القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شِباك الحب بقلم ناهد_خالد الفصل الاول

رواية شِباك الحب 

بقلم ناهد خالد الفصل الاول 



رواية شِباك الحب 

بقلم ناهد خالد البارت الاول 

 

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله ادخلوا هنا


- هتتقدملي امتى ؟


-اتقدملك ؟ هو أنا قلت أني ناوي أتقدم أصلاً !


-مش فاهمة ... أنت بتحبني وأنا بحبك يبقى طبيعي تتقدملي !


أنهت حديثها وهي تهز رأسها باعتيادية من سير الأحداث الطبيعي , هو يحبها وهي كذلك إذًا من الطبيعي أن يتقدم لخطبتها ومن ثم يتزوجها ! .


تنهد بهدوء وهو يقول :


-بصي يا ريماس , مش شرط يا حبيبتي عشان بنحب بعض نتجوز , يعني قصدي مش دي النهاية الطبيعيه للحب , بالعكس أنا لو اتقدمتلك واتخطبنا هتبدأ بقى المشاكل والزهق واحنا في غنى عنه دلوقتي , احنا لسه صغيرين على الهم ده .


-هم ! .


رددتها بعدم تصديق وهي تطالعه بدهشة من حديثة , منذُ متى وأفكاره تأخذ هذا المنحنى ! , تململت في جلستها وهي تردد بهدوء زائف رغم اشتعال مشاعرها :


-عُدي , أحنا مش صغيرين أنا 22 سنه وأنت 25 يبقى صغيرين ازاي , بتتكلم وكأننا في ثانوي ! .


مد يده يمسك بكفها وهو يردد بهدوء مبتسم :


-حبيبتي خلينا نستمتع بسننا , ووقت ما يحين وقت الجواز نبقى نتجوز .


-الي هو امتى ؟


رددتها بامتعاض , ليبتسم وهو يرفع كفها لفمه يقبله بهدوء مرددًا :


-يعني نقول سنه مثلاً ..وبعدها أوعدك هتقدم لعمي وهنعمل الي أنتِ عاوزاه .


سحبت يدها منه سريعًا ما إن شعرت بأحد يصعد درجات سطح المنزل الجالسين فوقه , طالعت الصاعد لتجدها والدتها وهي تحمل ثلاثة أكواب من الشاي .. اقتربت بملامح بشوشة وجلست بجوارهم وهي تقول :


-قلت ما أطلع اشرب معاكوا الشاي , أصل الواد عُدي واحشني .


ابتسم " عُدي " بمرح وهو يردد لها :


-واللهِ أنتِ الي وحشاني يا خالتي , بالك أنتِ لو مش أنتِ مكنتش جيت .


-ياواد يابكاش , قولي أمك الندلة دي عاملة ايه , ولا كأني صاحبة عمرها مبتسألش .


-أنتِ عارفة ماما شغلانة الناظرة دي سحلاها , بس متقلقيش هتجيلك قريب .


رفعت كوب الشاي له وهي تردد :


-طيب , اشرب بقى شاي خالتك سوسن , أكيد وحشك .


التقط منها كوب الشاي وارتشف منهُ القليل ثم نظر ل " ريماس " وهو يردد بمغزى :


-ده وحشني أوي يا خالتي والله .


أشاحت وجهها بخجل وهي تشغل ذاتها بكوب الشاي الخاص بها ..


" ريماس السعدني " ... فتاة في الثانية و العشرين من عمرها في عامها الدراسي الأخير كلية الآداب , جسد متوسط وطول قصير قليلاً , بشره مائلة للبياض بأعين بُنية وشعر أسود ناعم يصل لأسفل أذنها بقليل كما تحب قصه دومًا , تعشق " عُدي " منذُ سنوات , تحديدًا حين كانت في الخامسة عشر من عمرها بدأت تفسر مشاعرها تجاهه حينها , وبعدها بعام وجدته يعترف لها بحبه ومن حينها ونشأت علاقتهما , أحيانًا لا يروق لها تفكيره في بعض الأمور لكنها تتغاضى عن الأمر فلن تجعله عائق بينهما , تعرفت عليهِ لأن والدته صديقة والدتها منذُ سنوات طويلة , وبالتالي فهو يُعتبر صديق طفولتها أيضًا فلم يكن لها أصدقاء غيره في تلك المرحلة , حتى حينما التحقت بالمدرسة الإعدادية لم تختلط بالكثير وبقى هو صديقها الوحيد ..


" عُدي الكيلاني " .. شاب في الخامسة والعشرين , تخرج من كلية التجارة ويعمل محاسب في إحدى الشركات , بشرة خمرية وشعر اختلط خصاله بين البُني الغامض والأسود , وأعين سوداء جاذبة , بجسد مناسب , وطويل لحد ما , لا يحب المسؤليات ولا التقيد بها , فأكثر ما يخنقه أن يشعر أن حريته مُقيده , لا ينكر أنه يحب " ريماس " بشكل ما , لكن حبه لها لا يعني أبدًا التقدم لزواجها ! , الزواج يعني مسؤليه , هو في غنى عنها عالأقل الآن ..ومن الأساس هو لا يعرف إن كان حبه لها يجعله يتحملها باقية عمره أم أنه مجرد وقت وسيمل خاصًة مع المشاكل والعقبات الطبيعية التي تحدث بعد الزواج .


وهكذا هي علاقتهما بإختصار ...


---------


ركضت تهبط درجات السُلم بسرعة كبيرة تتمنى لو تتجاوزهم في خطوتان لتصل لهُ بعد غياب عام ونصف لم تراه فيهم لعمله بفرع الشركة بأحد الدول العربية ... بلغ الإشتياق أوجه عندها ولم تعد تطيق صبرًا لرؤيته , لم يكن مهاتفته لها كافية , تلك المكالمة الوحيدة في اليوم لم تكفيها أبدًا ولم ترضي قلبها المُحب .. هدأت من خطواتها حين وصلت أمام الشقة كي لا تبدو لهفتها أمام والدتها ووالدته , دلفت الشقه بهدوء رغم أنفاسها المتسارعة , وابتسمت بإتساع حين وقعت عيناها عليهِ ولم تخفي لهفتها في عيناها المتطلعة له باشتياق , حمحمت بهدوء قبل أن تقول :


-السلام عليكم ...


ردوا السلام ثم أردفت ثانيًة :


-حمد الله على السلامه يا عُدي ..


طالعها بنظراته الشغوفة المشتاقة وهو يردد مبتسمًا :


-الله يسلمك , عاملة ايه يا ريماس ؟


ابتسمت بخجل وهي تجلس أمامه واكتفت بقول :


-بخير ..


وبعدها انقضت عدة أحاديث عامة , حتى هتفت والدته من ضمن أحاديثها :


-والله أنا مبقيتش متمنية حاجه غير أنه يتجوز بقى ويفرحني بعياله .


انتبهت أذنها جيدًا للحديث وأنتبهت حواسها كذلك وهي تتلهف لسماع رده على والدته , ويالتيها لم تسمعه فقد أردف دون انتباه منهِ :


-يووه , مش هنخلص من الموضوع ده ! يا حبيبتي قولتلك أنا مش هتجوز دلوقتي ريحي نفسك .


عقبت والدته قائلة بغيظ :


-شوفتي اهو كل ما أجيبله سيرة الجواز يتعفرت كده ..أنت معقد يا واد ؟؟!


ضحكت " سوسن " وهي تقول :


-سبيه يا سماح بكره يجيلك زاحف ويقولك جوزيني يا ماما .


ضحك بخفوت وهو يردد :


-اعوذو بالله ليه اتهبلت ..


تعالت ضحكاتهم غافلين عن تلك التي تجلس في مقعدها بملامح شاحبة وهي تستمع لحديثه الذي يبدو أنه عن اقتناع تام , ترى هل لم تغير فيهِ كل هذة الفترة شيئًا هل مازال يرى نفسه صغيرًا على الزواج ! , كيف يكون صغيرًا وقد قارب على السابعه والعشرين ! , أم أنه لا ينوي الزواج من الأساس .


تعال رنين جرس الباب ليقطع شرودها فوقفت تتجه له وفتحته لتجد إبن خالتها " معتز " ومعه شقيقته " هويدا " تلك الفتاه الاجتماعيه التي تعطي ابتسامات للجميع ولم تفشل في جعل أحدها يحبها ويحب الحديث معها , رحبت بهما بحفاوة ودعتهم للدخول ..


جلسه عائلية تبدو للجميع لذيذة وممتعه , ولكنها على العكس تمامًا لتلك التي تجلس كمن يجلس على جمر من نار , منذُ بدأت الجلسة وهو لم يتوقف عن الحديث مع " هويدا " لا يهم من يبادر ففي النهاية يتحدثان دون توقف وضحكات وهمسات , رغم أنهما يتقابلان للمره الأولى منذُ عامان وأكثر !! , ولكنها بشخصيتها الإجتماعيه استطاعت تجاذب الحديث معه , وعنها لم تخلو من حديث " معتز " الموجه لها لكنها تجيبه باقتضاب , تعلم أن معتز يكن لها مشاعر ويلمح من حين لآخر لخالته بأنه يريد الارتباط بها , ولكنها تدعي عدم الفهم وكأنها لا ترى نظراته ولا تفهم حديثه .. وما أثار تهجمها أكثر أن " عُدي " رغم رؤيته لحديثها مع " معتز " ومع علمه بنوايا الأخير تجاهها لم يهتم بها ولم يلتفت لهما حتى ! , أليس من الطبيعي أن يغار ! , هذا إن كان يحبها حقًا !! ..


لفت انتباهها حديث والدته ل "هويدا " وهي تسألها :


-أنتِ لسه متخطبتيش يا حبيبتي ؟


اجابتها مبتسمه برقتها المعتادة :


-لا يا طنط لسه مجاش النصيب .


اتسعت ابتسامة الأخيره وهي تقول :


-ده من حسن حظ الي هياخدك , قوليلي بقى أنتي بتشتغلي فين دلوقتي ..


وهكذا انقضت الأمسية بتساؤلات والدة عدي عن هويدا وحديثها معها ..


------------------( ناهد خالد ) ---------------


هزت قدماها بعصبية واضحة وهي تقف بالشرفة تتحدث معه عبر الهاتف بعدما عاد لمنزله , أردفت من بين حديثها بغضب حقيقي :


-مامتك كان ناقص تقوم تخطبهالك واحنا قاعدين ! ..


أتاها رده الهادئ وهو يقول :


-ياحبيبتي ما أنتِ عارفة ماما وتصرفتها الغريبة اعمل ايه يعني ؟!


احتدت نبرتها وهي تقول :


-تصرفات مامتك مش غريبة , أنت الي بتخليها تتصرف كده من كلامك ليها وأنك مش ناوي تتجوز , ودلوقتي أنا عاوزه افهم معنى كلامك ده ..


أجابها ببرود :


-ما أنتِ عارفة يا ريماس أني مش بفكر في الجواز دلوقتي ..


اتسعت عيناها بصدمه وهي تسأله بعدم تصديق :


-أنت لسه مش بتفكر في الجواز ! أنت وعدتني أن بعد سنه هتتقدملي وعدت سنه ونص , جاي تقولي أنك برضو مش بتفكر في الجواز !..


الفصل الثاني من هنا


تعليقات

التنقل السريع
    close