أخر الاخبار

لهيب الهوية بقلم شيماء الجندي الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

لهيب الهوية
بقلم شيماء الجندي
الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس 
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

 البارت الاول

الجزءالاول 

تعريف الشخصيات 

"رنيم الزيني" 25 سنه زوجه شهاب الرفاعي رقيقه القلب توفي والديها بحادث واستولي عمها علي ميراثها لتتحول حياتها الي جحيم 


 "ايهم الرفاعي" 32 عام ..ذو بنيه رياضيه ..وسيم ...قاسي القلب ...عنيد ..شديد التعلق بشهاب اخيه يمتلك مجموعه شركاته الخاصه


دول ابطال الروايه👆 ...اللي جاي شخصيات ثانويه 👇


♥️🔥♥️


"شهاب الرفاعي "  45 عام اخ لايهم غير شقيق "من الوالد فقط" يترأس مجموعه شركات الرفاعي ...كان يفضل العزوبيه يسكن بمنزله الخاص بعيدا عن عائلته الي ان جمعه القدر برنيم تزوجها وانجب منها طفليهما عمر و جوان ..لكن بالسر 


 "صافي الرفاعي "  26 عام ابنه عم ايهم وشهاب ..قاسيه القلب ..طامعه الي اقصي الحدود مثل ابيها ..سليم الرفاعي 


 "سيف الرفاعي "  27 عام ..شقيق ايهم ..مرح...لين القلب ..لكن يبغض عائلته لقسوتهم اللامتناهيه ...يدير مجموعه الرفاعي التي يترأسها اخيه الغير شقيق شهاب 


 "ناصف الزيني "  ابن عم رنيم يدير مجموعات الزيني والده"عزيز الزيني" الذي دبر حادث والدي رنيم واستحوذ علي املاكها هو وابنه ناصف

الفصل الأول  " بريئه !"


أوشكت تلك الليلة المظلمة علي الانتهاء ،هاهو آخر أفراد ذلك العزاء يقبل عليهم ليلقي بعض الكلمات المواسية حول موت فقيدهم أو بمعني أدق قتله، نعم إنه هو "شهاب الرفاعي" ، وقف  "أيهم" يحادث أحد أفراد الحراسة ليملي عليه أوامره ، ثم اتجه بعدها إلى  سيارته يقودها نحو قسم الشرطة ليتابع ما جد بالأمور .


أوقف سيارته وترجل منها بملامحه الوسيمه الصارمه الغاضبه متجها الي داخل القسم يأكل الأرض بخطواته ليحدد وجهته إلي احدي الغرف ودلف إليها بدون طرق بابها يصيح بصوت جهوري غاضب .. 


-ايه ياياسين ؟!! كل ده لسه معرفتش الكلب اللي عمل كده ف اخويا !!لو مش هتعرف تتصرف يبقي اطلع منها وانا هجيبه تحت رجلي النهارده !


وقف الشرطي المدعو ب "ياسين" ينظر إليه بحزن و أسى مرددا بصوت أجش :


-أيهم أنا مقدر حالتك ومقدر اللي انت فيه ..بس مفيش جديد ف التحريات للاسف ..كل اللي ف ايدنا نستني تقارير المعمل الجنائي للبصمات ..!!


استشاط "أيهم" وكاد أن يصيح به لولا ذلك الصوت الذي صدح بالغرفه يقول:


-تحريات ايه ومعمل ايه ياحضره الظابط !! مش لما يبقى تحت أيدك المتهم وتستني نتايج المعمل ده غلط برضه ولا انتوا بتسيبوا المجرمين لحد ماتشوفوا المعمل !


اتجه "أيهم" بنظراته صوب ذلك الدخيل ليتعرف عليه على الفور ويتجه إليه غاضبا ممسكا بتلابيبه يردد بصوته الجهوري :


-عارف يانااصف انت اخر خلقه اتمني اشوفها دلوقت ، جاي تشمت فيااا ! 


ابتسم له "ناصف الزيني" بسخرية ثم رد ببرود يقول :  


-اخس عليك يا أيهم وأنا  اللي جاي اقولك حاجات متعرفهاش واساعدك تقبضوا على اللي قتل أخوك ..!


اتجه إليهم "ياسين" غاضبا يبعده عنه وهو يجهر بصوته :


-بس انت وهو .. انتوا في قسم شرطة ... 


ثم وجه نظراته صوب "ناصف" يقول : 


-ياريت لو عندك حاجه زي مابتقول تقولها في محضر رسمي احنا مش بنهزر هنا ! 


ابتسم له ثم وجه أنظاره الساخرة إلى "أيهم" يقول ببرود :


-وماله .. افتح محضر وأنا هقول كل حاجة !


ثم اتجه إلى الكرسي يجلس فوقه بتفاخر وهو يقول :


-ها تحبوا ابدأ منين .. ؟! من جواز أخوك من بنت عمي في السر مثلا !!


اتسعت أعين  "أيهم" وكاد أن ينقض عليه ... لكن دخول "سيف" شقيقه منعه حيث حال بينهم مسرعا يقول بأسى :


-أيوة  يا أيهم شهاب كان متجوز في السر ..أنا عرفت من شهر وهو منعني أقول كان ناوي يعلنه يوم مااتقتل!


اتسعت أعين "أيهم" يردد بذهول :


-انت اتجننت امتي وازاي ..وليه مقالش لينا !!


راقبهم "ناصف" بهدوء ثم قال :


-سيف معندوش إجابات ده أنا بقى عندي !


اتحهت جميع الأنظار نحوه ثم بدأ بسرد مالديه من أقوال باطلة بحق ابنة عمه الصغيره ....


 يتغافل المرء أحياناّ عن حقيقة النفوس المريضه من حوله ، حين تكون أهدافنا متوحدة نضع

 بأيدينا تلك الغشاوة علي أعيننا علنا نصل إلي ما نريد ماذا إن كانت الطرق وعرة تفترشها

 براءه أحدهم هل علينا حينا أن نخطو فوق تلك البراءه وندنسها أم يكون التراجع أفضل الحلول

 برغم مما قد يلتهمه داخلنا من تلك الأرواح المتألمة التي نمتلكها ؟؟!! 


-***-️


اتسعت لبنيتيها برعب جلي حين استمعت إلى تلك الطرقات العالية فوق باب منزلها ، ارتعدت أوصالها وحاوطتها ذكريات أليمة لم تتعافى منها إلى الآن هرعت إلى  غرفتها تدور حول نفسها لتلتقط هاتفها محاولة الاتصال بمنقذها !! لكن مامن مجيب ، لأول مرة يتركها بلا إجابة .. 


ارتعدت حين استمعت إلى  صوت كسر الباب وتجمع ذلك الحشد من حولها بغرفة نومها ليقول أحدهم بصوت جهوري :


-انتي رنيم الزيني ؟!!معايا أمر بالقبض عليكي !!


نظرت بهلع إلى ذلك الجمع من حولها ، ارتعدت أوصالها وعادت إلى  الخلف بخطوات متعثرة لتستمع إلى ذلك الصوت الذي انتشلها من صدمتها صوت رضيعتها بدأت بالبكاء وكأنها شعرت برعب أمها ..


هرعت إلى  مهد طفليها الصغيرين متناسية تماما أفراد الشرطة المتجمعين حولهاا ، التقطت رضيعتها بأيدي مرتجفة تحاول أن تهدهدها ، لتصمت عن صراخها وفزعهاا ، تنظر إلى وجه أمها الباكي تمد يدها الصغيرة الرقيقه إلى  وجنة والدتها وكأنها تربت عليها .. لتغمض رنيم لبنيتيها بهدوء فقط لبضعة دقائق ثم فتحتها على صوت الشرطي يقول لها بجزع وغضب :


-أنا  مش عاوز استخدم معاكي القوة لحد دلوقت ، سيبي الطفلة اللي بتتحامي فيها دلوقت حالا مع المربية واتفضلي معانا !


نظرت له بأعين باكية وكادت أن تتفوه لكن حين نظرت إلى  ملامحه ووجدت إصراره الغاضب ووجدت أن لا مفر أمامها سوى الإذعان لأوامره الغاضبة بخنوع تام .. قبلت جبين طفلتها بهدوء ثم أودعتها إلى  تلك المربية بقلب مفطور، تنظر إليها بأعين زائغة باحثة عن أمان رضيعتها ورضيعها بأعين تلك المُسنة الصامتة .. لتبتسم إليها وتومئ لها تتناول بأحضانها الرضيعة الجميلة بحنو بالغ ، لتلقي نظرة علي طفلها الآخر ثم تنكس رأسها ، تسير إلى مصيرها المجهول بأعين دامعة وقلب مفطور ورعب علي فلذات كبدها ...


حين تعبث بخانات ذكرياتك لن تجد أسوأ من ذلك الشعور بالقهر الذي أصابك يومأ ما ، لتعلم ذلك جيدا أيها السيد طالما أنك الآن حي ترزق وتعبث  بذكرياتك  لتجد ذاك الشعور فيما بينهم  إذا 

فأنت الأقوي من بين تلك المخلوقات .....


-***-


لاتعلم ماسبب تواجدها بتلك الغرفة إلى الآن ولا تعلم لما انساقت صامتة خلفهم .. طالما كان "شهاب " يحاول أن يزيل صمتها ورعبها بتلك المواقف .. لكن ..لحظة أين هو؟! لما لم أحادثه إلى الآن .. هبت واقفة حين استمعت إلى صوت مقبض الباب يدور ويدخل ذلك الرجل إليها .. الذي يشيعها بنظرات الازدراء كلما نظر لها لتبتلع رمقها وتقول بصوت مرتعد :


-أنا ممكن أعمل مكالمة ! 


نظر إليها " ياسين"  بغضب ثم قال بسخرية :


-ايه هتكلمي المحامي بتاعك ! 


نظرت له باندهاش وإلى نبرته الساخرة ثم تذكرت كلمات شهاب لها وقالت عاقدة حاجبيها بغضب :


-أنا عاوزه أكلم شهاب جوزي !


اتسعت أعين " ياسين"  ثم رد عليها بغضب يقول:


-انتي هتستعبطي عليا اما.آآآآآ!


ثم قطع كلماته دخول ذلك الوحش الضاري العنيف من الباب ممسكا تلك المسكينة من ذراعيها يهزها بعنف وقسوة يردد بغضب:


- أنتِ لسه ليكِ عين تنطقي اسمه ..عملك اي عشان تعملي فيه كده ياحيوانة ....! 


اتسعت عيناها من هول ما يحدث لها .. ومن ذلك المجنون الذي يكاد يقتلع ذراعيها وبلمح البصر وجدت نفسها متكورة بالأرضية  إثر تلك الصفعة القاسية التي تلقتها ليختل توازنها وتسقط علي الفور ... استندت بمرفقيها إالي الأرضيه وهي تحاول الاعتدال واقفة تصيح بغضب :


-انت مجنون إزاي تعمل كدة وعملت اي أنا مش فاهمة !


صاح " ياسين"  غاضبا وهو يحول بينهما بجسده :


-انتي عايزة تفهمينا إنك متعرفيش عن قتل شهاب الرفاعي ؟!!


اتسعت لبنيتيها تحدق به بهلع تتمني أن يكون مخطئ بالشخص أوأنها تتوهم واتجهت إليه بقدمين مرتعشتين تقول بهمس وأعين متستعه دامعه :


-شهاب جوزي !! شهاب مات !!


زادت ارتعاشه جسدها ووجدت نفسها تفقد توزانها لتسقط مغيشا عليها بظلام دامس ، توقفت الحركة بالغرفة وشُل المتواجدون ليحدق بها "أيهم" مضيقا عينيه للحظات ثم مالبث "ياسين"أن تقدم منها يدير وجهها محاولا تفقدها باندهاش واضح مما يحدث ثم حملها إلى  الأريكة المقابلة لهم تحت نظرات أيهم الصامتة المبهمة ، ليستمعا إلى  صوت رفيقه يقول :


-ياسين ده تفريغ كاميرات بيت شهاب .. رنيم مخرجتش منه بقالها شهرين وأكتر ومفيش تواصل بينها وبين أي حد نهائي .. يعني رنيم ملهاش علاقة بالجريمة ..!


سمعت يوماً أن دولة الباطل ساعه ودولة الحق حتي قيام الساعه ، ماذا إن كان ذاك الحق مغلف

 بالبراءه المفرطه ؟؟!!


-***-


دلف إلى سيارته بصمت تام ليجاوره أخيه " سيف " بالمقعد المجاور له يلقيه بنظرات لائمة ليصيح به " أيهم " على الفور يقول :


-وأنا أية عرفني إنها ملهاش دخل ؟! أنا شوفتها دمي فار ، وبعدين هي مش ملاك كدة ، تقدر تقولي اتجوزت ليه شهاب وهو قد أبوها .. ده كان هو وفهد الزيني أبوها صحاب جداا !!


أشار له " سيف"  بالصمت ثم قال :


-وطي صوتك شوية عشان متصحاش كفايه اللي أنت عملته فيها جوه .. وبعدين خلينا نعرف أيه حكايتها أديك شايف كلام ناصف إنها ساعدت الراجل و إدته فلوس عشان يبوظ فرامل العربية كله كدب ...!


ثم نظر إلى  تلك القابعة بالأريكة الخلفية نائمة بهدوء تام وتأفف حين لمح تلك الكدمة الزرقاء فوق بشرتها البضة وقال :


-ربنا يستر في اللي جاي !!


نظر لها " أيهم " بغضب للحظات ثم أشاح بنظراته غاضبا يقول :


-ودي أرجعها أرميها في شقة شهاب ولا أوديها فين دلوقت ؟!


نظر له "سيف" باندهاش وقال :


-ترميهاا!! هي لعبة...دي بني آدمه ..وبعدين أنت مش شايف حالتها يا أيهم ..!


نظر إليها "أيهم" للمرة التي لايعلم عددها متأملا إياها للحظات بصمت تام ..أدرك لتوه أنها ترتدي منامه منزلية وكانت تحيط جسدها بوشاح لايعلم أين هو الآن ، أغمض عينيه بغضب يحاول ترتيب أفكاره ..لينظر له"سيف" بحزن ثم ربت علي كتفه يقول:


-أيهم أنا عارف إنك عاوز تاخد حق شهاب بس مش بالطريقة دي ..مينفعش تدوس عليها لمجرد كلمتين من ناصف !


فتح رماديتيه بغضب يصيح بوجهه قائلا :


-ناصف ده ابن عمها ..تفتكر هيجي يبوظ سمعتها ليه يعني ! 


ابتسم له "سيف"  وردد بسخرية :


-عشان ده ناصف الزيني اللي أنا وأنت عارفين قذارته كويس !


ابتسم "أيهم"  وردد ..


-حلو أوي ودي بنت عمه ..تبقي نسخة منه أكيد و أكبر دليل جوازها من شهاب !


تأفف "سيف" غاضبا وقال :


-انت كده اقتنعت بحاجة مش هتعدلها أبداا 


نظر له "أيهم"  بغضب يقول:


-و أنت بتدافع عنها ليه كدة .. نعرفها منين احنا !!


قلب "سيف" عينيه يقول :


-ولا بدافع ولا غيره يلا سوق خلينا ننام ف اليوم اللي مش بيخلص ده .. بس افتكر كلامي ده كويس رنيم ملهاش دعوة باللي بيحصل ...!


-***-


دلفت السيارات الفارهة إلى  قصر الرفاعي  ترجل "أيهم" و"سيف" من السيارة ثم اتجه "أيهم" إلى الخلف ليفتح الباب حاملا تلك النائمة بين ذراعيه ودلفا إلى الداخل معا .. وقف سكان القصر بفضول يطالعون مايحدث بأعين مشدوهة حيث دلف إليهم "أيهم" المعروف بقوته وكرهه للفتيات يحمل بين ذراعيه فتاة جميله بمنامة منزلية .


هبت "صافي" واقفة بأعين مشتعلة تحدق بتلك القابعة بهدوء باحضان ابن عمها لتشتعل نيران الغيرة بها وتردف بغضب متناسية الحزن المحيط بها :


- أية دي كمان احنا ناقصين بلاوي .. احنا قاعدين هنتجنن عليك وأنت داخل علينا بواحدة ف نص الليل ..!!


التفت "أيهم" لها يرميها بنظرات حارقة يزمجر بغضب :


-وانتي مالك أنتِ ، محدش طلب منك تستني ..وخلي بالك من كلامك عشان مندمكيش عليه !


ابتسم "سيف" لها بتشفي وبرود ثم قال :


-صافي بلاش صوت عالي .. زي مانتي شايفة هي نايمة ومش حابين نصحيها .. يلا ياريماس نطلع احنا .. !


تقدمت "ريماس" من زوجها بصمت تام ليحيط كتفها صاعدا إلى  الأعلى و يتقدم عمه "سليم"  يطالع تلك الفتاة بهدوء ثم قال بابتسامة هادئة :


-طلع ضيفتك يابني واطلع ارتاح أنت كمان وبكرة نتفاهم !! 


نظر له "أيهم" ثم إلى  رنيم القابعة بين ذراعيه .. وقال : 


-فين الولاد الصغيرين !


اجابه عمه بابتسامه ودودة :


-آه اللي جابتهم المربية .. أخدتهم على فوق ..!!


ثم سأل بهدوء :


-مين دول يا أيهم !!


أجابه أيهم وهو صاعدا إلى الأعلى  :


-ولاد شهاب !!


اتسعت أعين من بالبهو وشهقت "صافي "وأمها لتتحول أعين "سليم" للون القاتم يسحق أسنانه بغضب دفين .. ثم نظر إليهم بغضب متجها إلى غرفة المكتب بخطوات مسرعة .. 


-***-


-يعني شهاب طلع متجوز ومخلف من سنة ومحدش يعرف ..وأنت ياسيف مقولتليش !!..طيب وابن عم رنيم راح قال ليه إنه شاكك فيها وأنها اتجوزت شهاب عشان فلوسه ..!


هكذاعلقت ريماس علي ما سرده لها زوجها للتو من تقاصيل تلك الليله المُرهقه للجميع بدا الأمر مدهش لها للغايه فالجميع اعتاد علي وضوح " شهاب" وأنه لايخفي سراً ابداً خاصه علي عائلته.


تنهد سيف بحزن ثم قال :


-شوفي ياريماس ..أنا شايف إن ناصف كداب ومخادع وملوش أمان وأنا مش بثق فيه ومعرفش ليه قال كدة .. بس تحريات المباحث والكاميرات اللي ف شقة شهاب أثبتت أن رنيم منعزلة تماما عن العالم برة .. لدرجة اتفاجأت بموت شهاب ..و أيهم اتغابى عليها أوي ..!


نظرت ريماس له بحزن ورددت وقد اقتربت منه تربت علي كتفه بلطف ولين  :


-أنت عارف أيهم وطبعه .. وكان بيحب شهاب قد أيه ..! 


تنهد "سيف" وقال بقلق :


-ومين فينا مكنش بيحب شهاب .. موته ده هيغير كتير أوي الفترة الجاية ....!


ابتسمت له بهدوء ثم مالت علي خصلاته تقبلها برفق لتندفع رائحه الياسمين خاصتها إلي رئتيه 

 مما جعله يستقيم بوقفته جاذباً إياها لأحضانه وهو ينظر إلي شفتيها الجميله الناعمه نظرات

 ناعسه لتحتل ثغرها تلك الابتسامه الانثويه التي تنقله لعالم آخر معها ليهبط بشفتيه ملتهما ثغرها

 الوردي الجميل ويديه العابثه لم ترأف بتلك الشهقات الصغيره الصادره عنها حملها بين ذراعيه

 بابتسامه شغوف وهو يهمس لها بأذنها بأرق الكلمات عن مدي شغفه ومحبته لها ....  

-***-

دلف إلى غرفة أخيه "شهاب" سار بها نحو الفراش بهدوء تام مندهشا هل تلك الإبرة التي حقنها لها الطبيب تجعلها هكذا أشبه بأنها داخل غيبوبة ! تذكر صراخها باسم أخيه فور إفاقتها وكيف عانى حتى يتمكن من امساكها لحقنها ، ضيق عينيه ناظرا لها بغضب ثم ردد بصوت مسموع بعد أن مال عليها قليلا بجزعه العلوي :


- أنتِ متعرفيش دخلتي برجلك فين ..أنا مش شهاب الطيب ولا سيف اللي مش شايف حقيقتك صح ...أنا أيهم الرفاعي !!!

الفصل الثاني" هروب "


نظرت حولها إلى تلك الضباع المخيف حيث يزداد عددهم ، يصدرون أصوات أرعبت بدنها ارتجفت بشدة وانطلقت تجري بأقصى سرعتها تساقطت دموعها بغزارة تهتف بأعلى صوتها بتلك الغابة: 


-شهاااب ..!!شهاااااب.....!!


ليظهر لها بلحظات كعادته ارتمت بأحضانه ترتجف تقول كلمات غير مفهومة ليربت أعلى رأسها وهي تهمس :


-هياكلوني ..أنا خايفة !!


ابتسم لها محيطا إياها بذراعيه ثم أدارها ليصبح ظهره إلى  تلك الضباع وهي أمامه كور وجهها بين يديه يبتسم لها قائلا بنبره مطمنآه لطالما بثت الهدوء لها:


-رنيم اهدي ياحبيبتي .. مش انتي وعداني مش هتعيطي تاني .. متخافيش محدش هيقدر يأذيكي !!


نظرت لعينيه تومئ له وهي ترتجف وتقول :


-متسبنيش ... لوبعدت هياكلوني ..!! 


ارتفعت ضحكاته ثم أحاطها بأحضانه يقول :


-محدش هيقدر يقربلك . متخافيش !!


وبلحظات شعرت برجفة جسده الذي يحاوطها لترفع عينيها إليه تجد ملامحه أصابها التشنج لكنه لازال يبتسم لها نظرت إليه بهلع تقول :


-شهاب أنت كويس !


انحلت ذراعيه عنها بشكل تدريجي ثم بدأ وجهه يتعرق وبلحظات تلون قميصه باللون الأحمر أزاحها بعيدا خلف الأشجار وحاول إبعاد ذلك الضبع عنه لكن هيهااات تكالبت عليه الضباع وانقضت عليه وازداد عددهم وازداد صريخها وارتعاشها ...


فتحت عينيها لتجد ذلك الغريب مكمما فمها منقضا عليها مكبلا حركتها بذراعه الآخر وجسده ، اتسعت لبنيتها حين وقعت على رماديتيه المشتعلتين التي بدت مرعبة بتلك الإضاءة الخافتة ، حاولت التملص منه محركة جسدها بعنف تساقطت دموعها من هول مايحدث لهاا .....


اندهش "أيهم" من أفعالها التي بدت مبالغ بها ، هل حدث لها كل ذلك من جملته اغتاظ بشدة من مبالغتها ومنها هي بذاتها مما دفعه لهزها بعنف غاضب صائحا بها :


-اخرسي بقي ..ايه اللي بتهببيه ده كفاياكي تمثيل علياا قولتلك أنا مش زيهم مش هصدقك أبدااااا!!!


ارتعدت أوصالها من ذلك المجهول الغاضب الذي يعنفها لحظة إنه  نفس الصوت الذي استمعت اإليه  قبل إغشائها !! لحظه أين شهاب ..؟؟!! أين هي ؟؟!!من ذلك ؟؟!


نظرت له بأعين متسعة خائفة وسكنت حركتها تماما عله يتركها ..سمعت صوت الباب يْفتح علي مصرعيه و أقدام تتقدم منهم أنار أحدهم ضوء الغرفة لتراه عن قرب .. نعم إنها نفس الملامح التي عنفتها.. ماذا يريد منها .. من ذلك ..!! وقعت أنظارها على "سيف " ، نعم إنها تعرفه جيداا نظرت إليه بترجي ليتقدم مسرعا من "أيهم" يحاول تخليصها من بين يديه يقول له بجزع: 


-سيبها يا أيهم مش كده هتموت في إيدك !!


استشاط " أيهم" من دفاعه عنها وقال غاضبا بعد أن حل وثاقها من بين ذراعيه :


-في ستين داهية أنت مصدق الممثلة دي !!


انتفضت مسرعة من أسفله وقفت خلف ظهر "سيف" ترتعش متشبثة بظهره بخوف جلي وهي تهمس من بين شفتيها المرتعشه  :


-وديني عند شهاب ياسيف ... !! 


ضيق "أيهم"عينيه غاضبا من جديتها بالحديث وكأنها لا تعلم أن زوجها مات .. اتجه إليها غاضبا وكاد أن يعنفها مره أخرى لكنها صرخت باسم أخيه مرتعبة تستنجد به منه كما كانت تصرخ منذ قليل بنومها :


-شهاااب..شهااااب !


اتسعت أعين  جميع من بالغرفة لما يحدث الآن هل تلك الجميلة الصغيرة زوجة شهاب .. ولما تصرخ الآن هل جْنت ..اندفعت "صافي" نحوها تمثل أنها غاضبة فتلك فرصتها لتثبت ل "أيهم" أنها مؤيدة له بل وتشبهه بتصرفاته وباغتتهم جميعا بإمساكها من ذراعيها وغرس أظافرها بها تصيح بها غاضبة :


-كفايه بقي لميتي القصر كله علينا أيه قولنا شهااااب ماااات إنتي جاية تستعبطي !! 


أسرع "سيف" يبعدها عنها بغضب يصيح بها :


-انتي اتجننتي ياصافي إ زاي تعملي كدة إنتي ناسية دي مين .....!!


سكنت "رنيم" علي الفور ثم نظرت إليها بأعين  متسعة وازداد فيضان دموعها .. إذا لم يكن حلم .. هو واقع "شهاب" تركهااا وحيدة .. لما فعل ذلك ؟؟!..أين وعوده بالبقاء ..؟؟! أبنائها ... أين أبنائها ...؟ ماذا يحدث ..  ؟! لم يستطع عقلها استيعاب ما يحدث نظرت بالوجوه حولها برعب هم أشبه بالضباع جميعا ..


أين وعودك بالبقاء والمحبه الأيديه حين تركتني وحيدة بين عالم من الذئاب  ؟! أين أنت أيها 

المُحب القاسي لتتعلم الوفاء بالوعود قبل أن تندلع من بين شفتيك الكاذبتين ... 


ارتدت إلى الخلف بخطوات متعثرة ليسيطر عليها الدوار وتنخفض الأصوات تدريجيا إلى  أن حاوطها السواد لتسقط مغشيا عليها علي الأرضية .. 


نظر "سيف" إلى  ذلك الصوت الذي صدر خلفه ليجده صوت ارتطامها بالأرضية..هرع إليها حاملا إياها إلى  الفراش يضرب علي وجنتيها برفق .. و أسرعت إليه "ريماس" وبيدها قنينه العطر محاولة مساعدة تلك المسكينة ..لكن فشلت محاولتهم .. ليسرع "سيف" طالبا الطبيب ناظرا إلى "أيهم" بلوم وغضب وظلت معها "ريماس" ليخرج جميع من بالغرفة منتظرين

 مايجد من أمور في تلك الليلة التي لا تنتهي .... 


-***-


جلس خلف مكتبه بالقصر شاردا ثم أعاد رأسه إلى الخلف يسندها إلي رأس كرسيه .. مرت عدة أيام على تلك الليلة السيئة ... وهو لازال يحاول أن يستجمع ما يحدث وهل تلك الفتاة بارعة إلى  تلك الدرجة بالتمثيل أم أنها بالفعل حزنت لموت أخيه .. هل هي مجنونة كيف لها أن تنسى ماحدث بالقسم ؟! .. قد أبلوغها ..مابها تلك .. ؟! تعددت الأسئلة بعقله ليدلف إلى  مكتبه عمه "سليم" يبتسم بهدوء يقول:


- أيه يا أيهم أيه حكاية البنت دي ..واضح كده إنها مش سهلة !


ضيق "أيهم" عينيه ناظرا له باندهاش يقول:


-ليه بتقول كده ... !!


أجابه "سليم" بابتسامة هادئة:


-من اللي عرفته عنها ..!


اعتدل "أيهم" بجلسته ساندا ذراعيه إلى المكتب يقول :


-وعرفت أيه عنها !


تنهد "سليم" وسند ظهره إلى  الكرسي يقول:


-عرفت هي اتجوزت شهاب إزاي ..و أيه خلاها تختار شهاب بالذات رغم فرق السن ..!!


عقد "أيهم" حاجبيه وضيق عينيه يقول:


-أنا مش هفضل أسأل كتير . قول كل اللي تعرفه وخلصني !


نظر له "سليم" وكتم غضبه من طريقته العنجهية وقال: 


-الهانم بعد ما أبوها وأمها  ماتوا اكتشفت إن كل الفلوس باسم عمها لأن أبوها كان بيعالجها في مصحة نفسية ..وكان خايف منها علي أملاكه ، معجبهاش الموضوع وحاولت مع ناصف عشان يتجوزها وطبعا لما رفض عشان قواها العقلية ، راحت حاولت تقتل عمها ، وعشان يأمن نفسه عمل محضر ، عرفت بالمحضر راحت هربت ، وصادف إنها قابلت شهاب ..مثلت عليه تمثلية زي كده راح ساعدها طبعا في مسألة المحضر وطلعها وبعدها قعدت أسبوعين في بيته وراح متجوزها بدون أي مقدمات ، كلنا عارفين شهاب كان طيب قد أيه ، تخيل شهاب اللي عاش أعزب لحد السن ده .. راح اتجوز من بنت عيلة كانت بنت صاحبه ...!


وقف "أيهم" واضعا يديه بجيوب بنطاله ثم أدار ظهره إلى  عمه يقول:


-وانت عرفت كل ده ازاي !! 


اندهش" سليم" من استقبال "أيهم" لتلك الأخبار بذلك البرود المميت .. "أيهم" لا يمكن توقع تصرفاته ..لكن هو يعلم مدي حبه لشهاب جيدا ..فقال له:


-هو ده المهم مش مهم إنك دخلت القصر نصابه !! لا وجايبلها دكتور يعالجها ! 


ثم اتجه له واضعا يده أعلى كتفه يجلي صوته قائلا  بهدوء:


-أنا خايف عليك يابني !! أنت ماشوفتش سيف بيعاملها إزاي .. اللي خلاها وقعت شهاب واتجوزته .. !!


ها هو وصل لمراده تشنجت عضلات "أيهم" واعتدل ينظر إليه نظرات حادة يردف بغضب ..


-ده هيبقي آخر يوم في عمرها لو فكرت تقرب من سيف ..! 


ثم اندفع إلى الخارج بخطوات غاضبة متجها نحوغرفتها لتتسع ابتسامة "سليم" الشيطانية ويجلس مرة أخرى على كرسيه قائلا : 


-ولسه !!


-***-


جلست بغرفتها تحتضن رضيعها "عمر" بشرود تتساقط دمعاتها التي لم تجف على تلك الذكريات التي تراودها من حين الي آخر لتبتسم حين مرت تلك الذكري على خاطرها 


Flash back 


ارتفعت ضحكات "شهاب" واحتضنها إلى  صدره وهو يزيح خصلاتها المتمردة أعلى جبهتها يقول:


-عارفة يارنيم أنا بحبك قد أيه إنتي غيرتي حياتي كلها... مخوفتش من أي حاجة في حياتي ..قد مانا خايف أخسرك دلوقت !! 


ابتسمت إليه بهدوء أحاطت خصره تقول ...


-أنا اللي خايفة أخسرك ياشهاب ..أنا مليش غيرك !


ثم شددت من ذراعيها حوله ودفنت رأسها بتجويف عنقه تهمس له :


-اوعي تسيبني !!


ابتسم لفعلتها التي شنجت عضلات جسده .. كالمعتاد من لمساتها وقال مازحا:


-يعني مش خايفة مني زي الأول !!


ابتسمت بخجل ونكست رأسها متذمرة تقول :


-يوووه ياشهاب قولتلك مكنتش أعرفك ساعتها أنا كنت خايفةمن كل اللي حواليا مش منك أنت بالتحديد !! 


كور وجهها مردفا بهدوء :


-عارف يارنيم ..وحاسس إني ظلمتك معايا بجوازنا .. بس أنا بحبك ...بحبك لدرجةخوفت عليكي من نفسي .. خليكي عارفة إنك أغلى  حاجةعندي يارنيم ..معنديش أغلى  منك ..ومش عارف أعوضك عن فرق السن ده إزاي !


قاطعته واضعة يدها أعلى فمه تقول :


-وأنا مش عايزةغيرك ياشهاب ..الأمان اللي حساه معاك ده أكبر تعويض ليا !! 


Back 


عادت من ذكرياتها على صوت باب الغرفة ينفتح بقوة لتنظر تجاهه بخوف فتجد ذاك المرعب الذي لم تقابله سوي ليرهبها ..


نظرت إليه باندهاش لكنها لم تنسحب إلى الخلف كعادتها تشبثت بطفلها بقلق حاولت إخفاؤه بقدر الممكن ..اتجه إليها يرميها بنظراته الحارقة الغاضبة اقترب منها وهي صامتة لم تمد يدها لتمسح دموعها بل ازدادت تلك الدموع من رهبتها .. يرعبها ذلك المكان ، وذلك الشخص بالتحديد .... اقترب منها يهمس لها بالقرب من أذنيها بأنفاس غاضبة لاهثة ...


-سيبي الولد ..!!


لاتعلم لما امتلثت لأمره..خوفا منه أم خوفا على رضيعها الصغير ، وضعت الطفل أعلى الفراش بصمت تام ، وفور ذلك وجدته يسحبها من ذراعها إلى غرفة الملابس ، اتسعت عيناها وهي تسير معه بصمت ..أغلق الباب خلفه ..ليمسك بها بغضب من ذراعيها ويقول :


-اسمعيني كويس أوي عشان مش هعيد كلامي مرتين .. أنا مش مصدق ولا هصدق أفلامك دي .. أنا وانتي عارفين كويس إنك مكنتيش بتحبي شهاب الله يرحمه ... وده ميهمنيش ولا انتي نفسك تفرقي معايا .. أنا كل المهم عندي ولاد أخويا وبس...مع أول غلطة  ليكي هرميكي ف الشارع من مكان ماجابك ... ومش هتشوفيهم تاني ..سااامعة ...إياكي تقربي من أي حد في عيلتي خصوصا سيف ... سااااامعة !! 


اتسعت أعينها مع كل حرف ينطقه ارتعشت شفتيها برعب من تهديده الغير مبرر لها ، نظرت إليه و إلى رماديتيه التي تقدح بالشر وغضبه ثم نكست رأسها صامتة ، تهبط دموعها فقط لاتعلم بما تجيبه ..لا تعلم لما يفعل ذلك ماذا فعلت الآن له ... هل يضايقه معاونة "سيف" لها .. ودفاعه عنها .. لما تركها "شهاب" ..شردت بعيدا عنه ودموعها لازالت تهبط بخوف .. نظر لها لحظات ثم استشاط غضبا منها ومن صمتها ومن تلك الدموع اللعينة ..ليزيحها بعنف فارتطمت بالحائط من خلفه ..لازالت على صمتها فقط أنين صغير صدر منها بتأوه وصمتت مره أخري منكسة رأسها ، اشتد غيظه منها مندهشا من قدرتها علي التمثيل ليمسك بها مرة أخرى يهزها بعنف مزمجراا :


-متخرجيش أسوأ ما فياا كفياكي ...ساااامعاني ولا لا !!


ارتفعت شهقاتها لتصيح بحزن :


-سااامعة ...سااامعة سيبني في حالي بقى !! 


نظر إليها برماديتيه ثم تركها تدريجيا ليفتح الباب مندفعا إلى  الخارج مسرعا ... وتهبط هي أرضا كاتمة شهقاتها بيدها ثم عادت إلى الخلف ضامة ركبتيها إلى  صدرها مستندة إلى الحائط خلفها . تبكي بقهر ولا تعلم ماذا تفعل .. 


-***-️


مر شهرين علي تلك الأحداث و في تمام الساعة الواحدة صباحا كانت تلتقط أنفاسها محاولة تهدئة نفسها وهي تمسك برضيعيها تتلفت حولها متجهة بسرعة نحو تلك البوابة لم تنتبه إلى  تلك الأعين الخبيثة التي التقطتها عن بعد ..


وقفت أمام البوابة الاكترونية بحيرة لترتعد حين استمعت إلى صيحات تلك الشيطانة من شرفتها بالأمن ... نظرت "رنيم" إليها بغضب ثم التفت إلى البوابة لتجد وحشها المنتظر قد وصل لتوه وفات الأوان .... انفتحت البوابة  ليدلف إلى الداخل ويترجل من سيارته صائحا :


-أيه ده في أيه؟..!!


وقفت غاضبة مما يحدث ومنه ومن جميع ما حولها ليجيبه إحد الافراد يقول :


-دي آنسة صافي كانت بتنبهنا إن المدام هتمشي ....!! 


نظر لها بغضب يشع من رماديتيه وصاح بأحد الأفراد ليحضر المربية التي أتت على الفور واتجهت إلى "رنيم" بقلق لتعطيها الأطفال وتهجم عليه بغضب بأظافرها ليبعد وجهه مسرعا فتنبشه بعنقه بغضب وهي تكيل له ضربات من يديها الرقيقتين .. 


ارتد إلى الخلف إثر هجومها ..لتصيح "صافي" التي هبطت لتري الأحداث عن كثب ..


-انتوا واقفين تتفرجوا ابعدوا المجنونة دي عنه . !! 


صاح "أيهم" غاضباا : 


-محدش يقرب منها !!


ثم بلحظات كان يكبل ذراعيها لتصرخ غاضبة تنادي على أخيه بقهر لأول مرة يتعاطف معها ويشعر أنها لا تجيد التمثيل .....ظلت تركل وتبكي كطفلة صغيرة  ازدادت انتفاضات جسدها ليحيطها ويهمس بأذنها :


-اهدي يارنيم ..اهدي محدش هيجي جنبك !! 


نظرت إلى عينيه للحظات وكأنها تبحث عن مدى صدقه ثم أغمضت عينيها وصمتت عن الحركة ليدرك أنها أغشي عليها ..حملها بين ذراعيه إلى داخل القصر ثم إلى غرفتها ووضعها فوق الفراش بهدوء ثم أعطى أوامره بإحضار الطبيب لها . ...


أنهى الطبيب كشفه ثم أعطى بعض تعليماته الروتينية ..ليتجه الجميع إلى غرفهم وهو إلى مكتبه يحاول ترتيب أفكاره ..ظل بعض الوقت مع نفسه حتى شعر أن الحركة هدأت بالخارج ... ليتجه إلى الأعلى ، إلى غرفتها ....


 تنهد ثم طرق الباب بهدوء ، ليستمع إلى صوتها الناعم يسمح بدخوله .. دلف إليها بهدوء يبحث بعينيه عنها .. ليجدها أعلى  تلك الأريكة  تجلس بصمت تام وكأنها تنتظر قدومه ... اتجه إليها بخطوات هادئة ، لأول مرة يحتار بحديث مع أحد.. يبدو أنه بدأ يشعر حيالها بالذنب .. فمعاملته الجافة لها لمده شهرين .. هي ما أوصلتها إلى  تلك الحالة ، أجلى  حنجرته ثم قال بخشونة: 


-عملتي ليه كده حد عاقل يعمل عمايلك دي ! 


نظرت له ثم ابتسمت ساخرة واعتدلت تقول ببرود :


-انت قولت بنفسك ..عاقل ...و أظن إنك فهمت الكل إني مجنونة !!


عقد حاجبيه مندهشا من اتهامها له يقول مشيرا لنفسه باستنكار :


-انااا !! انا فهمتهم إنك مجنونة! 


لم تجيبه بل وقفت من جلستها متجه إلى  فراشها وهي تقول ..


-أنا عاوزة أنام !! 


اتجه إليها بغضب يسحبها من ذراعها إليه يقول :


-ليه هجمتي عليا تحت .. انتي متخيلة إني كل مرة هسكتلك .. !! 


نظرت له ببرود ثم قالت له بهدوء :


-ماتسكتش ..مبقتش تفرق عندي .. ريح نفسك !!


أغمض عينيه بغضب ثم فتحها يقول:


-بلاش الطريقة دي معايا .. اتكلمي عدل .. !! 


نظرت له بغضب ثم انفجرت :


-عاوزني أتكلم عدل ..حاضر .. أنا مش طايقة القصر ده وهفضل أهرب منه لحد ما أقدر أخرج بولادي.... مش طايقة اللي فيه وبكرههم وبكرهك أنت بالذات ..أنا  عاوزة أرجع بيت شهااب تااااااني ... مش عاوزة أشوف أي حد فيكم !! 


نظر لها غاضبا ثم قال :


-مفيش رجوع يارنيم ... قولتلك إني مش هسيب ولاد أخويا يبعدوا عني أبداااا !!

الفصل الثالث "جنون"


وقفت خارج مكتبه تفرك أصابعها بقلق ثم تنهدت بهدوء ورفعت يدهاا تطرق طرقات رقيقة فوق الباب وهي تدعو ألا يسمع لتعود أدراجها ، لكن دعوتها لم تُستجاب ، حيث ارتفع صوته الهادئ يدعو الطارق للدخول ..


أمسكت المقبض وهي تتمني أن يكمل بذلك الهدوء حوارهم معا ، دلفت إلى الداخل لتجده يجلس نصف جلسة أعلى مكتبه ومن الواضح انهماكه بتلك الأوراق التي يمسكها بيده ، نظرت باندهاش إلى أكمامه التي رفعها إلى  منتصف ذراعه وأزرار قميصه المحلولة ليظهر صدره العريض .. لأول مرة  تراه هكذا غير مهندم بعض خصلاته السوداء ساقطة أعلى جبينه بعشوائية .. وفجأه تلاقت لبنيتيها برماديتيه الحادتين يرميها بنظراته الحادة كعادته ... ثم قال بحدة : 


-عايزة أيه انتي داخلة عشان تتفرجي عليا .. !! 


هربت الحروف منها .. تلك العادة السيئة التي لازمتها منذ الصغر حين تخاف تصمت وتهرب منها جميع الحروف .. لكن لم تخاف؟ ..هل من وقوفه الآن وتقدمه منها أم من نظراته الحادة التي لا يتوقف عن إلقائها بها ...


وزعت نظراتها بعدة اتجاهات بقلق ..ثم بللت شفتيها بلسانها وهي تعود إلى الخلف .. وكادت أن تخرج لكن يديه التي امتدت تمسكها من ذراعيها مقربا إياها منه باندهاش واضح يقول :


-إنتي جاية لحد هنا عشان تجري تاني .. أنا مش فاهم خايفة من أيه دلوقت !! 


خرجت كلمتها تلقائية مسرعة كأنها تخشي أن تصمت ولا تنطقها وقالت :


-منك !


اتسعت عيناه ورد عليها باندهاش :


-مني أناا !! هو أنا جيت جنبك !!


خجلت من كلمتها فنكست رأسها تعض على شفتيها ثم قالت :


-أنت مش شايف نظراتك ليا .. بحس إنك عاوز تقتلني !! 


ضيق عينيه ناظرا إليها ثم إلى شفتيها التي تأكلها الآن ثم حمحم قائلا بعد أن أفلتها من يديه مغيرا الموضوع .. 


-كنتي جاية ليه !!


نظرت أرضا تحاول أن تستجمع كلماتها ثم قالت :


-بقالي 5 شهور مش بخرج من القصر ده وعاوزة أخرج !! 


نظر لها مندهشا ثم قال :


- وإنتي جاية تستأذني مني !! من إمتي الأدب ده !


عقدت حاجبيها ثم رفعت رأسها بغضب تلقيه بنظرات نارية ثم قالت :


-أنا مؤدبة غصب عنك ! 


ضيق عينيه ينظر لها بحدة لتقول مسرعة: 


-أنا كنت جاية عشان الحرس منعوني أخرج من غيرهم !!


عقد ذراعيه أمام صدره ينظر لها بحدة وهو يقول بغضب :


-وإنتي عايزة تخرجي من غيرهم ليه !


استشاطت من أسلوبه ورفعت سبابتها بغضب تشيح بيدها الصغيرة بوجهه تقول:


-وأنت مالك أنت .. أنا ليا خصوصياتي ..أنت فاكر نفسك حابسني هنا بجد....لا ياشااطر البلد دي فيها قانون هبلغ إنك خاطفنا أنا و أولادي وهمشي من هنا غصب عن عينك .. !! 


قالت كلماتها بغضب احمرت وجنتاها وظل صدرها يعلو ويهبط بغضب وكأنها تريد أن تفتك به ، اندهش للغاية منها هل تلك من كانت تهرب منه منذ قليل .. نفض تلك الأفكار ثم عاد يركز بكلماتها التهديدية وقال :


-شاااطر !! وتبلغي إني خاطفك .. !! وغصب عن عيني !! طيب أيه رأيك يارنيم مفيش خروج ليكي نهائي ولا بحرس ولا من غيره ووريني هتعملي أيه !! 


أثار أعصابها باستخفافه بها لتنظر إليه بغضب والتقطت شيء ما من أعلى المنضدة ثم اتجهت إلى  الخارج مسرعة ليندهش من فعلتها وسار خلفها باندهاش ..وجدها تتجه إلى  المرآب وتركب سيارته .. اتسعت عيناه بذهول وصاح غاضبا :


-إياكي يارنيم تشغليها !! 


نظرت إليه بتحدي ثم أدارتها بغضب وانطلقت بها مسرعه ليركب هو إحدى  السيارات ويسرع بها خلفها ، انفتحت البوابات فورا لخروج سيارة سيدهم وابتسمت رنيم لكن اختفت ابتسامتها حين وجدته يلاحقها ..زادت من سرعة السيارة بغضب حين وجدته يقترب .. ليفعل بالمثل ويقول:


-يابنت المجانين .. ماشي يارنيم بس تقعي تحت إيدي !!


خرجت علي الطريق وحاولت تفادي السيارات وهي تزيد من سرعتها ..اتسعت أعين "أيهم" من أفعالها المتهورة وهو يحاول أن يصل لهاا بشتى الطرق ،  تلك الأفعال الجنونية قد تودي بحياتها وهذا هو ما يخشاه ...


اتسعت أعين "رنيم" حين وجدت تلك الشاحنة الكبيرة تظهر من العدم ، تعالت ضربات قلبها و أدارت المقود مسرعة برعب .. لكن قد فات الأوان تفادت الشاحنة لترتطم بسيارة واقفةبجانب الطريق ارتطمت بها بشدة لتتسع أعين "أيهم"بصدمة أوقف سيارته مترجلا بسرعة وقفت الحركة بالطريق تماما ليتجه إليها مسرعا يحاول فتح ذلك الباب بأقوى مالديه فقد تلف أثر الارتطام .. 


وجدها عائدة إلى الخلف برأسها ، جسدها ساكن تماما .. مال عليها يتفقدها بقلق ، ليجد ذلك الخيط الرفيع الأحمر يسيل من جانب جبينها ، وتلتقط أنفاسها ببطء شديد ، وضع ذراعه أسفل ظهرها والأخرى أسفل ركبتيها برفق ، مخرجا إياها ثم اتجه مسرعا إلى  سيارته يضعها برفق بجانبه  ، واتجه إلى مقعده ليسير بها إلى  أقرب مشفي ، تفقدها بقلق حتى وصولهم ، حملها مرة أخرى إلى داخل المشفي يصيح بهم لمعاونته .. ليتجه إليه الممرضون بسرعة محاولين تفقد الحاله التي يحملها ، أرشده أحدهم إلى إحدى الغرف ليتجه لها على الفور ...


-***-


مرت ساعتان علي تلك الحادثة المروعة بدأت تستعيد وعيها أخيرا ... فتحت لبنيتيها بهدوء ..ترمش عدة مرات محاولة استيعاب أين هي ... لتتذكر الأحداث وأنها كادت أن تزهق روحها بتسرعها ... حاولت الاعتدال .. لتشعر بالألم بجميع أنحاء جسدهاا .. 


تأوهت بصوت مسموع ، لتجده يحيط خصرها برفق معاونا إياها في الاعتدال .. نظرت إليه بتوتر ثم جابت الغرفة بنظراتها لتجد أنها بمفردها معه .... نظرت إليه  بقلق .. ثم إلى  يدها التي وجدتها داخل تجبيرة .. ورأسها يبدو أنه ملفوف بشيء ماا حيث ذلك الصداع الذي كاد أن يفتك بها .. أفاقت على صوته يقول :


-حاسة بأيه دلوقت !


نظرت له بخوف من أن تشكو مرضها فتثير غضبه ، يكفي مافعلته إلى  الآن ، ناهيك عن تدمير سيارته ... فبالتأكيد لم تعد تصلح تلك السيارة لشيء .. خشت أن  تتحدث عن تعبها ففضلت الصمت جلس أعلى فراشها ينظر إليها متنهدا ثم قال ..


-إحنا لازم نمشي مش هينفع نقعد في المكان ده أكتر من كده لو لسه حاسة بتعب نروح على مستشفى تاني !!


هزت رأسها بالرفض لتتألم من فعلتها وتتأوه بصوت مما دفعه ليقول بغضب :


-حاسبي بقى .. بطلي تسرع كفاية أوي اللي حصل .. !! 


انفعلت من غضبه الزائد عليها وصاحت به :


- ماتزعقليش ..ولو علي عربيتك هدفعلك تمنها .. !! 


اتسعت عيناه بذهول غاضب ثم انتفض واقفا وصاح بها :


-إنتي فاكرة إني بكلمك علي العربية !! إنتي كنتي هتروحي فيها يامجنونة!!


استشاطت من ذلك اللقب وصاحت غاضبة:


-متقوليش مجنونة !!


استفزه صياحها ليجيبها غاضبا :


-ومقولش ليه مش دي حقيقتك .. ولا هي الحقيقة بتزعل !!


نظرت له بأعين متسعة وانهمرت دموعها فجأة ارتعشت شفتاها ونكست رأسها وفي تلك اللحظة دلف "سيف" مسرعا إليها يحيط وجهها بيديه قائلا:


-رنيم أيه اللي حصلك ..حاسة بإيه دلوقت !! 


لم تجيبه بل ظلت دموعها تنهمر كالشلال حزينة من وصفه لها كما وصفتها الأفعى"صافي" .. هي ليست مجنونة ..أين "شهاب" هو الوحيد الذي لم يلقبها بذلك .. هو من أنقذها ... لما لايأتي الآن وينقذها من ذلك الوحش ..


اندهش "سيف" من صمتها ، فنظر إلى "أيهم" بتعجب ليشيح "أيهم" نظراته عنها بندم ارتفعت شهقاتها وارتجف جسدها .. ليندفع لها مزيحها الغطاء عنها وبلمح البصر وجدت نفسها بأحضانه وهو يصيح بسيف ويقول :


-حصلني بعربيتك ياسيف ..!! 


اتسعت أعين "سيف" مما يحدث ولم يجد حل سوى مجاراته سار بجانبه يحادثها بلطف للتخفيف عنها فبالتأكيد أخيه من تسبب ببكائها ظل يمازحها حتى تبسمت له بهدوء تحت نظرات ذلك الوحش الغاضب التي التهمتهم وضعها داخل السيارة ثم اتجه إلى المقود ليعود بها إلى القصر ... 


حاول طوال الطريق أن يصمت لكن مارآه أمام عينيه من تدليل "سيف" المبالغ به معها أقلقه وجعل كلام عمه "سليم" يدور بعقله مرة أخرى بعد أن  أوشك على نسيانه ..


رمقها بطرف عينيه ليجدها تريح جسدها في المقعد بصمت تام تنظر من زجاج السيارة بشرود مبتسمة بهدوء ..أقلقته فعلتها تلك ليربط الأمور ببعضها .. مما جعله يناديها بغضب وهو يقول:


-في أيه بينك وبين سيف ..!! 


ضيقت عيناها وظنت أنه لا يحادثها .. لم تتحدث إلا حين صوب نظراته النارية ناحيتها يقول بغضب: 


-أيه قولتي صيده سهلة مش كده !! خلصت على شهاب أشوف واحد قريب مني في السن ألعب عليه و أوقعه صح !!


اتسعت لبنيتاها من حديثه الأشبه بالجنون لها ولم تعرف كيف تجيب ذلك المريض لتقول بغضب :


-تصدق مفيش مجنون غيرك هنا !! والله كلمة كمان وهرمي نفسي من عربيتك و أخلص منك !!


استشاط من تهديدها له ولكنه فضل الصمت حتى يعود بها إلى القصر ...


عاوزه رأيكم ف الاحداث بقي 🔥😌♥️اولعها ولا استني شويه😂 🔥🔥🔥

الفصل الرابع "وصيه"


أنهى حمامه بشرود لازال عقله يفكر بما حدث ومن غضبها وصراخها بوجهه حين هم ليحملها إلى غرفتها أصرت على الهبوط بمفردها رغم تلك التأوهات التي كانت تكتمها جعلته بأسوأ حالات غضبه لأول مرة يحمل امرأة عنوة ....


لأول مرة تخرج تلك الأفعال البربرية منه تجاه امرأة ، ابتسم حين تذكر ردات فعلها المتمردة الغريبة ارتدى سرواله فقط وخرج إلى شرفته التي تجاور شرفتها ينظر بشرود أمامه


Flash back


أوقف سيارته وترجل منها ليجدها تفتح بابها بغضب وتحاول الهبوط اتجه إليها واقترب ليحملها لتصرخ بوجهه:


-ابعد عني ..أنا مش عايزة منك حاااجة !!


اندهش من هجومها عليه ولم يكن وحده المندهش بل "سيف" أخيه الذي وقف يراقب ما يحدث بأعين متسعة هبطت من السيارة وهي تحاول الوقوف بصمود داعية داخلها ألا تحتاج إلى ذلك الفظ أبداا بدأت المشي ببطء ليتابعها بأعين غاضبة لأفعالها المتهورة لازالت لاتتعلم من أخطائها .. نظر"سيف" إليها واقترب منها بهدوء يردد :


- رنيم خليني أنا أساعدك طيب .. مش هتقدري تتحركي النهاردة ؟!


نظرت إليه بتردد ثم صمتت محاولة أن تكمل خطواتها ليقترب منها ممسكا ذراعها لتنظر إليه بغضب فقال :


-هسندك بس متقلقيش ...


طمأنتها كلماته لتنظر بطرف عينيها إلى ذلك الوحش الذي كان يتهمها منذ دقائق أنها تغوي أخيه .. فوجدته يغلي كالمرجل لم تبالي واستندت إلى "سيف" ممسكة يده ابتسم لها "سيف" بهدوء واتجه معها بضع خطوات ليراها بلحظة طائرة بالهواء تصرخ وهي محمولة فوق كتف أخيه ..اتسعت أعين "سيف" باندهاش لأول مرة يرى أخيه يعامل امرأة هكذا .. كما أن رأسها تسقط خلف ظهره وهي لازالت لم تتعافى استمع إلى حديثها الساخط تقول:


-نزلني أيه اللي بتعمله ده يابني آدم أنت...اااااه رااااسي!!


اتجه "سيف" إليه يقول:


-أيهم راسها مخبوطة فيها ماينفعش كده !!


نظر "أيهم" إليه نظرات نارية يقول بصوت أجش :


-إحنا مش هنمشي علي مشيتها دي أنا مش فاضي وهي اللي رفضت مساعدات أنت مش شايف تصرفاتها المجنونة !


ثم صاح بها :


-نفس كمان وهكمل على باقي عضمك بنفسي ... !!


اتسعت لبنيتاها بهلع وتساقطت دمعاتها تصرخ بغضب :


-أنا بكرهككك ...ياااسيف خليه يسيبني عشان خاااااطري !


أثارت أعصابه حين استنجدت بأخيه ليصيح بها بعد أن عدل وضعيتها لتصبح بين ذراعيه :


-إنتي مابتفهميش قولتلك ولا نفس !!


ارتعدت من نظراته النارية ورماديتيه التي تحولت إلى اللون القاتم لتنظر له بغضب صامت ثم أشاحت وجهها عنه تماما .... اندهش "سيف" من عصبيته المبالغ بها معها لكنه آثر الصمت عله يفهم مايدور ...


ظهرت "صافي" أمامهم تنظر إليها بغضب وسخط ثم حاولت التظاهر بالقلق تقول:


-أيه ده أيه اللي حصلها !!


نظرت لها "رنيم" باحتقار ثم أشاحت بنظراتها عنها هي الأخرى ..تقول بصوت خفيض:


-كانت نقصاكي إنتي كمان !!


استمع إليها كلا من "سيف" و"أيهم" لكنهم سيطرا على ملامحمهم حتي لا تلاحظ "صافي" وتفتك بهاا.. واصل "أيهم" سيره وهو يقول باقتضاب:


-حادثة صغيرة !


اتسعت أعينها باندهاش مصطنع تقول:


-أية يعني إنتي فعلا دمرتي عربية أيهم الجديدة أنا مصدقتش السوشيال ميديا قولت أكيد كدب !! إنتي إزاي كده !!


لم تجيبها "رنيم" ... ها هي وصلت إلى غرفتها ليبتعدوا جميعا عنها حتى تهنأ بنوم دافئ لها لكن واضح أن لأحدهم رأي آخر ...


اتجه أيهم بها إلى الأريكة يضعها فوقها ثم نظر لها لحظات وابتسم بخبث ينادي ابنة عمه قائلا :


-صافي ..عاوز منك حاجة !


انفرجت أسارير الأخرى على الفور واتجهت إليه مسرعة تقول :


-طبعا يا أيهم قول ...!!


لتقلق "رنيم" من نظراته الموجهة إليها بخبث وتتسع عيناها حين استمعت إلى قوله :


-عاوزك تساعدي رنيم تغير وتاخد شاور ..لأن زي مانتي شايفة محدش فينا هيقدر يساعدها غيرك ...!!


اتسعت أعين "رنيم" وكادت أن ترفض لكن سبقتها "صافي" تقول :


-ايييييه ..أنا أساعد دي !!


اشتعلت أعين "رنيم" تصيح بها:


-أنا اللي مش عاوزة واحدة زيك في أوضتي ..إنتي أيه دخلك هناااا!!


اتسعت أعين "سيف" ليزمجر "أيهم" على الفور ويقول:


-أنا كلامي واضح مفيش حد فينا يقدر يساعدها غيرك ... وإنتي يارنيم عدي يومك معايا ..كفايا أوي اللي عملتيه طول اليوم !! يلا ياسيف !!


خرجا معا ليتركها مع تلك الأفعى ولا يعلم ما سوف تؤول إليه الأمور .....


Back


أفاق من شروده والتفت ينظر إلى شرفتها ليجد ضوء الغرفة الخافت لايزال مشتعل اندهش هو لم يرى ذلك من قبل ... دائما ماتطفئ أنوراها لتخلد إلى النوم .. هل لازالت متيقظة إلى الآن .. رن هاتفه لينظر إليه باندهاش ثم اتجه إليه ليجيب بحاجبين معقودين :


-مين معايا !!....أيوه أنا..... أيييه !!! أنت إزاي مابلغتنيش بده وأنا في المستشفى !!


اتجه مسرعا إلى غرفتها ليطرق الباب...ولم يجد إجابة ، لم ينتظر كثيرا ليندفع إلى الداخل مسرعا ، ليجدها متكورة أعلى الأريكة ترتعش بقوة ، اندهش حين وجدها ترتدي بورنص الحمام خاصتها اتجه إليها يقول باندهاش ..


-انتي مغيرتيش لحد دلوقت !!


فتحت عيناها بارهاق تنظر إليه ثم أغلقتها ثانية بتعب واضح هبط إلى مستواها جاثيا علي ركبتيه يقول بقلق :


-رنيم ... إنتي بردانة !!


أومأت بالإجابة رفعها بين ذراعيه على الفور متجها بها إلى فراشها يدسها بين الأغطية ثم رفع هاتفه يجري مكالمة سريعة مبتعدا عنها خطوات ، نظرت إليه بارهاق واضح ثم أغمضت عينيها لتجده حضر بعد قليل من الوقت مستكشفا جبهتها التي شعرت أنها تحترق ثم ابتعد عنها بعض الوقت ليعود لها مرة ثالثة لكنه وضع شيء أعلى رأسها تشنجت ملامحها وعقدت حاجبيها برقه شعرت به يرفع جسدها قليلا ثم أراحها أعلى شيء ما مرة أخرى وعاد يفعل لها الكمادات ..ذهبت بنوم عميق تاركة إياه يسعفها ....


جلس خلفها بقلق ساندا ظهرها إلى صدره محاولا تخفيض حرارتها بجسده فعل لها الكمادات طوال ساعات الليل ، وبعد فترة ليست وجيزة وجد حرارتها هبطت بالفعل بدأ جسدها بالهدوء أراح جسدها فوق الفراش ثم دثرها بالاغطية جيدا معدلا من وضعيتها حتي لايتأذى ذراعها ثم تركها لتنعم بنوم هادئ بعض الشيء .....


كاد أن يخرج من الغرفة لكن صوت بكاء الرضيعة أوقفه متشنجاا ..ماذا يفعل الآن ..كيف يوقظها وهي بتلك الحالة ..!!..


اتجه إلى غرفة الأطفال ثم توجه إلى الرضيعة التي ما إن وجدته يطل عليها في مهدها حتى هدأت من صراخها قليلا تنظر إليه بلبنيتيها التي ورثتها عن أمها ، ثم رمشت عدة مرات ترفع يديها بالهواء بطلب صريح منها ليحملها ..


مد يديه إليها رافعا إياها إلى أحضانه مبتسما لتلك الجميلة الصغيرة ليجدها تكف تماما عن البكاء تعبث بيدها الصغيرة بخصلاته المتمردة ، ومن الواضع أنها اتفقت مع أمها على عدم تركه ليرتاح أبداا ك ،اد أن يعيدها إلى مكانها حين هدأت تماما ، لكنها صرخت غاضبة وكادت تبكي مرة أخرى .. ليعيدها إلى صدره متنهدا يقول بأرق واضح هامسا لها وهو يعقد حاجبيه :


-بس بس ..واضح إنك مش واخدة منها عنيها بس .. لا كمان عندها وعياطهااا!!


ابتسمت له الصغيرة تحرك يدها علي ذقنه بخجل ..ليهدأ غضبه ويبتسم لها محتضنا إياها متجها إلى تلك الأريكة بغرفة رنيم يجلس فوقها محتضنا تلك الصغيرة لعل سلطان النوم يزورها ... وبالفعل زارها لكن ليس وحدهااا ....


-***-


فتحت لبنيتيها ترمش لحظات قبل أن تتأوه قليلا حين حاولت الاعتدال ..لازال الألم يفتك برأسها بل وجسدها كله ... انزلت ساقيها أرضا لتجد أنها لازالت ترتدي رداء الحمام القصير ضيقت عينيها محاولة تذكر ماحدث وكيف آلت الأمور إلى ذلك معها ..لتظهر تلك الإبتسامة علي وجهها حين تذكرت أنها هددت "صافي" بسكين الفاكهة لترتعد الأخرى وتفر مسرعة من أمامها ..لكن اختفت تلك الإبتسامة حين تذكرت هتاف الأخيرة أثناء خروجها أنها بالفعل مكانها ليس هنا بل بمشفى الأمراض العقلية ....


أغمضت عينيها تتذكر ذلك اليوم حين دخلت إلى ذلك المكان مخدرة بعد أن حقنها عمها بإبرة مخدر ليسهل دخولها إلى هناك دون جلبة... تجمعت الدموع بعينيها حين تذكرت كيف صرخت أنها ليست بمجنونة وأنها تريد الخروج لن تعود إلى قصرها لكن لتخرج فقط .. تذكرت مقايضة عمها لها بخروجها مقابل تنازلها عن أموال والديها ... وكيف أخلف وعده معها واهما الجميع أن قواها العقلية ليست على مايرام لم تكن لتتوقع مدى خبثه هو وابنه ...


هبطت دمعاتها مغلقة عينيها بقوة وكأنها توقف سيل الذكريات ... وبالفعل أتتها النجدة حين استمعت إلى ضحكات صغيرتها قريبة منها اندهشت وفتحت عينيها مسرعة مسلطة لبنيتيها على مصدر الصوت ثم وقفت متجة إلى الأريكة بأعين متسعة ...رضيعتها أعلى الأريكة محاطة بألعاب غريب الشكل عليها .. كيف وصلت إلى هنا هل دخلت المربية الجناح بدون علمها !!كيف لها أن تترك الفتاة هكذا ! ...اتسعت لبنيتيها حين تذكرت ومضات من أحداث أمس ، هو اسعفهااا واعتنى بالطفلة !!!


اتجهت إلى حمامها لتنعش جسدها ثم اتجهت إلى غرفة ملابسها ..لأول مرة منذ 5 أشهر تشعر أنها تريد انتقاء ملابسها فكانت أيامها السالفة غير مهندمة بالمرة بل عشوائية إلى درجة كبيرة اتجهت إلى ذلك الفستان اللبني القصير بعض الشيء حيث يصل إلى منتصف فخذيها البضتين يضيق من بداية صدرها إلى نهاية خاصرتها بأكمام من قماش الشيفون الرقيق..


ارتدته ثم اتجهت إلى المرآة تلملم خصلاتها بشكل عشوائي للغاية زادتها جمالا ونعومة حيث سقطت بعض الخصلات أعلى أكتافها مرورا بعنقها المرمري نظرت ببعض الضيق حين وجدت تلك العلامات أعلى رأسها وبعنقها لتضع إحدى الضمادات فوقهم ... و توجهت إلى طفلتها الصغيرة تحملها بهدوء لتصدر الطفلة ضحكات رنانة مرحبة بأحضان أمها تمرمغ رأسها بعنقها وكأنها تعلن عن إعجابها بها ابتسمت لها رنيم ثم قبلتها أعلى وجنتيها الممتلئتين ثم انصرفت لترى ابنها الآخر ابتسمت حين وجدته لازال مستغرقا بنومه ..وقفت تتأمله لحظات لتجد مربيته وصلت لتوها ..ألقت عليها تحذيراتها بعدم ازعاج الطفل وأن تجهزه فور استيقاظه وتحضره إليها ...


احتضنت ابنتها بحرص ناظرة إلى ذراعها الآخر المكسور ثم ولت بها إلى الدرج ..كادت أن تهبط لكنها استمعت إلى صوت "سيف" يقول :


-أيه ده قمرات القصر متجمعين مع بعض !!


ابتسمت رنيم لمجاملته اللطيفة ليقترب "سيف" متناولا منها ابنة أخيه إلى أحضانه مقبلا إياها بمرح لتضحك الطفلة بسعادة بالغة ابتسمت "رنيم" لها بدفء وضحك "سيف" وقال وهو يهبط معها :


-إنتي عارفة إني حبيتها هي وعمرأوي ..!!


ابتسمت إليه "رنيم" وأجابته بهدوء:


- وهما حبوكم أوي ..جوان مش بتضحك لأي حد خلي بالك ..!


ابتسم "سيف" ثم قبل الطفلة أعلى جبينها بهدوء يقول بعفوية:


-عارفه أنا كان نفسي في بنت جدااا ..بس ربنا أراد أن البيبي ده يبقى ولد ...


نظرت له "رنيم" بابتسامة هادئه تقول:


-المرة دي ولد والجاية بنت إن شاء الله ....!!


اتسعت أعين "سيف" يقول:


-لااا جاية أيه ..كفايه أوي دي ريماس طلعت عيني !!


ضحكت "رنيم" علي عفويته وقالت :


-معلش هي فترة الحمل بتبقى صعبة كده .. بس أول مايجي البيبي هتنسى كل ده !!


ابتسم لها "سيف" يقول :


-أتمنى ده فعلاا ..علي العموم أنا عندي جوان اهي بنتي الكبيرة ..!!


نظرت "رنيم" إلى ابنتها التي تداعب أزرار قميص عمها بمرح طفولي ثم ابتسمت بحزن لاحظها "سيف" وقال:


-آسف مكنش قصدي أضايقك !!


تنهدت "رنيم" وقالت بحزن :


-أنت مقولتش حاجة غلط ياسيف .. دي حاجة تفرحني .. !!


أراح الطفلة على صدره ثم وقف نهاية الدرج مواجها لها يقول :


-كلنا كنا متعلقين بشهاب مش إنتي بس يارنيم !!


تجمعت الدمعات بمقلتيها تقول :


-عارفة عشان كده بعذر أيهم في تصرفاته معايا .. !!


ثم التفتت إلى غرفة مكتبه تقول :


-معلش يا سيف ممكن تخلي جوان معاك دقايق وجاية !!


أومأ بالموافقة على الفور وقال :


-أكيد أنا هروح بيها الجنينة وإنتي حصلينا !!إنتي داخله لأيهم !!


أومأت له بابتسامة هادئة تقول بخجل :


-أنا زودتها معاه امبارح هروح أعتذرله !! وأشكره على اللي عمله مع جوان امبارح وأنا محمومة !!


نظر لها سيف باندهاش :


-هو أيهم رجعلك بعد ماسبناكي مع صافي !!


أومأت بالموافقة ثم قالت:


-أيوه عشان كده حابة أشكره !!


ابتسم لها سيف بدوره وقال:


-برافوا عليكي يارنيم ..يلا أنا هسبقك أنا وجوجو قلب عمها !!


ثم اتجه إلى الجنينة وهو يدعو أن يمر الأمر بسلام ...


اتجهت إلى غرفة المكتب تطرق الباب بهدوء ، لتسمع صوته الصارم يسمح لها بالدخول ويبدو أنه اعتقدها الخادمة ،فتحت الباب .. وياليتها لم تفعل ... إذ بها تجد الأفعى "صافي" ترتدي تلك الملابس الكاشفة لأغلب مفاتنها تلتصق به أثناء إمضائه بعض الأوراق .. لم تستطع منع نظرات الاحتقار التي انهالت من لبنيتيها موجهة إلى تلك الأفعى .. لتلاقيها "صافي" بنظرات حاقدة تنظر إلى ثوبها بغضب ثم صاحت غاضبة بحقد :


-إنتي هتصورينا ماتقولي جاية ليه !!


رفع "أيهم" نظراته حين وصلت إلى أنفه تلك الرائحة التي انعشت خلاياه مندهشا من توبيخ "صافي" .. ليفهم على الفور حين وجدها تقف أمامه تزيح خصلاتها الحريرية خلف أذنها تتوجه إليه بنظرات هادئة نوعا ما ..


نظر"أيهم" إليها ثم جابت رماديتيه ذلك الرداء الذي ارتدته ..لأول مره يلحظ لون عينيها المميز هكذا .. هل أبرزه ذلك الفستان الرقيق الذي ناسب قوامها الممشوق يرسم جسدها أم بسبب بعض الإعياء الظاهرعلي محياها بعض الشيء لاحظت "صافي" نظرات "أيهم" إليها ليزداد الغضب داخلها لتتجه إلى "رنيم" ممسكة ذراعها تقول بغضب :


-أيه اللي إنتي لابساه ده .. أيوه طبعا عرفتي إن فيه ضيوف جايين قولتي أبدأ أستغل الفرصة !!


اتسعت أعين "رنيم" من كلماتها الحادة تنظر لها بأعين متسعة ألجمتها الصدمة عن الحديث لتكمل الأخرى مستغلة صمتها :


-بقولك أيه إحنا مستحملين عمايلك المجنونة لكن توصل إنك تحاولي تغري الرجالة وهنا في القصر ده لاااا !!


لايعلم لما تصاعد الغضب بداخله ... هل ارتدت هكذا بالفعل لتغوي الضيوف القادمين ...هل هكذا فتنت أخيه ...وهل أتت إليه الآن لتفعل المثل معه ؟؟!!!.. نظر لها بغضب شديد حين وصل تفكيره إلى تلك النقطة بالتحديد هل عاونها وسهر بجانبها طوال الليل ليكون ذلك رد الجميل له ... أفاق على صوت "رنيم" المرتفع تحاول إزاحة أظافر "صافي" عن كدماتها ..حاولت الابتعاد لكن الأخرى استغلت ضعفها وعلتها غارسة أظافرها بقوة لتصيح "رنيم" :


-ابعدي عني ياحيوانة انتيييييي !!


ابتعدت بالفعل لكن بعد أن صاح بها "أيهم" غاضباا يقول:


-كفاااايه كده .. أيه اللي بتعملوه ده !!


ثم اتجه إلى "رنيم" يلقيها بنظرات محتقرة وهو يقول بصوت رعدي غاضب :


-اطلعي برة ياصااافي !!


ارتعدت الأخيرة من نبرته لكنها ابتسمت بشيطانية حين وجدت نظراته النارية موجهة إلى تلك الضعيفة التي اتخذتها غريمة لها بلا سبب ... هي علي علم جيدا بعنف ابن عمها ، ومدي حساسيته بتلك المسأله خصيصااا اتجهت إلى الخارج مسرعة بعد أن أشعلت الحريق فيما بينهم....


-***-


علي الجانب الآخر .....


وقف "سيف"يداعب وجنه ابنه أخيه التي تكركر ضاحكه بين بين وهو يبتسم لها ويضاحكها


بلطف بمعاونته زوجته التي جلست بجانبه تغرق الطفله بقبلاتها وابتسامتها اللطيفه تستمع إلي


همسه اللطيف بأذنها :


- ياريتني كنت جوان دلوقت !!


ابتسمت له بخجل وهي تلكزه بتوتر بكوعها هامسه :


- سيف اتلم ..


نظر لها وهو يتأوه من لكزتها قائلا :


- اتلم اكتر من كده مش كفايه الدكتور بتاعك عليا ؟!!


عضت علي شفتيها واتسعت عينيها حين ارتفعت نبرته ونظرت اليه بتحذير تهمس :


- سيف لم نفسككك ...


كاد أن يجيبها بعبث لكن انقطعت كلماته حين لمح ابنه عمه تخرج من المكتب وتلك البسمه تُزين ثغرها ، من يعرف "صافي" جيدا يعلم أن تلك البسمه تخفي كارثه ما تنبه عقله إلي تواجد زوجه


أخيه بالداخل لينظرإلي زوجته ويهمس بتوجس فور أن تبدلت ملامحه للقلق يقول :


- إيه ده صافي طالعه من المكتب ليه هي كانت جوا عند أيهم ؟؟!!


هزت " ريماس" كتفيها بعلامه لامبالاه وقالت باندهاش :


- مش فاهمه واحنا مالنا ده يضايقك في ايه ؟؟!!


عقد حاجبيه وهو يقول بتلقائيه :


- رنيم لسه داخله وأنتِ عارفه صافي ؟؟!


عقدت حاحبيها وقالت بغضب طفيف :


- مش ملاحظ أنك مهتم زياده عن اللزوم بـرنيم ؟؟!!


رفع "سيف" حاجبه الأيسر وأردف بإندهاش :


- ريماس أنتِ غيرانه من رنيييم ؟؟!!


تأففت بغضب وقالت بقلق :


- وماغيرش ليه أنت مش شايف اهتمامك بيها وبولادها شكله ايه ؟؟! وبعدين هي صغيره وحلوه وانا دلوقت حامل وشكلي بقي وحش ..


رفرت أنفاسها وهب تطالع ملامحه الجامده بتوتر لتجده اخيرا يقول بلوم :


- وأنا عيني فارغه وهبص لمرات أخويا الميت مش كده ؟؟ أنتِ مش شايفه معامله أيهم ليها ؟؟!! مش شايفه أن البيت كله بيعاديها بدون سبب ؟؟ رغم أنها في حالها ؟؟ أنا عشان بهتم بولاد


اخويا اللي مايعرفوش حاجه عن ابوهم و واتحرموا منه بدري أبقي عيني علي أمهم ؟؟ مكنتش


أعرف ان ثقتك فيا مهزوزه كده ؟


زفرت "ريماس" بغضب وهر تراقب انصرافه الغاضب بالطفله يعطيها للخادمه ثم اغمضت


عينيها تهمس لحالها :


- منك لله ياصافي أنا ايه يخليني اسمع كلامك بس ؟؟!!


فتحت عينيها علي وسعها حين اسمعت إلي تلك الصرخه المدويه من تلك التي أتخذتها غريمه لها بلاداعي لتهرع خلف زوجها إلي مصدر الصرخات .....


-***-


عوده إلي غرفه المكتب ذات الأجواء المشتعله ....


اندهشت "رنيم" من نظراته هل يلومها هي عل تصرفات تلك الرعناء؟؟!! ، ثم نظرت إلى ذلك الأثر الذي تركته الأفعى أعلى يدها بحزن ..وماذا تنتظر هل كانت تنتظر ردعه إلى تلك الأفعى المسماة ابنه عمه من أجلها هي ... !!!!


اتسعت لبنيتيها بخوف حين أمسك بها من ذراعيها ضاغطا عليها بقوة مقربا إياها منه موزعا نظراته على جسدها الضئيل نسبة إليه ينظر لها برماديتيه القاسيتين .....


-إنتي فاكرة إني عملت كده امبارح عشان معجب بيكي مثلااا ...أنا عملت كده شفقة عليكي مش أكتر ...إنتي ولا حاجة ولو كنت أطول أقتلك بأيدي كنت عملتها ... عارفة كنت بتمنى أيه وانتي فالمستشفي امبارح .. ؟؟!! إني أخلص منك ...!!


اتسعت عيناها بهلع تنظر إليه بخوف ومن لا يهاب ذلك القاسي حاد الطباع ؟؟!! أكانت تريد شكره على معروفه صنيعه بالأمس ؟؟!! ليته لم يفعل ليته تركها تحترق حتى تلفظ أنفاسها وترتاح من جحيمهم الأبدي ... أكمل مزمجرا بغضب:


- أيه تخيلتي إني ضعيف عشان سكتلك علي جنانك .. أنا ساكت عشان عارف كويس إنتي مكانك الصح فين .. بس إنتي صح انتي مكنش ينفع تطلعي من هناك وأنا بقي هرجعك بأيدي عشان اطمن إنهم مش هيسيبوا مجنونة زيك تاني ... !! 


هبطت دموعها تحرق وجنتيها البضتين تنظر له بخوف واضح ارتعش جسدها من تهديده الغاضب وهو لايدرك رعبها من ذلك المكان حاولت التملص من بين يديه برعب بدأت تتملص منه بحركات هستيرية خائفه ليظنها تدعي ذلك مما دفعه للتشبث بها غاضبا وهو يزأر بصوته العنيف :


-فاكرة إني هصدق الحركتين دول ....كام مرة أقولك أنا مش زيهم .. مش هصدقك أبداااا ...أنتِ حشرة لو حبيت أمحيها هعمل كده .... فاكرة إنك ممكن تغريني أنتِ ولا حاجة ... النهارده هتكوني في مكانك الصح !!


ارتعدت بشدة وضعت يدها أعلى أذنيها تصدها .. لا تريد سماع كلماته السامة لا تريد إعادة تلك الفترة القاسية .. لا تريد تلك الكهرباء التي صُعقت بها بذلك المكان أغمضت عينيها تبكي بقهر تاركة شهقاتها ترتفع دموعها تحرق وجنتيها لتصرخ بخوف ..تنادي بأعلى صوتها :


-شهااااب ..شهااااب !!


ساءت حالتها بالفعل بين يديه وجد جسدها ينتفض ترتعش فجأه بين يديه القاسيتين بخوف تهتف بأخيه بذعر واضح ......


تركها بقلق طفيف وقد توتر حين رأي جديه الأمر تصل إلي ذاك الحد معها ؟؟!! لتسقط أرضا على الفور ..انفتح الباب و تجمع أفراد العائلة على صريخها .. اتجه إليها سيف مسرعاا محاولا إيقاف صريخها ..عادت إلى الخلف ترتعد بخوف ، ارتفع فستانها القصير إلى الأعلى وساءت حالتها لتتسع أعين "سليم" ينظر إلى جسدها مشدوه من فتنتها ومن سوء حظه لاحظه "سيف" على الفور ليتجه إليها محاولا تهدئتها يقول بمهاوده :


-رنيم ده أنا متخافيش .. تعالي معايا !!


ظلت تبكي وتتمتم بتلك الكلمات الغريبة وتقول بخوف :


-كهرباا.. مش هرجع ... سيبوني ... بلااااش !!


اقترب "سيف" منها ممسكا ذراعها المليئ بالكدمات لاحظ أنها حديثه لتوها ... ليجدها تبكي برعب واضح أعينها جاحظة بخوف .. ليُمسك يديها محاولا فك تشنجها وهو يصيح ب "أيهم" :


-أنت عملت أيه يا بني آدم أنت ... كل ده عشان جاية تعتذرلك وتشكرك!!


ظل يهمس لها بكلمات مطمئنة وأنه لن يأخذها أحد إلى أي مكان أمسك طرف فستانها جاذبا إياه


إلى أسفل يغطي ما ظهر من جسدها ليجد جسدها ارتخى على الفور .. !!!


عقد "أيهم" حاجبيه ناظرا إلى أخيه يقول باستنكار :


-مين دي اللي جاية تعتذر ... أنت معترفش ..آآآ !!


قطع حديثه حين هب "سيف" واقفا بعد أن أسندها إلى الأريكة يصيح بغضب ..


-أنا متخيلتش إن هتوصل بيك لكده ..إزاي توصلها لحالة الانهيار دي ..ياريتني كنت منعتها تدخلك يا أخي ..... اسمع أنت ناسي إن دي مرات شهاب ... مهما كان كرهك ليها متعملش فيها كده ... النهارده هنفتح الوصية وبعدها أنا هرجعها شقة شهاب بنفسي ... أرحم لها من القصر الملعون ده !!


كاد أن يهبط بجسده إليها ليرفعها عن الأريكة ويصلها إلي غرفتها لكن امتدت يد "أيهم" تمنعه وهو ينظر إليه بغضب ..


-لحد ماتتفتح الوصية ..ملكش دعوه بيها !!


ثم اتجه إليها يحملها بين ذراعيه صاعدا بها إلى الأعلى بخطوات سريعة وقد بدى شعور الندم يؤرقه بعض الشيء دخل بها إلى جناحها يضعها داخل الفراش .....


-***-


حل الليل على القصر الهادئ جاذبا معه أحداث تقلب الموازين وتغير مستقبل جميع ساكنيه .. حيث انفتحت وصية "شهاب" وانفتحت أبواب من النيران لم تنغلق أبداا


حيث كان نصها "أوصي أنا شهاب بدر الدين الرفاعي وأنا بكامل قواي العقلية أن تنتقل تلك الوصية إلى أفراد أسرتي فور إتمام خمسة أشهر على وفاتي وبنودها كالتالي :


أولا :- أن تنتقل رئاسه شركاتي إلى زوجتي "رنيم فهد الزيني" بعد أن يتم تدريبها علي يد "أيهم بدر الدين الرفاعي" أخي غيرالشقيق ..


ثانيا :- وبصفتي رئيس مجلس إدارة شركات الرفاعي .. قررت أن ينتقل منصبي إلى نائبي ومدير الشركات "سيف بدر الدين الرفاعي" ....


ثالثا :- أن تنتقل وصاية أبنائي إلى أخي "أيهم بدر الدين الرفاعي" وذلك فور عقد قرانه على "رنيم فهد الزيني" وألا يتم أيا من تلك الأمورالسابقة سوى بعد إتمام زواجهم ....


رابعا :- يتم تقسيم باقي المؤسسات والعقارات حسب الشرع والقانون دون خلل ...


اتسعت أعين الجميع واشتعلت قلوبهم ليقف ذلك العم الأهوج علي الفور يصيح :


-لا ده شهاب قعدته مع المجنونة جننته .... أيوه اتجنن وأنا مش موافق على حرف في الوصية دي .. يعني أيه تمسك الشركات هي .... يعني أيه اللي بيحصل ده . آآآ!!


صمت على الفور حين وجد "أيهم" يقف ثائراً يصيح بصرامه :


-خلي بالك من كلامك .. إوعي تنسي بتتكلم عن مين !!


وقفت "صافي" تساند أبيها صائحة بغل وحقد :


-يعني أيه ..أنت موافق تتجوز الكلبة دي ..ده أنا مقبلش أشغلها خدااامة عندي .... !!


هب "سيف" واقفا يصيح :


-أنا كام مرة أحذرك متتكلميش عنها ....!!


وقفت زوجة عمه تصيح بغضب :


-جرا أيه ياسيف ..أنت محموق ليه عشان عينك كانت عليها وهتروح لأخوك !!


اتسعت أعينه يصيح بها :


-إنتي بتقولي أيه ... عيني من مين !! رنيممم!! هو عشان مقبلتش ظلمها يبقى عيني عليها ...!! روحي شوفي مين كانت عينه هتطلع عليها فعلااا !!


استقام "أيهم" معتدلا يركل الطاولة بقدمه صائحا بغضب :


-كفاااااياااااااااا ... مش عايز أي صوت حواليااااا .... وصية شهاب هتتنفذ زي ماهي بالظبط ... واللي مش عاجبه ... إحنا مش ماسكينه الباب يفوت جمل ... وإياك حد يتكلم كلمة واحدة عن رنيم تااااني ... دي هتبقي مرات أيهم الرفاعي ... !!!!!!

الفصل الخامس "تحبه ! " 


جلست أمام المأذون تحاول كبح غضبها ترميه بنظرات نارية غاضبة تكاد تحرقه ليتلقاها هو بابتسامة باردة لا تُزيدها إلا اشتعالاً وغضباً تجاهه ، انتهى عقد القران الذي تم بدون أية احتفالات مبهرجة كعادة آل الرفاعي بتلك المناسبات حيث كانت تلك فكرة "أيهم" فقط تجمع أفراد العائلة وكبار رجال الأعمال بحفل هادئ للغاية وكأنه عقد عمل وليس زواج ....


تعالت التصفيقات حين ظهر "أيهم الرفاعي" بصحبة عروسه الجميلة التي كانت تشع فتنة وبهاء اندهش له جميع الحضور حيث ارتدت ذلك الفستان الذي كان من اختيار "ريماس" .. ليكون باللون النبيذي والذي أبرز مدى جمالها وفتنتها بعد أن تعافت من جروحها حيث مر شهر ونصف على إعلان تلك الوصية..


ظهرت تقاسيم جسدها الفاتن بوضوح قد ساهم ذلك الرداء برسم جسدها لتظهر كإحدى الحوريات والتي أدهشت "أيهم" ذاته حين رآها ليجبرها على وضع غطاء حول أكتافها وكانت تلك أولى عراكاتهم لتحلها "ريماس" بمهاودة وتجلب لها غطاء مناسب لفستانها وضعته حول أكتافها لتسقطه "رنيم" من إحدى أكتافها كنوع من التحدي الساذج له ، أحاط "أيهم" خصرها واتجه بها إلى منتصف ذلك الحشد لينهيا تلك الليلة برقصتهم سويا وتلك إحدى عادات العائلة أيضا.


احتضن خصرها بقوة مقربا إياها منه لتختلط أنفاسهم سويا ..ارتبكت "رنيم" لفعلته الجريئة و أدارت لبنيتيها بالحضور حولها بارتباك وهي تجز فوق أسنانها اللؤلؤية وتقول بغضب وأعين مشتعله :


-أيه اللي بتهببه ده ..ابعد شوية وخف إيدك أنا ماصدقت خفيت !!


ظهرت ابتسامته الخبيثة علي وجهه وقال :


-وأنا عملت أيه دلوقت بس !! واحد بيرقص مع مراته وبعدين افردي وشك ده الناس بتتفرج علينا والكاميرات هتصورك ، عاوزاهم يقولوا إني غاصبك على الجواز مني !!


أنهى كلماته جاذبا إياها أكثر إلى أحضانه ثم دار بها مبتسما بهدوء ، شهقت حين تلاشت المسافة بينهم وقالت بغضب :


-مانت فعلا غاصبني .. أنت ناسي هددتني إزاي لما رفضت الجوازة الهباب دي ... !!


جذبها إليه يهمس أمام شفتيها المطلية باللون النبيذي المُغري وقال مثبتا نظراته فوق تلك الشفتين المكتنزتين :


-مش عيب تقولي كده لجوزك ياروحي ... !!


حاولت الابتعاد تهمس بغضب :


-طلعت روحك .. ابعد بقى !!


ضغط فوق خصرها بقوة يقول بهمس غاضب :


-كلمة كمان وهتلاقيني عملت تصرف يهينك قدام كل الموجودين !!


نظرت له بغضب ليلاقيها بنظرات تحذيرية ثم رفع أنامله بهدوء قليلا يعدل من وضعية الشال فوق جسدها لتدب القشعريرة بجسدها حين لامست أصابعه أكتافها العارية اشتعلت وجنتاها على الفور وارتبكت أكثر ، ليلاحظ هو ذلك ونكس رأسه قليلاً و هو يواري ابتسامته بهدوء ..


انتهت تلك الليلة أخيرا ليرفعها بين ذراعيه وسط اعتراضاتها الغاضبة مما دفعه للضغط فوق خصرها محذرا إياها لترسم ابتسامة صغيرة أمام أعين الضيوف الفضولية واتجه بها إلى الدرج بخطوات هادئة متريثة أسفل نظرات الجميع الحاقدة ...والغاضبة ...والمتوعدة ..والغير مبالية ....


فتح باب جناحه الخاص متجها بها إلى الداخل وخطى بها ثم ركل الباب بقدمه مغلقا إياه ... ووقف ينظر إليها بملامح مبهمة ولازال حاضنا إياها بين ذراعيه مقربا إياها منه بشدة هبط برمادتيه يتطلع إلى رقبتها المرمرية ثم أكتافها العارية ثم هبط أكثر متطلعا إلى انحناءات جسدها مبللا شفيته بابتسامة خبيثة ، رفضت التواجد أكثر من ذلك داخل أحضانه المُربكه لها لتتحرك بغضب بين ذراعيه بعد فعلته تلك .. وقد اشتعلت وجنتاها من نظراته وغضبت قائلة ...


-نزلني أيه ده أنا مش فاهمة لازق فيا كده ليه !!


نظر إلى لبنيتيها بعض الوقت وهو لازال بنفس ملامحه ثم ترك ساقيها فجأة تسقط أرضا وتتسع عينيها بارتعاب ظنا منها أنه سوف يلقيها أرضا مدت ذراعيها مسرعة تلفها حول رقبته صارخة بذعر ... لترتفع ضحكاته المجلجلة لحظات ثم هدأ ينظر إليها بمكر قائلا:


-أيه ده أنا مش فاهم لازقة فيا كده ليه !!


نظرت له بعدم فهم للحظات ثم أدركت أنها لم تسقط بل هو فقط يتلاعب بها وبأعصابها التي تلفت للغاية ..أفلتت نفسها بعيدة عنه تصيح بغضب أهوج بعد أن أفسد ماتبقى داخلها من هدوء :


-اسمع بقى أنا زهقت من عمايلك دي ..أنا أصلا مش طايقاك ولا طايقة الجوازة الهباب دي ... ومش هستحمل أكتر من كده !


سلط أنظاره على تحركات شفتيها ولا يعلم ماذا دهاه لما تستفزه بشفتيها اليوم ، يكاد يخرج عن طوره بسببها .. تحركت عيناه هابطا إلى ذراعيها العارية التي تحركها بغضب صدرها المنحوت أسفل ذلك الرداء يعلو ويهبط إثر غضبها ..لاحظت نظراته الشاردة لتقترب منه بغضب ظنا منها أنه يستهين بها لكزته بغضب بكتفه وصاحت به


-أنا بكلمك هناااااا .... !!


تحولت عيناه بلحظات إلى اللون القاتم ، استفاق من شروده علي لكزتها لتجعله تلك الفعلة بأعلى مراحل غضبه ..كيف لها أن تزيحه هكذا ...


قلقت من نظراته لكنها ثبتت بمحلها وقد سقط عنها شالها إثرانفعالاتها وجدته يقترب إليها يهمس بصوت بدى لها كالفحيح قائلا :


-إزاي تمدي إيدك عليا !!


صاحت غاضبة وسقطت دمعاتها بقهر:


-أيه ضايقتك عشان خبطتك .. ده أنت من يوم ماشوفتني وأنت مش بتعمل حاجة غير ضربي و إهانتي !!


نظر لها بملامح صارمة غاضبة يعقد حاجبيه قائلا :


-آه وإنتي بقي بترديهالي !!


أشاحت وجهها بصمت لتلمحه بطرف عينيها ينزع سترته بغضب ..ثم بدأ بحل أزرار قميصه وهو يقترب منها لتلتفت إليه تنظر بقلق إليه ثم إلى يده التي تحل أزراره بآليه تامة تراجعت إلى الخلف ليقترب أكثر نازعا قميصه تماما ليظهر لها صدره العضلي القوي عارٍ تماما .. رفعت سبابتها تقول بنبرة تحذيرية:


-انت بتعمل أيه ... بقولك أيه إحنا بينا اتفاق انت وعدتني مش هتيجي جنبي لحد فتره تدريبي ماتخلص و أستلم..امممم!!


قاطعها واضعا يده أعلى فمها لفها ليصبح ظهرها ملتصقا بصدره وذراعه الأخرى تقيد يديها معااا ... صدمها بفعلته الجريئه معها لاتعلم كيف حدث هذا لتصبح بلحظات مقيدة بين أحضانه الدافئة ... لحظة هل وصفتها بدافئة؟؟! كيف لها ألا تشعر بالخوف مثل عادتها ..هل لأنه أصبح زوجها .. أفاقت من أفكارها على نبرته الخبيثة يهمس بأذنها وأنفاسه الساخنه تحرق نحرها العاري :


-مين فهمك إني هعمل حاجة .. أنا بقلع عشان داخل آخد شاور ... بس لو انتي عاوزاني أعمل أناا ....آآآآه ..يابنت العضاضة !!


قالها صائحا بعد أن استخدمت أسنانها اللؤلؤية لتفك أسرها من أحضانه التي وترتها للغاية وساهمت كلماته وهمساته بإشعال النيران بوجنتيها ..ابتعدت عنه مسافة كبيرة تقول عاقدة حاجبيها بغضب :


-تستااهل أنت وقح ..وقليل الأدب !!


ابتسم لها بخبث ثم اقترب منها لترتعد منه وكادت أن تتحرك لكنه أمسك خاصرها فتحركت بعشوائية ليختل توازنهما لتسقط فوق الفراش وهو فوقها عاري الصدر لم يعتدل بل أمسك ذراعيها رافعا إياهم أعلى رأسها لتتسع لبنيتيها وهي تتلوي بجسدها بغضب أسفله تحاول الخلاص منه اتسعت ابتسامته يقول ..


-تصدقي الحركة أحلى .. انا عاوزك بقى تتحركي أكتر !!


اشتعلت وجنتيها تقول بخجل غاضبة حين أدركت مقصده:


-أنت وقح وسااافل !!


ارتفعت ضحكاته يرد عليها وهو ينظر إلى ماتعرى من جسدها بخبث:


-تحبي أوريكي الوقاحة اللي بجد !!


اتسعت عيناها تقول بقلق وقد أدركت أن عنادها سوف يصل بها إلى مالا تُحمد عُقباه ...


-أيهم إوعى .. انت وعدتني !! وأنا وثقت فيك !!


نظر إليها بابتسامة باردة يقول بخفوت :


-لا أنا وقح وسافل ...وآآ !!


قاطعته تهز رأسها بالسلب تقول مسرعة:


-لا لا انت مش كده أبدااا .. عشان خاطري سيبني بقى ..!!


عاد ينظر إلى شفتيها وقال شاردا :


-اهااا !!


ترك يديها ثم اتجه بيده إلى وجنتها يسر بإبهامه عليها لتشتعل على الفور أربكها بفعلته الغير متوقعة نظرت إليه بلبنيتيها تستكشفه عن قرب ..أنفه الحاد ..رموشه الكثيفة .. جبينه العريض التي زينته تلك الخصلات الحريرية الساقطة عليه هبطت قليلا إلى شفتيه ثم إلى بشرته البرونزية ..أما هو اقترب من وجنتيها التي تلونت بذلك اللون الوردي فلم تزيدها إلا فتنة وبهاء ، هبط بشفتيه إلى مستوي شفتيها ثم نظر إليها برماديتيه ليجدها صامتة تحدق به بصمت لم يعد يفلصها عنه سوى إنشات ليقطعها ويلتهم تلك الشفتين ويحدث ما يحدث بعدها .. عن أي وعود تتحدث تلك البلهاء ...هل هي لا تدرك أن تلك الشفتين ماهي إلا فتنة يسقط أمامها أعتى الرجال ...؟؟!!


انتفض عنها حين أزاحته مسرعة فور استماعهم إلى صوت الرضيع يأتي من تلك الغرفة التي خصصها للرضيعين وكان ذلك أحد شروطها ....


تابعها وهي تتجه إلى الغرفة تدير المقبض مسرعة متجهة إلى طفلها ثم توجه إلى الحمام مباشرة .. بعد أن لعن نفسه واستسلامه أمام فتنتها الطاغية ..فتح الصنبور لتسقط قطرات الماء البارد على جسده الذي اشتعلت به النيران ..نيران الغضب والندم معا ...


غفا طفلها بالنهاية ... قبلت وجنته الممتلئة برقة بالغة ثم وضعته بمهده ..ملقية نظرة سريعة على طفلتها ثم اتجهت إلى غرفتها مرة أخرى .. تدير عينيها بالغرفة بخجل واضح .. رفعت يدها تدلك عنقها بارهاق ثم اتجهت مسرعة إلى غرفة الملابس وكأنها سارقة وقفت تنظر إلى الملابس بحيرة واضحة .. فملابسها البيتية جميعا لا تناسب سوى عروس ، ضيقت عينيها تزفر بضيق تقول :


-وبعدين بقى في اليوم اللي مش راضي يخلص ده !


-إنتي على طول مش طايقة نفسك كده !!


قالها "أيهم" بتأفف أثناء مروره بجانبها وهو يلف المنشفة حول خصره متجها بأنظاره إلى ملابسه البيتية !!


نظرت بحرج ثم نكست رأسها لحظات لترفعها فجأه مبتسمة له بهدوء .. نظر إليها بريبة من فعلتها ...وكاد أن يخرج لكنها وقفت بطريقة تسده عليه ... رفع أحد حاجبيه ينظر لها باندهاش وقال مُتسائلاً :


-أيه !!


عضت علي شفتها بحرج محاولة أن تستجمع حروفها ..لينظر إلى تلك الشفتين لحظات ثم رفع أنظاره مسرعا ينهر نفسه وقال بحدة :


-عايزه أيه !!


نظرت إليه خجل ثم قالت مسرعة:


-عاوزه أستلف منك هدوم !!


اتسعت عيناه باندهاش ثم ألقى نظرة سريعة إلى ملابسها ..لتظهر شبح ابتسامة على وجهه أسرع يخفيها وقال:


-وده ليه بقى !!


نظرت له بغضب ثم قالت :


-انت هتستهبل مانت أكيد فهمت !!


رفع حاجبه ثم قال بغضب:


-ده إنتي شحاتة بجحة فعلاا!! إنتي بتشتميني وإنتي محتاجة مساعدتي .. طيب خلاص .. أنا بقى مش بحب حد يلبس معايا !!


تأففت بغضب تنفخ وجنتيها وقالت:


-أحسن وأنا مش عاوزة منك حاجة ... !!


ثم اتجهت إلى الحمام تدب الأرض بغضب ..ارتفعت ضحكاته علي أفعالها وبدأ بتغيير ملابسه منتظرا ليرى كيف تتصرف وحدها بذلك المأزق ....


-***-


انهت حمامها مرتدية بورنصها الخاص ... ثم توجهت إلى الخارج بغضب تحاول كبحه بشتي الطرق .... اتجهت إلى غرفة الملابس مرتدية إحدى القطع الحريرية السوداء التي كشفت عن مفاتنها بسخاء واضح .. لتمسك بذلك الروب القصير وتحيط به جسدها بابتسامه متمردة .. ثم اتجهت إلى الخارج رافعة رأسها إلى أعلى حسنا ذلك الروب يصل إلى منتصف فخذيها لكن أفضل من لا شيء ..


راقبها بهدوء وهي تصفف خصلاتها بذلك الروب القصير الذي بالكاد يصل إلى منتصف فخذيها المرمريين .. ليدس نفسه أسفل الغطاء بغضب متمتماً بكلمات مبهمة ...


نظرت "رنيم" باندهاش هل سوف يترك لها الأريكة !! ذلك الوحش الفظ .. كيف يفعل ذلك .. نظرت له بغضب .. ثم اتجهت إلى النور تطفئه ومنه إلى أريكتها أو بمعنى أدق فراشها الصغير ... جلست فوق الأريكة تثني ركبتيها بعض الوقت ..تحاول ترتيب أفكارها .. ليغلبها سلطان النوم وتنام بتلك الجلسة......


-شهاااااب ...شهااااااااااب !!


فزع "أيهم" على ذلك الصوت بمنتصف الليل ليهب من الفراش متجها إليها ليجدها تنتفض تسقط دموعها ترتعش شفتيها تهتف باسم أخيه ...


هو رأى حالتها تلك حين هددها .. لم يوقظها ... ضيق عينيه ناظرا لها ببعض الضيق .. لما تهتف باسم أخيه المتوفي وهي زوجته الآن يورقه ما يحدث للغاية ... أفاق من شروده على كلماتها


-لا لا مش عااايزة ابعدوا عني....شهااااب إبعدهم !!


تعاني من كابوس ومن الواضح أن أخيه هو منقذها ، زفر ببعض الضيق مادا يده إلى كتفها يهزها برفق انتفضت كالملسوعة تبتعد عنه إلى نهاية الأريكة تتأكد أن روبها لازال مغلقا تنظر حولها .. تنظر إليه بهلع ودموعها لازالت تسقط .. أشفق على حالتها تلك ..بدت له كطفلة مذعورة من إحدى كوابيسها .. اتجه إلى المنضدة ثم عاد إليها يحمل كوب المياه جالسا أعلى الأريكة بجانبها يقول بصوت هادئ :


-اهدي يارنيم ده كابوس .. مفيش حد غيري هنا ..اشربي !!


نظرت إليه ثم إلى الكوب ومدت يدها المرتعشة تحاول الإمساك به لكنها كادت تفلته .. من حسن حظها أن "أيهم" لم يترك الكوب لها .. فاقترب منها بهدوء يمد الكوب إلى فمها لترتشف المياه وتحاول تمالك أعصابها .. أغمضت عينيها ثم اتكأت برأسها إلى الأريكة خلفها تحاول تهدئة نبضات قلبها ..ثم هدأت تدريجيا تنظر إليه بحرج قائلة:


-آسفة !!


نظر لها لحظات ثم سألها مباشرة:


-بتحصلك كتير !!


خجلت من نفسها بشدة لتقول :


-بقالي فتره مش بيحصلي كده بس من ساعة وفاة شهاب ..وأنا بتتكرر معايا !!


نظر لها ثم قال ببرود :


-تحبي أحجزلك عند دكتور نفسي ..يشوف حالتك دي !! العلاج مش عيب ...العيب إنك تسيبي نفسك كده .. كل شويه صريخ وإنتي معاكي أطفال ...!!


نظرت له لحظات متألمة من كلماته ثم نكست رأسها تهمس بخفوت :


-لا ماتحجزش ..أوعدك مش هتتكرر !!


ندم على حديثه الجاف ذلك وكلماته القاسية .. لكنها أغضبته واستنجادها بأخيه اشعل نيران داخله .. لا يعلم مصدرها ... كل ما يعلمه أنها أحرقته الآن بفعلتها ويريد رد الصاع صاعين لها .. ومن الواضح أنه بالغ معها !!


نظر لها يقول بحدة:


-شهاب بيساعدك إزاي في حلمك !!


رفعت رأسها تحدق به ببلاهة وقالت:


-ليه !!


لم يعرف بما يجيبها كل الذي يعلمه أنه يريد معرفة سر تعلقها بـ "شهاب" .. ليسألها على الفور :


-كنتي بتحبيه ؟؟!!


-***-


خرج "سيف" من المرحاض وهو يجفف خصلاته المبلله وهو يرتدي فقط مئزر الحمام واتجه


من فوره إلي غرفه الملابس وهو يشيح بنظراته عن زوجته التي استقرت بجسدها الصغير فوق الأريكة تنتظر خروجه بفارغ الصبر علها تُصلح ماافسدته معه منذ شهر ونصف حيث ذاك اليوم المشؤم التي افصحت به عما يجيش بصدرها من مخاوف تجاه أرمله أخيه واهتمامه بها لقد زاد


الأمر عن الحد كثيراً لما يفعل كل ذلك ، لقد كان يحركها دافع الغير الأنثويه ليس إلا هو منذ تلك


الليله يعاقبها بهجره لها لقد أشتاقت إليه وبشده ..


اتجهت إلي غرفه الملابس خلفه وقفت ببادئ الأمر تنظر إلي قسمات ظهره العاري لتقدها قدميها إليه ترفع يديها الصغيره تحيط خصره بقوة من الخلف تضع خدها علي ظهره العاري بعد أن وضعت قبله صغيره عليه وهمست له باشتياق ولوعه :


- وحشتني اوي ياسيف !!


ارتبكت أنفاسه بشكل واضح حيث صدره يعلو ويهبط بقوة هو ايضا اشتاق إليها لكن عليه تلقينها درسها للنهاية حتي لا تضع حياتهم في مهب الريح مره اخري بدون تفكير .. رفع يده بهدوء يفك يدها عنه وتركها منصرفا إلي الأريكة التي اتخذها مضجعا له بالفتره الأخيره بعد أن حاولت عده مرات تُلهبه بأفعالها متصنعه النوم ..


اغضبها ما يفعل للتجه إليه بخطوات غاضبه تصرخ به بقهر :


-أنت شايفني وحشه بعد الحمل صح ؟؟ مبقتش عاوز تقرب مني وبتتهرب بمشكله صغيره زي ديه ماحنا ياما اتخانقنا وانا عملت ايييه يعني لكل ده ؟؟!!!


اعتدل فوق الأريكة يهتف بنفاذ صبر وغضب يزيح الغطاء عنه بعنف قائلاً :


- أنت عاوزه نكد صح ؟؟! ثقتك المعدومه فيا وأنك تتهميني أني عيني من مرات اخويا عشان


بتصدقي أي كلام يتقالك وتخربي حياتك معايا دي حاجه عاديه صح ردييي عليا ؟؟!!!


ارتعدت حين كشر عن أنيابه هكذا معها وصرخ بها بعنف لتنفجر بنوبه بكاء هستيؤيه وهي تخبئ وجهها بحزن منه ليزفر بعنف وقد رق قلبه العاشق لها واعتدل يجذبها إليه بحنو لتسقط باحضانه تخبئ وجهها بعنقه تبكي بشقهات مرتفعه ليرفع حاجبه الأيسر من فعلتها مبتسما وهو يربت علي خصلاتها هامسا لها بمكر :


-لا ده أنتِ قاصده بقااا ؟؟


لم تجيبه إنما رفعت وجهها قليلاً تتأمله بعشق جارف لحظات قبل أن تنقض علي شفتيه بجراءه


لم يعهدها منها تُقبله بنهم شديد تبس جسده لحظات قبل أن يبادلها قبلاتها بأخري ألبهبتها وهو


يُريح جسدها أعلي الأريكة ويعتليها هامساً لها من بين قُبلاته :


- تعرفي لوفكرتي بس تشكي فيا مره تاني هعمل فيكي ايه ؟؟!


قبلته بجانب فمه وهي تهمس له بصوت مبحوح :


- أول وآخر مره مش هعملها تاني ... وعد...


ابتسم من بين قُبلاته وهمس و يديه العابثه لم ترأف بحالتها :


- بحبك .. أنتِ كمان وحشتيني ...


تكملة الرواية من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close