رواية انا الطُعم الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والاخير بقلم هنا عادل
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
رواية انا الطُعم البارت الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والاخير بقلم هنا عادل
![]() |
رواية انا الطُعم الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والاخير بقلم هنا عادل
الفصل الحادي عشر
كانت أمى بتشوف شكلي ومش بتقدر تتكلم علشان ميمنعنيش اني اكلمها، كانت بتفوت الايام وانا تعبي بيزيد، وهو مش بيرحمني ابدا، ومهما اعمل مش بقدر اخليه يسيبني ارتاح، كل حاجة فيا اتغيرت لدرجة اني بقيت شبه المومياء، لكن امي لأنها مش لاقية حل تقدر تعمله قررت ترجع تاني للشيخ ابو العيون اللى قالتله:
- بقولك ايه ياشيخنا، بنتي اتجوزت وسافرت، والطلاسم اللى على جسمها معملتش حاجة، وجوزها دخل عليها.
ابو العيون:
- سافرت محافظة يعني ولا بلد تانية.
ماما:
- لاء، بلد تانية ركبت الطيارة، دى فى الكويت.
ابو العيون:
- العمل لما بيعدي بحور بيتحل لواحده، انتي ليه مجيتيش قبل ما تسافر؟
ماما:
- انا كنت فاكرة انها مش محتاجة تيجي، بس هو مبهدلها خالص.
ابو العيون:
- معاكي حاجة من ريحتها.
ماما:
- اه طبعا معايا.
طلعت ماما هدوم خاصة بيا، من وقت ما مشيت وهي مغسلتهاش، قدمتها للشيخ اللى حطّها على البخور وابتدا يقرأ عليها كلام مُبهم، وبعد ما خلص سكت شوية وبعدين بص لماما وقالها:
- بنتك حامل منه.
ماما بصدمة:
- ايييييه! حامل؟ يادي المصيبة.
الشيخ:
- هي بعيد مش هينفع تعمليلها حاجة واكون انا طرف فيها من هنا، لازم هي تكون موجودة، دوري بقى على حل بدماغك لبنتك، بس خليكي عارفة بنتك لو فضلت معاه اكتر من كده هتخسريها، ده بيعذبها بكل الطُرق.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
أمى مشيت من عنده وهي هتتجنن، مش متعودة انها تفشل فى انها تلاقي فكرة، كل ساعة بتعدي عليا معاه بتعب اكتر وبنهار اكتر، وفكرة أنها لما اتجوزني لقاني بنت بنوت دى كانت حاجة ممتعة جدا بالنسباله وزودت رغبته من ناحيتي، وهو كان عنده قدرة رهيبة على انه يستمر فى التعذيب ده حتى لو اليوم كله، لحد ما في يوم رجع من برة لقاني فاقدة الوعي تماما، قلق وأضطر انه ياخدنى المستشفى وفعلا لما فوقت لقيت نفسي بالنقاب على سرير فى مكان غير البيت، ومع التركيز عرفت اني فى المستشفى، كان عندى انيميا حادة وجفاف، غير حاجات تانية مش عارفة جاتلى امتى أثرت على اتزاني وخلتني علطول بفقد التوازن وده كان بسبب الأذن الوسطى، كل ده غير نفسيتي المدمرة، ولما شافني بالشكل ده كان مخنوق جدا، ولقيته بيقولي:
- وانا واخد عيلة صغيرة علشان تركبها امراض الدنيا؟ انا عايز واحدة تدلعني مش واحدة تمشورني فى المستشفيات.
بوسي بضعف وتعب:
- انا يعني بمزاجي انى اكون عيانة؟ وبعدين ماهو انت كمان مش بترحمني، انا جسمى كله متكسر من ضربك فيا، ولو انا عايزة اعمل مشكلة كنت بلغتهم هنا.
لقيته بص ليا بحقد وانفعال وهو بيقول:
- وانتي فاكرة ان لو عملتي حاجة زي دى هتخرجى من هنا على رجليكي؟ ده انا ستلمك من هنا على المدافن ساعتها.
خوفت من كلامه اوي بصراحة، رغم انى اصلا مقولتش لحد حاجة، حتى لما سألوني ايه العلامات اللى فى جسمي دي حاولت اهرب من الاجابة، لكن هو خوفني اكتر، كرهته اكتر ما انا بكرهه مليون مرة، عيطت على نفسي وقلبي وحالى، عيطت على اكرم اللى بتمنى ان ربنا يكون عوضه بواحدة احسن مني بكتير، من جوايا مش مسامحة امي ولا ابويا، أخدت شوية ادوية ومحاليل وخرجني من المستشفى علشان هو مش هيقدر يبات معايا فيها ولا هينفع يسيبني بايتة برة البيت فى مكان ممكن يدخل عليا فيه دكاترة رجالة، وطبعا لانه غير سوي نفسيا متخيل ان اي حاجة غلط ممكن تحصل بمنتهى السهولة، وكأن الناس كلها مش كويسة، رجعت البيت وطلبت منه اني اكلم ماما أطمنها عليا، وافق على شرط اني متكلمش فى اى حاجة بتحصل بيني وبينه طبعا، وده الشرط اللى بيكون قبل اى مكالمة، واتصلت بماما ورديت عليا وكانت محضرالى المفاجأة:
- عاملة ايه يا ماما؟
ماما:
- انتى اللى طمنيني عليكي، قلبي مقبوض من بدري انتي فيكي ايه؟
بوسي بعياط:
- تعبانة يا ماما، عندى جفاف وانيميا وضغطي واطي جدا.
ماما:
- يا قلبي، انا كنت حاسة، طيب جوزك معاكي ولا لواحدك.
بوسي بأرتباك:
- لاء، ربنا يخليه مسابنيش لحظة، معايا وروحنا المستشفى سوا ورجعنا قاللي طمنى مامتك عليكي، سايب شغله علشان ميسيبنيش لواحدى.
كان لازم اقول كده علشان ميفكرش يقولي فى مرة مكلمش امي، لكن هي فاهمة اني بكدب وده باين على شكلي، لحد ما لقيتها بتقولي:
- طيب خليه ييجي يكلمني عايزة اقوله على حاجة.
بصيت ناحيته وهو قاعد بعيد عني شوية بس سامع اللى بيتقال، لقيته بيبص ناحيتي بفضول عايز يعرف ايه اللى امي ممكن تكون عايزاه منه؟ اصل هي مش بتطلب تكلمه خالص، وهو كمان مش بيكلم حد.
بوسي:
- أحمد، لو فاضى وخلصت تليفونك ماما عايزاك فى موضوع.
كان لازم اقوله كده علشان لو اعترض أبقى انا عطيته سبب الاعتراض بأنه مخلصش مكالمته، وعلشان ميتخانقش معايا أنا بدبسه يكلم امي، لكن فضوله خلاه يقولي:
- لاء، خلصت تليفون.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
رغم انه كان بيصلي والمفروض انه متدين، لكن كان ابعد ما يكون عن علاقته بربنا، كل اللى كان بيعمله تمثيل ومجرد ستارة يكسب بيها ثقة الناس اللى بيتعامل معاها، المهم فعلا قرب من اللاب توب وقعد وكانت ماما مستنياه، شافته وسلمت عليه ولقيته رد بأختصار وهو بيقولها:
- خير يا حجة، فيه حاجة ولا ايه؟
ماما:
- بقولك ايه يا استاذ احمد، بوسي شكلها مش مريحني خالص، وتعبها ده واجعلي قلبي، انا خايفة يكون فيها حاجة وهما مش عارفينها، أنت عارف برضو الدكاترة عندكم مش شاطرة اوى.
أحمد:
- هي مفيهاش حاجة ياحجة، شوية انيميا علشان مش بتاكل بس كويس، كله هيبقى تمام.
ماما:
- طيب ايه رأيك تجيبها تتعالج وترجعلك كويسة؟
أحمد:
- أجيبهالك فين يا حجة؟ هى سهلة كده؟ وبعدين هي لحقت تيجي علشان تمشى؟ وانتى فاكرة السفر بالساهل؟
ماما:
- ايه الصعب فيه بس؟ تيجي تقعد اسبوع ولا عشر ايام تتعالج وترجعلك عروسة منورة زى ما كنت واخدها، لأن انت مش هتعطل نفسك علشان تقعد تخلي بالك منها، وفى نفس الوقت ممكن يجرالها حاجة كفى الله الشر وهى لواحدها، يبقى على ايه؟
أحمد:
- التذاكر غاليه، وانا دفعت فى الجوازة دي شيء وشويات، مش هتحمل تذاكر سفر تاني علشان تروح تقعدلها اسبوع ولا عشر ايام وترجعلي تاني.
ماما:
- لاء، متشغلش بالك، لو على تذكرة السفر أنا هدفع تمنها، بس المهم نلحق نخلص ده بسرعة علشان لو فيه حاجة نلحقها بدل ما نخسرها.
أحمد:
- تقطعي التذكرة ذهاب وعودة، واسبوع او عشر ايام بس بالكتير، ومش دافع فلوس علاج، هى اخدت مني بما فيه الكفايا.
ماما:
- لاء طبعا، حقك اللى بتقوله، انت ليك ترجعلك سليمة وزى الفل، علشان تقدر على خدمتك وكمان علشان تعرف تبسطك يا عريس بنتي.
أحمد باقتضاب:
- طيب، جهزيلها التذكرة وبلغيني.
قال كده وقام من قصاد اللاب توب، وامي فضلت على ثباتها ونفس الريأكشن اللى كانت بتتكلم معاه بيه و هي بتقولي:
- خلاص يا بوسي، تيجي يا ماما هنا تتعالجي ونشوف ايه اللى فيكي، وبعدين ترجعي لجوزك تاني، كتر الف خيره بصراحة، واحد غيره كان قاللي لاء دى بتدلع، مش عارفة احنا باعتينك معاه تريحيه ولا تتعبيه.
كانت بتقول الكلام ده لأنها عارفة انه سامع الكلام بتاعها، امى عمرها ماكانت سهلة، وقفلت معاها وانا قلبي بيرقص من الفرحة انى هرجع بيتنا تاني، اكتشفت ان نار امى وابويا ولا الجنة اللى ممكن اعيش فيها معاه، رغم انها كانت جحيم مش جنة، بخيل حتى الاكل مش باكل غير بعد ما يخلص هو ويشبع، ومقدرش اعمل غير الاكل اللى هو بيحبه حتى لو انا مش بحبه او مش باكله، مقدرش اعمل لنفسي حاجة تانية، بعد ما قفلت لماما لقيته بيقولي:
- خلاص طمنتي امك عليكي واطمنتي عليها؟
بوسي:
- اه، شكرا ليك على انك خلتني اكلمها، وشكرا على انك وافقت اروح اتعالج هناك.
أحمد:
- هو انتي ازاي مطلقة وانتي بنت بنوت؟
بوسي:
- مش عارفة، هو كان مفهمنى ان احنا اتجوزنا واني بقيت مش بنت، بس مكنتش اعرف انه بيكدب، وبعدين هو قاللى متكلمش مع حد فى حاجة، وانا علشان كده متكلمتش فمحدش عرف ولا حد فهمني.
لقيته اتحول فجأة واتعصب وصوته علي وهو جاي يضربني ويقولي:
- أنتي بتتكلمي عن راجل تاني قصادي، انتى اتجننتي يا رخيصة يا عديمة الحيا.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
ونزل عليا ضرب وشتيمة من غير ما اعرف انا غلطت في ايه، انا رديت على كلامه بس، لكن هو كان بيضربني وكأني انا عدو له، فتح دماغي وكنت بنزف، وهو مستمر فى ضربه ليا، ولقيته جرني على الارض من شعري اللى كان بيطلع فى ايده ودخلني اوضة النوم واخد حقه مني غصب كالعادة، مش عارفة حصل ايه بعد كده لأنى برضو أغم عليا، انا كنت متأكدة اني مش هلحق ارجع اسكندرية تاني، كنت عارفة اني هموت خلاص، لكن هو لما خلص واتبسط باللي عمله، قرر يحاول معايا انه يفوقني بكل الطرق لحد ما استجابت معاه وانا حرفيا بطلع فى الروح، لقيته بيقولي بحدة:
- أمسكى نفسك لو عايزة تسافري لاهلك، لو هتفضلي تستموتي كده مش هخليكي تسافري.
مقدرتش ارد عليه حتى اكتفيت بأنى اهز راسى اللى من كتر الدم اللى نزفته كنت مش حاسة بيها حرفيا، راح جاب شوية ادوية لأن الجرح كان مش محتاج خياطة، وقرر انه هو اللى ينضف الجرح وجابلي مياه اشرب والادوية اللى خدتها فى المستشفى عطهالي، كان بينضف الجرح بمنتهى العنف كنت بصرخ من الوجع وده كان بيخليه يضحك ويبتسط بشكل يخوف، كان شيطان فى عنيا حرفيا، عرفت واتأكدت ان اللى بيحصل فيا ده ذنب خالد ومراته اللى ظلمتها وأدعيت عليها، وذنب اكرم اللى كسرت قلبه، لكن والله انا كنت مغلوبة على امري مش ذنبي علشان يحصل فيا كل ده، لكن فكرة انى اهرب من الجحيم ده حتى لو عشر ايام بس كانت بالنسبالي تستاهل انى استحمل اي حاجة تحصل منه، كنت انا فى نار معاه، وكانت أمى مش بتضيع وقت وحجزت على اول طيارة وجابت تذاكر الذهاب والعودة فعلا ووريتها لاحمد على النت علشان يتأكد أنها غرمت فلوس التذاكر ومتساومهوش بعدين ان علشان ارجع يدفع هو تمن التذكرة، كان اغبى من انه يفهم امي ودماغها، وفى يوم وليلة لقيت نفسي مسافرة لواحدى على الطيارة، وانا اخيرا باخد نفسي، مسافرة حتى من غير شنطة هدوم، كل اللى معايا الدهب بتاعي اللى كنت لابساه مش بقلعه، غير طبعا الدهب اللى سايباه فى البيت عند امي، واخيراااااااااااااا وصلت المطار، وكانت امي وابويا مستنيني، انا لابسة النقاب وده كان مخليهم مش شايفين وشي، لكن كان باين ان جسمي خس النص واكتر كمان من العباية اللى انا لابساها، ركبت مع بابا فى التاكسى وانا ساكتة رغم انهم بيتكلموا كتير لكن انا مش برد على حد وفى دنيا تانية، حاسة ان الوقت ده بس اللى بشم فيه هوا اسكندرية هو الوقت اللى انا اتولدت فيه من جديد حتى لو فترة مؤقته، مكنتش اعرف اللى جاي.
ماما:
- أحنا هنطلع على المستشفى، مش هستنى نرجع على البيت وبعدين ننزل.
بابا:
- ماشي.
فعلا طلعوا بيا على المستشفى، وعملوا كل الفحوصات اللى ممكن تتعمل، أنا أتصدمت فعلا لما طلعت حامل، مش عارفة ازاي حامل وانا ركبت الطيارة وده المفروض انه غلط على الحمل، بس يمكن دى ارادة ربنا بقى، كان عندي فعلا انيميا حادة وجفاف، كان عندى شوية حاجات بسبب الضغط النفسي خليت أعصابي تتعب، حاجات كده كتير مكانتش شغلاني قد ما كنت مش عارفة موضوع الحمل ده حاجة كويسة ولا لاء؟ مكنتش عارفة هستحمل ازاي طفل يكون ابوه واحد مريض زى ده؟ اي تعب حاسة بيه كان ولا حاجة بالنسبة لخبر حملي، واخيرا رجعنا على البيت بأكياس ادوية منها فيتامينات وحاجات لتثبيت الحمل، وبعض الادوية اللى ممكن تخفف شوية من التعب اللى عندي وفى نفس الوقت مفعولها ميتعارضش مع الحمل، اول ما دخلت البيت ورفعت النقاب من على وشي أمي شهقت وهي بتضرب على صدرها وساعتها انهارت انا من العياط:
-عاجبك كده؟ مرتاحة بشكلي ده؟ انتى عارفة ايه اللى حصل فيا؟
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
ماما:
- هو انا اللى روحت جيبته يا بوسي يعني؟ وبعدين اعمل ايه ما هو ابوكي المرة دى اللى صمم.
بوسي:
- انتى كمان كنتى عايزة ده، قوليلي اعمل ايه دلوقتي؟ ارجعله ازاي باللى فى بطني ده؟ انتي مش عارفة اني كنت هموت فعلا من اللى بيعمله فيا.
وابتديت احكيلهم كل حاجة بيعملها معايا من غير ما اتكسف ولا اخبي، علشان اوريلهم بس هما عملوا فيا ايه، لكن بعد ما خلصت كلامي لقيت امي بتقولي:
- من غير ما اسمع كل اللى بتقوليه ده، أنتي كده كده مش رجعاله تاني.
فتحت عنيا على وسعها من فرحتي بالكلمة، لقيت ابويا بيقول:
- أنتى عايزاها تطلق تاني ولا ايه؟ وبعدين ده مستحيل يرضى يطلق.
ماما:
- بقولك ايه، انا مش هضيع بنتي، وبعدين مين قال انه هيطلق، ده احنا هنخلعه، مش بس كده، ده مش هيشوف ضفرها مرة تانية.
بابا:
- طيب وحقوقها؟
ماما:
- حقوق ايه؟ ده الدهب اللى فى ايديها وصدرها بس بأكتر من ربع مليون جنيه، غير اللى عندي هنا، تخلعه ويروح يدور على واحدة تانية يطلع عليها العُقد بتاعته.
بابا:
- طيب واللى فى بطنها.
ماما:
- هيتربى، هو هيتولد فى الشارع ولا ايه؟ انا مش هخليها تسافر تاني ولا هخليها على ذمته مرة تانية.
اول مرة ارتاح لقرار امي بتاخده، هو ده القرار الصح بجد، انا مينفعش ارجع لواحد زيه مرة تانية، اه مش متخيلة ان امى دفعت فلوس فى تذكرة العودة على الفاضي، لكن برضو ماهو انا بنتها فى الاول وفى الاخر، خوفها عليا وعلى مصلحتى طبيعي، وده هيقتلني وساعتها هتبقى هى خسرت بنتها الوحيدة وده مش هتتحمله، وفات يوم واتنين واتصل احمد بأمي اللى بلغته بأني حامل، وقبل ما تكمل كلامها قالتله:
- هيبقى صعب انها تركب الطيارة قبل ما تكمل اربع شهور، ده ربنا وقف معاها وهي راجعة الدكاترة استغربوا انها حامل وراجعة من السفر فى طيارة.
أحمد:
- هيقف معاها تاني فى الرجعة كمان، المهم تجيلي فى الميعاد، انا مش هينفع اقعد كتير من غيرها.
ماما:
- بقولك تعبانه، والحمل تاعبها، ومحتاجة علاجات وفحوصات لمتابعة الحمل.
أحمد:
- لما تيجي هبقى اتابع معاها انا كل ده، لكن طول ما هي عندكم يبقى مسؤلة منكم انتم.
ماما:
- طيب ما هو اللى فى بطنها ده مسؤول منك انت.
احمد:
- انا مطلبتش عيال، انا عايز واحدة تبسطنى مش تقرفني بحمل وولادة، وبرضو انا قولتلك لما تبقى عندى هبقى اصرف عليها وعلى اللى في بطنها.
ماما:
- لاء، ولا يهمك، ولا تصرف عليها ولا على اللى فى بطنها، بنتنا مسؤليتنا، واللى فى بطنها هيكون برضو مسؤليتنا، بس انت اللى طلبت.
قفلت امي معاه على كده، حاول يتصل بيها تاني كتير لكن هي قفلت النت، لكن هو علشان مقدرش يفهم قصد امي من الكلام فضل يتصل على التليفونات كلها، حتى ابويا، لكن برضو ابويا مردش عليه، وبمنتهى السرعة كل حاجة بقيت تاخد مجراها الطبيعي، رفعت قضية الخلع وخلال خمس شهور بالظبط كنت كسبت القضيه، امى متكفلة بكل مصاريف حملي، احمد مش بيبطل اتصالات ورسايل، لكن هو لو طال وصولي عنده انا عارفة انه هيقتلني، ساوم امي بكل الطرق علشان ارجعله تاني، لكن هي مسكت فيا بأيديها واسنانها، غير كل ده كمان لما عرفت ان اللى فى بطني بنت أتعلقت بأني مستحيل ارجع مرة تانية، لدرجة انه قالها خدى انتي المولودة، وابعتيلي مراتي بس، لكن أمى صممت على الخُلع ولاول مرة ابقى عايزاها تفضل مصممة لحد ما تم، نزل من الكويت علشان يحاول يوصلنا، بقيت امي كل يوم تاخدني تهرب بيا فى مكان، حتى أم لميس اللى كنا قاطعناهم بسبب حوار اكرم، اضطريت امى تلجألهم تاني رغم ان لميس طردت امي حرفيا من البيت، لكن الناس دى لأن قلبها ابيض قبلوا تاني اننا نظهر فى حياتهم، وعرفت منهم ان اكرم سافر بلد اجنبي بعد ما عاش فترة مكتئب واتعالج نفسيا، فكرة اني خلصت من احمد كانت بالنسبالي حياة جديدة، حملي كان صعب والتوتر بتاع ملاحقته لينا طول الوقت، وانه بيدور عليا انا بس مش مهم اللى فى بطني اللى مبعتش حتى جنيه علشان يصرف عليه من قبل ما ييجي كل حاجة كانت موتراني، لكن فى نفس الوقت ارتحت اني اطلقت منه، فاتوا التسع شهور بسرعة البرق، وولدت وجيبت بنت جمييييييلة كانت نسخة مني بالظبط، وقررت امي أنى ابقى اخت البنت مش امها.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
أنا الطُعم
الفصل الثاني عشر
اول ما ولدت بنتي وانا لسه فى المستشفى واول ما فوقت من البنج لقيت امي بتقولي:
- البنت اللى جت دي بتاعتي انا يا بوسي، انتي هتبقى اختها، انا ماما وانتي بوسي، وابوها هو ابوكي، واخواتك اخواتها، ودى هتكون مسؤليتي انا، سواء رجعتي لأبوها او اتجوزتي اى واحد تاني فى الدنيا.
فى الوقت ده انا مكنتش حاسة بأى حاجة، كنت تعبانة جدا ومش مستوعبة هي بتقول ايه، لكن مكنتش عارفة ان امي بتتكلم بجد، فات يوم والتاني طلعت من المستشفى على البيت، رجعت لقيت لميس واختها ومامتها عندنا، محضرين اكل وجايين يطمنوا عليا، هما اول من شاف بنتي وباركلي عليها، لكن انا كنت تعبانة اوي لدرجة اني مكنتش عارفة اخليها ترضع طبيعي، وعلشان كده أضطرت امي تروح بيها لدكتور ويكتبلها على لبن صناعي، كنت بموت حرفيا، فات يوم واتنين وتلاتة وابتديت افوق شوية لكن لسه التعب تقيل برضو، بس اهو بدأت احس بالدنيا بقى واشوف بنتي، لمسة، ده اسمها، وهي فعلا لمسة...رقيقة جدا وجميلة، نسخة مني وانا صغيرة وعنيها واسعة وخضرا ملامحها جميلة، كانت صعبانة عليا لأنها مش بترضع طبيعي، وكانت صغننة خالص وضعيفه، لكن الصراحة امى كانت سهرانة عليها كأنها هى اللى بنتها مش انا، مسؤلة عن كل حاجة تخصها، مكنتش اعرف بقى ان الفلوس اللى امي بتصرفها دي مش من الفلوس بتاعتي اللى وصلتلها من خالد ولا من احمد، لاء دى امى خدت بس جزء منهم وعطيته لواحد من السوق هي تعرفه كويس، وده شغال فى المخدرات وابتدا يشغل لأمى الفلوس فى المخدرات، كل ده عرفته بعدين مش علطول وهحكيلكم عرفت ازاي، امي اول ما ابتديت افوق واقدر اقعد انا بلمسة لقيتها نزلت وسابتني واشتريت هدوم كتير اشكال والوان صغيرة جدا مش عارفة جابت المقاسات الصغننة دي منين؟ لقيتها اشتريت حلق دهب وخاتم وسلسلة وانسيال، دى كمان جابت خلخال، مش عادة امي خالص انها تصرف ببذخ كده، ابويا كمان كان فرحان بلمسة جدا، وبصراحة انا كنت فرحانة بفرحتهم بيها، وقولت هتكون سبب فى ان قلبهم يبقى حنين عليا، كانت طنط ام لميس والبنات بييجوا تقريبا كل يوم ويوم يطمنوا عليا، لحد ما قررت امي تعمل سبوع، واحنا معندناش ناس كتير، تقدروا تقولوا محدش بيحبنا، لكن امي كانت فرحانة بلمسة اوي وقررت تعمل سبوع، والصراحة طنط ام لميس مقصرتش خالص، جت هي عملت كل حاجة ممكن تتعمل فى المناسبة دي، عزمت امي شوية جيران واللى كانوا طبيعي جدا بيسألوا عن جوزي ماهو محدش يعرف انى خلعته ولا اطلقت، كل الناس عارفة اني رجعت من السفر لأنى تعبت هناك، وعلشان الحمل، وكان كل اللى يسأل فى السبوع عن ابو لمسة ماما ترد وتقول:
- أيه هو ابو بوسي مش مالي عنيكم ولا ايه؟ لمسة دى بنتي انا، بوسي تبقى اختها مش امها.
كانت الناس بتتوشوش وانا ده مش عاجبني اصل انا مامتها وعايزة افرح بده، اصل انا مش هبقى حرماها من ابوها وكمان احرمها من انى اكون امها، لكن برضو مكنتش عارفة هرد على الناس اقول ايه فكنت بسيب امي تقول اللى هى عايزاه، وبعد السبوع وفى زيارة لطنط ام لميس كالعادة طنط بتتكلم مع لمسة لانها بتحبها اوى:
- يا ماشاء الله يا مشمشة، كلك بوسي وهى صغننة، عايزينك تطلعى لأمك فى ادبها وهدوئها ده لما تكبرى.
ماما:
- تطلع لأختها يا ام لميس.
ام لميس:
- ماتقوليش كده ياست انتي، ربنا يخلي امها وتفرح بيها، ايه اللى اختها ده.
ماما بجدية:
- انا مش بقول الكلام كده وخلاص، البنت دي بنتي انا، بتاعتي، محدش له فيها، ده حتى ابوها قاللي خليهالك وابعتيلي بوسي انا عايز بوسي وانتى خلي البنت علشانك، يعني دى بنتي، بتاعتي ومحدش هياخدها مني.
ام لميس:
- ياست انتي طبعك صعب والواحد مش عارف اخرتها معاكي بدماغك دى.
ماما:
- أنا بحب البنات، وخلاص بقى بوسي مسيرها يبقالها بيت، وانا مش هسيب لمسة تتربى مع راجل غريب.
ام لميس:
- طيب ماهي تتربى مع ابوها ياستي، ايه يخليها تتربى مع راجل غريب.
ماما وهى بتطلع التليفون وتوري لأم لميس رسالة من احمد:
- بصى، اهى الرسالة دى باعتهالنا النهاردة الصبح، مش سايبنا والله، بيتحايل عليا اخلى بوسي تسمعه صوتها بس واقري كده وهو بيقولي اعملك تنازل عن البنت، بس انا مش هحرم امها منها طول ما هي معايا، لكن تتجوز ولا ترجع لأحمد البنت دى معايا.
امى كانت بتتكلم بجدية رهيبة، تقريبا سفري وبعدي عنها خلاها تشوف ان لمسة حق مكتسب ليها لأني ممكن ابعد مرة تانية، بقيت الايام تعدي وامى فلوسها بتكتر، ومصاريفها على لمسة بتكتر، اخواتي الصبيان بيكبروا، ولمسة كمان بتكبر، الغريبة ان احمد مبطلش يحاول يرجع تاني برضو كل كلامه ومحاولاته بتقول انه عايزني انا، مفكرش فى مرة يسأل عن بنته، ده مشافهاش ولا مرة لحد دلوقتى، وبصراحة التجربة دي خلتني مش عايزة اتجوز، او اخد فرصتي بقى لأن خالد واحمد كانوا ورا بعض والتجربتين اسواء من بعض، وامى كمان لأنها حققت جزء كبير من اللى هى عايزاه هديت عليا شوية، كان عندى مبلغ محترم فى البنك ودهب كتير اوى لبساه، غير الشقة اللى بأسمي، وامى قدرت فى فترة قليلة اوي تاخد شقة فى عمارة كبيرة فى المنطقة، الناس كانت بتستغرب أزاي من شغلة السواقة قدرت تعمل كل ده، خصوصا ان محدش خالص يعرف امكانيات احمد طليقي ولا مستواه المادي لأن احنا محدش بيعرف عننا اي تفاصيل، الايام كانت بتمشى عادية، امى تعلقها بلمسة بيزيد، وانا بالنسبة للمسة مهمشة، ابتديت تنطق وتتكلم وقالت كلمة ماما لأمي مش ليا، مع اني كان نفسي اوى اسمع الكلمة دي، لكن هى قررت تحرمني منها، بقيت انا اللى المفروض ابقى ماما اسمي بوسي، وهى اللى المفروض تبقى تيتة بقيت ماما، حتى ابويا كان بالنسبالها بابا، نسيت اقولكم ان امى بالفلوس قدرت تطلع شهادة الميلاد، خصوصا انها معاها قسيمة جوازي، لكن الفلوس لغيت فكرة ان حد من الاقارب من الدرجة الاولى من طرف الاب يكون موجود، فضلت ازعل وافكر اني ارجع لأحمد لمجرد ان بنتي تبقى معايا وفى حضني، لكن هو حرفيا متنازل عن البنت ومش عايزها، هو عايزني انا وبس، وانا لو فكرت انى ارجع فكنت بفكر لمجرد اني اكسب بنتي، مش عايزاها تبقى تحت ايد امي، مش عايزة يحصل فيها جزء من اللى حصل معايا، بس مفيش فى ايدي حاجة اعملها، انا مش بتحرك من مكاني من غير امي، مش بشوف عتبة الشارع لواحدي، كل حاجة بتحصل فى حياتي كانت غصب عني، برغم انهم محاوطين عليا الا اني مش حاسة اني ليا حد، كان المكان الوحيد اللى بخرج فيه وابقى مبسوطة هو عند لميس، ده أحسن مكان كنت بحس فيه بالدفا والحب، رغم زعلهم من اللى حصل مع اكرم لكن فى الاخر هما فعلا بيحبوني وانا عارفة ومتأكده من ده، طبعا مكنتش اقدر اتكلم ولا اقول غير اللى امي عايزاه بس هما كانوا طبيعيين جدا وبيتكلموا بمنتهى العشم، يوم اتنين شهر عشرة عشرين،،،، بنتي كبرت، تعرف ان بوسي تبقى اختها، كنت بفرح لما طنط ام لميس بتلوم على امي وبتقولها حرام عليكي انك تلغي امها ورغم ان امي كانت بتفضل مصممة على كلامها، الا اني بفرح لما حد بيغلطها ويقول ان اللى بتعمله ده مش صح، لمسة بقيت اربع سنين، وأبتدينا ندور على مدرسة علشان نقدملها لكن اللى فاجئني لما لقيت امي بتقولي:
- عايزين مدرسة خاصة محترمة.
بوسي:
- خاصة؟!
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
ماما:
- اه طبعا، اومال هدخلها حكومي يعني؟ عايزين حاجة خاصة لغات مش عربي كمان، بنتي لازم تتعلم احسن تعليم.
بوسي:
- بس ابوها مستحيل يبعت مصاريف، ده هو لحد النهاردة مشافهاش، معقول هيبعت مصاريف مدرسة؟
ماما:
- ومين قالك اني محتاجة منه قرش، أنا اللى هدفع، انا اللى هعلمها.
بوسي:
- منين يا ماما، مصاريف المدراس دي بتزيد، وحتى لو على الفلوس اللى فى البنك فمش هتكفى انها تدرس فى خاص اجنبي كل المراحل بتاعت الدراسة.
ماما:
- وفلوسك كمان مش هاجي جنبها، انا عاملة حسابي.
بوسي:
- ايووووة، منين بقى يا ماما؟ اصل يعني انا مش عارفة المصاريف الكتير دى منين، بابا اللى داخل على قد اللى خارج، وفلوسي ف البنك وديعة، والدهب مش بنبيع منه حاجة، يبقى بتصرفي كل ده منين؟
ماما:
- عادي خدت جزء من الفلوس عملت منه جمعية، ولما قبضتها عطيت الفلوس للواد ميدو اللى عنده دكان قصاد القهوة، بشغلهم معاه.
بوسي بصدمة:
- ميدو مين؟ بتاع المخدرات؟
ماما:
- بقولك ايه، انا ماليش دعوة بيشغلهم فى ايه، المهم انى باخد مكسبي، يشغلهم فى الهدوم، فى المفروشات، فى المخدرات انا بقى ماليش فيه، انا ليا مكسبي وبس.
يأست من اني اخد منها حق ولا باطل، يعني هى المخدرات اللي هتستحرمها مثلا؟ دى حللت الدجل والاعمال، وبصراحة فكرة ان بنتي تتعلم كويس دى كانت حاجة كويسة بالنسبالي قصاد كل القرف اللى شوفته، لمسة كانت امى هى اللى بتعلمها كل حاجة، مينفعش ادلعها، مينفعش تقولي بحبك ساعتها امى تغير وتخاصمها، مينفعش ازعقلها او اضربها لو غلطت، ساعتها امى تضربني حرفيا بالخرطوم، كنت فعلا بدأت اقتنع ان امى مريضه مش بكامل عقلها، كل حاجة في حياتي ماشية زى ما هي بتقرر، وأخيرا وصلت لمدرسة كويسة، وكويسة اوي كمان وغالية، لكن فاجئني مقابلة امي مع المديرة:
- بصى حضرتك، بنتي اتقبلت فى المدرسة هنا، وانا بذاكرلها فى البيت وبجيبلها مدرسين، لكن انا مش عايزاها تحضر فى المدرسة.
المديرة:
- ازاي يعني يا فندم؟ مينفعش اللى حضرتك بتقوليه ده.
ماما:
- هينفع، البنت ضعيفة جدا ومناعتها ضعيفه، وانا هدفع المصاريف والنشاطات، واكتر من كده كمان، شوفي ايه اللى المدرسة محتاجاه وانا اجيبه، بس بنتي مش هتيجي غير على الامتحانات فى المراحل الاساسية.
المديرة بصيت ناحيتي وهى بتقولي:
- مش تكلمي ماما تقوليلها مينفعش اللى هى عايزاه ده، هى كانت بتعمل معاكي انتي كمان كده؟ ولا دى علشان اخر العنقود.
قبل ما ارد واقولها انى انا مامت لمسة مش امي لقيتها هى رديت:
- يا استاذة، احنا لسه فى مرحلة الحضانة، يعني كده كده وجود البنت فى المدرسة مش هيفيدها بحاجة، وصدقيني بنتي لها وضع خاص جدا فمش هينفع اخليها تيجي على الاقل فى سنها الصغير ده، انا بس قدمتلها علشان دى من احسن المدارس هنا وانا حابة انها تكمل دراستها فيها، وزى ما قولت لحضرتك كل طلبات المدرسة انا جاهزة ليها.
المديرة:
- خلاص اللى يعجبك، فى كل الاحوال انا مش خسرانة حاجة، لكن ليا ان البنت وقت ما تكون فى المدرسة او بتحضر امتحان يكون مستواها من مستوى المدرسة، لكن انها تكون مع زمايلها ده مفيد ليها كمان، لكن انتي حرة.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
كنت متغاظة اوي لكن مفيش حاجة هقدر اعملها، اصل الفلوس بتاعتي كمان اللى فى البنك معمولة شهادة بأسم ماما واه انا اللى باخد الفوايد بس هى اللى بتتصرف فيها لانها لما عملتها كنت انا سافرت مع احمد اللى بيغيب يغيب ويرجع يبعت رسايل علشان يقابلني، ولما بيوصلنا اي خبر انه نزل مصر بنفضل طول الوقت نتهرب من البيت، علطول عند طنط ام لميس، لحد ما فى مرة كنا رايحين وشافني واحد من مكان قريب من بيت عمو طارق، ودى كانت مرحلة جديدة خالص فى حياتي.
الشاب:
- لو سمحتي يا مدام، ممكن اتكلم مع حضرتك.
ماما وقفت وبصيتله بتركيز:
- حضرتك بتكلمني انا؟
الشاب:
- هي بنت حضرتك دى مرتبطة؟
بصيت امي ليا ورجعت بصيت له تاني:
- بتسأل ليه؟
الشاب:
- انا شوفتكم كذة مرة كل يوم خميس بتيجوا هنا، وكل مرة ببقى عايز اتكلم معاكم لكن بقلق تحرجوني، وبصراحة انا نيتي سليمة وعايز ادخل البيت من بابه، فلو هي مش مرتبطة أنا اتمنى تدونى فرصة اني اعرفكم على نفسي.
ماما:
- أنت منين؟
الشاب:
- انا من منطقة(...) لكن باجي هنا لواحد صاحبي عنده محل هنا قصاد الموقف، وبشوفكم كل يوم خميس بتيجوا تقريبا فى نفس الميعاد.
ماما:
- بتشتغل ايه؟
الشاب:
- أنا بشتغل فني الكترونيات فى الخليج، بس انا هنا فى اجازة.
ماما اول ما سمعت انه فى الخليج عنيها لمعت، انا بقالي فترة طويلة محدش اتقدملي، خصوصا ان محدش من المنطقة يعرف اني مطلقة، ولقيتها بعد ما وصلت لأهم جزء فى الموضوع بتقوله:
- بنتي مش مرتبطة، بس هى منفصلة ودى تبقى بنتها.
عنيه وسعت على اخرها، اصل انا فعلا اللى يشوفني ميصدقش خالص انى واحدة اتجوزت وخلفت وانفصلت كمان، اصل انا فعلا بنزل من البيت شبه المانيكان، لبس ضيق ومكياج وبالنسبة للمسة فهي فى ايد امي مش بتمشى معايا خالص، وعلشان كده كان بيبان انها اختى فعلا مش بنتي، اصل امي كمان سنها مش كبير، لدرجة انها كان فى وقت من الاوقات عايزة تخلف يمكن تجيب بنت تانية تبقى من سن لمسة علشان تسليها.
ماما:
- مالك فى ايه؟
الشاب:
- لاء.لاء، مفيش حاجة، بس ميبانش خالص.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
ماما:
- طيب بعد اذنك بقى علشان احنا وقفتنا دي شكلها وحش.
وسحبتني ماما من ايدي واتحركنا خطوتين لقيناه جاي ورانا وهو بيقولها:
- طيب، طيب لو سمحتى انا معنديش مشكلة، ممكن اجى البيت ونتفق.
ماما:
- نتفق على ايه؟ احنا نقعد ونعرف بعض الاول وبعدين نشوف هنتفق ولا لاء.
الشاب:
- خلاص، تحبي امتى حضرتك؟
ماما:
- خد رقم باباها ورتب معاه، وشوف هيقولك امتى، وبعدين نشوف اللى ربنا عايزه يكون.
كل ده بيحصل وانا واقفة كالعادة بسمع وبتفرج وبس، عطيتله ماما رقم التليفون ومشينا، الشاب مش حلو لكن انا خلاص اتعودت محكمش على حد من شكله اصلا، وبعدين بعد احمد وشكله اللى كان لا يطاق فأى واحد شكله حلو قصاده، بس مركزتش اوي فى اى تفاصيل بس لقيت امي بتقولي:
- يلا بقى خلي الرزق ييجي، اهو انتى ريحتي بقالك اربع سنين، كفايا كده، ومن غير ابو العيون ولا اي مجهود، اتجوزي بقى الدنيا بتغلى والفلوس قيمتها بتقل.
بوسي:
- اتجوز ايه؟ لالا انسى يا ماما الموضوع ده، انا مش هتجوز تاني.
ماما:
- بصى يا بوسي، انتي يا حبيبتي دلوقتي مش صغيرة، ومش هينفع اضربك واعقد البت الصغيرة لما تشوفك بتتضربي بالخرطوم، الراجل بيسافر يشتغل فى الخليج يعني تلاقيه معاه قرشين حلوين، نشوف ايه دنيته، لو جه على هوانا كان بها، وانتى قاعدة معانا وهنتشرط عليه انك مش هتسافري معاه، مجاش على هوانا وملقيناش من وراه مصلحة نبقى نقوله بالسلامة.
بوسي بصدمة:
- هو انتى عايزة تجوزيني علشان المصالح للمرة التالتة؟
ماما بهدوء:
- اومال البنت لازمتها ايه غير انها تكون باب رزق لأهلها؟
أنا الطُعم
الفصل الثالث عشر
كلام امي بقى يوصل معايا لمرحلة بحس انها ممكن تبقى بداية للكره، مع انها صاحبتي الوحيدة وهى اللى معايا فى حياتي كلها، وهي كمان اللى خلصتني من احمد ومنكرش اني ماديا استفادت كتير بسبب افكارها، لكن والله انا كنت مش محتاجة كل ده، من صدمتي لقيت نفسي بقولها:
- لاء انا خلاص بقيت منفعش باب رزق ليكي من تاني، أنا تعبت وكفايا بقى رجالة داخلة خارجة على حياتي وكأني سبيل.
ماما بأنفعال:
- لولا اننا فى الشارع كنت ضربتك بالجزمة، واتكتمي بقى خالص لحد ما نرجع البيت بدل ما انسى اننا فى الشارع وافرج عليكي الناس.
مشيت ساكتة خالص ودماغي فيها كل اللى حصل فيا بسبب امي وتفكيرها، أنا خايفة اتجوز تاني، معقول اجيب جوز ام لبنتي؟ اصل انا مش قادرة اصدق ان امي ممكن فعلا تحرمني من بنتي وقت ما اتجوز ولا ارجع حتى لأحمد، يبقى ازاى هأمن على بنتي مع راجل غريب؟ طيب بس انا كمان لسه صغيرة، وحاسة انى مخدتش نصيبي ومفرحتش زى اي بنت، قضينا اليوم من غير ما اتكلم ولا احكي اي حاجة عند لميس ومامتها، ورجعنا البيت وانا نازل عليا السكوت بفكر وخايفة فى نفس الوقت، رجعنا على البيت وحضّرت انا العشا وهى امي راحت تجيب اخواتي، وعقبال ما رجعت كان بابا كمان رجع من الشغل وقعدنا على الاكل كلنا وانا ساكتة.
بابا:
- انتي عطيتي رقمي لحد النهاردة؟
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
ماما:
- اه، ده واحد كلمني على بوسي واحنا ماشيين، وعلشان ماخدش وادي معاه فى الكلام ولأنه فضل ماشي ورانا عطيتله رقمك علشان اخلص منه.
بابا:
- كلمني وحكالي ظروفه، باين عليه مرتاح، وسنه مش كبير كمان.
ماما:
- اه ده بيسافر الخليج، بس مقالكش بقى مطلق ولا متجوز ولا ايه حكايته، اصل انا مطولتش فى الكلام.
بابا:
- بكرة هنتقابل على بعد المغرب كده، هيقول دنيته فيها ايه، وبعدين ده رحال يعني مش قاعد هنا فى البلد، بيعجبني انا الراجل اللى بيسافر، فلوس برة فيها بركة عن الفلوس هنا.
ماما:
- طيب يارب على خير بقى، بقالها كتير محدش طلبها عليه القيمة.
كالعادة انا قاعدة زيي زي الطبلية، ساكتة وبسمع وابويا نفسه محاولش ياخد رأيي، مرت الليلة وبمنتهى السرعة جه اليوم التاني وجه ميعاد العريس، استقبلته امي وابويا اما انا كنت جوة فى المطبخ.
بابا:
- ايوة يا عم الكلام بتاع التليفونات ده مينفعش، وش لوش كده نعرف بعض ونفهم الكلام.
الشاب:
- أنا اسمي عبدالله، معلش نسيت اقول لحضرتك اسمي امبارح كنت متوتر ومش عارف اتكلم، اصل انا كمان مش بحب كلام التليفونات.
بابا:
- اسم جميل، اهلا وسهلا يابني.
عبدالله:
- انا عندي 36 سنة، متجوزتش قبل كده، وعمري كله فى السفر، بنزل هنا اجازات كل فترة، وبصراحة خلال الاجازة وانا قاعد فى المحل بتاع صاحبي كل اسبوع بشوف الجماعة عند حضرتك وهما معديين، كل مرة اقول اكلمهم بس بستعيب، لكن انا عايز ادخل البيت من بابه ومكنتش عارف اوصل للبيت ازاي، علشان كده اضطريت اعمل اللى عملته امبارح.
ماما:
- بس غريبة انك متجوزتش لحد دلوقتي، مع ان سنك مش صغير، ولا مكنتش جاهز؟
عبدالله:
- لاء، الحمد لله، كل حاجة عندى جاهزة وزى الفل، لكن مكنتش عايز اتجوز بنت حد مرشحهالي، عايز مراتي اكون انا اللى مختارها، وبصراحة عجبني ان بنت حضرتك فى الكام مرة اللى شوفتكم فيها عنيها مش بتروح على حد، ومعاكي دايما مشوفتهاش ولا مرة لواحدها، حتى حضرتك لما قولتيلي انها كانت متجوزة مصدقتش، قولت يمكن بتطفشيني.
بابا:
- لاء، هى اتجوزت فعلا بدل المرة اتنين، ولمسة بنتها، وابو البنت منفصلة عنه بقالها اربع سنين وهيموت ويرجعلها، لكن هي اتعقدت منه، خدها معاه السفر وحبسها هناك، جيبناها بأعجوبة.
طول الكلام بينهم اوى، اسلوبه كويس ومحترم، واهلي كالعادة بيحطوا شروط وطلبات مبالغ فيها، يمكن كمان لو بنت بنوت مش هيطلبولها كل الطلبات دي، قعدوا ماما وبابا يحدفوه لبعض وكل واحد منهم يتمن البيعة ويعلي فى السعر اكتر واكتر، كنت عارفة انه هيمشي، لكن هو رد قالهم:
- طيب موضوع الماديات مش هنختلف عليه خالص، لكن المفروض انا وهي نقعد نتكلم مع بعض ولو مرة واحدة لو ممكن، هي تشوف هتحس من ناحيتي بقبول ولا لاء، لأن هي اللى هتعيش معايا.
ياااااه، لما سمعته وهو بيقول كده فرحت جدا، معقول يبقى مش بيفكر في الواحدة كجسم بس؟ ده اختلاف عن احمد وخالد تماما، لكن قولت دى فرصتي علشان ارفض، اصل انا برضو مش مقتنعة اني اتجوز وابعد عن بنتي، سمعت بابا بيقول:
- مفيش مشكلة، هناديها اقعدوا مع بعض فى البلكونة شوية، وان شاء الله معرفة خير.
فعلا بابا ناداني وخرجت زى ما امي كانت قايلالي، المكياج مرسوم كالعادة، ومن غير حجاب، انا اصلا ببقى فى الشارع مبينة نص شعري من الطرحة، لكن فى البيت والمقابلة قلعتها خالص، طلعت البلكونة قعدت معاه، وانا بفكر فى الطريقة اللى اتكلم بيها اخليه هو اللى يرفضني علشان امى وابويا ميعكننوش عليا، وفى نفس الوقت خايفة يسمعوا طريقتي ويقلوا مني قدامه، اصل هما مش بيفرق معاهم حاجة، لكن هو سبقني واتكلم:
- أسمي عبدالله.
بوسي بخجل:
- اهلا وسهلا.
عبدالله:
- اسمك ايه؟
بوسي:
- فرانسواز.
عبدالله بأستغراب:
- ايه الاسم ده؟ غريب اوي، انتى اصلك مش مصري ولا ايه؟
بوسي:
- لاء مصريين، بس تيتة هي اللى مسمياني، بيقولولي بوسي.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
عبدالله:
- طيب شوفي بقى يا انسة بوسي.
بوسي بضيق:
- انا مدام مش انسة على فكرة.
عبدالله:
- عارف، بس انا شايفك انسة، وحتى لو حصل نصيب انا هبقى شايف اني اول بختك، واللى فات ده نصيب فات وعدى ماليش فيه.
طبعا بداية للكلام مبشرة بالنسبالي، لكن مش هفرح بيها انا اصلا واخدة قراري، لقيته كمل وهو بيقول:
- شوفي ياستي، انا بسافر اقعد سنة فى شغلي وبرجع هنا اجازة شهرين، لو وافقتي عليا...
بوسي بمقاطعة:
- أنا مش هسافر، انا عندي بنت مش هينفع اسيبها.
عبدالله:
- والله مكنتش هقولك تسافري، أنا اصلا كنت لسه هقولك لو وافقتي عليا مش هقدر اقولك تيجي معايا هناك لأن والدتك قالتلي انها متعلقة بلمسة جدا، وفى نفس الوقت مش هينفع ابعدك انتي عنها، علشان كده هضطر انا استحمل واصبر لحد مواعيد اجازتي علشان اقضى معاكم شهرين كل سنة.
سمعت الكلام فتحت عنيا على اخرها وانا مش مصدقة السهولة والبساطة اللى بيتكلم بيها دي، معقول فيه كده؟ ده ابوها اللى اسمه ابوها قال اتنازل عنها، ده مشافهاش لحد دلوقتي.
كمل عبدالله:
- انا بس عندى كام نقطة كده حابب اكلمك فيهم.
بوسي:
- اتفضل.
عبدالله:
- انا غيور لأقصى درجة ممكن تتخيليها، عندى أخوات بنات وشباب وكلهم متجوزين الاصغر مني والاكبر مني، فانا بغير حتى من اخواتي، وعلشان كده اللى عايزك من اخواتي البنات هما اللى يجولك، اما الشباب مستحيل حد منهم ييجي يزورك طول ما انا مسافر حتى لو بمراته، ودى حاجة بالنسبالي تقريبا مفيش فيها اي نقاش.
بوسي:
- وايه تاني؟
عبدالله:
- مش بحب التدخلات مع الجيران والاصحاب والحاجات دي، فى المقابل الاجازة اللى هقضيها فى اسكندرية مش هحرمك فيها من حاجة، كل يوم هنروح مكان جديد، ولو عايزة تسافري فى اى مكان مش همانع، لكن المهم لا رقمك تليفونك يكون مع حد غيري، ولا تنزلي فى مكان من غير ما اعرف ويكون كمان للضرورة، ولا تستقبلي فى بيتكم حد من غير ما تقوليلي قبلها فى حالة انك عند مامتك.
بوسي:
- انت مُعقّد ولا ايه؟
عبدالله:
- لاء والله، انا بس دمي حامي شويتين، وعندى الغيرة زايدة اوى، ويمكن ده اللى كان بيخوفني انى افكر فى الجواز علشان عارف ان مش اى حد هيتحمل ده، وفى نفس الوقت مقدرتش اتعالج من الغيرة المرضية اللى عندي، علشان كده هى الحاجة الوحيدة اللى ممكن تكون عائق علشان كده صارحتك من البداية، وصدقيني طلباتك انتي ولمسة اواااامر، وهكون انا لها اب وعمرها فى يوم ما هتحس أنى جوز مامتها.
كلامه عاجبني بس قبل ما ارد لقيت ماما هجمت على البلكونة وهي بتقول:
- لمسة ابوها اللى قاعد برة، وبعدين بنتي متنامش غير فى حضني، سامحنى يا عبدالله انا مش هقدر اسيبها ساعة لبوسي.
اتصدمت من كلام ماما لكن لقيته هو رد قبل مني رد فاجئني:
- يعني حضرتك متقدريش تسيبي حفيدتك، وهي تقدر تسيب بنتها عادي؟ اكيد مش هينفع يعني.
ماما ببرود:
- خلاص، يبقى تسكن جنبي، فى الشقة اللى جنبي دي، وتبقى البنت معانا احنا الاتنين طول اليوم.
عبدالله:
- بس العمارة مش عجباني.
ماما:
- فيه عمارة تانية بتتبني جديد على اول الشارع، انا كده كده هسيب الشقة دى لأبني وهاخد فيها، بس متأجلة لحد ما اجمع المقدم بتاعها، تاخد لبوسي الشقة اللى جنبي وده الحل الوحيد علشان لمسة تفضل معاها.
كل كلامها بيوجعني، بحس ان هى بتدور على مصلحتها وبس، حتى العمارة الجديدة دى امي ولا مرة جابت سيرتها، غير ان الشقة دى مبقالهاش كتير ساكنين فيها، وحلوة وكويسة، وبعدين التانية غالية جدا، لكن انا عرفت امي عايزة توصل لأيه لما لقيت عبدالله بيقول:
- خلاص نشوف الشقة، ولو تمام وكويسة نتفق مع صاحب العمارة، وعادى ادفع انا المقدم لحد ما تجهزيه براحتك، وانا هخلص فى الشقة تمليك مش هتخسّر، مع ان والله شقتي جاهزة، بس عادي العقارات بتزيد مش بتقل.
أمي عنيها لمعت، وانا اتصدمت من تيسيره لكل حاجة بالشكل ده، لدرجة اني فكّرت انه عنده مشكلة مثلا، المهم بصراحة ومكدبش عليكم لقيت نفسي بقول ليه ماخدش فرصة، خصوصا اننا اتفقنا على خطوبة لأنه مسافر خلاص كمان ايام، ومش هينفع نتجوز بالسرعة دي، وخلال سفره نتكلم ونعرف بعض، وتمت الخطوبة بينا وبين بعض فى البيت عندنا، وكالعادة الشبكة كانت شوية جرامات كتير كده من وجهة نظرى والله مبالغ فيهم، لكن خلاص بقى انا اتعودت استتقل لما اجي اختار الشبكة، كل حاجة مشيت بهدوء، كام يوم خرجنا فيهم نتعرف على بعض وطبعا امي ولمسة معانا مش بيفارقونا، هدايا وعزومات ومطاعم بمبالغ كتير، شاف العمارة واتفق مع صاحبها على السعر، لكن عطاله مهلة يبعتله تمن الشقة بتاعنا كاش بمجرد ما يسافر، ويبعت لأمي كمان المقدم بتاع شقتهم، بصراحة كان كويس جدا، بغض النظر عن انه غيور فعلا حتى من النظرة ان عيني تيجي على محل فيه راجل واقف او ابص من غير قصد للويتر اللى بيقدملنا الطلبات، او او او، لكن فى المجمل وبعيد عن الغيرة هو كويس، اخد على لمسة بسرعة وهى اخدت عليه، وبقى يجيبلها هدايا بمبالغ برضو، وقدر يحببها فيه، وخلصوا الكام يوم، ويوم السفر لقيته جايبلي ايفون هدية بخط جديد، وطبعا القديم ده اتكسر ومحدش هيعرف عني حاجة من بعد اللحظة دي، قبلت وزعلت انه سافر، اتعودت عليه بصراحة وكنت مبسوطة، كان فيه حاجات من اكرم، لكن والله انا مفكرتش فى اكرم من وقت ما اتخطبتله، لكن بعد سفره فاجئنى اللى امي عملته لما لقيتها بتقولي:
- بقولك ايه، اهو سافر خلاص خلينا ننزل بقى نفك عن نفسنا، خلينا نشوف حالنا.
بوسي بصدمة:
- نعمل ايه يعني يا ماما؟ نشوف حالنا ازاي؟
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
ماما:
- يعني ننزل بقى احنا هنفضل مربوطين فى البيت؟
بوسي:
- يا ماما، ده بيتصل بيا كل شوية، وبعدين هو مش انتم اللى وافقتوا عليه، خليني بقى المرة دى اعامل ربنا في اللى معايا.
ماما:
- اسمعي كلامي يا بوسي بدل ما اخليه يحصل اللى قبله، انا مش بتاعت الحبسة فى البيت، ومش هعرف انزل امشي لواحدي.
للأسف اضطريت اطاوع اميطن ولما تحب تخرج كنت اقوله اني هنام، ويتصل مهما يتصل مردش عليه وابقى سايبة التليفون فى البيت، لأن فيه برنامج مربوط بتليفوني وتليفونه بيعرف منه اللوكيشن بتاعي، وننزل نروح بقى عند طنط ام لميس، نسهر والقاعدة تبقى حلوة، ولما يعرفوا اني رايحة من وراه يلوموني على التصرف ده، لكن هما كمان عارفين ان امي اللى عايزاه هو اللى هيتنفذ، من وقت ما شافوا اني مقتنعة بعبد الله وبدأت ابقى مبسوطة مبقاش اى حد يقول اخبار عن اكرم نهائي، ويمكن ده خلاني اتناساه واتناسى اللى حصل مننا فيه، بقينا على كده كل اسبوع، لكن طبعا مستحيل نعدي من قصاد المحل بتاع صاحب عبدالله علشان لو شافنا وقاله هتبقى مصيبة، بقى يبعتلي فلوس وهدايا وهو هناك، واخيرا بعت فلوس الشقق، بتاعتنا تمليك دفعة واحدة، وبعت مبلغ كبير لماما علشان يبقى مقدم الشقة بتاعتنا، لكن امى باعت الشقة القديمة واشتريت دى، وقررت تشغل الفلوس بتاعت عبدالله لحسابها طبعا، وأكيد هو مش هيقبل ياخد فلوس من حماته تاني، ولأن اهلي استغلاليين، بلغوه ان الشقة هتتكتب بأسمي طبعا علشان العقد والتسجيل فى الشهر العقاري، ولأن عبدالله طيب ومسالم معترضش، هو عارف ان انا وهو بقينا واحد تقريبا، وهبقى مراته، ووقت ماينزل لو عايزني اتنازل عن الشقة مش هقول لاء، بصراحة اتعودت عليه، اتعلقت بيه، حبيته...ودي كانت كارثة بالنسبة لأمى طبعا، وعرفت انها كارثة بالنسبالها لما سمعتها بتتكلم فى التليفون:
- بقولك ايه يا ابو العيون، الواد لحس عقلها، شكله هياخدها مني، اناعايزة حاجة تخليه بعيد كده علطول، ويبقى اخر الموضوع خطوبة.
مسمعتش طبعا رد ابو العيون لكن سمعت امي وهي بترد عليه وبتقوله:
- خلاص اعمل حاجة ليها هي طالما هى اللى هنا، اه تتجوزه علشان المصلحة ماشي، لكن ياخدها مني وتحبه لالالا، شوف كده هتعمل ايه، وانا هعدي عليك اجيبك أطرها والفلوس.
حسيت اني بتحارب، اه امي اللى بتحاربني، وكأنها مستخسرة فيا اني انام فى حضن راجل انا عايزاه، وحابة اني اكمل معاه، ليه محبهوش طيب؟ كويس وحنين عليا وعلى بنتي، وعمل اللى محدش يعمله علشان يخليني جنب بنتي وميبعدهاش عني ولا يبعدني عنها، وكل ده حصل فى فترة قصيرة حتى مدخش الشكل فى قلبه للحظة اني ممكن اكون بستغله، ماهو انا واحدة متجوزة ومطلقة بدل المرة اتنين، يعني وارد يكون العيب فيا مش فى اللى طلقوني، لكن هو كان شاريني لأقصى درجة، بس امي قررت تأذيني للمرة المليون، لكن...
أنا الطُعم
الفصل الرابع عشر(الاخير)
لكن انا المرة دي مش هقبل والله، لأني خلاص مش عايزة اخسر تاني، كفاياني اوي اللى خسرته، كان فات على سفر عبدالله اكتر من 6 شهور، وكان علطول بيبعت فلوس لبابا علشان يخلص الشقة، اه بابا جاب السيراميك وشوية حاجات لأن الشقة على الطوب، وحطهم جوة الشقة وركبلها باب وسابها على حالها، اصل ماما قالتله ان الجوازة مش هتكمل، واحنا اولى بالفلوس، كل ده كنت بسمعه ومش عارفة افكر اتصرف ازاي، لحد ما في يوم لقيت نفسي بقوله:
- بقولك ايه يا عبدالله، خلينا بقى نكتب الكتاب حتى لو بتوكيل، وأجيلك انا، ونرجع سوا.
عبدالله بفرحة:
- بوسي، انتي بتتكلمي جد؟ يعني ممكن تيجي تقضى معايا هنا شهرين تلاتة زيارة؟
بوسي:
- اه والله، ليه لاء يعني؟ هو انا بس اللى وحشاك، ماهو انت كمان واحشني.
عبدالله:
- طيب ولمسة؟
بوسي:
- أنا مش رايحة اقعد علطول، ده هما شهرين ولا تلاتة، وبعدين لمسة كده كده مش متعلقة بيا للدرجة اللى تأثر فيها لو غيبت شوية، انا محتاجة كمان اسافر واغير جو.
عبدالله:
- ياسلام، ده احلى كلام سمعته فى حياتي كلها، خلاص انا هكلم عمي واتفق معاه، ولو كده اعمله توكيل نكتب الكتاب ويخلصلك الورق بتاعك وتجيلي.
بوسي:
- طيب بس علشان تقنعه، قوله أن اهلك شارطين عليك تتجوز الايام دي، لأنك مطول المدة من غير داعي، ومش عايزهم يحسوا ان سبب التأجيل هو وجود لمسة، وفى نفس الوقت مش عايز يعملوا مشاكل ولا ييجوا يجهزوا هما الشقة اللى احنا عاملين حجة تشطيبها.
عبدالله:
- مش هيزعلوا؟
بوسي:
- لاء، بس انت صمم.
فعلا عبدالله مكدبش خبر، وكلم بابا وقاله اللى انا قولته، وطبعا بابا مجرد ما حس ان ممكن حد ييجي يتابع تشطيب الشقة اللى متعملش فيها حاجة قلق، وقرر انه يوافق بحجة اني لما اروحله انا احسن ما هو اللى ييجي علشان احنا لسة بدرى عقبال ما نخلص الشقة، والفلوس مش تحت ايدينا فمش هنعرف ننجزها لو قال انه جاي يتجوز، يبقى بالنسبة لبابا خليه بعيد احسن وأنا اروحله، وفكرة سفري للمرة التانية، وانا اتجوز حد باقتناعي وانا عايزاه فكده ممكن اطول معاه ومتعرفش امي تشوف مصالح مع حد تاني غيري عن طريقي كان الموضوع بالنسبالها مستحيل، وعلشان كده رفضت كتير اوي لكن لأن بابا خايف على الفلوس وخايف ان عبدالله ينزل يتجوز او يطالب بفلوسه يجهز شقته، او ان حد من اهله هو اللى ييجي خلاه يصمم المرة دى ان رغبته هي اللى هتتم، وهيجوزني لعبدالله بالتوكيل وهيسفرني له، وده خلى امي تعمل حاجة اغرب مما تتخيلوا وده عرفته بطريقة مكانتش تخطر على بالي، خاصة لما لقيت فى يوم الباب بيخبط، وكانت امي عند ستي، روحت فتحت الباب اتفاجئت انها عمتي...
بوسي باستغراب:
- عمتي...غريبة.
عمتي:
- ايه يابوسي، مش هتدخليني ولا ايه؟ وبعدين حد يشوف عمته يقول كده؟
بوسي بأحراج:
- لاء انا استغربت بس، اصل انتى عمرك ما طلعتي عندنا.
عمتى دخلت وقفلت الباب وراها:
- تعالي عايزاكي فى كلمتين مهمين قبل امك ما تيجي.
استغربت اكتر ودخلت ورا عمتي اللى قعدت وهى ساحباني من ايدي علشان اقعد جنبها ولقيتها بتقولي:
- شوفي يا بوسي، اه يا حبيبتي احنا مبنتكلمش ولا لينا علاقة ببعض، واه مش بيرضينا كل اللى بيحصل منكم، لكن فى الاول والاخر انتي بنت اخويا، تتجوزي تطلقي ده نصيب مالناش فيه، لكن الاقى اذى بيقف فى طريقك مش هينفع اتفرج واسكت.
بوسي بذهول:
- فى ايه يا عمتي؟ انا مش فاهمة.
عمتي:
- شوفي يا حبيبتي، جاتلي المحل واحدة حبيبتي معرفة، مش لازم اقولك هى مين بس انتى تعرفيها، وهي تعرفك كويس، المهم لقيتها بتقولى كلام غريب عنك وعن امك، ومصدقتهاش غير لما روحت وأتأكدت.
بوسي:
- كلام ايه؟
عمتي:
- بصي، فيه شيخ اسمه ابو العيون، الراجل ده بيقولوا عليه بتاع اعمال والحاجات دى اعوذ بالله.
طبعا اول ما عمتي قالت اسمه افتكرته، ودى بداية لأني اصدقها، اصل مدام اسمه اتذكر يبقى امي موجودة فى الموضوع ده اساسي، كملت عمتي:
- كانت المعرفة دي هناك، وشافت امك وهي عارفاها كويس، لما امك طلعت من عند ابو العيون والست دخلت، جرجرته فى الكلام، لدرجة انها دفعتله زيادة علشان تعرف امك كانت عايزة ايه، وهو مكدبش خبر، وقالها...
بوسي:
- قالها ايه؟
عمتي:
- قالها ان امك رايحاله، علشان يعمل سحر لبنتها بالمرض، علشان متسافرش لجوزها.
سمعت الكلمة حسيت ان قلبي هيخرج من مكانه من كُتر ما وجعني، معقول امي تأذيني للدرجة دي؟ طيب ليه؟ ماهما اصلا اللى وافقوا على العريس من قبل ما انا اوافق، وحتى لو وافقت وهما رافضين تعملي سحر بالمرض! ازاى؟ ده انا بنتها.
عمتي:
- بصي يا حبيبتي علشان متجيش تلاقيني هنا بس وتحصل مشكلة، دى امك وحقك متصدقيش عليها حاجة، بس انا موجودة لو حابة نروح سوا للراجل ده ونشوف ايه الحكاية ولو فى ايدينا حاجة نقدر نعملها نلحق نفسنا بيها، انا مش هتأخر عنك، انا عمتك يعني ااحنا دم واحد، وبعيد عن المشاكل انتي بنتنا.
الكلام كان كبير عليا اوي، لدرجة اني بقيت مش عارفة ارد على عمتي اقولها ايه، لكن هي طلعت تليفونها اوعطيتهولي قالتلي اكتبيلي رقمك علشان ابقى اكلمك واشوف نويتي على ايه، خليني انزل قبل ما تيجي علشان انا هنط فى كرشها لو شوفتها، مسكت التليفون وكتبت رقمي وانا مش حاسة بالدنيا، خايفة اوى من امي، معقول للدرجة دي هي مش بني ادمة؟ مشيت عمتي، وقعدت فى البيت لواحدي هتجنن، دموعي بقيت نازلة لواحدها مش حاسة بيها، تايهمة مش عارفة المفروض اتصرف ازاي، ومستحيل عمتي تكون بتكدب، لأن عمرهم ما دخلوا نفسهم فى اى حاجة خاصة بينا، بالعكس هما شايفين اني غبية زي امي، لكن وانا قاعدة بعيط حصلت حاجة خليت شعر جسمي كله وقف، لما لقيت فجأة ظهرت قدامي قطة سودة مخيفة بجد، عندها ودن واحدة وعنيها حمرا بلون الدم، اتسرعت واتنفضت مكاني، لكن هي فضلت ثابتة مكانها وعنيها عليا ولقيتها فجأة بصوت مبحوح بتقول:
- لو فكرتي تفكي السحر، أمك هتكون التمن.
بصيت للقطة اللى بتتكلم وانا هموت خلاص، لكن هي كررت مرة تانية كلامها وزودت عليه:
- مش هبعد عنك غير لو فيه مقابل، واللى طلبت حضورى هتكون هى اللى مسؤولة عن صرفي، مش هبعد من غير تمن.
متخيلين أحساسي ايه وانا شايفة قطة بتتكلم معايا بصوت يرعب، وكأنها بني ادم..لالا، بني ادم ايه؟ دى عفريت فى شكل قطة، أنا حرفيا كنت كأني بتكهرب من كُتر ما جسمي كان بتنفض، لكن القطة فضلت واقفة تتفرج عليا شوية وعنيها الحمرا بتلمع بشكل يخوف، لحد ما لقيتها اختفيت فجأة، صرخت وبقيت بلطم على وشي من القهر، ايه ده؟ ايه كم الشر والكره والطمع والانانية دول؟ لالا مستحيل تكون دي امي، بس للأسف انا ابويا متجوزش غيرها، وولدتني فى البيت، وانا شبههم جدا يعني انا مش بنت جوزها مثلا، ولا انا بدلوني فى المستشفى، ولا فيه اي شك ولو ذرة شك حتى تقول انى مش بنتها، لكن اللى بيحصل ده مستحيل بجد، رن تليفوني وكان عبدالله:
- حبيبتي، أنا كلمت بابا واتفقنا خلاص على الخميس بعد بكرة كتب الكتاب.
بوسي بعياط:
- انا خايفة يا عبدالله.
عبدالله بقلق:
- ليه؟ مالك؟ خايفة مني انا؟
بوسي:
- خايفة من كل حاجة، هو احنا ينفع نسيب بعض؟
عبدالله سمع الجملة وسكت للحظات، واتنهد تنهيدة طويلة وهو بيقول:
- هو ده بقى القلق اللى بييجى قبل الفرح ولا ايه؟ يعني انتي عايزانى اسيب روحي بسهولة كده بعد ما صدقت اني لقيتها.
سمعت كلامه عياطي زاد وهو حاول يهديني ويتكلم معايا وخرجني من موضوع الجواز وكلمني عن شغله علشان يلهيني، وفعلا أنا اندمجت فى الكلام معاه لحد ما قفلنا، وبعد ما قفلت رجع تانى فى بالي اللى حصل وكلام عمتي اللى لقيتها بتتصل بيا واتأكدت انها هي لان رقمي مش مع حد:
- ايوة.
عمتي:
- ها يابوسي، ناوية على ايه؟
بوسي:
- مش عارفة ياعمتي.
عمتي:
- طيب ايه رأيك نروح ونشوف ازاي ممكن اللى اتعمل ده يتفك؟
سرحت وانا بفتكر كلام القطة اللى قالتلى ان امي هتدفع التمن، هى برغم انها تستاهل انها هى اللى تدفع التمن، لكن انا قلبي مطاوعنيش وعلشان كده لقيت نفسي بقول لعمتي:
- هشوف يا عمتي، انا اصلا مش مصدقة ان امي تعمل كده، هقعد مع نفسي افكر فى الموضوع واكلمك انا.
عمتي:
- ماشي يا حبيبتي، ربنا يبعد عنك الشر، ويهدي سرك.
قفلت مع عمتى، واتفتح الباب، وكانت امي جاية ومعاها اخواتي، دخلت وغيرت هدومها وهى بتقولي:
- حضري الاكل، ابوكي طالع.
دخلت احضر العشا وبابا طلع وقعدنا كالعادة على الاكل كلنا، لقيت بابا بيقول:
- خلاص انا استلمت التوكيل، وهنكتب بعد بكرة.
ماما بأنفعال:
- هو برضو لسه عايزها تسافر؟
بابا:
- ياستي دى زيارة 3 شهور، تروحله هى بدل ما ينطلنا هو ولا حد من اهله.
ماما:
- يعني تسيب امها وبنتها علشان تروح تتحضن براجل فى اخر الدنيا؟
بابا بأنفعال:
- هو راجل غريب يعني؟ ماهو جوزها، وبعدين مش انتي اللى كنتى موافقة من الاول.
ماما:
- لاء، انا قولت مش هياخدها هناك، لكن كده الكلام اتغير.
بابا:
- هو حكالي الوضع مع اهله، وانا اللى قولت اريح دماغي بدل ما نلاقي حد بقى بياخد السبوبة مننا، وخيره ياكلوه هما بدل ما ينزل علينا.
ماما بغل:
- مش هسيبها تسافر، حتى لو الكتاب اتكتب.
بابا:
- كلي، كلي واسكتي بقى.
سمعت وفضلت ساكتة، ومع اخر جملة امي قالتها اقتنعت بأنها فعلا هتعمل حاجة تمنعنى بيها من السفر، ولما قمت الم الطبلية حسيت ان الدنيا كلها بتلف بيا، وبقيت تظهر خيالات قصاد عيني بصورة عبدالله وهو شكله مخيف وأسنانه كأنها انياب بتنزل دم، بقيت اصرخ وانا بتطوح يمين وشمال مش عارفة اتلم على اعصابي، قام ابويا يجري عليا علشان سندني وهى فضلت قاعدة تتفرج عليا وسمعت صدى صوتها وهى بتقول:
- علشان تعرفي تحبي وتختاريه هو.
فعلا، امى قررت تأذيني بالسحر، امي قررت تضرني بجد، وانا هُنت عليها، ومشغلتش بالها بأني بنتها الوحيدة، وعلشان كده انا كمان لازم اعمل زيها، الليلة دى ابويا اللى فضل جنبي فى سريري لحد ما نمت، وكان قلقان عليا لأنى اول مرة ابقى بالحالة دى، فضل جنبي لحد ما نمت، وصحيت الصبح اول حاجة عملتها، فتحت الواتس اب وبعت لرقم عمتي:
- صباح الخير، عمتي انا عايزة اروح للشيخ ده.
عمتى رديت عليا فى ساعتها:
- طيب انا هتصرف واخلي ابوكي ينزلك من غير امك ما تعرف، بس انتي متبينيش حاجة لأمك.
قفلت التليفون خالص اليوم ده، وامى كانت مبسوطة اوي وفكّرت انى متخانقة مع عبدالله علشان كده قفلت تليفوني، وكنت حاسة بدوخة وتعب طول اليوم، والخيالات بتاعت عبدالله مش مفارقاني، لحد ما لقيت امي بتديني تليفونها وبتقولي:
- خدي كلمي ابوكي.
خدت منها التليفون وانا ببصلها بكره اتولد جوايا كبير، ممرش بمراحل والله ده فجأة كده لقيته كره حقيقي لأمي، رديت على بابا:
- ايوة يابابا.
بابا:
- عاملة ايه النهاردة؟
بوسي:
- احسن الحمد لله.
بابا:
- طيب البسي، هعدى اخدك نروح نكشف.
بوسي:
- يابابا مفيش لازمة، هبقى كويسة.
بابا:
- لاء، علشان اتكلم معاكي شوية كمان بعيد عن امك.
بوسي:
- حاضر هقوم البس.
عطيت لماما التليفون وقمت من سريرى وسمعتها بتقوله:
- دكتور ليه؟
معرفش قالها ايه، بس سمعتها بتقوله:
- هو تلاقيه منكد عليها، هو سبب العيا والمرض ده، كلمها خليها تقوله انها مش عايزة تسافر.
برضو معرفش قال ايه، لكن لقيتها بتقوله:
- ده انا ابسطك اخر انبساط لو عملت كده.
لما سمعتها حسيت بالخوف من بابا، لكن مش هينفع اقول حاجة غيرت هدومي ونزلت كان بابا واقف قصاد البيت، ركبت جنبه ومشينا وكان ساكت، وكنت خايفة، لكن أتفاجئت بعد ما بعدنا عن البيت شوية ان بابا ركن التاكسي وقاللي:
- عمتك كلمتني يا بوسي، وقالتلي اللى حصل، هنروح سوا نشوف حل للموضوع ده.
عنيا دمعت واخيرا، لقيت بابا سحبني له وخدني تحت دراعه حضني، بقيت اعيط بصوت عالي، ولقيت عمتي بتفتح باب التاكسي وركبت وهى بتقول:
- وبعدين بقى يا بوسي، عيب انتي كبيرة، خليكي اهدا من كده.
طلعت من حضن بابا وهو بيقول:
- حقك عليا يا بوسي، معرفتش اختارلك ام تستاهلك، من حبها فيكي عملت زى الدبة اللى قتلت صاحبها.
عمتي:
- دى مريضة ياخويا، حب الفلوس عماها عن كل حاجة، بقيت ماشية تتاجر ببنتها وكأنها سلعة عرضاها فى السوق.
بابا:
- والله لولا اخواتك كنت طلقتها وخلصت منها.
فضلت اسمعهم وساكتة، وعارفة انى علشان انا اخلص من اللى عي عملته هى هتدفع التمن، لكن عمتي قالت لبابا العنوان وروحنا على ابو العيون اللى عمل نفسه مش عارفني، وعمتي اول ما دخلتله:
- شوف يا شيخ، احنا سمعنا عنك كتير، وبنت اخويا دي انت اذيها...
ابو العيون:
- أنا مش بأذي حد، انا معرفش بنت اخوكي، لكن اكيد فيه اللى جالي وطلب اذيتها، وانا بعمل شغلي.
عمتي:
- وانا جيالك فى شغل، واللى هتطلبه هتاخده مرتين تلاتة...
ابويا قطعها:
- وعشرة كمان بس المهم تخلصها من الاذى ده.
ابو العيون:
- ايوة، بعيد عن الفلوس اللى بتطلبوه ده صعب، اصل لو اتفك اللى معمولها لازم حد غيرها يتنقله العمل، لانه هيتفك قبل المدة بتاعته، لو كان خلص سهل انه ميتجددش، لكن ده لسه معمول.
بابا:
- وايه التمن؟
ابو العيون:
- ان اللى عمل السحر ده هيخسر...هيخسر كتير.
عمتي:
- وايه نوع الخسارة؟
ابو العيون:
- حياتها، ولو كان الرصد خادم العمل حنين عليها، هتخسر عقلها، مش هيسيبها غير لما يخليها مش عارفة وشها من ضهرها.
عمتى وبابا بصوا لبعض وبصولي، القرار صعب فعلا، والموضوع كبير، مش اى حد سهل عليه انه يقبل بأذى بني ادم حتى لو عدوه، لكن ايه اللى مش سهل؟ دى امي قبلت عليا ده، قبلته الاذى لبنتها الوحيدة لمجرد انها قررت تتجوز وتفرح وتحب وتعيش زى اى واحدة فى بيتها، وعلشان كده قررت اقطع عليهم صعوبة القرار واقرر انا بدالهم:
- خلصني من السحر ده يا شيخ، حتى لو الخسارة هتكون حياتها.
ابتسم الشيخ وهو بيقول:
- هتضحي بحياة امك، علشان تتجوزي؟
بابا:
- انت عارف يعني انها امها؟
ابو العيون:
- أومال..
عمتي:
- يعني الست جابت لبنتها المرض علشان تربطها جنبها، يبقى احنا هنخاف نردلها اللى عملته علشان نخلص العيلة الصغيرة من الجنان والتعب؟
ابو العيون:
- خلاص انتم حرين، لكن مجرد ما يتكتب كتاب بنتكم، امها هتهلوس، ده لو مقتلهاش الرصد.
عمتي:
- ربنا يرحمها بقى برحمته، هو احن عليها مننا.
ابو العيون:
- طيب ارموا بياضكم.
مد ابويا ايديه فى جيبه طلع 3 بواكي فئة 200 جنيه، وفتحت عمتي شنطته وطلعت منها كيس فيه 10000 جنيه، وحطوهم لأبو العيون اللى شاف البوكي عنيه نورت، وقال:
- ده العريس المرة دي يستاهل بقى.
ابويا وعمتي بصوا لبعض، وانا عملت نفسي مش فاهمة قصده، لكن عمتي طبعا فهمت ان امى زبونة عند الشيخ، سكت وكلنا قعدنا ساكتين تماما، وهو بدأ يقول كلام غريب ويكتب حاجات مش مفهومة على جلد حيوان، كل كلمة بيكتبها بحس ان جسمي بيتنغز بأبر، ومع كل كلمة الألم بتاع النغزة بيقل، قعدنا كده وقت طويل، فى البداية كنت بصرخ من الألم، وبالتدريج بقى وجع محتمل لحد ما بقيت مش حاسة بيه نهائي، وفى الوقت ده قالنا:
- كده سحرك اتفك، وأدعولها بقى الانتقام يبقى هيّن عليها.
طلعنا من عند الشيخ وانا باخد نفسي بهدوء، وبابا محاوطني بأيديه وهو بيقول:
- ملعون ابو الفلوس اللى تاكل عقل البني ادم، ربنا يسامحنا بقى على اللى عملناه فيكي، ولو مش عايزة عبدالله يا بوسي، بلاش منه.
بوسي بهدوء:
- عايزاه يابابا، وكتب الكتاب فى ميعاده لو سمحت.
عمتي:
- لو احتاجتوني فى حاجة كلموني، الدم ميبقاش مياه يا بوسي.
بوسي وهى بتحضن عمتها:
- شكرا يا عمتو، ربنا يخليكي.
كنت راجعة البيت ومش حاسة بذرة ندم من ناحيتها، ورغم انها ملاحظة اني متجاهلاها، لكن كانت معتقدة ان بابا اقنعني بأني مسافرش، دخلت الاوضة علطول وسيبتها هى وبابا يتكلموا بقى ويسكتها ويدور على حاجة يخليها تفتكر ان الموضوع اتأجل، قفلت على نفسي وفتحت تليفوني بعت لعبد الله علطول رسالة:
- عبدالله، امي هتموت اني ممكن اسافر، علشان كده انا طول اليوم نايمة هربانة منها علشان بتفضل تقول كلام يخليها تصعب عليا، وانا مش عايزة حاجة تغير قراري، بس قولت ابعت اقولك لأن بابا جه بره وشغلها عني شوية، هحاول اكلمك بس لو معرفتش يبقى احنا على ميعادنا كتب الكتاب بعد بكرة.
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
استقبل عبدالله الرسالة وكان متفاهم جدا، وسكتت امي وكل شوية تفتح عليا الباب تطمن عليا، وهى حاسة بسعادة ان العمل بتاع ابو العيون جاب نتيجة، متعرفش اننا فكيناه وان هي اللى عليها الدور، والاذى هيطولها زى ما طال ناس كتير بسببنا، انا اتعذبت بما فيه الكفايا، لكن ده بقى اوان عذابها هي، فاتت الليلة، وفات اليوم التاني وانا تقريبا مش بقوم من نومي، وهى مقتنعة اني عيانة وده سبب النوم، لحد يوم كتب الكتاب، لما اتصدمت ببابا طالع هو وعماتي وجدتي، وانا طالعة من اوضتي لابسة الفستان اللى كان عبدالله باعتهولي، والمأذون وصل مع عمي، اللى اول مرة يطلعوا بيتنا، امى اتصدمت، ولأن هي عملت حساب ان اهل بابا يتلموا عليها يضربوها او يبهدلوها، سكتت خالص وبصالي بصة غريبة مش فاهماها، لكن بصراحة مفيش جوايا اي حاجة تحنن قلبي عليها، اتصل بابا على عبدالله وبقى معانا فيديو كول بيحضر كتب الكتاب، وشاف فرحتي انا وبابا، جت مامته واخواته البنات حضروا، وامي بصاتها لينا اتحولت كانت شبه المجانين حرفيا، مشغلتش بالي بيها، اتكتب كتابي، فرحت اوي، وفرحت بأن اهلي كمان معايا، واهله فرحانين بيا، لكن امي فى وسط الفرحة دي أبتديت تظهر عليها اثار انقلاب السحر على الساحر، لقيناها شالت الأيشارب اللى على شعرها، وابتديت تشد فى شعرها بتقطعه بين صوابعها وبتزوم بشكل غريب، الناس بقيت بصالها ومستغربين ايه الحالة دي، لكن بابا كان عنده الرد خاصة لما قال:
- مش مستوعبة ان بنتها اتجوزت وهتسيبها وتمشى، بتعمل كده علشان تصعب على بوسي وتفضل قاعدة معاها، خلونا نكمل فرحتنا.
تجاهلناها تماما، سابتنا ودخلت الاوضة وقفلت الباب على نفسها، مش عارفين ايه اللى حصل، لكن عماتي قرروا يفرحوني ويشغلوا اهل عبدالله عن اللى امي فيه وبتعمله، لحد ما احتفلنا بكتب الكتاب وبمجرد ما نزلوا اهل عبدالله ووصلناهم، سمعنا الناس بتصرخ فى الشارع:
- واحدة انتحرت، ام بوسي رميت نفسها من البلكونة.
أبويا واهله جروا على البلكونة وانا وراهم، لقيناها مرمية على الارض سايحة فى دمها، نزلوا يجروا على الشارع، لكن انا فضلت بتفرج من البلكونة، خدت لمسة فى حضني وبقيت اخليها تبص على الشارع بعيد عن أمى اللى مرمية تحت البيت، واخليها تتفرج على السما والنجوم، وبعدين خدتها ودخلنا قعدت اكلتها جاتوه واتصلت بعبد الله كلمناه سوا، وقعد يدلعها ويهزر معاها من غير ما احسسه ان فيه اى حاجة، كنت بتعامل بمنتهى الطبيعية، اخيرا عملت اللى انا عايزة اعمله، وصلت للحاجة اللى فضلت كتير حقل تجارب علشان فى النهاية اوصلها، أتجوزت البني ادم اللى عايزاه، جت الاسعاف واخدت امي على المستشفى اللى قعدت فيها فترة طويلة عديت ال3 شهور كانت فى غيبوبة، وكسور، الفترة دي كنت كسبت بنتي وبقيت حتة مني، أه السفر اتأجل بس علشان ابقى جنب بنتي مش علشان أمي، فاقت وطلعت من المستشفى على مستشفى الامراض النفسية والعصبية، لكن انا مزورتهاش ولا مرة، ولا قلبي جايبني انى اشوفها بعد اللى كانت ناويالي عليه، رجع عبدالله اجازة، والتمس العذر لبابا انه مخلصش الشقة بسبب تعب ماما اللى ميعرفش تفاصيله طبعا، وقعد معانا فى شقة بابا لحد ما يجهز شقتي انا وهو، وفعلا جهزت فى غمضة عين من غير ما يطلب من بابا الفلوس لأنه اتحرج بسبب المصاريف اللى اتصرفت على مرض امي، دخلت قعدت فى شقتي اخيرا، بنتي فى حضني، امى اخدت جزائها، وانا كمان قربت من ربنا وبقيت اصلي يمكن يسامحنى على اى ظلم كنت سبب فيه لاى حد ايا كان، وأهو دلوقتي معايا خلود كمان اخت لمسة، وعبدالله بيعامل الاتنين على انهم بناته، عارف ان الزيارة ممنوعة لماما علشان هي مش حابة حد يشوفها، لكن برضو عارف انى بزورها لواحدى مع بابا كل فترة، مع انى اهو وبعد 3 سنين على اللى حصل مروحتش ولا مرة اشوفها، اخواتي عماتي هما اللى مسؤولين عنهم، وان شاء الله هيطلعوا رجاله محترمين، عايشة فى بيتي جنب بابا مسؤلة عنه وعن بناتي مش محسساه بأى نقص، ظروفنا كويسة مفيش عائق فى حياتنا غير ان الست المجنونة دى امنا، اما ابويا رجع لعبدالله فلوسه كلها، لكن عبدالله رفض ياخدها وعلشان كده بابا كتبهم بأسمي فى البنك، بقى بيصلي وطلب مني السماح كتير، وانا بطلب من ربنا السماح كتير على اى غلط عملته انا او ابويا، اما الست اللى المفروض انها امي...هى بالنسبالنا ولا كأنها لها مكان، هى دلوقتي فى المكان اللى تستاهله...مكانها مستشفى المجانين، ماهو ربنا مش هيقبل الظلم على طول الخط، وكان لازم يكون له نهاية، وكل واحد فينا دفع تمن ظلمه بطريقة مختلفة عن التاني، بالنسبة لقلبي أمي ماتت.
انتهت...ويارب تكون عجبتكم
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️