![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
*رواية *غدر الزين*
الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس
بقلم مروه محمد
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
الفصل الاول والتاني
ركضت شهيرة وراء زين كالمجنونه ...التي لم تستطع( السيطره)علي افعالها ...بعد ما قام بطرد عائلتها من منزله ...علي امل ان يعدل عن قراره في البعد عنها...وصل الي البوابه الحديديه للفيلا ...وارتدي نظارته السوداء القاتمه ...واستعد لدخول سيارته الفخمه وهي ما زالت تنادي باسمه غير عابئه بتحذيرات والدها ...
هي فقط تركض وراء حب طفولتها البريئه ...البعيده كل البعد عن تربيه ابيها الصارمه ...والتي اثرت في زين اكثر ما اثرت بها هيا واختها .
.........وبالرغم من علمها بان زين لا يحبها سواء قبل تركيبه لساق صناعيه ام بعدها .......
صرخت شهيرة مناديه له
=-زين... يا زين ...اسمعني بس يا زين ارجوك.
-تنهد بقله صبر:
=افندم ي شهيرة هانم ...ايه هو شرف بيه باعتك تتوسطيله عندي.
تالمت من سخريته لها:
=شهيرة هانم ...ايه يا زين ...انا شهيرة حبيبتك.
استشاط غضبا من كلمه حبيبتك وشدد علي حروف كلماته:بغيظ قائلا
قلتلك ميت مرة انا مبحبش حد ...وان كنت عاملتك كويس في يوم من الايام .اللي فاتت
اوحتي ابتسمتلك ...مع اني مش فاكر اني عملت كده قبل كده ...فده من منطلق انك كنتي هتبقي في يوم من الايام مراتي ...لكن دلوقتي خلاص زين معدش ينفع ........زين معدش يليق بربه الصون والعفاف.
_ابتلعت ريقها بمرارة وتحسرت علي حالتها وتحاملت علي نفسها فهي تحبه كثيرا .
-وتحدثت بصعوبه :
=بس انا بحبك اوى يا زين ...وانت عارف كده ومقدرش ابعد عنك ...ومستعده نتجوز وماما موافقاني علي كده ...حتي ولو بابا مش موافق... مسيره لما يشوفني سعيده هيرضي .
ابتسم بسخريه لساذجتها ايعقل ان تكون هذه البريئه ابنة شرف الرجل المتسلط ولكن هذا لا يعني له شيء بالنسبه له قد حسم قراره
رد عليها بجمود
=-اسف يا بنت عمي ...انا اللي عندي قلته ...انا خلاص هتجوز.
صدمت من قراره وهبط عليها الخبر كدلو ماء مثلج ... لانه حب طفولتها...ودائما تراه في مكان كبيرفي قلبها ...ونصيبها منذ المحتوم منذ الصغر...بدات التحدث بتلعثم.
-ب س ...ان ت ...مبت حبهاش يا زين.
-ابتسم بسخريه:
-وهو انا كنت حبيتك اصلا؟
شهيرة بالم
-بس كفايه اني بحبك ...ومستعده ابيع الدنيا علشانك .
زفر حانقا:
وانامبحبكيش ولا عمرى فكرت فيكي ...ولو كنت هتجوزك ...فهو رد جميل مش اكتر .
تحدثت بمرارة:
يعني ده اخر كلام عندك ي زين .......زين ممكن تفكر تاني في الموضوع.
.وبدات دموعها في النزول علي خديها المتوهج من حزنها الشديد.
ولكن دون جدوى فهو بارد المشاعر غير متاثر بها مرددا بصرامه :
ايوة ده اخر كلام ي بنت عمي... انا يوم ما افكر ارتبط بيكي لازم السيد الوالد يقبل بكل شروطي ...مش زين السرجاني اللي حد يشرط عليه حتي لو كان عمي اللي رباني.......عشان ظروف حصلتله ...وساعتها افكر اربط اسمك باسمي.
اندهشت شهيرة لحديثه المتعالي :وقالت
.يعني انت مفكر اني ممكن اكون زوجه تانيه ليكي .
ابتسم بسخريه وتحدث بكل ثقه:
.ورابعه لو حبيت.
انصدمت من كلامه ايعقل هذا ...اهذا الذي احببته منذ طفولتي وهمست لنفسها بمرارة:ا
فعلازى ما والدته بتقولي ...اني غبيه ومغفله .
حاولت ان تتمسك ببعض القوة ومسحت دموعها وقالت:
.وانا ايه اللي يجبرني علي كده.
-ضحك ضحكه صاخبه وقرب وجهه من وجهها ونظر لها نظرته الخبيثه قائلا:
عشانك بتحبيني يا شهيرة ...مش كده ولا ايه؟
اغمضت عينها وندمت علي ضعفها وعلي ساذجتها وردت بجمود مصتنع
انا ساعتها مش هكون شهيرة اللي تعرفها ي زين
استهزا من كلامها وثقتها المصطنعه ورد بكبرياء
=:متستعجليش الاحداث بكرة تشوفي ان زين السرجاني الدنيا كلها تيجي تحت رجليه ازاى.......واه قبل ما امشي حافظي انتي وعيلتك المحترمه علي شويه الكرامه اللي عندكم........عايز ارجع مشفش وش واحد منكم هنا في فيلتي......مفهوم ي شهيرة؟
ابتسمت بمرارة وعينيها تترقرق بدموع خيبة الامل هامسة
=صحيح صدق من قال خافي من غدرالزين .
زين كان يمتلك حاسه سمع رهيبه ...استمع الي همساتها الرقيقه وانفجرت اسراريره وتوجه الي سيارته بمنتهي الثقه ...وصعد سيارته ورحل ...وهي مازالت عيناها المغيمه بالدموع تحدق في غبار سيارته الراحله
الفصل الثالث
عاد زين الي الفيلا ليلا وجدها ساكنه كأن ليس بها احد تنهد طويلا وحمد ربه انه لم يجد أحد ينتظره...دخل مكتبه وجلس علي كرسيه مسندا جبهته علي سطح المكتب...دخلت ياسمين لتجده علي هذه الحاله لتهتف بغضب
=ايه اللي انت قلته ده...جواز ايه وخلود مين دي اللي عايز تتجوزها
رفع زين راسه بهدوء ثم تحدث غاضبا
=ملكيش دعوة يا امي بخصوصياتي ...وانا مش ملزم اعطيكي مبررات
هتفت ياسمين باهتمام
=ازاي يا زين انا امك ...الناس هتتكلم وهتقول إن زين السرجاني بسبب موضوع رجله اتجوز اي واحده والسلام وهيشمتوا فينا ...انا نفسي هتحرج لما دي تبقي مرات ابني...ده انا بتكسف لما بركب امها معايا العربيه ويفكروها صاحبتي ...وللاسف امها دي حته خدامه عندي.
صرخ زين في وجهها قائلا
=امي خلاص خلصنا من الموضوع ده ...ومش عايز نقاش فيه تاني...اخذت ياسمين تحدثه برجاء
=خلصنا ازاي يا زين ...ارجوك اهدي وفكر تاني في الموضوع...خبر زي ده ممكن يهد الدنيا فوق دماغنا
زفر زين حانقا وقام من علي كرسيه وهم بالخروج من المكتبه معطيا لها ظهرة قائلا بقسوة
=انا طالع انام يا امي ...لان من بكره لازم ابدا في ترتيبات جوازي من خلود
حاولت ياسمين تصنع الهدوء لكي لا تخسره
=طيب يا زين اللي يريحك ...تصبح علي خير
وبعد انا خرج من مكتبه واستدارت حول المكتب وجلست علي كرسي زين وقالت بشر
= مبقاش انا ياسمين اما نفيتك من علي وش الدنيا يا خلود...مش عارفه هو اتعرف عليكي ازاي...اكيد دي لعبه من العاب هاجر ...وطبعا تنفيذ باهر
بعد خروج زين من المكتب ...صعد الي غرفته وقام بتغيير ملابسه...ثم جلس علي سريره وحاول خلع ساقه الصناعيه وتذكر كلام والدته فود ان يحطم تلك الساق ويفرغ فيها غضبه لان احتياجه لها سبب كاف لان ترضي به فتاه مثل خلود بشخصيتها التافهه والطماعه التي لا نخجل من اي شئ كل الذي يهمها هو الوصول الي المال ...اخذ ينظم انفاسه ويتذكرها وهي في مكتبه بملابسها المثيرة والفاضحه فيزيد سخطه وغضبه منها ...فكيف لمثلها ان تكون زوجته؟ولكن مهلا...لمعت عينيه بشر فخلود الشخص الوحيد الذي سيفرغ فيها غضبه.
استيقظت خلود ترتسم عليها ملامح الاجهاد من سهرها طوال الليل تنتظر حازم ليفتح هاتفه ...قامت بغسل وجهها وارتدت ملابسها وخرجت من غرفتها ووجدت امها شارده...اندهشت خلود من وجود والدتها بالعاده في هذا الوفت تكون بالجمعيه...هزت كتف امها بحنان قائله
=مامي منزلتيش ليه في حاجه؟
افاقت هاجر من شرودها علي هزات ابنتها وقالت
=مش عارفه اتصلت بمدام ياسمين قفلت السكه في وشي
خلود بسخريه ولا مبالاه
=عادي فكك منها ...انا راحه المعهد سلام.
ذهبت خلود الي المعهد وجاءتها رساله بان هاتف حازم متاح ...قامت فورا بمهاتفته...كان واقفا في حديقه فيلته الصغيرة التي اشتراها فور طرده من الشركه...جائها الرد بالايجاب ...خلود بلهفه
=حازم...كنت فين امبارح ؟ طمني عليك.
تنهد حازم قائلا
=كنت بجيب عمي ومراته وبنته عندي بعد ما زين طردهم من بيته.
شهقت خلود قائله
=طردهم من البيت كمان؟
قطب حازم جبينه قائلا
=هو انتي عرفتي انه طرد عمي من الشركه ومقولتليش ليه؟
بررت وقالت
=انا كنت بتصل بيكي بس موبايلك كان مقفول.
حازم بنفاذ صبر
=خلاص انا حلتها.
خلود بتذمر
=وهيقعدوا عندك لامتي؟
حازم بابتسامه
=ياريت العمر كله
خلود بغيظ
=طب واحنا؟
حازم باستغراب
=احنا ايه مش فاهم.
خلود بخجل
=لما نتجوز...هنقعد فين؟
تلجلج حازم قائلا
=اه ربنا يسهل ...لما نجي لوقتها هاتصرف.
خلود بدلع
=طب مش هاشوفك قريب؟
حازم بتملص
=ربنا يسهل...هبقا اتصل بيكي...سلام.
بعد انتهاء المكالمه استدار حازم ليجد شهيرة امامه سالها بنعومه
=نمتي كويس؟
هزت راسها وابتسمت وقالت
=اه...ماما بتقولك تعالي عشان الفطار جاهز.
ذهبا سويا ليجدوا شرف وتفيده حول مائده الطعام ...تناولوا فطورهم في صمت ...نهض شرف وقال لحازم
=حازم تعالي نتكلم شويه
نهض حازم ليذهب معه الي حجرة الصالون وتبقي شهيرة وتفيده
شهيرة بتوتر
=يا ترى بابا عايز ايه من حازم؟انا خايفه تحصل مشكله جديده.
كانت تفيده شارده في اتجاه الصالون ولم تجيبها.
رجع شرف وحازم اليهم ...شرف بصوت اجش
=حازم طلب ايدك مني ياشهيرة.
صدمت شهيرة مما سمعته وقالت=ايه يا بابا؟
شرف بنفس صلابته
=حازم طلب ايدك وانا وافقت.
تضايقت شهيرة من قرارات والدها ...ومن طلب حازم فهو يعلم جيدا انها تحب زين وهو الوحيد الذي يملك قلبها...ركضت الي الحديقه بدموعها وانهارت عند اقرب مقعد بها ...ذهب خلفها حازم لايضاح الامر لها وليوعدها انه سيكون مخلص لها ويساعدها علي تخطي هذه المحنه...وضع يده علي ظهرها واخذ يمسد عليه بحنان ...نظرت شهيرة لحازم من بين دموعها قائله
=هو احنا ممكن ناجل الموضوع ده شويه.
ابتسم حازم وقال
=طب خليها خطوبه علي الاقل...وانا متاكد ان هيبقي جواز وسريع كمان ...اوعدك مش هتندمي ابدا.
اخفضت راسها قائله
=طب مش يمكن انت اللي في يوم من الايام تندم علي طلبك ده؟
وضع يده اسفل ذقنها ورفع وجهها وابتسم لاعينها وقال
=بالعكس ...الندم الحقيقي هو اني ماخدش الخطوة دي معاكي...انتي حلم عمرى من زمان...اه وعلي فكرة انا من بكرة هفتح شركتي ...وهتكوني معايا المهندسه المشرفه عن المشاريع
انشرح قلب شهيرة لانه بذلك سوف يحقق حلمها المكبوت.ووافقت علي الخطبه...لعل هذه الخطبه تنسيها امر عشقها الطاغي لزين.
في الشركه دخل زين مكتبه وتبعه اسر لمتابعه اعماله المتوقفه علي توقيعه منذ الحادثه ليجد زين انه ترك مكانه صديق مخلص ...نظر لاسر بامتنان قائلا
=تمام...الواحد ياخد اجازة وهو مطمن ان وراه صاحب مخلص زيك.
ابتهج اسر لمدح زين قائلا
=لا اجازة ايه...انا مش هقبل الا لو كانت اجازة عسل.
تنهد زين قائلا
=بس خلاص انا طردت شهيرة وعمي امبارح وقبل ما اطردهم افتكرت كلامك عن خلود وقلتلهم هتجوزها
تهللت اسارير اسر وقال
=خلاص يا زين تبقي خلود تكسب.
زفر زين واخرج من جيبه سيجارة ليدخنها حتي يستطيع التفكير في الامر ...مما اثار قلق اسر لان يصرف زين نظر عن الزواج من خلود استطرد قائلا
=زين ايه اللي مخليك متردد من جوازك من خلود؟
اطفئ زين سيجارته ومسح علي وجهه قائلا بصوت عالي
=انت ايه مش شايف لبسها عامل ازاي؟ازاي عايزني اربط اسمي بواحده كل اللي يهمها الفلوس؟
جائت الي اسر فكرة شيطانيه لاقناع زين
=زين متخليش عمك شرف يشمت فيك ويطلع عليك اشاعه انك متجوزتش عشان عندك مانع وهو اللي رفضك مش انت اللي رفضت بنته.
ابتسم زين بسخريه وقال
=وهيا خلود بقي اللي هتوقف شرف عن الاشاعه؟
اسر بهدوء
=ماشي انا معاك انها مش مناسبه...بس انت ذكرت اسمها قدام عمك ...وهو منتظر جوازك منها...ده غير انك لازم تثبتله انك يوم ما تفكر تشترى بتشترى اللي علي مزاجك مش مجبر.
نظر زين الي اسر بعدم اقتناع ولكنه لم يستطع مقاومه الحاح اسر فقال بتردد
=اسر عاوزك تجيبلي باهر خليني اخلص من المشكله دي
زين باهتمام
=ثواني ويكون عندك...وصدقني مش هتندم علي اي حاجه قلتهالك.
دخل باهر الي مكتب زين بقلق ...لا يعلم لماذا استدعاه ...ايعقل انه ارتكب خطأ...ام انه سيحاسبه علي اخطاء حدثت في عهد حازم
القي باهر التحيه علي زين بخفوت وقال
=افندم يا زين باشا.
نظر ليه زين وقال
=اقعد يا باهر...وبتبات زين المعتاد
=ازيك وازاي مراتك.
ابتلع باهر ريقه خوفا وقال
=بنبوس ايدك.
امال زين راسه للامام ودقق النظر في عيون باهر قائلا
=طب وخلود؟
توتر باهر قائلا
=بخير ...صممت امبارح تجيبلك بوكيه الورد بعد ما عرفت انك بتحب زهر البنفسج زيها
قست ملامح زين وقال
=يستحسن معدتش تيجي الشركه تاني...لانها هتبقي مراتي وانا مبحبش مراتي تتنطط في شركتي كل شويه ...حتي لو كان ابوها شغال عندي.
اضطربت نظرات باهر عند سماعه لتلك الكلمات ليقول بفرحه
=حاضر يا زين باشا...انت تؤمر...دا يوم المني...دا يوم السعد بالنسبه لنا.
ابتسم زين بسخريه قائلا
=بس يا باهر مش المفروض تاخد رايها الاول؟
باهر ببهجه
=اكيد موافقه ...انا هطير وهبلغها الخبر...واكيد هتفرح ...عن اذن حضرتك.
خرج باهر مسرعا الي بيته لكي يزف لهم الخبر ...اخذ زين ينظر الي اسر بعد مغادرة باهر متسائلا بقلق
=يا ترى اللي عملته ده صح ولا غلط؟ واخرته ايه؟
دخل باهر الي منزله مسرورا مناديا علي زوجته ...فهو بحاله مزاجيه جيده...فقد تحقق مراده ...خرجت هاجر من غرفتها مهمومه ...باهر بفرحه
=لو تعرفي اللي حصل النهارده يا هاجر ...قلبك هيقف من الفرحه.
كانت تنظر اليه بجمود فاثارت قلقه وهزها قائلا
=مالك يا هاجر؟ مين زعلك؟
=رفعت هاجر عينها وقالت بصوت منخفض
=مفيش انت جاي فرحان ليه؟ فرحني معاك.
تابع باهر فرحته قائلا
=النهارده عيد ياهاجر...زين استدعاني في مكتبه وطلب ايد خلود.
تفاجئت هاجر مما سمعته فانتباها القلق لانها ربطت هذا بعدم رد ياسمين علي اتصالها ...فارتبكت وقالت
=لو ده حقيقي يبقا عشان كده ياسمين قفلت السماعه في وشي النهارده.
لم ينتبه باهر لكلامها وردد قائلا
=تعرفي اني فرحان اووى يا هاجر ...اخيرا هنرتاح ونقب علي وش الدنيا.
هاجر بنفس شرودها
=يعني هو عايز خلود وياسمين مش موافقه
انتبه اليها باهر وقال
=اييه...مين قالك انها مش موافقه؟انتي هتتخيلي اوهام؟
ردت هاجر بصوت منخفض
=طيب ليه النهارده قفلت في وشي السكه؟
افاقت من شرودها علي دلوف خلود الي المنزل ...ذهب باهر الي خلود وجذبها بين احضانه قائلا
=حبيبه بابي.
ابتسمت خلود وقبلت والدها قائله
=عيون خلود.
ابتسم باهر وقال
==النهارده احلي يوم في حياتنا...زين طلبك للجواز
صدمت خلود وتسمرت بمكانها وتلجلجت مرتبكه
=زي...ن طلبني انا للجواز؟
رد باهر بفرحه
=ايوه ياحبيبتي وده احلي طلب لاحلي خلود.
ارتعدت اوصالها من تاكيد والدها للخبر وصرخت قائلا
=مستحيل ...انا لا يمكن اوافق.
هنا فاقت هاجر من شرودها وقالت بغضب
=انتي اتجننتي؟انتي متعرفيش اليوم ده انا خططتله ازاي؟
خلود بغضب
=لا ياماما...مستحيل ولو هتغصبوني ههرب وهعملكوا فضيحه.
صفعتها هاجر علي وجهها وقالت
=ده انا كنت قتلتك وشربت من دمك ...انتي لسه صغيرة ومتعرفيش مصلحتك ...احنا ادرى بيها.
خلود بدموع
=ومصلحتي اني اتجوز معاق.
رفعت هاجر اصبعه الي فمها بتنبيه قائله
=اششش ...اخرسي ...اياكي اسمعك تقولي كده...زين مش معاق ...دا حادث اتعرضله وركب ساق وبقا زيه زينا...بل احسن مننا بفلوسه اللي هتعيشك ملكه...وهتنقذنا من الفقر اللي احنا فيه.
نظرت خلودالي باهر لتستعطفه ...اشاح وجهه الي الجانب الاخر قائلا بجمود
=امك عندها حق ...دي الجوازة اللي كان نفسنا فيها من زمان ...احمدي ربنا انه طلبك انتي للجواز انتي بالذات
تركتهم ودخلت غرفتها وهيا تجر اذيال الخيبه...اسرعت باخراج هاتفها من حقيبتها لتتصل بحازم...كان نائما فعلي رنين هاتفه حدق في شاشته وجدها خلود زفر حانقا وقال
=يووه مش لسه مكلماني الصبح ...مضطر ارد لاحسن مش هتبطل رن ويمكن يكون عندها اخبار.
رد بصوت ناعس
=ايوه يا خلود.
اجابته بصوتها الباكي
=الحقني يا حازم هيجوزوني غصبن عني ...لازم تيجي تخطبني.
تنهد حازم قائلا=اهدي يا خلود ...انا حاليا مقدرش اتقدملك لاني خطبت.
صدمت شهيرة وقالت
=خطبت...ازاي وامتي وفين ومين؟...حازم انا لسه مكلماك الصبح.
حازم باسف
=خطبت شهيرة...كل حاجه جت بسرعه...معلش اعذريني.
قالت من بين شهقاتها
=اسف! اعذريني! ده اللي ربنا قدرك عليه؟ طب وانا؟
حازم بنفاذ صبر
=انا موعدنكيش بحاجه.
مسحت خلود دموعها بقوة وقالت
=طب مش حابب تعرف مين اللي اتقدملي؟
مط شفتيه وقال
=اي ان كان بتمنالك السعاده من كل قلبي ...تصبح علي خير.
ظلت خلود تنظر الي هاتفها بذهول ...الي ان حسمت امرها بالموافقه علي زواجها من زين لتنتقم اشد الاتنقام من حازم وشهيرة .
استيقظت خلود من نومها بتعب وباجفان متورمه من شده البكاء والذي انتهي باستسلامها التام للقدر مع الخوف من المستقبل...نهضت من الفراش متجهه الي الخارج لتلحق بوالدها قبل ذهابه الي الشركه...كاد ان يخرج من الشقه نادته قائله
=بابا انا موافقه علي الجواز من زين.
شعر باهر بالاطمئنان واغمض عينيه وحمد ربه ثم استطرد قائلا
= طيب مش نقول صباح الخير الاول؟
ردت خلود بحزن
=صباح الخير.
تنهد باهر وذهب اليها ليحتضنها قائلا
=خلود انتي مش ديما بتثقي في اختياراتي؟
قالت باستسلام
=ايوه يا بابا.
باهر بفرح=يعني يا خلود اقتنعتي بكلامنا امبارح؟
ابتسمت ابتسامه باهته وقالت
=اقتنعت ...بس ياريت يا بابا لو جيت في يوم ومرتحتش وعايزة اطلق توافق.
ربت باهر علي كتفها ومسح علي شعرها وقال
=وانا اوعدك يا قلب بابا انك هتكوني قويه بيا ديما.
ذهب باهر الي الشركه وزف خبر موافقه خلود لزين الذي لم يستغرب موافقتها لانه بعلم انها انسانه جشعه مثل والديها...تصنع زين الفرح ...واتفقوا علي ترتيبات الزفاف علي ان يتم بعد اسبوع من الاتفاق ...وبعث لهم كبير الصاغه الي المنزل لتنتقي مجواهرتها وهذا الشئ احزنها كثيرا ...كان تتمني ان تقابله ولو لمرة قبل الزفاف علي الرغم من كرهها الشديد له وان زواجها منه زواج قائم علي المصلحه ...لكن رفض زين الالتقاء بها لان مثل الاشياء ليست مهمه بالنسبه لها ...ولم ينسي ابدا امر ثوب الزفاف فقد بعث لاحضاره من ارقي بيوت الازياء في باريس وصمم علي اختياره بنفسه لانه لا يثق باختيارها يخشي ان تختار فستانا فاضحا ...وكل ذلك يعني انه لم يقصر باي شئ في ترتيبات الزفاف.
بعد مرور اسبوع...تجلس خلود في جناح العروس المخصص لها في فندق من اكبر الفنادق تفرك ايديها بتوتر وقلق مما هي مقبله عليه...تتذكر المرتين التي قابلت زين فيهم ونظراته المستميته لها وتتعجب لما رفض مقابلتها في الاسبوع الماضي ولو حتي مرة واحده قبل الزفاف ...الذي زاد من غضبها امره لابيها ان تنزل من علي درج الفندق لاستقباله بمفردها بدون ان تتباطا ذراع والدها مثل اي عروس ...افاقت من شرودها علي دخول والدتها للجناح ...انبهرت والدتها بها فقد كانت ترتدي فستان من اجمل فساتين العالم علي الرغم من استياءها لاحتشامه فقد كان ذو اكمام طويله ورقبه تغطي عنقها بالكامل وظهر مغطي تماما وليس به اي فتحات او اشياء مثيرة...اخبرتها والدتها ان زين ينتظر في القاعه وعليها الاسراع بالهبوط حتي لا يتذمر من تاخيرها...خرجت خلود من الجناح وتوجهت الي الدرج ولم تظهر عليها اي ملامح للفرحه كعروس ...هبطت الدرج تحمل فستانها حتي لا تتعثر به وتمسكت بالثوب جيدا وتمتمت بكلمات لعينه تخص بها زين ...وما ان وصلت لاخر الدرج حتي راته يتقدم اليها ببطء وبرود وثقه...مد يده اليها وقبلها قبله مصطنعه من جبينها وسحبها معه الي متعهد الدي جي واخذ منه مكبر الصوت مما اثار اندهاشها...نظر زين الي المدعوين وتحدث ببرود قائلا
=طبعا كلكم معزومين ومش عارفين مين العروسه...لاني تعمدت مكتبش اسمها في الدعوة...عشان اعرفكم عليها بنفسي.
تعالت الهمهمات بين المدعوين شغفا منهم لمعرفه هويه العروس ...اما عن حاله خلود كانت مذهوله من حديثه ...افاقت من شرودها عندما قال
=عروستي تبقي خلود الجويلي...بنت السيد باهر اللي بيشتغل عندي ووالدتها الست هاجر بتشتغل مساعده لامي في الجمعيات الخيريه ...شفتوا بقا انا راجل متواضع ازاي ...مش متكبر زى ما بتتكلموا عني.
ظهرت معالم الاستياء علي وجه ياسمين فحديثه بمثابه فضيحه امام صديقاتها...اما عن خليفه فشعر بالحزن علي اسلوب زين ...اما نهي فشعرت بالاسف علي خلود فهي امراءة مثلها ترى ان اسلوب زين محرج وقاسي.
صدمت خلود من حديثه عنها واحست بالاختناق خاصه مع فستانها الثقيل ونظرات المدعوين لها...اشار زين لمتعهد الدي جي ليبدا الحفل وقال للمدعوين لاسكاتهم
=ودلوقتي اقدر اقولكم انجوووى ونظر لخلود بخبث زى ما انا هستمتع مع عروستي...وسحبها لساحه الرقص ليفتتح الحفل برقصتهم السلو...وجدت نفسها بين احضانه ترقص وهو لا ينظر اليها...فاستطردت قائله
=ليه عملت كده؟قاصدك ايه من ده كله؟ليه مكتبتش اسمي في دعوة الفرح؟
ابتسم زين بسخريه ونظر الي عينها نظرة ثاقبه وقال
=هو ده كل اللي يهمك؟ان اسمك مش مكتوب؟طب وبالنسبه لما طلبت ايدك في مكتبي؟وشبكتك اللي جاتلك من غير ماتختاريها؟وفستان فرحك؟نزلتك من علي السلم من غير ابوك زى اي عروسه ؟دول مش يهموكي؟...ازاد قوله بقسوة
=لو كنتي اعترضتي علي كل ده صدقيني كنت هحترمك ومكنتش هفكر اعمل معاكي اي حركه تقلل من قيمتك....اقترب منها اكثر وقال
=تمام يا حلوة؟
قبل جبينها مرة اخرى وهمس قائلا
=اللي يقوله زين السرجاني...مفيش مخلوق يحاسبه عليه.
انتهت الرقصه وسحبها ليجلس سويا لاستقبال التهاني ...وفجاه ساد الصمت ليعلن عن دلوف شهيرة وهيا تتأبط ذراع حازم...صدم حازم عندما علم ان العروس هيا خلود وتذكر سؤالها
=مش حابب تعرف مين العريس؟لعن نفسه لانه لم يسالها...اتجه اليهم قائلا ببرود
=مبروك...ردوا عليها بمثل البرود...اما عن شهيرة هنئتهم بصوتها الرقيق واضافت لتهنئتها وقالت
=انا وحازم اتخطبنا...هنا نظر زين الي خلود نظرة اثارت ارتباكها فتوترت قائله
=مبروك ليكم انتو الاتنين
بارك زين لشهيرة وتعمد عدم مصافحه حازم ومباركته...فهمهم حازم قائلا
=بني ادم غبي.
هنا سمعته خلود ونظرت له نظرة تحدي وقالت
=زين مش هتبارك لحازم كمان؟
صدم زين من جراءتها ونظر لها نظرة ناريه مضمونها ان تصمت فاخفضت راسها وصمتت...في حين نظر الي شهيرة وقال
=يارب الفرح يكون عجبك اتفضلوا نهي وخليفه منتظرينك...ومتشكر جدا علي وجودك...والبيت بيتك لو حبيتي تزورى اختك في اي وقت.
كل هذا تحت مسامع وانظار خلود وحازم تتاكل في صدورهم نار الغيرة...ولم تسلم شهيرة من تضارب افكارها ...هل زين يحبها وتزوج بهذا الشكل ليكسر والدها ...وهل كلماته منذ اسبوع عن عودته لها صحيحه ؟كيف وهيا خطبت الان لحازم؟هل تسرعت؟
جلس زين بجوار خلود بتذمر قائلا
=ده اسلوب تكلميني بيه قدامهم؟
ابتسمت خلود وقالت
=واحده بواحده والبادي اظلم.
زين بتدقيق
=ايوبقا نروح بس وافهمك تقولي ايه ومتقوليش ايه.
اضطرب خلود وفالت=ازاي يعني؟
مسكها من يدها وضغطت عليها لتقف وقال
=طالما مستعجله تعرفي يبقي الفرح انتهي والف مبروك يا عروستي...وبينا علي عرش الزين.
خلود وهي تحاول ات تفلت يدها من قبضتها
=ايه ده هو احنا مش اول ليله لازم تكون بالفندق؟
رد عليها قائلا
=لا مبعرفش اخد راحتي في فنادف ...اروح عرشي احسن.
ذهبت معه كالمغيبه الي مكانه الذي يلقبه بعرش الزين.
وصلا الي الفيلا بسيارته والتي اصر علي قيادتها بنفسه بدون مرافقه احد غيرها...نزل من السيارة واتجه الي الفيلا وهي تتبعه ...دلفا الي الفيلا فوجدتها خلوظ مظلمه وليس بها احد فخافت وقالت
=هو مفيش حد هنا.
نظر لها زين من راسها الي اسقل قدمها باستهزاء وقال
=احنا جينا قبلهم ...انا بسوق بسرعه...زمانهم علي وصول ...تعالي ورايا ...ومش عايز كتر كلام.
صعد الدرج وتبعته مذهوله من اسلوبه وظلت تتمتم بكلمات لاعنه له واخرها قالت
=اوووف.
وصل لنهايه الدرج ونظر لها بسخريه وقال
=ايه لحقتي تزهقي؟ المشوار لسه كبير.
شهقت مصدومه وقالت=لسه في سلالم تاني ...؟تعبت .
اشار الي جناحه الخاص وقال
=وصلنا يا حلوة.
تنهدت بارتياح وقالت
=ايوة بقه اخيرا ...كان يوم صعب .
دخل زين الي جناحه وهي وراءه نظر لها وقال بصيغه اامره
=اقفلي الباب.
فرجت شفتاها من طريقته ...ايعقل لعروس ان تعامل بهذه المعامله؟ ولكن مهلا ايها الزين ...لنرى ما ستفعل بي بالاخير....اغلقت الباب والتفتت لتنظر الي الجناح وجدته كئيب يوجد سرير باللون الاسود...واريكه بنفس اللون ...استغربت من كبرحجمها ولكنها ايقنت انها ستكون له ليريح بها فراغ رجله ...ايضا وجدت غرفه للملابس وحمام ...نظر لها وقال
=عجبك جناجي؟
قالت باستهزاء=هو ده بقه عرش الزين؟
رد بثقه=ايوه عرش الزين عندك مانع؟
رفعت كتفيها باشمئزاز وقالت
=مش حلو...معجبنيش.
ابتسم زين بسخريه قائلا
=ميهمنيش رايك علي فكرة.
=ده جناحي واعمل فيه اللي يعجبني ...مش اللي يعجبك.
ثم استطرد قائلا
=انتي موجوده هنا مش علشان تقولي رايك لاعلشان تنفذي رغباتي فقط.
كادت ان ترد عليه الا ان رنين هاتفه اعلن عن اتصال...نظر الي شاشه هاتفه وجدهها امه زفر حانقا وفكر الا يرد عليها ولكنه اضطر للرد حتي لا تاتيه الا الجناح بنفسها...رد بصوت بارد
=نعم.
ردت بغضب
=زين انت ليه جيت قبلنا؟مستعجل علي ايه؟ انا كان لازم اتكلم مع البني ادمه اللي معاك واعرفها حدودها في الفيلا ايه.
غضب زين من تدخلها المستميت في شئونه وقال
=قلتلك ميت مرة ...مبحبش حد يدخل في اشياء تخصني ولا يعدل عليا...انا هقفل موبايلي...ابعتيلي حد بالعشا.
ارتعدت خلود من اسلوبه مع والدته ...فكيف سيكون اسلوبه معها؟
رمي هاتفه علي الاريكه وجلس...وقام بخلع ساقه الصناعيه وهو ينظر اليها ...شهقت خلود واشاحت بوجهها للجانب الاخر ...فتحدث بسخريه
=ايه يا حلوة؟هو انتي مكنتيش تعرفي؟
تلجلجت في حديثها قائله=لا...كنت عارفه...بس
ضحك زين وقال
=بس ايه؟اوووه نسيت...انك حساسه جدا للمواقف دي ...مبتستحمليش ...لذلك والدتك استعطفت ياسمين هانم وقالتلها بليييز بلاش تخلي زين باش يقلع الساق قدام خلود لانها ممكن تنهار ...هااا ...منهارتيش ليه بقا؟
اضطربت خلود وقالت
=لا ابدا اكيد انطي ياسمين فهمت ولم تكمل جملتها حينما ضحك ضحكه صاخبه وقال
=انطي ياسمين! لو سمعتك هترميك برا الفيلا...اسمها ياسمين هانم يا حلوة.
فرجت شفتاها وقالت
=ياسمين هانم! ازاي دي حماتي.
زين باشمئزاز=حماتك!صحيح زى ما قالت امي انت واحده لوكال.
خبطت خلود قدمها في الارض ووضعت يدها في خصرها وقالت
=ولما انا لوكال ...اتجوزتني ليه؟
ابتسم زين بسخريه قائلا
=عشان اعاقبك.
اندهشت خلودمما قال عن اي عقاب يتحدث؟
قالت
=عقاب؟ عقاب ايه؟
ابتسم ونظر لها قائلا=عقاب عن الاخبار اللي كنت بتعرفيها من امك وابوكي عن الفيلا وبتروحي تنقليها لحبيب القلب حازم.
شهقت خلود من الصدمه وحاولت انكار ذلك وقالت
=محصلش.
اغمض عينيه من انكارها وفتحهم ببطء وقال
=من البدايه مبحبش الكذب واللي بيكذب عليا مصيره تحت رجلي.
غضبت خلود من اسلوبه وقالت بتحدي
=ايوه كنت بنقله الاخبار...لاني كنت بحبه ...بس كنت غبيه...لاني ساعدته انه يوصل لشهيرة حبيبه القلب...ياترى حبيبه مين فيكم؟
هنا لم يتمالك زين غضبه وقام بارتداء ساقه الصناعيه وتوجه اليها ممسكا لها من كتفها بقسوة قائلا
=اياكي تجيبي سيرة شهيرة علي لسانك القذر ده؟
ترك كتفها ولكنها لم تتركه بلسانها االلاذع فقالت
=يااااه ...كل ده عشان جبت سيرتها؟لما انت بتحبها اوى كده طردتها هيا واهلها ليه؟اهو علي الاقل كانت سابتلي حازم.
استفزته مرة اخرى قام بسحب ذراعها للخلف تصبح ملتصقه به قائلا
=انا بحذر مرة واحده لاكن لو اتكرر الغلط متلوميش الا نفسك وصرخ بوجهها فااااهمه
بوجع شديد قالت
=فاهمه بس سيب دراعي هيتخلع في ايدك ارجوك.
زين بقسوة
=لو عايزة حياتك معايا تبقي كويسه اللي اقوله يتسمع بعد كده.
فرجت شفتاها قائله
=حياتنا! احنا ملناش عيش ما بعض...احنا لازم نطلق .
اقترب منها ببطء وهيا تتراجع ببطء حتي اصدمت بالحائط خلفها وقال بهمس فحيح كالافعي
=انتي متعرفيش ان اللي يدخل عرش الزين ميخرجش منه الا بالموت؟
شهقت قائله
=موت!انتي هتقتلني؟
ابتسم بسخريه وقال=مش يمكن انتي اللي تموتي نفسك؟
قالت خلود بتحدي
=طب واذا قلتلك انك هطلقني وقريب وبرضاك؟
ابتسم لتحديها قائلا
=وانا اموت في التحدي ...بس انا طول عمرى الكسبان يا حلوة.كادت ان ترد عليها فانهي الحوار باسلوبه
=احنا اتكلمنا كتير نتعشي وننام كفايه عليكي كده النهارده...الحمام قدامك ده اللي المكان اللي هتغيرى فيه ديما اما اوضه الملابس دي تخصني لوحدي.
تذمرت خلود وقامت بجذب بيجامه للنوم ودخلت الحمام تزفر بحنق وعندما فتحت البيجامه وجدتها مثيرة فكانت ستغيرها ولكنها لمعت براسها فكرة شيطانيه ...خرجت خلود من الحمام فوجدته يتناول العشاء متجاهلا لها ...قالت في سرها
=بالسم الهارى.
ابتسم لانه سمعها ورفع راسه لكي يعلمها انه سمعها ولكنه تسمر عندما وجدها بهذه الملابس ...حيث كانت ترتدي بيجامه هوت شورت بلون الاصفر الكنارى ...تبا لهذه الوقحه تعلم جيدا انه لن يحدث بينهم شيئا ومع ذلك تلبس هذه الملابس لاغرائه ...
تصنع التقزز منها قائلا
=ايه صفار البيت اللي دلقاه نفسك فيه ده.
مطت خلود شفتيها قائلا
=صفار بيض... ده كنارى صوا صيو.
قال باستهزاء
=انتي مفكرة انك بكده هتغريني؟احترمي نفسك انتي مش لوحدك في الاوضه ...انا موجود.
انحنت نحوه قائلا بهمس=انا مش شايفاك اصلا...كانك خيال.
امسكها من معصمها وجذبها حتي سقطت في حجره قائلا بنفس همسها
=وكده برضه خيال.
اضطربت خلود من حضوره الطاغي ونجحت في فك معصمها من يده وتوجهت نحو السرير ونزعت الغطاء لتنام...توجه نحوها قائلا
=انتي مش هتنامي هنا...انتي مقامك علي الكنبه دي...انا اشتيرتها واسعه علشانك مش علشاني...السرير ده بتاعي وملكي .
لوت شفتيها قائله
=خليهولك ...اشبع بيه .
توجهت الي الاريكه ...ولكنه مسكها من معصمه قائلا
=كده علي طول ؟منستيش حاجه.
ارتبكت خلود وظنت أنه يريد منها قبله
فاغمضت عينيها من قربه فانحني الي اذنها قائلا
=نسيت تقلعني الساق يا حلوة.
بعدت عنه مذعورة
=الساق لا لا...الا دي ارجوك بلاش.
ابتسم وقال
=انا لسه قايل انك موجوده لتنفيذ طلباتي ...فمتزعلنيش منك.
استسلمت لواقعها الجديد وانحنت ببطء لنزع الساق...اخذ يتاملها كثيرا ويستنشق رائحه شعرها ...اقسم لو راهب ورأي أنوثتها لكادت حصونه تحطمت...اما عنه ...بدا يلامس شعرها برقه وحنان فاحست بانامله الخشنه ورفعت عينها له وغرقت في بحورها الفيروزيه ...ولكنه تراجع عن فعلته وشدد علي شعرها بقسوة قائلا
=برافو...ده انتي طلعتي شاطرة اهو ....روحي اطفي النور ونامي ...عشان تصحي بدرى تلبسهالي يا حلوة...تصبحي علي خير .
تركته واطفات النور ونامت تلعن حظها الذي اوقعها في هذا الزين.
الفصل الرابع
ظلت خلود تتقلب علي الاريكه ولم تستطع النوم عليها ...نظرت اليه زين وجدته هادئا ومستغرقا في النوم ولا يبالي لاي شئ ...نهضت من الاريكه وذهبت الي السرير عازمه علي النوم عليه ليرتاح بدنها...ظنا منها انه لن يشعر بها ...تعثرت بالساق الموجوده بجانب السرير واخفضت راسها لتبعدها وحين رفعت راسها لفت انتباهها ملامحه الجميله...حيث كان شعره يتدلي علي جبينه بنعومه ولون فاتح ورموشه الكثيفه وذقنه الخفيفه ...مررت اصابعها بدون شعور علي ملامحه برقه ونعومه حيث كان يمتلك جمالا طاغيا لم تراه من قبل ...فجاه مسكها من معصمها وشدها نحوه حتي اصبحت فوقه تماما واحتضنها ممسكا بخصرها ليثبت حركتها ليقترب من اذنها هامسا
=انا لازم اخاف علي نفسي منك.
اغمض نصف عينيه بخبث قائلا
=شكلك ناويه تتحرشي بيا ...الظاهر اني عجبتك.
تململت منه وفكت نفسها من حصاره ونهضت قائله بارتباك
=انا! الظاهر انت اللي مغرور وشايف نفسك...انا كنت بمارس حقي اني انام علي سرير...زى بقيه البني ادمين
نهض زين ببطءوجلس نصف جلسه ووضع ذراعه وراء رقبته ويده الاخرى تعبث بخصلات شعره الحريريه ليغريها اكثر قائلا بهدوء
=وانا قلتلك قبل كده ان الكنبه هي المكان اللي يليق بيكي
واكمل بنبرة مستحقرة لها
=وانا مش مستعده انيم جمبي واحده زيك .
واضاف باشمئزاز
=لا يمكن اتقلب في سريرى والاقيكي في وشي
ثم تنهد قائلا
=انا تعبت...وكفايه عليكي لحد كده...اعتقد متقدريش تستحملي اهانات اكتر من كده ...اللي اقوله بعد كده يتسمع ....ومتحاوليش تعانديني
تركته خلود وذهبت الي الاريكه وهي حزينه ...حاولت النوم لانه لامفر...ولكن توعدت لنفسها بالثأر منه في الصباح وتلقينه درسا لكي يتعلم كيف يتعامل معها.
استيقظ زين من نومه وكاد ان ينهض كعادته ولكنه تذكر وجودها فنظر اليها فوجدها مستغرقه في نومها ...اراد ان يفسد عليها احلامها ...نادها بصوته الخشن فلم تجيبه ...اخذ الوساده ورماها باتجاه الاريكه ...تململت في نومها وتمتمت بكلمات غير مسموعه وعاودت نومها مرة اخرى ...نظر الي الكومود بجانبه وجد كتابا له فتراقصت فكرة شيطانيه في عقله...قامت بتصويب الكتاب في مقدمه راسها فسقطت علي الارض بفزع وبصدمه ...مما جعله يضحك علي منظرها بقهقه عاليه...ذهلت مما فعله ونهضت من علي الارض وذهبت لتواجهه وهيا تتمتم بكلمات لاعنه له ...وجدته يرفع حاجبيه ويغمزلها بعينيه ليغيظها ا رادت ان تخنقه ...فاقتربت منه وانحنت عليه وموجها يديها حول رقبته...سحب يديها بطريقه ناعمه بيده اليمني وقبلهم...وجذبها من خصرها بيده اليسرى وقام برميها علي السرير بجانبه قائلا بصوت هامس
=قومي بمهمتك
قطبت جبينها ولكنها فهمت ما يرنو اليه...قامت واخفضت راسها واحضرت الساق وركبتها لو وهو بنفس حالته يداعب خصلات شعرها ليربكها...انتهت وذهبت الي الحمام ...استوقفها قائلا
=انا الاول
تذمرت قائله
=اتفضل
في اثناء وجوده بالحمام ...احضرت ملابسها فوجدتهم باكتاف عاريه ...تذكرت امس وهيا بالمرحاض ذراعيها المتورم من اثر فتكه بها ونفخت كثيرا اثناء ذلك تراقصت في عقلها فكرة شيطانيه انا تعبث في ملابسه وتمزق بعضها لتعلن الحرب بينها وبينه...لفت نظرها وجود ملابس لامراءة محتشمه بجوار ملابسه ...تساءلت فيما بينها لمن هذه الملابس ...الي ان امسكت بفستان بنفسجي اللون المفضل لها ...اعجبها كثيرا فقررت ارتدائه حتي لو كان ملك لاخرى...فهذا ظرف طارئ...خرج من الحمام يلف خصره بمنشفه طويله ...مرت بجواره واخفضت راسها ...امسكها من ذراعها قائلا
=عايزك تلبس هدومك في الحمام ...جو المناشف والحركات الصايعه دي مياكلش معايا...فهماني؟
صكت اسنانها بغيظ قائله
=من غير ما تقول
هز راسه قائلا
=برافو...خلصي وانزلي الفطار بيبقي تحت هكون انا في الشركه تحترمي نفسك مع امي ومرات اخويا.خلود بنفاذ صبر
=طيب.
اخذت حمامها وارتدت الفستان ولكنها تعثرت في سحابه فهو من النوع السحرى ...قررت الخروج لاحضار غيره ولكنها تذكرت تشديده علي عدم خروجها عاريه تذكرت ايضا انه قد ذهب الي الشركه ...خرجت من الحمام وذهبت الي غرفه الملابس وتفاجئت بمن يقوم باغلاق السحاب رفعت راسها ونظرت الي المراه وشاهدته ينظر لها ...اغمضت عينيها من اثر ملامسته وتحسسه لظهرها مع اغلاق السحاب الي ان وصل الي رقبتهاوهمس قائلا
=مش المفروض تستاذني قبل ما تاخديه حاجه مش تخصك؟
التفت اليه بغضب ولكنها توقفت عندما راته يرتدي قميصا من نفس اللون ارتبكت قائله
=مكنش قدام حل الا ده ...انا دراعي محمر من امبارح...خفت حد يسالني ايه ده وانت قايلي مكذبش ولو قلت الحقيقه هتبقي فضيحه ليك.
نظر لها بتدقيق وقال
=علي سيرة حد يسالني...اي حد يسالك عن حياتنا تقوليله حلوة ...لو فكرتي تحكي لاي من كان هتشوفي مني وش تاني غير ده خالص فاهمه؟
ارتعشت من صوته وهزت راسها وقالت
=فاهمه
جذبها بين احضانه وقال هامسا
=برافو عليكي...انتي شطورة خالص يالا انا هنزل الاول وانتي حصليني ...
ولعلمه انها تتوتر من حضوره الطاغي قربها منه اكثر الا ان لفحت انفاسه الساخنه بشرتها في محاوله منه للتلاعب باعصابها ولكنها سريعا ادركت الموقف ودفعته في صدره ليقع علي الاريكه وركضت الي باب الغرفه قائله بضحك رنانه
=ابقي حصلني انت ...باي يا حب.
هبطت الدرج باستمتاع بالغ مما فعلته معه تدندن بصوتها الي ان صدمت بشخص وصرخت ...فزع خليفه منها قائلا
= عاااااا...انا كده قطعت الخلف ...منك لله يا شيخه
ضحكت علي مرحه قائله
=اسف والله...مش قاصده اخبط فيك
خليفه بمرح
=هو علي الخبطه ؟علي صريخك اللي خضني .
ثم ضيق عينيه قائلا
=تعالي هنا...انتي ايه اللي منزلك من جناحك يوم صبحيتك؟
لوت شفتيها قائله
= عادي ...عرفت ان الفطار بيبقا تحت فنزلت.
هز خليفه راسه يمينا ويسارا بياس قائلا
=زين عمره ما هيتغير...كنت مفكر انه حتي هيقعد يومين في الاوضه ...بس بردو مفيش فايده
ابتسمت خلود بسخريه قائله
=وانت بقا عملت زيه ولا ايه؟
جاءت نهي من خلفه قائله
=لا زيه ايه؟ ده حبسني في الاوضه اسبوع ولولا زين كان زمان محدش شافني لغايه دلوقتي
ضحكت خلود ضحكه رنانه اثناء نزول زين واوقفتها عندما قال بصوت عالي
=خلووود
ارتعدت اوصالها واستدارت ناحيته مرتبكه قائله
= نعم
قام خليفه بتخفيف الموقف وذهب مسرعا لاحتضان اخيه قائلا
=صبحيه مباركه يا زين
رد زين بجمود
=الله يبارك فيكي
ظهرت ياسمين واتجه ناحيه زين ونظرت بخبث الي خلود قائله
=ياريتك تكون انبسطت يا حبيبي.
نظرت خلود وصكت اسنانها فلاحظت نهي تشير لها براسها بمعني الا تهتم لامر ياسمين
ذهب زين وخليفه الي حجرة السفرة وتبعتهم نهي وخلود وياسمين...جلست نهي بجوار خليفه وجلست ياسمين بجوار زين متعمده ذلك حتي لا تجلس خلود بجواره فجلست خلود في الجانب الاخر ارادت ياسمين اغاظتها قائله
=اوووه نفس المكان مبيتغيرش ...مكان شؤؤؤم ...كل واحده بتقعد هنا بتخص زين ...بس في الاخر زين بيرميها برا
حزنت نهي من حديثها فهي تخص بالذكر شهيرة فربت خليفه علي يديها الا تهتم لحديث امه...اما خلود وفوقفت وارادت ان ترد لياسمين الصاع صاعين ولكنها زين اوقفها قائلا
=خلووود اقعدي
ضربت قدمها في الارض بتذمر ولكنها ابتسمت عندما سمعته يقول
=امي...ياريت بلاش الكلام في الماضي ...لان الماضي يخصني لوحدي حتي الحاضر والمستقبل محبش حد يدخل فيه
لوت ياسمين شفتيها بغيظ ونظرت الي خلود نظره حقد...فقامت خلود برفع حاجب وتنزيل الثاني بالتوالي لاغاظتها...كل هذا لمحه زين بطرف عينيه وابتسم بسمه خفيفه علي افعال الصغيرة خلود
سال خليفه زين
=هو انت هتروح الشركه النهارده؟
نظر له نظرة ثاقبه
=عندك مانع؟
تضايق خليفه لانه كان هو الاخر يريد اجازة ليرتاح فقال
=هااا...لا ما نع ايه ...انت حر يا زيزو
هنا رمي زين المعلقه علي سطح الطبق وكور يده وتنهد بغيظ...استغربت خلود من فعلته...فقام وذهب الي مكتبه قائلا لخليفه
=خلص اكلك علي اما اجيب الاوراق ونروح الشركه
هز خليفه راسه قائلا
= حاضر.
بعد خروجه مالت خلود علي نهي هامسه
=هو في ايه؟
نظرت لها نهي بغيظ ونظرت الي ياسمين الذي نهرتهم قائلا
=في ايه بتتوشوشوا علي ايه؟
ردت نهي بخوف
= مفيش والله يا مرات عمي...اصل
ياسمين بنرفزة وقفت وقالت
=مرات عمك !اما صحيح لوكال انتي واللي جمبك...انا بعد كده هاكل لوحدي
تركتهم ورحلت فارتسمت السعاده علي وجه خلود وقالت
=قولي انت يا خليفه ...ايه اللي ضايق زين؟
ضحك خليفه قائلا
=ياستي مبيحبش حد يقوله يا زيزو.
عضت خلود علي شفتيها بسعاده...,تراقصت في عقلها فكرة شيطانيه...احس خليفه وتاكد انها سوف تفعلها فقال لخبث
=اوعي يا خلود تقوليله زيزو ...لاحسن ذنبك هيبقا فى رقبتي...صح يا نهنوه
ردت نهي بخوف
=اه والله ...ده ممكن يقتلنا كلنا
هزت خلود راسها بسعاده وقالت بثقهضه
عيب عليكم ...هو انا بتاعت الكلام ده برضه.
خرج من المكتب وتنهد قائلا
=لسه مخلصتش يا خليفه؟انا مش عايز اتاخر.
نهض خليفه من مقعده وقال
خلصت...واخد نهي بين احضانه وقبل جبينها وقال
=سلام يا قمرى...
نظرت لهم خلود نظرة حسرة والم وعزمت علي اغاظه زين...خرج زين وخليفه الي حديقه الفيلا تبعتهم خلود وقام بمناده زين فالتفت اليها وركضت اليه وقبلته من وجنتيه قائله بخبث
سلام يا زيزو وركضت الي الفيلا مرة اخرى حتي لا يمسك بها وهي تقهقه عاليا
صدم زين من فعلته وقبلتها ووضع يده علي مكان القبله وشرد في اثرها الي ان جاء خليفه قائلا
=ايه يازين ؟ ايه اللي موقفك كده؟
افاق من شروده وتنحنح قائلا
=لا مفيش حاجه ...كنت برتب اوراقي ...يالا بينا.
ظلت تنظر اليه من وراء الستار حتي رحل...شعرت بيد تربت علي كتفها قائله
=ليه صممتي تقوليها؟
خلود بمرح
=عرفتي منين يا نهي اني قولتها؟
نهي بابتسامه
=مجرد احساس
تنهدت خلود قائله
=مش عارفه كل اللي حاسه بيه...اني نفسي اغيظه وبس. ليه مش عارفه
نهي بتساؤل
=يمكن بتحبيه
فرجت خلود شفتاها قائله
=احبه؟ ازاي؟ وانا لسه عارفاه...وبعدين هو بيحب شهيرة...ولولا الظروف كان زمانها بقت مراته.
استغربت نهي من ردها قائله
=مين اللي قالك كده؟ هو؟
لوت خلود شفتيها بسخريه قائله
=مش محتاج يقولي انا شفت بعيني يوم الفرح كان عامل ازاي
ضحكت نهي علي غباء خلود وقالت
=وقال بيقولوا عليا غبيه...طلع في اغبي مني...تعالي تعالي ...ده احنا هنبقي دويتو هايل.
سحبت نهي الي الصلون وسردت لها كيف تمت خطبه شهيرة لزين ...وان زين لا يحب احد...وكل همه هو عمله فقط ...وان دور خلود تغييره للاحسن
انتهت نهي من كلامها وهزت خلود راسها قائله
=عشان كده انتي عاملتيني حلو...يعني هو مش بيحب حد؟ ...
تحدثت في سرها قائله
=وانا اللي كنت مفكرة انك بتحبها؟ حلو اوى كده الشغل هيبقا علي المكشوف ...وعيني عينك ...يا انا يا انت.
نهي بتوتر
=بتفكرى في ايه يا مصيبه؟
خلود ببلاهه مصطنعه
=انا مصيبه؟ ده انتي لسه قايله اني غبيه وبفهم غلط
ضحكت نهي قائله
=مش اوى يعني ...شكلك شقيه.
ظلت نهي وخلود يتحادثون ويضحكون الي انا دخلت عليهم ياسمين قائله بعنجهيه
=والله عال...مفضلش اللي بيشتغلوا عندي يقعدوا في صالون فيلتي ويحطوا رجل علي رجل كمان
انتفضت نهي مذعورة وقالت
=اسفه يا مرات عمي .
برقت لها بعينها فخافت نهي وركضت الي الخارج...ولكن خلود ظلت جالسه في مكانها لا تعير لها اي اهتمام
تحدثت ياسمين باشمئزاز
=انتي يا نيله.
نظرت خلود يمينا ويسارا واشارت لنفسها قائله
=انتي بتكلميني انا؟
لوت ياسمين شفتيها قائله
=اومال خيالك؟
قامت خلود من مكانها ووضعت يدها في خصرها قائله بدلع
=بس انا مش نيله...انا خوخه ...عندك مانع؟
ياسمين بعصبيه
=احترمي نفسك وانتي بتتكلمي مع اسيادك.
مصمصت خلود شفتيها قائله
=اسيادي! انه هنا مرات صاحب الفيلا ...وفرد من العيله...مش خدامه عندك.
استلحفلت لها ياسمين قائله
=طب وديني لما يجي زين لاخليه يربيكي ويعرفك مقامك.
بنفس دلعها =قالت خلود
=قوليله مبخافش
ضربت ياسمين قدمها في الارض بغيظ وخرجت من الفيلا باكملها بسبب خلود الوقحه عل وعد ان تسرد لزين كل ما حدث عند رجوعه.بحثت خلود عن نهي وجدتها تبكي عند حوض الورد...توجهت اليها واخذتها بين احضانها وربتت علي كتفيها قائله
=ليه مردتيش عليها ؟بدل ما تيجي هنا وتعيطي.
مسحت نهي دموعها قائله
=انا مش بعيط علي كده...انا افتكرت شهيرة من يوم ما مشت محدش بيهتم بالورد
تعاطفت خلود معاها وقالت
=للدرجه كان نفسك تكون هنا؟ وتتجوز زين؟
هزت نهي راسها تنفي ما تقوله خلود
=بالعكس ...انا من زمان مش مرحبه بالجوازة دي...واللي حصل ده كان احسن حاجه لشهيرة...بدل ما كانت تعيش متعذبه في حبها ليه.
ضحكت خلود قائله
=احسن حاجه ليها واسواء حاجه ليا.
ربتت نهي علي يدها قائلا
=مش عارفه ليه يا خلود عندي احساس انك هتغيريه ويبقا انسان تاني.
ابتسمت خلود وتنهدت وقالت
=قولي يارب
قالت نهي
=يارب
وصل زين وخليفه الي الشركه ودلفا كلاهما الي مكتب زين لمناقشه بعض المستجدات...اتصل زين علي اسر ليستدعيه في مكتبه للعمل ثلاثتهم...استغرب اسر من اتصاله فكيف له ياتي الي الشركه صباح عرسه...اسرع اسر للخروج من مكتبه مارا بمكتب باهر...اراد استفزاز باهر قبل الخروج قائلا
=ايه يا باهر هيا خلود زعلت زين باشا ليه علي الصبح؟
فرج باهر شفتيه قائلا
=خلود بنتي؟ازاي؟امتي ده حصل؟ده كان فرحهم امبارح...امتي ده حصل؟
ابتسم اسر بسخريه قائلا
=الظاهر ان زين باشا ما اتبسطش...جاي الشركه من بدرى...عموما يا باهر قول لبنتك ...ان ده زين باشا برضه...فياريت تتعلم تبسطه...
خرج اسر من مكتبه ليذهب الي زين...زفر باهر حانقا وعزم الامر علي الاتصال بهاجر ليلومها علي ما فعلته بخلود جراء هذه الزيجه.
اجابته بصوت ناعس
=الووو
رد عليه بحنق
=طبعا...سيادتك نايمه ولا علي بالك...
تمطعت وجلست نصف جلست ووضعت يدها علي مقدمه جبهتها تدلكها من اثر الصداع وقالت
=في ايه يا باهر علي الصبح؟تعبانه يا اخي من الفرح...وبعدين انت ايه اللي نزلك الشركه؟مش المفروض تاخد اجازة النهارده؟
باهر بغضب
=اجازة!طب تيجي ازاي دي والعريس مشرف في الشركه من بدرى؟
انتفضت هاجر من جلستها وقالت
=ايه؟بتقول ايه؟جه الشركه؟ازاي؟ طب وخلود؟
لوى باهر شفتيه وقال
=خلود!خلود مكنتش عايزاه من الاول...وانتي عارفه...قعدتي تخططي وانا زى الاهبل سمعت كلامك لغايه ما البت هتنهدم حياتها.
زفرت هاجر حانقه وقالت
=طب اقفل ...انا رايحه لها اشوف في ايه بالظبط...وهظبط الدنيا...وبعد ما تخلص شغلك تعالي خدني من هناك...لان محدش هيروحني.
في حديقه الفيلا ظلت نهي وخلود يتحادثون ويضحكون وقامت نهي بجلب القهوة والتي تكرها خلود ...فاخبرتها نهي ان زين يعشق القهوة جيدا ويشربها كل يوم في المساء وهو يستمع لفيروز...طرات فكرة لخلود لو فعلتها سوف يتذمر زين منها ويقتلها...اثناء حديثهم دخلت هاجر الي الفيلا مهلله وهيا تنادي علي ابنتها قائله
=حبيبه مامي...وحشتيني.
تضايقت خلود من وجودها ووقفت متجمده الي ان اتت هاجر لاحتضانها وهيا واقفه مثل لوح الثلج البارد لم ترفع ذراعيها لاختضان امه...احست هاجر ببرودها وانحرجت كثيرا ثم وضعت يدها علي خدخلودقائله
=ايه يا قلبي؟مالك؟زعلانه ليه؟ثم نظرت نظرة احتقار الي نهي قائله
=مين اللي اتجراء وزعلك؟
حاولت نهي ان تدارى حرجها فقالت
=اهلا بيكي يا طنط نورتينا والله
نظرت لها خلود من راسها الي اسفل قدميها قائله
=اهلا
ثم استطردت قائله
=تعالي يا خلود نطلع الجناح بتاعك نتكلم علي انفراد.
اغتاظت خلود من اسلوبها مع نهي فنهي اصبحت الان بمثابه اخت لها في هذا البيت البارد فقالت
=لا...نتكلم هنا...مليش نفس اطلع الجناح...انا لسه نازله منه
تدخلت نهي قائله
=عيب يا خلود...دي مامتك...
وبخجل قالت
=اكيد نفسها تطمن عليكي برضه...تنهدت خلود قائله
=تعالي ...عن اذنك يانهي
نهي بابتسامه
=اتفضلي يا حبيبتي
في الشركه دلف اسر الي غرفه مكتب زين مبتسما واحتضن زين قائلا
=ازيك يا صاحبي...طب ينفع كده؟عريس ويجي الشركه يوم صباحيته؟متقول حاجه يا خليفه...مش انت الكبير ولازم تنصح برضه؟
رفع خليفه كتفه بمرح
=وانا مالي يا اخويا؟كل واحد حر في صباحيته....هيا صباحيتي ولا صباحيته؟
ضحك كل من اسر وخليفه وزين لم يؤثر فيه مرحهم كان يدقق في الاوراق التي امامه قائلا
=الاوراق دي ناقصه...فين بقيتها
خبط اسر علي راسه متصنعا النسيان قائلا
=اووووبس دول عند باهر ...هستدعيه يجيبهم حالا
...استدعي اسر باهر لياتي الي غرفه زين بالاوراق
دلف متباطا خوف من ان تكون خلود فعلت به افعال شيطانيه وهو الذي يدفع تمنها...قابله زين ببرود واخذ منه الاوراق وساله عن حاله وساله عن هاجر اجابه قائلا
=انا كويس ...وهاجر راحت تشوف خلود وتطمن عليها
غضب زين مما سمعه وانتفض من مقعده وعزم ان يذهب الي الفيلا مسرعا حتي لا تسرد خلود اي شئ عن علاقتهم لامها...قام خليفه واسر وراءه يسالوهه الي اين ذاهب تحجج ان رجله تؤلمه...جرى السيد باهر وراءه يطلب منه الذهاب معه لرؤيه ابنته واخذ هاجر والرجوع الي المنزل ...وجد زين ان هذا هو الاحل الامثل للتخلص من هاجر فقال له باشمئزاز
=خد تاكسي ...وتعالي ورايا...انا بسوق بسرعه وقلبك مش هيستحمل...ولما توصل خلي البواب يحاسب ...وخلي التاكسي منتظر عشان ترجعوا فيه
حزن باهر من حديث زين ولكنه لا يلومه ابدا بل يلوم الحظ الذي اوقع ابنته في هذا الزين المتعجرف.
صعدت كل من خلود وهاجر الي جناح زين وما ان دخلت هاجر حتي انبهرت بالجناح وقالت
=وااااااو روعه يا خوختي
لوت خلود شفتيها قائله
=عجبك!من امتي وانتي بتعجبك الالوان دي؟ولا الفلوس بتحلي كل حاجه؟
ابتسمت هاجر قائله بتاكيد
=طبعا...الفلوس بتحلي كل حاجه
قامت بالجلوس علي الاريكه وخلود من ذراعيها لتجلس بجانبها وغمزت لها وقالت
=المهم...طمنيني ...نولنا من رب العباد ولا لسه؟
لوت خلود شفتيها وتذكرت تحذيرات زين لها بعدم الصفح عن اسرارهم لاي حد فاخفضت راسها قائله
=ايوه
شهقت هاجر بفرحه قائله
=الحمد لله ...يالا بسرعه بقا وحاولي تجيبلنا ولي العهد قبل ما البتاعه اللي تحت دي تعملها.
انفجرت خلود من غيظها قائله
=هو ده كل اللي يهمك؟لاكن ميهميكيش ان كنت سعيده معاه ولا لا؟ده مش طايقني...انا بالنسبه له جوازة والسلام.
لوت هاجر شفتيها قائله
=انتي اللي عبيطه ...ومش قادرة تشديه ناحيتك ...
ثم نظرت لها بنصف عين وقالت
=ايه اللي انت لبساه ده؟ من امتي بتلبسي حشمه كده؟ده انتي في عز البرد مبطقيش نفسك...وكبيرك نص كم
اضطربت خلود قائله
=هااا...عادي انحرجتت من خليفه وبعدين بحاول اغير طريقه لبسي
قامت هاجر بفتح دولاب خلود واخرجت منه فستانا بحمالا ت رفيعه وقالت
= لاغيرى القرف اللي انتي لابساه ده والبسي ده...ادلعي شويه يمكن تخليه يقعد في البيت مش يطفش زى ما طفش النهارده
زفرت خلود وقالت
=بعدين لما تروحي ياماما هلبسه
استغربت هاجر من خلود قائله
=انتي يا بت بتتكسفي مني ...ده انا امك
توترت خلود قائله
=لا هتكسف منك ليه؟ انا مليش مزاج الوقت.
اقتربت منها هاجر واوقفتها قائله وهي ممسكه لها من كتفها
=خلود انتي مخبيه عليا ؟
حاولت خلود نزع يد امها من كتفها لانها كانت تضغط عليها فتاوهت فجاه ...هنا شكت هاجر في امر خلود وقامت بفك السحاب فجاه وتنزيل الفستان من علي كتفها حتي شهقت من منظر تزرق كتفها واضعه يدها علي فمه...في هذا الاثناء وصل زين الي الفيلا وصعد الدرج حاولت نهي ايقافه لتعلمه بوجود هاجر حتي لا يحرجها ولكنه لم يستمع اليها وفتح باب الجناح عليهما بدون استئذان ليجد هاجر وخلود في حاله ارتباك وفستان خلودساقطا الي تحت كتفيها...نظر لهم بغضب وقال
=هو في ايه بالظبط
=توترت هاجر وانقبضت خلود قائله اصل كنت بفرج مامي الفستان اللي انت جبتهولي هديه الصبحيه فشعرى شبك في السوسته فمامي كانت بتصلحها ...انتي عارف سوستته بتعلق
رفع زين حاجبيه وتقدم الي خلود واحتضنها واغلق السحاب قائلا بهمس
=حسابك تقل معايا
حاولت هاجر تخفيف الاحراج قائله
=صباحيه مباركه يا عريس...انا جيت ابارك لكم ... كمان باهرهيعدي عليا عشان يشوف خلود ويباركلها
...ابتسم زين بسماجه وقال
=الله يبارك فيكي...السيد باهر تحت منتظرك
تلهفت خلود لرؤيه اباها واتجهت الي الخارج لتراه ولكن مسكها زين من معصمها مشددا عليه قائلا
=حبيبتي...باباكي جاي ياخد مامتك...وهيجيلك في يوم تاني...قالي ميصحش اقطع عليكم في يوم زى ده...ثم وجه نظره الي هاجر قائلا باستحقار
=اب بيفهم بصحيح
خجلت هاجر من كلامه اللاذع وودعتها ابنتها ورحلت.
بعد خروج هاجر من الجناح ...نظر زين الي خلود ببرود قائلا
=اقفلي الباب كويس
اتجهت خلود الي الباب لتغلقه وهيا تبتلع ريقها بخوف من رده فعل زين واستدارت لتجد نفسها ترتطم بصدره فشهقت
قال لها بغضب
=ممكن تفهميني ومن غيركذب ايه اللي كان بيحصل بينك وبين امك في جناحي؟
رجعت بظهرها الي الوراء وربعت ايديها قائله
=وانت مالك؟ ام وبتطمن علي بنتها يخصك في ايه؟
شدها الي صدره بقوة قائلا
=من ناحيه يخصني ...فهو يخصني قوى...انتي كلك علي بعضك تخصيني ...ولازم اعرف كل حاجه عنك.
حاولت التملص منه قائله
=مفيش كانت مفكراني عروسه لازم تلبس وتدلع ولما رفضت شكت فيا...لان مش من عادتي البس بكم...شدتني من دراعي وجعني فحبت تتاكد من شكها.
اكمل استجوابه قائلا
=يعني عرفت ان انا اللي عملت كده.
ابعدته قائله
=اكيد عرفت.
زين بغضب
=هو انا مش قلتلك اللي يحصل بينا حذارى حد يعرف اي ان كان.
زفرت خلود حانقه
=اللي حصل بقا...هو انا يعني كنت عارفه انها هتشك فيا...
نظر لها زين نظرة ثاقبه وقال
=عيونك مليانه كذب يا خلود
ثم استطرد قائلا
=خلود الشيطانه بتلاعبني.
ثم اقترب منها بهمس فحيح كالافعي
=بس شيطاني هيغلب شيطانك هو الوحيد اللي هيقدر يربيكي من جديد.
زفرت خلود بحنق من انفاسه الساخنه وقالت
=انا قلت اللي عندي ...مش عايزة تصدقني ...مهمنيش
ضغط زين علي اعصابه قائلا
=خلوود متختبريش صبرى...احترمي نفسك واتكلمي معايا عدل
لمعت في راسها فكرة شيطانيه واقتربت منه لتنظر الي فيروزيته بعمق قائله
=انا اسف يازين...صدقني كل اللي قلته حقيقه...انا مكذبتش عليك
احس زين بخبثها ودلالها المصطنع وتذكر ما فعلته به في الصباح فامسكها من خصرها بيدواليد الثانيه امسك بها ذقنها وقال
=مصدقك...بس بعد كده متسمحيش لحد يعرف عننا حاجه
لم ترد عليها لانها كانت تائهه في بحور عينيه الفيروزيه الي انا وجدت نفسها ساقطه تحت قدميه علي اثر دفعه لها...ابتسم زين قائلا
=واحده بواحده والبادي اظلم
ترك الجناح وسمعها من وراءه تلعنه كثيرا ظل يضحك عليها وقال لنفسه
=ولسه يا خلود...اما ربيتك...مبقاش انا زين السرجاني...اخيرا لقيت حاجه اطلع فيها غضبي...مسكينه يا خوخه...انتي كمان مش هتسلمي من غدر الزين.
الفصل الخامس
خرج زين من الجناح بعد ما اوقع خلود علي الارض ...نهضت خلود وجلست علي الاريكه تلعن نفسها...كيف سمحت لنفسها ان تستسلم لحضوره الطاغي؟عزمت امرها ان تنتقم من غروروه اشد انتقام ...سمعت طرقات علي الباب فنهضت لتفتحه وجدتها نهي تقول=خلود ممكن ادخل؟
ابتسمت لها خلود واشارت لها بالدخول قائله
=تعالي يانهي...اتفضلي.
جلست نهي ونظرت الي خلود نظرة لوم وعتاب وقالت
=كده ياخلود؟تستقبلي مامتك استقبال مش حلو؟ وكمان متنزليش تسلمي علي بابكي؟
تنهدت خلود قائله
=ماما بتمثل قدامك اني وحشتها ...وبعدين هيا ربتني علي كده ...علي الجمود وانعدام المشاعر...اما بابا فانا كان نفسي انزل اشوفوه بس...اخفضت صوتها قائله
=زين منعني.
صدمت نهي مما سمعته وكادت ان تتحدث لولا دخول زين كالمعتاد بدون اسنئذان
استغرب زين من وجود نهي فقال
=ايه يا نهي ؟انتي هنا بتعملي ايه؟وسايبه خليفه لوحده؟مش بعادتك يعني.
اضطربت نهي من اسالته فردت قائله
=كنت بشوف خلود لو محتاجه حاجه.
نظر لها زين بعدم تصديق وقال
=خلود لو عايزة حاجه تنزل تجيبها بنفسها...انتي مش خدامه عندها.
خجلت نهي من كلام ونهضت قائله
=طيب ...عن اذنكم ...هروح اشوف خليفه ...اكيد بيدور عليا
قبل ان تخرج استسمحها زين قائلا
=نهي لو سمحتي ...خليهم يحضروا الغدا.
خرجت نهي واخذ زين ينظر الي خلود نظرات ثاقبه ووضع يده في جيب بنطاله وقال
=ايه يا خلود؟قلتي لنهي هيا كمان؟ولا لسه؟
غضبت خلود من شكه فقالت
=هو انت كل اما تشوفني قاعده مع حد هتشك اني حكيتله؟
وتعمدت اغاظته قائله
=ده شك مرضي.
واقتربت منه وقالت وهي تلعب برباطه عنقه بدلعوقال
=علي فكرة يازين...انت شكاك اووى
ثم اعطته ظهرها قائله
=وانا مبحبش الراجل الشكاك.
واستدارت ورفعت سبابتها اليه محذرة
=ولو فضلت تشك فيا كتير...هسيبلك الدنيا وهاطفش.
وابتسمت بخبث وقالت
=سلام بقا...انا هنزل عشان جعانه اكتر منك
وقرصته قرصه خفيفه من خدوده
=يا خراشي...هو في كده يا ناس
امسكها من اصابعها وهمس لها في اذنيها وقال
=متتكررش تاني.
تصنعت عدم الفهم واقتربت منه وقالت
=ايه هيا اللي متتكررش؟
دفعها بعيد عنه وادار لها ظهره ووضع يده في جيب بنطاله وقال
=حركات الاغراء بتاعتك دي...ميت مرة اقولك مبتاكلش معايا.
زفرت حانقا وقالت
=اسفين يازين باشا...المرة الجايه هبقا اربع ايديا وانا بتكلم مع حضرتك.
=ممكن بعد اذنك حضرتك انزل اتغدا لاحسن مفطرتش كويس
تصنع البرود وهو ما زال معطيها ظهره واشار الي الباب وقال
=هو انا ماسكك ما تنزلي.
اغتاظت خلود من بروده وضربت الارض بقدمها وتمتمت وهيا خارجه بصوت منخفض وقالت
=انسان بارد.
كل هذا وزين يكتم ضحكاته وابتسامته الي انا خرجت قهقه علي افعالها الشيطانيه وعنادها له ثم سرعان ما تحولت ابتسامته الي الجمود ...فكيف له ان يغفل عن انتقامه منها.
وصلا كل من باهر وهاجر الي منزلهم بسيارة الاجرة الذي دفع حسابها بواب فيله زين...استدار باهر ومد يده لانزال هاجر ولكنها رفضت وطلبت من السائق الذهاب بها الي النادي ...تذمر باهر قائلا
=وهترجعي ازاي؟انا معيش فلوس ادهالك.
غضبت هاجر قائله
=ملكش فيا...ان شاء الله حتي ما ارجع...انا مش هرجع الا لما اقلب عليها واطيها ...واعرفه واعرف امه مقامهم كويس....اطلع انت بيتك ...اطلع يا اسطي
ذهب بها سائق التاكسي الي النادي الذي توجد به ياسمين وما ان وصلت حتي هبطت من التاكسي مسرعه وبحثت عن مكان ياسمين وذهبت اليها ...كانت تجلس ياسمين مع صديقاتها تتحدث عن هذه الزيجه الغير لائقه ...كل هذا تحت مسامع هاجر التي قامت برمي حقيبتها علي الطاوله...وضعت يديها في خصرها قائله
=المفروض تحمدي ربنا ان بنتي رضت تتجوز واحد زى ابنك
يجيوا اصحابك يشوفوا من اول يوم جواز البنت دراعها متورم
ده راجل سوقي ومعقد هو اللي ميليقش ببنتي ...وبنت احسن منك ومنه
انفجرت ياسمين وقامت وقالت
=الزمي حدودك يا هاجر ...انتي نسيتي...انتي واحده من خداميني...وجوزك خدام عند ابني...ابني اللي غلطان ان لم بنتكو واتجوزها...بس علي مين ...وديني ما هخليها علي ذمته يوم واحد بعد اللي حصل ده...واخذت حقيبتها وذهبت وهيا تقول
=عالم زباله ...وديني لاخلي زين يخدلي حقي من رمامه السكك اللي زيكم
ذهبت مسرعه الي الفيلا وهيا تتوعد اشد الوعيد لخلود وما ان وصلت وجدتهم يتناولون الغذاء دخلت عليهم في قمه غضبها قائله
زين حصلني علي اوضتي بسرعه ونظرت اي خلود بغضب قائله
=عايزاك ضرورى.
نظر زين الي خلود مستفهما اشاحت وجها بخوف الي الجانب الاخر ...نهض سريعا يصعد درجات السلم حتي وصل الي غرفه امه وطرق الباب مستئذنا ودخل
سمحت له بالدخول قائله بغضب
=اتفضل يا بيه يا محترم.
دخل زين بثبات وجلس وتحدث بهدوء قائلا
=خير يا امي.
صاحت ياسمين في غضب قائله
=امك ...انت خليت فيها امك...انت خليتني النهارده فرجه للي يسوى واللي ميسواش...المحترمه بنت المحترمه مكتفتش بقله ادبها معايا علي الصبح بعتتلي امها الشرشوحه تبهدلني في النادي قدام اصحابي...وتقول انك ضربت بنتها ...وورمتلها دراعها
ثم استطردت قائله
=البت دي لا يمكن تفضل علي ذمتك يوم واحد ...لازم تطلقها ...عشان يتردلي اعتبارى
اغتاظ زين من اسلوب امه الامر رغم علمه ان لديها كل الحق فيما تقول فرد بثبات قائلا
=انا هتصرف معاها...وهجيبلك حقك ...لكن طلاق مش هطلق ...بس هعرفها مقامها هيا وامها ...اعتبرى الموضوع خلص
ارادت ياسمين استفزازه ليطلقها قائله
=حتي لو كانت امها قالت انك متلقيش بيها وان لازم نحمد ربنا انها رضت بيك؟
رد زين بصوت اجش قائلا
=عندها حق...انا فعلا مليقش بيها ...بس انا هخليها تندم علي اللي قالته...وهتشوفي
نهض مسرعا وفتح باب الجناح ونادي علي خلود بصوت غاضب مما جعلها تنتفض وتهرول مسرعه لاجابته وما ان وصلت الي جناح ياسمين ابتلعت ريقها واقتربت منه بخوف قائله
=ايه...خير في ايه...يا زين؟
شدها زين من ذراعيها وادخل جناح ياسمين بالقوة واغلق الباب ورماها علي الاريكه وقال بغضب
=زين ايه بقا؟انتي خليتي فيها زين؟بقا انا المك من الشوارع واجوزك واعملك قيمه وسيمه وانتي زباله انتي وامك الحقيرة؟
اوقفها وظل يشدد علي ذراعيها قائلا
=هو ده دراعك اللي بيوجعك ؟طب وديني لاكسره لك.
حاولت التملص من بين يديه وادمعت اعينها قائله
=خلاص يا زين...ارجوك...دراعي فعلا هيتكسر ...خلاص مش قادرة ...انا مقلتش لماما علي حاجه والله.
زين بقسوة وجمود
=اسكتي خالص...بلاش كذب...انا شوفتك بعيني بتوريها دراعك لما دخلت عليكم فجاه.
استطاعت فك ذراعها من بين ايده ودفعته الي الخلف قائله بغضب
=عاوز تصدقني صدق ...مش عايز مش مهم...ثم نظرت الي ياسمين نظرة غاضبه وقالت
=هيا من الاول مش طايقاني...وبتعاملني كاني خدامه عندها.
رد زين بقسوة قائلا
=امي عندها حق...هو انتو فاكرين نفسكم ايه؟انتو خدم ...وهتفضلوا خدامين عندنا.
نظرت له خلود بضعف قائله
=ولما احنا خدامين عندكم ليه اتجوزتني؟ونظرت الي ياسمين قائله:
في سيده مجتمع تقبل تجوز ابنها لواحده من الخدم بتوعها؟
نظر لها ببرود قائلا
=انتي عارفه كويس انا اتجوزتك ليه...مش معني انك بقيتي مرات زين السرجاني...تقومي تتنمردي علي اسيادك ...امي خط احمر...لو اسمع انك اتطاولتي عليها انت وامك...هيبقا عقابك عسير...اتفضلي اعتذرى منها حالا
ابتسمت خلود ابتسامه بالم وتوجهت الي ياسمين الجالسه براحه شديده تشاهد اهانات زين لها
قالت خلود
=انا اسفه يا ياسمين هانم.
نظرت لها ياسمين نظرة اشمئزاز وقالت
=اطلعي بره ...عايزة اقعد مع ابني لوحدنا...ومتنسيش تقولي لامك الحقيرة تيجي بكره النادي تعتذرلى قدام الكل
هزت خلود راسها بضعف ونظرت الي زين نظرة حزينه وخرجت تجر اذيال الخيبه...وجدت خليفه امامها كان يستمع الي كل ما يدور في جناح ياسمين ...استصعب موقف خلود...,اخذ يربت علي كتفيها ...وتوجه بها الي جناح نهي...لكي يهونوا عليها ما حدث.
دلفت خلود مع خليفه الي جناح نهي التي اول ما راتها انتفضت لتاخذها بين احضانها ممسده علي شعرها ووجهت حديثها الي خليفه قائله
=مالها يا خليفه؟زين كان عايزها في ايه؟
رد عليها خليفه قائلا
=الظاهر انها تقلت العيار مع امي النهارده الصبح ومامتها راحت لماما النادي ...وطبعا ماما حكت لزين وزين بهدلها.
نظرت نهي الي خلود نظرة لوم وعتاب وقالت
=ليه كده يا خلود؟ماهي كمان بوختني...بس انا سيبتلها المكان ومشيت...عشان ما يصحش ارد عليها...دي مهما كان ام زوجي بردو
حاول خليفه التخفيف عن خلود قائلا
=مش وقته يا نهي...خلاص خليكوا قاعدين هنا وانا هروح اتفاهم معاه.
امسكته نهي من يديه وقالت
=خليفه ارجوك بلاش الوقتي...ده ميعاد قهوة زين...بلاش مزاجه يقلب اكتر من كده.
اقترح خليفه بملاح علي خلود وقال
=ايه رايك يا خلود توديله انتي القهوة واهي فرصه تصالحيه؟
ابتسمت خلود بسخريه وقالت
=لا يا عم مش ناقصه...ده مش بعيد يكمل عليا...اصلا انا خلقتي بتعصبه...ما بالك وهو متعصب اصلا.
حزن خليفه علي خوفها الشديد من زين وقال
=طب تعالي ننزل نقعد في الجنينه علي بال ما نهي توديله القهوة.
خرجت نهي من جناحها وذهبت لاعداد القهوة لزين وطرقت باب المكتب وسمح لها بالدخول...وضعت نهي القهوة علي سطح المكتب وكان زين في حاله جمود ...تنحنحت نهي قائله
=مالك يا زين؟
اخفض زين صوت الاغنيه وقال
=اقعدي يانهي.
جلست نهي واخذت تفرك في يدهاوتفكر من اين تبدا الحديث الي انا حسمت امرها وعزمت علي سؤاله مباشرة
=هيا خلود عملت حاجه تانيه غير اللي عملته مع مرات عمي الصبح؟
هز زين راسه قائلا
=يعني هيا محكتلكيش زى ما حكت لمامتها؟
هزت نهي راسها بالنفي وقالت
=مامتها دي استقبلتها استقبال بارد...وكانت رافضه تقعد معاها لوحدهم...لولا اني اصريت علي كده.
استغرب زين مما يسمعه وقال
=طب ليه عملت كده؟
ابتسمت نهي بسمه خفيفه وقالت
الظاهر ان خلود مش بتحب مامتها...هيا قالتلي ان مامتها قاسيه وبتجبرها علي حاجات مش بتحبها ديما...ثم استطردت قائله
=زين ...خلود ملقيتش الام اللي توجهها صح...ومهما ان كان لسه صغيرة...بالراحه عليها شويه...
ابتسم زين بسخريه وقال
=انتي اللي بتدافعي عنها؟المفروض انك تكرهيها...لانها اخدت مكان اختك.
نظرت له نهي نظرة خبث وقالت
=مش يمكن ده الاحسن لشهيرة وليك؟
هز زين راسه متفهما وقال
=يمكن برضه...عموما يا نهي انا هحاول اعمل بنصيحتك...انتي كمان تقعدي معاها وتفهميها حدودها ايه .
شكرت نهي زين علي تفهمه وانصرفت الي الحديقه حيث يجلس خليفه وخلود...ذهبت اليهما وقالت
انا خلصتي مهمتي وغمزت الي خليفه قائله
=دورك يا برنس.
رد خليفه بمرح
=اوامرك يا كبيرة .
وذهب الي زين...استغربت خلود من غمزات نهي وخليفه وارادت ان تفهم ما يحدث ولكن نهي بنقائها حاولت ان تشتت تفكيرها حتي لا تفهم انهم يحاولون الصلح بينهم.
توجه خليفه الي مكتب زين لمتابعه عملهم وبعد الانتهاء تمطع خليفه قائلا
=مش هنام بقا؟
نهض زين وقال
=اه ...انا طالع انام
توجه زين الي الدرج فقاطعه خليفه قائلا
=مش هتاخد الهانم وانتي طالع تنام؟
فرج زين فاه قائلا
=هانم!هانم مين؟
اشار خليفه الي الحديقه قائلا
=خلود...انا سايبها مع نهي مستنينا هناك تعالي عشان ناخدهم
اعترض زين وقال
=روح انت هات مراتك...اما انا جناحي ميتوهش ...تروح لوحدها.
اغتاظ خليفه من اسلوب زين البارد وقال
=ايه يا اخي؟انت مفكر لو شديت عليها هتسمع كلامك؟بالعكس دي هتعند بزياده...علي فكرة خلود مش زى شهيرة.
شرد زين في شهيرة وفي طيبه قلبها وقال
=عندك حق ...هيا مش زى شهيرة...ولا عمرها هتكون زيها...اللي زيها مينفعش معاه غير معامله تخليها تتربي من اول وجديد.
زفر زين حانقا وقال
=انت حر...انا كان نفسي تعيش سعيد ولو لمرة واحده في حياتك...بس انت مش وش نعمه......انا رايحلهم...تصبح علي خير.
لم يكترث زين لكلام خليفه وصعد الي جناحه وبدل ملابسه ونام...لكي يعلمها انه ليس بحاجه اليها ولا بوجودها....ذهب خليفه الي الحديقه ولم يجدهم تطلع الي شرفه جناحه وجدها مضيئه فايقن انهم بداخلها فصعد اليهم وما ان وصل استمع الي ضحكاتهم فسر قلبه لذلك ودخل بهيئته المرحه وقال
=يارب يا ساتر...يا حلاوتكم سايبيني انا مع زين البوز وانتو اخر سعاده.
نظرت له نهي نظرة لوم وقالت
=اخص عليك يا خليفه ينفع تقول علي زين كده؟
ردت خلود وقالت
=والله عنده حق ...انا بفكر انام عندك الليله ...عشان منامش واصحي علي بوزه
انفجرت شفتي خليفه وتدلت الي الاسفل قائلا
=نعم يا اختي؟ لا يا ماما...هو يعكنن عليكي وانا البس؟انا عايز مراتي...انا مش عارف اتلم عليها...يا جدعان افهموا.
خجلت خلود كثيرة فهو محق وقالت
=اسفه...ولو اني مكنتش عايزة اروحله الا لما يندهلي
ورفعت اكتافها قائله بثقه
=اصله كده كده هيحتاجلي .
دفعها خليفه من ظهرها الي خارج الجناح قائلا
=ايوه محتاجلك...والست الشاطرة لازم تشوف احتياجات جوزها برضه...يالا يا شاطرة...تصبحي علي خير ...احلام سعيده في حضن زين باشا.
بعد ما اغلق خليفه باب الجناح وقفت خلود تمصمص شفتيها قائله
=حضن ...ما انت متعرفيش الا فيها...ده حتي لو حضني بيبقا حضنه قاسي وبارد...ربنا يصبرني عليه.
دخلت خلود الي غرفه زين وجدته مستغرقا في نومه فحمدت ربها حتي لا تسمع كلامه المسموم ...مشت علي اطراف اصابع قدمها ووصلت الي السرير وكادت تخنقه ولكنها تاهت في ملامحه وهدوئه متمنيه ان يبقي علي هذا الهدوء عندما يستيقظ...ذهبت الي الاريكه واعدتها للنوم وهي تلعنها فهي بارده وقاسيه مثل صاحبها ...فكرت ان تنام علي السرير وليحدث ما يحدث...ذهبت اليه وجدت خصله متمرده تتدلي علي جبينه رفعتها ويدها اصبحت تتغلل في شعره قائله بصوت اقرب للهمس =زين ممكن انام جمبك
رد زين بدون شعور قائلا=اااااااه
تسارعت ضربات قلبها واستدارت ونامت علي الجانب الاخر ولم تكتفي بذلك ضمته اليها واخذته بين ذراعيها واحتضنته مثلما تحتضن وسادتها....مرت ساعات الليل..واستيقظ زين ليجد نفسه محصورا بين ذراعيها فقام بدفعها بعيدا عنه بطريقه قاسيه استيقظت علي اثرها وقالت بصوتها الناعس
=صباح الخير.
رد عليها ببرود وقال
=ايه اللي نيمك هنا؟
دعكت عينها ونظرت له بنصف عين وقالت
=انا قلت ليك ممكن انام جمبك ...وانتي وافقت
نظر لها بجمود وقال
=كذبه جديده دي؟
نهضت وجلست نصف جلسه واقتربت منه بخبث وقبلته في خديه وقالت
=صدقني ...دي الحقيقه
امسكها زين من رقبتها وقال من بين اسنانه
=اياك تكرريها تاني
اردف قائلا
=قلتلك قبل كده ...نوم جمبي مش هيحصل.
فكت يده من رقبتها وانتفضت بغضب قائله
=حاضر يا زين باشا.
ثم تحدثت بنبرة منخفضه وقالت
=بعد اذنك...انا لازم اروح المعهد النهارده...ممكن توصلني؟
نظر لها ببرود وقال
=كنتي بتروحي ازاي المعهد قبل كده؟
فركت يدها وقالت
=المعهد قريب من بيتنا ولو متاخرة بركب تاكسي...لو حابب اني اركب تاكسي مفيش مانع ...بس اتصلي بمكتب تاكسيات
رفض زين بمنتهي الجمود وقال
=انا هوصلك ...بس خلصي اللي وراكي بسرعه ...وانزلي عشان ورايا شغل ومش عايز اتاخر...وممنوع تزوغي من المعهد وتروحي اي مكان...فهمااني.
هزت راسها بالموافقه...حاول زين النهوض من فراشه ليجذب الساق ركضت نحوه واحضرتها لتركبها له ...اخذها منها وابعد يدها عنه واعتمد علي نفسه لكي يعاقبها علي كلام والدتها ونهض الي المرحاض ...خرج زين من المرحاض وابدل ملابسه وبصوت مرتفع قال
=متتاخريش ...مستنيكي في العربيه...خرج من جناحه واتاه اتصال من اسر ليعلمه باخبار الصفقه ...لكنه صدم عندما علم ان الصفقه كانت من نصيب شركه حازم الذي يراسها شرف السرجاني عمه...تملك الغضب من زين وقال
=ازاي دا حصل يا اسر.
رد اسر بخبث وقال
=مش عارف مين اللي بيوصلهم اخبارنا.
تنهد زين وقال
=ماشي يا اسر...لما اجي نشوف الموضوع ده.
هبط زين الدرج وخرج من الفيلا مسرعا وصعد سيارته وادار المحرك ولكنه تذكر امر توصيل خلود فزفر حانقا لانه بذلك سوف يتاخر ...اتصل عليها كانت تبحث عن ملابس ترتديها اجابت عليه وجدته يتحدث من بين اسنانه ويقول
=اييه ساعه بتلبسي؟قدامك خمس دقايق لو منزلتيش همشي وهسيبك...
واغلق الهاتف في وجهها بدون ان يستمع لردها...اضطربت خلود وجذبت ملابس لترديها علي عجله وهبطت الدرج يسرعه صدمت في نهي التي اول ما راتها وضعت يدها علي فاها وشهقت...اندهشت خلود من نهي وقالت
=ايه شوقتي عفريت؟
اشارت نهي علي ملابس خلود حيث كانت ترتدي تنورة قصيرة من اللون البني الداكن...نظرت خلود الي الاسفل الي حيث تشير نهي وشهقت هيا الاخرى وقالت
=يا لهوى...اعمل انا ايه دلوقتي
دفعتها نهي لتصعد الدرج قائله
=اطلعي غيريها بسرعه
ولكن اتاهم صوت زامور سيارة زين فانتفضت خلود وركضت اليه حتي لا يرحل ويتركها في حين نهي كانت خائفه جدا مما سيحدث لخلود عندما يراها زين...فتحت خلود باب السيارة بهدوء وركبت بجانبه ...كان زين ينظر الي الامام في حاله جمود ولم يلتفتت اليها ...حمدت ربها ووضعت حقيبتها فوق ركبتها وكتبها الدراسيه وظلت تدعو الله في سرها الا يراها ابدا...وصلوا الي المعهد...كادت ان تهبط من السيارة ولكنه استوقفها قائلا
=هتخلصي محاضراتك امتي عشان ارجع اخدك؟
تذكرت خلود امر التنورة هو لم يراها الان بسبب حالته ولكن من يعلم من الممكن ان يركز في الرجوع ...فكرت ان تعود الي الفيلا قبله وبهذا تتفادي امر المشاكل معه فقالت بتوتر
=لا متتعبش نفسك...انا هعدي علي ماما وهروح في تاكسي ...
هنا التفت اليها وجز علي اسنانه وقال
=هو انا مش نبهت عليكي مفيش مرواح من المعهد الا علي البيت.
ولكنه بتر عبارات من هول ما راه ونظر لها بقسوة وتحدث بنبرة غاضبه وقال
=ايه اللي انت لابساه ده؟
فزعت خلود من هيئته وهبطت من السيارة وركضت حتي باب المعهد واختفت...نزل زين من السيارة مسرعا لكي يلحقها ولكن دون جدوى فقد اختفت في محيط المعهد ...كان ان يدخل المعهد لكي يلقنها درس امام صديقاتها ولكن اتاه اتصال من اسر يستعجله زفر حانقا وذهب الي سيارته وصعدها ليتوحه الي الشركه ...كور يده وضربها علي محرك السيارة وقال
=ماشي يا خلود...حسابك عمال يتقل...ومعدش ليكي عندي لاعفو ولا
اي سماح.