقت شايف الكيان اللي انا ابتديته وانت كملته بمجهودك لما انا تعبت في السنوات الاخيرة والشركة وصلت لفين وبقيت اكبر اسم في الشرق الاوسط وفي السوق كله ، انا لو سبت كل ده لها ممكن تضيعوا .... لا ده اكيد هتضيعوا وياريت هتضيع وبس ، ده تضيع نفسها معاه انا خايف عليها هتتبهدل من بعدي وهي لسه صغيره زي ما انت عارف ، علشان كده مفيش حد اقدر آآمن ليه علي بنتي دنيا ومالي غيرك انت يا جاسر ، الماذون بره لو موافق يا ابني وقد الشيلة دي قول ولو مش موافق انا مش هزعل منك يا ابني .
جاسر : .............
اللي عاوز تكملة الرواية يعمل إنضمام عشان يوصله اشعار بالتكمله 👇👇👇👇👇