حبيبى رجل استثنائى
للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد
الحاديه عشر والثانية عشرة والثالثة عشره والرابعة عشرة والخامسة عشرة
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
جلس كلا من فهد وغزل على مائدة الافطار سويا وساد الصمت لكن ابتسامة غزل لم تغيب
إن عقل غزل المحدود لما نطقه فهد كان لمشكله خاصه به , ظلت تتعامل بسلاسه وكأنه لم يخبرها شئ تحافظ
بشدة على مشاعره وتزيد شعورها بالتبنى إليه ...
قدمت اليه طبق الفول وهى تهتف :
_ هيعجبك,, أنا بعمله بطريقه حلوه
ظلت عينيه مرتكزه على رحابتها فى التعامل معه بعد ما هدر لها به ,بينما هى لم تبالى بشئ
وإن كان لا يمسها فيكفى أنه معها إن عجزه لا يمثل لها شئ فهى عشقت روحه لا أى شئ اخر
زم فهد شفتاه من رحابتها الذى يبدوا له جنون أى امرأه تقبل بما عرض سوى امرأه مجنونه
او عاشقه الى حد الجنون فضل ان يفكر فى الاولى لان الثانيه تؤلمه رفع يده الى شعره
فاقدا شهيته تماما ترك ما امامه ونهض من على الطاوله التى اصبحت سجنا له الان ,,
تبعته غزل بعينيها فى تحزن ولكن قلبها الذى يعطيه الاف الاعذار والذى اقسم ان يسعده
حتى اخر نبضه ,, جعلها تناديه :
_ تيجى نتفرج على فيلم ,,
توقف على اثرندئها دون ان يديرلها وجهه, ولوى فمهه بابتسامه ساخره تبعها بالقول بــ:
_ هى حصلت (قالها بخفوت ),,لأ انا محتاج انام
غادر فهد المكان تاركا الخيبه تعلو وجه غزل , لملمت الاطباق بأسف وعزمت على الاهتمام
بالمنزل ,كم تمنت بهذا المكان الذى يجمعها بفهد وان تحييه هى بمشاعر الحب لكن يبدوا
ان حظها العاثر لم يغادرها بعد ,,
دخلت الى المطبخ لتعد طعام الغداء فهذا ما يشغلها الان أن تهتم لأمره وتراعى شئونه
وإحتياجاته ,,
على الطرف الاخر
امسك فهد بسيجاره التى لم يتناولها بعد اشعلها وصار ينفث بها نيرانه ويوليها دخانه ,,
اصبحت غزل تشكل له مشكله حقيقيه بل أكبر مشكلاته ,,,
بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد
___________________:
فى الملهى
عاد سلطان الى غرفته والتى بها الأن " توبا وقف على الباب يحاول تنظيم أنفاسه
مهما طرء عليه من اضطراب عليه أن يكون أمامها هادى ,, فتح الباب وبحث بعينه
عنها لمح من ظهرها الذى توليه إليه التوتر ذلك من قبضتها الى تجاور فمها
وقدمها التى تهتز بسرعه ,,
رسم ابتسامته الناعمه و نادها :
_ تــوبــه
انتبهت سريعا وهرولت باتجاه فى تلهف وقلق سائله :
_ عملت ايه ؟!
اجابها بهدوء وإبتسامه :
_ ما تقلقيش يا حببتى أنا اتصرفت
قلبت عينيها به دون تصديق ليهدر هو بعدما التقطت شعورها بعدم التصديق :
_ سيبك من الموضوع دا وخلينا فى موضوعنا ..
انتابها الدهشه ,وهتفت وهى تضم حاجبيها :
_ موضوعنا ؟؟؟؟
حاوط كتفها بيده وهو يحاول تنويمها مغناطسيا لعل ذلك يلين رأسها الصلب :
_ اه موضوعنا ما آنش الاوان بقى عشان نقى مع بعض ..
دفعت يده بصرامه قائله :
_ نبقى مع بعض ازاى؟
زم شفاه بغضب وهدر متذمرا من جهلها :
_ ما تبقيش غبيه بقى ...عايز نبقى مع بعض
اتسعت عيناه لوقاحته وهتفت بحده :
_ إنت باين عليك عينك ضيقه مش عارف تفرق بين بنات الناس المحترمين وبين الاشكال اللى تعرفها
أنهت كلماتها وبدئت بتجاوزه ,, ليمسك هو ساعدها المرمى خلفها فى عنف ليوقفها قائلا :
_ مين قالك انى اعرف اشكال ؟
دفعت يده بحده وهى تهدر :
_ سيب إيدى يا حيوان
صر على اسنانه من إهانتها ولم يفك قيدها بعد ومن بعدها دفعها نحو الفراش دون ان ينطق كلمه
لتهدر هى بغضب :
_ انتوا عصابه بقى انا هبلغ عنكوا البوليس
هتف مجيبا دون اكتراث :
_ انتى مش هطلعى من هنا اصلا ,, فكرى فى اللى قولته وخليه بمزاجك أحسن ما يبقى غصب عنك
نهضت مكانها تعارضه بغضب :
_ لى ما فيش حكومه مافيش أمن مافيش قانون
ضيق عينه وبصوت كالرعد دوى فى أذنها :
_ إنتى هنا فى جمهوريتى... فى أمنى ...فى حكومتى.... فى قانونى
حاولت المرور من جواره لتصل للباب القريب هادره بتعصب :
_ أنا سيباه جمهوريتك دى
لكنه توقف فى وجهها هادرا محذرا :
_ لو سيبتك تخرجى من الباب دا مش هتبقى ليا بس إنتى هتبقى للكل
استمرت على عنادها تاركه له الغرفه وهى تتمت بتعصب وإنفعال :
_ إيه الجنان دا بتهددنى بإيه انت ,انا هسيبلك الشغل واحد حقير وحيوان و,,,
وقبل انت تتعدى الخطوتان ...
قطم كلماتها بيده التى حاوطت خصرها من الخلف وبيده الاخرى قبض على فكها بعنف
ظهر على وجهها علامات التالم ولكنها لم تبالى .
صر على اسنانه هو يدلى بجملته التحذيريه :
_ انتى دخلتى عش الدبابير ما فيش منه خروج ,,
طرقات الباب قاطعته ليهتف بتعصب :
_ ادخل
مازالت قبضته تؤلم فكها وتعتصره بقوة وعلت آهاتها رغم عنها ومحاولات الفكاك عن يده بائت بالفشل
دخل جاسر والذى وزع نظره بينه وبين توبا ودون أن يبالى بشئ هتف :
_ العربية جاهزه بره
هتف سلطان بثبات :
_ روح وأنا هحصلك ,,
خرج جاسر ببطء وهو يدحج الامر برمته دون تاثر , ليتركها سلطان متجها نحو مكتبه مالت بجذعها تتالم
وهو يفتح درج مكتبه وأخرج ملفا ورقيا به صورتها الشخصيه وهويتها
لمحت بين يده أوراقها الخاصه فالتمعت عينيها وهى تسأله :
_ واخد دول لى ...
لم يجيبها وتحرك باتجاه الباب قائلا بصرامه :
_ فكرى على ما أرجعلك ,,
خرج تاركا لها الامر والجنون ,,
___________________________________
فى شقة سجى ,,
استلقت سجى أعلى فراشها ويدها تعتلى الهاتف بإبتسامه صغيره تحاكى حبيبها على الطرف الاخر
بهمس
انس :
_ هااا يا حببتى ,,عجبك البيت بتاعك
هتفت بفم فارغ مستنكره :
_ هاا ,,بتاعى
اجابها فى لهفه :
_ لو مش عاجبك أغيره ’’
هتفت بارتباك شديد :
_ لا لا ... دا جميل .. ..
هدر بنعومه :
_ لا بس كانوا احلى عشر دقايق فى حياتى ,,
ابتسمت لفهمها مقصده وسئالته :
_ انت كويس دلوقتى
اجابها ويتضح على صوته الابتسام :
_ جداااا ما تخيليش ارتاح قد ايه ...مش هتكرريها تانى
زاغ بصرها وهتفت :
_ انا ,,,مش عارفه أصل أختى إتجوزت وأنا من بعدها بقيت مسؤله عن البيت
هتف يستعطفها :
_ سجى حرام عليكى أنا ما صدقت إنى شوفتك أنا نقلت مخصوص هنا عشان تجيلى
وأعرف أشوفك
اجابت سجى بلطف :
_ سبها حسب الظروف وبعدين انا بطمن عليك بالتليفون أهو
هتف بنبره حزينه محبطه :
_ هو أنا يعنى لو قولتلك أنى تعبان مش هتجينى,, انتى لسه مش واثقه فيا ,,
اجابته نافيه :
_ ابدا والله ...الموضوع مش موضوع ثقه ,,انا مش هعرف أجى بس
هتف غير مباليا :
_ أنا ماليش دعوه أنا عايزه أشوفك تانى فى أقرب فرصه
إجابتها تهدئه وتسكت تذمره الطفولى :
_خلاص خلاص هحاول ,,
وضح صوته المبتسم عبر الهاتف وهدر مبتهجا :
_ حببتى يا سجى حببتى يا أحلى حاجه حصلتلى ,,
*******************************************
فى الملهى
خرج من الغرفه مشددا على حراستها واغلقها بالمفتاح , وتحرك باتجاه المصعد يتبعه جاسر
نزل الى الدور الاسفل وهو ينوى إخافت الفتيات من تجرأ تلك الفتاه وطلب النجده كى تكون عبره
لمن يعتبر بعدما توقف المصعد عمد الطريق المؤدى الى الغرفه التى تقطتن به الفتايات
وأمر الحارسان الواقفان أمام الباب بفتحه ومن ثم دخل الى الداخل
الحجرة بالكاد بها اضاءة خفيفه و أسره حديده تعتلى بعضها الاخر لا فرش بالارض
ولا غطاء لا يزورهم الشمس ولا القمر فهم يعيشون بمكان أشبه بالسجن أو القبر
لا فرق ,,
كان نشيجج الفتاه التى كانت بالاعلى عاليا مؤلما يقف الى جوارها اثنتين من مثيلاتها
يحاولان تهدئتها دون فائده
وقف سلطان أمام الفتيات يدحجهم بصمت من بعدها هدر بكل قسوة :
_ نواره ,, خلفت القوانين ولازم تتعاقب والعقاب المرة دى هيكون قدامكم
عشان كل واحدة تحط لسانها جوه بوقها وتشتغل وهى ساكته ,,
حدق الفتايات فيما بينهم بينما هرولت نواره الى أسفل قدمه ترجوه لعل كتلت الحجر التى فى يساره ترق :
_ أبوس رجلك ,,مش هتكرر تانى
لم يتحرك قيد انمله أو يصاب بأى مشاعر رأفه وكأنه لم يعرفها قط ,,فكيف يعرف الرحمه وهو الشيطان ,,
لوى عنقه لجاسر والذى تحرك على الفور بإ تجاها ,يسحبها من أسفل قدمه الى منتصف الغرفه
تجاهل هو الاخر صراخها فى تلك المهنه الدم البارد هو الحل الامثل ثبتها تحت يده بمهاره
بينما سلطان يحدق بأعين باقى الفتايات المذعوره وكأنه يدفعهم لخوف أكبر من أن تكون نهاية
إحداهم قريبه ,,أخرج جاسر من سترته حقنه تحوى سائل ابيض اللون غرسها بلا رحمه
فى وريدها بينما هى تصرخ وتركل لتخليص نفسها من الموت ولاكن لا فائده ,,
دقائق وانخفضت مقاومتها من أثر جرعه الهيروين الزائده التى اختطلت بدمائها وسرعان
ارتخى كامل جسدها معلنا خسارتها المؤكده لحياتها,, بينما علت آنات وشهقات الفتايات
الذين انضموا على انفسهم بقلق وحزن على ذلك المشهد المرعب ,,
التف سلطان ليحملها جاسر متجها الى الخارج ,,,
___________________________________
فى شقة فهد
مازالت غزل لا تشعر بغرابة تصرف فهد معها وحللت الامر انه فقط عاجز جنسيا
برغم حزنها عليه وتاثرها الا انها لم تحفل بالامر فطالما فهد بعينيها صاحب الجناحين
البيض المنزه من كل خطا البعيد كل البعد عن الشبهات ,,
غباء الحب ,,,لا دين له ,,ولا منطق ,,
وقفت فى المطبخ تعد طعام الغذاء وهى تهتف فى نفسها :
_ يارب يعجبوا أكلى ,,دا ما أمكلش حاجة من الصبح
بدئت بإضافه البهارات الشوربه التى تعدها فهى تقف على تلك الحاله من وقت طويل
خرج فهد من غرفته يتحرك بأريحيه كما اعتاد عارى الصدر و أثار النوم تعتلى وجه
حك رأسه وهو يزال فى غفوته غير متزن وتحرك بإتجاه الثلاجه ليبلل حلقه الجاف
ولكن أثناء دخوله الى المطبخ إنتبه الى تلك التى تقف كالقمر المشع وسط الابخره وضوء الشباك
تتدلى من جانب وجنتها خصله شعر حالكة السواد تميل الى الحلة التى تعتلى الموقد منشغلة
بتذويب البهار بها ,,, اذابت قلبه وخدرت جميع حواسه بلا استثناء لقد غفل عن شريكته
بالمنزل وخرج يتجول ناسيا قمرا جلبه إلى ظلمة شقته ,,
اتسعت عينها وهو لا يسعه التصديق انها امامه ودا لو يتخطى الحاجز العالى الذى بناه بداخل
نفسه ,,ويختطفها بين يده على باله الكثير من المرح لكن لا فرصه ليعطيها لنفسه ,,
انتبت غزل الى وقوفه فابتسمت ولكنها سرعان ما اولته ظهرها بحرج , قضب حاجبيه مستنكرا
تحولها المفاجئ ,,
ثم انتبه الى نفسه ففك حصار حاجبيه وداره برأسه ليخطف ذلك الشرشف المقابل ويضعه على
كتفه ,ومن ثم تنحنح قائلا :
_ معلش أصلى متعود أقعد برحتى فى البيت
حركت رأسها بإرتباك دون أن تلتفت , ومدت يدها كى تطفئ الموقد حتى لا تفسد طبختها
ولكن يدها الممتده دون نظر إحترقت من حراره الإناء الساخن فلملت سريعا اطرافها
وصاحت بتالم :
_ اااه..
هرول اليها فهد سريعا وامسك يدها وهو يهدر بضيق :
_ مش تحاسبى
سحبها من ورائه نحو الصنبور وفتح الماء كى يخفف عليها الحراره ,لم يدرك فهد أنه
حشر معها فى مكان ضيق بينما هى ما عادت تشعر بحراره إصبعها بل تلك شراره النار
كانت تنبع من داخلها ,, أسبلت عينيها فهى الان ترى تفاصيله بوضوح
اختلاطت أعينهم ببعض وتوقف فهد محدقا ببندقية عينيها فضاع فى متاهات عيناها
فقط الصمت وصوت المياه المنهر هو ما تسيدا الموقف ,,
ثوانى وتحمحم فهد مسيطرا على كل مشاعره المنجرفه نحوها وهتف مدعيا الضيق :
_ ايه اللى بتعمليه دا ..حد طلب منك حاجه ..
اجابته متوتره وهى تدس خصلتها المتمرده داخل حجابها :
_ دا بيتى مش محتاج يطلب منى
زفرانفاسه إحراجا من رقتها المتناهيه وتحرك من امامها
ظهر الحزن اعلى وجهتا من محاولة تجاهلها لكن عينه التى تراقبها خلسه التقتطه
حزنها وعاندته قدمها من التحرك قطم شفاه بضيق من ضعف قواته امامها تلك التى
تسحب عقله وتقيد جناحان الشر بداخله
هتف بنبره متوتره من اثر تراجعه فى قرار الخروج :
_ عاملنا غداء ايه ؟
انفرجت اسريرها سريعا ورفعت وجهها الى ظهره الذى يوليها اياه وهتف على وجه السرعه :
_ عملت شوربه ومكرونه
ابتسم ثغره رغما عنه لحماسها والتف ليهدر قائلا :
_ طيب هلبس حاجه واجى اجهز معاكى ,,
قفز قلبها بسعاده كاد فهد يرى بعينه روحها التى تقفز من مكانها بإبتسامتها شملها
بنظرات باسمه وغادر لتقفز غزل بالفعل فرحا صوت قدمها جذب انتباهه
فلم يفوت المشهد هذا ,,شعوره أنه مصدرسعادتها يملائه سعاده وخوف وقلق,,
___________________________________________
فى مكان خالى تماما
من العمران والبشر وقفت سيارة سلطان وجاسر نزل سلطان أولا بيده كيسا بلاستيكيا
اصتحبه من غرفه التغير الخاصة بتوبا من الاسفل نزل جاسر وعمل اخراج الجثه
الخاصة بالفتاه من حقيبة السياره ...
لا شعور فى القتل ولا حرمه لموت فقد مات قلوبهم وما عاد يسمع لهم نبض
القى جاسر جثة الفتاه أعلى التله فى العراء بينما سلطان حك ذقنه وهو يفكر فى فكرة
خبيثه لن تخطر على بال الشياطين هو ان يبدل ملابسها بملابس توبا ويتركها للوحوش تغير ملامحها
مال اليها وشق فستانها الذى لا يستر شئ وألبسها فستان توبا الوردى ...
بينما وقف جاسر يشاهد الامر بغرابه
فتسائل مندهشا :
_ بتعمل ايه ؟
اجابه سلطان بثبات :
_ هتعرف دلوقتى
نفذ ما برأسه ليترك الضحيه التى ستنهشها الذئاب بعد رحيلهم بـ ملابس توبا هنا حرك جاسر
رأسه وقد تفهم ,,ان سلطان ارد الا يبحث احد عن توبا أو يخيل له احتجازها فى الفندق
رحل عن المكان بينما اخرج سلطان هويتها يحدق بصورتها فى شرود لقد انتهى امر توبا
بحبسها فى الفندق لديه دون ان يبحث عنها احد بقيت تحت رحمته كامله,,
بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد
جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا
______________________________
فى الملهى ,,
كان الانهيار نصيب توبا التى لا تعرف حتى الان مصيرها ولا حتى مع من وقعت
فتحت النافذة وقررت الهرب لكن بمجرد ان شاهدا الارتفاع الشاهق الذى امامها
شهقت بفزع وما الحيلة اذا لن ترك نفسها لذلك الحيوان حتى يفرض سيطرته عليها
ولا يأمرها بما لا تستطيع بالامس كان يظهر امامها ثرى يتلاعب بقلوب الفتايات للحصول
على غايته وبعد ما هدر به من قليل تاكدت تماما انه مخبول ’’
امسكت بقواها الواهيه وراحت تتذكر والدتها وهى تبث فى نفسها الطمئنينه والامان قائله :
_ ما تخافيش من حد ما تــتــنحــنـــيش الا لربنا ما ياخد الروح الا للى خلقها اى بنى ادم على وش
الدنيا مستحيل يضرك الا لو ربنا عايز وانتى طول ما انتى جنب ربنا ربنا عمروا ما هيســيبك
حركت رأسها وهى تطمئن نفسها بما كانت تذكرها به امها ,ولعل هذا يجدى نفعا فى محاربه الشياطين
دخلت الى المرحاض كى تتوضأ و تلجأ الى الله وحده من سيسمع صوتها الان وحده من سيساعدها فى النجاه
انتهت من الوضوء وخرجت وهى تبحث بعينيها عن شيئا نظيفا تفترشه لكن اين يوجد فعلى ما يبدوا
ان هذا المكان غارق فى الدنس والمعاصى ولا سيما انها غرفة سلطان اكبر عدو لنفسه واطغى الطغاه
اختارت جانب الغرفه ومن ثم وقع نظرها على ذلك المفرش الابيض الذى يعتلى
الطاوله التى فى الركن البعيد سحبته دون اهتمام وافترشته بالارض ورفعا
يدها لتبدء بالصلاه ,,,
جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا
__________________________
فهد & غزل
عاد اليها فهد يقف الى جوارها متسائل ,,
_ هاا الاكل خلص
هتف بابتسامه هادئه :
_ اه ثوانى وكل حاجه تبقى جاهزه , اتفضل انت على السفره
هدر بنبره عاديه :
_ انا هساعدك ,,
لمعت عينيها بسعادة وسرعان ما هتفت وهى توبخ نفسها انه لا يصح :
_ لا شكرا ,, انا هجهز كل حاجه وأجى
رفع حاجبه مستنكرا رفضها وتشدق بــ:
_ انتى مش مطره لكدا على فكره ..
اجابته بحماسه وكأنها تدافع عن قضيه قوميه :
_ لأ ازاى ... ما يصحش
اذدات تعجبا من حالتها وهى تبدوا كسيدة خرجت من حقبه الثمنينات كى تكون بهذه العقليه
فتحرك صوبها ينفذ ما ارد قائلا بصرامه :
_ واظنى عيب انك تقوالى لجوزك لأ..
ابتسم ثغرها لنطقه اسمه بملكيتها وهتفت دون وعى وهى تشرد فى تفاصيله :
_ انا اصلا مش مصدقه انى مراتك ,,
استوقفته كلماتها وقرر ان التجاهل هو السبيل الوحيد استمر فيما يفعل دون
انتباه لما يفعله بينما هى الاخرى كانت فى تشتت من اقترابه منها ,,
بدء كلا واحد منهم يهتم بعمله متجاهلين قلوبهم التى تجذبهم الى بعض
خرج من المطبخ والثنائى فى ارتباك لذيذ ممتع فذلك الحب الذى عاشه كل طرف
بمفرده اجتمع معا فى نفس المكان وبقى عليهم الاقتناع ان اقترابهم هذا سيزيد
من عشقهم لن يطفئه ابدا ,,
جلس على المائده وحدق الاثنان فيما قدماها لأنفسهم هتفت غزل وهى تضحك :
_ ههههههه انت حطيت الشوربه فى الطبق ,,
بادلها هو الاخر الضحك وهو يحدق الى ما قدمته وهتف مقهقها:
_ ههههههههه وانتى حطيتى المكرونه فى السلطنيه ,,
اذدات ضحكاتهم وتعالت معا وهذه المره الاولى التى ينشرح فيها قلب فهد ليضحك
من كل قلبه فضحتها هى لا تقاوم تلك الجميله التى سقطت لعالمه من يعلم من منهم
سيتغير ليصبح نسخه من الاخر ,,
ومن يعلم هل ستزهر قصة حبهم ام سيكو ن مصير عشقهم الذبول ...............!
***************************************
الثانــــيــه عـــــشر ,,(وحتى تكتمل الاسطوره )
فى الملهى
وصل سلطان الى داخل الملهى تحديدا فى الممر المؤدى الى غرفته
وهو يحاكى جاسر بمنتهى الدقه والحذر :
_ خلى بالك الجثه دى ما تظهرش الإ لما تتشوه تماما
هتف جاسر دون أن يدلى بأى تعبير :
_ ما تقلقش , انا هباشر الموضوع بنفسى
اذدا سلطان تحذيرا وهو يقول :
_ ولو حد جه سئال عليها هى ما اشتغلتش عندنا اصلا
سئاله جاسر ببلاهه:
_ ازاى ,,ما اهلها اكيد عارفين
اجابه سلطان دون اكتراث :
_ مالهاش أهل , ما فيش غير اخوها ودا عاجز ما شفهاش
وهى بتيجى الشغل من اساسه فاحنا لما نتسئل ما نعرفش
عنها اى حاجه و ما جاتش تشتغل عندنا ونبه على الحرس بكدا ,,
اؤمى جاسر بصمت وهو يتفهم الامر بينما توقف سلطان عن
السير ووقف بوجه وعينه تقطر شرار قائلا بحذير شديد الخطوره :
_ عزيز المظ ما يشمش خبر,,
قلب جاسر نظراته به بيأس وهتف قائلا :
_ انت عارف ما فيش قلق غير من رزان
نفخ سلطان بضيق ’ ومسح وجه براحة يده ليستمع
من وراء عتمته الى ذلك الصوت الهادى المميت ينادى :
_ هااا ,,سبع ولا ضبع
ازاح يده وتمتم بتأفف :
_ كملت ,,ثم علا صوته ينادى.... رزان
تتوجهت نحوه بخطوات متبختله فهتف هو ,,
_ مش عارفين لسه !!
تشدقت وهى ترمقه بإستهتار :
_ يعنى نجهز جنازتك قريب
حاول السيطره على انفعاله واخرج من جيبه سيجاره الضخم وقال فى هدوء :
_ لسه بدرى , انا يستحيل أسيب الدنيا وانتى فيها يارزان
التهمه بين شفاتيه ومال قليلا ليشعله وهو يسترسل بسخريه ,,
_معقول اسيبك تطلطمى من بعدى ,,
أشارت برأسها الى جاسر كى يغادر , وبالفعل تحرك من بينهم
فوقفت هى فى مواجهته تهدر :
_ خلى بالك عزيز المظ مش هيسكتلك
سحب نفس مطول من سجارته ودفعه برفق نحو بشرتها
وهتف يرتسم القوة :
_ لسه قايلك مش هسيب الدنيا من غيرك , رجلى على رجلك
دحجته رزان بنظرات غاضبه من بعدها هدرت :
_ انت مسنود أوى على ايه ؟ لو الحب اللى حبتهولك راح وخلص
من زمان ..لوالعيش الملح اللى ما بنا دا حرام ما بيدومش مسنود على ايه انت
اقترب منها بابتسامه بارده مستكملا :
_ انا ,ما أتـــنـــســـيــش ومــا إنـــتـــهـــيــش ابدا , أنا علامة مسجله
هدرت وقد بدئت تنفعل من ثقته :
_ خلاص انا هروح اقول لعزيز وهو يحكم ,,
حاولت تجاوزه ولكنه قاطعها بمسك راسغها قائلا بشده :
_ اوعك انا لو مشيت من هنا مش همشى لوحدى هخدك معايا ,,
هتفت دون اكتراث لتهديده المبطن :
_ يبقى خلى بالك من شغلك
اجابها بثبات :
_ ما أنا مخلى بالى اهو انتى اللى مش عايزه تدينى حريتى
ضيقت عينيها وهتفت بضيق :
_ والبت اللى شافت كل حاجه دى من ضمن حريتك
ابتسمت عينه وهو يرقب كل إنشئ فى وجهها كى يرى مردود ما سيهدره :
_ البت اللى جوه دى هعلمها على ايدى بكرة دى تبقا البريموا
برغم نيران رزان المشتعله من وجود غريمه جديده فى قصر الجوارى
الذى يعيش به سلطان , الا انها هتفت برصانه :
_ ماشى يا سلطان ورينى النتايج بسرعه ولوانى حاسه انه هيبقا العكس ,,
حرك رأسه وهو ينفخ بضيق و تذمر :
_ يووه ,, قولتلك سبينى على راحتى البت معايا دلوقتى وكمان ايام مش هيكون لها وجود برة الفندق وهيتعملها شهادة
وفاه ,, وان حد سئال ما حدش هيقول انها اشتغلت هنا من الاساس
لمعت عينيها وهى ترى محاربة سلطان للموت من اجل فتاه ,وهو من رسم عليها الحب حتى وقعت بشباكه وعلقت حتى الان برغم انه يصغرها بأعوام إلا ان ذكائه تخطئ غباؤها ولعنها بلعنة محبته الوهميه
هتفت بصوت مهزوز وحى تزيح عينها عن عينه :
_ خلاص نزلها مع البنات تحت
ابتلع سلطان فى هذه المرة دخان سيجاره وتحمحم قائلا :
_لأ ... هتبات عندى
ظهرت الدهشه على وجهها فهى اكثر العارفين أن غرفته لا يشاركه بها أحد ,حدقت به بغل
فاسترسل وهو يكلل وجهها بيده قائلا بنعومه مزيفه:
_ شــغل ,, شـــغل ,,يا بيبى مش حاجة تانيه
دفعت يده عن وجهها وراحت تدفع كل غيظها منه الى داخلها تحرك من جوارها ليتركها تحترق ’’
*************************************************************
فى الشـــارع
كان الحرجاوى يجلس إلى طاوله القهوة يسحب ويزفر دخان الشيشه التى بجواره فى صمت
جلس عون امامه وهتف دون مقدمات :
_ بص يا معلمى من غير لف ولا دوران , احنا قولنا هنتجوز وجوزتك وقفت
اعذرنى انا بقى عايزك تتوسطلى واتجوز
رمقه الحرجاوى بدهشه وهدر بحنق :
_ انت ياض هتغيب تغيب وتنطلى من غير لا احم ولا دستور
تحمحم عون بحرج وهتف :
_ معلش يا معلمى انا اصلى على اخرى بقالنا سنين فى السجن وانت فاهم يعنى الحاله كانت
ناشفه ازاى
قهقه الحرجاوى بصوت عال وهو يسند ظهره الى الكرسى وقال من بين ضحكاته :
_ أيــــــووه ,, بقالى كتير ما ضحكتش كدا وانت ايه اللى حايشك ما تروح تتقندل ولا حد قالك انى هشتغالك خاطبه
هتف عون على الفور :
_ اه
هنا انتفض الحرجاوى من مكانه قائلا :
_ بتقول ايه يا ض انت..؟
ادرك عون اخيرا ما هدر به وراح يصحح كلماته قائلا :
_ لا لا ما اقصدتش اقصد ,,هو انا ليا خير وبركه غيرك
عاد الحرجاوى الى مجلسه هاتفا :
_ بحسب , خير ,,قصروا قول عايز ايه
هتف عون متحمسا :
_ عايز بنت صبحى ,,, اللى اسمه (سجى)
رمقه الحرجاوى دون اهتمام وهتف :
_ ودى صعبه روح ,,,بيتهم اهو هناك ولا عايز حد يوصلك
استكمل فى تدخين شيشاته فـهتف عون بنبره متردده :
_ مش هيوفقه يا معلم ..بس انت لو خليت الحاج عبود يدخل ..احتمال يعنى ..
ترك الحرجاوى ما بيده وصاح يعنفه :
_ انت ما كنتش معنا ساعت اللى ابنه عمله ولا ايه ؟
لوى عون فمه وهتف متعلثما :
_ بـ....يس يا معلم الــ....
قطم الحرجاوى جملته وصرخ به معنفا :
_ قوم امشى من قدامى , قليت مزاجى الله يقل مزاجك ,,
نهض ينفذ رغبته دون أن يزيد حرفا لم يكن امام عون سوى الفرر من غضبه الان ,, بينما قلبه متعلق بتلك البعيده بعد السماء
*************************************
فهد &غزل
حل المساء وقد بدء فهد بتجهيز نفسه للفرار من غزل إن حشره معها فى مكان يضيق
تلقائيا ويجعل تلك الشقة الواسعه كـسم الخياط ,,
خرج من غرفته يعدل من قميصه دون انتباه فــفجأ ته غزل بنداء متحزن :
_ انت خارج ؟
رفع وجه بهدوء وحدق فى لونها المتغير وسئالها مستفسرا :
_ ايوه ,,فى حاجه ؟
امتلاء وجهها بالحيره وشعرت بمنتهى الارتباك والخجل وهى تبحث عن سياق مناسب
تعبر به عن خوفها اليله السابقه من جلوسها وحيده وتحت نظراته المطوله
اذدات ارتباكا وفشلت كل الجمل فى الخروج وفى النهايه خرجت نبرتها المتحشرجه بـ:
_ لأ ,,, مش عايزة حاجه
استدار سريعا مغادرا الشقه بمن فيها بينما هى جلست اعلى الاريكه بإحباط وتحزن
لقد اصبحت حبيست المنزل وقلبها العاشق المتيم بفهد مهما فعل ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
غادر فهد لا يعمد سوى جه واحده وهى الملهى ولكن ذكراه تلك الساعات الماضيه
ظلت ترافقه وهو يقود سيار ته باتجاه وجهته ضحكتها هدؤها تقبلها لما هو عليه
انها الجنه التى يصعب تكرارها مرتين وراح يفكر بندم لو كان ليس هو لـكانت نشأت بينهم قصة
حب رائعه الجمال عشقا لم يمر على أى كتاب وإسـطوره من اساطير الحكايات ,,وبما انه قارئ
جيدا لكل المجلات فهو وغزل حكاية يصعب تكرارها بمرورالايام بينهما عشق ولدوا به
لبعضهما , ومع كل الفرص التى اتيحت لتكليله بالزواج إلأ أن الحاجز بينهم عملاق يشبه عشق
شيطان لملاك النهايه حتميه على احد منهم الهلاك فلا يمكن للنور أن يختلط بالنيران لايمكن
للخير ان يتجانس بالشر ,, على احداهم التحول حتى تكتمل الاسطوره
بما ان غزل انقى بشريه عرفها فمن الممكن أن تستلم هى الى ظلامه ويكره نفسه
اكثر مما لا يطيق ,,
صارعته افكاره الفلسفيه حتى باب الملهى فلم يكن أمامه سوى السير دون ارداه
نحو عالمه المظلم والانغماس فيه اكثر حتى أذنيه كى يذكر نفسه دائما انه لا يستحق
غزل ولا يستحق الحب ,,
صفـــــــــــــــــــحـــة بقــــــــــــــــلم ســـــــــــــنيــــــــوريـــــتا
****************************************************
(فى الملهى(
دخل سلطان الى غرفته يبحث عن ضالته توبا وما إن رأها فى جانب غرفته
تصلى حتى إنتابه شيئا من الرهبه والسخريه فى آن واحد ,, فأخر ما قد يجول برأسه
أن تقام الصلاه فى اكثر بؤره من بؤر الفساد, تحمحم بصوت مرتفع كى تتنتهى فالامر
أصبح يزعجه حد الخوف منها , نفض عن رأسه أى افكار تحبط خطته وهتف مناديا :
_ ضحكتينى يا توبه , معقول ربنا هيقبل صلاتك دى ؟
انتهت من صلاتها وادارت وجهها تحدق به شرزا وتهتف بثقه كبيره :
_ ربنا ما بيقفلش بابه فى وش حد
اقتربت خطواته اليها وتجاهل الامر برمته وقال مغيرا الموضوع :
_ اتمنى تكونى فكرتى فى الموضوع ..
هتفت بضيق من تفكيره المحدود :
_ معقول واحده بتصلى لربنا هتفكر فى القرف اللى انت بتقوله دا
صر على اسنانه مزمجرا بحده :
_ ما هو انا مش عشان كريم معاكى وسايبلك مهله تفكرى يبقا تسوقى فيها
اللى انا عايزه هيكون برضاكى أو غصب عنك
نهضت من مكانها معلنه عن اصرارها التام وعزمها على الخروج من هنا :
_ انا مش هقعد هنا دقيقه واحدة انا همشى
لم يتمسك بها لقد مل من عنادها تركها تجرب حتى تقتنع أنه لا خروج من هنا
هتف وهو يجلس اعلى الكرسي ويضع ساقا فوق الاخرى :
_ اتفضلى بس عشان يكون فى علمك انا دلوقتى بكلمك بالذوق بعد كدا ما تزعليش منى
خرجت لا تعير كلامه أى إهتمام واشار سلطان للحارس بالسماح
فركضت كالغزله البريه تفر من أسد مفترس ستحلق كفراشه خنقها شبح الظلام
لا عودة لا رجوع مره اخرى , وان كان برأسها ذره عقل ما فعلت هذا
كيف تتحداه وهى على ارضه وكل ما تستظل به ملكه وكل من حولها رجاله
عبرت الرواق وهى تشعر بنشوة الفرار لقد ابتعدت كثيرا عن غرفته نزلت طابق تلو الاخر
وهى تزداد سعاده ستخرج من هذا الكابوس الى الابد و اقتربت خطواتها من النجاه وبدئت تصدق
بإستجابت الله لدعائها وقبل أن تعبر البوابه الخارجيه التى تطل على أمان الشارع .. يدا خشنه
عرقلت وصولها وحالت بينها وبين قدمها التى تركض بعجل دفعت ذلك الضخم بقوة حتى تتم خطواتها
نحو النجاه لكن يده ابت الفكاك عنها سحبها الى الداخل مرة اخرى فتسابقت دموعها وهى تشاهد ابتعاد
باب الامل بمسافه كبيره للحظة استدعت كل قواه وقررت تسخيراها فى الهرب الان
لا عودة ليد الشيطان ولا عوده الى جحيمه ,,
دفعت الرجل حتى اسقطته فالمرأه حينما توجه طاقتها فى الحزن الى قوة تعصف بـأ عــتى رجــل
استمرت فى الركض حتى وصلت اقدامها الى رصيف الشارع وقبل ان تخطوا خطوه اخرى
كانت اكثر من يد تجرها الى الداخل من جديد لا فائده بدئت تصرخ حتى يستمع اليها أى بشرى
أى كائن ينقذها من السقوط فى الوحل ,, وكأن العالم أصم لم يسمع احد صراخها ولم يرق
قلب ممسكيها لدموعها دفعوها نحو الداخل بعد أرهقتهم فى المقاومه وتوجهوا به من جديد
نحو غرفة سلطان ,,,
فى الملهى الداخلى
نهض حقى يحدق بدهشة لاخيه فهد نفخ فهد بضيق عندما لاحظ اقتراب اخيه منه
دنى منه حقى يتسائل بود مصتنع :
_ مالك ياخويا ,, فيك حاجه
ظل فهد يحرك فكه بغيظ دون إجابه أو حتى التفات فاسترسل حقى وهو يضع يده على
فخذه قائلا :
_ لو فى حاجه قوالى أنا برضك اخوك ....
ظل يرمقه بدقه حتى يستطيع سبت اغوراه ولكن لا فائده وكأنه يجلس أمام بحر واسع
فى ليل مظلم ...
هتف بعدما فشل فى إستشفاف مشكلته :
_ اصل غريبه يعنى انت ما بقالكش يوم متجوز وامبارح كنت هنا وانهارده كمان
عرف حقى ان فهد ابدا لم يفضى اليه ما فى صدره وطال صمته الرهيب فقرر استفزازه
تراجع للخلف وشهق بدهشه وهو يحدق اليه مصعوقا :
_ هاااا ..تكونش فيك حاجه .....بس برضوا الحجات دى بتعالج اكيد مش دا السبب
ظل فهد على هدؤه وكأنه غير موجود بالمره يحدق فيما حوله دون نظر دون إعارت سخافات
حقى أى إهتمام , ورغم ذلك لم يتوقف حقى وشهق مستنكرا بالقول :
_ هااا تكون العروس هى الــ.....
لم يكمل كلماته إلا ويد فهد تعتصر حنجرته والشر يبرز عيناه من محجرها وعقب بحده
وتحذير بالغ الخطوره :
_ اوعك تنطق اسمها على لسانك الزفر ... واخر مره تحتك بيها لفظيا
إلا غزل وألا هنسى انك اخويا ..
لم يكن اسلوب فهد المنمق والذى يبدوا عليه الثقافه العاليه غريبا على مجرم
خطير مثله بل فهد حقا استثنائى بكل ما تحمل الكلمه من معنى حتى فى تهديداته
هو خطر, شرس ,مثقف ...
بسرعه تدخلت مرمر لانقاذ حبيبها تهدر بقلق :
_ فهد حرام عليك سيب اخوك ...هيموت فى ايدك
لم تسطتع برغم كل قوتها زحزحت يده ولو لسنتمتر واحد ولا حتى يد حقى
التى تمسكت بقبضته محاولا دفعها دون فائده ثوانى اخيرا تركه بدفعه قويه
التقطت حقى انفاسه بصعوبه بل ان شره لم ينتهى بعد انتظر حتى انتظمت
و هتف بكل غليل :
_ أنا عملك الاسود اتخلقت فى الدنيا دى مخصوص عشان انكد عليك يافهد ,,
ضيق فهد عينه وهدر بإزدراء تام :
_ إنت اقل عمل فى حياتى ....
نهض من مكانه لا يبالى بشئ ,, فهو لم يخشى الموت أو الحياه كلاهم بالنسبه له
واحد لافرق لا شئ يثبت وجوده من عدمه بما انه لم يستشعر طعم الحياه
**********************************************************
لـــدى سلطان
جلس فى غرفته يضع ساقا فوق الاخرى يستنشق دخان سيجاره الفارهه باستمتاع
يعرف جيدا ان "توبا" فى طريقها اليه بدء يحسب المده من اسفل الى غرفته ويتخيل
أين ستكون الآن وبحسب تخيلاته هى الان خلف باب غرفته بالتحديد زفر انفاسه
المشبعه بالدخان و تأهب لدخولها ,,,
ثوان ,وانفتح باب الغرفه و"توبا" بين أيديهم تهللت اساريره وراح يهدر بسخريه :
_تـــــوبـــه وحــشـــتــيــنى
ازداد حزنها وهى تساق اليه من جديد ولكن صممت على القوة المزيفه هدرت بانفعال :
_ انا همشى من هنا ,,,
اعتلى وجه ضحكة تهكميه وهدر :
_ على الاقل بلاش دلوقت.... زى ما انتى شايفه الوقت مش مناسب
اشار بيده إلى يد الرجال التى مازلت تمسك بيدها ’ فسحبت يدها من ايديهم
بضيق , عند اذن اشار سلطان للحارسان بالذهاب تحرك الاثنان فى صمت
بينما نهض هو من مكانه ليقف بوجهها حدقت اليه دون خوف لا تعرف هى لما لا تهابه وهو وحيد
أو عندما تنفرد به تصبح اكثر قوة دون أن تعرف سببا لذلك ,,,
قطع صمت التحديق سلطان قائلا :
_ قوالتى ايه ؟
سؤاله لم يخرجها عن صمتها ظلت تحدق اليه بتحدى وكأن عينيها تلقى بالجواب ..
زفر انفاسه دفعه واحده وهتف :
_ بعدين معاكى يا توبه بقى ؟ انا صبرى قليل وانتى تعتبرى اكتر واحده صبرت عليها
فى الدنيا ,, راعى إن صبرى هيخلص وساعتها ما اضمنلكيش إنى هبقى كويس معاكى
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهتفت بضيق :
_ اللى بتطلبه مستحيل , يستحيل عارف المستحيل انا مش هتوحل بمعرفتك
امسك ذراعها بقوة وهدر بعدما نفذ صبره :
_ بقولك ايه انا ما عنديش وقت اضيعوا معاكى اكتر من اللى ضايعته
هتنفذى بالذوق ولا غصب عنك
سحبت نفسها من يده وهتفت بتحدى :
_ دا لو اخر يوم فى عمرى ,,
مسح وجه بضيق من فرط تعصبه وتحرك تجاه باب غرفته واغلقه بالمفتاح
ومن ثم استدار اليها بخطوات بطيئه تنذر بالخطر حاولت هى أن لا تتحرك ولكن
مظهره الذى يوحى بالشر جعل قدمها تتقهقر بقلق ,,
************************************************
لدى غزل ,,
كان الخوف هو ونيسها الوحيد فهى ترهب الوحده بشده وتكره الابواب المغلقه
حاولت من كل قلبها التأقلم مع هذا الوضع لكن لم تستطع برغم كل جهودها
لقد اعتادت على ثرثرة اختها ودوشة اخوتها الصغار والبيت الذى يطل على
شارع حيوي يضج بالناس والحركه , انما فى منزل فهد تلك الشقه البعيده
عن كل الناس وكأنه تخيرها فى مكان هادئ اقرب للقبور بدئت تشعر بالخوف
لاسيما فى وجود هسيس الثعبان ونظرات الحرباء المرعبه كل ما حولها
كان يقودها الى الجنون بدئت تتمتم بتذمر من نفسها :
_ يوووه عليكى يا غزل , وانتى ما قولتلوش ليه انك بتخافى لوحدك ااووووف
طيب انا هعمل ايه ؟ أما احاول انام ...
توجهت نحو غرفتها التى تشبه الجنه مقارنه بظلام الشقه بأكملها دخلت الى الفراش
دون التفات ودثرت نفسها بالغطاء لعل نفسها تقتنع انها تريد النوم ,,,
******************************
فى شقة سجى ,,
استلقت اعلى فراشها تحتضن الهاتف براحة يدها وتحاكى أنس بسعاده :
_ انا لازم اشوفك انتى وحشتينى جدا
هتفت بإبتسامه خجله :
_ اصبر يا أنس انا هروح لاختى بكره وبعدين اشوف حجه اطلع بيها
اتها صوته متذمرا :
_ حجه دا ايه ؟ انتى مش لسه بتروحى المدرسه زوغى واطلعى بدرى وتعالى
هتفت بتنهيده غاضبه :
_ إصبر يا أنس إصبر ,,
هدر بصوت حزين :
_ خلاص يا سجى أنا حاسس إنى بطغط عليكى , إنتى مش مجبره على فكره انك
تيجى تشوفينى أنا لما ابقى أخف هجيلك دا لو لسه عايزانى
قاطعته بسرعه :
_ ايه اللى بتقوله دا ؟ انا ما قصدتش حاجه بس اصل انت فاهم اختى اتجوزت وانا
مسئوليتى كبرت ,,
هتف بصوت مختنق :
_ خلاص يا سجى عادى والله ,, انا هصبر نفسى لحد ما اقدر امشى واجيلك
وبتأثر شديد وحيره أكبر قالت :
_ انا ما اقصدش حاجه , انا بس انا قلقانه انى بجيلك البيت وكدا حد يشوفنى
هدر فى سرعه :
_ معقول يا سجى انتى ليا عارفه انا لولا شوية التعب دول كنت اتجوزتك على طول
ودا فعلا اللى فى دماغى اول ما هخف هاجى أخطبك وأتمم الجوزا فى أسرع ما يمكن
سامحينى إنى مش قادر اصبر على بعادك دا أنا فى وسط الحادثه وأنا بفكر فيكى إنتى
كل خوفى لا اتحرم منك انتى ,, أوعك يا سجى تحسبى حساب لكلام الناس انا بحبك
وقريب أوى هبقى جوزك ,,
امام مشاعره الفياضه لم تملك سجى سوى القول بـ:
_ وانا كمان ,,,بــ.... بــحــبك
اطلق تنهيده طويله تبعها بــ:
_ حببتى يا سجى حببتى ,,هااا هشوفك امته بقى ,,,
جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا
***********************************
وعلى غير العاده عاد فهد من جديد الى منزله تاه متخبط لا يتسع العالم لضيقه
هو الذى صار على الدماء اكثر من التراب .... لا يبالى يريد الان حضنا لعله يهدء
حضنا واحدا منها كافى أن يمحى كل ألمه لكن هو الملوث وهى النقيه اخر ما يريد ه
هو ان يلوثها بيده هى الابيض وهو المشبع بالدماء ,,,
دخل الى شقته ,,
فوجتها تتكور على نفسها أعلى الاريكه فى منتصف الشقه اذدراء ريقه وهو يقترب باتجاها
لايصدق انها غفت على تلك الحاله من ساعات طويله فدقات الساعه تشير الى الثالثه
جلس على قدماها امامها يتأملها بصمت ,,
يالها من بائسه لاتستحق كل هذا العذاب من المفترض أن تعيش افضل ايام حياتها الأن
بما انها عروس لم تتجاوز يومها الثانى ... إنتابه موجه من الحزن والضيق تجاها
كيف لها ان تنسي كل ما تعيشه معه كيف استطاع أن يعكر صفوه ذاكرياتها بهذه البشاعه
نعم بالفعل هو سيؤذيها لذلك من الافضل ان تبتعد ,,,تبتعد الى نهايه العالم حيث لا تمسها
يدا بسؤء,,, لم يستطع كتم شهقاته المتألمه وهو يزيح نظره بعيدا عنها , لتفرج هى عن بندقبه عينها بنعاس
لوهله تخيلت انها تحلم انه امامها مباشرا يركع على قدماه بجوارها تسارعت نبضات قلبها
حتى انتبه فهد فتدارك الموقف فى سرعه وتحمحم قائلا بخشونه :
_ ايه اللى منيمك هنا ؟
اعتدلت فى نومتها وهى تهتف بارتباك :
_ اصل ... انا ,, بصراحه بخاف اقعد لوحدى
حرك رأسه بضيق واذداد شعوره بالتألم تجاها فهدر بضيق :
_ انتى لى ما قولتيش ؟
اجابته وقد طـأطأت رأسها متحزنه :
_ ما حبتش اضايقك ,, قولت شويه واتعود
بسرعه ودون سابق انذار رفع كفيه الى خديها كى يجذب نظرها اليه , بثت القلق فى نفس غزل هدر بحده وتحذير :
_ اوعك ,,ثم اوعك ,, تحاولى تتأ قلمى على حاجه انتى مش حابها
لم تستطع غزل النطق إلا بالإيماء , وفى نفسها تشعر إن ذلك التحذير موجه له اكثر منها
تركك وجهها سريعا بعدما أدرك انه لامسها دون قصد , نهض من جوارها قائلا بلطف شديد :
_ قومى يلا عشان تنامى وانا بعد كدا مش هسيبك لوحدك باليل
نهضت من مكانه تستشعر بالحرج مما تريد قوله عندما لاحظت ابتعاده عنها واقتراب خطواته
من غرفته استجمعت كل قواها وهتفت :
_ بس انا ما اتعودتش انام لوحدى ...
توقفت قدماها عند هذه الكلمه وكأن وقع على رأسه صاعقه سكت تماما لا يصدق ما سمعه
ومن ثم التف ببطء يحدق لها مذهولا لقد وضعته فى مأزق لا يعرف كيف يتعامل معه ,,
________________________________________
الثـــالــــثه عـــــشـــر (رغما عنكِ )
فى الملهى
________
وقف سلطان امام توبا بتحدى قائلا بكل حزم :
_ انا عطيتك اختيارين ولازم تختارى بينهم يا انا بس يا تبقى للكل
بللت حلقها الذى جف فجـأه وراحت تهتف بجنون :
_ لا لا يستحيل اخويا هيدور عليا وهيبلغ البوليس .....
قا طعها بقهقه ساخره عاليه اخافتها ما سيهدره بعدها حتى وان سكت ,تشدق قائلا :
_ اخوكى ,,إنتى فعلا مصدقه نفسك ,انتى ميته بقالك أربعه وعشرين ساعه , جثتك بتنهش
فيها الديابه من ساعات ,,, وبرغم ان دا كفايا انه يحبط ويترحم عليكى إلا أن ما فيش أى حاجه
تثبت إنك جيتى اشتغلتى هنا ,,,
التمعت عينيه بشر فاتسعت عينها فى مواجهته وكأنها فتحت نافذه على الجحيم
فاستردف القول بجمله مخيفه :
_ انتى فى قـــلـــعة الـــــشيـــطـــان ,, لا هيوصلك انسى ولا جان
ا نتفضت من كلماته وتراجعت للخلف تخشى الخضوع برغم حصاره أمسك براسغها ما نعا إياها من الابتعاد
وجذبها اليه بقوه والحقيقه أنه كان يجرب شعوره بإقترابها أجفل عينه رغما عنه فتلك الوحيده التى يرجف قلبه
امامها الاستثنائيه التى تحييى مشاعر أراد دوما وأدها , دفعته بدورها ليتركها هو بسهوله حتى يوهمها أنها هى من أفتلت
نفسها لا يده المرتجفه تركتها
هتفت برجاء اخير لعل يرأف بحالها :
_ سبنى امشى ,,وانا والله ما هتكلم وكأنى ما جيت هنا بس سبنى الله يخليك
هتف بكل قسوه :
_ مافيش خروج من هنا الا بالموت وانا يستحيل اسمح للموت يأخدك قبلى
تعال صوت بكئها وتشدقت قائله :
_ انت بتعمل فيا كدا لى ؟؟ لو على انى ما وفقتش بيك فى الاول انا اسفه اسفه بس سبنى فى حالى الله يخليك
كلماتها لم تؤثر فى حكمه النهائي عليها ,التف من امامه يهدر :
_ البكا مش هينفعك بحاجه خدى قرارك بسرعه
دار على عقبيه ليخرج من الغرفه تماما تاركا ورائه كل شعور يخيفه من حواء التى ستقطه من الجنه ,,
______________________________
فى الشارع الخاص بشقه سجى
جلس عون يحدق بشقة سجى بتمعن وكأنه فى انتظار ظهورها لأى سبب من الاسباب لكن ذهبت
كل محاولاته سدى عندما نبه الصبى الخاص بالقهوه قائلا :
_ الساعه تلاته يا معلم عايزين نقفل
انتبه عون لكلماته وتسائل غير مصدق :
_ كــام ؟
اجابه الصبى وهو يتثائب :
_ الساعه تلاته الفجر احنا فى العادى بنقفل اتنين وانت بصراحه طولت أوى وانا عايز اقفل وأروح
نهض عون بيأس فلم ينال رؤيتها بعد الساعات الطويله من انتظار ظهورها دس يده فى جيبه واخرج
مبلغ زهيد لم يهتم بعده ووضعه على المنضده وغادر المقهى ,,
صــــــــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــحة بــــــــــــــــقـــــــــلـــــــــــــــم ســــــــــنـــيـــوريتا
فى شقة فهد
بعد أن هتفت بما هتفت به وأربكته وأطاحت بكل موازينه بكلمات قصيره :
_ انا ما بعرفش انام لوحدى
عادت خطواته بإتجاها حتى تيبست غزل من فرط الصدمه تجاوزها ببساطه وجلس على الاريكه
قائلا :
_ وانا مش نايم
تحمحمت بصعوبه وهى تحاول جمع أعصابها لتهتف بهدوء :
_ اعملك عشاء ؟!
اجابها وقد امتلات نبرته بالضيق :
_ لأ واتفضلى ادخلى نامى وانا هستناكى هنا لحد ما تنامى
تحركت من امامه وقد شعرت ببعض الاسف والخجل فى ان واحد
بينما هو مسح وجه بضيق وتبرم قائلا بخفوت :
_ اعمل معاها ايه دى بس ؟
دخلت الى غرفتها وتركت الباب مفتوح دثرت نفسها تحت الغطاء وعيناها مرتكزه عليه ذلك القريب
البعيد معذب قلبها تركت الباب لدلالت كثيره فى نفسها كى يعرف أنها ابدا لم تيـأ س من صده لها
كى يعلم أن قلبها دوما مفتوح له اجفلت عينها وهى تدعوا سرا أن لا يغلق بينهم الباب ...
فأفضل الدعوات التى ندعوها لأحبائنا هى ان يظل باب الله مفتوح بيننا وان تظل قلوبهم معلقه بنا
فقلوب العباد بين اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء وما بيدنا الا الدعاء ان لايصرف قلوبهم عن حبنا
*************************************
فى الملهى
وقف سلطان يحدق بسير الامور وبيده كــأسه يرتشف منه رشفات متقطعه دون اهتمام
اقتربت رزان الى جواره وتسائلت دون مقدمات :
_ عملت ايه ؟
نفخ بزنق التقطته بسرعه واسترسلت وهى تضيق عينها قائله :
_ على فكره انا بسألك عشان مصلحتك مش عشان اقل راحتك
التف اليها بخطوة واحده وهدر متصنعا الاتزان :
_عارف ,,عارف انك بتحبينى وبتحبى مصلحتى بس بلاش دور الست الزنانه دا بكرهه
صرت على اسنانها وهتفت بغيظ :
_ انا مش بحبك ..ومش زنانه ,, انا إيه غاصبنى على القرف دا ما أروح اقول لعزيز واخلص
اجاب غيظها بثلوج أعصابه قائلا :
_ لى حببتى مصره تنكرى معزتى ليكى إنتى عارفه انك اول واحده فى قلبى
رفعت عينيها الى عينه وهى تعرف جيدا انه يكذب لكنها هدرت كى تنفى شعورا يؤذيها أن تلك الفتاه
تكن مميزه اليه ...
_ يبقى خلص الشغل بسرعه قبل نهاية الاسبوع واحدة راحت ودى تنزل مكانها خد اللى انت عايزه
وخرجها من اوضتك بقى ,,
اؤما كى يعرقل ظنونها وهتف بإبتسامه بارده وهو يمتطت الكلمه :
_ حــــاضـــــــر ..
اؤمت هى الاخرى واستدارت من امامه تحاول تصديق خداعه ومرواغته ..
__________________________
لدى حقى
كان ممدد ا على الفراش ينفس دخان سيجاره بشراهه ومرمر تحتضن خصره بتودد , وبعد أن مر
وقت طويل على صمته المصاحب للشرود قررت هى التسائل :
_ سـرحـان فـى ايـه ؟!
لم يجيبها برغم أنه إستمع جيدا لسؤالها لكن ظهر على ملامحه الشراسه دون وعى اطبق السيجاره فى
يده دون اهتمام للزهر المشتعل , انتبهت مرمر وانتفضت تسحب يده بفزع :
_ ايه دا يا حقى ... ايدك هتحرق ...
نفضت الباقى من يده ومدت يدها الى الجردل المعدنى الصغير الذى يحوى زجاجه من المشروب
وضمتها بتحزن بينما عقل حقى فى غير موضعه تمتم بغليل :
_ إن ما كنت اندمك يا إبن سنيه سكر ما ابقاش انا حقى ,,,, أنا وغنت والزمن طويل
هتفت متبرمه :
_ يووووه يا حقى بقى هو انت ما فيش غير فهد اللى فى دماغك
سحب يده من يدها وهدر مزمجرا :
_ لا مافيش غير هو فى دماغى وهفضل انكد عليه الباقى من حياته زى ما نكد هو عليا حياتى
تسالت مرمر وهى تلتف اليه :
_ هو كان عملك ايه ؟
ضيق عينه وسرح فى عالم اخر ضيق على قدر قلبه الصغير وهتف مغتاظا :
_ كل حاجه ,,,عمل كل حاجه <<<خد اهتمام ابويا منى خد الشغل كله لحسابه بقى هو فى يوم وليله
نكدى وعملى الاسود كل ما اعمل حاجه الاقيه بيعملها احسن منى كل ما أ شوف نفسى كويس
يجى هو يحبطنى انا بكره بكره اليوم اللى دخل فيه بتنا بكره الساعه اللى اتخلق فيها فى الوجود
لى هو ليه كل حاجه حلوه ليه ,لى هو اقوى منى انجح منى لى ابويا مفضله عنى كل دا وبتسألنى عملى ايه
فهد وجوده بس فى نفس المكان بيــقـفــلــنى لانه لازم يكون دايما ظاهر عنى ,,
لوت مرمر فمها على ما يبدوا حبـــيبها منشغلا بقصة المقارنه لا جدوى من التفاته الى قلبها ومعانتها
هتفت بحسره :
_ يا حقى خليك معايا هنا مش مهم انت شايف نفسك ايه انت فى عينى بطل ابوس ايدك انا بموت هنا
فوق لـ عـقــلك وانقذنى من هنا
قابل استجدائها بحنق وهدر قائلا :
_ يا بت اصبرى , انا مستنى اللحظه اللى هعرف اخلعك فيها من ايد سلطان انتى عارفها يستحيل
يسيبك الا بالموت اصبرى وقت ما الاقى فرصه
مالت برأسها الى كتفته تهتف بتعب :
_ اااه امته بقى يا حقى امته انا بغمض عنيا وبحلم بالساعه اللى هخرج فيها من الكابوس دا
ربت على كتفها بهدوء دون ان يوعدها بأى شئ زائد وشرد بتفكيره من جديد ,,
صــــــــــــــــــــــــــفـــــــــــحـــــة بـــــقــــلــــم ســــــــــنــــيـــوريـــــــــــــــتـــــا
فى شقه سجى
استيقظت بنشاط لم تعتاده الا انها فى اشتياق بالغ لاختها غزل وقد أتى اليوم موعد زيارتها
هتفت وهى تركض من غرفه لاخرى :
_ يا ماما يلا اجهزى بقا عشان انهارده هنروح لغزل
اجابت امها ندائها قائله :
_ مستعجله لى احنا لسه فى اول النهار احنا هنروح اخر النهار
تراجعت خطوات سجى باتجاه صوت امها وذهبت اليها تهدر بتعجب :
_ ايه اللى هنروح اخر النهار دا , زمانها صحيت من زمان انا هموت واشوفها
ابتسمت امها وهتفت :
_ يابت دى عروسه نروحلها من وش النهار كدا اصبرى هنروح باليل
نفخت سجى بتبرم وتحركت من امامها بينما ابتسمت والدتها وهى تحرك رأسها بسخريه ,,
خرجت من الغرفه وعمدت الشرفه لعلها تجد دكان فهد مفتوحا فتتخذها حجه وتذهب الى اختها ,,
وما ان فتحت الباب حتى اسقطت قلب من كان ينتظرها من وجه الصباح , انه عون الذى اعتدل فى جلسته
سريعا أملا ان ترى مدى تلهفه وشوقه الى رؤياها لكنها لم تلتفت فهو ابدا لم يكن مقصدها كانت تحدق صوب
دكان الحاج عبود الذى وجدته مغلق بالطبع ,, استدارت بخيبه وبنفس الخيبه تبعتها اعين عون ,,
***************************************************************************
(فى الملهى )
دخل سلطان الى الغرفه فى وجه الصباح واغلقها من الداخل كما كان يغلقها من الخارج اثناء عدم تواجده وبحث بعينه عنها ,,
وجدها ترتمى الى طرف الغرفه حيث كانت تصلى يبدوا انها نامت هى الاخرى متأخرا بعد ليله طويله من البكاء
اقترب منها بخطوات هادئه وهو يخشى استيقاظها فهو ليس لديه القوه الكافيه لمواجهتها يريد النوم الآن بعد تلك اليله المرهقه وببالغ الحذر مد يده اسفل ظهرها والاخرى اسفل ساقيها وببطء شديد سحبها لأحضانه ,
نهض على قدميه وهو يحملها بين يده تأملها قليلا وبقلبه رجفه قويه تجعل اقترابها منه خطر ضارم خطى بها نحو
الفراش وهو يخاف وثب الذئب الذى بداخله عليها يخشى شراره الانتقام أن تصيبها فى لحظه هوجاء ,إن توبا بالنسبة اليه الآن اكبر خطر إما أن يتجاوزه إما أن يستمر ويصبح نقطة ضعفه ,,
مال بجذعه الى الفراش ووضعها فى جانبه ثم افرج عن انفاسه المحبوسه عندما اطمئن لاستمرارها فى النوم
خلع سترته وكذلك قميصه وتمدد الى جوارها يحدق الى الاعلى وكـأن كل النوم الذى كان يريد تنفيذه ذهب بلا رجعه
التف بجسده نحوها ووضع يده اسفل وجنته متأملا ملامحها الساكنه ’ لم تتغير فى أى شى من وقت ما تركها فى الخامسه
من عمرها لا اضافه عليها سوى انوثتها بينما ملامحها مازالت تتمسك بالبراءه كانت حبه المجنون وطيش مراهقته هى
التى تعهد بحمايتها وكان دوما سندا لها حتى جرى ما جرى وطرده والدها وجع كل السنوات الماضيه سرى فى داخله فى هذه اللحظه من رفض والدته استقباله هو واخيه الى تشرده جنبا الى جنب مع الكلاب الضاله اجفل عيناها عنها
حتى لا يستسلم لرغبته فى قتـلها انها سبب شقاؤه وسبب تشرده ولأبيها نصيب الاسد فى زجره فى حفرة الجحيم تلك ,,,
__________________________________________
اشرقت الشمس من جديد
فتحت غزل اعينها ببطء عندما تسللت خيوط الشمس الى غرفتها اول ما قفز الى ذهنها كان فهد حركت رأسها
باتجاه الباب الموراب لتلقى نظره عليه بعد أن نامت على صورته المبتعده عنها بخطوات
زفرت بإرتياح عندما وجدته مازل ممدا امامها على الاريكة التى بالخارج ,,
وقبل ان ترتد انفاسها الى رئتيها صدح صوت الجرس اعتدلت فى جلستها فى ارتباك لا تحذر من الطارق
الفظ الذى اتى دون معاد سابق فى الصباح الباكر ,,
نهضت من الفراش وتحركت باتجاه فهد فى عجل وارتباك مالت اليه اقتربت منه لدرجة تدلى خصلتها
البنيه اعلى وجنته همست بـأ سمه فى استعجال :
_ فــهـــد ,, فــــهـــد
ازاح جفونه عن مقلتيه الخضراء الساحره والتى كانت الآن مشبعه بالاحمرار حدق اليها بنظرات تحذيره
من اقترابها الى هذا الحد ولكن هى ابدا لم تهتم إلا لصوت القارع هتفت فى سرعه :
_ الباب بيخبط وما ينفعش افتح وانت نايم على الكنبه كـده ,,
رمقها بعداء قائلا بخشونه :
_ وانتى تفتحى لى من الاصل ؟
اجابته فى سرعه :
_ ليكون بابا وماما
اعتراه الصمت وظل يرمقها بسكون ان نسيانها نفسها امامه وشرودها بعينيه يثلج كل حواسه ويخدر
حواسه ورفع يده يمسك بخصلاتها المتدليه على وجهه وقبل ان يسحبها الى انفه إستجمع قواه و دفع
خصلتها بعيدا بقسوه كأنها شيئأخطر يحطاط منه اعتدل فى نومته و ابتعدت غزل فى المقابل ,,
نهض من الاريكه هادرا :
_ ابقى فكرينى ,,احذرك بطريقه تانيه انك ما تقربيش منى تانى
ابتعلت ريقها وتيبست مكانها من تحذيره الخشن , تحرك نحو الباب وفجأه استدار يأمرها بقسوه :
_ مستيه ايه ؟ّ! ..... يلا ادخلى جوه
برغم سماعها اليه الا انها لم تفهمه او بالاحرى لم تكن فى وعيها الكامل , اجفل عينيه بضيق واستردف :
_افتح ازاى وانتى كدا ؟! انتى مش شايفه نفسك لابسه ايه ؟
هنا ادركت غزل مايقوله وركضت نحو غرفـتها بعدما انتبهت انها مازالت ترتدى بجامتها ذات الحملات الورديه
تحرك فهد نحو الباب ليزيحه بينه وبين أسرته أغمض عينه لوهله وهو يرى كلا من حقى وعبود وسعا د
هتفت سعاد وهى تمط شفاها :
_ صباحيه مباركه ولو انها متاخره
اقترب عبود منه وهم بإحتضانه قائلا :
_ مبروك يا ابنى ,الـــف مــــبروك
بينما فهد لم يبادله حراره مشاعره ,ليقف حقى فى مواجهته وهو يتفادى والده قائلا :
_ احنا هنفضل وقفين كدا على الباب ولا ايه مش هنــتــفــضل ,,
تعمد أن يوكز فهد فى صدره بكتفه وهو يمر كى ينبهه انه لن يستطيع التخلص منه مهما هرب منه سيجده قباله
زفر فهد انفاسه الغاضبه وهو يصر على اسنانه بغيظ ...
تبعه بالدخول والده وزجتة والده سعا د هتف حقى وهو يشعل سيجاره بخبث :
_ اومال انت خارج بدرى على فين ولا انت لسه راجع من بره ؟!
رمقة فهد بحده لكن حدته لم تردع حقى ابدا واستردف وهو يجول بنظره على هيئته
بعد أن نفخ دخان سيجاره السام امامه :
_ اصلك لسه بهدوم الخروج
اجابه فـــهـــد كانت قاطعه :
_ انا حــر ..
هتف عبود وهو يتحممح :
_ يا ابنى خلاص سيبوا بحريته
هدرت سعاد بضيق :
_ شوف ابنك وعاميله يا عبود
صاح عبود متعصبا بـ :
_ جرى ايه هو كل كلمه هتقلبوها خناقه احنا جايين نبارك مش ننشر غسيلنا قدام الاغراب
هتفت متعصبه هى الاخرى :
_ ساعت ما حد يمس ابنك بتقوم الدنيا ما تقعدش لكن ابنى انا ما تتكلمش
هنا تدخل فهد بضيق :
_ خلصونا بقى من القرف دا لا ابنك ولا ابنه انا خلاص ما عتديش تشوفى وشى تانى فى بيتك انتى دلوقتى فى بيتى
يا تتعاملى حلو يا تاخدى ابنك فى ايدك وتمشى ..
كلماته كانت صادمه ومدهشة على نحو كبير شهقت سعاد ولطمت صدرها صارخه :
_ بتطردنا يا ابن سنيه ولله ما بيطمر فيك معروف صحيح رباية عوالم
لم يستطع فهد ضبط أعصابه وتحرك بإتجاها والشر يتطاير من عينه ليتصدر اليه عبود مزمجرا :
_ جرى ايه يا فهد انت غلطت فينا بما فيه الكفايا واحنا جايين نباركلك ونشرفك قدام عروستك اخلص بقى ولم الدور
عشان نظهر قدامها عيله محترمه بلاش تفتكر اننا غير كدا لاحسن كدا خطر عليها ...
كان فى كلماته لمحه من التهديد يعرفها فهد جيدا وتصدها بنظراته الشرسه من حتى التفكير فى الامر ,لم يعيره والده اهتمام واستكمل وهو يربت على كتفه :
_ يلا ادخل نادى عروستك نسلم عليها
هنا هتف حقى ساخرا :
_ بلا يلا يا فهد ... خلينا نشوفها كان يسحق كلماته الاخيره حتى يزيد اشتعاله
النيران احاطت بفهد من كل جانب لم يعرف أى قرارصائب يأتخذ عليه أن يختبأ خلف تلك العائله المزيفه
حتى لا يظهر جانبه المتوحش امام غزل ومن جهه اخرى هو يخشى على غزل منهم جميعا تحرك بأتجاه
غرفتها املا أن يستطيع رسم ملامح هائه واخماد النيران المشتعله بين اضلعه دخل الى الغرفه هاربا
من نار عائلته ليجد نفسه امام جحيم معذبته ...
وقف بجوار الباب يحدق اليها وانفاسه تتصارع وكأن الغرفه اصبحت شبرا ضيقا برغم اتساعها لم تتحرك غزل
من مكانها وبدت كأنها استعدت للخروج بذلك الروب الابيض والشعر المنسدل وعندما وقعت عينه عليها
هدئت كل عواصفه وبدئت نسمات عليله تلفح بشرته الملتهبه بفعل الغضب بالفعل هو جلب قمرا لعتمته
شرد فى ملامحها الهادئه وأشفق عليها لانها تشعر بكم الوحوش الذى ستقابلهم بالخارج ضيق عينه تدريجيا عندما
طرأ على ذهنه انها ستخرج عليهم بهذا الشكل تسارعت نبراته
وسألها بنبره حاده :
_ انتى هتخرجى كدا ؟
أجابته متوتره فيكفى وجوده معها فى نفس الغرفه وازدا ارتباكها من تواعده السابق لها :
_ ايــوه ,, هو مش اهلى اللى بره
هتف بضيق نافيا :
_ لأ ...
قالها وتحرك نحو الخزانه ليفتحها على مصرعيها ويهتف أمرا :
_ ما تخرجيش كدا ,,,بدء يفتش فى الملابس
بينما هى شعرت بكثير من الحرج وسرى الشك فى نفسها من تجاهله كل ما حاولت اظهار حسنها
وسقطت ثقتها فى نفسها من كونها امراه لم تسطيع حتى اغراء زوجها فهى لم تستمع منه قط سوى لا تقتربى
وزجرها دوما بشعور انها لم ترتقى ابدا لتطلعاته ,,,
اخرج عباءه فضفاضه بالون الروز يطلق عليها عباءه استقبال وهدر امرا :
_ البسى دى ,,وغطى شعرك مش عايز حاجة منك تبان
اكتفت بنظرات خاويه تجاه بينما هو قدمها اليها ووقف ينتظر التنفيذ ,, ثانيه ثم ثانيه
وهو لم يخرج فاطرت رغما عنها تطلب على استحياء :
_ ممكن ,,,تخرج ,,عا يــ...ــ..ــزه اغــ...ـيــ..ــر
هتف قائلا باقتضاب :
_ البسى على هدومك دى , انا مش خارج غير معاكى
اولها ظهره بينما هى عادت تسأل نفسها بتحير سبب معاملته اليها بهذا الشكل , بينما هو اجفل عيناها
وكـأنه يمنع نفسه منعا من دثرها بين ضلوعه هو يعرف جيدا أى ذئاب ستقابلهم الآن , يخشى عليها من اذى سعاد
وأعين حقى الوقحه , ووالده الذى يريد اخفاء حياتهم عنها بدء يلوم نفسه أنه شكل جدار حامى لها ودون أن يشعر
أدخلها عرين الضباع
كان عليه ان يظل الفارس الخفى الذى يمنع وصول أى مخلوق من ايذائها لا أن يكون هو الاخر سببا فى ايذائها ...........
ارتدت عبائتها , وغطت شعرها كما أمر وتحمحمت قائله :
_ اححم ..انا ..خلصت
استدار يحدق الى هيئتها متمما ولكن رغما عنه زفر بقوة وضيق لانها مازالت تحتفظ بجمالها التف قائلا :
_ تعالى ورايا ,,
تحركت من ورائه فى صمت وهدوء دون ان تجد لتصرفاته معنى أو تعرف من بالخارج
فى طاعه عمياء لم تعرف اخر لها ,,,
_____________________________________
)فى الملهى (
استيقظت "توبا " ببطء وهى تعتقد أن كل ما فات هو كابوس مزعج والآن هى فى منزلها
التفت الى جانبها بإبتسامه ,,, لتفزع بخوف من رؤيتها لسلطان ممدد الى جانبها فى نفس الفراش
صرخت بصوت عا ل غير هابعه باستيقاظه فرؤيته الى جوارها نصف عارى افقدتها صوابها
فزع سلطان على صوتها وإنتفض من مكانه يتسائل :
_ إيـه ..... حـــصل ايه ؟
نهضت من الفراش ودموعها تهطل بغزاره وتراجعت للخلف حتى اوقفها الجدار فسقطت , خرجت تمتاماتها
,حزينه , متالمه , وأيضا متقطعه :
_ عــ...ــمــ...ــلـ...ـت ايـــ....ـــه ؟
نفض من يده الغطاء بضيق وتعصب وصاح منددا بحالتها :
_ كل دا عشان مفكره إن حصل بنا حاجه ؟ لا اطمنى لو حصل , بجد أول حاجه هعملها لازم اطمن
اوى انك فايقه عشان أحسرك وانا باخد روحك منك ..
وبرغم انها إرتعبته كلماته إلا أنها سحبت دموعها ناويه التخلص منه قبل تنفيذ قراره نهضت من مكانها
واستجمعت قواها قائله بكبرياء :
_ الشرف اللى عمرك ما تعرفه دا اغلى من روحى وانا عمرى ما هسمحلك تطول شعره منى طول ما فيا نفس
كلماتها زادت من غليان الدم فى عروقه ونهض من مكانه بإتجاها غاضبا وأمسك حفنه من شعرها مزمجرا بعنف :
_ وانا اوعدك ان اخر نفس ليكى هيكون على اديدى , مش بس كدا انا هخليكى انتى اللى تيجى هنا لوحدك
واشار نحو الفراش , سحبت نفسها من يده بصعوبه واتجهت صوب الباب تصرخ بهستريا لعل احد ينقذها
أو يشفق على حالها تابع لكماتها للباب بتعصب كلما رأى منها رفضا اشتعلت به النيران كلما رئـها مختلفه
عن الباقين لا تميل لوسامته ظرافته أو حتى سطوته يذداد جنونا وغيظا ,, تركها تصارع الباب وتصرخ
وبدء يلتف حول نفسه فى جنون ولكن حدث عكس المتوقع استجابت اخيرا طرقات الباب لينفتح بين توبا
ورزان ,,,
هتفت رزان وهى ترمق سلطان بإشتعال :
_ فى ايه ايه اللى بيحصل هنا ؟
امسكت توبا يد" رزان" بتلهف راجيه :
_ ارجوكى خرجبنى من هنا
رمقتها رزان بحقد وعاودت النظر الى سلطان وما ان سقطت عينها على صدره العارى حتى اذدات
غيرتها خاصتا باختصاص تلك الجديده فى غرفته على غير المعتاد هتفت متأزمه :
_ ايه خلصت ؟
ادار وجه بضيق فاسترسلت بغضب وهى تدفعها عنها :
_ ما تخلصنا بقى ...
تجاهل كلماتها وتحرك بإتجاه الطاوله ليميل اليها بجذعه يتناول إحدى سيجارته فى يده
بينما توبا لا تصدق تلك المرأه التى لا تشفق على مثيلاتها وكأنها نزعت من قلبها الرحمه
والشفقه هتفت دون وعى :
_ مش ممكن انتو كلكم مجانين ..
التفت اليها رزان تدحجه بسخريه:
_ اهااا ... احسنلك تبقى مجنونه زينا لاحسن العقل هنا هيقتلك
التفت من امامها توبا تهدر على نفس حالتها متمتمه :
_ مش ممكن ,, انا همشى من هنا حتى لو اخر حاجه هعملها
تحركت صوب الباب بينما تركها سلطان ورزان تواجه الحراس الخارجى حتى تكف عن المحاوله
ثوانى وعادت بيد الحرس تصرخ بجنون قائله :
_ ســـــــــــبـــــــــونـــــــــــى ,,,عــــايـــــزه ,, امــــشـــى
تحرك سلطان صوبها فى غيظ وما إن اقترب منها حتى هدر معنفا إياها :
_ بطلى بقى ,,,, قولتلك برة الاوضة دى هتبقى للكل انتى ليه مش عايزه تفهمى إن هنا أمانلك
تشدقت بالبكاء وهتفت فى تحزن :
_ انا عايزه امشى عايزه امشى خرجنى من هنا ..حرام عليك ..حرام عليك
حرك يده على رأسها وكأنه يلاطف حيوانه الأليف ,,هادرا بهدوء :
_ طيب عايزه تخرجى ,,, علقت عينيها بعينه واؤمت برأسها فى استجداء فاسترسل وهو يحدق
بعينيها قائلا :
_ سلميلى نفسك ...
اعتلى وجه رزان ابتسامه ساخره على حالته التقطها سلطان ولم يعقب كان فى انتظار أن تزول تلك الدهشة التى
على وجهه توبا لم ينتظر طويلا حتى هتفت هى :
_ انــــت حـــقــــير ..
برغم كل مشاعره المستأصله إلا أن الأهانه منها صعب جدا إبتلاعها مازالت تبهره فى اشياء فى نفسه بكتشفها
للتو , صـــرخ بجنون فى كلا من الحرس ورزان :
_ اطــــــــــــــــــــلــــــــــعوا بـــــــــره
تحرك الجميع دون استثناء للتقف هى مستعده لاى غدر ينوى به ..................................
.......................................................
الرابعه عشر (الجزء الاول )
فى شقة فهد
خرجت غزل من ورائه على استحياء بينما هو ظل يواريها خلف ظهره حتى يكاد يجلسها خلفه
مدت يدها لتصافح عبود اولا وهى تهتف بصوت رقيق :
_ اهلا ... ياعمى
اجابها متهللا وهو ينهض :
_ اهلا اهلا بعروسة الغالى ,,, مبروك يا بنتى الف مبروك
هتفت بابتسامه :
_ الله يبارك فيك ياعمى
هتف عبود قائلا :
_ ربنا يطرح فيكوا البركة تفضلو طول العمر سواء ... استرسل وهو يحدق الى فهد ,,لاحسن
احنا فى عيلتنا عقد الجواز ما بنحلش الا بالموت
كلماته توحى بالشر الذى سضمره لتلك المسكينه ان فكرت حتى مجرد التفكير فى الانفصال وان كانت غزل لا تفهم
فــفهد يفهم ويعى جيدا
قاطعته شوقيه وهى تقبلها بحراره زائفه :
_ اهلا اهلا ,, يا عروسه
هتفت غزل مجيبه :
_ اهلا بيكى يا طنط
قالت شوقيه :
_ معلش جينا بدرى وقلا ناكم بس احنا قولنا نسيبكم اول يوم على راحتكم بس ما قدرناش نستنا اكتر من كدا
هدرت غزل بابتسامه :
_ لا يا طنط انتى تنورينا فى اى وقت , ياريت والله تقضوا اليوم كلوا معانا
اتسعت عين شوقيه قائله :
_ والله دا انتى باين عليكى بنت اصول ,,غريبه مع انهم بيقلوا ما جمع الا اما وفق
رمقتها غزل دون فهم هناك شئ مريب لا تفهمه الجميع يرمى بجمل لا تفهم معناها وكذلك فهد لم يظهر
عليه أى نوع من الحميميه لأ سرته ولا حتى أى مظهر من مظاهر الترحيب إنه يقف بعيدا يدس يده الى جيبه
ووجه يمتلاء بالضيق .....قطع عبود نظراتها وعاصفه افكارها قائلا :
_ والله بنت حلال تعالى اقعدى وسطينا حسسينا بالفرحه
بقى فرد واحد يتابع المشهد بصمت منتظر تلك اللحظة التى سيضايق بها فهد ويخرجه عن صوابه (حقى ):
_ مش هتسلمى عليا ولا ايه يا عروسه ...
انتبه فهد الى كلماته واذدراء ريقه فى قلق من تلك المقابله والتى من الممكن أن تظهر جانبه الشريرامامها فى ثانيه
تجاوزت غزل كلا من عبود وشوقيه واقتربت تمد يدها بترحيب :
_ اهلا وسهلا
اجابها وهو يطبق على يدها بقوة :
_ اهلا بيكى ,,,,يا عروسه
حاولت سحب يدها من يده إلا أنه استمر فى تمسكه بدء الشر يتطاير من عين فهد ظل حقى يتلاعب مشاعره
ويشعره بالخطر الوشيك من قبله فنظرة الغضب فى عين فهد تزيده إنتشاء وبالفعل تحرك بإتجاه
إلا أن سلطان ترك يده فى اخر لحظه تاركا إبتسامه خبيثه على جانب فمه
ظلت غزل تحدق اليه بريبه لا تفهم ما يحدث لما كلما همت لتفهم لغزا عن فهد فاجئها بلغزا آخر,,
نادها فهد :
_ غزل , تعالى نقدم حاجه للضيوف
تحركت مشدوده من ورائه نحو المطبخ بينما جلس عبود قائلا :
_ شوقيه امسكى لسانك شويه ما ينفعش كدا احنا قلنا نيجى نبارك عشان البت ما تشكش فى حاجه
ما تجيش انتى ترمى كلا م زى السم
امتعضت وجهها وهى تلوح فى حده وتهفت بضيق :
_ ما تقلقش يا خويا البت شكلها غـبيه دا ابنك مرسوم على وشه الاجرام يعنى معقول ما شفتش
جسمه والعلامات اللى فيه
رفع اصبعه امامه فمه مهسهسا :
_ هششش اسكتى بقى
هتف حقى متدخلا فى الامر :
_ ايوة يا مه ,,هودا بالظبط اللى عايزك تعرفيه ,,حومى عليها كدا زى ما اتفقنا
التفت له بنصف جسدها وهدرت بزنق :
_ ياخى اسكت انت كمان , كنت هقوم وراها بس زى ما انت شايف المعدول مش عايز يسبها لوحدها
رجع حقى ظهره للخلف قائلا باصرار :
_ انا ماليش دعوه انا مش خارج من هنا غير لما اعرف اللى اتفقنا عليه انشاء الله ابات هنا
لطم عبود كفيه قائلا بجنون :
_ انت عايزين تجنونى بقول مش عايزنها تحس بحاجه
تجاهلت شوقيه تزمره وهتفت لحقى مطمئنه :
_ ما تقلقش مش هخرج من هنا اللى ومعايا الخبر ,,
اعتدل حقى بانبساط هادرا:
_ ايوة كدا ,,تبقى أمى بصحيح
جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا
________________________
فى المطبخ
استند فهد الى جانب الثلاجه يدس يده الى جيبه ويرجع رأسه الى الخلف برغم هدوئه إلا انه أربك
غزل تماما تتحرك بقلق وتتعثر فى كل شئ رأسها بالمعنى الصحيح ليس معها ,,
هتف فهد دون أن يلتف اليها :
_ بطلى توتر ...
ابتلعت ريقها وأنجزت ما بيدها وهى تحاول أن تسيطر على اعصابها المتفككه ,,
امسكت الصنيه بين راحت يدها وهتفت وهى تتقدم للخارج :
_ انا خلصت
استوقفها رافعا يده فى طريقها قائلا :
_ استنى
سبقها وتبعته هى فى نفس الصمت المخيم بينهم والجفاء الغير مبرر ,,
خرج معا وأعين فهد ترصد حقى بإتقان بينما حقى لم يغفل عن تيقنه وصاح بنبره مستفزه :
_تسلم ايدك يا مرات اخويا ..
ثم شملها بنظرات فاحصه وقحه اثارت غضب فهد كاد ينقض عليه مفترسا لكن مازل يهتم لمظهرهم كعائله امام غزل
تقدمت شوقيه تسحب من يدها الصنيه بإبتسامه مسطنعه :
_ عنك يا حببتى ,, هو احنا اغراب ما تعبيش نفسك انتى لسه عروسه
ناولتها غزل الصنيه وهى مشدوده من تصرفاتها , وضعتها شوقيه وضعتها شوقيه على المنضده واسترسلت :
_ تعالى معايا بقا عايزاكى فى كلمتين
رمقها فهد بتحذير ولكنها كالعاده تجاهلت دون اكتراث واستمرت بسحب غزل فى اتجاه الغرفه
زفر فهد انفاسه بغضب فهتف والده على الفور :
_ سيبهم مع بعض شويه انا عايزك فى شغل
جلس على مضض بينما دخل عبود فى الموضوع قائلا :
_ الورق اللى جبته اخر مرة ,, متاكدا انك ما سبتش اى حاجه تدل عليك
قضب فهد حاجبه واجابه مندهشا :
_ لا .....وانا من امته يسيب اثر ورايا ... ثم استكمل بسؤال ...ليه بتسأل ؟
سحب عبود انفاسه بارتياح :
_ كـــويس ,, الشرقاوى بيدور على اللى دخل بيته وسرق الورق ومستحلفله بالدبح
ضيق عينه دون اكتراث فهو يعرف جيدا انه صعب العثور عليه كما يصعب الوصول
الى الاشباح سأله بثبات :
_ على كدا عرف هو راح لمين ؟!
حرك والده رأسه مشيرا بالقبول :
_ ايوه ,,عرف انه الالفى , بس هو مستحلف بالذات اللى اتجرأ وعمالها دا ما تلوا فى العمليه دى
يجى عشر رجاله ,,
اشاح فهد وجهه بعيدا دون اكتراث لطالما كان الموت والحياه له سواء ,,
لكن كانت فى انتظاره عين حقى المتربصه شحنه من الغضب والاشتعال تواجهت مع نيران الحقد والغيره
ظلت مبارزه اعينهم دون أن يفتح احد فمه وكل المؤشرات توحى بأنه ستقوم معركه طاحنه
الان ...
جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا
___________________________
فى غرفة غزل
وقفت بفم فارغ لا تدرى أى اجابه تجيب على سؤالها بعدما فاجـأتها شوقيه بسؤال فظا محيرا
لم يرمش لها جفن وأعراض الصدمه والخجل تختلط على وجهها كل هذا لم يمنع شوقيه
من استعجال اجابتها قائله :
_ ما تــــردى ...!
____________________________________________
)فى الملهى (
كان الجو مشحون بالتوتر والترقب من كل طرف فى حال انقض سلطان أو هاجمة توبا
دق ناقوس الخطر وقست تعبيرات وجه بوحشيه لقد أتى وقت الانتقام عن كل ما عانه
بسبب والدها عن علقم السنوات التى تجرعها وهى طرف به تجسدت كل معاناته امامه
والتى لم يكشف عنها بعد فالامر واضح لم يكن سلطان يجلس فى هذا المكان دون صفات شريره
أتت من قلب قاسى وعقل مظلم تحول وهو يخطوا تجاها الى وحشا حقيقى يبدل جسده
كالافعى و كى يقوى امامها نبذ أى نقطه شفقه تجاه صلة الدم والحب السالف لها
استحضر كل معاناته بسسب غباء والدها وطرده للشارع ,,,
اقتربت خطواته فى اتجاهها قائلا بشر:
_ دلـــوقتى ....هوريكى معنى حـــقــــير
كانت تحاول استيعاب الموقف بعد ان احضرت الشيطان لينتصب على قدماها امامها كان عليها أن
تحذر قبل ان تستفز أخطر رجل قد تواجهه فى حياتها فى عاشت اليوم
______________________________-
____________
استطاعت غزل لقط انفاسها اخيرا وهتفت مطــأطـأة رأسها فى خجل :
_ الحمد لله ,,
فرغ فم شوقيه وصاحت بها معنفه :
_ الـــحمد لله دا ايه ؟ هو انا بقولك ازاى حالك ؟ انا بسألك حصل بينكم حاجه ولا لا . احنا اصلنا
صعايده يا حببتى والشرف عندنا اغلى من الدم ...
التهبت وجنت غزل وانصبغت بالاحمر لا تعرف أى المفر وهتفت متهته :
_ اااا لـــ... ــحــ..ــمــ..ــد ... لله
سحبتها شوقيه من يدها فى عنف وهدرت بحده :
_ بقولك ايه انتى هتعمليلى فبها عبيطه ما تقوالى حصل ولا ما حصلش
طريقتها وحدتها كانت تبعث الذعر فى نفس غزل وتعقد لسانها اكثر , لوهله قررت ان
تنقذ نفسها من شجارها قائله بصوت مرتجف :
_ حــ....ــــصـ...ــــل
تركت شوقيه يدها بجفاء وضمت يدها الى جانبه مسترسله بتعال :
_ ورينى ...
رمقتها غزل ببلاهه وتسائلت بعينها فى خوف :
_ ااااوريــــ....ــــ...كـــ.....ــــى ايــــ....ــــه ؟
فتحت شوقيه فمها بغضب وهى تعتقد انها تتصنع البلاهه حتى تتهرب من اجابتها وقبل ان تشرح مقصدها
فتح فهد الباب دون سابق انذار هادرا وهو ينقل عينه بينهم فى ريبه :
_ ابويا عايزك عشان تمشوا ...
صرت شوقيه على أسنانها لمغادرتها المكان دون أن تأخذ جوابا شافيا ضربت الارض بقدمها
وتجاوزته فى ضيق جلى ...
ليقف فهد يحدق فى حاله غزل بتمعن فجاهدت غزل الظهور طبيعيه فهى اصبحت داخل متاهه لا تعرف اين تقف
الآن .. اشار برأسه للخروج فتحركت كالصنم لا ينبث فاها بكلمه ,,
_____________________________________
( فى الملهى )
بين توبا وسلطان
جذبها من شعرها ودار يده به حتى أمسكه باحكام تأوهت وتململت فى يده ولكن هذا لم يغيره عن عنفه هدر بشراسه :
_ اسمعى كلامى واستسلمى لاردتى انتى ما تعرفيش انا وحش قد ايه
وضعت يدها على رأسها كى تخفف الالم الناتج من سحب بوصيلاتها من مكانها
وصرخت بحده يشوبها الالم :
_ مش هيحصل انا ما اتخلقتش عشان ابقى زيك مش هتوحل بمعرفتك حتى لو كان اخر يوم فى عمرى
حاوط خصرها بيده فذادها اشمئزازها وحاولت دفعه ولكن أى قوة تقف أمام خشونته توهن فى الحال قال بكل غل :
_ لو ما كنتيش ليا هتكونى لغيرى وهتيجى لوحدك
بصقت فى وجهه بتقزز وهدرت بغليل تجاه :
_ منحط وسافل اقبل بالجــحـــيم لــكن انــت لا.
زم شفاه بيأس من معاندتها ودفعها بقوة عنه حتى سقطت والدم بداخله يغلى ويفور تحرك صوب مكتبه وهو يتمتم لها بوعيد :
_ماشي يا توبا هتشوفى دلوقت بعينك الجحيم ساعتها هتمنى تراب رجلى ومش هطوليه كمان
ضغط الزر المقابل بعنف فداخل على وجه السرعه جاسر يوزع نظراته بإتجاه توبا الملقاه أرضا وغضب سلطان العاصف فى نفس اللحظه هدر سلطان بغضب وهو يشير نحو توبا :
_ خدها اعملوا عليها حفله عايز صراخها يهز الفندق كلوا وما حدش يرحمها
توقف قلبها وحاولت التحرك عندما لاحظت اقبال جاسر نحوها وبدئت بالزحف للخلف وتخونها قدمها من الوقوف انتحبت
بهستريا وهى تدفع يده التى جذبتها من معصمها خلفها وراحت تصرخ وتــثــتـغــيـث لعل احد يسمعها..........................
..................................................!!!!
حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا
_______________________________________________
فى ذلك الحى الهادى
دفع سليم كرسيه المتحرك على الاسفلت بسرعه وقلق فاستوقفه سمير قائلا بصدمه :
_ سليم ,,, ايه اللى خرجك ...و رايح على فين ؟
اجابه وهو يمسك بيده كالغريق :
_ توبا يا عم سمير ما جاتش من امبارح
انعقدت الصدمه اكثر على وجهه وعاد يسأل:
_ ما جاتش ,,,يعنى ايه ما جاتش ...
هتف سليم بصوت متحير:
_ مش عارف ,, مش عارف ,, انا صحيت ما لاقتهاش هتجنن هتجنن
ربت سمير أعلى كتفه وهتف مطمئنا إياه :
_ طيب ارجع انت وادينى عنوان الشغل وانا اروح اسأل هناك
حرك سليم رأسه فى جنون :
_وانا اقعد كدا انا هاجى معاك
هتف سمير يستوقف اصراره :
_ اقعد بس الله يرضى عليك هتروح فين كدا ,,, اصبر اصبر ,,الغايب حجته معاه
لطم سليم فخذه بعجز وشعور القلق يدب اقدامه بقوة فى قلبه ,,,
حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا
___________________________
فى منزل سجى
اجتنبت بهاتفها فى غرفتها تهمس وهى تحاوط فمها وتحاصر هاتفها بين راحت يدها وفمها قائله :
_ حاضر يا أنس هروح لاختى انهارده واجيلك
وصلت ضحكته الرنانه الى اذانها قا ئلا :
_ هههههه يا قلبى يا سجى انا مستنيكى على احر من الجمر عشان عاملك مفأجاه
ابتسمت لرضاه وهتفت متسائله :
_ مفأجأه ايه ؟
اجاب بــمراوغه :
_ اما تيجى هتعرفى ...
هنا نادت امها باسمها )ســـــــــجــي ) لتقطع حديثها المتخفى
فهدرت على الفور :
_ ا يوه يا ماما جايه ,,,سلام بقى دلوقت عشان ماما بتنادينى
هتف أنس :
_ حماتى ..سلميلى عليها كتير اوى ,,
ابتسمت سجى واجابته :
_ حاضر
ليستر سل هو بحنان :
_ بوسيهالى كتير عشان وحشانى وبستنى اشوفها على نار
عضت سجى شفاها وهى تفهم انها المقصوده ودون أى إجابه أغلقت الخط وإحتضنت هاتفها الى صدرها
كعادتها بعد كل مكالمه معه....
******************************************
فى منزل فهد
وقف فهد وغزل يودعون كلا من عبود وحقى وشوقيه بإبتسامات لم تصل للقلب ابدا , هتف عبود
لفهد :
_ الشغل محتاجك ما طولش الغيبه عليه ,,ثم التفت الى غزل مسترسلا بإبتسامه ,,معلش بقى يا عروسه
هناخده منك ..
طأطأت رأسها فى خجل وهى تجيبه :
_ ولا يهمك يا عمى
هتف حقى متدخلا :
_ خلى بالك عليه يا عروسه
رمقه فهد شرزا فاسترسل دون إعارته أى اهتمام :
_ ابقى ارقصيلوا فهد بيحب الرقص أوى ,,
رفعت غزل وجهها عن الارض وقد اصبغ بالاحمر مندهشه من جرأه حقى , تحرك فهد باتحاه
ليهتف عبود سريعا متيقنا لما سيحدث :
_ يلا بينا ,,, الف مبروك مرة تانيه ,,
تحرك عبود ساحبا كلا من حقى وشوقيه , بصعوبه حتى تتوقف نظراتهم العدائيه لكلا من غزل وفهد
اغلق فهد الباب وما ان اغلق حتى صاح عبود بضيق :
_ انت ايه ياخى ,,
لوح حقى فى وجه دون اكتراث فتحرك عبود من جواره كى يتجاوزه وهو يلعنه سرا وعلانيه
وما ان اتخذ اول الدرجات حتى مال حقى الى والدته يسألها فى تلهف :
_ هااا عرفتى ..
اجابته بحنق :
_ ولا عرفت اخد منها حاجه مافيش غير الحمد لله
تذمر حقى قائلا :
_ يووووه عليكى يا أماه ..
فهتفت لتسكت تذمره قائله:
_ بس باين .... لأ ..
امسك كتفيها حقى ببريق ملهوف :
_ باين ازاى.... هى قالتلك ايه ؟
اجابته بضيق وهى تتحرك نحو الدرج :
_ قالتلى إزاى ؟ انا مش لسه قايلالك انها ما نطقتش
مسح وجهه بعنف متمتم بضجر :
_ اللهم اطولك ياروح
هتفت شوقيه وهى تلوح له :
_ هو انا زيك ,,انا بفهمها وهى طايره ,,والطايره بتقول إنه ما حصلش ,,
تسا ئل حقى وهو يوقفها بيده :
_ والسبب إيه ؟
زفرت انفاسها وهى تعقد يدها امام صدرها :
_ هو انا هــنجم ,,ما فيش حاجه حصلت وخلاص ..
صاح عبود من أسفل والذى كان سبقهم من مده مناديا :
_ يــــــــــلا ......انتوا هــــتــبــا تــوا فــوق
اجابته شوقيه بصوت عال :
_ حاضر جايين اهو ,,واستدارت تلطم صدر حقى قائله ,,,هو دا اللى عندى مش عاجبك
عندك اخوك روح اسئاله....................................
*****************************************
فى منزل سجى
بدئت سجى والدتها الاستعداد لزيارة غزل ووضع أكثر من نوع فاكهة فى أكياس مختلفه
وسجى فى عالم اخر لا تسمع سوي صوت أنس الرنان ولا تفكر إلا بالمفاجأه التى أخبرها
عنها ظهر الشرود على وجهها بشكل ملحوظ فنادتها والدتها:
_ سجى .... انتبهت سجى بسرعه فاستكملت وهى تضيق عينها سائله....
سرحانه فى ايه ؟
اذدرت سجى ريقها وهتفت بـ :
_ اصل غزل وحشتنى خالص
سحبت والدتها نفس مطول وهدرت متأسفه :
_ ومين سمعك البيت كأنه ضلم بعد ما مشيت ,,,يلا ربنا يهنيها ويسعدها ويخلف عليها بالذريه الصالحه
سجى :
_ امين .....
ثم عضت شفاها وهى تفكر فى حيله كى تختفى ساعتان عن عين والدتها فجأه اتت الحجه فهتفت :
_ بقولك ايه يا ماما
_ قوالى يا حببتى ..قالت والدتها
تحاشت سجى النظر لوالدتها كى لا تكتشف كذبها هتفت وهى تنشغل بترتيب الاكياس مع والدتها :
_ انا عايزه بعد ما نروح لغزل اروح ازور واحدة صاحبتى
انخدعت والدتها سريعا وهدرت دون عناء :
_ روحى يا حببتى ,, بس هى مين ؟
اجابتها سجى فى سرعه :
_ ولاء .. اسمها ولاء زميلتى فى المدرسه
اؤمت والدتها ونهضت من جوارها تهتف :
_ طيب يلا قومى البسى عشان نروح لاختك
ابتسمت سجى بسعاده وهرولت نحو غرفتها كى تستعد ,,,
حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا
**************************************
فى شقة فهد
أغلق الباب وتجاوز غزل التى مازالت تقف فى مكانها مشدوده لا تعرف أين تذهب فكل ما حولها غامض
مقلق غريب حتى فهد نفسه , علاقته بعائلته لم تكن حميميه لدرجه ملحوظه أو على الاقل ليس بالجو الاسرى
المتعارف عليه والذى اعتادته هى ,,
هتف فهد ليخرجها من شرودها :
_ انا داخل انام ,,بس لما اصحى ليا حساب تانى معاكى
مازالت فى صدمه قلبت نظراتها المتحيره به لا تدرى بما تجيب حتى ايماء الرأس اصبح ثقيل
رمقها فهد بقلق فحالتها بدت ليس على ما يرام ,,اقدامه تحركت رغما عنه صوبها متسائلا :
_ مـــالك ....؟
ظلت كما هى مشدوده لم تجيبه حتى تحركت من جواره بإتجاه غرفتها متمسكه بصمتها
الذى لا تعرف هو برغبتها أم رغما عنها ,,,
اثارت قلق فهد وظل يتبعها بنظره فى تألم وحيره هل أتى بها هنا خصيصا ليحميها أم سييؤلمها
وسيفشل فى حمايتها حتى من نفسه ,,
حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا
__________________________________
)فى الملهى (
التف سلطان يفتح علبة سجاره لينفس بها غضبه بضيق صراعات بداخله ظهرت على وجهه وإنفعال أصبح شرس يصارع دخان سجارته
دخلت رزان دون اذن لتجده بهذة الحاله المتوتره عقدت حاجبيها متسائلاه :
_فى ايه ايه القلق دا ؟
استدار يرميها بنظرات ساخطه ويهدر بضيق :
_ايه او مرة تسمعى واحده بتصرخ ؟
أجابته نافيه دون تعليق على سخريته :
_لأ ......اول مرة اشوفك انت كدا.
نفخ سيجاره بضيق وتأفف وهو يستمع إلى صراخها فى أذنه يكاد يصمه وضع يده على اذنه كى يهدء لكن لا فائده
فصوتها يحرك أوتار قلبه حتى اوشكت ان تنقطع ..
كانت رزان تتابع حالته بدهشه:
_ يظهر إن انت اللى أول مرة تسمع صوت واحدة بتصرخ ......
هكذا قالت رزان بمكر كى تستفز بركان مشاعره الخامد
فاستدار لها يرمقها بحده ويهدر بغضب واجم :
_ ما ترغيش كتير روحى شوفى وصلوا لحد ايه ؟
مازال على وجه رزان التعجب منذ متى وهو يهتم بتفاصيل الاعمال القذرة الى هذة الدرجه , تحركت من امامه قبل ان تثور ثائرته من جديد,,
وقتما وصل لاسماعه خروجها نفض سيجاره فى المنفضه بغضب وكأن عادمها لا يطفأ نيرانه المشتعله ظل يدور فى المكتب كالمجنون وصوت صراخها مازال يؤرقه حاول اغلاق اذنه عنه ولاكن لا فائده فما يؤذيه شي بداخله لا سلطه له عليه اقترب من اول حائط وراح يدق رأسه بعنف به ندما وحسره على تهوره ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
................ يتبع الجزء التانى من الحلقه
الرابعه عشر (الجزء الثانى )
فى الشارع
دخل عبود بسيارته متجها نحو محله أوقف المحرك ونزل من سيارته وتحرك باتجاه محله
كى يزيل عنه غبار اغلاقه اليومين الماضيين ولكن لاحظ احد رجال الحرجاوى يقف ويستند
الى الباب وما زاد تعجبه هرولته باتجاهه
تو قف (عون ) امامه قائلا :
_ انا عايزك فى مو ضوع مهم يا عم الحاج
عقد عبود حاجبيه من دخوله المباشر فى الطلب دون تحيه واشار له بيده بنبره منزعجه :
_ طيب ,,, استنى ندخل الدكان ...
افسح عون من طريقه بل تقدم امامه مستعد لإزاحت الباب المعدنى كى ينفرد به تم الامر بسرعه
وجلس معا فى المكتب وقبل أن يسأل عبود عن سبب ظهوره كان عون الاسرع فى طلب طلبه :
_ انا قاصدك فى خدمه ما حدش هيخلصها غيرك
عقد عبود حاجبيه متكهنا أى خدمة سيحتاجها منه بعد نسب الشجار بين الحرجاوى وفهد
لكنه فشل لذلك سأل بحذر :
_ فى إيــه يا ابنى ؟
هتف عون قائلا :
_ انت مش قولت اننا نعيش زى ما انتوا عايشين ونتجوز من هنا ونبقى عادين خالص
أجابه عبود :
_ اه قولت , بس دا كان قبل الحرجاوى يتخانق مع فهد
هدر عون سريعا :
_ انا مليش دعوه بالحرجاوى انا جتلك انت وهبقى من رجالتك بس تجوزنى
_ههههههههههههههههههه ,,,ههههههههههه لم يستطع عبود تمالك ضحكاته التى خرجت تبعا
وأقفها بصعوبه قائلا :
_ اجوزك ,,,, انا ما عنديش بنات يا ابنى
هتف عون موضحا :
_ انا عارف ,,بس اللى عايز اتجوزها ما اقدرش اخبط على بيتهم من غيرك ومن الاخر مش هيقبلوا
بيا غير لو انت جيت معايا
عاد عبود لطبيعته وتسأل بجديه :
_ ياسلام ومين هى دى ؟
اشار عون نحو شقة سجى التى فى مواجهة الدكان :
_ دى بنت صبحى (ســجـى )
تراجع عبود للخلف واسند ظهره مدركا الموضوع كامل الآن وهتف :
_ اه انا كدا فهمت ,,,
شرد قليلا كى يحسب الامور ولكن عون لم يصتبر وهدر بتلهف :
_ ايه قولت ايه ؟
نطق عبود بإقتضاب :
_ مــاشــى ,,
ارتسمت الابتسامه على وجه عون وأسرع هاتفا :
_ امـــتـــه ..؟
رفع اصبعه الاوسط اسفل ذقنه يطغط برفق وهو يتطالع لتبادل المصالح وضم عون لحاشيته
نطق مساوما :
_ بس تبقى من رجالتى انا
لم يتوان عون عن رفض طلبه أوحتى يتمهل فى اتخذ قراره فقد رأى ان عبود أقوى من الحرجاوى بمراحل وانضمامه
الى رجاله سيضيف له ويربح مكاسب كثيره لذلك أسرع قائلا :
_ انا درعك اليمين من دلوقت يا سيد المعلمين
حدق اليه عبود وراح يتأمله قليلا واخيرا هتف :
_ انهارده باليل هكلم ابوها ,,,
اذداد تهلل عون وهتف فى سرور :
_ ينصر دينك يا سيد المعلمين ,,,
________________________________
(فى الملهى)
لم يستطع سلطان التحمل اكثر من ذلك تخيل ما يحدث الآن أوشك على توقف نبضه اطفئ سيجاره سريعا
فى المنفضه القريبه وخرج بخطوات هلعه لأنقاذ ما يمكن إنقاذه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,
وصل الى الغرفه المشؤمه وصوتها يعلوا أكثر فأكثر ليقترب رزان الواقفه امام الغرفه تشعل سيجارها ولا تهتم لشي
وتحولت نظراتها لتعجب وازدات اكثر عندما رأته لا يلتفت لها ويقتحم الغرفه عليهم ويغلق الباب من ورائه
انفجر الدماء فى رأسه وهو يرى ذلك الضخم يجثوا فوقها
وبجواره اكثر من ثلاث رجال اخرين يقيدونها باحكام وهى تقاوم بشده وتصرخ بجنون ومازالت تقاوم
بكل ما أوتيت من قوه ,دفعه عنها سلطان ولكمه بعنف امام فمه حتى سقط الرجل لايدرى ماذا يحدث
ثم اهتاج عليهم واحد تلو الاخر بغليل مسيطر وبالترتيب فرغ غضبه بهم , لتنهض توبا عن الفراش الذى يتساقط عليه
الضحايا اخير نجت بنفسها قبل الهلاك المحتم و أمسكت بطرف ثوبها الممزق وانزوت فى طرف الغرفه تنحب وترتعش من هول ما كان سيلحق بها
وما أن انتهى من نوبة جنونه حتى إتجاه صوبها ليؤنبها بإنزعاج وكأنه لم يفعل شي قائلا :
_ عـــجـــبـــك كـــــدا ؟!
جذبها اليه بقوة حتى تلاشت المسافه بينهم فإصتدمت بصدره وخانتها قدمها فظلت تهبط من أحضانه بنحيب
وعند وصول ركبتيها الى الارض هدرت بصوت منحور:
_ ارحمنى حرام عليك
بالطبع لم يشفق عليها وهو الشيطان بنفسه تحرك من امامها كالصنم الجامد وصاح برجاله المترنحين بعنف :
_ اطــــلـــعوا بـــــــــــــره
خرج الجميع وبقيت هى لا تعرف كيف ستنجو منه ظل الصمت هو المسيطر بينهم إلا من صوت تهجد أنفاسه ونشبجها المتألم ما بقى للكلام معنى ولا لتواجده معنى إما ان يحصل على ما يريد الان إما أن تمتلكه هى للابد ,,,
ظل فمها يرتعش وهى ترجوه بنحيب مؤلم :
_ حــ,,, حـــرام عــليــك
صاح بها بضيق وقد ألمته الكلمه التى استمعها كثيرا وهو اكثر مما عانى منها ( كلمة الحرام ) :
_ هنا ما فيش حرام ,, اللى بيحصل هنا كلو حرام
استرسل بسخريه من وخزة قلبه قائلا :
_ كل إنــســان بــيــفــر ق بــيـن الــحـلال والـــحــرام فـى اللى يـخصوا بـس
التف من أمامها لقد نجحت لم يستطع مساسها وهى فى هذه الحاله وقف بوجه الباب الموصد
وقد مرت ذكراياته معها كشريط سينمائي اجفل عينه عن صوت نحيبها عازما ان ينهى تلك الشفقه
خرج من الغرفه متعب غاضب من فوزها فى النهايه لما هى الوحيده التى تنزع سلطانه وتجرده من قساوته
اصتدم بأعين رزان المندهشه لم تنتظر طويلا وتسألت :
_ فى ايه.....؟
بنظرات مظلمه أجاب شيطان يتراقص فى عينه من فرط قسوته وظلمه :
_ جـــهـــزوها اليله ,,,,
لم يلتفت لتعجبها ورحل بعيدا عنها لعـل يطفى النيران التى لا تخمد ابدا بأى شئ....
________________________________________
فى شقة فهد
إجتمعت اسرة غزل الصغيره كلا من والدها والدتها واخويها الصغيرين واختها هذا هو الشئ المفرح
الوحيد الذى مر عليها خلال اخر ساعات هنا وبرغم من فرط تشـتـتها إلا أنها اظهر ت السعادة
كما ينيغى
ربت والدتها غلى كتفها بحنان وهى تهدر بفرح واشتياق بـ :
_ وحشتينا يا غزل وربنا البيت من غيرك ماليه معنى
هتفت غزل بشوق :
_ والله وانتوا كمان وحشتونى أوى
تدخل والدها قائلا :
_ربنا يهنيكى يا بنتى ,, ثم تسأل وهو يلتفت حوله ... أومال فين فهد ؟
ابتلعت ريقها بتوتر لانها لم توقظه هذه المره عندما سمعت طرقات الباب خوفا من غضبه :
_ اا...نايم جوه
اؤما والدها وقال :
_ طيب ما تدخلى تصحيه مش معقول هنيجى ونمشى من غير ما نسلم عليه
رمقته مطولا بحيره وسئالته :
_ انت شايف كدا ؟!
ابتسم والدها وهتف :
_ أومال يا بنتى ايه اللخمه اللى انتى فيها دى ؟! قــومى يلا
نهضت وهى تحاول اخفاء رهبتها من ذهابها اليه بقدمها بعد تحذيره المشدد بعدم الاقتراب
أجفل عينها وسحب أنفاسها بحزن اتخذت ممر غرفته وبسرعه اغلقت الستار
حتى تخفى تلك الصناديق التى تحوى هؤلاء الكائنات كى لا يسأل أحد , , وجاهدت ابتلع خوفها منهم
تسحبت من بينهم وكل أعصابها مشدوده حتى تجاوزتهم وإستكملت طريقها
نحو غرفته وقفت أمام الباب تأمل ألا يغضب عليها من جديد ,وقررت أن
تتعامل بحريه خصوصا فى وجود عائلتها فهم من الاساس اتو ليطمئنوا عليها
لا ليشكوا فى سعادتها ..فتحت الباب ودخلت ,,,
وقفت فوق رأسه مرتبكه من فعلتها وبداخلها سيل عنيف من الاسئله
لا حصر لها أهمها لما لا يقبلها لم يحرمها حتى من لمسه أو الاقتراب منه حتى وإن كان عاجز
هل هذا يمنع تصافحه حتى ,,,,,, بعد معاناه خرج صوتها اخيرا
و نادته بصوت هادئ :
_ فـــهــد
لم يستجب فكررت النداء بصوت أعلى :
_ فـــــهــد
لم يحرك ساكنا كل هذا وهى تمنى نفسها أنه يستسقظ بالنداء حتى لا تطر إلى لمسه فيغضب
لكن نفذ صبرها فمالت إليه تناديه عن قرب لعل ذلك يجدى نفعا :
_ يا فهد اصحى ,,,
فتح عيناه على فجأه فاصتدم بعينيها وتحفزت خلاياه سريعا لنهرها من عدم استجابته له
واستهانتها بخطورته عند الغضب ارتبكت غزل وهمت لتعلل سبب تواجدها لكن قاطعها هو محتد :
_ انا كام مرة اقولك ما تقربيش ليا افـهمهالك ازاى انتــ....
أسرعت بوضع يدها أعلى فمه كى لا يخرج صوته الى عائلتها فزادته دهشه تسارعت انفاسهم معا
وكأنهم فى عدو سريع عم الهدوء للحظات وبقى لأعينهم الحديث نظراتها الائمه كانت تزيد من جنون فهد
وتحسه على إخراسها فهو يتحمل اللوم من كل العالم إلا منها هى فإختطف خصرها فى سرعه الى الفراش
وجعلها الى جواره شهقت بفزع وتفككت كل حواسها وقبل أن تهدر بأى شئ تسأل هو وهو بالقرب منها :
_ ما تبصليش كدا تانى انتى فاهمه ؟ انتى عايزه إيه بتصحينى لى ؟
أجابته بارتباك حاد:
_ماما وبابا و اخواتى بره
هدئت أنفاسه الغاضبه قليلا ورمقها بضيق ومن ثم ابتعد من فوقها وإعتدل حرك يده أعلى شعره
يستجدى هدؤا لن يجده فى تواجدها جواره نهضت هى الاخرى بعكسه ليكون
كل واحد منهم فى طرف حاولت بصعوبه تنظيم أنفاسها بعد موجه الأحاسيس الغامره التى
اختطفها فيها فهد ,,
ونهض هو من مكانه قاطعا الصمت بـ :
_ اطلعى وانا جاى وراكى
نهضت بإستسلام وتحركت صوب الباب لكن قبل ان تخرج وضعت يدها أعلى صدرها وزفرت انفاسها
دفعه واحده وخرجت بإبتسامه اصتنعتها من وسط كل حزنها كى تبدوا أمام أسرتها طبيعيه رغم كل ما يحدث
معها من عكس ذلك,,,,,,,,,
..................................................
هتفت وهى تقترب من مجلسهم :
_ ثوانى وجا ى
نهضت سجى قائله :
_ تعالى بقى نقعد سواء انتى وحشتينى خالص
محنتها غزل ابتسامه ملهوفه :
_ وانتى كمان يا حببتى
عقدت ذراعيها معها فتحركت غزل صوب غرفتها لكن التقطت سجى مرور غزل الى ممر مخالف عن
ما كانت فيه وهى تتوجه لتوقظ فهد
دخلت الى غرفتها الخاصه وهتفت سجى بانبهار :
_ الله ,,, اوضك جميله اوى
لوت غزل فمها وهدرت توارى حزنها :
_ عقبالك يارب وتكونى متهنيه
اتجهت نحو الخزانه تتفحص الملابس لكنها تسألت بدهشه :
_ غزل الدولاب ما فيهوش غير هدومك أومال هدوم فهد فين ؟
ظهر التوتر على وجه غزل وراحت تقطع فى الاجابه لا تدرى كيف تكذب :
_ ااا.. اصل ,,هو ,,,ااا
سارعت سجى بالسؤال عندما لاحظت توترها :
_ وليه لما روحتى تصحيه روحتى ناحيه مختلفه عن دى ...غزل .. فى ايه ؟
أغمضت عينها بتعب وسقطت جالسه على الفراش فقد انهكت من كثرة الكذب والاسطتناع من وجه الصباح
وهدرت بيأس :
_ هو بينام فى أوضه لوحده
اتسعت عين سجى وهى تستمع الى اجابة اختها الحزينة فاقتربت منها تسألها بجنون :
_ ليه يعنى ؟
هتفت وقد فاضت عينها بالدموع :
_ ما أعرفش قال حاجات كتير ما فهمتش منها حاجه أو انا اللى مش عايزه افهم
جلست سجى الى جوارها وسألتها بشك :
_ يعنى ما حصلش حاجه
اؤمت بالايجاب وهى تطأطأ رأسها بخجل
فهدرت سجى بصدمه :
_ دى امك من ليلة ما مشيتى وهى بتعملك فى بلوفرات من الصوف ,, الله يخرب بيتك يا فهد
سارعت غزل تسكتها قائله :
_ ما تقوليش حاجه يا سجى اسكتى , هو يظهر عنده مشكله وقريب هتتحل
شهقت سجى وهتفت مستنكره :
_نعم يا اختى انتى عايزة تفهمينى إن فهد دا بكل عضلاته دى طلعت على مافيش دا بيتهرب منك
لازم ابوكى وامك يعرفوا
هدرت نافيه بتشدد :
_اوعك يا سجى اوعك حد يعرف انا هصلح امورى معاه وبعدين انتى عارفه انى بحبه مش هسيبه
عشان اى حاجه مهما كانت
كتمت سجى انفاسها وظلت تحدق بأعين أختها التى تفيض عشقا لرجلا لا يشعربها
حصرى على صفحة بقلم سنيوريتا
امام الملهى
وقف سمير امام هذا المبنى الضخم الذى لا يبعث الاطمئنان يحمل بيده ورقه
بيضاء تحمل العنوان وزع نظره بين الورقه وبين المبنى لا يصدق أن اخت سليم
تلك الفقيره المعدومه تدخل هذا البناء حتى ولو للعمل اقترب بخطوات بطيئه وإن كان يود
التراجع لكن قررإنهاء واجبه والسؤال حتى يرتاح ضميره عندما يعود لأ خيها
وقف امام الحراس الخاص بالباب وسئل :
_ الله يكرمك يا ابنى فى واحده بتشتغل عندكم هنا اسمها.... توبا
اجاب الحارس بجفاء :
_ لا ما فيش حد بيشتغل هنا بالاسم دا ..
فكرر سمير السؤال كى يتاكد :
_ توبا ,, توبا الراوى
صاح الحارس بحده :
_ ما قولتلك ما فيش حد هنا بالاسم دا
لوح سمير بيده مهدئا :
_ يا ابنى بس اتاكد اخوها هيتجنن عليها وبيقول انها بتشتغل هنا وما جاتش من امبارح
هدر الحارس وهو يدفعه :
_ ما قولت ما فيش حد بيشتغل هنا ويلا ابعد من هنا ,,
ابتعد سمير وتمتم بأستسلام :
_ خلاص طالما بتقول مش هنا تبقى مش هنا ,,,,
____________________________
الخامسة عشر (عالم الشياطين )
فى الملهى
بكت توبا لكن ما لبكاؤها معنى لقد وقعت فى قبضة الشيطان لا مفر لا خروج من هنا, وسط أيدى الفتيات
التى تعبث بها هى فى عالم اخر لا تدرى بما يفعلونه ولا ترى انعكاسها فى المرآه الباليه ولا ما ألبسوها إياه
يدرك من حولها وجع قلبها وتهشم روحها لقد عا نوا مثلها تماما فى أول مره وبهم من الالم ما يكفيهم فقد شاهدو الكثير
والكثير من الدموع واستمعوا إلى أكثر الصرخات قهرا تلك التى تبكى فى صمت لم تزيد شفقتهم فهم فى حاجه
لمن يشفق عليهم مالت إليها جودى تلك الفتاه التى خدعة بالحب من طرف سلطان وأصبحت أسيرة فى وكر الملذات
هتفت وهى تمسح بطرف اصابعها د موعها :
_ البكاء مش هيفيدك خليكى قويه انتى اليله هتكونى عند سلطان لو قدر عليكى هيكون دا مكانك للابد
لم تكف توبا عن البكاء وكأنها لم تستمع لشيئا قط ... فلطمتها جودى لطما خفيفا حتى تنبه لها قائله بحده :
_ إنتى فوقى ...بصى حوليكى شايفه انتى فين ؟!
انتبهت توبا اخيرا وحدقت اليها بفم مفتوح وأعين أنهكها البكاء زحزحت عينها قليلا لترى ذلك السجن
الذى يعيش فيه عشرات الفتايات فى آسره حديديه فوق بعضها هذا المكان لا يصلح إلا للفئران والحشرات
الرطوبه التى ملأت الحوائط والارض العاريه نالت من برائه الفتيات التى أغتيل جمالهم و تشوه تحت
أنقاض هذا الفندق الكبير والتى كان حلما فى نفسها يوما أن تمتلك غرفه به من روعته وجماله ما رأته الآن
من بشاعه جعلها تسخر من كل أحلامها عادت ببصرها اليها لتومئ جودى فى أسي :
_ للاسف ما فيش خروج من هنا ولو سلطان قدر عليكى انهارده هتقعدى هنا لآخر عمرك
دخلت رزان تصيح بصوت عال :
_ خلصتوا ولا لسه ؟؟
تفرق الفتيات على صوتها وإنزوت كلا منهم فى طرف فحالة توبا قد ذكرتهم بألمهم وصدمته الآولى بالواقع
إن كانت توبا الآن تساق مجبورة لتدنس وتصبح مثلهم , وهم خدعوا ووهموا وأُحتيل عليهم , حدقت لهم رزان دون مبلاه
فوجوهم تحكى هما دون أدنى جهد فى التقاطه ..
توجهت نحو هدفها "توبا "و شملتها بنظره فاحصه غاضبه فكانت هاله من الجمال لولا ملامح وجهها الحزينه
لا اكتملت فتنتها كانت مميزه بنمش وجهها ولون شعرها الاحمر ولو عينيها المختلف لوحة يصعب تقليدها
لوت فمها بضيق وجذبتها من ورائها بقبضة يدها التى تود سحقها الان .........
*****************************************
فى شقة فهد
هذه المره قررت غزل الهروب بعيد عن لومه وعتابه ووفظاته كلما اقتربت منه
تمددت فى فراشها والتفت حول نفسها تخفى دموعها وأحزانها فى أحضان وسادتها لم تسأل
عن غداء أو عشاء لم تهتم بأى شئ لقد جن جنونها من حالة الغموض التى كادت تخنق افكارها
إختفت عنه من وقت خروج عائلتها من الباب أنهت التظاهر وتمثيل السعاده حتى بلغ منها الجهد ,,,
فى الخارج
كان فهد يدور حول نفسه فى من اختفائها فى الغرفه لساعات وقد اوشك اليل على
الدخول اخيرا امتلك الشجاعه للوقوف على بابها طرق مرات عده فتظاهرت هى بالنوم حتى
لا تواجهه لكن قلقه الزائد دفعه لفتح الباب والدخول دون رغبتها , زفر انفاسه عندما وجدها
مغمضة العينين متظاهره بالنوم جلس على طرف الفراش وهو يهدر بصوت طبيعى :
_ اذا كــنتــى خــايــفــه منى ..ما تــخــفــيش
دفعت عنها الغطاء وجلست بمواجهته ولا تعرف من أين انت لها الجرأه أن تهتف بــ :
_ انا مش خايفه منك .... انا عايزة اعرف ايه اللى يخلينى خايفه منك , انت مين
ولى بتعاملنى كدا ؟!
حدق اليها بدهشة من اندفعها المغلول دون سبب , فاسترسلت تستوضح :
_ انا أقولك انت ايه ؟ إنت وحش وحش لدرجة خلتنى أكذب خلتنى أمثل السعادة على عيلتى
انت وحش لأنك بتبعدنى عنك وحش أوى ..
لاتعرف من أين اتت لها الشجاعه حتى تهاجمه كل هذا الهجوم وتخبرعشيق روحها بأنه سئ لهذه الدرجه
لكن كل ما كانت تختذله كل هذه السنوات من عشق فى صمت أخرجته فى هذه اللحظه وقوفها المستمر
فى شرفة المنزل لدرجة حفظ تفاصيل يومه ,عناء اخفاء جنونها به عن أعين الجيران والماره وأهلها
خرج الآن ونزفت جراحها من جديد عندما استشعرت كل ما مرت به من ألم وهى تخيل ذهاب فهد من يدها
بحكم انها كانت منحوسه لم تخلق للزواج وسقطت دموعها رغما عنها....
ظل فهد يحدق اليها بصمت وعيناه مرتكزه على دموعها بحزن بالغ وبتردد شديد رفع اصابعه
ليمسح دموعها كفف دموعها بعدما أدهشته بقوتها الممزوجه بطفولته ساد الصمت ودموعها تولد
من جديد لعل ما ينهى كل هذا هى ضمها إلى صدره كى يطمأن قلبها العاشق أنها أصبحت تملكه
لكن هذا تقريبا من المستحيلات فكم الالم الذى يمزق قلب فهد لا يحتمل لأنها تبكى بسببه
أزاح وجه عنها وهتف بنبره حزينه كى يخرجها الآن من أمامه :
_ قومى اغسلى وشك ,, ويلا عشان نتغدا
مسحت وجهها بيأس هو سيظل كما هو لن يبادلها الحب لن يهتم لشعورها تجاه فلتستسلم
فى النهايه للعيش على طريقته يكفى أنها تراه ليلا وصباحا وتعيش معه تحت سقف واحد
نهضت من جواره وخرجت عن الغرفه تماما ..
أما فهد دس اصابعه بين خصلات شعره بضيق وبداخله الآف الصراخات مال برأسه الى الامام
وكور قبضته حتى برزت عروقه النابضه ولكما الفراش عدة لكمات يلعن ويسب كل ما يمنعه عنها
ماضيه الذى فعل به كل ما لا يخطر على بال جنس بنى ادم يقيده ينزع كل افكار الاقتراب أو حتى
اظهار عشقه .. قبضه على جمره حبه وقيد بالماضى وقفت الحياه بينهم وإنـــتــهى
**************************************
سجــى
وقفت امام شقته بتردد كلما مدت يدها إلى الجرس تراجعت وكأن شيئا بداخلها يحسها على الهروب
غمغمت بضيق وهى تستجيب اخيرا لضغط الجرس :
_ يووووووه
انتظرت قليلا حتى يستجيب لكن لم يستجيب عادت تكرر الضغط لكن لاحظت أن الباب مردود
فتلمسته بحذر حتى تتأكد فوجد ته بالفعل مفتوح تراجعت بشك وضغطت الجرس مرة اخرى
لكن سماعها لصوت اقدام قادمه من الاعلى جعلها تهرول نحو الداخل وتغلق الباب من ورائها
التقتط انفاسها وهى تلصق ظهرها بالباب نادت بنبرة متحشرجه :
_ أأأ ..أأنـــس .. أنس
وقفت فى ظلام و انتابها الرعب ونادت بصوت أعلى :
_أنــــــــــــــس انت هـنا ؟
فى وسط هذ الظلام يد خشنه اختطفتها من على الارض وأضأت الشقه فى هذه اللحظه
شهقت سجى وهى تحاول دفع تلك اليد عنها فهتف أنس برقه :
_ كل سنة انتى معايا يا روحى
حدقت سجى فيما حولها بتشتت من سرعة الامر وانعقد لسانها امام كل هذه البالونات التى تتساقط
من الاعلى وهذه الاضواء المدهشه والورود التى تملأ الارضيه جو فى غاية الرومانسيه
فعاودت النظر الى أنس الذى أسبل عيناه لها وسئالته بتوجس :
_ فى ايه ؟
حرر يده عن اسفل قد مها وظهرها بهدوء وعندما لامست قدمها الارض ابتعدت عنه
فابتسم لها قائلا :
_ انهاردة عيد ميلادك يا قمر
رمقته بدهشه عندما وجدت يده وقدمه دون جبس فاستوضح بابتسامه :
_ كنت حابب اعملك مفاجأه
ظلت ترمقه بصمت وكأنها تحاول استيعاب الامر ...تحمحمت عندما طال صمتها وهتفت بخجل :
_ حمد لله على سلامتك
اتسعت ابتسامته وهو يقترب منها باسط يده ويقول :
_ تعالى بقى نخلى احتفالنا احتفالين
هتفت بفم فارغ :
_ احتفال بإيــه ؟
اجابه وهو يسحب يدها إلى يده برفق :
_ بمناسبة إنى خفيت ,, وبمناسبة عيد ميلادك هى دى المفأجاة اللى حابب اعملهالك
تمشت معه نحو الطاوله التى جهزها من أطيب الحلويات والفواكه واستردف :
_ انا ما رضيتش احتفل مع اصحابى وجيت جهزت المكان هنا ,,,هااا عجبك ؟!
اؤمت بالايجاب فمد طرف اصبعه اسفل ذقنها يهتف بنعومه :
_ انتى هتفضلى مكسوفه كدا كتير انا عايز انهارده يبقى يوم ما يتنسيش
********************************************
فى شقة سليم
عاد سمير الى سليم متوتر من الاجابه التى قد تجن جنونه ظل يقدم ساق ويأخر ساق متمتما :
_ لا اله الا الله ..ربنا يستر
دخل اليه حيث أنه ترك الباب مفتوحا من فرط قلقه وما إن لمحه سليم حتى تحفز قائلا :
_ هااا خــبر خــير
لوى سمير فمه وهو يحاول إيجاد كلمات تطمئنه لكنه فشل أمام تعبير سليم المستعده للاسوء, وتشدق قائلا :
_ بيقوله ما اشتغلتش عندهم
كادت الصدمه توقفه على قدماها فرغ فاه وهو ينكر ما سمعه فاسترسل سمير :
_ ما تقلقش انا هروح الاسم واعمل بلاغ وانشاء الله هنلاقيها
صرخ سليم بجنون :
_ يعنى ايه اختى بقالها شهرين بتخرج وبتروح وبتجى على شغل فى الاخر ما اشتغلتوش
هو انا لدرجادى بقيت عاجز ,,,دفع عجلات كرسيه للامام ... انا مش هسكت انا هدور عليها
لو فى اخر الدنيا هجيبها ...
تحرك سمير من ورائه محاولا تهدئته :
_ يا ابنى تعال هنا وانا هدور مكانك استنى
لم يستمع اليه وانطلق للشارع فى جنون ,,, فالاخوه ليست سهله نعم هو عاجز لكن غياب اخته
عنه هو العجز الحقيقى ,,
________________________________
لدى ...فهد وغزل
الجو بارد وخالى من أى احاديث جلسوا معا على مائدة الطعام لا ينظر كلاهم لبعض يحمل
كلا منهم ألـم مختلف ولوعه مختلفه برغم عشقهم المتبادل إلا ان حاجز الجليد والنار ارتفع
بينهم وأعمى عينيهم عن قوتهم مقارنة به لم ترتفع عين فهد عن الطبق الذى امامه والذى لم يلمس
منه شئ اما غزل فكانت تسترق النظر وتقتطم شفاها بأسف على ما هدرت به لقد كانت قاسيه
معه ولامته على ما لم يكن له به يد سوى انها عشقته وتأملت تواجدهم معا لكن صدمتها فى الواقع
كانت نقيض تماما أحلامها همت لتهتف :
_ اســفــه ,,
لكن فهد لوح غير مبالى وظهرفى عينه كثير من الاعتذرات فشل فى اخفا ئها وقفز عن المائده
هاربا الى متسع المكان خرج تماما عن شقته يسحب انفاسه المحبوسه وكأنه كان يغرق
نهضت غزل بحسره ولعنت غباؤئها فعوضا من أن تقربه إليها نفرته جرحته واندفعت
تحمله كل ما عانته فى عشقه حتى الآن ,,,
سقطت دموعها وهى تلملم الأطباق بحزن أطفأ بريق عينها وخيم على منزلها الصغير ,,
لاجدوى من الحب فالحب مصيده كبيره لا خروج منها إن أحببت شخص من كل قلبك انت أبدا
لن تستطيع كرهه حتى إن استأصلت قلبك ,,,
__________________________
فى شقة والد سجى
وقف كلا من عبود وعون فى انتظار فتح الباب بتلهف لم يتاخر كثيرا صبحى فى ازاحة الباب
وهتف مرحبا :
_ اهلا اهلا يا حاج
ثم نقل بصره الى عون وصدم لوهله واستكمل فى سرعه متوجس :
_ خــير ..
أجابه عبود بابتسامه وهو يربت على كتفه :
_ كل الخير يا صبحى ..
اشار عبد الواحد بيده للدخول قائلا :
_ اتفضلوا ...
ثوان معدوده حتى وصل إلى الاريكه المقابله وبدء عبود فى الكلام مباشرا:
_ بقا ربنا بيقبل التوبه ولا لا ..
هتف صبحى فى تـأكيد :
_ طبعا ربنا رحمته واسعه
ابتسم عبود فى تقصير المسافات وإسترسل وهو يشير نحو عون :
_ اهو عون جانى وطلب منى اتوسطله عندك , الراجل بعد ما خرج من السجن مشى على السراط
المستقيم حتى الحرجاوى سابوا وهيجى يشتغل فى دكانى زيه زيه ولادى ,لكن يلزمه بت الحلال
اللى تثبته على التوبه دى ....واحنا ما لاقيناش أحسن من أخت غزل ليه ,,قولت ايه ؟
إرتبك صبحى وانتشر القلق على وجهه مهما كان ذلك لا يمكن أن يزوج ابنته الصغيره ذات
التسعه عشر عاما لذلك الشاب الذى قضى أعواما بالسجن خرج الكلام متقطعا من فمه وهو يهدر :
_ ااا ...اص...ل ... مش ممكن ي..عن...ى يعنى
اسرع عبود بالاجابه :
_ لى مش لسه قايلين ان ربنا رحمته وسعت كل شئ ...
اجابه صبحى بصوت ضعيف :
_ قولنا ... بس البت لسه صغيره
هدر عون فى سرعه :
_ استناها ... يعنى لو حتى خطوبه انا موافق
اشار له عبود بالسكوت وهدر بدلا عنه :
_ يا حاج أنا جايلك فى خير هتستر بنتك وترتاح من شيلة الهم وليك عندى جهازها من الابره للصاروخ
هديه منى ليها وليه ... بس عشان خاطر ربنا وحق التوبه اللى جانى بيها
زم صبحى فمه وهتف رغما عنه فقط لاسكاته :
_ طب هنشوف رئيها ..حقها برضوااا
نهض عبود بينما عين عون لم تغفل عن البحث عنها مسح بعينه كل ركن لعل يلمح طيفها حتى لكن لافائده
حتى ناده عبود :
_ طيب احنا هنستنى منك رد ...يلا يا عون
استوقفه صبحى قائلا :
_ بقى دى تيجى ..تمشى من غير ما تشرب حاجه
اجابه عبود مبتسما :
_ انشاء الله المره الجايه نشرب شربات
كلماته زادت صبحى حيره لم يدرك خروجهم الا بعدما سمع صوت اغلاق الباب
نادته زوجته من الداخل :
_ يا حاج .. البت سجى جات
تحرك صوبها فى حاله من الشرود وعندما ظهر أمامها التقطتها هى بسرعه وسئالته فى قلق :
_ خير يا ابو غزل ... مالك ؟
هتف مبهوتا :
_ تعرفى مين كان هنا ؟!
سئالته هى ببدهشه :
_ مين يعنى ؟
اجاب وهو يجلس الى جوارها فى شرود :
_ دا ابو فهد ...جاى وجايب معها واحد من رجالة الحرجاوى وجاى يخطبله سجى
شهقت زينب فى صدمه ولطمت صدرها مستنكره :
_ يا نادمتى ... احنا هند ى بنتنا لرض سجون ..اخص عليه ما تجيش منه
هتف يستوضح :
_ بيقول تاب وهيعتبروا واحد من ولاده ...المشكلة إنه مصر والحكاية بقت إحراج على الاخر
هدرت زينب غير مباليه :
_ لا ااحراج ولا حاجه احنا نقول البت ما رضيتش وخلاص وكويس انها مش هنا عشان ما تعرفش
سئالها بتحير :
_ يعنى ما نقولهاش ؟
اجابته مؤكده :
_ واحنا نقولها لى واحنا مش هنوافق من اصلوا البت داخله على امتحانات اخر سنه احنا نجيب الرفض
من ناحيتها ونفضها سيره
هتف صبحى باستسلام :
_ لله الامر من قبل ومن بعد
______________________________
فى الملهى
تحرك سلطان فى غرفته الكبيره بتوتر شديد يمسح وجه بغضب كى يهدء ولكن لافائده
انهى عشرات السجائر ولكن كان الدخان يخرج من قلبه تواجدها معه يفقده كل قوته ويجرده
من سطوه وشراسته ربما صلت القرابه التى لم تعرفها هى بعد ربما جنونه السابق بها أو إنتقامه
الذى ينوى تحقيقه لا سبب محدد أو ربما جميعهم ... علت طرقات الباب فاستعد لاستقبالها
وحاول أن يتمالك أعصابه ويظهر بروده عكس نيرانه المتأججه بداخله جلس على أقرب كرسى
ورفع ساقه فوق الاخرى ومد يده الى جيبه يلتقط أخر سيجار لديه وحاوط بيده على القداحه
ليشعل النار وهو يهدر بصوا جهور متصنعا عدم الاهتمام :
_ ادخــــل ,,
فتحت رزان الباب وبيدها توبا ترتدى فستان بسيط من اللون الابيض بالاكمام الانيقه وهذا الحزام
الرقيق أظهر منحنايتها بوضوح إضافة الى الزينه الهادئه التى أبرزت جمالها أكثر لكن أعينها
كانت شارده وحزينه لاتمت لزينتها وجمالها بصله تعجبت رزان من هدؤئه وعدم التفاته وتكهنت
أنه فى صراع شرس مع نفسه فهتفت كى تنبه :
_ هااا ســلــطــان بــاشـــا ,,, جـــهــــزنــهـــا
رفع وجهه عازما عدم الإهتمام لكن عندما وقعت عينه عليها ذهبت الرياح بكل نواياه تصلبت نظرته
نحوها وكأنها اول إمرأه يرها فى حياته وإستطعم فى فمه أياما خاليه قد تجرع بعدها مرا لم ترمش عيناها
حتى ولم يشعر بنار القداحه التى بدئت تقترب من يده حتى نالت منها نفض يده سريعا متجاهلا ألمه
وزفر انفاسه وهدريسطنع الجمود :
_ خلاص ,, امشى انتى
رمقته رزان بسخريه فبادلها سريعا نظره حاده كى تتراجع عن الاستهانه به صاحت بغيظ :
_ ياريت تخلص عشان دى اخر فرصه ليك
واستدارت تركل الأرض بغضب وكأنها تريد هدم هذا المكان على رؤس الجميع ,بكل الاحوال
لقد خدعها سلطان بحبه ولم تستطع الخروج من تلك الخدعه وقعت هى بحبه تحت انقاض الارض
وهو يحلق فى سابع سماء وبرغم أنه يتردد عليه الكثيرات إلا أن "توبا " استثنائيه بكل ما تحمل
الكلمه من معنى ...اشعلت غيرتها لأول مره
اقترب منها بخطوات بطيئه وكأنه يمشى على جمر رغم ذلك هى لم تلتفت له كل ما كان يدور فى رأسها
وهو كيف تنجوا من هلاك على بعد خطوه حتى انها تلاشت الآن ,,فكرت جيدا فى اخر كلمات سمعتها اذنها
( _البكاء مش هيفيدك خليكى قويه انتى اليله هتكونى عند سلطان لو قدر عليكى هيكون دا مكانك لاخر يوم فى عمرك(
وبما أنها أمامه لاحول ولا قوة وهو المسيطر منحته نظره جانبيه بطرف عينها لتلمح يده التى تقترب
من وجنتها ,استجمعت كل قواها ورفعت عينها فى عينه وهتفت بكل قوة وكأنها تأمره :
_ تــــجــــوزنــى ,,,
تراجعت يده فجأه واتسعت عينه على أخرهم وكأنه صعق كلمه غريبه على أذنه كلمة لاتوجد فى قاموسه
بل محذوف من حياته , كل ما يحدث هنا يعنى هذه الكلمه لكن ابدا لم تتم فهنا معقل الزنا والفواحش هنا
توجد الشياطين والشياطين لا تتزوج ,,
حصرى على صفحة بقلم سنيوريتا
______________________________________
على الجانب الاخر
كانت مرمر كعادتها تتأنق لمقابلة حقى والذى كعادته لا يلاحظها فغليل قلبه لم يسمح لذرة حب
بالتكاثر كان متمدد على الفراش وينفث دخان سيجارته فــ نادته وهى تقف امام المرأه :
_ ايه رأيك يا حبييى فى الفستان الجديد؟
كان شبه عارى يلمع باللون الذهبى ذو حملات رقيقه وبالكاد يصل إلى ركبتيها تأملها حقى قليلا
وكـأ نه يريد إنتشال نفسه من أفكاره المزعجه هتف وهو يلوى فمه :
_ حــــلـــووو ,,,,,
ثم عقد حاجبيه وكأنه قفز إلى ذهنه سؤال لم يكتمه :
_اومال جبتيه منين؟
اقتربت منه وهى تلوى قدمها لتجاوره فى الفراش :
_ وحياتك عندى بحوش تمنه من زمان من بقشيش طلعاتى وسوقت على رزان المحايله عشان تطلع تشتريهولى
استوقفته الكلمه وسحب خصلاته شعرها قائلا بحده :
_ نعم طالعات ايه ؟ هو انتى بتطلعى من ورايا
اجابته بتألم وهى تحاول تخليص نفسها من يده :
_ أأأأأ ى ....وأنا بأيدى حاجه... انت عارف القوانين هنا ما فيش واحده حرة نفسها
صرخ معنفا بـ :
_ وانتى ما تحججيش لى ؟ ولا جاي على هواكى ؟ جذبها من شعرها اكثر كى يؤلمها
انهمرت دموعها سريعا وهى تشعر أنه الآن سيسحقها من فرط غيرته :
_ ااه ,,ااه ,, خلصت حــجــجى
هدر بحده وهو يجلس على قدماه ويسحبها معه من شعرها :
_ ما فيش حد يشارك حقى فى حاجه تخصه انتى فــاهــمه ولا لا
اؤمت بايجاب وهى تهتف بتشنج :
_ فاهمه والله فاهمه بس هنا ما حدش بيفهم ,, اللى بتعترض بتنضرب وبيمنعوا عنها الاكل
انا خلاص تعبت انتى فاكرنى عايزه انا مش عايزه حاجه غيرك انت قولتلك طالعنى من هنا
وانا هعيش خدامه تحت رجلك ,,مالت الى يده ... واسترسلت بـ إزلال ,, ابــوس ايــدك
ترك خصلاتها وسحب يده ونهض صارخا بجنون :
_ انا ما حدش يا خد حاجه بتاعتى ,,, ما حدش يشاركنى فى حاجتى اللى اختاره يبقى بتاعى
كان يحطم كل شئ فى طريقه وكأنه يريد تحطيم كل الاشياء المزعجه داخله ,,واسترسل
امام رعبها الكامل من نوبه جنونه بشر بالغ :
_ انا أ قـــتــــلك ...أ شــــوهـــك... أخلى ما فيش حد يبص فى وشك لو حد تانى لمسك
كانت تؤمى بطمأنينه أنه يفعل كل هذا لحبه لها وهى تجهل تماما أن هذه النوبه نوبة جنون العظمه
والأ نانيه ,,,ابد ااا لم تكن ثورة عاشق غيور على من يحب ,, فالجهل فى الحب أصعب معاناها قد تعيشها
___________________________-
سجــــــى ,,
كانت تجلس الى جواره فى غاية من الحرج برغم روعة الاجواء ورقة أنس معها , قدم اليها
طبق من الحلوى وهو يهتف بحنان :
_ كل سنة وانتى معايا يا حببتى
قطع قطعه بالشوكه وقدمها لها ابتسم ثغرها من دلاله المفرط لها وهمت لتسحبها من يده
لكن هو أصر أن يطعمها بيده استمر يطعمها وهو يهتف :
_ انا بتمنى اليوم اللى تعيشى فيه معايا للابد
اذدات وجنته إحمرار وهرب منها الكلام ابتلعت ما قدمه لها وقفزت وهى تهتف :
_ انا اتأخرت ,,
نهض بمحاذتها ولكن سقط الطبق بمحتوه على ملابسها شهقت بفزع وهى تحاول نفض الكريمه
عن ملابسها ليهدر أنس وهو يحاول معها :
_ خــير خـــير ثـــوانــى وهتكون ناشفه
رمقته بعدم فهم فإسترسل بإبتسامه :
_ هنحطها فى الغساله وتخرج نضيفه
اتسعت عيناها وصاحت بغضب :
_ انت بتقول ايه ؟
تعمد الهدوء وهو يهدر ببساطه بـ :
_ اللى سمعتيه روحى الاوضه اللى هناك دى وغيرى هدومك وانا هدخلها الغساله بسرعه
واديهالك
تحركت من طريقه وهى تهتف :
_ لأ ..شكرا انا لما اروح هنضفها
قاطع طريقها متصنعا الغضب :
_ انتى عايزه تمشى كدا ,, حببتى انا ومرات أنس الدمنهورى تمشي بالشكل دا
هدرت متبرمه :
_ يا أنس ما تكبرش الموضوع هاخد تاكسي
امسك راسغها وهتف أمرأ :
_ قولت ما ينفعش يعنى ما ينفعش ... يلا إد خــلــى
لوت فمها وهى تصر على النفى بضجر :
_ يا انس ....
قاطعها بحده :
_ قولت ...يلا انتى عايزه تمشي كلامك عليا من أولها
ابتسمت بخجل واستدارت حيث إشارته ,, بينما ظهر على وجه إبتسامة انتصار غامضه,,
حصرى على صفحة بقلم سنيوريتا
_____________________________________
عودة لـــــ.....سلطان
أطلق ضحكاته الهيستريه والساخره مما هدرت :
_ انتى تعرفى انا مين أو انتى فين ؟ انا لما أمر اطاع انا لسه الصبح موريكى انا اقدر أعمل إيه
دلوقتى العرض مغرى انا بس ,,, ما تخلنيش أغضب تانى دا لمصلحتك مد يده ليلتقط احدى خصلاتها برقه
لكنها لطمت يده بقسوة وهدرت بتحدى سافر :
_ لا ... انا مش هنفذ أومرك ... انا عمرى ما هتوحل زيك يا تجوزنى ياما تنسى ايدك دى تلمسنى
حتى لو نفذت تهديدك برضوا إنت الوحيد اللى مش هتلمسنى إلا جثه
بما إنه لا فائده من تراجيه أو حتى شفقته فكان الحل الامثل لها هو التمسك بقوتها وإستخدمها دفعه واحده فى مهاجمته
ضيق عينه وخلع عنه سترته ثم ألقها بعنف ينذر ما بداخله , فى هذا الوقت ظلت أنفاس توبا تتسارع حتى اوشكت
الانقطاع سحبت نفسها للوراء وبحثت بعينها عن أى شئ يحميها من بطشه الحاتمى
فأمسكت بالشمعدان الفضى الذى يعلو المنضده القريبه ولوحت به فى وجهه لم يترجع وكأنه لا يخشى شئ
فكل إنشىء به يغلى للحد الذى يصهر ذلك الشمعدان صراعات نفسه وتحدى كل مشاعره كان علنا فى أول مواجهه
حقيقيه ستــثــبت الفشل أو النجاح دفع ما فى يدها دون إهتمام وإنقض عليها بشراسه فصرخت بهلع وراحت تبطش بيدها
دون هدف و أمسك كتفها كى يعيق يدها واقترب برأسه الى عنقها كى يمتص دماء عذريتها لاخررشفه لكنها لم تسمح
ظلت تطيح برأسها لليمين ولليسار حتى لوح شعرها فى وجه كالسيوف اذداد نبضبه وبدء يتعرق فعليا هو لا يستطيع
أن يتمادا أكثر من ذلك,, هى مازالت فى عينه الطفله التى احبها لم تتغير شيئا صر على أسنانه بشده من قيده امامها وبدئت تخونه أصابعه
وتفلتها ثانيا رغما عنه وكأنها تمردت عليه وأعلنت ولائها الكامل لها لم يعرف أين يذهب بخيبته أمامها
استدار وركض نحو النافذه وصار يلكم الزجاج بقبضته حتى نزفت يده
تركها تلهث من ورائه بعدما كانت قاب قوسين أو أدنى من تحطيم كل حصونها
لم يجد هو تفسير لخوار قواته امامها , وهو الشيطان بذاته من هى حتى توقفه بمقاومتها الواهنه أو حتى دموعها
حصرى على صفحة بقلم سنيوريتا
************************************************
فى الاسفل
كان سليم يصرخ برجال الأمن فى جنون :
_ اخــــتــــى فـــــين ؟ انـــا عـــايــــز اخــــتـــى
سئاله إحداهم بسخريه :
_ انت مـــجــــنون ولا ايـــه ؟
هتف سمير والذى جاء من ورائه يلهث :
_ معلش يا ابنى أعذره أصل أخته من إمبارح مختفيه
صاح الحارس بحده وهو يدفعه :
_ هو انا مش قولتلك اللى بتسأل عليها دى مش هنا
قاطعهم سليم بغضب :
_انا مش همشي من هنا إلا أما ا دخل بنفسي أتــاكــد,,,
وبالفعل حرك عجلات كرسيه متجاهلا كم الحرس الذى سيسحقه إن استمرعلى عناده
دفعه أحد الحرس من مواصلة التقدم للفندق فى غضون دقائق انتشر الحرس من حوله
وإجتنب واحد يتحدث عبر الهاتف :
_ ايوه يا سلطان بيه , فى واحد تحت الفندق عامل غاغه ومش راضى يمشي إلا ما يدخل
سئاله بضيق فهو فى مزاج غير مناسب لأى حوار تافه :
_ ما تعاملوا مــعــاه .. ســـكـــران دا ولا مــجـــنـــون
أجابه الحارس موضحا :
_ دا اخـــو تـــوبا
.................._
أدهشة الصدمه سلطان لثوانى وأنزل الهاتف عن أذنه وراح يتحقق من النافذه
الى تلك الجلبة التى تحدث بالاسفل أمعن النظر جيدا حتى يستجمع أفكاره
انه سليم العاجز الذى حكت له عنه يعرفه جيدا ربما سليم أيضا يعرفه لكن كيف سيلاحظه سليم وهو على ارتفاع
ثلاثة طوابق محاط بزجاج عازل للصوت والرؤيا استحضر سلطان تدبيره الشيطانيه إن كان لا يستطيع
نـيلـها رغـما عــنها سـيـنـالـها بـــكــامل إرادتــهــا الآن ,,,
التف وخطى بإتجاها وأمسك خلف عنقها مجبرا إياها على السير معه نحو الشرفه فى هذا التوقيت بدء سليم
يشتبك مع رجال الحراسه بعداء وإصرار على الدخول والبحث عن أخته بنفسه واستمر الحرس بدفعه و منعه
هتف سلطان بغضب وهو يدفع برأسها للزجاج :
_ بصى ,,بصى شوفى مين تحت ؟!
حدقت للاسفل لترى عينيها أخيها أخير وكأنها حصلت على طوق نجاه فى وسط موج عاصف
صرخت عاليا بأسمه :
_ســـــــــــــلــيـــــــــــم ســـــــليم بصوت حارق باكى لـكن هـذا لـم يـصل الـى اخـيها ابـدا
فأحبطها سلطان بسرعه بإبتسامه هازئه :
_ اصرخى من هنا لصبح مش هيسمعك ماحدش بيسمع صراخ حد هنا
اذدات فى النحيب فسرعان ما يختطف هذا الشيطان أملها بعدما يلمع فى عينها كمياه السراب
عاد يكرر وهو يدفع برأسها نحوالزجاج :
_ بصيـلوا كـويس ...عــشان انـا هــاخد روحــه بإشــاره مــنى
لوح لها بهاتفه الذى مازال معلقا فى إنتظار إجابه من طرف الحارس
التفت له تلوح فى هلع :
_ لا لا لا ... إلا سليم انا ماليش غيروا من عيلتى كلها إلا اخـويا ,,أرجوك
كان ينفض عن قلبه شعوره الآن فلا مجال له فهو على وشك تحقيق إنتصار كاسح هتف بتعال :
_ حـكم الاعــدام فـى إ يـدك إنـتـى ...
عضت على شفاها وشلالات دموعها تندفع بقوة لقد عرف جيدا كيف يلوى ذراعها
أشار بعينه نحو الفراش لتتحرك من أمامه تسير من نفسها نحو المحرقه إنتصر الشر
فى النهايه إنتصر بكل وضاعه وخسه جلست على الفراش وهى لا تدرى كيف إنسحبت
دموعها فجأه وكأن ابتلعتها وجنتيها وشعرت بالبروده تسرى فى أوصالها عوضا عن الدم
أخذت نـفسا عـمـيـقا كـى تـقبل على الخطوة التاليه وبلا شعور تمددت لتستقبل فـوزه بها
برغم كل مقاومتها , ويبقى هو السلطان هنا
شعر بالارتياح من هدؤئها وتمتع برؤيتها لا تقاومه سينعم أم يحترق هذا ما سيثبته اللقاء الاول ..
امسك الهاتف وهدر للحارس :
_ ما حدش يأذيه مــشــوه مــن ســكـــات,,,,,
أغلق الخط وأولى انتباه الكامل لها تحرك صوبها وإبتسامة الأنتصار لا تختفى ومن ثم
القى بثقل جسده فوقها وصار يتامل أعينها الجامده وجسدها البارد كالثلج تفقد حرارتها جيدا
وكأنها فى القضب الشمالى واذداد اصتكاك أسنانها وهى ترى كل ما عانته فى طفولتها
من فقدان كل ما هو عزيز هى تعرف نفسها جيدا جميع من أحبتهم تخطتفهم الحياه من يدها
أمها ابيها أخواتها حتى ذلك المجهول الذى تذكره قليلا من كان فى نظرها بطل الابطال ومدافعها الشجاع
تجاهل سلطان كل الشئ وحاول الوصول إلى غايته إقترب من عنقها وقد تأهب للغنيمه لتهمس
هى بإسم غير مفهوم أثار انتبه رفع وجه ليقرأ شفاتها فكررت بهمس هادئ أشبه بالاستغاثه :
_ تــيــم , تــيـم
جحظت عينه وكأنه رأى حدفه وإندفع عنها سريعا وجسده كله ينتفض , هزمته الملعونه من جديد
حتى فى ذروة إستسلمها ,,,
خرج بسرعه عن الغرفه دون الالتفات ورائه وصار يركض عبر الممر كالمجذوب
فما استطاع نيلها برغبتها أو حــتى دونها ,,
حصرى على صفحة بقلم سنيوريتا
___________________________________
لدى سجى
دخلت الغرفه وخلعت عنها فستانها لتعطيه لأ أنس لكنه لم ينتظر إقتحم عليها الغرفه فى التوقيت المناسب
لتشهق هى وتحتضن ملابسها لتتستر بها فاقترب منها هادرا :
_ معقول يا سجى تتكسفى منى
صاحت برجاء بائس :
_ أرجــوك يـا انس اطـــلع بره دلوقتى
لم ينفذ اردتها بل خالفها تماما وإقترب أكثر حتى تراجعت هى :
_ بلاش بالله عليك .. اطلع بره
هتف عندما حال الحائط تراجعها :
_ ما تكــســـفـــيش مــنــى .. يا بت انــتــــى مـــراتـــى ,,,,
ارتعشت من القاه هذه الجمله على مسامعه بطريقه لا تبشر بخيروشخص بصرها أمام ظلام عينه,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
يتبع