أخر الاخبار

رواية انا الطُعم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هنا عادل

رواية انا الطُعم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هنا عادل 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية انا الطُعم البارت السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هنا عادل 


رواية انا الطُعم الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم هنا عادل 


الفصل السادس


اول ما شوفته اترمى بالشكل ده قلبي اتنفض، قربت منه احاول احركه او افوقه لكن هو كان ميت تقريبا، دموعي نزلت وخوفت ومش معايا تليفون أعرف اتصل بماما منه، وهو كان عامل رقم سري على تليفونه وانا مش عارفاه وعلشان كده بقيت بلف حوالين نفسي مش عارفة المفروض اتصرف ازاي، وهل هو مات؟ ولا لسه عايش؟

لكن اللى حصل فى دقيقة من الزمن خلاني اقف فى مكاني زي التمثال، اول ما لقيت فجأة بخار اسود بيتجمع فى المرايا بتاعت التسريحة اللى قصاد السرير، لفتت انتباهي وشدتني لدرجة اني اترعبت وسيبت خالد ورجعت بضهري لورا من الرعب، لكن البخار الاسود فضل يتجمع لحد ما بقى وش مخيف خالي من الملامح تماما، كل حاجة من ملامحه مكانها موجود لكن فاضية بشكل يرعب، مش عارفة ازاي انا فضلت واقفة قصاده من غير ما افقد وعيي؟! لكن عنيا حسيتها ماتت من قلة الحركة لدرجة اني تقريبا حتى جفني متحركش لحظة واحدة، البخار او الوش ده ابتدا يخرج من المرايا وبيقرب مني بشكل مخيف كنت بعيط وانا مش عارفة العياط ده بسبب الرعب من الوش المرعب ده؟ ولا انا بعيط على خالد واللى حصله؟ لكن الرعب ده مكانش عاطيني فرصة أحدد وعلشان كده واجهني وكان قصاد وشي بالظبط للدرجة اللى تخيلت بيها الافلام الرعب وقولت بس ده هيدخل جوايا البخار ده وابقى انا كده اتلبست، كنت مستنية خالد يفوق او حتى افتح عيني والاقى نفسي بحلم لكن اللى حصل كان غير كده والوش بدأ يتكلم بصوت كأنه صدى مخيف يدخل الرعب فى قلب اي حد فى الدنيا ولقيته بيقولي بتحذير:


- مينفعش يلمس جسمك، اللى مش شايفه فيه بعنيه هيحسه لو لمسه، خليه دايما بعيد واوعي تحاولي انتى تقربي منه.


قال الكلام ده الوش ورجع اتبخر مرة تانية ورجع للمرايا اللى كانت واضحة قدامي بعد اختفائه بمنتهى الوضوح، مش عارفة نفسي خارج ازاي بس حاثة اني بتنفس نار خارجة من جوايا، مرعوبة ومش فاهمة سبب اللى اتقال، لكن مع مرور لحظات عليا وانا واقفة مصدومة من اللى حصل افتكرت الجروح اللى كانت فى جسمي من وقت ما روحنا للشيخ، اه انا لحد اللحظة دى مبصيتش على جسمي رغم ان امي قالتلي ان جسمي مفيش فيه اي علامات، لكن بعد الكلام اللى قاله الكائن المخيف ده لمست جسمي مكان الجروح، ولقيت الاماكن بارزة ولو مشيت مع كل بروز فى جسمي أماكن الجروح دى هعرف ان الجسم ده كان مرسوم عليه رسمة محددة، ولو خالد وعقله وخبرته اللى فى السوق كل السنين دي قرب مني ولاحظ ده أكيد هيفهم ان انا فيا حاجة مش طبيعية، فوقت لنفسي ورجعت بصيت لخالد تاني، بس المرة دي ركزت زيادة عن اللزوم واخدت بالي من حاجة مهمة....ده لسه بيتنفس، الحمد لله مماتش لسه عايش، كنت فرحانة اوي مش علشان بحبه بس كنت خايفة يكون فعلا حصل حاجة فيه بسببي، انا مش هتحمل ان بني ادم ممكن يموت بسبب طمعي انا وامي، لكن بالنسبة انه اتجوزني على مراته فدى حاجة عادية كان ممكن يتجوز واحدة غيري كل الرجالة ممكن تتجوز على مراتاتهم، ماما قالتلي ان هو ده الشرع اللى مسموح بيه للراجل، لكن يموت بسببي دى اللى كانت هتبقى كبيرة عليا اوى واكبر من اني اتحملها، بصراحة اول ما لقيته بيتنفس هديت اوي رغم خوفي من 


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️



الوش اللى شوفته لكن انه لسه عايش ومعايا فى البيت وانى مش لواحدى طمنتني شوية، قررت احاول انيمه على المخدة وعملت كده بعذاب هو تقيل كان عليا فعلا، لكن فى النهاية قدرت اعمل ده وبعدين طفيت النور ونمت جنبه على السرير بعد ما غيرت هدومي، من غير تفكير او تصرف لقيت نفسي من التعب مش عايزة اعمل اي حاجة غير كده ونمت لحد ما النهار طلع وكأني مثلا متعودة على اني انام برة بيتنا وبعيد عن سريري، صحيت قبل خالد وأفتكرت اللى حصل وقولت لازم يصحى يلاقيني مش جنبه، اقوم اشغل نفسي بأى حاجة واحاول اخليه نايم على قد ما اقدر علشان ميقربش مني، وفعلا خدت دش غيرت هدومي ولبست هدوم ملمومة شوية عن الفضايح اللى كنت لابساها دي، دخلت المطبخ قررت احضر فطار انا اصلا ميتة من الجوع، ومن بعد بوفيه الفرح مأكلتش حاجة بس عملت حسابه معايا وبقيت بدول على اى حاجة اعملها تاخد وقت، ده انا حتى وقفت عملت عجينة وحاولت اعمل فطير وباتيه علشان اشغل نفسي وقت كبير، اه انا سني مش كبير لكن أمي كانت بتعلمني اعمل الاكل وكل حاجة هي بتعرف تعملها، فجأة وانا مشغولة فى اللى بعمله حسيت بنفسه فى رقبتي من ورايا، اتخضيت لدرجة اني فكّرت العفريت ده ظهرلي تاني، الحاجة اللى فى ايدي فلتت مني وانا بشهق وبتلفت ورايا بخوف لقيته خالد هو اللى واقف قصادى ومبتسم بيقولي:

- صباحية مباركة يا عروسة، كنتي قمر امبارح، ايه الشقاوة دي؟


بوسي بأبتسامة وعدم فهم:

- صباح الخير، كل ده نوم؟

خالد وهو بيحاول يحضنها بس بتبعد ايديه بمكر:

- ما هو انتي مصحياني للصبح بقى هعمل ايه؟ كنت محتاج انام وارتاح، يلا بقى نتصل بالجماعة نطمنهم.

بوسي بأستغراب:

- نطمنهم على ايه؟ مين اللى مصحيك للصبح؟

خالد:

- هههههه أنتي مش عارفة نطمنهم على ايه؟ ماشي هقول انك لسه صغيرة مع انك امبارح مكنتيش صغيرة خالص، وبعدين ايه اللى مين مصحيني؟ هو انا كان معايا حد غيرك.

سمعت كلامه وانا مش فاهمة اى حاجة لكن كل اللى عملته اني حاولت الهيه عني بأي حاجة تانية:

- طيب بص أدخل خد دش وانا بحضّر الفطار، فوق كده وبعدين نتكلم.

خالد برومانسية:

- هو ده وقت فطار برضو، ما تيجي اقولك كلمة جوة على السرير.

بوسي بأبتسامة مصطنعة وخجل:

- وبعدين بقى، روح بس فوق كده علشان انا ميتة من الجوع، نفطر وبعدين نشوف ايه حكاية الكلام ده.

دخل فعلا ياخد دش وانا بقيت مش فاهمة اللى قاله، معقول يكون العفريت ده صورله انه منامش وانه كان سهران معايا للصبح؟ بس ازاى ده كان شبه الأموات من اول ما دخلنا اوضتنا تقريبا؟


فى الوقت ده ظهر للمرة التانية قصادي نفس الوش المرعب بتفاصيله بصوته ولكن المرة دى اتكون من خلال شعلة النار اللى و العة فى البوتجاز، حاولت اكتم نفسي علشان صوتي ميطلعش وخالد يحس بيا، لكن مجرد ما بشوفه بحس ان اعصابي كلها سابت، وقرب مني بنفس الطريقة وهو بيقول:

- أوهميه انك كنتي فى حضنه امبارح، هو مش مكتوبله يلمسك.

سمعت وفضلت ساكتة والدموع فى عيني من الخوف، لكن بحاول اتماسك، وهنا رن جرس الباب وتقريبا دى الحاجة اللى خليت قلبي رجع يدق من تاني بعد ما كان تقريبا قرب يقف من الخوف، اختفى الوش تماما بنفس الطريقة بتاعت المرة الاولى، وجيت اقرب من الباب سمعت صوت خالد من الحمام وهو بيقولي:

- بصي من العين السحرية الاول يا بوسي، متفتحيش الا لو اللى على الباب مامتك.

بوسي:

- حاضر.

دخلت اوضتي خدت روب لبسته على البيجامة، وروحت بصيت من العين السحرية وكانت فعلا امي اللي على الباب، فتحت الباب وخدتني في حضنها وهي بتهمسلي:

- اوعي يكن حاجة حصلت بينكم.

قفلت الباب وانا لسه فى حضنها وبقولها بهمس:

- مفيش حاجة.

لقيتها بعدتني عن حضنها وداخله عمالة تزرغط وتبارك، بس انا شاورتلها بأيدي علشان تسكت لانى عايزة احكيلها اللى حصل، واول ما سكتت قولتلها اللى حصل كله لقيتها بتقولي:

- اصبري شوية وانا هخلصك منه، المهم بس انه يبقى على كده كل ليلة، والله والشيخ طلع مبروك بحق وحقيقي.

بوسي بقلق:

- أيوة بس انا خوفت يكون مات امبارح، وبعدين بيقول اننا كنا سوا للصبح.

ماما:

- خلاص اصبري عليا بس وانا هقولك تعملي ايه، بس مش دلوقتي، المهم انا عايزاكي تأثري عليه علشان يرجع مراته البيت تاني.

بوسي بأستغراب:

- غريبة يعني! انتى عايزاه يرجعها تاني بعد ما غضبت وسابت البيت بسبب جوازه مني؟

ماما:

- أومال انا هخلصك منه ازاي لو هي مرجعتش؟

بوسي:

- طيب وهي مالها  ومال....

قطع كلامي صوت خالد اللى خرج من الحمام وجه يسلم على ماما بترحيب:

- اهلا أهلا بست الكل، نورتي يا ام العروسة.

ماما بأبتسامة سمجة:

- جوز بنتي سيد الرجالة، البيت منّور بأصحابه، انا جيت اشوف لو ناقصكم حاجة واقولكم صباحية مباركة، مع اني محضرالكم فطاركم فى التلاجة من امبارح بليل قبل ما تيجوا على البيت.


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


خالد:

- تسلم ايديكي، عايزين سلامتك.

ماما:

- طيب همشي انا بقى.

بوسي:

- ليه يا ماما؟

خالد فى اللحظة دي قرصني فى كتفي وامي خدت بالها بس اكتفيت بأنها تضحك وتقول:

- عايزة الناس تقول عليا ايه الست الباردة اللى طبت على قلب عريس وعروسة نهار صباحيتهم ده؟ يلا اتهنوا انتم ببعض وكلميني فى التليفون بقى لو احتاجتي حاجة.

خالد:

- بس أنتي مدخلتيش تقعدي حتى، اشربي حاجة وانزلي عيب.

ماما بخبث:

- لاء العيب اني ابقى هنا دلوقتي، يلا افوتكم بعافية بقى.

نزلت ماما بعد ما سلّمت علينا ودخلت انا كملت تجهيز فطار، ودخل هو قعد قدام التليفزيون، وجهزت كل حاجة وانا مرعوبة ومش عارفة هيحصل ايه فى الوقت اللى انا وهو قاعدين مع بعض، قعدنا فعلا على الفطار وانا دماغي فيها حاجات كلها تخوف وكلها داخلة فى بعضها لحد ما لقيته بيقولي:

- أنتي علطول ساكتة كده؟ لاء انا بحب الست اللى تلاغيني.

قال الجملة دى وافتكرت كلام ماما عن مراته وقررت افتح فى الكلام مقفلش غير لما اقنعه:

- عايزني اتكلم.

خالد:

- طبعا، الصوت الحلو ده لازم ميسكتش.

بوسي:

- بس انا خايفة تضايق.


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


خالد:

- وايه اللى يضايق عريس من عروسته فى صباحيتهم؟ قولي اللى انتي عايزاه.

بوسي:

- يعني لو قولتلك المفروض طنط ام ياسر ترجع بيتها هتضايق مني؟

خالد بيبص بأستغراب:

- انتي عايزاني اصالحها؟

بوسي:

- ايوة طبعا، المفروض تتصالح، هى مغلطتش فى حاجة.

خالد برضو مستغرب جدا من بوسي وانها عايزاه يصالح ضرتها بدل ما تطلب منه يطلقها:

- اول مرة اشوف واحدة عايزة جوزها يصالح ضرتها، ده واحدة غيرك تقول يا داهية خدي الداهية.

بوسي:

- انا اللى غلطانة، هي عندها حق، انا اخدتك منها وطبعا لازم هي تزعل، وبعدين طنط ام ياسر فى سن ماما، يعني ممكن ده يكون مزعلها اكتر انك شايفها عجّزت وروحت خدت بنت من دور ولادها.

خالد بأعجاب:

- كلامك اكبر من سنك بكتير يا بوسي، مع اني كنت علطول بشوفك طفلة، ولما خدت بالي منك فكرت انك كبرتي جسم بس، لكن لاء وعقل كمان ماشاء الله عليكي.

بوسي بأبتسامة:

- هتصالحها؟

خالد:

- لاء.

بوسي بزعل مصطنع:

- ايه ده؟ يعني كلامي ده على الفاضي؟

خالد:

- لاء، مين قالك انى مزعلها علشان خاطرك، انا بس بعلمها اني راجل واللى اعوزه مدام شرع ربنا مينفعش تعارضني فيه مدام هعدل بينك وبينها، وبعدين دى ام ولادي وكانت معايا من بداية حياتي لحد ما كبّرت شغلي وبقيت معلم ليا اسمي بعد ابويا، هو درس تتعلمه وهرجعها.

بوسي:

- راضيها علشان خاطري، اعتبر ده اول طلب ليا عندك.

خالد:

- وهو اول طلب تطلبيه مني يكون لضرتك؟ ده انا قولت هتقوليلي زي بنات اليومين دول، خلينا نسافر شهر عسل، ولا روح هاتلي دهب ولا الماظ زى الزوجة الرابعة للحاجة متولي، ولا هتقوليلي عايزة كذة وكذة وكذة بقى وتدلعي ما انتي عروسة.

بوسي بتضحك:

- انت مبخلتش عليا بحاجة علشان اطلب، لكن انا مش عايزة طنط ام ياسر تبقى كرهاني، ومش عايزة احس اني سبب فى زعل حد.

كنت بقول كده من جوايا وانا عارفة انى عملت كل ده بسبب امي وبسبب طمعي انا كمان، وعارفة اني ولا زعلانة عى ضرتي ولا حاجة...لكن انا بنفذ كلام امي وخلاص برغم اني مش عارفة ايه السبب، لكن خالد بيكمل اكله وهو بيقولي:

- طيب سيبي الموضوع ده دلوقتي بقى ويلا خلينا نكمل اللى كنا بنقوله بليل.

ضحكت ومثلت اني مكسوفة علشان ميحسش بأى حاجة، دخلت الاوضة بعد ما شيلت الاطباق وغسلتها، لقيته بص ليا وقاللي:

- ايه مش هتلبسي حاجة حلوة من بتوع امبارح؟

كنت خايفة من ان جسمي يبان عليه حاجة، لكن هما قالولي مش هيشوف بحاجة او يلاحظ غير لو لمسني علشان كده قررت ابقى مطيعة واسمع كلامه وغيرت هدومي ولبست حاجة من اللى هو يقصدها، وفجأة لقيته بيولع شمع وطفى النور ووطى على الارض وباس رجليا وبيقولي:

- سيطرتي عليا مش عارف ازاي، علشانك ابيع دنيتي وعيالي كمان.

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


أنا الطُعم


الفصل السابع


اول ما سمعته بيقول الكلمة دي وبرغم اني مش شيخة يعني ولا عاملة بكلام ربنا فى اي حاجة بكل التصرفات اللى انا وامي بنعملها لكن حسيته قليل اوي فى نظري، هيبته واحترام الناس له فى السوق وشخصيته اللى تبهر اي بنت فى سني كلهم بمجرد ما قال الكلمة دي اختفوا مرة واحدة، معملتش اي حاجة غير اني بصيتله وابتسمت وحسيت قد ايه الراجل قصاد شهوته ممكن يقلل من نفسه بشكل مبالغ فيه، معرفش اذا كان الكل كده او لاء، معرفش اذا كان هو وصل للمرحلة دي بسبب القرف اللى انا وامي عاملناه له ولا لاء؟ لكن كل اللى اعرفه انه طلع اضعف بكتير مما كنت شايفاه، قام من على الارض وهو بيقرب مني وهنا قلقت انه يلمسني اتحركت معاه ناحية السرير ومسكت ايديه وانا ببصله بدلع علشان ميلمسنيش، ولسه هتكلم معاه لقيته اترمى على السرير من تاني زى ما حصل الليلة الاولى بالظبط، الكويس فى الموضوع انه لما بيصحى بيبقى فاكر اننا كنا سوا وان علاقتنا ببعض كعرسان جداد طبيعية جدا، اما انا مكنتش مرتاحة بالمرة، قافلة منه وكل الدهب والحاجات اللى كنت فرحانة بيها فى الاول حسيت انها مالهاش لازمة، اصل كل ده جالي بالاعمال والسحر مش جاي علشاني وبرغبة طبيعية فيا انا كبني ادمة، بقيت الايام بينا بتمر بنفس الطريقة كل ما ييجي يقرب مني يفقد وعيه ويروح فى عالم تاني بالساعات، اما انا امي كنت بكلمها فى التليفون وهو نايم بعد ما عرفني الرقم السري بتاع تليفونه وبحكيلها كل حاجة، كل حاجة ماشية زى ما امي مخططالها، لكن ضرتي مفيش عنها لا حس ولا خبر، امي بس قالتلي انها رجعت هى وولادها شقتها تاني، لكن محدش بيشوفها تنزل الشارع، كانت صعبانة عليا الحقيقة، واحدة من سن ابنها بوظتلها حياتها تقريبا واخدت جوزها منها، حاجة توجع انا عارفة، فات اسبوع على جوازنا وجت امي وابويا وجدتي يزوروني، وناس كمان معارف خالد زارونا ودي كانت اول مرة من ساعة الجواز حد ييجي يقعد معانا كام ساعة وكان وقت كويس مش وحش، وبعد ما الكل مشي ولميت الكاسات والاطباق اللى كنت مضايفة بيهم الناس، دخلت اخدت دش وغيرت هدومي، كان خالد فارد جسمه على كنبة الانتريه بيتفرج على التليفزيون، قربت منه وقعدت جنبه على الارض وابتديت اتكلم فى اللى امه طلبت مني اقوله:


- مش جه الوقت بقى ولا ايه؟

خالد:

- وقت ايه؟

بوسي:

- تصالح مراتك، أنا مش مرتاحة كده، مش حابة احساس اني واحدة خطافة رجالة وخرابة بيوت.

خالد مركز مع التليفزيون:

- بسبوسة حبيبتي، شيلي الموضوع ده من دماغك.

بوسي:

- ليه كده؟ انت ليه مش عايز تحسسني ان ليا خاطر عندك، بقولك مش عارفة ارتاح، انت بتنام وتشخر ومش بتحس بالدنيا وانا بشوفها فى كوابيسي بتخنقني، مش عارفة انام بسببها حتى.

خالد قام قعد وهو بيتأفف:

- انتي يعني هتبقى مبسوطة لما ابقى نص الاسبوع عندها ونص الاسبوع عندك؟

بوسي:

- هيبقى كتر خيرها انها هي هتقبل بكده، المفروض تسألها هي السؤال ده.

خالد بيبص ليا بأستغراب وهو مش مقتنع اني انا بتكلم فى حاجة زي ده وبقنعه كمان انه يتقسم بيني وبين ست تانية، فضلنا على الحال ده كتير لحد ما زي ما بيقولوا كتر الزن على الودان أمر من السحر، وزهق من كٌتر الزن بتاعي وقرر انه يصلح اوضاعه مع مراته، ومن بعد ده ما حصل عرفت كان ايه الغرض منه، فى يوم من الايام اللى كان بايت عند مراته أمي جت تقعد معايا شوية، واتكلمت معايا فى اللى مكنتش فاهماه من الاول:

- بقولك ايه يا بوسي، جوزك لما ييجي متستنيش هو اللى يقرب منك، حاولي انتي اللى تقربي، ناغشيه يعني.

بوسي:

- يعني ايه ياماما؟ هو مش المفروض انه ميقربش من جسمي.

ماما:

- ياهبلة ماهو مش هيلمسك، ابو العيون مش هيسمحله يلمسك، بس اعملي كده علشان نخلص بسرعة بقى من الموضوع ده، علشان منفضلش نضيع فى وقت وخلاص.

بوسي:

- طيب ما تفهميني يا ماما.

ماما:

- مش لازم تفهمي دلوقتي، بس لما يبعد هو عنك عيطي واعملي مقموصة، وافضلي حاولي معاه كتير، لحد ما يتعصب عليكي ويزعق، ساعتها عيطي أكتر وخدي منه جنب.

بوسي:

- يا ماما احسن يضربني.

ماما:

- اتنيلي، هو هيبقى له عين يمد ايديه عليكي وهو خرونج؟

عملت اللى امي قالته بالظبط، رغم انه بيرجعلي من عندها رايق ومش بيحسسني ابدا انها قصّرت عليه فى اي حاجه، وبيجيب معاه الحلو كله، ده اوقات كمان يجيبلي معاه دهب ولا طقم هدوم غالي مع اني من وقت ما اتجوزت مش بخرج، هو بيغير عليا اوي، اول ما جه لقاني عاملة جو حلو فى البيت وجايبة الشمع اللى بيطلع ريحة ده، وعرف اني خليت ماما نزلت جابتهولي مخصوص، وحاطة مكياج بقى ولابسة لانجيري جديد، والجو رومانسي جدا، ضحك ضحكة حلوة ودخل غير هدومه وقعدنا اتعشينا مع بعض واتكلمنا شوية عن السوق وعن ولاده ومراته وانا ولا مرة قولت فى حقها اي كلمة تقول اني غيرانة منها، علشان كده كان بيتكلم معايا براحته، لحد ما خلصنا كلام وقاللي:

- وحشتيني.

بوسي بدلع:

- انت كمان وحشتني اوي، ايه رأيك ندخل اوضتنا.

خالد بحماس:

- ودي محتاجة رأي؟ يلا بينا.

قالها وشالني ودخلنا الاوضة، ودي كانت اول مرة انا اللى ابدأ معاه، كنت مستنية يغم عليه زى ما بيحصل كل مرة لكن المرة دي محصلش اي حاجة من اللى كانت بتحصل، بالعكس هو اللى كان متغير تماما، كل دلعي عليه ومناغشتي ليه كانوا بالنسباله مش جايبين اي نتيجة، وكأنه معندهوش احساس على غير عادته ان هو اللى بيكون هيتجنن على الموضوع ده، فضلت وقت طويل اتمايص عليه واعمل كل حرف امي قالت عليه لحد ما لقيته زعق فيا وقاللي:

- فى ايه مالك؟ انتي قليلة الحيا صحيح، فيه واحدة محترمة هي اللى تطلب جوزها، المفروض بنت الناس المتربية تستنى جوزها اللى يطلبها.

بوسي بخجل مصطنع:

- انا اسفة، انت بس كنت واحشني، معلش معرفش ان ده غلط.

خالد بيداري موقفه:

- نامي بقى علشان انتى قفلتيني، هطلع اطفح سيجارة وادخل اتخمد.

زعلت وكشّرت وعيني دمعت، نفخ فى وشي وسابني وطلع وهو بيقول:

- أيه النكد ده بقى، انا ايه اللى جابني؟

عياطي زاد شوية بقى بصوت عالي وهو برة ومش شاغل باله بيا، وبقيت دي الطريقة المتّبعة، يروح لمراته ام ولاده الدنيا معاهم كويسة وهو تمام اوي، ييجي عندى واحاول معاه لكن مفيش اي فايدة، بقى بيكره ييجي عندي وعلى قد ما بيقدر بيختلق اعذار تخليه ميجيش، مرة ابنه تعبان، مرة سهران مع اصحابه، مرة مسافر يجيب بضاعة، وعلى الحال ده فترة طويلة، لحد ما قررت امي تتكلم معاه:

- بقولك ايه يا معلم ابو ياسر، بنتي الله اكبر عليها وردة مفتحة، وانت ياخويا جاي عليها بزيادة...

خالد مقاطع للكلام:

- جاي عليها ازاي يعني؟ ناقصها ايه هي؟ عايشة عيشة هوانم.

ماما:

- ناقصها يا معلم وانت عارف، وده مكانش حالكم من البداية عيب اني اتكلم، مش جزاء بنتي انها فكّرت فى ضرتها ودورت على انها متكونش سبب فى خراب بيت.

خالد بأستياء:

- انتي قصدك ايه؟ وبنتك قايلالك ايه علشان تيجي تقولي الكلام ده؟ وازاي تطلع اسرار بيتها؟

ماما:

- هي مش ماشية بميكرفون بتقول اللى حصل، لكن انا امها وصاحبتها الوحيدة، وانا سر بنتي وهي سري لو مش هتقولي اللى واجعها هتقول لمين؟ ما هو انت جاي عليها وعلطول خناق وعكننة يا اما مش بتروحلها، لو كانت مراتك ربطتك من ناحية بنتي يبقى لاء يا معلم سيبهالي انا اولى بيها.

خالد سمع الكلمة واستغرب وهو بيقول:

- ربطاني! ايه ربطاني دي؟

ماما:

- اصل يعني مش معقول تكون انت كويس وزى الفل فى بيتك مع مراتك القديمة اللى متجوزة بقالي فوق ال15 سنة ورايحة جاية كل يوم فى السوق زى الورد، ومع بنتي اللى لسه مكملتش 6 شهور جواز وصغيرة ولسه بتفتّح على الدنيا وبخيرها مش عارف تقربلها ومش طايقها، والبنت دبلت وبقيت شبه العيانين، معناه ايه ده غير ان مراتك الاولى ربطاك ومنعاك من بنتي.

خالد استغرب الكلام، لكن فكر شوية فى اللى بتقوله ام بوسي وشاف ان الكلام ممكن يكون صح، اصل هو بعد ما كان مش قادر يبعد عن بوسي ومبسوط معاها بقى مش عارف يعمل معاها اي حاجة ولا يديلها حقوقها اللى كان متوهّم من الاول انه بيديهالها وانها طبيعية، فجأة الحال يتغير بمجرد ما صالح مراته وبقى مش قادر يعدل بينهم نهائي بسبب هو مش فاهمه، يبقى ليه لاء؟ وارد ان مراته من غيرتها من بوسي تكون عملت اللى بيتقال عليه ده.


كلام أمى قلب دماغ خالد، خليته مش عارف المفروض يعمل ايه، بقى قافل من ناحية مراته الاولى بسبب الكلام اللى بقى داير فى عقله ده وفي نفس الوقت مكسور قصاد بوسي اللى فشل انه يرضي رغباتها وحقوقها الزوجية، كان هيتجنن، ومش عارف ايه السبب فى انه فشل مع بوسي من بعد رجوع مراته له من تاني وعلشان كده بقى مش بيقرب للأولى بسبب انه مقصّر مع بوسي وقرر انه يعدل بين الاتنين فى ان ولا واحدة فيهم تاخد حقوقها الشرعية، وده اللى كانت ام بوسي عايزة توصله وعلشان كده اخدت اخر خطوة فى الموضوع لما راحتله البيت وقررت تتكلم معاه قصاد بنتها:

- شوف يا خالد، احنا يا خويا زى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.

أتفاجئ خالد من الكلمة وقالها:

- خروج ايه مش فاهم؟

ماما:

- يعني شرع ربنا، تطلق بنتي، ولا انت مش شايف نفسية البنت بقيت عاملة ازاي؟

خالد بصدمة:

- أنتي عايزانى اطلق بنتك؟ انتي بتتكلمي جدا ولا ايه؟ 

ماما:

- الله، وايه الغلط فى كلامي؟ انت مش عارف تعفّ بنتي وده حرام، لما تبقى محسوبة عليها جوازة بالاسم والبنت يضيع شبابها مع واحد مش مكفيها ولا مالي عينها يبقى انا كده بظلمها، وانت لو رضيت بده تبقى ظالم برضو، انت عندك عيل واتنين ومتجوز ومتمتع من سنين، لكن دى لسه صغيرة وعايزة تدلع وتتبسط هي كمان وده حقها، اول متجوزة ليه؟

خالد بأنكسار وخجل:

- يا ست ما انتي قولتي ممكن يكون ربط، وانا العالم ربنا اني مبقربش من ام العيال بسبب اللى هى عاملاه ده، قولت يمكن لما اعمل كده لو هي فعلا عاملة حاجة تخص بوسي تخلص منها وتتعدل علشان اتعدل معاها.

ماما:

- شوف يا معلم، احنا من البداية غلطنا اننا وافقنا نديلك بنتنا ومراتك على ذمتك، وبنتي صعبت عليها تخرب بيت وزنت عليك تراضي ام عيالك ومن ساعتها وانت ملمستش بنتي ولا راضيتها بكلمة، انا عارفة كسرة الراجل وحشة، لكن برضو أحنا مش هنرضى بالظلم، لا هقولك طلق ام عيالك ولا هقول لبنتي تفضل عايشة على ذمتك راهبة.

خالد:

- يا ام بوسي انا بحب بنتك ومش عايز اخسرها، وبعدين انا ماليش فى سكك الشيوخ والحاجات دي والا كنت روحت دورت وفكيت المعمول.

ماما:

- وتفك المعمول مرة، ويتعمل تاني، المرة دى اتربطت من ناحية بنتي، المرة الجاية تعمل لبنتي بالمرض ولا الفضيحة، يبقى ليه الاذى، واحنا برضو هنقول ان مفيش نصيب لكن احنا لا هنقول الحقيقة ولا هينفع اقول ان انتى مكنتش تقدر تدي بنتي حقها الشرعي، اصل احنا ولاد اصول.

خالد بحزن:

- ياستي اصبروا شوية يمكن الحال يتعدل، ليه البيع ده يا ام بوسي بسرعة كده؟

ماما:

- علشان بنتي مش قادرة تتحمل اكتر من كده.

خالد:

- يعني هي لو سابتنى النهاردة هتروح تتجوز الصبح؟

ماما:

- لاء طبعا، بس برضو ميبقاش اسمها متجوزة مع ايقاف التنفيذ، يبقى حرام عليا اسيبها متعلقة كده على الفاضي.

خالد بص ليا وبيسألني:

- انتي عايزة كده يا بوسي؟

سكت ومقدرتش ارد لأن امي قايلالي منطقش بحرف، لكن هى اللى رديت عليه:

- بنتي انت اتهمتها انها مش متربية يا خالد، لكن انا بنتي محترمة ومتربية كويس، واللى طلبته منك ده كمان كلام ابوها بس هو مرضاش يتكلم معاك علشان عارف الموضوع ده بالنسبة لراجل يوجع ازاي.

أتحرج خالد وحس بالنقص:

- تمام يا ام بوسي، بنتك هسيبها وربنا يعوضها بالأحسن، وحقوقها كاملة مكمّلة هتاخدها...

ماما بمقاطعة:

- وزيادة كمان.

خالد بعدم فهم:

- وانتي حد قالك اني هاخد منها حاجة انا كنت جايبهالها؟


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️



ماما:

- لاء، مش من حقك، وكمان هتديلها فوق حقها حق يا معلم خالد، انت ابن سوق وفاهم، بنتي خرجت من الجوازة دي خسرانه، انت واخدة بنت بنوت مرجعهالي واحدة ست، وعروسة كام شهر راجعة البيت وهي لسه حتى مكملتش 15 سنة يعني بقيت ست مطلقة وهي عيلة، هتستخسر فيها تعوضها عن اللى انت ومراتك عملتوه فيها، وبعدين احنا مش هنطلع العيب منك يا معلم علشان شكلك قصاد الناس، ده انت معلم ليك سمعتك وكلام زى ده يخلي سيرتك فى السوق زى الطبل من الفضيحة.

خالد:

- انتي بتهدديني يعني؟

ماما:

- لاء، انا بقولك ان بنتي الخسرانة مش انت، لأن انت هترجع لأم عيالك وتعيش حياتك عادي زى ماكانت، لكن بنتي اللى بعد كده هتبقى الفرص اللى قدامها غير الفرص اللى قدام بنت البنوت، مستخسر فيها تعوضها بشوية قروش من اللى عندك.

خالد:

- انا الفلوس تحت رجلي يا ام بوسي، وهتاخد كل حقوقها وعليهم زيادة كمان.

ماما:

- شقة بأسمها.

خالد بصدمة:

- ايه؟

ماما:

- شقة بأسمها يا معلم، حقها وحق الاذى اللى انت اذيتهولها، ومش قليل على سمعتك فى وسط معلمين السوق.

خالد منعا للمساومات اللى امي فضلت تساومه بيها، ولأنه حاسس ان الموضوع محرج جدا بالنسباله وكبير خاصة انها بتشكك فى رجولته، قرر انه يوافق ومش فلوس شقة هي اللى هتقصّر معاه، امى لما حطيت عينها عليه من البداية كانت عارفة هتطلع منه بأيه، والشيخ ابو العيون ده طالع راجل مش سهل ابدا، اتجوزت وقعدت كام شهر فى حضن راجل وطلعت كسبانة كل حاجة، دهب اكوام وفلوس المؤخر والمتعة وكمان الشقة، وفوق كل ده لسة بنت بنوت، وتمت كل حاجة بهدوء وعين خالد مني كانت فى الارض، ماهو طلع مش عارف يكفيني ولا يديني حقوقي، فهو شايف كده انه مش راجل بالنسبالي وعلشان كده كانت عنيه مكسورة قصادي، أطلقت واليوم ده مراته الاولى وزعت شربات فى السوق، وده كان بالنسباله دليل قوي على ان هي فعلا ممكن تكون سبب اللى حصل، واللى عرفته ان فضل فترة طويلة اوي مش بيروحلها البيت وقاعد فى بيت ابوه، لكن انا حياتي ابتديت تتغير، حسيت اني بقيت اجرأ فى لبسي ومكياجي، بقيت مطمع للكل، لما انزل مع امي الشارع وعيني تروح على اللى رايح واللى جاي اشوف نظرات الرغبة فى عين الكل، اه دلوقتي بقيت ست مطلقة بالنسبالهم يعني وضعي مختلف عن العيلة الصغيرة بتاعت المدرسة، لبسي بقى كله الوان مبهرجة وضيق مفسّر جسمي اللى وزنه زاد عن الاول، برغم ان تقسيمة جسمي مش متناسقة لكن اللبس الملفت كان بيخلي اي حد يتنّح معايا، غير المكياج اللى كان بيعملني زي عروسة المولد بالظبط، وبالذات رسمة عيني الواسعة الخضرا اللى كنت بعرف اجيب بيهم اى حد انا عايزاه، وعلى الحال ده لحد ما ابتدينا الخطوة الجديدة مع اللى وقع عليه الأختيار الجديد.


أنا الطُعم


الفصل الثامن


كل حاجة خلصت مع خالد، لكن  جوازه مني كان سبب فى ان معلمين السوق يعملوا حساب لأني كنت مراته، وده رغم انه مأثرش على نظراتهم ليا فى الرايحة والجاية الا انه اثر على ان حد منهم تجيله الجرأة فى انه يفكر يطلب القرب مني، علشان كده المنطقة بالنسبة لأمى بقى حالها مش ماشي، وطبعا امي كانت مش عايزة اللى كسبناه من خالد بس...لالا، احنا كنا لسه عايزين كتير واوي كمان، وعلشان كده قررت امي قرار جديد وده عرفته لما لقيتها بتقولي:

- بت يا بوسي، عارفة عمك طارق؟


بوسي:

- عمي طارق صاحب ابويا؟

ماما:

- ايوة يابت، ابو لميس.

بوسي:

- أه طبعا يا ماما، ماله؟ هو فيه حاجة ولا ايه؟

ماما بأبتسامة:

- لاء هو مفيش فيه حاجة، بس احنا عايزين نقرب بقى من ناس تانية غير اللى فى المنطقة هنا.

بوسي:

- مش فاهمة..


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️



ماما:

- غبية، شوفي الناس دول بعيد عن المنطقة، حتى عمك طارق رغم انه من المنطقة الا انه بييجي هنا كل فين وفين، وعلاقتنا بمراته وبناته كانت كويسة اوي واحنا اللى قطعنا، يبقى بما ان احنا هنا الدنيا مقفلة فى وشنا المفروض نعمل ايه؟

بوسي بعدم فهم:

- نعمل ايه؟

ماما بتأفف:

- يابت فكري شوية، نلاقي مكان نروح ونيجي عليه، وندور على موضوع كده يتقال لما حد منهم يسأل انتي اطلقتي ليه؟ وكمان ندخل حياتهم بدل ما احنا مقطوعين كده، يمكن عن طريقهم نعرف نوصل لعريس جديد عليه القيمة.

بوسي:

- ياماما يعني هما هيجيبولي عريس وهما عندهم بنت أكبر مني بأربع سنين والتانية من سني ولا اصغر بسنة؟

ماما:

- وحتى لو مش هما اللى هيجيبولك، فكرة مرواحنا ورجوعنا من مكان بعيد عن هنا هتخلي العين تبقى كتير عليكي وتتشافي من ناس تانية ميعرفوش خالد ولا هيعملوله خاطر، خلينا نروح نزورهم ونشوف ايه الدنيا، مش يمكن الحظ يضحكلنا.

بوسي:

- طيب وليه متلجأيش تاني لأبو العيون؟

ماما:

- ابو العيون لسه شغله زي ما هو، واحنا مش حاطين عينا على حد بعينه، يعني لو اتجوزتي بالعزيمة اللى على جسمك مفيش راجل هيقربلك، لكن لو حطينا عنينا على حد وعايزين نجيبه هنروح له مرة تانية يجيبهولنا، بس نلاقيه اللى عليه العين.

بوسي بيأس:

- اللى تشوفيه يا ماما.

فعلا مكدبناش خبر، تاني يوم كنت لابسة دهبي كله ومتشيكة وحاطة علبة الوان على وشي وكنت مظبطة نفسي على الاخر، وامي لبست عبايتها كالعادة وقررنا نروح زيارة لبيت عمو طارق، اصله صاحب بابا اوي من صغرهم واصلا جيران وبيوت اهاليهم لازقة فى بعض، علاقتهم قوية وكانوا بييجوا يباتوا عندنا من ايام الفيلا، وحتى لما نقلنا كانوا اوقات يزورونا بس من وقت شغل السوق بطلوا ييجوا علشان مش بنكون فى البيت، وبقى فين وفين مكالمة تليفون، روحنالهم وهما كانت المسافة بينا وبين البيت بتاعهم ومنطقتهم اكتر من ساعة بالقطر، مكانهم كمان مش راقي والناس العادية مش اللى هنقول كلهم لُقطة مثلا، لكن اهو امي قالت تجرب، وصلنا وكانت احلى مقابلة واحلى ترحيب، للحقيقة انا بحبهم، اصل طنط ام لميس دى طيبة بشكل غريب اوى، وبناتها كمان زيها ومبيعرفوش يغيروا من حد ولا يكرهوا حد، الناس الطيبة اللى على طبيعتهم دول، دخلنا وقعدنا اتكلمنا كتير وحكينا وكأننا مثلا كنا م ع بعض امبارح، وامي قررت انها تألف قصة غريبة تكون هي سبب الطلاق، اتفاجئت بيها وهي بتقولها ومش عارفة اخترعتها امتى.


طنط ام لميس:

- ماشاء الله تخنتي يا بوسي، بلاش تسيبي نفسك علشان التخن بيكبّر.

ماما وقبل ما تديني فرصة ارد:

- من دوا الهرمونات يا ام لميس، انتي متعرفيش اللى حصل.

ام لميس:

- مش عايزة اسأل علشان متضايقوش، بس هو الخسران، وربنا هيعوضها والله أكيد.

ماما:

- ايه اللى يضايق بس، ده اللى جابني اني مخنوقة وعايزة افضفض وملقيتش حد ارتاح معاه فى الكلام غيرك.

ام لميس بتأثر من قبل ما تسمع حاجة لقينا عنيها دمّعت، وامي فى لحظة كانت بتعيط مش عارفة جابت الدموع دي منين.


ماما:

- بتعيطي من غير ما تعرفي اللى جرى، اومال لو عرفتي؟!

لميس:

- حصل ايه بس يا طنط؟ والله احنا اتصدمنا، هو كان يحلم يتجوز بنت زي بوسي اومال لو كان يستاهل؟

ماما:

- يابنتي ده مريض، ده ليلة الدخلة معرفش يعمل معاها حاجة دخل عليها بأيديه، مش بس كده، دول كانوا بيدوها أدوية هرمونات من غير ما نعرف، وبوسي بنتي كتومة اوي ومش بتطلع سر بيتها برة، كان معلق خيبته معاها عليها، وياخدها للدكاترة ويكشف عليها ويحكي للدكتور كلام مبيحصلش، يكتبولها هي ادوية غلط كانت هتموتها، وده اللى خلانا نطلب الطلاق، اومال هو طلق وسابلها الجمل بما حمل ليه؟ علشان كان هيموتها.

لميس:

- ايه قلة الادب دي؟ ازاي بني ادم كويس يفكر يتصرف ويعمل كده؟ ازاي يأذيها؟

ماما:

- استغل انها عيلة صغيرة، ورمى طوبة مراته الاولى وقلب عليها قال فاهمة وممكن تفضحه، راح مغضبها وباعتها لأهلها، وقال يشوف نفسه مع عيلة صغيرة يمكن يتعدل ولما لقى انه مايل قال يضرها علشان يعملها مشاكل وتفضل علطول تعبانة، اشوف البت بتتخن وتملى اقول من الجواز وجسمها بيفتّح وفي الاخر اعرف انها بتاخد ادوية بالصدفة، وهي اللى نفختها كده.

مش عارفة هي ليه امي قالت الكلام ده كله، لكن رغم كده الناس صدقوه وزعلوا اوي عليا، وامي طبعا متوصتش انها توصي طنط ام لميس على انها متحكيش لعمو طارق علشان الكلام ميوصلش للمنطقة عندنا ونعمل للراجل فضيحة، وعيب ده معلم وله اسمه، طنط ام لميس كنت صعبانة عليها جدا خاصة ان بعد اللى حصل احنا عاملين بأصلنا وساكتين مش بنفضحه، بس اللى فاجئني بعدها امي وهي بتقول:

- لو عندكم عريس طيب وابن حلال، كلموه على بوسي، انا عايزاها تطلع من اللى حصل.

طنط ام لميس:

- ياختي دى الف مليون من يتمناها، بس هنا مفيش حد عدل ينفع يبقى عريس.

لميس بصرخة وحماس:

- لاء يا ماما فيه.

ام لميس:

- فيه؟! مين ده يا بت؟ ده هنا كلهم يا متجوزين يا لسة بيتعلموا، يا عواطلية.

لميس:

- لاء نسيتي أكرم.

ام لميس:

- أكرم مين؟ قصدك اكرم ابن ام امنية؟

لميس:

- ايوة هو.

ام لميس:

- بس ده لسه مطلق يا لميس.

ماما بسعادة:

- طيب ما هي لسه مطلقة يا ام لميس

لميس بحماس:

- وبعدين أكرم ده يا طنط شاب زي القمر، ومرتاح ماديا جدا، ومن عيلة كبيرة على فكرة محلاتهم وأملاكهم مالية المنطقة كلها، وحنية الدنيا فيه، ده طلق مراته وسابلها كل حاجة علشان هى بتاعت مشاكل وهو مش بيحب النكد.

ماما بحماس:

- ده عنده كام سنة يا لميس؟

لميس:

- تقريبا 27 سنة، بس والله كويس ومؤدب وفى حاله، وعمره ما عمل مشكلة مع حد.

كانت لميس بتتكلم بحماس لأن أكرم جارهم من زمان، وامنية صاحبتها مع ان لميس اصغر من امنية، غير انى صعبت عليها اوى علشان كده فكرت بسرعة اوي فى الموضوع، واقترحت عليا اكرم اللى انا معرفهوش اصلا، علشان كده بسمع وبتفرج على اللى امي هتعمله، خاصة بعد ما عرفت اهم ميزة فيه وهي انه مرتاح ماديا علشان كده قالت:

- طيب ما تشوفيه لأختك بوسي يا لميس، عايزة أخلى اى حد بيقول كلمة وحشة فى حقها، يحط جزمة فى بوئه ويعرف انها أتجوزت سيد سيده.

ام لميس:

- طيب تبقى لميس تجس نبض امه تشوف الولد ناوي على ايه؟ اصل حكيتلنا انه اتعقد من الجوازة اللى فاتت.

ماما:

- احنا لسه هنستنى، ما تكلميها يا لميس دلوقتي، خلينا نشوفه ويشوف بوسي، يمكن تعجبه.

لميس بعطف:

- يمكن ايه، بوسي زى القمر، دى تعجب الباشا، انا هطلع لطنط ام امنية واتكلم معاها.

فعلا طلعت لميس فى دقيقة الدور اللى فوقهم، مامت اكرم ست دماغها مريحاها، يعني عايشة كده مالهاش في حاجة، اولادها كبار واللى عايزينه بيعملوه، وناس فى حالهم ومحترمين، وسمعتهم كويسة، وكانت مامت اكرم مش مصاحبة حد فى الجيران غير طنط ام لميس وبناتها وأمنية بنتها كمان مالهاش غير لميس، وعلشان كده طلعت لميس غابت نص ساعة تقريبا وبعدها لقيتها نازلة ومعاها ست قصيرة كده  وشها طفولي جدا، ونازلة بجلابية البيت والايشارب على رأسها ولميس داخلة بفرحة بتضحك وبتقول:

- تعالي بقى يا طنطي شوفي القمر اللى كلمتك عنها.


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


دخلت ام أكرم سلمت علينا وماما رحبت بيها كأنها تعرفها، وانا سلمت عليها وهي بصيتلي بتأثر اوي عرفت سببه لما لقيتها بتقول:

- ربنا يأذيه يا حبيبتي، بقى الجمال والقمر ده كله يتعمل فيه كده، ربنا يكسر فرحته زى ما كسر قلبك، عندك حق يا لميس، دى جميلة وزي العسل.

الست اتكلمت بتلقائية وطيبة مبالغ فيها، خلتني عايزة انصحها انها بلاش تقرب مننا وبلاش تخلي امي تعلق امل عليهم، لكن الست كانت من الناس اللى تتحب وقعدت معانا وفضلت تتكلم كتير اوي وتحكي كل حاجة حصلت فى جوازة ابنها، كانت بتتكلم بزعل وبصراحة وكأننا قرايبها مثلا، لكن هي علشان عارفة طنط ام لميس كويس اوي فهي فاكرة ان معارف ام لميس كمان زيها طيبين وناس محترمة، الوقت ابتدا يتأخر وكنا عرفنا تقريبا كل حاجة عن أكرم وجوازته، وشغله كمان ومحلاتهم وأماكنها، حتى الشقة بتاعته، كنا قاعدين فى الصالة عند طنط ام لميس وباب الشقة مفتوح، هما متعودين على كده طول عمرهم فاتحين باب بيتهم بيتقفل على النوم، ولأن هما فى الدور الاول الجيران بتوع البيت كله فى الطالعة والنازلة بيرموا السلام، لحد اللحظة اللى لقينا فيها أم امنية وقفت مرة واحدة وهي بتصرخ بحماس:

- اكرم تعالى يا حبيبى انا هنا.

فى الوقت ده خدت بالي ان فيه حد كان فات من قصاد الباب بتاع الشقة من غير ما يبص ولا يرمي السلام وطالع مكمل على السلم، لكن مأخدتش بالي لأني شوفته من ضهره لما اتكلمت طنط ام امنية، بس لقيت صوت تخين بيرد عليها:

- السلام عليكم، ماشي يا ماما خليكي براحتك.

أم أكرم:

- تعالى يا اكرم، تعالى عايزاك.

رجع بضهره وجه وقف قصاد الباب وعنيه فى الارض، بس أنا علقت عيني عليه مشيلتهاش، بعيد عن امي ورغباتها الا انهى اتوهمت من برفانه اللى شميته  وحسيته شدني مرة واحدة، هدومه وشياكته، صوته الرجولي جدا، طوله وتناسق جسمه الرياضي، شعره الأسود الناعم العالي، واخيرا وشه اللى اترفع وعنيه الجميلة العسلي الواسعة، وسمار بشرته اللى تخطف اي قلب، حبيته...هبلة؟ عيلة؟ تافهة؟ واقعة؟ حقكم تقولوا كل ده، لكن خطفني بكل حاجة فيه من قبل ما يبص ناحيتي حتى، كنت عايزة اقوم احضن لميس وابوسها، واللحظات اللى قبل ما يتكلم فيها كنت انا رسمت صورته فى عقلي وحفظتها، ولقيت طنط ام لميس بتقوله:

- وبعدين يا اكرم؟ هتفضل تتكسف كده كتير؟ ادخل يا حبيبي محدش كاشف راسه، تعالى سلم على مرات اخو عمك طارق وبنتها.

أم اكرم بسعادة أطفال حرفيا:

- تعالى شوف القمر والجمال، شوف الحاجات الحلوة اللى طنطك ام لميس مخبياها عننا.

رفع عنيه وهو بيضحك وبيبص لطنط ام لميس:

- يا طنط والله بتحرج أبقى بغلس عليكم...

عينه جت فى عيني، أيه بقى القمر ده؟ ركز معايا وكأني فعلا سحراله، احنا لو عارفين بعض من قبل كده مش هنركز مع بعض بالطريقة دي، لحد ما لقيت لميس بتقول:

- أدخل بقى علشان عايزينك فى موضوع.

أكرم وهو باصص ناحيتي:

- طيب مش تستنى يابنتي نسلم على الناس؟ انتى وامنية اصحاب بسبب تسرعكم ده.

دخل من على باب الشقة ومد ايديه يسلم وانا عنيا فى عنيه وهو بيسلم على امي الاول، ومد ايديه وسلم عليا، وهنا حسيت قلبي صوت دقاته كل اللى حواليا سامعينها، وفعلا هو اللى حبيته، وعرفت ازاي أخليه يحبني، بس هحكيلكم باقى الموضوع بكرة لاني لما بجيب سيرته كتير بتحصل حاجات كتيررررر أوي محدش يتخيلها، عايزاكم تتوقعوا ايه هي لحد بكرة، علشان اخلصلكم حكايتي.


انا الطُعم


الفصل التاسع


اليوم ده سهرت مامت اكرم معانا هي واكرم وقت طويل عند طنط ام لميس، ولأن هما فى مكان شعبي فمعروف هناك ان الجيران بتكون متداخلة مع بعضها، وأحنا قاعدين مش مقفول علينا باب ده باب الشقة مفتوح على اخره وكلنا قاعدين مع بعض، يعني مفيش حاجة غلط حصلت، لكن كانت سهرة من اجمل السهرات اللى قضيتها مع انها كان فيها مواضيع كتير تزعل، واتكلم أكرم عن طليقته، واتكلمت امي وحكيت نفس اللى قالته لطنط ام لميس مرة تانية قدامهم، وجت امنية اخت اكرم وقعدت معانا وكان يوم حلو اوى بالنسبالي، مشينا اليوم ده وماما متفقة مع لميس انها تقنع اكرم ومامته بالموضوع، وهو تقريبا كان أقتنع بيا من اول ما شافني ولما اتكلمت كمان معاه ولما كنت قاعدة متنحة له لاحظ هو ويمكن لانه لسه خارج من حاجة وجعاه محتاج انه يلاقي حاجة تهون عليه، بس انا المرة دى كنت متنحاله لأنه عجبني بجد مش علشان اسمع كلام امي، فاتت الليلة وطول الطريق وامي بتتكلم معايا عنه:

- عريس مناسب ده يا بوسي، لو اقتنع هتبقى فرصة حلوة.

بوسي:

- أه مش شبه بياعين السوق اللى كنتي بتحطى عينك عليهم، ابن ناس كده ونضيف اوي فى نفسه.

ماما:

- لاء، اللى بحط عيني عليهم ناس تقيلة ولها وزنها، اكرم بالنسبالهم صفر على الشمال، لكن بالنسبة لأننا عايزين الناس تعرف انك مش هتبوري ولا تعنسي بعد خالد ما طلقك يبقى اكرم فرصة كويسة، ابن ناس ومرتاح وشكله نضيف يعني يتقال عليه تقيل ومرتاح


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

بوسي:

- هو عجبني أصلا.

ماما:

- بس هو عينه كانت عليكي طول الوقت، وشكلك كمان دخلتي دماغ امه، ولميس بت جدعة هتزن عليهم.

بصراحة بقيت احلم بيه من اول يوم شوفته، وامي كل يوم بقيت تتصل بأم لميس وتسلم وتطمن عليهم، وكانت كل ما تتكلم مع لميس تتكلم معاها فى الموضوع لكن تطلب منها ما تقولش قدام مامتها ان احنا مهتمين علشان متتحرجش منها، ولميس كانت طيبة اوى وفعلا فضلت تزن على ام أكرم لحد ما لقيت لميس فى يوم بتتصل بماما وبتقولها:

- طنط، عايزة حاجة حلوة بقى، أكرم عايز يكلم عمو علشان يطلب منه بوسي.

ماما:

- بتتكلمي جد يا لميس؟ حبيبتي ربنا يفرح قلبك يارب، عقبال ما نفرح بيكي انتي واختك.

لميس:

- ربنا يخليكي يا طنط، ها بقى أديله رقم عمو ولا ايه اللى يتم؟

ماما:

- أه يا حبيبتي، اديهوله، وانا هكلم عمك دلوقتي افهمه علشان لو اتصل بيه يبقى عنده فكرة.

عرفت وكنت طايرة من الفرحة، والله انتم مش متخيلين هو جميل من كل الجوانب ازاي، اى حد يشوفه يحبه علطول، تقدروا تقولوا كده من الناس اللى ربنا بيحبها علشان كده فى وشه قبول رهيب، قفلت ماما مع لميس واتصلت ب بابا وهو شغال واتكلمت معاه ف الموضوع، فى نفس الوقت لميس مضيعتش وقت وعطيتلهم رقم بابا واتصلوا بيه، جالنا أكرم وباباه ومامته، بس اللى استغربته اوى ان ماما مطلبتش من لميس ولا مامتها انهم يكونوا موجودين، مع ان الناس دى من طرفهم هما، اتفق بابا معاهم على كل التفاصيل اللى طبعا ماما كانت قايلاله عليهم، وتاني يوم اتفقنا ننزل نشتري الشبكة، وفعلا ده اللى حصل، اتصلت ماما بلغت طنط ام لميس باننا اتفقنا لكن مقالتش حاجة على موضوع الشبكة، وكمان طلبت من أكرم انه ميتكلمش مع ام لميس فى حاجة علشان تبقى مفاجأة، ونزلنا تاني يوم وجيبنا الشبكة أنا وامي وأكرم بس، وامى قبل ما ندخل للصايغ قالتلي:

- بت يا بوسي، شوفى التقيل واختاريه، سيبك من الحاجات الصغيرة بحجة انها ارق واشيك، استتقلي.

بصراحة اكرم كان له نصيب من اسمه اوي، هو نفسه كان بيختارلي الحاجات التقيلة، ومستخسرش فيا حاجة لدرجة ان الشبكة وقتها كانت تقريبا أكتر من 50 جرام ودفع فيها مبلغ كبير اوي، طلعنا من عند بتاع الدهب روحنا اتغدينا ولقيت امي بتقوله:

- بقولك ايه يا اكرم يا حبيبي، انا عايزة اتكلم معاك فى كام حاجة كده.

اكرم:

- اتفضلي طبعا.

ماما:

- بص يا حبيبي، احنا هنطلع دلوقتي على عند ام لميس نسهر عندها بس مش هنقول اننا جبنا الشبكة.

أكرم بأستغراب:

- طيب ليه؟

ماما:

- يا حبيبي داري على شمعتك، خليها مفاجأة يوم الخطوبة يشوفوها.

أكرم:

- عادي اللى يريحكم.

ماما:

- حاجة تانية بقى، ودي الاهم، بص انا بنتي وضعها مختلف.

أكرم:

- مش فاهم!

ماما:

- يعني بنتي مطلقة، مش هينفع خروج ودخول والكلام ده علشان انت عارف الناس وكلامهم، ولو حصل ولازم تخرج معاها هبقى معاكم.

أكرم:

- لو حابين نكتب الكتاب انا معنديش مشكلة.

ماما:

- لاء، لسه مش دلوقتي، شوية كده، انا بس بفهمك علشان متزعلش لو طلبت تخرج معاها واحنا رفضنا.

أكرم:

- عادي مفيش مشكلة، انا كمان هخاف عليها من اي كلمة تضايقها.

ماما:

- اصل انا عايزة اقولك حاجة، انا طول عمرى بنتي أنا صاحبتها الوحيدة، يعني لا تروح يمين ولا شمال غير تحت دراعي، لا شغل ولا فسح ولا اصحاب، يعني الجو بتاع لميس ده مش عندنا، لا عندنا بنت تطلع لجارة ولا جارة تنزل تقعد معانا، اه انا عندى بنت واخاف عليها تسمع كلمة مش مناسبة لسنها، تشوف حركة متعجبهاش، الحاجات دي كلها أنا منعاها من زمان اوي، حتى عند ام لميس كانوا ييجوا يباتوا هما عندنا زمان لكن احنا اخرنا معاهم الزيارة، فأنا بنتي غير اي بنت تانية.

أكرم:

- طنط ام لميس وبناتها ناس محترمين عمرنا ما شوفنا منهم حاجة وحشة.

ماما:

- اومال ليه مفكرتش تاخد واحدة من البنات؟

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️



أكرم:

- لأني شايفهم اخواتي زي امنية بالظبط، وبعدين انا مش بفكر اتجوز بنت بتشتغل، وهما كمان بيشوفونى جار واخ مش اكتر من كده.

ماما:

- طيب الحمد لله ريحتني، المهم بقى الكلام ده بيني وبينك، علشان بس ميوصلش للجماعة ويزعلوا.

أكرم:

- عيب يا طنط، اكيد مش هروح أحكى للناس احنا بنتكلم فى ايه.

كنت قاعدة بسمع الكلام، وبصراحة حاسة انى متضايقة، بعيد عن تمثيل امي اللى اتعودت عليه وبقى فيا جزء منه، الا اني كنت زعلانة من كلامها على الناس اللى اتعاملوا معانا بمنتهى الطيبة والنية السليمة، لكن هعمل ايه يعني؟ ما خلاص انا اتعودت على ان امي تقول اللى تقوله وتعمل اللى تعمله حتى لو يخصني انا واقول امين وبس، فعلا روحنا سهرنا عند طنط ام لميس ومحدش فينا جاب سيرة بأننا نزلنا جيبنا الشبكة ولا اننا كنا مع بعض اصلا، قعدنا معاهم للصبح هزار وضحك ومواضيع وفرحة كبيرة اوى منهم اني هتخطب لأكرم، ودعوات كتير حلوة، وانا على قد ما فرحانة على قد ما  زعلانة اننا بنتخابث عليهم، فضلنا معاهم لحد الفجر، وبابا بعد ما خلص شغله فات علينا بالتاكسي اللى طلع بيه من جوازتي من خالد أخدنا وروحنا سوا، يتصل بيا اكرم علشان يتكلم معايا الاقى امي حطيت الهاند فري فى التليفون وحطيت سماعة فى ودنها وسماعة فى ودني، كانت بتسمع كل حرف بيتقال، وفيه اوقات  كلام يتقال تشاورلي بالكلام اللى المفروض ارد بيه، كنت هتجنن من اني مش قادرة ابقى على طبيعتي معاه، وهو كان محترم جدا وكل كلامه محترم، و علشان كده أنا كنت مبسوطة اوي لأنه مفكرش يتطاول عليا ابدا او حتى يستغل اني مطلقة بأى شكل من الاشكال، لا فعل ولا كلام، مكانش يعرف خالص ان امي معانا فى كل مكالماتنا، لحد ما تاني يوم بالنهار نزلت مامته عند مامت لميس وكانت فرحانة اوي وبتشكرهم:

- بصراحة يا لميس مش عارفة اقولك ايه، أكرم اتعلق بالبنت اوى، كنت فاكرة ان المخفية الاولى عقدته.

لميس بسعادة:

- هما طيبين والله يا طنطي، والبنت اتظلمت كمان اوى، وبعدين دى محترمة جدا ومؤدبة.

أم اكرم:

- ربنا يسعدك يا حبيبتي، عقبالك بقى، بس قوليلى ايه رأيك فى الشبكة؟ اصل انا مشوفتهاش، أكرم سابها معاهم قال كانت فرحانة بيها اوي اتحرج يقولها ياخدها علشان نشوفها.

أم لميس ولميس اتفاجئوا من الكلام ورديت ام لميس:

- شبكة ايه؟ هو اكرم جاب الشبكة؟

أم اكرم:

- اه امبارح، انتم متعرفوش ولا ايه؟ ما هما كانوا مع اكرم قبل ما ييجوا على هنا راحوا جابو الشبكة هما التلاتة.

أم لميس بزعل:

- غريبة يعني، ده احنا قاعدين مع بعض للصبح، معقل تكون نسيت ام بوسي تقولنا؟

لميس:

- ياماما براحتهم، يمكن عايزاها تبقى مفاجأة علشان نشوفها يوم الخطوبة، خلاص مدام هما مقالوش بلاش نوصلهم اننا عرفنا علشان ميزعلوش.

أم اكرم بضيق:

- يعني تبقوا انتم اللى جايبين العريس، ويخبوا عنكم حاجة زي دي، لاء مش حلوة منهم دى الصراحة.

أم لميس برغم زعلها الا انها بتحاول متقولش كلمة وحشة فى حقنا:

- ياام اكرم كل واحد له طبعه، ممكن زى ما لميس قالت كده عايزينها تبقى مفاجأة، وبعدين مش معقول هتبقى انتي مشوفتيش الشبكة وييجوا يوروهالنا احنا، مش اصول يعني ويمكن ده اللى خلاهم مقالوش.

ام اكرم:

- ممكن برضو، اصل امبارح لما اكرم رجع من برة كنت انا نايمة، ده قاللي الصبح قبل ما ينزل، واتصلت بيها باركتلها هي ومامتها.

أم لميس:

- ربنا يكملهم على خير، وعقبال امنية والبنات كلها يارب، بس حركة محترمة اوى من اكرم انه ساب الشبكة معاهم، مفيش عريس بيعمل كده.

أم اكرم:

- يا ام لميس دول تبعكم، يعني العملية فى بيتها، ياما كان نفسي نكون احنا اللى نسايب.

ام لميس:

- بوسي كمان زى بناتي ربنا العالم، ده ابوها عشرة عُمر مع طارق، وفى سبوع بوسي كانت لميس بنتي شايلاها على ايديها متصورة بيها، يعني برضو انتى مناسبانا احنا.

ألكلام كله كان من النوعية دي، وفعلا لميس ومامتها محدش منهم قالنا حاجة على موضوع انهم عرفوا بالشبكة ده، وحددنا ميعاد الخطوبة وتمت فى البيت على الضيق، وكان دايما ابو أكرم شايف اني مش مناسبة له وبيقول عليا عروسة المولد بسبب المكياج الكتير اللى بحطه، لكن هما مش بيفرضوا على حد فى ولادهم حاجة، هو قال رأيه وخلاص واللى يختار يتحمل نتيجة اختياره، حددنا 6 شهور على الجواز، كل حاجة فيهم كانت جميلة اوى، بييجى يزورنا كل اسبوع جايب معاه كل حاجة حلوة حرفيا، هدايا وحلويات وفواكه، كان كل مرة ييجي فيها لازم يبقى فيها هدية غالية، يمكن اتعلمت البس اشيك من اللى متعودة عليه بسبب اللبس اللى كان بيجيبهولى، هو حلو وكل حاجة منه حلوة، وكانت امي مش بتسيبنا لواحدنا ثانية، ولو حصل وخرجنا صدفة لسبب ما كانت تبقى هي اللى ماشية فى النص، ولما كنا نروح نسهر عند طنط ام لميس كانت تقرر ان ام اكرم هي اللى تنزل تسلم علينا علشان مش هينفع انا اللى اطلع اسلم، عيب، وبعدين امي مش بتتعزم عند حد ولا بتعزم حد، ولأن الناس كانوا مش عايزين اكتر من سعادة أبنهم كانوا مش بيركزوا فى كل ده، كنت بعد الايام علشان اتجوزه وأخلص من تدخل امي فى حياتي وحياته اللى مانعانا من اننا نعرف نقول كلمة حلوة حتى لبعض، كل كلامنا بحدود الحدود كمان، مكنتش اقدر اقوله بحبك، لحد قبل الفرح بأسبوعين كان تقريبا كل حاجة جهزت، وفي يوم وأحنا راجعين من برة انا وامي حصلت حاجة اغرب من ان اى حد فى الدنيا يصدقها، حاجة قلبت كل اللى حلمت بيه رأسا على عقب، حصل اللى خلاني انا وأكرم نعيش اسود واصعب ايام فى حياتنا، بعد ما كنا مستنين السعادة كلها تجمعنا فى بيت و احد.

أنا ألطُعم

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


الفصل العاشر


لقينا بابا واقف مستنينا على باب الشارع وعلى وشه ضحكة عريضة اول مرة اشوفها، استغربنا جدا وامي قالتله:

- فى ايه؟ انت واقف كده ليه؟ وايه الفرحة اللى على وشك دى كلها؟

بابا:

- عندى ليكم حتة فرصة ولا فى الاحلام.

ماما بلهفة:

- قول ياخويا، فرّح قلبي.

بابا:

- مش هينفع فى الشارع، نطلع البيت نتكلم.

ماما:

- طيب نروح نجيب العيال، انا سايباهم من بدري.

بابا:

- نخلص كلامنا وهروح انا اجيبهم، اطلعوا بس.

بوسي:

- جيبت حاجات جميلة يابابا، افرجك عليها الاول لما نطلع.

بابا:

- سيبك من الحاجة دلوقتي، اللى عندي هيعجبك اكتر.

فعلا طلعنا واحنا متحمسين جدا عايزين نعرف ايه السعادة دي، مش طبيعة بابا انه يبقى عنده حماس ومبسوط بالشكل ده، دايما عنده برود وهدوء كده فى كل حاجة، اول ما دخلنا الشقة لقيت ماما بتقوله وهي بتقعد على الكنبة جنب الباب:

- قول بقى يا سيدى، فى ايه؟

بابا:

- عريس، عريس يا ام العروسة.

ماما باستغراب:

- عريس! عريس لمين؟ ماتتكلم علطول يا راجل انت.

بابا:

- هو ايه اللى عريس لمين؟ لبوسي طبعا،هو احنا عندنا غيرها.

بوسي بصدمة:

- عريس ايه يا بابا؟ انت ناسي ان انا فرحى قرب ومخطوبة لأكرم ولا ايه؟

ماما:

- اسكتي يا بت خلينا نسمع الباقي.

بوسي:

- نسمع ايه يا ماما؟ هي فيها سمعان، انا فرحي قرب، ومخطوبة، عريس ايه ده اللى هييجي لواحدة مخطوبة.

بابا:

- ميعرفش انك مخطوبة، ده من برج العرب، راجل عرباوي ومرتاح اوي اوي، عنده معرض سيارات كبير اوى على البحر، غير المقاولات والمحلات التانية، غير شغله اللى فى الكويت، وعايز بوسي بشنطة هدومها، واللى هتطلبه هيتحط تحت رجليها.

بوسي:


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


- يابابا....

ماما من غير ما تديني فرصة ارد:

- لا ياشيخ؟ طب وده عايز بوسى بالتحديد ولا قالك عايز عروسة؟ وتعرفه منين؟ ولو يعرف بوسي، عرفها منين؟ أحكيلي كل حاجة.

بابا:

- اليوم اللى كنت بوصلكم فيه من عند الجماعة بليل، كان راكب معايا زبون وانا فى طريقي ليكم ونزل معايا على اول الشارع بتاع بيت طارق، ولأنه زبون محترم اوى طلب رقمي لأن عربيته كانت فى التوكيل وقاللي لما يحتاج تاكسي هيكلمني، وانا قولتله ماشي بس فى الرجعة مش هينفع اخده معايا لأن هيبقى معايا بنتي ومراتي، وهو قاللي لاء مش لازم النهاردة، مكنتش اعرف اننا واحنا راجعين كان قاعد فى محل مع صاحبه وشافكم معايا، واتصل بيا علشان اوصله وسألني على بوسي، واتبسط اوي انها بنتي.

ماما:

- عجبته؟ لحق ياخد باله منها؟

بابا:

- على كلامه أنه شافها كويس، وبعدين ده محترم وبدقن وشكله متدين.

ماما:

- ده عنده كام سنة؟ ومتجوز ولا هتبقى اول بخته؟

بابا:

- بصوا هو مش صغير، لكن السن مش باين عليه، يعني بتاع 40 او 42 سنة، ومتجوز وعنده عيال كبيرة، بس مراته مش ممانعة انه يتجوز تاني.

ماما:

- على خيرة الله، شوفتي يا بت يا هبلة، اهو ربنا بعتلك نصيبك.

فى الوقت ده انا كنت بحرك رأسى مع كل واحد منهم بيتكلم وكأني تايهة او متعمدة ادوخ نفسي علشان يغم عليا ومسمعش اللى بيتقال ده، انا بحب اكرم ومبسوطة انى هتجوزه، المصيبة انه لاغيين وجودى ورغبتي ورأيي حتى، دول محاولوش يقنعونى اصلا او يدوروا على اى كلام يخليني اقول ان هما اللى صح، محدش منهم وجه كلام ليا، هما اخدوا قرارهم وانا لقيت نفسي بمنتهى العصبية بقف من مكاني وبقول لأول مرة:

- أنا مش هعمل اللى بتقولوا عليه ده، انا مخطوبة وهتجوز اكرم، فرحي قرب وجهزت حاجتي، ولابسة دبلته وعايزاه، ومش هتجوز حد غيره ولا هقبل بحد عنده ست  وعيال ولا اكبر مني تاني، واكرم خطيبي وهيبقى جوزى.

قولت الكلام ده ودموعى نزلت من كُتر ما انا صعبانة عليا نفسي، انا سلبية جدا وشبه اللعبة فى ايديهم علطول، لكن قلبي وجعني لما حسيت ان الراجل اللى حبيته بجد وهيبقى جوزى خلاص ممكن يضيع مني فى ثانية، لكن هما رد فعلهم كان اسرع من تفكيري وشرودى فى كلام تاني ممكن اقوله، علشان الاقي امي ضربتني بالقلم رمتني على الكنبة، ودخلت تجري على الحمام وفى الوقت ده كان بابا نازل على ضهري باللوكاميات، وامى رجعت جري ومعاها الخرطوم ونزلت بيه على جسمي خليت فيه كل سنتيمتر كأنه محروق من كتر الضرب، امى كانت بتجلدني مش بس بتضربني، كنت بعيط واصرخ واقولهم وسط وجعي:

- بالله عليكم بلاش تخلوني اسيبه، هو جاب كل حاجة طلبتوها، هو مش فقير، هو كويس وانا عايزاه.

هما مش سامعين انا بقول ايه بتضرب وبس، وفى وسط الضرب سمعت امي وهي بتقوله:

- حدد ميعاد معاه برة عن البيت وعن المنطقة، خلينا نتفق من برة برة.

حسيت ان قلبي هيقف من القهر، ضربوني لحد ما تقريبا اغم عليا، وطبعا أنا مقدرش اتصل بأكرم ولا اقوله حاجة امى اخدت التليفون اصلا، كانت اطول واصعب ليلة مرت عليا، وتاني يوم لقيتها بتصحيني:

- قومي يا بوسي احنا العصر، قومي البسي علشان نازلين.

بوسي بوجع:

- رايحين فين؟

ماما:

- لما ننزل هتعرفي.

قمت من مكاني وجسمي كله واجعني، كانت امي محضرالي هدومي ودورت على اكتر طقم مُلفت عندي وطلبت مني البسه، انا مش فى بالي انى ممكن اكون نازلة اقابل حد اصل مش معقول بالسرعة دي حتى على الاقل، لبست ووقفت رسمتلى عنيا الواسعة وحطيتلى مكياج العرايس كعادتي، ونزلنا وكان بابا واقف بالتاكسي تحت البيت، مشى بينا وروحنا على مطعم سمك كبير قبل العجمي مطعم مشهور جدا، دخلنا انا وامي وابويا ولقيت بابا بيقول لماما بصوت واطي:

- اهو الحاج قاعد، وبيشاور على ترابيزة قاعد عليها واحد بقفطان.

قربنا من الترابيزة ووقف يسلم على بابا ويسلم على ماما من غير ما يمد ايديه، واول ما بص ناحيتي عنيه متشالتش من عليا وهو بيقول:

- بسم الله ما شاء الله، خير البر عاجله.

قعدنا كلنا وماما وبابا بيضحكوا، وانا اول ما شوفت وشه حسيت بقبضة قلب، استغفر الله شكله يخوف، برغم ان اللحية عمرها ما تخلي حد شكله مخيف، لكن هو نظراته وملامحه ودقنه الطويلة التقيلة كان شكله بالنسبالي يخوف بجد، باين عليه انه كبير فى السن حتى لو مش فى المُطلق، لكن هو كبير اوى عليا وده باين، غير كده وكده حتى لو مش كل ده انا برضو بحب أكرم ومش عايزه غيره، قعدت ماما وبابا وهو اتكلموا فى حاجات كتير اوي، لكن اللى فهمته من الكلام انه موافق على كل طلباتنا، بشرط واحد وهو اني اسافر معاه، ودى بقى بالنسبة لأمي كانت حاججة مش لطيفة خالص، اصل امي محدش بيطيق يتعامل معاها تقريبا غيري، وانا صاحبتها الوحيدة، وهى مش هتتحمل اني ابعد عنها، لكن بابا بقى كان موافق جدا على كل حاجة، وعلشان كده وبمنتهى السرعة قرروا ان كتب الكتاب يبقى تاني يوم المقابلة من غير ما انا وهو ننطق مع بعض بكلمة واحدة، وبرغم ان امي كانت على اخرها، الا ان بابا اقنعها اني مش هسافر فى يوم وليلة، ولما اسافر معاه وابقى مراته بشوية دلع هعرف اقنعه اني ابقى شوية فى اسكندرية وشوية معاه فى الكويت.

عارفين كنت مضروبة على دماغي باين، أنا ندمت ندم عمري كله بخسارتي لأكرم، وسلبيتي وخضوعي المبالغ فيه لأهلى خلاني كل يوم ادعي على نفسي انى اموت علشان ارتاح من اللى عملته فى غيري وفى نفسي ده، لكن كل ده مفرقش في اى حاجة، واتكتب الكتاب، اه والله اتكتب كتابي وانا اصلا مخطوبة، بس ولا اكرم يعرف اني اتكتب كتابي ولا عارف حاجة عني غير انى واخدة دور برد وطول اليوم نايمة وده اللى امي قالته، ولا عريس الغفلة يعرف اني مخطوبة، وأتكتب الكتاب، وجابلي دهب هدية غير الشبكة كتير جدا لدرجة ان الاسورة من تقلها كنت مش قادرة البسها، الخاتم من كُبر حجمه كنت مش عارفة اقفل صُباعي منه، لكن كل ده كان مش مفرحني، انا كنت جثة ماشية معاهم ساكتة ومحدش فكّر يحسسني اني موجودة اصلا وفجأة بعد ما رجعنا البيت سمعت بابا بيتكلم فى التليفون:

- بقولك ايه يا اكرم يابني، احنا رايحين عند الجماعة بكرة، خلينا نتقابل هناك.

بكرة ده اللى هو يوم الجمعة، وده اليوم اللى اكرم متعود ييجي يزورنا فيه، انا عارفة ان خلاص مفيش امل فى اى حاجة، جه اليوم التاني بمنتهى السرعة، صحينا الصبح وبالضرب والبهدلة نزلت مع بابا علشان نقابل جوزي ونخلص ورق السفر والباسبور والاجرءات، فيه حاجات خلصت وحاجات تانية وقفت على استلامي للقسيمة، وخلصنا المشوار ده ورجعت على البيت كانت امى جهزت ونزلنا علشان نروح عند عمو طارق، وكان مع كل خطوة قلبي يوجعني وحاسة انى هموت ومش هلحق اوصل عندهم، قابلونا الناس مقابلتهم الحلوة كعادتهم، نزلت مامت اكرم سلمت علينا وطلعت تاني، وشوية واكرم وصل، كل ده ومحدش خالص يعرف اي حاجة، ولا الناس اللى احنا عندهم، ولا اكرم، ولا انا نفسي عارفة ايه اللى هيتقال، بس بابا خلاني مستناش كتير واول ما اكرم قعد بعد ما سلم علينا لقيته بيقول:

- اكرم يابني، ربنا عالم انا بعزك ازاي، لكن معلش كل شيء قسمة ونصيب.

الكلمة نزلت عليهم كلهم بالصدمة، لميس حطيت ايديها الاتنين على وشها من الصدمة، مامتها بصيت علينا وعلى اكرم وهى بتضرب بأيديها على صدرها، وأكرم عنيه بقيت رايحة جاية على كل اللى فى الاوضة ووشه بقى احمر من الزعل والاحراج وبيبص ليا وعنيه بتلمع من الدموع، وانا ما بيدي حيلة، غبية وسلبية، ساكتة وبسمع وقلبي بيتقطع.


عمو طارق:

- ليه بس كده؟ حصل ايه؟ ده اكرم زى الفل وميطلعش منه العيبة، ده خلاص الفرح قرب.

بابا:

- النصيب يا طارق.

اكرم بصوت متقطع:

- طيب يا عمي حصل ايه؟ انا عملت ايه؟ هو انا زعلتها فى حاجة طيب؟ قصّرت فى حاجة؟

ام لميس:

- ماتتكلمي يا ام بوسي، قولي لأبو بوسي يستهدا بالله.

ماما بتمثيل:

- ما انتم عارفين لما بيحط حاجة فى دماغه، محدش بيراجعه فيها.

أكرم:

- طيب عرفوني لو عملت حاجة غلط اصلحها.

هو قال كده ودموعي نزلت، لكن هما اقسى من انى اصعب عليهم او انهم يعملولي حساب، بابا كل اللى نزل عليه ان مفيش نصيب، وحظك يا اكرم هيكون فى الاحسن، ومحدش فاهم سبب، واكرم من صدمته سابنا ومشى ومتكلمش، حتى مأخدش الدهب ولا اتكلم فيه، لكن بابا قرر انه يسيب شوية حاجات من اللى جابهالي هدايا عند عمو طارق، اما الحاجات اللى كانت غالية وتنفعنا بعد كده أمي مرجعتهاش بحجة انه اتكلم معايا وخرج معايا، وزى ما هو خسر أحنا كمان خسرنا، وبرضو مفيش نصيب، لكن اكرم كان اكبر من انه يبص للماديات، هو كان بيحبني زى ما حبيته، قلبه اتكسر بعد ما كان فاق من تجربته الفاشلة الاولى، لكن احنا كمان جينا عليه وظلمناه، وبمنتهى السرعة كل حاجة خلصت، ولقيت نفسي قربت اسافر، وهنا لقيت امي بتقولي بمنتهى الغباء:

- عايزين نروح زيارة لأبو العيون، انتي هتبقى فى اخر الدنيا مش عارفة هربطه ازاى ده؟

بوسي:

- مش عايزة ربط تاني، انا مش عايزة اتطلق تاني، خلاص هتجوز يبقى خليني اكمل بقى انا مش هفضل كل يوم والتاني فى بيت راجل شكل.

ماما بحدة:

- مش بمزاجك يا روح امك، انتي فاكرة انك هتسافري وتعيشى على كيفك ولا كأن ليكي ام هنا.

بوسي:

- ياماما عايزة ايه تاني؟ هو انا مش بصعب عليكم؟ كل حاجة انتي عايزاها وبابا عايزها بتحصل وكأني انا هوا، جوزتونى واحد عياله اكبر مني وسكت ومتكلمتش خلاص، خلتوني اسيب اللى عايزاه وبحبه وبيحبني وسكت ومتكلمتش، قبلت اني اسافر واعيش هناك مع راجل متكلمناش لحد دلوقتي كلمتين على بعضهم انا وهو ومتكلمتش، اعمل ايه تاني بقى؟ سيبيني بقى اعيش وخلاص وزى ما تيجي.

ماما بحقد:

- ليه وهو انا هسيبه ياخدك واسكت كده، عايزة تسيبيني هنا لواحدى؟

بوسي:

- أنا مش رايحة لأبو العيون تاني، وانا اتكتب كتابي وهسافر وخلاص على كده.

ماما بوعيد:

- ماشي يا بوسي، بس خليكي فاكرة انتي عملتي ايه مع امك!

فى يوم وليلة لقيت نفسي مسافرة بلد غريبة، مع راجل غريب، مقفول عليا الباب 24 ساعة فى اليوم، معرفش حد حواليا ولا بشوف ناس ولا بخرج من باب البيت، غير كل ده رجعت لبست النقاب مرة تانية لأن المرة دى كانت رغبة جوزي مش امي، لكن اللى كنت عايشة معاه مش راجل طبيعي، والتعويذة بتاعت ابو العيون بمجرد ما سافرت وعديت على بحور اتفكت لواحدها، وكنت زوجة بيتاخد منها كل الحقوق الشرعية بكل الاشكال اللى بتناسب رغباته هو، كان سادى بيتلذذ بتعنيفي وضربي واذيتي بكل الاشكال اللى تيجي فى بالكم، ولما كان بيرضى عني احيانا كان ممكن يفتح السكاي بي بتاعه علشان اكلم امي اطمنها عليا بعد ما جابلهم كمبيوتر هدية جوازنا قبل السفر، وطبعا لا حد يعرفني ولا اعرف حد علشان استنجد بيه فى عدم وجوده فى البيت، ومقدرش احكي لأمي حاجة لمليون سبب، اولهم انها مش هتقدر تعملي حاجة وانا بعيد عنها، تاني حاجة هو بيكون قاعد جنبي لما بكلمها، لكن امي برضو مش هبلة، لاحظت لما شافتني فى الكاميرا اني خسيت خالص وعنيا بقى حواليها اسود، وشكلي كان تعبان جدا، وده بقى امي قررت انها متفوتهوش، وغصب عن ابويا ابتديت هى تتصرف بطريقتها.


التكملة والنهايه من هنا


بداية الروايه من أولها هنا


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close