![]() |
شمس
الحورية_فاطمة
بقلم الحوريه فاطمه محمد
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
_________
ماذا لو انقطعت كل السبُل ، ولم يبقى أمامها إلا طريقاً واحد ..
طريق يجمع ما بين الحب و الكرة .. الرحمة و الذل .. طريق به كل ما هو متناقض ..
ماذا تفعل ؟ هل ستكمل به أم أن قدرتها لن تساعدها ؟ .
اقتباس من النوفيلا ..
________________
ربتت على ظهرها قائلة بحنان يشوبه الحزن على حالتها :_
_ استغفري يا حبيبتي ، هما في مكان أحسن إن شاء الله .
ردت بصوت متهدج ومازال وجهها بين كفيها :_
_ بس أنا كنت عايزة أكون معهم ، أنا عايزاهما يا ريم ، عايزاهم .
ثم انخرطت في نوبة بكاء هستيرية من جديد .. جذبتها "ريم" إلى أحضانها ، تحاول أن تسيطر على ارتجاف جسدها الهزيل .
وهي تهمس لها بكلمات هادئة لتهدأ :_
_ استغفري ربنا يا حبيبتي ، أنتِ مؤمنة ، ولا هتعترضي على حكم ربنا .
#اقتباس
يجلس على مقعده على السفرة ، يتناول كوب الشاي قبل أن يهبط لصلاة الجمعة ..
يحاول أن يرتب الكلام بداخله حتى لا ينفعل عليها ، يكفي أنها بالأساس تهرب منه ..
اتجهت إليه وهي تجر قدميها .. لولا طلب خالتها ماكنت أتت إليه ..
ضحكت بداخلها بسخرية على هروبها الجلي منه .. ومع ذلك هي نفسها لا تعرف سبب هذا الهروب .. أهو خوف ؟ ... أم ماذا ؟؟.. عقلها لا يرحمها و يجيب عليها أو يعطيها ردا مقنعا ..
نحت أفكارها جانبا ما أن أصبحت واقفه أمامه حمحمت بهدوء ليرفع وجهه بقناع جليدي على عكس عادته معها ..
أردفت بهدوء رغم رجفتها الداخلية :_
_ خالتو قالت أنك عايزني .
أشار بعينيه على مقعد بجانبه قائلا بهدوء :_
_ اقعدي .
_ مش عايزة أقعد ، أنا ..
قاطعها بحزم قائلا بنبرة أمر :_
_ قولت اقعدي يبقى تسمعي الكلام ، مش هأكل حضرتك أنا .
سحبت المقعد بيد مرتعشة من نبرته الغاضبة ، وجلست على مضض وهي تتمنى أن يمر الوقت أن تسيطر على خوفها منه ..
خوفها منه!!! متى اصبحت خايفة منها ؟ ولماذا ؟ .
وبالتأكيد لن تجد إجابة مرضية بداخلها .. أصبحت عاجزة عن تفسير شعورها أو ما تريد .. بداخلها أمواج هائجة لا تهدأ ، ترتطم بها بشدة ، لتزيد من ضعفها دون رأفة .
تساءل بهدوء ظاهري :_
_ هو أنا قليل في نظرك ؟ .
نظرت إليه والصدمة تحتل معالم وجهها .. ما هذا السؤال و لماذا ؟؟ .. توقف الكلام في حلقها .. حاولت أن تنطق ، و لكنها كمن فقد النطق ..
_ ماسمعتش ردك ..
قالها "عابد" بعدما طال صمتها وهي تنظر إليه .. بصعوبة بالغة حاولت أن تجلي صوتها ، لترد متسائلة بنبرة مهزوزة وهي تفرك أصابعها ببعضهم :_
_ ليــه بتقول كدة ؟ .
شعر بارتباكها و تخبطها ومع ذلك قرر أن لا يتراجع حتى تفكر جيدا قبل أي تصرف .. يعلم أنها لا تقصد أي إهانة له أو لـ والدته ، ولكنها لابد أن تتراجع عن أفكارها التي لا أساس لها من الصحة ..
رد بجمود :_
_ اللي أنتِ عملتيه امبارح بيقول كدة ، ولولا أمي كان هيبقى ليا معاكِ تصرف تاني خالص .
رغم أنها توقعت رد فعله هذا ، ولكنها لا تحب أبدا أن يتكلم معها بهذا الأسلوب مهما فعلت ، بالأخير هو ابن خالتها ، ابن خالتها فقط ولا يحق لها أن يعلق على ما تفعله ..
لا تعلم تلك البلهاء أنه يملك كل الحق ..
تساءلت بغضب رغم خوفها :_
_ و أية هو تصرف حضرتك التاني خالص دا بقى عشان عايزة أعرفه ؟؟..
استووووب ..
عايزة رأيكم ..
شمس عملت أية ؟؟
عابد ناوي معها ع أية ؟؟
_____
_____مسا مسا يا أميراتي ..
طبعا أن رقبتي منكم قد السمسمة والله ، بس غصب عني والله 🙈🙈
وماينفعش اجي اصلحكم و ايدي فاضية عشان كدة جايبلكم اقتباس من
#أشرقت_ظلام_الفجر و اتمنى ينال إعجابكم ..
مش بأمر الله على ع بعد الفجر فصل شمس هينزل .. واحتمال كبير يبقى في فصل بكرا في نفس الوقت يا حلوين ..
اسيبكم مع الاقتباس
________
#الاقتباس_الثاني
#أشرقت_ظلام_الفجر
#الحورية_فاطمة
كاد أن يلج إلى غرفته وقبل أن يدير المقبض استمع إلى صوتها تهتف باسمه ، ليستدير إليها ويزين ثغره ابتسامة واسعة و لكنها مرهقة .
وقفت أمامه تلهث من صعود الدرج وهي تركض حتى تلحق به قبل أن يدخل إلى كهفه .. هي لم و لن تدخل غرفته ، فمهما كان تقاربهما لا يتجاوز أي منهما حدوده ، و هو لم يقوم ولو ظلت تطرق لليوم التالي .
هتف متسائلا بانهاك :_
_ عايزة أية يا سنفورة ؟ .
ردت بتذمر وهي تعقد ذراعيها بحنق طفولي :_
_ مش أنا بنادي عليك ؟ .. عامل مش سامع!! .
_ أبدا والله بس تعبان جدا يا سنفورة وأنتِ عارفة إني برجع مش شايف قدامي .
عبست ملامحها قائلة بغضب :_
_ أنا غلطانة إني جايلك ، أدخل أرتاح يا أستاذ .
أعطاته ظهرها بحركة عصبية منها ، وقبل أن تتحرك قبض على ذراعها برفق قائلا :_
_ ممكن تهدي و تقولي عايزة أية يا سنفورتي .
_ مش عايزة منك حاجة ، ولو سمحت سيب أيدي .
هتف بمشاكة رغم تعبه :_
_ لأ مش هسيبك ألا لما تقولي عايزة أية .
التفتت تنظر إليه ، ضيقت ما بين حاجبيها متسائلة ببراءة مصطنعة :_
_ هتوافق على أي حاجة أنا عايزها ؟ .
رفع حاجبه متسائلا بشك :_
_ عايزة أية و من غير الشغل بتاعك دا لاني حافظك وعارف أن وراء كل دا حاجة عجباني .
_ من الآخر كدة الجامعة طالعة رحلة أول الأسبوع وأنا عايزة أطلع معاهم .
تساءل بهدوء و ملامح جامدة لا توحي بأي شيء :_
_ المطلوب ؟ .
_ أنك تقنع عمك و ابن عمك أن سنفورتك حبيبتك تطلع الرحلة .
رد بعد لحظات من الصمت بتطلع إليه بضيق :_
_ لأ .
ضربت قدميها في الأرض متسائلة بغضب مما جعل صوتها يرتفع :_
_ ليه ؟ .. عشان خاطري وافق .
_ أنا مش مقتنع ، أطلب منهم حاجة أنا نفسي مش موافق عليها .
كادت أن تعترض ليرد بحزم قائلا :_
_ قولت مش موافق ومش هغير رأي .
قالت بغضب وهي تتركه وتبعتد عنه :_
_ مالكش كلام معايا تاني ، و متقوليش يا سنفورة تاني .. و و و ..
ضحك بقوة قبل أن يدخل إلى غرفته قائلا :_
_ براحة يا سنفورة عشان أنتِ كدة علقتي .
تفتكروا مين الثنائي دول ؟؟ .
قراءة ممتعة .
الفصل الثالث من نوفيلا شمس اقتباس ..
وقبل أن تكمل جملتها كان تخلى عن مقعده بطريقة مفاجئة ليسقط المقعد أرضا ...
حاول التمسك بهدوءه و ضبط ذاته و لكن مع آخر كلمتها ضرب بهم عرض الحائط ..
انكمشت ملامحه بغضب ، وتاججت عينيه بالنيران ، هاتفا من بين أسنانه بغضب :_
_ لو بس فكرتي تاني تقولي الكلمة دي ماتلوميش إلا نفسك ، لأن وقتها أنا مش ضامن رد فعلي ، أما بقى حوار الفلوس دا لو صممتي عليه ، يبقى تسيبي الشغل يا شمس .
#الفصل_الخامس
#شمــس
#الحورية_فاطمة
_________
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
_________
الفصل نزل ع الفيس كاعتذار عن التأخير 🌹🌹
______
قطع الصمت و النظرات المتبادلة بين "وائل" وعائلته سؤال أخته الغير متوقع :_
- فين العروسة؟!!! ..
لحظة مرت على كل من "عابد" و أخته و والدته كالضهر ..
ماذا تقصد أخته بسؤالها ؟!! .. ربما تقصد "ريم" ، بالتأكيد لا فالجميع يعرف أنها مخطوبة ..
ربما تقصد "شمس" ، عند هذه الخاطره كاد يجن "عابد" ..
ماذا عليه أن يفعل ؛ يقوم بطردهم الآن و يعلن للجميع أنها تخصه وحده ، ملكه وحده ولن يسمح لأحد بالاقتراب أو مجرد النظر إليها ..
أم يترك لها حرية الإختيار ، فربما تراه هي مناسب لها ..
أما إيمان كانت في مأزق بين ابنتها و ابنة أختها ..
ابنتها لا تحبها دون مبرر ليأتي هذا و يزيد الكراهية المجهولة الأسباب .
"صفا" ودت في هذه اللحظة اختفائها من حياتهم نهائيا .. ليس تعلقا أو حبا بهذا الشاب ، بل لأنها تأخذ منها كل شيء دون عناء ..
رغم أن "صفا" تفوقها جمالاً ، إنما هي دائما الفائزة .
اخيرا نطقت والده العريس قائلة بحرج وهي تمسح جبينها :_
_ إحنا آسفين لو حصل سوء تفاهم ،بس إحنا نقصد البنت اللي بتلبس أسود .. هي مش بنتك ؟؟.
ختمت اعتذارها بهذا السؤال لتهب "صفا" متجه إلى غرفتها كالبركان على وشك الإنفجار في الجميع ..
ردت إيمان سريعا قائلة بصدق :_
_ لأ طبعا ، بنتي .
تنهد الجميع بارتياح ماعدا "عابد" كان في عالم آخر .. يشعر أنها النهاية .. نهايته هو فقط .
تساءل "وائل" باهتمام وعيون لامعة بفرحة :_
_ هي اسمها أية بنت حضرتك ؟ .
إجابته بهدوء شديد من صدمتها :_
_ اسمها "شمس" .
لترد أخته بفرحة وحماس متسائلة :_
_ مش هنشوف عروستنا "شمس" ؟.
هتفت بهذا السؤال تزامنا مع دخول "ريم" بجانبها "شمس" ليصاب الإثنان بالذهول ، ولكن "شمس" تداركت نفسها سريعا وهي تدور بنظرها على الجميع ..
هتفت بهدوء وهي تنظر إلى والده "وائل" :_
_ آسفة لحضرتك ، بس طلبكم مرفوض .
نهض الجميع من أماكنهم لتسأل أخته :_
_ ليه ؟ .. والله دا كان سوء تفاهم .
ابتسمت شمس بمجاملة قائلة بإصرار :_
_ حصل خير ، بس أنا قولت قراري ، ربنا يسعده بالبنت المناسبة .
لم ينظر "وائل" أن يسمع إلى كلمة أخرى ، رفض آخر ، أخذ عائلته عائدا إلى بيته وخيبة الأمل تلاحقه ..
لم يبالغ و يقول إنه احبها ، ولكنه رأي بها زوجة صالحة ، و أما لأولاده ..
و ما جرحه حقا هو رفضها الصريح دون أعذار أو أن تطلب فرصة وترفض بعدها .. رفضها بهذا الشكل جعله يشعر بالإهانة ..
في منزل والد "عابد" ..
بعدما رحل الجميع جلست شمس بجانب خالتها قائلة بأسف :_
_ أنا آسفة يا خالتو ، حقكم عليا .
ربتت على كفها الموضوع على كتفها وهتفت بصدق وحنان أم :_
_ يا حبيبتي أنتِ مالكيش أي ذنب ، دا نصيب يا بنتي ، ولو كنتي وافقتي ..
قاطعتها بإصرار :_
_ ماينفعش يا خالتو .
_ ربنا يصلح أحوالك يابنتي .. ثم نهضت من مقعدها قائلة ..
_ أنا هشوف صفا .
اتجهت إلى غرفتها حيث بناتها لتحاول أن تهدي ابنتها الثائرة ..
لحقت بها شمس لتتجه إلى غرفتها لتقف على صوته قائلا بنبرة يغمرها السعادة لا تعلم سببها أو ربما تتدعي عدم المعرفة ..
_ حقك عليا .
استدارت تنظر إليه بعد فهم ليكمل :_
_ أسلوبي معاكِ لما رجعت من الشغل ..
ثم تابع بإصرار وحزم ..
_ بس دا مايمنعش أن واقفتك بالشكل دا كانت غلط وماينفعش .
أغمضت عينيها بارهاق ثم فتحتهما مرة أخرى قائلة بهدوء كعادتها :_
_ أنا قولتله يطلع رفض لأنك مش موجود ، ولولا أنه كان بيعتذر عن كلام أخوه معايا مكنش جه أصلا .
_ أنا واثق من تصرفاتك يا شمس ، إنما الناس مش بترحم و إحنا عايشين وسط ناس
"أضاف موضحا" .. أنتِ عارفة إني مش بهتم بكلام حد ، بس في حاجات لازم نحافظ على نفسا ولازم نهتم .
_ حصل خير و إن شاء الله مش هتكرر تاني .
أشار إليها بالجلوس أمامه متسائلا :_
_ ممكن أسألك سؤال مهم ؟ .
جلست أمامه تهز برأسها موافقة على سؤاله.
تساءل بحذر متخوفا من إجابتها رغم حاجته الماسة إلى سمعها :_
_ ليه رفضتي العريس ؟ .
ابتسمت بداخلها على حدسها الذي لم يخطأ عندما أخبرها أن هذا سيكون سؤاله ..
أجابت بهدوء ومعالم وجه لاتوحي بأي شيء :_
_ أسبابي كتيرة ..
هتف بإصرار :_
_ أحب اعرفها .
_ أولا ماينفعش يكون داخل البيت دا و إحنا فاهمين أن العريس لـ "صفا" وأنا أوافق عليه ، كفاية أنها اتعشمت وشافت نفسها العروسة .
تسلل الإحباط و اليأس إلى ثناياه و قلبه ، أهذا هو سبب رفضها ، كان يأمل أن يسمع ردا آخر يريح قلبه الملتاع ..
أخفى ما يمزق داخله و تسائل بهدوء زائف حتى لا ينكشف أمره :_
_ أية تاني غير كدة ؟ .
اغرورقت عينيها بالدموع و هتفت بصوت مختنق ، منخفض بالكاد وصل إلى سامعه :_
_ مش ناوية اكرر مأساة بابا وماما .. مش ناوية أمشي واسيب ورايا ابن أو ابنه عايشين أموات من غيري ...
قاطعها سريعا رغم شعوره بالألم لما تفوهت به ، كيف لفتاة كانت مشعة بالأمل والتفاؤل تتحول إلى فتاة يأسة محطمة بهذا الشكل .
كم أن الفراق قادر على انتزاع كل جميل بداخلنا ، كل النور الذي ينبع من داخلنا ليزين لنا مرارة الحياة ، لتظهر على حقيقتها المُخيفة .
لابد أن يغير من تفكيرها و حانت الفرصة الذي ينتظرها الآن ، لذلك هتف بجدية :_
_ استغفري ربنا يا شمس ، أية اللي أنتِ بتقوليه دا حرام .. وبعدين هي دي تربية عمي ليكِ ؟؟.. هو دا الإيمان و الدين اللي اتربتي عليه ؟!!.
أردفت بخفوت وهي تزيل دمعة متمردة هبطت من عينها :_
_ استغفروا الله العلي العظيم .
تابع عابد مؤكدا :_
_ أنا عارف أن الفراق صعب ، وخصوصا أهم ناس في حياتنا .. بس صدقيني لو حاولتي تتأقلمي مع إرادة ربنا ، وقتها هتلاقي نفسك عايشة و حواليكِ ناس بتحبك ، بس الحزن مغمي عنيكِ عنهم .
نهضت من مكانها سريعا دون تعقيب على ما قاله كأنها لم تفهمه أو تعمدت ألا تفهمه ..
اتجهت إلى غرفتها شبة راكضة بعدما قالت متلعثمة :_
_ تصبح ع خير .
لتختفي بعدها من أمامه في لمح البصر .. تنهد بقنوط من هروبها الدائما .. مُصر ألا يتركها ابدا .. فهي وعد قلب قديم لابد أن يفي به ..
بغرفة إيمان ..
دخلت إلى الغرفة لتجد "صفا" ابدلت ملابسها ، ممده على الفراش ، تولي ظهرها لأختها التي تحاول جاهدة أن تسترضيها أو تجعلها تقول أي شيء ، ولكنها ممتنعة عن الرد واكتفت أن تخبرها أنها بخير و كأن شيء لم يكن ..
أشارت إيمان لابنتها الكبرى أن تخرج من الغرفة لتنصاع إليها دون كلام .
جلست بجانب ابنتها ثم مدت يدها تمسد على ظهرها بحنو قائلة :_
_ حبيبتي ، كل شيء قسمة ونصيب .
ثم تابعت مازحة .. وعموما هو الخسران .
ردت بفتور دون أن تسدير إلى والدتها :_
_ مش فارق معايا أساسا ، مبروك على الدكتورة شمس .
ختمت جملتها بسخرية لم تخفى عن والدتها .
هتفت إيمان بهدوء تحاول كسب ابنتها وتعديل فكرها :_
_ يابنتي يا حبيبتي شمس رفضت .
وقبل أن تكمل حديثها قاطعتها بصلف قائلة :_
_ كتر خيرها والله ، ماما بعد أذنك أنا تعبانة وعايزة انام .
غمغمت بعدم رضا من ابنتها :_
_ نامي يا بنتي ربنا يهديكِ .
_______
بنهار اليوم التالي .
ذهبت "شمس" إلى عملها متاخرا كي لا تتقابل مع "عابد" صباحا ، بعدما قضت ليلة طويلة لم تنعم فيها بالنوم إلا ساعات قليلة .
تود دائما أن تهرب من تلميحاته و تصريحاته الغير مباشرة ولكنه يصر أن يحاصرها كلما جاءته الفرصة .
وما يشوش تفكيرها حقا لماذا لا يقولها بطريقة مباشرة ، صريحة؟!!... أيمكن أن يكون مترددا أو خائفا من مجهول لا تعلمه هي ؟!! .
ولماذا هي مهتمة بالأساس؟!! .. هي قررت في نفسها أنها لن تقبل بالارتباط من أي شخص مهما أن كان ، فلما التفكير في "عابد" و ما يفكر به ؟؟.
بعد عناء و تفكير ذهبت في سبات عميق دون أن تشعر متى و كيف غفت .
"عابد"
كان ينتظرها أن تستيقظ في موعدها لتتناول فطورها معهم ..
يود فقط أن يراها ، و كالمعتاد هربت منه و تعمدت التأخير .
تعهد لنفسه أن يبوح بما داخله قريبا ، لتصبح شمسه دون قيود .
اتجه إلى عمله بعدما تناولوا فطوره مع والدته و أخته "ريم"، بينما "صفا" تحججت بالتعب ولم تفطر معهم ..
أخبرته والدته أنه ستذهب مع "ريم" لزيارة أحد أقاربهم لمهرضها .
___
بمنتصف النهار .
تجلس "صفا" أمام التلفاز بعدما خرجت والدتها و أختها .. ورغم إلحاح أختها أن تذهب معهما حتى لا تبقى بمفردها رفضت رفض قاطع ..
تنظر إلى التلفاز دون أن ترأى ما يعرض عليه .. نعم عينيها مسلطة على الشاشة بينما عقلها في
مكانا آخر ..
أخرجها من شردوها صرير باب الشقة بعدما اغلقته "شمس" بعد دخولها .. بعدما فتحت الباب بمفتاح أعطته لها خالتها ، لتتمكن من الدخول في حالة عدم وجود أحد بالشقة .
اتجهت إلى غرفتها دون أن تتكلم بعدما لمحتها تجلس أمام التلفاز تجنبا لحديثها المسموم و لسانها السليط .. يكفى أنها استأذنت مبكرا من عملها لشعورها ببداية وعكة صحية .
رؤايتها أمامها أشعلت نيران حقدها الخامدة ، لتتجه خلفها كالاعصار ..
فتحت الباب بشكل مفاجئ لتفزع الأخرى ، لم تمهلها فرصة أن تنطق ..
انفجرت في وجهها كالبركان قائلة :_
_ لو أنتِ فاكرة نفسك كدة كويسة أوي وطيبة تبقي غلطانة ، أنا متأكدة زي ما أنا شايفيكِ دلوقتي أنك رفضتي لأن عينيك على أخويا .. أما بقى وش الملائكة وطريقتك المكشوفة دي أنا عارفها كويس أوي .. ولو أنتِ عندك دم تحلى عننا .. ما إحنا ابونا مات زمان كنا جينا عشنا عندكم؟!! .. ولا أنتِ ما صدقتي الفرصة تيجي لغاية عندك عشان تقربي من أخويا وتاخديه مننا ، بس لأ أنا ..
قطعتها شمس صارخة بوجهها و العبرات تنساب كالشلال على وجنتيها دون توقف :_
_ كفــاية ، كفـــاية مش عايزة اسمع منك حاجة تاني .. أنا عمري ما فكرت كدة ولا بفكر كدة أبدا ، وعمري ما عرفت أنتِ ليه بتكهريني كدة ، أنا عمري ما عملت معاكِ أي حاجة ، ليه بتعملي معايا كدة ؟ ليه ؟ .
_ عشان أنتِ دايما واخده كل حاجة ، حتى أخويا عايزة تاخديه ، بس أنا بقى لايمكن اسمحلك .. فاهمـــة مش هسمحلك .
صرخات بآخر كلماتها ثم اتجهت إلى الخارج صافعة الباب خلفها بقوة ..
#الفصل_السابع_والأخير
#شمس
#الحورية_فاطمة
______
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
_______
مبدأيا حابة اعتذر عن التأخير بس حقيقي أنا الفترة دي مش مظبوطة نهائي ..
وبجانب كدة ابني تعبان جدا ودا اللي اخرني اكتر في نزول الفصل ..
بس لأن ناس كتير بعتتلي ، الفصل هينزل ناقص مشهد هبقى اعمله تعديل بعد كدة لما اكتبه وابلغكم ..
قراءة ممتعة ، واتمنى تقبلوا اعتذاري ..
___________
مع كل حرف تتفوه به ، مع كل كلمة نطقت بها تبوح بمدى الكراهية و الحقد بداخلها لابنة خالتها ، كانت تحطم كيانه ، تضرب ثقته بنفسه بمقتل ..
أهذه هي من كان لها أبا ؟!! .
أهذه من حاول بكل استطاعته أن يعوضها غياب أبيها ، ويغدقها بحنانه ؟!! .
متى نمى هذا الكرة بداخلها ؟.. كيف غفل عن كل هذا ؟!.
يعلم أنها تغار من شمس منذ أن كانت صغيرة ، ولكنه لم يفكر يوما أن تتحول غيرتها إلى هذا الكرة الدفين ..
يبدو أنه أخطأ في كل حساباته و يجب عليه أن يعيدها من جديد ..
أكثر ما يشعره بالحسرة هو أن طفلته البريئة تكن كل الكرة بداخلها ..
أقترب منها بهدوء آثار الرعب في نفسها ، ولكنها ظلت بمكانها لم تقوى على الحركة بعدما أخبرت الجميع بما داخلها ..
ربت على ذراعها بهدوء يغلفه الحزن و الخذلان :_
_ شكرا لانك عرفتيني قد ايه أنا فاشل .
قال لها ما يشعر به حقا في هذه اللحظة .. واتجه إلى غرفته جسد بلا روح أو عقل .. كلاهما مع من تركتهم دون أن يعرفوا عنها شيء أو الاطمئنان عليها ..
سيبذل قصار جهده ليصل إليها و يعيدها مرة أخرى ، ولكن هذه المرة ستكون زوجته ، لن يقبل بغير ذلك مهما كلفه الأمر ..
نهضت إيمان من مقعدها ، تنظر إلى ابنتها بخيبة أمل ، و حسرة لأول مرة بحياتها ..
دائما تسعى أن تربي أبناءها وتجعلهم في أسعد و أفضل حال .. لم يخطر ببالها يوما أن تقلل من ابنتها أو تفضل ابنة خالتها عليها ..
وقفت أمامها هاتفه بانهزام :_
_ عمري ما فضلت حد عليكِ ، وعمري ما تخيلت عنك ، كنت حابة اطبط على بنت خالتك أية الغلط في كدة ؟!!..
تابعت كلامها وعبراتها تنساب بلا توقف وحسرة :_
_ يا خسارة تربيتي فيكِ ..
وبعدها اتجهت إلى غرفة "ريم" سريعا ، تختبئ بين جدرانها لتداري شعورها بالخيبة والانكسار ..
أهذه هي النتيجة ؟؟ .. أهذه هي النهاية ؟؟ ..
ابنة إصابتها الغيرة لتجعلها تكره من حولها دون سبب .. وابنة أختها اختفت ولا تعرف مكانها أو ما أصابها ؟؟ .. وماذا يكون مصيرها .. و أين هي الآن ؟..
هاوت بجسدها على المقعد فاقدة القدرة على النطق أو التبرير حتى البكاء ..
تخلت عنها الكلمات بعدما كشفت كل ما بداخلها ..
جلست بجانبها أختها تربت على ظهرها بحزن على ما وصلوا إليها بسبب تسرعها و غيرتها ..
هتفت بهدوء زائف :_
_ أدخلي اوضتك وبكرا يحلها ربنا ، وأنا هشوف ماما .
نهضت من مكانها واتجهت إلى غرفتها جسد بلا روح .. تشعر بالندم الشديد ولكنه أتى متأخرا ، متأخرا لدرجة جعلته عديم الفائدة ..
_____
في مكانا آخر بعيد عن بيت خالتها .. لم يأتي ببالها إلا صديقتها "إسراء" ، بالتأكيد لن تذهب إلى عمتها ، بعدما رفضت بقائها معها بعد وفاة أخيها ، وما يزيد الأمر صعوبة هو ما حدث مع ابنها الصغير منذ أيام قليلة ..
رحبت بها "إسراء" كما لو كانت أختا لها وليس مجرد صديقات في العمل .. وما زاد من ارتياحها مقابلة والدته إسراء الطيبة ، ما وجدت منها إلا الابتسامة و الترحيب ، وبعدها طلبت منها أن تأخذها إلى الطابق العلوي .. حيث شقة أخيها ، فهو يعيش بأحد الدول العربية يعمل بها و ترك هذه الشقة لوالدته ..
انتبهت عندما دخلت إسراء إلى الغرفة تحمل صينية متوسطة الحجم و عليها طعاماً لها ..
وضعت الصينية أمامها على الفراش قائلة بابتسامة مشرقة :_
_ يلا يا ست البنات عشان نأكل سوا ، ومش هقولك بقى على أكل خالتك أم رامي .
ابتسمت رغما عنها قائلة :_
_ تسلم ايديها يارب ، بس عشان خاطري يا إسراء أنا مش عايزة أكل ...
قاطعتها بإصرار قائلة :_
_ يا بنتي والله ماينفعش ، القاعدة عندنا بالأكل ، زي القهوة .. "ربتت على ذراعها مكملة بجدية " .. سيبها على الله وكل حاجة هتتحل .
_على الله طبعا ، ومعلش يا إسراء هزعجكم كام يوم ..
قاطعتها مرة أخرى بحزن حقيقي :_
_ أية يا شمس الكلام دا؟!!.. مفيش يا بنتي إزعاج ، وبعدين أنتِ شايفة اهو الشقة فاضية مفيش حد ساكن فيها من بعد ما رامي سافر ، وأنا بروقها كل فترة عشان لو حد من أهل بابا جه من البلد يعقد فيها .. يعني تقدري تفضلي هنا براحتك على الآخر .
_ أنا طبعا مقدرة واقفتك و موقفك النبيل ، بس ماينفعش أفضل هنا كتير ، أنا خلال أسبوع هخلص إجراءات الأرض مع عمتي و ولادها وبعدين هقدم إجازة مفتوحة من شغلي وهعيش في إسكندرية مع
بنت عم بابا ، ست طيبة وعايشة لوحدها و كمان بتحبني ، هقدم على شغل هناك و اعيش أنا وهي مع بعض .
تساءلت إسراء بحزن :_
_ طيب وخالتك ، مش هطمنيها عليكِ ؟!!.
تنهد بتعب من ذكر خالتها ، فأكثر ما يحزنها و يثقل كاهلها ، هو أنها تركتهم بتلك الطريقة الغير لائقة .. تعلم جيدا حال خالتها الآن ، ولكن السكين الذي غرزته بلا رحمة في كرامتها كان قوي و مازال ينزف إلى هذه اللحظة ..
أغمضت عينيها بقوة ، تود أن تنتهي من هذا الكابوس ، وتجد نفسها بين أحضان والديها ، وكل ما حدث هو حلم طويل ، بأس .. ولكن الحقيقة أقوى وأشد ألما ..
هتفت بخفوت وحزن من نفسها ومن كل شيء :_
_ هطمنها إن شاء الله ، بس امتى مش عارفة .
__________
بعد مرور أسبوع ..
أول ما فعلته "شمس" هو أنها أرسلت رسالة عبر الواتساب إلى هاتف ابنة خالتها "ريم" تعتذر من خالتها و تطمئنهم عليها ..
استطاعت "شمس" أن تنفذ كل ما أرادت ، بداية من الإجازة التي حصلت عليها بصعوبة و إجراءات طويلة ..
توصلت مع ابن عمتها الكبير "هشام" بعدما طلبت منه أن لا يخبر "عابد" أنها تتواصل معه أو أنه يعرف مكانها ...
قامت ببيع الأرض الخاصة بوالدها ليأخذ كل منهما نصيبه بما يرضي الله ..
بعدما انتهوا من الإجراءات لم تسألها عمتها إلى أين هي ذاهبه أو حتى سألتها عن حياتها أو عن أي شيء كل ما فعلته أنها أخذت نصيبها و رحلت كعادتها .. تأخذ ما تريد و ترحل ..
أما "هشام" لم يفوته أنها أصرت على عدم اخبار "عابد" عن مكانها ، لم يمررها مرور الكرم ، لابد أن يعرف أين هي إلا لم تكن تعيش مع خالتها ..
أصر أن تذهب معه إلى أحد الكافيهات للتحدث معها .. ومع إلحاحه اضطرت أن توافق وتذهب معه ..
دلف الاثنان إلى الكافية و بعدها طلب هشام قهوته و طلب لها عصير ..
تساءل هشام باهتمام :_
_ ممكن بقى أعرف أية حكايتك ؟؟.
ردت بمرواغة رغم أنها تعلم مقصده جيدا :_
_ حكاية أية؟!!.. أنا الحمد الله كويسة .
هتف بجدية وحدة خفيفة:_
_ شمــس ، أنا مش عيل صغير قدامك ، أنتِ بقالك يومين بتتوصلي معايا و أول حاجة طلبتيها مني إني مقولش لعابد مكانك ورغم إني مش فاهم نفذت و احترمت رغبتك ، إنما دلوقتي أنتِ مش هتمشي من هنا إلا لما اعرف كل حاجة بالتفاصيل .
أخذت نفسا عميقا ثم طردته بهدوء قائلة :_
_ صدقني يا هشام الكلام زي قلته ، يعني ولا أنا ولا أنت هنستفاد أي حاجة غير إني هضايقك بس ...
قاطعتها بهدوء و إصرار :_
_ أنا سامعك يا شمس ، ومش هنتحرك أنا أو أنتِ من هنا إلا لما اعرف كل حاجة ، وليه عابد مش عارف مكانك ، وأنتِ اساسا قاعدة فين حاليا .
لم تجد مفر إلا أن تحكي له كل ما حدث معها بداية من معامله صفا لها و لكن ليس بالتفاصيل ، اكتفت أن تخبره فقط أنها لا تنزعج من وجودها معهم .. وأخبرته بالعريس الذي جاء إليها بالخطأ ، وبعدها ثورة صفا و أنها تريد أن تأخذ أخيهم منهم ..
ابتسم هشام بعدما استمع إلى كل ما قالته ولم يعقب إلا على جملة واحدة قائلا :_
_ بس حقيقي عابد بيحبك يا شمس .
هتفت وهي تصك على أسنانها بغيظ منه :_
_ يعني دا اللي أنت أخدت بالك منه في كل اللي أنا قولته؟؟!!! .. تصدق بالله انا غلطانه إني اتكلمت معاك .
ضحك هشام بملأ فاهه على امتعاضها و ما أن توقف عن الضحك قال مبررا :_
_ يابنتي والله أبدا ، الفكرة كلها أن "عابد" بالنسبة لاخوته البنات كل حاجة و خصوصا الصغيرة لأنها أساسا ماشفتش أبوها ، ولما حست أن أخوها بيحبك خافت منك مش اكتر .
أغمضت عينيها بألم قائلة بخفوت وصل إلى مسامعه :_
_ خافت مني على الفاضي لأني اساسا مش بفكر في أخوها أو غيره .
_ ليـه ؟!!.
قالها هشام متعمداً ليعرف ردها .
_ يعني أية ليه ؟!! .. هو معني أن هو بيحبني رغم أن هو أصلا مقالش حاجة ، لازم أنا كمان أحبه!!! .
رد بعلاقنيه :_
_ لأ طبعا ، مش لازم .. بس السؤال هنا ليه لأ لا هو ولا غيره .. ولو على حكاية أن هو ما اتكلمش ، فهو اكيد عشان مقدر الظرف اللي أنتِ فيه ، وكمان أنتِ أكيد عارفة أن هو كلم خالي الله يرحمه ولولا اللي حصل كان زمانكم مخطوبين .. ولا أية ؟؟!!.
تفاجات من معرفته بطلب "عابد" من والدها ، نعم تعرف ولكن لا أحد يعرف أن والدها اخبرها فهذا كان سرا بينها و بين والدها حينما اخبرها بطلب عابد ولكنه طلب منها إلا تخبر أحد بأنها تعرف لأن والدتها كانت تريد أن تجعلها تتفأجا بوجودهم و طلب ابن اختها ..
وبعد حادث والديها لم تخبر أحد أنها تعرف ، بل وتعمدت أن تتجاهل مشاعره نهائيا ، حتى تجعل الطريق أمامه مسدودا ..
ولكن من اين عرف هشام أنها تعرف ؟! .. هل أخبره والدها ؟!! أم أنه يخمن ؟!! ..
تساءلت باندهاش :_
_ أنت عرفت الكلام دا منين ؟؟!
_ خالي هو اللي قالي ، ولا هتنكري ؟.
_ لأ مش هنكر ، إنما خلاص كل حاجة اتغيرت ، مابقش ينفع .
ضرب كف بكف من تفكيرها قائلا بذهول :_
_ يابنت الناس أنا الصراحة مش فاهمك ، ليه مابقاش ينفع ؟؟ .. وأية اللي اتغير ؟
_ اللي اتغير أن أغلى اتنين في حياتي راحوا ، إزاي عايزني أحب و اتجوز وافرح وأهم ناس في حياتي مش موجودين .. وافرض حصل مع ولادي زي ما حصل معايا ، وقتها يعيشوا الألم اللي أنا فيه من يوم الحريق .. أنا كل ما اغمض عيني اشوف الحريق قدامي ، افتكر شكل أهلي والحريق في جسمهم كله ..
كان يقطع حديثها شهقات متقطة مع بكائها الشديد ..
حاول هشام تهدأتها ، لم يتوقع أن تنهار هكذا وهي تتحدث معه ..
هتف بهدوء :_
_ أهدي يا شمس ، الناس بدأت تبص عليا .. حقك عليا والله ما كنت أقصد اضايقك أو أفتح الموضوع معاكِ .
هدأت بعد دقائق ولكن مازال جسدها ينتفض من أثر البكاء ..
هتفت بصعوبة بصوت باكِ :_
_ أنت مالكش ذنب ، وبعدين انا مش بنسى عشان افتكر .
حاول تغير الحديث متسائلا بهدوء :_
_ طيب قوليلي ناوية على أية الأيام الجاية ؟ .
_ هسافر إسكندرية عند بنت عم بابا وهشتغل هناك .
_ مسافرة النهاردة ؟!.
هزت رأسها بنفي :_
_ لأ ، بكرا إن شاء الله هروح المقابر وبعدين أسافر .
أخرج من جيبه بعض النقود بعدما طلب من النادل الحساب ليعطي له المال ثم أخذها واتجه إلى الخارج ..
_ يلا بقى على بيتنا وبكرا تزوري خالي وبعدين اوصلك القطر .
توقفت عن السير اعتراضا على طلبه قائلة :_
_ أنا هروح عند إسراء زي ما كنت .."وقبل أن يعترض أكملت بإصرار" .. صدقني كدة هكون مرتاحة اكتر .
مع إصرارها و احتراما لرغبتها اضطر للموافقة على ما تريد ، ولكنها يخطط في عقله شيء ما عازما على فعله مهما حدث ..
__________
في منزل والد عابد ..
_________
صباح يوم جديد ملئ بكل ما هو مشرق و مبهج للنفس ..
و تجد بين الظلام شعاع بسيط قادر أن ينير عتمتك ..
تقف أمام قبر والديها تودعهم بنظرة حزينة مكسورة ، وعينيها يملأها العبرات الحبيسة ..
لو بيدها لن تتحرك من هذا المكان ابدا إلى أن يشاء الله و تكون بجانبهم و معهم ..
شعورها الآن كسكين ثلم ينحرها دون جدوي ، فقط تتألم دون أن تموت ..
اخيرا تمكنت من الحديث لتقول بصوتا خافت وهي تمسد بيدها على القبر :_
_ أنا آسفة ليكم ، آسفة لاني متأكدة أن تصرفي مش عاجبكم بس والله غصب عني ..
هبطتت عبراتها رغماً عنها لتتابع بصوت مختنق :_
_ كان نفسي تكونوا معايا ، الدنيا وحشة وصعبة أوي من غيركم .. هسافر بس أنا رجعلكم تاني ..
قطع حديثها صوت تعرفه جيدا متسائلا بهدوء :_
_ هونت عليكِ ؟ .
استدرات لتتأكد من وجوده ، وما أن رأتها أمامها حقا تسارعت دقات قلبها بقوة كاد أن يقفز من بين ضلوعها ..
لا تعرف أهي سعيدة الآن أم حزينة ؟ ..
شعرت بالذنب تجاهه لرؤيته بهذا الشكل .. وجه شاحب ، ذقن غير مشذبه ، عيون حزينة .. حقا مظهره غير "عابد" الذي تعرفه ..
اخيرا تمكنت من السيطرة على نفسها و تسألت بتلعثم :_
_ عرفت مكاني إزاي ؟ .
_ مش مهم عرفت إزاي ، المهم إني هنا ومش هتحرك من غيرك .
هزت رأسها يمينا و يسارا بنفي مرددة بأسف :_
_ صدقني مش هينفع ، وأنا رتبت حياتي خلاص .
تساءل بعتاب :_
_ رتبتي حياتك خلاص ؟!!! .. إزاي وأنتِ عارفة أن في حد حياته واقفه عليكِ ؟ .. سيبك مني أنا خالتك مش فارقة معاكِ ؟ .. "صفا" غلطت لكن أنتِ اتصرفتي بانانية و فكرتي في نفسك بس .
تشعر أن دلو من الثلج انسكب فوق رأسها أفقدها النطق ..
بعد كل ما تعرضت إليه يرى أنها أنانية ؟؟ .. و الأهم من أين عرف مكانها ومن أين عرف أنها تعرف بحبه لها ؟ .. الأسئلة تتزاحم برأسها ولا تجد إجابة ..
خرجت من أفكارها على سؤالها :_
_ سكتي ليه ؟؟ .
انتبهت إليه وأجابت بهدوء :_
_ أنت شايف إني أنانية ، تفتكر هيبقى عندي رد ؟ .
رغم شعوره بالغضب من ردها ولكنه تمالك نفسه كي لا يجرحها بكلماته .. هو بالأساس أتى إليها ليعود بها وليس العكس ..
_ أنا عايز إجابة يا شمس ، إجابة واحدة بس ، ليه عملتي نفسك مش عارفة حاجة عن مشاعري ؟ ليه كنتي دايما بتهربي مني و اوعي تنكري انك كنتي متعمدة ؟ .
ابتسمت بهدوء ، ابتسامة ولكنها حزينة وقالت بهدوء :_
_ مش هنكر ، أنا فعلا كنت بتهرب منك بس لاني معنديش حاجة اقدمهالك ، هتعيش مع بني آدم من غير روح ، وأنت تستحق حياة احسن من كدة .
لم يتمالك نفسه هذه المرة ليخرج صوته حاد :_
_ مين قالك تقرري عني أو تحددي أية اللي يناسبني أو لأ ؟ ..
لانت نبرته قليلا وتابع متسائلا ..
_ تفتكري ربنا و اهلك راضين عن تفكيرك ؟! .. اللي حصل مش سهل لكن مش النهاية و إلا ربنا كان كتبلك تموتي معاهم .. ارضي بالمكتوب وعيشي حياتك و ادعيلهم .
تنهدت بصعوبة فما ستقوله لم يكن سهلا عليها و لكن لابد أن تبوح به ..
_ حتى لو سمعت كلامك مش أنت الشخص اللي ممكن ابدأ من جديد معه .
رغم صعوبة ما قالته سألها بهدوء :_
_ ليه ؟ .
_ لاني مش ممكن اخدك من أخواتك أو ..
قاطعها بحزم و فرحة داخليه تمكن ببراعة في اخفائها :_
_ انسي كل اللي فات، صفا ندمانة على كل كلمة قالتها في حقك، و أنا مش مستعد افرط فيكي مهما حصل...
وقبل أن ترد عليه ظهرت صفا من خلفه متجه إليها بتردد تشعر بالخجل منها، ما فعلته معها لم يكن هين ابدا...
وقفت أمامها تنظر إليها بخجل قائلة بخفوت والدموع تلمع في عينيها :_
_ أنا آسفة على كل حاجه عملتها معاكِ، عارفة أن آسفي مالوش أي لازمة ، بس و الله أنا عرفت غلطي وعمري ما هزعلك تاني ابدا بس ارجعي معنا ، والله عابد كان مش عايش من غيرك ..
ابتسمت لها بود حقيقي قائلة وهي تربط على كتفها :_
_ أنا نسيت كل حاجة خلاص ، بس للأسف أنا خلاص رتبت كل حاجة .
عند هذا الحد لم تستطيع إيمان أن تصمت أكثر من ذلك وهتفت بحزم قائلة :_
_ أنا مش هسمحلك تبعدي يابنت "أمل" ، أنتِ هترجعي معايا ، وحتى لو مش عايزة تتجوزي عابد براحتك ، بس هترجعي معايا ومفيش نقاش .
جحظت عينيه من حديث والدته ، ماذا تقول ، بدل من إقناعها بالزواج منه ، تعطيها فرصة الرفض ..
هتف "عابد" مازحا لإنهاء هذا الحوار :_
_ أية ياست الكل قولي كلمتين حلوين في حقي ، قوليلها هتجوزي عابد يعني هتجوزيه ..
ضحك الجميع بما فيهم "شمس" .. بداخلها سعادة كبيرة بوجودهم حولها ..
وجود خالتها يشعرها أن والدتها مازالت بجانبها ولو قليلا ..
جاء هشام من الخلف قائلا بابتسامة :_
_ يلا نمشي بقى ولا أية ..
نظرت إليه شمس تكاد تأكله ، ظهوره الآن يعنى أنه قال كل ما أخبرته به ، وهو من دلهم على مكانها ..
رفع يديه الإثنان باستسلام قائلا :_
_ كان لازم دا يحصل ، ماينفعش تسيبى الناس اللي بيحبكوكِ وتعيش في عزلة مع حزنك .
لم يجد منها رد سوا ابتسامة هادئة ..
اردفت "ريم" بعدما عانقتها بلهفة وحب :_
_ يلا نرجع البيت بقى .
رد عابد باعتراض قائلا :_
_ مش هنتحرك من هنا إلا لما نقرأ الفاتحة مع عمي وخالتي .
هتفت صفا بصدق و ابتسامة واسعة لسعادة أخيها :_
_ وانا اتفق معاك .
اقترب هشام من شمس متسائلا بجدية :_
_ موافقة يا بنت خالي .. ثم تابع بمرح .. لو مش موافقة أنا موجود .
ضحك الجميع على مرحه ، واعادت إيمان سؤاله مرة أخرى :_
_ موافقة يا شمس ؟
هزت رأسها بهدوء تعني الموافقة و جنتيها مشتعلة بحمرة الخجل ..
لا تصدق ماهي فيه إلى الآن ، تشعر أنها بحلم ..
كادت أن تبقى وحيدة هي و أحزانها ، أما هي الآن مع عائلة تحبها ، وتريدها معهم ..
بدأ الجميع قراءة الفاتحة في جو من البهجة و السعادة .. على أن يتم تحديد زواجهما حسب رغبة "شمس" احتراما لحزنها على والديها ..
النهاية ..
طبعا عارفة إني اتاخرت اوي أوي بس والله غصب عني .. دعواتكم ليا بتيسير الحال ..
عايزة رأيكم في نوفيلا شمس عموما ، هي صغيرة والعبرة منها بسيطة بس اتمنى تكونوا طلعتوا منها بحاجة ..
عايزة ريفيوهات حلوة كتتتير . .. وبأمر الله نهاية الأسبوع المقبل هنزل نوفيلا بالونات العيد كاملة .. وهكمل البوم شمس ع الفيس ..
عارفة أن ناس كتير مستنية واقع اليم وبأمر الله قريب اوي هنكمل الفصول الناقصة وتنزل كل يوم فصل ..
الرواية الجديدة هتبقى بأمر الله أول شهر ٩ اكون جهزت كذا فصل منها عشان نمشي بنظام ..
اتمنى ماحدش يكون زعلان مني ، وبعتذر منكم إني مش قادرة ارد ع كل رسائلكم أو كومنتاتكم ..
والسلام ختام و نتقابل في عمل جديد بأمر الله ♥️
تعليقات
إرسال تعليق