أخر الاخبار

رواية لم أكن يوماً سجينتك الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار

رواية لم أكن يوماً سجينتك الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار 


رواية لم أكن يوماً سجينتك الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سولييه نصار 


 الفصل الحادي عشر (الوجه الاخر )

وشه بهت وهو بيسمعها ...للحظات حس بالتشتت بس بعدها بدأت عينيه تلمع بقس*وة وقال:

-الف سلامة عليكِ.

وبعدين مشي بسرعة ...رفض انه يفكر اصلا في كلامها ...حور دلوقتي هي الاهم ...بعدين هو اصلا مش مصدقها  ...

كانت سالي بتبصله بصدمة ودموعها بتنزل ...هو اتخلي عنها في أسو*أ فترة في حياتها ...قعدت علي الأرض وطلعت تحاليلها وبصت عليها ودموعها بتنزل ...خلاص كده محدش معاها الكل اتخلي عنها....هي كانت عارفة انها مر*يضة ...بسبب تعبها المستمر وال*الم اللي كانت حاسة بيه ...واللي بسببه سابها الشاب اللي حبته بعد ما سابت نائل...سابها بأب*شع طريقة من غير ما حتي يفكر هي عندها ايه ...ك*سر قلبها واتخلي عنها وعرفت ان ده ذن*ب نائل عشان كده جات ونفسها يديها فرصة عشان تبقي معاه ...هي كانت فاكرة  انه بيحبها ...زي ما هي بتحبه تماما ...والصدمة الاكبر لما كشفت أخيرا وعرفت انها عندها كانسر في الدم ...ومتعرفش ليه ملقتش قدامها الا نائل تلجأ ليه ...وجات علي آمل انه يتقبلها ويبقي معاها...لكن للأسف حتي هو اتخ*لي عنها ...بس هي متقدرش حتي تزعل منه لانها في البداية هي اللي خا*نته واتخ*لت عنه وهو بيموت ...قامت وهي بتمسح دموعها وقررت انها تسافر لجدها شرم الشيخ وتبقي معاه لحد ما تمو*ت ...مش هتقوله أي حاجة...

قامت ومشيت وهي حاسة بالك*سرة ...النظرة البا*ردة اللي في عينيه بما قالتله علي مر*ضها عرفتها انه بطل يحبها .. 

......

وصل نائل بعربيته لاكتر مكان بيك*رهه ...المكان اللي اتحر*ق فيه ...بيته القديم اللي كان رائد حا*بس حور فيه ...قلبه فضل يدق جامد والذكريات الس*يئة بتندفع لعقله بغزارة ...بلع ريقه وقرر يتشجع ويدخل...قرر يحارب الماضي اللي رفض يعترف بيه بس عشانها ...دخل البيت لوحده والدنيا كانت بدأت تضلم فيه ...البيت زي ما هو تقريبا الا شوية حر*وق ما عدا الاوضة اللي كان قاعد  فيها  وقت الح*ريق واللي كانت محرو*قة ومتبهدلة خالص ...كان نائل بيتمشي في البيت ..راح للاوضة اللي كانت فيها حور ...وقعد علي السرير اللي كانت نايمة عليه وبص علي الفستان اللي مرمي جمب الركن  ...فضل يفكر يا تري رائد خبا*ها فين ...حد بإج*رام رائد أكيد هيفكر في مكان غير متوقع بالمرة ...علي قد ما بيك*ره رائد بس كان معترف ان رائد ذكي جدا ...رائد قدر يدخل فيلا وليد ويخ*طف حور...عرف بيته اللي اتحر*ق وخبا حور فيه ...كان معجب  بذكاؤه جدا ...حاول نائل يفكر بطريقة رائد العبقرية ...وقتها لمعت في دماغه فكرة ...مكانين مفيش غيرهم رائد هيخ*بي حور فيهم ...

فجأة اتجمد لما سمع صوت حد جاي من برة ...بص ولقاها عصام ...الراجل اللي طلبه عشان يلاقي حور ...كان عارف نائل انه بيجازف بس هو كان مستعد يعمل المستحيل عشان يرجعها ...

-طلبتني هنا ليه يا بيه ؟!

قالها عصام وهو بيشرب سيجارته بهدوء وقال:

-عشان هو ده المكان اللي رائد كان مخبي فيه حور ...

بصله عصام بحيرة وقال:

-واحنا لا مؤاخذة يا بيه هنعمل ايه هنا ...أصل سيادتك اتصلت بيا وقولت هتديني اللي أنا عايزة ...وانا لحد دلوقتي مش فاهم حاجة ...انت عايز خطيبتك من ايد رائد ده وانا قولت هجيبه مفيش داعي تشحططني معاك...الدنيا لبش الايام دي والبو*ليس شغال الله أكبر عليه وانت عارف مش*اكلي معاهم ...

ابتسم نائل وقال:

-متخفش مش هيتق*بض عليك ...أنا مش جيبتك عشان ترجع حور ...خطيبتي أنا هعرف ارجعها بمعرفتي ...

بصله عصام بحيرة وقال:

-اومال حضرتك عايز ايه ...جرا ايه يا باشا هو انت بتلعب معايا ولا ايه ...

بص نائل علي فستان حور اللي ر*ماه رائد علي الأرض وقال :

-قولي يا عصام اديك كام عشان تق*تل حد معين كده ؟!

........


كانت دموع حور بتنزل وهي بتفتكر الراجل اللي كان هيعت*دي عليها ورائد انقذها منه وقت*له ...يمكن دي من الحاجات اللي هتبقي شاكرة رائد عليها طول حياتها ...ومقصدتش ابدا تعايره بيها لكن غضبها منه بيخليها تقول أي حاجة ...

قام رائد وهو بيمسح دموعه وقال:

-انا لما قت*لت ..قت*لت عشان احمي شر/في اللي راجل وا*طي كان هيلو*ثه يا حور ...قت*لت عشانك انتِ لكن انا مش بالسوء ده ...انتِ ليه مصرة تطلعيني وحش كده ..

-انت وحش بالفعل ...رائد انا مستحيل اتقبلك تاني ...ليه حابسني هنا ...ليه متخلنيش اطلع من هنا ...حرام عليك اديني حريتي ..

-انتِ مراتي ...

قالها بعصبية ...رفعت هي رأسها وقالت بقوة:

-جوازنا با*طل لاني أنا مش راضية عليه ...

هز رأسه وقال:

-مفيش خروج يا حور من هنا ...أنا مستحيل اخليكِ تض*يعي مني....

قامت وقالت:

-افهم يا رائد انا ضع*ت في اليوم اللي خن*تني فيه ...قولي لو انا علي ذمتك وخ*ون....

مخلهاش تكمل كلامها ومسك فكها وقال بصوت مخيف:

-كنت قت*لتك  من غير تفكير ..

دموعها نزلت وقالت:

-بس أنا مش قت*لتك علي خيا*نتك ليا بالعكس انفصلت بهدوء وشوفت حياتي ..

بصلها بحزن وقال بصوت مخنوق:

-بس اللي بتعمليه دلوقتي اصعب من الم*وت ....فكرة انك تبقي ملك حد غيري مش بتقت*لني ...لا خالص دي بتخليني اتح*رق كل ثانية...مفيش راجل بيحب ست يسمح ليها تروح لغيره...انتِ مش هتفهمي غيرتي ...غيرتي عليكِ صعبة ...بحس وكأن دمي بيغ*لي في عروقي...

بعد عنها وقال:

-بما اني حاليا المت*هم للأسف سفرنا هيتأجل لحد ما اشوف طريقة اخرجك بيها من البلد ونعيش في مكان بعيد عن هنا ...

قعدت حور بقلة حيلة فكمل رائد وهو بيمسح وشه بتعب :

-لازم اكلم محمد. ..هو اللي هيلاقي حل ...للأسف مفيش وقت اثبت برائتي...

بص لحور بزهق وقال:

-نائل بين*خر ورايا ومصمم يأخدك مني ...وانا يا حور ضميري هيأنبني لو اذ*يت شاب طيب زي نائل ...عايز اسيبه يعيش عشان يتلم الشمل ويبقي مع حبيبته سالي ...

بصت حور الناحية التانية هو بيحاول يخليها تف*قد الامل في نائل وده مش هيحصل ابدا ...

خرج رائد من الاوضة وحس انه هيتخ*نق ...

كان لسه متشتت مش قادر يفكر ...يا تري مين اللي ق*تل لينا ...لينا اذ*ت مين في حياتها عشان يقت*لها ...طيب مين عنده هدف عشان يور*ط رائد ...

كان حاسس ان برج من دماغه هيطير من ناحية لينا اللي ما*تت ومن ناحية تانية حور اللي عايز يسافر بيها بعيد عن هنا قبل ما يلاقيها نائل ...

طلع موبايله واتصل بمحمد....

-ايوة يا محمد...أنا فوقت خلاص ...براحة قولي اللي حصل ...

قالها رائد وقلبه بيدق جامد ...اتنهد محمد وقال:

- عرفت من شوية الخبر ان لينا ما*تت ...البوليس لقاها مشو*هة نهائيا يا رائد باشا ...

غمض رائد عينيه وهو بيتخيل المنظر وقلبه بيقشعر ...

-كمل يا محمد ...

قالها رائد بصوت مخنوق فكمل:

-اللي عرفته من عمار باشا ان مفيش بصمات في الشقة الا بصماتك انت وهي ...فأنت الم*تهم الرئيسي ...

-مفيش حل يا محمد ..

دلك محمد رقبته بتوتر وقال:

-للاسف يا رائد باشا مفيش ...وهروبك للأسف مخلي الموضوع أسوأ ...أنا بقول أنك تظهر دلوقتي عشان اقدر حتي ادافع عنك ...

هز رائد راسه وقال بإنفعال:

-لا يا محمد ...أنا متأكد ان براءتي هتظهر ...بس مش هقدر اظهر واغامر اني اخس*ر حور ...أنا دلوقتي عايزة حل منك عشان تهربني برة البلد ...هتعرف ؟!

بلع محمد ريقه وقال:

-هحاول يا رائد باشا 

سمع فجأة رائد صر*خة حور فقفل مع محمد بسرعة ...

...

قفل محمد التليفون وهو بيبص لعمار بخوف ..هز عمار راسه وقال:

-رائد مستحيل يكون قت*لها بس رغم كده لازم نجيبه ...محمد حاول تسايره لحد ما نقبض عليه ...

هز محمد راسه بتوتر ...لولا انه مج*بور مكانش ابدا يخو*ن رائد ..

هز عمار راسه وقال:

-للاسف رائد ذكي لدرجة ان حتي التليفون مش عارفين نتعقبه!!!


-اخر*سي ...اخر*سي ..

قالها وهو بيزعق فيها وبيحط ايديه علي ودانه لانها بتصر*خ ببقوة لدرجة انها كانت هتخر*م طبلة ودنه ...لكن حور كانت لسه بتص*رخ بفز*ع وهي شايفة الفار بيتنطنط في كل مكان ...

-فار ...فار ...

فضلت تقولها وهي بتص*رخ ودموعها بتنزل بسبب الخو*ف لحد ما رائد قدر يمسكها ويكتفها كويس بعدين حط ايديه علي بوقها وقال وهو بينهت:

-اخر*سي ...اخر*سي بدل ما امسكه من ديله واطفح*هولك ...

بان القر*ف علي وش حور وهزت راسها ودموعها بتنزل من الر*عب ...فراح فكها رائد وقال:

-انا هتصرف  ...بطلي تصيحي ...

هزت رأسها مرة تانية ...فراح رائد مسك عصايا كبير حديد ولسه هيقرب من الفار فمسكته حور بفز*ع وقالت بصوت واطي:

-انت هتعمل ايه ؟!

بصلها بحيرة وقال:

-ايه ؟!هق*تله !

-حرام عليك يا مفتري منك لله!

رفع حواجبه وقال:

-اومال حضرتك عايزاني أعمل ايه ...اتبناه يعني ..

ضحك عليها وبعدين قرب منه وبخبطة واحدة قتله ...صر*خت حور وحطت ايديها علي وشها وهي بتعيط ...بصلها رائد وهو بيضحك ...رفعت ايديها عن وشها وبصتله بغي*ظ وقالت:

-بتضحك علي ايه يا بني ادم انت ...مش كفاية الفار المسكين اللي انت قت*لته ...منك لله ..انت انسان متو*حش ...معندكش ضمير ولا قلب ...

فضل رائد يضحك عليها وقال وهو بيتريق :

-ايه يا ام قلب حنين صعب عليكِ الفار...اعتبر دي مشاعر  امومة  لحتة فار ...

قرب منها وعينيها بتلمع وقال:

-طيب بدل ما انتِ عندك مشاعر امومة كده ايه رايك بما أننا اتجوزنا نبدأ نأسس عيلة لينا ...

قرب منها عشان يحضنها وكمل:

-انا مستعد جدا نجيب بيبي...

زقته بعنف وقالت وهي بتبكي :

-انت ايه معندكش قلب ...كنت قادر تمشيه من غير ما تق*تله ...

بصلها بحيرة وقال:

-حور ده مجرد فار انتِ بتبكي علي ايه ..

مسحت دموعها وبصتله ببرود وقالت:

-اكيد طبعا الفار مش هيفرق معاك ...ما انت متعود تبقي قت*ال قت*له ...أكيد قت*لت لينا بنفس البرود ...لأنك وح*ش يا رائد انسان معندكش أي رحمة ...

رجع لورا بسبب هجومها وعينيه بتلمع بأل*م ...بدأ غض*به يظهر علي وشه  وضم ايديه بس مكانش عايز يأ*ذيها...ربنا يعلم قد ايه بيحاول انه ميمدش ايده عليها بس هي بتس*تفزه ...قالها كذا مرة بلاش لانه بيتع*صب بس للأسف هي مصرة تعص*به ...

غمض عينيه وهو بيعد من واحد لعشرة وبعدين فتح عينيه وهز كتفه ببرود وقال:

-الله يسامحك يا برينسس ...

وبعدين لسه هيمشي فصر*خت بعص*بية :

-انت حقي*ر ...

وطي ومسك الفار من ديله ورماه  فجه عليها 

-يالهوووووي.

صر*خت حور بفز*ع فضحك رائد وقال:

-تستاهلي بسبب لسانك الطويل يا برينسس !!

............


تاني يوم ...

فتحت ميريهان عينيها بتعب ...بصت حواليها عشان تلاقي نفسها في اوضة بيضة ...قامت بفز*ع وقالت:

-هو أنا م*ت ولا ايه ؟!

-للاسف انتِ لسه عايشة!

قالها عمر بعص*بية وبعدين قرب منها وهو شكله لسه تعبان ...بصتله ميريهان بوش جامد رغم ان من جواها كانت عايزة تزغرط لانه قاعد معاها هنا ...لانه مهتم فيها ...عرفت أخيرا انها مهمة بالنسباله مش مجرد هوا في حياته .. 

عيونها دمعت بدموع السعادة ومسكت ايديه وقالت بضعف :

-انت هنا ؟!أنا مبسوطة أنك معايا ...افتكرت اني فعلا همو*ت يا عمر ...اوعي تسيبني تاني ...

شد ايده بع*نف وهو بيبصلها بعص*بية ...غضبه كان كبير جدا ...ازاي تقدر تعمل كدة ....ازاي قدرت تتخلي عن حياتها عشانه.   ليه بتحمله فوق طاقته ...هو كل اللي عايزه يصلح غل*طه ويرجع لمراته. ..الست اللي بيحبها اكتر من أي حاجة ...لكن ميريهان عرفت تمثل ته*ديد كبير علي ضميره لانه عارف انه مستحيل يسمح انها تق*تل نفسها ويتحمل ذنبها لاخر حياته ...مش هيقدر ..

-انتِ عايزة ايه مني بالضبط؟!عايزة ايه ...خلاص مليت من الضغط اللي بتحطيني فيه ....ليه مش عايزة تسيبيني في حالي يا ميريهان ...ليه متمسكة بيا بالشكل ده ومصرة تخر*بي بيتي حرام عليكي ...أنا تعبت ...تعبت من الضغط العصبي ...تعبت من خو*في ان مراتي تكتشف اللي عملته وتسيبني ...أنا فعلا حاسس دماغي هتت*شل من كتر التفكير وانتِ بتمثلي ضغط كبير عليا. ..

دموعها نزلت وقالت بنبرة مك*سورة:

-انا بحبك يا عمر ...ليه مش عايز تفهم ...بحبك اكتر من حياتي ...حياتي من غيرك ملهاش لازمة لو سيبتها فعلا همو*ت ...أنا محتاجاك جمبي وراضية بكل حاجة ...

بصت علي معصمها المربوط وقالت:

-عارفة اني اتصرفت بغبا*ء كتير ...وضغطت عليك بس خليني علي ذمتك وانا مستعد اسمع كلامك في كل حاجة ...

هز راسه بتعب فمسكت ايديه وقالت:

-انا مقدرة أنك تعبت مني ...وانا كمان يا عمر تعبت من نفسي كتير بس والله مش قادرة اتخيل حياتي بدونك ...أنا مش عايزة كده ...مش عايزة احبك للدرجة المج*نونة دي بس الموضوع مش بإيدي والله ما بإيدي ...او بإيدي اقسم بالله لاخرجك من قلبي ومن حياتي من غير تفكير ...بس مشاعري المج*نونة ناحيتك مش بإيدي ..مش بإيدي للأسف...

كان دموعها بتنزل بشكل خلاه يشفق عليها ...ووقتها عرف انه للأسف ميقدرش يسيبها لانها هشة نفسيا ...ميريهان خلت عمر كل حياتها وده غل*ط ...غ*لط انها تختصر حياتها في شخص واحد ...لازم يكون عندها هدف عشان تعيش ...هدف غيره ..

كانت ميريهان بتبص لعمر بتوتر ...شدت علي ايده وقالت:

-بالله عليك متسبنيش يا عمر ...صدقني مش هقدر اعيش لو سبتني...أنا اسفة علي كل اللي عملته والله اتصرفت بته*ور...عارفة اني وعدتك قبل كده واخلفت بوعدي بس اديني فرصة أخيرة...فرصة واحدة بس ...

اتنهد وقال:

-انتِ بتضغطي عليا...عايزة تهدمي بيتي...وتشر*دي اولادي يا ميريهان ...خليتي مراتي تش*ك فيا وده مينفعش ...ميرا بدأت تش*ك فيا بسببك ...عارفة ده معناه ايه يعني ببساطة هي لو مسكت عليا دليل هتسيبني وتأخد اولادي ...

دموعها نزلت وبصت للارض وقالت:

-انا بغي*ر منها ...بغ*ير لانها واخدة كل الاهتمام ده منك يا عمر  ...واخدة كل الحب ...الحب اللي انا هموت عليه ...كان نفسي تحبني زيها وصدقني كنت هبقي اسعد انسانة في الكون ...

ابتسمت بحزن وكملت:

-بس الحب مش بإيدينا مش ذن*بك أنك محبتنيش زي ما هو مش ذ*نبي اني حبيتك ...مش هضغط عليك عشان تحبني بس ابوس ايديك متسبنيش...

اتنهد عمر وقال:

-مش هسيبك ...بس بشرط .

-ايه هو ؟!

بلع ريقه وقال:

-تتابعي دكتور نفسي .. ده شرطي الوحيد 

................ 


-حبيبتي أنا آسف أنا ....

قالها عمر وهو بيقرب من ميرا اللي بتفطر بهدوء...بصتله بب*رود وقالت:

-اسف علي ايه بالضبط ؟!

بلع ريقه وقال:

-صاحبي كان ...

-ميهمنيش ...

قالتها وهي بتشرب النسكافية بتاعها ..كان لسه واضح انها صاحية من النوم ...كانت لابسة قميصها النوم الوردي والروب ربطاه حوالين القميص ...

-ميرا عارف اني قلقتك عليا و ...

قامت ميرا وهي بتحاول تسيطر علي اعصابها عشان متبكيش ...لحد امتي هتفضل متحملة  الضغط العصبي ده ...لحد امتي هتفضل طول الليل بتبكي لانها عارفة ان في حياة جوزها واحدة تاني وهي لازم تسكت عشان متبو*ظش كل حاجة ...رغم ان أقل حاجة مفروض تعملها انها تقل*ب الدنيا عليه وتتطلق ...بس استغفرت ربها وهي بتفكر في عيالها....هل هي مستعدة تشر*دهم وتخليهم يعيشوا حياتهم وهما متقسمين بين اتنين ...للأسف ..عيالها كان ليهم الاولوية هنا ....

ضمت ايديها وقالت:

-تصرفاتك دي متنفعش معايا يا عمر ...أنك تختفي وتبات برة البيت ده ممنوع ...انت ليك بيت فمتزرعش الش*ك جوايا ...

-انتِ بتش*كِ فيا ؟!

قالها بعصبية ...ضحكت بتريقة وهي بتشوف سلاح عمر المعتاد...اللي هو خير وسيلة للدفاع هي الهج*وم...هو حابب يقلب الترابيزة عليها ...بس للأسف عمر ميعرفش ان ميرا حافظاه حتي اكتر من نفسه ...كتفت هي ايديها وهزت رأسها وقالت:

-ايوة بش*ك فيك يا عمر ...أصل معلش حوار ان صاحبك بيتعب كل شوية وانت بتقعد معاه في المستشفي مش داخل دماغي ابدا...وانا معديالك الموضوع بمزاجي لأن للأسف معييش دليل يد*ينك وعارفة في اليوم اللي هلاقي فيه دليل يا عمر مش هبقي بتكلم معاك هنا ...هكون مع المحامي بدور علي طريقة اخ*لعك بيها ..

قرب منها ومسك ايديها بع*نف وقال:

-ميرا اتكلمي معايا بإحترام ومتنسيش اني جوزك ...أنا كنت مع صاحبي لانه تعبان ...عاجبك عاجبك مش عاجبك ميهمنيش ...حوار تهد*يدك ليا ده كل شوية مش هينفع ...

وبعدين ز*قها ودخل الاوضة ...دموعها بدأت تنزل وقعدت علي الأرض وهي بتبكي بع*نف ...كان قلبها وا*جعها ...فكرت دلوقتي تروح تواجهه بحقيقة جوازه من واحدة تاني وتخلص لكن حاسة انها متسمرة مكانها ...فضلت شوية تبكي ...في الوقت ده مكانتش مهتمة بحاجة ...الا انها تفضي الحزن اللي في قلبها ...فضلت تبكي وتبكي لحد ما حست ان قلبها هينف*جر من الألم ...فوق ما بيخ*دعها وبيخو*نها  بيعاملها بالطريقة دي ...ربنا يعلم هي ازاي ماسكة نفسها بالعافية عشان متقولهوش انها عارفة بموضوع جوازه ...كانت بتغ*لي طول الليل وهي عارفة انه معاها...فضلت تبكي لحد اذان الفجر ورغم كده الم*ها مهديش ...هي مش هتقدر تتحمل ده كتير ...لو فضلت صامدة بالشكل ده ممكن يحصلها حاجة ...ممكن تم*وت فعليا ...

جرس الباب رن فانتفضت وقامت وهي بتمسح دموعها ..راحت ناحية الباب وفتحته لقت منال البنت اللي بتساعدها ...بصت منال بصدمة لوش ميرا الاحمر من كتر العياط وعينيها الملته*بة والحمرا زي الدم وقالت بتوتر:

-مالك يا ابلة ميرا ؟!

هزت ميرا راسها وقالت:

-مفيش حاجة يا حبيبتي ...ادخلي يالا ...

دخلت منال وهي متوترة فراحت ميرا ناحية المطبخ وقالت:

-هحضرك الافطار قبل ما الهكسوس بتوعي يصحوا ...

حاولت تخلي صوتها مرح بس طلع مخنوق اووي ...

قلب منال وج*عها علي الست الجميلة دي ...اتنهدت وقررت تدخل المطبخ ومتسيبهاش لوحدها ...دخلت منال المطبخ ولقت ميرا بتبكي ..

قربت منال منها وقالت؛

-مالك يا ابلة ؟!

متحملتش ميرا اكتر من كده وانفج*رت في العياط وحضنتها ...فضلت منال تطبطب عليها بهدوء وهي متأثرة بسببها ...

بعد شوية ميرا خلصت عياط ومسحت دموعها بسرعة وقالت:

-منال جهزي الاولاد بسرعة وحطيلهم هدومهم في الشنطة ...هنمشي من هنا فورا !!!


الفصل الثاني عشر(وجه آخر )

تاني يوم 

 فتح عمر عينيه ...وافتكر خنا*قته مع ميرا ...كان متضايق من نفسه أنه حتي مفكرش يصالحها ونام علطول وسابها بتبكي ...فوق ما هو غلط في حقها بشكل بش*ع لما اتجوز عليها في السر بيعاملها بالشكل البش*ع ده ...مش قادر يصدق أنه بقا منح*ط للدرجادي ...حط أيده علي وشه وهو متضايق ...مش عارف بأي وش هيخرج ويصالحها . اكيد زعلانة منه ومق*هورة ...

اتنهد وقام بصعوبة وهو لسه حاسس بالكسل ....خرج ودخل الحمام الاول ...غسل وشه كويس وقرر ياخد شاور علي السريع وبعدين طلع ...كان بينشف شعره وهو لابس روب الحمام الأبيض فجأة بص بحيرة لما لقي البيت هادي تماما ...لا فيه صوت الاولاد ...ولا ميرا ولا حتي البنت اللي بتساعدها...وقعت الفوطة من ايديه وقلبه فضل يدق بسرعة...لا...لا مستحيل تكون عملت فيه كده ...

-ميرا .. 

قالها بخوف ...وبعدين بدأ يتحرك في البيت الفاضي ...دخل اوضة الاولاد لقاها فاضية تماما ...فتح الدولاب لقي اغلب هدومهم والعابهم مش قاعدة ....

-ليه ...ليه يا ميرا ؟!

قالها بق*هر وبعدين بدأ يدور في الشقة كلها ...اخيرا دخل اوضة النوم وفتح دولابها ولقي أنه فاضي تماما ...اخدت كل حاجة  من هدومها وهو نايم ...كأنها مكانتش عايزة تسيب اي ذكري ليها ...

حس بقلبه بيو,جعه ...هي سابته ...عملت اللي كان خايف منه طول عمره ...

قعد لدقايق علي السرير وهو حاسس ان تفكيره واقف عند نقطة أنها سابته...مش قادر يفكر في حاجة تانية....كان بيل*عن غب*اؤه اللي خلاه يج*رحها بالشكل ده ...ليها حق تشك فيه بعد كل اللي حصل ...حس أنه فعلا مخنوق ...بص علي تليفونه واخد تليفونه وبعدين اتصل بيها ...غمض عينيه بيأس لما لقي موبايلها مقفول ...وبعد صوت الصفارة بعتلها رسالة صوتيه وقال:

-ميرا اعقلي وارجعي ...متخوفنيش عليكِ 

سكت شوية واتنهد وقال:

-عارف اني غلطت وانا بعتذر منك ...بس متعمليش كده ...متكبريش المشكلة اللي بيننا ...

ساب تليفونه واتسطح علي السرير وهو مغمض عينيه ....الا*لم اللي في قلبه كبير ...حاسس ان الدنيا كلها جاية عليه ...من جهة ميريهان اللي بتضغط عليه واللي عرف من الدكتور أن حالتها النفسية سي*ئة جدا وأنها ممكن تأ*ذي حالها مرة تانية ...وهو مش هيقدر يتحمل تأنيب الضمير ده ...حس أن الدنيا بتضيق حوالينه...بقا عايز يصر*خ ...يص*رخ لأن الشخص الوحيد اللي كان داعم ليه اختفت ....ميرا اختفت من حياته ...اكيد مش ناوية ترجع تاني بعد اللي عمله ...اتنهد وافتكر عينيها الجميلة اللي كانت بتبصله بك*سرة...ازاي قدر يك*سرها ...هي ميرا بالذات اللي دايما بيقول اغلي من حياته ...شاف في عينيها الصدمة من تصرفاته وب*روده معاها ...وحس اخيرا أنه السبب الرئيسي اللي بيه*د بيته هو ميرا ...بيه*د سعادته بإيديه...دموعه بدأت تنزل..هو اكتشف أنه قد ايه انسان ضع*يف ...ضع*يف جدا مش قادر يعيش من غيرها ورغم كده ض*عف قدام ميريهان...مش هيبرر لنفسه ..هو لو كان عايز يوقف ميريهان عند حدها كان وقفها وهو عارف كده كويس ...بس هو انبسط بإهتمامها بيه ...حس بالغ*رور وعجبه الاهتمام ده رغم أنه معترفش بكده وقتها ومثل أنه بيقاوم بس هو كان بيغ*رق في بير ضلءمة وهو مبسوط ...مكانش عارف أو متخيل أنه هيغ*رق في الس*واد ده ...بس هو يستاهل ...يستاهل يت*كوي بالن*ار دي ..هيعتبرها عق*ابه عشان ميرا ترجعله ..

مسح دموعه وقام وقرر أنه مش هيقعد ساكت وحاطط أيده علي خده ...هو هيدور عليها ويجيبها ...مهما راحت ...وهي اكيد عند اختها نورا هتروح فين يعني ...فكر بسذاجة ...وبعدين طلع هدومه ولبسها. ..

.................

-بس انت مش كده يا نائل ...انت مش قتا*ل قت*لة !!

قالها محمود صاحب نائل بعد ما صدمه وقاله علي كل اللي حصل ...

بصله نائل وقال وغض*به مسيطر عليه :

-بس رائد يستحق المو*ت ...

-مفيش حد.يستحق الم*وت ...

قالها محمود وهو مصدوم في تصرفات صاحبه ...قام نائل وز*عق:

-لا هو يستحق يم*وت وبأب*شع طريقة كمان ...هو د*مر حياتي وحياة حور ...انسان م*ؤذي ...أنا كنت ناوي اكون في حالي يا محمود بس هو اللي أصر  يجر شكلي...

بصله محمود بتوتر وقال:

-متندمنيش يا نائل أن انا اللي قولتلك علي عصام ...بلاش السكة دي ابوس ايديك ...انت جيب خطيبتك بس ...

بس نائل كان مصمم بطريقة خو*فت محمود ...ولحد دلوقتي محمود مش عارف كان فين عقله لما عرفه علي عصام ...

اتكلم نائل وقال:

-انا مش عايز اكون كده ...بس لو سكت لرائد هيستقوي مرة تانية ...لازم حد يوقفه عند حده وانا هبقي الحد ده ...

وبعدين قام نائل ووقف قدام الشباك وهو بيفتكر كلامه مع عصام.....

..  

فلاش باك...

-ق*تل؟!قت*ل ايه يا بيه؟!

قالها عصام بصوت مهزوز ...

بلع نائل ريقه وقال:

-عايزك تق*تل رائد ...

رجع عصام لورا ووشه بهت ...كان نائل في واحدة من لحظات جنو*نه ...مكانش شايف حاجة الا غضبه الشديد من رائد ...رائد اللي سر*ق سعادته وخلاه عاجز أن ينقذ اللي بيحبها ...

ضحك عصام بتوتر وقال:

-يا بيه انا بطلت اقت*ل من زمان ...ومش ناوي أتراجع أنا اخري اضر*ب ...اعملك فيه عا*هة ...لو عايز كده انا تحت امرك ...

اتنهد نائل  بإحباط بس ابتسم ليه وقال:

-شكرا يا عصام متعملش حاجة...دور انت من جهتك عليه وانا هدور من جهتي ...تقدر تروح دلوقتي ...

مكذبش عصام خبر ومشي بسرعة ...

بص نائل علي الفستان تاني وكان خلاص اخد قراره ..محدش هيقت*ل رائد غيره هو ....انتق*امه هياخده بنفسه ...بس لازم الاول يوصله....

فكر نائل في المكانين اللي ممكن يكون رائد فيهم ...هو شبه متأكد أن رائد موجود في مكان فيهم ...وعشان كده لازم يتحرك ويجهز نفسه عشان يقابل عدوه 

باك ...

رجع نائل من شروده وقال بصوت غريب :

-متقلقش يا محمود مش عصام اللي هيق*تله ...أنا اللي هعمل كده ...

قام محمود وقال :

-نائل متهزرش ..

بصله نائل ولأول مرة يشوف الحق*د اللي علي وشه ...مكانش صاحبه الطيب اللي كان ميقدرش يأ*ذي نملة ...اتحول لشخص تاني تماما ...

قرب محمود منه اكتر وقال:

-ايه حصلك يا نائل ...انت مش كده ...ولا عمرك كنت كده ...انت نائل صاحبي اللي كان دايما مسالم عمره ما فكر يأ*ذي حد ...انت شخص طيب  عمرك ما تأ*ذي حد انت مش كده يا نائل ...

كان محمود بيحاول يخليها يرجع عن قراره بس التصميم اللي علي وش نائل خلاه يفقد الأمل ...نائل اتغير ...مش من دلوقتي كمان من وقت الح*ادث بتاعه ...وقت ما كان انسان برئ واتصدم بوح*شية البشر ...وقت ما اكتر واحدة حبته طع*نته في قلبه ....

كان وش نائل لسه عليه ملامح الش*ر وافتكر أن طيبته معملتش حاجة الا انها دم*رته ...اللي بيحبها سابته وسر*قت إنسانيته ووقت ما رجعت إنسانيته مع حور جه رائد واخدها منه. ..للمرة التانية حس أنه  مغ*فل وقرر ميكونش كده لو لما يبقي و*حش هيرجع حور هيبقي وح*ش ...هيبقي أسو*أ من رائد بس يرجع حور لانه عرف ان مفيش حياة ليه من غيرها ...هو محتاجها...محتاجها بطريقة بش*عة ..

بص لمحمود وقال بحزن:

-لما كنت كويس يا محمود اتداس علي وشي ...وعشان تعيش في العالم ده لازم تبقي و*حش.!!

........

-فينها ؟!!...انطقي يا نورا فين ميرا ؟!

قالها عمر وهو متع*صب...كان باين انه علي آخره...فضلت تبصله نورا بصدمة وهي مش فاهمة حاجة ...هزت راسها وقالت:

-مش فاهمة ...ازاي فين ميرا يا عمر ....

وشه حمر من الغض*ب وقال:

-نورا الحركات دي متمشيش عليا ..اختك فين هي جوا صح ...

ولسه هيدخل البيت وقفته نورا بإيديها وقالت يصدق:

-والله هي ما هنا يا عمر ...ومينفعش تدخل لان جوزي مش موجود ...فهمني.بس إيه اللي حصل؟! ...

بص ليها عمر ومن نبرة صوتها وملامحها عرف انها صادقة تماما ...وده كان أس*وأ لان معني كده ان ميرا راحت لمكان محدش يعرفه...الشي*اطين بدأت تلعب بعقله ...حس انه هيتج*نن ...يا تري ميرا راحت فين ...

قلب نورا بدق يدق جامد وهي شايفة جوز اختها في الحالة دي ومن ناحية تانية قلبها واكلها علي اختها ...ميرا فين وليه متصلتش بيها ...افكار كتير كانت بتتضارب في عقلها ...هي عارفة ان ميرا مجروحة جدا من عمر بسبب جوازه ...يا تري اتواجهوا ولا لا ...خافت تسأل عمر لتبوظ كل حاجة ...فضلت ترتب الكلام في مخها عشان تستفسر عن اللي حصل ...لازم تبين انها مش عارفة بمشاكلهم زي ما نبهتها ميرا ....بس اخت*فاء اختها المفاجئ خلاها مشتتة خالص ومش قادرة تفكر في حاجة ...

بدأ الكون يتكون علي لسانها وقالت بهدوء شديد ولكن نبرتها كانت بترتعش من الخوف:

-ايه اللي حصل بينكم طيب ...فيه مشكلة ؟!

حط عمر ايده علي وشه بهم ...يقولها ايه بس ...يقولها انه اتجوز علي اختها في السر وبدل ما يحاول يعوضها عن كذ*به وخد*اعه...اتخانق معاها وك*سرها ...حس عمر انه في دوامة كبيرة ...حس انه مخنوق وعايز يصرخ من قلبه علي اللي بيحصل فيه ...

بص لنورا اللي مستنية اجابة وقال بإختصار:

-اتخ*انقنا خ*ناقة بسيطة وصحيت ملقيتهاش ..

بصتله هي بشك وقالت:

-اعذرني يا عمر ...بس ميرا اختي مش من النوع اللي يختفي بسبب خناقة بسيطة وانت عارف اكتر مني ..انها انسانة عاقلة ولو زعلتها بأفضل تناقشك وتعاتبك بهدوء ...هي مش بالتهور ده !...انت عملت ايه اكيد زعلتها...

كان قلب نورا بيدق جامد خوف علي اختها ...وحالة عمر مكانتش  مطمئنة  ...اكيد حاجة كبيرة حصلت خلاها تختف*ي ...دي حتي مجاتش ليها ..يا تري راحت فين ميرا ...

كل الاسئلة دي كانت بتدور في راس نورا لحد ما حست أن فعلا أن دماغها هتنفجر ..

-انطق يا عمر ..عملت ايه لميرا ؟!

بدأت نورا تسأل بصوت عالي ...

بلع عمر ريقه ...حس أن لسانه اتربط ...مكانش قادر فعلا يتكلم ولا يقول حاجة ...بس فعلا ميظنش أن حاجة بسيطة زي دي تخلي ميرا تنف*جر في وشه كدا ...يا تري هيي عرفت بجوازه من ميريهان ...

التفكير في ده بس خلاه يتر*عب ...لانه عارف انها عمره ما هتسامحه لو عمل كده ...

بص لنورا وقال:

-هي مش خن*اقة بسيطة ...بس مش حاجة تخليها تسيب بيتها يا نورا ...الحكاية أن صاحبي تعب ودخل المستشفي فجأة وانا كنت معاه ونومت هناك ومقولتش لميرا ولما روحت تاني يوم اتخ*انقنا مع بعض ...

بلع عمر ريقه وبعدين بصلها وكمل بكسوف؛

-انا جر*حتها بكلامي يا نورا منكرش ده ...بس والله وقتها كانت اعصابي تعبانة ...نورا بالله عليكِ لو عارفة هي فين قوليلي ..بجد هتج*نن عليها ...

عيون نورا دمعت لأنها عرفت أن عمر بيك*دب هو بات عند مراته التانية وده اللي خلي ميريهان تتج*نن ...قلبها وج*عها علي اختها. ..علي الو*جع اللي عاشته بسبب اكتر واحد حبته ...هزت نورا رأسها وقالت؛

-معرفش هي فين يا عمر .

وبعدين قفلت الباب في وشه !

.....................

-طلبتيني ؟!

قالها عمار بإبتسامة لتمارا وبعدين قعد علي الكرسي في الكافية بتاعهم اللي كانوا بيقعدوا فيه دايما ايام الخطوبة ...

بص عمار علي الكافية والذكريات الدافية بتحاوط قلبه ....افتكر كل قعداتهم هنا ...صحيح الكافية كان قديم بس كان دافي بشكل لا يصدق ...كل لما كان بيجي هنا معاها كان بينسي همو*مه كلها....دايما كان بيقول ان الكافية ده مفتاح هر*وبه من الناس ...من العالم...ومن الماضي  ...هروبه معاها هي ...هي وبس ...

-بقالي كتير مجيتش هنا ..

قالها عمار وعينيه بتلمع ..

ابتسمت تمارا وقالت:

-انا بقا باجي دايما يا عمار ...السلام اللي بحسه هنا عمري ما حسيته في أي مكان تاني ...

ابتسم ليها وغمز وهو بيقول:

-اي بتيجي تفتكري ذكرياتنا؟!

ابتسمت وقالت بصراحتها المعتادة :

-مش محتاجة افتكر لان ذكرياتنا هنا .

شاورت علي قلبها ...بعدين علي عقلها وكملت:

-ذكرياتنا محفورة في قلبي وعقلي يا عمار ...مستحيل انساها ..

ابتسم ليها عمار وحس انه بيدوب فيها اكتر ...مد ايديه ومسك ايديها وقال:

-بجد وحشتيني ...حياتي بقت ض*لمة من غيرك ...ارجعي يا تمارا...ارجعي وانا اوعدك اني ...

شدت ايديها وعينيها بدأت تلمع بالدموع وقالت:

-متوعدش يا عمار ...لأنك مليون مرة وعدتني ومفيش فايدة برضه ...استحملت كتير لحد ما فاض بيا...

بص عمار لتحت وهو بيبلع ريقه ...عارف انه اذ*اها كتير ...عارف انه مش طبيعي ومش متزن وده بسبب الحا*دث اللي واجهه واللي غطا ضغط شغله عليه ...هي عندها حق ...لأنها اتعذبت كتير بس رغم كده هي لسة معاه وبتدعمه ...عمرها ما أنكرت حبه..افتكر اد ايه هو إذ*اها بلامبالاته وقس*وته عليها ...علي قد ما كان قا*سي معاها هي كانت مستحملة وصابرة ...متخليتش عنه ابدا ...حاولت تساعده علي قد ما تقدر ..وبسبب كده هو اتمادي وفضل يضغط ...يضغط عليها ونسي أنها إنسانة وهيجي يوم وتنف*جر في وشه وده اللي حصل فعلا ...تمارا في يوم بسبب غلطة منه ...مكانتش ببش*اعة غلطاته اللي فاتت ولكن المرة دي انفج*رت فيه ...انفج*رت بشكل مخي*ف ...مبقتش تمارا الرقيقة اللي كانت بتراعي مشاعره ...بالعكس اتقلبت لشخص تاني ...شخص هو خا*ف منه ...وبعدها سابته ...سابته رغم أنه اترجاها تبقي ...وعدها أنه هيتصلح بس هي كانت فقدت الامل فيه نهائيا...هي شافت أنها حار*بت معاه بما فيه الكفاية وان الاوان أنها تعلن استسلامها وفعلا استسلمت وسابته...ورجعت حياته تبقي ضلمة تاني وفي قلبه ظهر جر*ح جديد وحز*ن جديد ...لأن الإنسانة الوحيدة اللي حاولت تطلعه للنور سابته ومشيت ...وفقدت الامل فيه ...

بص عمار لتمارا وشد علي ايديها وعيونه بتلمع بذكرياتهم الجميلة ...الذكريات اللي هيشكر عليها تمارا طول عمره عليها ...دي الذكريات اللي بتديله امل أنه يكمل علشان يرجعها ...

اتنهد هو وقال فجأة:

-هستناكي ...هستناكي لحد ما تسامحيني يا تمارا ...بس عمري ما هستسلم...لاني فعلا بحبك ..بحبك اكتر مما تتخيلي ومستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني ..

شدت ايديها ومسحت دموعها اللي نزلت وقالت وهي بتهز رأسها:

-انا خايفة ...خايفة تجر*حني تاني يا عمار ...بقيت اخاف منك ...مبقتش احس بالامان اللي كنت أحسه معاك زمان ...انت مفيش اطيب منك صحيح بس برضه بتبقي مخ*يف لما تتحول وانا بقيت اخاف منك للاسف ...

غمضت عينيها وهي بتفتكر أيامها الصعبة معاه ...ازاي حاولت تمسك ايديه عشان تنقذه من الض*لمة  لكن للاسف هو محاولش يساعدها بالعكس خلاها في الض*لمة معاه...

مسك عمار ايديها تاني وقال :

-تمارا ...اخر فرصة ..قوليلي اعمل ايه عشان تسامحيني ...

بلعت ريقها وقالت:

-لو عايزني ارجع فعلا تسيب شغلك و ...

وقبل ما تكمل عروقه نفرت وقال:

-نعم يا اختي !! 


-اه ...

قامت حور وهي بتبكي من النوم ...كانت بتتنفس بصعوبة حاسة زي ما يكون كان حد بيجري وراها في الحلم ....ضمت رجليها وفضلت تبكي بطريقة صعبة وهي حاسة أن روحها بتتسرب من بين أيديها ...صوت عيا*طها جذب رائد اللي جالها بسرعة ولقاها بالشكل ده ...قلبه وج*عه عليه وقرب بسرعة منها وقال وهو بيطبطب علي شعرها :

-اهدي ...اهدي مجرد كابوس ...

علي قد ما كان نفسه يطمنها علي قد ما كان خايف تن*تكس وتتعب تاني ...صحيح دكتورتها طمنته أنها تعافت تماما...بس لسه كان فيه خ*وف جوا رائد ...خو*ف لترجع حور تنتكس تاني ....

قربها منه وحضنها وطبعا هي كانت في عالم تاني معارضتش لأنها محستش بيه اصلا ... غمض عينيه وابتسم وهو بيحضنها اكتر ...قربه من حور مش بيفرحه وبس ...لا ده بيديله سكون مش طبيعي ...هو بيعشق الست دي ...بيعشقها اكتر من اي حاجة في حياته ....فضلوا بالوضع ده لتلات دقايق او اربعة  تقريبا مكانش فيه صوت الا عياط حور ...كان رائد بيطبطب عليها بهدوء ....بس لما اتكلم اتغير الوضع ..

-اهدي يا حبيبتي ...اهدي...

فجأة فتحت حور عينيها الحمرا من كتر الدموع ...واتصدمت من الوضع اللي هما فيه ...وبعدها ز*قته وهي بتزعق:

-اياك تقرب مني بالشكل ده تاني ...

اتوتر وهو بيرفع كفه بإستسلام وقال:

-تمام...تمام ...حاضر بس انتِ متتع*صبيش ...العص*بية مش حلوة عشانك ..

هزت راسها ومهتمتش بيه وبعدها اتسطحت ونامت تاني ....

-حور اصحي لاحسن تحلمي بكوا*بيس تاني ؟!

قالها بتوتر خوف علي حالتها عشان يجيله صوتها البارد وتقول :

-ملكش دعوة بيا ...

اتنهد وهز رأسه وبعدها قام وخرج ...

في الاوضة كانت حور مش قادرة تنام ...عمالة تفتكر الكاب*وس بأدق تفاصيله وهي مرعوبة ...رجعت عينيها تدمع وبعدها حطت ايديها علي رأسها وقالت بصوت منه*ار؛

-لا لا يا حور اهدي وانسي ...انسي .  

بس كل لما كانت تغمض عينيها كان الكابوس ده بيلاحقها بطريقة مر*عبة ...كانت مر*عوبة ومحتارة ليه رجعتلها الكوابيس مرة تانية ....اخيرا قامت من النوم ...قررت متنامش رغم أنها هتم*وت وتنام ...بس النوم بيخليها تشوف اللي متحبهوش ابدا وهي مش عايزة تشوف الماضي تاني ...مش عايزة تفتكر اللي عملته ...مش عايزة تفتكر الخ*طيئة اللي بتلاحقها لحد دلوقتي !!!


الفصل الثالث عشر(سر حور )


-ايه اللي انتي بتقوليه ده يا تمارا ...انتِ واعية بتقولي ايه ؟!

قالها وعروقه بدأت تنفر من الغ*ضب ...بدأت الدموع تتجمع في عينيها وقالت:

-انا  اسفة في لحظة غبا*ء حسيت اني اهم من شغلك ...ده غل*طي مش غل*طك ...

-الابتز*از العاطفي ده مش هينفع معايا يا تمارا ...

هزت رأسها وقالت:

-عندك حق ...

بعدين بدأت تلم حاجتها عشان تمشي ...ايديها كانت بتترعش ...قلبها كان بينز*ف ودموعها بدأت تنزل زي المطر ....حاولت تسيطر علي نفسها بس مقدرتش ....بدأت تشهق بسبب العياط وهو بيبصلها بحز*ن ...حاول يتكلم ولكن الكلام تلاشي من علي لسانه...اللي طلبته مش معقول ...هو مستحيل يتخلي عن حاجة بيحبها عشان خاطرها !!!..عارف ان شغله سبب كبير في قس*وته عليها ..لانه عايش في ضغط بسبب اللي حواليه ...بس هي طالبة منه يتخلي عن واجبه عشانها هي ؟!!ازاي تفكر بالطريقة دي ...ازاي بتحبه وبتطلب منه يتخلي عن الحاجة اللي عايش عشانها؟!

-انتِ عمرك ما حبتيني يا تمارا!

قالها عمار بصوت حز*ين ...بصتله وعينيها كانت حمرا بسبب العياط ...ضحكت ضحكة تريقة  صغيرة وقالت؛

-فعلا...فعلا عمري ما حبيتك ...بعد ده كله عمري ما حبيتك ...أيوة انت صح ...اقولك ايه بس ...

كان قلبها بيتع*صر بسبب كلامه مش مصدقة أن بعد اللي عملته وبتعمله ...بعد كل محاولاتها عشان تصلح جوازهم يته*مها أنها مبتحبهوش ....

لسه هتمشي من قدامه وكان قرارها خلاص أن دي نهاية جوازهم بس فجأة مسك ايديها وقال بعص*بية :

-ايه أنا غلطان؟!أنتِ فعلا مبتحبنيش ...اللي بيحب صح مش بيحاول يشوف حبيبه تعي*س...وأنتِ عايزاني اتخلي عن شغلي اهم حاجة في حياتي عشانك !!!

مسحت دموعها وابتسمت ببرود وقالت:

-اديك قولتها يا عمار ...شغلك هو اهم حاجة في حياتك ...اهم مني ...ببساطة أنا رقم اتنين في حياتك ...

هزت راسها وهي بتضحك وقالت:

-واظن اني أقل من كده كمان ...في الوقت اللي أنا اديتك كل حاجة في حياتي ...حبي واهتمامي واحترامي ...انا خليتك رقم واحد في حياتي ...خليتك اهم من الكل ...واتنازلت عشان خاطرك وعشان اساعدك ...مسكت ايديك ...وبعد ده كله مستخ*سر تخليني رقم واحد في حياتك ...

-بس أنتِ رقم واحد فعلا يا تمارا أنا بحبك انا...

-انت كد*اب !

قاطعته بشجاعة وكملت بصوت مك*سور وشجاعتها بدأت تتسرب منها :

-انت قولت بعضمة لسانك من شوية أن شغلك  أهم حاجة في حياتك اوعي تن*كر ده ...قولتها في وشي يا عمار ...أنا مش هك*دب وداني ...

هز رأسه بيأس وقال:

-عندك حق قولتها بس والله كلمة خرجت دون وعي ...شغلي مهم اووي يا تمارا...أنتِ عارفة اللي مريت بيه ...عارفة اني اتعذ*بت وبجد محتاجك معايا ...متتخليش عني ...اقفي معايا وساعديني لو سمحتي ...

بعدت ايديها عنها وقالت بصوت بارد:

-الابتزاز العاطفي ده مش هينفع معايا يا حضرة الضابط ...

اتنهدت وقالت بقوة:

-بتمني تبدأ في إجراءات الطلاق كفاية كده انا عايزة اعيش حياتي ...

ولسه هتمشي مسك ايديها وضغط عليها بقوة وقال بصوت واطي من بين أسنانه وقال:

-لو وقفتي علي شعر راسك مش هطلقك ..انسي الموضوع ...

ابتسمت ليه ببرود وشدت ايديها وقالت:

-يبقي متلومش الا نفسك يا حضرة الضابط ...انت لحد دلوقتي متعرفش أنا اقدر اعمل ايه ...

وبعدين سابته ومشيت وقلبها بيتف*تت من الالم ...وسؤال بيدور في عقلها ...ازاي حبت انسان مليان بالعقد دي ...انسان مش قادر يحسسها أنه بيحبها  ...ليه متكرهوش ببساطة وترميه برا حياتها ...ليه لحد دلوقتي متأملة أنه هيختارها ..اتنهدت وهي بتفكر أن الحب فعلا لع*نة !!

.....................

بعد يومين 

في عيادة الدكتور النفسي...

كانت ميريهان قاعدة وهي بتفرك ايديها بتوتر ...كان قلبها بيدق جامد ...متخيلتش انها ابدا هتروح وتحكي.كل مشاكلها لحد غريب ...لان دائما ميريهان كانت مقتنعة ان اسرارها الخاصة هتكون بأمان معاها...معاها هي وبس .ولكن عمر ضغط عليها عشان تتابع مع دكتور نفسي وبعد تفكير حست انها فعلا محتاجة تتعالج من هو*سها بعمر لان آخر مرة كان ممكن تمو*ت فيها ...واجهت نفسها أخيرا وعرفت انها مش طبيعية...عشان كده قررت تكون طبيعية عشانه هو ...وعشانها هي ...بصت للدكتور الشاب اللي قدامها  ...الدكتور كان لطيف، ومتفهم ...محاولش يضغط عليها عشان تتكلم ...كان صبور بطريقة غريبة جدا ...كان بيدرس حالتها  كويس بيحاول يفهمها ويعرف بتفكر في ايه ...الغريبة أنها بقالها فترة كبيرة ساكتة ورغم كده هو مفقدش أعصابه ولا اتضا*يق ولا اتأفف بالعكس فضل ساكت مستنيها تبدأ تتكلم ...بدأت عيون ميريهان تدمع ...حست انها بتنزل من برجها العالي وبتواجه حقيقة أنها غير متز*نة نفسيا  ....دموعها بقت تنزل بالتتابع والدكتور كان بهدوء بيديها مناديل من غير ما يتكلم ...كان علي وشه ابتسامة تشجعها عشان تتكلم مش اكتر ...

بصتله وهزت رأسها وهي بتبكي وقالت:

-مش قادرة اتكلم دلوقتي ...حاسة اني مخن*وقة ...أنا ...انا.  

قالتها بإن*هيار وهي بتبكي ...قرب منها وادالها منديل وقال:

-مفيش مشكلة ممكن نتكلم المرة اللي جاية أو اللي بعديها ...وقت ما تحسي انك حابة تتكلمي تعالي وقولي ...قولي كل حاجة تخطر في بالك واعرفِ اني هنا عشان اساعدك وبس ....

هزت رأسها وكلامها بدأ يحسسها شوية بالاطمئنان...ابتسمت ليه وحست أنها متطمنة اكتر ...بدأت الثقة تتكون بينهم بسهولة ...

ابتسمت له ميريهان وهي حاسة أنها بقت متطمنة اكتر لانه مضغطش عليها وقالتله بارتباك وتردد:

-بس ممكن اللي أقوله ليك هنا متقولهوش لحد ...حتي لو كان لعمر ....مش حابة أنه يعرف عن حياتي اللي فاتت أو اي حاجة ...لو سمحت يعني ...

ابتسمت ليها وقال:

-متقلقيش يا مدام ميريهان...اللي بيتقال في الاوضة دي مبيطلعش برة ابدا ...أنا عمري ما اطلع سرك برا ولا اي سر من اسرار المر*ضي بتوعي ...

ابتسمت له ميريهان بإمتنان وقالت:

-شكرا ليك ...

-شكرا ليكي انتِ انك حطيتِ ثقتك فيا أنا ...

...

طلعت ميريهان من عيادة الدكتور وهي حاسة بأمل جديد ...امل أنها تتخلص من هو*سها بعمر ...ركبت ميريهان عربيتها ومشيت ...وقررت انها في المتابعة اللي جاية هتتكلم...

....

وصلت البيت ودخلت ...بهتت شوية لما لقت عمر قاعد علي الكرسي وباين أنه مه*موم ....

قربت منه وقالت بخوف:

-مالك يا عمر فيه ايه ؟!

بصلها بحزن عمرها ما شافته علي وشه وقال؛

-ميرا اخت*فت من حياتي ...اخت*فت نهائيا...

حست بتقل في قلبها وعيونها بدأت تدمع ...

-هو انت ليه مش قادر تحبني يا عمر ...ليه متحاولش ..

قالتها بنبرة مك*سورة ودموعها بتنزل ...كانت خلاص استسلمت نهائيا واعلنت خس*ارتها في حر*بها اللي خاضتها عشان تكسب قلبه ...

بصلها بشفقة وقال بحزن ؛

-لان الحب مش بإيدينا يا ميريهان انتِ قولتيها قبل كده ...مقدرش احاول لأن انا مليش سلطان علي قلبي يا ميريهان قلبي اللي هو ملك لميرا ..انا أقدر اسيطر علي تصرفاتي ...لكن قلبي ومشاعري لا ...هما برا سيطرتي ...قلبي ومشاعري ملك للي اختفت من حياتي فجأة وانا هتج*نن عليها ...

دموعها نزلت وقالت:

-انا اسفة. ..اسفة يا عمر. ..

كانت بتعتذر بسر لأنها بأنا*نيتها دم*رت حياته....خلت مراته تسيبه ...بدأ ضميرها يو*جعها واتمنت لو تقدر تصرخ وتقوله علي اللي عملته ...تقولها أنها السبب في تشت*يت عيلته!

اتنهد عمر وقال؛

-متقلقيش يا ميريهان أنا هبقي معاكِ لحد ما تبقي كويسة مش هتخلي عنك ...بس بعدها هنتطلق!

هزت راسها اخيرا وهي بتمسح دموعها وقالت:

-كده هيكون احسن .

بصلها بصد*مة أنها وافقت بالسهولة دي...مقدرتش ميريهان تقف اكتر من كدا وراحت اوضتها بسرعة عشان تب*كي براحتها !

...........

-يا تري انتِ فين يا ميرا ؟!

قالتها نورا وهي مر*عوبة ...كانت دماغها واقفة مش عارفة تعمل ايه ...قلبها بياكلها علي اختها اللي اختفت فجأة  ...مر يومين من وقت ما اختفت وهي هتتج*نن عليها ...صحيح أن عمر طمنها وقال إنه كلم واحد صاحبه شرطي يدور عليها بالسر ...وحاولت فعلا تطمن نفسها بس فش*لت ...فجأة لمعت عيونها وهي بتفتكر حاجة ...

قامت نورا من مكانها وقالت:

-يخربيتك غبا*ئي ازاي محدش فينا فكر في ده قبل كده ...اكيد طبعا منال هتكون عارفة مكانها ....

راحت بسرعة نورا ناحية التليفون ...واتصلت بمنال ...كانت بتهزر رجليها بعص*بية وهي مستنياها ترد بفارغ الصبر ...مردتش منال علي الاتصال الاول ...فبسرعة اتصلت تاني ...وبعد رنة رنتين منال ردت ...من غير اي مقدمات قالت نورا :

-ميرا فين يا منال؟!

بلعت منال ريقها وقالت بصوت مهزوز :

-معرفش يا أبلة ...

اتنهدت نورا وهي بتكشف كد*بها ..هي تعرف منال كويس اووي وتعرف أنها فا*شلة في الك*دب ...

-منال !متكد*بيش ...

قالتها نورا وهي بتق*سي عليها وبعدين كملت بعص*بية :

-منال خلصيني هي فين ...أنا همو*ت من القلق عليها ...وصل الموضوع بينا أننا نبلغ البوليس ...منال والله لو مقولتيش هي فين أنا ...

-مفيش داعي لتهد*يداتك دي يا نورا ليها ...منال ملهاش اي ذنب ...أنا اللي طلبت منها متتكلمش وهي علي فكرة كانت ملازماني معظم الوقت ومبتسبنيش الا في ميعاد كليتها أو لما تروح البيت ...

صوت ميرا المميز قطع كل كلمات التهد*يد اللي كانت بتخرج من بوق نورا ...

وسعت عيون نورا بصدمة وقالت بلهفة:

-ميرا ...ميرا انتِ فين ...أنا همو*ت من القلق عليكي ...اختفيتِ فجأة ليه يا ميرا ...كنتي تقدري تجيلي لو كان عمر زعلك ...ده حتي هو هيم*وت من القلق عليكي و...

قاطعت كلامها ميرا وقالت بصوت مخنوق :

:-لا يا نورا ...عمر مش خايف عليا ولا حاجة ومظنش أن امري يهمه ...بالعكس هو سعيد لانه هيتخ*لص مني عشان يبقي مع ميريهان...اللي اكتشفته أنه محبنيش وخلاص كل حاجة انتهت ما بيننا ...

هزت نورا رأسها وقالت:

-حرام عليكي يا ميرا. ..الراجل هيم*وت عليكي ...بيدور عليكي زي المج*نون ...أنتِ مشوفتش حالته ازاي ...ده بيحبك ...

ضحكت ميرا بتريقة ودموعها بتنزل وقالت:

-حب ...حب ايه يا نورا ...بالله عليكي متضحكنيش ...اللي بيحب عمره ما يخو*ن أو يك*سر ....ازاي بيحبني اكتر من حياته زي ما بيقول ومن ناحية تانية يط*عنني في قلبي ويتجوز واحدة تانية ...ازاي بيحبني وبيبص في عيني ويقدر بو*قاحة يكدب عليا ويستغ*فلني ...قوليلي يا نورا ...ايه الحب ده ؟!عمر ما الحب كان أذ*ية وك*سر ...وعمر هو اكتر حد آذ*اني ...قمتقوليش أنه بيحبني بالله عليكي لأن دي كد*بة ...كدبة أنا اوه*مت نفسي بيها ودخلت حر*ب كنت انا الخس*رانة فيها ...خلاص ميريهان كسبت مبروك عليها وانا قررت علي الاقل احتفظ باللي متبقي من كرامتي وامشي ...

كانت دموع نورا بتنزل حز*ن علي اختها ...مكانتش قادرة تتكلم وتبرر لعمر ...كست هي عارفة شعورها كويس ...عارفة الن*ار  اللي في قلب ميرا ...نا*ر صعب حد يستحملها. ..عشان كده قررت تدعمها للآخر وقالت:

-طيب ناوية علي ايه يا ميرا ؟!يعني ايه هي خطوتك التانية ...وصدقيني انا هكون معاكي في اي خطوة وادعمك ...انتِ مش هتكوني لوحدك ...

ابتسمت ميرا بحب وهي بتمسح دموعها ...في الوقت اللي هي حاسة فيه أنها وحيدة مدت نورا ايديها ليها ...دايما كانت نورا تدعمها وتقف جنبها ...اتكلمت ميرا بهدوء وقالت:

-هتطلق واربي عيالي بنفسي وهو خليه معاه ...وصليلوا الكلام ده يا نورا ..أنا قريب هظهر واقولك انا كنت فين ...

قفلت ميرا التليفون بعد ما ودعت اختها وهي حاسة بالراحة لأول مرة 

بصت لتمارا اللي قاعدة جمبها بهدوء وقالت:

-يظهر يا تمارا اني هقعد عندك كام يوم تاني لحد ما اضبط اموري ...اسفة بتقل عليكي  ...

ابتسمت تمارا وشدت علي ايديها وقالت:

-يا عبي*طة أنتِ مش صاحبتي بس لا أنتِ اختي اقعدي زي ما أنتِ عايزة ...بس برضه فكري تاني في موضوع الطلاق ده ...

اتنهدت ميرا وقالت؛

-فكرت يا تمارا ...قررت اختار كرامتي المرادي مش عمر !!

.......

فتح نائل الباب واتجمد مكانه لما لاقاها ...وشه اتجمد وهو بيبصلها ببر*ود وقال:

-انتِ مزهقتيش من أنك تجري ورايا عشان أنا تعبت وخلاص فاض بيا وشكلي هنف*جر في وشك يا سالي ..وساعتها ههي*نك بطريقة هتضا*يقك ..

بلعت سالي ريقها وهي بتحاول متبكيش قدامه قلبها كان بيتع*صر من الألم ...حافظت علي ابتسامة باهتة زي ملامحها علي وشها وقالت وهي بتمد ايديها ؛

-انا مش جاية اضا*يقك يا نائل ...ولا اترجاك ترجعلي ...أنا جاية اودعك لاني مسافرة عند جدي وهبقي هناك للأبد ووعد مش هتشوفني تاني 

مصدرش منه أي فعل ...بصتله سالي ...دي كانت اخر فرصة ليها ..دموعها بدأت تنزل وقال بصوت مخنوق :

-كمان حابة اعتذر منك يا نائل ...أنا اسفة ...اسفة اني اتخليت عنك في أسو*أ فترة في حياتك ...اسفة اني ك*سرت قلبك ...صدقني مكنتش اعرف ان ك*سر القلوب صعب بالشكل ده الا لما جربته وقلبي اتك*سر بأسو*أ طريقة ...وقتها حسيت قد ايه انا إنسانة بش*عة لاني ك*سرت قلب الانسان الوحيد اللي حبني...الإنسان اللي اتقبلني بكل عيوبي ...أنا خس*رتك يا نائل وصدقني كانت أسو*أ خسارة عدت عليا ...

مسحت دموعها اللي كانت مغرقة وشها وقالت وهي بتضحك وبتع*يط في نفس الوقت؛

-حور محظوظة اوووي يا نائل لانك بتحبها ...أيوة أنا اقتنعت انك بتحبها ...عرفت وقت ما شوفت برودك لما عرفت بمر*ضي...بس انا مش زعلانة لا ...

فضلت تهز راسها وكملت ...

-انت عندك حق تتخ*لي عني لان ده اللي أنا عملته ...أنا اللي اتخل*يت عنك بالبداية وروحت لواحد د*مر حياتي كلها ...اكيد عمرك ما هتسامحني انا عارفة ...بس انا خلاص همو*ت ...

صوتها اتخنق اكتر وقالت:

-مرضي في مرحلة صعبة ...والعلاج الكيميائي ممكن ميجبش نتيجة عشان كده قررت استني مو*تي ومش هتعالج   ..فطلبي الوحيد انك تسامحني.  متحق*دش عليا ...ممكن يا نائل ...ممكن تنفذ الطلب ده قبل ما امو*ت ...

مردش عليها فهزت رأسها ومسحت دموعها وقالت:

-مش هضغط عليك عشان تسامحني ..ولا هترجاك تاني ...بس بجد اسفة علي كل اللي عملته ...

بدأت تبكي قدامه وهي بتصله...بتبصله لآخر مرة وقلبها بيتق*طع ...بتحفظ تفاصيله الجميلة في عقلها لأن دي كانت اخر مرة هتشوفه فيها ....حتي حرو*قه اللي خلتها تنف*ر منه في البداية بقت تعشقها دلوقتي ...عرفت وقتها أنها عشقت نائل ...عشقت نائل بكل ما فيه ...بمميزاته وعيو*به ...ند*باته وحرو*قه ...عرفت انها بتعشقه  لما قلبها بدأ يتع*صر وهي بتفكر انها مش هتشوفه مرة تانية !...

مدت سالي ايديها عشان تلمس الح*روق اللي علي وش نائل وهي بتبكي بس بعد هو وشه وبص الناحية التانية وهو بيضغط علي أيده بعصبية ...

-ممكن ..ممكن احضنك لآخر مرة ..

قالت وهي بتستعطفه ...

بصلها بصدمة للمرة الأولي بس سيطر علي صدمته وقال بصوت مخنو*ق:

-ربنا معاكي يا سالي مع السلامة ...

بكت سالي وهزت رأسها وبعدين اديتله ضهرها عشان تمشي ...فجأة بدأت الدنيا تدور بيها ووق*عت مغمي عليها ...

.......

فتحت سالي عينيها لقت نفسها في اوضة غريبة ريحتها ادوية ...عرفت فورا انها اوضة المستشفي ...افتكرت آخر مرة راحت تودع نائل لاخر مرة واغمي عليها ....

بصت جمبها لقت نائل بيبصلها بنظرة غريبة ...اتنهد وهو بيبصلها وقال:

-جبتك المستشفي بعد ما أغمي عليكي وبالصدفة دي كانت المستشفي اللي الدكتور بتاعك واللي قالي علي مر*ضك ...

بص للأرض وكمل:

-بصراحة أنا كنت فاكرك بتك*دبي وان مر*ضك ده لعبة منك عشان ارجعلك ...بعتذر منك ...

-مفيش مشكلة 

قالت بصوت مخن*وق ...

بصلها وقال :

-انا هساعدك...هساعدك لحد ما تخفي يا سالي ...بس اوعي ده يديكي امل اني اسامحك أو ارجعلك ...أنا هساعدك لاني مش زيك ....عمري ما اتخلي عن حد في عز مح*نته زي ما انتِ عملتي فيا،...

قام من علي الكرسي وقالت:

-اجهزي عشان هكلم دكتورك ونبدأ في العلاج !

.........

-عايزة تقت*ليني اتفضلي اقت*ليني!

صرخ فيها رائد وهو ماسك السك*ين وبيقرب منها ...بدأت حور ترجع بر*عب وهي شايفة الس*كينة في ايد رائد وقالت:

-لا ...لا أبعدها عني!!

كانت بتبكي بر*عب كبير وبترجع لورا ...

-رائد متعملش كده ...انت عارف اني بخ*اف منها أبعدها عني ...أبعدها عني ابوس ايديك ...

ملامح رائد اتحولت للش*ر تماما ...وفضل يضحك بش*ر وقال؛

-مش يمكن دي فرصة عشان تخلصي من مر*ضك النفسي يا حور ...تخلصي من كلا*كيع الماضي ...فضلت هي تبكي وحطت ايديها علي ودنها وقالت:

-بس ...بس اسكت ..اسكت متكملش ...

بس هو قرب اكتر منها فرجعت وهي بتبكي وبتص*رخ وبتترجاه يسكت ...كانت بتبكي بشكل يقط*ع القلب لما ذكريات الماضي بدأت تندفع لعقلها...حست أن عقلها وقلبها بيتع*صروا من الال*م ...بدأ جسمها يسخن وبقت بته*ذي ...بس كل ده مخلاش رائد يتعاطف معاها ...بالعكس هو كان بيبصلها بش*ر ومبسوط بالحالة اللي هي وصلتلها ...كان بيضحك بتشفي ...ضحكات شر*يرة بدأت تتردد في كل مكان ..حست انها في فيلم رع*ب وهو الو*حش.اللي بيطاردها ...ابتسم رائد اكتر وقال:

-تعرفي أن حالتك دي مخلياني مبسوط اووي يا حور ...أنا هطير من الفرحة وانا شايفك بالشكل ده ...مجرد إنسانة ضع*يفة مري*ضة نفسيا أنا عملتلها جميل واتجوزها لأن محدش كان هيتجوز واحدة مجنو*نة زيك وبعد كل ده ...

ملامحها بقت كلها غض*ب ...غض*ب كبير وكمل :

-وبعد كل ده عايزة تسبيني عشان غ*لطة بسيطة وتروحي لواحد مش*وه مر*يض نفسي زيك ...لا مستحيل ...أنا هخليكي هنا لحد ما ترجعي تاخدي حبوبك النفسية تاني ...زي ما عالجتك من مر*ضك هخليكي تنتكسي تاني ...أنا هسوي فيكي الهو*ايل يا حور ...هخليكي تتمني الرحمة ومش هتطوليها ...

كانت هي بتبكي ...بتبكي وبتترجاه بصوت مخنوق ؛

-ابوس ايديك ...ابوس ايديك كفاية أنا همو*ت ...كفاية هم*وت ...

قرب منها ومس*ك شعرها بغ*ل وخلاها تبص علي السك*ينة وقال:

-شايفة دي ..فاكراها صح ...فاكرة جر*يمتك يا حور ...قدام الكل عاملة نفسك البريئة اللي مفيش زيك ...بس دي حقيقتك ...حقيقة انك مجرم*ة ..قا*تلة ..ايديك ملو*ثة بالد*م ...مهما عملتِ عشان تكفري عن جر*يمتك لكن هتفضل جر*يمة وهتلاحقك طول حياتك ....

ز*قته حور وحطت ايديها علي ودنها وبدأت تصر*خ بإن*هيار وتقول:

-لا ...لا....

كانت حاسة ان حبالها الصوتية هتنف*جر من الضغط عليها ...حتي رأسها بدأ يو*جعها كأن حد بيض*رب فيه بالشا*كوش ...ورائد مكانش بيرحمها ...كان بيرجعها للماضي اللي كانت عايزة تنساه ومش قادرة ...الماضي اللي د*مر حياتها كلها وحياة والدها ...حست بتقل علي قلبها ووقعت في الأرض وهي بتصرخ جامد كانت كل حاجة بتتشكل قدام عينيها ...الجر*يمة الكاملة ...جر*يمتها هي ...خطيئ*تها هي ....

ابتسم رائد وقعد جمبها وهي بتصر*خ ومسك ايديها وحط السك*ين ...حاولت ترميه لكن منعها وهمس بصوت شي*طاني:

-متهربيش من حقيقتك يا حور ...العلاج النفسي ممكن فعلا يساعدك بس مش هينفي حقيقة اللي عملتيه ...

شاور بعينيه علي السكينة وقال :

مفيش حاجة هتقدر تمحي الج*ريمة اللي عملتيها ...ده قدرك تكوني مج*رمة ..

فضلت تبصله وهي مصدومه ودموعها بتنزل زي المطر ...

وبعدين رجعت لورا بصدمة لما ملامح رائد بدأت تتلاشى من قدامها ببطئ لحد ما اختفي تماما ...

بصت علي السك*ينة اللي في ايديها ولقت بق*عة دم عليها ... بصتلها بحيرة وبعدين وقعت بقعة د*م تاني علي ايديها ...بصت للسقف وصرخت بفزع لما بدأ الد*م ينزل منه زي المطر لحد ما بقت هي  مغرقة بالد*م ...

....

-لا لا..لا .لا 

فضلت حور تصر*خ وهي نايمة بسبب الكا*بوس المر*عب اللي بتحلم.بيه ...

اتفز*ع رائد من نومه لما سمع صوتها العالي وقام وهو بيفكر في الكوا*بيس اللي بدأت تزورها مؤخرا وده مش مؤشر كويس ابدا ...

دخل الاوضة ولقاها بتتقلب علي السرير وبتص*رخ بف*زع ...

مسكها وقعد يهز فيها ويقول:

-حور..اصحي فوقي ...

قامت من النوم وهي بتصر*خ وز*قته وقامت وهي بتقول بصرا*خ:

-انا اللي قت*لتها ...أنا اللي قت*لتها !!!


الفصل الرابع عشر(اختيار صعب )

اتنفست سالي بتوتر ...وفضل قلبها يدق بعن*ف وهي بتبصله وبتعيط ...مكانتش مصدقة انه هيساعدها. ...الانسان اللي اتخلت عنه في عز محنته دلوقتي بيمد ايديه عشان يساعدها في محنتها. ...لأول مرة تحس بالخجل ده ...حست انها بجد رخي*صة وهي شايفة انه متخلاش عنها زي ما عملت ...رغم انها ك*سرته لكن اهو نائل واقف جمبها زي ما اتعود دايما ...

دموعها نزلت زي المطر وقالت بصوت مخنوق:

-شكرا ...شكرا بجد يا نائل ...أنا مش عارفة اقولك ايه ولا اشكرك ازاي ...انت طلعت احسن مني بكتير ...أنا والله مستحقش ده ...

اتنهد وقال:

-سالي أنا هساعدك لان لو أي حد مكانك هعمل كده برضه ...بتمني متفسريش مساعدتي ليكِ بشكل غلط ...أنا .. 

قاطعته وهي بتبكي وقالت:

-انت فعلا بطلت تحبني يا نائل...هو أنا فعلا مبقتش اهمك !

-متفكريش في الموضوع ده دلوقتي يا سالي ...فكري في صحتك ...فكري عشان تتعافي من الم*رض ده وتقدري تعيشي حياتك ...

-بس حياتي ملهاش معني من غيرك ..

قالتها بنبرة مك*سورة فرد هو بسرعة :

-انا. برضه كنت فاكر يا سالي ان حياتي انتهت...كنت فاكر أني خلاص كده بس فجأة ...

سكت وهو بيبتسم بحب خلاها تحس ان فيه نا*ر في قلبها من الغي*رة لانها عرفت انه بيفكر فيها ...

كمل نائل وهو بيبتسم :

-فجأة ظهرت حور في حياتي ...زي ما تكون ملاك وجات تنقذني من الض*لمة ...ومرة تانية حسيت أن الحياة بدأت تضحكلي ...

كان نائل في عالم تاني ...عالم مع حور ولأول مرة يحس أن مشاعره واضحة تماما ...هو بيعشق حور ...بيعشقها بطريقة مجنو*نة ...

كان سالي بتت*ألم وهي شايفاه في الحالة الخاصة دي ...بس بصت علي ايديها وفضلت تفركهم بتوتر ...هي اكيد مش هتلومه لانه حب حور ...هي اللي غلطانة ...هي اللي اتخلت عنه...هي اللي ك*سرته فملهاش حق ابدا تتضايق ...

مسحت دموعها بسرعة وابتسمت ليه ببهوت وقالت بصوت صادق رغم الا*لم الشديد اللي في قلبها :

-محظوظة حور بحبك يا نائل ...أنا بتمني أنك تلاقيها ...بتمني حياتك تكون سعيدة معاها ...لانك تستاهل كل خير ..

-شكرا 

قالها بابتسامة بسيطة بعدين كمل :

-دلوقتي خلينا نتكلم في العلاج ...انا هكلم دكتورك عشان نشوف نبدأ من امتي ...

اتنهدت سالي وقالت :

-بس أنا شايفاه تضي*يع وقت يا نائل ...اكيد قالك أن مر*ضي مرحلة متأخرة ...يعني الكيماوي ممكن ميعملش التأثير المطلوب فليه اتو*جع وأتع*ذب نفسي ...أنا بقول اخدها من قصيرها واستني ...

صوتها اتخنق وقالت:

-استني الم*وت ...

هز رأسه بنفي وقال؛

-مستحيل ...انتِ هتتعالجي وتبقي كويسة ...وانا هبقي معاكي يا سالي ...حتي هتصل بجدك يجي ... انت ِ محتاجة دعم كامل ...

-لا لا لا...

قالتها سالي بر"عب بعدين صوتها اتخنق وكملت:

-ابوس ايديك يا نائل بلاش تقوله ...مش هيستحمل الخبر ...اخر مرة قابلته كان تعبا*ن اووي ...أنا مش عايزاه يزعل ...

-ايوة بس لازم يكون معاكي ...

بصتله بإستعطاف وقالت؛

-يعني انت مش هتكون معايا يا نائل في علاجي ...

بدأ يتوتر وسكت شوية بس قال:

-هكون معاكي اكيد ..بس جدك ...

-وانا مش عايزة غيرك يا نائل...مش هطلب منك اكبر من طاقتك ...عايزاك تكون معايا في علاجي وانا مش هبني احلام علي اساس وجودك وعد ...

هز نائل رأسه وقال :

-ارتاحي النهاردة..الدكتور قال انك افضل تكوني هنا النهاردة أنا لازم امشي ورايا حاجة مهمة وهاجي بكرة بإذن الله ...

هزت راسها فقام هو ومشي ....

..... 

وصل نائل بيته بسرعة ولقي عصام قدامه وقال:

-جبت اللي قولتلك عليه؟!

هز عصام رأسه فابتسم نائل ودخله البيت ...

خرج عصام المس*دس وقال؛

-كلمت حد يجيبه ومترخص كمان متقلقش ...

عيون نائل السودا لمعت وابتسم ابتسامة غريبة وقال:

-كده مفاضلش اني اروح لرائد واق*تله !!!


مسك عمار محمد من قميصه وزع*ق فيه:

-انت هتسته*بل يا روح امك ..فاكرني غب*ي !!

بلع محمد ريقه بخو*ف وحاول يتكلم لكن ملامح عمار اللي كانت بتنطق بالغضب رع*بته ...نفسي وقتها انه محامي وليه وضعه ...كان مشتت وهو بيواجه برك*ان غض*ب عمار ..

حاول محمد يتحرر من عمار ويبقي حازم معاه اكتر  ولكن صوته خرج مهزور وقال:

-لو سمح...سمحت يا عمار باشا ميصحش كدا ...

بعد عنه محمد وعدل قميصه وقال:

-انا مخد*عتكش ولا حاجة!!ولا مجب*ر اساعدك...بس فعلا انا معرفش أي حاجة عن رائد ...رائد بعد اخر مرة كلمني قدامك مبقاش يتصل  بيا خالص ...حتي مبقتش عارف خط سيره فين ...أكيد هو خايف من وقت وقولتله علي قصة لينا ومش عايز يتقبض عليه ...

فضل عمار يلف حوالين نفسه وهو حاسس انه هيتج*نن ...يا تري راح فين رائد واختفي ازاي مرة تانية ...

وقف فجأة عمار وبدأت عينه تلمع بالغض*ب وقرب مرة تانية من محمد وقال من بين اسنانه..؛

-اكيد انت اللي حذرته يا محمد ...طبعا ولاءك هيكون ليه هو ..اوعي تفتكر أنك هتخ*دعني ...أنا سامحتك علي خد*عتك الاولي لما كنت عارف انه هيهرب من المكان الاول فمش هسامحك.تاني يا محمد وانت اللي هتتو*رط ...

بصله محمد ببرود وقال:

-انت متقدرش تعمل معايا حاجة يا عمار ...متنساش أنا مين ...أنا حاولت اساعدك بس انت عارف رائد اذكي مننا احنا الاتنين ...

بالعافية حاول محمد يقنعه بده وقلبه بيدق جامد ....بس عمار كان حاسس أنه بيك*دب ...

-علي !

صرخ عمار بعن*ف فدخل الصول وهو بيحيه فقال عمار بعصبية وتهور:

-ار*ميه في الح*جز ....

عيون محمد اتوسعت بصدمة وغضب وصرخ :

-انت اتجننت صح ...انت فاهم بتقول ايه ...ده انا ممكن اوديك في ستين دا*هية يا عمار ...والله ممكن امحيك من علي وش الأرض ....أنا ...

-خده يا علي .

صرخ عمار فقرب علي وهو بيسحب محمد وهو لسه بيصر*خ :

-انا مش هسكت علي اللي بتعمله يا حضرة الضابط وديني لادمرك ...أنا هوريك ازاي تعامل محامي محترم بالشكل ده ...سمعتني يا عمار ...مش هسكت !

كان عمار بيبصله ببر*ود وعلي بيسحبه وراه ...دخل فجأة نشأت ضابط زي عمار في القسم وصاحبه ...كان بيبص بصدمة لعمار اللي أمر الصول أنه ير*مي محامي زي محمد في الس*جن ...صحيح يبان علي محمد أنه جب*ان بس نشأت عارف ان محمد خب*يث وبيلعب من تحت لتحت ...

خرج الصول محمد اللي بيز*عق ...قرب نشأت من عمار وقال:

-انت اتجن*نت صح ...جرالك ايه ...انت بتعرض نفسك للج*حيم ...محمد مش هيسكت ...

هز عمار كتفه وقال:

-ي*ولع ...

وبعدين راح يقعد علي مكتبه بتوتر وخر*ج سجايره وبدأ يشربها بشراهة وهو حاسس بالهم ...

هز نشأت رأسه وقرب منه وقال :

-عمار اسمعني كويس ...انت عندك دليل أو إذن نيابة عشان تقب*ض عليه ...

-لا 

قالها عمار ببرود وهو بينفخ سجايره ...

سحب نشأت السيجارة من عمار وقال بعص*بية :

-بطل برود يا بني ادم انت وركز معايا ...اللي بتعمله غلط يا عمار ...ممكن ده يأ*ذينا كلنا ...خرج محمد من الحب*س واحنا هنتصرف ونلاقي رائد ...

بصله عمار كان باين عليه الحزن والغ*ضب ...أول مرة يشوف صاحبه بالشكل ده ...شد نشأت علي كتفه وقال:

-الموضوع مش موضوع رائد بس ...فيه ايه يا عمار ..

-تمارا عايزة تتطلق .

قالها عمار بضيق وعصبية ..وكمل:

-حاطة شرط اني لاما اسيب شغلي أو نتطلق!تخيل عايزاني اسيب شغلي ..كل حياتي رغم كل اللي حكيته ...أنا من وقت ما ابويا مات قدامي علي ايدين واحد من المجر*مين وانا قررت ابقي ضابط ...قررت انهي الإج*رام عشان محدش يحصله زي ما حصلي ...محدش يتي*تم ويشوف اللي شوفته !!!


فتحت النور الباب وبهتت لما لقت عمر قدامها ...كان شكله حزين ...وشه باهت وشافت  انه مش نايم كويس وقال:

-مقدرتيش توصليلها برضه ...

بصتله نورا بب"رود ...كان نفسها بجد تضر"به بسبب اللي عمله في اختها ...قلبها بيتحر"ق علي وجه ميرا ...ميرا اختها حتة منها ...ميرا اللي عمرها ما غلطت في حق أي حد متستاهلش كده ...لو كانت عرفت ان عمر هيأ"ذيها بالطريقة دي مكانتش عرضت عليها انها تحا"رب عشانه ...واحد زي كده 

..اذا"ها ود"مر حياتها ...خلي اختها تعا"ني اكتر ...كل لما تفتكر نبرة ميرا المك"سورة بتحس  اعصابها بتغلي ...

كان عمر بيبص لنورا بصدمة ...مش عارف ليه كمية الكر*ه ده في عينيها ليه؟!هي قدرت توصل لميرا معقول!!!

-ردي يا نورا وصلتِ لميرا ؟!!

قالها عمر وهو بيعص*ر ايديه من الغض*ب ....اعصابه كانت بتغ*لي. ..مكانش متحمل لا برودها ولا سكوتها بالشكل ده ...لان سكوتها بير*عبه اووي ...

-هي خلاص مش عايزاك وطلبت الطلاق .

قالتها نورا بوش جامد لعمر اللي كان بيبصلها بصد*مة ...كانت واقفه علي الباب ومستعدة تقفل الباب في وشه في أي لحظة ....بهت عمر وقال بلهفة :

-هي ...هي كلمتك ؟!قدرتي توصليلها يعني ؟!!!

رفعت نورا رأسها وقالت وهي بتبصله بقر*ف وكر*ه ...كر*هت عمر بسبب اللي عمله في اختها وقالت بنبرة. بار*دة:

-ايوة هي اتصلت بيا وقالتلي اوصلك انها عايزة تطلقك ...وبتقولك طلقها بهدوء ومن غير أي مشاكل لانها مش ناقصة ...

-انتِ ...انتِ بتقولي ايه يا نورا !! 

قالها عمر بصدمة ....كان مصد*وم من برودها ده ...يا تري ميرا قالتها ايه عشان تتقلب عليه بالشكل ده ....

لسه هتقفل نورا الباب في وشه هو مسكه وزع*ق وقال :

-استني يا نورا فيه ايه ؟!أنا حابب افهم فيه ايه عشان اختك تعاملني بالشكل ده ...

بصتله نورا وانفج*رت فيه وقالت:

-ما تروح تسأل مراتك ميريهان !!

رجع عمر بصدمة فكملت نورا وقالت :

-الاستاذة المحترمة اللي اتجوزتها علي اختي جات لحد بيت اختي وبكل بجا*حة قالت انكم متجوزين ...وميرا لانها بتحبك قررت تبقي معاك وتحار*ب عشان ترجعلها وترجع لولادك ...بس يظهر أنك متستاهلش انها تحا*رب علشانك! عشان كده قررت تحتفظ بكرامتها وتمشي وانت اشبع بمراتك الغنية يا استاذ عمر ...

وبعدين قفلت نورا الباب في وشه بعصبية!

كانت عينيه متوسعة من الصدمة ...مكانش مصدق ان ميريهان عملت كده ...معقول هي اللي خر*بت بيته ...ميرا كانت عارفة بجوازه ورغم كده حاولت تحا*رب عشانه وهو...هو عمل ايه ..هو خر*ب بيته بإيده...اتجوز حر*باية قدرت تخلي ميرا تبعد عنه ...كان لازم يعرف ان ميريهان مش سهلة  ...ميريهان مكانتش هتسكت الا لما يكون هو ليها وفعلا مستكتتش الا وهي خر*بت بيته نهائيا وضي*عت منه مراته وعياله...

مشي عمر ناحية عربيته زي ما يكون راجع من الحرب خس*ران .. الأ*لم اللي في قلبه فظيع ...والدموع اللي في عينيه حاجبه عنه الرؤية ...بلع ريقه وفتح باب العربية وركبها وبدأ يسوق ...كان بيمسح دموعه بسرعة وهو ماشي  بسرعة كبير ...كان بر*كان من الغض*ب بينف*جر جواه...كله بسبب ميريهان ...كان عمر بيح*قد عليها بشكل كبير ...متمني بس انه يشوفها في الوقت ده وهو هيشو*هها من كتر الض*رب ...هي اللي خر-بت بيته الح*رباية دي ...بس طبعا كان عارف انه مشترك في الغل*ط ده وبنسبة يمكن أكبر منها ...وصل لبيت ميريهان بسرعة ...فتح البيت وهو بينده بعص*بية:

-ميريهان ...ميريهان...

فضلت عينه تدور بغ*ضب بس البيت كان هادي زيادة عن اللزوم ....ضغط علي اسنانه بغض*ب وخرج موبايله وحاول يتصل بيها ولكن تليفونها كان مقفول ...قفل التليفون بعص*بية وحطه في جيبه وفضل يلف حوالين نفسه وهو حاسس ان برج من دماغه هيطير !


.......

-انا قت*لتها ...أنا قت*لتها !!!

فضلت حور تصر*خ وهي بتل*طم ..

حاول رائد يحضنها وهو مفز*وع عليها ...كان مر*عوب حرفيا وهو شايفها في الحالة دي ...

-حور اهدي ابوس ايديكي ..

كان بيقولها بصوت مخنوق ...بس هي كانت لسه متأثرة بالكا*بوس ...كانت شغالة تص*رخ وتعيط ...فضلت تعيط لحد ما حست ان احبالها الصوتية هتنف*جر....

قدر رائد يمسكها وفضل يهز فيها ويصرخ:

-اهدي يا حور ...اهدي ده مجرد ك*ابوس ....

بس هي كانت رافضة تهدي ...كانت لسه بتقول بجنون :

-انا .. .أنا قت*لتها...أنا قت*لتها ...

فضلت تضر*ب فيه بعنف وقالت:

-انا عملت كده أنا ...

فجأة ضر*بها بالقلم جامد عشان يفوقها ...هزت حور رأسها كأنها فاقت فجأة ...بدأت دموعها تنزل ...بعدين انفج*رت في العياط وهي بتحضنه ....حضنها رائد جامد ودموعه بتنزل ...كان قلبه بيو*جعه عليها. ..فضلت هي تبكي وهو محاولش يسكتها خالص ...سابها تخرج كل اللي جواها بس الخوف جواه بدأ يزيد ...خايف انها تتنكس تاني بسبب الضغط اللي اتعرضتله...خايف الشوط الكبير اللي قطعوه في العلاج  النفسي يرجعوا يعيدوه تاني ...ممكن كل اللي بنوه يت*هد في ثانية معقول ...حالة حور مش مطمنة ابدا ....الكوابيس رجعتلها تاني ونوبات انهي*ارها  زادت ودخل مؤشر مش كويس ...عقله وقف تماما عن التفكير ...مش عارف بجد يعمل ايه ...لو اتصل بدكتورتها النفسية ده ممكن يعرضهم ان مكانهم يتعرف....

خرج رائد من شروده لما حس ان حور اغمي عليه وهي بين ايديه ...

شالها بهدوء ونومها علي سريرها ...غطاها كويس وقعد جمبها...بدأ يمسح دموعها اللي بهد*لت وشها...رتب شعرها الجميل وبصلها والو*جع اللي في قلبه بيزيد اووي ...

-ياريت اقدر اشيل الاذ*ي اللي في قلبك يا حور ...ياريت اقدر انسيكِ أي اذ*ي اتعرضتيله وخصوصا الاذ*ي اللي حصلك بسببي....كلنا غل*طنا في حقك يا حور ..وانا اكتر واحد ...أنا حاولت كتير اني افهمك أنك مش مهمة عندي ...بس انتِ يا حور كنتِ الهوا اللي بتنفسه ...وحالتك دي بتو*جع قلبي ...أنا مش عارف اعمل ايه عشان تخفي وتنسي الماضي يا حور ...تنسي كل اللي حصل  ...

مسح دموعه وحضنها اكتر وقال :

-بس أنا مش هتخلي عنك يا حور ...هعمل المستحيل عشان انسيكي ...


قام رائد من جمبها وطلع بره وطلع تليفونه وركب الخط الجديد عشان يتصل بيه ...صحيح ان محمد حذ*ره من انه يتصل بيه عشان عمار بيراقبه وهو اوهم عمار انه هيساعده بس مش قادر يشوف حور بالشكل ده قدامه ويسكت لازم يتصرف ...بلع ريقه واتصل بمحمد واستناه يرد  ولما رد ؛

-رائد أنا مش قولتلك ....

قاطعه رائد وهو بيقول بصوت مخنوق:

-حور تعبانة ...تعبانة اووي يا محمد أنا بدأت اخا*ف عليها ...أنا ...

-مالها!!

بلع رائد ريقه وقالت:

-اتنكست تاني يا محمد ...الكو*ابيس رجعتلها تاني ...أنا خايف عليها ...وبفكر اتصل بدكتورتها بس خايف تكشف مكانها ومش عارف اعمل ايه ...

اتنهد محمد وقال:

-رائد الحل أنا وانت عارفينه كويس ...أنت عارف ان حالة حور مش متزنة وحطيتها في ضغ*ط مش طبيعي لما خط*فتها ..

عيون رائد الزرقا بدأت تلمع بالدموع وصوته اتخنق وقال :

-انا مقدرش اعيش من غيرها !

غمض محمد عينيه بحزن وقال:

-انت لازم ترجعها وانا هقدر اخرجك من جر*يمة قت*ل لينا   ..عمار صبره نفذ وش*ك فيا لدرجة انه حب*سني يا رائد وبعدها بدقايق طلعني بالعافية بضغط من نشأت لازم نتصرف معاه لانه فقد  اعصابه تماما ...  وفكر كمان في حور ...رجعها يا رائد ...رجعها والا حالتها هتبقي أسو*أ من كده ...

بدأت دموعه تنزل وعيط وقال:

-انت بتحكم عليا بالمو*ت من كلامك ...

-يبقي اختار يا رائد مو*تك ولا مو*تها ..

وكان عارف محمد ان رائد مستحيل يختار مو/تها ...

صوت رائد طلع مخ*نوق وقال:

-انا هرجعها ...هرجعها لنائل!!

وبعدين قفل التليفون وبدأ يبكي بحر*قة 


الفصل الخامس عشر(طلاق)


-لو عايزة ارفع قض*ية خلع ممكن تساعديني يا تمارا ؟!

قالتها ميرا لتمارا فجأة ...كانت عيونها حمرا بسبب الدموع المحبوسة واللي رافضة تحررها وترتاح ...

سابت تمارا كوباية الشاي اللي في ايديها وقالت :

-انتِ فعلا عايزة كده يا ميرا ...عايزة تشح*ططي ابو عيالك في المحاكم ...

بلعت ميرا  ريقها وقالت بصوت مخنوق:

-انا قلبي محر*وق من جوا يا تمارا ...عايزة او*جعه زي ما وج*عني ..أنا عايزة ...

قاطعتها ميرا وهي بتمسك ايديها :

-حاسة بيكي ...والله حاسة بيكي ..أنا فكرت زيك لثواني برضه ...فكرت ارفع قض*ية خلع علي عمار لكن حسيت ان مش عايزة انهي اللي  بيننا بالشكل ده ...صحيح هو اذا*ني كتير بس برضه عيشني اجمل ايام حياتي ...فعشان خاطر الايام الحلوة دي أنا مش عايزة الموضوع ينتهي بيننا بالشكل ده ...

بلعت ميرا ريقها وقالت:

-انتِ لسه بتحبيه يا تمارا ...

ابتسمت تمارا وقالت يصدق تام؛

-انا مش بحبه يا ميرا ...أنا بعشقه ...بعشقه بجنو*ن ...عمار مش بس كان جوزي...كان كل حياتي ...كان ابني ...

ضحك وبدأت عيونها تدمع وكملت:

-انا كنت فعلا بعامله زي ما يكون ابني ...كنت مدلعاه اوووي وهو كان بيحب الدلع ده ...بس كله جه علي راسي للأسف .  

قالت جملتها الأخيرة بحزن ومسكت كوباية الشاي بتاعتها وبدأت تشربها ...دمعة خا*نتها ونزلت فراحت مسحتها بسرعة ...

بصت ميرا لصاحبتها وهي حاسة قلبها بيتع*صر من الألم عليها وقالت:

-طيب ليه مترجعلهوش ؟!

بصت تمارا لميرا بصدمة فكملت ميرا :

-هو مخا*نكيش ...مفكرش يعرف غيرك و ...

هزت تمارا راسها وقالت؛

-هو انتِ فاكرة ان الخيا*نة بس هي اللي بتق*تل الست ؟!

هزت تمارا راسها وقالت:

-الاه*مال بيق*تل الست يا ميرا ..البر*ود والج*فا...البعد كمان ...

اتنهدت تمارا بحزن وقالت:

-عمار كان ممكن يخليني اعيش في الجنة من كلمة واحدة ...نظرة حب ...بس للأسف كان بيق*تلني بالحياة بعدها بنظراته الباردة وكلامه المس*موم كان مصر دايما يبعدني عنه ...كل لما كنت أقرب منه خطوة كان بيبعد ألف ...ده كان بيقت*لني يا ميرا ...حاولت كتير اني ميأسش منه ...حاولت كتير اخرجه في الض*لمة اللي هو عايش فيها بس هو كان مصر يعيش في الض*لمة ..وحاول يشدني ليها وقتها اختارت نفسي ...

مسحت تمارا دموعها وبصت لميرا وقالت وهي بتضحك علي نفسها :

-بس رغم كده مش قادرة اتخلي عنه يا ميرا ...أنا لسه واقفه معاه وبساعده...لسه بحبه للأسف....ياريت اقدر اشيل حبه من قلبي ...والله ما كنت اتأخرت...

هزت تمارا راسها وقالت:

-تعرفي اني كنت هديله فرصة وطلبت أننا عشان نبدأ من أول وجديد يسيب شغله لانه مسبب ف*جوة بيننا بس رفض ...

مسكت تمارا ايد ميرا وقالت؛

-صدقيني بالنسبالي لو عمار خا*نني اهون من اللي بيعمله ده..بس أنا اكتشفت ان الك*ارثة الاكبر انه محبنيش ...هو حب حبي ليا بس ...

-متتمنيش الخي*انة يا تمارا لان وج*عها كبير والله ...بتحسي وكأن روحك بتتح*رق ...قلبك بيتح*رق ...بتحسي ان اعصابك بتغ*لي زي ما تكوني في الجح*يم ...صدقيني وجع الخي*انة كبير ...لما كنت معاه وانا عارفة انه بيروحلها كنت بفضل اب*كي للصبح لحد ما عينيا تو*رم ...حسيت اني همو*ت او هيجرالي حاجة يا تمارا...وطبعا لما يجي كان مفروض ابتسم في وشه واعمل نفسي اني اسعد واحدة في العالم وانا ...

اتخنق صوتها وبدأت دموعها تنزل وكملت :

-وانا من جوايا بمو*ت ...المشكلة بقا اني حم*ارة ولسه بحب عمر ...

بك*ت تمارا زيها وقالت :

-وانا لسه بحب عمار ...أنا مشوفتش حد احمر مننا احنا الاتنين ...

حضنت تمارا ميرا وهي بتبكي وقالت:

-يق*طع الرجا*لة اللي مخلينا بالحالة دي ...يارب ينقر*ضوا ...

-امين . 

قالتها ميرا وهي بتب*كي هي كمان 

..................

-جيتي قبل ميعاد المتابعة بتاعتك .

قالها دكتور كريم بإبتسامة  لطيفة لميريهان ...

ابتسمت ميريهان بتو*تر وهي بتلعب في حزام شنطتها وقالت بصوت واطي:

-طبعا اسفة اني حجزت ميعاد ضروري ...بس كنت محتاجة فعلا اتكلم مع حضرتك ...

لبس نضارة النظر بتاعته وقال:

-اكيد طبعا ...وياريت نشيل الرسميات دي بيننا ممكن ...

اتوترت اكتر وقالت:

-معلش أنا حابة نتعامل كده علي الأقل ..

حاولت تبرر بإرتباك بس هو رفع ايديه وقال بلطف:

-مفيش داعي للتبرير انتِ تعملي اللي عايزاه ...اهم حاجة عندي راحة مر*يضي...

بصتله بحزن وقالت:

-ممكن متقولش مر*يضي دي تاني ...بتخليني ازعل علي نفسي ...تقدر تقول علي واحدة طالبة استشارة ...

مقدرش كريم يمسك نفسه وضحك ...بس لما شاف انها اتضا*يقت بطل ضحك وقال:

-اسف مقصدش ...وعموما يا ستي انتِ تؤمري ...انتِ مش مر*يضتي ...انتِ حالة محتاجة استشارة!

ابتسمت ميريهان وهزت راسها وقالت:

-شكرا ليك ...

وبعدين فضلت تهز في رجليها بتوتر وهي بترتب كلامها ...مكانتش عايزة تبقي متلخبطة قدامه ...كانت عايزة تتكلم علشان تفضي اللي جواها وعشان تنسي ...لان عمر قالها بسهولة انه هيسيبها ...خلاص علاقتهم انتهت للحد ده وهي قررت تستلم ومتح*اربش عشانه ...بالعكس قررت تحا*رب عشان نفسها هي ....نفسها اولي انها تح*ارب عشانها عشان ترجع طبيعية تاني ...

بصت لكريم ودموعها بتنزل وقالت:

-تحب ابدا من فين ؟!

اتنهد هو وقال:

-ابدأي من المكان اللي ترتاحيلوا ...من وقت ما تحبي ابدأي...أنا مش هضغط عليكي !

فركت كفها وبدأت تتكلم ...كلامها كان عشوائي مش مرتب ...ومش مفهوم بس الاكيد ان الست دي كان ليها معاناة خاصة في حياتها ...

-كنت فاكرة اني قدرت انسي اللي حصل ...كنت فاكرة اني اتجاوزت اللي حصلي يا دكتور ...وقولت ان عمر هيقدر يعوضني علي اللي فات ولكن للأسف اذ*يته معايا  ...أنا مش هسامح نفسي علي اللي عملته فيه ...

مسحت الدموع اللي نزلت بسرعة وقالت :

-المشكلة اني نفس احس اني مر*غوبة ..نفسي حد يحبني بنفس الطريقة اللي عمر بيحب بيها ميرا فاهمني ...فضلت اسأل نفسي  أنا ليه متحبش كده ...أنا حتي ...حتي ...

مقدرتش تكمل وانفج*رت في العياط وقالت:

-محدش حبني ...محدش خالص حتي اهلي ...اهلي لما كملت خمستاشر سنة بس باعوني لواحد غني أكبر مني بكتير  ...واحد اشتراني بفلوسه...صحيح خلاني اكمل تعليمي واداني فلوس وهدايا ...بس عمره ما حبني ...كنت بالنسباله عش*يقة بعقد شرعي ...بعدها عرفت ..عرفت انه اصلا متجوز من واحدة بيعشقها بس اتجوزني عليها عشان هي مريضة مبتقدرش تديله حقوقه الشرعية ...كان بيجي يتكلم عليها ...بيتكلم عن حبهم ...تخيل حتي الراجل اللي كان ضعف عمري تقريبا مقدرش يحبني كان عايز جس...

مقدرتش تكمل اكتر من كده ...انفتحت في العياط  ...كانت كل جر*وحها بتتفتح من أول وجديد ..قالت بصوت مخنوق من العياط:

-انا مش قادرة اكمل ...مش قادرة ...

ادالها كريم  منديل وقالها بحنان :

-مفيش مشكلة نكمل المرة اللي جاية ...

.......

طلعت ميريهان من عيادة الدكتور وركبت عربيتها بسرعة ومشيت ...

....

وصلت البيت ووقفت لما لقت عمر قاعد علي الانترية ...ابتسمت ببهوت  لما قام وقرب منها وقالت:

-امتي جيت يا عمر ...أنا كنت عند الدكتور ..كنت هتصل بيك عشان نروح سوا بس 


قاطعها عمر لما ض*ربها بالقلم جامد علي وشها وبصلها بقر*ف 

-اه ..

صرخت ميريهان وهي بتحط ايديها علي خدها بصدمة وبتبص علي عمر اللي ضر*بها بالقلم ...عيونها اتملت بالدموع وقالت بصوت مخنوق:

-انا عملت ايه ؟!ليه بتضر*بني !!!

بصلها بغيظ وضر*بها قلم تاني  وكان قوي جدا لدرجة  انها وق*عت علي الأرض  من قوة القلم...

دموع ميريهان بدأت تنزل وهي مش فاهمة حاجة قرب منها عمر ومسك شعرها بغ*ل وهو بيز*عق فيها:

-انتِ اح*قر انسانة شوفتها في حياتي يا ميريهان ...انتِ متستاهليش اللي انا بعمله معاكي ...بيتي اتخ*رب بسببك ...

فهمت ميريهان ان عمر عرف كل حاجة ..

-عمر صدقني. ..

حاولت تبرر ...بس هو ضر*بها بالقلم وصر*خ:

-اخر*سي ...اخر*سي ...بقا تروحي لمراتي وتقوليلها أنك مراتي...اتجرأتي تقفي قدامها وبكل بج*احة بتقولي أنك مراتي ...بس أنا اللي غلطان اني اتجوزت واحدة رخي*صة زيك ...انتِ طالق يا ميريهان ...طالق!!

....................

قعد علي الأرض وهو بيب"كي ...كان حاسس ان حد ماسك قلبه وبيدوس عليه ....كان حاسس ان نا*ر جواه هو اختار مو*ته هو ولأول مرة يختار حياة حور ...لأول مرة ميفكرش في نفسه ...يفكر فيها هي وبس ...

غمض عينه وهو بيتخيل حياته من غيرها.  حياته هتكون مجرد ض*لمة. ..حاجة باهتة ملهاش ملامح ...حاول كتير قبل كده انه يوهمها انه مبيحبهاش ...وانها مش مهمة عنده بس كان بيك*دب ...هي كانت اهم حاجة في حياته ...عرف دلوقتي ان الحياة بتبتدي معاها وهتنتهي لما يسلمها لنائل...حس بالقه*ر والغي*رة لما فكر في كده ...لما فكر انه هيسلم حبيبته بايده لراجل تاني ...هيرجعها لانه مش هيقدر يشوفها بالحالة دي ...مش هيقدر يشوفها بتم*وت.بالبطئ ويسكت...قام رائد ومسح دموعه ...دخل الاوضة وبص علي حور اللي نايمة ...بدأت الدموع تتجمع في عينه تاني ..

ازاي بس هيسيبها ...ازاي هيسلمها بإيديه لواحد تاني ...هو بيمو*ت نفسه بالحيا لو عمل كده ...بدأ عقله يفكر في حلول تانية ...حلول عشان تبقي معاه بس فش*ل ...عرف ان مينفعش تبقي معاه اكتر من كده بسبب اللي حصلها بسببه هو ...بسبب ضغطه عليها حالتها اتنكست بالشكل ده ...حس بالذ*نب بسبب كده ...هو اذا*ها كتير ...بس يعلم ربنا انه حبها...حبها اكتر من أي حاجة في حياته ....ومحدش هيحب حور قده ابدا ...ولا حتي نائل...

خرج رائد من شروده لما حس بيها بتتكلم وهي نايمة ...كانت بتب*كي بحزن في نومها ...وعرف انه كابو*س من كوا*بيسها ...راح جهتها ونام جمبها ...فضلت تتقلب وادتله ضهرها وهي بتب*كي ولسه بتحلم بالكو*ابيس ...اتنهد وحضنها جامد ...فضل يقول بصوت لطيف بس مخنوق:

-اهدي ...اهدي...

غمض عيونه ودموعه بتنزل وقال:

-انا عارف أنك عا*نيتي كتير ...بس معا*ناتك خلاص هتخلص يا حبيبتي ...لان رائد الشناوي خلاص اعلن انه خس*رك يا حور واستسلم...عرفت اني معملتش حاجة الا اذ*يتك وصدقيني بكر*ه نفسي عشان كده ... افتكرت...افتكرت أنك هتسامحيني كالعادة بس لا ...فيه حاجات مينفعش يتسامح.فيها وانا فاهم كده كويس ...للأسف فاهم ...ويمكن ده عقابي علي اذ*يتك يا حور ...عقابي  اني اذ*يتك بالشكل ده ..وعقا*بي هو اني اشوفك من غيري وصدقيني ده مش عقا*ب هين بالعكس ..أنا عندي المو*ت اهون من اني اشوفك معاه ...أنا اختارت حياتك يا حور ..وكتبت علي نفسي اني امو*ت كل يوم وانا بشوف اللي حبتها مع واحد تاني ...بس أنا استاهل ...ايوة استاهل كده واكتر كمان ...أنا حاولت كتير اني  افهمك أنك ولا حاجة بالنسبالي ...بس انتِ كل حاجة ...اوهمتك اني خن*تك كتير ...بس عمري ما لمست حد غيرك. ....كنت بحاول يا حور ...حاولت كتير اخو*نك بس مقدرتش ...كان فيه حاجة قوية بتمنعني اني اخو*نك ...حبك كان بيمنعني ...لحد ما قررت فعلا اخ*ونك ...حاولت مع لينا اكتر من مرة بس مقدرتش ...مقدرتش يا حور ...كان نفسي اثبت لنفسي اني مش بحبك بالقوة دي بس للأسف انتِ كنتِ مسيطرة عليا بطريقة خو*فتني أنا شخصيا ..وانا مكنتش حابب السيطرة دي...

عينيه اتملت بالدموع وكمل:

-لان بابا دايما كان يقولي كده ...اني لازم أنا اللي ابقي مسيطر علي مشاعر الست اللي معايا مش العكس ....كان دايما يقولي كده بعد ما كان بيض*رب أمي...حاولت كتير اني مسمعش كلامه ...حاولت مبقاش زيه ...بس للأسف بقيت نسخة اكتر وحش*ية منه ...

غمض عينيه وهو بيفتكر اللي كان بيعمله ابوه في امه ...

....

فلاش باك ...

بيت ضخم راقي فيه احسن الموبيليا ...أنيق ومرتب ...يخلي اللي يشوفه يتمني انه يقعد فيه لدقايق ... افتكروه جنة ....بس اللي جوا البيت ده كان الجح*يم بعينه...بنشوف طفل صغير حاطط ايديه علي ودنه وهو بيعيط في اوضته ...وتحت سريره ...كان سامع امه بتصر*خ وبتب*كي ...وكالعادة ابوه هو اللي بيض*ربها ...كان كل يوم نفس النظام ...بس يجي ابوه من برة كان هو بيروح يستخبي تحت سريره ويفضل يب*كي وهو سامع انه بتتها*ن !!!فجأة بهت صوت امه وبقا يسمع صوت عيا*ط بسيط ...اتنهد براحة ...أكيد ابوه بطل يضر*بها...فجأة اتنفض رائد لما الباب اتفتح ودخل ابوه...فضل يترعش من الر*عب وحط ايديه علي بوقه ...فجأة ص*رخ لما ابوه بص  تحت السرير فجأة ...رجع لورا فابتسم ابوه وبعدين مد ايده وخرجه من تحت السرير ...وبعدين حضنه وقال:

-متخافش يا حبيبي أنا مش هأ*ذيك...انت عمري ...بس هي ده دورها ...دورها تضر*ب ..لازم تعرف أنك كراجل لازم تكون المسيطر عليهم ...الست لو سيطرت عليك هتك*سرك ...لازم تكون انت الاقوي في اي علاقة ....

باك ...

خرج رائد من شروده وهو بيبكي وبيقول:

-انا بقيت نسخة منه ...أنا حتي مقدرتش احمي أمي منه...امي معاشتش حياة ادمية الا لما هو ما*ت ...بس هو صحيح مات بس جزء وح*شي  منه كان جوايا ..وانا قررت اقت*ل الجزء ده يا حور ...هثبتلك اني مش زيه...أنا هرجعك واروح لأمي...هروح واعوضها عن كل اللي عاشته....

وبعدين غمض رائد عينيه وبدأ ينام...

فتحت حور عينيها ..هي سمعت معظم كلامه ...وللاسف قدرت تشفق عليه !!


...........


-فين رائد يا عمار ...انت كد*بت عليا كتير وانا سيبتك تكدب براحتك ..وصدقتك ..لأنك ابني محبتش أقلل منك ...بس أنا عايز اعرف فين ابني...عايزة اشوفه ...أنا ..

مقدرتش تكمل وبقت تأخد نفسها بالعافية ...وهي حاسة بأ*لم كبير في قلبها ...

مسك عمار ايديها وقال:

-اهدي يا مرات عمي ...

هزت رأسها وهي بتعيط بأ*لم  وبتتكلم بصعوبة ؛

-لا ...لا يا عمار ...ابني فين يا عمار ...رائد عمل ايه المرادي ...ليه التكتم الغريب ده علي مكانه ...قلبي ...قلبي وا*جعني عليه يا عمار ...ابوس ايديك قولي ابني فين ...

حس عمار بالت*وتر ...لسانه اتربط ...معرفش يقول ايه ...معرفش يبرر تاني  لانه كان عارف ان اي كلمة هيقولها مش هتصدقها ...

مسك عمار ايديها ...كان مر*عوب وهو بيشوف التعب علي وشها ...هي مش مرات عمه وبس ...هي جزء من قلبه ...هو بيحبها اكتر من امه اللي اتخ*لت عنه بعد مو*ت ابوه...هي اللي ادتله حنانها...وعلي رغم وح*شية عمه معاها بس هي مهر*بتش ...هي استحملت عشانه هو ورائد...بس للأسف رائد مقدرش ده ...رائد عذ*بها اكتر من ابوه بمشاكله الكتير وجنا*نه ...

بدأت عينيه تدمع ورفع ايديها وباسها وقال بصوت مخن*وق:

-متج*برنيش اني اتكلم يا مرات عمي ...

نزلت دموعها وفضلت تنهت وقالت:

-ابني حصله ايه يا عمار ...ابوس ايديك يا بني اتكلم أنا همو*ت من الر*عب عليه ...قلبي واكلني علي ابني ...وغلاوتي عندك يا ابني لتتكلم...

غمض عمار عينيه وهو مش عارف يقول ايه ...مش قادر يواجه عينيها ويكدب مرة تانية ...هي أكيد حاسة ان فيه حاجة...لولا انه خائف عليها كان اتكلم ...بس ميقدرش يصدمها بالشكل ده ...وبرضه ميقدرش يتكلم :

-مرات عمي أنا ...

صوته كان مخنوق ودموعه بدأت تنزل ...

شدت هي علي ايديه وقالت :

-ابوس ايديك يا بني اتكلم ...صدقني هم*وت لو مطمنتنيش عليه ...قولي رائد عمل ايه تاني يا عمار ...ور*ط نفسه ازاي المرة دي ...أنا عارفاه مته*ور ...وبقا مته*ور اكتر بعد طلاقه من حور ...البنت المس*كينة اللي اتحملت كل حاجة منه ...زي ما أنا اتحملت ابوه ...

غمض عمار عينيه وقرر يحكي ...

فتح عينيه تاني واتنهد وقال :

-رائد متو*رط جدا يا مرات عمي للأسف ...

بصتله هي بخوف فكمل هو :

-ابنك خط*ف حور من فرحها ...ابو حور وخطيبها قالبين الدنيا عليها ...

حطت هي ايديها علي قلبها اللي بدأ يو*جعها جامد ...وشها بدأ يصفر جامد وقالت وهي بتنهت جامد:

- كان لازم اعرف ان ده هيحصل ...كان لازم اعرف ان ابني هيورث طباع ابوه. ..ليه كده يا رائد ...اللي ابوك مقدرش يعمله انت هتعمله...هو مقدرش يقت*لني زمان ...انت جاي تقت*لني دلوقتي ...

فضلت تبكي بشكل خ*وف عمار ...خ*وفه لدرجة انه مرضيش يقولها انه متورط في جر*يمة ق*تل كمان ...

-مرات عمي اهدي ...

قالها عمار  بر*عب ودموعه بتنزل ...بس هي رفضت تسكت ...كانت بتب*كي بحر*قة علي ابنها...اتمنت كتير انه يبقي متزن نفسيا ويعوضها عن اللي شافته ...ولكن للأسف هو زي ابوه ...ابوه قدر يزرع الوحش*ية فيه ..ضربات قلبها بدأت تزيد بشكل مر*عب وفضلت تنهت جامد وهي بتحاول تأخد نفسها ...حست ان الدنيا بدأت تضيق عليها ...مسكت ايد عمار وهي بتقول بفز*ع:

-عمار ...الحقني ...أنا بمو*ت ....

.........

بعد ساعة ...

كان عمار في المستشفي وهو بيروح وبيجي....الر*عب كان مسيطر عليه وهو بيفتكر حالة مرات عمه ..شكله الشاحب خلاه مر*عوب ...بص لفوق وهو بيعي*ط وقال:

-يارب اشفي عنها يارب انا مليش غيرها بعدك...

خرج الدكتور فجأة من اوضتها فقرب منه بسرعة ...بصله الدكتور بأسف وقال:

-البقاء لله!!


.........

تاني يوم 

-متجيش معايا .

قالها نائل ببرود وهو بيخبي السلا*ح جوا هدومه ...عينيه السودا كانت مليانة بالح*قد والتصميم ...كان مصر يقت*له ..عقله جواه ضجيج مش راضي يخلص ...ضميره بيص*ارع شيا*طينه ...بس للأسف شيا*طينه اللي كانت مسيطرة .مكانش شايف الا ان رائد د*مر حياته كلها وحياة حور ...شايفه انسان مؤ*ذي ...ميستحقش الحياة ...

بهت عصام وقال:

-يعني ايه يا بيه ؟!

ابتسم ليه نائل وقال:

-يعني خلاص يا عصام ...تشكر انت علي كل حاجة ...أنا مبقتش محتاجك...روح انت ...أنا هروح لمكان حور بنفسي ...

-طيب وانت عرفته فين ؟!

هز نائل راسه وقال:

-اكيد طبعا...رائد كان فاكر نفسه هو بس اللي ذكي ..محطش في باله اني برضه ممكن افكر زيه ...رائد كان لازم يعرف اني ممكن اواجه اي حاجة عشان حور...روح يا عصام أنا مش محتاجك ..هعرف ارجع حور بنفسي ...ومتقلقش حقك كله هيوصل .....

هز عصام راسه ومشي ...

جهز نائل نفسه واتصل بدكتور سالي عشان يوصي علي سالي وراح لحور ...ناحية المرسم بتاعه ...المرسم اللي كر*هه وه*جره بعد ما اتشو*ه ...كأنه كر*ه الحياة كلها بعد الحاد*ثة بتاعته ...مكانش نائل مصدق ان رائد استهون بيه بالشكل ده وراح يخبي حور في مكان تبعه ...بس كده افضل بالطريقة دي هيقدر ينت*قم من رائد كويس ....هينت*قم من الانسان اللي سر*ق سعادته وحبيبته ...مش هيرتاح النهاردة الا لما يشوف رائد مي*ت ...

 .....

-انا هرجعك لنائل يا حور ...

قالها رائد بصعوبة وقلبه بيتع*صر من الألم ...كانت عيونه مليانة دموع بس مسمحش انها تنزل ...رغم ان عينه بتح*رقه وبتصر*خ عشان ترتاح من كمية الدموع دي لكن محبش يبين حز*نه الكبير ...كان عايز يحررها منه ...عايز يشوفها سعيدة وهو اتاكد انها مش هتكون سعيدة مع واحد مج*نون زيه. ..مش هتكون سعيدة مع واحد د*مر حياتها بالشكل ده ..

كان حور بتبص لرائد ببهوت ..كانت تعبانة لدرجة انها مش قادرة تتكلم اصلا ...الكو*ابيس انهكتها ...هزت رأسها ليه فقرب هو منها ومسك ايديها ...حاولت هي تبعدهم فقال :

-سيبني امسك ايديكي لاخر مرة...أنا هرجعك لنائل واختفي من حياتك للأبد وعمري ما هضايقك ...بس اعرفي يا حور اني بحبك اووي ...بحبك اكتر من أي حد ...صدقيني محدش هيحبك قدي ...أنا اختارت اني امو*ت كل يوم وانا بشوفك ملك لغيري ..اختارت حياتك انتِ ومو*تي أنا ...

عيون حور دمعت فابتسم رائد من بين دموعه وقال:

-مبسوط اني شوفت مشاعر في عيونك ليا غير الك*ره ...

مسح دموعه وقال:

-يالا عشان نمشي قبل ما اغير رأيي ...

طلع رائد قبلها وفتح الباب بس فجأة حس بحد ضر*به علي وشه جامد ...رجع لورا بصدمة ووقع ...بس علي اللي ضر*به لقاه نائل ماسك السل*اح وقال :

-واخيرا . 

-نائل اسمعني أنا كنت هرجعها ...

بس نائل بص علي حور اللي طلعت فجأة ...شعرها مبه*دل ووشها باهت بيحكي عن كم الع*ذاب اللي اتعرضلته مع السا*دي ده ...

-حور ادخلي جوا لحد ما اقت*ل الحيوان ده ...

بصت حور للمسد*س بر*عب ودموعها بدأت تنزل ...

زع*ق فيه رائد وقال:

-بطل غبا*ء انت كده بتأ*ذيها ....

مسك نائل رائد وبدأ يض*ربه جامد وهو بيص*رخ فيه 

-محدش بيأ*ذيها هنا غيرك يا جبا*ن يا حق*ير...

فضل يضر*ب فيه لكن رائد حاول يفهمه ...بس نائل كان غض*به كبير ...مفتكرش الا الضغ*ط النفسي اللي عاشه وحور بعيدة عنه ...فجأة ز*ق نائل رائد لحد ما وقعه وعمر المس*دس وقال :

-هي دي نهايتك يا رائد الشناوي ...

قام رائد بسرعة ومسك المس*دس عشان يدافع عن نفسه ...الاتنين كانوا ماسكين المسد*س وبيتخ*انقوا وحور كانت واقعة علي الأرض وهي حاطة ايديها علي ودنها وبتبكي ...فجأة ص*رخت لما رص*اصة اتضربت

-ناااائل 

صر*خت حور بفز*ع فنائل بعد شوية واتص*دم لما لقي ان الرص*اصة جات في بطن رائد ..رجع رائد لورا بصدمة وبعدين و*قع علي الأرض ...

صر*خت حور وهي بتبكي ...بصلها رائد ودموعه بتنزل ...ابتسم بحز*ن وهو شايفاها بتبكي عليه وبعدين غمض عينيه وانتهت كل حاجة !! 


تكملة الرواية من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close