![]() |
البارت السادس والسابع والثامن
بقلم مروه محمد
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
في المعهد ...ركضت خلود مسرعه الي داخله واصطدمت بصديقتها هلا فامسكتها من يديها ودلفوا الي اقرب مدرج لتختبأبه عن عيون زين ...من حسن حظها ان المدرج به شرفه مطله علي الشارع...كتمت انفاسها واختبأت تحت الشرفه تنظر باعين هالعه حتي ذهب زين الي سيارته وصعدها ورحل...هنا وضعت خلود يدها علي صدرها وتنفست الصعداءوذهبت الي اقرب مقعد في المدرج لتلتقط انفاسها...استغربت هلا من افعال خلود وذهبت لتجلس بجانبها وقالت
=في ايه يا خلود؟انتي بتلعبي استغمايه مع مين؟
زفر خلود وقالت
=مع البيه جوزى.
فرجت هلا شفتيها وقالت
=مع جوزك ده اللي هو ازاي ده؟
تنهدت خلود وقالت
=عشان الجيبه القصيرة اللي انا لبساها.
اندهشت هلا وقالت
=ليه هو مش شافك وانتي نازله بيها.
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
=من حسن حظي انه كان مستعجل ومركز في حاجه في الشغل فما اخدش باله... بس لسوء حظى اني لما جيت انزل قلتله انا هروح لماما وهركب تاكسي وهروح فبص ناحيتي علشان يقولي ممنوع شاف الجيبه.
هزت هلا راسها بياس وقالت
=طب لما انتي عارفه انه مبيحبش اللبس ده لبستيه ليه اصلا؟
تذمرت خلود قائله
=ما هو كان مستعجل وانا كنت لسه ملبستش خفت يسيبني ويمشي وانا كنت عايزة اجي المعهد.
استغربت هلا من حديثها وقالت
=تيجي المعهد؟ النهارده اصلا مفيش لينا محاضرات في المعهد ...وبعدين انتي بقالك يومين متجوزة...ايه اللي منزلك بالسرعه دي؟مسروعه اوى علي الكتب والدراسه؟ من امتي يا ختي؟الله يرحم لما كنتي بتزوغي وتروحي تقابلي حازم.
شردت خلود وقالت
=حازم...متفكرنيش بيه ...هو السبب في اللي انا فيه دلوقتي.
ردت هلا بغيظ وقالت
=انتي اللي غلطانه ...انتي وافقتي تتجوزى زين عشان تنتقمي من حازم.
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
=انتقم!ده انتي عبيطه اوى...انا دلوقتي زين بينتقم مني.
قطبت هلا حاجبيها وقالت
=مين اللي بينتقم منك.
ابتسمت خلود بمرارة وقالت
=جوزى.
اندهشت هلا وقالت
=ليه.
تنهدت خلود وقالت
=علشان كان عارف اني بنقل اخبار الشركه والفيلا كلها لحازم.
شهقت هلا ووضعت يدها علي فاها قائله
=يا لهوى...شقتي يا خلود طيشك وصلك لفين؟يا ما حذرتك وقلتلك حازم بيلعب بيكي واهو اول لما وصل للي هو عايزه رماكي...بس زين عرف منين؟يكونش حازم اللي قاله؟
هزت خلود راسها بالنفي قائله
=لا لان حازم اتفاجئ بيا يوم الفرح.
احتارت هلا في مشكله خلود وقالت
=طب انتي هتعملي ايه الوقتي؟
ردت خلود لا مباليه
=هحاول اضيع وقت وهروح لماما وهروح متاخر يكون نام...اصل البيه بينام بدرى...بني ادم خنيق...المهم لما هو مفيش النهارده محاضرات جنابك ايه اللي جابك؟
توترت هلا وقالت
=عادي جايه اريح اعصابي من البيت انتي عارفه مشاكلنا وقله الفلوس.
فكرت خلود في حل مشاكل هلا فقالت
=ايه رايك اكلملك زين يشغلك اي حاجه في الشركه؟
لوت هلا شفتيها وقالت
=حلي مشاكلك معاه انتي الاول.
عضت خلود علي شفتيها وقالت
=المهم ايه اخبارك مع حسام؟
تنهدت هلا وقالت
=علي حطة ايدك.
هزت خلود راسها وقالت
=لسه بردو مش حاسس بيكي.
هلا بخيبه امل
=لا ...هو بيحبك انتي...انا عمره بيبصلي علي اني عاديه
تنهدت خلود قائله
=يااما قلتلك اعملي زىى البسي وادلعي والفتي انتباهه.
لوت هلا شفتيها وقالت
=يا ختي افلحي في نفسك الاول...من تاني يوم وانتي في مشاكل...قال لبس قال
هزت خلود راسها باقتناع وقالت
=عندك حق...انا اتجوزت واحد تقوليش ابو الهول مش ماثر معاه اي حاجه خالص.
دخل عليها المدرج المدعو حساموتفاجئ بخلود وانفجرت اساريره وذهب لهم قائلا
=خلود في المعهد عندنا يا مرحبا يا مرحبا...ايه اطلقتي ورجعتيلي يا نور عيني؟
ضحكت خلود علي مرحه وقالت
=ربنا يسمع منك.
استغرب حاتم من حديثها وقال
=ليه يا قمر لحقتي تزهقي
ابتسمت بسخريه وقالت
=مش متعوده علي الخنقه.
تنهد حاتم وقال
=ما انا قولتلك تعالي نتجوز وهدلعك.
ابتسمت خلود وقالت
=حسام انت تستاهل احسن مني ...دور حواليك هتلاقي ...ودور علي اللي بيحبك مش اللي انت بتحبه
هنا اخفضت هلا راسها بتوتر وانتفضت من مكانها وقالت
=خلود انا مروحه عشان ماما تعبانه عن اذنك.
=مسكتها خلود من يدها وقالت استني انا جايه معاكي...وبالمرة اشوف طنط ...سلام يا حسام.
مط حسام شفتيه واخذ يفكر في كلام خلود ومن التي تحبه وهو لم ينتبه اليها ...ايعقل ان تكون هلا؟
في الشركه...جلس كلا من زين وخليفه واسر لمناقشه اسباب فشل الصفقه ...لكن دون جدوى...فهم لاخر لحظه اعطوا اقل عرض ...هنا فهم خليفه وخبط علي سطح المكتب وقال
=فهمت ...عمي شرف هو اكتر واحد عارف سياستنا في الشغل ...ومتنساش يا زين ان هو اللي علمنا الحاجات دي.
نظر زين الي خليفه وقال
=احنا غيرنا السياسه دي ومحطناش في اخر لحظه سعر اقل.
هنا صدح صوت اسر الخبيث قائلا
=مظبوط كلام زين...انا اصريت المرة دي اني اغير العرض عشان فاهم ان دي سياسه عمك...اكيد في طرف تاني بيوصلهم اخبار الشركه.
زفر خليفه حانقا وقال
=تقصد مين يا اسر؟وضح كلامك.
نهض اسر من مكانه واستدار حول المكتبه ووقف بجانب زين وقال
=مش يمكن يا زين هو نفس الشخص اللي كان بينقل اخبار الشركه والفيلا قبل كده ...واللي اتسبب في الفراق اللي بينكم وبين عم شرف.
نظرة خليفه الي زين نظرة استغراب وقال
=يقصد مين.
زفر زين حانقا وقال
=متاخدش في بالك يا خليفه...اصلا لو قلتلك مش هيتغير حاجه...هتفضل تدافع ...فانا هريح نفسي ومش هقولك مين
انتفض خليفه بغضب وقال
= لا معلش فهمني...لتكون شاكك في نهي...صحيح هيا نهي كانت تتمني حازم لشهيرة بس عمرها ما توصل للاسلوب المتدني ده...حتي بعد ما انت قولتلها افصلي بينا وبين اهلك مبتروحش تزورهم لانهم قاعدين عند حازم ...وشهيرة رغم ان نفسها تشوفها الا انها مش قادرة تيجي تزور اختها الوحيده.
انتفض زين من مقعده وقال
=ايه الغباء ده؟علي اخر الزمن هشك في مرات اخويا ؟انت ايه؟ما انا عارف ان نهي علي هامش الشغل ...ومش معني اني مش عايز اقولك يبقا بتهم مراتك.
جلس خليفه مرة اخرى وشرد في الامر ثم جحظ بعينيه وقال
=قصدك خلود؟
هز زين راسه بجمود وقال
=ايوه هيا...ومتدافعش عنها...لان الهانم كانت مقضياها مع حازم قبل جوازنا وكانت بتنقله كل اخبار الفيلا والشركه...وهيا اللي ادت الفرصه لحازم يطيح بينا وياخد عمك لصفه.
اغمض خليفه عينيه واخذ نفسا عميقا وفتح عينيه وقال لزين برجاء
=بص يا زين...انا مش هدافع عنها...انا هقولك انتي اللي غلطان انك اتجوزتها...ومع ذلك عايزك تتاكد من الموضوع ده قبل ما تظلمها.
كل هذا تحت انظار ومسامع اسر الذي ربت علي كتف زين وقال
=طبعا يا خليفه ...دي مهما ان كان مراته برضه ...وانا عن نفسي هحط باهر تحت عيني...وهخبي اوراق الصفقات منه ...محدش عارف الضربه الجايه هتيجي منين.
نظر له خليفه نظرة اشمئزاز قابلها اسر بابتسامه خبيثه وتحدث الي نفسه وقال
=الدور عليك يا خليفه...لازم ازيحك من طريقي زى ما زيحت شرف وحازم وخلود...اااه خلود القطه الشقيه اللي نفسي فيها من زمان .انصرف كل من اسر وخليفه الي مكاتبهم وتركوا زين لوحده يفكر فيما حدث...ماذا يفعل بهذه الشيطانه الذي ادخلها عالمه كان يريد القضاء عليها ولكنها لا يجدي معها شيئا توعد لها اشد الوعيد ليوقعها في شر اعمالها...تذكر امر التنورة ازداد غيظا منها وعزم الامر ان ينتقم منها امام المعهد المكان الذي هربت منه بداخله لتكون عبرة لمن اعتبر...اتصل عليها وجد هاتفها مغلق ...اضطر بالاتصال بعميد المعهد فهو معهد خاص ويمتلكه زين لانه يستقطب منه اوائل الخريجين للعمل عنده في شركاته ...استفسر زين عن قسمها ومتي موعد انصرافها...تفاجئ زين من رد العميد انه لا يوجد محاضرات اليوم واملي عليه جدول المحاضرات الخاص بها ...اغلق زين اتصاله وتسارعت انفاسه حيث انه امرها الا تكذب عليه ...ومع ذلك ذهبت المعهد بالتنورة القصيرة ...احقا لتقابل حازم هذا معناها ان كلام اسر صحيح وانها السبب في ضياع الصفقه ...لا والف لها سوف ينتقم منها في المنزل فهي من المؤكد سوف تعود حتي لو تاخرت ...وان فكرت في عدم العوده سيعيدها بطريقته.
انتهت خلود من زيارة والدة هلا وجذبت هاتفها من حقيبتها للاتصال بنهي لترى ان كان زين عاد من عمله ام لا...وجدت خلود هاتفها مغلق ففكرت ان تذهب الي بيت والديها لتشحنه ...دخلت بيتها وجدت والدها نائم علي الاريكه فهزته بلطف وقالت
=بابا...وحشتيني
رد والدها بصوت ناعس
=مين...خلود ؟
انتفض واعتدل في جلسته وجذبها بين احضانه واخذ يمسد علي شعرها ويقول
=وحشتيني يا حبيبه بابا ...بس انا زعلان منك...اجيلك الفيلا عشان اشوفك ترفضي تقابليني...لسه زعلانه مني عشان غصبتك علي الجواز؟
اعتدلت خلود وتركت احضان والدها وجحظت اعينها وقالت
=مين اللي قالك اني رفضت اقابلك؟
تنهد وقال
=زين.
تضايقت خلود وقالت في نفسها
=بقا كده ...ماشي ياازين...حلال فيك اللي بعمله...بتهين بابا في بيتي؟مبقاش خلود الجويلي اما لففتك حوالين نفسك.
حاولت مصالحه والدها وقالت
=ااه...معلش يا بابا انا مكنتش عايزاك تشوفني وانا تعبانه.
حاولت التهرب من الحديث معه فقالت
=هقوم اشحن موبايلي عشان فاصل شحن.
وضعت هاتفها في الشاحن وفتحته جاءتها رسايل تفيد ان زين هاتفها مرات عديده...لوت شفتيها وقالت في نفسها
=طبعا لازم تتصل كتير...تلاقيك فكرت في عقاب وعايز تنفذه ...بس لا مش هسمحلك تهيني اكتر من كده...انا مش هرجع الامتاخر...وهقضي اليوم هنا.توجهت الي والدها واخذت تلاطفه وتقول
=انا لازم اصالحك يابابا...وعشان كده هطبخلك الاكل اللي بتحبه.
خجل باهر منها وقال
=بس مفيش اكل في التلاجه هنزل اجيب.
مسكت خلود يد والدها ومنعته من النزول لانها تعلم انه ليس لديه مال لان والدتها تصرف المال في النوادي ...وتخشي ان تعطي والدها مال يخجل اكثر فقالت
=لا يا بابا ...انا اللي عزامك ...بدل ما اعزمك بره ويمكن زين يعرف وانا مش عايزة اعمل مشاكل معاه فاسمحلي انزل اجيب الاكل واطلع اطبخه.
فهم باهر ما ترنو اليه خلود فقالا وهو مخفض الراس
=اللي تشوفيه يا حبيبتي.
هبطت خلود الي الاسفل وابتاعت من المتجر كل مستلزمات الطعام التي تلزم اليوم ولمده اسبوع وصعدت الي والداها الذي من ان راءها حتي نهرها قائلا
=ليه كل ده يا خلود؟وجبتي الفلوس دي كلها منين؟
ردت خلود بلا مبالاه قائله
=من الفيزا كارد
لام باهر ابنته قائلا
=وليه تضيعي فلوسه علينا.
ربت خلود علي ظهر والدها وقالت
=زين اداني الفيزا كارد لانه عارف اني اكيد هحتاج حاجات كتير وده حقي عليه كمراته...وبعدين يابابا بقه سيبني الحق اطبخ ونتغدي سوا عشان الحق اروح بدرى
انتهت خلود من اعداد الطعام لليوم وصنعت وجبات لليوم التالي حتي يجد والدها طعام لغد واحضرت السفرة وجلسوا يتناولون العشا ...في اثناء تناولهم للعشاء...فتحت هاجر باب الشقه ودخلت وتفاجئت من وجود خلود وركضت اليها قائله
=خلود ...ايه اللي حصل ؟ضربك تاني....طردك؟
زفرت خلود حانقا وقالت
=اوووووف ...محصلش حاجه....انا خلصت المعهد وجيت اشوف بابا وعملت غدا وادينا بنتغدي...ومن فضلك يا ماما متدخليش في امورى الشخصيه....ركزى مع بابا شويه بابا بيقعد يوم كامل من غير اكل....وكمان تعبان عنده الضغط والسكر...ياريت تاخدي بالك من مواعيد ادويته....وانا هبقي اجي ازوركم باستمرار.
وضعت هاجر يدها في وسطها وقالت
=الله الله...يعني مش عايزانا نيجي نشوف بنتنا الوحيده؟ شاهد يا باهر؟
اغمضت خلود عينها بغيظ وقالت
=انا مقولتش كده...بس لو هتيجي وتتسببيلي في مشكله ....يبقا بلاش منها الزيارة دي...اه ومتنسيش تعتذرى لمدام ياسمين.
ضحكت هاجر ضحكه رنانه وقالت
=مبعتذرلش للي زيها ...انا خليتها عبرة في النادي...وخليت اصحابهم بقاطعوها.
لملمت خلود اشيائها وتوجهت عند باب الشقه تستعد للرحيل ثم نظرت لوالدتها نظرة قاتمه وقالت
=يبقا انتي نفسك اطلق الظاهر وحشتك...فكرى يا ماما فيا وفي مستقبلي ولو لمرة واحده في حياتك...سلام يابابا خلي بالك من نفسك ومن صحتك.
كادت هاجر ان ترد عليها ولكن خلود رحلت مسرعه ...نظرت هاجر الي باهر نظرة بارده وقالت
=كان نفسي استلف منها قرشين .
غادرت خلود بيت والديها واستقلت التاكسي ووصلت الي الفيلا وطلبت من البواب ان يحاسب السائق لان ليس معاها نقود فكه ...نظرت الي الفيلا وجدتها مظلمه لان الوقت كان متاخر فحمدت ربها وسارت علي اطراف اصابعها حتي اصدمت بحائط صلب ...شهقت عند اصدماها به وقالت
=خليفه....خضيتني ...انتي في الضلمه بتعمل ايه؟
رد عليها خليفه ببرود قائلا
=انا اللي المفروض اسال ساعتك جايه متاخر...وماشيه في الضلمه ...ليه؟
استغربت خلود من تغير معامله خليفه لها وقالت
=ايه يا خليفه؟ في ايه ؟انتي بتكلمني كده ليه؟
ربع خليفه ذراعيه ونظر لها باشمئزاز وقال
=المفروض اكلمك ازاي وانتي راجعه متاخر وباللبس المقزز ده؟ليه حق زين يقرف منك.
صعقت خلود من حديث خليفه وحاولت الدفاع عن نفسها قائله
=الصبح زين استعجلني ولبست كده وانا مش واخده بالي...وخايفه ارجع علشان ميعملش فيا حاجه.
هز زين راسه يمينا ويسارا بياس وقال
=غبيه!وهتفضلي طول عمرك غبيه...وعمرك ما هتعرفي تكسبيه ...عامه انا كنت بدافع عنك كتير...بس الظاهر اني غلطان ...بعد كده لا انا ولا نهي لينا دعوى بيكم
اخفضت خلود راسها بحرج وقالت
=عندك حق ...انا بعفيك من الحرج ده...انا هحل مشاكلي معاه بنفسي...بس ادعيلي انه يكون نام لاني بجد تعبانه ومش قادرة لعقابه اللي انا مش عارفه هيكون ازاي.
ابتسم خليفه بسخريه قائلا
=اخويا زمانه نام ... وده من حسن حظك ...تصبحي علي خير.
صعدت خلود الي جناح زين وجدته مظلم تاكدت انه مستغرقا في نومه ولكنها شهقت عندما رات نور الجناح يضئ فجاه وظهر زين امامها ناحيه الشرفه...معني ذلك انه راءها من لحظه دخولها الفيلا ...صاح زين بقسوة قائلا
=ما لسه بدرى ياهانم؟
اضطربت خلود وسقط كل ما في يديه وابتلعت ريقها وقالت
=ز ي ن ...انت لسه صاحي.
التفت لها بجمود وقال
=سورى يا هانم يا محترمه...المفروض كنت ابقي مغفل ونايم وحضرتك مدوراها من ورايا.
صاحت خلود بغضب وقالت
=مسمحلكش كل الا كده...لان انت بكده بتتكلم في شرفك يا محترم.
هز زين راسه بغضب وقال
=شرفي!تصدقي صح ؟وبم ان انه شرفي ...كانت فين الهانم اللي شايلي اسمي؟
ردت بصلابه
=انا قلتلك انا راحه لماما.
تصلب زين وقال
=قولتيلي ...علي سيرة راحه لماما يا حلوة...ايه اللبس الفاضح اللي انتي لابساه....انا صحيح محذرتش سيادتك قبل كده...بس قلت هتفهمي لوحدك؟
كادت خلود ان تقول الحقيقه انها كانت مستعجله ولكن ارادت عناده اكثر فوضعت يده في وسطها وظلت تهز برجليها لتغيظه اكثر وقالت
=والله ده اللي عندي...معنديش غيره ...مش عاجبك هات غيره
نظر لها زين باشمئزاز وقال
=اجيب غيره؟ انا فعلا جبت غيره ...عارفه ليه؟ لاني عارف انك انتي ولا اهلك تقدروا تجيبوا هدوم تليق بحرم زين السرجاني.
اغتاظت خلود من اهانته وقالت
=ولما انت عارف ليه تنزل نفسك للمستوى ده؟طلقني ...لو مطلقتنيش هتشوف مني حاجات غير متوقعه ...انا ممكن اضرك في حاجات كتير.
هنا بدات الرؤيه توضح ان اسر علي حق...ابتسم زين بسماجه وقال
=طلاق مبطلقش ...وان كان علي اللبس هتلبسي اللي علي مزاجي.
عاندته خلود قائلا
=لما تبقي تجيبلي لبس ابقا اشوفه واقرر ان كنت هلبسه ولا لا.
مسكها زين من ذراعها وسحبها الي غرفه الملابس الخاصه به والتي كانت تضم ملابس من اختياره لها ...وقام برميها امام الملابس قائلا
=اومال جبتي الفستان اللي قبل كده من هنا بناءا علي ايه ؟انتي هتستعبطي وانتي عارفه اني جايبهم عشان انا عايزك تلبسي علي ذوقي الخاص.
هنا ادركت خلود الغبيه انها ملابسها وليست ملابس شهيرة ...لانها كانت تظن انه اشتراهم لشهيرة قبل انفصاله عنها واراد الاحتفاظ بهم.
التفت اليه قائله
=مش عاجبني ...ذوقك بلدي ومعقد ...انا مبحبش البس النوعيه دي ...فاهمني؟
كور قبضه يده يمنع نفسه من ضربها اكتفي فقط بسحبها من مؤخرة راسها يدفع امامه وهو يقول
=انا محدش يعاند معايا ...هتلبسيهم غصبن عنك.
نزعت راسها من يده وتحركت وفتح دولابها وقالت
=بقه انا خلود اللي بتتريق علي ذوق اصحابها المعقدين تلبس القرف اللي انت جايبه ده؟يا اخويا تعالي شوف اللبس المدلع بتاعي ...اووووه اللي ذيك مبيفهمش في اللبس .
هنا ازداد غضب زين ودفعها لتسقط علي الاريكه المواجهه للدولاب ...وقام بنزع كل ملابسها من الدولاب واسقطم ارضا واتجه ناحيه باب الجناح لينادي علي الخدامه ليستيقظ كل من في البيت علي صوته...اضطربت خلود وانتفضت واخذت تلمم في ملابسها قائله
=المجنون ده ناوى علي ايه
ذهب اليها وركلها بقدمه السليمه لكي تنهض وقال لها- بقسوة
=اترزعي هنا قدامي عارفه لوسمحت صوتك هقتلك.
جاءت الخادمه بملابس النوم مهروله وباعين نصف ناعسه قالت
=افندم... زين بيه
طاطا رقبته ونظر لخلود بكل غل وحقد وقال للخادمه
=الهدوم اللي مرميه علي الارض دي تلميها وتروحي في اخر الجنينه تولعي فيهم فهماني؟
هزت الخادمه راسها بطاعه وركضت لتجمع الملابس لتحرقهم...هنا انتفضت خلود وركضت نحوها واخذت تصرخ وتلمم ملابسا وتمنع الخادمه ...اخذها زين من ذراعها واوقفها وعنفها قائلا
=قلت مش عايز اسمع صوت...ونظر للخادمه بقسوةوقال
=وانتي بسرعه اعملي اللي قلتلك عليه.
ظلت خلود تصرخ وتبكي بحرقه وتحاول التملص منه ولكن دون جدوى حتي اخذت الخادمه كل الملابس لتحرقهم ..خرجت الخادمه وترك زين ذراع خلود لتركض ناحيه الباب لتلحق بالخادمه ولكنه كان اسرع منها امسكها مرة اخرى من ذراعيها وهمس في اذنها يصوت كفيح الافعي قائلا
=ايه عايزة تتفرجي علي ذوقك الراقي والرفيع وهو بيتحرق انا هفرجك.
اخذها ناحيه الشرفه وفتحها وظل ممسكا بها وهي تشاهد ملابسها تحترق بالكامل وتترجاه ان تلحق باي شئ منهم قائلا
=علشان خاطرى يا زين...انا اسفه...غلطه مش مقصوده...انا كذبت عليك ...انا لبست بسرعه ...مقصدتش اني البس كده...ارجوك الحق هدومي.
تذكر زين انها كذبت عليه وانه لن يوجد محاضرات وبالرغم من ذلك ذهبت للمعهد وقطع شروده صرخاتها الاخيرة عندما احترقت اخر قطعه من ملابسها فتركها تسقط تحت قدميه منهارة
علم كل ما في الفيلا بما حدث ...ياسمين ارتسمت علي ملامحها معالم الفرحه النتصرة...اما عن خليفه فكان لا يعلم ان كان هذا جيد ام سئ ونهي ببرائتها حزينه علي خلود.
تركها زين وذهب الي فراشه ونزع الساق ودثر نفسه بالغطاء بكل برود... متجاهلا لها تماما
لكنه لم يرى للنوم طريقا بسبب نحيبها المستمر ...نهض وجلس نصف جلسه وقال
=قومي نامي.
لم ترد عليه وزاد نحيبها
ضغط علي اعصايه وصرخ بها قائلا
=اتقي شرى وقومي نامي
وجدها تميل براسها علي الارض محتضنا نفسها مثل الجنين ضامه رجلها الي صدرها...فضغط علي حروف كلماته قائلا
=علي الكنبه....فااااااهمه؟
ولكن صرخاته كانت دون جدوى اضطر ان يلبس الساق ويقوم لها شخصيا وبالفعل هبط من علي الفراشر ووصل اليها...انتفضت عندما وجدت اقدامه وذعرت كثيرا وركضت في اتجاه الحمام لتستحم وتغير ملابسها
دخلت الحمام وخلعت ملابسها وامسكت التنورة بيدها وتذكرت ما حدث بسببها قامت بتمزيقها ودعثها بالارض وتوجهت الي حوض الاستحمام...غمست نفسها بالكامل في حوض الاستحمام حتي كادت تختنق وكانت تشعر ان ماء الاستحمام مثل ماء النار ...استغرقت وقت طويل حتي من كثرة شرودها كاد بغلبها النوم ...وكانت تود الا تخرج ولكنها خافت ان يقتحم عليها الحمام ليخرجها ...نهضت من حوض الاستحمام ونشفت جسمها وتذكرت انها لم تاخذ بيجامتها معها ...احتارت ماذا تفعل فهو سوف ينهرها اذا خرجت بالمنشفه...عزمت امرها ان تخرج بالمنشفه وليكن ما يكن...فهو لايزيد عليها شيئا فقد تعودت علي اهانته لها...استغرب زين من تاخرها وبدا الشك يرواده ان تكون فعلت بنفسها شيئا فشيطانها قوى ...توجه الي الحمام ليفتحه ليجدها امامه تنظر له نظرة تحمل كل معاني الحزن والاسي...اين عيونها القويه العنيده ؟فقد تحولت الي عيون واهنه ذابله ...اطرقت راسها بالاسفل وتوجهت الي دولابها تفتحه فما عاد يوجدبه الا ملابس النوم تحسرت علي منظرة وجذبت بيجامه طويله وباكمام لانها بالرغم من شده الحر الا انها ترتعش كل اعضائها ...اخذت بيجامتها وتوجهت الي الحمام ...امسكا من ذراعها واخذ يملس باصعابه الخشنه علي ذراعها الناعم ونظر الي عينيها بشرودوقال
=انا مش قلتلك تاخدي هدومك وانتي داخله قبل كده؟
اغمضت عينيها بمرارةوقالت بصوت مبحوح
=اسفه نسيت.
هز راسه متفهما وقال بحزم
=بعد كده ابقي افتكرى...ادخلي اوضه اللبس وغيرى فيها.
هزت راسها بالرفض وقالت بضعف
=لا...انت قلتلي قبل كده مكانك الحمام.
زفر حانقا وقال
=انا مبحبش اكرر كلامي اكتر من مرة يا خلود...لما اقول ادخلي اوضه الهدوم تلبسي...تدخل علي طول من غير نقاش.
تنهدت وقالتبسخريه
=وايه اللي خلاك تغير رايك؟
ابتسمت بسماجه وقال
=كده...انا مزاجي كده...انتي مزاجي؟
ابتسمت بمرارة وقالت
=وانا بقا هفضل عايشه تحت تأثيرمزاجك كتير؟
رد زين بجمود وقال
=لو سمعتي كلامي صدقيني مزاجي هيبقا مريح بالنسبه ليكي.
خلود بنفاذ صبر قالت
=انا بجد تعبت...ونفسي ارتاح...انا يمكن عملت حاجات غلط في حياتي...بس مكنتش اعرف ان ده غلط...وانت مكنتش المقصود بالنسبه ليا...وصدقني لو كنت اعرف ان الحاجات دي هتوصلني لهنا مكنتش فكرت فيها اساسا.
ثم استطردت بصدق قائله=
بس صدقني...من يوم ما اتجوزنا وعرفت انك عارف...مفكرتش اعيد الغلط تاني...غير اني بحاول اكرهك فيا عشان تطلقني...لان انا وانت صعب نتفق سوا...انا اتغصبت عليك ...وانتي اتجوزتني انتقام .
نظر لها زين نظرة ثاقبه وقال بقسوة
=متاكده من يوم ما اتجوزنا لا كذبتي عليا ولا كملتي في العابيك؟
ابتلعت خلود ريقها بصعوبه وقالت
=ها ...اه ....متاكده...ليه بتسال السؤال ده؟
نظرت في الاتجاه الاخر له حتي لا تتيح له الفرصه لقراءة عينيها و يرى الكذب فيها وقالت بصوت مبحوح
=ارجوك...لو انت شاكك فيا ...سيبني في حالي وطلقني ...اريحلي واريحلك.
شرد زين في كذبه محاضرات المعهد وكان يتمني ان تعترف له بها حينها سوف يتاكد ان ليس لها دخل بفشل الصفقه فزفر وقال بهدوء
=روحي غيرى هدومك ونامي.
يأست خلود من محاولتها المستميته للطلاق وذهبت الي غرفه الملابس ولديها احساس قولى ان زين لا يصدقها ...فكيف له ان يصدقها وهيا بغبائها الدائم تكذب.
مرت ساعات الليل كانها زمن بعيد عليهم
واستيقظ زين قبل خلود وتطلع اليها وجدها تتقلب علي الاريكه حتي كادت ان تسقط علي الارض لولا انها تمسكت بنفسها...فتحت اعينها وجدته ينظر اليها...نهضت من الاريكه وتوجهت اليه وقالت بصوت مبحوح
=صباح الخير
هز راسه وحاول النهوض لجذب الساق لم تعطيه الفرصه فقد جذبتها قبله وجثيت علي ركبتها لتلبسه اياها ظنا منها انه سيرفض مثل امس ولكنها تفاجئت بموافقته ...وبدون شعور منه تخللت رائحه شعرها في انفه ومده يده يلعب بخصلات شعرها ...توترت من فعلته ونهضت وقالت له
=ممكن تبعتلي حد يجيبلي برشام صداع اصل امبارح معرفتش انام من الصداع؟
وجدته في حاله جمود وشرود ظنت انه لن يريد ان يجلب لها فسارعت وقالت
=خلاص مش مهم...انا هفطر وهشرب شاي وهنام بعدها واكيد هبقا كويسه.
جحظ بعينيه وقال
=تنامي؟انتي مش عندك معهد النهارده؟
ابتسمت بمرارة وقالت
=اه عندي ...بس هروح ازاي بمنظرى ده ومعنديش هدوم البسها.
تنهد بغيظ قائلا
=منظرك اعتقدتقدرى تخفيه بشويه الهلس اللي بتلطشي بيهم وشك ...واللبس مش هنعيده تاني ...انا قلتلك اوضههاللبس بتاعتي فيها اللبس اللي انا اختارته عشان يليق بمرات زين السرجاني
توجه الي غرفه الملابس واخرج منه بدله سوداء كلاسيكيه معقده تناسب شخصيه موظفه بشركه وليست طالبه معهد.
اغمضت عينيها قائله
=ازاي عايزني البس كده في المعهد؟
رد بجمود
=ده اللي عندي ...ادخلي انتي الاول خدي حمامك علشان اشوف اللبس عليكي...وكده ملكيش حجه اني استعجلتك.
هزت راسها بياسوقالت
=حاضر
خرجت من الحمام غير راضيه عن مظهرها قابلها بابتسامه مرضيه واقترب منها يعدل لها من ياقات الجاكيت...مقتربا اكثر ليضع قبلته السحريه علي وجنتها لتندهش خلود وتتوتر منه ...ثم اضاف بنعومه قائلا
=كده بقا اقدر اقولك انك تستحقي لقب مدام زين السرجاني...انزل اسبقيني علي الفطار ...واطلبه من حد تحت برشام الصداع اللي يناسب حالتك.
خرجت خلود من الجناح بتوهان وشرود علي تقلب حالاته اما عن زين فجلس يفكر بها وفي حالته معها ...علي الرغم من انه يعلم كل العلم بكذبها الا انه يجد في طريقه شعورا ينحيه عن الفتك بها...ولا يعلم اي مسمي لهذا الشعور...فكر في امر الصفقه وقرر ان يرمي لها طعم الصفقه الجديده...حتي يتاكد انها ما زالت تنقل الاخبار لحازم ...ام انها بريئه من هذا الذنب تماما...نزع الافكار من راسه وتوجه ناحيه الحمام لياخذ حمامه ويبدا يوم جديد داعيا الله ان يمر اليوم بسلام بدون اي مناورات مع هذه الخلود الشيطانه.
هبط زين الي الاسفل وجدهم في حاله صمت رهيبه هو لم يستغرب ولكن الذي استغربه هو تجنب خليفه لخلود ...كيف له ان يتجنبها وهو يدافع عنها دائما ...ايعلم سرا اخر عنها هو لا يعرفه...ولماذا لا يخبره عنه لزين ؟ ايخشي عليها من تهوره؟قطع شروده صوت خلود المبحوح وهي تقول
=ممكن تخلص فطارك ونمشي علي طول عشان متاخرش؟
نظر لها نظرة غير مريحه فحاولت نهي استدراك الموقف وقالت
=ثواني يا زين هعملك القهوة قبل ماتمشي.
اشار زين لنهي بان تجلس قائلا
=اقعدي يا نهي...خلود طالما خلصت فطار هيا اللي هتعملي القهوة هخلص ورق مهم في المكتب واشرب قهوتي ونمشي عل طول؟اعتقد يا خلود نص ساعه مش هتفرق معاكي.
نهضت خلود بخضوع وامتثال لاوأمرهودخلت الي المطبخ لتصنع القهوة وتبعتها نهي لتساعدها.
دخل زين مكتبه وتبعه خليفه قائلا بسخريه
=اللي يشوفك وان بتامرها تعملك القهوة ميشوفكش وانت عامل عمايلك فيها امبارح.
ايه مش خايفه لتسمك؟
اردف خليفه قائلا
=علي فكرة انا معاك شكلها ولبسها ورجوعها متاخر امبارح كل ده محتاج اعاده تاهيل وما خفي كان اعظم.
استطرد خليفه قائلا
=بس هتتاكد ازاي ان كان ليها يد في الصفقه ولا لا؟
اراد زين الا يعلم اي احد عن دخوله الصفقه الجديده حتي يتاكد من شكوكه فتصنع اللامباله امام خليقه وقال
=لو هيا اكيد مسيرها هتقع تحت ايدي وساعتها مش هرحمها.
خليفه باندهاش
=يعني انت مش فارق بالنسبه ليكي الوقت وسايبها لوقتها؟
زين بجمود
=قلت ميت مرة يا خليفه ...دي حاجه تخصني واللي يخصني انا بس اللي احله من غير مساعده حد.
هزخليفه راسه متفهما وقال
=هيا القهوة اتاخرت كده ليه هيا بتعملها علي الشمس؟
نهض زين من مكانه وقال لخليفه
=اسبقني انت علي الشركه شكلها هطول.
نهض خليفه وقال
=الله يعينك عليها
لوح خليفه بيديه وقال
=سلام يا زين...لو نهي سالت عليا قلها خرج بسرعه.
خرج خليفه واخرج زين المستند االخاص للصفقه الجديده التي لا يعلم عنها احد تركه علي سطح المكتب وتوجه الي السيارة
دخلت خلود حجرة المكتب ترتعش وهيا حاملا صينيه القهوة ولم تجده وضعتها علي سطح المكتب وكادت تلتفت لتنادي علي زين ...لفت انتابها للمستند اخذته بهدوؤء وفحصته ابتسمت بسخريه وتذكرت الاخبار التي كانت ترسلها الي حازم ...اااه لو رجع الزمان للوراء لكانت فكرت كثيرا قبل ان تقدم علي هذه الافعال ...حقا هي نادمه ...وتستحق هذا العقاب ومع ذلك لم تستلم لعقابه ...ارتفع صوت زامور السيارة فهمت انه يستعجلها ركضت اليه وصعدت السيارة قائله بنبرة اسفه
اسفه...اتاخرت عليك في القهوة=.
لم يرد عليها وانطلق بالسيارة الي المعهد ظنا منه انها تاخرت لانها صورت اوراق الصفقه علي هاتفها ...وصلوا للمعهد التفت اليها قائلا بجمود
=هتخلصي الساعه كام.
ارادت قول الحقيقه ولكنها فكرت ان تقضي بعض الوقت مع صديقاتها وبالطبع اذا طلبت منه ذلك سيرفض فردت عليه وهي في حاله توتر قائله
=الساعه خمسه
نظر امامه بجمود وقال
=تمام هعدي اخدك ..أنزلي وادخلي قدامي...ومتفكريش تخرجي من المعهد الا لما اجي اخدك هرن عليكي تخرجيلي.
هزت راسها ونزلت من السيارة وتوجهت الي المعهد ...فتح هاتفاه واحضر الرساله التي جاءته من عميد المعهد ...وتاكدت من كذبها لان محاضراتها ستنتهي الساعه ثلاثه ...عزم الامر ان ياتيها ويهينها في المعهد علي كذبها ...انطلق بسيارته الي الشركه وشرع في اجراءات الصفقه في الكتمان ولم يعلم بها احد...دقت عقارب الساعه الثالثه لملم اشيائه وتوجه الي المعهد...خرجت خلود من اخر محاضرة لها تزفر وتقول
=اخيرا خلصنا
تتائبت هلا وقالت
=اه يدوب نروح
امسكتها خلود من يديها واجلستها في الكافيتريا وقالت
=لا نروح ايه بقا انا ماصدقت اخلص علشان اتنفس شويه
اندهشت هلا من حديثه وقالت
=هو مش زين قالك هيجي ياخدك بعد ما تخلصي ؟زمانه مستنيكي.
ضحكت خلود وقالت
=انا قلتله خمسه عشان ميكبسش علي انفاسي من بدرى .
سمعها حسام ووضع يده علي كتفها قائلا
=ايوة بقا خلود الشقيه بتاعتي رجعت تاني...بس ايه اللي انتي لابساه ده مش لايق علي شقاوتك ابدا.
نظرت خلود الي هلا ولوت شفتيها قائله
=شايفه الناس اللي بتفهم...مش تقوليلي بيغير عليكي ؟بلا غيرة بلا نيله ...دي لو غيرة تبقي غيرة تخنق.
اقترب حسام منها قائلا
=هو جوزك بيغير عليكي يا خوخه؟ صراحه صراحه صراحه عنده حق.
لوت خلود شفتيها ووضعت يدها في خصرها قائله
=طبعا يا ابني ده انا خلود.
جحظت هلا باعينها حين رات زين يقف خلف خلود وخلود تتمايل وهو يعض علي اسنانه من الغيظ ...صرخت هلا وقالت =خلوووود.
انتفضت خلود من مكانها وقالت
=خير في ايه هو انا ناقصه ؟كفايه الدمار النفسي اللي انا عايشه فيه مع سي زين؟
وضعت هلا يدها علي فاه والاخرى اشارت خلف خلود وقالت بخوف علي صديقتها
=كفايه بقا يا خلود
زفرت خلود حانقه وقالت
=هو ايه اللي كفايه بتشاورى علي ايه؟
التفت خلود خلفها لتجد زين واقف امامها ياكلها بعينيه وودت ان تكون الان نهايه العالم بالنسبه لها.
البارت السابع
في المعهد بعد التفات خلود خلفها وصدمتها من وجود زين اغمضت عينيها حتي كادت تسقط امسكها زين من خصرها واوقفها امامه ونظر لها نظرة وعيد قائلا
=روحي اسبقيني علي العربيه.
تلعثمت وقالت=ز ى ن الموضوع مش زى ما انت فاهم.
جز زين علي اسنانه وقال
=قلتلك اسبقيني علي العربيه.
هزت خلود راسها بخوف وقالت
=حاضر
ركضت خلود في اتجاه باب المعهد لتخرج منه ولكن استوقفها صوت زين الجهوري قائلا
=خلوووود.
ارتعشت ونظرت خلفها ورمشت بعيونها وقالت
=ن ع م.
نظر بقسوة لها وقال
=طب انتي عارفه لو خرجت وملقتكيش برا هيحصل ايه.
هزت خلود راسها وقالت
=عاارفه
هز زين راسه بقوة قائلا
=تمام ...روحي ...يااالا.
بعد خروج خلود من المعهد التفت زين الي هلا وحسام ونظر لهم نظرة استحقار واقترب من حسام وقام بلكمه عده لكمات حتي سقط حسام علي الارض وسقط معه رسوما كاركتيريه ...حيث كانت هوايته ...كاد زين ان يكمل ضرباته لحسام الا انه راي من بين احدي الرسوم الكاركتيريه صورة لخلود وهيا بالتنورة القصيرة ...تلك التنورة التي كانت السبب في حرقه لكافه ملابسها...حاول حسام الدفاع عن نفسه قائلا
=اييييه ....في ايه ....ابعد ...مين ادالك الحق تمد ايدك عليا؟
ازدادات ضربات زين لحسام وكان يقول من بين ضرباته
=الضرب ده للي يحاول يلمس حاجه من ممتلكات زين السرجاني.
صرخت هلا بسبب نزيف حسام مما ادي الي اندفاع امن المعهد واخذهم جميعا وتسليمهم الي شئون الطلبه...دخل الي مكتب شئوون الطلبه كلا من هلا وزين ووحسام ....جلس زين علي الكرسي المقابل لوكيل شئون الطلبه ...ما ان راي ذلك وكيل شئوون الطلبه حتي نهض لكي يهين زين بسبب جلسته اللا مبالايه...اخرج زين من جيب جاكيت بدلته بطاقه هويته ورماها علي سطح المكتب للوكيل الذي سرعان ما راي الاسم ابتلع ريقه وقال
=اسف يا زين باشا...خير حضرتك ..ايه المشكله وانا احلهالك.
اعتدل اسر في جلسته واشار علي حسام قائلا
=الزباله ده بيعاكس مراتي.
شهق وكيل الطلبه قائلا
=بقا ملقيتش غير مرات صاحب المعهد وتعاكسها؟ثم نظر الي زين مستفهما
=مين مرات حضرتك؟
رد عليه زين بجمود قائلا
=خلود الجويلي.
استغرب وكيل الطلبه من الاسم فهذه خلود المشاغبه كيف لها ان تظفر بزين السرجاني ...استغرب زين تباطا حديثه ونظر له فرد عليه وكيل شئون الطلبه وقال
=اللي حضرتك عايزني اعمله فيه انا تحت امر سيادتك.
هز زين راسه قائلا
=يشيل مادتين ويبقا يوريني لو فلح في الباقي.
ثم نهض زين وتوجه ناحيه الباب ثم التفت قائلا
=كلامي يمشي ...واه الانسه هتيجي معايا وانا خارج ...هيا ملهاش علاقه
خرج زين وخرجت هلا خلفه وقف في بهو المعهد وقال لها
=ياريت خبر اني مالك المعهد ميتقالش لخلود.
هزت راسها متفهمه وقالت
=حاضر...بس كنت حابه اوضح لحضرتك حاجه.
نظر لها ببرود وقال
=وضحي
تلعثمت قائله
=خلود كويسه اوى...بس هيا طايشه حبتين...مش عارفه بحس كتير ان عقلها صغير...مبتحسبش لتصرفاتها كويس...فالبراحه عليها .
نظر لها باستهزاء وقال
=هيا عينتك المحامي بتاعها.
هزت هلا راسها بالنفي قائله
=لا ...بس انا خايفه عليها
ضرب يده كفا علي كف وقال
=اللي يعرف خلود زىى يستغرب ازاي مصاحبكي
ابتسمت هلا بمرارة وقالت=متستغربش...ولو استغربت يبقا انت كده متعرفش خلود...خلود اطيب واحده عرفتها في حياتي...خلود بتقاسمني مصروفها واكلنا هنا ما بين المحاضرات ومواصلاتنا كمان.
اندهش زين لما تقوله وقال
=ازاي يعني ؟وهيا كمان اللي بتدفعلك مصاريف المعهد؟
هزت هلا راسها بالنفي وقالت بمرارة
=لا طبعا انا داخله هنا بمنحه.
استفسر منها وقال
=طب وخلود.
مطت شفتيها وقالت
=معرفش تقريبا واسطه...هيا نفسها متعرفش.
هنا تاكد زين انا الواسطه هيا امه فلمعت في عقله فكرة خبيثه لمعاقبه خلود بأن يمنعها من دخول المعهد ...وانه لا ينوى علي رجوعها معاقبه لها علي افعالها.
افاق من شروده علي صوت هلا تترجاه وتقول
=ممكن اشتغل اي شغلانه عند حضرتك في الشركه اساعد بيهم في مصاريف علاجي امي ...انا عارفه انكم مبتشغلوش غير اوائل الخريجين .
استوقفها قائلا بسرعه
=موافق ...تعالي معانا عشان اوصلك ...وزى ما اتفقنا خلود متعرفش اني املك المعهد...ولو عرفت اعتبرى نفسك مفصوله من الشركه والمعهد.
هزت هلا راسها متفهمه وبطاعه وقالت
=حاضر
توجه زين وخلفه هلا الي خارج المعهد ليجدوا خلود مستنده علي حافه السيارة تنتظر زين وعقابه توجه اليها زين وما ان راته احست ان الارض تدور من تحتها...الذي خفف من حده خوفها وجود هلا من خلفه...فتح زين سيارته الخلفي وبصوت اجش موجها حديثه الي هلا
=اركبي.
ركبت هلا ومن شده خوف خلود ركبت بجانبها ليصرخ بها زين ويضرب بيده علي مقود السيارة قائلا
=خلود تعالي هنا...مشيرا الي المقعد الذي بجواره.
اضطربت خلود وفتحت باب السيارة بسرعه وتوجهت للصعود بجواره لتتوقع في اي لحظه ان يفتح باب السيارة ويقذفها ...في البدايه ساد جو من الصمت لان هلا كانت خائفه من تهديدات زين لها ...اما خلود فكان يأكلها الفضول لمعرفه اسباب وجود هلا معهم ...اراد زين اراحه فضولها ففتح تابلوه السيارة واخرج منه رزمه من الاوراق النقديه واعطاهم لهلا بدون ان يلتفت لها قائلا بتكبر
=الفلوس دي يا هلا هاتي بيهم لبس محترم تشرف شركتي اللي هتشتغلي فيها.
ابتلعت هلا ريقها بمرارة وقالت
=شكرا زين باشا...امتي اقدر ابتدي الشغل عند ساعتك؟
رد زين بصلابه
=بكره ...اليوم اللي فيه معهد تخلصي محاضرات وتيجي فورا...ونظر الي خلود باستحقار وقال
=واليوم اللي مفيهوش محاضرات تيجي من بدرى.
ثم رفع سبابته قائلا
=ومش حابب افكرك اني شغلتك عندي قبل ما تتخرجي وده مش بعمله مع حد ...لولا اني شايف انك محترمه وادها مكنتش فكرت اخليكي تدوسي عتبه شركتي...لكن لو حصل غلط منك هيبقا شغلك وشهادتك ضاعوا منك
في هذا الوقت كانت خلود ترتعش لحديثه مع هلا ثم انتفضت علي صوته وهو يقول
=فاهمه يا هلا؟
هزت هلا راسها وقالت
=حاضر.
عزمت خلود امرها في مشاركه هلا الحديث وليفعل بها ما يشاء طالما العقاب لن يحدث الان ...التفت الي هلا قائله بسعاده
=مبسوطه اوى يا هلا انك هتشتغلي.
ثم نظرت له بطرف عينيها وقالت
=ياريت انا كمان زين يرضي يخليني اشتغل معاكي.
ردت هلا بارتباك وقالت
=لا يا خلود ...انتي مش محتاجه زيى.
صعقت خلود من رد هلا الجاف وقالت
بس انتي عارفه من زمان اني بحب اشتغل ومش علشان الفلوس عشان مبطيقش قعده البيت.
لاحظت هلا وجوم زين من مراءة السيارة فارتجفت واحست انه من الممكن ان يحرق السيارة بهم فقاطعت ثرثرة خلود قائله
=خلاص يا خلود ..كفايه كلام ...انا مصدعه
نظرت خلود بصدمه لهلا فاخفضت هلا بصرها الي الاسفل وفي هذه اللحظه توقفت السيارة فرفعت هلا بصرها لتجد نفسها في المنظقه التي تسكن بها فهبطت من السيارة وقالت
=شكرا يا مستر زين.
وتوجهت نحو باب خلود لتطيب خاطرها قائله
=خلود انا.
ولكن بترت عباراتها حينما ذهب زين بسيارته مسرعا بعيدا عنها ...وضعت هلا يدها علي وجهها تبكي علي صديقتها ومصيرها المميت مع زين...انطلق زين بسيارته مسرعا بجنون حتي انه استمع الي نبضات قلب خلود بجواره فاراد ان يزيد من خوفها قائلا
=عارفه رايحيين فين؟
نظرت خلود له بذعر وخوف وهزت راسها بالنفي وقالت
=لا...بس ارجوك خفف السرعه شويه كده هنموت.
لم يعير لقلقها اي اهتمام وصرخ في وجهها قائلا
=تموتي لوحدك ...انا غلطان ان رابط اسمي بواحده مش مناسبه ليا اخلاقيا ولا اجتماعيا...واحده وضيعه وزباله وحقيرة.
صرخت جلود في وجهه قائله
=وغلطت ليه وربطت اسمك بواحده زيي ...ومتقوليش عقاب ...انت لو عايز تعاقبني هتعاقبني من غير ما تتجوزني.
توقفت سيارة زين بمكان خالي من الناس فظنت خلود ان السيارة بها عطل ولكن خاب ظنها عندما راته فتح باب سيارته وهبط منها وتوجه الي بابها ليفتحه بغضب وامسكها من ياقه جاكيت بدلتها ورماها علي الارض ووقعت خلود علي ركبتها وجرحت...لم يكتفي بذلك فامسكها من يدها واوقفها بشده حتي دابت جميع اصابعها في يده ثم نظر الي كلتا يديها ليتفاجئ بعدم وجود الخاتم الذي يدل علي رابط الزواج ...نظر اليها يدها بقوة وضغط علي جميع اصابعها وقال
=ايه ده...فين دبلتك يا هانم؟اقولك انا الهانم مش عايزة حد يعرف انها اتجوزت عشان تدور علي حل شعرها وتلعب الرجاله علي صوابعها.
صدمت خلود من كلامه وقالت
=لا محصلش ...انا مش بكلم حد ولا ماشيه مع حد ...وبعدين تعالي هنا انتي من امتي وانت بتهتم بدبله ...انا من يوم ما اتجوزتك وانا قالعها وعمرك ما لاحظت ده...احب افكرك انك عاملتيني كاني جاريه مش من حقها تختار حاجه حتي دبلتها عاملتيني باحتقار بعتلي . الجواهرجي بيتنا استلم منه شبكتي من غير اعتراض حتي فستاني بعته الفندق ولعبت كل حقوقي ...جاي دلوقتي تهتم بدبلتك
هزها بعنفها وامسكها من راسها وقال
=لا ياخلود انا لا يهمني دبله ولا انتي تهميني....انا اللي يهمني شكلي قدام الناس يقولوا ايه لما يشوفوا مرات زين السرجاني واقفه بتتمايص في المعهد مع واحد رسام كاركتير؟
نظرت له خلود بصدمه كيف له ان يعرف ان حسام رسام كاركتير ...اغمضت عينها وقالت بمرارة
=كنت من الاول اختار واحده مناسبه ليك...انا مجتلكش لحد عندك وقلتلك اتجوزني ...طالما مشرفكش ...سيبني وطلقني احسنلك .
رد عليها من بين اسنانه قائلا بغيظ
=قلتلك ميت مرة طلاق مش هطلق ...اه ولعلمك مرواح المعهد بعد كده مفييش.
دفعته خلود بعيدا عنها قائله
=مستحيل ...انت متقدرش تمنعني...وبعدين انت مش عايز واحده تشرف سيبني اتخرج عشان اشرفك.
ابتسم زين بسخريه وقال
=تتعلمي!انت اخده المعهد حجه عشان تطلعي وتنزلي علي كيفك
ردت باعتراض
=محصلش ...ده تهيؤات في دماغك ...وان كان علي الساعه الزفت اللي جتلي فيها المعهد...الدكتور اعتذر عن اخر محاضرة...فقلت اقعد استناك.
ضحك زين بسخريه قائلا
=انتي مصيبه...بس للاسف انا عرفت ان امبارح مكنش في محاضرات والنهارده اخر محاضرة تخلص الساعه 3
شهقت خلود مما سمعته وقالت
=هلا اللي قالتلك صح؟
ابتسم زين بسخريه وقال
=هو انتي مفكرة اني شغلتها عندي عشان تجيبلي اخبارك...صحيح الزباله بيفكر كل الناس زباله زبه.
تنهدت خلود وقالت
=اومال عرفت منين
نظرة لها نظرة استهزاء وقال
=من شئون الطلبه ساعه ما كنت بقدم لك طلب انك مش هتحضرى الا الامتحانات.
اعترضت خلود وقالت
=لا بقا ...حرام عليك...كده كتير اقسم بالله ...تعرف حلال اني بكذب عليك ...عارف ليه لان من يوم ما اتجوزنا وانت معندكش ثقه فيا .
مط زين شفتيه قائلا
=ثقه!عايزاني اثق فيكي انتي ...طب ازاي؟وانتي كل يوم بتثبتيلي انك سافله ووضيعه وحقيرة...انا اللي عندي قلته مرواح المعهد مفيش .
صرخت خلود وقالت
=انت ايه يا اخي ...جبروت ...مفيش حد يوقفك...اعمل معاك ايه عشان تسيبني ...زي ما انت زهقت مني انا كمان زهقت منك ..واخرتها هسيبك واطفش واعملك فضيحه.
ابتسم بسخريه وقال
=هتروحي فين لوالدتك المحترمه اللي ضربتك وحبستك عشان رفضتي تتجوزيني وهدديتها انك برضه هتطفشي وتعمليلهم فضيحه.
انفرجت شفتي خلود وقالت
عرفت منين.
ابتسم زين باستهزاز وقال
=امك المحترمه قالت لوالدتي انا غلطانه اني ضربتها وحبستها عشان تتجوز ابنك الفضيحه كانت اهون من الظلم اللي بنتي بتشوفوه.
ثم استطرد قائلا
=طالما بتهدديني يبقا انا هعملها فيكي قبل ما تعمليها فيا
تنفست خلود الصعداء وقالت
=اخيرا هتسيبني ؟ امتي بقا؟ياريت قريب عشان انا زهقت.
نظر لها بصرامه وقال
=وبكره ليه احنا فيها.
تحولت ابتسامه الفرحه التي علي وجه خلود الي انقباضه خاصه عندما سمعته يكمل حديثه ويقول
=اظن مفيش احسن من ده مكان اسيبك فيه ...مكان يليق بيكي وبكلاب السكك اللي زيك.
نظرت خلود حولها بخوف ثم ارجعت بصرها اليه وجدته يتجه نحو السيارة ليصعدها ركضت خلفه وقالت برجاء
=خلاص يا زين ...ارجوك ...اخر مرة
تعالت شهقاتها وصريخها قائله
=مش هكذب عليك تاني ...والله توبه...ارجوك انا مهما ان كان مراتك ...متسيبنيش يا زين
ولكن زين مثل الصخر ذهب بسيارته وتركها وحدها ...اوقف سيارته في منطقه قريبه من المنطقه التي تركها بها واسترجع كل ما حدث وضرب علي مقود سيارته وتاكد انها علي حق وان زواجه بها خاطئا ...ولكن عليه الرجوع لها حتي لا يصيبها اذي وسيكون في وجهه بالاخير لانها زوجته...ادار سيارته ورجع اليها وجدها بنفس المكان الذي تركها به نظر اليها وجدها نائمه علي الارض منكمشه وترتعش رغم شده الحرارة...ضرب زامور السيارة لكي تقوم وتصعد الي السيارة ولكن دون جدوى فاضطر للنزول اليها فوجدها شبه مغيبه اضطر لحملها فتشبثت بياقه قميصه ودفنت وجها في عنقه قائلا
=متسيبنيش يا زين
تنهد زين بنفاذ صير ووضعها بالسيارة واتجه ليركب فوجد يده ملطخه بالدماء من اثار جرح ركبتها فاحضر علبه الاسعافات وضمد ركبتها المجروحه وهنا فاقت من تاثيره انامله الخشنه علي الجرح فتاوهت وامسكت يده لتشكره قائله
=شكرا يا زين...واسفه علي كل حاجه عملتها معاك...شكرا انك مسيبتينيش في المكان ده لوحدي ...ومهونتش عليك...اوعدك انا معنتش هعمل حاجه تضايقك.
نزع زين يده من يدها ونظر الي الامام وقال
=علي فكرة انا رجعت اخدك عشان ميحصلش حاجه وانا اللي هضطر ادفع تمنها ...لو عليا انا معنتش طايقك ...وجودك بقا علي الهامش...تقعدي في الفيلا زيك زى اي رجل كرسي ...ومتنظريش مني اعامله كبني ادمه وليها حقوق ...لانك عمرك ما هتقدرى تقومي بواجباتي ناحيتي.
هزت راسها باستسلام وسندت راسها علي باب السيارة وتركت لدموعها العنان ان تنزف علي ما فعلته بنفسها وبه ...
في النادي ظلت ياسمين تنتظر هاجر طويلا لكي تاتي وتعتذر لها وبالاخير ظهرت ولكن لم تعير ياسمين ادني اهتمام تذمرت ياسمين ورحلت من النادي وهيا تنظر لهاجر نظرة وعيد لها ولخلود ولكن هاجر لم تكترث الي هذه النظرة وظلت علي عنادها...عادت ياسمين الي الفيلا لتجدها خاليه لا يوجد بها احد الا نهي...دخلت عليها بكل برود قائله بتكبر
=زين رجع؟
نهضت نهي باحترام ترد عليها قائله
=لا ...وخلود كمان لسه مرجعتش.
مطت ياسمين شفتيها وقالت
=مسالتكيش عليها علي فكرة...انا سالت علي ابني ...انا كل اللي يهمني اولادي...انتو ميفرقش وجودكم بالنسبه ليا.
هزت نهي راسها بادب وقالت
=عن اذن حضرتك...هطلع اشوف خليفه لو محتاج حاجه.
صعدت نهي الي جناحها وظلت ياسمين تتاكل من الغيظ ...رجع زين وخلود الي الفيلا...هبط من السيارة وذهب باتجاه الفيلا...فاضطرت اسفه ان تهبط من السيارة ببطء بسبب ركبتها وظلت تعرج وتتالم بها وهي تسير خلفه...دخل زين الي الفيلا قبلها وانتظرها حتي تدخل ليفاجئ بامه جالسه في بهو الفيلا تضع ساق علي ساق وتنظر لهم نظرة استهزاء ...الق زين علي امه التحيه قائلا
=مساء الخير يا امي.
ردت امه ببرود
=ما لسه بدرى.
تمتم بكلمات لم يتجرا ان يتحدث بها امام امه ثم رد ببرود وقال
=خير يا امي ...كنتي منتظراني... في حاجه؟
كانت خلود في حاله تعب شديده اضطرت ان تستند علي اقرب كرسي امامها لحين انهاء حديثه مع امه ليامرها بالصعود ولكن تفاجئت من رد ياسمين الصارم قائله
=الحقيرةام الزباله اللي انت اتجوزتها جت النادي وما اعتذرتش رغم تهديدي وتهديدك.
نظر زين الي خلود بصلابه وقال
=اوامرى متنفذتش ليه؟
نهضت من علي الكرسي واستندت علي الحائط وكادت ان ترد ولكن انقذها من الموقف هبوط نهي التي ما ان راتها حتي شهقت لحالتها قائله
=خلووووود...مالك يا حبيبتي ...ايه اللي جرالك ؟ مين عمل فيكي كده
ارتمت خلود في احضان نهي قائله
=مفيش حاجه ...متقلقيش ...انا بس وقعت علي رجلي في المعهد.
ربتت نهي علي ظهر خلود بحنان كحنان الاخت وقالت
الف سلامه عليكي يا حبيبتي ...اقعدي عشان متتعبيش .
امتثلت خلود لكلام نهي وجلست ...هنا صرخت ياسمين علي خلود وقالت
=وليكي عين تقعدي يا زباله ...قومي ...ردي علي جوزك وقوليلي ليه الزباله امك معتذرتش.
قاطع زين والدته قائلا
=امي اظن انا بس اللي امرها تقعد ولا تقف وانا كمان اللي اقدر اجبلك حقك منها ومن امها ...ثم نظر الي خلود بغضب قائلا
=اظن انا سالت سؤال وسيادتك مردتيش ...ليه؟
نهضت خلود وردت بانكسار قائله
=والله امبارح روحتلها البيت وكلمتها واسترجتها كتير ...بس مش عارفه ليه بتعمل فيا كده.
هز زين راسه بعصبيه وقال
=يعني امك بتتكبر علينا؟
رفعت راسها بدموعها وقالت
=اكيد لا .
رد عليها بعنجهيه قائلا
=لا ازاي ...لما امك يجيلها امر مني عن طريقك تعتذر لامي وتروح النادي وتتكبر تتاسف لامي اسميه انا بقا ايه ...هاااا؟
قالت برجاء
=ارجوك مدخلنيش بحاجات امي عملتها...حاسبني انا علي عمايلي وبس.
هز زين راسه بغضب وقال
=تمام انتي ملكيش دعوى ...انا بقا هعرفها مقامها...هخليها تتمني بس تعتذر لوالدتي ... لو مجتش اعتذرت لامي ...اعتبرى ابوكي مطرود من الشركه...ووريني بقا هيعيشوا منين.
انهارت خلود علي الكرسي ووضعت يديها علي وجهها تنتحب وتقول
=حرام عليك ...بابا ملهوش ذنب...بابا طيب وغلبان...
رد عليها بجمود وقال
=انا قلت كل اللي عندي ...وانتي عارفه زين السرجاني مبيرجعش في تهديده ,انتي جربتيني وعارفه كويس ان نابي ازرق .
ابتسمت ياسمين ابتسامه نصر وفخر بابنها الذي اخذ لها حقها من خلود وهاجر
اكمل زين حديثه لخلود بقوة قائلا
=بطلي عياط واتفضلي علي اوضتك.
صعدت الي غرفتها بمساعده نهي التي لم تقدر علي التفوه باي كلمه امامهم ربتت علي كتفها وادخلتها جناحها وعرضت عليها ان تغير لها ملابسها ولكنها رفضت وطلبت من نهي ان تتركها لوحدها فخرجت نهي حزينه علي حال خلود تتمني من الله ان تعدل امورها بخير...دخلت نهي جناحها لتجد خليفه يجلس بجمود وكانه سمع كل شئ ولم يريد التدخل
قالت له بهدوء
=خليفه ...ليه منزلتش تدافع عن خلود.
رد بجمود قائلا
=انتي طيبه اوى يا نهي...خلود دي مصيبه وتستحق كل اللي زين وامي بيعملوه فيها.
استغربت نهي لحديث خليفه وقالت
=مصيبه ازاي يعني؟عملت ايه.
زفر خليفه وقال
=هيا اللي كانت بتنقل اخبار البيت والشركه لحازم...والصفقه اللي خسرناها امبارح هيا السبب فيها... .
اندهشت نهي وفرجت شفتيها قائله
=وهيا تعرف حازم منين عشان تنقله الاخبار؟
زفر خليفه وقال
=ابوها كان بيشتغل في مكتب حازم في الشركه وكانت علي طول بتروحله ده غير المقابلات اللي بره.
احست نهي بغليان الدم في راسها وانهارت وجلست علي السرير تمسك راسها وتقول
=بنت ال....كده يا حازم كل ده يطلع منك ...عشان توصل لشهيرة تخربلنا حياتنا ...يبقا اكيد هو اللي دبر حادثه زين .
حاول خليفه تهدئه نهي فقال
=نهي...حازم كان عايز يوصل لشهيرة باي طريقه بيجوز انه عرف اخبار وبوظلنا صفقات ...لكن الموت لا ودي حاجه انا متاكده منها ...اهم حاجه عندي انتي يا نهي ...ملكيش دعوى بيها ..ولا تحتكي بيها ...فهماني يا نهي؟
احست نهي بالغثيان فركضت الي الحمام وافرغت ما في معدتها واخذ خليفه يربت علي ظهرها قائلا
=مالك يا نهي ؟ اجبلك دكتور
دفنت نهي راسها في عنق خليفه وقالت
=ملوش لزوم...لاني حامل ...مبروك يا بابا خليفه
اخرجها خليفه من احضانه وصرخ بفرحه سادت انحاء الفيلا وخرج بها من الجناح لينادي علي من في الفيلا ليخبرهم بالخبر السار...نزلت خلود تتعرج في مشيتها ووصلت اليهم والفرحه تظهر علي وجهها واحتضنت نهي قائله
=مبروك يا نهي ...انا فرحتلك اوى ...ربنا يقومك بالسلامه.
احست خلود بجفاء نهي في الرد وابعادها بيدها قائله بجمود
=الله يبارك فيكي ...عقبالك.
اضطرت ياسمين لمباركه نهي لتغيظ خلود قائله
=مبروك ...اهو علي الاقل البيبي هيبقا من واحده معروف اصلها من فصلها مش واحده لوكال وزباله هي واهلها.
تحسرت خلود علي حالها واضطرت ان تستاذن منهم قائله
=عن اذنكم .
وسرعان ما هاتفت نهي والدتها وشهيرة لتزف لهم خبر حملها الذي فرحوا به كثيرا وطلبت من شهيرة ان تحضر لها الا الفيلا فرفضت شهيرة واضطرت نهي اسفه ان تحكي لها عن علاقه خلود بحسام والتي لم تصدقها شهيرة فحسام منذ خطبتها له يعاملها باخلاص واعلمها انه يحبها منذ زمن وهيا متاكده من ذلك ولم تلاحظ عليه شئ يوم حفل زفاف زين ولم تلاحظ علي خلود ايضا.
صعدت خلود الي الجناح مرة اخرى وندمت علي نزولها ومباركتها لنهي وظلت تسال نفسها لما هذا التغير في التعامل بالاول خليفه وبعده نهي مسكت راسها من الصداع وكادت ان تنفجر من كتر التفكير وانهارت من البكاء علي سؤء حالها وسوء حظها ..قررت الدلوف الي الحمام لترتاح من الام اليوم وتستعد الي الام وعذاب يوم اخر فقد اصبحت معتاده علي العذاب...خرجت من الحمام وتفاجئت من وجوده ولكنه كان شاردا كانه لا يراها ...دخلت غرفه الملابس لترتدي بيجامتها وخرجت وجدته قد نام اغلقت الاضاءة ونامت هيا الاخرى علي الكنبه
مر يومان لم يحدث بهم اي احداث غير تجاهل زين لخلود حيث كان يتعمد ان يخرج قبل استيقاظها ويعود بعد نومها ...وهي دائما بالغرفه وتغلق هاتفها حتي لا تحدث احدا ولا تفكر في النزول الي الاسفل حتي لا تحتك بياسمين او تقابل نهي او خليفه ويعاملوها بجفاء...حتي انهم احسوا انها غير موجوده ...احيانا نهي تشفق عليها تبعث لها احدي الخادمات بالطعام لتاكله فقط في وقت خروج زين لانه كان سيرفض ان يخدمها احد...في خلال اليومين كان زين يتعمد عن قصد وضع ملف الصفقه فوق الكومود وفي يوم لاحظ تفحصه لها فايقن انها سوف تعيقه عن اتمام الصفقه وخصوصا انه في اليوم التالي دخل جناحه ولم يراها وهذه الليله كانت ليله اعلان نتيجه الصفقه كان في حاله شرود يفكر فيما سيفعله بها عند خسران الصفقه وتوصل الي حل في راسه ...دخلت الجناح وتفاجئت بوجوده فهو عاده يحضر بعد نومها
شهقت عند دخولها الجناح قائله بارتباك
=انت جيت امتي؟
رد عليها ببرود قائلا
=من شويه ...كنتي فين؟
تنهدت وقالت
=كنت جعانه ...نزلت المطبخ ااكل.
رد عليها بصلابه قائلا
=المطبخ !واضح انك عارفه مقامك كويس.
ردت عليه بهدوءوبصوت مبحوح
=عارفاه متقلقش انا مقامي البس في الحمام وانام علي الكنبه واكل في المطبخ.
رد بنفاذ صبر قائلا
=اطفي النور عايز انام...ورايا شغل بكره اهم من الكلام معاكي
اطفات خلود النور وذهبت كالمعتاد الي الاريكه لتنام عليها ونام هو الاخر الاانه قلق من نومه علي صوت ارتطام بالارض مد يده قليلا وفتح الاضاءة المقربه له علي الكومود فوجدها مسطحه علي الارض فجذب الساق التي بجواره ولبسها وهبط مسرعا اليها وحملها ليضعها علي الاريكه مرة اخرى وحين وضعها وجدها تتشبث بيه وتقول بوجع وهيا شبه مغيبه
=ضهرى بيوجعني من الكنبه.
اغمض عينيه وبدات تصعب عليه فاخذها بجواره في الفراش وعاد الي نومه ظل ينظر لها مطولا وهيا نائمه ويفكر فيما سوف يحدث غدا كان يتوقع انها باعت الصفقه لاحد اما امنيته ان تكون بريئه علي قول خليفه بالنهايه ترك كل شئ لغد ونام...استيقظت خلود قبل زين تتمطع باستمتاع نتيجه للنومه المريحه في الفراش ذعرت عندما وجدت نفسها بجانبه وانكمشت علي حالها وظلت تفكر فيما حدث وكيف اتت الي هنا احست انها جاءت هنا من تلقاء نفسها واذا استيقظ سوف يبوخها علي فعلتها فقررت النهوض سريعا من جانبه قبل ان يستيقظ ...ذهبت واخذت حماما سريعا قبل استيقاظه وارتدت ملابسها بالكامل داخل الحمام حتي لا يوبخهاايضا جهزت له حماما لكي ينعم به...خرجت من حمامها وجدته مستيقظا ومنتظرها كانه كان مستيقظا من قبلها ابتلعت ريقها واخفضت راسها قائله
=اسفه اني دخلت الحمام قبلك
=انا جهزتلك الحمام ...ثواني وهجهزلك هدومك..وهنزل اجهز الفطار واجيبهولك هنا..شكلك اتاخرت علي الشغل...واه هعملك قهوة .
ثم خرجت من الجناح مسرعه حتي لا تمهله فرصه في الرد...ظل ينظر الي اثر خروجها مستعجبا لما تفعله ظل يحدث نفسه افعلت هذا حتي لا يحاسبها علي طلبها في النوم بجواره ام انها سلمت الصفقه لغيره وتعلم ان اليوم يوم عذاب فارادات ابعاد الشك عنها ظل يفكر كثيرا واحتار في امرها ولكنه طرد الأفكار من رأسه و قال في نفسه ان اليوم هو الفيصل بينهم فنهض و اخذ حمامه حقا لقد نعم به ولاول مرة يبدو أن تجهيزها لحمامه كان رائعا وخرج منه ووجد الجناح جميل ومعطر وملابسه مختارة بعنايه فائقه ووجد فطورا رائحته لذيذه وقهوته الصباحيه وبجانبها زهرة البنفسج ولكن خلود غير موجوده...ابتسم من افعالها وتمني ان تبقي علي هذه الحاله طيله الوقت ولكن كان يراوده شعور ان كل هذا تمثيل منها للوصول لهدفها...عزم امره الا يفكر كثيرا وارتدي ملابسه وتناول فطوره وشرب قهوته وتوجه الي شركته.
ذهب زين الي الشركه وعقد اجتماع مع خليفه وواسر وقام بتعيين هلا سكرتيرة لاسر الذي تضايق جدا لانها من النوع المحافظ جدا الذي لا يعجبه ...في نهايه الاجتماع اتاه اتصال من المتعهد بالصفقه ليخبره بنجاح الصفقه ...ابتسم زين بار تياح واخبرهم بنجاح الصفقه فتفاجئ كل من خليفه واسر بالصفقه وسالوه اي صفقه...رد عليهم بسعاده قائلا
=دي صفقه عمرى...اعلي من الصفقه اللي قبلها...ولعلمكوا شرف وحازم كانوا مشاركين فيها ,,,وخسروها...واصريت محدش يعرف بالصفقه دي غير انا وخلود وده كان الطعم بالنسبه ليها.
تنهد خليفه بارتياح وقال
=الف مبروك يا زين ...فرحتي باللي حصل زى فرحتي بابني اللي جاي في السكه...الحمد لله ان خلود بريئه من اتهامتنا
رد زين بسعاده وقال
=الحمد لله ...انا تعبت اليومين اللي فاتوا ومحتاج ارتاح عن اذنكو انا مروح
واتجه باتجاه الباب فاستوقفه اسر قائلا بغيظ
=اكيد رايح تصالحها...ليكي حق يا عم...بس بردو خلي بالك يا صاحبي مرة تصيب ومرة تخيب.
التفت له زين وتنهد وقال
=عارف يا اسر ...سلام
اتجه زين الي الفيلا وظل يفكر بما سيفعله معها بعد ظهور برائتها ويسال عن سر ساعدته بذلك ولكنه تذكر كذبها الدائم عليه...ولكن ما فعلته اليوم يدل علي بدايه تغيرها وهو للاحسن ...فقرر ان يتبع اسلوب الشد والارخاء معها لعله ينجح
في جناحه كانت خلود تشعر بالحر الشديد رغم تشغيل المبرد الهوائي فقررت اخذ حمام اخر في هذا اليوم من الممكن دخولها المطبخ هو الذي سبب لها الحرارة فمنذ تجنب نهي لها قررت ان تصنع طعامها بنفسها خاصه بعد تحذيرات ياسمين للخادمات عن عدم تقديم طعام لها عندما علمت ان نهي تبعث لها الطعام هددتها انها ستقول لزين...اخذت خلود حمام باردا وتوجهت الي دولابها الخاص وفتحته لتاخذ بيجامه صيفيه وجدت قمصان النوم الخاصه بها ظلت تعبث بهم وتتحسر علي حالتها ولمعت فكرة شيطانيه براسها ان تاخذ قميص لونه ابيض بجناحات كانه ملائكي يناسب جسمها فقررت لبسه والاستمتاع بها قبل ان ياتي زين ...لبسته وسرحت شعرها وبحثت عن السي دي لتشغل اغنيه لترقص عليهاوخشيت ان ترفع صوته فقررت ان تضع سماعات الهاند فرى في اذنها وكان تستمع الي اغنيه
عايم في بحر الغدر شط الندالة مليان
بقلوب مليها الشر والبر ماله امان
نجي الخسيس منه أما الاصيل غرقان
والقوي في قوته بس علي الغلبان
شيطان ضحك ع الكل والذل كان عنوان
نشر الفجور والظلم ما بين بني الإنسان
ولما قبضوا التمن الكل باع وخان
واللي عامل حبيبي على حقيقته بان
شايف الوشوش الوان بلياتشو وبهلوان
بيصنعوا الضحكة وبيصدقوا الأوهام
يا قلوب بلا مأوى جبل الهموم اقوي
فيها القوي ع الضعيف جاي بيستقوي
دنيا فيها الفاعل مبني على المفعول
الفرح فيها ماضي بابه صبح مقفول
مركب في بحر غريق والبحر موجه عالي
مبيفرقش ما بين عزيز ولا غالي
وظلت ترقص بجنون وهي مغمضة العينين وتتقدم برقصاتها للامام وترجع بها للخلف وهكذا علي اوتار الاغنيه ...
وصل زين الي الفيلا وجدها ساكنه فعلم ان نهي بجناحها وامه في النادي فصعد الي جناحه ليرى ماذا تفعل بغيابه ...فتح الباب بقوة ولكنه تفاجئ من ظهرها العارى بالكامل واكتافها المرسومه علي شكل ملائكي ورقصاتها التي اصابته بالدوران ...كاد يقسم انه لو كان راهبا لاضاع رهبانيته في هذا الجمال تقدم من ورائها ببطء بعد اغلاقه للباب لان لو احد مر وشاهدها بهذا المنظر سوف يخنقه ويخنقها حتي لو كانت امراءة وجدها تتقدم برقصاتها للامام وترجع للخلف وهو يسرح فيها ولكنه افاق من شروده علي ارتطام ظهرها بصدره ليقع وهو حاملها علي الاريكه لتسقط في حجره ...فتحت اعينها بفزع والتفت خلفها لتجد نفسها في احضانه فشهقت شهقه عاليه وارادت ان تنهض ولكنه تمسك بها
الفصل الثامن
دخل زين الي جناحه سعيدا لفوزه بالصفقه ولبرائه خلود عازما امره ان يستعمل معها اسلوبا جديدا يشمل القليل من الرفق واللين...تفاجئ بحضورها الطاغي وهيئتها الجديده حيث كانت ترتدي قميص نوم ابيض عارى الظهر واكمامه كاجنحه ملاك جحظت عيناه من منظرها وهيا تتمايل وتتراقص علي انغام ولكنه لم يسمع شيئا لانها كانت تضع سماعات الهاند فرى في اذنها ...اسرع باغلاق باب الجناح حتي لا يراه احد ثم تقدم اليها وكانت تعطيه ظهرها وكانت تتقدم برقصاتها الي الامام وتتراجع الي الخلف شرد في انوثتها ورشاقتها ثم افاق من شروده علي ارتطام ظهرها بصدره ليمسك بها بقوة ويقعا سويا علي الاريكه...صدمت خلود مما حدث وفتحت عينيها رويدا والتفت اليه ببطء فشهقت وكادت ان تنهض من بين احضانه الا انه تمسك بها جيدا...توترت خلود من محاصرته لها باحضانه وظلت تفتح اعينها وتغمضها وتتخيل انها ما زالت تحلم حلمه اليقظه الخاص بها حيث انها اقدمت علي اغماض عينيها وهيا ترقص لتحلم بزين يحتضنها ويداعبها ...ايعقل ان هذا زين القاسي ...كيف لحلم ان يتحول لواقع ملموس ...ولكي تتاكد انها في الواقع نظرت الي ساعه الحائط الموضوعه فوق الاريكه لتجدها الواحده ظهرا...معني ذلك انه حلم ..حاولت النهوض لتنفض تخيلاتها كانها سقطت من اثر الدوخه من الرقص لكن زين منعها من النهوض وابتسم لها ورفع لها حاجبه ...هنا عزمت امرها علي التحدث معه حتي تسمع صوته لتفيق تنحنحت وقالت
=هو انت جيت بدرى ليه ...ولا الساعه غلط؟
بدا يمرر اصابعه علي شعرها الناعم المبللل من اثر الاستحمام والذي لم تمهل نفسها فرصه لتمشيطه ...يبدو ان الرقص كان اهم بالنسبه لها ...ومرر يده علي رموشها التي ترمش بيهم كثيرا غير مصدقه وجوده وشفتيها التي كانت ترتعش كثيرا ...ثم امالها اكثر له حتي تسارعت نبضات قلبها خاصه عندما نظر الي صدرها ذكرها بنظرته لها في المكتب ولكن هذه النظرة تختلف تماما عن نظرته لها في المكتب ...حاولت خلود افاقته وافاقه نفسها من هذا الوضع فقالت
=هو احنا هنفضل كده كتير
فهم زين ان خلود تحاول فصله فابتسم ليها وقربها له اكثر حتي تلاصق جبينه بجبينها وامال وجهه حتي وظل الي اذنها ولكنه غير رايه عندما وجده عنقه ينبض بسرعه فقبل ثنايا عنقها حتي تاوهت من قبلاته ثم حرك شفتيه علي خديها الناعم متجها الي شفتيها ليقبلها ببطء قبلات رقيقه ...رفعت خلود راسها لتستنشق الهواء ولكنه احاط راسها بيديه وامالها اليه دفعه واحده والتهم شفتيها في قبله قويه جعلتها تفتح اعينها من الصدمه ...قام زين وهو مازال يحملها في احضانه وعدل جلسته علي الاريكه حاولت ات تتملص منه لتنهض من شده خجلها ولكنه ثبتها علي رجله اليسرى متمسكا به كطفل صغير يخاف ان يسقط منه ...ظل ينظر لها نظرات شغوفه وقربها اليه مرة اخرى وقبلها قبلات متفرقه حول شفتيها لدرجه انها ارتعشت منها ومن لمساته الناعمه علي ظهرها العارى...حاولت خلود ان تفيقه مرة اخرى مما يفعله لانها متاكده انها بدافع الرغبه فقالت
=زين انت كويس...ولا تعبان من الشغل.
تنهد زين وزفر حانقا واغمض عينيه فهو يحاول ان يحسن علاقته بها وهيا دائما تفصله ...فتح عينيه ببطء وظل ينظر لها بجمود فخافت خلود من نظراته وعلمت انها قالت كلاما غير مناسبا فاسرعت باحتضان يديه بين يديها بعد تركه يده لها وقالت
=مقصدش...انت تيجي وقت ما تحب...انا قلقت عليك ...مش عوايدك تيجي بدرى ...وانا كمان لسه محضرتش الغدا ...كنت ناويه اعمل اكل حلو النهارده وتتغدا هنا في الجناح.
رفع يديها الي شفتيه وقبلها وقال
=تسلم ايدكي مقدما.
اندهشت خلود من فعلته فقالت
=بس بردو ...عايز اعرف جيت بدرى ليه ...انا طبعا مبسوطه ...بس قلقانه عليك.
ابتسم زين وقال
=النهارده كسبت صفقه مهمه توقف عليها كتير من الامور في حياتي.
ابتسمت ونظرت له بثقه وخبث وقالت
=اها...اللي كان ورقها علي الكوميدينو؟
نظر لها بنصف عين وبمكرقال
=انتي قرتيه ليه؟
رفعت اكتافها وقالت
=حب استطلاع مش اكتر.
نظر لها نظرة قويه وقال
=مفكرتيش تلعبي بالورق زى زمان
ازاحت يده عنها نهضت بغضب وضربت رجلها في الارض بعصبيه وقالت
=تاني يا زين...شكيت فيا تاني ...قلتلك من يوم ما اتجوزنا ...المواضيع دي انتهت بالنسبه ليا ...ومن قبل جوازنا كمان .
شدها مرة اخرى لتسقط في حجره واحتضنها واحس بدموعها تتناثر علي عنقه فربت علي ظهرها بنعومه وقال
=خلاص يا خلود ...انا عارف انك بداتي تتغيرى ...انا كمان هحاول اتغير عشانك .
رفعت راسها من علي صدرها وجحظت عينيها وقالت
=بجد يا زين توعدني؟
ابتسم لها وقال
=اوعدك
ثم استطرد قائلا
=انما ايه الحاجات دي مبشوفهاش وانا موجود ...شكلك بتاخدي راحتك في غيابي ...انا كده هجي كل يوم بدرى.
خجلت منه وقالت
=لا ابدا ..انا احتريت فقلت ادخل اخد شاور ولقيت القميص ده قلت اجربه .
هز راسه يمينا ويسارا بمرح وهو يبتسم وقال
=احتريتي فرقصتي عشان تحترى اكتر.
ضحكت وقالت
=اصل شغلت اغنيه حلوة اوى فعجبتني قلت ارقص.
ابتسم لها و بفضول قال
=ويا ترى بقا ايه الاغنيه الحلوة دي.
خجلت من سؤاله واخفضت راسها وقالت
=اغنيه عاديه ...مش ضرورى تعرفها.
رفع حاجبيه وباصرارقال
=مش ضرورى ليه ...هو انا قلتلك غنهالي ...اصلا اخاف اقولك غنيها لان اكيد صوتك وحش.
نهضت خلود ووضعت يدها في خصرها وقالت
=نعععم ...مين دي اللي صوتها وحش ....انا كنت في فريق الموسيقي بتاع المعهد.
فرج زين شفتاه وحمد ربه انه ابعدها عن المعهد حتي لا تقيم حفلات فيجن جنونه ...اخرج من تفكيره واراد استفزازها قائلا
=بصراحه مش مصدقك ...غنيلي الاغنيه عشان اصدقك.
اغتاظت خلود من تحديه وعزمت ان تغني الاغنيه وهي ترقص وتغمض عينها.
عايم في بحر الغدر شط الندالة مليان
بقلوب مليها الشر والبر ماله امان
نجي الخسيس منه أما الاصيل غرقان
والقوي في قوته بس علي الغلبان
شيطان ضحك ع الكل والذل كان عنوان
نشر الفجور والظلم ما بين بني الإنسان
ولما قبضوا التمن الكل باع وخان
واللي عامل حبيبي على حقيقته بان
شايف الوشوش الوان بلياتشو وبهلوان
بيصنعوا الضحكة وبيصدقوا الأوهام
يا قلوب بلا مأوى جبل الهموم اقوي
فيها القوي ع الضعيف جاي بيستقوي
دنيا فيها الفاعل مبني على المفعول
الفرح فيها ماضي بابه صبح مقفول
مركب في بحر غريق والبحر موجه عالي
مبيفرقش ما بين عزيز ولا غالي
جن جنون زين من صوتها فقد كان سيمفونيه رغم انحطاط الاغنيه فهي لا تناسب ذوقه ابدا ...ايضا رقصها الذي من الممكن في يوم ما يطيح بهيبته امامها.حيث كانت تتمايل بطريقه جنونيه ..انتهت من الاغنيه ومن رقصها ثم تنهدت وجلست علي الفراش تلتقط انفاسها وغمزت له قائلا بانتصار
=ايه رايك ...بعرف اغني
ضحك عليها وقال
=بتعرفي طبعا...بس ايه الهبل اللي بتغنيه ده؟
اختفت البسمه من علي وجها وباقتضاب قالت
=هبل دي اغنيه حلوة جدا وماشيه ومطرقعه ده مبتروحش من وداني.
هز راسه بياس وقال
=ممكن اعرف مين الظريف اللي بيغنيها
ردت بفخر وقالت
=علي سمارة
وضع زين يده علي وجهه يخبأ ضحكاته قائلا
=مين ...علي سمارة...بقا مرات زين السرجاني اللي بيسمع فيروز ...تقوم هيا تيجي وتسمع علي سمارة.
عبست خلود وقالت
=كده يا زين ..انا مكنتش عايز اقولك من الاول عشان متتريقش عليها.
توجه الي السرير ببطء ووضع يده عليه ليحاصرها من الجانبين قائلا
=عارفه الاغنيه حلوة ليه ...عشان انتي كنت بترقصي عليها ...خلود انا عمرى مشفت حد بيرقص ...ولو شفت هتبقي انتي احلي واحده.
تراجعت خلود للخلف وهبطت براسها علي السرير كالمغيبه تدوب من كلماته الحنونه ...نظر اليها وهي نائمه كالملاك الناعس ...وحاول ان يفيقها فقال
=هو انتي مش وعدتينا نتغدي هنا النهارده.
نهضت بسرعه وافاقت من غيبوبتها واسرعت الي الباب لتفتحه لتهبط وتحضر الغداء
صرخ زين ليلحقها قائلا
=خلووودد ...هتنزلي كده؟
نظرت خلود الي ملابسها وقالت
=نسيت هغير هدومي وانزل بسرعه
تذكر زين امر الحفله التي سيقيمها للاحتفال بفوزه بالصفقه فقال
=خلود ..انا هعمل حفله بكرة في فندق وهتحضرى معايا.
فرحت خلود كثيرا وقالت
=بس انا معنديش حاجه البسها ...وتذكرت امر ملابسها.
طمأنها زين قائلا
=ولا يهمك ..هبعت اجيبلك بكره احلي حاجه تلبسيها
اقتربت منه خلود بدلع وقالت
=زين عشان خاطرى ..سيبني انا انزل اشترى علي ذوقي ...وتعالي معايا ..بس خلي لبسي يبقا مفاجاه ليك
عبس وجهه وقال
=وبعدين يا خلود.
وضعت خلود يدها علي صدره قائلا
=اديني بس الثقه مرة واحده وهكون قدها.
هز راسه بالموافقه وابتسم وقال
=ماشي يا خلود.
ثم استطرد قائلا
=خلود ...في موضوع عايز افكرك بيه ...موضوع مامتك طول اوى ...وانا مش عايز انفذ تهديدي ...خاصه بعد ما بقينا كويسين مع بعض.
اخفضت راسها قائله
=اطمن يا زين ...هيتحل بكره ان شاء الله ...انا بس قفلت موبايلي اليومين اللي فاتوا ...فاكيد اتصلت بيا... هافتحه وهكلمها حاضر...هغير هدومي انا بقي وانزل اعملك الغدا...ثم طبعت قبله علي وجهه ودخلت غرفه الملابس ...ظل يتحسس مكان قبلتها ويتذكر رقصها وجنونها ...حقا هو لم يتوقع في يوم ما ان يشعر بهذه الاحسايس تجاه اي فتاه حتي لو كانت زوجته فما بالك بخلود
هبطت خلود الي المطبخ لاعداد وجبه الغذاء لزين...ظلت تتذكر احداث ما دار بينهم في الجناح وهي سعيده ولكنها تحولت ابتسامتها الي انقباضه عندما تذكرت امر والدتها فعزمت امرها ان تهاتفها بعد الغذاء ...انتهت خلود من اعداد الطعام وحملته علي صينيه وصعدت الدرج بحذر الي غرفه زين ...طرقت الباب برجلها ففتح لها واخذ منها الصينيه ووضعها علي الطاوله وذهب ليغسل يده ...خرج زين من الحمام ولم يجدها فقطب جبينه وبحث عنها في الجناح وايقن انها ذهبت الي المطبخ لان الطعام المحضر في الجناح لفرد واحد ...زفر حانقا واخذ هاتفه واتصل عليها ...استغربت خلود من اتصاله وردت عليه بارتباك تقول
=خير يا زين...في حاجه ناقصه.
تنهد زين وقال
=ااه...انتي .يا هانم..
قطبت جبينها وازالت الهاتف من علي اذنها وحدقت به ثم اعادته مرة اخرى قائله
=انا...ازاي؟
زفر زين حانقا وقال
=اطلعي ...عايزك.
تركت خلود ما بيدها من طعام وركضت اليه ودخلت الجناح من دون طرق بابه تنهج وتقول
=ايوه ...عايزني في ايه؟
توجه اليها واغلق الباب وسحبها خلفه واجلسها امام الطعام ونظرة لها نظرة قويه وقال
=عايزك تاكلي معايا.
فرجت شفتيها وقالت
=بس يا زين.
جز زين علي اسنانه مقاطعا لها وقال
=لما اقول كلمه تتسمع ...متجادليش معايا يا خلود.
هزت راسها ورفعت اصبعها في محاوله منها للتحدث فقالت
=بس انزل اجيب اكلي من تحت ...عشان الاكل هنا مش هيكفي .
ابتسم زين بسخريه وقال
=ليه انتي حوت.
هزت خلود راسها بالنفي وردت ببلاهه قائله
=لا انا برج العذراء
طرق زين كفا علي كف من هبلها المصطنع وابتسم ضاحكا وقال
=كلي يا خلود...رقص واغاني هابطه وتخلف ...احمدك يارب ...مخلتش في نفسي حاجه..ده اخرة صبرى يارب .
اخفضت خلود راسها وكتمت ضحكاتها وتناولت الغذاء في صمت كما يفعل زين...انتهي زين من طعامه فحملت خلود بقايا الطعام لتضعه في المطبخ ففتح لها زين الباب حتي لا تتعثر به وسالها قائلا
=هتعملي ايه بعد كده.
التفت اليه وقالت
=هسقي حوض الورد وهقعد هناك لغايه ما تخلص شغلك هطلع انام .
ابتسم لها وقال
=ماشي ...خلي بالك من الورد ...وخصوصا البنفسج ...عشان انا بحبه اوى ..وغمز لها بعينيه الساحرة.
خجلت خلود من تلميحه لان معناها ان تدير بالها علي نفسها ...كانت حجه خلود في الذهاب الي حوض الورد ان تهاتف والدتها بدون ان يسمعها احد وبالفعل هاتفتها واجابت عليها ولكن خلود لم تمهلها الفرصه في الرد فقد سارعت بدون سلام وقالت
=ايه يا ماما مش ناويه تعتذرى لمدام ياسمين .
=انتي ناسيه انها ام جوزى ومقامها من مقامه.
ردت عليها هاجر بحقد
الظاهر معرفتش اربيكي ...هيا دي ازيك ياماما وحشتيني ...وسيادتك قافله تليفونك بقالك تلات ايام ...انا قلت موتوكي وخلصوا منك.
رد خلود بنفس الحقد قائله
=ايوه معرفتيش تربيني...ولولا زين كان زماني نسخه مصغرة منك.
واكملت حديثها قائله
=زين خلاني انسانه محترم واجبرني احترمه واحترم كل اللي حواليا.
ثم نهضت من مكانها وضربت قدميها في الارض وقالت
=صحيح مدام ياسمين ست قاسيه ...بس في الاول وفي الاخر ام جوزى ...وليها احترامها.
ثم تابعت بغيظ قائله
=وبعدين انا مشتكش لحضرتك ومكنتش حابه تشوفي جسمي لان دي حاجه خاصه بيا ..انتي مش فضحتيهم ..انتي فضحتي بنتك .
وبكت وتعالت شهقاتها قائله
=ده انتي حتي روحتي قلتلها علي القلم اللي ادتهولي عشان رفضته ...حرام عليكي ...انتي اكيد مش امي ..منتظرة يعاملوني ازاي؟
كانت هاجر تستمع لها بحقد وغل وسخط عليها وعلي زين وياسمين واخيرا ردت قائله
=انا مش هعتذر لحد ...انتي المفروض تجبريهم يعتذروا ليا ...يحمدوا ربنا اني رضيت اجوزك المعاق ...مش ده كلامك بردو يا خلود؟
اغمضت خلود عينيها وعزمت امرها علي البوح بتهديد زين والذي كانت تخشي ان تبوح به حتي لايمرض والدها زفرت حانقه وقالت
=طب اسمعيني بقا يا ماما...انتي كنت مفكرة اني الفرخه اللي هتبيضلك بيضه دهب ...للاسف تخمينك غلط ...زين قالي لو مامتك ما اعتذرتش من امي اعتبرى ابوكي مفصول من الشغل ...وهياخد مني الفيزا كارد ...وبكده مش هيبقا معاكي ولا مليم ..انا مش شايلك همك ...انا شايله هم بابا ...انا قلت اللي عندي ...سلام يا ماما.
صدمت هاجر مما سمعته وظلت تنظر الي الهاتف وقذفته علي السرير وخرجت من غرفتها الي الصاله حيث يجلس باهر ..ودخلت عليه كالعاصفه تقول
=شايف بنتك يا باهر...البيه جوزها بيهددني لو ما اعتذرتش لامه هيطردك من الشركه.
اخفض باهر راسه وقال
=انا كنت حاسس من ساعه ما خسرنا الصفقه..واسر لمح ليا بكده ..ده غير ان شرف السرجاني هيرجع .وده مبيطيقنيش خاصه انا بنتك في مكان بنته.
شهقت هاجر بذعر ثم لمعت فكرة شيطانيه براسها وعزمت علي تنفيذها بالغد.
في المساء صعدت خلود الي الجناح لتنام فوجدت زين شاردا فتوجهت اليه واشارت بيدها يمينا ويسارا حتي افاق من شروده ونظر لها بجمود فاندهشت وقالت له
=سرحان في ايه؟
رد باقتضاب
=مفيش
استغربت رده وقالت
=هو انا عملت حاجه غلط وانا مش واخده بالي ؟
نظر لها بصلابه ورد بحده قائلا
=ساعه بتسترجي امك عشان تعتذرى لوالدتي ...ليه ؟
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت
=انت كنت بتراقبني ؟
مسح علي وجهه من الغيظ وقال
=...مش محتاج اراقبك ...صوتك كان واصل عندي يا هانم.
اغمضت خلود عينيها من الحزن وتنهدت قائله
=عموما بعد تهديدك اكيد هتروح لمامتك بكره وتعتذرلها ...عن اذنك.
انصرفت خلود تحبس الدموع في مقلتيها وما ان ذهبت الي المطبخ انفجرت من البكاء من حياتها المتعبه من الالم من ركبتها المجروحه من ذو قبل وفتحت درج مخصص لها في المطبخ واخذت منه المسكن لانها لا تريد اخذه امامه لانها لتخفي الم ركبتها عنه ...اخذت المسكن وصعدت لتنام ...دخلت الجناح وجدته مظلما وزين مستغرقا في النوم لانه مضي علي الموقف الاخير ساعه من الزمن ...اتجهت الي الحمام بحزن لتتحم وترتدي بيجامتها وذهبت الي الاريكه لتنام ...بعد انتظام انفاسها نهض زين لانه لم ينم ابدا ...جلس نصف جلسه وتاملها كثيرا فقد كان عازما امره الليله ان تنام بجواره ولكن لم يحالفه الحظ ...جاءته فكرة ان ياخذها لتنام بجواره لتشعر مثل امس انها جاءت لتنام من تلقاء نفسها ...لبس ساقه وتوجه اليها وحملها ووضعها بالفراش وجلس بجانبها يتاملها ويملس باصابعه علي شفتيها ليميل ويطبع قبله رقيقه عليهم واخذها بين احضانه وخلع ساقه ونام
استيقظت خلود تتملل تنظر باستغراب الي الغطاء فوجدته غطاء الفراش مالت بوجهها في الاتجاه الاخر وجدت نفسها بين احضانه شهقت شهقه خفيفه وتملصت منه وجلست نصف جلسه وقطمت اضافرها تتذكر ما حدث احست ان المسكنات كالمنوم يجعلها تتحرك وهيا نائمه ...نهضت سريعا واخذت حمامها واحضرت له حمامه وخرجت وجدته كانه استيقظ منذ زمن فقد كان يبتسم لها بشده...توترت من ابتسامته وقالت
=الحمام بتاعك جاهز...هنزل احضر الفطار.
توجهت الي الباب وتوقفت ثم التفتت له قائله
=اسفه اني قمت بليل ونمت علي السرير
=اوعدك مش هتتكرر تاني
غادرت خلود الجناح وطرق زين كفا علي كفا يضحك من افعالها فهي مسكينه لا تعلم انه اعتاد علي سماع انفاسها ووجوده بين احضانها ولكن لا باس فهذا لن يحدث من اول مرة وهو المخطأ من البدايه وعليه اصلاح اخطائه معها ليكسر حاجز الخوف لديها منه.
بعد فطار زين وخلود الذي كان يسوده الصمت اتفق معها ان ياتيها من الشركه مبكرا ليصطحبها الي احدي المولات التجاريه لتبتاع شئ مناسب لحفله الليله ...وصل زين شركته سعيدا ودخل مكتبه وما ان راءه اسر حتي ذهب اليها ليعدوا ترتيبات الحفله...والتي اعتذر فيها اسر عن عدم وجوده لوجود حازم وشهيرة في الحفل قائلا
=اسف يا زين ...انا مش هقدر احضر الحفله دي.
تفاجئ زين من اسفه وقال
=ليه يا اسر ...وراك حاجه مهمه؟
رد اسر باقتضاب
=مقدرش احضر حفله وفيها واحد زى حازم ...وجوده بيستفزيني.
تذكر زين افعال حازم وزفر حانقا وقال
=وانا كمان ...بس هعمل ايه لازم يحضر ...كل اللي شاركوا في الصفقه انا عزمتهم ...انا حتي كمان هاخد خلود معايا .
ابتسم اسر ابتسامه خبيثه وقال
=اوووه...خلي بالك من مراتك يا صاحبي ...انا مش بخوفك منها ...انا خايف عليها لانها مرات صاحبي ...وخصوصا من حازم.
شرد زين كثيرا في هذا الامر حتي انه لم يشعر باسر وهو يغادر المكتب ...افاق من شروده علي صوت هاتفه ...نظر الي الشاشه فوجدها خلود فكانت تعلمه انها بانتظاره ...اغلق هاتفه ونهض عازما امره ان هذا اليوم ايضا اختبارا جديدا لخلود...ذهب زين الي الفيلا...وجدها تنتظره في الحديقه وما ان رات سيارته حتي ركضت اليه وفتحت الباب وجلست بجانبه تقول بقلق
=اتاخرت ليه؟مكنتش عايز تيجي؟
هز راسه بالنفي قائلا
=لا ابدا ...اصل الطريق زحمه.
قالت بقلق
=لو مش فاضي مش مهم
زفر زين حانقا وهز راسه يمينا ويسارا وانطلق بسيارته مسرعا فتتطايرت خصلات شعرها من الهواء حتي لفحت رموشه معلنه التمرد عليه لتجبره علي الحديث قائلا
=تحبي تروح مول معين؟
هزت راسها بالنفي وقالت
=المول اللي تحبه...بصراحه ذوقك بيعجبني.
اندهش اليها وقال
=طب لما هو بيعجبك نازله معايا ليه؟
توترت وقالت
=حبيت اختار حاجه بنفسي تعجبك انت
وصل زين الي نفس المول الذي اشترى منه ملابسها ...اوقف السيارة فنزلت خلود مسرعه دون ان تنتظره
غضب زين وقال
=انتي هتدخلي لوحدك ليه؟
رد بتوتر وقلق
=مش حابه ازعجك معايا وهخلص بسرعه وهخرجلك.
زفر زين حانقا وقال
=لا يا خلود ...انا هدخل معاكي ...وهنخرج سوا.
واشار لها بيده
=اتفضلي قدامي.
سارت خلود امامه حزينه لمعاملتهم معها دخلا معها قسم الملابس الكلاسيكيه لانه رفض ملابس السواريه رفضا قطعيا تذمرت خلود من قراراته الصارمه والتفت اليه قائله
=ممكن حضرتك تقعد في اخر المحل لاني مش ناويه اعرفك ان هشترى ايه الا ساعه الحفله ولو مش عاجبك مش مهم احضر الحفله .
رفع لها حاجبيه وقال بياس
=ماشي يا خلود ...بس خليكي قد كلمتك.
انتقت خلود ثلاث اشياء تايير باللون الاحمر النارى وفستان سماوى طويل ومبطن وفستان بلون المسطرده قاست جميعهم ولكنها وجدت نفسها افضل بالتايير الاحمر النارى رغم ان لونه سوف يزعج زين ولكن ارادت اغاظته مجددا وان لم يوافق لم تذهب الي الحفله...لا باس فهي تشعر بانقباضه في قلبها من هذه الحفله ولا تعلم اسبابها ...خرجت من غرفه القياس وطلبت من البائعه وضع التايير في علبه مغلقه صعب فتحها حتي لا يراها زين وهو يحاسب ...بالفعل حاول كثيرا فتح العلبه ولكن دون جدوى فابتسم علي مكرها .
في طريق عودتهم قال لها بمكر
=مش ناويه تشترى اكسسورات للفستان اللي اشترتيه؟
ضحكت علي مكره وقالت
=لا ...عندي اكسسورات تناسب لون الفستان.
هز راسه يمينا ويسارا وقال
=طب لون الفستان ايه طيب؟
نظرت له نظرة مكر وقالت
لون انت بتحبه.
ابتسم زين بسخريه علي كذبها الغير منتهي وانطلق بسيارته الي الفيلا.
في النادي كان ياسمين تحتسي فنجان من الشاي بمفردها فهي منذ فضيحه هاجر تتجنب صديقتها ...ذهبت هاجر الي النادي لتعتذر لها وتنفذ مخططها لاستماله ياسمين الي خلود والوقوف جانبها والدفاع عنها ...اقبلت عليها وتصنعت الاستحياء وقالت
=مدام ياسمين ...انا بجد اسفه ..مكنتش في وعيي ساعتها...مش عارفه انا كنت بقول ايه...وكنت عايزة اعتذرلك من يومها ...بس كنت خجلانه.
ردت عليها ياسمين بتهكم وقالت
=هو انتي اللي زيك بيتحرج؟
ارادت هاجر تثبيتها لتقبل اعتذارها فنادت علي جميع اصدقائها وجمعتها وقالت
=يا جماعه انا من اسبوع في المكان زعلت مدام ياسمين مني وافتريت عليها وعلي زين باشا الراجل اللطيف اللي بيحب بنتي جدا ...بلييز يا مدام ياسمين اقبل اعتذارى
زفرت ياسمين حانقه وقالت
=خلاص ...من فضلكم كلكم سيبوني لوحدي معاها.
وما ان انصرف الجميع وابتسمت هاجر ابتسامه نصر نظرت لها ياسمين بمكر وقالت
=اوعي تفكرى انك هتضحكي عليا بالكلمتين دول ...لا ده كان زمان يا حلوة ...لما كنتي دراعي اليمين ...الوقتي بقيتي تحت رجليا انتي وبنتك .
جلست هاجر ورفعت حاجبيها وقالت
=ماشي ..بس كده هترجع شهيرة مكان بنتي وشرف مكانك يا مدام ياسمين.
ضحكت ياسمين علي كلام هاجر وقالت
ازاي بقا ...وانا بايدي خليت كل حاجه فركش= .
ارجعت هاجر ظهرها للخلف ووضعت رجل فوق رجل وقالت
=زين باشا خسر صفقه كبيرة وشرف اللي كسبها وهيرجع الشركه عشان الشركه متخسرش كتير وهيرجع البيت كمان وهو اللي مربي زين باشا ...وبيعد في جمايله فيتجوز شهيرة ويرد جمايل شرف وبكده نص التركه باي باي ...انما مع خلود انتي الكسبانه يا مدام ياسمين.
نهضت ياسمين من مكانها بفزعوقالت
=الكلام ده لو حصل هطربقها فوق دماغ الكل ...انا مصدقت خلصت منه ومن بنته.
نهضت هاجر ورفعت يدها لتربت علي كتف ياسمين وتجلسها ومحاوله تهدئتها قائله
=طب وليه العصبيه ...طالما خلود موجوده.
نظرت لها ياسمين بحقد وقالت
=قصدك ايه؟
ابتسمت هاجر بنصر وقالت
=الموضوع بسيط وفي ايدك ...اتعاملي مع البنت كويس هتديكي عينيها...حليها في عين زين ...خليه ميقدرش يستغني عنها...خليكي في ضهرها ...وبخلود لا شرف ولا غيره هيقدره يقربوا من اي حاجه تخصك.
لمع الشر في عين ياسمين وقالت
=موافقه بس بشرط ...بنتك تعمل كل اللي اقولها عليه ...لو منفذتش كلامي كله انا لا يهمني شرف ولا غيره ...متفكريش انك ماسكاني من ايدي اللي بتوجعني ...انتي وبنتك مجرد حل مؤقت للمشكله المقرفه دي .
ثم نهضت من مكانها ورحلت وكان شعور هاجر فوق الوصف فهي بهذه اللعبه اجبرت ياسمين علي قبول الاعتذار ومعامله بنتها جيدا.
وصل زين وخلود الي الفيلا وسرعان ما نزلت من السيارة واخدت علبه ملابسها وسبقتها في الدخول كالعاده ...شهقت عندما رات ياسمين في استقبالهم لدرجه ان زين سمع شهقاتها واستغرب من وجود والدته في هذه الساعه وقال
=خير يا امي مش عوايدك ترجعي بدرى من النادي ..في حاجه حصلت؟
ردت بهدوء وبابتسامه
=بالعكس مامت خلود جت النهارده النادي واعتذرت ليا ...وانا مبسوطه جدا.
تمتم بكلمات غير مفهومه واستغرب قبلوها للاعتذار بهذه السرعه وتنهد قائلا
=طب الحمد لله.
ابتسمت ياسمين وبفضول قالت
=انتو كنتوا فين؟
رد زين بجمود قائلا
=بشترى هدوم لخلود عندنا حفله النهارده.
انتهزت ياسمين فرصه الحفل لتتقرب من خلود وتجعلها في احسن صورة في الحفل فقالت لها
=وريني جبتي ايه يا خلود.
رد خلود بتوتر وقالت
=طب مينفعش في مكان تاني عشان مش حابه زين يشوفني بيه دلوقتي.
استغربت ياسمين من ردها ولكن قاطعها زين عندما قال لها
=اطلعي يا خلود...البسي معدش في وقت ...تقدرى تطلعي معاها يا ماما
رفضت ياسمين وقالت
=لا انا هاخدها جناحي ...عشان لو في حاجه محتاجه تظبيط تظبطها عندي ...وانت متدخلش بينا...ورايا يا خلود
نظرت خلود الي زين الذي رفع كفتيه باستغراب لعدم معرفته سر تحول والدته بهذا الشكل ولكن ما باليد حيله اشار اليها لتصعد مع والدته لكي ترتدي ملابسها...دخلت خلود جناح ياسمين كانها اول مرة تدخله نسيت انها دخلته سابقا عندما تم اهانتها فيه من قبل زين ...وجدته جناح ملكي يليق بياسمين جدا ...كادت ان تدوخ من جماله ...وعلي اثر الدوخه تذكرت نهي فسالت ياسمين عنها وقالت
=اخبار نهي ايه ؟
مطت ياسمين شفتيها وقالت
=ربنا يخلصني منها هيا واختها وابوها.
اغمضت خلود عينيها من الحزن وقالت
=ليه بس كده نهي طيبه؟
اخذت ياسمين خلود من يديها واجلست علي الاريكه وتحدثت معها بحزم وقالت
=الناس دول مش طيبين...شرف ابوهم لسه بيخطط يرجع شهيرة لزين ...وانتي عارفه زين ساعتها مش هيعارض عمه ...وانتي هتفضلي موجوده بس علي الهامش ...
ثم استطردت بخبث قائله
=انا بقولك كده لمصلحتك ...خافي علي زين يا خلود ...شهيرة لو اخدته منك انتي مش هيبقا ليكي قيمه في البيت ده ...انا عن نفسي هفضل جمبك
=وهساعدك ...زين شخصيه قويه مش اي حد يعرف يكسبه.
نصتت خلود لحديث ياسمين واقتنعت به وتوجهت الي ارتداء ملابسها التي اعجبت ياسمين كثيرا ومدحت في ذوقها ...رغم انه كان يستر كل جسدها...ذهبت خلود الي جناحها ظنا منها ان زين في مكتبه ...دخلت وتفاجئت به يركب ساقه فقد خلعها ليريحها قليلا ...ذهبت مسرعه اليه وركبتها فامسكها من ذراعيه واوقفها وامسكها يديها وقبلها من باطن كفيها قائلا
=تسلم ايدك
ثم ارجعها للخلف ليرى جمال التايير عليها وعلي جسدها الملفوف ...ثم قطب جبينه من لونه النارى ولم تمهله فرصه للحديث قائلا
=عجبك؟
اقتربت منه كثيرا ووضعت يدها الرقيقه تتلمس وجهه واقتربت من اذنه وهمست قائله
=علشان خاطرى متقوليش انه مفيش حفله.
ثم قبلته من خده برقه وقالت
=التايير محترم ...انا عارفه ان لونه بيعصبك ...بس انا حبيته عليا وملقيتش احسن منه ...وعارفه اني كذبت عليك لما قلتلك ان لونه لون انت بتحبه .
وضعت جبينها علي جبينه وقالت انا هسد وداني وهغمض عيوني عشان انتي لو مش راضي سيبني وانزل ولو رضيت هبقا سعيده جدا .
رد زين عليها بقبله قويه علي اثرها فتحت عينيها وبشده من هول المفاجاه ثم طرق لها مساحه لكي تتنفس واخذ يمرر يده علي بشرتها الناعمه جاذبا وجهها بين يديه ليميل عليها بقبلات رقيقه لتستجيب معه ...ظلا بهذه الحاله كانهم نسوا العالم من حولهم فابعدته خلود بلطف عنها وهنا ادرك انهم تاخروا ونظر الي ساعته وقال
=الحفله بدات يالا بينا
توترت خلود وقالت
=لسه شعرى والميكب .
اخذها الي مراءة الزينه ورفع شعرها لفوق وثبته جيدا ولان خلود متمرده كان لشعرها نصيبا من هذا التمرد فقد تمردت خصلتين من الجانبين ونزلت علي خديها اعطت لها منظرا جذابا
اندهشت خلود مما فعله وقالت
=طب ليه كده انا كنت هفرده ...طب والميكب هياخد وقت لسه.
امسك زين منديلا ومسح مكان قبلاته ليصبح وجهها نظيفا من اي صبغات ونظر لها بحب وخصوصيه شديده وقال
=الشعر المفرود ليا لوحدي ...اما عن الميكب فانتي احلي من غير الميكب
فرجت خلود شفتيها ونظرت اليه وكادت ان ترد الا انه منعها وفتح درج مراءة الزينه واخرج منه علبه من خامه القطيفه وفتحها واخرج منها عقدا ياقوت احمر اللون
شهقت خلود من العقد ونظرت اليه فكيف له ان يعلم ان التايير لونه احمر...ضحك علي منظرها واقترب منها وداعب انفها بانفه ووقال
=متستغربيش ...فاتورة التايير كان مكتوب فيها احمرررر...وبسرعه بعت جبت العقد عشان مينفعش تايير بالذوق الجميل ده ميبقلوش عقد.
انبهرت خلود من تصرفاته واقواله وحمدت ربها علي هذه النعمه وتمنت ان تكون دائمه
اخذها زين من يدها وتوجه الي السيارة وفتح لها الباب وادخلها برقه ثم دخل وجلس بجوارها وقال
=خلود ...ممنوع تفتحي باب العربيه الا لما انا افتحهولك .
ابتسمت خلود وهزت راسها وقالت
=حاضر ..
.وانطلقت السيارة الي مكان الحفل
وصلت سيارة زين الي الحفل وهبط زين وتوجه الي خلود ليفتح لها الباب واتاه اتصال فور وصوله ولوجود الضوضاء عند باب الحفل امرها ان تقف عند الباب لحين رجوعه وانهاء اتصاله ...وقفت خلود علي باب الحفل لتتفاجئ بوجود حازم الذي تقدم منها مبتسما ومد يده ليقول
=خلود ازيك ايه التغيير الحلو ده؟
انقبض قلب خلود عندما راته ولم تمد يدها اكتفت بقول
=شكرا
لتتفاجئ بيد زين تمسك من خصرها ويضمها اليه ويد اخرى تمسك بيد حازم ليرد عليه السلام قائلا
=ازيك حازم ...اومال فين شهيرة؟
نظرت خلود لزين بطرف عينيها فهي لا تعلم ان حازم وشهيرة بالحفل ولو كانت تعلم ما كانت اتت ولكن مهلا هذه بدايه الحرب بينها وبين شهيرة ...اتت شهيرة وابتسمت ابتسامه واسعه لرؤيه زين وما ان راءه زين حتي انبهر من هيئتها الرقيقه الناعمه ...امسك يدها ورفعه الي شفتيه وقال
=مبسوط اني شفتك يا شهيرة .
لاحظت شهيرة عبوس وجه حازم وغيرته عليها فقالت
=احنا هنفضل واقفين نسلم علي بعض كتير ؟ يالا يا حازم في ناس جايين مخصوص عشان يقابلوك النهارده ...تعالي معايا ..بعد اذنكم.
سحبته شهيرة من يده ورائها كالطفل حتي نزع يده من يدها قائلا
=ايه ؟ فاكراني عيل صغير سحباه وراكي ..مفضلناش واقفين هناك كتير ليه ...ولا مش قادرة تشوفي حبيب القلب مع واحده تانيه.
اغمضت شهيرة عينيها بالم وقالت
=لولا اننا في مكان عام كنت واجهتك باللي عملته زمان .
فرج حازم شفتيه وقال
= زمان ايه ومين اللي قالك خلود مش كده؟
تنهدت شهيرة وقالت
=مش مهم مين اللي قالي ...المهم انه حصل ...ليه معرفش .
زفر حازم حانقا وقال
=عشان اوصلك يا شهيرة
لوت شفتيها وقالت
=للاسف يا حازم ...ده عذر اقبح من ذنب .
مسح حازم علي وجهه وجاءه اتصال وذهب ناحيه الحمامات بعيدا عن ضوضاء الحفل ما ان انهي اتصالا حتي تفاجئ بخلود تخرج من باب الحمام امسكها من معصمها بحده وقال
=هتفضلي طول عمرك زباله ...ليه قلتي لشهيرة ...مخفتيش لتحكي لزين ويتخرب بيتك؟
ازاحت يده بقوة وقالت
=اياك تلمسني مرة تانيه ...الزباله فهو انت اللي بتلعب ببنات الناس عشان توصل لهدفك ...وانا مقلتلهاش حاجه وميلزمنيش اقولها ...مصلحتي اساسا انها متعرفش ...لانها بكده هتسيبك وترجع لزين ...وان كان علي زين فهو عارف كل حاجه من قبل ما يتجوزني ...عن اذنك.
ذهبت خلود الي زين الذي راي كل ما دار بينها وبين حازم ولكن لم يسمع شئ ...نظر لها بجمود وقال
=كل ده في التواليت؟
توترت خلود وقالت
=هاااا...اااه ...زين انا رجلي بتوجعني ممكن نروح ؟
لوى زين شفتيه وقال
=ممكن اوى ...علي الاقل نبدا حسابنا بدرى .
قطبت جبينها مما يقول وهمست وقالت
=حسابنا
ثم تركها وذهب الي شهيرة وربت علي يدها قائلا
=مش معني انكو خسرتوا الصفقه يبقا ده اخر المطاف ...انتو كسبتوا اللي فاتت ...ومعملتوش حفله ...انا قصدت اعمل الحفله عشان ارجع الود مهما ان كان انتي بنت عمي ولو احتاجتيني في اي وقت انا تحت امرك
نظرت شهيرة الي خلود وجدتها تتاكل من الغيرة فارادت اشعال الغيرة بداخلها لتسقيها من نفس الكاس الذي تشرب منه فرفعت يدها وربتت علي كتف زين قائله
=طبعا با زين انت مش ابن عمي انت اخويا ...واللي فات مات ...احنا ولاد النهارده ...صدقني حازم مش وحش ...حازم بيحبني بجنون
هز زين راسه بتفهم وقال
=هو بس اللي طايش وعمل الغلط عشان يوصلك ...يالا اروح انا لاحسن الهانم رجلها بتوجعها
فركت شهيرة يدها قائله
=الظاهر انها سبقتك .
التفت زين خلفه فلم يجدها ...زفر حانقا وتوجه الي السيارة ليجدها لتقف بغضب بجوارها تنتظره ...لم يفتح باب السيارة لها وضرب علي زامور السيارة لكي تركب ...دخلت خلود السيارة وصفعت الباب مما جعله زين يضرب علي مقود السيارة قائلا
=ليه رزعتي الباب ؟
ردت ببرود قائله
=ما اخدتش بالي.
هز زين راسه بغضب وانطلق الي الفيلا متوعدا لها بحسابها علي افعالها ووقفتها بالحفل ما حازم وتركها له وصفعها لباب السيارة ليعود غدر الزين مرة اخرى.