رواية ست البنات البارت السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون والثلاثون والاخير بقلم نهي مجدي
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
رواية ست البنات الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون والثلاثون والاخير بقلم نهي مجدي
![]() |
رواية ست البنات البارت السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون والثلاثون والاخير بقلم نهي مجدي
الحلقه السادسه والعشرون
الآن فقط عرفت لما تحدث لنا أشياء نظنها نهايه العالم وعندما تدورالايام نجد انه لم يكن هنالك افضل من ذلك , عندما اسرح بمخيلتى واسترجع ماحدث لى منذ يوم طلبنى عابد للزواج ارى ان هنالك الكثيرمن الصدمات التى كادت تهلكنى لولا اننى تمسكت ببقايا أرادتى والان اشكر الله عليها فما حدث صنع الكثير لى وأعطانى تجارب حياتيه لم اكن سأكتسبها يوما ً دون ان يحدث ذلك , أما الان فأعتقد اننى وصلت لمرحله الاستقرار , بعد أيام سأتخرج من الجامعه بتقدير عام امتياز كافحت كثيرا حتى حصلت عليه بالرغم من أعباء الحياه ومسؤليه طفلين إلا ان صفي شاركنى كل ضغوط الحياه , منذ ان انتقلنا للسكن فى القاهره لأكون بجوار جامعتى ويكون صفي بجوار عمله وقد صدمنى تغيير طريقه الحياه والازدحام الشديد والعادات المختلفه عن عاداتنا , فنحن قد نشئنا فى قريه صغيره يعرف بعضنا البعض بخلاف القاهريين فكل منهم فى حاله لا يتدخل احدهم فى حياه الاخر وبالتالى اذا مرضت يوما ً او احتجت لمعين لن تجد فكنا نقتسم الشقاء قبل الراحه وحتى ساعات السهر بجانب ملاذ وتميم كنا نتشاركها فكان أحدنا يسهر نصف الليل ثم يذهب لينام والاخر يجلس بدلا ُ عنه بعد ان يكون اخذ قدره من النوم , فكان تميم يذهب لروضه مدرسيه قريبه من بيتنا الصغير الذى استأجرناه وملاذ تذهب لسيده أخرى فى منزلها ترعاها وتهتم بها حتى نعود , فكنت احمل ملاذ واركض بها تجاه جارتى التى تستضيفها فى منزلها بمقابل شهرى وصفي يحمل تميم ويذهب به لروضته ثم نتقابل فى مكان حددناه سابقا ً لنستقل الحافله التى اهبط منها على مقربه من جامعتى ويستكمل
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
صفي طريقه حتى ان يصل لعمله , كانت فتره الصباح وقتها تأخد من ساعتين الى ثلاث ساعات منذ ان نستيقظ وحتى نستقر فى أماكنا وعند العود نفس الشئ , فإذا انهيت محاضراتى قبل ان ينهى صفي عمله كنت انتظره فى المكان الذى حددناه سابقا ً فأظل استذكر ما أخذت من محاضرات حتى يأتينى فبدونه أخشى العوده واخشى استقلال الحافلات وحدى فمازال قلبى الطفولى يخشى الغربه ولا يجد أمانه الا فى وجود صفي , وعندما نعود لمنزلنا بعد ان احضرنا اطفالنا كنا نتشارك أعمال المنزل ولأن صفي عاش سنوات كثيره وحده فقد اعتاد الطهى والتنظيف , فإذا طهوت انا كان يبدل ملابس الطفلين وينظف بقايا الافطار المتساقطه واذا قرر ان يطهو هوا لنا كنت ارتب البيت واعد مائده الطعام حتى ننتهى جميعاً من اعمالنا ونجلس معا ً لنتناول الغداء , حتى تميم كان يساعد والده الذى يعشقه كما لم يُعشق والد من قبل فكان يقلده فيما يفعل ويرتدى مريول المطبخ الصغير ويخبره انه المساعد الخاص به وكان صفي ذو قلب طفولى يلعب معه ويمرح ويتنافسا على من ينهى طبقه أولا ًاو من يسبق الاخر ويركض الى الروضه اسرع فكلما مرت الايام وكبر تميم تعلق به اكثر واكثر , حتى ملاذ اصبحت تقلد تميم فى كل شئ فكان مرجعها الاول ومن بعده والدها الذى يوافقهم على اعمالهم التخريبيه أما انا فكنت الام الصارمه التى تصرخ طول اليوم ويضحك عليها ابنائها .
برغم الارهاق الجسدى الذى لم نتعرض له يوميا ً الا انه فى نهايه كل يوم عصيب نتعرض له كان يأخذنى بين ذراعيه ويحتضننى حتى اغفو بين يديه وأذهب فى سُبات عميق لا أفيق منه الا فى اليوم التالى وقد تحمل هوا استيقاظ ملاذ فى منتصف الليل بل وفى بعض الايام عندما اتكاسل عن الاستيقاظ كان يستيقظ هوا ويعد الفطور ولا يوقظنى الا بعد ان ارتدى هوا وابنائنا كامل ملابسهم وكنت اعوض له ذلك فى الايام التى تخلو من المحاضرات فكنت اعيد ترتيب المنزل وتنظيفه وأعد له الأكل الذى يحبه واترك الاولاد معى فى المنزل فلا يحمل عناء ذهابهم او مجئيهم فكان يوما ً غير تقليديا ً يكسر قيود الروتين اليومى الممله .
كنا نتحمل بعضنا البعض فمن لديه طاقه يفيض على من اوشكت طاقته على النفاذ واذا اوشكت على الانفجار من إثر ضائقه ماديه او أعباء حياتيه كان يذكرنى بكل جميل يحدث لنا وكيف اننا الان معا ً دون ضغوط نفسيه فالمشاكل الحياتيه سهله الحل ولكن المشاكل النفسيه تأخذ من العمر والجسد فكنت استشعر ذلك وتهدأ روحى وتسكن .
اما زياراتنا الى قريتنا الصغيره كانت فى الاول اسبوعيه ثم بعد ذلك اصبحت فى فترات غياب الاختبارات ولم يخل صفي بوعده تجاه اهل عابد بل كان يحمل تميم ويذهب به إليهم ويتركه حتى تتصل جدة تميم وتطلب من صفى الحضور لأخذه وفى بعض الاوقات كان يعيده عمر ..
فى البدايه كنت اخشى مواجهته واخشى النظر فى عينيه فأحن إليه وأشتاق لما مضى فكنت اتعمد عدم الخروج او أخذ تميم بسرعه والدخول حتى لا تتلاقى عينانا ولكن ذات مره ذهب صفي للقاء أصدقائه ولم يكن فى المنزل غيري وطرق عمر الباب ومعه تميم ,عندما فتحت ووجدته امامى تسارعت دقات قلبى وبدا التوتر جليا ً فى ملامحى ولكننى استعدت رباطه جأشى وقررت المواجهه فنظرت له بعينان يملأهما التحدى فكانت نظره قويه بعد غياب طويل , وما إن تلاقت عينانا حتى ابتسم
- عامله ايه يا ميراس
تمالكت نفسي وحاولت السيطره على انفعالاتى وانا اجيب
- كويسه جدا , ازيك انت ياعمر
ابتسم مستطردا ً
- ماشى الحال , شكرا على سؤالك
- احنا فى النهايه عيله واحده لازم نسأل على بعض
- بس !
- اكيد
- سعيده فى حياتك يا ميراس
- جدا , صفي راجل محترم وطيب بيحبنى اكتر مابيحب نفسه وحياتنا فى القاهره مستقره وبكمل دراستى بتفوق وتميم متعلق بصفي , مفيش حاجه ناقصانى علشان مبقاش سعيده
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- قولتى كل حاجه وقولتى ان صفي بيحبك لكن مقولتيش انك بتحبيه
- لو مكنتش بحبه مكنتش اتجوزته
- يمكن اتجوزتيه عِند
- عِند فى مين ياعمر ؟ فيك ؟
- يمكن
- انا مش غبيه علشان اعاندك وأذى نفسي ولو كنت بعاندك كنت اتجوزت لما عرفت انك رجعت لداليا لكن بالعكس انا خدت وقتى وفكرت وقررت وطلع قرارى دا احسن قرار خدته فى حياتى
- واحسن من قرار جوازك منى ؟
- الكلام دا ملوش لزوم ياعمر انا دلوقتى متجوزه وبحب جوزى وانت رجعت لمراتك وبقى عندك بنت , صدقنى لما تفكر فى الموضوع صح هتعرف ان جوازنا كان غلطه مش اكتر
- يعنى محبتينيش زى ماكنتى بتقولى
- بالعكس حبيتك جدا بس حب مراهقه , زى البنت اللى بتفكتر انها بتحب المدرس بتاعها وبتحب ممثل فى التلفزيون وبتحب ابن الجيران , حب برئ طفولى والايام هيا اللى بتكبره او بتنهيه وانت نهيت الحب دا والحب اللى بينتهى مكنش صادق من الاول
- بس حبى ليكى كان صادق
- هوا انت فاكر الحب دا كلمتين ياعمر , حب ايه اللى صادق وصاحبه بيخون وبيكدب وبيخبى , الحب دا نبات رقيق جدا محتاج صدق ورعايه واهتمام وحب علشان يكبر وينمو لكن غير كدا بيدبل ويموت وانا معاك دبلت
- انا عارف انى جيت عليكى وعملت تصرفات غبيه بس اوعى فى يوم تفتكرى ان حبى ليكى كان كدب
- داليا عامله ايه معاك ؟
- عادى
- يعنى ايه عادى
- داليا ام بنتى
- ولما رجعتها كانت ام بنتك بردو
- عايزه توصلى لإيه ياميراس
- اوعى تستغبانى ياعمر ولا تصدق نفسك , بص للحقيقه بنظره حد تانى غيرك , دايما نظره الانسان لنفسه منصفه , ربنا يوفقك فى حياتك ويوفقنى انا كمان
كنا مستمرين فى حديثنا واقفين انا باب شقتى ولكن تميم تململ من الوقفه معنا فدخل ليشاهد التلفاز وظللت اتحدث مع عمر حتى أتى صفي ونحن مازلنا نتبادل حديثنا , توتر عمر واستأذن بالانصراف ولكن صفي دعاه للدخول برغم رفض عمر الا انه ألح عليه كثيرا ً حتى فشل فى اقناعه وانصرف عمر ودخل صفي معى الى الداخل , كانت ملامحه متغيره حتى وإن حاول الا يُظهر ذلك ومر اليوم بسلام دون ان نتطرق بالحديث الى ذلك الموضوع ولكن قلبى لم يكن مرتاحا ً فكنت كالطفل الذى أفسد ما فعلته أمه فخاصمته وظل منتظرا ً على باب غرفتها حتى تسامحه , حاولت تجاهل الامر كثيرا ً الا اننى وجدتنى فى النهايه اجلس أمامه وافاتحه فيما حدث
- انت زعلان منى
- وازعل منك ليه ياحبيبتى
- انت عارف ياصفي بلاش تحسسنى بالذنب اكثر من كدا
- والله مافاهم تقصدى ايه
- علشان جيت لقتنى واقفه مع عمر , والله ياصفي كان تميم معانا ويادوب لسه ....
وضع يده على فمى يغلقه وعلى وجهه ابتسامته العذبه
- انتى ازاى تفكرى انى بكدبك ولا بشك فيكى
- بس شكلك متغير من ساعه ماعمر مشى
- دى غيره عليكى مش زعل منك , غيرت لما لقيته واقف معاكى وانا عارف انه لسه بيحبك لكن مش شك فيكى واوعى تفكرى بالشكل دا تانى
- يعنى مش زعلان منى
- عمرى ماازعل منك لانى بحبك وبثق فيكى وبحترم وجودك واخلاقك واحترامك لنفسك قبل اى شئ وعارف كويس انك وقت الجد بميه راجل
- طيب ولو مش فى وقت الجد
- لا دى حاجه تانيه عايزالها قاعده وانا فاضى
- انا بحبك اوى ياصفي وبحب تفهمك واعتزازك بيا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- ياحبيبتى كرامه الراجل من كرامه مراته واللى يقلل من مراته يبقى بيقلل من نفسه ولو طلبتى منى انك تاخدى تميم وتروحى بيه لجدته بنفسك والله عمرى ماهرفض
لا أعلم كيف لرجل ان يقلل من شأن زوجته فيهينها وينتقص منها وهوا يظن ان ذلك لا يمسه بسوء ولا يعلم انه كلما احسن اليها احسنت اليه وكلما اساء اليها اخرجته من قلبها وعقلها فأقلل هوا من شأن نفسه الاف المرات اكثر , وكيف لحياه قائمه على الاهانه والشك ان تستمر الا إكراها ً فلماذا نستبدل الحب والرحمه بما يهدد البقاء ويمزق الاواصر فبدلا ً من ان نحيا ونحن نعشق وجودنا بجانب بعضنا البعض اصبح وجودنا إلزاميا ً لاستكمال الواجهه الاجتماعيه فقط , فكم من بيت تهدم واطفال تشردت لأننا لم نحسن الحب , وصفي كان رمزا ً للحب ونشأ ابنائنا فى بيت يملؤه الحب فكانوا اسوياء وقلوبهم مليئه بالمشاعر الصادقه .
ولأن " كل هذا حتما سينتهى " فإيضا التعب انتهى وبعد ان كنت اسهر الليالى متورمه الاجفان لأذاكر مافاتنى اصبحت الان رئيسه قسم الهندسه المعماريه بالجامعه وبعد ان كنت اركض لألحق بالحافله اصبح لدينا سياره حديثه يوصلنى بها صفي لعملى , وأما هوا فأصبح ذو مركز مرموق حصل عليه بتعبه واجتهاده واصبحنا نتملك منزلا ً جميلا ً فى وسط القاهره حتى وإن لم يكن كبيرا ً بما يكفى ولكنه منمقا ً ومليئا ً بالحب وكبر ابنائنا الصغار الذين كنا نشكو شقاوتهم ومكرهم وسهرنا بجوارهم فأصبح تميم طالبا ً بالجامعه واصبحت ملاذ فى المرحله الثانويه واصبحت لديهم اهتمامات اخرى وعالما ً مختلف عن عالمنا الذى نشئنا فيه وتربينا حتى اننى وصفى لم نعد نفهم بعض اقوالهم ولا نستطيع مواكبه العولمه التى يسبقونها واصبحت اوقات فراغنا كبيره وحديثهم معنا قليل , فلا تعب يدوم ولا راحه تبقى ومهما مر علينا من اوقات عصيبه اصابت ارواحنا بالخدر والالم الان انه حتما سيأتى الافضل يوما ً ما .
لذلك اقف امامكم الان طلابى الاعزاء اقص لكم حكايتى فى اليوم الاول لكم بكليه الهندسه لتكون لكم عبره تستفيدوا منها ولو بأقل القليل أما أنا فسأنهض الان لأعود لبيتى فمازال امامى الكثير من المهام التى لو أؤديها بعد .
انصرفت عائده لمنزلى مع صفي فى سيارتنا الصغيره ومالبثنا ان دخلنا من الباب حتى جذبنى تميم من يدى ودخلنا غرفته وأغلق بابها خلفنا
- فيه ايه ياتميم بالراحه عليا انا لسه راجعه ومش قادره
- عايزك فى موضوع مهم ياماما
- طيب مقولتش الموضوع ليه واحنا برا
- بصراحه مش عايز اتكلم قدام بابا
- ليه ياتميم هوا احنا بنخبى عليه حاجه
- لا ياماما مش قصدى بس الموضوع مُحرِج شويه
- مُحرِج ؟! فيه ايه ياتميم قلقتنى
- انا عايز اخطب مرام بنت عمى عمر
ست البنات
الحلقه السابعه والعشرون
وكأننا ندور فى دائره مغلقه نلتف حولها ثم نعود لنفس النقطه مره آخرى , الان وبعد مرور كل تلك السنوات التى ابتعد عنهم فيها يأتى ابنى الان ليعيد ترابطنا معا ً مره آخرى , اليس هناك فتيات اخريات سوى ابنه داليا !! وكيف لى ان اتصرف فى ذلك الموقف , شردت كثيرا حتى حثنى تميم على الاستفاقه من مخيلاتى
- ماما , انتى سمعانى ؟
- ايوه سامعاك
- ورأيك ايه فى الموضوع ؟
- موضوع ايه ؟
- فيه ايه ياماما مالك ؟
- مفيش حاجه مرهقه شويه , كان عندى يوم طويل النهارده وحفله استقبال الطلاب الجدد وتعبانه جدا , هنام شويه وابقى كويسه
- طيب ياماما على الاقل اوعدينى انك تفاتحى بابا فى الموضوع
- اشمعنى هيا يا تميم؟
- يعنى ايه اشمعنى هيا ؟
- ليه مرام بالذات اللى عاوز تخطبها
- وليه متبقاش هيا
- علشان ....
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- انتى مخبيه حاجه ياماما ؟
- هخبى ايه , انا قولتلك انى تعبانه لو سمحت سبنى دلوقتى
- حاضر
انصرف تميم وتركنى أكاد أجن من فرط انفعالى , كنت اريد تحطيم كل ما تقع عليه عيناى ولكنى خشيت ان يسمعوا صوتى بالخارج , دفنت رأسي بين يداى ودموعى تتساقط ألما ً وكأن كل ذكرياتى المنصرمه هاجمتنى دفعه واحده , كنت اسمع صفي ينادى ولكنى لم أجيب حتى دخل الغرفه فوجدنى هكذا , اغلق الباب خلفه بسرعه وركض تجاهى
- فيه ايه يا ميراس مالك ؟
- تميم ياصفي
- ماله تميم بعد الشر فيه ايه ؟
رفعت رأسي ونظرت له بعينات يحرقهما البكاء
- تميم عايز يتجوز مرام بنت داليا
زفر انفاسه المحتبسه وجلس بجوارى يربت على يدى ويبتسم
- ياشيخه وقعتى قلبى افتكرت الولد واقع فى مشكله
نظرت له بعينان تكاد التهامه من شده غضبها
- واللى بقولهولك دا مش مشكله , دا مصيبه
- ومصيبه ليه بس ياحبيبتى ماهو مسيره انه يتجوز
- يتجوز اى حد فى الدنيا الا مرام بنت داليا
- ومالها مرام يا ميراس , البنت كويسه ومحترمه والواحد مشافش منها الا كل خير
- كفايه انها بنت عمر وداليا
- ملناش دعوه بابوها وامها المهم البنت
- وهيا العقارب بتخلف ايه غير عقارب زيها
- ياميراس متخليش غضبك يسيطر على تفكيرك عمرك ماكنتى قاسيه بالشكل دا , وعمر وداليا قصه انتهت من زمان وانتى نفسه عارفه انهم محاولوش يضايقونا ولا اتعرضوا لنا طول السنين اللى فاتت
- يمكن كانوا بيخططوا للجوازه دى , لا دا مش يمكن انا متأكده ان دا تخطيط داليا , صدقنى دى انسانه مش سهله انت متعرفهاش زيي
- مش يمكن الزمن غيرها
- مستحيل
- على فكره انا كنت عارف ان اليوم دا هييجى
- ليه ؟؟
- ببساطه تميم قضى اغلب وقته فى بيت جدته , انتى ناسيه انه كان بيروح كل اجازه بننزل فيها البلد وكان بيبات عندهم وطبعا البيت مفيهوش غير مرام حتى اولاد وفاء مش بيكونوا موجودين كتير واغلب وقت تميم كان بيقضيه مع مرام فلازم هيحبها وهتحبه
- عمرى ما فكرت فى كدا
- دلوقتى مبقاش تفكير بقى امر واقع ولازم يكون فيه تفكير سليم
- تفكير فى ايه يا صفي انت عاوز تجننى
- ليه بس ياحبيبتى انا عايزك تهدى
- اوعى تفتكر انت ولا هوا انى ممكن اوافق على المهزله دى
- طيب ارتاحى دلوقتى وبكره نكمل كلامنا
- مفيش كلام هيتفتح تانى فى الموضوع دا
- اللى تشوفيه يا حبيبتى , انا هخرج واسيبك تنامى
كان الغضب يسيطر على جسدى كله فكانت انفاسي متسارعه وضربات قلبى تتزايد وارتفع ضغط دمى حتى كدت اختنق , خرجت للشرفه استنشق بعض الهواء فسمعت صوت صفي يحادث تميم , اعلم انه لن يتركه حزينا ً ولن يهنئ حتى يهدئ من روعه ويطمئنه , اقترب اكثر دون ان يرونى واستمعت لحديثهم
- متزعلش نفسك ياتميم اللى انت عاوزه هوا اللى هيكون
- يابابا انا مش عارف ليه ماما اتضايقت لما فاتحتها فى الموضوع انا كنت فاكر انها هتفرح انى هتجوز بنت عمى
- مامتك مش زعلانه انك هتتجوز بالعكس دا اسعد يوم فى حياتها ولا معترضه على مرام بس زى ماتقول كدا كان فيه شويه مشاكل بينها وبين مرات عمك عمر
- مشاكل ؟؟ مشاكل ايه يابابا
- ياابنى متحشرش نفسك فى مشاكلنا ولا تحمل نفسك فوق طاقتها وصدقنى احنا مش عايزين غير مصلحتك ومامتك هيا اللى طلبت منى اتكلم معاك
- يعنى هنروح نطلب مرام من عمى عمر
- لو بتحبها اتمسك بيها وسيب مامتك عليا
- ربنا يخليك ليا يا بابا
بالرغم من غضبى الشديد مما سمعته من صفي ووعده لتميم بخطبه مرام الى ان قلبى كان يتراقص فرحا ً كلما أثبتت لى المواقف اننى اخترت الرجل الصحيح الذى استند اليه وقت غضبى وحاجتى للأمان فلا فرق لديه بين ملاذ وتميم بل يحب تميم أكثر من اى شئ اخر ودائما ما يخبر الجميع انه ابنه البكرى لذلك يحتل الكثير من قلبه والان يتحدث اليه كما لو كان يحبه اكثر منى ويخشى حزنه وألمه , حاولت التفكير مرارا ً فى ذلك الامر ولا اجد مبررا ً يمكن ان يصدقه تميم ويثنيه عن رغبته تلك , هل اخبره اننى ارفض مرام لان امها فعلت معى الكثير يوم ان تزوجت زوجها , وقتها سيخبرنى انه لو اقتحم حياتى انثى اخرى تزوجها صفي فبالتأكد كنت سأفعل معها الافاعيل , هل حقا َ كنت سأفعل ذلك او سأتركها تأخذ قلب زوجى منى ؟ هل كنت سأتحول لوحش كاسر يبيح فعل كل شئ فى سبيل استعاده حياته السابقه ام أننى كنت سأطبق المثاليه التى أدعيها ؟ .هل اخبره اننى احببت عمه حبا ً فاق كل تفكير حتى اننى من شده حبى له كرهته كما لم اكره أحد من قبل ؟ وهل حقا ً ارفض مرام من اجل داليا ام اننى ارفضها كى لا ألتقى بعمر مره اخرى ؟ , قلبى يتخبط وعقلى
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
يشتعل لا اعلم ما ألم بى ولكننى احترق كعود ثقاب اشعله احدهم وتركه يتهاوى , رفضت ان اتناول الطعام معهم وطلبت منهم ان يدعونى ولا يقتحموا خلوتى بنفسي حتى اليوم التالى .
صبيحه اليوم التالى كنت قد سهرت طوال الليل افكر فيما حدث حتى انقشع الليل وظهرت الشمس جليه , خرجت من غرفتى فوجدت صفي نائما ً أمام التلفاز فذهبت لغرفه تميم ايقظته وجلست بجواره انظر اليه ,انظر لذلك الطفل الذى عانيت كثيرا ً من اجله فكان لى السند والهدف والمحفز الذى جعلنى اقوى اضعاف المرات , فتح عينيه ببطئ ونظر لى باستفهام
- ماما , مالك فيه حاجه ولا ايه ؟
- انا موافقه على الخطوبه
نهض من فراشه يحتضننى فى سعاده غامره لم يستطيع اخفاءها وركض ليخبر صفي بما حدث , بعد قليل حضر صفي لغرفه تميم وتركه يجرى اتصاله بمرام يخبرها بقرارى
- انتى بجد وافقتى ؟
نظرت لصفي بابتسامه يشوبها الالم
- ايوه
جلس بجوارى ورفع رأسى بيده لتتلاقا عينانا
- ايه اللى حصل ؟
ابتسمت بهدوء واستطردت
- ولا حاجه فكرت فى كلامك واقتنعت بيه
- بس ميراس مش بتقتنع بسهوله
- بصراحه حسيت انه اختبار لنفسى قبل اى حاجه تانيه فيه جوايا شكوك حابه اتأكد منها وفعلا تميم ومرام ملهمش علاقه بمشاكلنا زمان حرام ناخدهم بذنبنا والبنت يمكن تكون كويسه ,انا عشت حياتى فاكره ان السعاده هلاقيها مع شخص هوا اكتر حد وجعنى وكسرنى واللى كنت ببعد عنه بقى هوا مصدر سعادتى وخايفه اظلمهم زى ماظلمت نفسي زمان
- انا كنت واثق فى عقلك وفى قلبك , مش ميراس اللى تحكم على الناس وتظلمهم وهيا اكتر واحده اتوجعت من الظلم
لا ادرى لما وافقت هل حقا اختبر نفسى اذا كنت ارفض تلك الزيجه بسبب عمر؟ ام اننى الان اختلق العذر لداليا فيما فعلته معى سلفا ً , ام اننى حقا ً اراهم مظلومون فى تلك المعركه , لا اعلم اين هيا الحقيقه ولكنى سأجتاز ذلك لأجل ابنى ولأجل نفسى .
لم يتوانى تميم لحظات وسمعته يحدث مرام فى الهاتف , لم اكن اعلم ان بينهم اتصالا ً او حديثا ً من الاساس ويبدو اننى لا اعلم الكثير , كان يسئلنى كل دقيقه متى سيتصل ابى بعمى عمر ويحدد معه موعدا ً , فكان يخفق قلبى كلما ردد الامر واتحجج ببعض الاعمال التى تعيق ذهابى لبلدتنا ذلك الاسبوع وكلما مر يوم واخر كان يزداد إلحاحا ً حتى اننى كنت اثور عليه فى بعض المرات بحجه عدم تفرغى لذلك الامر حتى كف عن سؤالى , علمت انه اصبح يتغيب من الجامعه بل توقف عن تناول الطعام معنا واحتل الحزن ملامحه كل من فى المنزل يلومنى ولا احد يشعر بقلبى وما به من خوف وقلق شديد ولكنى فى النهايه رضخت ووافقت ان يحددوا موعدا ً
ركض صفي ومعه تميم وحملا الهاتف واتصلا بعمر وحددا معه موعدا ً يوم الجمعه القادم , كانت دموعى توشك على التساقط وانا اضع يداى على اذنى لا اريد سماع حديثهم واتمنى ان يحدث اى شئ يعيق تلك الزياره الكريهه الثقيله على قلبى ولكن للأسف لم يحدث شئ واتى يوم الجمعه سريعا ً جدا ً وانا التى ظننته لن يأتى ولكنا حتما ً سنصطدم بما نخشاه يوما ً .
امسك صفي بيدى واخبرنى ان كل شئ سيكون على مايرام وترجانى الا اخزل تميم , ارتديت ملابسى متثاقله ولكنى انتقيتها بعنايه حتى اننى ارتديتها وخلعتها اكثر من مره لأجد الزى المناسب الذى يجعلنى اصغر فى العمر ولا يبدو الزمن على ملامحى , جلست بجواره فى السياره ابتهل الى الله كى ينتهى ذلك اليوم بلا خسائر ودقات قلبى فى تزايد مستمر كلما اقتربنا من المنزل حتى توقفت السياره امام الباب الذى خرجت منه منذ سنوات كثيره احمل تميم بين يدى وابكى بانهيار بعد ان طلقنى عمر , حتى عندما توفت جده تميم منذ سنوات قليله لم احضر العذاء وتحججت بوجودى فى القاهره حتى لا ادخل ذلك المنزل مره اخرى وها أنا الان اقف امامه اوشك على دخوله مره اخرى .
توقفت أمامه لدقائق وكأن قدماى تسمرتا فى الارض لا تريد التحرك حتى حثنى صفى وتميم على التقدم , امسك صفي بيدى فكنت ارتعش بلا إراده وتقدم تميم لدق جرس الباب , لحظات قليله مرت كالسنوات استعدت فيها كل ذكرياتى فى ذلك المنزل , يوم ان تزوجت عابد ويوم ان توفى ويوم زواجى بعمر ويوم احتراق ظهرى ويوم عاد عمر بعد ان شفي من مرضه ويوم طلقنى عمر وعاد لداليا , مشاعر متخبطه متصارعه بداخلى , اسحب جسدى للوراء اريد ان اعود من حيث اتيت وأوبخ نفسى لموافقتى على تلك المهزله ولكن توقفت عندما فتح عمر الباب وظهر من خلفه وكأن السنوات لم تمر .
كما هوا جذابا ً مبتسما ً بعذوبه هيئته القويه وجسده الرياضى لم يتأثر كثيرا ً ربما نمت بعض الشعيرات البيضاء فى رأسه وذقنه ولكن زادته وسامه ً , صافح تميم واحتضنه وصافح صفي ثم جاء دورى , كنت اريد ان انظر لمرآتى لأتأكد اننى مازالت جميله ولم اصبح عجوز شمطاء , جل مايهم المرأه مظرها حتى وإن تحاربت مع عدوها تريد ان تكون فى كامل زينتها , مد يده لى ليصافحنى وعلى وجهه ابتسامه اكثر اتساعا ً , حاولت الا تتلاقى نظراتنا ومددت له يدى لأصافحه بسرعه واعيدها مره اخرى ولكنى فى النهايه ضعٌفت ونظرت له وكأننى اريد ان ارى مااذا فعل الزمن به , وكأن الزمن عاد للوراء ونحن الان نقف امام باب منزلى القديم نتبادل اطراف الحديث حول من منا اخطئ فى حق الاخر , اشحت بنظرى سريعا ً حى لا يتضايق صفى وسحبت يدى التى امسك بها بقوه ونظرت للأسفل وكأنه افاق لمن يقفون بجانبنا فأنزاح عن الطريق وسمح لنا بالدخول .
لم يتغير البيت كثيرا ً , كما اتذكره جيدا , منزل العائله ذو الاثاث الكبير الذى يحمل الطراز القديم وتلك الاريكه التى كانت تجلس عليها جدة تميم رحمها الله , والغرفه التى كنت ارقد فيها وغرفه وفاء الفارغه حتى صوره عابد التى تتوسط الردهه بجانب صوره والده , لم يتغير شئ ولم يتبدل اى منهم , كنت اسرح بنظرى هنا وهناك استعيد ذكريات ذلك المنزل الذى عاصرت فيه الكثير حتى وجدتها تقترب منى مبتسمه , كما هيا مازالت تحتفظ بملامحها بالاضافه لتأثيرات الزمن الذى لا تستطيع مساحيق التجميل أخفاؤه , مرتديه عبائه ذو الوان شبابيه وواضعه الكثير التبرج فى وجهها مرتديه حزاء ذو كعب عالى ليخفى قصر قامتها ولكنها مازالت ممتلئه الجسد نضره الوجنتين , اقتربت منى تحتضننى وكأن اشواك وُضعت فى صدرى , صافحتها بابتسامه باهته واتجهنا ناحيه غرفه الضيوف جلسنا على اقرب مقعد وجلست داليا بجوارى
- والله زمان يا ميراس
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
ست البنات
الحلقه الثامنه والعشرون
لم أدرى انه سيأتى يوما ً ونجلس جميعنا نتجاذب اطراف الحديث وكأن شئ لم يكن , لم أتخيل يوما ً اننى سأجلس بجوار داليا وعمر وبصحبتى صفي حتى وان ذلك لو أتى برأسى يوما ً لأقسمت انه ضرب من ضروب الخيال ولكنه الان يتحقق , نجلس جميعنا فى منزل العائله وتجلس داليا بجوار وبجوارها تميم ثم صفي وعمر , نظرت لى داليا بابتسامه وبدئت هيا الحديث اولا
- والله زمان يا ميراس
التفت لها ولم استطيع تصنع الابتسام فقد داهمتنى جميع ذكرياتى فى ذلك المنزل حتى جعلتنى اشعر بالاختناق فأجبتها بوجه عابس وملامح جامده
- زمان على ايه يا داليا
ابتسمت مره اخرى واستطردت
- زمان على قعدتنا دى
- ليه هوا احنا كنا بنقعد مع بعض قبل كدا
خفضت صوتها اكثر وتمتمت بهدوء
- كنا بنقعد وكنا اصحاب وحبايب قبل ماتتجوزى عمر
ابتسمت بسخريه متعمده
- على الله تكونى شبعتى منه
- صدقينى ياميراس انا مبقتش داليا بتاعت زمان , انا عارفه انى عملت معاكى كتير يخليكى متحبيش تقابلينى ولو صدفه بس كنت صغيره وطايشه وكنت بغير منك
- بتغيرى منى انا ؟
- طبعا لازم اغير منك , بنت جميله وناجحه والكل بيتكلم عليكى بالخير وجوزى بيحبك وبعد ماكان ليا لوحدى بقيتى تشاركينى فيه ومش كدا بس دا انتى بسببك طلقنى
- شكل الزمن نساكى هوا طلقك ليه , عمر مطلقكيش بسببى عمر طلقك علشان كنتى عايزه تموتيه
- انا عارفه انى عملت حاجات كتير غلط ومش ببرئ نفسى منها بس على الاقل حاولى تسامحينى علشان ولادنا
- وموضوع ولادنا دا بقى طبعا من تدبيرك مش كدا
- والله ابدا انا معرفش حاجه عن الموضوع غير لما صفي اتصل بعمر وحدد ميعاد
- والمفروض بقى انى اصدق
- والله يا ميراس مابكدب عليكى
- بصى يا داليا انا زمان سبت حقى كتير وجيت على نفسى اكتر بس عايزاكى تعرفى انى مش هعمل دا مع ابنى واللى هيحاول انه يأذيه هموته بأديا
- انا عمرى مافكرت أذى تميم انا طول عمرى بحبه ولو مش مصدقانى اسئليه لو كنت اعرف حاجه
نظرت لها بتشكك لم يستطع قلبى تقبلها ولا تصديقها فما فعلته معى جعل قلبى صلدا ً لا يشعر تجاهها حتى بالشفقه , نظرت لها بجمود وتفرس وكأنى احاول اختراق عقلها لأعلم ما يدور به , ظللت انظر اليها ولا اتحدث حتى بادرنى عمر بسؤاله فأخرجنى من حاله الشرود التى كنت فيها
- عامله ايه ياميراس
اضطربت وتعالت دقات قلبى وابتلعت لعابى بصعوبه وانا اجيبه دون النظر لعينيه
- بخير الحمد لله
امسك صفي بيدى واستطرد بابتسامه
- مع انى لسه مشوفتش العروسه بس متأكد ان ميراس احلى منها بكتير
ضحك الجميع لداعبته ونظرت له ممتنه فاستطرد عمر حديثه
- ميراس طول عمرها حلوه
شعرت بإحكام يد صفي على يدى وكأنه لا يريد ان يبدو عليه الضيق فزاد من ضغط يده وحول مجرى الحديث
- طيب مش هنشوف العروسه ولا ايه؟
نهضت داليا ونادت مرام بصوت عالى فأتت منكسه الرأس بطيئه الخطوات , لم آراها منذ كثير فقد أصبحت شابه جميله قصيره القامه كوالدتها شبه ممتلئه الجسد بيضاء البشره ولديها عيون عمر كلما نظرت اليها شعرت بأننى اراه فيهما , اقبلت على استحياء مدت يدها لتصافحنى فنضهت واحتضنتها ثم صافحت صفي وتميم وجلست بجوار داليا التى تحدثت بدورها
- مرام بنتك يا ميراس مش هوصيكى عليها
نظرت لداليا وابتسمت متحدثه
- متقلقيش مرام هتكون مع راجل
لا ادرى لما قلتها ولما نظرت لعمر بعدما انهيت جملتى , ولكنى وجدته متحرجاً بدا عليه التوتر فاعتدل فى مجلسه ونظر للأسفل حتى اننى لم الحظ نظرات صفي المختنقه , لا ادرى لما لم اصمت وكأننى كنت اريد قولها كنت اريد ان اتسبب له بألم , كنت اريد ان انهض واصفعه على وجهه صفعه اجمع فيها كل ألم شعرت به منذ سنوات ولكنى استدركت وجوده , استدركت ان ذلك يتسبب بألم أكبر لصفي الذى لم أرى منه السوء يوما ً , ولكنى كنت كالجريح الذى يريد ان يرد الجرح لمن آذاه يوما ً ولا يدرى انه بذلك يأذى الاخرون , نكست رأسى للأسفل فكانت عبراتى تخنقنى فامنعها بكل مالدى من قوه حتى شعرت بيده تحتضن يدى اكثر وكأنه يشد آزرى , رفعت رأسى ونظرت له فوجدته مبتسما ً ينظر لى بعينان تحمل من الحب والشفقه اضعافا ً , ابتسمت حتى كادت دموعى ان تسقط فضمنى لصدره حتى استطيع مسح دموعى دون ان يرانى احد وقبل جبهتى وهوا يحدثهم مداعبا ًً
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- الام لما ولادها بيتجوزوا بتحس انهم هينسوها وبيصعب عليها تعبها معاهم فمابالك بقى بميراس وتعبها مع تميم
مسحت دموعى خلسه وانا بين يديه دون ان يشعر احد وابتسمت لحديثه فكنت ارى الغيره تشع من عينى عمر واعلم ان مايفعله تميم لجعل الجميع يعلم بمدى قدرى وقيمتى لديه , تحدث تميم لأول مره منذ جلسنا
- متخافيش ياماما محدش ممكن ينسينى تعبك معايا ابدا
ابتسمت له وربت على كتفه
- ربنا يبارك فيك ومرام كمان بنت اصول ومش هتنسيك اهلك
ابتسمت مرام وتحدثت هيا الاخرى
- مستحيل ياطنط دا تميم مش بيبطل كلام عن حضرتك وعن عمو صفي
نظرت لصفي وقد زال كل مافى قلبى من حزن وضيق وتحدثت بابتسامه
- مهما حكالك عن عمك صفي هيبقى اقل بكتير من الحقيقه
ابتسم صفي وشعرت بدقات قلبه تتراقص وهوا يعلم جيدا ً صدق حديثى وبدء فى الحديثت عن تفاصيل الخطبه والزواج وحدد يوما ً لقرائه الفاتحه وتقديم هدايا العروس وانهينا جلستنا وانصرفنا الى القاهره , بمجرد ان فتحت لنا ملاذ الباب اتجهت لغرفتى استريح من عبئ الطريق ولحق بى صفي
- لسه متضايقه ؟
لم انتبه لدخول صفي خلفى فابتسمت متحدثه
- متضايقه من ايه ؟
امسك بيدى كما يفعل دوما وجلسنا على طرف الفراش نتحدث
- كان باين عليكى انك متضايقه او زعلانه او يمكن ندمانه
- ندمانه ؟؟ تقصد ايه ؟
نكس صفي رأسه للأسفل فلامست وجهه بيدى ورفعته ليواجهنى وتتلاقى عينانا
- تقصد انى ندمانه على جوازى منك وحنيت لعمر ؟
صمت صفي ولم يعقب فاكملت حديثى
- عارف ياصفي انا وافقت على المقابله دى ليه ؟
ابتسمت متسائلا ً :
- ليه ؟
امتحان
- يمكن لنفسى ويمكن مواجهه كنت محتاجاها , انا عارفه ان افكارى طفوليه بس مين قال ان الست بتكبر بالعكس بتفضل زى ماهيا بتحب وتغير وتشتاق للاهتمام وانت عمرك ما حرمتنى من اى حاجه بالعكس فى كل موقف بتثبتلى انى كنت صح جدا فى كل قرار خدته بس كنت محتاجه المقابله دى لنفسى قبل اى حد تانى , كنت عايزه اواجه داليا وعمر مش علشان اشوف كنت صح لما سبته ولالا لأنى متأكده من القرار دا كويس جدا لكن كنت عايز اشوف احساسى هيبقى ايه لما اقابلهم لسه هحس بالألم ولانسيته
- وياترى حسيتى بإيه ؟
- مش هكدب عليك واقولك انى متأثرتش بالعكس حسيت بكل وجع مر عليا بسببهم كنت عايزه اقوم اتخانق معاهم ع اللى عملوه معايا زمان وكأن جوايا بركان ثاير بسببهم بس مجرد مالمستنى فوقت حسيت انى هضيع من حياتى اوقات كتير احس فيها بالكره والانتقام بدل مااحس فيها بحبك واحتوائك ليا , طول عمرنا اللى عشناه مع بعض كنت بتمسك ايدى فى كل موقف صعب يعدى علينا ومكنتش فاهمه ايه سبب مسكه الايد دى لكن فهمتها وحسيتها لما مسكتك دى حسستنى بالقوه والسند والنعمه اللى ربنا ادهالى وبدل مااشكره عليها ضيعت وقت طويل فى التفكير فى ناس متستحقش حتى الوقت اللى بيضيع بسببهم وبعد السنين دى كلها لسه بتسألنى اذا كنت ندمانه ؟
- صدقينى ياميراس انا بحبك اكتر ما بحب نفسى وكل يوم بعيشه معاكى بحبك اكثر ومجرد ماحسيت انك متضايقه كنت هتجنن وخوفت تكون الضيقه دى سببها انك شوفتى عمر و ...
- وحنيت له مش كدا ؟
- تقريبا ً
- من يوم مااتكتب كتابنا عمرى مافكرت غير فيك ولا سمحت لنفسى حتى استرجع ذكرى عيشتها مع عمر لانه مبقاش مسموح لخيالى انه يشوف غيرك واللى حسته النهارده وجع مش حنين
- بعد الشر عليكى من الوجع يارب انا اللى اتوجع وانتى لا
- بعد الشر عليك اللى يوجعك يوجعنى وانت الانسان الوحيد فى العالم اللى بتبدل حزنى لفرح ولولا وجودك ودعمك مكنتش هبقى راجعه مبسوطه دلوقتى وحاسه بالانتصار
- الستات هيفضلوا زى ماهما حتى لو بلغوا الميه سنه بردو هيفضلوا يكيدوا بعض
- بقى كدا طيب هنشوف بقى مين هيتمم الجوازه دى
- لا بلاش الله يخليكى لحسن تميم يتجنن فيها
- بصراحه ياصفي انا حسيت بألفه تجاه مرام مش حاسه انها زيهم بالعكس شايفاها بتحب تميم وتميم كمان بيحبها
- عندك حق وعموما لسه قدامنا فتره خطوبه هنتأكد منها فيها بس اهم حاجه تكونى مستعده نفسياً لمقابلات تانيه هتجمعنا بيهم
- متقلقش مراتك قويه جدا
- انا متأكد من دا جدا جدا
لا اعلم مالذى ابدل كل حزنى لسعادى وراحه , هل وجود صفي بجانبى هوا ما يعطينى القوه على المواجهه ويجعلنى اشعر بالتحدى ام انه يؤكد لى فى كل يوم انه كان افضل ما حصلت عليه يوما ً , ولعل حديثه صحيح وشعرت بالانتصار أمام داليا التى تأكدت ان ماحصلت عليه كان افضل مما سعت له هيا كثيرا بشتى الطرق فلا نحصل على السعاده بالمكائد وإنما بقلوبنا الصافيه التى تفتح ابوابها للجميع , لم أعد احمل فى قلبى ألما ً ولا حزنا ً ولا عتابا ً لأحد و كأنها تدابير الله التى يضعنا امامها فنشعر انها النهايه ولا نعلم انها بدايه جديده كنا فى أشد الاحتياج اليها , والان بدئت استعد لمراسم الخطبه بقلب متفتح وسعاده حقيقه تجاه تلك الفتاه التى احبها ابنى لعلها هيا افضل ما سيحصل عليه يوما ً ولا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر , فأدرت مشغل الموسيقى واستمعت لأغنيتى المفضله باستمتاع ..
ستفتِّش عنها يا ولدي في كل مكان
وستَسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحاراً، وتفيض دموعك أنهاراً
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبةُ قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأةً يا ولدي ليس لها عنوان
ست البنات
الحلقه التاسعه والعشرون
لم تمر ايام حتى استعد كل منا لمراسم الخطبه فبدئت ملاذ بإعداد فستانها الوردى المرصع واشترى تميم بذله جديده واشترى لصفي واحده هوا الاخر وأصر ان تكون بذله صفي شبيهه ببذلته كما فعل هوا معه يوم زواجنا وأخذنى كليهما لأفخم بيوت الازياء لأشترى زى فريد يجعلنى اجمل من فى ذلك الحفل , كانت الايام تسير بهدوء لا عثرات فيها , لم ألتق عمر وداليا مره اخرى ولم نتحدث عن شئ , جعلنا جل اهتمامنا ينصب على خطبه تميم , لم يكن هناك حديثا ً ساريا ً بينى وبين مرام فكنت اكتفى بحديث تميم معها وكذلك نحن الامهات طالما ابناؤنا بخير لانكترث لأنفسنا ولا لأى شئ اخر فقط نريد ان نراهم سعداء لذلك قد نفعل من أجلهم الكثير حتى وان كانت تلك الاشياء مرهقه على النفس والقلب لكنها لا تُقارن بهم على أيه حال لذلك نفعلها ولا نكترث , من يٌصدق اننى وافقت على تلك الزيجه بل ذهبت اليهم راضيه وقد تكون تلك الزياره هيا افضل ماحدث يوما ً , لذلك تركت تميم يفرح بعروسه التى يحبها واختارها بين جميع الفتيات .
كان حفل الخطبه فى منزل العروس ذهبنا مساء ً بعد اتمننا شراء الهدايا واحضرنا معنا شبكه العروس التى انتقتها من احدث مجلات الذهب العالميه وتخطى ثمنها الآلاف والآلاف لكننا لم نستطيع ان نتدخل فى ذلك الامر فتركنا لهم الخيار وليتنا لم نفعل فقد انفقنا فيها نصف ما ادخرناه انا وصفي طوال اعوام من العمل الشاق ولكن صفي أصر على ان نشترى ماطلبته ولذلك فعلنا , عندما دخلنا المنزل كانت الزينه مُعلقه والانوار تملئ المكان وهناك التقيت بمن ظننت انى لن اراهم مره اخرى ولكنى كنت اكثر ثباتا ً مما مضى وتفاعل صفي معهم كأنه صديق حميم تقبل الجميع وجوده بل وانبهروا به فكانت نظراتهم تملأها الاعجاب وكنت اتبختر انا كالطاووس لا يسعنى العالم ومعى ذلك الرجل العظيم , لم تتفارق يدانا ولم تتباعد فكنت انا العروس محط انظار الجميع وصفي عريسي الذي لا يغيره الزمن .
مر اليوم بسلام دون ان احتك بعمر وداليا سوى بسلام خاطف وانشغلت عنهم باقى اليوم فلم القى لهم بالاً كنت اشعر اننى اسعد الموجودين واكثرهم حظاً حتى اننى لم اشغل بالى بأحد , عدنا المنزل سعداء لا ينتقص من سعاداتنا شئ ومرت الايام المتتاليه كما هوا المعتاد , كنت ألحظ السعاده على وجه تميم فأمتلئ بها انا الاخرى حتى ان ملاذ اصبحت تشعر بالغيره وتريد ان تجد شريك حياتها هيا الاخرى لتنعم معه بقصه حب مثل تلك التى يعيشها تميم ولكنى اخبرتها ان مازال امامها الوقت طويلا ً على ذلك الامر وتلك الاشياء لا يجب التسرع فيها وإنما كلما أبطئنا الامر كان افضل واكثر عقلانيه .
مر شهران روتينيان استكمل فيها تميم عامه الاخير بالجامعه واستمر الحال كما هوا ولكن قبل بدء اختباراته بشهر لاحظت تغييرا ً طرأ عليه فلم يعد يتحدث كثيرا واختفى مرحه المشهود به بل اصبح يقضي بغرفته اوقاتا ً أطول بلا مبرر , فى البدايه ظننت انه بسبب ضغط الاختبارات وهذا هوا عامه الاخير فى كليه التجاره يريد ان ينهيه بشكل لائق ولكنى تيقنت بخطأ ظنى عندما دخلت غرفته دون طرق بابها فوجدته جالسا ً مهموماً يدفن رأسه بين يديه وكتبه كما هيا منذ نظمتها اخر مره لم يطرأ بها أى تغيير يدل على فتحه لها او مذاكرته فيها , جلست بجواره على الفراش ووضعت يدى على رأسه فانتفض وأفاق من شروده
- ماما ؟!
- مالك يا تميم ؟
اعتدل فى جلسته ونهض واقفا ً
- مفيش حاجه انتى ازاى تدخلى من غير ماتخبطى
كانت صدمتى اضعافا ً فذلك المتحدث لا يقرب لابنى ابداً ولا يعرف انه من المستحيل ان يحدثنى تميم هكذا فما حدث جعله ينقلب على عقبيه
- انت اول مره تكلمنى كدا يا تميم
نفض رأسه والتف يقّبل يدى وجلس بجوارى منهكا ً
- انا اسف ياماما سامحينى
ربتّ على يده ومسحت برأسه كما كنت افعل عندما كان صغيرا ً يرتكب الاخطاء ثم يجلس بجوارى منكس الرأس
- فيك ايه ياحبيبى ؟
اعتدل ونظر لى بعينان دامعتان وألقى سؤاله على مسامعى , سؤالا ً خشيت كثيرا ً سماعه ولكنى كنت اعلم انه سيأتى يوما ً ما
- انتى كنتى متجوزه عمى عمر ؟
صمت قليلا ً ثم ابتسمت واجبته بثقه
- ايوه
امسك بيداى وتحدث محنقا ً
- وليه محدش قالى الموضوع دا قبل ؟
- انت مسئلتش
- هوا لازم اسئل فى كل حاجه علشان اعرفها
- انت عرفت امتى ان صفي مش باباك ؟
- لما دخلت المدرسه
- يومها انت جيت من المدرسه بتعيط علشان قالولك ان باباك اسمه عابد مش صفي مكنتش قادر تقبل فكره ان فيه حد تانى غير صفي يبقى ابوك مع ان المفروض احنا كنا نعرفك الموضوع دا قبل ما تدخل وتتصدم بالحقيقه بس مقدرناش , صفي مقدرش يقولك انه مش ابوك وانا مقدرتش اكسر قلبك ولما كان لازم نقولك يومها عرفناك ان والدك اتوفى وان صفي هوا ابوك الحقيقى لكن من غير مايتكتب اسمه فى الشهاده ودلوقتى انت سئلتنى اذا كنت اتجوزت عمر وجاوبتك
- وقتها انا كنت صغير يا ماما مكنتش هفهم وكنت هتصدم لكن متهيألى انا كبرت كفايه علشان اقدر افهم واستوعب حاجه زى دى , ازاى تطلعينى انسان عبيط مش عارف حاجه واهله ضاحكين عليه
- بس احنا مضحكناش عليك فى حاجه , كل اللى عملناه اننا مفتحناش موضوع ملوش لزمه ولا هدف انه يتفتح , ممكن اعرف مين اللى قالك واللى قالك غرضه ايه بالظبط انه يفتح الموضوع دا ؟
- عمى عمر هوا اللى قاللى
- كنت متأكده انه مش هيسكت
- وطبعا مكنتيش عايزه تقوليلى علشان معرفش انك كنتى بتحبى عمى عمر وانتى متجوزه بابا
- محصلش
- لا حصل
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- اقسملك بالله ياتميم انك فاهم غلط
- طيب فهمين متخليش الافكار تجننى
- انا عرفت عمك عمر وانا بنت صغيره ,مجرد مراهقه بتشوف واحد بيعدى من قدام بيتها كل يوم فحست انها معجبه بيه ولأنى مكنتش بخرج ولا بشوف حد فمكنش قدامى غيره , وهمت نفسى انى بحبه وانه فتى احلامى لحد ماخلصت الدبلوم وباباك اتقدم لى , مش هقولك انى كنت فرحانه بالعكس كنت مصدومه ان اللى عايز يتجوزنى هوا اخو الشخص اللى كنت فاكره نفسي بحبه ومع ذلك من يوم مااتكتب كتابنا عمر ما فكرت غير فيه ولا شوفت غيره , اتجوزته شهرين وبعدين تعب وبدئت معاه رحله علاج حرمتنى من اى احساس بالسعاده , كبرت عشرين سنه على عمرى والايام اللى المفروض كانت تبقى اسعد ايام حياتى اتحولت لأتعسها ومات وانا لسه حتى موصلتش لعشرين سنه وكنت حامل فيك وعلشان خاطرك طلب عمك عمر انه يتجوزنى وانا رفضت لانى عشت مع ابوك ايام قليله لكن حلوه وحسيت فيها قد ايه هوا قلبه طيب وحبنى بجد وتحت ضغط اللى حواليا وظروفى اللى متسمحش ارجع بيت ابويا تانى بمسؤليه اكبر .. وافقت , عشت اسود ايام حياتى معاه يمكن مش هقدر اقولك تفاصيل الحياه دى لكن صدقنى لو قولتلك انى كنت بضحك على نفسى وبوهم نفسى انى سعيده , كنت برضى بأقل الحقوق وأقل قدر من السعاده واعيش عليه , قدمت تنازلات كتير فى سبيل انى اعيش انا وانت بعيد عن المشاكل لكن فى النهايه طلعت موهومه , لا الشخص اللى كنت فاكراه عظيم طلع عظيم لا الحب اللى فى قلبى كان صحيح , وعلشان كدا انسحبت وسبت لهم العالم بتاعهم , صفي كان بيحبنى من زمان وانا معرفش وعمره ماقالى ولا فرض نفسه عليا وفى اكتر وقت كنت حاسه فيه بالضياع كان هوا القشه اللى الغريق بيتعلق فيها , معرفتش معنى الراجل الحقيقى الا معاه ومحستش انى مسنوده وقلبه قوى الا فى وجوده , حَبك اكتر ما حب اختك ملاذ اللى من صلبه بالعكس طول عمرها بتغير منك وبتزعل من صفي انه بيهتم بيك اكتر منها , لا قصرنا معاك ولا حسسناك بنقص يبقى ليه نفتح مواضيع ملهاش لزوم تتقال وهتقلب المواجع على الفاضى
- حقك عليا ياماما انا عارف انى كلامى يضايق بس انى متتخيليش شكلى كان عامل ازاى وانا بسمع الكلام دا من عمى
- عمر قالك انى كنت بحبه وانا متجوزه عابد
- مقالش كدا بوضوح بس دا اللى فهمته
- وايه اللى فتح الكلام ؟
- كنت متفق مع مرام انى هروحلها يوم الجمعه ولما روحت ملقتهاش هيا وطنط داليا , سئلت عمى عمر قالى انهم على وصول وطلب منى اقعد استناهم , سئلنى عليكى وعلى حياتك مع بابا فانا استغربت السؤال وسئلته عن سبب الاسئله دى وطبعا هوا ماصدق انى سئلته علشان يقولى انه كان متجوزك وانه طول عمرك بتحبيه واتجوزتى بابا علشان تنتقمى منه انه رجع لطنط داليا
- دا تخريف يا تميم وانا مستعده احلفلك على مصحف انى مكدبتش عليك فى حاجه من اللى قولتها لكن عمر مغرور ومش قادر يقبل فكره انى فضلت صفي عنه , انا اللى طلبت الطلاق وحتى لو مكنتش اتجوزت صفي عمرى ماكنت هرجع له , انا محدش آذانى غيره
- بس هوا مش قادر ينساكى , كل كلمه قالها كانت بتدل على حبه ليكى
- يابنى انت لسه صغير , الحب مش بالكلام ياتميم واللى يأذى مستحيل يعرف يحب , وفيه فرق كبير بين الحب والتملك , الحب بيقوى والتملك بيقتل , انا كنت ضعيفه وتايهه وحب ابوك الحقيقى هوا اللى قوانى علشان كدا بقولك متفتحش ملفات ملهاش لزمه انها تتفتح وانا هتصرف مع عمر
- لا ياماما ارجوكى انا وعدته انى مش هقولك حاجه
- ماشى ياتميم وانا هحترم كلامك
خرجت من غرفته وقلبى يكاد يتفجر من شده الغيظ , تمنيت لو امسكت الهاتف وطلبت رقمه وقمت بتوبيخه على مافعل ولكنى احترمت وعد تميم له ولكنى لن استطيع كتم ذلك الامر طويلا ً فأمسكت بيد صفي استبقه الى الغرفه فى سرعه وتوتر حتى انه سار خلفى دون تساؤل
- شوفت اللى حصل ياصفي انا كنت عارفه ان الموضوع دا مش هيعدى على خير
- حصل ايه بس قلقتينى ؟
- عمر قال لتميم اننا كنا متجوزين
- وليه يقول حاجه زى دى ؟
- علشان طفل ومش مسؤل , انسان مغرور وأنانى ميفرقش معاه مشاعر اى حد
- طيب اهدى ياحبيبتى
- اهدى ازاى وتميم بقاله كام يوم مكتئب وفاكر امه كانت بتحب عمه وهيا متجوزه ابوه , دا انسان مريض
- من الحب ماقتل
- اتصرف ازاى دلوقتى ؟
- ولا حاجه انتى خلاص وضحتى لتميم كل شئ وهوا فهم سيبى الايام تكشف الناس على حقيقتها
حقا ً الايام هيا اكبر اختبار يقع فيه الانسان عندها تتساقط الاقنعه وتظهر الحقائق وحتى وإن حاولت ان تتعلم فلن تجد افضل منها معلما ً , كالعاده هدئ صفي من روعى وأراح قلبى مما جعلنى اتخطى ذلك الامر ولكنى لم أرى تغييرا ً كبيرا ً طرأ على تميم فمازال شاحب الوجه مشتت التفكير لاأدرى ماذا ألم به لم يمضى سوى شهور قليله على الخطبه ولا اجده سعيدا ً كما كان فى بدايه الامر ولكن ماكان يطمئن قلبى ان معاملته معى لم تتغير ولم تؤثر كلمات عمر ولا حديثه الفائت فى شئ ولكن قلبى يتمزق من اجله .
فضلت الصمت وعدم التدخل فى الأمر ولكنى كنت احاول التوصل لسبب ذلك الحزن البادى على وجهه فلم استطع محادثه عمر ولا زوجته ولاابنته ففكرت فى وفاء هيا الوحيده التى استطيع محادثتها حتى اننى عندما قابلتها فى الخطبه كانت سعيده للغايه ومتتمنه لوجودى فلا عداء بيننا ولا ضغينه , فتحت هاتفى وجلبت رقمها الذى سجلته ليله الخطبه وانتظرت ردها حتى آتانى
- ازيك ياوفاء عامله ايه
- بخير يا ميراس الحمد لله , انتى عامله ايه ؟
- ان بتصل بيكى يا وفاء علشان احط حد لعمايل اخوكى احنا مبقيناش صغيرين واذا كان هوا آذانى زمان واستحملت فانا مستحيل هستحمل يآذى ابنى
- حصل ايه ياميراس قلقتينى
- تميم ميعرفش انى كنت متجوزه عمر ومفيش اى داعى ان هوا ولا اخته يعرفوا ايه اللى يخلى عمر يقوله ويفهمه انى كنت بحبه وانا متجوزه عابد
- وليه عمر يعمل كدا ؟
- معرفش انا اللى بسألك
- عمر لحد دلوقتى مش ناسيكى حتى علاقته مع داليا كويسه من برا بس ولولا وجود مرام كان زمانه طلقها من زمان
- وانا ماليش دعوه بكل دا وقولتلك الكلام دا من سنين انا سبت حياتكم وبعدت عنكم ليه انتوا مش بتسيبونى فى حالى
- عمر رجع له الكانسر مره تانيه ولما عرف كتب الباقى من املاكه بأسم تميم بجانب ورث تميم من عابد طبعا ً كان عايز يعوضه ويعوضك بس طبعا لو كتبه بإسمك هتبقى كارثه , ولما داليا عرفت قلبت الدنيا لان دا حقها وحق بنتها واتصلت بيا قالتلى اللى حصل وانا غبيه فى وسط الكلام قولتلها ياريت تميم يتجوز مرام ويبقى الورث فى بيته , بعدها عرفت انكم اتقدمتم لخطوبه مرام لتميم قولت يمكن صدفه ويمكن داليا صارحتك بالموضوع
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- من امتى داليا بتصارح , قلبى مكنش مرتاح لها بس ابنى بيحب بنتها
- سامحى عمر يا ميراس , عمر مريض بجد
برغم غضبى الشديد منه الا ان قلبى تألم من اجله فما زال قلبى لا يتحمل أذيه أحد ولا اتمنى له السوء , دعوت له كثيرا ً ان يمن الله عليه بالشفاء ويجعل الطريق واضحا ً امام ابنى ويرشده للصواب , لن استطيع اخبار احد بما عرفته من وفاء لذلك سأنتظر حتى اعلم ما يدور بعقل تميم وما جعله هكذا لعلى اصل لمبتغاى .
اصبح تميم قليل الخروج من غرفته حتى انه لم يعد يتناول طعامه معنا فكنا نرسله له فى غرفته الخاصته وكان يتحجج دائما بكثره المذاكره وتعاقب الاختبارات حتى اننى صنعت له وجبه الاسماك التى يحبها وملئت له طاوله الطعام بكل ما تشتهى الانفس ومع ذلك رفض تناولها فطلب تميم من ملاذ ان تُدخل له الطعام فى غرفته ولكنى استوقفتها تلك المره وقررت ان اذهب بها اليه .
حملت الطعام بين يدى واقتربت من غرفته لأطرق بابها ولكنى سمعت صوته عاليا ً وكأنه فى عراك مع أحدهم بالداخل عرفت من خلاله انه يحدث مرام فى الهاتف , تسمرت مكانى القى السمع على غير عادتى ولكن قلبى ينهشه القلق , لم استطع سماع الكثر وإنما تبيت بعض الحديث فسمعته يتحدث بعصبيه مفرطه
- اللى بتطلبيه دا مستحيل وقولتلك الكلام دا مليون مره ولازم تحددى موقفك من دلوقتى
لا اعلم ماحدث ولا ماذا سوف يحدث ولكنى بالتأكيد لم اخبره بما سمعته ...
ست البنات
الحلقه الثلاثون والأخيره
لماذا لا تسير الحياه على وتيره واحده كالماء المتدفق بنعومه ونحن ركبان السفينه التى تطفو عليه بهدوء لا نعبئ بما هوا قادم ولا نهتم ولكن للاسف تلك هيا سُنه الحياه , متقلبه كالبحر هائجه كالموج صافيه كالسحب قويه كالرياح لا تدوم ولا تستقر ولابد لنا ان نتقبل كل هذا بل ونتماشى معها حتى لا نغرق بين الامواج , بالأمس تخطيت ماحدث لى وكل مامررت به والان لابد لى انت اتخطى ما يحدث خلف ظهرى ولا اهتم سوى بأسرتى التى جاهدت طويلا لأبقيها بأمان , لا اعلم مايحدث بين تميم ومرام ولكنى متأكده انها سبب كل ذلك الحزن الذى يرتسم على وجهه منذ فتره ليست بالقليله , لم استطع فتح حديث اخر معه فاستعنت بمن يشد آزرى دوما ً وطلبت من صفي التدخل فى ذلك الامر , اتجهت ناحيته وانتظرت حتى انهى تناول طعامه وطلبت منه الحديث بمفردنا , دخلنا غرفتنا وبدئت الحديث معه
- انا محتجاك ياصفي
- خير ياحبيبتى عنيا ليكى
- تميم بيضيع منى
- تميم ؟!! ليه بس بعد الشر
- الشر اقرب لينا من نفسنا مش عارفين نبعد عنه
- مش قلتى انك شرحتى له كل حاجه واتفهم الموضوع
- كنت فاكره كدا لكن للاسف كل يوم حالته بتسوء بقى مهموم وحزين ومنعزل ولما روحت ادخله الاكل سمعته بيتخانق مع مرام مش عارفه هيا طالبه منه ايه
- طيب ليه مدخلتيش تتكلمى معاه
- لا انا عايزك انت اللى تفتح معاه الموضوع
- بس يا ميراس ..
- بس ايه ؟
- يمكن تميم ميحبش يتكلم معايا
- ليه بتقول كدا ؟
- لان عمر مفهمه انك كنتى بتحبيه وانتى متجوزه ابوه ومفهمه انك اتجوزتينى عِند فيه يعنى فى النهايه انا مجرد آداه بتغيظى بيها شخص بتحبيه
- بس انت عارف ان كل دا مش حقيقى
- انا عارف لكن هوا ميعرفش
- وجه دورنا نعرفه , ارجوك ياصفي
- حاضر ياحبيبتى انا رايح له
- خد معاك التليفون وافتح الخط علاشان اسمع مش هقدر اصبر
- من عنيا
جلست فى غرفتى انتظره على احر من الجمر اجلس على اشواك مدببه تخترق احشائى وانا ألتاع انتظارا ً لا اقوى على التدخل ولا اقوى على الجلوس , يعلم الله ان كل لحظه تمر وكأنها سنوات كثيره ولكن عزائى اننى استمع لحديثهم حتى ولو من بعيد
سمعت صوت صفي يبدء الحديث مع تميم فعلمت انه قد دخل له فاسترقت السمع اكثر
- عامل ايه يا تميم؟
- فيه ايه ياجماعه هوانا مسافر ولاايه مانا قاعد معاكم فى البيت
- ومالك متعصب ليه كدا؟
- علشان من كام يوم ماماجت وسئلتنى نفس السؤال انتوا بتدخلوا بالدور
- لا ياحبيبى ماما قلقانه عليه بتقول بقالك فتره متغير ومش على طبيعتك والنهارده سمعتك بتتخانق مع مرام
- يعنى كمان بتتصنطوا عليا
- فيه ايه ياتميم مالك انت مكنتش كدا وليه بتتكلم معايا بالاسلوب دا
- انا اسف ياعمو صفي فى النهايه انت جوز ماما اللى عايشين فى بيتك وبتصرف علينا من فلوسك مينفعش نتجاوز حدودنا معاك
عندما سمعت تلك الكلمات سقط قلبى وتفتت وكأن احدهم طعننى بخنجر اخترق ضلوعى ونغز قلبى , سقطت دموعى رُغم منى وانا اكتم انفاسى خشيه ان يظهر صوتى بينهم فينتبه تميم اننى استمع اليهم , صمت صفي بُرهه ثم سمعته يتحدث بصوت خافت ونبره حزينه
- ايه اللى بتقوله دا ياتميم , عمو صفي ؟!! يعنى مبقتش بابا
- زمان لما كنت لسه صغير كنت فاكر انك ابويا واتصدمت لما عرفت انك جوز ماما بس تخطيت الموضوع واعتبرتك عوض من ربنا ليا لكن للاسف افكارنا واحنا صغيرين بتتغير كل مابنكبر
- وايه اللى صدر منى خلاك تغير تفكيرك القديم
- عنيا فتحت وعرفت حاجات كتير مكنتش هعرفها منكم
- وطبعا عرفتها من عمك ومراته وبنته
- مش مهم من مين المهم انها الحقيقه
- ممكن اعرف ايه الحقيقه اللى عرفتها عنى
- طبعا حضرتك مكنتش هتقولى انك السبب فى طلاق ماما من عمى عمر وانك فهمتها انك بتحبها علشان تتجوزها وتاخدنى فوق البيعه وتضمن ميراثى وميراث ماما من ابويا وانى لما تميت 21 سنه وبقيت اقدر اتصرف فى ورثى خلتنى احطه فى البنك بإسمك وانا فاكر انك خايف عليا اصرفه اتاريك بتحوشه لنفسك وطبعا بتصرف علينا منه واشتريت الشبكه منه بس دايما مفهمنا ان كل دا من خيرك انت مش من خير ابويا الحقيقى
- انا دايما كنت بقول لوالدتك انها ظالمه عمر وداليا لكن دلوقتى اتأكدت ان اللى شافته منهم كان اقل القليل , انا مش هزعل منك انك صدقت كل اللى اتقالك لكن كان نفسي تحس بحبى ليك وتعرف انك ابنى انا مش ابن حد تانى , انا اللى ربيتك فى حضنى وشفتك بتكبر قدام عنيا , انا اللى شيلتك على كتافى وقولت للعالم كله انك ابنى اللى هتبقى احسن منى , انا اللى كنت مابصدق مامتك تروح شغلها واروح اجيبك من الحضانه تروح معايا الشغل علشان مش قادر ابعد عنك ولا هاين عليا اسيبك تعيط , انا اللى وجعك كان بيوجعنى وفرحتك بتنور الدنيا قدامى , فرحتى بملاذ لما اتولدت كانت اقل بكتير من فرحتى بيك وانت بتكبر قدامى وبتنجح وبتكون علاقات واصحاب لحد ماوصلت للجامعه وبقيت عريس وعايز تخطب وبرغم رفض ميراس لجوازك من مرام الا انى اصريت ان البنت اللى تختارها لازم ترتبط بيها حتى لو كانت مين واشترينا الشبكه بنص الفلوس اللى فضلنا السنين اللى فاتت دى كلها نحوش فيها والنص التانى كنت هجهز لك بيه شقتك حتى ملاذ مفكرتش فيها ولا فى جوازها كان كل همى اشوفك مبسوط ومتحسش فى يوم ان ملكش اب تتسند عليه , وبالنسبه لفلوسك اللى كتبتها بإسمى دا كان اقتراح ميراس لانها شكت فى ارتباطك من مرام يكون بسبب طمعهم فى فلوسك وخافت تأثر عليك و تكتب لها ورثك زى ماداليا عملت مع عمك وكتب لها اللى عنده وعلشان كدا خلتك تكتبه بإسمى وممكن تروح البنك وتتأكد ان الفلوس بأرباحها محدش لمسها ولا اتسحب منها جنيه واحده , انا يابنى مش محتاج فلوسك ولا فلوس ميراس علشان اصرف عليكم انا لو هحفر فى الصخر مش هخليكم نفسكم فى حاجه بس انت للاسف واقع تحت ايد ناس قلوبها اتملت شر وكل يوم بيمر عليهم بيزيدوا توحش , عمك عمر لان امك رفضت تكمل معاه عاوز ينتقم منها من خلالك وداليا لانها عارفه ان ميراس احسن منها مليون مره والطمع مالى قلبها عاوزه تاخد فلوسك وهيا اللى خلت مرام تقرب لك وتفهمك انها بتحبك وانا وماما كنا عارفين الكلام دا ومش عايزين نقوله علشان منظلمش البنت لكن خلاص مبقاش ينفع السكوت اكتر من كدا
- ياااه يا بابا شايل فى قلبك كل دا ومش عاوز تزعلنى
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- لو معملتش كدا مبقاش أب وانتى ابنى انا فاهم يعنى ايه ابنى انا
كانت دقات قلبى تتراقص ودموعى تنهمر على وجنتى بسعاده وانا استمع لبكاء تميم ندما ً على مااوجع به قلب ابيه
- سامحنى يابابا متزعلش منى انا حاسس انى مخنوق ومصدوم مش عارف اصدق مين واكدب مين
- صدق اللى عمره ماكدب عليك ياتميم واللى بيخاف على مصلحتك مش اللى عايز منك حاجه
- ليه حضرتك بتقول ان مرام مش بتحبنى ؟
- دا يابنى كلام سمعناه والله اعلم بالحقيقه , لكن انت من جواك حاسس بإيه هوا دا المهم
- مش عارف يابابا , مع ان مرام هيا اللى صارحتنى بحبها الاول لكن انا حبيتها بجد وكنت حاسس انها الانسانه اللى هتكملنى لكن بعد الخطوبه حسيت انها بتتغير مش عارف ليه
- ازاى ؟
- قالت لى ان ماما هيا سبب طلاق ابوها لامها وسبب المشاكل اللى بينهم لحد دلوقتى وانها مش هترتاح لو عاشت مع ماما فى بيت واحد ولو بحبها لازم اشترى لها شقه فى مكان تانى اكتبها بإسمها وطبعا لما قولتلها اننا معندناش القدره اننا نشترى شقه فى الوقت الحالى قالتلى ان معايا كتير من ورث بابا يكفى ويفيض وللاسف قولتلها انى كتبته بإسم حضرتك فقالتلى انك عملت كدا علشان تاخد فلوسى زى ماخدت فلوس ماما
- وبعدين ؟
- قالتلى انى لازم اصارحك واطلب فلوسى علشان اقدر اسعدها واجيب لها كل اللى نفسها فيه ودا سبب خناقنا انى قولتلها مش هقدر اعمل كدا مع حضرتك
- انت شايف ان اللى بتطلبه منك دا طبيعى
- مش عارف ساعات بقول انها طماعه وساعات بقول يمكن نفسها تحس انها مسؤله من راجل تانى غير ابوها يجيب لها اللى نفسها فيه
- يابنى انا وامك اتجوزنا فى بلدنا واتنقلنا هنا علشان شغلى ودراستها سكنا فى شقه اوضه وصاله فى حته شعبيه بعيده عن شغلنا مكنش معانا فلوس ناخد تاكسى وكنا بنستنى الاتوبيس كان بيعدى علينا اليوم منعرفش هيبقى معانا فلوس تكفى تانى يوم ولالا , كنت انا بشتغل الصبح وبالليل بصمم مواقع على الانترنت علشان ازود دخلى وامك كانت بتدرس فى الجامعه وبتذاكر لكم علشان نوفر فلوس المدرسين , تفاصيل كتير مهما حكيتها مش هوفيها قدرها بس صدقنى مكناش زعلانين ولا حاسين ان فيه حاجه نقصانا بالعكس كنا حاسين اننا أمان لبعض ووجودنا مع البعض اهم مليون مره من اى حاجه تانيه مع انها كان ممكن تطالب بورثها ونعيش كويس بس انا حلفت ماهتصرف جنيه على حياتنا وهيا وافقت علشان هيا ست اصيله وحتى لما ربنا رزقنا عمرها ماطلبت حاجه لنفسها وكل طلباتها كانت ليكم وللبيت
- مفيش زيكم دلوقتى يابابا
- لا فيه ودور وانت تلاقى
سادت فتره صمت لم اسمع فيها شيئا ً حتى وجدت صفي يفتح الباب بابتسامه هادئه ويغلق الهاتف , ركضت نحوه احتضنه بكل لهفه وشوق فبكل ابجديات العشق اعشقه حتى وان ضافوا لعمرى أعمارا ً فليس مثله أحد يمسح بيده على قلبى فيبدله حاله من حزن لفرح ولا هنالك فى الكون اصفي منه قلبا ً واطيب منه سريرة ً ولو صعدت روحى للسماء لظللت انتظره حتى يلحق بى جنات النعيم فمن مثله حُرِم على جسده العذاب , كانت دموعى تسقط على صدره فيمسح وجنتاى بأطراف انامله ويمرر يده بين خصلات شعرى الذى خطه الشيب واصبحت بعض خصلاته رماديه اللون , ظل يمسح على شعرى حتى هدئت واعتدلت انظر اليه
- ربنا يخليك ليا يا احسن حاجه حصلتلى فى عمرى كله
- ويخليكى ليا ياصاحبه الصون والعفاف
ابتسمت وارتميت برأسى على صدره كالظمئان الذى وجد البئر اخيرا ً فكان مائه باراً يجلى القلب ويزيل الظمأ
جلسنا نتحدث فيما حدث وطمئننى ان تميم الان افضل بكثير وسيجتاز تلك المحنه قريبا وما حدث لم يكن سيئا ً فبرغم كل شئ الا ان تميم الان اكثر وعيا ً ونضجا ً وسيُميز الصالح ببصيرته الفطريه , ظللنا نتحدث حتى اجتاح النعاس أجفاننا فأطفئنا الانوار ورحنا فى سُبات عميق لا نريد تناول الطعام فماحدث اشبعنا وجعل ارواحنا ممتلئه , غفوت بهدوء وانتقلت لموجه احلامى المتخبطه ولكنى لم انعم بذلك الهدوء طويلا حتى وجدت ملاذ توقظنى وتطلب منى الرد على الهاتف بسرعه , افقت مزعوره تائهه لا اعلم مايحدث فوجدتها تعطينى الهاتف فى يدى , امسكته ووضعته على أذنى فأتانى صوت مرام تبكى لم اتبين المتصل فى البدايه فسئلته بصوت يرتجف من الفزع
- مين معايا
- انا مرام ياطنط
ظننت ان تميم قد اشعل عراكا ً حاميا ً معها فلذلك تطلبنى ولكنى وجدتها تبكى حتى الانهيار
- فيه ايه يامرام بتعيطى ليه ؟
- بابا بيموت يا طنط
لا ادرى لم خفق قلبى بشده وشعرت بنغزه فيه جعلت صوتى يرتجف ونبرتى تخبو
- انتى بتقولى ايه ؟
- بابا فى المستشفى وعاوز يشوفك ,تعالى بسرعه ياطنط الدكاتره بيقولوا مفيش قدامه كتير
اغلقت الهاتف واستدرت لأضعه على الطاوله فسقط من يدى على الارض ووجدت صفي ينظر لى بزعر فقد نهض مفزوعا ً هوا الاخر
- فيه ايه ياميراس
اجبته بصوت خاف وعقل تائه
- عمر فى المستشفى بيموت وعايز يشوفنى
نهض صفي وامسك بيدى يحثنى على النهوض
- ومستنيه ايه ؟
نظرت له نظره ترقب وإعجاب
- مش زعلان ؟
ضحك وهوا يجذبنى واقفه
- البسى بسرعه وانا هوصلك
لم تمض الدقائق حتى وصلنا لمكان المشفى الذى وصفته لى مرام , كنت خائفه متلجلجه يظهر التوتر جليا ً على ملامحى ويداى المرتجفتان فأمسك بهما صفي يطمئننى
- انا هستناكى هنا
طوال الوقت اجده متفهما ً لكل مايحدث فلولا احتوائه لى لكنت ضائعه منذ الازل , هبطت من السياره واتجهت للداخل سئلت على مكان غرفته فأشارت لى الممرضه على مكانه , ذهبت اليه بخطى متثاقله وقلب مرتجف فوجدت داليا ومرام تقفان باكيتان على باب غرفته , خشيت مواجهه داليا وحديثا الموجع ولكنى وجدتها متفهمه تلك المره وانزاحت عن الباب لتتيح لى طريق الدخول وما إن رأتنى مرام حتى ركضت نحوى
- بسرعه ياطنط ارجوكى
نظرت لداليا وكأنى اطلب منها السماح بالدخول فأشارت بيدها ناحيه الباب وجلست على المقعد المقابل للغرفه
فتحت الباب ودخلت بقلب منقبض وارتجافه تسرى فى جسدى كله , بحثت بعينى فى الغرفه الصماء ذات السرير الواحد والاجهزه الموصوله بالجسد حتى وجدته يتوسطها , على سرير ابيض ذو قوائم معدنيه يرقد مغمض العينين وتخرج من جسده الكثير من الانابيب وعلى فمه قناع تنفس , اغلقت الباب خلفى ودخلت بهدوء اخشى اصدار صوت ولكنى مالبثت ان جلست فى المقعد المجاور له حتى فتح عينينه وازاح قناع التنفس والتفتت ينظر لى
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- كنت عارف انك هتيجى
- متتكلمش ياعمر انت تعبان
كان وجهه شاحبا ً وعيناه لا يستطيع فتحها عن اخرها فامتلئت بالصفار , وجنتاه وشفتاه لا دماء تسرى فيهما وجسده مسجى لا يتحرك , كانت الكلمات تخرج من فمه ضعيفه هزيله كجسده الراقد امامى وصوته خافت يكاد لا يُسمع ولكنه كان عنيدا ً حتى فى مرضه الشديد
- كان نفسى تبقى اخر واحده اشوفها قبل مااموت
- متقولش كدا ياعمر انا مبحبش الكلام دا وانت عارف
- حقك عليا خليتك تعيشى التجربه مرتين
- ان شاء الله هتخف وتبقى كويس
لاادرى لما تساقطت دموعى برغم إصرارى الشديد على حبسها الا انها أبت الانصياع فاستدرت اخفيها ولكنه مد يده الهزيله ببطئ وربت على يدى فاعتدلت ناحيته
- متدوريش وشك خلينى اشبع منك
- هتخف ياعمر وهتغلب المرض زى ماغلبته قبل كدا وهتعيش وتجوز بنتك وتفرح بحياتك و......
لا ادرى لما اصبحت ملامحه جامده , كان ينظر لى وابتسامه هادئه على شفتيه ولكنه لا يحرك عينيه ولا تنغلق اجفانه , اقتربت منه احرك جسده فوجدته متخشبا ً لكزته بيدى وانا انادى عليه فلم يستجب , قربت يدى من شفتيه لأشعر بتنفسه ولم اجده , علمت وقتها انه لم يعد هنا , وضعت يداى على وجهى ابكى وابكى , ابكى على كل شئ حدث , على يوم رأيته فيه يمر أمامى شابا ً متفتحا ً تعشقه المراهقات , ويوم تزوجته , ويوم لمس جسدى لأول مره , ويوم تركته , وايام سعى فيها خلفى , كنت اعلم انه يعشقنى ولكنه لم يكن جديرا ً بحبى له وليس كل الحب مقبولا ً , لم استطع رؤيته هكذا فنهضت عن مقعدى وخرجت وانا منهاره فى البكاء فعلمت مرام ماحدث وسقطت على الارض تبكى فى حرقه اما داليا فمن وسط دموعها نظرت لى بعينان يملأهما الغضب وتحدث لأول مره
- حتى وهوا بيموت اختار انه يموت بين ايديكى انتى مش انا
تحدثت اليها انا الاخرى بغضب اشد لا اعلم سببه
- يمكن علشان انا الوحيده اللى مكنتش عايزه منه حاجه
تركتها وركضت ناحيه صفي فلم يعد قلبى يتحمل رؤيتها ولا الحديث اليها , عندما اقتربت منه ورآنى آتيه ابكى بانهيار خرج من السياره واتجه ناحيتى وبدون حديث احتضننى بين يديه وتركنى ابكى حتى هدأ قلبى
- الله يرحمه ياحبيبتى
- يارب
شعرت اننى اوشك على السقوط فسندنى واتجهنا سويا ً ناحيه السياره عائدين للمنزل , جلست بجواره واسندت ظهرى للخلف وتركت الذكريات تتداعى وتنساب فى هدوء الى رأسى , فلا أحد يستطيع ان يتكهن بما تحمله له الحياه بين طياتها وعليه ان يتقبل كل شئ بل ويعد العده للقتال فالحياه لا تنتظر الضعيف ولا المتكاسل بل تسحقه سحقا ً وإن كان عليك العيش فعش كريماً منتصراً مرفوع الرأٍس تنحنى لك الحياه وتتذلل لك الصعوبات , لا أدرى ماذا سيفعل تميم مع مرام ولكنى متأكده انه سيُعيد لها كل ما كتبه عمه من اجله فلا حاجه لنا به فنحنا اغنى الناس بنفوسنا لا بأموالنا المتراكمه فلا الاموال تهب الكرامه ولا الفقر يتطلب الخنوع ولكل منا نقطه فارقه فى حياته تجعله إما يُكمل طريقه السابق او يحيد عنه واتمنى ان تجد مرام الوقت الكافى لتعديل مسارها والابتعاد عن سموم أمها التى ستكون هيا اول المقتولين بها , فلترقد روحك فى سلام ياعمر ولتتنزل السكينةً علينا , مضينا فى طريقنا وانا استرجع ابيات سمعتها قبلا ً ومازالت محفوره فى ذاكرتى كلما نادانى أحدهم " ست البنات " .
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمناً
ولم ندفع لها ديناً
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس .. في الميزان
رأيكم يهمني
الى القاء مع الرواية الجديده
بداية الروايه من أولها هنا 👇
رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي
![]() |
رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي
انا " ميراس " لم اكن اتخيل يوما ان ذلك الرجل الذى مضيت عمرى بأكمله اعشقه فى صمت لن يكون لى بل اختار القدر ان يدهسنى بقدمه عندما تقدم اخوه لخطبتى . يومها بكيت كثيرا واخبرتهم برفضى الزواج لكننى استسلمت امام رغبه ابى ذلك الرجل الصعيدى صعب المراس الذى اقسم ان يزوجنى اياه حتى وان كان بلا مهر او شبكه . يومها سمعت ابى يتفق مع حبيبى ان يكون زفافى على اخوه بعد شهرين من الان فكان قلبى يتمزق ودموعى تنساب على وجنتيا كالسيول حتى سمعت " عمر " يخبره انه هوا الاخر سيتزوج معنا فى نفس اليوم . كانت صدمه اخرى تقع على مسمعى ولكنى اعتبرتها اشاره من الله لأتمامى ذلك الزفاف ونسيان " عمر " نهائيا . كنت اتعجب من سرعه اهل خطيبى " عابد " فى اتمام مراسم الزفاف ولكنى ارجعته لعاداتنا فى عدم اطاله الخطبه . كنت وقتها فى التاسعه عشر من العمر . انهيت دراستى وحصلت على دبلوم التجاره . كنت اشاهد فرحه امى وابى واخوتى فى اتمام الزفاف والاستعداد له فكنت اتقبل الواقع حتى لااكون سببا فى حزنهم . وبالفعل مضت تلك الايام وتزوجت انا وعابد وتزوج عمر من داليا جارتنا . خلال الايام الاولى كنت اعامل عابد ببرود شديد وبلاده ولكنه كان خفيف الظل وطيب القلب تحملنى كثيرا حتى شعرت ان ذلك الحب المزيف بينى وبين عمر كان حب مراهقه لا اكثر . مر شهرين بعد زفافنا كنا سعداء لا يشوب حياتنا شئ . ادركت حكمه القدر فى زواجى من عابد وكنت اعامل عمر كأخ ليس الا . حتى جاء اليوم المشؤوم الذي مرض فيه عابد فجأه وذهبنا به الى طبيب مشهور فى القاهره الذى اخبرنا انه يعانى من ورم فى الكبد فى مراحله المتأخره . لم ادرة بنفسي الا وانا اسقط ارضا وترتطم رأسي ببروده الارض . عندما افقت كان عابد يحتضن رأسي ويبكى . عندما افقت من الصدمه قمت مفزوعه وانا انظر اليه ودموعى تنساب بلا اراده منى . وجدته ينظر للأسفل مطأطأ رأسه . سئلته بدهشه عارمه أكان يعرف بذلك المرض ؟ . اومأ برأسه مجيبا . انهرت وصرت اصرخ وابكى لا ادرى اكنت ابكى عليه حزنا او منه كرها او على نفسي شفقه . امسك بيدى قبلها واخبرنى انه كان لديه امل كبير فى الشفاء لذلك لم يخبرنى . ظللت ابكى وهوا يبكى حتى مضت اكثر من ساعه . ثم امسكت بيده واقسمت عليه ان يستكمل علاجه وانا سأسانده وخرجت من
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
غرفه كنت نائمه بها عندما اغمى على داخل المشفي وناديت الطبيب واخبرته ان عابد سيستكمل علاجه . اخبرنى الطبيب انه سيبذل قصارى جهده مع عابد ولكن الامر بيد الله . مر شهران اخران كان يأخذ خلالها جلسات الكيماوى والاشعاعى حتى خارت قواه وللاسف اصبح المرض اكثر شراسه وبين يوم والاخر اختفى عابد ... مات فجأه . مات محتضنا يدى الى صدره . عادت الدموع لمقلتى مره اخرى ولم استطع منعها من النزول فكان يشفق على الجميع . وعدت الى بيت والدى شابه صغيره لم تصل لعامها العشرون بعد ولكن ارمله . ظللت لأيام رافضه الطعام والشراب حتى انهرت تماما وسقطت مره اخرى . حملنى اخى وركض ابى الى الوحده الصحيه وعندما استفقت وجدت الجميع يبكى وكأن عابد مات اليوم . ووجدت بينهم والده عابد وعمر . نظرت اليهم لا افهم شيئا من بكائهم وسئلتهم ماذا حدث . فألقوا على مسمعى صدمه اخرى وعرفت اننى حامل . عدت لبيت ابى غير مصدقه ماسمعت ابكى على مصير ابنى الذى لم يأت للحياه بعد وكتب عليه ان يكون يتيما بلا اب . مر اسبوع لم ابرح مكانى ولم اغادر غرفتى فكانت امى تدخل الطعام لفمى عنوه حتى لايموت ذلك الكائن الذى لا ذنب له . وبعد اسبوع اتت والده عابد ومعها عمر الى بيت والدى . خرجت لها شاحبه الوجه بعد ان كانت وجنتيا مشربه بالحمره . نحيله الجسد بعد امتلائه . صامته لا اتحدث . جلست انا وابى وامى واخى " طه " الاكبر منى مع والده عابد واخاه . بعد ان انتهت فقره السلام والاطمئنان نظرت الى والده عابد وقالت " ياابنتى لقد تزوجتى ابنى عابد ولكن قدر الله ان يموت وقدر ايضا ان يكون له ذريه تحيي اسمه . فلا تحرمينا منه كما حرمنا من ابوه " . اخبرتها اننى لن احرمها من حفيدها وسأتى به اليها باستمرار ليعوضها فقدان زوجها وابنها . ولكنها قالت بوضوح " ياابنتى نحن نريد لابننا ان يكبر فى بيت ابيه فنراه طوال الوقت ليعوضنا غياب ابيه ويربط على قلوبنا " نكست رأسي للاسفل واخبرتها اننى لا استطيع ان اعيش معهم بعد وفاه عابد فانا الان غريبه عنهم . نظرت الى ونطقت جملتها الصادمه التى الجمت لسانى " انا بطلب منك يابنتى ان توافقى بالزواج من عمر حتى يترعرع ابننا وسطنا وفى كنف عمه فلن يشعر بفقدان ابيه وان وافقتى سيكون هذا افضل ماتفعليه لابنك " نظرت الى عمر غير مصدقه مااسمع وجدته طأطأ رأسه للاسفل . لم افهم ماذا يقصد ولكنى سئلتها عن زوجته قالت انها موافقه حبا فى ابن عابد وشفقه عليه . نظرت لأبى واخى فرد كليهما ان هذا الحل هوا الافضل بالطبع . لم ادرى وقتها بما اشعر هل انا سعيده الان اننى سأتزوج الرجل الذى تمنيت الزواج منه طيله حياتى ام ان كل شئ تغير الان . رفضت كثيرا واوشكت على مغادره الردهه ولكن والده عابد بكت وحلفتنى برحمه عابد وحياه ذلك الطفل اليتيم ان اوافق صمت ونكست رأسي واخبرتهم اننى موافقه فليفعلوا مايحلو لهم . وبعد شهر كنت قد تزوجت عمر وعدت لبيت الزوجيه ولكن فى شقه اخرى وكان ذلك اول يوم لى انا وعمر بعدما ذهب الناس ودخلنا شقتنا واصبحنا وحدنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
رواية ست البنات
الحلقه الثانيه
عندما تقدم عمر لخطبتى او بالأحرى تقدمت والدته وطلبت موافقتى على زواجى منه كنت قتها اقترب من بدايه شهرى الخامس فى الحمل , لم ادرى وقتها بما شعرت , هل كنت سعيده لكى تحقق حلمى الذى تمنيته كثيرا من قبل , ام حزينه لفراق رجل لم ارى منه السوء بل اكرمنى واحبنى حتى وان لم يطل زواجنا سوى شهور قليله جدا , لم ادرى ماذا افعل وبمن استعين فى ذلك الوقت فعندما نظرت لأبى وأخى وجدتهم لم يعترضوا ومع إلحاح والده عابد رحمه الله لم استطيع المقاومه اكثر ولكنى طلبت منها الا يسرى قرارى الان وان تتركنى افكر حتى يحين موعد ولادتى وقتها سأكون استجمعت شتات امرى واستطعت التفكير بعقلانيه اكثر , وبالطبع وافقت وانصرفت هيا وعمر الذى لم يتحدث اطلاقا ً فى تلك الجلسه ولم ارى وجهه مره اخرى الا يوم والدتى لأبنى " تميم " انا من اسميته فهوا لى تميمه الحظ والسعاده الآتى وهبها الله كى تسعد قلبى وتعطى لحياتى معنى , يوم ان رئيته ذلك الصغير احمر الوجه والجسد مغلق العينين رقيق الملامح شعرت ان روحى عادت لجسدى من جديد واقسمت ان ابذل من اجله الغالى والنفيس حتى لا يحزن ابدا , يومها جاء عمر واخته " وفاء " ووالدته وباركا لى على مولودى وكانت دموع الحاضرين تسبق فرحتهم وكل من حمل ابنى شعرت ان روح عابد تكمن بداخله فكان هوا تميمه السعاده للجميع , يومها اقترب منى عمر وهنئنى بقدوم مولودى وحمله و كبر فى اذنه وكان اكثرهم سعاده به , جعلنى اشعر ان هذا الطفل وهب له الله فرصه اخرى ليكون له اب يحبه ويحن عليه وبدء قلبى يميل لاستكمال هذا الزواج .
يوم سبوع تميم احضر عمر كافه المستلزمات وحضر السبوع اغلب اهالى بلدتنا مهنئين ومباركين وداعين له بطول العمر ليكن سلفا ً طيبا ً لأبيه فلم اكن وحيده ولم يكن ابنى يتيما ً , وبعد انصراف كافه المدعوون جذبتنى والده عابد لنجلس
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
وحدنا ونتحدث سويا ً
- احنا لسه عند اتفاقنا مش كدا ؟
نظرت للأسفل ثم نظرت اليها وسئلتها
- انتى متأكده ان داليا موافقه ؟
ربتت على يدى واجابت بسرعه
- احنا قولنالها وهيا موافقه ومفيش غيرك انتى اللى تأكدى موافقتك علشان نجهز الشقه
منزل اهل عابد عباره عن ثلاثه ادوار وكل دور به شقتان متقابلتان فكان الدور الاول بيت العائله الذى يتجمع به الجميع فالشقتان مفتوحتان على بعضهم البعض , والدور الثانى كانت شقه عمر وداليا ويقابلها شقتى انا وعابد ولكن الان تم اغلاق تلك الشقه نهائيا وتم التبرع بمحتوياتها صدقه على روح عابد وتنوى والده عابد ان تجهز لى الشقه فى الدور الثالث لتكون شقتى انا وعمر , اجبتها بهدوء
- ماشى ياماما انا موافقه
تهللت اساريرها واحتضنتنى بلهفه وسعاده غامره فأنا اعلم جيدا انها لن تطيق ابتعاد تميم عنها اكثر من ذلك فكل يوم يمر بدون وجوده بجوارها يجعلها تقطع الطريق ركضا ً لرؤيته , وبالفعل بعدما استعدت صحتى واطمئنيت على تميم تم الزواج , بلا مراسم ولا مدعوين فقط كان المأذون معه اخى وابى وعمر ووالدتى وحماتى واخت عمر وقله قليله من الاهل المقربين , كتبوا الكتاب واشهروا الزواج وحملت ابنى وارتديت عبائتى السوداء التى لم اغير لونها منذ وفاه عابد وذهبت معهم الى شقتى الجديده ,
بمجرد وصولى رئيت داليا تجلس فى ردهه شقه العائله , تلجلت قليلا اثناء دخولى ولكنى استجمعت شجاعتى واقتربت منها ومديت يدى لها كى اصافحها ولكنها لم تبرح مجلسها بل رمقتنى بنظره ناريه جعلت قلبى يزداد خفقانه ولكنى استمريت فى اتجاهى ناحيتها ومددت لها يدى وانتظرت لحظات قبل ان تمد يدها هيا الاخرى وتصافحنى عن بعد , ابتسمت لها وقلبى يتمزق فقد كانت داليا صديقتى فى هذا المنزل والان انقلبت تلك الصداقه لعداء ولكنى اتفهم موقفها جيدا ولن اتضايق منها مهما حدث ففى النهايه انا الدخيله التى اقتحمت حياتهم الزوجيه وفرضت نفسها او بالأحرى فرضتها الظروف , لاحظت والده زوجى ماحدث وحاولت اصلاح الامور فطلبت منى ان اذهب لشقتى لأستريح فاليوم كان طويلا وعرضت على ان تأخذ تميم ليبيت معها فهيا تشتاق له كثيرا ً ولكنى اعتذرت منها واخبرتها اننى لا استطيع النوم بدونه واستأذنت منه وصعدت لشقتى , انقبض قلبى عندما فتحتها ودخلت وتذكرت يوم زفافى على عابد وكيف كانت الفرحه تملأ الأجواء والضحكات تصدح فى المكان والزغاريد والغناء والمباركات والتهانى حتى وان كنت وقتها لست سعيده بذلك الزواج ولكن فرحه من حولى كانت تعطينى دافعا ً للسعاده وكيف كان عابد يرقص فرحا ً يومها اكثر من عمر الذى تزوج معنا بنفس اليوم اما الان فأدخل شقتى وحدى حامله طفلى الذى لا اعلم مصيره ولا مصيرى وسط حزن الاخرين وعدم رغبتهم فى وجودى , سميت الله ودخلت وانا ادعوه ان يصلح لى حالى وان يرشدنى للصواب , كانت الشقه مفروشه بأثاث جميل وكأنها لعروس جديده ولكن لا روح فيها , دخلت غرفه النوم كانت تحتوى على سرير كبير فى المنتصف وُضع عليه ملائه بيضاء ومفرش سكرى اللون وبجواره على الجانبين كان هناك كومود صغير عليه مزهريه مضيئه وتسريحه بها بعض ادوات المكياج ودولاب به بعض الملابس الجديده التى اشتريتها فى زواجى ولم ارتديها وهناك بعض الملابس النسائيه الجديده اعتقد ان والده زوجى هيا من اشترت كل هذا , وضعت تميم على السرير فكان نائما ً كالملاك وغيرت ملابسى وارتديت عبائه من المعلقات فى خزانتى وصليت العشاء واستلقيت بجوار ابنى افكر فى كل ماحدث لى منذ تقدم عابد لخطبتى حتى الان , شردت فى تفكيرى ولم يخرجنى منه سوى صوت طرقات على باب شقتى , نهضت من مجلسى وذهبت لأفتح به واذا بى اجد عمر امامى , تلجلت عندما رأيته ودعوته للدخول وانصرفت انا مسرعه احضرت حجابى ووضعته فوق رأٍسي وعدت له وجدته جالسا فى الردهه و تاركا ً باب الشقه مفتوح , بخطوات متثاقله ذهبت اليه فأشار لى بالجلوس فى المقعد المقابل له , كالطفله جلست خائفه مرتجفه اخشى ماسأسمع وكأننى انتظر نتيجتى فى الاختبار , بدء عمر حديثه الخاص معى لأول مره وفاه عابد
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- بصى ياميراس انا جيتلك دلوقتى علشان افهمك حاجات اساسيه فى حياتنا هتريحنا بعد كدا
اومأت برأسى بالايجاب وقلت له
- اتفضل
صمت قليلا ً ثم استطرد
- انا اتجوزتك علشان ابن اخويا ميبقاش يتيم ولا يتربى مع راجل غريب ويفضل قصاد عنينا نراعيه ونحاجى عليه وعلشان امى حلفتنى برحمه اخويا ماافرط فى ولده , لكن انا عايزك تعرفى كويس انى بحب مراتى وحياتنا مفيهاش اى حاجه تنغصها حتى لو كان لسه ربنا مأردش يكون لنا عيال بس مش مهم احنا بنحب بعض وهيا عندى اغلى من ميه عيل
كان وقع كلماته كالسياط تمزق قلبى وتٌدمى جسدى ولكنى ابتسمت له ولم انبس ببنت شفه حتى يٌخرج كل مافى جعبته فاستطرد :
- انا بقولك الكلام دا علشان تعرفى انك بالنسبه لى اختى ومعتقدش ان قعدتنا دى هتتكرر وابن اخويا ملزوم منى وفى رقابتى وطلباتك كمان فى رقبتى وانتى يابنت الناس هتعيشى معانا وتربى ابنك زى اى ست مابتعمل وانا لحد كدا عدانى العيب
مازلت ارسم تلك الابتسامه على شفتاى واتلقى صفعات كلماته وكأنها موجهه لغيرى حتى انهى حديثه وهم بالخروج دون ان انطق بحرف واحد , خرج مسرعا ً وتركنى مازلت جالسه فى مقعدى لا اتحدث ولا اتحرك ولا اشعر ... لا اشعر بأى شئ لا اشعر بحزن ولا بفرح وكأن قلبى نُزع منه الشعور فأصبح جمادا ً لا ينبض ولا يشعر فصرت كالأموات الأحياء اتحرك بلا روح فقط الخوف هوا الشعور الوحيد الذى يجتاح جنبانى واتسائل دوما ماذا يخبأ لى القدر وماذا سيحدث لى هنا ..
ست البنات
الحلقه الثالثه
لم تدم صدمتى طويلا حتى تذكرت ان لوجودى فى هذه الحياه سبب يكاد يكون سبب كونى جزء منها وهوا ابنى " تميم " ان كنت قد انهرت سابقا ً ودب الحزن والوهن لقلبى وجسدى فلن اتركه يفعل بى ذلك الان , فإن سقطت سيسقط بعدى ولذلك قررت ان أحيا من أجله , خلعت حجابى وتركته على المقعد ودخلت غرفه نومى لأستلقى , لكن اثناء مرورى بجانب المرآه لمحت انعكاسى الباهت , عدت للخلف ونظرت بتمعن لتقاسيم وجهى التى اصبحت عليها , مازلت كما انا بيضاء البشره لكن ليس ذلك اللون الأبيض المطعم بالورى ولكن أبيض باهت كأن الدماء تركت عروقى فارغه , يوجد أسفل عيناى هالات سوداء بدئت فى الأنتشار لتشمل جزءً اكبر , عيناى السوداوتين الواسعتين الآتى كان يتغزل بهما كل من رآنى اصبحتا شاحبتين منكسرتين وشعرى الناعم الطويل فحمى اللون تكسر وتقصف واصبح ضعيفا ً هامدا ً كروح صاحبته , حتى شفتاى المفعمتان بالدماء أصبحتا مرتعشتين , خسرت من وزنى أكثر من عشره كيلوات ومازلت اخسر , للحظات مرت وانا انظر لنفسى وعيناى شبه مغلقتان ليس نُعاساً ولكن يأسا ً ولكنى عندما لمحت تميم تلك الهديه التى اعطانى إياها الله شعرت بالحياه تدب فى عروقى , أخذت نفسا ً عميقا ً وأمسكت بأحمر الشفاه الموضوع أمامى ولأول مره منذ فتره طويله جعلته يلامس شفتاى حتى عادت الحيويه
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
لهم من جديد ومن ثم أمسكت مكحلتى ورسمت عيناى فبرز جمالهما الفرعونى , كنت كلما رئيت الحياه تعود لوجهى كانت قامتى المنحنيه تزداد انتصابا ً حتى اصبحت أنظر لانعكاسى برضا وشعرت ان هامتى وصلت لعنان السماء , فلن يكسرنى أحد ولن أعود للخلف , كان تميم قد استيقظ فحملته ورفعته امام وجهى وقلت له انظر ماذا فعلت بأمك فقد وهبتها حياه أخرى تضاف لحياتها الباهته , قبلته ولعبت معه وشعرت معه بالأنس وكأن حياتى يملأها الكثيرون حتى اغمضنا أعيننا وروحنا فى سبات عميق لم ينتزعنى منه سوى صوت عالى سمعته يتخلل أذنى .
استيقظت من نومى فزعه ظننت ان هناك عراكا ً بالأسفل فانتبهت للحديث أكثر فقد كانت نافذه غرفه نومى تطل على القبو المكشوف ومنه على مطبخ الدور الأول حيث شقه العائله , نهضت واقتربت من النافذه لأتبين ماذا يحدث بالأسفل فسمعت صوت داليا تتحدث الى والدة زوجى ولكنى لم اتبين الحديث سوى سماعى لأسمى يتردد اكثر من مره , نظرت للساعه المعلقه على الحائط وكانت تشير للحادثه عشر ظهرا ً , دخلت أخذت حماما ً وارضعت تميم وارتديت عبائتى ونزلت للأسفل , وكلما خطوت للأسفل كلما تبينت حديثهم أكثر وعرفت مما سمعت ان داليا تطالب والدة زوجى بالتنبيه على ان استيقظ باكرا ً واساعدها فى كافه شئون المنزل , عرفت ان مشوارى مع داليا طويلا ً ولكى اتخطاه عليا بالصبر والتغافل فتصنعت اننى لم اسمع شيئا ً وألقيت عليهم السلام وأعطيت تميم لجدته التى ترتد لها روحها برؤيته ودخلت المطبخ مع داليا ووفاء اساعدهم .
دخلت والقيت السلام فردت وفاء بسرعه وردت داليا بصوت خافت فابتسمت لهم وامسكت بالأطباق الملقاه فى الحوض وبدئت بغسيلها , وقتها كانت وفاء تجهز الغداء وتضعه فى الأطباق لنتناوله جميعا ً فكانت عاداتنا وقت زواجى بعابد ان نتناول طعامنا سويا ً وهذه طباعنا فى بلدتنا وبيوت العائله التى نتزوج فيها , ولكن وفاء كانت تجهز صينيه خاصه اخرى علمت انها لعمر ولكنى لم القى بالا ً حتى انتهت من اعدادها وتحدثت الينا بمرح
- انا جهزت الأكل وحد فيكم بقى يطلعه لعمر علشان يتغدى
كانت داليا وقتها تنهى تحضير طبق السلطه عندما سمعت جملة وفاء القت السكينه من يدها وانفجرت فيها كالثور الهائج
- انتى اتجننتى ولا ايه ياوفاء ومن امتى عمر بياكل من أيد حد تانى غير مراته حبيبته وبعدين عمر نايم مينفعش حد غريب يدخل عليه
قالتها وامسكت بالصينيه المحمله بالطعام واستكملت حديثها بغنج مقصود
- اتغدوا انتوا بقى مع بعض وانا هطلع اتغدى مع جوزى أصلى بعرف افتح نفسه كويس
قالتها واطلقت ضحكه عاليه اعلم جيدا ً انها تريد بها كيدى ولكنها لا تعلم انه لم يتبقى بداخلى اى مشاعر أنثويه تجعلنى اقع تحت وطأه كيد النساء , لذلك لم التفت لها نهائيا ً واستكملت غسيل الاطباق كأنى لم أسمع شيئا ً وحاولت وفاء استدراك الأمر فأقسمت ان اقوم وستكمل هيا باقى الأطباق حتى اذهب لتميم , وافقت تحت إلحاحها الشديد وذهبت لأرى تميم فوجدته نائم بجوار جدته , اقتربت منهم لأجلس بجوارهم ولكن طرقات على باب البيت جعلتنى اذهب وافتح لأجد امى وابى واخى وخالتى وعماتى أتوا لمباركتى , عندما رأيتهم تعجبت من قدومهم حتى استدركت اننى تزوجت البارحه ولذلك فهم يعتقدون انه زواج حقيقى يأتون ليباركوا ‘تمامه ومعهم كل مالذ وطاب ولكنهم صُدموا عندما رأونى انا من أفتح الباب ولست فى شقتى كعروس جديد ولكنهم احتضنونى وهنئونى ودخلوا القوا السلام على والده زوجى ووفاء ووضعوا كل ما أتوا به , تبادلنا اطراف الحديث وانتهت المقدِمات والسلامات حتى بدئوا فى السؤال عن عمر , تلجلجت والدة زوجى واخبرتهم انه كان هنا الان ولكنه صعد ليبدل ملابسه , ابتسمت وصدقت على كلامها ونادت هيا على عمر واخبرته ان اقاربى هنا فليأتى لإلقاء السلام , مضت الدقائق طويله حتى أتى عمر ومعه داليا متأبطه زراعه , صُدم الجميع عندما رأوا داليا مرتديه عبائه شيفونيه ورديه اللون مُرصعه بالأحجار وعلى وجهها تبرج كامل وكأنها هيا العروس ولست انا من ترتدى عبائه قطنيه كحلية اللون بل وتعمدت الدخول متأبطه زراعه لم تنفك تتركها حتى وهيا تسلم على الجالسين , حتى انتهت فقره السلام وجلسا بجوار بعضهم البعض بعيدا ً عنى .
ساد الصمت بين الجميع وابتدت الهمهمات ولم تستطع والده زوجى استدارك الامور كما تفعل كل مره حتى بعد ان حاولت إلهائهم بمواضيع اخرى ولكنها لم تجد استجايه من الجالسين فصمتت هيا الاخرى حتى ناداتنى أمى وأشارت لى بالدخول لغرفه نوم وفاء وحدنا .
دخلت هيا وتبعتها وبمجرد دخولى اغلقت الباب خلفى وسئلتنى والشرر يتطاير من عينيها :
- ممكن تفهمينى ايه اللى بيحصل
اجبتها بهدوء :
- الطبيعى ياماما
جلست بجوارى على سرسر وفاء وسئلتنى بحده اكثر :
- يعنى ايه الطبيعى , ازاى تبقى ليله دخلتك امبارح وينزل هوا مع مراته الاولانيه ماسكين ايد بعض ولا حتى يعبرك كأنك مش موجوده
نكست رأسى للأسفل ولم أجب فاستطردت
- ريحى قلبى يابنتى الله يرضى عنك
رفعت رأسى وانا اقاوم دموعى حتى لا تنفلت رغماً عنى وفسرت لها كل شئ
- عمر اتجوزنى علشان تميم ميترباش مع حد غريب وقالهالى بوضوح انى اخته وجوازى منه على ورق علشان ميضمنش انى اتجوز حد غريب واربى ابن اخوه بعيد عنهم
نهضت امى من جلستها تكاد تشتعل غيظا ً وعلا صوتها وأحمر وجهها حتى خشيت ان تخرج لهم فيحدث مالا يحمد عقباه ولكنها تمالكت نفسها وردتت بصوت مقهور
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- لكن دا حرام , انتى لسه صغيره علشان تترهبنى وتعيشى تربى ابنك , دا انتى متجوزتيش غير اربع شهور ومنهم شهرين فى المستشفيات , يعنى دا جزائنا علشان وافقنا تتجوزى اخو عابد , طيب طالما بيحب مراته ومش هيعاملك كزوجه حقيقيه اتجوزك ليه كان سابك تقابلى صاحب النصيب يمكن كان عوضك على جوزاتك اللى اتظلمتى فيها , يعنى تتظلمى معاه ومع اخوه
وضعت يدى حول فمها استحلفها ان تخفض صوتها وان تهدئ من روعها فأنا لا اريد هموم جديده واقنعتها اننى راضيه بذلك الامر جدا وأثق ان القدر يخبئ لى الافضل .
راحت امى فى نوبه بكاء شديده حتى اوشكت على الصراخ فاحتضنتها وطمأنتها وأستحلفتها بكل غالى الا تتحدث فى ذلك الأمر مع أحد وان توهم من بالخارج اننى سعيده مع عمر ومافعلته داليا غيره نساء لا أكثر , فى البدايه رفضت واقسمت الا ينتهى ذلك الأمر على خير ولكنى حلفتها بحايتى وحياه تميم وأقسمت عليها الا تخبر أحد اذا كانت راحتى تهمها حتى رضخت لمطلبى ومسحت دموعها وخرجنا سويا ً نتصنع الضحك حتى لا نجذب أنتباه أحد , بالطبع كانت أعين الحاضرين تتفرسنا محاوله استكشاف ما دار بيننا فى الداخل ولكن سريعا ً استئذنت امى وطلبت من ابى ان يكونوا ضيوفا َ خفافا ً وألقت السلام دون ان تمد يدها لأحد وكانت اول المنصرفين ولكنها لم تنسي ان ترمق عمر بنظره ناريه جعلته يفهم جيداً ما دار بيننا بالداخل .
انصرف الجميع وجلسنا جميعاً لا نتحدث ولا ينظر أحدنا للآخر باستثناء داليا التى لم تكف عن الضحك والتهامس مع عمر وتصنع تلك الحركات الطفوليه التى لم يجاريها عمر فيها وكان قليل الحديث , استئذنتهم انا الاخرى وأخذت تميم وصعدت لشقتى وتركتهم يتحاورون بحريه , وبالفعل ما إن صعدت حتى سمعت صوت عمر يوجه حديثه لداليا :
- مكنش فيه لزوه للى عملتيه دا ياداليا
تحولت لهجتها وأجابت بغضب :
- ليه صعبت عليك الهانم ولا ايه , طب ما تقوم تطلعلها احسن
استكملت والده زوجى الحديث معها بهدوء يشوبه الغصب
- يابنتى عيب تعملى كدا قدام اهلها انتى عاوزه الناس تاكل وشنا
كالعاده اجابت داليا بصوت عالى وثوره عارمه جعلتنى اسمع حديثها بوضوح وانا امام شقتى
- يعنى انا الغلطانه دلوقتى مش كفايه انى وافقت على المهزله دى وكمان بتغلطونى , انا فعلا غلطانه بس غلطانه انى وافقت من الاول
فتحت شقتى ودخلت واغلقت الباب خلفى فلا اريد سماع المزيد ولا اريد سماع ما يؤلمنى ويمزق قلبى , فأغلقت كافه النوافذ حتى لا يصلنى منهم اى صوت وفتحت التلفاز ورفعت صوته وشغلت نفسى بالتغيير لتميم حتى رن هاتفى برقم غريب ومحادثه غريبه
ست البنات
الحلقه الرابعة
دق هاتفى برقم غريب لم يكن مسجل ضمن قائمه الاتصالات لدى , تجاهلته ولم ألق له بالا وعدت لاستكمال ماكنت افعل ولكنه دق مره أخرى فى اصرار وكأنه لم ينفك يرن حتى أجيب , كان من طبعى ألا أجيب على أى رقم غريب فقد كانت الردود على الهاتف بمعايير فى منزلنا وكان أبى يستاء عندما يجدنى اتحدث لوقت طويل ولكنى الان احتاج لمحادثه أى شئ يؤنسنى ويطوى ذلك الوقت الذى لا يمر , شعرت انها ربما تكون صديقتى " همسه " صديقتى الصدوق منذ أيام المدرسه الأبتدائيه مرورا بالأعداديه ثم الدبلوم الفنى التجارى ولكنى احفظ رقمها جيدا , ترددت قليلا ثم قررت أن أجيب وليكن ما يكن , اجبت بصوت جعلته صارما ً بألا يكون هناك غريب
- السلام عليكم
أتانى صوتا ً ذكوريا ً يجيب بلهفه
- عليكم السلام ورحمه الله , اخيرا رديتى
سئلته باقتضاب :
- مين معايا ؟
اجاب بصوت ساخر وضحكه خافته
- نسيتى صوت ابن خالتك
" صفي " أبن خالتى " رباب " الأصغر , أمى من أسمته صفي ليتشابه اسميهما فهيا صفوانه وهوا صفي , تحبه وكأنه أبنها الثالث , الفارق بيننا شهور قليله فعندما وُلدت أنا كان هوا أبن السته أشهر , لحقت به فى جميع سنوات الدراسه ولكنه استكمل تعليمه الثانوى والتحق بكليه التجارة أما أنا بأنهيت تعليمى الفنى ومكثت فى المنزل , تعجبت عندما سمعت صوته فمنذ التحق بالجامعه فى القاهره وترك بلدتنا السلمانيه بالدقهليه لم أره وحتى لم يحضر زواجى على عابد او حتى على عمر ولم يهاتفنى قط من قبل , لذلك عندما وجدته هوا المتصل ارتجف قلبى خوفا ً على أمى خشيه ان يكون أصابها شئ , فأجبته وانا أرتعد
- خير ياصفي , امى كويسه ؟
اجاب بهدوء :
- ايوه كويسه الحمد لله انتى قلقانه ليه كدا ؟
اخذت شهيقا ً طويلا وحمدت الله ثم استدركت انه مازال على الهاتف فسئلته بضيق
- طيب بتتصل بيا ليه ؟
صمت قليلا ثم أجاب وقد تبدلت نبرته وظهر الحرج جليا ً على صوته
- معليش يابنت خالتى لو كنت ضايقتك انا اسف
أنبتنى نفسى على تلك الطريقه الجافه التى أحدثه بها وتابعت حديثى بنبره أهدء
- مش قصدى يا صفي بس خوفت تكون امى تعبانه
استكمل حديثه الذى لم يخلو من مسحه الحزن به
- كلنا كويسين ياميراس لكن ياترى انتى كويسه ؟
صمت قليلا لا ادرى بما اجيب هل سأظل اكذب على نفسي وعلى من حولى وارسم الابتسامه على شفتاى الذابلتين ام أؤثر الانسحاب وترك هذا العالم والعوده لعالمى السابق الذى لم يخلوا هوا الاخر من الهموم , فآثرت الصمت والكذب
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
- ايوه كويسه جدا الحمد
احتد صوت صفي واكمل حديثه الذي هاتفنى من أجله
- انا عرفت كل حاجه ياميراس
انعقدا حاجبى وعلت دقات قلبى وسئلته بخفوت
- يعنى ايه عرفت كل حاجه , وحاجه ايه دى اللى عرفتها
استكمل حديثه بنفس النبره الحاده
- عرفت اللى قولتيه لخالتى واللى طبعا قالتله لامى وسمعتها وهيا بتحكى لها على كل حاجه
نهرته بصوت عالى ونبره قاسيه وكأننى قطه شرسه تدافع عن صغارها
- وازاى تسمح لنفسك تتدخل فى حاجه ملكش علاقه بيها وانا هعرف شغلى مع ماما اللى خلت سيرتى على كل لسان
قاطعنى واستكمل حديثه
- انا ابن خالتك ياميراس واكتر واحد بيخاف عليكى وعايزك تكونى سعيده فى حياتك
اجبته بصوت ارتفع أكثر ونبره أكثر حده
- ومين قال لسيادتك انى مش سعيده , ولو سمحت مش هقولك تانى متتدخلش فى حاجه ملكش علاقه بيها , ومع السلامه علشان ابنى بيعيط
اغلقت الهاتف قبل ان يجيب فكان الشرر يتطاير من عينى ودقات قلبى تكاد توقفه من شدتها وكأننى على وشك السقوط مغشيا ً على من شده الغضب , فتحت هاتفى وانا ارتعد من الغضب وطلبت رقم أمى وانتظرت ان تجيب
- الو
لم امهلها لحظات حتى بادرتها بسؤالى الحاد وصوتى الجهورى
- ازاى تروحى تقولى لخالتى على حاجه قولتهالك , دا انا يادوب لسه طالعه شقتى مقدرتيش تستحملى حتى كام يوم وروحتى قولتيلها فى نفس اللحظه , انا محلفاكى ياماما
اجابت امى بتعجب :
- عرفتى ازاى انى قولت لخالتك
اجبتها بصوت اعلى وصوت صارخ
- علشان الاستاذ صفي سمعكم وانتوا بتتكلموا واتصل بيا يشمت فيا
اجابت امى بهدوء واستكانه
- يابنتى انا مشيت من عندك هموت وحاسه انى هتشل مكنتش قادره اتكلم ولا انطق ومرضيتش اقول لابوكى ولا اخوكى ولا اعمامك بس خالتك كانت قاعده معانا وشافت عمايل ضُرتك واتأكدت ان فيه حاجه غلط علشان كدا حلفتنى احكيلها فحكيتلها واحنا راكبين العربيه ومخدتش بالى ان صفي هوا اللى سايق , اعذرينى يابنتى كان هيجرالى حاجه لو ملقتش حد افضفض له وانتى عارفه خالتك بتحبك قد ايه
وضعت يدى على فمى احارب الصراخ وسئلتها وانا على وشك الأنفجار
- وكان مين تانى معاكم فى العربيه
اجابت بسرعه :
- والله ماكان فيه حد تانى , صفي كانت سايق وجمبه مروان ابن اخوكى طه وانا وخالتك قاعدين جمب بعض بنتكلم , حتى صفى كان حاطط سماعات فى ودنه افتكرته بيسمع اغانى ولا بيتكلم فى التليفون ومش هيسمعنا , الله يسامحه بقى
هدئ روعى قليلا ً فقلبى يحترق بما فعلته أمى ولكنى اعلم جيدا انها هيا الاخرى فى وضع صعب ولن تتحمل
- خلاص ياماما حصل خير بس ابوس ايدك متعرفيش حد حاجه عن حياتى تانى
اجابت بصوت واهن
- حاضر يابنتى
اعتذرت لها عن طريقتى فى محادثتها وتفهمت ذلك الضغط الذى يقع على عاتقى وانهيت معها المحادثه ثم جلست بجانب تميم افكر فى محادثه صفي وما غرضه من تلك المحادثه الغريبه حتى تسلسلت خواطرى الى ان توفقت عند نقطه واحده هل انا سعيده حقا ً ؟ والى متى سأتحمل , وما الذى دفعنى للموافقه بهذا الزواج هل محبتى القديمه لعمر هيا من جعلتنى اوافق , ام بقائى فى بيت والدى ومعى طفلى الذى أتى للدنيا وحيدا َ سيجعلنى عبئ على ثقيل عليهم ربما يملوا منه يوما , انا اعرف جيدا كم يحبنى ابى وتتمنى لى امى السعاده ولكن الامور لا تدوم هكذا فكم من فتاه تطلقت او ترملت ثم عادت لمنزل والديها فشعرت بالغربه وعدم القبول , واذا تحملنى أبى اليوم فمن سيتحملنى اذا حدث له مكروه ومن سيتحمل نفقتى ونفقه ابنى , فلن يستطيع اخى تحمل تكلفه بيته وزوجته وابنائه ويضاف اليها نحن , ولن استطيع ان اطلب منه شيئا ً اذا لم يعطينى هوا وسأظل
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
دائما اشعر اننى منكسره اسئل الناس كفافا ً حتى وان كانا والدى واخى فلن اتحمل ان اضيف لهمهم همى ولو اعطانى اهل عابد نقودا لتعففت نفسي عن قبولها ولاعتبرها ابى اهانه فطالما انا وابنى فى بيته فعليه ان يتحمل نفقتنا , بالرغم من ان ابى صعيدى المنشأ الا انه ترك بلدته واتى الى هنا بحثا ً عن العمل والرزق وليس لدينا مايكفى لتحمل نفقه زواج فتاه أخرى فقد باعت امى ذهبها واستدان ابى ليُجهزنى ويزوجنى لعابد حتى لا يعيب عليه احد ولا ينظر لى نظره القِله , وكنت اسمعه يشكر الله على ان روقنى بزوج يتحمل مسؤليتى فيرتاح هوا قليلا ً من عمله فى زراعه قطعه ارض صغيره عندما يدفع ايجارها لم يتبقى لنا سوى القليل , فكيف لى الان ان اعود اليه بطفلى ليعود لتكبد العناء مره اخرى , فلو دام وضعى هذا لاخر عمرى لن أحنى ظهر أبى اكثر من هذا و عمر ميسور الحال وعائلته لها صيت ذائع فسيحد ابنى الرعايه والاهتمام والعيشه الكريمه وهذا ما ارجوه اما انا فلا يهم فلو كتب لى الله هذه الحياه فأنا راضيه بها ..
استطردت فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس ولكنى استيقظت فى الثالثه صباحا ً على صوت بكاء تميم , كان بكائه شديداً فظننته جائع , جلست وحملته لأرضعه ولكنى وجدت جسده ساخن بشده , وقع قلبى وانسحبت روحى ولم ادرى ماافعل , حملته وارتديت ملابسى وذهبت الدور الاول , كان الباب مغلقا فمن عاداتهم ان يغلقوا الباب جيدا ويناموا فى الغرف البعيده عن اصوات الشارع , طرقت الباب كثيرا لم يفتح احد , كنت انتقل بين طرق الباب والنظر لتميم الذى صمت ولم يعد يبكى ولكن وجهه كان كقرص الشمس من السخونه والتوهج والاحمرار , لم استطع الانتظار اكثر ففتحت الباب الحديدى الذى يطل على الشارع ولم ادرى ماافعل فلن استطيع الذهاب لبيت ابى فهوا فى الجانب الاخر من البلده وسيأخذ الطريق وقتا ً طويلا ً حتى اننى نسيت هاتفى بالأعلى ولم استطيع العوده لأحضاره والاتصال بأخى , وقفت على الباب لا ادرى ماافعل حتى رئيت جارنا " محمود " يخرج من بيته مرتدياً البذله العسكرية الخاصه بالجيش وكأنه ذاهب لثكنته العسكريه , ركضت نحوه وطلبت منه إيصالى للوحده الصحيه الخاصه ببلدتنا , من حسن حظى ان محمود والده عتالا ً لديه سياره ربع نقل ينقل عليها الأغراض ويأخذ مكسبه , عندما رأنى محمود منهاره وباكيه وبين يدى تميم يتشنج من شده السخونه ركض واحضر السياره وركبت بجواره وانطلق مسرعا ً للوحده , كانت هيا المكان الوحيد الذى سظل مفتوحا ً حتى هذا الساعه المتأخره من الليل , عندما وصلنا نزلت من السياره وهرولت ناحيه غرفه الكشف ووضعت ابنى امام الطبيب وانا ارتعد وابكى حتى اننى لم استطع ان اقول له مايعانيه ولكن بمجرد ان رآه الطبيب حمله مسرعا ً ووضعه على سرير الكشف وعرف انه اصابته حاله تشنج نتيجه الزياده الكبيره فى درجه الحراره , طلب من مساعدته إحضار حقنه خافضه للحراره واعطاها له مع وضع كمادات بارده على جبينه وتحت ذراعيه وبين فخذيه للإسراع فى هبوط درجه الجراره , وكان يقيس له درجه الحراره كل خمس دقائق حتى هدئت ملامحه وهدء إحمرار وجه تميم وهبطت درجه الحراره للمعدل الطبيعى , لم يوافق محمود على الانصراف قبل ان يطمئن على تميم ويعيدنا للمنزل مره اخرى .
عاد تميم لحالته الطبيعيه ولكن اصر الطبيب على فحصه فحصا ً شاملا ً , كنت مرتعبه وخائفه ان يرث ابنى مرض ابوه ولكن كان الله رحيما ً وطمئننى الطبيب انه بخير وان سبب ارتفاع درجه الحراره كانت بسبب عدوى فيروسيه ولكن تأخرى فى إعطائه خافض الحراره هوا ما جعل حالته تستاء ولكنه الان بخير ويستطيع العوده للمنزل ولكن مع متابعه أخذ الدواء فى موعده المناسب , شكرت الطبيب حتى جف لسانى وشكرت محمود على مساعدته الكريمه وانصرفت معه حتى يعيدنى الى المنزل وينصرف هو حيث كان ذاهب .
بعد دقائق كنت قد وصلت للمنزل حامله تميم بين يدى وابتسامتى تعلو وجهى , أقبله طوال الوقت واحتضنه فى شوق هائل حتى دخلت من الباب الحديدى فوجدت باب شقه العائله مفتوح والجميع مستيقظ وكأننى لم أتركهم نياما ً كأصحاب الكهف , دخلت بخطى بطيئه حتى أصبحت أمامهم فوقف الجميع وتأهب وانطلقت الألسنه تتسائل من كل حدب وصوب
- كنتى فين وحصل ايه ؟
سئلتنى والده زوجى فأجبتها بهدوء
- تميم كان سخن اوى وخبط عليكم كتير محدش فتح فروحت وديته الوحده , انتوا ايه اللى صحاكم
استطردت والده زوجى فى توتر :
- عمر اللى صحانى قال سمع صوت تميم بيعيط وخبط علينا لحد ماصحينا , طلعنا نجرى نخبط عليكم ملقيناش حد بيرد وحتى التليفون مش بتردى عليه
استدركت اننى نست هافتى فى الشقه ولم آخذه معى
- انا فعلا نسيت اخد التليفون , اصل تميم كان تعبان اوى ومكنتش مركزه
نطق عمر لأول مره منذ دخولى وسئلنى بحده :
- روحتى مع مين ؟
التفت له فوجدته واقفا ً وبجانبه داليا تجلس على المقعد فى تشفى واضح فأجبته بهدوء
- لقيت محمود على الباب خليته يوصلنى
ضحكت داليا ضحكه عاليه متهكمه وقاطعتنى
- وانتى بقى اى حد بتلاقيه فى الشارع بتركبى معاه وتخليه يوصلك الساعه تلاته الفجر
نهرها عمر بصوت عالى ألجمها وألجم الواقفين وعيناه يتطاير منها الشرر وسئلنى بحده اكبر:
- ازاى تركبى مع حد غريب وتخليه يوصلك وازاى اصلا تخرجى من البيت فى وقت زى دا ومن غير أذن
كان الخوف يملأ قلبى ولكننى تماسك واجبته بهدوء حاولت اتقانه :
- انا خبط على ماما كتير محدش رد وتميم كان بيموت كنت عاوزنى اعمل ايه
- تكلمينى انا
قالها بسرعه وصرامه فرئيت داليا تكاد تنفجر فى مجلسها ولكنها لم تستطع ان تنطق فهيا تعلم جيدا ً ان عمر فى غضبه لا يعرف أحد , صمت ولم أجب فاستطرد جملته الاخيره بنفس الصرامه
- مفيش خروج من البيت دا الا بإذن ودا آخر تنبيه
قالها وصعد لشقته ولحقت به داليا وهيا تنظر الي بكره واضح , انتظرت حتى صعد وسمعت صوت الباب يُغلق ثم جلست على اقرب مقعد واعطيت تميم لجدته واعدت ظهرى للخلف واغمضت عينى ...
الفصل الخامس
بمجرد ان انصرف عمر جلست على اقرب مقعد لا أقوى على الحديث ولا التفسير لأحد . فقط اغمضت عينى وارخيت جسدى للخلف ولم انطق . جلست والده عمر بجوارى محاوله تبرير موقف عمر كما تفعل دوما . ربتت بيدها على كتفى ففتحت عينى ولم اتحدث فبدئت هيا الحديث
- متزعليش من عمر يا ميراس احنا كنا قلقانين عليكم اوى وقلقنا اكتر لما لقيناكى مبترديش على التليفون افتكرنا ....
وقفت عند ذلك الجزء من جملتها فانتصب ظهرى وفتحت عينى على اتساعها وانا اؤمئ لها برأسي لأحثها على الاستكمال
- افتكروتوا ايه بالظبط ؟
نكست رأسها للأسفل هنيهه ثم استكملت بسرعه كمن ألقى عن كاهله حمل ثقيل
- افتكرناكى خدتى تميم ومشيتى
تعجبت من حديثها وذلك التخمين الذى لا دلاله له وسئلتها بدهشه حقيقية
- وليه تفكروا فى حاجه زى دى . انتوا شفتوا منى ايه يخليكم تظنوا فيها كدا
اجابت بحزن واضح :
- الموقف البايخ اللى عملته داليا امبارح مع اهلك وكلامك مع والدتك لوحدكم قولت اكيد قالتلك تسيبى البيت وتاخدى تميم وتمشي
ابتسمت بتهكم وألم يعتصر قلبى واجبتها
- يعنى بصراحه قولتوا انى هربت وخطفت الولد منكم . بصى ياماما انا وافقت على جوازى من عمر علشان تميم وعلشانه وافقت على حاجات كتير تانيه بس صدقينى يوم مااقرر انى امشي هيبقى فى عز الضهر وقدامكم كلكم
اضطربت نبره والده عمر وظهر التوتر على ملامحها واستكملت بأنفاس متهدجه
- متقوليش كدا يابنتى تمشى ايه بس انتى صاحبه بيت وابنك دا النفس اللى بتنفسه . لو ليا غلاوه عندك متكرريش كلامك دا تانى ومتزعليش من عمر انتى عارفه انه شايل الهم من زمان وعلشان كدا عصبى شويه
عمر هوا الابن الأكبر لهذه العائله . توفى والده ولم يكن قد اكمل عامه الخامس عشر . كان يساعده فى ارضه التى يملكها ولكن لم يكن هذا بجديه وانما فقط إشغال لوقت فراغه لكن عندما توفى والده كان لابد له ان يعيل والدته واخيه واخته . حكى لى عابد ان والدهم كان يملك ارض ليست بالقليله وله من الاخوه خمس ذكور وأختان كان هوا كبيرهم الذى يعمل ويغدق عليهم بالهدايا والاموال ولكن عندما توفى لم ينتبه أحد لأبنائه ولكنهم انتبهوا فقط لأمواله وميراثه وقبل ان يتم دفن والده سمع عمر اعمامه وهم يتفقون على التحايل على عمر وعابد وأخذ ماترك ابوهم لذلك اقسم عمر وقتها الا ينالوا شيئا مما ترك ابوه حتى لو كلفه هذا حياته . وبالفعل بعد ايام قليله كن وفاه والدهم عرضوا على عمر بصفته الاخ الاكبر ان يديروا كل ماترك والده من ارض وأملاك بحجه انهم لن يستطيعوا إدارتها وإنما تحتاج الى رجال أشداء مثلهم . ولكن وقف لهم عمر بالمرصاد ورفض ان ينالوا منه ذره تراب وترك تعليمه وتفرغ فقط لإداره ماترك والده وبالفعل كان يوصل الليل بالنهار للمحافظه على هذا الأرث بمساعده من محامى صديق والده حتى اشتد عضده واستطاع أداراتها بنفسه بل وزيادتها ايضا لذلك فالجميع يعلم ان عمر ليس بالرجل الهين وأنما يملك صبر وجلد لا يملكه اعتى الرجال ولكنه ان غضب هدم المعبد بمن فيه فلا يعرف احد وقت غضبه . وحتى قبل ان يتوفى عابد كانا يديرا اموال والديهم بروية ولكن بعد ان اصبح عمر وحده مقابل كل من يكن له السوء اصبح اكثر عدائيه وشراسه بالرغم من ملامحه الهادئه فقد ورث عن والده الجسم القوى المفتول عريض المنكبين وعن والدته الملامح الهادئه والشعر البنى والعينان العسليتان والبشره الخمريه على عكس عابد الذى ورث ملامح والده الغيظه ولكن عابد لم يكن غضبه يلغى عقله ك عمر وانما كان يغلبه الحلم والصبر فلا الملامح تعكس مكنون الانسان ولا ما فى القلوب يترجم على هيئه عينان وشفتان .
تفهمت ماقالته والده عمر جيدا وتفهمت ثوره عمر ولكنى لم اطق الجلوس اكثر من ذلك فاستئذنتهم لأذهب لأستريح فلم اعد اقوى على الجلوس اكثر من ذلك ولكن والده عمر اقسمت ان تأخذ تميم لتتيح لى بعض الوقت لأستريحه فقد كانت الساعه تخطت الشروق بكثير . وافقتها وصعدت شقتى واغلقت بابها خلفى وذهبت بسرعه وارتميت على فراشي لا أقوى على الحركه ولكنى لمحت هاتفى بجوارى ففتحته لأرى المكالمات التى لم ارد عليها فوجدت رقم عمر متصلا اكثر من عشر مرات ورقم والدته ورقم وفاء ورقم صديقتى همسه متصلا اربع مرات متتاليه . قررت ان انام الان وعندما استيقظ اهاتفها ولكن مالبثت ان اغمضت عينى حتى وجدت رنين طويل يخترق اذنى جعلنى افتح عينى بثاؤب شديد ونعاس فج لأرى المتصل فوجدتها همسه مره اخرى . كان لابد ان اجيبها فهى لن تكف عن الرنين ابدا حتى وان تجاهلتها .
ضغطت زر فتح المكالمه ووضعت الهاتف وانا اتملل من مهاتفتخا فى هذا الوقت المبكر ولكنها وفرت علي عبئ المقدمات ودخلت فى غرضها مباشره
- انا عارفه ان الوقت بدرى وانك عاوزه تضربينى بس هما كلمتين هقولهم واقفل
اجبتها بضيق
- اخلصى ياهمسه
استكملت بسرعه وكأنها تحفظ ماتقو
- انا عارفه انك لسه عروسه جديده وابنك صغير بس عارفه كمان انك كنتى هتموتى وتكملى تعليمك وجايبالك فرصه ممتازه صعبان عليا تروح منك
نفضت النعاس عن مقلتيا وانتبهت لحديثها اكثر
- طيب انطقى
استكملت بحماسه اكبر
- استاذ عبد المجيد اللى كان بيدرس لنا فى الدبلوم قال ان تقديمات المعهد فتحت ولما نخلص المعهد نقدر نعمل دبلومه ومعادله وندخل كليه الهندسه مره واحده . وكمان هوا مستعد يقدملك منزلى تذاكرى فى البيت وتروحى يوم الامتحان بس يعنى ملكيش حجه
انتقلت حماستها لى وسئلتها بحماسه اكبر
- بتتكلمى جد
اجابت بسرعه
- ايوه يابنتى والله . انتى عارفه انه بيعزك وبيعتبرك بنته وطول عمره بيقول عليكى اشطر واحده فينا وبعدين موضوع جوازك ووفاه عابد ومسؤليه تميم خلته حاسس انه لازم يساعدك وطبعا هيوفرلك الملازم اللى تذاكرى منها وانا كمان هقدم معاكى
كنت على وشك الصراخ من السعاده وتأكيد استكمالى لتلك الدراسه حتى استدركت اننى لست مسؤله نفسي ودب الخوف لقلبى ان يرفض عمر ذلك الامر خاصه انه لم يكمل تعليمه لرعايه شئون اخوته ووالدته ولن يطيق زوج ان تصبح زوجته افضل منه .... زوجته .... تعجبت من نفسي كيف اقولها هكذا وكأنها حقيقه ولكن للاسف حتى وان كان هذا الامر مزيفا فهوا امام الجميع حقيقيا تماما . هبطت عزيمتى و اظلمت الورود التى ظننتها تفتحت وأغلقت الابواب وبكل أسي اخبرت همسه اننى لااستطيع فعل ذلك فتميم يشغل وقتى كله وليس لدى وقت فراغ لذلك الامر ثم اننى كنت اطمح لذلك عندما كنت فتاه مشرقه طموحه ترى الحياه ورديه اما الان فأنا ام ليس لى الحق ان اتمنى شيئا لنفسي . اغلقت الهاتف وارتميت على فراشي تبلله دموعى وظللت ابكى حتى غفوت ولم افق الا عندما سمعت صوت طرقات على باب شقتى فنهضت لأرى كم الساعه فوجدتها تخطت السابعه مساء خفق قلبى بشده وعلمت ان تميم أصابه شئ وركضت نحو الباب افتحه بملابس نومى الشيفونيه التى وضعتها والده عمر فى دولابى والتى احب ارتدائها فى اوقات ارتفاع درجه الحراره .
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
فتحت الباب بسرعه لأجد عمر امامى مرتديا بنطالا زيتى اللون وقميصا ابيض اللون ذو الياقات العريضه فأضاف وسامه لوسامته . لم ادرى ماافعل وانا بهيئتى تلك ولكنه اشاح نظره بعيدا حتى استدركت امرى وركضت لغرفتى ابدل ملابسي
بعد دقائق خرجت له متلهفه ان اسئله ان اصاب تميم سوء ولكننى وجدته دخل وجلس على المقعد واورب الباب خلفه حتى كاد ان ينغلق وكانت ملامحه هادئه لاتوتر فيها . سئلته بقلق
- تميم كوي
ابتسم وأجاب
- كويس جدا ماما قربت تأكله محشي
ضحكت لدعابته تلك وعندما رئيته يضحك نسيت مافعله فى الصباح . جلست على المقعد المقابل وانتظرت ان يبدء حديثه وبالفعل بدئه بوضوح
- طه اخوكى اتصل بيا من شويه
ارتجفت قلبى ان تكون امى اخبرته بما حدثتها به فسئلته بسرعه
- ليه خير ؟
اجاب بهدوء
- بيقول ان المدرس بتاعك اتصل بيه وطلب منه انك تكملى دراستك وطبعا طه كلمنى بما انى ...
قالها وصمت ثم استطرد محاولا استبدال تلك الكلمه التى لا معنى لها الان
- بما انى مكان عابد الله يرحمه
تفهمت جملته جيدا ولم اعقب فسئلنى
- ايه رأيك فى الكلام دا
صمت لبرهه ثم اجبته بخفوت
- انا مش هكمل خلاص كفايه اللى درسته . انا كفايه عليا تربيه تميم
لشده غرابتى استكمل هوا وكأنه يتحدث بلسانى
- لو كان على تميم ماما ووفاء هيساعدوكى فى تربيته والوقت اللى هيكون عندك امتحانات هيكون معاهم وتقدرى توفقى بينه وبين دراسته
اتسعت ابتسامتى وانفرجت اساريري غير مصدقه مااسمع
- يعنى انت موافق انى اكمل
قالها بسرعه وبدون تفكير
- طبعا هوا فيه احسن من ان الانسان يطور من نفسه . انا ياما اتحايلت على داليا تكمل بعد الدبلوم وموافقتش
سئلته بحرج
- يعنى مش هتضايق لو بقيت .... يعنى .... اقصد
تفهم عمر مقصدى وأكمل هوا
- تقصدى لو بقيتى احسن منى ومعاكى شهاده وانا لا
استدركت حديثة بسرعه محاوله تخفيف حده الجمله ولكن اشار لى عمر ان اوفر على نفسي عناء التفسير واكمل
- انا سبت التعليم برغبتى ومبسوط باللى وصلتله واتمنى لتميم ان امه تبقي احسن واحده فى العالم علشان يبقي فخور بيها
كانت كلماته بمثابه رقائق الثلج الذى يتساقط على جسد محموم وكأن روحى عادت لجسدى ودب الامل فى اوصالى دفعه واحده فكانت ابتسامتى لااراديه تسكن فمى حتى نهض عمر من مجلسه وقد اوصل رسالته
- انا قولت لطه يبلغ المدرس بموافقتنا واتمنى انك متخزلنيش
قالها وانصرق واغلق الباب خلفه وتركنى هائمه فى بحر من السعاده فلأول مره منذ كثير اشعر هكذا بالسعاده والحرية ولكن لم اكن اعلم ان تلك السعاده سيشوبها الكثير من الألم
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️