رواية لم أكن يوماً سجينتك الفصل الثالث والعشرون حتى الفصل الثامن والعشرون والاخير والخاتمه بقلم سولييه نصار
![]() |
رواية لم أكن يوماً سجينتك الفصل الثالث والعشرون حتى الفصل الثامن والعشرون والاخير والخاتمه بقلم سولييه نصار
الفصل الثالث والعشرون(ملعون بالعشق)
مسح رائد دموعه وبص لعمار وقال:
-فعلا أنا لازم اتعالج يا عمار ...أنا مش طبيعي ...وبعد ما خس*رتها حالتها هتبقي أس*وأ ...
هز عمار رأسه وهو بيطبطب عليه وقال:
-قوم دلوقتي ارتاح .
بصله رائد وقال وقلبه بيتع*صر من الا*لم :
-تفتكر فيه امل حور ترجعلي ...
غمض عمار عينيه وهز رأسه وقال:
-لا مفيش ...
فتح عينيه مرة تانية وشاف رائد في حالة صعبة اووي ...اتنهد عمار وقال:
-انا مش عايزك تتأمل علي الفاضي ...انساها يا رائد وشوف حياتك ..
-هي حياتي ..صدقني مقدرش اعيش من غيرها
قالها بمرارة
فرد عمار بسرعة:
-لا انت هتقدر تعيش وتنسي كمان ...وهتحب غيرها ..
ضحك رائد بحزن وقال:
-مستحيل ...مستحيل حد يدخل قلبي غيرها يا عمار ...هي كل حاجة بالنسبالي ...
-مفيش حاجة مستحيل يا رائد لو عايز تنساها هتنساها ...انت بس بطل سل*بية وجب*ن ...امحيها من دماغك ...خلي عندك إرادة قوية وهتنسي والله ..حاول يا رائد ...حاول والا هتبقي أسيرها طول عمرك ...حاول والا انت اللي خس*ران ...خلاص هي نفتك من حياتها يا رائد ...وحبت واحد تاني ....
سكت عمار شوية وهو بيضغط علي نفسه عشان يتكلم وقال بحذر:
-وعندها حق يا رائد. ..انت د*مرتها ...اذ*يتها كتير ...خلاص سيبها في سلام ...
-انا اكتر واحد حبها ..
قالها رائد بانفعال فرد عليه عمار وقال:
-اللي بيعشق مش بيأ*ذي يا رائد ...انت بتحبها مقدرش أنكر بس بتحب نفسك اكتر بكتير ...
عيون رائد دمعت وقال بصوت مخن*وق:
-انا بحبها ...والله بحبها انت مش فاهم هي كل حاجة في حياتي ...عارف اني كنت وا*طي معاها ...عارف اني أذ*يتها كتير وانا والله ندمان ...بس متقولش يا عمار اني محبتهاش ...انت وانا والكل عارف اني كنت مجن*ون بيها ..عارف انها اغلي من حياتي ...انت ...
-خلاص عارف انك بتحبها ...
زقه رائد وزع*ق :
-ما دام عارف كده ..بتقول اني مبحبهاش ليه ...وانت عارف ان هي حياتي ...ليه بتته*مني كد*ب انها مش مهمة عندي ...
رفع عمار ايديه وقال:
-عارف انك بتحبها ...بس بتحب نفسك اكتر ..
هز رائد رأسه ودموعه نزلت وقال:
-انا بديتها علي نفسي ...عشان هي تعيش اختارت اني امو*ت ...انا بمو*,ت هنا يا عمار وهي مع نائل ...أنا لو بحب نفسي صحيح كنت هربت بيها لآخر الدنيا عشان محدش ياخدها مني يا عمار ....لو مش بحبها مكنتش رجعتها لنائل وتقعد معاه وأنا بمو*ت من نا*ر الغيرة....ماشي اذ*يتها وبض*رب نفسي بالجذمة لاني عملت كده ومش هبرر لنفسي ...بس والله كل مشاعري ليها هي وبس ...هي الحياة ...الامل ...وكل حاجة جميلة في حياتي ...
كتم عمار بوقه وقال:
-خلاص اسكت اسكت ماشي ...يا بني انساها بقا انت كده مش هتعرف تتعالج ...
بعد رائد ايده وقال لعمار:
-حور مش مر*ض أنا هتعالج منه يا عمار ...
-لا مر*ض يا رائد ومر*ض خطير كمان ...حبك ليها وصل للهو*س وده خط*ير عليك وعليها ...لازم
تتعالج وبعدين هتلاقي ان حبها اختفي من قلبك ...
-تضمنلي اني لو اتعالجت هبطل احبها ؟!
قالها رائد فسكت عمار ...ضحك رائد بتريقة وقال:
-طبعا لا ...لأن للأسف يا ابن عمي حور هنا ...
شاور علي قلبه وكمل:
-انت مل*عون بحبها ومش هقدر ابطل احبها ..حتي لو دخلت في حياتي واحدة تانية ..حتي لو اتعالجت ...حبنا مش ممكن ينمحي اثره بسهولة ...هي الانسانة الوحيدة اللي فضلتها علي حياتي يا عمار ...فمستحيل انساها ...
اتنهد رائد بأل*م وقال:
-انا هتعالج زي ما انت بتقول وبتطلب ...بس مفيش علاج ابدا لحبها
..............
نومت منال الاولاد وهي حاسة بالتع*ب ...شفقانة علي ميرا من اللي هي فيه ...قد ايه الحب ممكن يكون مؤ*ذي ...ممكن يخليك تفرح لحد ما تلمس النجوم ...بس بيجي مرة واحدة يو*قعك لحد الج*حيم عشان تتحر*ق بنا*ر العذا*ب ...هي بتشوف ميرا وهي بنتط*في قدامها ...كانت تسمع دايما أن الحب بيخلي الست تنور ...اول مرة يشوف الحب بيد*مر ست للدرجة دي ...
-انا مش هحب ابدا ..عمر ما ده هيحصل ..
قالتها منال بخ*وف ...عرفت أن الحب مش بالجمال اللي الناس بيحاولوا يصوروه ... اكتشف أن في جماله بيكمن الس*م اللي ممكن يتمكن منك ويد*مر حياتك ...قد ايه الحب مخي*ف ...مخي*ف بدرجة كبيرة .
اتنهدت منال وقررت تطلع لميرا وتدعمها ...
....
كانت ميرا نايمة علي سريرها ودموعها بتنزل ...انهي*ارها كان بش*ع وكأن اخيرا وقعت قناع المرأة الجامدة اللي من غير مشاعر وقررت تمارس
حقها في الانه*يار ...فضلت تبكي وتبكي ...كانت نفسها مع كل دمعة يخرج حب عمر من قلبها ولكن بالعكس ..كان بيتغلغل جوا قلبها وبيثبت جامد ....حبه رافض أنه يخرج ...هي مش قادرة تبطل تحبه ...الموضوع مش بإيديها ...الموضوع مش مجرد مشاعر جوا قلبها لعمر ...الموضوع هو قصة حب كبيرة بينها هي وعمر صعب تخلص ...ذكريات جميلة وصعوبات عدوها مع بعض ...ازاي قدر يعمل كده ...ازاي لغي العتاب من حياتهم وراح يدور علي حب واهتمام واحدة تانية....معقول نسي الحب اللي بينهم ...معقول ده اللي حصل ...وازاي هي مفروض تسامح ...لو هو مكانها يا تري هيسامح ولا هير*ميها ومش هيسأل فيها !!!
ضمت جسمها وحاوطت نفسها بإيديها وهي بتكمل عياط ...امتي بس تنساه وترتاح من الهم ده ...امتي تحذ*فه من ذاكرتها للابد ...امتي !!ياريت تقدر تخرجه من قلبها ومش هتتأخر بالعكس هترتاح بدل النار اللي جواها مش راضية تهدي ...مش قادرة تنسي ولا تسامح ولا قادرة تبطل تحبه...لحد امتي هتفضل في الدوامة دي ...لحد امتي هتفضل متشتتة ومشتتة عيالها ...اللي بيحصل دلوقتي لا يطاق والكل متأثر بسببه واولهم ولادها...ولادها اللي رغم صغرهم الا انه داقوا غياب ابوهم....
قربت منال من اوضة ميرا ولقيتها ضامة نفسها زي الجنين قلبها وج*عها عليها ...معرفتش ازاي تخفف عنها ولا تقولها ايه ...هي مش عارفة ايه اصلا اللي مفروض تقوله في الموقف ده ...ولا عارفة تخفف عن ميرا ازاي ...
قربت منال بتوتر لميرا وقعدت علي السرير جمبها ..وطبطت عليها ...وقتها اتفتحت ميرا في العياط ...حضنتها منال بهدوء وهي بتطبطب عليها ...أول مرة تشوفها بالانه*يار ده ...شافتها بتبكي كتير ...لكن انهي*ار بالشكل المؤ*لم ده لا !!...كانت منال نفسها تقول أي حاجة وتهون عليها ...بس زي ما يكون لسانها متربط مش عارفة تقول أي كلام عشان كده كل اللي عملته انها فضلت حضناها وهي بتبكي من دون أي كلام ولا أي مواساه ...
.....
بعد شوية ...
وقفت ميرا قدام المرايا وهي شايفة وشها احمر من كتر العياط وعينيها دبلانة ...مش مصدقة الحال اللي وصلتله بسببه ...معقول بسبب عمر تعمل ,في نفسها كده ...هي بالضعف ده معقول !!!
فين قوتها وفين كبرياءها ...ازاي تسمح لنفسها تنه*ار بالشكل ده وقدام ميريهان!!!...قدام غريمتها ...كانت ميرا متضايقة من نفسها لانها عملت كده ...متضايقة من انهي*ارها رغم ان حقها تنه*ار والا هتتجنن ...بس في الحقيقة هي متضايقة لانها انه*ارت قدام ميريهان واظهرت ضع*فها ..ده ضايقها اوووي ...
فتحت ميرا الحنفية وغسلت وشها بسرعة وفي عينيها اسرار ان اللي جاي يكون مختلف تماما ...مش هتنه*ار تماما ...جه الوقت انها تشوف حياتها ..وهتربي عمر بطريقتها !
...........
-كنتي فين ؟!
قالها نائل لحور اللي دخلت البيت ...كان جه قبلها عشان يشوفها بس ملقهاش وأبوها مكانش عارف هي راحت فين ...وده ق*لق نائل شوية ...
بصتله حور وحاولت متتوترش وقالت:
-كنت عند رائد ...
شافت ملامح الغض*ب علي وشه بس حاول نائل يهدي نفسه وقال :
-ليه يا حور ؟!احنا عايزين نطلع رائد من حياتنا وأنتِ روحتي لحد عنده ...
-انا روحت وقولتله يبعد عن حياتنا ...وطبعا شكرته عشان طلعك من الح*بس. ..
-شكرتيه!!!
قالها نائل وحاسس أنه هتجيله سكتة قلبية بسببها ...سكتت حور بتوتر ومتكلمتش ...عرف نائل أنه لازم يمشي دلوقتي والا بجد هينف*جر فيها ...بصلها وقال بهدوء:
-انا ماشي .سلام ...
اتنهدت حور بتعب ومسكت ايديه قبل ما يمشي وقالت:
-ممكن تسمعني شوية !!
يصلها نائل وكان هينف*جر فيها بس شكلها التعبان خلاه يتراجع ...هو مش عايز يضغط عليها ابدا ...مش عايز يزعلها ...حاول يهدي غضبه من ناحية انها راحت للراجل ده بنفسها ...غمض عينيه وعد لحد عشرة عشان يهدأ بعدين فتح عينيه لقاها بتبصله بترجي ...اتنهد نائل وقال؛
-تحبي نطلع ...نتمشي شوية ونتكلم ؟!
ابتسمت حور وقالت بحب :
-ياريت ...نفسي اتمشي معاك ...نرجع لايام زمان ....سوا ...فاكر ..
ابتسم ليها نائل وقال؛
-مقدرش انسي يا حور ...حابة تغيري هدومك ولاهتخرجي كده ...
مشيت حور وهي بتقول بحماس:
-هغير هدومي طبعا ...عشر دقايق وهنزل بإذن الله ..
وبعدين طلعت علي فوق ...ابتسم نائل وهو بيشوف حماسها الكبير ده ...نفسه تفضل بالحماس ده ...نفسه يشوفها بالاشراق ده كل يوم ومستعد ينسي اي حاجة وح*شة حصلتلهم ...يتجاوز الماضي معاها ...بس يشوفها مبسوطة ....
...
بعد عشر دقايق بالضبط ...
نزلت من اوضتها ...اتجمد نائل وهو بيشوفها بفستانها الأزرق ...الفستان اللي شافها بيه أول مرة ...حور رجعته تاني لأول لقاء واجمل لقاء ...اللقاء اللي غير حياته للأبد ...وخلاه يحس ان فيه أمل يبقي سعيد مرة تانية...قربت حور منه وهي مستغربة وقالت:
-بتفكر في ايه ؟!
ابتسم نائل وقال:
-بفكر في اول لقاء لينا يا حور ...وقد ايه كان جميل ومميز ...بفتكر ان يوم ما شوفتك حسيت كأني اتولدت من جديد...فاكرة اليوم ده يا حور ...
ابتسمت بحب وقالت:
-مقدرش انساه....مقدرش انسي ظروف لقاءنا ...
ابتسم وهو بيلمس خدها وقال:
-انتِ انقذتيني من المو*ت كنت وقتها ضعي*ف ومك*سور بسبب اللي عملته سالي وبسبب الحادثة ...بقيت منب*وذ تماما حتي من عمتي وعيالها اللي مفروض عيلتي الوحيدة ...فكرت اني خلاص لازم ام*وت ...
ضحكت حور وقالت وهي بتقول:
-ايوة فاكرة كنت واقف علي حافة النيل وعايز تنط وانا فضلت اصرخ وللاسف مكانش فيه حد يسمعني ...وقتها أنا اتجن*نت وركبت علي الحافة رغم اني.كنت لابسة الفستان ومسكت ايديك واقنعتك تنزل ...
-كانت المرة الأول اللي محدش يش*مئز من تشو*هي ...المرة الاولي اللي محدش يخا*ف مني وقتها أنا حسيت بأمل اني اعيش ...
بصتله بدلع وقالت:
-وانا الامل ده صح ...
شدها ليه وباس راسها وقال:
-واجمل آمل كمان أنا بشكر الظروف اللي جمعتنا
.............
بالليل ...
-انت ايه اللي جابك هنا؟!
قالتها تمارا ببرود وهي بتبصله ...كانت بتحاول تداري علي نبضات قلبها السريعة لما شافته قدام بيتها في الوقت ده ...
ابتسم عمار وبعدها شوية وبعدين دخل وقال:
-دي مش طريقة ترحبي بيها بجوزك حبيبك يا تمارا
-انت يا بني ادم رايح فين ...بعدين اطلع برا ولما تيجي تيجي بميعاد عشان اجهز نفسي ...
ابتسم عمار وبصلها واخد باله أنها لابسة بيجامة ميكي اللي بتحب تلبسها عادة ...
قرب منها وقال:
-بيجامة الاطفال دي هتأكل منك حتة.يا حبيبتي ...
بصت تمارا للبيجامة وقالت:
-اطلع برا يا عمار دلوقتي ...
شدها ليه وحط ايديه حوالين وسطها وقال :
-قوليلي لو قولتلك اني جاي النهاردة كنتي هتعملي ايه يعني ..هتلبسي قميص نوم ؟!...
-ابعد.عني يا عديم التربية!
صرخت تمارا فيه ووشها بقا احمر من الكسوف ...كانت بتحاول تز*قه لكن هو كان عامل زي الحيط مش راضي يتحرك ...كان بيضحك علي تصرفاتها ...توترها كان فاض*حها ...مال هو عليها وباسها علي خدها ...سكنت شوية وقلبها فضل يدق جامد وقالت بصوت مخنوق:
-امشي لو سمحت .
يصلها بحيرة وقال:
-تمارا أنا هسيب شغلي عشانك ...دي مش بيمثلك حاجة ؟!
رفعت راسها وبعدته عنها وقالت:
-مبقاش يعنيلي حاجة ...لانك بشغلك أو من غير شغلك مش هتتغير يا عمار ...هتفضل نفس الشخص القاس*ي اللي بيحب أنه يحرجني ويك*سرني ...وانا مبقتش اتحمل كده ...بتصعب عليا نفسي يا عمار وانت بتك*سرني كل شوية خلاص أنا تعبت يا عمار ..تعبت مبقتش استحمل ...كلامك زي الس*م بتأ*ذيني وانا بسكت عشان بحبك ...بس خلاص فاض بيا ...
عيونها دمعت وبدأت دموعها تنزل مد ايده عشان يمسح دموعها وقال:
-ششش أنا آسف ...
بس هي بعدت ايديه وقالت:
-وانا أعمل ايه بأسفك...قولي يا عمار أعمل ايه بيه ...انت مش حاسس بيا ...انت ...انت ...
صوتها اتخنق وبدأت تعيط ...قرب منها وحاول يحضنها بس هي بعدته عنها ...مسكها وحضنها بالعافية وقال:
-ششش أنا آسف خلاص ...آسف والله ...عارف أنك اتحملتِ كتير بس الماضي محاصرني يا تمارا ...مخليني مش عارف أتصرف بشكل طبيعي ...أنا بحاول اتحسن والله ...واهو هسيب شغلي ونعيش سوا وهعمل اللي انتِ عايزاه ...
بعدته تمارا عنها وقالت:
-المشكلة مش في شغلك ...المشكلة فيك انت ...انت بتتكلم من غير ما تحسب كلامك كأن اللي قدامك ده شخص ملوش مشاعر ...انت بتدب في قلبي سك*ينة في كل مرة بتكلمني يا عمار ...ازاي عايزني انسي ...
هزت راسها ومسحت دموعها بقوة وقالت:
-انا مقدرة الماضي اللي عيشته ...مقدراه والله وحاولت اساعدك كتير بس فش*لت ...وحسيت اني بدأت انطفي...الض*لمة اللي كانت محوطاك بقت محاوطاني كمان يا عمار وكان لازم ابعد والا هتد*مر ...بلعت ريقها وكملت :
-امشي يا عمار ...بالله عليك امشي لان خلاص اللي بيننا تنتهي ومستحيل يتصلح ...اقفل الباب بعد ما تطلع
قالتها ببر*ود وكانت هتمشي من قدامه بس هو مسك ايديها وقال بصعوبة :
-انا بدأت اتعالج نفسيا ...
بصتله بصدمة فقرب منها وحضنها ...كان محتاج يحضنها...محتاج يحس بالاماناللي اتس*رق لما ابوه اتقت*ل قدام عينيه وامه هر*بت ...وهو محسش بالامان الا معاها هي ...
كانت تمارا مبهوتة من اللي سمعته لدرجة انها مكانتش قادرة تبعده عنها ...غمض عمار عينيه وقال:
-انا خس*رت كتير ومش ناوي اخس*رك ...اديلي فرصة تانية ...فرصة اصلح كل اللي عملته...فرصة اسعدك مرة تانية واخليكي كل حياتي ...متتخليش عني يا تمارا ...اوعي تتخلي عني في الوقت ده ...
بلعت ريقها ودموعها نزلت وحضنته بدورها وقالت:
-مش هتخلي عنك ابدا !!
.......
قدام قب*ر لينا ..
قام وهو بينفض التراب عن هدومه وطلع من جيبه وردة وقال:
-دي لروحك يا حبيبتي !!!
يتبع
#لم_اكن_يوما_سجينتك
#سولييه_نصار
الفصل الرابع والعشرون(الغامض )
-هو الحال هيبفضل كده لأمتي ؟!
قالها عمر بضي*ق وهو ماسك ابنه سيف ...كانت ميرا بتبصله ببرود وقالت :
-حال ايه مش فاهمة ؟!
غمض عينيه وهو بيستغفر في سره وبعدين بصلها وقال:
-امتي هترجعي لبيتك وجوزك ...أنا صبرت اسبوع وقولت أسيبك تهدي !!
مسكت مج النسكافيه بتاعها وقالت :
-مش هرجع...
-افندم !!!
صر*خ عمر في وشها فبصتله بتحدي وقالت:
-مش هرجع ...مش هرجع ايه بتكلم هيروغليفي أنا ...انت ازاي بالبج*احة دي بعد كل اللي عملته معايا ...ياريت تطلقني بهدوء يا عمر بدل ما اجر*جرك في المحاكم ...
غمض عينيه وهو بيحاول يسيطر علي أعصابه ...عارف ان الخ*ناق معاها مش هيجيب نتيجة ...هو عارف انها مج*روحة منه وهو متحمل نتيجة اللي عمله ومش بيحاول يتهر*ب من اللي عمله...
نزل عمر ابنه سيف بهدوء وقعده علي الكرسي بتاعه وقرب من ميرا ...اخد منها كوباية النسكافية وحطها علي الترابيزة وبعدين شدها ليه وقال:
-انا عارف اني غل*طت في حقك ...وانا بعتذر ...أنا سبب اساسي ان بيتنا يته/دم يا ميرا ...فتعالي علي نفسك وصلحيه عشان اولادنا ...
-وليه اجي علي نفسي ...
قالتها بقه*ر وهي بتزقه وكملت:
-ليه أنا اللي اض*حي؟!
-لان الحياة كده يا ميرا مش هتمشي الا لما نضح*ي ...
-وهفضل اض*حي لحد امتي يا عمر ...وهض*حي لوحدي يعني ...اجي علي نفسي لحد ما امو*ت مثلا عشان انقذ بيتنا اللي هو مش موجود ... ..
-مش موجود!!
قالها عمر بصدمة فردت عليه :
-ايوة مش موجود...مفيش بيت بيبني علي الك*دب والخ*يانة والغ*در ...مفيش بيت بيتبني علي أن الست تفن*ي حياتها عشان البيت ده والراجل رايح يتجوز ويستمتع بحياته...لا يا عمر مفيش اصلا بيت احافظ عليه ...ومش عايزة اضح*ي وانقذ حاجة ...أنا عايزة اتطلق ...عايزاك تبعد ...أنت بتأ*ذيني لو بتحبني زي ما بتقول طلقني وارحمني...طلقني لاني مش متحملة ابقي علي ذمتك يوم تاني ...لاني بمو*ت خلاص وعايزاك تحررني ...
بلع ريقه وقال :
-وبعد الطلاق ايه اللي هيحصل ...قولي يا ميرا ...هتعيشي لوحدك واولادنا يبقوا مشتتين واعاني انا لوحدي صح ؟!انتِ عايزة لاولادنا كده ...
عيون ميرا دمعت لما بصت علي ابنها سيف ...كان قلبها بيتع*صر من الألم...هو قدر يمسكها من ايديها اللي بتو*جعها ....
-انا مقدرش ارجع ...كرامتي مش هتسمح اني اسامح في الخي*انة يا عمر ...حط نفسك مكاني ...أنا تعبانة ومقهو*ر ...دماغي مش رحماني ابدا ...
سكت ميرا وبدأت تبكي ...دماغها كانت بتتعص*ر من الألم ...كان نفسها تصر*خ وتص*رخ لحد ما يختفي صوتها ...كان نفسها عمر يحس بيها ...يحس ان الن*ار اللي جواها مش سهلة ...انها تكون عارفة ان جوزها في حضن واحدة تانية ده كان اصعب من قدرة احتمالها ...هي نفسها تنسي اللي عاشته ..نفسها ترتاح من النا*ر اللي بتك*ويها كل يوم ...لا البعد نافع ولا القرب نافع ...البعد نا*ر والقرب جح*يم.وهي م عارفة تختار...
كان عمر بيبص لميرا ...كان حاسس انه ند*ل لانه غد*ر بيها ...مكانش يعرف ان جوازه من واحدة تانية هيقهر*ها بالشكل....ازاي قدر يعمل في اللي بيحبها كده ...ازاي قدر يأ*ذيها بالشكل ده ...كان نفسي يأخد الأ*لم من قلبها ويحطه لي قلبه ..نفسه يكون ليه فرصة واحدة بس انه يصلح كل اللي حصل ...لانه ميقدرش يعيش من غير ميرا ...ابدا ...حبه لميرا اقوي من أي حاجة ...وهو غل*ط وهيتحمل أي عقاب ...
مسك.عمر ايد ميرا وخلاها تقعد علي الانترية وقعد علي ركبته ومسك ايديها وقال :
-اطلبي أي حاجة اعملها عشان تسامحيني ...أنا مش هتخلي عن حبنا يا ميرا ...هحاول معاكي لحد ما تسامحيني
.........
في المستشفي ...
كانت حور حاطة رأسها علي كتف نائل وماسكة ايديه وسرحانة ...بتبص حواليها وبتشوف مع*اناة غيرها وجواها بتشكر ربنا أن حالها افضل ...صحيح هي عانت بس ربنا عوضها بإنسان مفيش زيه ..انسان طيب وشهم ...انسان هي غر*قانة في حبه بشكل مش طبيعي ....صحيح فيه جواها شوية غي*رة انها هنا مع سالي ..هي متعرفش جات ليه اصلا ...نائل عرض عليها تيجي وهي ما صدقت وقبلت الدعوة...ورغم انها بتحس.بالفخر لانه اللي بتحبه جواه الخير ده كله,الا انها حاسة بغي*رة ....واحد غيره كان اتخ*لي عن سالي ومبصش عليها ..لكن هو لا ...هو رفض يتخلي عنها ...هو وقف معاها ودعمها اكتر من أي حد رغم انها معملتش أي حاجة غير انها اذ*ته جدا ...وصحيح هي كانت متض*ايقة من سالي لكن مر*ضها خلاها تتعاطف معاها شوية وقررت تدعمها رغم ان ده صعب عليها ...بس برضه صعب تشوف واحدة بتصا*رع المو*ت ومتهتمش ...
.........
بعد ما خلصت سالي الكي*ماوي ...كانت بترتاح علي السرير ...نائل خرج يعمل مكالمة وساب حور معاها ...
.....
فركت حور ايديها بتوتر وهي شايفة سالي نايمة علي السرير وتعبانة ...كان المرض والعلاج الكيماوي اثر س*ئ عليها ...وشها كان باهت بطريقة مش طبيعية ...عينيها دابلة وشعرها بدأ يض*عف ...ورغم أن سالي إ*ذت نائل زمان ومفروض حور تح*قد عليها إلا أنها فعلا صعبت عليها لما شافتها في الوضع الص*عب ده لدرجة ان عيون حور بدأت تلمع بالدموع وهي شايفاها ...كانت بتدعي من قلبها انها تخف ....
بصت سالي لحور وقالت:
-اكيد وضعي عاجبك صح ؟!
بصتلها حور بصدمة وقالت:
-مش كل الناس بتعا*ير المر*يض يا سالي ...اعرفي ان فيه ناس هدفها تساعد وبس ...
فهمت سالي اللي بترمي ليه حور وقالت بتعب :
-حق نائل رجع ...
-نائل عمره ما اتمني ليكِ المر*ض ...اظنك تعرفيه كفاية وتعرفي قد ايه هو انسان نقي من حول عمره ما كان في قلبه حق*د من ناحية أي حد حتي لو اذ*اه ...بدليل انه واقف معاكي...
عيون سالي دمعت وقالت:
-نائل مفيش منه ...هو احسن راجل في العالم ...
حطت حور ايديها علي حلقها وبدأت تحس بالاخ*تناق فكملت سالي :
-احنا كنا بنحب بعض اووي يا حور ...أنا كنت كل حياته زي ما هو كان كل حياتي ...كانت كل حاجة مثالية ...
سيطرت حور علي غير*تها وقالت ببرود:
-اهو بتقولي يا سالي كنا يعني فعل ما*ضي ...وقوف نائل جمبك حاليا بيدل علي أنه شهم بس لكن متتامليش حاجة منه ...
-انا بحبه اكتر منك
قالتها سالي بصوت فيه وج*ع وكملت:
-انا محتاجاه اكتر منك يا حور ..
-ممكن تسكتي
قالتها حور بغض*ب ..
-سيبيه ليا !
قالتها سالي بترجي وهي بتبص لحور المصدومة ...مسكت سالي ايد حور وهي بتترعش وقالت:
-صدقيني أنا محتاجة نائل عشان اعدي المرحلة دي في حياتي...أنتِ مش محتاجة نائل قدي ...أنا ...
هزت حور رأسها وبعدت ايديها وهي بتقول:
-انتِ مجنو*نة صح ؟!أنتِ فاكرة نائل ايه ؟!فستان هديهولك.!!!نائل انسان ...ليه مشاعر وقلب وهو اللي يختار اللي عاوزها ...أنا هسيبه في حالة بس لو اختارك أنتِ ...لكن غير كده انا بحب نائل وهح*ارب معاه للنهاية ...
صر*خت سالي وبكت وقالت:
-متبق*يش أنا*نية أنا بحبه اكتر منك أنا ...
-انتِ كذ*ابة ...عمرك ما حبتيه أنتِ بس مستخ*سراه فيا ...عايزة تتملكيه ..أنتِ مر*يضة نفسيا يا سالي ...ولو مبطلتيش القر*ف ده انا هخلي نائل يبعد عنك للابد!
............
-ساكتة ليه ؟!
قالها نائل لحور وهو بيسوق وبعدين كمل بحيرة:
-من اول ما خرجنا من المستشفي وأنتِ شاردة بشكل غريب يا حور ...حاسس انك في عالم تاني خالص ومش فاهم مالك ...
-مليش
قالتها حور بتعب وهي حاطة رأسها علي قزاز العربية ...كلام سالي قلب كيانها كله ...سالي عايزة نائل ...هي بتثق في نائل جدا ...بس انها تعرف أن نائل قريب من واحدة عايزاه بالشكل ده بيخليها تغير وتضا*يق ...بس طبعا هي متقدرش تقول كده لنائل...متقدرش تقوله بمنتهي البرود أنه يتخ*لي عن سالي ...لا هي مش بش*عة للدرجادي ومستحيل تجبره يتخلي عن واحدة في الظروف دي ..لا ...بس مش قادرة تبعد الشعور اللي في قلبها ...هي حاسة ان قلبها مقبوض من ناحية سالي ...حاسة أنها هتحاول اكتر تستميله وبجد دي حاجة مضا*يقاها ...بص نائل بطرف عينيه لحور ووقف العربية فجأة ...بعدين بصلها وقال بهدوء :
-قولي يالا فيه ايه؟!
-مفيش حاجة ...
اتنهد نائل وقولت :
-مستحيل اصدق أن مفيش حاجة يا حور ...فيه حاجة مضايقاكي قولي فيه ايه؟!..
اتنهدت حور وفركت ايديها وقالت:
-بجد مش عايزة اتكلم ..
-حور ...
قالها نائل فقالت حور بسرعة :
-سالي ضا*يقتني يا نائل ..
رفع حواجبه وقلبه نبض بعن*ف وهو بيتساءل يا تري سالي هببت ايه مع حور ...مش كفاية انها مستحملة انه بيساعدها ومعترضتش ...بس هو عارف سالي أكيد ضا*يقتها بالكلام ...مكانش لازم.يسيبها معاها ...
-اتكلمي يا حور سالي عملت ايه ؟
مسحت حور علي وسهل وقالت بعصب*ية :
-قالت سيبيلي نائل وانها بتحبك ومحتاجاك اكتر مني ...اترجتني اني اتخ*لي عنك عشانها ...اتكلمت كتير عن انها بتحبك ومتقدرش تستغني عنك وآني مش.محتاجاك قدها ...هو ده اللي قالته ...
غمض نائل عيونه بتعب وبعدين فتحهم وبص علي حور وقال بأسف وحزن:
-انا آسف ...آسف يا حور ...بجد آسف ..
-انت بتعتذر ليه مش ذ*نبك ...
مسك نائل ايدها وباسها وقال:
-لا ذ*نبي لاني اخدتك معاها ولاني بساعدها ...بس أنا مقدرتش اتخلي عنها أنا ...
-وانا مش بطلب منك تتخلي عنها يا نائل ...
قالتها حور وعيونها مدمعة بعدين كملت بصعوبة:
-انا مش بقولك كده عشان تتخلي عنها ...أنا مش وح*شة يا نائل أنا ...
مسك نائل ايديها وقال:
-عارف ان مفيش احسن منك وحتي لو طلبتي ده حقك يا حور وانا مقدرش اتكلم ...أنا متحملش أنك تكوني جمب رائد بإرادتك حتي لو بيم*وت فعشان كده حاسس بيكي ...
-مقدرش اطلب ده منك يا نائل ...مقدرش اخليك تتخلي عن واحدة في أمس الحاجة ليك ...لو طلبت كده مش هقدر انام والله ...هفضل شايلة الذ*نب ده طول حياتي ...فلا يا نائل انا مش هطلب كده...بس كل اللي هطلبه منك ..أنك متطلبش مني اروح معاك عندها ..معلش احترم غيرتي وانا واثقة فيك ...مش هنك*د عليك ولا اش*ك فيك ...بس مقدرش اتحمل يا نائل اني اشوفها قريبة منك ...مقدرش اعرف انها بتحبك واروح عادي وابقي جمبها...أنا مش قوية للدرجادي...
سكت ودموعها بدأت تنزل فقرب ومسح دموعها وقال:
-اسف لأنك بكيتي ...
مسكت ايديه وردت :
-انا عارفة أنك انسان شهم ..وانا مقدرش اطلب منك تتخلي عن شهامتك عشاني ..بس الموضوع بيو*جعني يا نائل ..حاسة ان قلبي بيتع*صر من الألم ...
شدها نائل وحضنها وقال:
-اسف...آسف أنا مش هسمح لحد يضايقك تاني يا حور ...مش هتسبب ليكي بأي ال*م من أي نوع سامحيني ..أنا هتصرف ووعد مش هخليكي تبكي تاني ...
وقتها قرر نائل انه لازم يتصرف مع سالي ...لانه مستحيل يخ*سر حور !!
..........
بالليل...
كان قاعد قدام قب*ر لينا بيبكي وبيقول:
-مكنتش عايز أعمل كده ...مكنتش عايز أذ*يكي يا مروة ...بس أنا حبيتك ...أنا حبيتك وانتِ اللي خو*نتيني ..قولتلك بلاش تبعدي عني ومسمعتيش الكلام وروحتيله ...
عينيه لمعت بش*ر وضحك بجن*ون وقال:
...بس متقلقيش يا حبيبتي أنا عارفة أنك بتحبي رائد كتير عشان كده عشان متخافيش تحت لوحدك هبعتهولك قريب جدا!!
الفصل الخامس والعشرون(بداية جديدة )
-انتِ بتغيري من رائد يا تمارا ؟!
-قالها عمار وهو بيحاول يكتم ضحكته ...بصتله تمارا بغضب وقالت:
-ليه اغير منه إن شاء الله ...ايه اللي انت بتقوله ده يا عمار وهغير ليه ؟!
رفع حواجبه وهو بيغيظها وقال:
-معرفش ...يمكن عشان بحبه اكتر منك ...
وشه بهت وبصتله بزعل وغيرة وقالت:
-انت فعلا بتحبه اكتر مني؟!
ضحك عمار عليها وقرب منها وهو بيبوس رأسها وبيقول:
-يا عبي*طة بضحك عليكي ...
مسكته من قميصه وقالت بطفولة:
-يعني انت بتحبني أنا اكتر منه ...
ضحك وباسها علي مناخيرها وقال :
-وبحبك أنتِ اكتر مني شخصيا
ابتسمت ليه وحس عمار أن وشها بينور ...بينور بالطريقة اللي هو بيحبها ...هو عارف أنه آذ*اها كتير وهو مش فخور باللي عمله ابدا ...وهيفضل طول حياته يعتذر عن الال*م اللي سببه ليها ..بس عارف ان تمارا متفهمة الا*لم اللي مر بيه ...لأنها حاولت تساعده كتير يتخطاه وهو كان رافض ...بس المرة دي لا ...المرة دي هيمسك ايديها ويعدوا ده سوا ...هيجتازوا المرحلة دي بأمان ...
-يالا يا روميو هنتأخر يا حبيبي ..
قالها رائد بزهق وهو شايف عمار حاضن تمارا بحب ...كان حاسس بالغيرة فعلا لانه اتمني ان هو وحور يكونوا في الموقف ده ...حور ...قال رائد اسمها بحب وغمض عيونه وهو بيتخيلها معاه ...بيتخيل عيونها البنية الجميلة بتبصله بحب ...شعرها الطويل اللي بيطير حواليها ..ايديها الحنونة وهي بتلمس كتفه ...حضنها ليه ...بيتخيل كل حاجة فيها وبيتندم انه اذ*اها ...اذ*اها بالشكل ده ...كانت بين ايديه وكل حاجة كانت مثالية بس بسبب هو*سه وجن*ونه راحت ...
الدموع بدأت تتكون علي عينيه وحس انه بيتخ*نق جامد ...
مسح دموعه بسرعة قبل ما تنزل وراح لعمار اللي حاضن تمارا بالشكل ده وشده من الجاكيت بتاعه وقال:
-يالا يا حبيبي ...يالا...
بعد عمار عن تمارا وقال بزهق:
-الواحد ميعرفش يتكلم مع مراته في بيته بخصوصية شوية ...
شاور رائد علي تمارا وقال:
- ما يا حبيبي.مراتك قاعدة طول اليوم قدامك مش هتمشي متقلقش ...يالا انت عشان نلحق ميعاد الدكتورة ...
بصتله تمارا بقرف وقالت:
-متروح لوحدك ولا انت لازم تتعب جوزي ...
-انا لازم اتعب جوزك
قالها رائد برخامة ..
بصتله تمارا بغضب فضحك رائد ...ضر*به عمار علي دراعه وقال :
-واد انت ملكش دعوة بمراتي...
بعدين بس لتمارا وقال :
-معلش يا حبيبتي هروح معاه واكسب ثواب حرام مس*كين ...
كانت لسه تمارا بتبص لرائد بغضب ورائد مبتسم باستفزاز ...الشخص ده قادر انه يفقدها اعصابها لدرجة انها نفسها دلوقتي تمسكه وتك*سر اسنانه وتش*د شعره ...متعرفش هو جايب كمية الاست*فزاز دي من فين ...
عمار شاف ان الاتنين ممكن يتخا*نقوا في أي وقت فشاف انه احسن ينسحب هو ورائد ...
مسك رائد من دراعه وقال:
-يالا بينا...
ابتسم رائد وقال لتمارا:
-عن اذنك يا مرات اخويا ...
وبعدين مشي وهو بيضحك علي شكلها
...................
في العربية
-متأكد ان الدكتورة دي كويسة ؟!
سأله رائد للمرة العشرين تقريبا ...هز عمار راسها بيأس وقال:
-رائد حبيبي دي المرة العشرين اللي تسألني فيها وانا حلفتك انها كويسة وانا ساعدتني كتير ...خلاص يا بني صدعتني ...اك*تم لحد ما نروح ...
-مش كنا روحنا لدكتور احسن يا عمار ...كنت مرتاح مع ر*اجل زيي مش س*ت ...
اتنهد عمار ...هو فاهم رائد ...الخطوة دي اصلا صعبة ...هو عارف ان رائد غصب عنه بيعترض دلوقتي كتير بس عارف انه هيرتاح مع الدكتورة نيرمين جدا...هي هتقدر تصلح الكلا*كيع اللي جواه...ابتسم عمار بتسلية ...نيرمين دكتورة قوية جدا ...وهي الوحيدة اللي هتقدر علي رائد ...هتقدر تسيطر عليه كويس ....
رفع عمار حواجبه وقال:
-متقلقش يا رائد هي دي اللي هتعدل حالك الما*يل ...
بصله رائد بحيرة وقال:
-تقصد ايه معلش ؟!
ضحك عمار وقال بتسلية:
-لا مقصدش.حاجة ...
-لا يا حبيبي تقصد ...قولي تقصد ايه هتعدل حالي المايل ...اوعي تقول هتكهر*بني ؟!
ضحك عمار وقال :
-لا هتعمل الأس*وأ من كده ...
ضربه رائد علي كتفه وقال:
-بطل يا عم وانجز قولي هتعمل ايه الولية دي فيا ...عمار اقسم لو بدأت تستظرف مش هروح ...
-ايه يا دنجوان خايف ولا ايه ...عيب عليك بس ...
بصله رائد بغيظ وقال:
-انا مش خايف منها ...خايف من الطرق اللي هتستخدمها في العلاج يا خفة ...يالا انجز قولي هي بتستخدم الكه*ربا ...أكيد بتستخدمها ...والدليل قدامي اهو شكلك من جلسة واحدة اتهب*دت في نفوخك ورجعت مراتك واهو هتسيب شغلك ...
ضحك عمار وقال :
-متخافش يا سيدي ...مبتستخدمش كه*ربا لا ...بس هي شخصيتها قوية ...يعني بلاش تزعلها !!
-كلامك ده خوفني منها اكتر يا عم فيه ايه ؟! مالها يعني بتستخدم أسلوب الضر*ب ...
ابتسم عمار وقال :
-حاجة زي كده
بعدين سرع عمار العربية وهو بيضحك علي رائد ...نادرا ما يشوف رائد متوتر بالشكل ...وادي أخيرا شافه !!!...وكان مستمتع جدا وهو شايفه في الحالة دي ...أخيرا هيت*أدب ويتعدل ويبطل مشا*كل ....هو فعلا الفترة اللي فاتت خلاه يفقد اعصابه جدا بسبب مشا*كله اللي مبتخلصش ...بس واثق ان نيرمين هيكون تأثيرها زي السحر عليه....
......
وصلوا العيادة...
قعد رائد وهو متوتر مستني دوره وبيبص حواليه بقلق ..أول مرة يروح لدكتور نفسي ومر*عوب جدا من اللي هيواجه ...كان بيتمني ان الدكتورة اللي جوا تقدر تساعده في العقد اللي جواه ...
...
جه دورهم واتوتر اكتر ...كان فعلا هيه*رب بس عمار مسكه ودخله بالعافية ....
دخل رائد اوضة الدكتورة وقلبه بينبض بع*نف ...عمار دخل معاه بابتسامة واثقة ...وقف رائد وهو بيبص للدكتورة واللي اتصدم انها صغيرة جدا ...طولها ميجيش في كتفه حتي ...رابطة شعرها ولابسة نضارة وعلي وشها ابتسامة لطيفة ...عرف انه هيكون سخي*ف لو خاف منها ...دي واحدة متجيش في كتفه حتي ...لو زعق فيها هتع*يط....
قعد رائد بهدوء علي الكرسي وقعد عمار وقال بمرح:
-ازيك يا دكتورتنا ...ايه المج الحلو ده ...جديد ...
وراح يلمس المج اللي واخذ شكل الز*ومبي اللي في افلام الر*عب ...ضر*بته نيرمين علي ايديه وقالت :
-سيب زغلول في حاله ...
قام رائد وقال بتوتر:
-زغلول ؟!زغلول مين هو فيه قط هنا ...
بصيتله نيرمين وقالت وهي بتشاور للمج وقالت:
-زغلول المج بتاعي ...
كتم رائد ضحكته وقالت:
-انتِ مسمية المج بتاعك زغلول ...
-ايوة .
ردت نيرمين ببرود ...فضحك رائد بصوت عالي ...ضحك متواصل وعمار شغال يض*رب فيه عشان يسكت بس هو مكانش مهتم ...كان بيضحك من قلبه فعلا وبيقول بصوت متق*طع من الضحك :
-المج بقا اسمه زغلول ...يا حلاوة يا ولاد ... قوليلي يا دكتورة الكرسي اللي قاعد عليه اسمه ايه ؟!
بصتله نيرمين بغض*ب وقالت
:-اسمه متعب ...
ضحك رائد مرة تانية وهو بيكرر :
-زغلول ومتعب كمان ...
بطل ضحك فجأة وبص لعمار وقاله :
-انا استاهل ض*رب الجز*مة اني بثق فيك ...
وبعدين طلع من اوضة الكشف ...
بصتله نيرمين وقالت:
-ده قليل الذوق يا عمار ...
قام عمار وقال بأسف حقيقي :
-انا بجد آسف ليكي يا دكتورة ...
وبعدين خرج ورا رائد...
....
في العربية ...
-يا بني والله دكتورة شاطرة اديها بس فرصة ...
قالها عمار فز*عق رائد فيه:
-دكتورة شاطرة مين يا عم ...دي عايزة دكتور يعالجها من العت*ه اللي هي فيه ...قال زغلول ومتعب كمان ...تعرف المص*يبة اني وثقت فيك انت من دون الناس ...
-مالي انا ان شاء الله
-مغ*فل ...انت مغ*فل ...أصل اللي يتجوز تمارا ويقضي حياته معاها يبقي مغ*فل ...
ضر*به عمار علي كتفه فضحك رائد وقال:
-قال زغلول قال ...ابقي لما تشوفلي دكتور نفسي تاني ...جيب المس*كينة دي معانا واهو تتعالج ونكسب ثواب ..
ضر*به عمار مرة تاني وقال:
-تصدق الدكتورة دي خس*ارة فيك ..يالا او*لع أنا مالي
.................
في عيادة الدكتور كريم ....
كانت حور بتبص حواليها في العيادة وهي حاسة بالتوتر ...قلبها كان بينبض بع*نف ...بسبب سفر الدكتورة بتاعتها المفاجئ واللي للاسف هيطول جدا هي رشحت ليها دكتور شاطر ...دكتور كريم والنهاردة هتكون أول جلسة ليه معاها ...رغم أن الدكتورة طمنتها ان كريم ممتاز جدا وهيساعدها إلا أنها كانت متوترة جدا ...ومن غير ما تحس كانت بتخد*ش في ايد نائل اللي كان ماسكها ...رفع نائل ايديها وباسها وقال :
-متقلقيش كل حاجة هتكون تمام يا حور. . أنا معاكي ...وهفضل معاكي ..
بصتله حور بتوتر وقالت:
-انا متوترة اووي ...خايفة أنه ميقدرش يساعدني ...
طبطب عليها وهو بيهديها وقال:
-هو لو مقدرش يساعدك نشوف غيره عادي ...المهم أنتِ متشيليش هم طول ما أنا معاكِ ...
ابتسمت حور ليه وقالت:
-انا بشكر ربنا كل يوم أنك في حياتي يا نائل ...معرفش أنا من غيرك كنت هعمل ايه ...حقيقي ربنا يخليك ليا ...
شد نائل علي ايديها وقال:
-انا اللي بشكر ربنا أنك في حياتي ...انتِ انقذتيني من الم*وت ...واليأ*س ...
ابتسمت بحب ليه ولاول مرة من زمان تحس ان الامور بتمشي في الطريق صحيح ...تحس ان الحياة بتبتسم ليهم تاني بعد العذ*اب اللي عاشوه ...اللي بينها وبين نائل أكبر من الحب ...اللي بينهم عشق ومشاركة ومودة وتفاهم...مفيش حد تفهم حور قد نائل ...عشان كده نائل الأقرب لقلبها دايما ...هو صديقها وحبيبها في نفس الوقت ...
حطت حور راسها علي كتفه وقالت:
-مش.قادرة اوصف درجة حبي ليك يا نائل ...أنا بحبك اكتر من أي حاجة ...أنا دلوقتي مش خايفة لأنك معايا وعمري ما هخاف ...هنتجاوز ده سوا ...وانا هرجع زي الأول واحسن كمان وبعدها نتجوز ونعيش حياتنا سوا ...نعوض الايام اللي بعدنا عن بعض فيها ومحدش هيقدر يفرقنا ...
كان نائل مبتسم وهو حاسس بالسلام في قلبه ...هي قدرت تفرحه وتسعده ...وجه دوره انه يفرحها ...دوره انه يشيل أي ال*م في قلبها....هي اتأ*ذت كتير وجه وقت انها ترتاح ....جه وقت انها تفرح وتحس انها غالية عليه ...وده قليل عشان حور ...بص نائل لحور وقال:
-بالمناسبة اتصلت بجد سالي ...
انتبهت حور ليه فكمل:
-انا مقدرش اساعدها اكتر من كده ...حاسس اني مش مفيد ليها كتير ...جدها هيفيدها اكتر ...هي محتاجة دعم من عيلتها مش مني أنا ...عشان كده قولتله كل حاجة. ....
عيون حور دمعت وقالت بصوت مخنوق:
-انت عملت كده عشاني صح يا نائل ؟!عملت كده عشان أنا زعلت من كلامها ؟!أنا مش قصدي أنك تتخلي عنها .
هز نائل راسه وقال ؛
-لا يا حور ...صحيح انتِ من ضمن الاسباب اللي خليتني عملت كده ...لما فكرت أنك عندك حق تتضايقي ...وبالعكس انتِ اتفهمتِ الموضوع وانا لو مكانك مكنتش هتفهم ابدا ...بس عرفت ان ده بيأ*ذيكي ...وانا مستحيل اشوف حاجة بتأ*ذيكي واعملها ...مش هزعل الست الوحيدة اللي بحبها ...
ابتسمت ليه حور ووشها نور فكمل نائل.:
-ده طبعا من ضمن اسبابي يا حور ...لكن أكيد في اسباب تاني ...زي أن سالي بدأت تتأمل أننا نرجع سوا وانا مش عايزة اديها آمل علي الفاضي ده حاجة ممكن تأ*ذيها وحالتها النفسية مهمة جدا في مرضها ده ...وكمان احنا هنتجوز وانا هنشغل ...فعشان كده قولت ان جدها يبقي معاها افضل وانا هفضل علي تواصل معاه واعرف ايه اخبارها ..أكيد مش هغسل ايدي منها خالص يعني ...
بصتله حور وهي حاسه بالفخر ...كانت فخورة بيه ...وفخورة بنفسها انها حبته.هو ....
مسكت ايديه وقالت :
-انا بحبك اووي...
اتنهدت وكملت :
-سالي عرفت بالموضوع ..
هز نائل راسه فردت بتوتر:
-طيب وايه ردة فعلها ؟! اتقبلت الموضوع ولا زعلت ؟!
اتنهد نائل وقال بتعب:
-هتتقبل أكيد يا حور ...هي طبعا زعلت واتكلمت كتير بس هتتقبل ...
افتكر نائل ردة فعل سالي واللي كانت عني*فة جدا ...
.......
-انت عايز تتخلي عني ؟!
قالتها ودموعها بتنزل ...غمض نائل عينيه وهو بيحاول يجمع كلامه مكانش عايز يزعلها وهي في الوضع ده ...قرب منها وقال بهدوء :
-انا مش بتخلي عنك ...بالعكس انا كلما جدك يقف معاكي ...وجود حد من عيلتك جمبك مهم يا سالي ...هما هيفدوكي اكتر مني ...ومتقلقيش أنا كلمت دكتور ...
قاطعته سالي وهي بتضر*به علي صدره وبتقول:
-بتتخلي عني عشان حور مش كده ...هي اللي طلبت منك كده ...طلبت بأنا*نية أنك تتخلي عني وانا بمو*ت ...
مسك نائل ايديها وقال:
-حور مطلبتش حاجة بس أنا حاسس بيها ...وانا بحبها ومش عايز أي حاجة تضا*يقها خصوصا كلامك اللي قولتيه ليها لما جات هنا ...
-انت انا*ني ..
قالتها وهي بتبكي وقلبها كان بيتع*صر من الأ*لم ...فهز رأسه وقال:
-لو هخ*سر حور بسببك يبقي لازم اكون انا*ني يا سالي ...
بعد عنها وقال:
-حور اتو*جعت كتير ومش هكون أنا الشخص اللي هيزيد الو*جع عليها ...هتطمن عليكِ من بعيد يا سالي لكن مش هتشوفيني ولا اشوفك !!
وقعت سالي علي الأرض وهي بتبكي وقالت بصوت بيتق*طع بسبب العياط :
-حرام عليك ...حرام عليك أنا عملتلك ايه ..أنا عايزاك تبقي معايا وانا والله ما هضايق حور تاني ...بس متتخلاش عني يا نائل ...
قعد نائل جمبها وقال:
-افهميني أنا مش بتخلي عنك....بالعكس انا بساعدك اكتر وجودي مش هيفيدك بحاجة ...بالعكس هيض*رك لأنك هتبني امال اني ارجعلك وده مش هيحصل يا سالي ...أنا مش هرجعلك ...جدك من د*مك وهو اللي هيدعمك ...وانا كل فترة اتصل بيه وهتطمن عليكِ اتفقنا ...
بعدها قام عشان يمشي فصرخت هي من وراه:
-كل ده بسببها...بسبب حور !!!يارب يجيلها اللي جالي...
رجع نائل من شروده وهو بيتمني أن سالي ترضخ للامر..
...........
ريحت حور علي الكرسي ..عينيها كانت لفوق وكانت مليانة دموع ...كانت نفسها تعيط وتصر*خ بس صوته مش بيطلع ...حاسة ان حد لافف حبل حوالين رقبتها بيخن*قها جامد ...كان الدكتور كريم قدامها ...علي وشه ابتسامة هادية وهو بيدرس تفاصيلها ...دكتورتها كانت عندها حق دكتور كريم كان هادي خالص ومراعي جدا وضعها ...محاولش يض-غط عليها عشان تتكلم ...ورغم انها مش أول مرة تروح لدكتور نفسي والمفروض تكون عارفة الوضع كويس لكن هو كان صبور بشكل كبير ...مفكرش حتي يستعجلها ....
بصتله حور وقالت بتوتر:
-معلش محتاجة دقايق عشان اقدر اتكلم ...رغم اني مش جديدة في العلاج النفسي ...بس صدقني نسيت اهدي نفسي واتكلم ازاي ....
ابتسم ليها دكتور كريم وقال:
-خدي وقتك أكيد أنا مش مستعجل ...انتِ مستعجلة ؟!
عيون حور لمعت بالدموع وقالت:
-انا نفسي اتعالج ...بجد نفسي ...تعبت من اللي انا فيه واهلي تعبوا مني ...خطيبي تعب...الكل تعب وانا بدل ما اساعدهم واتعالج ...بقيت ع*بأ عليهم ...
-اهلك وخطيبك حسسوكي أنك عبأ في يوم من الايام ؟!
قالها الدكتور كريم بجدية ...هزت حور راسها وقالت وهي بتمسح دموعها اللي نزلت وقالت:
-خالص ...اهلي دايما كانوا في ضهري ...بابا كان دايما في ضهري دايما بيساعدني ...عمره ما مل ابدا ...اهم حاجة عنده اني ابقي كويسة ...بس هو صعبان عليا ...أنا بقيت حمل تقي*ل عليا ...أنا نفسي اخف...نفسي اتعافي...نفسي اشيل الذ*نب اللي انا شايلاه علي ضهري ده ...حاسه اني بتخ*نق ...حاجة لافة حوالين رقبتي يا دكتور ...أنا مش طبيعية ...عارفة كده كويس ...بحاول ابين اني طبيعية بس لا أنا مش كده ...أنا عملت ذ*نب كبير ...الذ*نب ده لسه مأثر عليا لحد دلوقتي ...أنا د*مرت حياة الكل ...بابا بيقول اني مليش ذ*نب ...وانا عارفة كده لان اللي حصل ...حصل وانا وصغيرة ...لكن يا دكتور مش عارفة حاجة جوايا بتقول ان الغلط غلطي وبس ...حاجة جوايا خا*نقاني وجايبة اللوم عليا ...أنا مش عارفة أعيش حياتي وانا طبيعي ...مش عارفة افرح بأي حاجة ...من وقت من رجعت من حاد*ثة الخ*طف اللي حصلتلي والذكريات مش راضية تسيبني ...
-طيب براحة وقوليلي أي نوع من الذكريات ...
قالها الدكتور بهدوء وهو بيدفعها تتكلم ...الدكتورة بتاعة حور قالتله علي حالتها بالتفصيل ...بس هو حب انها تتكلم وتطلع كل اللي في قلبها...كده احسن ليها...
دموع حور بدأت تنزل وقالت بصوت مخن*وق وبيتق*طع:
-انا قت*لت امي ...
مبانش علي كريم أي حاجة فكملت حور وهي بتبكي بصوت علي وصوتها بيتق*طع:
-انا والله ما كان قصدي أعمل كده يا دكتور ...أنا كنت صغيرة وقتها اللي فاكراه اني مسكت السك*ينة وكنت بلعب بيها ...امي حاولت تاخدها مني بس جريت منها وبعدين حدفتها ليها ...
سكتت وهي بتكمل عياط.....كانت بتعيط بصوت عالي أقرب للص*راخ ...كان كريم بيبصلها بشفقة فكملت هي:
-الد*م كان بينزل علي الأرض جامد ...أنا كنت قاعدة مصدومة جمبها...لسه حاسه بسخونة د*مها علي ايدي ...اليوم ده مش راضي يروح من بالي ...وعذ*اب الضمير برضه مش بيروح من بالي يا دكتور ...أنا فعلا فقدت الامل اني ارتاح ...أنا عايزة اخف للأبد ...مش عايزة احس بالحزن والخن*قة دي كلها ...نفسي ابقي طبيعية ....
-بتزوري قب*ر مامتك.يا حور ؟!
قالها دكتور كريم بهدوء ...
بهتت حور وبدأت تترعش ودموعها بتنزل ...هي عمرها ما زارت قب*ر والدتها ...عمرها ما جاتلها الجراءة دي...
هزت حور راسها وقالت:
-مكانش عندي الشجاعة أعمل كده ...
رد الدكتور كريم بهدوء:
-يبقي زيارة قب*رها هتبقي من خطواتنا عشان نبقي احسن ...اتفقنا ؟!
يتبع
#لم_اكن_يوما_سجينتك
#سولييه_نصار
الفصل السادس والعشرون (غفران صعب المنال)
في بيت نورا ....
جاب حسام جوزها عمر وميرا في محاولة انه يصالح بينهم ...
....
كان حسام قاعد بين عمر اللي بيبص لميرا بحب وندم وميرا اللي باصة في الارض ورافضة تبص في وش عمر اصلا ...اما نورا فهي كانت بتبص لعمر بكر*ه كأنه ق*تل عيلتها !!!...
نغ*زها حسام في كتفها وقال بصوت واطي:
-اعدلي وشك احنا جايين هنا نصالحهم ...
ردت نورا بصوت واطي:
-انا مش عايزة اختي تعيش معاه تاني ...ده اذ*اها ...
-نورا دول بينهم اطفال ...حرام عليكي خليكي محضر خير ...ده الراجل هيمو*ت علي اختك ...كلمني كتير واترجاني ميت مرة عشان اساعده واكلم اختك المستبدة دي ...
بصتله نورا ببرود وقالت:
-كلكم صنف وا*طي والله ...
نغزها مرة تانية في كتفها وقال:
-لمي لسانك يا نورا ...متنسيش اني جوزك ...بعدين احنا جايين نحل المشكلة ما بينهم مش نتخ*انق ...خليكي محضر خير ...
بصتله نورا ببرود وقالت:
-طبعا عشان راجل زيه بتدافع عنه وناسي قه*رة اختي ...
-والله أنا مش شايف حد مقهو*ر غير الراجل المسكين ده ...د*مرتوه انتِ واختك ...الله يكون في عونه بجد ...وخلي اختك تلم الدور شوية هي معاها عيال منه ...عشان خاطر عيالها علي الأقل ...معلش تسامح المرادي ...
هزت نورا كتفها وقالت:
-القرار بإيديها أنا مليش دعوة ...
نفخ حسام بضيق وعرف ان مراته مش ناوية تساعد انهم يتصالحوا ...هو عارف نورا قد ايه بتحب ميرا وبتزعل عليها ...وعارف دلوقتي ان عمر محتاج معجزة عشان ميرا تصالحه لانه عارف قد ايه مراته واختها عندهم عند الدنيا كأنه ورثهم الوحيد ...
بص حسام لعمر اللي شكله شاحب وحزين وقلبه وج*عه عليه ...قد ايه هو مس*كين وقع تحت ايد اللي مبيرحمش ...وقرر انه لازم يسانده في القعدة دي لحد ما يقدر يلين دماغ ميرا ...
-انا جبتكم النهاردة عشان نتكلم بجد شوية ...مش كفاية يا ميرا بقا ...عمر عرف غل*طه ...سامحيه عشان خاطر ولادك بلاش ته*دمي بيتك ...
بصت ميرا ببرود علي عمر وقالت:
-مش أنا اللي هد*مت بيتي يا حسام ...البيه هو اللي عمل كده فينا وش*تتنا ...راح غد*ر بيا واتجوز عليا ...فقولي يا حسام مين فينا اللي هد*م البيت ...
بلع عمر ريقه وقال:
-عارف غل*طي وندمت والله وبطلب فرصة تانية يا ميرا ...
هزت ميرا راسها ودموعها الغبية بدأت تتجمع في عينيها وقالت :
-وانا مش قابلة ندمك ولا اسفك ...مش قابلة منك حاجة ...لاني مخ*نوقة منك ومج*روحة بسببك ...أنت عارف عملت ايه فيا ...أنت د*بحتني يا عمر ...اكتر انسان وثقت فيه د*بحني وشافني وانا بنز*ف ببرود ...شافني.بمو*ت ومهموش ...قولي بقا ازاي اسامح ...اسامح في الخيا*نة ازاي ...
اتدخل حسام وقال بهدوء:
-عمر مخا*نكيش يا ميرا ...هو اتجوز علي سنة الله ورسوله وده حقه...
قامت ميرا وصر*خت فيه:
-وكمان حقي اعرف ...
صرخت ميرا بقه*ر وبعدين بدأت تبكي وتقول بصوت مخنوق:
-حقي اعرف واختار اكمل ولا لا مش من حقه او من حق أي حد يسلب مني الحق ده ...ليه محدش حاسس بيا ...عمري ما اعترف ان ده حقه طالما هو معترفش بحقي آني اعرف واختار اكمل ولا لا ...هو كذ*ب وغد*ر ...بس طبعا يا حسام انت وعمر عمركم ما هتحسوا بالنا*ر اللي حاسة بيها ...عمركم ما هتحسوا بالو*جع اللي في قلبي ...لانكم.شايفين انكم انتوا بس اللي عندكم احساس واحنا لا ...المهم انكم تنبسطوا واحنا نول*ع بج*از .
مسحت دموعها وقالت لحسام اللي سكت خالص وقالت :
-قولي يا حسام لما بتتكلم علي الحقوق...ليه متكلمتش علي حقي اللي الاستاذ اخده مني ...حقي اني اختار ؟!!!
سكت حسام وعمر بس جوا قلب عمر كان ال*م كبير كأنه أخيرا ادرك قد ايه هو اذ*اها !!!
.........
......بعد ست أشهر ...
-شركتي بدأت تكبر اكتر ....نوبات العي*اط اللي كانت يتجيلي كل يوم بالليل بدأت تخف اووي ...اشتياقي لعمر اختفي تماما كأن المشاعر العن*يفة اللي كانت جوايا من ناحيته اختفت تماما ...حاجة غريبة صح ...أنا في يوم حسيت اني بحب عمر لدرجة ان الحياة من غيره هتبقي جح*يم واختارت انا المو*ت ولا اني ابعد عنه ...دلوقتي شايفة حياتي ليها قيمة كبيرة يا دكتور ...شايفاها غالية ومستغربة ازاي كنت هض*يعها عشان حب محكوم عليها بالفش*ل...لاني هما كنت بنكر ده ...بس عمر محبش الا ميرا ...حبها جدا ...عرفت اني كنت اختيار غل*ط اتفرض عليه في وقت غل*ط تماما ...مش هنكر غل*طه ولا غل*طي ..
احنا الاتنين غل*طنا وبندفع تمن الغ*لط ده ...أنا بدفعه بشعوري بالذ*نب.لاني السبب الاساسي في هدم بيت ...وعمر بيدفعه ان لحد دلوقتي ميرا رفضاه ومش راضية تسامحه ...بس هي هتسامحه بإذن الله ...
بصت ميريهان للدكتور كريم ووشها بينور وقالت:
-انا بدأت اصلي ...بدأت أقرب من ربنا ...عرفت ان مشاكلي كلها هتتحل لما أقرب منه وده اللي حصل ...أنا حاسة بسلام نفسي عمري ما حسيته قبل كده يا دكتور ... حاسة اني اتولدت من جديد ...حاسة ان فيه أمل اكافح في الحياة .....
كان كريم بيبصلها وهو مبهور ..
هي بتتقدم بسرعة ...بتعرف اخط*ائها وتصححها ...اختلفت كتير عن ميريهان اللي جاتله منه*ارة قبل كده...بالعكس هي دلوقتي وشها بينور من الفرحة ...
ابتسامة ميريهان اتوسعت وقالت :
-عايزة اتحجب كمان ...عايزة اصلح أي غل/طة في حياتي ...مش عايزة اقابل ربنا وانا عاملة حاجة وح*شة ...
صوتها اتخنق وبدأت الدموع تتجمع في عينيها وقالت:
-تفتكر ربنا هيسامحني يا دكتور علي اللي عملته...
-ربنا أكبر من أي ذ*نب يا ميريهان واكيد هيسامح ...بس انتِ توبتك تكون صادقة ...
دموعها نزلت ومسحتها وقالت:
-انا حاسة بالند*م علي كل اللي عملته ...بأنب نفسي كتير ونفس ربنا يتقبل توبتي ...عارفة ان لحد دلوقتي حياة عمر متبه*دلة بسببي ...أنا عشان اعرف حاله ايه سألت زميله في الشغل الجديد ...ولما قالي ان مراته مرجعتلهوش لحد دلوقتي زعلت جدا ...
تفتكر لو روحت وكملتها تاني هتسمع الكلام ؟!
اتنهد كريم وقال:
-اعتقد أنك عملتِ اللي عليكِ وواثق انهم أكيد هيتصالحوا ...فكري انتِ في نفسك ...
ابتسمت ليه ميريهان وقالت:
-انا بدأت افكر في نفسي فعلا واحبها يا دكتور ...بس فكرة انهم لسه بعاد لحد دلوقتي تعباني يا دكتور ...مر ست شهور ..ست شهور وعمر بعيد عن اللي بيعشقها بسببي...أنا مش عارفة ارتاح وانا بفكر في كده ...
اتكلم كريم بنبرة متفهمة وقال :
-لا دلوقتي المش*كلة مش*كلة عمر هو مفروض يصلح اللي عمله ...يعمل أي حاجة بقا عشان تسامحه ...ماشي غلطتي لكن صدقيني جر*حها من عمر أكبر ...لانه هو اكتر واحد بتحبه ...هي شايفه انه خذ*لها يبقي هو اللي مفروض يصلح اللي عمله ...يتشقلب بقا عشان تسامحه مش مهم المهم تسامحه ...
-تفتكر هتسامحه؟!
سألته ميريهان وهي حاسة بتقل في قلبها ...محتاجة حد يطمنها عشان ترتاح من تأ*نيب الضمير اللي حاسة بيه ده ...محتاجة تحس انها اتخلصت من كل الأخط*اء اللي عملتها في حق عمر ومراته ...رغم انها بدأت تتحسن الا انها لسه بتشوف نفسها شيط*انة فرقت بينهم ..يعلم ربنا انها بتدعي في كل صلاة انهم يتصالحوا ...بتدعي ان ميرا تسامح عمر ...بتدعي ان عمر يقدر يداوي قلبها اللي اتجر*ح منه ..
بصت ميريهان للدكتور اللي قال :
-من كلامك عن عمر وحبه لعمر انا متأكد انها هتسامحه .
..........
قدام الاتيليه...
كان نائل وحور ماسكين ايد بعض ...قلوبهم بتدق من السعادة وهو بيتأملوا فستان الفرح الجميل اللي قدامهم ...أخيرا بعد ست شهور قضتهم حور تتعالج من الض*رر النفسي اللي حصلها قرروا يتجوزوا ....حور اصرت تستني لحد ما تتعافي تماما محبتش تستعجل حتي تأخد وقتها ونائل كان متفهم بشكل دوب قلبها ...قد ايه هي بتحب الشخص ده ...قد ايه احترمته وحبته اكتر بسبب اللي عمله معاها الفترة اللي فاتت ...نائل دايما كان حريص انه يسعدها ....كان بيحترمها ويقدرها...عمره ما حسسها انه متض*ايق بالعكس تماما أي حاجة بينهم كانت بتتحل بالنقاش ...نادرا ما بيتخا*نقوا ...ولو اتخا*نقوا بيصفوا لسوا بسرعة خالص ...مبينموش وهما زعلانين من بعض ... نائل بيعرف ازاي يفرحها وهي في عز حزنها ...
-ها يا عروسة ايه رايك في الفستان ده ؟!
قالها نائل فابتسمت حور وبصت علي الفستان اللي تصميمه بسيط بس جميل جدا ...مكانش منفوش ابدا بالعكس كان بسيط جدا ...فستان ابيض بتغطيه فراشات بيضة صغيرة مخلياها زي فساتين الاحلام ...كانت عينيها هتطلع عليه ...وقعت في حب الفستان ده بسهولة وقالت لنائل:
-حبيته اووي يا نائل ...جميل بشكل مش طبيعي ...
بصلها نائل وقال بإبتسامة منبهرة:
-انتِ اللي جميلة بشكل مش طبيعي يا حور ...جميلة فعلا ...انتِ حورية ...وواثق أنك هتزيدي الفستان جمال ...
احمر وشها من الكسوف وكل الكلام اللي علي لسانها طار خالص بسبب كلامه الحلو ...هو قادر في لحظة انه يسكتها بكلامه الجميل زيه....
....
جوا الاتيليه ...
-مبروك عليكي .
قالتها صاحبة الاتيليه بابتسامة حلوة ...فابتسمت حور وهي بتاخد الفستان ..
حاسب نائل علي الفستان وخرجوا سوا ...
-كان نفسي اشوف الفستان عليكي ...
قالها نائل وهو عامل نفسه زعلان ...ضحكت حور وقال:
-تؤ ...عايزة اخليه مفاجأة ليك يوم فرحنا ...عشان كده ممنوع تشوفي يا نائل لحد يوم الفرح ...
ضحك نائل وهو بيفتحلها باب العربية بتاعته وقال:
-امرك يا هانم....يالا عشان اكلك وبعدين اروحك ..
غمضت حور عينيها وقالت بإبتسامة:
-نفسي اكل همبورجر ..
-بس بس ...عيوني ليكي...
وبعدين.ركبت العربية وهو ركب كمان ومشيوا ...
من بعيد واحد كان واقف بيراقبهم وعيونه مليانة حق*د
الفصل السابع والعشرون (حب لا شفاء منه)
قدام قب*ر ام حور ...
كانت واقفة حور جمب نائل وهي بتترعش من الخوف والحزن ...الدموع كانت بتنزل من عينيها وحاسه كأن حد بيعص*ر قلبها جوا صدرها ...والذكريات كانت بتها*جهمها بطريقة صعبة ...بس هي كانت بتقدر توقف الصوت اللي جواها واللي كان بيته*مها بإنها السبب في مو*ت والدتها ...بعد العلاج النفسي الطويل اقتنعت انها مش السبب ...صحيح أول مرة انتكست لما خط*فها
رائد...بس دلوقتي لا ...دلوقتي هي عارفة ان اللي حصل زمان كان مش بقصدها ...عارفة انها كانت صغيره وان ده مش ذن*بها وبقت متصالحة مع الفكرة جدا ...بس وجودها هنا سببلها حزن كبير ...كان نفسها اللي حصل ميحصلش وتكون امها معاها في اليوم ده ...تدعمها زي أي ام وتودعها يوم فرحها ...تنصحها وتقف جمبها ...هي اتحرمت من حاجات كتير ...والمشكلة انها كل لما بتيجي هنا بتعيش الشعور ده ...هي واجهت خوفها. بقت تيجي هنا كتير ....اوقات كتير مع نائل واوقات لوحدها لما تزن علي نائل انه تيجي لوحدها ونائل بيحترم قرارها وميرضاش يرفض طلبها بس طبعا بيمشي وراها عشان يتأكد انها بخير ...
-وحشتيني اووي يا ماما ...كان نفسي تبقي معايا ...فرحي أنا ونائل بكرة ...نائل اللي هو اكتر انسان بحبه واكيد هكون في قمة سعادتي ...بس أكيد في حاجة هتكون ناقصة...سعادتي هتكون ناقصة بغيابك ...حاجة في قلبي هتكون ناقصة للأبد ...عمر فرحتي ما هتكون كاملة بغيابك !!
اتنهد نائل بحزن وهو شايفها في الحالة دي وضمها ليه وقال:
-بس هي هتفرح لما تشوفك فرحانة يا حبيبتي ...مامتك أكيد مش هتحب تشوفك تعيسة...
اتجمعت الدموع في عينيها وقالت:
-احيانا بسأل نفسي وبقول لو مكنتش عمل....
-ششش بس يا حور خلاص ...
قالها نائل وهو بيخليها تبصله وبعدين كمل:
-مامتك مش هتبقي مبسوطة وهي شايفاكي بتنتكسي تاني ...ده وقت انك تبقي سعيدة يا حور ...أنتِ تستحقي تبقي سعيدة ...وصدقيني هي هتبقي مبسوطة لما تشوفك سعيدة .....
بصتله حور وابتسمت ليه وقالت :
-شكرا لانك جمبي ...
-وهبقي جمبك طول العمر يا حور ...الي ما لا نهاية ...مش هبعد عنك ابدا..
حطت ايديها علي قلبها وقالت :
-معرفش ليه حاسة بتوتر ...
طبطب علي شعرها وقال :
-طبيعي...
بعدين حط أيديه حوالين كتفها وهو بيمشي عشان يخرج من المقبرة وكمل:
-انتِ هتبدأي حياة جديدة .. طبيعي تكوني متوترة ...اقولك سر أنا كمان متوتر وبفكر يا ترا هكون الانسان اللي أنتِ عايزاه ولا لا ...هقدر اناسب طموحك ولا اخذلك ...كل دي حاجات بتدور في عقلي كل يوم ومش لاقي ليها إجابة ...
-انت ازاي مثالي كده ...مفيش حد بالمثالية دي ...
ابتسم ليها وقال:
-انا مش مثالي خالص ...أنتِ عيونك مثالية عشان كده شايفاني كده ...يالا دلوقتي حابة تأكلي شاورما ولا همبورجر...
-همبروجر طبعا ...
ضحك وهو بيفتح العربية :
-امرك يا هانم
..........
في بيت عمار
-تيجي نتجوز ؟!
قالها عمار بإبتسامة لتمارا اللي سابت الكتاب اللي في ايديها وضحكت وقالت :
-ايه يا حبيبي فقدت الذاكرة ولا ايه .
مسك عمار ايديها وقال:
-تمارا بتكلم بجد ...تعالي نبدأ من جديد ...نتصرف كأننا مخطوبين دلوقتي ونعيش لحظات الخطوبة اللي معشنهاش ...
غابت الابتسامة من وش تمارا وحست بو*جع في قلبها وهي بتفتكر ان حاجات كتير معشتهاش مع عمار...منها الخطوبة ...هما اتجوزوا علطول ...رجعت تاني وابتسمت لما افتكرت انها كانت بتحب عمار في السر من أول ما بدؤا يتعاملوا مع بعض بما انه ضابط وهي طبيبة شرعية ...هي وقتها حبته جدا ...حبته لدرجة كبيرة ..كانت بتبكي كل يوم وهي بتحس بأ*لم في قلبها بسببه ...حاولت كتير تعترف تتكلم ولكن هيبته كانت بتخليها تفقد النطق نهائيا...كانت بس يكفيها انه يبص في وشها ويبتسم ...كانت بتدعي دايما انه يكون ملكها وفعلا ربنا استجاب ليها...وأخيرا عمار حس بيها وبحبها ..أخيرا شاف نظرات الحب في عينيها وحس بيها ...وقتها نظراته تغيرت ليها ومعاملته بقت الطف بكتير ...كانت هي وقتها طايرة من الفرحة ...كانت فرحانة اووي انه أخيرا حس بيها واقتنعت انه بيحبها وفعلا بعد فترة طلبها للجواز ...فرحت اكتر ...حست ان الحياة بتضحكلها ...بس كان شرطه غريب انهم يتجوزوا علطول ...مفيش خطوبة هتحصل ...صحيح استغربت الشرط مع بس مهتمتش. ..كان الحب عا*ميها ...كانت وقتها فرحانة اووي. ..وش*كت ان مفيش حد فرحان قدها ...كانت فعلا مبسوطة بيه كأنه كنز...لكن اللي متعرفهوش ان عمار ليه جانب مظ*لم ...جانب خلاها تعاني طول فترة جوازهم ...بعد جوازهم بفترة شافت وش عمار الحقيقي ...تعامله القا*سي معاها اوامره المج*حفة بحقها ...بروده الشديد لحد ما بدأت سعادتها بيه تبهت...كانت بتعيط كل يوم ...بتدبل قدامه بس هو كان بارد جدا ...مش مهتم باللي حاسة بيه ...كان انا*ني واهم حاجة نفسه وبس لحد ما انفج*رت فيه وقررت تسيبه ...قرر لأول مرة يتمسك بيها ...وقتها انها*ر بسبب احتمال أنها تبعد عنه !!!اترجاها ترجعله ...كانت أول مرة تشوف المشاعر العني*فة دي علي وشه البارد ...وقتها اتكلم معاها وقالها علي الماضي بتاعه...قالها أنه شاف أبوه بيتق*تل قدامه ...أمه بعدها ر*مته لمرات عمه وراحت تتجوز ...قالها علي كل البؤس اللي عاشه في حياته وطلب فرصة ...طلب أنها تدعمه ...وهي قررت تتنازل عن كرامتها وتقف جمبه...كانت بتبلع كل اها*ناته ...كانت بتستحمل بروده ...حاولت كتير معاه يروح لدكتور نفسي بس هو رفض ....ولو حاولت تضغط عليه كان بينف*جر في وشها بشكل مخ*يف ...بدأت تحس بالضغط بسببه وقررت انها تلم الباقي من كرامتها وتبعد رغم محاولاته الكتير أنه يصالحها بس رفضت ...كانت عارفة انها لو قربت تاني هتتح*رق عشان كده كانت بتحاول تهرب بأي طريقة ...بس حبه انتصر في الاخر ورجعت ...رجعت وهي لسه عندها خو*ف من اللي هتواجهه معاه ...
كان عمار بيبصلها وهو عارف بتفكر في ايه ...
قرب منها وباس رأسها وقال:
-عارف اني اذ*يتك كتير ...بس والله هعوضك عن أي يوم بكيتي فيه بسببي !!
.........
كان ماسك صورتها وهو نايم علي السرير ....عيونه مدمعة ...رغم شهور العلاج مش قادر ينساها ...ومش قادر يستوعب انها هتبقي لغيره ابدا ...ازاي تروح لغيره بعد ما كانت ليه...كان عمار فاكر انه لما يتعالج هينساها ...هيخف هو*سه بيها ...بس للأسف الشديد مش قادر ...حور هتبقي دايما واخدة حيز كبير في قلبه ...هتبقي حبه الأول والاجمل ...حتي لو حب غيرها هي هتفضل دايما مميزة ....
غمض عينيه ودموعه نزلت وهو بيفتكر ان فرحها بعد يومين ...هي طلبت منه انها متشوفش وشه تاني ...بس هو كان بيعرف اخبارها من بعيد والخبر اللي صدمه النهاردة ان فرحها بعد يومين ...يومين وهتبقي لغيره ...يومين وهتبقي مح*رمه عليه للأبد !!...
قام رائد من السرير وهو حاسس ان دماغه هتنف*جر من الضغط ...خلاص حور راحت من بين ايديه ....حب نائل ليها انتصر ...حس انه بيتخ*نق ...هيمو*ت ...مش قادر يتجاوزها ...نفسه فعلا يبطل يحبها عشان يرتاح ...لكن حبها عامل زي جم*رة في قلبه مبتهداش ولا هتهدي ...
غمض عينيه وبدأ يعيط...يعيط بأ*لم ...بندم ... ازاي هيتعامل انها محر*مة عليه وانها ملك لغيره ...ازاي هيعيش اصلا ويشوفها بتروح لحد غيره ...كان نفسه في الوقت ده يشوفها ...يشوفها ويطلب منها فرصة تانية ...أي فرصة وهيوريها انه اتغير ...بس كان عارف ان الاوان فات خلاص ...عارف ان صفحة حياته معاه اتقفلت ...لا اتقط*عت واتح*رقت وهي اللي حر*قتها بنفسها ...هي اللي طلبت يخرج من حياتها مليون مرة ..نظرتها آخر مرة ليه كانت بتقول كده ...بتقول ان اللي بينهم انتهي خلاص ...ورغم انه متأكد من انه انتهي لكن لسه عنده آمل انها ترجعله امل انها تقبله في حياتها مرة تانية ...تديله الفرصة الأخيرة وبيقسم انه هيتمسك بيها !!
........
في اليوم التاني
-وحشتني اوووي .
قالها عمر بصوت مخنوق وهو بيحضن سيف ...قلبه كان بيتع*صر من الا*لم وهو شايف ان عيلته اتشتت بسببه وبسبب خد*اعه وغد*ره ...هو ميقدرش يل*وم ميرا علي اللي بتعمله ...من ست شهور لما حاول حسام يصالحهم وطلعت اللي في قلبها ليه حس بالأ*لم لانه جر*حها للدرجادي ...كان نفسه يبوس راسها ويعتذر منه ...نفسه يعتذر ميت مرة علي اللي عمله يمكن تسامح وترجع ...الشهور اللي فاتت عدت عليه زي الجح*يم ...حس انه وحيد وحزين ...حس ان السعادة مشيت من حياته وبقت الوحدة والح*زن ...هو ند*م جدا علي اللي عمله ...لو رجع الزمن بيه مكانش عمل كده ...مكانش كذ*ب وغد*ر وخا*ن
وبسبب الغلطة اللي عملها هو طلع من حياتها وحياة اولاده ...غلطته اللي عملها كلفته كتير ...الشهور اللي فاتت لقي شغل جديد وجاب شقة صغيرة علي قده ...بيشتغل زي المج*نون عشان ينسي لدرجة انه اترقي بسرعة بس برضه مش قادر ...مش قادر ينساها ...ينسي ضحكتها ...نظرات الحب في عينيها ...دعمها المستمر ليه...هو مش خس*ر مراته بس ...هو خسر الحياة ...وميرا هي الحياة .....الحياة اللي سابته مجرد انسان باهت معندهوش هدف الا انها ترجع تنور حياته تاني ...يحلف بإيه انها لو ادتله بس آمل للصلح هو هيتمسك بيه وهيعمل المستحيل عشان تسامحه ...هيقدر يداوي انوثتها المجر*وحة كويس...هيعتذر ألف مرة لو ده يرضيها ...بس البرود الممي*ت اللي بتعامله بيه بيقت*له ...بيقوله انه ملوش فرصة معاها ...هو حاول كتير ...كتير جدا بس جر*حها كان أكبر المرادي ...هو عارف انه جر*حها ...خذ*لها ...هو مبقاش يشوف حبيبته اللي بتنور ...بيشوف دلوقتي واحدة مهزو*مة...تعي*سة ومطفية ...هو قدر يطفيها ...التفكير في ده بس قادر يقت*لها ...هو كان بتمني المو*ت ولا يوصلها للمرحلة دي ...المرحلة اللي تبقي فيها يائسة للدرجادي....
ساب عمر ابنه لما شافها خرجت من الاوضة وهي شايلة بنت من التوأم ومنال شايلة التاني ...كانت نظراتها مي*تة حرفيا ليه...من غير مشاعر كأن حبه اختفي تماما ...قام عمر بإرتباك وهو بيمسح اثر الدموع من عينيه ..ابتسم ليها يستعطفها لكن هي مردتش الابتسامة ادتله بنته ببرود تام ...وهي بتديله البنت ايدها من غير قصد لمست ايده وده خلاه يترعش ويبصلها بحنين قابلته هي ببرود ...برودها كان بيقت*له حرفيا ...
-وحشتيني ...
الكلمة كانت ليها المرة دي ولكن هي تجاهلت الموضوع وبصتله ببرود ومشيت من قدامه ...
بصت منال للوضع بحزن وفضلت ماسكة البنت التانية وهي بتبص لعمر بحزن ...كان باين عليه التعب فعلا ...كان راجل حزين ...حاسس بالقه*ر والحزن نفسه اللي حاسه بيه ميرا ....منال بقالها فترة كبيرة مع ميرا وبدأت تفهمها كويس ...هي بتدعي دلوقتي القوة والبرود ...بس بعدها بتسمعها بتبكي بعن*ف لحد ما عينيها تورم من العياط ...بتبكي بطريقة هيس*تيرية بتوضح انها فعلا مق*هورة من جوا ...وانها لحد دلوقتي بتحب عمر بجن*ون ....بهدوء ادتله بنته التانية وانسحبت علي اوضة ميرا تشوفها وتطمن عليها ...وزي العادة شافتها بتبكي ...قربت منال منها وهي حاسة بالحزن علي حالها....طبطبت منال عليها ...فمسحت ميرا دموعها بسرعة ...قالت منال:
-لكل انسان فرصة تانية ...
هزت ميرا راسها وقالت:
-الخا*ين ملوش ...
-لا اي انسان ليه.فرصة تانية مدام الحب موجود ...ومدام ند*م يبقي ليه ...استاذ عمر باين انه مق*هور زيك وند*م ...فكري ترجعيله لأنك مش هتكوني مبسوطة من غيره ...
حاولت ميرا تسد ودانها عن كلام منال ...كلام منال اللي دخل قلبها..قلبها اللي مفهوش الا عمر وبس ...ومش هيكون فيه حد غيره !
......
بالليل ...
قدام قب*رها كان قاعد في نص الليل زي ما اتعود عشان محدش يشوفه بيفتكر ايامهم سوا ...ايام قبل ما تتعرف علي رائد وتصيبها نفس اللع*نة اللي صا*بته ...لعن*ة العشق !!! ..هو حبها وهي مروة ...عشقها بج*نون ...جن*ون ملوش مثيل ...ولولا مركزه كان اتجوزها فعلا ...غمض عينيه وهو بيفتكر ايامهم سوا ...ايام ما كان بيروحلها البيت اللي كانت بتشتغل فيه ...قضي وقتها اجمل ايام حياته معاها...كان بينسي العالم وهو بيبص في عينيها ...كان بيحبها فعلا ...بيحب بنت ليل ...واحدة بتبيع جسمها مقابل الفلوس ...نبه عليها كتير انها متسمحش لأي حد يلمسها غيره ...حتي انه كلم صاحبة البيت وادالها فلوس كتير وقرر انه يشتري لها بيت وتبقي معاه...ملكه وبس تحت أي مسمي...ولكن فجأة اتق*بض عليها ومعرفش يساعدها ...ومن وقتها اخت*فت من حياته تماما...دور عليها زي المج*نون في كل مكان ...كان حرفيا هيم*وت عليها ...حلف وقتها انه لو لقاها هيتجوزها مهما حصل ...ومش هيهتم بكلام الناس ...المهم يلقاها ...وفعلا لقاها بس مع رائد ...كانت في بيته وبتتصرف كأنها مراته وقتها اتج*نن حس بغي*رة غريبة ...غيره كانت هتد*مره حرفيا وهو شايف البنت اللي حبها مع رائد ...حاول يتواصل معاها كتير والمرة الوحيدة اللي قدر يكلمها فيها صدته وقالتله انها بتحب رائد ...قلبه اتك*سر وقتها ...حس انه بيمو*ت من القه*ر ...البنت اللي بيحبها ومجنو*ن بيها ...البنت اللي كان مستعد يتقبل ماضيها ويتجوزها قالتله ببرود انها مبتحبهوش!!!وكل ده عشان رائد ...بيفتكر وقتها انه اتر*جاها تيجي معاه لكن هي رفضت ...عشان كده قرر انها مدام مش هتكون ليه مش هتكون لغيره...وقتها قت*لها بأبش*ع طريقة ...كان مستمتع جدا وهو بيق*طع في جسمها ..
غمض عينيه وقال:
-وحشتيني يا حبيبتي ...وحشتيني اووي ...الايام اللي فاتت حاولت كتير امو-ت حبيبك رائد بس بتراجع في اخر ثواني معرفش ليه...وعرفت دلوقتي اني مش عايزه يمو*ت ...أنا عايزه يتعذ*ب ...أنا عايز اك*سر قلب رائد ...احر*ق قلبه ...وقلب رائد هو حور ...عشان كده عرفت أنا. هعمل ايه كويس !!!
الفصل الثامن والعشرون(مفاجأة )
ابتسم الدكتور كريم بإنبهار لما شافها ..لبست فعلا الحجاب ...الحجاب كان جميل عليها بشكل ومناسب للفستان الخوخي اللي لابساه ..اتاملها بشرود ...حس ان وشها بينور فيه ...ابتسامتها كانت ساطعة زي الشمس ...فجأة ارتبك ونزل عينيه وابتسم وقال ..
-مبروك ..
ابتسمت بسعادة وقعدت علي الكرسي قدامه وقالت :
-الله يبارك فيك يا دكتور ...لما اخدت الخطوة دي ارتحت جدا ...حسيت اني فعلا أقرب لربنا ...أنا مبسوطة بشكل مش طبيعي يا دكتور ..طايرة من الفرحة...عايزة أعمل حاجات كتير حلوة في حياتي وعايزة افتخر بنفسي ...والحجاب هو البداية بإذن الله ..أنا حاسة النهاردة اتولدت من جديد ...
ضحك كريم علي حماسها وسعادتها...كان فخور بالتقدم اللي حصلها ...فخور بيها انها من قمة التح*طم اللي هي فيه قدرت تقف تاني ...قدرت تواجه اخط*ائها وتحلها ...ميريهان صحيح غل*طت كتير بس كان عندها القوة الكافية انها توقف الا*ذي اللي بتعمله...القوة الكافية انها تعترف انها محتاجة مساعدة ...وكانت قوية كفاية انها تستجيب للعلاج بسرعة مهولة جدا ...التقدم اللي بتحرزه مخليه فخور جدا ومبسوط ...مش أي حد عنده القوة دي ..القوة انه يعترف بالغ*لط ....ميريهان كانت بس محتاجة توجيه بسيط وكان عارف انهابمساعدة بسيطة هتتقدم وهتصلح اللي عملته بس تقدمها كان مبهر ليه ...كان بيبصلها بفخر ...سعيد جدا بالابتسامة اللي مالية وشها ...تصالحها مع نفسها أخيرا وصلها للسلام ...ميريهان عرفت انها مش محتاجة تتحب قبل ما تحب نفسها ...محتاجة تعرف انها محتاجة لنفسها الأول قبل ما تحتاج لحد ....
-مفيش كلمة توصف مدي فخري بيكي ...انتِ بتتحسني بسرعة يا ميريهان ...وده دليل أنك مش انسانة وح*شة بالعكس انتِ طيبة جدا وقوية ...
بهتت ابتسامتها شوية والو*جع في قلبها بدأ ....و*جع خا*نق ...مش صعب لكن بيخ*نقها ودي من الحاجات اللي نفسها تتخلص منها ...نفسها تحس انها طبيعية ...متحسش بالا*لم ده ولا الخن*قة دي تاني ...لكن الموضوع مش بإيديها ...مش بإيديها خالص ...
بصت لدكتور كريم والسؤال كان في عينيها ...سؤال سألته مليون مرة ومش هتبطل تسأله لحد ما تلاقي اجابة علي سؤالها ...اجابة ترضي ضميرها !!!!
كان شايف كريم السؤال في عينيها ...كان عارف انها مش هيرتاح ضميرها الا ما تلاقي اجابة مقنعة ...
-قولي سؤالك.
قالها بلطف يوضح انه فاهمها كويس جدا والموضوع ده كان مريح ميريهان ان اخيرا حد فاهمها ...حد فاهم هي بتفكر في ايه .. حد مش شايفها بالس*وء اللي الباقي شايفينها بيه ...بدأت تبلع ريقها وقالت:
-مش قادرة اتقبل موضوع اني السبب ان عمر مش قادر يرجع لميرا لحد دلوقتي ...الموضوع ده واجعني اووي ...أنا حاسة اني وح*شة اووي يا دكتور لما بفكر في الموضوع ده ...هو صحيح أنا وح*شة ؟!!
اتنهد الدكتور وقال:
-الانسان الو*حش يا ميريهان مبيقولش علي نفسه كده ...هو دايما شايف انه الصح والناس كلها غل*ط ...
بس انتِ لا ...أنتِ مش شايفة أنك غل*طانة وبس كمان بدأت تسيطري علي نفسك وتتعالجي ...ده يدل أنك انسانة كويسة مش العكس ...لا فضلنا نج*لد نفسنا علي الأخطاء اللي عملناها عمرنا ما هنعيش ...هنمو*ت بالحيا...انسي الغل*ط اللي عملتيه كل اللي عليكي تدعي انهم يرجعوا لبعض ...
اتنهدت براحة وللمرة الاولي تلاقي اجابة تريح.ضميرها وقالت:
-صدقني انا بدعي كل يوم يا دكتور ....بدعيلهم كل يوم ...
ابتسمت ليه وكملت :
-شكرا علي كل اللي عملته عشاني ...انت مديت ليا ايديك في الوقت اللي الكل بعد عني فيه ...
ابتسم وقالها:
-العفو ده واجبي ...واظن أنك خلاص قريب جدا مش هتحتاجيني تاني .
.........
بيقولوا ان الغفران محتاج قوة كبيرة ...أنك تغفر لحد د*مر حياتك فأنت لازم تملك قوة ملهاش مثيل ...بس للأسف قوة ميرا كلها اتحط*مت بسبب الخيا*نة ...اللي حصل د*مرها للأسف ...هي معندهاش طاقة تغفر ...هي خس*رت طاقتها وهي بتحا*رب ترجعه وفش*لت في الاخر !!
كانت ميرا قاعدة بهدوء وهي بتبص لعمر اللي بيحاول يجمع كلامه ...الاولاد مع منال في الاوضة وهي قررت تخا*طر وتسمع هو عايز ايه ...
بصلها عمر بحزن وانك*سر من نظرة البرود اللي بقت ساكنة عينيها بدل الحب والعشق ...مش هيقول انه عرف قد ايه هو خ*سر لان من البداية عارف ان خ*سارة ميرا كانت أس*وأ حاجة مرت في حياته ...قرر يتكلم ...يطلب فرصة ...فرصة عشانه لانه مهما عمل مش هيقدر يعيش من غيرها
-انا بحبك ...
ملامحها الباردة اتغيرت شوية وبان الانك*سار عليها وقالت بسخرية بان فيها الو*جع:
-مظنش...اللي بيحب حد ميو*جعهوش كده ...وانت مش وج*عتني بس ...انت د*مرتني ...وانا معنديش طاقة اسامحك ...
قرب منها وقعد علي ركبته وهو ماسك ايديها وقال:
-مفيش أي فرصة ليا يا ميرا ...أي فرصة عشان احاول ارجعك...عشاننا وعشان اودلانا....فكري تاني بلاش تحر*ميني منك ...أنا غلطان يا ستي ومساعدة اعتذر كل يوم عن اللي عملته بس سامحيني ...
بعدت ايديها وهي بتسيطر علي دموعها اللي بدأت تتجمع في عينيها وقالت بنبرة مهزوزة:
-للاسف احنا وصلنا طريق مسدود....لازم نتطلق ..
حط راسه علي الأرض بيأس ...فضل لحظات ميتكلمش بعدين رفع راسه وباسها علي راسها وقال:
-وانا مش هستسلم لحد ما ترجعي ...
وبعدين مشي ...
حطت ميرا ايديها علي وشها وانفج*رت في العياط !!
.............
-يعني ازاي مش هنام في اوضتي ؟!
قالها عمار وهو متضا*يق ...ابتسمت تمارا بتسلية وقالت:
-والله مفروض حاليا أننا مخطوبين يا عمار يعني طبيعي تنام في اوضة تاني ...
ضحك عمار وقال وهو بيحاول يدخل الاوضة :
-يا حبيبتي مش قصدي كده.!
بس هي وقفته وقالت:
-تؤ ...ممنوع تقرب مني او من الاوضة دي الا لما نتجوز..
-يا بنتي أنا جوزك يخربيت اله*بل ...كان يتق/طع لساني قبل ما اقترح الاقتراح المنيل ده ...خلاص هو اقتراح ولزقتي فيه ...
ضحكت تمارا وهي بتبصله بحب وقالت:
-بالعكس ده كان اجمل اقتراح ...نفسي اعيش اجواء الخطوبة معاك يا عمار ...نفسي اتدلع شوية ولا مليش حق...
ابتسم ليها وقال:
-طبعا حقك ...بس
هزت كتفها بدلع وقالت:
-مبسش ولا حاجة خلاص نعيش ايامنا دي كأننا مخطوبين ...أنا نفسي احس بأهميتي عندك ...
حط ايده علي وشه وقال:
-انا اللي جيبته لنفسي...حسبي الله لو كنت عارف أنك هتلزقي في الكلمة مكنتش نطقت ...
-بطل غلبة يالا وروح نام...
قالتها بصرامة مصطنعة ...فقرب منها لكن هي بعدته بإيديها وقالت تحذره:
-وبعدين معاك ...انت متعب ليه؟!!..
-يرضيكي تطر*ديني برة اوضتنا كده يا حبيبتي ...ههون عليكي ...
هزت راسها وقالت :
-ايوة هتهون ...
مط شفايفه زي الاطفال وقال:
- أنتِ قلبك بقا زي الحجر كده امتي يا تمارا ...أنتِ تمارا ؟!أنتِ ملاك الرحمة ؟!
ضحكت تمارا وقالت:
-ما هي دي الطريقة المناسبة عشان اتعامل معاك يا حبيبي ..وشكلها هتجيب نتيجة ...
بعدين قفلت الباب في وشه ...
هز عمار رأسه وقال:
-الغ*بي فعلا اللي يبقي رومانسي مع النسوان ...افتكرت تمارا مختلفة طلعت مطر*قعة زيهم ...أنا علي اخر الزمن هنام في اوضة الاطفال ...والله عيب ...
راح عمار بهدوء للاوضة ونام علي السرير الصغير ...فضل يتحرك وهو مش حاسس بالراحة ...كان نفسه فعلا يروح لتمارا ويقت*لها علي اللي بتعمله فيه .. غمض عينيه وبدأ يبتسم ..تمارا فعلا ناوية تنت*قم منه علي اللي حصل ...تمارا مش سهلة وجات الفرصة لحد عندها واكيد مش هتض*يعها من ايديها ...ضحك عمار وقال:
-شكل ايامي اللي جاية هتكون صعبة معاكي يا تمارا ...ربنا يستر منك ...
ضحك مرة تانية وهو بيغمض عينه ...
....
في اوضة تمارا ...
كانت تمارا قاعدة وهي بتضحك ...قررت تدلع علي عمار شوية وبالمرة تربيه شوية ...اللي عمله فيها مش قليل برضه ...والصراحة هي لسه ما صفيتش ليه ...ومحتاجة تقر*ص عليه شوية ...لازم تتدلع بقا ...
راحت علي السرير واتسطحت عليه وحاولت تنام ...بس مقدرتش ...كانت بتفتكر ذكرياتهم سوا ...بتفتكر قد ايه تعبت عشان عمار يوصل للحالة دي ...جانب عمار المظ*لم اثر علي حياتهم اووي ...م*وت أبوه قدامه بسبب رجال العصابات خلاه يفقد جزء من اتزانه...خصوصا أن والده كان انسان محترم ومأذ*اش حد ...بس تدخله في مشكلة مش بتاعته ودفاعه عن ست كانت بتتعرض للتح*رش من اتنين مجر*مين معندهمش ضمير خلاه يدفع حياته لانهم اخدوا الموضوع بشكل شخصي وقرروا ينتق*موا منه !...وده حصل قدام عمار اللي اتصدم صدمة عمره وبعدها جات الصدمة التانية لما والدته ر*مته واتجوزت بعد شهور العدة بالضبط ...وعاش عمار مع مرات عمه اللي احتضنته ورغم أنها كانت طافحة المر*ار مع جوزها المجن*ون إلا أنها ادتله حب كبير ...هي عارفة أن عمار اتعذ*ب كتير ..
لكن للاسف هي اللي أصابها جزء من قس*وته ...عشان كده وافقت ترجع بس لما عرفت أنه بيتعالج ...يمكن دي فرصة ليهم تانية ..يصلحوا كل الأخط*اء اللي عملوها في جوازهم الاول ...وعشان تكون منصفة ...هي كمان تتحمل جزء من الغ*لط واهي بتصلحه
..........
شعرها كان منتشر علي المخدة وهي بتبص للسقف وعيونها بتلمع ...اخيرا هتبقي معاه للابد ومفيش حد هيفر*ق بينهم ...كانت حاسة بسلام كبير في قلبها وسعادة ...كل يوم بيمر هي بتعشق نائل اكتر ...بتعشق الحماس بتاعه ...شغفه بيها كأنها اهم انسان في العالم ...الجر*وح اللي سببها رائد ليها هو قدر يداويها بمهارة شديدة ..رائد دمرها ونائل هو اللي قدر يداوي جرو*حها ...هو اللي مسك ايديها وخلاها تواجه العالم من جديد...هو كان فاكر أنها انقذته من المو*ت ...وميعرفش أنه أنقذها كمان ...الاتنين انقذوا بعض من الضلمة اللي كانوا عايشين فيها ...عمرها ما هتنسي هو عمل ايه عشانها ولا هو هينسي كمان ...عشان كده هما الاتنين مناسبين لبعض ..
حطيت ايديها تحت المخدة وطلعت صورتهم سوا ...صحيح اتصوروا كتير بس دي صورتهم المفضلة ...كانت ابتسامتهم من الودن للودن...السعادة باينة عليهم ...في الصورة هو بيضحك وبيبصلها بحب ...كانت دايما تستغرب ليه.نائل بيحبها بالشكل المج*نون ده ...بس هي كمان بتعشقه بجنو*ن فمش هتلومه ...نائل حبها لدرجة انها نسيت الم*رار اللي شافته علي ايد رائد وكأنها معشتهوش...غريبة انها كانت فاكرة انها بتحب رائد !!علي رغم انها واثقة ان مشاعرها ناحية رائد كانت عني*فة بس الغريبة ان حاليا هي بتضحك علي المشاعر دي ...وعرفت ان رائد باللي عمله قدر يق*تل المشاعر ده ...قدر يخليها تقت*ل الحب اللي جواها من ناحيته لدرجة ان حاليا مش حاسة بأي حاجة من ناحيته حتي الكر*ه...كانت خايفة لتفضل تحبه رغم اللي بيعمله لكن الحمدلله عرفت ان القس*وة والاها*نة بتق*تل الحب ...عرفت ان الرقة والاحترام هما اللي بيحيوا الحب ...نائل قبل ما يحبها احترمها كإنسانة عمره ما شافها قليلة دايما كان بيقدرها ...دايما كان بيتفهمها ...متفتكرش انه زعق فيها ولا حتي جر*حها بالعكس ..النقاش كان دايما اداته اللي بيستخدمها معاها ....
حطت ايديها علي قلبها وهي بتبني احلام كتير معاه ...بترسم حياتها مع الرجل الوحيد اللي حبها بجد ...حبها حب صافي من غير انا*نية ولا اذ*ي ...هي فعلا بتعترف ان نائل هو احسن حاجة حصلتلها في حياتها ...غمضت عينيها وهي بتستعد للنوم لما تليفونها رن ...فتحت عينيها ومسكت تليفونها ...ابتسامتها اتوسعت لما شافت اسمه وصورته بينوروا علي تليفونها ...وقتها اتخطف زي كل مرة بتشوفه فيها ...
-الو..
قالتها بصوت سعيد ..
-اطلعي علي البلكونة ..
-نعم يا اخويا ...انت في الفيلا هنا دخلت ازاي؟!
-من السور .
قالها وهو بيضحك فصرخت هي بصدمة وقالت:
-انت بتهزر صح ؟!!
ضحك نائل وقال:
-طبعا بهزر يا اخر صبري ...ليه محسساني أننا مراهقين بنقابل بعض من ورا اهلك ...يا ستي أنا خطيبك وبكرة هبقي جوزك ...دخلت من الباب عادي والبواب دخلني ...
حطت ايديها علي جبينها وهي بتضحك وبعدين قربت من البلكونة وفتحتها ...اتوسعت عيونها وهي بتشوف بلالين كتير بتطير قدامها ...الوان البلالين كلها كانت وردي ...لونها المفضل ...مسكت بلونة منهم ولقت فيها شيكولاتة دارك من نوعها المفضل ...اخدتها وهي بتضحك زي الاطفال ...بصت تحت لقت نائل بيبصلها بإبتسامة ساحرة ...قالها :
-كنت بفكر اجيب ورد بدل الشيكولاتة ...
هزت راسها وهي بتفتح الشيكولاتة وبتاكلها زي الاطفال وقالت:
-انا بحب الشيكولاتة اكتر ...
ضحك علي طفولتها وقال:
-فكرت اعمل حركة رومانسية كده قبل ما نتجوز ...لعلمك دي هتكون اخر حركة رومانسية اعملها ليكي ...
بصتله بغضب طفولي وقالت:
-لو مبقتش رومانسي كده بعد الجواز أنا هق*طع راسك ...
ضحك نائل وقال:
-بدأت اخاف منك ..
هزت كتفها وهي بتكمل الشيكولاتة وقالت :
-كده افضل ...
ضحكوا هما الاتنين وكان الوقت ده هو واحد من اجمل أيامهم♥️
........
تاني يوم ...
عند قب*ر ام حور
-النهاردة فرحي ...النهاردة هبدأ يوم جديد يا ماما ...مع الانسان اللي بحبه...الانسان اللي بقا روحي ...الانسان اللي غير حياتي واتقبلني في كل احوالي ...وعلي قد ما أنا طايرة من الفرحة علي قد ما أنا خايفة يا ماما ...حاسة بضي*ق في قلبي غريب كأن النهاردة هتحصل حاجة غريبة ...حاجة ممكن تقلب حياتي ...
غمضت حور عينيها وهي بتحط ايديها علي قلبها ...بعدين فتحت عينيها تاني وبصت علي قب*ر والدتها وقالت:
-بس تعرفي المرة دي مش خايفة اووي ...المرة دي همسك ايد نائل واي كانت العقبات هنعديها سوا ...مش هتخلي عنه ابدا يا ماما ...ولا هو كمان هيتخلي عني ..هنواجه مشاكلنا سوا يا ماما ...مش هته*رب من مشاكلي ولا أكبر المواضيع ...بالعكس ...أكيد كل مشكلة ليها حل ...أنا دايما هحسن الظن بالله...دايما ...مدام نائل معايا مش هخاف تاني ....وهبقي ازورك دايما يا ماما ...مش هنساكي ابدا ...لحد آخر يوم في عمري هفضل ازورك واتكلم معاكي ...صحيح انتِ مبترديش ...
قالتها ودموعها بتنزل وكملت:
-بس والله فعلا مرتاحة وانا بكلمك يا ماما ...كنت متوترة قبل ما اجي بس بعد ما اتكلمت ارتاحت شوية ...أنا حاسة بيكي حواليا ...حاسة أنك شايفاني وفرحانة زي ما أنا فرحانة ...
مسحت حور دموعها وقالت:
-انتِ وحشتيني اووي علي قد ما حاسة بيكي قريبة مني ...علي قد ما حاسة أنك بعيدة لدرجة مش قادرة احضنك ...كان نفسي احضنك يا ماما ...
بدأت دموعها تتجمع تاني ومقدرتش تسيطر علي نفسها وبدأت تعيط ...فجأة تليفونها رن ...
مسحت دموعها بسرعة وخرجت تليفونها من الشنطة ...ابتسمت بحب ورت
-ايوة يا حبيبي ...
-فينك يا حور ؟!
سألها نائل بتوتر ...
استغربت وقالت :
-انا عند قب*ر ماما يا نائل ...وخلصت ودلوقتي مروحة..
-طيب أنتِ ليه مقولتليش اجي معاكِ .
ضحكت حور وهي بتمشي خارجة من المقبرة وقالت:
-يا حبيبي مفيش داعي ومتخافش ...خلاص أنا مروحة دلوقتي عشان اجهز نفسي ...متخافش عليا ...
اتنهد نائل وقال:
-تحبي اجي اوصلك ...
-لا أنا معايا عربيتي يا نائل متخافش ...يالا دلوقتي سلام ..
-سلام يا حبيبتي ..
قفلت حور وقربت من عربيتها ... ولسه هتفتحها فجأة حست بحد بيحط حاجة علي مناخيرها من وراها ...وبعدها كل حاجة بقت سو*اد ....
.....
بعد ساعة
-النهاردة فرحها ..هتبقي ملك لغيري ..
قالها رائد والدموع متجمعة في عينيه ...كان بيبذل مجهود جبار انه ميبكيش بس اللي جوا قلبه كان فظي*ع ...هو كان بيمو*ت من جوا ...حاسس انه تايه من غيرها كأنه بجوازها النهاردة هيخسر امه مرة تانية ...عشقه لحور لع*نة...لع*نة مش قادر يتخلص منها وكأنها ربطته جمبها بقيود من ن*ار وخليته يعاني ...
كانت نيرمين بتبصله بشفقة ...دي المرة الاولي اللي تشوف حد بيحب حد للدرجادي ...حب الهو*س ده...التعلق الشديد بحور كأنها آخر ست علي الأرض. مفيش غيرها ....طول الست الشهور اللي قضاها يتعالج مفيش يوم مجابش سيرتها وقتها عرفت ان حور مش مجرد حب ...عشق ..جنو*ن هو*س وشغف ...حور هي شغفه ....هي بدايته ونهايته ....كتير يسموا ده جنا*ن...بس هو معتبرش انه جنان ...هو حبها ..حبها فعلا ...رغم كل اللي عمله فيها ...رغم الا*ذي اللي اتسبب بيه ليها واللي ندمان انه اذ*ي ملاك زيها بس يعلم ربنا انه بيعشقها...بيعشقها ومش قادر يتخيل انها بعد ساعات هتبقي ملك لغيره ...بيقولوا ان اللي بيحب بيعمل أي حاجة عشان يشوف اللي بيحبه مبسوط وده اللي حاول يعمله ...حاول يسيبها مع اللي بتحبه وبعد خالص ...رغم صعوبة اللي هيقوله بس نائل هو المناسب لحور ...انسان مناسب لرقة حور ...للاسف حبه لحور خلاه يجر*حها ...حور انها*رت بسببه كتير ..وهو مش هيسامح نفسه عشان عمل كده ...بس يمكن عقابه أنه يتحرم منها ..عقابه أنه يشوفها مع غيره ...وبيحلف أن ده أسو*أ عق*اب ممكن يتعا*قب بيه الإنسان ...أنه يتحرم من الحب كأنه بيتحرم من الحياة ....
غمض عينيه واتنهد وقال:
-تفتكري اني هقدر انساها في يوم ...
-لو عايز هتنساها ...بس انت مش عايز تنساها ...ببساطة يا رائد انت مش عايز تنساها انت عايز تبكي علي الاطلال ...مش عايز تنساها ...عايز تعا*قب نفسها بحبها ...يمكن ضميرك يرتاح في الاخر ...
هز رائد رأسه وقال بيأس :
-حتي أنتِ مش فاهمة حبي لحور ...محدش فاهم اللي جوايا يا دكتورة خالص ...أنا حار*بت حبي ليها ...حا*ربته بقوة ...حاولت اخو*نها كتير ومقدرتش ...مفيش اكتر من كده ...حبي لحور منعني المس واحدة تانية ...حاولت انساها بستات كتير من وقت ما انفصلنا يا دكتورة بس ولا مرة قدرت المس حد غيرها ...مقدرتش ...طول الوقت بحاول اطلعها من دماغي بس بقيت متأكد أن حبها هيبقي لع*نة طول العمر ...مش هقدر اتخلص من اللع*نة دي ...
كانت نيرمين بتبصله بحزن كبير. ..رائد صحيح بيتقدم ...بس تقدمه بطئ...هو مش قادر يبطل تفكير فيها ...ممكن تكون هي قللت من حبه لحور ..بس اللي شايفاه أن رائد معندوش اي استعداد أنه ينسي حور ....كلامه دايما عليها ...وعشان تكون صريحة بدأ هو يأثر فيها ....بدأت تحب حبه لحور ...رغم أنها معارضة يبقي مه*ووس بيها للدرجادي ...لكن رائد لو مكانش مريض ومعقد كان عيش حور في جنة ...حبه ليها كبير جدا ...كلامه عنها وكأن مفيش ستات غيرها ...حور زي اللع*نة جواه رافضة تسيبه ...كدكتورة تفكيرها أن حبه لحور مر*ض ممكن
هو يشفي منه لو عايز ...بس كست كان تفكيرها مختلف تماما ...كست عاجبها الحب ده ...واحيانا في السر بتتمني أنها تتحب بالطريقة الجميلة دي ...
قام رائد فجأة وقال:
-معلش ممكن ننهي جلستنا بدري ...أنا تعبت ...
هزت راسها بإبتسامة فمشي وهو مهموم ....
كان قدام عربيته ولسه هيركبها واحد حط أيده علي كتفه ...بص رائد واستغرب :
-نشأت انت بتعمل ايه هنا؟!
قاله نشأت حاجة فهز رأسه وقال:
-اوك نتكلم وماله ...
ومشي رائد معاه وهو مش مدي خو*انة!!!
الفصل الأخير(لا مكان له بحياتها )
في بيت اهل ميرا ...
-انا مش قادر اتكيف مع بعدك عني ...مش قادر اعود نفسي انك خلاص مبقتيش في حياتي ...احيانا بفكر أن ده كا*بوس بش*ع وهيخلص وهفتح عيني وأشوف أن ده كله محصلش وانك لسه معايا في بيتي يا ميرا ...لكن بتصدم لما اصحي كل يوم واكتشف اني خس*رتك ...انا مق*هور وبعاني من غيرك ومن غير ولادنا ...أنا بس طالب اي امل اتمسك بيه يا ميرا ....اي امل مهما كان بسيط وانا هحاول مرة واتنين والف حتي ...مش طالب تعامليني زي الاول ...ليكِ حق تزعلي وخدي وقتك في الزعل لكن في بيتنا بلاش تبقي بعيد عني ...لان صدقيني مش هتحمل اكتر من كده...أنا مر*عوب من فكرة انك تبعدي عني للابد...مخن*وق من الفكرة دي ...أنا عارف اني جيت عليكي وعمري ما انكر غل*طي ...بس ندمت والله ندمت الشهور اللي فاتت عدت عليا كأنها جح*يم
دموعها بدأت تنزل وبدأت هي تمسحها بسرعة ...الجر*ح لسه كبير ...رغم اعتذراته الكتير إلا أن الاعتذرات مخففتش جر*حها ولا حتي البعد هي بتعاني زيه بالضبط ...الذكريات زي السوط اللي بيتج*لدها كل يوم ...
مسك عمر ايديها وقال:
-اديني اخر فرصة بس ...اخر فرصة وصدقيني انا عمري ما هخذ*لك تاني يا ميرا ...الشهور اللي فاتت انا عرفت غلطي...فكرت كتير ...وعرفت اني اللي غل*طان..عرفت اللي بينا مش حب عادي وآني كان لازم اتكلم معاكي الأول ...أنا مش هنكر غل*طي وبطلب بس فرصة ليا ....فرصة واوعدك عمر ما هأذ*يكي تاني ...فكري كويس ...أنا فعلا عرفت غلطي كلامي ده من قلبي .
-ياريتك تجرب وج*عي عشان تفهمني .
قالتها ميرا والدموع متكونة في عينيها كانت بتضغط علي اسنانها جامد عشان متعيطش وحاولت تسحب ايديها من ايد عمر بس مسمحش ليها تبعد وقال بصوت مخنوق:
-فاهمك ..
هزت راسها وهي بتقول بصوت متقطع :
-لا انت متعرفش حاجة ولا عمرك هتفهمني ...
سحبت ايديها وحطت ايديها علي قلبها وقالت:
-انت مش حاسس بالن*ار اللي في قلبي ...مش حاسس بالد*مار اللي بعيشه ...أنا كل يوم بسأل أنا عملت أيه وح*ش للدرجة يخليك تك*سرني بالشكل ده من غير تفكير ...
بلع ريقه وقال:
-اسف ...والله العظيم آسف ...
كملت كلامها من غير ما تتأثر بأسفه وقالت:
-يا سيدي اهم*لتك شوية وغلطت ...تعالي كلمني عاتبني يا عمر ...احنا مش مجرد اتنين متجوزين ...احنا اصحاب ...أنا بقولك اسراري اللي مقدرش اقولها لحد ...أنا عمري ما اعتبرتك جوزي وبس ...أنت اهم من كده بكتير ...انت نصي التاني ...ازاي قدرت تعمل كده من غير ما حتي تعاتبني !
غمضت عينيها ودموعها نزلت وقالت:
-محتاجة ابعد عنك شوية ...محتاجة اخد نفسي ...اخلي سعادتي من اولاوياتي زي ما خليت سعادتك من اولاوياتي علي حساب نفسي!
-بس أنا عرفت غلطي يا ميرا ...حر*ام العق*اب ده ...
قالها بصوت مق*هور ...
-وحرام اني اتحمل الضغط ده لو مبعدتش هنفج*ر
صوتها كان مقه*ور اكتر منه ..
-حرام عليك اني اتحمل البعد ده ...الفر*اق ...أنا هتأثر وانتِ كمان واولادنا يا ميرا ...فكري من تاني ...خدي وقتك لكن في بيتي وانا والله ما هضغط عليك عشان تسامحيني بالعكس خدي الوقت اللي انتِ عايزاه ...لو عايزة كمان مفضلش في البيت كتير او مباتش فيه حتي أنا موافق وهروح لاوتيل لحد ما تتقبلي وجودي ...بس تعالي البيت كده قلبي هيكون مطمن اكتر. ..
هزت راسها بالنفي...فمسك عمر ايديها وقال:
-ميرا ...ميرا فكري تاني بلاش تبعدي ...بقولك والله ما هطالبك بأي حاجة لحد ما تسامحيني نهائي...
بعدته وهي بتقول:
-لو سمحت كفاية ...سيبني يا عمر ابعد شوية والا فعلا هنها*ر !!!هرجع اوعدك اني هرجع بس محتاجة البعد ده لو سمحت !!
.............
كانت ايد نائل بتترعش لما اتصل للمرة اللي مبقاش فاكر عددها ولقي تليفونها اتقفل مرة واحدة ...قلبه كان بيدق جامد والر*عب كان باين علي وشه ...من وقت ما عمه اتصل وقال إن حور لحد دلوقتي مجاتش حس.بالرعب يكون حصلها حاجة ودلوقتي هو حاول كتير يتواصل معاها بس ف*شل...بقاله تلات ساعات تقريبا بيحاول يوصلها ومش عارف ...مئات الأفكار في عقله وكلهم أسو*أ من بعض ...
قرب منه وليد وقال بخوف:
-خايف يكون رائد خط*فها مرة تانية يا نائل...
هز نائل رأسه وقال:
-مظنش يا عمي رائد طول الفترة دي معترضش طريقنا ...مظنش أنه يعمل كده ابدا ...أنا ...أنا بفكر ادور في المستشفيات يمكن ...
صوت نائل اتخنق فنزلت دموع وليد ...
حضنه نائل وقال:
-متقلقش هنلاقيها ..هي ممكن تكون ...
بعد وليد وهز راسه وقال:
-حور حصلها حاجة يا نائل أنا حاسس الاختفاء ده مش طبيعي ابدا ...أنا خايف يا نائل ..خايف لاخس*رها للأبد المرة دي ...
-معاك رقم رائد ...
قالها نائل فجأة. ..
هز وليد راسه وطلع التليفون وايده بتترعش جامد ...الرعب كان باين عليه فعلا ...
مسك نائل التليفون وبدأ يطلب رائد ...اول مرة مردش ...حاول مرة تانية وتالتة لحد ما التليفون برضه اتقفل ...ده خلي نائل يتوتر اكتر ..بس رغم كده جواه كان متأكد ان رائد المرة دي ملوش دعوة ...رغم غرابة الموضوع كان مستبعد ان رائد يكون اذ*ي حور مرة تانية....
اتنهد نائل وهو بيقول بتوتر :
-تليفونه رن في البداية وبعدين اتقفل ...
ضر*ب وليد كف علي كف وهو بيقول:
-يبقي عملها تاني يا نائل ...أكيد خط*فها ...المرة دي خلاص حور انتهت ...حور بنتي ضا*عت ...حور ...
مسك نائل ايديه وقال:
-اهدي يا عمي متقلقش هنقلب عليها الدنيا لحد ما نلاقيها....أنا مش هفقد الأمل متقلقش ...والله مش دفاع عن رائد انا اصلا مش بطيقه لكن مظنش انه هو اللي عمل كده فيحصل كالاتي ...أنا هروح لبيت رائد واشوفه ولو مش لقيناه هنروح لقريبه الضابط البيت كمان ....ولو برضه موصلناش لحل هنب*لغ البوليس مش هنستني ...
ولسه هيمشي نائل وليد وقفه وقال:
-انا جاي معاك ...
-لا يا عمي انت ارتاح ....التوتر مش حلو عشانك ...
-يا بني انا لو قعدت هنا اكتر من كده هم*وت بقه*رتي ...ابوس ايديك خدني معاك...
هز نائل راسه واخده ...
......
بعد نص ساعة تقريبا وصل نائل لفيلا رائد ...نزل من العربية وراح سأل حارس الفيلا اللي قاله ان رائد مش موجود ...
رجع تاني وقرر يروح لعمار اللي لحسن الحظ اخد عنوانه قبل كده...
- مش موجود صح ؟!ما أنا قولتلك يا نائل رائد هو اللي عملها ...ده شخص مش متزن نفسيا ...شخص مج*نون ومؤ*ذي !
اتنهد نائل...هو عارف ان رائد شخص حق*ير بس مش عارف ليه مش قادر يصدق ان هو السبب المرة دي ...
-مش هو يا عمي ..
قال نائل ده بصوت واثق ...كان حدسه بيقول أن مش رائد اللي عملها ...
-انت بتدافع عنه ؛!!
صرخ وليد بصدمة وبعدين كمل:
-ده انسان حقي*ر وحي*وان د*مر حياة بنتي وخط*فها ودلوقتي خط*فها تاني ...أنا مش مصدق أنك بالذات اللي بتقول كده ...
غمض نائل عينيه بتعب وقال:
-انا بكر*هه اكتر منك ...بس بالعقل كده ...حور قالت ان رائد هو اللي كان هيرجعها بنفسه ...ده اتنازل عن البلاغ عشان حور ومتحبستش بسببه ...بعد عن حياتها نهائي ..ايه اللي هيخليه يعمل كده ...
-ده واحد مج*نون ..متقدرش تتنبأ بتصرفاته يا نائل ...أكيد لما شاف ان خلاص هتبقي ليك قرر يخط*فها تاني ..لانه انسان غير متزن نفسيا وتصرفاته ملهاش تفسير عقلاني ..
-طيب هنروح دلوقتي لعمار ونسأله يمكن يعرف حاجة !
..........
في المطبخ ...
طلعت تمارا المكرونة بالبشاميل من الفرن وهي بتبص عليها بسعادة ...قربت وشمت ريحتها وهي بتقول:
-تسلم ايديا بجد ...
بعدين راحت حطيتها علي الرخامة وقالت:
-اكيد عمار هيتج*نن لما يدوق عمايل ايديا ..اكيد ...اه ...
صرخت بر*عب شوية لما حست ان فيه حد حضنها ...
-وحشتيني ...
غمضت عينيها وابتسمت بس بعدين فتحت عينيها وهي بتبعد وبتقول:
-ابعد يا عم كده ...احنا مخطوبين.!!
ضرب عمار علي رأسه وقال:
-مني لله علي اقتراحي المن*يل ده يا ستي متحبكيهاش كده ...
هزت كتفها وقالت بدلع :
-لا هحبكها ...دي فرصة وجاتلي لحد عندي ...عايزة اشوفك بتتودد ليا اكتر من كده ...حابة اتدلع شوية ...
هز رأسه وقال:
-طيب امتي هيخلص الدلع ده ؟!
هزت كتفها وقالت:
-لسه شوية ...شهر شهرين كده ...
مسك دراعها وهو بيقول :
-نعم يا اختي شهر ...شهرين ايه ...لا يا حبيبتي انسي ...هو الخميس اللي جاي نعمل الفرح وخلاص ونتلم في اوضة واحدة عايز اجيب شحيبر والدسوقي ...
بعدت تمارا وقالت بفزع:
-مين دوول ؟!!
-اولادنا يا حبيبتي ...
ز*قته تمارا وقالت:
-يخربيتك دي اسماء ...انت عايز تعقدهم ...
وبعدين طلعت من المطبخ وهي بتضر*ب كف علي كف وقالت:
-انا كده هعيد نظر في موضوع اني اتجوزك ده ...
ضحك عمار وشدها ليه وقال:
-لا لا خلاص. مش متمسك بالاسماء ...عيالنا هتسميهم انتِ ...وانا متأكد أنك هتبقي احلي ام في الدنيا دي ...
ضحكت تمارا ضحكة حلوة خلت عمار مسحور بيها ...قرب عمار منها وقال بخب*ث:
-ما تيجي نلغي الخطوبة ...
ضحكت وهي بتحاول تبعده وقالت:
-لا انسي ...عمار ابعد شوية والا هع*ضك و...
-طب جربي تع*ضيني كده.وانا هق*ص شعرك
وبعدين قرب منها ...فجأة بعدوا عن بعض لما الجرس رن
-انت مستني حد دلوقتي ...
هز عمار راسه وبعدين راح يفتح الباب ...دخلت تمارا جوا الاوضة وبصت منها ...
...
فتح عمار الباب واتصدم لما لقي قدامه وليد ونائل لسه هيستفسر دخل وليد زي المجنون وقال:
-فين رائد ...فين وش المص*ايب ده ...أنا هقت*له المرة دي واخلص منه...
-هو فيه ايه ..
قالها عمار وهو مصدوم ...
زعق فيه وليد وقال:
-فيه ان قريبك المج*نون خط*ف بنتي تاني ...
-لا مستحيل ...
قالها عمار بصدمة فتدخل نائل وقال:
-انا بصراحة مش مصدق ان رائد هو اللي عمل كده ...بس يا عمار حور اختفت بقالها اكتر من خمس ساعات وانا وابوها قلقانين ...النهاردة فرحنا وسألت كل الناس اللي ممكن تكون عندها محدش شافها ...بعد ساعتين بالضبط هيبدأ الناس تيجي فلو عارف أي حاجة عن رائد قولنا...
هز عمار راسه بصدمة وقال :
-انا متأكد ان رائد المرة دي معملش حاجة ...رائد بقا كويس والله ...هو
-طيب هو فين دلوقتي ؟!
قاطعه نائل بهدوء..
-مش مضطر اقولك !!!
ز*عق عمار بعصبية ...اتدخل وليد وقال :
-خلاص احنا نروح للبو*ليس ونقدم بلا*غ ضده ...
ولسه وليد هيمشي قال عمار بسرعة :
-نائل بيروح لدكتورته النفسية عادة ممكن يكون عندها دلوقتي ...رائد بيتعالج نفسيا حاليا ...بيتعالج عشان ينسي بنتك ويبعد عنها
-فين الدكتورة دي ..
اتدخل نائل في الكلام ..فرد عمار:
-انا هلبس دلوقتي واجي معاك ...
......
بعد ساعة تقريبا ...
كان عمار ونائل و وليد عند نيرمين. ..
-رائد مشي من أربع ساعات تقريبا يا عمار ...
اتوتر عمار وقال:
-انا مش قادر اوصله يا دكتورة ...رائد مختفي من الصبح وبحاول اتصل بيه مش قادر اوصله و...
سكت عمار وهو بيفتكر انه شاف حاجة هو وطالع العمارة. اللي فيها العيادة ..
-لحظة واحدة جاي فورا ..
قالها عمار فجأة ونزل بسرعة ...راح ناحية العربية اللي شبه بتاعة رائد. ..وبص لقاها فعلا بتاعته ...اتصدم عمار وطلع فوق تاني وقال لنيرمين:
-عربية رائد تحت ...ازاي أنا مش فاهم...أنا بدأت أقلق ...
-العمارة بتاعتي فيها كاميرا لحسن الحظ ممكن نطلب منهم يرجعوا الكاميرات ونشوف ...
....
بعد ربع ساعة ...
كان عمار واقف مبهوت وقال:
-نشأت؟!ايه اللي وقفه مع نائل !!!
.....
خرج بسرعة عمار من العمارة ووراه نائل ووليد ...
طلع عمار تليفونه واتصل بنشأت موبايله مقفول ...راح اتصل بصديق ليه ايام ما كان شغال في الشرطة واللي قاله ان نشأت واخد اجازة!!
..
ابتدي عمار يقلق ...ايه اللي موقف نشأت مع رائد قبل ما يختفي ...
بص لنائل ووليد وقال:.
-انا رايح لبيت نشأت حاسس أننا ممكن نلاقي اجابة هناك ....
.......
اه...
قالها رائد فجأة وهو حاسس بأ*لم كبير في رأسه ....كان دماغه مشوشة ومش فاكر اي حاجة حرفيا ...حاول يرفع رأسه بس حس انها تقيلة ...كان حاسس بحاجة سخنة علي رأسه واللي كان متأكد انها دم ...فجأة بدأ يستوعب اللي حصل ...اخر حاجة فاكرها أنه طلع من عند الدكتورة النفسية وبعدين شافه وطلب هو منه يكلمه في موضوع مهم ...ميعرفش ليه رائد سمع الكلام وقرر يشوف هو عايز ايه ...مكانش مدي اي خوا*نة ممكن تحصل ...لانه هو عارفه كويس ...عارف نشأت ...بس لحد دلوقتي مش فاهم ليه نشأت اته*جم عليه وخدره ...
- صحي النوم يا باشا ارفع رأسك...يالا ارفعها وشوف المفاجأة اللي محضرها ليك ...
كان صوت نشأت الساخر بيكلمه ....
حاول رائد يفوق ويرفع رأسه بس مش عارف ...عينيه مزغللة ونفسه ينام ...بس صوت عياط عارفه خلي كل الأفكار تطير من دماغه فجأة ...
رفع رائد رأسه والر*عب بيدب في قلبه ...نسي الا*لم ...ونسي النوم لما شافها قدامها ...قاعدة علي الكرسي وايديها مربوطة لورا مع بعض ورجليها كمان. ..دموعها بتنزل وبتبكي وهي بتبصله بخو*ف...كان رائد مبهوت وهو بيشوفها بالشكل ده ...الر*عب اللي في عينيها اذ*اه شخصيا .....بص لنشأت اللي كانت علي وشه ابتسامة مريبة وهو مش فاهم حاجة خالص ...مش فاهم هو ليه بيعمل كده ...
-فيه ايه ؟!انت ليه رابطنا كده انت اتج*ننت!!!
صرخ فيه رائد بعصبية وهو بيحاول يفك نفسه بعدين قال بجنون:
-فكها يالا ....فكها فورا وخليها تمشي ..
ابتسم نشأت وهو بيقرب من حور حاول يلمس شعرها بس رائد صرخ فيه:
-انت يا ابن المج*انين ابعد عنها إلا وديني اقت*لك ...
ضحك نشأت بقوة وقال:
-غريبة أن حتي في وضعك الميئوس منه ده ...وضع الض*عيف وقليل الحيلة الا انك برضه بتهد*دني يا رائد !!بجد انا.مبهور ..وان ده دل علي شئ فهو ...
بص علي حور بنظرة ليها معني وكمل:
-ده معناه أن حور ليها مكانة خاصة في قلبك ...هي نقطة ضعفك ...اكيد لو حصلها حاجة انت هتم*وت الف مرة في اليوم ....
كلام نشأت خلي رائد يترعش حرفيا من الخوف ...هو المج*نون ده عايز منه ايه ؟!!!مش قادر يصدق اللي بيحصل ...
-فيه ايه يا نشأت مالك ؟!انت اتج*ننت ...
كان نشأت بيبصله ببرود ورائد بيزعق فيه والح*قد اللي في قلبه كان بيكبر....رائد هو سبب كل اللي حصل هو اللي سر*ق حبيبته منه ....هو خ*سر مروة بسببه ولازم رائد يدفع تمن اللي عمله ...لازم يدوق من نفس الكاس اللي داقه نشأت زي ما خ*سر حبيبته ...اكتر ست حبها في حياته ...نشأت برضه هياخد حور حبيبة رائد ...هيقت*لها قدامه ويخليه ينه*ار ...هيفرح جدا وهو شايف انهي*اره بالشكل ده ...الحق*د هو اللي كان بيحرك نشأت ...كان مسيطر عليه بقوة كبيرة ...
كان رائد بيبص لنشأت بصدمة بيحاول يفهم هو فيه ايه بالضبط ...
حاول يهدي نفسه وقال :
-ممكن اعرف ايه الهزار ده ...أنا وحور بنعمل ايه هنا ؟!
كانت حور لسه بتبكي ...رائد دلوقتي كان بيحاول يحل الوضع ده بأحسن طريقة عشان حور ...
ابتسم نشأت ابتسامة شر*يرة ورد بإختصار:
-انا جايبك هنا وجايب وحبيبة القلب عشان الانت*قام ...
بهت رائد شوية وقال:
-انت*قام ايه يا جدع انت ...ايه الفيلم الهندي اللي انت عامله ده هو أنا اذ*يتك في حاجة ...
بان الغيظ علي وش نشأت وقال:
-انت د*مرتني ...سر*قت سعادتي والسبب اللي انا عايش عشانه ...
كان رائد مش فاهم هو بيتكلم عن ايه لحد ما رحمه نشأت وقال:
-انت اخدت مني حب حياتي ...مروة اللي هي لينا ...الست الوحيدة اللي حبتها...
-انت اللي كنت بتطاردها ؟!
هو نشأت راسه وقال ؛
-كنت بحاول ارجعها ليا ...
هز رائد راسه بذهول وقال:
-صدقني مش أنا اللي قت*لتها ..بالعكس انا ساعدتها تبدأ حياة جديدة ...صحيح حاولت استغل ده في انها تبقي عشي*قتي بس محصلش بيننا أي حاجة ..أنا مقت*لتهاش والله ومفيش أي سبب يخليني اقت*لها ...
-ايوة انا عارف أنك مقت*لتهاش ولا حاجة ...محدش ليه حق يأ*ذيها غيري وانا اللي قت*لتها !!..
شهقت حور بصدمة فقرب نشأت منه وقال:
-قط*عتها حتت حتت ...لحد ما مسكت قلبها بإيديا وعص*رته وانا بفكر ازاي القلب ده حب غيري !!!!..لو كنت موجود كنت أكيد هتحب العرض ...بس مش مشكلة هنعيد العرض تاني والمرة دي مع حبيبة القلب حور !!
.....
-نشأت اسمعني ...حور ملهاش علاقة بالموضوع ...خرجها من هنا وخلينا نتكلم...وانا واثق أننا هنوصل لحل كويس ...
قالها رائد وهو بيسيطر علي توتره...
ضحك نشأت وقال:
-لا يا برنس..اعذرني بس دي فرصتي وجات لحد عندي ...فرصتي اني احر*ق دمك واخد حبيبتك منك .....
بص لرائد بغيظ وقرب منه وهو بيقول:
-انا مش عارف مروة حبتك علي ايه ...
ابتسم رائد بسخرية وقال:
-اعمل ايه كل الستات بتحبني ...أنا عندي سحر خاص مش عندك ولا هيكون عندك!..
-انا عايزك تفضل مبتسم كده وانا بقت*ل حبيبتك قدامك ...بعدين مسك السك*ينة اللي كانت جمبه وراح لحور اللي بتبكي وهي مرعوبة ...واترعبت اكتر لما شافت السك*ين اللي هي سبب عقدتها كلها ..
هكون رحيم بيك واخليك تختار امو*ت حبيبتك ازاي ؟!
قالها لرائد المربوط قدامه وهو بيمرر الس*كين علي حور اللي بتبكي واللي كانت ايديها مربوطة قدامه ...بلع رائد ريقه وكل همه حور ...
كمل هو:
-انا بسببك قت*لت الست الوحيدة اللي حبتها واظن أن من العدل اني اقت*ل حبيبتك كمان .
ضحك رائد بسخرية وقال:
-حبيبتي ؟!مين قالك اني بحبها ...انت مغف*ل ...أنا د*مرت حياتها !!خن*تها كتير وضر*بتها بالله عليك ابقي بحبها ازاي ...انت لو عايز تأ*ذيني فعلا اقت*لني أنا !!
ضحك بقوة وهو بيحط الس*كين في بطن حور ...صرخت حور بخوف وهي بتحس بالس*كين بيخد*ش جلدها ...
قال هو :
-انت فاكرني غب*ي؟!أنا عارف انها كل حياتك ...ودي فرصتي عشان احر*ق قلبك ...
بعدين مسك شعرها فصرخت وهي بتبكي وكمل:
-بص ليها لآخر مرة قبل ما اقت*لها...
-سيبها يا حق*ير ...اقت*لني أنا يا ج*بان
كان رائد بيصرخ بقوة وبدأت الدموع تتجمع في عينيه....
ابتسم التاني وبعدين ضر*بها بالس*كينة في بطنها ...
صرخ رائد بع*نف وهو بيشوفها بتقع علي الأرض ....
فضل يبكي وهو بيشوفها بتفقد وعيها ...قرب هو منه وقال وهو بيهمس في ودن رائد :
-انا قولت أن مو*تها بس اللي هيك*سرك !!!!
مردتش عليها رائد وهو بيبكي ...
-وعشان أنا إنسان حقاني هفكك عشان تودعها براحتك ...
وفعلا فكه بس نشأت كان حذر ومعاه الم*سدس بتاعه كمان لو فكر رائد يعمل حاجة ...
اول ما فكه جري رائد علي حور وهو بيحاول يفوقها وبيبكي ...
-حور ..حور ابوس ايديكي فوقي ..النهاردة فرحك مينفعش تمو*تي لازم تفرحي ...
حور فتحي عينيك ...
فتحت عينيها بتعب وهي حاسة بأ*لم كبير في بطنها...شافت رائد بيبكي قدامها ...
أول ما شافها رائد ..مسك ايديها وقال:
-ايوة ...ايوة فتحي عينيك متغمضيهاش ...انتِ عايزة تروحي لنائل صح ..أنا هوديكي ليه بس ابوس ايديك متغمضيش عينيكِ ولا تمو*تي ...
فضلت هي تتنفس بصعوبة ...
قام رائد فجأة لقي نشأت ماسك الم*سدس وبيوجهه عليه ....
بتهور راح رائد عليه وضر*به بالبوكس بسرعة ...نشأت ملحقش يعمل حاجة ...
فضلوا الاتنين يضر*بوا بعض وحور واقعة علي الأرض وشايفة ده كله ومش عارفة تعمل حاجة ....
قدر نشأت يتغلب علي رائد فجأة وقام بسرعة ورفع مسد*سه المتعمر وقال:
-جهز نفسك عشان تلحق حبيبتك ...
حطت حور ايديها علي بطنها وهي بتحاول تقوم ...بصت حواليها لقت السك*ينة اللي اتضر*بت بيها واقعة جمبها ...جه الوقت انها تواجه مخا*وفها ...هي متقدرش تشوف رائد بيمو*ت ويكون في ايديها تنقذه ...مدت ايديها ولأول مرة من زمان حور تمسك سك*ين ...وقامت حور وهي ماسكة السك*ينة ...حاولت بكل قوتها انها تتحرك وفعلا قدرت تقوم وبكل قوتها مشيت ناحية نشأت وقبل ما يضر*ب نا*ر دبت السكي*نة في ضهره!!!
........
قدام بيت نشأت ... مرمي بعيد ...هادي ومظ*لم زي شخصيته بالضبط. ..كان واقف عمار بعربيته قدام البيت ..وشايف عربية نشأت اللي ركب فيها رائد ...نزلوا التلاتة وراحوا ناحية البيت بسرعة ...قدام باب البيت اتجمد نائل وهو شايف البروش بتاع حور واقع علي الأرض ...
نزل جابه وقال:
-حور هنا ...هنا ....
وقتها التلاتة مستنوش وك*سروا الباب ....
دخلوا بسرعة البيت وفي اوضة نشأت كانت الصدمة الكبيرة في نشأت اللي واقع علي الأرض وحور كمان وجمب حور رائد بيحاول يكتم النز*يف اللي في بطنها...
بصلهم رائد وهو بيبكي...
قرب نائل من حور اللي كانت بتتنفس بصعوبة ...ابتسمت حور بضعف لما شافته وقالت:
-انا قدرت أواجه خوفي اخيرا !!
وبعدها أغمي عليها !!!
......
في المستشفي ...
الدنيا كانت مقلوبة حرفيا ...طبعا عمار اتصل بالشر*طة والاسعاف اللي جوه وتم نقل حور ونشأت المستشفي ...
...
كان رائد في المستشفي بيعالج جر*وحه والضابط جه ياخد أقواله بعد ما اخد اقوال عمار ...كان رائد بيقول شهادته بكلام مش مترابط من كتر خوفه علي حور ...اخيرا الضابط خلص معاه وراح علي اوضة العمليات عشان يشوف حور اخبارها ايه كان بيدعي أنها تكون كويسة ..عرف انها خرجت وراحت اوضة عادية ..
راح لقي عمار قدام الاوضة ...قرب منه وقال
-حور ...
ابتسم عمار وقال:
-متقلقش قدروا ينقذوها ...البنت دي محظوظة اووي ...ضر*بة الس*كينة مكانتش جامدة عليها...من نص ساعة خرجت وقالوا ممكن تخرج من المستشفي بعد يومين .....
ابتسم رائد براحة وقرب من الاوضة عشان يشوفها بس وقف فجأة وهو بيشوف نائل معاها ماسك ايديها ومبتسم ليها بحب هي تستحقه ...عرف وقتها أن خلاص ملوش مكان في حياة حور ...عرف أن آن الأوان يبعد عنها نهائيا ويشوف حياته ...بصت حور فجأة ناحيته فشاور ليها بأيديه وقال بصوت واطي مخنوق والدموع في عينيه :
-سلام يا برينسس !
الخاتمة (أنتِ وطني)
رجع رائد وهو حاسس بتقل في قلبه ...كان الحزن اللي جواه مختلف عن أي مرة هو حزن فيها...حزنه كان فيه استسلام وكأنه خلاص ر*مي سلاحه وقرر يستسلم...عرف ان هي مبقتش ليه ...خ*سرها للأبد ....هو مش مناسب ليها...حور تستاهل الاحسن وهو الأس*وا حرفيا ...هي شخص توكسيك اذ*اها كتير ...طلع من المستشفي وهو كاتم دموعه بالعافية ...بعدين ركب عربيته وهو بيسوق بسرعة والذكريات بتتدافع علي عقله وتد*مره اكتر ما هو متد*مر ....افتكر كل حاجة وح*شة عملها ليها...افتكر انها ادتله الحب حاولت تسحب ايديه للنور...بس هو كان مصر يبقي في الض*لمة مصر يبقي ميشوفش النور وعشان ميبقاش لوحده اجب*رها تواجه الظل*ام اللي في قلبه ...عذ*بها وضر*بها ...كان احيانا بيحسسها انها ولا حاجة في حياته ...كانت تصرفاته متناقضة جدا معاها...كان بيحبها ويحميها اوقات ...يساعدها عشان تتعالج وفي لحظات يقلب لانسان عنيف لما يحس بالر*عب ...ر*عب ان ليها تأثير مر*عب عليه...تأثير هو مبيحبهوش ...كانت تقدر تخض*عه وتسحره بس بنظراتها البريئة ...ده كان بيخليه يتج*نن...كان بيفكر ايام كتير ايه اللي مميز في حور عشان يحبها بالج*نون ده هي مش احلي واحدة في العالم بس مكانش فيه أي ش*ك انها اكتر ست حبها في حياته ...وعشان تاثيرها ده هو كان بيصب غض*به عليها وهي كانت بتستحمل ...كانت مقدرة كل اللي عمله عشانها....بس فجأة انفج*رت ...انفج*رت في وشه لما افتكرت انه قال للينا علي مر*ضها وربنا يعلم علي قد ما كان ح*قير هو عمره ما يوصل لكده ...عمره ما يقلل من اللي بيحبها بالشكل ده ...كل اللي قالته لينا وقتها كان كد*ب...انه لمسها كد*ب ...رائد مقدرش يلمس حد غير حور ...صحيح حاول واكتر من مرة كمان بس مقدرش ..كان تاثيرها أكبر من انه يبقي ملك لواحدة تانية ...ولحد دلوقتي حقيقي مش عارف لينا عرفت من فين بقصة مر*ض حور ...يمكن سمعته بيتكلم عن مر*ضها مع دكتورتها ...يمكن فتشت في مذاكراته اللي كان متعود يكتبها واللي في مرة نسيها عندها ...مش عارف بالضبط ...لكن حور كان لازم تعرف انه مستحيل يجر*حها بالشكل ده ....
محسش بنفسه ودموعه بتنزل زي المطر ...دموع واحد مهز*وم ساب قلبه في أرض المع*ركة وميظنش انه هيقدر يرجعه تاني !!!
تليفونه رن ووقف العربية لثواني وهو بيرد علي عمار . ..
-رائد فينك يا بني انت ...دورت عليك في المستشفي كلها ...
اتنهد رائد وقال بصوت مخنوق:
-حبيت اكون لوحدي شوية ...
-انت فين حابب اتكلم معاك شوية ممكن؟!
-عمار حابب اكون لوحدي لو سمحت ...
بس عمار اصر وقال:
-لا مستحيل اسيبك في الحالة دي ...اتفضل حضرتك قولي انت فين عشان اجيلك ...يالا بسرعة ...رائد انا أخوك ولو مكنتش جمبك دلوقتي امتي هكون جمبك ؟!
اتنهد رائد بتعب وهو بيديله العنوان ...عمار عنده حق ...رائد دلوقتي محتاج اللي يقف جمبه!!!
.....
بعد نص ساعة تقريبا....
كان عمار ورائد قاعدين في العربية جمب بعض ...رائد كان ضا*يع ..افكاره مكانتش حاضرة ...كان صعب عليه انه يسيبها تتسرب من بين ايديه ...لحد دلوقتي مش قادر يتقبل انها تبقي لغيره...حاول كتير يسيطر علي نا*ر الغيرة اللي جواه بس مقدرش ...
-هو أنا امتي هنساها يا عمار ...امتي اخرجها من قلبي ...عايز النا*ر اللي جوايا تهدي ...عايز احب تاني ...احب حد يبقي بتاعي مش بتاع غيري...
اتنهد عمار وقال :
-هتنساها. يا رائد متقلقش ...وهتحب غيرها هتنساها لما تكون متيقن من جواك أنك متنفعش لحور ولا حور تنفعك...حور طيبة وانت عايز واحدة تديك علي راسك ...
بصله رائد بضيق وقال :
-محدش يقدر يديني علي راسي ...
ضحك عمار وقال :
-لا دكتورة نيرمين تقدر ...ولا نسيت
..........
بعد تلات ايام ....
كانت حور مع نائل في مركز الشرطة عشان تقول افادتها عشان يقدروا يحا*كموا نشأت بعد ما يخرج من المستشفي طبعا لان اصا*بته كانت صعبة ...
خلصت حور وخرجت وهي حاسة بالتعب بعد كل اللي حصل ده ...كانت جواها بتتمني ان دي تكون آخر الحاجات المر*يبة اللي بتحصلها وتتجتمع معاه بقا ....
-حور أنا حاسس أننا ف*قر .
قالها نائل فجأة فضحكت حور بصوت عالي وهي بتحط ايديها علي بوقها ...ضحك هو كمان وقال:
-بكلمك بجد والله يا حور...احنا كل اما نيجي نتجوز تتخط*في...أنا حاسس ان حد عاملي عمل اني اعنس
مكنتش قادرة تبطل ضحك ...فجأة ضحكتها اختفت لما لقت رائد قدامها ...اتنفس رائد بتوتر ورجع ايديه اللي بتترعش لورا وهو بيكافح عشان يبتسم ليهم...
بص نائل لحور وقال:
-ايه رايك نسلم عليه ...
ابتسمت حور وهزت راسها ...
قرب نائل وحور من رائد ...بص رائد بحزن لنائل اللي ماسك ايد حور ...وافتكر بو*جع ان الايد دي كانت ملكه في يوم من الايام ...بس مسح الحزن من وشه رغم ان قلبه بيتك*سر لمليون حتة من جوا وقال بمرح:
-كويس أنك معاها المرة دي ...والا كانت اتخ*طفت مرة تالتة ...
ضحك نائل وقال:
-لا من النهاردة عمري ما هسيبها لوحدها ...
بص رائد لحور وقال :
-قرارك سليم
وبعدين بعد عينيه بسرعة ...اتكلم نائل وقال:
-انا عارف ان حصلت حاجات كتير بيننا ..ومشا*كل كتير بس اظن دلوقتي أننا ممكن نتصافي ...
هز رائد رأسه وقال:
-ايوة ...المشا*كل اللي بيننا انتهت اكيد ...
-حور خلاص هتكون ليك ...
كمل رائد جملته بصوت واطي مش مسموع فكمل نائل وقال:
-لو حابب تحضر فر....
-مش هقدر ...هكون وقتها مشغول. .
قالها رائد بسرعة وهو بيتنفس بتوتر ....وبعدين دخل مركز الشر*طة عشان يقابل عمار ...كان رائد حاسس بالخن*قة ...ازاي عايزه يحضر فرحها علي غيره ازاي!!!
بص نائل لرائد وحس أنه غلط لما عرض عليها ...بص لحور المتوترة وابتسم ليها عشان يطمنها وقال :
-يالا يا ست هانم عشان اروحك .
هزت حور راسها وركبت العربية ....
كانت حور هادية نوعا ما ...كانت بتفتكر نظرة الحزن اللي في عين رائد ...اتمنت فعلا ان تحصل معجزة ويبطل يحبها ويشوف حياته مع واحدة تناسبه لان حور خلاص لقيت اللي هيسعدها ...لقيت اللي هتمسك ايديه طول حياتها ومش هتسيبه ابدا ...
بصت حور علي رائد والابتسامة علي وشها...قلبها كان بينبض بسعادة ...مسكت ايديه الحرة وقالت:
-اخيرا مع بعض ...
ابتسم وقال:
-وهنكون مع بعض دايما يا ست هانم!!
.....
بعد ربع ساعة وصلوا للبيت...كانوا قاعدين سوا ..حور ونائل ووليد ...
-انا عايزة الفرح بتاعي يكون الأسبوع اللي جاي ...والمرة دي بإذن الله هتضبط معانا ..أنا حاسة ..
-مش هنعمل فرح ؟!
قالها نائل وهو مكتف ايديه ...بصتله حور وقالت بغضب طفولي :
-يخربيت الزولم ...
ضحك وليد فقال نائل:
-بقولك ايه يا حبيبتي انا عايز اتجوزك.قبل ما امو*ت وأنتِ عليكي لع*نة كل لما نيجي نتجوز تتخط*في وكده مينفعش أنا هعنس جمبك ...
ضحكت حور وقالت وهي بتحاول تبين حزنها بس فش*لت وقالت:
-بس أنا نفسي افرح زي البنات يا نائل ...يرضيك ميبقاش ليا فرح ....
اتنهد وقال:
خلاص يا ست هانم أنا مقدرش ازعلك هيكونلك فرح بس مش هخرجك من البيت لحد ما نتجوز ...أنا عايز اتجوزك قبل ما امو*ت ...
ضحكوا وليد وحور عليه ... السعادة كانت باينة عليهم ويمكن اخيرا حور ونائل هياخدوا السعادة اللي يستحقوها
....
في محل الألعاب ....
كانت ميريهان بتختار الألعاب وهي مبتسمة بحب ...بقالها فترة بتروح لملجأ للايتام ....بتجيبلهم هدايا وبتتبرع ليهم واللي عملته ده ريح قلبها اكتر ...حسن بسعادة غريبة وسطهم كأنها رجعت طفلة تاني ...طفلة مفيش في قلبها أي هموم...مجرد طفلة سعيدة ونسيت كل الحاجات الو*حشة اللي حصلتلها او حصلت بسببها ..بس لما ترجع من هناك بيها*جمها شعورها بالذ*نب ان ميرا رافضة لحد دلوقتي تسامح عمر ....الذنب ده مخليها حزينة احيانا ...بتتمني لو عندها القدرة انها تصالحهم علي بعض يمكن ترتاح من الشعور ده عشان تبدأ حياتها من جديد...حياة تكون فيها سعيدة وراضية بكل حاجة فيها ...غمضت عينيها وفكرت انها بتدعيلهم كل يوم في صلاتها ويمكن ده يساعد!! اتنهدت وفتحت عينيها وبدأت تختار الألعاب...كانت بتاخد الألعاب وهي فرحانة لحد ما فجأة شافته ...الوقت اتوقف في لحظة ....كل اصوات الناس اختفت وهي بتشوفه واقف قدامها بيختار العاب أكيد لابنه سيف ...العاب مناسبة لسنه....كان واضح من بعيد انه تعبان فعلا ...كان شكله تعيس ومتضايق وده خلي قليلا يتع*صر من الأ*لم ...والشعور بالذ*نب بدأ يرجعلها تاني ...عيونها السودا اتملت بالدموع ...كان نفسها تهر*ب بس زي ما يكون رجليها متثبته علي الأرض ...كانت زي المش*لولة مش قادرة تتحرك ولا تتكلم ...ومبتعملش حاجة ...بس بتبص عليه وهو بيختار الألعاب من غير شغف وقلبها بيو*جعها ...افتكرت مع العلاج النفسي هتتخلص من الشعور ده ...لكن يظهر انها مش هترتاح الا لما ميرا ترجع لعمر ...
فجأة بهتت لما عمر بص عليها ...للحظات فضل باصصلها بصدمة وهو مش مصدق كأنها شب*ح ...بس بعدين قرب بهدوء عليها وهو بيتأمل هيئتها الجديدة المختلفة تماما عن اخر مرة شافها فيها ...وكأن دي ميريهان مختلفة عن اللي عرفها قبل كده...مكانش مصدق التطور الرهيب اللي وصلتله ...ورغم اللي حصل فرحلها من قلبه ...هو كان حقيقي بيشفق عليها لانه كان عارف جزء من ماضيها البش*ع واتمني كتير انها تتعالج من الهو*س اللي مسيطر عليها وواضح جدا انها اتعالجت وبقت احسن من الأول ...ميريهان استعادت حياتها وبقت احسن ...
اتنهد وهو بيدعي ان حياته ترجعله كمان
-مبروك علي الحجاب.
ك*سر عمر الصمت المريب اللي كان مسيطر علي الجو ...فابتسمت ميريهان وهي بتقول :
-الله يبارك فيك ....اقدر اقول ان ليك ايد في حياتي الجديدة دي ...انت اللي اقنعتني اتعالج نفسيا وفعلا اتغيرت وبقيت احسن من الأول كمان ...حقيقي شكرا ليك يا عمر ...شكرا من قلبي !!
ابتسم عمر وقال:
-مبروك علي حياتك الجديدة يا ميريهان ...ربنا يوفقك دايما في كل خطواتك .
بلعت ريقها وقالت :
-ميرا ؟!
غمض عينيه بتعب وبعدين فتحها تاني وقال:
-للاسف لسه مرجعتش ...حاولت كتير بس آخر مرة قالت انها محتاجة تبعد شوية فسبتها في بيت اهلها تريح اعصابها ومستنيها لما تسامحني
اتنهدت ميريهان وقالت:
-مفروض متستناش لما تسامح يا عمر ...مفروض تخليها هي تسامحك...حاول مرة واتنين والف...البعد بيعلم الجفا...خليها تاخد وقتها صح بس في بيتكم مش بعيد عنك ...فهمتني
قالتها بإبتسامة فهز راسه وهو بيبتسم ...
.....
بعد تلات ساعات ...
كانت خلصت ميريهان زيارتها للملجأ وراحت بسرعة للدكتور كريم وقلبها بينبض بسعادة ...
أول ما شافها قال ؛
-شكلك.مبسوطة اووي النهاردة ..
-اووي اوووي يا دكتور ...أنا فرحانة اووي ...أنا قابلت عمر ...واديتله الحل عشان يرجع لمراته ...أنا متأكدة ان المرة دي هترجعله لان فيه أمل لرجوعهم ...أنا مبسوطة اووي ليهم ...أخيرا هيرجعوا لبعض ...هما يستحقوا الحب ...يستحقوا فرصة تانية ...
-وانتِ كمان تستحقي الحب يا ميريهان .
قالها كريم بإبتسامة ...وشها احمر من الكسوف عشان يصدمها ويقول فجأة:
-تتجوزيني!
...............
في بيت اهل ميرا ....
-ممكن افهم حضرتك قصدك ايه ؟!
قالتها ميرا بعصبية فابتسم عمر وقال بهدوءذ:
-يعني كلامي واضح يا ميرا انتِ مش هتبعدي عني!!!هتيجي معايا دلوقتي البيت وهناك ازعلي براحتك ...
ضحكت بتريقة وقالت:
-وافرض رفضت !
-هاخدك بالعافية ...
قالها بتصميم فضحكت هي وقالت:
-بالعافية مرة واحدة ؟!!انت فاكر نفسك مين ..بعد كل اللي عملته ده وعايز تج*برني ارجعلك !!!!ده بدل ما تحمد ربنا اني قولت هرجع وتستني اسامحك واصفي ...
ربع ايديه وقال :
- وانا مش طالب منك حاجة يا ميرا ...هستناكي لما تصفي براحتك ومش هخ*نقك ولا اضغط عليكي ...لكن أنك تبقي برا بيتك ده أنا مش هسمح ابدا بيه ...آسف هتيجي معايا دلوقتي !!!
-روح يا عمر الله يهديك أنا مش عايز أعمل مشاكل دلوقتي ...لاني مش هاجي معاك ..
-يبقي هستخدم الع*نف ...
قالها ...وشه مكانش فيه أي دليل انه بيهزر ...كان بيتكلم جد جدا وده خلاها ترد بغض*ب:
-هتعمل ايه يعني ؟!هتطلبني في بيت الطاعة ...صدقني هك*رهك اكتر !
ابتسم ابتسامة غريبة وقال:
-لا يا حبيبتي مستحيل أعمل ده ...أنا بس هعمل كده ...
وبسرعة شالها علي كتفه زي شوال الرز ...كانت ميرا مبهوتة وهي بتحاول تستوعب اللي عمر بيعمله
-نزلني يا مجن*ون انت ...انت اته*بلت!!
قالتها ميرا وهي بتصرخ...
طلعت علي صراخها منال وهي شالية سيف ...حطت ايديها علي بوقها وهي شايفة المنظر ده
وش ميرا احمر وهي بتقول:
-عمر ..عمر نزلني عيب كده...الولاد ومنال ...مينفعش اروح واسيبهم ..
-الولاد هيجوا معانا ...أنا ضبطت كل حاجة ...
قالها بفخر وبعدين راح ناحية الباب وفتحه فدخلت نورا..
-اختك نورا أخيرا قررت تعمل حاجة صح في حياتها وتساعدني ...
-انت هتتريق كمان ؟!والله امشي وشوف مين يساعدك!
-لا يا ستي احنا اسفين ..يالا جهزي حاجة الاولاد وتعالي ورانا !!
وبعدين طلع عمر بميرا اللي شغالة تضر*ب فيه بعصب*ية ...ومن حسن الحظ ان لبسها كان مناسب انها تطلع...ركبها عربيته وساق بسرعة ...وسط عصبي*تها وصر*اخها وبروده المستفز ....
أخيرا وصلوا البيت ...دخلها عمر ودخل وقفل الباب وقال :
-نورا هتحصلنا بالاولاد يا ميرا ...بيتك ومطرحك خدي راحتك ...
وبعدين ببرود راح يشرب...
كان ميرا بتبصله بصدمة ...حاسة بغيظ بسبب اللي بيعمله ...كان نفسها تروح وتك*سر راسه...كانت متغاظة فعلا ...قربت منه وهي بتص*رخ:
-انت يا بني ادم انت ممكن اعرف ايه اللي هب*بته ده؛!!
بس هو مهتمش وكمل شرب فاتغ*اظت هي اكتر
- علي فكرة اللي عامله ده اسمه اختط*اف ؟!
صرخت ميرا فيه فشرق عمر وهو بيشرب وبعدين فضل يضحك وقال:
-اختط*اف ...ايه يا ستي ناوية تحب*سيني ولا ايه ...أنتِ مراتي يا ميرا !!
ربعت ايديها وقالت بعناد :
-ولو ...ملكش حق تجيبني هنا بالعا*فية ...أنا عايزة ابعد شوية ...انت كده بتبوظ كل حاجة ...
ابتسم بحنان وقال:
-بالعكس كده افضل ...البعد بيعلم الج*فا وبعدين أنا مضغطتش عليكي يا ميرا ..اوعدك اني مش هطالبك بأي حاجة و هديكي مساحة و مش هطالب بحاجة ...
بصت للناحية التانية فقرب عمر منها وقال :
-انا عارف ان ده صعب عليكي ...بس انا بحاول اصلح اللي عملته ...بحاول اكسبك تاني ويا ستي انا اللي هحاول المرة دي متحاوليش أنتِ ...انتِ حاولتي قبل كده تنجحي جوازنا وجه دوري ...وصدقيني أنا هعمل المستحيل عشان احسسك بغلاوتك ...
مسك دقنها وخلاها تبص ليه وقال:
-اديني فرصة أخيرة اصلح غلطي واوعدك عمري ما هجر*حك تاني وهصبر عليكِ لحد ما تقرري انتِ تسامحيني !
...........
في الكافية ...
كانت ميريهان بتفرك كفها بتوتر وهي مستنية كريم ...متعرفش اللي بتعمله صح ولا غلط ...هي طلبت تقابله هنا وتقوله علي قرارها الأخير ...من وقت ما عرض عليها الجواز وهي مشتتة ...مش عارفة تفسر مشاعرها ...لا الفرحة اللي جواها ولا الخوف اللي ساكن قلبها...هي فرحانة بس في نفس الوقت خايفة ومترددة ...خايفة تتج*رح تاني ...خايفة تجر*ح تاني وخايفة من الفش*ل ...وخايفة تم*وت وحيدة...الخوف كان ملازمها الايام اللي فاتت بعد ما فكرت انها خلاص هترتاح نهائيا ومطمنة ...حتي مشاعرها اللي اتكونت من ناحيتها ليه قررت تخبيها لحد ما تتخلص منها ...شافت انها متستحقش انسان بالمثالية دي ...هي غلطت كتير وكريم يستاهل الاحسن منها ...هي لما قالت كده هو رفض تفكيرها واقنعها انها هي الاحسن ليه ...ياريت كان ظهر في حياتها من البداية مكانتش هتتردد وهتوافق عليه علطول ...بس دلوقتي خايفة متقدرش تديه الحب اللي هو محتاجه ...
فجأة شافته داخل ...فضل قلبها يدق جامد وهي شايفاه بإبتسامته الحلوة اللطيفة ...حست بسعادة غريبة ...حست ان الفراشات بتدور في معدتها وبتديها احساس جميل ...
قعد كريم بهدوء وقال:
-اخبارك النهاردة .
هزت راسها من غير ما تتكلم فقرر يدخل في الموضوع علطول ...
-فكرتي في عرضي يا ميريهان ؟!
قالها كريم وهو بيبصلها بإبتسامة هادية زي عادته ...بصت ميريهان في الأرض وهي حاسة بالتوتر ...نظرات كريم كانت موتراها ...دايما كانت بتعتبره دكتورها لكن بعد عرضه مبقتش مرتاحة تتكلم معاه وتشاركه أفكارها زي الاول ...
فهم كريم سكوتها ...هي دايما كانت شفافة بالنسبة ليه ....أفكارها كانت زي الكتاب المفتوح قدامه ...بصلها كريم وابتسم وقال:
-ميريهان ..أنا قبل ما اعرض عليكي الجواز دكتورك ...يعني تقدري تتكلمي معايا عن كل اللي في قلبك مهما كان ومش هزعل ...
فضلت تفرك في ايديها وقالت؛
-انت مش هتزعل مهما كان جوابي ؟!
اتنهد وحاول يحافظ علي ابتسامته وقال؛
-شكلي اترفضت صح ؟!
اتنهدت وردت:
-مش بالضبط بس انا محتاجة وقت...تقدر تصبر عليا ؟!
سكت شوية وكملت:
-لو مش هتقدر تصبر ممكن ...
بس قاطعها وقال:
-ليكي كل الوقت اللي انتِ عايزاه !
...... ....
النهاردة فرحها ....النهاردة هتكون ملك لانسان يستحقها ...النهاردة هتتسرب من ايديه للأبد ...
كان بيفكر في كده وهو بيلبس قميصه الأزرق ...دايما كانت بتقول الأزرق بيليق عليه ...كان بيحب دايما يلبس الأزرق عشان خاطرها ...عشان يشوف نظرات الاعجاب بعينيها ...لبس جاكيت البدلة ورش من عطره القوي ...وقف أخيرا قدام المرايا وهو بيشوف النتيجة الأخيرة لشكله ...اكتر حاجة لفتت انتباهه هي نظرة الحزن في عينيه...النظرة اللي مؤخرا بقت ملازماه ومسيطرة عليه ...النظرة اللي بتعبر عن الد*مار اللي جواه...اتنهد بتعب وهو بيخرج من اوضته عشان يروحلها ...يشوفها لاخر مرة ...وفعلا كان مقرر ان دي آخر مرة هيشوف حور فيها وبعدها هيبعد عنها ...هيبعد عشان ينسي ...هيبعد عشان يرتاح ...
ساب عربيته في الجراج وراح يركب تاكسي ...
......
في فيلا وليد ....
كانت حور بترقص مع نائل ...عيونها متعلقة بيه بس ...ناسية كل حاجة...لا حاسة بالناس ولا حتي بالموسيقي اللي حواليها...مركزة علي نائل بس ...مركزة علي ابتسامته الحلوة...عينيه اللي فيها لطف مش طبيعي ..حب كبير ليها. .هي بتحب كل حاجة فيه حتي حر*وقه اللي كانت ظاهرة شوية علي وشه كانت بتحبها ....
-انا مش مصدقة ...حاسة اني في حلم جميل وهفوق منه يا نائل أخيرا ...أخيرا اتجوزنا ...
ضحك نائل وقال:
-والله ولا أنا كمان مصدق ...أنا حاسس اني بحلم ده أنا قربت اعنس جمبك ...
ضحكت بسعادة فقال:
-انا بحبك ...انتِ رجعتلي شغفي في الحياة ...في الرسم ...شغفي اني ابقي سعيد مرة تانية ...انتِ كل حياتي♥️
-وانت كل حياتي ..
قالتها وهي بتحط راسه علي كتفه وبتستمتع باللحظة لحد ما شافته من بعيد ...هو حضر فرحها !!
بصلها رائد من بعيد وعينيه بتلمع بسبب الدموع ورفع ايديه ليها وقال بصوت مش مسموع ليها بس حست بيه :
-ده هيكون آخر لقاء لينا يا برينسس ..دي هي نهاية قصة الاميرة مع الو*حش عشان تبقي مع أمير يناسبها ويناسب جمالها ....
بعدين ابتسم فابتسمت هي ليه وقالت بصوت واطي:
-اتمني تلاقي حبك مع حد احسن مني يا رائد ...واحدة تناسبك .
....
بعدها خرج رائد من الفيلا ...وكان واضح ان خلاص مش هيشوفها تاني ...
وقف علي الشارع عشان يوقف تاكسي لانه مجابش عربيته معاه....لما عربية غريبة لونها اخضر وقفت قدامه ...
طلعت نيرمين راسها وقالت :
-تحب اوصلك ...
ابتسم ابتسامة حلوة ليها وهو بيركب جمبها وقال :
-قوليلي بقا مسمية العربية ايه؟! ...
ابتسمت وهي بتسوق وقالت:
-اسمها رغدة ...
ضحك وقال:
-حاجة لطيفة انك تسمي الحاجات اللي بتستخدميها ..
هزت راسها وقالت :
-صحيح ده بيخليني اتعلق بيها اكتر ..
كملت كلامها بجدية وقالت:
-روحت فرحها ..
-ايوة .
قالها بتعب...
-حسيت بإيه؟!
اتنهد وقال:
-بالق"هر ...بس من ناحية تاني عرفت ان لا حور تناسبني ولا أنا اناسبها ...
ابتسم بخبث وهو بيفكر في كلام عمار وبصلها وفضل يقرب منها وهي بتسوق العربية وقال :
-حور طيبة اووي متنفعنيش . ..أنا محتاج واحدة قوية تديني علي دماغي ...فليه متكونش الواحدة دي هي انتِ خصوصا أنك الوحيدة اللي قدرتِ عليا ..
وقفت نيرمين العربية وبصت علي رائد اللي قريب منها بشكل كبير وبعدين رفعت ايديها وضر*بته علي كتفه جامد ...
حط رائد ايديه علي كتفه وهو بيبصلها بصدمة فقالت بعصبية:
-هو فيه راجل جنتل يعرض الارتباط علي واحدة بالشكل ده ...لما تعرض عليا بشكل مناسب هفكر لكن العرض المن*يل ده لو اتكرر تاني أنا هرميك قدام رغدة واخليها تدو*سك ...
بصتله بنظرة مر*عبة وقالت:
-مفهوم ..
هز راسه بخوف مزيف وقال:
-حاضر يا باشا ...
...........
بعد ست أشهر ....
-يعني ايه هيفضل هنا يا عمار ؟!هو احنا خلفناه ونسيناه ؟!
كانت تمارا بتصرخ بعص*بية ...بصلها عمار وقال:
-حبيبتي ممكن تهدي شوية ...متنسيش أن رائد قريبي وهتشوفيه كتير ...اظن جه الوقت اللي تتفقوا شوية أنا حاسس انكم ضراير وبتتخا*نقوا عليا ...
جه رائد من وراه وقال بنبرة رومانسية:
-كده يا عمور تكشف سرنا قدام مراتك وتقول أننا متجوزين ...بس انا شطور بخبي غيرتي عليك مش زيها ...
بصله عمار بغ*يظ فصرخت تمارا وقالت :
-شايف بيتكلم ازاي !!!
ضحك رائد بمرح فقاله عمار بغ*يظ:
-ممكن تلم لسانك شوية يا عم ...
بعدين وجه كلامه لتمارا وقال:
-متزعليش يا حبيبتي ...
حطت تمارا ايديها علي بطنها وقالت:
-ماشي يقعد لحد ما التصليحات اللي في فيلته تخلص وبعدين يمشي ...متنساش اني حامل ...اخاف لا قدر الله ابص عليه يطلع ابننا شبهه ...
ضحك عمار وبعدين سابتهم تمارا ومشيت فقال رائد:
-هي ليه مراتك بتعاملني علي اني قر*د ...وانتوا تطولوا ابنكم يطلع قمر زيي!!
-امر بالستر يا اخويا ...
قالها عمار وهو بيضحك وبعدين كمل:
-ها قولي نيرمين وافقت تتجوزك ...
نفخ رائد بضيق وقال؛
-يا اخي عرضت عليها الجواز تلات مرات وهي رافضة مش عارف ايه ...
قرب عمار منه وقال :
-متأكد أنك مش عارف ليه يا رائد ...
بلع رائد ريقه وقال:
-بحاول بكل قوتي اني انساها وبتحسن
-نيرمين ليها الحق بأن قلبك يكون بالكامل ليها يا رائد ...معلش خدوا وقتكم ...
ابتسم رائد وقال:
-اكيد...أنا مش هضغط عليها ...وروح صالح مراتك بدل ما تطر*دنا احنا الاتنين من البيت ...
ضحك عمار ومشي ناحية اوضته هو وتمارا ...
....
كانت تمارا واقفة قدام المرايا وهي بتسرح شعرها بغضب ...كانت متضايقة من رائد ...الانسان ده قادر يخليها تتعصب ويكون عندها رغبة انها تق*تله فجأة شهقت لما حست عمار بيحضنها من ضهرها وبيبوسها علي خدها ...
حاولت تمنع ابتسامتها ...اخدت المشط منها وبدأ يسرح شعرها وقال:
-مكنتش اعرف ان الحمل بيخلي الستات تحلو بالشكل ده الا لما شوفتك ...
ضحكت تمارا فقال عمار :
-ضحكتك هي اجمل حاجة في العالم بعدك ♥️
ضحكت مرة تانية وحضنته وهي بتقول :
-خلاص يا بكاش هحاول ابلع رائد الايام دي وادعي انه يتجوز عشان يبطل يلزق فيك ...
بعد شوية وباسها علي مناخيرها ابتسمت بحب وقالت :
-بحبك يا بكاش♥️
-وانا كمان ♥️
الحياة بتدينا فرصة تانية نصلح أخطائنا والاذكياء هما اللي بيشتغل*لوا الفرص دي ...وعمار كان ذكي كفاية عشان يصلح أخطاء الماضي ♥️
..............
بصت علي الصيدلية اللي فتحتها وهي حاسة بالفخر ...كان صيدلية خاصة بالناس اللي مش قادرة تشتري ادوية قررت تبيعها بأسعار رمزية او ببلاش ...دي حاجة فكرت فيها من خمس شهور وفعلا نفذتها بسرعة ...
-انا فخور بيكي ...
قالها كريم وهو بيدخل الصيدلية وبيبص لميريهان بسعادة. .
-حبيبي .
قالتها ميريهان وهي بتضحك وبعدين قربت منه وحضنته ...حست بالامان والسلام زي كل مرة بتحضنه فيها ...هي اتجوزته من شهرين وكل يوم كان معيشها زي ما تكون في الجنة. ...شافت حب في عينيه كبير ...الحب اللي هي اتمنته دايما وقررت تديله حبها اكتر واكتر ...
باس كريم راسها وهو بيحضنها اكتر ..
-انا خايف حد من الزباين يدخلوا ويبقي منظرنا وحش ..
قالتها ميريهان فضحك كريم بصوت عالي وقال :
-انتِ مراتي ...اكتر انسانة بحبها ميهمنيش بيفكروا في ايه
بعدت وقالت:
-شكرا لأنك بتحبني ♥️
باس ايديها وقال:
-لا شكرا لأنك سمحتيلي احبك ♥️وهفضل احبك♥️
...........
بالليل ..
-عمر ابعد عي*ب عندنا ضيوف ..
قالتها ميرا وهي بتضحك وبتحاول تبعده...من وقت ما سامحته من تلت شهور وهو لازق فيها ...رافض يسيبها ...مدلعها وبيفاجئها كتير ...السعادة اللي كانت مفتقداها رجعت تاني لما سامحته...داقت طعم السعادة لدرجة انها نسيت الخذلان والخيانة اللي اتعرضتلها ...
-بقولك ايه ما تمشي اختك وجوزها من هنا ونقعد مع بعض ...
قالها وهو ماسكها جامد ...حاولت تبعده وقالت:
-ابوس ايديك عدي العزومة علي خير ...
حاول يبوسها علي خدها وهي تبعد لحد ما فجأة سمعت صرخة خفيفة بتبص ميرا لقت منال اللي وشها احمر بسرعة لفت وقالت بإرتباك:
-انا اسفة والله ...كنت جاية اخد الاكل ...بس هطلع دلوقتي ...
-استني يا منال ..
قالتها ميرا بخجل وبعدين ض*ربت عمر علي ايديه وقالت:
-عمر هو اللي هيطلع وانتِ ساعديني اودي الأطباق .
....
بعد دقايق....
كان الكل مجتمع علي الاكل ...ميرا وعمر ونورا وحسام ومعاهم منال بعد ما نومت الاطفال ...كانوا فرحانين والجو كان عائلي لطيف....
كانت ميرا بتبص لحياتها الجديدة وهي سعيدة جدا ...وبتفكر ان أخيرا كل المشا**كل عدت وداقت السعادة الحقيقية...صحيح هتواجه مشا*كل تاني بس المرة دي مش هي لوحدها ...عمر هيواجه المشا*كل معاها...مش هتن*فيه من حياتها ...هي هتخليه يشاركها كل حاجة ...زي ما هي هتشاركه كل حاجة ....هي هتمسك ايديه وتواجه المش*اكل اللي هتواجههم مهما كانت ...
مسكت ميرا ايد عمر وقالت بإبتسامة ؛
-انا بحبك♥️
باس ايديها وقال:
-وانا مفيش كلمة توصف حبي ليكي♥️
وبكده خلص الصد*ع اللي حصل في علاقة عمر وميرا وهيبقوا مع بعض للأبد ...صحيح هيواجهوا مشا*كل كتير بس المرة دي هيواجهوا المشا*كل وايديهم في ايدين بعض ♥️
..........
تاني يوم ...
-امتي تفرحي قلبي وتقبلي وتتجوزيني ...الخاتم قرب يصدي وهو في جيبي ...يا بت ليه بتجري كده يخربيتك !!!
قالها رائد لنيرمين اللي بتمد قدامه وهو بيتمشوا علي الكورنيش مع بعض ...ضحكت نيرمين وبصتله وقالت:
-قولتلك مش هتجوزك الا لما اتأكد اني الوحيدة اللي في قلبك ..
مسك ايديها وقال:
-ما أنا عايزة مساعدتك عشان تبقي الوحيدة اللي في قلبي ...
شدت علي ايده وقالت:
-وانا بساعدك...لكن جواز لا الا لما اتأكد ان قلبك وعقلك ملكي مش ملك واحدة تانية ...
-انتِ متم*لكة ..
-وانت كمان
ضحك وقال:
-عشان كده احنا الاتنين لايقين علي بعض ♥️
وبعدين مسك ايديها وفضل يتمشي جمبها والمطر بدأ ينزل وهو مشاركهم اللحظة دي بصلها بحب وهو واثق ان في يوم هي هتحتله بالكامل...
ولسه قصتهم منتهتش ...
كان ماسكين ايدين بعض وهو بيتمشوا في الطريق ...ودي كانت اجمل لحظاتهم انهم يتمشوا سوا ...قلبهم كان مليان حب وسلام ...كانوا ساكتين لكن عيونهم كانت بتحكي الحب الكبير اللي بينهم ...كانت السعادة كاملة..كان لا الماضي شاغل بالهم ولا المستقبل ...كانوا عايشين الحياة بكل حب ...
-تحبي تاكلي قبل ما نروح يا ست هانم ؟!
قالها بدلاله المعتاد ...ابتسمت ليه بتحب الكلمة دي منه ...بتحبها اووي
هزت راسها بحماس وقالت:
-ايوة نفسي اكل سندويتشات كبدة ...
-طلباتك اوامر يا ست هانم ...يالا نروح بسرعة عشان باين ان الدنيا هتمطر ...
شد علي ايديها وسحبها وراه عشان ياكلوا ...
كانوا قاعدين علي جنب وبياكلوا وصاحب العربية كان بيشطب خوفا من المطر ...حاسبه نائل واخد السندويتشات وكملوا اكل وهما بيتمشوا ...فجأة بدأ المطر ينزل عليهم بغزارة ....
شد نائل ايد حور ووقفوا تحت حتى ميجيش فيها المطر ...حطت حور الاكل علي جمب وبصت للمطر بحب وقالت:
-يالا نرقص في المطر ...
-ونأخد برد صح ؟!
ضر*بته علي كتفه وقالت بغضب طفولي :
-يا عم خليك رومانسي شوية ويالا...عشان خاطري يا نائل ..
بعدين بصتله ببراءة دايما بتستخدمها عشان يوافق علي طلباتها ...
نفخ بضيق وقال:
-مشكلتي مبعرفش ارفض ليكِ دايما أنتِ نصا*بة علي فكرة ...
سحبها تحت المطر وهو بيرقص معاها ..الناس كان حواليهم بيجروا عشان المطر وهما كانوا بيرقصوا تحته ...كانت سعادتهم متتوصفش ...
-هحبك دايما يا نائل...هحبك سنيني اللي جاية ♥️
ابتسم وهو بيضمها ليه وبيرقص وقال:
-وانا هحبك قد سنيني اللي فاتت وسنيني اللي جاية ...هحبك دايما...في كل لحظة من حياتي هحبك لحد ما امو*ت ..أنتِ وطني♥️...
قربت وشها منه وباسته علي الح*رق اللي ظاهر علي خده وكملت رقص معاه♥️
الحب دايما هيكسب واصحاب النوايا الصافية هما اللي هيفرحوا في الاخر ...اتنين حبوا بعض ....قدروا هما الاتنين يطلعوا من الض*لمة اللي كانت محاوطاهم...قدروا يتغلبوا علي كل الع*قبات اللي قدامهم وسلا*حهم كان حبهم لبعض ...وانتهت قصة اجمل اتنين ...او بدأت ..بدأت قصتهم بالحب وهتستمر بالحب♥️
تمت