![]() |
الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
البارت السادس
الجزء السادس "مُهلكه"
وقف بشرفة جناحه عاري الصدر شاردا كادت الأفكار أن تفتك برأسه تذكر هيأتها حين احتضنت جسدها وأشاحت بنظراتها عنه رافضة إجابه كلماته المتسائله، ثم تكورت بجسدها فوق الأريكة تُغمض عينيها بإرهاق واضح ...
استند بمرفقيه إلى الشرفة رافعا رأسه إلى أعلى متنهدا بضيق زافرا أنفاسه غاضبا من نفسه .. كيف له أن يسألها تلك الأسئلة ، الآن سوف تظن أنه يهمه أمرها ..سوف تظن أنها ذات شأن رفيع لديه .. زفر بضيق ثم اتجه إلى الداخل ، ألقى بنظرة فضولية نحوها ليطمئن على حالتها وياليته لم يُلقِ ... لقد ارتفع ردائها إلى أعلى ليظهر سيقانها البضة بسخاء شديد .... جز على أسنانه ثم اتجه إلى الفراش يمسك الغطاء متجها إليها يضعه فوقها بهدوء ثم عاد إلى الفراش مره أخرى ليمدد جسده بإرهاق شديد .
استيقظت صباحا بجسد متألم لتعتدل فوق الأريكة محاوله تحريك ذراعيها وتمديد عظامها .. هبطت عيناها إلى ذلك الغطاء الخفيف باندهاش .. هل وضع فوقها غطاااء !! .. لترفع عيناها تجاه الفراش فتجده مفترشا إياه بأريحية شديدة لتضيق عينيها وتقف متجهة إليه تنظر بازدراء نحوه قائلة :
-آه طبعا نايم ومرتاح وأنا عضمي اتكسر !!
-طبيعي انام مرتاح في سريري !!
شهقت حين جذبها من خصرها إليه معتدلا فوق الفراش مقربا إياها منه يكمل:
-لما تحبي تتكلمي عليا في ضهري ..ابقي اقفي بعيد ووطي صوتك .. وطبيعي جداا إني أنام في سريري مرتاح ..أنا مش فاكر إن اتفاقنا كان فيه حاجه تمنع ده ... لكن لو إنتي حابة تريحي عضمك اللي اتكسر وتشاركيني فيه .. صدقيني هرحب بيكي أوي !!
أنهى كلماته مقتربا من شفتيها الوردية لتبعد رأسها تتحدث غاضبة
-أنا مش خايفة منك عشان أتكلم عليك في ضهرك ...وبعدين أيوه مكنش اتفاقنا بس من الذوق إنك كنت تسيبلي السرير لأن انت الراجل ... وحاجة أخيرة انت وقح وسافل و إوعي بقي !!
امسك يديها الصغيرتين قالبا إياها على ظهرها يطل عليها بصدره العاري وتلك النظرات الوقحه تندلع من عينيه علي ملامحها وخاصه تلك الشفتين ... !!! لا تدري كيف يتحكم بجسدها بتلك السرعة ، ذلك الفارق الجسماني فيما بينهم يجعله يتحكم بجسدها كالدُمية !!
عقدت حاجبيها برقة تنظر إليه بغضب تقول :
-أيه اللي بتعمله ده سيبني !!
أغمض عينيه لحظات ثم فتحها ينظر إليها بحدة مطلقا أسهم نيران من عينيه يقول بغضب :
-اسمعيني كويس عشان الكلام ده مش هيتعاد تاني ... لو فكرتي تغلطي فيا أو تقلي أدبك عليا وتطولي لسانك اللي عاوز قطعه ده تاني أنا هربيكي ساعتها بطريقتي .. مش أنا الراجل اللي مراته تشتمه ..سااااامعة !!
نطق كلماته الأخيرة مزمجرا بها بغضب لتتطلع إليه بهلع من أن يتطاول عليها بيده ، نظرت تلقائيا إلى عضلات جسده النافرة وهي تعقد مقارنة سريعه بعقلها بينها وبينه لتكتشف أنها خاسرة تماما أمامه لتقول بحده مماثله محاولة التغطية على خوفها :
-أيه ده محصلش حاجة لكل ده وبعدين أنا قايمة جسمي كله مكسر ولو فكرت تمد إيدك عليا هكسرهااالك !!
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة خبيثة وقال :
-فعلا !! هتكسريها !! وأنا حابب أشوف هتكسريها إزاي !!
ثم رفع يده إلى أعلى بعد أن كشر عن ملامحه بغضب لتُغمض عينيها مسرعة تُشيح برأسها إلى الجانب مما اظهر له نحرها الجميل البض بـسخاء شديد ، ابتسم لفعلتها ثم حدق بها بهدوء ينظر إلى خصلاتها المبعثرة ثم تلك الرقبة المرمريه ذات رائحه الورود التي تعبث بأنفه الآن تحثه علي مالا يُحمد عُقباه ، ثم هبط بأنظاره إلى عضمتي الترقوة ارتفعت نظراته إلى شفتيها مره أخرى ليزدرد ريقه بتوتر هابطا بشفتيه برويه إلي مستوي شفتيها ، هو لم يعُد يحتمل ماتفعله تلك الفاتنة .. هي زوجته ما بها إن حظي بقُبلة واحدة .. فتحت عينيها تعدل رأسها عاقدة حاجبيها باندهاش من صمته لتجد مشهد أمس يتكرر ها هو ينظر إليها بنفس الطريقة لم تستطع الاعتراض حيث هبط بشفتيه عليها ملتقطا تلك الكريزتين يُقبلهُما بنهم واضح لم يشعر بنفسه وتحولت القُبلة السريعة إلى لحظات يلتهم بها شفتيها يكاد يُدميها .. تشنج جسدها لفعلته ..دبت به القشعريرة لذلك التلامس الذي لم تتوقعه أبدا اتسعت لبنيتيها بذهول لم تعد تستطيع التنفس لترفع يدها التي تركها تضعها فوق صدره تحاول إبعاده عنها .. وبعد عدة محاولات فاشلة منها تركها أخيرا يلهث بعنف ينظر إليها بغضب واضح ثم إلى تلك الشفتين المتورمتين بانزعاج ليبتعد عنها مسرعا بعنف يزيح خصلاته إلى الخلف يقول :
-أنا مش بمد إيدي علي الليدز .. ده عقابي افتكري ده كل ماتطولي لسانك !!
ثم اتجه إلى الحمام تحت نظراتها المندهشة مما حدث لتنتفض حين صفق الباب بغضب تقول
بذهول بنبرة خافتة :
-هو اللي باسني وهو اللي متعصب !!
وقفت ومازالت الصدمة تسيطر علي جسدها تتجه إلى غرفه أطفالها لتمر بمرآها وكادت أن تكمل لكنها وقفت تشهق واضعة يدها أعلى فمها .. لقد كان روبها محلول ..لقد كانت تكشف له عن مفاتنها بلا شعور منها وتتسأل لما فعل ذلك ؟؟! .. لتقول بغضب :
-غبية فعلااا غبية .. أنا إزاي ماخدتش بالي .. !!
أغلقت الروب بإحكام ثم رفعت يديها تلملم خصلاتها بعشوائية إلى أعلى .. لتقع نظراتها على شفتيها التي تورمت بشكل واضح أثر فعلته الوقحة معها .. لتتمتم :
-أنا استاهل أيه وداني عنده .. صحيح النومة تقرف بس أنا جسمي أصغر منه كتير.. الكنبة مش ممكن تكفيه ده !!
ثم أكملت بحنق:
-أنا في أيه ولا في أيه ... منك لله يا أيهم خلتني أكلم نفسي .. !!
ثم أكملت طريقها وبالها مشغول بعدة أفكار .. اطمأنت علي طفليها ثم جهزتهم استعدادا للاتجاه
بهم إلي المرحاض متجهة إلى غرفة ملابسها محاولة انتقاء إحدى القمصان الطويلة تلك المرة ..
لاعنة "ريماس" بصوت خفيض ...
أنهى حمامه للتو استمعت إلى باب الحمام يُفتح لتتجه إلى خارج تلك الغرفة ومنها إلى أطفالها حاملة إياهم إلى الحمام ..ليعقد حاجبيه قائلا :
-أيه ده إنتي هتعملي أيه !!
رفعت أكتافها تقول بدهشة:
-أيه هحميهم معايا !!
نظر لها بتعجب وقال :
-والمربيه بتعمل أيه !!
أكملت طريقها إلى الداخل وهي تقول :
-دول ولادي أنا مش ولاد المربية !!
ارتفعت ضحكات الصغيرة فجأة حين رأته ومدت يديها الصغيرتين إليه تدعوه برقه وبراءه أن يحملها عن أمها إلى أحضانه .. نظر أيهم أليها ثم التقطها فوق أحد ذراعيه مبتسمها إليها لتطلق ضحكات عالية حين دغدها بذقنه ببشرتها الحليبية الناعمة .. ارتفعت ضحكاته معها ورفع أنامله يداعب وجنتيها وخصلاتها بلطف وحذر .. نظرت إليهم "رنيم" بابتسامة صغيرة عفويه ..
لأول مرة تراه هكذا ..فرح ..يداعب صغيرتها ..عفوي للغاية .. ثم عقدت حاجبيها تنهر نفسها .. هل تتفرس به الآن وبخصلاته الحريرية التي تتساقط منها قطرات المياه أعلى بشرته البرونزية وتلك العضلات النافرة من ذراعيه وصدره الذي يضع الصغيرة فوقه من الواضح أنها جُنت بالفعل .. أشاحت بنظراتها عنه وتوردت وجنتيها بشكل ملحوظ لتفيق على صوت صغيرها الآخر حين اطلق ضحكاته يمد يده هو أيضا إليه .. اندهشت فصغيرها "عمر" لا يميل لأحد يفضل أحضانها دوما .. استمعت إلى ضحكات أيهم وهو يقول :
-أنت غيور ولا أيه !!
ثم اقترب منها يرفع عنها الصغير إلي أحضانه وهو يقول بنظرات عابثه:
- شكلهم مش عايزين ياخدوا شاور معاكي !!
ثم اتجه بهم إلى الأريكة يداعبهم لتنطلق ضحكاتهم تنعش الأجواء ، نظرت إليه بغضب ثم دلفت إلي المرحاض تصفق الباب غاضبة منه لاعنة إياه بسرهاااا
فتحت الصنبور لتسقط قطرات المياه الباردة فوق جسدها اغمضت عينيها لتعيد بذاكرتها أحداث الصباح جميعها لتبتسم بلا شعور منها ثم فتحت لبنيتيها مندهشة أنه يعاملها كأنه لم يفعل شيء ..
حسنا هي خجلت أن تضيف ذلك إلى شروطها .. لأنها تراه يمقتها ... عجبا لك أيها الأيهم ... هل يحاوطها بالاغطية بالأمس ... ليُقبلها بالصباح .. ؟؟!!
أغلقت الصنبور ثم اتسعت عيناهاوخبطت علي جبينها... لقد نست إحضار ملابسهااا ... لما يحدث معها ذلك .. لمَ هي مشتتة ، مرتبكة إلى تلك الدرجة ...؟! أحاطت جسدها بالمنشفة ثم وقفت أمام المرآه تنظر إلى انعكاسها بشرود ... وعلي ذكر الارتباك أغمضت عينيها لتعود بذاكرتها منذ أكثر من سنتين
Flash back
خرجت من القسم وتلك اللآلئ تتساقط من لبنيتيها بحزن لما آلت إليه أمورها لينظر إليها "شهاب" بعد أن فتح باب سيارته الخلفي لتركب ثم ركب بجانبها ليبدأ السائق بالقيادة .. وقال بلطف :
-رنيم بلاش عياط أرجوكي .. !!
لم تجيبه بل ارتفعت شهقاتها وزاد نحيبها ليغلق النافذة بينه وبين السائق ثم مد يده يرفع ذقنها إليه و قال:
-طيب بتعيطي ليه دلوقت ... الموضوع خلص ومحدش هيقدر يجي جنبك تاني منهم .. !!
أغلقت عينيها تبكي بصمت كاتمة شهقاتها ليقول بهدوء :
-مش إنتي بتعتبريني زي باباكي .. !!
فتحت عيناها تومئ بالإيجاب ليقول بابتسامة لطيفه :
-طيب عشان خاطري كفاية عياط محدش يقدر يلمسك وإنتي معايا يارنيم .. صدقيني محدش هيقدر .. أوعدك !!
نظرت إليه بحزن ثم قالت من بين شهقاتها المرتقعه ..:
-أخدوا مني كل حاجة ياشهاب .. ورغم كده ماسابونيش .. والله ماكنت هقتله ولا جيت جنبه !!
ثم سقطت دمعاتها مرة أخرى ليجذبها إلى أحضانه رابتا أعلى خصلاتها برفق يقول :
-أنا مصدقك وجيت مخصوص عشانك ومحدش فيهم هيجي جنبك تاني !! متخافيش !!
لم تجيبه بل ظلت صامته لحظات وغفت بذلك الدفئ الذي استشعرته منه مماجعله يتفقدها بقلق ليكتشف أنها ذهبت بثبات عميق باحضانه الدافئة لتستيقظ على صوته الهادئ يناديها برفق ...
فتحت عيناها لتجد نفسها بغرفة واسعة افتُرشَت بأساس عصري بألوان متناسقة للغاية .. اعتدلت بجلستها لتجده يقف بجانب الفراش حاملا صينية الطعام ..توردت وجنتيها بخجل تقول :
-هو أنا نمت كتير .. !!
ابتسم لها وقال :
-يعني تقدري تقولي من امبارح وإنتي نايمة .. أنا روحت الشغل وجيت وإنتي لسه نايمة ..!!
نظرت له بخجل ثم عقدت حاجبيها فجأه تقول ..
-هو أنا فين صح !!
معروف عنه سرعة البديهة بتلك المواقف مما جعله يهتف مسرعا بنبرهه متعلقه :
-متخافيش ..أنا مش ببات هنا دي شقتي وأنا وصلتك بليل لحد هنا وسيبتك نايمة ونبهت عليهم محدش يزعجك ومشيت وجيت الصبح اطمنت عليكي ونزلت ..وجيت دلوقت عشان إنتي مأكلتيش من امبارح ..خوفت أدخل حد غريب عليكي تخافي وتصرخي كعادتك !!
انتشرت الحُمره أعلى وجنتيها وقالت ..
-ده وأنا صغيرة دلوقت لا !! آسفة ... بس انت عارف اللي مريت بيه !!
ابتسم لها وقال :
-بتعتذري ليه ده حقك .. !! مش هتاكلي ولا أيه !!
نظرت إلى الاالأطعمة الشهية وإلى كوبين العصير ثم إليه وقالت:
-هتاكل معايا كنت فاكرة إنك مش بتاكل زينا كده في السرير .. بابا كان بيقول إنك بتحب النظام جداا..!!
ارتفعت ضحكاته وقال :
-إنتي بتراقبيني ولا أيه !! علي العموم ده أوبشن عشان خاطرك إنتي بس .. عشان تعرفي إنتي غالية عندي قد أيه !!
اتسعت عيناها مع كلمته وقالت :
-لا لا والله مش مراقبة ..ده بابا كان بيتكلم عنك في مسألة النظام دي !!
ابتسم لها وقال:
-خلاص ومالك اتخضيتي كده ليه .. وأنا أطول إنك تراقبيني !!
ابتسمت إليه ثم أمسكت ملعقتها لتبدأ بتناول الطعام تحت نظراته الهادئة ليقول بسره وتلك التنهيدات الحاره عاجزه عن الطفو علي سطح لحظاته معها :
-ياريتك تراقبيني يارنيم .. ياريت !!
مرت الأيام على تلك الشاكلة ..لتشعر أن وجوده بجانبها كان أكبر تعويض لها عن فقدان والديها إلى ذلك اليوم .. الذي كان يتحدث به بهاتفه لتستمع إليه حين كانت ترتشف المياه بالمطبخ يقول:
-أنا غلطت لما قربتها مني ياسامر .. مكنش ينفع أقرب منها كده !! لا لا هي نايمة دلوقت ... أقولها أيه لا طبعا أنا مقدرش أقول كده .. كفايه عليها اللي حصل الفترة اللي فاتت .. دي حطاني مكان أبوها !!
اتسعت عينيها بقلق منه لترتعش متذكرة ما حدث من عمها وابنه وتدور بعقلها الخيالات ليسقط الكوب من يدها صادرا صوت عالي أثناء ارتطامه بالأرض الصلبة وتحطمه ..لحظات ووجدته أمامها ينظر بهلع إليها اقترب منها مسرعا يقول بلهفة :
-إنتِ بخير !!
عادت إلى الخلف تنظر إليه بخوف .. لحظات ليستوعب أنها استمعت إلى مكالمته أغمض عينيه يقول بحزن بالغ :
-الموضوع مش زي مانتي فاهمة .. ده المحامي وكان بيقول أن عمك بلغ إنك قاعدة معايا في شقتي .. وده طبعا هيضر سُمعتك وإن الحل إننا نتجوز .. بس أنا كنت بقوله مش هينفع وآآ!!
قاطعته مقتربة منه تقول بخوف :
-أنا موافقة بس متخليهوش يقرب مني عشان خاطري ياشهااب !!
نظر إليها بأعين متسعة ثم قال :
-رنيم إنتي مستوعبة اللي بتقوليه .. ده جواز مش لعب عيال !!
نظرت إليه بابتسامة وارتمت بأحضانه تقول :
-شهاب أنت زي بابا ومش ممكن تضرني .. أنا مطمنة وأنا معاك !!
أحاط جسدها يربت أعلى ظهرها بشرود وحزن كسف له أن يجابه تلك المشاعر المختلطه داخله مع تلك الجميله التي سلمته زمام أمرها ووثقت به دوناً عن الجميع ..؟؟!! تنهد مُغلقا عينيه بصمت تام ....
تم عقد القران لتصبح زوجته فقط بابالأوراق لم يتستطع الاقتراب منها .. لم يتحمل أن يرى الخوف مرة أخرى بأعينها .. ساءت حالته بشدة .. و بإحدى الليالي حيث كانت بغرفتها تحاول النوم بعد أن طالت فترة انتظارها له .. استمعت إلى باب الشقة يغلق لتتصنع النوم .. هي على يقين أنه سوف يدخل ليطمئن عليها قبل أن يدلف إلى غرفته .. طالت فترة انتظارها لتهب واقفة تفتح باب غرفتها تنظر إلى الخارج لتجد أنوار غرفته مُضيئة لتدلف إليه عاقدة حاجبيها تقول بقلق :
-اتأخرت ليه !!
نظر إليها لبعض الوقت ثم تنهد يقول:
-كان عندي شغل مهم !!
اقتربت منه وهو ينزع قميصه وقالت :
تحب أجهزلك الأكل !!
استدار إليها وهو مستمر بما يفعله ثم قال:
-لا يارنيم اتعشيت برة .. !!
توردت وجنتيها بشده من هيئته لتتلعثم على الفور ثم أمسكت بخصلاتها تزيحها خلف أذنها وقالت بخفوت:
-يعني أروح أنام أنا !!
علت وتيرة أنفاسه مما تفعله به تلك الصغيرة الفاتنة لم يستطع السيطرة على نفسه تلك المرة اقترب منها بهدوء ثم مد ذراعيه يحبسها باحضانه يهمس لها:
-لا متروحيش في حتة !!
ثم هبط بشفتيه مُلتهما شفتيها بنهم واضح .. لتتسع عيناها من فعلته حاولت التملص من بين يديه لكنه حين شعر بها تفعل ذلك همس لها من بين قٌبلاته التي أغرقت وجهها ..
-بحبك يارنيم ... بعشقك بجنون ... مش عارف ولا قادر أسكت ولا أبعد عنك !!
صدمها بحديثه لم تعامله علي ذلك الأساس .. بل لم تُفكر هكذا من قبل ..شُل تفكيرها لتسمعه يُكمل:
-أنا عارف إني أكبر منك بكتير ... عارف إني بظلمك ... بس قوليلي أعمل أيه ... أنا ممكن ارتكب جرايم عشانك .. شاوري يارنيم وأنا أنفذ اللي إنتي عايزاه !!
لتشعر بتلك الدمعات الساخنة تبلل كتفها الذي تعرى بيديه للتو .. لم تقاومه .. بل شعرت أنها مدينة إليه بما هي عليه الآن .. حاوطت رقبته بهدوء تاركة نفسها له ليسحبها إلى عالمه الخاص ....
Back
فتحت عيناها ثم مسحت دموعها لتقول بحزن وشرود :
-أيه اللي بهببه ده .. مش كفايه الكوابيس..!!
ثم فتحت الباب وما إن خطت بعض الخطوات إلى الخارج ....…
الفصل السابع "مُنقذ ام عدو "
خرجت من الحمام تسير بغضب غير مبالية بتلك الرؤية المشوشة التي حجبت عنها رؤية ما على الأرضية حيث تلك اللُعبة الخشبية الصغيرة التي ألقاها أحد الطفلين أثناء لعبهم .. خطت بقدمها أعلى اللعبة ليختل توزانها صرخت برعب ولحسن حظها أنه كان قريب منها للغاية تلقاها بأحضانه لتتشبث بذراعيه التي حاوطت خصرها لتسمعه يقول بتذمر واضح وهو يحملها عن الأرضيه :
-مش بتقدري تمشي خطوتين من غير حوادث !!
صاحت به بانفعال :
-وأنا كنت أعرف منين إنكم بهدلتوا الدنيا كده !!
رفع إحد حاجبيه يهتف باندهاش :
-إنكم !! إنتي بتجمعيني مع الأطفال !! أيه كنت معاهم أنا !!
صاحت غاضبة وهو يضعها على الفراش تقول:
-لا أنا ولادي متربيين واستحالة يأذوني !!
جلس أمام قدمها ثم أمسكها بيده يتفقدها وهو يقول:
-آه وأنا اللي مش متربي واتعمدت ارميها عشان توقعي صح !!
أمسكت يده التي يتفقد بها قدمها المكدومه وقالت :
-أيوه طبعا !!
اثأثارت أعصابه بشدة ليسحبها من قدمها الأخرى إلى أسفل بغضب ثم احتضن خصرها مسرعا يرفعها إليه وقال من بين أسنانه:
-تصدقي الواحد بيندم إنه بيساعد واحدة زيك .. إنتي لسانك ده أيه مبرد .. قطر واخد في وشه !! مش كفايه إنك عامية ومش شايفة قدامك !! غلطان إني لحقتك كان زمان رقبتك اتكسرت وارتحت !!
ضغط علي خصرها لتأن ثم صرخت بغضب :
-اااه .... بطل تشقلب فيا وتشدني زي اللعبة كده . و إوعي مش عايزة مساعدات منك .. !!
تركها مشتعلاَ من افاعالها يزمجر :
-إنتي حرة بس رجلك اتجزعت وهتورم .. !!
صاحت به بغضب :
-ملكش دعوة !!
جز علي أسنانه ثم أدار ظهره لها متجها إلى الهاتف الخلوي يأمرهم بإحضار المربية للأطفال وبعدها إلى غرفة الملابس ...
حاولت تحريك قدمها لتتألم على الفور كاتمة شهقتها حتي لا يستمع إليها لتقرر أنها سوف تنتظر خروجه من الغرفة حتى يتثني لها الحركة بحرية .. وبالفعل أنهى ارتداء ملابسه بدقائق معدودة وحضرت المربية لتحمم الطفلين القي نظره عليها لتشيح برأسها عنه تأفف بغضب ثم اتجه إلى باب الغرفة كاد أن يفتحه ويتركها بمفردها تعاني لكنه أغمض عينيه لحظات زافراً بغضب متجها إلى المُبرد الصغير جالبا منه شيء تبع ذلك أن نزع سترته بعنف متجها إليها بملامح غاضبة لتتسع لبنيتيها حين أمسك قدمها على غفلة رافعا إياها إلى فخذه ثم أمسك بقطعة الثلج ليضعها فوقها ..حاولت سحب قدمها ليزمجر بغضب:
-اسمعي بقى أنا على آخري منك نفس واحد أو حركة وهكسرلك كل عضمك .. أنا مليش في الدلع .. هعالجك غصب عن عينك... فاهمة ...!!
نظرت له بهلع واضح فمن الواضح أنها استفزته بشدة إلى أن أخرجت مارده الكامن بداخله استسلمت بصمت ليده ولمساته التي اقشعر بدنها له عدة مرات ، حتى أنهى مايفعله .... رفع أنظاره إليها ليجدها تضم شفتيها دموعها تهبط بصمت تام .. لا يعلم لم ذلك الشعور بالندم الذي تسلل إليه .. هو لم يضغط عليها عن قصد فقط أراد مساعدتها، تنهد بهدوء ثم اقترب منها مكورا وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهامه لتفتح عينيها مُظهرة لبنيتيها الفاتنين ثم حلت عُقدة فمها وكأنها تتعمد أن تفتنه بكريزتيها الحمراوتين نظرت إليه بريبة ثم كادت أن تنكس رأسها ليقترب منها بشفتيه هامسا أمام شفتيها ...
-رنيم مكنش ينفع أسيبك .. كانت هتوجعك أكتر ..عارف إن أسلوبي كان وحش ..بس أنتِ بتخرجي اسوأ ما فيا بطريقتك وعنادك !!
خجلت منه للغاية هي عاملته بأسلوب فظ وتدري ذلك لكنها كانت تتهرب من خجلها لفعلته صباحا معها والتي علي وشك أن يكررها الآن رفعت يديها تزيح يديه عن وجنتيها التي اندفعتا إليهما الحُمرة ... ثم أومأت له بصمت .. نظر إليها لحظات ثم ابتسم بهدوء وقال :
- لازم تغيري عشان ننزل نفطر سوا ..!!
نظرت له رافعه أحد حاجبيها تقول بسخرية:
-مانت كنت نازل لوحدك ..افتكرتني دلوقت !!
كاد أن يجيبها لكن خروج المربية بالأطفال بعد أن جهزتهم أصمته لينظر لها بابتسامة ماكرة يقول بصوت واضح :
-أيه رأيك ياحبيبتي لو أساعدك تغيري هدومك عشان رجلك دي !!
اتسعت عيناها لتلقي نظرة على المربية التي وقفت تراقبهم بفضول واضح وكأنها تنتظر إجابتها .. وكادت أن تتحدث لتجد نفسها معلقة بالهواء يحملها بين ذراعيه متجها بها إلى غرفة الملابس .. نظرت إليه بغضب لكنها فضلت الصمت إلى أن تتوارى عن أنظار تلك الفضولية وما إن أنزل ساقيها حتى وقفت على واحدة فقط متألمة تستند إلى ظهره توبخه بصوت خفيض قائلة...
-انت اتجننت مش كده ؟!! هدوم أيه اللي تساعدني في تغييرها !!
ابتسم بخبث يقول وهو يقترب من شفتيها :
إنتي مكبرة الموضوع ليه مش أنا جوزك ياقلبي !!
لكزته بغضب تهتف من بين أسنانها الصغيره :
-وجع في قلبك !!
رفع أحد حاجبيه بتحذير يقول:
-هااا هنرجع لقلة الأدب تاني !!
هزت رأسها بالسلب مسرعة تقول برجاء :
-أيهم سيبني أغيرعشان منتأخرش أكتر من كده !!
نظر إليها بهدوء ثم قال مبتسما:
-أنا سايبك من بدري علي فكرة إنتي اللي ماسكة فيا !!
نظرت إليه عاقدة حاجبيها لتدرك أنه على حق .. هي التي ترمي بثقل جسدها عليه ليٌكمل بعد أن أحاط خصرها يضعها فوق الأريكة:
-مش عايز لبس عريان عشان ما أسودش يومك !!
ثم اتجه إلى الخارج غير منتظهر لردها الفظ وهو علي يقين أنها سوف تلعنه بسرها ....
-***-
انهت ارتداء ملابسها تقول بغضب وهي تتفقد نفسها:
- أعمله أيه يعني أنا لبسي كله كده .. !!
ثم غضت شفتيها تقول بقلق :
-بس ده إيده غبية أوي !! وأنا مبقتش مستحملة !!
تأففت بحزن لتستمع إلى طرقاته أعلى الباب يقول بنفاذ صبر ووقاحة :
-بتعملي أيه كل ده أدخل أساعدك !!
كشرت عن أنيابها واتخدت وسيلة أن أقوى سبيل للدفاع هو الهجوم لتفتح الباب بوجوم وملامح غاضبة تقول:
-أيه ده اللي تساعدني أنت فاكرني أيه بالضبط ... !!
نظر إليها لحظات ثم انتقلت عيناه فوق جسدها بغضب يتصاعد ليظهر على محياه بوضوح ويقول بهدوء :
-طيب ادخلي غيري الزفت ده أحسنلك !!
كانت ترتدي فستان قصير بعض الشيء باللون الرمادي الداكن يصل إلى أعلى ركبتيها بقليل بدون أكمام بحمالات عريضة يضيق من عند صدرها إلى خاصرتها متسع قليلا إلى ركبتيها ...ليُظهر فتنة جسدها وجمالها الأخاذ بوضوح :
نظرت إليه بحزن تقول:
-أنت متعرفش أنا جربت كام حاجة عشان الكلام ده ... أنا هنزل كده ومش هغير تاني !!
قالت كلماتها الأخيرة بنفاذ صبر واضح ليكشرعن أنيابه مٌمسكا ذراعيها مقربا إياها منه بغضب يقول:
-إنتي هتسمعي كلامي ورجلك فوق رقبتك .. إنتي دلوقت مراتي ..فاهمة يعني أيييييه مرات أيهم الرفاعي ... يعني التصرفات القذرة اللي اتجوزتي بيها راجل قد أبوكي ...تنسيها نهائي معايا !!
اتسعت لبنيتيها تردد بصدمة:
-تصرفات قذرة !!! ..أنا !!
لم يجيبها بل ازدادت قتامة عينيه يقول :
-ادخلي غيريه أحسنلك !!
ثم نفضها من يديه يُفصيها بعيداً بغضب ليختل توزانها وساهم بذلك قدمها المصابة فتسقط أرضا لم يعاونها بل أغلق الباب غاضبا يصيح من خلفه:
-قدامك ربع ساعة مخلصتيش هدخل ألبسك أنااااا!!
سقطت دموعها بحزن بالغ لتحاول الاعتدال بصدمة من أفعاله وكلماته السامة .. هل ذلك من كان يضاحكها منذ قليل !! لما فعل ذلك معها !! اتجهت إلى ملابسها بعد أن صاح بنبرة تحذيرية لتلتقط ذلك الفستان الطويل لكنه عاري الظهر بحمالات عريضة من اللون النبيذي ارتدته مسرعة ثم تُقلد فعلة "ريماس" بالأمس للتجه إلى الشال ذاته واضعة إياه حول ذراعيها ليغطي ظهرها ..
نظرت إلى هيهئتها بالمرآه لتجد الفستان يرسم تفاصيل جسدها بعض الشيء لكنه أفضل من سابقه بعد أن غطت جسدها بالشال .. كادت أن تتجه إلى الباب لتجده يفتحه على مصرعيه يلقيها بنظرات محتقرة غاضبة لم تنظر إليه بل نظرت أرضا ليتجه إليها ممُسكا ذقنها بعنف يرفع وجهها الجميل إليه يهمس بصرامه بالغه أدهشتها هل ذلك من كان يعالجها :
-اسمعيني كويس أوي يارنيم ... هتنزلي تحت مفيش حرف عن حياتنا هيتقال لحد حتى ريماس .. فاهمة .. لو كلمه منك طلعت هقطعلك لسانك ، أنا محدش يقدر يقف قدامي فيهم ... مش هتستفادي حاجة غير البهدلة مني ،إياكِ المحك بتهزري مع أي راجل مهما كان فاهمة ... متبعديش عني وده لمصلحتك إنتي لسه مشوفتيش وش أيهم لما بيقلب على حد ، وأحسنلك ماتشوفيهوش..... مش كنتِ لبستي كده من الأول !!
قال كلماته الأخيرة ناظرا إلى ردائها برضا هكذا أفضل من سابقه ترك وجهها بغضب محيطا خصرها متجها بها إلى خارج الغرفة يقول :
-افردي وشك مش عايز أي حد يحس بأي حاجة بينا !!!
اغمضت عينيها تحبس دموعها بصمت تااام وهي لا تشعر سوي بالحيرة مع ذلك الرجل غريب
الأطوار !!!
-***-
أنهت العائلة وجبة الإفطار التزمت "رنيم" الصمت كما أمرها حاولت مجاراته لتتجنب بطشه هي لم تعد تحتمل عنفه معها ..عقلها يعمل ..ويعمل يبحث عن أسباب لأفعاله وكرهه الدائم لها ... أفاقت من شرودها على صوت "صافي" تقول بمراوغه :
-أيه يارنيم مالك ساكتة كده ليه !! إنتي لحقتي تخافي من أيهم !!
رفعت "رنيم" أنظارها إليها لتجدها تلقيها بنظرات شامتة ماكرة ..فردت عليها بحدة طفيفة
-وأنا أخاف ليه ... أنا مش عاملة حاجة غلط أخاف منها !!
ابتسمت "صافي" لها بهدوء وقالت :
-امممم متأكدة !! يعني أيهم عارف عنك كل حاجة !!
كان ينظر إليهم بصمت تام وما إن وصلت إلى تلك الجملة نظر إلى "رنيم" بحدة لمحته "رنيم" بطرف عينيها لترتبك على الفور .. فمهما كان الأمر بسيطا هو لن يتركها وشأنها لكن مااذا فعلت .. نظرت إليها تقول :
-أنا مش فاهمة تقصدي أيه !!
ابتسمت لها بنعومة ثم همهمت تقول :
-أقصد مكالمات ابن عمك ليكي ... اللي آخرهم كانت امبارح قبل فرحك بنص ساعة بالظبط .... واللي أنا فكراه إن بينا عداوة كبيرة أوي وآآآ!!
قاطعها "أيهم" يقول:
-صافي ياريت تخليكي في حالك أحسن !! رنيم مش بتخبي عني حاجة !! مش كده يارنيم !!
ثم حاوط خصرها يضغط عليه بقوه أوجعتها لكنها أومأت إليه بابتسامة صغيرة ونظرات خائفة التقطها هو بنظرات متوعدة وحدها من فهمتها ..!!
استشاطت "صافي" لما يحدث أمامها واعتبرت تلك مغازلات صريحة منه إلى غريمتها لكنها لم تُفضي جميع ما بجعبتها لتكبح غضبها قائلة بمكر :
-قوليلي يارنيم .. قعدتي قد أيه في مستشفى المجانين !!
نظرت له الأخرى بغضب ذلك الموضوع أشد حساسية لديها لاتحب أن يذكره أحد .. لا تريد أن تسمع عنه ... لا تريد تذكرهم لم تستطع تمالك نفسها لتهب واقفة تصيح :
-إنتي إزاي تدخلي في خصوصياتي كده !! إنتي مالك إنتي !!
نظرت "صافي" إلى "أيهم" الذي تابع الموضوع بصمت تام لتقول له بنظرات مستعطفة:
-أنا بسأل عشان في دكتور وصفتله حالتها اللي بتحصلها لما بتزعل وقالي أعرف تفاصيل و أبلغه ...
ثم نظرت إليها تُكمل بخبث:
-مش لما كنتي بتزعقي فيهم كانوا بيحقنوكي بإبرة عشان ترجعي لطبيعتك !!
اشتعلت "رنيم" على الفور لتقول لها :
-إنتي انسانة قذرة ..ومتربتيش و...آآآآه !!
صمتت بل صمت الجميع بعد تلك الصفعة المدوية التي تلقتها أعلى وجنتها من يده ... لقد لطمها لتوه .. انطلقت صافرة بأذنها لا تُصدق أنه صفعها أمام الجميع ... لأنها تدافع عن نفسها !!!
لم ترفع أنظارها استمعت إلى تلك الأفعى تقترب منهما تقول :
-ليه كده يا أيهم ..ربنا يسامحها مكنش لازم تضربها !!
لم يفرق حديثها ما فرق حقا كان رده حين قال بعنف :
-في طرق تانية غير الحقن بستعملها مع المجانين ....!!!
الفصل الثامن "وحيده"
ركضت الي جناحهم ودموعها تهطل بغزاره لم تعد تطيق تلك الاهانات ... هو يكرهها حسنا.. تزوجها من اجل وصيه تعلم ذلك ايضا ، لكن ليس من حقه اهانتها إن لم يتدخل "سيف" بالاسفل حائلا بينهم لكان استمر بجنونه ذلك .. تعالت شهقاتها تحتضن جسدها جالسه بالارضيه ظلت نظرات تلك الافعي المتشفيه بها تتكرر داخل عقلها وكأنها ترفض أن ترأف بحالها ...
استمعت الي خطوات عنيفه تقترب لتهب علي الفور مسرعه الي غرفه ابنائها مغلقه الباب مُوصده اياه خلفها لكنه وقف خلف الباب يطرق الباب بقوه قائلا :
-افتحي يارنيم احسنلك !!
صاحت غاضبه تتحامي بذلك الباب الذي يمنعه عنها :
-هتعمل ايه يعني اكتر من اللي عملته ... انت انسان همجي وانا مش عايزه اعيش معاك انا بكرهككككك!!
صاح بها وهو يركل الباب بعنف :
-وانا مش عايز واحده زيك تحبني !!
استشاطت من كلماته للغايه لم تتركه يقلل من شأنها اكثر من ذلك اتجهت الي الباب تفتحه بعنف ثم بادرته بلكز اياه بغضب بصدره تصرخ غاضبه بقهر ثم توالت علي صدره ضرباتها الحانقه من يديها الصغيرتين :
-انا مش مجنونه ولا رخيصه ...انتوا اللي مفتريين وهمج ممكن تعملوا اي حاجه عشان الفلوس .... مش ذنبي ان عمي وابنه نهبوني ... مش ذنبي انهم حبسوني في المستشفي دي عشان ماتكلمش ..رغم اني مكنتش هقدر اعمل ده ... مش ذنبي ان اخوك بعد ماكان بيطمني واتجوزني عشان يحميني ..اعترفلي بحبه .. انت متعرفش اي حاجه .. زيك زيهم .. محدش سمعني غير شهااب ... محدش صدقني غيره ...محدش كان بيحميني غيره !!
وقفت تلهث دموعها تتساقط احمر وجهها سقط وشاحها لتُكمل صارخه مستغله صمته :
-انت متعرفش حصلي ايه في المستشفي دي ... محدش كان معايا .... مكنش ليا حد بعد موت بابا وماما ... محدش رحمني ... انت متعرفش اي حاجه عني .... انتي ضربتني عشان رديت علي بنت عمك !! زعلك الرد بتاعي ... فاكر ان قلمك هيسكتني !! مش هسكت واي حد هيفكر يجي جنبي او جنب ولادي مش هرحمه ..... انتوا مش بشر ... انتوا شويه شياطين وانا مش هسيب حد يذلني تاااااااااني !!
نظر اليها بملامح صارمه يقول :
-برافو بس للاسف مش هصدقك زي شهاب .. انا مش طيب زيه .... انا متأكد انك لفيتي عليه زيه الحيه لحد ماتجوزك .. واخدتي كل فلوسه وهفضل شاكك فيكي ما يظهر القاتل ... عاوزه تقنعيني انك يعيني البنت الضحيه اللي اخويا وقع في حبها !!
اقترب منها يقول :
-انتي في منتهي الغباء ... انتي متعرفيش شهاب كان قريب مني ازاي !!
عادت الي الخلف رافعه سبابتها بوجهه تقول بعنف ونبره تحذيريه :
- اياك تقرب مني تاني ... تصدق او متصدقش انت ولا حاجه ... وتكذبيك ليا او تصديقك مايفرقوش معايا ... انت نفسك ماتفرقش معايا ... احنا بينا اتفاق .. ينتهي وكل واحد يروح في حاله ... ولو فكرت تمد ايدك عليا تاني سواء قدام حد او لوحدنا لاني مش بس هردلك اهانتك لا انا هوريك المجانين اللي زيي بيتصرفوا ازاي ساعتها وصدقني مش هتعرف توقفني بحقن ولا بمليون قلم !!!
ثم أكملت وعينيها تزداد توهجاً :
- اما بقي البس ايه واقلع ايه ومرات زفت الرفاعي او غيره دي متخصكش متنساش ان جوازنا اتفاق مش اكتر فاحسنلك بلاش دور سي السيد معايا .. انا هغير هدومي وانزل الشركات من النهارده .. هتيجي تبدأ في تنفيذ وصيه اخوك ... انت حر مش هتيجي يبقي احسن برضه انا مش عايزه اشوف وشك ... وعايزه مفاتيح عربيه شهاب القديمه ... !!
قالت كلماتها بتحدي سافر .. وكأنها تحولت بلحظات ليبتسم بسخريه مرددا :
-مش عايزه تشوفي وشك .. ايه مبقتيش خايفه يعني !!
اقتربت منه تنظر اليه عينيه تقول :
-مش هتعمل فيا اسوأ من اللي اتعمل .... بما انك شايفني واحده قذره ورخيصه وقاتله ..يبقي خاف علي نفسك ومتقربش مني ... وياريت متتحشرش في امور الستات تاني ... لاني المره الجايه مش بس هزعق في بنت عمك .. لا هجيبها من شعرها كمان ... وهما المجانين بيعملوا ايه غير كده !!
نظر لها بغضب يقول بتحذير :
-رنيم انتي زودتيها انااآآآ ...!!
قطعت حديثه تقول :
-انت كداب !!
نظر لها باعين متسعه لتُكمل :
-ايوه كداب ... كدبت عليا وقولت ان جوازنا مش اكتر من تنفيذ وصيه ... وانت غرضك تنتقم !! بس للاسف ياايهم هتضيع وقتك معايا ..!!! انا ..مش ممكن اقتل شهاب...اما حكايه فلوسه دي فهي حاجه تخصني انا وهو ... عاوز تعتبرني انا اللي قتلت شهاب اوك !!
ثم اتجهت الي غرفه الملابس تخرج ليتجه خلفها بقلق وجدها تتجه ناحيه ملابسه مخرجه شيئ ثم تقدمت منه مُمسكه بالسلاح الناري الخاص به ..تقول :
-امسك اضربني بالنار يلا !! لو ده هيريحك ويحسسك انك اخدت حق اخوك يلا !!
نظر لها جازا علي اسنانه يقول :
- رجعيه مكانه وماتخلنيش اعملها فعلا .. اسلوبك ده مش هيغير ...آآآ!!
قاطعته تقول وهي تفتح يده واضعه السلاح به
-وانا مش عايزه حاجه تتغير ... انا عايزه اريحك واريح نفسي ... !!
لتتساقط دموعها وتُكمل
-انت تقدر تخلص عليا من اول يوم دخلت فيه هنا ..لو كنت متأكد من كلامك ... انت بس مش لاقي حد غيري تطلع وجع فراق شهاب فيه .... رغم اني زيي زيك واكتر ..انت شهاب كان بالنسبه ليك اخ ..اب ... انا كان كل حاجه ليا .. مكنش عندي غيره ... يلا ياايهم ... اقتلني ...!!
امسك السلاح بغضب ثم اتجه الي مكانه يعيده به يقول
-اجهزي عشان نروح الشركه !!
ثم اتجه الي الخارج مُغلقا الباب خلفه بغضب وعقله لم ينفك عن التفكير .. هو اخطأ بلطمها .. لكنه خاف من تماديها هي لم تكذب ... هو يخرج وجعه بهااا كلما يراها يتذكره .. منذ امس وهو يتصرف بغرابه .. كيف له ان يصفعها امام الجميع ... الم يقل انها تخصه .. وزوجته .. ذلك يعني كرامتها تخصه وهو اهانها بيده ..... جلس اعلي الاريكه واضعا رأسه بين يديه مستعيدا بذاكرته هيئتها منذ قليل وهي تبكي وتصرخ به ... يعيد كل كلمه بتركيز شديد ... افعاله البربريه سوف تقضي علي هيبته معها ..... لقد رأي بعينيها اصرار وقوه تهدد سلطته عليها !!
انفتح الباب ليجدها ترتدي جيبه قصيره ضيقه تصل الي ركبتيها اعلاها بلوزه ورديه اللون رقيقه للغايه تجمع خصلاتها بعشوائيه لطيفه راقت له عاقده حاجبيها تتقدم من البابون ان تعيره التفاته واحده .. وقف عاقدا حاجبيه يقول :
-انتي هتنزلي بالمنظر ده !!
التفتت اليه تقول ببرود:
- انا لسه قايلالك ياريت تخليك قد اتفاقك ومتتدخلش في خصوصياتي .. ولا انت بتغير عليا !!
عقد حاجبيه يقول بغضب :
-انا اغير عليكي انتي !! ليه اتعميت !!
ابتسمت بسخريه تقول ..
-خلاص يبقي خليك في حالك ... وهات المفاتيح !!
عقد حاجبيه يقول :
-مفاتيح ايه !!
قلبت عيناها بملل وردت بتأفف :
-عربيه شهاب !!
اغمض عينيه ورد عليها :
-لا عربيه شهاب لا .. شاوري علي اي عربيه واجيبهالك !! لكن عربيه شهااب لااااا
ردت بغضب :
-يعني ايه لا ... ممنوع اخد حاجه جوزي !!
ابتسم لها يقول :
-لا طبعا مش ممنوع مفاتيح عربيتي اهي !!
عقدت حاجبيها لحظات ثم تنهدت تقول :
-خلاص مش عاوزه حاجه هتصرف !!
استني !!انتي عرفتي منين مكان سلاحي !!
صاح بها لتقف ثم لفت رأسها تقول بهدوء :
-شهاب كان بيحطه في نفس الاماكن دي !!
كادت ان تُكمل لكنه اوقفها يقول بهدوء :
-رنيم احنا رايحين نفس المكان بلاش عند واركبي معايا !!
ابتسمت من زاويه فمها تقول :
-مش احنا بس اللي رايحين نفس المكان !!
ثم اتجهت الي الخارج مُصدره صوت قوي بكعبها العالي .. لفتت انتباه سيدات القصر وخاصه تلك الافعي التي وففت عاقده حاجبيها حين وجدتها تهبط بخيلاء واضحه وكأنها لم تُهان منذ قليل لتتجه اليها بغل مقرره تذكيرها باهانتها امام الجميع لتعرف مكانتها اوقفتها تقول بسخريه :
-ايه يارنيم هو ايهم مكملش اللوحه اللي بدأها علي وشك ولا ايه !!
ارتفعت ضحكات والدتها اللعينه تساند ابنتها وتقول بسخافه :
-صافي متتامليش مع المستويات دي ياروحي !!
ارتسمت ابتسامه علي وجه رنيم واتجهت الي السيده الكبيره تقول بصوت مرتقع لتسمعها الاثنتين ..
-صحيح متتعامليش مع مستويات اعلي منك ... لاني بصراحه مش بعرف انزل للمستويات دي !!
ثم مالت علي تلك السيده الخمسينيه مُمسكه فنجان القهوه الساخن بيدها وتقول :
-بقولك ايه ياطنط ماتشربي قهوتك قبل ماتبرد .. انتي متضمنيش يمكن تعدي واحده مجنونه تحرقلك وشك بيها ولا حاجه !!
ثم وقفت تُكمل بضحكه قصيره :
-اسألي بنتك المجانين مش مضمونين ازاي !!!
اتسعت اعينها بهلع لتكتم "ريماس" ضحكتها مشيحه بوجهها لتصرخ "صافي"
-انتي بتهددينا يا همجيه انتي !!
استقامت رنيم تبتسم ببرود واتجهت الي باب القصر تقول :
-تؤ تؤ ..ليه الصوت الهمجي ده يابيبي ... لا لا ده مش اسلوب بنات القصور !!!
ثم استقامت بوقفتها حين وجدت "سيف" واقف بالجانب يتابعها بابتسامه مشجعه ... وهبط "ايهم" السلالم متجها اليها متجاهلا "صافي" التي كانت علي وشك الحديث اليه يقول :
-يلا يارنيم !!
نظرت له ثم الي سيف وقالت :
-كلامي كان واضح فوق ياايهم انا هروح مع سيف !!
كشر ملامحه بغضب وكاد ان يرد لكن صوت "سيف" اوقفه حين قال بهدوء :
-خلاص بقي ياايهم .. معايا ومعاك واحد .. انا هاخد بالي منها متقلقش !!
ثم غمز اليه متجها خلفها وهو يودع زوجنه بقبله لطيفه .. في حين تركتهم هي بلا مبالاه واضحه منها للعيان ..اتسعت اعين جميع من شهد ذلك الموقف لترفع "صافي" احدي حاجبيها تقول فور مغادرتهم !!
-ده واضح انك مش زي ما تخيلتك خاالص يارنيم هانم !!
-***-
سارت بطرقات الشركة بجانب "سيف "رمقها الموظفون بنظرات فضولية وأخرى معجبة وأخرى محتقرة لتلك الفتاة الصغيرة التي أغوت رئيسهم العاقل ليحكموا عليها مثله بلا دليل ... اتجهت إلى غرفة الإدارة لتدلف إلى غرفة "شهاب" تتفقدها ...لأول مرة ترى مكان عمله ...
كان يخفيها عن الجميع .. كانت مجرد سر من أسراره ولكنها لم تتذمر يوما اكتفت به ليصبح عالمها ... فأين هو الآن ... انهار عالمها الصغير فوق رأسها دون شعور منها ... سقطت دمعاتها بعد تلك الأفكار التي راودتها .. دارت بالغرفة الواسعة تنظر إلى أشياءه بحزن واضح .. تابعها "سيف" بصمت تام ... لاحظ حزنها الكامن ليقترب منها قائلا :
-شهاب كان عاملك دولاب هنا ومحدش كان بيقدر يجي جنبه .. حتي أنا و أيهم مكناش نعرف عنه أصلا !!
نظرت إليه بفضول ليشير برأسه ناحيته ...اتجهت حيث أشار تنظر إليه بفضول لتجد أنه مغلق بكلمة سرية التفتت له بتساؤل ..ليرفع كتفيه معبرا عن جهله بها وقال :
-معرفش هو قالي إنك عارفاها كويس أو مميزة عندك !!
عقدت حاجبيها باندهاش ..ثم نكست رأسها ترفع كتفيها هي الأخرى تقول:
-مش فاهمة.. خلاص مش مهم !!
اندهش "سيف" فهي طوال الطريق صامتة شاردة تنظر من النافذة ولم يقاطعها أقلقه وضعها ليقول:
-رنيم .. متزعليش من اللي عمله أيهم الصبح ..هو مندفع شوية خصوصا بعد موت شهاب .. بس أنا كلمته .. أنا معاكي دايما صدقيني !!
انصتت إلى حديثه بصمت تام ثم ابتسمت بسخرية تقول :
-أنا مصدقاك ياسيف ... ياريت انت كمان تصدق اللي هقوله ... أنا مبقاش يفرق معايا مين هيساعدني ومين ضدي .... ولا فارق معايا عمايل أيهم !! عارف أنا وافقت علي الوصية دي ليه !!
نظر لها بفضول ثم هز رأسه بالسلب لتقول :
-عشان ولادي ... عمر وجوان أنا معنديش استعداد يلوموني لما يكبروا إني فرطت في حقهم .... مش عايزة غير إني أطمن عليهم ياسيف ... انت متعرفش أنا خايفة عليهم قد أيه .... ولادي ملهومش ذنب في كره أخوك ليا .. أنا عارفة إن صورتي مش هتتغير في عيونكم .. عارف كنت عايزة أرجع شقة شهاب ليه !! عشان ولادي ميكبروش وسط أفكاركم عني ... مش عايزة أشوف في عيونهم نفس نظراتكم ليا ... !!
نظر لها ثم ابتسم قائلا بمرح :
-مين فهمك إننا بنكرهك .. ده أنا برتاحلك أكتر من ريماس بس إوعي تقوليلها دي بتغير عليا أوي !!
ابتسمت بهدوء ثم قالت بعملية :
-شوف هنبدأ منين لحد ما أخوك يوصل !!
قضت يومها تستمع إلى تعليمات أبناء الرفاعي بالعمل وما يقتضي أن تفعله وما عليها ألا تفعله وكيف تتعامل مع الموظفين .. تعمدت ألا ينفرد بها "أيهم" بأي مكان حيث التصقت بـ "سيف" بحجج مختلفة ليلاحظ هو ذلك لكنه فضل الصمت ومراقبة أفعالها حتى حان وقت راحة الغداء ...
غمز "أيهم" لـ "سيف" ليفهم الآخر مبتسما بهدوء وقال فجأة:
-طيب وقت الغداء وأنا رايح آكل !!
وقفت "رنيم" تقول مسرعة :
-استنى هاجي معاك !!
-لا إحنا هنطلب هنا ورانا حاجات كتير مينفعش تخرجي !!
قالها "أيهم" بعد أن عاد بظهره إلى الخلف مستندا إلى الكرسي ببرود نظرت له بغضب ثم إلى "سيف" الذي قال :
-خلاص أنا هطلبلكم من بره !!
نظرت له "رنيم" بترجي تقول:
-طيب ماتقعد تاكل معانا !!
ابتسم لها يقول :
-معلش يارنيم أصل عندي مشوار مهم وهلحقه في فترة الراحة وهاكل حاجة سريعة في العربية !!
ثم انطلق على الفور إلى الخارج مغلقا الباب خلفه ... لتجز على أسنانها حين قال ساخراً :
-تعالي اقعدي ماتتكسفيش أنا زي جوزك برضه ..!!
أجابته بحدة :
-وأنا أتكسف ليه أصلاا !!
ثم اتجهت إلى الأريكة البعيدة تجلس فوقها واضعة ساق فوق الأخرى تتفقد هاتفها ناسية أنها ترتدي جيب قصيرة بعض الشيء ارتفع إلى منتصف فخذيها البض مُظهرا جمالها بسخاء .. نهض عن كرسيه متجها إليها لتقع عينيه علي ساقيها ليرفع نظراته إليها مبتلعا رمقه يقول بعد أن جلس فوق الأريكة ذاتها :
-تحبي تاكلي أيه ولا هتثقي في ذوق سيف !!
لم ترفع أنظارها إليه بل تابعت ما تفعل وردت :
-هثق في ذوق سيف !!
استشاط من أسلوبها ليقول :
-وأنتِ تعرفي ذوقه منين عشان تثقي فيه !!
رفعت كتفيها بلا مبالاة وتابعت ما تفعل وقالت :
-معرفوش هجربه !!
ضيق عينيه بغضب لم تعامله أنثى هكذا من قبل .. كيف لها أن تفعل ذلك به ...ارتفع غضبه إلى أعلى المراحل ليرفع ذقنها إليه قائلا بغضب :
-أنتِ إزاي تعامليني كده !!
نفضت ذراعه بغضب وقالت :
-متقربش مني تاني ...أظن إنك نسيت كلام الصبح !!
نظر لها ببرود وقال :
-كل ده عشان ضربتك بالقلم !!
وقفت متجهة إلى المرحاض وهي تقول :
-لا كل ده عشان انت شخص معدوم الضمير ...كنت فاكراك هتفوق و إديتك فرصة واتنين بس عقلك مش مستوعب حاجة غير الانتقام مني !!.
دلفت إلى الحمام مغلقة إياه خلفها ، مر اليوم وهي تبتعد عنه وتتجنبه تحاول بشتى الطرق إنهاء مايكلفها به بعملية تامة ...
وفي المساء بعد أن فرغت المجموعة من الموظفين ولم يبق سواهم أنهوا الأعمال تاركين ماتبقى إلى الغد وقفت على الفور تلملم حاجياتها وكادت أن ترافق "سيف" لكنه قال بصوت صارم :
-رايحه فين ... أنتِ هتيجي معايا وكفايا أوي لحد كده أنا جايب آخري منك !!
لم تجيبه بل نظرت له باحتقار ثم خطت إلى الأمام تقول :
-هستنى مع سيف تحت لحد ماتخلص !!
تركها ثم لملم أشياءه وعقله لازال يحاول فك شفرات تلك الأنثى التي تتلاعب علي أوتار عقله ...
وصل إلى القصر بسلام طوال الطريق لم تحادثه كان متحيرا هل يفتح معها حديث أم لا .. لكن ماذا يقول ... لم يكن يبنهم أحاديث خاصة ... كما بينها وبين أخيه "سيف" ... هبطت من السيارة فور وقوفها تتجه إلى الداخل بخطوات سريعة ثم إلى جناحهم ومنها إلى غرفة الأطفال تطمئن عليهم لتنظر إليهم أثناء نومهم بابتسامة جميلة ثم مالت عليهم تقبل كلا منهم بنعومة متجهة إلى الخارج مغلقة الباب بهدوء .. ثم إلى الحمام تنعش جسدها بحمام دافئ بعد ذلك اليوم الشاق ..
وقفت وهي تستعيد بعض ذكرياتها ... كيف تركها والديها منذ أعوام .. لتبقي وحيدة بذلك العالم .. كيف افترسها عمها وابنه ونهب كلا منهما حقها ولم يكتفيا بذلك ... بل كانا يريدان التخلص منها تماما ... لم تختار يوما ... حتي "شهاب" لم تختاره ... هو من اختارها ... اعتبرها الجميع قطعة شطرنج يحركونها كيفما يشاؤون .. غير عابئين بما تريد هي !!!
جففت جسدها وخصلاتها ثم ارتدت البورنص الخاص بها لتخرج متجهة إلى غرفة الملابس .. انتقت قميص طويل وردي اللون يصل إلى كعبيها مفتوح من الجنبين من ركبتها إلى أقدامها بحمالات رفيعة ..
ارتدت مسرعة ثم اتجهت إلى أريكتها بعد أن أعدتها لتُغمض عينيها بصمت تام ... هي لمحت أنه بالغرفة يلقيها بنظرات فضولية علها تلتفت أو تتحدث لكنها لم تعيره اهتمام .. كما لم يعيرها أحد أدنى اهتمام .. هي وحيدة وستظل وحيدة فلتتمتع بالهدوء بوحدتها يكفيها صراعات إلى الآن .....
لم تكن تلك الوحدة خياري يوماَ ما لم يهبني الراحلون حق الاختيار ، إن تركتم الأمر لي لتخيرت رفقه هادئه تُعيد سلامي النفسي المسلوب رغما عني ، لكني لم اختار...
-***-
اسند ظهره العاري إلي الوسائد خلفه يحتضنها بلطف وهو يجذب الغطاء فوق جسديهما معا لتهمس له بحزن :
-رنيم صعبت عليا أوي النهارده مكنش ينفع يعمل كده فيها أبدا ..
تنهد بارهاق وهو يربت علي جسدها بلطف قائلاً بنبره هادئه :
-هي ربته طول اليوم في الشركة اصلا ، محدش عجبه اللي حصل غير الحربايه دي ...
ثم شرد بحديث أخيه معه صباحاً وهو يبتسم بهدوء ...
Flash back .....
وقف "أيهم" ينظر إلي شقيقه الغاضب الذي يطالعه بأعين تقدح بالعنف مُدافعا عن تلك البريئه التي ظلمها بعنفوانه يصيح به :
- أنا مش قادر افهم ازااااي كنت بتحبهااا محدش بيعمل كده في اللي بيحبه يااأخي ... هي ذنبها إييييه أن شهاب حبهااا بتحاسبهااا علي اييييه ؟!!!!
صرخ أخيراً ذاك الوحش بانفعال شديد وهو يركل الطاولة بقدمه بعنف ممسكاً بتلابيب قميصه بغضب :
- عاااايز تووصل لايه يااااسيف ؟!! ذنبهااا إنه لمسهااااا أنت عااارف بتحرق قد إيه من سااعه ماعرفت أنه بيحبهاااا وخدهااا ليه ؟!! عااارف النااار اللي جوايااااا شكلهااا إييييييه ؟!!!! أنا لسه بتنيل بحبهاااااا ده اللي اكتشفته من ساعه ما شوفتها تااااني مبسوط كدااااا ؟!!!!!!
لاحت تلك البسمه الخبيثه علي شفتيه لكن ما اندلعت النظرات الساخره من مقلتيه وهو يقول ببرود :
- واللي بيحب حد بيهينه مش كده ؟!! منين تقول انها تخصك وتاني يوم تضربها بالقلم قصادنااا كلنا ؟!!!
تركه وتحرك بالغرفه بجنون وهو يشعر أن أخيه تولي منصب ضميره يجلده وبشده أدمعت عينها وجلس بانهاك أعلي الأريكة وهو يقول بحزن بالغ :
-مش عارف اكرهها ياسيف ليه مش عايز تسيبني في حالي ؟! بقولك شوفت صورها معاه بعينياااا ..
زفر الآخر بغضب وهو يطالع نظرات أخيه الحزينه المرهقه بحزن ثم تقدم منه يربت علي كتفه يقول بعقلانية وهدوء:
- يابني افهم ناصف ده قذر وانا وانت عارفين ده وواضح جدا أنه عاوز يوقع بينكم هي هتتفق معاه ليه وهي كان قصادها ورث ابوها كله اللي نهبوه معقول ده الطفل مايصدقش ده ....
دس يده بخصلاته بعنف واردف بغضب :
-وهي مردتش عليها ليه وبرأت نفسها ؟!!!
اشاح "سيف" بيده بغضب واردف بانفعال :
-يابني متعصبنيش مش أنت رديت وقولتها تخليها في حالها وقفلت الكلام يخربيت صاافي وقرفهاااا ...
تطلع إليه بصمت لحظات واردف بغضب :
- اهو اللي حصل بقااا ،احسن خليها تكرهني وتبعد عني ..
زفر "سيف" وقال ببرود وصوت ورخيم :
- خلاص كرهها فيك وخليها تقول نار ناصف ولا جنه أيهم علي الاقل ده بيجري وراها حتي لو طمع مش زيك أبدا ...
ثم تركه لأفكاره السوداويه عله يعود إلي رشده وهو علي يقين أن أخيه بحاجه ماسه لبعض الوقت فقط وسوف يتغلب قلبه علي جميع أفكاره .. إنه عشق توغل بخلاياه حرمه علي حاله حين انقلبت الموازين وأحبها أخيه تنازل مُرهق مؤلم يدفع ثمنه بمفرده الآن ....
Back
أفاق من شروده علي تلك القبله اللطيفه من زوجته التي أصبحت أشد جراءه بتلك الفترة بادلها قبلتها وهو يحتضن جسدها بلطف ويديه العابثه تعزف برقه علي جسدها مما دفع الدماء لوجهها وجعلها تدس جسدها داخل أحضانه الدافئه المُلهبه ورفع يديها تحيط عنقه جيدا وهي تعبث بخصلاته بلطف بالغ تهمس له :
-روحت فيين؟! مين واخد عقلك مني ؟!!
ابتسم وهو يعيد ترتيب خصلاتها التي أشعثها بأنامله منذ لحظات وهو يهمش بصوت أجش عابث :
- اللي وخداه واحده بقيت قمر أوي في فتره الحمل .. انا حبيت الحمل خلاااص ....
عضت علي شفتيها بخجل ولم تستطع كبح تلك الابتسامه اللطيفه من علي شفتيها بل ورفعت حاجبها الأيسر مثله تجاريه بجراءه هامسه له ...
- وهو قبل الحمل مكنتش كده ؟!! أنا في حمل او منغيره قمر ..
ارتفعت ضحكاته وهو يحيطها جيدا داخل أحضانه مقبلاً شفتيها بقوه وحماس لحظات مرت وهي تستلم لذاك الشعور اللطيف باحضانه إلي أن قطع قبلته لاهثا يهمس له قبل أن يسحبها لدوامه من مشاعره المفرطه تجاه تلك الجميله :
- حصلللل وانا شاهد ... بموت فيكِ ياريماس ...
رفعت أناملها تحيط عنقه وهي تعبث باصابعها النحيله بخصلاته هامسه له وهي تحدق بمقلتيه بعشق :
- وانا بعشقك ياقلب ريماس ....
-***-
استمرت الأيام هكذا تتجنب الجميع تضع كل من يحادثها بكلمة مُهينة عند حده استخدمت أسلوب السخرية اللاذعة معهم وهو أولهم ... اكتفت بأبنائها وعملها طوال اليوم تتجنبه تجيبه بأحاديث مقتضبة تخشي جميع من حولها .. ابتعدت حتى عن "ريماس" ..تتناول طعامها بعيدا عنهم بفترة الراحة ... تجلس صامتة إذا انتقل حديثهم من العمل لأحاديث جانبية .. اندهش "سيف" محاولا عدة مرات معها لكنه كانت تجيبه بابتسامة هادئة صامتة ....
إلى أن جاء ذلك اليوم حيث وقفت أمام خزانتها التي خصصها لها "شهاب" وهي تبتسم مُستغلة غياب "سيف" و"أيهم"عن المكان .. حيث تذكرت كلمة السر ...عيد مولد أمها التاريخ الأحب إلى قلبها كم تفتقدها ....
فتحت الخزانة وياليتها لم تفتح .... بدأت تقلب الصور بابتسامة هادئة لقد جمع لها العديد من الصور هنا بمراحل عمرية مختلفة .... عقدت حاجبيها حين وجدت ذلك العُقد الذي انتزعه
عمها من رقبتها ... فهو يخص أمها ... كيف وصل إلى هنا !!! نظرت إلى الورقة بجانبه ثم التقطتها باندهاش لتجد خط يد "شهاب" ... كاتبا أنه استرده بأمواله من أجلها وكان سوف يهاديها به بعيد مولدها .. ابتسمت بحزن ... ظلت تنتقل بين الارفف طالما حكي لها "شهاب" كم يعشقها منذ زمن لكنها لم تتوقع ذلك .. أغلقت الخزانة بحزن ودموعها تهبط بصمت ..... تبكي بقهر لما وصلت إليه ... تعاني وحدها ... تدافع عن نفسها أمام الجميع وهي ضحيتهم جميعا ......
الفصل التاسع "هُدنه "
جلس بمكتب "سيف" يتناقش معه بإحدى الصفقات لكن عقله أصبح معها تماما .. لاحظ تغيرها الواضح مع الجميع ابتعادها عنه عن عمد ... أسلوبها بملابسها لم يتغير ... وكأنها لا تخشاه ... أصرت على خروج عربية "شهاب" ليأتي لها بالجديدة فلم تلمسها .. تذهب وتعود سواء معه أو مع "سيف" ... هي لاتبالي ... لقد مل ذلك الوضع معها ..أفاق على طرقة أصابع أخيه أمام عينيه وهو يقول:
-أيه ياعم أيهم روحت مني فين !!
نظر له لحظات ثم إلى ساعته يقول :
-هي رنيم مجاتش ليه لحد دلوقت !!
عقد "سيف" حاجبيه يقول :
-فعلا كان المفروض ترجعلنا من بدري .. هقوم أشوفها !!
وقف "أيهم" على الفور يقول :
-لا خليك انت أنا كده كده همر على الأقسام !!.
ثم أسرع بخطواته من أمامه ليبتسم "سيف" مكملا مايفعل وهو يتنهد متمتماً بضحكه قصيره :
-قال هيمر علي الأقسام قال !! ياريت اللي في بالي يحصل ....!!
طرق الباب ثم دلف بعد أن استمع إلى صوتها ..فتح الباب ثم دلف إليها ليجدها تمضي بعض الأوراق تقف أمامها تلك الفتاة التي تدير أعمالها بصمت تام ..لم تكلف نفسها بالنظر إليه بل أغلقت الملف تعطيه للفتاة قائلة :
-روحي إنتي وماتنسيش تجيبلي النسخة أتأكد منها بنفسي قبل ماسيف ياخدها !!
أومأت الفتاة ثم استلمت الملف متجهة إلى عملها .. وقف يحدق بها بصمت .. بدت له كسيدة أعمال محنكة لم يتوقع أنها سوف تكون بهذه المهارة... وقف منتظرا منها أن تلتفت أو تتحدث لكنها لم تفعل .. ظلت تحدق بالأوراق أمامها تأملها برماديتيه بذلك الرداء الرقيق حيث ارتدت فستان رمادي اللون يصل إلى ركبتيها يرسم تفاصيل جسدها الفاتن المُغري ببراعة بحمالات عريضة يُظهر رقبتها المرمرية إلى عضمتي الترقوة برقة بالغة .. لملمت خصلاتها على شكل كعكةرقيقة لتتحرر بعض خصلاتها ساقطة على جانب وجهها .. أفاق على كلماتها العملية تقول :
-أنا دقايق وهكون في أوضة سيف .. لو جاي عشان كده !!
حدق بها ببلاهة .. هل أتى إليها لذلك فقط .. هاهي أعطته إجابته وتنتظر خروجه ... ليقول بهدوء:
-تحبي أساعدك في الورق ده !!
رفعت أنظارها عن الأوراق ثم قالت ببرود:
-آه عايز تراجع ورايا .. معنديش مشاكل تعالى شوفه أنا كده كده لسه في فترة تدريبي !!!
سار نحوها بخطوات صارمة ثم استند إلى المكتب بإحدى يديه يطل عليها بهيئته المهيبة قائلا :
-أنا قولت مساعدة مش مراجعة !! أنا لو مش واثق في شغلك مكنتش سيبتك على الكرسي ده !!
هبت واقفة غير مبالية بالمسافة التي أصبحت إنشات بينهم تقول بغضب :
-انت متقدرش تقومني من هنا ده مش بمزاجك ..انت بتدربني مش أكتر !!
زمجر بها قائلا بعد أن تعالت أنفاسه من فرط كتمان غضبه منها وقال هادراً بعنف :
-افتكري إني لو قولت إنك متنفعيش يبقى هتقعدي معايا أكتر !!
ابتسمت بسخرية تقول :
-لا انت مش هتقول كده .. انت مستني اليوم اللي تخلص فيه مني بفارغ الصبر...!!
نظر إليها بصمت تام .. لكنها غير محقة .. لم تعد لديه رغبة التخلص منها .... بل أصبح الأمر على النقيض تماما معها... فصمتها الدائم يشعره بالندم على أفعاله البربرية معها لم ير ابتسامتها منذ ذلك اليوم .. سوى الوقت الذي تجلسه مع طفليها .. ليسترق النظرات إليها كالسارق تماما ... لانت نظراته تجاهها لا شعوريا منه هبط برماديتيه يمسح تفاصيل جسدها بتأني تام لاحظت هي نظراته لتعود إلى الخلف جالسه فوق كرسيها تقول بتوتر طفيف :
-كلها شهر ونص وهترتاح تماما مني !!
تنهد ثم قال بعد أن جلس نصف جلسة أعلى مكتبها ولم يحيد بنظراته عنها يقول بهدوء :
-رنيم أيه رأيك في هُدنة بينا !!
عقدت حاجبيها تنظر بعدم فهم ليميل عليها مُمسكا كرسيها جاذبا إياه إليه لتصبح علي مقربة منه أنفاسه الحاره تلفح بشرتها الحلبيبة يقول بهدوء :
-يعني بعد نص ساعة بالظبط اليوم هينتهي .. نتعشي سوا النهارده !!
رفعت إحدى حاجبيها تقول ببرود :
-وده أمر !!
اقترب أكثر منها هامسا لها:
-لا ده عرض بس غير قابل للرفض !!
أشاحت بوجهها عنه تعيد رأسها للخلف تقول :
-ده مفهومك عن الهُدنة !!! علي العموم أنا هرفض فعلا .. أنا مابصدق أروح لولادي آخر اليوم يعني مش فاضية للكلام الفارغ ده !!
رفع إصبعه مُمسكا ذقنها يقول:
-يبقي جهزي الولاد معاكي !!
ثم استقام بوقفته يقول :
-لو خلصتي ورقك يلا عشان سيف مستنينا من بدري !!
أغلقت الملف أمامها ثم لملمت أشيائها تتجه معه إلى الخارج ...انتهى اجتماعهم الصغير بوقت قياسي ..لاحظ "سيف" به نظرات "أيهم" الدائمة لها .. ورغم رزانته بالأمور إلا أنه لم يكف عن مديح صنيعها بالأيام السالفة ..... شعرت "رنيم" بالراحة بعض الشيء لكنها فضلت الصمت فلم يبدُ على ملامحها أي تأثر بأقواله أو أفعاله ..استقلت السيارة بجانبه بهدوء تام كعادتها معه .. ليقول كاسرا حاجز الصمت :
-تحبي تختاري المكان !!
نظرت إليه لحظات ثم قالت بسخرية:
-تعرف إن دي أول مرة تسألني أحب أيه !! عادي اختاره انت ...!!
لم يُعلق علي حديثها لكنه قال :
-هتجيبي الولاد آخر كلام.. مش هتسيبهم لسالي المربية !!
نظرت تجاه النافذة تقول ..
-الجو بدأ يبرد .. شكلي هسيبهم .. عمر بيتعب بسرعة !!
أوقف السيارة داخل القصر لتترجل منها وهو خلفها .. صعدت إلى الأعلى وما هي إلا ساعة وكانت أنهت زينتها الهادئة حيث ارتدت فستان كُحلي اللون بأكمام تصل إلى ما بعد كوعيها بعدة سنتيمترات طويل يغطي جسدها كاشفا عن انحناءات جسدها الفاتنة ثم ارتدت حذاء ذهبي اللون ذي كعب عالي واضعة القليل من مساحيق التجميل لتغطي إرهاقها وشحوب وجهها ..
كان قد ترك لها غرفة الملابس وقف أمام المرآه يتأمل ذلك القميص الأسود الضيق حيث أبرز عضلات جسده فاتحا أول أزراره ثم صفف خصلاته الحريرية لينهي تجهيزاته بعطره المُميز الذي وصل إلى أنفها فور أن فتحت الباب الذي يفصل بينهما ...
استدار لها وهو يرتدي سترته الرمادية ليتوقف عن الحركة مُفصلا إياها بنظراته الجرئية .. أقلقها حضوره الطاغي هكذا وقلقت أكثر حين اقترب منها مُزيحا خصلاتها خلف أذنها مقتربا بشفتيه يهمس بأذنها قائلا:
-إنتي إزاي حلوة كده !!
اضطربت أنفاسها من فعلته لتعض على شفتيها بتوتر واضح شعرت بأنفاسه تهبط إلى رقبتها .. اقشعر بدنها مما يفعله لترتد إلى الخلف مسرعة تقول :
-مش يلا !! اتأخرنا !!!
ابتسم لها رافعا ذراعه لها لتتأبطه باندهاش واضح من معاملته الغريبة لها ... ماذا يريد منها ... ظل عقلها يعمل ويدور... إلى أن وصلا إلى ذلك المطعم الراقي .. اتجهت معه إلى الداخل فاجأها باحتضان ذراعه لخصرها عابثا بهاتفه وكأنه لم يفعل شيء وصلا إلى طاولتهم والتي كانت بعيدة عن الأنظار تماماً وكأنه يتعمد الاختلاء بها حتي إن كان مكان عام ...
جذب الكرسي لها لتجلس وجلس هو بعدها لاحظت الترحيب الزائد به .. جلست صامتة تنظر إلى العازفين والثنائيات الراقصة بصمت من الواضح أن هذا المكان لعلية القوم .. شهقت حين وجدته يُمسك إصبعها الذي يحتوي على دبلته قائلا :
-تصدقي أول مرة آخد بالي من الدبل ..مكنتش بركز معاها أبدا !!!
نظرت له بسخرية تقول :
-وأيه خلاك تركز !! إوعى تقول إني عرفت أوقعك زي ماوقعت شهاب !!
ابتسم لها ببرود يقول :
-أيهم الرفاعي محدش بيعرف يوقعه !!
أجابته بنفس البرود :
-وانت مين أصلا طلب يوقعك ...!!!
عاد إلى الخلف ضاحكا يقول :
- أوووه كتييير !! بس أنا شخص مزاجي أوي !!!
أشاحت بنظراتها عنه تقول ..
-آه أنا عارفة ده!!
-أنا مش بكرهك !! مش هكدب عليكي أنا كنت قلقان منك ومن وجودك .. بس بعد الفترة اللي فاتت غيرت رأيي جداا !!
قال كلماته متنهدا لتعود بأنظارها نحوهه تقول :
-وأيه حصل في الفترة اللي فاتت بقى !!
ابتسم مُجيبا إياها:
-حاجات كتير .. أولهم إني اتعلقت بعمر وجوان وبقيت حاسس إنهم أكتر من ولادي ... عرفت عنك حاجات كتير مكنتش أعرفها ...و آخرهم إنتي !! أنا مقصدتش اأذيكي أبدا يارنيم .. مقصدتش أهينك و أحولك بالشكل ده !!
ردت باندهاش :
-تحولني !!!
زفر بغضب :
-أيوه أحولك ... وش البرود و الأسلوب اللي بتتعاملي بيه معايا ومع الكل ... وأنك قافلة على نفسك بسببي .. كل ده مش تحول !! متنكريش إنك اتغيرتي !! صدقيني أنا حاليا مش عايز غير راحتك !!
تنهدت وقالت :
-عايز أيه يا أيهم ... عايز توصل لأيه بالظبط !! أنا مش هتنازآآآ!!!
-أنا مش عايزك تتنازلي يارنيم بالعكس !! بصي أنا راجل دوغري مبعرفش اللف والدوران .. أنا مش هطلقك بعد ماتخلص فتره الوصية .. يعني من الآخر اعتبري اتفاقنا ملغي !!
اتسعت عيناها تقف بغضب تقول:
-أييييييييه !!!!!!
الفصل العاشر " شَرِسه"
وقف هو الآخر بعد أن لفتت أنظار بعض الجالسين بوقفتها الغاضبة ثم باغتها بإمساك يدها محتضنا إياها يلف ذراعه الآخر حول خصرها جاذبا إياها إلى ساحة الرقص التي كانت على مقربة منهم ... لم تعارضه بل صمتت حين وجدت الأعين عليهم .. لتنظر إليه تقول بصدمه :
-قولي إنك كنت بتهزر من شوية !!
عقد حاجبيه ينظر لها بابتسامة باردة يقول :
-لا بتكلم جد !!
عقدت هي الأخرى حاجبيها تقول :
-ده لا يمكن يحصل .. أنا بعد الأيام عشان أخلص منك !!
نظر لها بغضب ثم زمجر قائلاً :
-للأسف مش هيحصل يامدام !!
اتسعت عيناها تقول:
-أنا مش مصدقة إنك كنت بتخدعني !! انت إنسان كداب !! بس عادي هرفع عليك قضيه خلع !! مش هعيش معاك لحظة واحدة عن المدة اللي بينا !! وبعدين مش خايف على نفسك من واحدة مجنونة زيي !!
ابتسم لها يقول ببرود :
-اهو للسبب ده بالتحديد مش هينفع ترفعي قضايا !!
عقدت حاجبيها تقول بعدم استيعاب :
-سبب أيه !!
تنهد وهو يتمايل معها بهدوء على النغمات الهادئة يقول :
-رنيم ... أنا أول ما عرفتك كنت بحاول أجمع كل حاجة عنك قبل جوازك من شهلب .. وفي حاجات جت لحد عندي من غير ما أدور عليها .. زي الشهادة اللي من المستشفى !!
تسمرت بمكانها ثم أنزلت يديها عن كتفه ومن بين يده تنظر إليه بصدمة واضحة:
-ليه كل مابقول إنك اتغيرت بتعمل كده !! انت بتهددني !! هتقول إني مجنونة عشان ما أطلقش منك !!
هز رأسه بالسلب يقول مسرعاً بتوتر من طريقه تفكيرها :
-رنيم افهميني أنا لو عايز أستغلها كنت استغليتها من ساعة الوصية !! أنا قولتلك مش عايز منك غير هُدنة ... بس إنتي بتصعبي كل الطرق عليا .... متفكريش في نفسك بس ... إنتي مش شايفة عمر وجوان متعلقين بيا إزاي !! أنا من حقي فرصة !!
جزت على أسنانها تقول:
-وأنا معنديش فرص لحد....!!
ثم التفتت وكادت أن تغادر ليقول:
-رنيم أنا عارف إني أذيتك .. بس أنا معملتش أي حاجة من اليوم ده .. مقربتش منك وسايبلك كامل حريتك ... فرصة واحدة بس هي اللي هتصلح كل اللي بينا !!
التفتت له بغضب تصيح :
-والله !!!
وأنا محدش إداني فرصة ليييييه !!
بدأت العيون ترتكز عليهم لتُكمل بغضب و أنفاس لاهثة:
-مدتنيش الفرصة دي ليييييه !! أنا كنت محتاجة مساعدتك وبدل ماتمد إيدك عشان أمسكها و أقف .. كسرتلي إيدي يا أيهم !! انت رغم كل اللي جمعته عني متعرفش أي حااجة عني !!! ولا حاجة صح !!
ثم اقتربت منه تهمس ودموعها تتساقط:
-أنا كنت فكراك اتغيرت ... انت اتحولت معايا 180 درجة من غير سبب ... ماسبتليش فرصة أوضحلك حاجة... أنا بالنسبةلك المجنونة اللي لعبت على أخوك ...!! مسألتش نفسك قبل كده ...إزاي واحدة مجنونة زي مابتقول هترسم وتخطط عشان توقع أخوك ... !!!! بلاش دي ... هو أخوك طفل صغير عشان يشوفني يقوم يجري يمسك في فستاني ويتجوزني !! أنا مش ممكن أكمل معاك يا أيهم !! مش ممكن !!
كادت أن تُغادر لكنه أمسك يدها يقول:
-وأنا مش هضغط عليكي أكتر من كده يارنيم ... بس هنكمل السهرة دي عادي ... مش عايز نهايتها تبقي كده بينا !!
نظرت له لحظات ليحيط خصرها عائدا بها إلى طاولتهم تحت نظرات الجميع المندهشة ... جلست تحدق بالفراغ ولم تمد يدها إلى ذلك العشاء الفاخر ..عقلها يدور ويعمل بقلق وريبة من أفعاله .. وكلماته ..... أجبرها على تناول لقيمات من الطعام ثم أنهت السهرة متعللة بذلك الصداع الذي كاد يفتك برأسها ليلبي رغبتها بالرحيل عائدا بها بصمت إلى القصر ... برحلة هادئة تماما هادئة لدرجة أنها جلبت إليها النعاس .......
أوقف السيارة بهدوء منتظرا اندفاعها منها كعادتها معه لكنه وجد جسدها ساكن تماما ... فقط أنفاسها الهادئة هي ما طمأنته أنها لم يصبها مكروه اعتدل قليلا ليجدها مُغمضة عينيها بهدوء تام ليبتسم لفعلتها... هل هذه من كانت تعاركه منذ قليل لما لا تظل هكذا دوماً !!!
ترجل من السيارة ليفتح بابها حاملا إياها بحذر تام حتى لا يوقظها احتضنها برفق يرتقي درجات السلم بحذر ولم تهبط عيناه عنها ..غافلا تماما عن تلك التي أكلتهم بنيران عينيها ... دلفت إلى الداخل تصيح بغل :
-شايفه هو ده اللي مش طايقها .. سهرة وشايلها ونايمة في حضنه .... واضح أوي الكره بينهم !!
ابتسمت أمها بهدوء تقول:
-جرى أيه ياصافي .. إنتي مشوفتيش بنفسك لما بعتناله رسالة صغيرة في صباحيتهم عمل فيها أيه قدامنا .. يعني مش بيثق ولا هيثق فيها ...!!
ارتفعت ضحكات الأخرى بسخرية تردف بغضب ..
-بلاش كلام فارغ ... دي بقالها ٤ شهور مبهدلانا كلنا وقدام عينيه وسايبهااااا .... !!
وضعت الأم يدها حول أكتاف ابنتها تقول:
-سهله ياروحي .. بس كله بالهدوء مفيش حاجة هتتحل بعصبيتك.... أنا لو بس ألاقي أي حاجة وراها .. صدقيني هطردهالك من هنا بفضيحة كمااان !!
نفضت يد أمها بغضب تقول:
-وأنا بقى مش هستناكي تدوري وتلاقي ... أنا هتصرف بنفسي !!!
وضعها أعلى الفراش بهدوء تام نازعا دبوس شعرها برفق ... حتى لا يؤذيها تركها علها تفيق ..واتجه إلى الحمام ليهديء نيران جسده بحمام مُنعش ...ثم ألقى عليها نظرة وهو يتجه إلى غرفة الملابس ..ارتدى بنطاله وابتسم بخبث جاذبا قطعة وردية تخصها وخطى إلى الفراش بهدوء حاول إصدار أصوات ليجدها بالفعل مستغرقة تماما بنومها ...
جلس بجانبها بهدوء مقبلا جبينها متأملا ملامحها لم يستغرق الأمر دقائق ... إذ نزع عنها فستانها ثم ألبسها تلك القطعة الوردية بعد أن أطفأ الأنوار فهو لم يعد يضمن نفسه أمام فتنتها ... أنهى مايفعله ثم ألقى الفستان أرضا بجانبها وصعد فوق الفراش يحتضنها من خصرها .. مشددا عليها بين أحضانه ناظرا إلى ملامحها بابتسامة شاردة يهمس لها :
-كنت هتجنن لو كان طلع بينكم حاجة ! ... بس المرة دي مش هسيبك تبعدي ولا هظلمك تاني !!
ثم لانت ملامحه تدريجيا وهو يدفن وجهه بخصلاتها الناعمه غارقا بنوم هادئ بأحضانها الدافئة ...
-***-
أفاقت على تلك اللمسات فوق بشرتها كادت أن تذهب بالنوم ثانية لكن لحظة، لما تشعر أنها مُقيدة تلك ليست لمسات بل قبلاااات !!
فتحت عينيها باتساع مذهولة، لتجده يطل عليها وهو عاري الصدر كعادته لكن المُرعب أنه يهبط إلى شفتيها الآن حاولت الحركة لكنه كان يربطهاااا .. هل يقيدها ذلك المجنون ؟؟؟؟!!!! اتسعت عيناها تصيح بغضب وهو تتلوي بجسدها :
-انت اتجنننت مكتفني يا أيهم ... فاكر إني كده هعمل اللي انت عاوزه !!
لم يعبأ بصياحها ليبتسم لها قائلا وهو يداعب بأنامله طرف أنفها بلطف :
-صباح الخير بتاعتك هتلم علينا القصر ولا أيه !!
كادت أن تجيبه عاقدة حاجبيها بغضب لكنه وضع إصبعه أعلى فمها ويده تداعب خصلاتها برقة هامساً لها :
-وطي صوتك الولاد نايمين ... ده غير إني مش مكتفك عشان كده ... إوعديني انك هتقعدي تسمعيني بعقل وأنا أفكك !!
صاحت بغضب وأنفاسها تتهدج من فرط اشتعال جسدها من ذلك القُرب المُهلك :
-ده أنا هخربيتك ..... وهما المجانين اللي زيي بيسمعوا حد بعقل !!
احتضن خصرها يرفعها إليه بابتسامة خبيثه تُزين ثغره الحاد :
- أهي طولة لسانك دي مش هتخليني أفكك أبدااا .... ده غير إنك أعقل واحدة قابلتها في حياتي !!
شهقت من فعلته لتصيح بغضب :
-انت اتجننت ... جرالك أيه ... !!
اشتعلت وجنتيها من ذلك القرب المُهلك ... لتقع نظراتها علي ذلك الفستان الذي كانت ترتديه أمس لتضيق عينيها تنظر إليه باندهاش .. ثم إلى نفسهاا .. كيف نزعته .. لتتسع عيناها تهمس بصدمه :
-يانهارك أسوود ... انت هببت أيه !!
نظر إلى ماتنظر إليه .. ليبتسم بمكر قائلا:
-هببت أيه !! في واحدة تقول لجوزها كده !! أنا عملت اللي أي راجل مكاني كان هيعمله !!
اتسعت عيناها أكثر وهو تبتلع رمقها بتوتر تتساءل بقلق :
-يعني أيه ؟؟!!
قربها إليه أكثر يهمس:
-يعني واحد متجوز واحدة زي القمر نامت بهدومها ... هيعمل أيه !!!
ابتلعت ريقها لتدمع عيناها تهمس :
-عملت أيه يا أيهم !!
حين أصبحت هكذا على وشك البكاء ضحك بصوت مرتفع يقول :
-أيه ياقلبي إنتي دماغك راحت فين ... متخافيش أنا غيرتلك بس .. وكنت طافي النور ... يعني مشوفتش حاجة !!
تنهدت مُغمضة عينيها لتفتحهما على وسعهما حين همس لها :
-بس لمست !!
صاحت به بغضب وهي تعقد حاجبيها :
-انت وقح وسااافل !!
عقد حاجبيه ضاغطا جسدها بقوة داخل أحضانه يقول :
-ده بدل ماتشكريني !!
نظرت له باندهاش :
-أشكرك !! بقولك أيه فكني وخلصني وابعد عني كده ... إوعي !!!
جذبها إليه أكثر ثم باغتها بوضعها فوق الفراش واعتلاها بجسده مُباغتا إياها بالتهام شفتيها حاولت التملص من بين يديه تتحرك بجسدها لكنه رفع يده مثبتا وجهها ويده الأخرى تداعب خصرها اتسعت عينيها بهلع من أفعاله ليقطع قبلته موزعا قبلاته أعلى قسمات وجهها هدأت حركتها تحاول استيعاب ما يحدث ... لتهمس بقلق وهي تشعر بتلك الحراره تكاد تحرقها :
-أيهم كفايه ..!!
همس لها بدفئ بجانب أذنها :
-إديني فرصة واحدة يارنيم ... لو وعدتيني بيها أوعدك هفكك ... !!
وكف عن أفعاله مُعتدلا فوق الفراش جاذبا إياها إليه يتساءل بجدية:
-توعديني ؟؟!! إنتي مش خسرانة حاجة.. وأنا مش هسيبك أبداااا !!! ريحيني وريحي نفسك
نظرت إليه عاقدة حاجبيها تقول :
-ومين فهمك إن راحتي معاك !!
وزع نظراته على وجهها لتقف عند شفتيها المنتفختين أثر قبلاته واضحا عليها للغايه بل ومشجعه للتمادي، وهو علي يقين أنه إن تماي وهي هادئه هكذا ن ترفضه لكنه لا يريدها بتلك الطريقه ليبلل شفتيه هامسا :
-رنيم وافقي عشان مش ضامن نفسي أكتر من كده ... خليني أتنيل أفكك و أمشي !!
نظرت له باندهاش لتبتسم بخبث ثم اقتربت أمام شفتيه تهمس :
-مش ضامن أيه بالظبط !!
ابتلع رمقه يميل برأسه مقتربا منها يقول :
-رنيم إنتي متعرفيش أنا عانيت قد أيه منك الفترة اللي فاتت.... فمتختبريش صبري أكتر من كده ... عشان مانندمش !!
نظرت إليه بهدوء ثم قالت وهو تُقصي جسدها عنه عائده للخلف برأسها :
-أوعدك !!
همس لها وهو على وضعه :
-بأيه !!
أشاحت برأسها تقول :
-إني هديك فرصة فكني بقى زهقت !!!!!
ابتسم يقول بمكر ..
- أفكك كده بدون مُقابل !!
عقدت حاجبيها ليبدأ بحل وثاقها على الفور تجنبا لثورتها ومازال يحبسها داخل أحضانه لتدفعه بقوة تقف على الفور متجهة إلى المرحاض بخطوات مسرعة... ليتمتم وهو يتفرسها بنظراته قائلا :
-شرسة أوي ... بس قمر!!!
أغلقت الباب بعنف وهي تتوعد بعقلها قائلة بغضب وشراسه :
-والله لاطلع عليك القديم والجديد يا أيهم !!!!