
رُد_قلبي الجزء الاول
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
"رُد قلبي"
الحلقة السادس عشر.. الجزء الأول" سارة وجنونها "
الحلقة عاملة ١٥٠٠وكسور...بدل مااخليها ٢٠٠٠بس خليتها ٣٠٠٠كلمة وقسمتها علي يومين
الجزء الأول اهو
توقعاتكم♥️
.........................................
فتح شَريف عيناه وحدق في سقف غرفته في منزل أباه وعقله لا يستوعب ماحدث.. مر خمسة أيام كاملة دون أن يذهب الي برج الحمام او يُحادث ريشة.. أنعزل علي نفسه ليستوعب ذاك القرار الذي إتخذه.. ويفكر به مليًا
لا يدري.. هل أخطئ بإختيار فتاة بسيطة لا تتماشي مع حياته ووسطه.. لا تتماشي مع إسلوب حديثه حتي!
هل كان قرارة أنيانيًا احمق
ألف سؤال وسؤال يدور بخلده ويعذبه دون هواده
هل صراعة مع والده يستحق أن يزج بنفسه في زواج من فتاة الشيئ الوحيد المشترك بينهم هو ذاك الإرتياح الغريب الذي يشعر به معها!
قطع شروده طرقات خافته علي باب الغرفة.. إعتدل وقد علم أنها والدته ليقول..
-تعالي ياحورية أدخلي
فُتح الباب ولكن كانت سيدرا الطارقة
عقد حاجبيه بتعجب وهو يراها تدخل بملامحها الهادئة كاوالدهم تماما.. ليقول باسما..
-سيدرا هانم ياألف أهلا وسهلا
لم ترد سيدرا وأغلقت الباب لتجلس أمامه تحدق به لثوان قبل ان تقول..
-شَريف بلاش تكون أناني..
لوي شفتيه ساخرا وتجعدت ملامحه ليقول..
-ادم بيه باعتك بقا عشان تقولي الكلمتين دول
زهق من الكلام فا بعتك تتكلمي!
إحتدت ملامحها الجميلة لتقول بذات الهدوء..
-انتا أناني حتي في تفكيرك دلوقتي.. كل الي في دماغك انك تطلع بابا ظالم وجاحد وانتا الثوري المتمرد
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
إحتدت ملامحه ليغضب وجهه فورا ليقول..
-وانتي ايه..انتي ضله والتابعة ليه المطيعة الي مرتبه حياتها علي قرارات ابوها صح!
تنفست بحده وبدأت بفرقعة أصابعها الطويلة البيضاء لتقول بعد ثوان..
-انا سيدرا أدم الصياد..مباخدش أوامر ولا ضل حد
رغم ان دا شرف محدش فينا يكره يطوله انه يكون ضل ابوه..بس انا الكبيرة بتاعته..اي حاجة يقولهالي بمشي وراه وانا مغمضة..عشان بابا عارف مصلحتي
وعشان عارف مصلحتي أنا مدياله الصلاحيات كلها
انما انتا مجرد تافه ياشَريف..شايف نفسك بطل لمجرد انك وقفت قدام ادم الصياد..بطل ثوري انك رفضت نصايحة
هب واقفا بغضب..
-نصايح! حولتي أوامر ادم الصياد لنصايح
طول عمرك واقفه وراه وبتقفي معاه حتي في الغلط
مجرد ضل قرب علي التلاتين من غير ماتبص علي حياتها ولا تعمل اي حاجة لنفسها1
وقفت سيدرا بتكاسل وهي تنظر لأخيها الأصغر بجمود.. ولكن الإنكسار لاح علي عيناها لثوان.. إنكسار لكرامة أنثي
ورغم ذالك تحدثت بجديتها التي اعتاد عليها وهي ترفع إصبعها محذرة..
-ميهمنيش كلامك دا خالص.. الي يهمني تبطل تجرح في بابا.. وتبطل ترمي كلامك السم.. لو اتكرر تاني كلامك لبابا صدقني انا هفوقك واوقفك عند حد
ثم تركته وخرجت لتتجه الي عملها بشركة والدها.. وفي خروجها تصادفت مع تقي التي كانت تجر طاولة طعام الي غرفة شَريف.. لتعبس سيدرا قائلة..
-هو انتي مش هتفطري مع بابا!
إبتسمت تقي بإشراقة لتقول..
-لا ياحبيبتي بابا خرج من بدري وقالي هيفطر في الشركة
وجودي نزلت شغلها بردو.. قولت أجيب الفطار لشريف
تعالي أفطري معانا
تجعد وجه سيدرا وصمتت لثوان قبل ان تقول..
-لا هفطر مع بابا.. انتي عارفة انه مبيعرفش ياكل.. لوحده
انا ماشية ياماما سلام
خرجت سيدرا والحزن علي والدها يزداد.. خاصة من إهمال والدتها به.. وهي تدري مدي حساسية والدها من إهمال تقي به
بينما تقي أكملت طريقها الي غرفة شَريف بسعادة بالغة
فأخيرا صغيرها معهم بنفس المنزل دون صراع وغضب وهجر.. دون أن تبكي ليلا فوق فراشه تتوحشه
دون ان تشعر بالنقصان.. زوجها وأولادها معها دون نقصان
طرقت الباب ودلفت تجر عربة الطعام ليقف شَريف ويساعدها بصمت دون أن يبتسم ويشاكسها كعادته
لتقول بحنان..
-ايه مضايقك ياحبيبي
إبتسم شَريف نصف إبتسامه ليفول
-مفيش ياحورية أنا زي الفل
وكزته بخفة ضاحكة..
-أدم بس الي يقولي كدا.. انتا قول ماما توتا
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
اي حاجة غير حورية
ضحك ليقول...
-امممم ماشي ماشي.. انا هقول لريشة ياحورية ياأميرتي يامُزتي هقول الي انا عايزه وبكره تندمي
إنقشعت ضحكة تقي لتقول بقلق..
-شَريف.. انتا متأكد من رغبتك انك تتجوز ريشة دي
يعني انتا هتتجوزها عشان بتحبها ولا..
قاطعها بحزم وهو يربت علي كفها..
-ماما انا بحب ريشة.. اختياري ليها عشان انا حاببها
مش لأي سبب تاني.. وانتي لما تقابليها هتعرفي انا حبيتها ليه
تنهدت تقي بتردد لتقول..
-طب وماريانا.. انا كنت عايزه..
قطعت كلماتها وهي تربت علي وجهه بإستسلام..
-المهم راحتك ياحبيبي.. طالما حاببها خلاص
وابوك طيب وهيحبها اكيد.. طالما انتا مبسوط هنكون مبسوطين
قبل رأسها مطولا ويده تربت علي خصلاتها البُنية الناعمة والتي قد ورثوها عنها وعن والدهم ليقول..
-وانا مبسوط انك مش عايزه تفرضي عليا حاجة ياماما..وانا متأكد انك هتحبي ريشة
وضعت أصبعها علي قلبه مُشيره قائلة بثقة..
-لو دا بيحبها..يبقا مفيش اي حاجة هتخليني ارفضها
لو قلبك بيحبها كله يهون ياحبيبي
نظر لها شَريف بتردد وود لو يخبرها بالحقيقة
ولكن كالعادة صمت وتمسك بتمرده
***
وقفت سارة أمام مرآتها تطالع هيئتها بشرود..لا تدري هل تليق بها السترة الزرقاء أو الحمراء..ظلت تنظر للسترتين مليًا..حتي سمعت صوتها والدتها تهتف..
-ياسارة فاتح زهق يلا بقا خلصي
همهمت وهي تلقي السترتين بحنق..
-مش لوحده الي زهق..ماانا كمان بقالي ساعة بحاول انقي حاجة وكل اللبس بقا وحش اوي..
أمسكت هاتفها وراسلته علي رسائل "الواتساب"
"فاتح قوم امشي انا مش هخرج..انا مش لاقيه حاجة البسها ومش هطلع من الأوضة اصلا"
ظلت تنظر للهاتف لثوان قبل ان تري العلامة الزرقاء التي تدل علي قرائته للرسائل..قضمت أظافرها بتوتر من ردة فعله بعد جلوسه ساعتين ينتظرها
توقعت صراخه عليها وعودته كما السابق مجرد ثور عصبي لا يتفاهم
لتظر رسالته بعد ثوان تقطع شرودها وكانت عباره عن كلمة واحدة
"بتهزري!"
قرأت الكلمة بتوتر وجلست علي الفراش تحدق في الفراغ..وشعور الغضب والعصبية يسيطر عليها
والحزن والدموع هم ضيوف الموقف
تعلم سبب حزنها وأضطرابها ذاك...ولكن لا يمكنها السيطرة علي ميزاجيتها
أمسكت بمعدتها التي تتلوي ألما..لتطلق زفير قوي
ولا تدري..مالذي تفعله مع فاتح الجالس خارجا
هتفت....
-ماما..تعالي بسرعة عايزاكي
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
دفنت وجهها بيدها وأصفرار وجهها يزداد وألم معدتها يتلوي أكثر من القلق والهرمونات التي تتلاعب بها بتسلية..سمعت صوت الباب لتقول ورأسها مطرق بألم..
-ماما قولي لفاتح اي حاجة..بطني وجعها زاد وو
تحدث فاتح وقد جلس جوارها علي الفراش قائلا بقلق..
-مالك ياسارة..في ايه
رفعت وجهها له بصدمة..وتلجلج لسانها لثوان قبل ان تقول بتوتر...
-اممم لا..اه..انا مش عارفة..بص عارفه انك استنيت و
قاطعها وهو يربت علي ظهرها برفق كي تهدأ ليقول..
-براحة يابنتي بتهتهي ليه..مالك ووشك أصفر كدا ليه
نروح المستشفي
تنهدت وهي تضع يدها علي وجهها باكية دون حديث
ولم يكن بكاء عاديًا بل بمثابة إنهيار ليقول فاتح وقد تملك القلق منه...
-سارة في ايه...قومي نروح المستشفي وو
قاطعته باكية..
-لا مش مستشفي..انا..انا معنديش هدوم ألبسها
وانت..انتا مستعجل..وهتزعق..
لم يستوعي فاتح حديثها بالمره لا يدري هل هي تمزح! تبكي لأجل ملابس!
نظر لخزانتها المفتوحة ليري الملابس مصفوفة بكثرة
وجميعها ظاهره بوضوح ...كل تلك الملابس ولا تملك ملابس...كيف !
تنهد فاتح وربت علي كتفها من جديد...وقد لاحظ تنفسها البطيئ..ولازالت تبكي بخفوت..خرج من الغرفة هاتفا...
-مرات عمي...يامرات عمي
أتت رقية علي كلماته ونظرت لداخل الغرفة لتجد سارة تبكي ..وفاتح يحدق بها بقلق ليقول...
-سارة وشها اصفر وبتعيط..وكلامها مش متركب علي بعضه..هلوسه تقريبا..بقولها نروح المستشفي مش راضية
إبتسمت رقية قائلة..
-متقلقش ياحبيبي دا تعب عادي بيجي ويروح
بس شد عليها المرادي..بص بلاش تخرجوا انهاردة وانا هعملها حاجة سخنة وتنام أحسن
إعترض فاتح بحدة...
-لا طبعا ازاي هنسيبها كدا..انا هاخدها ونروح
قاطعته رقية ببسمه هادئة..
-ياحبيبي متخافش تعب بنات وهيروح..سيبها بس تنام وتدفي وتبقا كويسة
لم يستوعب فاتح إلا بعد دقيقة ليبهت وجهه ويطرقه بخجل بسيط..ليتنحنح قائلا...
-طب اعمليلها حاجة سخنة وانا هقعد معاها شوية1
-ماشي بس تقعدو في الصالة..انا سيبتك تخش تشوفها اتأخرت ليه بس ها
فهم فاتح أشارتها وهز رأسه بلا فائدة..لن يفكر بسارة أبدا التفكير الذي سيجعله يود لو ينفرد بها..سارة صغيره للغاية..وفوق ذالك ليست المناسبة له
ليست كذالك2
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
أستفاق علي همهمات سارة..ليدلف للغرفة وينظر لها لثوان قبل ان يبتسم بهدوء..
-خلاص كفاية عياط ...يلا نقعد في الصالة..مش هنخرج..هقعد معاكي نص ساعة واروح اكمل شغلي طالما مش هنخرج
مسحت عيناها ووقفت ببطئ قائلة بصوت مبحوح..
-طب مش هنخرج ليه
كاد يقهقه بجنون من سارة وجنونها...ليقول
-عشان معندكيش لبس ...تعالي ياسارة الله يهديكي تعالي يابنتي نشرب شاي بنعناع يروق دماغنا
تبعته سارة باسمة علي ضحكاته ولازال ألم بطنها يطرق جسدها بالكامل...ورغم ذالك جلست..وجلس فاتح أمامها لتأتي رقيقة بمشروب النعناع الساخن واعطته لسارة..واعطت فاتح الشاي بالنعناع
في أقل من عشر دقائق كانت ضحكات سارة تعلو من حديث فاتح اللطيف والنادر خروجه لها...لم تدري أنها خرجت منه ليلهيها عن ألمها..وهي لا تعلم انه علم مابها..ولو علمت لإختبئت خجلا رغم انه أمر خارج عن إرادتها..وطبيعي
ورغم ذالك..كان ذاك الوقت كعلامة مميزة لكليهم
كان وقتا لن يُنسي برغم الفراق
تنهد فاتح وحدق بها وهي ترتشف النعناع الساخن ببطئ وحرص..خوفا من أن تلسعها سخونته
شفتيها حينما تضمه علي الكوب بتردد..وجهها الأصفر أثر الإعياء..ويدها المرتجفة..كل هذا كان كفيل أن يجعل الحنان والرفق يندفعان في قلبه تجاهها
هتف فاتح بخفوت...
-سارة
رفعت ساره رأسها ونظرت له وهي تضع الكوب أمامها..وهمهمت...
-نعم يافاتح..
حدق بها لثوان قبل ان يقول ببطئ..
-هو انتي بتحبي رامي
اتسعت عيناها من التساؤل الغريب..بل وفتحت فمها بدهشة مُردده...
-بحب رامي!
هز رأسه بإيجاب وعيناه تحكي جدية السؤال..لتقول بنفس الخفوت وهي تحدق بهيئتة الحازمة..
-ايه خلاك تسأل السؤال دا !
-مجرد سؤال..تردي عليه او لأ
همهمت بصمت لتقول بنفس الجدية مع بعض التردد..
-وانتا بتحب رجاء
-بس انتي مجاوبتيش عشان اجاوب
هزت كتفيها وعادت الكآبه تتلبسها...
-سؤال قصاد سؤال..لما تفكر تجاوبني هجاوبك
صمت فاتح وهي كذالك
وعم البرود والصمت من جديد..مع بوادر حنان ماضية
***
غَالِية
رُد قلبي"
الحلقه السابعة عشر "الغزل للغزلان"
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
"٤٠٠٠كلمة يعني الي هيقول قصير هعمل منه بوفتيك"
.........................................
وقفت السيارات أمام الشارع التي تقطن به ريشة
نظر أدم حوله بضيق..لينظر الي شَريف بحدة..قابلها الأخر ببرود..بينما تقي نظرت حولها لثوان قبل ان تقول..
-هي ساكنة فين ياحبيبي
أشار شَريف الي بناية متهالكة جار عليها الزمن..والتشققات تملؤها..لتُهمهم تقي بصمت ليقول شَريف..
-ايه هنفضل واقفين..يلا ندخل
اقترب أدم منه يجذب مرفقة قائلا بتحذير ..
-قدامك فرصة للتراجع وانك تختار حد أحسن
العِند مش هينفعك لما تعيش تعيس
لوي شَريف فمه ساخرا ليقول..
-مفيش تراجع..كان ممكن تتراجع انتا كمان قبل ماتمضيني علي عقد تقيد بيه حياتي..بس اختارت تكمل
وانا كمان هكمل الي انا عايزه
ليتركه ويسير الي المبني..بينما تقي عانقت يد زوجها هامسة بلطف..
-معلش ياحبيبي هو متعصب بس وهيروق
متزعلش
سحب أدم يده منها قائلا بجفاء..
-بيهمك زعلي..طب كويس والله..يلا عشان منتأخرش
تنهدت تقي بإستسلام ولم تُعقب وسارت نحو البناية
وتبعهم أحد العاملين لديهم حاملا بعض الحلوي والورود
طرق شَريف الباب المتهالك ليفتح رجل كبير في العمر
ولا تنعكس علي ملامح الفقر المحيطة به
ليقول كامل ببشاشة
-اهلا اهلا..اتفضلوا
دلفوا بعدما صافحهم بحرارة
لتقابلهم جدتها بالترحاب والعبارات المجاملة وقد انبهرت من هيئتهم الأنيقة التي تدل علي الثراء
..ولكن ملامح أدم المقتضبة جعلت كامل يقلق منه..ليقول شَريف باسما..
-ريشه قالتلي ان حضرتك ولي أمرها بعد اهلها الله يرحمهم..وصممت اقعد مع حضرتك واشوف رأيك فيا قبل اي حاجة
تبسم كامل وهو يتأمل هيأته..
-الله يحفظك يابني ..شكلك ابن حلال وهتريح ريشة
انا بردو سألت عليك..وسمعت كل خير
وخصوصا سمعة والدك بردو..زي الجنية الدهب
همهم أدم ببرود..
-مُتشكر..احنا جايين نشوف البنت الي ابني عايز يتجوزها
ونشوف هيحصل ارتياح بينهم أو لأ
كاد شَريف يزمجر بحدة من حديث والده..ولكن أسرعت تقي تقول برفق..
-ان شاء الله يجعل نصيب بينهم..امال فين عروستنا
وقف كامل ليأتي بريشة...لتهتف جدتها بتأثر .
-خد بالك منها يابني..دي يتيمة ومنكسرة ابوها وامها ماتوا وهي ياحبة عيني ملحقتش تشبع من حنيتهم..تحطها في عينيك
وجل قلب شَريف بندم جاء مُبكر..او متأخر لا يدري
ولكنه تحدث بصدق والكلمات تخرج من قلبه ...
-هكون سندها في الدنيا ياحجة متقلقيش
لهثت بدعاء..
-ربنا يصلح لكم الحال ياااارب
خرجت ريشة وراء كامل وهي ترتدي فستان بسيط باللون الأخضر تتوسطة ورود وردية صغيرة أظهر نحافتها..وتركت خصلاتها القصيرة..بدت وكأنها طفلة تدلف الي عالم الكبار مُجبرة..هيأتها الطفولية دغدغت ثغر شَريف ولم يمنع نفسه من الابتسامه
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
عندما تنعدم الثقة تبدأ المشاكل. رحلة من المشكلات التي تواجه أبطالنا، وإما المواجهة أو الفراق. بعض الحزن، وكذلك الفرح، هكذا هي الحياة.
اتجهت الي تقي تصافحها..لتسحبها تقي وتقبلها قائلة..
-الله اكبر..ايه القمر الصغير دا ياشَريف
عندك كام سنه ياحبيبتي
همهمت ريشة بخفوت..
-١٩سنه ياطنط
نظرت تقي الي شَريف بعتب..لتتجه الي ادم وتصافحه بخفوت ..
-نورت ياعمو
بادلها أدم التحية بنفس الخفوت..واتجهت لشَريف الذي هتف مداعبا وقد لاحظ توترها..
-لالا فين البائسة الي بتعيط كل شوية..مشوفتش ان الكلام دا قبل كدا
ابتسمت ريشة ابتسامة صفراء وجلس جوار كامل
دار الحديث بينهم حول الزواج ومدة الخطبة والتي حُدت لمدة شهرين لا أكثر ..لتتحدث ريشة بتردد..
-انا..انا عندي شرط
اتجهت الأنظار لها..لتقول بتوتر..
-انا عايزة اتعلم والجواز ميمنعش دا..
صمت الجميع..ليتحدث أدم برفق ..
-حقك..ودي ابسط حقوقك كمان
تنهد كامل قائلا..
-يبقا علي بركة الله ..نقرأ الفاتحة بقا
***
وقفت ريشة جوارة كالتائهة لا تدري مالذي يجب ان تفعله
كيف تواجه كل تلك النظرات التقيمية لها..وخاصة نظرات والدة التي تجعل التوتر يغزوها في كل مره تنظر له
أو والدته المبتسمة بتكلف وتنظر لشَريف نظرات متسائله
حدقت بشقيقتيه الجميلتين للغاية..تُشبهان شَريف بشكل ملحوظ..وكانت جودي أقرب لملامحة الوسيمة
ووالدته سيدة ناعمة تُذيب الفؤاد بإبتسامتها الحنونه تلك
شعرت بكف شَريف يُمسك بيدها ويشد عليها ينتشلها من ضياعها ونظراتها المُشتتة..ليهمس برفق..
-اهدي..ايدك ساقعة اوي كدا ليه
زمت شفتيها وهي تنظر له بعتب..ثم وزعت عيناها علي أركان قصرهم الواسع الأنيق..قصرهم لا يشبة منزلها التي أتت منه للتو..ولا يشبه منزل السيد كمال
كان ثرائهم واضح بشكل كبير..ثراء لم تكن تتخيل أن تراه خارج شاشة التلفاز
وشعرت بخوف كبير من تلك المرحلة..اين سيصل بها شَريف..أين يقودها بالضبط..اي هلاك ينتظرها..!
تنفست بهدوء تطرد التوتر..لتسمع صوت جدتها التي هتفت بسعادة كبيرة...
-ماشاء الله الله أكبر..البت ريشة هتعيش في الأوبهه دي
ياسعدك ياهناكي يابنتي
جعدت سيدرا وجهها ونظرت لوالدها الذي حك حاجبه بصمت تام ونظر لشَريف الذي ضحك معلقا..
-ماهو دا مكانها ياحجة..مفروض تكون هنا معايا...ريشة تستاهل كل خير
انهي جملته وهو ينظر لريشة الصامتة ..بينما تنحنحت تقي قائلة ببشاشة...
-معلش هستأذنكم في شَريف ثواني..تعالي ياحبيبي عايزاك
اتجه لها شَريف مُلبيًا مطلبها..لتقوده الي ركن معزل بالقصر
نظرت له بجدية قائلة..
-متأكد انك عايز البنت دي وبتحبها ياشَريف..1
إبتسم بشقاوة قائلا..
-مالك ياتوتا كنتي راضية عنها ايه الي حصل
انتي غيرتي عليا
ابتسمت تقي وشردت في سنوات ماضية لتقول..
-في يوم من الأيام جيت هنا بنفس النظرة الي في عينيها
الخوف والضياع ..
كتمت داخلها كلمة" والغصب"..لتتابع..
-وريشة دي مش باين عليها خالص انها مبسوطة او الي بيحصل دا بإرادتها..حتي لما كنا في بيتهم كان خوفها باين
انتا بتحبها من طرف واحد ياشَريف
نفي شَريف سريعًا..
-لا طبعا..هي مكسوفة ومحرجة..وخصوصا ان محدش بادر بالترحيب بيها من اخواتي جودي زعلانه عشان مريانا
وبابا وسيدرا انتي عارفة بقا
فكرت تقي لثوان قبل ان تقول بحنان..
-متخافش هيحبوها..البنت دي انا شايفة فيها نفسي من سنين..بس هي لسه عودها أخضر..خلي بالك منها ياحبيبي
وكله إلا الغصب
همهم شَريف بإيجاب وقبل جبينها بإمتنان..ليسمع صوت والدته تقول ببشاشة..
-تعالي ياحبيبتي قربي..واقفة بعيد ليه
إلتفت شَريف لها وابتسم ليطمئن خوفها الذي يغشي عيناها ليهتف برفق...
-تعالي ياريشة
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
اقتربت منهم بحرج لتقف جوار شَريف..الذي عبث بشعرها لثوان قبل أن يقول بمرح..
-بصي طول ماانتي معاكي تقي الصياد متتكسفيش..دي ملكة التلقائية والطبيعة
ضحكت تقي بسعادة من إطراء ولدها بينما تبسمت ريشة لتقول بخفوت..
-فعلا حضرتك مُريحة جدا في التعامل
تنهدت تقي بتمني وهي تقول..
-وجودي كمان ممكن تكسبيها بسرعة..سيدرا متحفظة شوية بس هتاخدي عليها بردو..حتي أدم يبان شديد بس هتحسي انه ابوكي
عضت ريشة علي ثغرها قبل ان تهمس..
-ان شاء الله
تركتهم تقي لتعطيهم مساحة للحديث
مال شَريف علي أذنها قائلا ببؤس مرح..
-ياشيخة اضحكي وافردي وشك بقا ..دول فاكرني غاصبك علي الجواز
كتمت ريشة رد لاذع لتهمس..
-لا خالص نزلت علي ركبة ونص وطلبت مني الجواز
وموقفتش قدامي وقولتلي اعملي حسابك انا هتجوزك
تجعد وجه شَريف ليقول بجدية..
-لو مغصوبة أقدر اوقف كل حاجة دلوقتي
انا فعلا عايز اتجوزك..بس مش غصب عنك
رفعت عيناها له وظلت تحدق به لثوان..ولكن نظراتها كانت متوسلة..ضعيفة..ترجو الحماية لا القسوة
ربت شَريف علي وجنتها قائلا..
-متقلقيش..هعاملك بما يرضي ربنا
بالي هرضاه يحصل مع جودي وسيدرا..متقلقيش
اطرقت رأسها خجلا وهي ترجو ان يكون صادق بحديثة
وهو الأخر تمني ذالك..تمني ألا يظلمها معه..
***
الحلقة السابعة عشر " الغزل للغزلان"
.........................1
جالسة في شرفة غرفتها والنسمات تعبر اليها بنعومة
رغم صمت المكان ووحشته إلا انها كانت بعالم أخر
لا تشغل عقلها بريشة التي رحلت عنهم
او كامل الذي بات يعاملها بجفاء قاتل
الآن تملك من يربت علي رأسها حينما تحزن
لن تنتظر أحد يفعلها طالما هو موجود
عبثت غزال بهاتفها وهي تستمه الي أحد الأغاني التي تجعلها تغمض عيناها بثمالة وتتخيل عُبيده وهو يعطيها تلك الإبتسامة التي تجعلها علي غمامة شفافة تطوف بها يمينًا ويسار
" ياعاشقة الوردِ...ان كنتِ علي وعدي فاحبيبكِ مُنتظرا ياعاشقة الوردِ "
تنهدت حالمة وهي تتذكر كلماتهم وحديثهم اللطيف ونبرته المُميزة..وطابع الحسن الذي يسرق نظراتها دائما..وتود لو تداعبة كما أردت..ان تملك ذاك الحق
استرجعت حديثم حينما علق علي خلخالها الرنان فوق سطح البناية..كانت تحرك قدمها في الهواء عندما جلست علي سور داخلي فكان رنين الخلخال يتكرر في كل حركه تبدر منها
ليقول عُبيده وهو يرتشف من كوب الشاي خاصته..
-انتي بتلبسي خلخال ليه..موضته بطلت من زمان جدا1
نظرت لقدمها ولوت ثغرها قائلة..
-انا بحب الخلاخيل اوي..وخصوصا دا
ولما بحب حاحة مش ببص موضتها دلوقتي ولا زمان
انا بحب الدوشه بيهم
ضحك عُبيده ليقول..
-في حد في الدنيا بيحب الدوشه !
انتي غريبة اوي
ضحكت وأرجعت رأسها خلفا..وكأنه قد مدحها للتو
لتقفز من السور وتقدم قدم علي أخري قائلة..
-انا بحب الدوشة والزحمة..بحب تكون في مؤثرات صوتية وحسية مكان ماادخل
قهقه عُبيده وهو يرتشف الشاي..
-لا انتي غريبة فعلا ياغزال..بتحبي لفت الأنظار جدا
انا عكسك بحب الهدوء وماخدش اهتمام حد
همهمت وهي تستند علي السور واضعة يدها علي وجنتها قائلة...
-امال انتا اخدت اهتمامي ليه ياسي عبوده
هم الصمت للحظات وهو يحدق بها بسكون..عيناه تنظر لملامحها الجميلة ولعيناها الشقية التي تشبه شبيهتها..عين الظبيات..جمالها مع جرأتها يجعلانه يحدق بها بصمت..لا يدري ايوبخها !
ام يتأملها متغزلاً !
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
رغم سهولة الأول..إلا ان الإختيار الثاني أصح
فالغزل يليق بالغزلان..ليقول بخفوت ...
-ليه ياغزال..انا معملتش مجهود عشان آخد الإهتمام دا..
تبسمت وهي تخطف كوب الشاي من يده وترتشف منه متلذذة بمذاق الشاي الثقيل وسكر مُخفف
لتقول بنعومة..
-بتحب الشاي تقيل !
تقبل تغيرها للحديث ليقول بإيجاب..
-اه بحب احس بطعم الشاي..وخصوصا ان الصعايدة بيحبو الشاي يبقا حبر
همهمت....
-انتا صعيدي اصلا !
-اه ابويا صعيدي..وامي قهراوية
بس ورثت من ابويا الحس الصعيدي بردو
ضحكت غزال مُعلقة..
-متخيلة شكلك بالعمامة والنبوت..وانتا بتدب بيه علي الأرض وبتقول "خُلص الحديت..مسمعش الكلام ده واااصل "
ضحك عُبيده علي تخيلها الأخرق وأخذ الكوب منها ليقول ..
-صورة نمطية غريبة عن الصعايدة..هو لازم عمامة ونبوت عشان اكون صعيدي !
تجاهلت غزال كلماته لتُتابع بنعومة..
-واجيلك اقولك " وااه ياواد عمي..هدي روحك معوزينش نفجدوك"
ابتسم عُبيده ليقول بمكر..
-طب انا صعيدي واتخيلتيني كدا..امال اتخيلتي نفسك معايا ليه هو انتي صعيدية
حركت رأسها بنفي قائلة..
-ماانا كان نفسي اكون صعيدية بردو
ولا انتا بس الي حلال تكون صعيدي
رفع حاجبيه ضاحكا..
-ايه الكلام الي مش مربوط ببعضة دا يابنتي
بصي اقولك اتخيلي الي انتي عايزاه
ضحكت غزال وقتها وانتبهت لنظراته الباسمة اليها
تضخم قلبها وشعرت انها وصلت الي قلبه واخيرا
لتسمعه يقول...
-بس انتي قولتي قبل كدا مبتحبيش الشاي شربتي ازاي وهو تقيل كدا
تجمعت نعومة العالم بصوتها لتقول..
-أحب اجرب الحجات الي بتحبها
ثم تركته وهبطت الي المنزل..وتركته يصارع عقله وقلبه ..أشعلت فتيل الفتنة وهربت..كالعادة
استفاقت علي مقطع الأغنية
"حيران ينتظرُ والقلب به ضجرُ..ماالتلة ماالقمرُ
ماالنشوة ماالسمرُ"
صدح هاتفها برسالة مُميزة تعلن أن المحبوب يراسلها
امسكت الهاتف بلهفة لتجد رسالة منه فرأتها ببطئ وابتسمت
"إن عدتي الي القلقِ هائمة في الأفقِ..سابحة في الشفق..فهيامك لن يُجدي..فهيامك لن يُجدي"
ليلحقها برسالة أخري
"بتسمعي ياعاشقة الوردِ..دا انا مش مصدق "
ضحكت لتكتب...
"سيبت كل كلام الأغنيةومسكت في الكوبلية دا!"
انتظرت دقيقة لتجد رده..
"عشان دا بعد الكوبلية الي عدا..انتي حظك كدا"
"دي رسالة يامارد"
ثم تبعها بأوجه ضاحكة جعلتها تكتم غيظها وتغلق الهاتف دون أن تجيب عليه
ورفعت صوت الأغنية واسترخت تماما..وهي تعلم انه يقف بالشرفه بالأعلي..ولكن حان الوقت في الإبتعاد عنه..علها تري ماتتمناه منه
"نجمًا في الأفق بدي فرحا..يشدو رغدا
اليوم وليس غدا فاليصدق من وعد
يامُلهمة النجوي..لن تنفعك الشكوي
فحبيبك لا يهوي إلا ورد الخدِ..فحبيبك لا يهوي إلا ورد الخدِ"
ابتسمت غزال حينما سمعت صوت الهاتف يطلق رنينة المُميز..ولكن الآن لم تكن رسالة..بل اتصال منه
ردت علي إتصاله قائلة..
-اممم
ضحك عبيده ليقول..
-ايه اممم دي..في ايه!
-سيباك تفك العلامات وتسمع الأغنية
مش دي علامة يامارد !
وقفت لتنظر خارج الشرفة ونظرت للأعلي لتجده يقف ممسكا بالهاتف ويحرك كفه لها باسما..ليقول..
-بس للحق اغنية حلوة جدا
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
همهمت غزال وقد جلست من جديد..
-الحلو ميسمعش إلا الحلو
ضحك عبيده ليصلها الصوت في الهاتف وفي الشرفة ليقول معترفا...
-مقدرش انكر دي...
صمتت وصمت..ليقول بعد ثوان..
-غزال
همهمت قائلة ...
-نعم
-انتي اكيد مستغربة انا بقيت اقعد معاكي علي السطح واتصل بيكي واكلمك..رغم ان دا مش من طبعي ولا اسلوبي..وشايف انه غلط
تجعد وجهها قائلة..
-غلط !
اجابها بتأكيد..
-اه غلط..لأن مينفعش كل دا يبقا من غير سبب
وعشان كدا انا فكرت..وعايز اتقدملك..عشان يكون كل دا واكتر مس غلط
شهقت غزال بسعادة وهي تسمع كلماته الناعمة لتضع يدها علي فمها تكتمه للحظات..بينما هتف عُبيده..
-اممم انتي معايا ياغزال
كتمت صوتها السعيد لتقول...
-ايوة معاك...
-طب سكتي ليه..مقولتليش رأيك
- بس انتا عارف رأيي
ضحك عُبيده ليقول بعد ثوان..
-أحب اسمعه
-وانا احب اقولك كلم بابا ونبقا نشوف الموضوع دا
امممم وكمان عشان نبقا نشوف علامة المارد دي
ضحك عُبيده وحرك رأسه بلا فائده ليقول بعد ثوان..
-ماشي انا هكلم الحج في اقرب فرصه..سلام ياحلو
أغلق الهاتف وغزال تقفز فرحا يمينا ويسار..ترقص فرحا وخلخالها يطرب مع سعادتها..واخيرا قد ربحت رهانها مع نفسها..ووقع لها القديس وغازلها
وكيف لا يغازلها والغزل للغزلان !
***
"اهوااااك اهواااك بلا أمل..اهواك ولي قلبُ بغرامك يلتهبُ تُدنيه فيقتربُ تُقصيه فيغتربُ
في الظلمة يكتئبُ ويهدهده التعبُ فيذوب وينسكبُ كالدمع من المُقلِ"
صدحت الأغنية من شاشة التلفاز حينما كانت تغير المحطات..لتقف عند المحطة التي تُذيع الأغنية وتشرد مع الكلمات المؤلمة..بينما ناجي يجلس أمامها مُمسكًا بهاتفه غير منتبه لنظراتها المتحسرة
ولكن سكون المكان جعله يرفع عيناه اليها ليجدها تنظر له دامعة..وجهها الأحمر يحكي كم الألم التي تكتمه داخل صدرها
تهرب بعيناه عنها ونظر لهاتفه من جديد..لتقول بصوت مرتجف...
-لسه بتحبها ياناجي
أغمض ناجي عيناه بصبر..يحاول أن لا ينفعل عليها
يكفيها ألمها وحسرتها..لن يزيد الحزن علي كاهلها
ليُتمتم...
-بلاش كلام فاضي ياأمنية..مش لازم كل يوم نكد
ولما بخرج من البيت بتزعلي
غصة مؤلمة تكونت في حلقها وكادت تصرخ
"انتا مبتخرجش من البيت بسببي..انتا بتخرج عشان تروحلها.."
ولكنها كالعادة كتمت مشاعرها ووقفت متجهة الي غرفتها..لا تقوي علي الحديث..لا تقوي علي النظر الي عيناه بعدما علمت مايفعله..بعدما رأته ينحرها بعيناها
ولكن مالذي ستقوله..مالذي ستفعله
الي أين ستذهب أن واجهته وكُسرت أمامه
لا مأوي لها الاه...اخواتها إن تحملوها عام لن يتحملوا أكثر..لا مأوي لها سوا معه ومع ألمه لها..لا مفر من ناجي وحبه وألمه..لا مفر من العذاب
تذكرت ذاك اليوم الذي علمت به عن عودة بدر الي حياتهم من جديد..والموجع انه لم تعد منذ عام او اثنين..بدر عادت منذ خمس اعوام كاملة
بدر زوجة ناجي السابقة ومالكة قلبه..رغم ان ناجي اخبرها مرارا وتكرارا انه يحبها الا انها كانت تري عشقه لبدر بعيناه..ناجي يعشق بدر بجنون
ويجرحها بجنون..أخذ منها الحب وأعطاها الألم
رغم ان بدر أكثر انسانة ألمت قلبه وهجرته
ولكنه لا ينفك عن عشقها..وكأنها تجري بوريده
شهقت باكية وهي تضع وجهها في الوسادة
وهي تتذكر عندما سمعته يحادثها بالهاتف..كان يعطيها وعدًا بأنه سيذهب اليها ولن يتركها اليوم بأكمله...تتذكر جيدا كلماته
رجع من عمله واتجه الي غرفة الضيوف مباشرة..رغم انه عاد في ساعة متأخرة من الليل..ولحظها العثر كانت مستيقظة وتنتظر..وكادت تدلف لولا انها سمعت كلماته...
-ياحبيبتي ماانا معاكي اليوم كله..وبكره هجيلك ومش هروح الشغل
صمت لدقائق ليعاود الحديث برفق ..
-يابدر اهدي بس..دا انتي قلبك اسود..بقعد معاكي اكتر مابشتغل او بقعد في البيت حتي وانتي تقوليلي اني بهملك1
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
شهقت بخفوت وهي تضع يدها علي صدرها بصدمة وتحاول تمالك ساقيها كي لا تقع..ليضحك ناجي ويتابع..
-مش هتكبري ابدا يابدر..هتفضلي كدا تقلبي الترابيزة عليا غلطان او مش غلطان
-لا ياحبيبتي دا انتي مهما كبرتي هتفضلي في عيني أحلي بنت في حارتنا زمان..انتي بنتي ومراتي وحبيبتي وام ابني..عايزه ايه أكتر من كدا !3
شعرت امنية بالدوار ولكن بصعوبة تحركت الي الغرفة تنزوي بها دون حديث او اي صوت قد يصدر منها...والصدمة تقتلها
نعم كانت تعلم انه يخونها..ولكن بدر..عاد لبدر من جديد..وتزوجها ..قتلها واختار حياته معها
يخبرها انها ابنته وحبيبته وام ولده
ولكن..وهي..مادورها بحياته..مالذي تمثله له
اتمثل له تلك البائسة المخدوعة !
لا تمثل اي شيئ
وضعت يدها علي بطنها تتحسسه بحسرة وانهيار
تتحسر أبسط الحقوق الذي حرمها منها ناجي
اكتفي برامي..اكتفي ان يكون له إبن واحد من بدر
علي اشتراط ان رامي لا يعلم ان بدر تكون والدته
وبالمقابل..ناجي لا يود اطفال من غير بدر2
وافقت علي طلبه منها ان لا تنجب الأطفال لإكتفائة برامي..لكن داخلها كانت تعلم انه لا يود اطفال منها
استفاقت علي دخوله عليها الغرفة..نظر لوجهها الباكي للحظات وظهر الحزن عليها بعيناه..ولكنه تحدث بهدوء خالي من اي شعور...
-مبقتيش ترتاحي الا لما بتعيطي وتقلبيها نكد !
رفعت وجهها له وغامت عيناها بالألم وهمست بصوت مرتجف..
-طلقني ياناجي..انا عرفت كل حاجة
طلقني وروحلها بس متموتنيش كدا
بهت وجهه وزاغت عيناه..ليجلس أمامها قائلا ببطئ..
-انتي بتقولي ايه ياامنيه..ايه الجنان دا
مسحت انفها بكم منامتها لتقول بصوت متألم..
-بدر رجعت من خمس سنين..وانتا متجوزها ياناجي
اتجوزت عليا..مش كفاية معاملتك ليا..لا وكمان بتدوس عليا أكتر وطلعت متجوزها
تنهد ناجي ليقول مُبررا..
-امنية اهدي بس..الموضوع مش زي ماانتي مصوراه
حركت رأسها بإيجاب...
-فعلا الموضوع مش زي ماانا شيفاه
انا طلعت غبية ياناجي..انا فضلت اقلل من نفسي واتنازل عن ابسط حقوقي عشانك..طلعت بظلم نفسي وظلم جامد اوي
ظلمت نفسي لما حبيتك زمان وانتا رميتني واتجوزت بدر..بدر الي دوقت المر وخلتك شبه المجانين..الي خلفت منك ورمتلك ابنها وهجرتك
ظلمت نفسي لما جيتلي وقولتلي تتجوزيني وانا وافقت وطيرت من الفرحة..ظلمت نفسي لما قبلت اكون ام بدري..ومش كدا وبس لا واحرم نفسي من الأمومة عشان انتا امرتني بكدا
مكنتش عايز ابن مني..اكتفيت برامي
رامي الي بدر خلفته وانا الي ربيته وكبرته وخليته راجل يملي العين..وعمري ماشوفته غير ابني الي مجبتوش من بطني..وفي الأخر تقولها انتي ام ابني
لتصرخ بكل قوتها وبكاؤها وحسرة القلب تقتلها..
-طب وانا اييه..انا ايه ياناجي
انا الغبية الي بتلعب بيها كل السنين دي
تلات اربع عمري معاك عيشتهولي في عذاب وحزنك عليها...رغم انك قولتلي انك بتحبني..والربع التاني يشتني تعيسة
صراخها كان يصم الأذان وهو جالس أمامها يطالعها بأعين متسعة..لتقول والدموع تهبط بسخاء..
-انتا سرقت عمري ياناجي..سرقت عمر فات مش هعرف ارجعه..وتقولي الموضوع مش زي ماانتي شيفاه !1
حاول ناجي ان يتحدث ولكن فشل..امام عاصفة الحزن ذاك..لا يستطيع ان يضع عيناه بعيناها وهي محقه بكل ماقالته..هي محقه ولكن هو لا سلطان علي قلبة2
لم تنتظر حديثة ووقفت تجلب حقيبة السفر الضخمة من جوار الخزانة وتفتحها لتضع بها ملابسها بسرعة وعشوائية..لينتفض ناجي قائلا..
-امنية الأمور مبتتحلش كدا..اهدي انتي معاكي حق
لكن ..لكن مش بإيدي
تجاهلته وأكملت جمع الملابس قائلة ببكاء مكتوم..
-طلقني ياناجي كفياني وجع لحد كدا..انتا مش لاقيني في الشارع..انا مش رخيصة عشان تعمل فيا كدا
أمسك ناجي يدها محاولا الحديث قائلا..
-امنية اسمعي بس..عشان خاطر رامي اسمعيني
طب انتي هتروحي فين..ليكي مين غيري
كانت تقاومة في البداية ولكن مع جملته الأخيرة تراخت يدها بألم ونظرت له بوجع وكسرة إمرأة مُحبة...
-لو هترمي في الشارع هيبقا احسن من قعدتي هنا ياناجي..ابعد عني وطلقني..انا مش هستحمل أكتر من كدا..
قاطعها ناجي بتوسل..
-امنية اهدي كدا غلط عليكي..انتي كدا بتعذبي نفسك..اقعدي في بيتك وهلاقي حل وااقسم الأيام و..1
قاطعته بضعف وانهيار...
-ابوس ايدك طلقني وارحمني وغلاوة بدر عندك تطلقني وتسيبني في حالي..طلقني وبلاش العذاب دا
طلقني ياناجي لو فاكرلي يوم حلو بينا2
حاول الحديث لتصرخ بقوة...
-بقولك طلقني ياناجي طلقني
-انتي طالق..5
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
***
مساؤكن فل ياقمرات
دلوقتي الي يخص المواعيد الي اتكلمنا فيها كتير رد قلبي يومين في الاسبوع اتنين وخميس من الساعه ١١ونص ل١٢
الحلقة بتبقا طويل جدا الا لو قسمتها..والي قرأتوها دي اطول حلقة كتبتها والي هعمله بردو الايام الي جاية3
بالنسبة للرد علي الأراء هسعي اني ارد علي اكبر عدد منكن ميهونش زعلكن ياغوالي
وبردو ميهونش تعبي أكيد فا الي تقرأ الحلقة تسيب رأيها وتشجيعها عشان انزل اكتر واتحمس بردو
واخيرا اتمني الحلقة تعجبكم
غَالِية
رواية "رُد قلبي "
الحلقة الثامنة عشر " لا تخافِ"
........................................
كتبت علي لوح هاتفها بعِناد باسمة وهي تتخيل غيظة عندما يري كل تلك الرسائل التي بعثتها..وهي تعلم تمام العلم انه منذ الصباح بعمله مشغول لدرجة انها حينما حادثتة منذ ساعتة..تمتم مستعجلا..
"سارة اقفلي دلوقتي انا في الموقع ومش فاضي"
لتغلق وقد فغرت فاهها بدهشة..منذ تحسنه معها في الحديث والتعامل وتفهمه لها وتفضيلها علي أشياء كثيرة بحياتة وقد إعتادت علي ذالك ...فجأة يزدحم يومه وينساها هكذا !
قطبت حاجبيها بحنق لتُعيد الكتابة في محادثتهم
"فاتح"
"فاااااااااااااتح"
"افتح وكلمني ياااخاااين يامُهمل"
"والله ماهسيبك غير لما ترد"
"فاااااااااااااااتح فاااتح فااااتاااااح "
"والله لاوريك"
نظرت الي عدد الرسائل التي بعثتهم لتبتسم برضا وهي تراهم قد تجازوا الثلاثون رسالة..ولازال ذاك المُهم لم يجيبها
ألقت الهاتف بإنزعاج عندما يأست منه تمامًا
وكانت بنفس اللحظة التي دلفت والدتها الي الغرفة هاتفة بضيق...
-يابنتي قومي ذاكريلك كلمتين اعملي اي منظر
الي يشوف برودك دا يقول آكله الكتب أكل1
تمتمت بعبوس وفم مزموم..
-حاضر هقوم اذاكر واموت نفسي من كتر المذاكرة كمان
حلو كدا ياماما !
جلست رُقية جوارها وربتت علي كتفها قائلة بلطف..
-مالك قالبة وشك وحواجبك واخدة شكل الثمانية ليه
حد ضايقك..فاتح عملك حاجة
هتفت سارة بغيظ وهي تستدير لوالدتها..
-فاتح دا عايز روصية في دماغه عشان يبطل الي بيعمله دا
عنده حاجة في مخه ساعة تروح وساعة تيجي
مره مفيش أحسن منه..ومره مفيش حد مستفز اتخلق زيه
إنكمش وجه رقية بقلق لتقول..
-طب براحة بس..عملك ايه ياسارة
قوليلي وانا اقول لأبوكي ويتصرف معاه
تأوهت سارة نافية...
-لالا معمليش هو بس..بس..
هتفت رقية بنفاذ صبر..
-بس بس ايه يابنتي متقلقنيش
-هو مُهملني ياماما...انهاردة مكلمنيش اليوم كله ولما كلمته قالي اقفلي بسرعة ياسارة انا مشغول ..بتصل بيه من بدري وببعتله علي النت وبردو البيه مش معبرني
اكيد مفيش شغل بياخد الواحد كل دا..دا إهمال
مع كل حرف منها كانت عيناي رقية تتسع بعدم استيعاب
لتمد يده وتقرص يد ابنتها بغيظ هاتفة...
-انتي عبيطة يابت انتي..افتكرته عملك حاجة وانتي تقوليلي مُهملني !
تأوهت سارة بألم وهي تفرك يدها هاتفة بإنزعاج..
-اااه..ليه كدا ياماما مش بحكيلك علي مشاكلي
وبعدين هو الإهمال دا حاجة عادية !
حاولت رُقية ان تهدأ نفسها لتقول بهدوء..
-سارة..اممم انتي بتحبي فاتح !
شحب وجه الأخري وطرفت عيناها بحرج وتعلثم لسانها
لتُسرع رقية بالربت عليها قائلة..
-متتلغبطيش..مش عيب تحبيه دا جوزك بردو
المهم انك مرتاحة معاه..وهو باين عليه بيحبك
كويس انكم نسيتوا الي حصل
اطبقت سارة فمها بقوة وقد عاد الإكتئاب لكيانها وهي تعلم انه لا وجود لحديث والدتها..فاتح لا يحبها
ولن ينسوا ماحدث حتي وإن ساد الهدوء بينهم
لتهمس بجفاف...
-اه الحمدلله ياماما..هقوم أكمل مذاكرة بقا
لم تطمئن رقية للهجة إبنتها لتتنهد وتخرج من الغرفة ولسانها يلهث بالدعاء..بينما كان هاتف سارة يضيئ بتكرار
نظرت للهاتف بنظرة منكسرة..وقد استيقظ الألم داخلها من حديث والدتها..استيقظ قهرها من جديد
لتتجاهل إتصالاته وتضع رأسها علي الوسادة
وهي تسأل نفسها ..هل لازال فاتح يحب رجاء !
هل ينتظر إنفصالهم ليركض للأخري !
طرفت الدموع بعيناها وهي تفكر..مالذي ستفعله عندما يتركها..قد إعتادت علي وجودة إعتادت علي مشاكسته
إعتادت علي وجودة بحياتها..ولكن لا
يجب ان تعتاد..لا يجب ان تُكسر..عليها الإعتياد وحجب مشاعرها عنه..وتتذكر أن فاتح سيكون مجرد ذكري بحياتها
إذًا ستحاول أن تكون ذكراه غير مؤلمة
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
أضاء هاتفها من جديد برنين واسمه يتوسط الهاتف
"فاتح الفُرس والرُوم"
تنهدت وهي تمسح عيناها لتُتجيب بخفوت..
-ايوة يافاتح
ضحك فاتح ليقول
-انتي خليتي بيها فاتح..دا انا مُهمل وخاين
وانتي هتوريني..اممم وفي الأخر ملاك بيكلمني وبتقولي ايوة يافاتح
ضحكت سارة رغمًا عنها..
-ايوة انا ملاك..وانتا مُهمل وأهملتني
لانت نبرته لتكون حانية..
-مقدرش أهملك..بس شغلي كان كتير اوي
فا مرضيتش ارد عليكي واضايقك بدوشة الشغل
توترت سريعًا من نبرته الجديدة علي اذنها..لتُهمهم..
-اممم طب خلصت شغلك
تنهد بإرهاق...
-اااه اخيرًا مش قادر أقف حتي انا مروح اهو
هوصل البيت واكلمك ياسرور
-طب تمام وانا هقعد اذاكر شوية بردو وانجز اي حاجة
همهم فاتح ليقول...
-لو انجزتي في المذاكرة هنخرج انهاردة
شدي حيلك بقا
-مش انتا مُرهق..خليها يوم تاني بقا
تحدث بنبرة جادة..
-ملكيش دعوة بيا خلصي مذاكرتك ونبقا نشوف حوار مُرهق دا بعدين
ابتسمت لتُهمهم...
-طيب ماشي سلملي علي الكل بقا
وانا هسلملك علي بابا وماما
-ماشي ياسرور يلا سلام
أغلقت الهاتف وثغرها باسم بشرود
غير منتبهة لقرارها قبل ان تجيب علي إتصاله
ولكن الآن تبتسم بحماقة وقلبها يخفق بقوة
رغم حديثة الخالي من الكلمات اللطيفة ..إلا ان سلوبه الناعم جعلها تُدرك انه بدأ بنسيان الماضي
ويبدأ معها من جديد
ليضيئ هاتفها من جديد لتمسكه بحماس وترد علي رسائلة وتراسله والإبتسامة لا تفارق وجهها وكذالك التلقائية الذي نجح فاتح في إنتزاعها بسهولة..
***
دلف شَريف الي القصر صحبته ريشة التي أصرت تقي ان يصطحبها كي تتعرف اليها أكثر
وبعد الكثير من الضحكات هتفت تقي باسمة..
-بطل تحرجها ياشَريف متبقاش بايخ
ضحك شَريف ليقول ناظرًا لريشة..
-هو انا بحرجك ياريشة
انكمشت في مقعدها لتهتف بإبتسامة متكلفة..
-امم لا خالص
غمزتها تقي بمكر..
-يعني أطلع منها
زاد حرج ريشة لتهتف نافية..
-لالا مقصدش انا بس..
قاطعتها تقي بلطف ...
-ياحبيبتي احنا بنهزر معاكي
ابتسمت ريشة ..ولكن انكمش جسدها حينما رأت والد شَريف يجلس معهم وقد القي التحية بهدوئه المعتاد..وتحفظ وجه شَريف جعلها تشعر بتوتر الأجواء...ليقول ادم..
-انتي عاملة ايه ياريشة !
حركت رأسها قائلة بخفوت..
-انا كويسة الحمدلله حضرتك
همهم أدم ليقف قائلا ...
-تعالي عايز أتكلم معاكي شوية
وقفت مُرتعشة ليقف شريف هو الأخر..ليلتفت له ادم قائلا ببرود..
-خليك انتا..انا قولت عايز ريشة بس
شد شَريف علي يده وجلس بعدما رأي نظرة الرجاء بعين والدتة..ليسير أدم وتتبعه ريشة بصمت
وقد تملكها التوتر من تلك الأجواء المضطربة
دلف الي المكتب وتبعته لتجلس علي الأريكة الجلدية السوداء..لتهمس بخفوت...
-اممم مع حضرتك
جلس جوارها بهدوء عكس توترها ليقول برزانة...
-وجودك هنا بمزاجك !
رفعت ريشة وجهها ونظرت إليه بشحوب قائلة..
-ليه حضرتك بتقول كدا ياعمو..شَريف شخص كويس و
قاطعها أدم بجدية وهو يشبك أصابعه..
-انا مش جايبك هنا عشان تقوليلي مزايا وأخلاق ابني
شَريف أحسن راجل في الدنيا ومش هتلاقي زيه
المهم انتي أحسن بنت ليه !
ابتلعت ريقها الجاف وزاد شحوبها لتقول ..
-انا..انا معرفش الي انتا شايفه حضرتك
لاح اللطف علي وجهه ورأي بها صغيرتة جودي
ليتنهد وهو يشرح أسباب سؤاله..
-ريشة..انا بحب ولادي أوي ..يمكن دول الي ليا في الدنيا بعد تقي..سعادتهم يعني سعادتي..وتعاستهم يعني جنوني وغضبي
التقطت تحذيرة وصمتت ليكمل..
-ابني شَريف ياتكونيله الدنيا كلها..وتكوني زوجة كويسة تراعية وتكوني مَسكن ليه..ياتاخدي نفسك وتمشي من هنا
لو مش هتعرفي تسعدية وناوية تخدعية..خدي الي انتي عايزاه وامشي..خدي الرقم الي تحبيه لكن متجيش عليه
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
عضت علي شفتيها بغضب ولكن تمالكته وهو يتابع..
-لكن انا شايفك مش بتاعة فلوس ولا لف ودوران
شايفك بنت كويسة وهادية..وصغيرة للأسف
بس في الأخر انا عايز راحة شَريف..فهمتيني ياريشة
هزت رأسها بإيجاب ووقفت عندما أنهي حديثة..ليقول بنبرة ابوية عميقة جعلتها تدمع...
-انا مش ابوه وبس..انا ابوكي برضو
هكون سندك بعد جوزك..وابوكي قبل اي حاجة
يعني اسمك ريشة شَريف أدم الصياد..مش مجرد مرات ابني...زيك زي جودي وسيدرا
إبتسمت بلطف ودموع ليقابلها بنظرته الهادئة
بينما خلف الباب كانت تقف تقي..واضعة يدها علي قلبها وعيناها تدمع تأثرا من حنان زوجها الصارم
تُدرك أن داخل قلبه بقعة الضوء التي ضوتها منذ سنوات
الي الآن تضوي كاشعاع النور الساقط من السماء
تنهدت حالمة وعيناها تشبع من ملامحه الوسيمة رغم سنوات عمرة ..ادم الصياد دائما يأسرها بكل تفاصيلة
ادم الصياد عمر مضي معه وعمر حالي وموت تتمني تلقاه قبله حتي لا تتألم..
طرقت الباب في نفس اللحظة التي خرجت بها ريشة من المكتب..لتبتسم لها تقي هامسة..
-شَريف مستنيكي برة
همهمت ريشة بإيجاب..
-حاضر بعد اذنك
دلفت تقي الي المكتب ونظرت اليه لتجده شارد الذهن وعيناه مُعلقة علي نقطة وهمية
الذبول واضح علي ملامحة..الحزن عميق وقد وضح أثره عليه..ليتها تستطيع نزع حزنه ذاك.
ليتها تملك نفس تأثيرها القديم عليه
تنحنحت وهي تجلس جواره واضعة يدها علي وجنته هامسة بحنان..
-مالك ياحبيبيى
أشاح أدم وجهه بعيدا عنها ليبعد يدها
ولكنها تمسكت بموقفها وامسكت ذقنه تديره هامسة..
-خلاص مبقتش طايقني خالص كدا..زهقت مني
تقلصت ملامحة بإستنكار ولكن لم يُجيب..لتُتابع..
-زمان مكنتش بتعرف تزعل مني..دلوقتي بقيت مش قابل تبصلي حتي !
جز علي أسنانة ليقول بصوت مشدود..
-تقي متلفيش وتدوري انتي عارفة كويس انا مخنوق منك ليه..طالما انا بنسبالك هوا مليش وجود يبقا متزعليش لما اعتبرك كدا
شهقت بحدة هاتفة..
-انا اعتبرتك هوا..!
انتا عايزني اخد موقف من ابني ياإما اكون انا كدا بعتبرك هوا ياادم
-ابنك دا ابني انا كمان..ومقولتلكيش تاخدي منه موقف..بس متاخديش مني انا كمان
بصي ملوش لازمة الكلام دا..انا رايح لسيدرا
اتسعت عيناها بغيظ لتقول..
-ملوش لازمة !!
انتا بتتكلم بجد ياأدم
همهم وهو يأخذ هاتفة ومتعلقاته الشخصية..
-انا لو اتكلمت حد هتزعلي ياتقي..زي كل مره بتزعلي فيها..فا ملوش لازمة
انا ماشي سلام
خرج سريعًا بينما هي بهت وجهها لتخفيه بين يدها تتنهد بتعب من الصراع الدائر بين زوجها وولدها
وفي كل خلاف بينهم يقحمونها بينهم
إنتظرته يرجع بعد دقيقة ويعانقها صامتًا كما إعتادت بعد كل شجار بينهم..ولكن هذه المره لم ينظر خلفه أو يرجع لها..بل خرج عازمًا علي احزانها
لذا طرفت الدموع عيناها..ولكن كبتتها عندما سمعت ضحكات شريف وهو يُشاكس ريشة خطيبته
ليبتسم ثغرها وتمسح طرف عيناها وتخرج لهم
وقد تناست حزنها منذ دقائق ولكن هل ينساه الطرف الأخر !
***
ضربات قلبها عالية تكاد تصم الآذان..وأصابع قدمها تنكمش وتنثني داخل حذائها..وعيناها تأتي وتدور في غرفتها بتوتر...عُبيده في الخارج جالس مع والدها ويطلبها منه
عضت علي ثغرها بقوة وهي تلهي نفسها بنظر لهيئتها بالمرآه..وتحاول قدر الإمكان ألا ترتبك..خاصه ان عُبيده أتي مع شقاء والدتة
امسكت هاتفها بتوتر لتتصل برغدة لتجيب الأخري..
-والله كنت لسه هتصل بيكي..طمنيني
أجابت غزال بتوتر..
-انا لسه مخرجتش اصلا..طولوا اوي في الكلام يارغدة
وبابا اصلا شكله رافض عُبيده انا قلقانة
-متقلقيش يابنتي يمكن بيتفقوا وهو كدا كدا عارف انك موافقة اهدي كدا ومتوتريش نفسك
"قبل ساعتين"
وقفت غزال أمام المرآه بحيرة تنظر الي هيأتها بحنق
لتُمسك هاتفها وتتصل بصديقتها علها تُعينها في تلك الحيرة..لتُجيب رغدة
-ياأهلا ياأهلا..اخير افتكرتينا ياعروسة..بقالي سنتين ببعتلك واتساب وانتي مبترديش..مشغولة مع سي عُبيده بتاعك
ضحكت غزال لتق وهي ترتمي علي الفراش...
-مش وقتك خااالص..انا دلوقتي مش عارفة البس ايه ساعديني يابنتي اخلصي
زمجرت رغدة بحنق..
-بتكلميني عشان مصلحتك بس ياجزمة
شردت غزال لتقول بخفوت..
-رغدة هي لو ماما عايشة وكانت معايا مش كانت اختارتلي هلبس ايه..وقعدت في في الاتفاق وقالتله حطها في عنيك وو..
قطعت حديثها وصمتت لتقول رغدة بإشفاق...
-ياحبيبتي ربنا يرحمها..وبعدين ماكلنا معاكي اهو
بصي صوريلي انتي محتارة في ايه وهننقي متقلقيش
تنهدت غزال وصمتت لتقول رغدة...
-مش وقت الصمت دا خالص. الراجل جاي كمان ساعتين قومي صوريلي بسرعة وو
اغلقت غزال الهاتف بوجهها وانتفضت لتصور الملابس والتوتر تملك منها من جديد..رغم انها سعيدة للغاية لتقدم عُبيده لها إلا ان بنقطة ما في قلبها كانت تتربع التعاسة
كيف تجتمع السعادة والتعاسة في قلبٍ واحد..لا تدري..
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
بينما كامل كان بغرفته جالسًا علي فراشه..يفكر بحفيدته المتمردة والتي اطاحت بهدوئه معها..يعلم انها تحب عُبيده. بات حبها لذاك الشاب واضح للغاية
ولكن عُبيده لا يحبها ...يتجاهلها...حتي اللطف لا يعاملها به سوا مره واحدة عندما كانت بالمشفي
حفيدتة تسعي الي الشقاء بكل مالديها من قوة
تذكر حديث خالد في آخر لقاء لهم وافتتح حديثة برغبته في تزوج غزال عندما هتف..
-حج كامل انا عايز اتجوز غزال..انا اولي بيها من الغريب
هتف كامل بضيق...
-تاني الموضوع دا ياخالد..مش قولنا كل واحد ونصيبة
بتفتح في الموضوع ليه تاني يابني
هتف خالد بإنفعال..
-تاني وتالت ومليون ياحج..انا اولي بيها من الي اسمه عبيده دا..انتا مربيني وهي كبرت قصاد عيني..حرام تروح لواحد تاني
-دا نصيب وانتا اتجوزت واحدة بنت حلال وتستاهل كل خير..بلاش تدور في الي فات..ملكش نصيب فيها
لم يستطع خالد تمالك نفسه ليقول بحدة..
-لا ياحج لازم تسمعني..انا عايز حفيدتك ويشهد ربنا هحطها في عيني وعلي راسي..بس متديهاش لحد تاني ولو عايزاني اطلق هطلق بس توافق..
قاطعة كامل بعصبية..
-ايه الجنان دا وذنبها ايه الغلبانة الي معاك
بصي يابني من الاخر غزال مش ريداك..وانا مش هغصبها علي راجل متجوز..واقفل الموضوع دا
-ياحج
قاطعة كامل بحزم..
-خلص الكلام..غزال اختك ومش هتفكر فيها تاني
ركز مع بيتك ومراتك ربنا يهديك
اشاح خالد وجهه بغضب وداخله يصرخ بحسرة ويود لو يقتلع قلب عُبيده ويأكله أمام غزال لتعلم مدي قهره منها
بينما كامل تنهد بحزن علي حال الفتي الذي رباه من صغره
ولسوء حظه أحب حفيدته التي لا تُطيق النظر لوجهه حتي
رواية "رُد قلبي "
الحلقة التاسعة عشر " رُد قلبي!!"
........................................
دلف صالح الي منزله بعد يوم تعب مُرهق كما حال كل أيام عمله..القي مفاتيحة علي الطاولة المجاورة للباب ودلف دون ان يضيئ الإنارة..ليسمع صوت والدته...
-حمدلله علي سلامتك ياحبيبي
ابتسم صالح ليقترب من مجلسها ويجلس جوارها قائلا بصوت لين مُرهق...
-مش قولتلك بلاش تسهري وقت طويل كدا ياامي
وقولتلك اني هتأخر بره
لوت شفتيها مُبرره لتقول..
-مش هعرف انام طول ماانا عارفة انك هتيجي تنام من غير ماتاكل ولا تهتم بدواك..حتي رافعة نزلت لعيلتها اجازة انهاردة فا انا الي هحضرلك اكلك وانام
قطب جبينه بضيق ليقبل يدها قائلا..
-امي انا بعرف اعمل كل حاجة لنفسي..بعد كدا نامي وارتاحي..
صمت قليلا ليقول بخفوت..
-رباب كلمتني انهاردة وفضلت تعيط انك مش راضية تروحي تقعدي معاها كام يوم..
تنهدت سميرة ..
-اختك لما بروحلها بتبقا عايزاني أقعد معاها شهر شهرين مش مجرد ايام يابني
-انتي مبترتاحيش عندها ياأمي..فريد بيضايقك !
نفت سميرة سريعًا...
-بالعكس دا بيعاملني زي امه تمام..ورباب بتبقا مبسوطة بيا والولاد ماليين عليا الدنيا..بس ..مش جايلي قلب اسيبك ياصالح
حرك رأسه نافيًا..
-لا ياأمي روحي اقعدي عندها الوقت الي تحبيه
كدا كدا رافعة لما بتنزل لأهلها بتتأخر..روحي لرباب غيري جو..وتعالي اقعدي معاها اسبوعين تلاتة..وانا هجيلكم كل كام يوم..قعدتك لوحدك دي مش مريحاني
-بس ياصالح ..
قاطعها صالح برجاء..
-بالله عليكي ياامي بلاش خوفك الي ملوش مُبرر دا
هاكل كويس ومش هنسي العلاج وكله هيكون تمام
بس متزوديش تعبي بقلقي عليكي..ممكن
ترددت نظرات سميرة لتتنهد اخيرًا..
-طب هما اسبوعين بس..ومش هقعد عندها أكتر من كدا
عشان متتوسطلهاش
ضحك صالح بخفوت ليقف قائلا..
-تمام انا هروح اخد حمام واغير هدومي
-عملت ايه في موضوع جوازك ياصالح ..حددت هتتقدم للبنت امتا ولا نسيت الموضوع
تسمر صالح بمحله وهو يتذكر رغبته في الزواج من جودي الصياد..ليتنهد قبل ان يقول بهدوء..
-لا لسه هكلم والدها بكره..ونحدد
-ربنا يجعلك فيها النصيب لو خير ليك يارب..واعيش واحضر ليلتك واشيل ولادك ياحبيبي
تمتم بكلمات غير مسموعة واتجه الي غرفتة..أغلق الباب ووقف أمام مرآتة يخلع بذلتة بشرود..وعيناه غائمة بصمت
لا يدري لما يحتله الضيق..لما يشعر وكأن داخلة قبضة قاسية تُمسك بقلبه الكهل
أمعن النظر في انعكاسه وهو ينظر لنفسه وكأنه أول مره يري بها هيأتة..رجل تخطي الرابع والثلاثون لم يتزوج بعد
تقطيبة جبينة تُنبأ بصعوبة ايامه ..او ركودها
بنيته العضلية المُعتدلة وملامحة الخشنة الجذابة لوالده المتوفي ...طولة الذي قرُب للمتر والتسعين... وهيأته الخشنة التي لا تتلائم مع هيئة رجال عصره
خصلاته القصيرة المُهذبة ككل شيئ في حياته
يتلائم ان يكون زوج للجودي الفاتنة والناعمة
تلك الفتاة تُشبه العصافير برقتها ونعومتها ..وخجلها الفطري الممزوج بثقتها بنفسها..أفضل زوجة قد يحظي بها ولكن...ولكنها لم تكن كا لي..
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
قاطع تفكيره وهو يلقي قميصه علي الفراش بحدة
كيف يعقد مقارنة بين من ستصبح شريكة عمره وبين تلك العابرة " ليلة "
وآااااااه من ليلة
تلك الليلة التي مرت بحياتة بأعاصيرها وامطارها ورعدها ثم اختفت..اختفت تماما..لتُصبح ليلة عابرة بحياتة
زم شفتيه بحنق وهو يتذكر عدد الإتصالات التي لاحقها بها وقابلتها بالتجاهل والرفض...توقع انها لازالت مصدومة من كلماته الزاجرة ولكن تلك طبيعته
رجل كبر علي الصراحة والحديث المُباشر
لذا محاولة تجميل الحديث او تلطيفة محاولة صعبة
لذا ألقي مادار بباله..ثم قاله
لتهرب بعدها..هربت لأحد البلدان العربية كما قال والدها
إختارت ان تنأي بنفسها عن الجميع وترك حياتها لإجل تافه حقير كاخطيبها السابق..ذاك المُدلل الفاسد
أطلق تأوه وهو يفرك جبينه محاولا إزاحة الم رأسه ومعه ليلة..ليعقد إتفاق مع عقله..أن يُركز مع جودي المُناسبة له
وينسي تلك العابرة..ولكن كلما مرت ليلة شتوية عابرة سيتذكرها...دائمًا1
***
اشاح خالد وجهه بغضب وداخله يصرخ بحسرة ويود لو يقتلع قلب عُبيده ويأكله أمام غزال لتعلم مدي قهره منها
بينما كامل تنهد بحزن علي حال الفتي الذي رباه من صغره
ولسوء حظه أحب حفيدته التي لا تُطيق النظر لوجهه حتي
استفاق كامل من شروده وهو يتنهد بحزن علي الصبي الذي رباه منذ صغره وكبر ليصبح معاون له وسنده
ليقع في حب حفيدته التي تكره النظر بوجهه حتي
سمع هاتفه يرن بتكرار..ليُمسك الهاتف ويُضيق عيناه ليستطيع رؤية إسم المُتصل ليجدها ريشة
إبتهج ليرد باسمًا...
-ياأهلا بعروستنا
ابتسمت ريشة علي الطرف الأخر لتقول..
-حج كامل اخبارك ايه
-الحمدلله ياحبيبتي انا بخير..طمنيني عليكي
ناقصك حاجة او محتاجة حاجة !
-لا خالص خيرك سابق ياحج..طمني علي صحتك
بتاخد دواك في مواعيده..وصحتك اخبارها ايه
لاح الحزن والألم علي وجهه ليقول..
-انا بخير..يابنتي متقلقش عليا..قصرت في الدوا بس هاخد بالي
شهقت ريشة لتقول..
-ودي حاجة ينفع يتقصر فيها ياحج
فين غزال تفكرك
اجاب كامل بإختصار..
-في اوضتها ديما..متشليش همي
تنفست بحدة لتقول بهدوء..
-طب ياحج بعد اذنك انا هبقي اجيلك مرتين في اليوم علي مواعيد دواك..لحد ماتتعود او هتصل افكرك..ميرضنيش تضر نفسك
تضخم صدره بحنان أبوي ليقول..
-ملوش لازمة ياريشة تنوري بيتك لكن خطيبك
قاطعته ريشة بقوة..
-مفيش حد أهم من الراجل الي رباني ياحج كامل
لو مش عايزني اجي بسبب غزال ه..
قاطعها بحزم..
-دا بيتك وتكوني هنا اي وقت..انتي ليكي حق فيا وفي البيت دا ياريشة..انتي مش غريبة..انا ابوكي او جدك
-ماشي ياحج هجيلك بكره بإذن الله
تنهد كامل وهو يغمض عيناه بتعب..
-ماشي ياحبيبتي هستناكي مع السلامة
أغلق الهاتف ورأسه يؤلمة والألم قد زحف لعيناه
ولكنه تماسك لإجل تلك الزيارة التي طلبها عُبيده ليطلب منه يد حفيدتة غزال...لا يدري هل لها يد بزيارته أم أن عُبيده يود الزواج بها دون طُرق ملتوية
هذا أو ذاك..لقد حسم قراره وإنتهي الأمر
عقد حاجبية بعزم وتمني أن يكون القرار الصائب
*العودة للوقت الحالي*
زادت ضربات قلب غزال عندما دلف كامل الي غرفتها وأغلق الباب ليقول بصوت جاف...
-انا مش موافق عليه...ومش هكون راضي علي جوازتك منه..ودا بسببك انتي
شحب وجه غزال لتقف بإعتراض والتمعت الحدة بعيناها ليُكمل بنفس الهدوء..
-انا ضيعت عمري عليكي..اه مكانش مهم بنسبالك
بس كان هيكون مهم ليا..انا خارج دلوقتي قدامك خمس دقايق ياترضي بقراري وتشوفي ان رأيي لصالحك
او تخرجي وساعتها هعرف انك عايزاه ....ورأيي مش مهم
إعترضت غزال بحدة خافتة..
-دا مش عدل..انتا كدا بتحاصرني وبتخيرني بينك وبينه
كدا انتا مسبتليش إختيار !
تجعد وجه كامل ليقول بحدة..
-الي قاعد بره دا حياتك غير حياته..دلعك مش هيبقا الحل
هترجعيلي بعد فترة قليلة..انتو مختلفين دا راجل جد وملوش خُلق لطبعك..ميناسبكيش..انتي متدلعة ومبتعرفيش تخدمي نفسك حتي..وهو مش في مقدرته يجبلك حد يساعدك حتي..عُبيده مش بتاع دلع
أشاحت غزال وجهها قائلة بتصميم..
-دي حياتي وانا عارفة هتصرف فيها ازاي..وانا مغشيتوش هو جالي وانا علي حالي دا..
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
شد كامل علي يده بقوة وقهر من إسلوبها الوقح ليقول...
-لو اتجوزتيه هترجعيلي مكسورة والله أعلم هكون موجود ولا لأ..بلاش عُبيده ياغزال..مش هتناسبيه
انتي لا في دماغة ولا طبعك شبه طبعه..هترجعيلي مكسورة يابنتي
قال جملته الأخيرة بإنكسار أب لألم إبنته..لتنظر له وتلين قليلا وهي تتجه له تعانقه بقوة هاتفة..
-بابا انا عايزاه..وعارفة هتعامل معاه ازاي
منخيرنيش بينك وبينه عشان خاطري
صمت كامل وانسحب من الغرفة دون حديث..لتقف هي بمحلها تتابع أثره بضيق..تنهدت وهي تحرك يدها أمام وجهها تجلب الهواء لتنفسها المتوتر
ولكن حسمت أمرها..وخرجت خلفه متجهه للمجلس
اشاح كامل بوجهه عنها بينما تعالت الأصوات بذكر الله علي جمالها من قِبل اشقاء والدتة...بينما هو إبتسم لها بطريقة جعلتها تنسي حديث كامل وتذوب ببسمتة
ليقول كامل بصوت أجوف...
-شروق موافقة يابني
تحدث خال عُبيده قائلا ببشاشة..
-يبقا علي بركة الله..نقرأ الفاتحة ونحدد ميعاد للشبكة
وعُبيده معاه خمس او ست شهور يكون ظبط شقته
ووضبها..ووفي الوقت دا يتجوزوا طالما كل حاجة جاهزة
تحدث عُبيده مُتدخلا...
-حج كامل بعد إذنك انا عايزها شبكة وكتب كتاب..دا بعد إذن حضرتك طبعا
دُهش كامل من تلك السرعة ونظر لغزال بنظرة تحذير أن يمكنها التراجع..ولكن تأيدها للحديث جاء كالقشة التي قصمت ظهر البعير..ليقول كامل بخفوت...
-علي بركة الله مبروك عليهم
همهم الجميع مُباركين..وبدأو في قرائة الفاتحة
وعيناي غزال مُعلقة بعبيده وهيأته الجذابة
قميصة الأبيض وبنطالة الرمادي..وجهه المليح بطابع حُسنه
لتتقابل نظراته معها وهي تحدق به بالطريقة التي تشعل النيران داخله..ليميل رأسه باسمًا لتُشيح عيناها خجلة
وقرأت فاتحتهم...وأخذ قلبها..فهل ستقول يومًا رُد قلبي !
جاء وقت جلوسهم سويًا ليقف معها في الشرفة بينما البقية يتبادلون الحديث
ليقول عُبيده باسمًا وهو ينظر لها بهدوئه المعتاد
-اممم يعني انتي موافقة
ضحكت غزال وأمالت رأسها لتقول..
-طب ماانتا عارف اني موافقة..بتلف وتدور ليه
رفع حاجبه مستنكرا كلمتها..ليقول..
-بلف وادور..!
ماشي ماعلينا..مبروك ياغزال
همهمت بنعومة وعيناها متعلقة به بمحبه..
-مبروك ياسي عبوده
-سي عبوده تاني !
-مالها زي عبوده دي جميلة..وبعدين ماانتا كنت بتقولي انسة شروق مع انها بتضايقني
ضحك عُبيده من حنقها..
-طب مادا اسمك..بس اي جاب شروق لغزال
دلع بعيد تماما
رفعت وجهها بغرور والقت خصلاتها خلفًا..
-اممم لا ماهو غزال دا عشان المضمون ملوش علاقة بالإسم..وبعدين بابا كان بيقولي غزالتي وانا صغيرة
فا كبرت بإسم غزال..وفعلا مبحبش اسم شروق نهائي
همهم ليقول بخفوت...
-غزال أحلي فعلا
ثم تابع وهو ينظر لفستانها الذي يحدد جسدها..
ليقول بضيق مكتوم..
-بس قوليلي ياغزال مفيش فستان أضيق من دا عندك
نظرت لفستانها عاقدة حاجبيها لتقول..
-ليه هو واسع ! ماله
فرك حاجبه قائلا بتساؤل..
-انتي شيفاه ايه !
حدقت به لثوان وقد فهمت مغزي كلماتة لتقول..
-اممم شيفاه حلو..مظبوط عليا وشكلي حلو بيه
-وضيق
رغم إنزعاجها إبتسمت مُبررة..
-عشان في مناسبة حلوة مش أكتر
وبعدين هو شكلي وحش بيه !
تنهد عُبيده وهو يدرك رغبتها في سماع الغزل منه وكم ود لو يقول الكثير ولكن لجم لسانه قائلا...
-لا مش وحش..بس مش لازم اعرف انا وكل الناس مقاس وسط غزال قد ايه
شهقت بخفوت من ردة الغير متوقع واشاحت وجهها
لتسمع نبرته العميقة التي دغدغت جسدها ...
-مش لازم كلنا نعرف ان غزال زي القمر
كفاية عُبيده بس الي يعرف بعدين..صح!
رغم عدم إقتناعها إلا انها همست باسمة بدلال..
-صح
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
همهم عُبيده برضا لتميل هي رأسها بدلال
وعيناي كامل تُتابعها بقلق ورغم غضبه إلا ان قلبه يرتجف خوفا عليها
رواية رُد قلبي
الحلقة العشرون الجزء الأول" تقتُليني"
.................................
تنهدت سارة بملل وهي تنظر للمطعم الهادئ لتهمس بضجر..
-قال لو خلصتي هخرجك قال وهو اصلا خارج مع موبيله مفيش فايده فيه
إبتسم فاتح ولم يزحزح عيناه عن الهاتف..لتتأفأف سارة وتُمسك بالفازة الصغيرة علي الطاولة تحركها يمينًا ويسار
وهي تأكل نفسها بغيظ من أفعال فاتح ليهتف فاتح بعدما أغلق هاتفة...
-بتلعبي! هو انا جايب اختي الصغيرة
لم ترفع وجهها له وهتفت بجمود..
-انا أصغر من أختك الصغيرة يعني الحركات دي عادي
تقدر تقول عيلة صغيرة
همهم فاتح باسمًا ليقول..
-الفرق بينا مش كبير اوي بردو ياسارة
يعني ممكن ألعب معاكي
لوت شفتيها ساخرة لتهمس..
-ياخويا اتكلم معايا الأول
سمعها فاتح وضحك بخفوت علي حديثها ليقول..
-طب ارفعي وشك وكلميني..ايه هتستخبي تحت الترابيزة ولا ايه يابنتي
كتمت سارة ضحكتها لتهتف..
-بس يامُهمل متكلمنيش
-وبعدين
اندفعت قائلة ولازالت لا تنظر له..
-وخاين ومبتفهمش في التعامل مع البنات وبتحب موبيلك وساكت وعصبي وو
قاطعها مستنكرًا..
-كل دا..ايه يابنتي فيا ايه حلو كدا
رفعت وجهها له وكادت تقول "كُلك علي بعضك حلو"
ولكن عاندت لتقول بقوة..
-مفيش..انا الحاجة الوحيدة الحلوة الي في حياتك
لم يناقشها ولكن صمت مُتأملا اياها ليقول بخفوت..
-كنتِ هتكوني أحلي حاجة في حياتي ياسارة..بس
أقشعر جسدها وشعرت بطاقة حزن غريبة لتهمس ببؤس...
-بس بتحب رجاء1
لم يعطيها إجابة وأشاح بوجهه عنها لتدمع عيناها وتتوقف أصابعها عن اللعب بالفازة..لتشعر بيداه تحتوي يدها بقوة وهمس بصوت لامس قلبها..
-انا مبحبش رجاء..بس كنتِ هتكوني أحلي حاجة لو طبعنا زي بعض..اااه مش هتفهميني ياسارة..اقولك انسي
سحبت يدها من يده وهتفت بتماسك..
-روحني عايزة انام
طرق فاتح علي الطاولة وهو ينظر لها بصمت وعيناه تسأل سؤال تعلمه جيدا..لتهتف بجمود
-ومبحبش رامي يافاتح..وعمر ماكان في حاجة بينا لو عايز تسأل السؤال دا
صمتت لثوان قبل ان يتحشرج صوتها وتقول..
-محدش دخل حياتي غيرك..زي دلوقتي
وعمري مافكرت في حد من شباب العيله
لأنهم كلهم كانوا بيتنمروا عليا ومنهم انتا
تنهد فاتح ليُشير الي النادل كي يأتيه بالفاتورة
بينما سارة حاولت قدر المستطاع أن لا تبكي..وكم شعرت بصعوبة كبت الدموع في مُقلتيها..ليت الدموع كالإبتسامة تظهر في أي وقتٍ شائت..ولكن في الحقيقة هي أكثر اهمية وترفُعًا وبين الدموع والكرامة رابطة لا تنفك بسهولة
لذا انشغلت في العبث بهاتفها بينما هو أنهي دفع الفاتورة ليقف قائلا..
-يلا ياسارة
وقفت وتبعته خارج المقهي اتجه الي سيارته ليجلس أمام عجلة القيادة لتجلس جوارة ويتحرك بالسيارة وكلاهما صامتين..لم يتفوه أحد بكلمة
ليتنحنح فاتح ويمد يده كي يفتح مذياع السيارة ويكسر ذاك الصمت المقيت
ليصدح صوت أحدهم من المذياع حاملاً صوت عميق رائع وكلمات اغنية لطيفة
"نعم سري طيف من أهوي فأرقني
والحب يعترض اللذات بالألم
لولا الهوي ماتُرق دمعًا علي طللٍ
ولا أرقت لذكر البان والعلم"
اشاحت سارة بوجهها عنه وعن تلك الكلمات
وظلت تنظر خارجًا لتلك السيارات التي تسابقهم تارة
ويسباقونها تارة...والهواء العليل يعبث بخصلاتها القصيرة
ليلة هادئة أكثر من اللازم..وصمت مُريب أكثر من اللازمتح
شعرت بالسيارة تسلك طريق هادئ للغاية..لتنظر لفاتح بتساؤل ليقول وهو ينظر الي الطريق
-جربتي تسوقي قبل كدا ياسارة !
همهمت نافية..
-لا مجربتش..مجاش علي بالي قبل كدا اصلا
توقفت السيارة ليقول وهو يفتح الباب..
-طب انزلي هخليكي تسوقي..لازم تجربي بردو
عقدت حاجبيها لتهتف..
-لالا اخاف اخبط العربية..لا يافاتح اركب وروحني
أصر وهو يفتح الباب لها..
-لا ياسارة انزلي وجربي يمكن تعرفي وبعدين انا معاكي اهو مش هيحصل حاجة ..انزلي
خرجت من السيارة بتردد واتجهت الي الجانب الأخر.. لتستقر أمام عجلة القيادة..ليجلس جوارها قائلا..
-بصي الأتوماتيك مش متعبة كل الي هتعملية هتدوسي علي البنزين براحة..وتحركي العصاية دي لورا عند حرف ال L..يلا وريني
وضعت سارة قدمها علي الموضع الذي أشارة وضغطت ببطئ لتسير السيارة بهدوء..ليهتف...
-ايوة كدا..امسكي الدريكسيون بقا ومثلا ارمي يمين واعدلي الدريكسيون تاني
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
اقتربت من عجلة القيادة لتمسكها بقوة وقلق وتتجه الي لليمين حتي كادت تصتدم بالأرصفة لتهتف بجزع...
-لالا يافاتح لا هنخبط
تحكم فاتح بالعجلة سريعًا هاتفًا بهدوء...
-اهدي بس براحة..مش هيحصل حاجة..بس اعدلي الدريكسيون علي طول عشان نفضل ماشيين في نص الطريق براحة ومتخافيش
همهمت سارة وهي تُمسك العجلة من جديد هامسة..
-هو الموضوع حلو بس انا خايفة علي عربيتك
إبتسم وهو يضبط المرايا الخلفية..
-فداكي ياسارة..عموما متخافيش انا معاكي
تجاهلت الطريق ونظرت له لوهلة وقلبها يقرع من حديثة
وهي تتأمل فاتح الحنون صاحب الكلمات اللطيفة..كيف تتحكم بقلبها ألا يحبه..كيف تقاوم عيناها التي تود حفظ ملامحه الهادئة..كيف لا تقع له !
انتبهت علي هتافه..
-ركزي في الطريق ياسارة قدامك مطب قللي بنزين عشان تعديه بسهوله
خجلت ونظرت أمامها من جديد ليقول مُشجعًا..
-جدعة والله اهو بقيتي هادية اكتر..بس متحضنيش الدريكسون كدا ارجعي ورا واعتمدي علي ايدك
ويلا دوسي بنزين وامشي اسرع
نفذت ماقاله وابتهجت حينما سارت السيارة في منتصف الطريق بشكل سريع لتهتف بصخب..
-فاااتح بقيت بعرف اسوق اهو...احيه دي طلعت حلوة اوي
ضحك فاتح وهو ينظر لساعة معصمة..
-طب يلا ارمي يمين ودوسي فرامل عشان اروحك..الساعة بقت ١٢ونص..وانا كل مرة هنخرج فيها هخليكي تسوقي شوية
-بجد يافاتح
همهم وهو ينظر لجانب وجهها الطفولي..
-بجد ياسروري
التقطتت الكلمة وخفق قلبها وتسائلت..هل هي حقًا سروره !
..................................
شهقت أمنية باكية وهي تدفن وجهها في وسادتها
وصوت أخاها عادل وناجي يصلها..تسمع كلمات ناجي الحادة وهو يُطالب أخاها أن تعود له وترجع الي منزلها في الحال
ليهتف عادل ببرود المعتاد..
-والله ياناجي اهي عندك اهي لو عايزها ادخل جيبها
انا رافض اصلا انها تطلق بس هي دماغها ناشفة
هتف ناجي بحدة..
-انا ممكن أرجعها لعصمتي غصب عنها بس انا مش راضي عشان مغصبهاش ياعادل..ادخل عقلها وقولها ان محدش هيستحملها غير بيتها..ولا انتا ايه رأيك
-رأي مني رأيك..هي علي راسي بس انا أكيد مش همشيها من بيت ابوها..بس انتا عارف ياناجي الي جاي علي قد الي رايح
وضعت أمنية يدها علي اذنيها تحاول ألا تسمع باقي حديث اخاها..الذي لجأت له بعد طلاقها من ناجي واستقبلها في منزله علي مضض..ولا ينفك عن قوله
"معندناش بنات تطلق..اغضبيلك كام يوم ارجعي مع جوزك..ايه يعني اتجوز عليكي..مادا شرع ربنا "
شهقت بحدة عندما فُتح باب غرفتها ودخل ناجي هاتفا بقوة..
-قومي لمي حاجتك وكفاية عليكي الكام يوم دول اخو سمعتي اخوكي قال ايه..انتي ملكيش غيري ياأمنية
وقفت من الفراش بوهن لتهتف بضعف..
-ارحمني ياناجي وسيبني في حالي..مش عايزة ارجعلك حتي لو مليش غيرك
جاء أخاها هاتفا بغلظة..
-قومي ياأمنية ارجعي مع جوزك..الراجل شاريكي بلاش دلع وكلام فاضي قومي يلا
تحطم قلبها من خذلان أخاها لها شعور اليُتم والوحدة سيطر عليها وشطر قلبها..حتي حينما نظرت لناجي الذي نظر لها بنظرة منتصرة
ولكن هل يدري أنه يقتلها !
اشاحت وجهها والدموع تسيل علي وجهها وشعور الذُل يقهرها وهي تقف أمامهم بلا حول أو قوة
لتتماسك قائلة بغضب وألم...
-مش هرجعلك ياناجي..ولو حاولت تردني غصب عني مش هسامحك باقي عمري
ثم نظرت لأخاها هاتفة بتحشرج..
-البيت دا بيت ابويا ومكتوب ليا فيه زيك ياعادل
مش من حقك تقولي امشي
استنكر عادل وصاح بقوة وهو يتجه لها..
-انتي اتجننتي وخرفتي ياأمنية..جاية تفتكري انه بيت ابوكي وليكي فيه بعد السنين دي كلها
-اه ليا فيه ياعادل ولو متكلمتش زمان..فا انا دلوقتي مطلقة وليا حق وانتا ملكش...اااه
صفعة قاسية هبطت علي وجنتها من عادل الذي هتف بجنون...
-تلمي حاجتك ومشوفش وشك هنا تاني
دا انتي بترفعي صوتك عليا في بيتي امال بعدين هتعملي ايه
صفعته لها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير حينما التف وجهها الي الجانب الأخر وحينما هتف عادل لناجي الذي تحرك اليها سريعا...
-خد مراتك من هنا ياناجي انا مليش اخوات
الست الي تعاند جوزها وتعلي صوتها علي اخوها متلزمنيش1
تمالك ناجي غضبه منه بقوة ولكن استغل ذاك الموقف ليهتف بها بحدة..
-عجبك كدا لما طردك قولتلك ملكيش غيري..يلا حضري حاجتك ترجعي بيتك ياامنية
كانت امنية غير واعية لأي شيئ حولها...كانت مُنكسرة وضعيفة..وتتألم..تُقتل علي يد زوجها مره وعلي يد أخاها الجشع الف مره
لتكتم دموعها وتموت ردات الفعل علي وجهها وتتحرك ببطئ لتجمع اشيائها وترجع مع ناجي الي بيته..او سجنه لا تدري
ولكن ماتدريه الآن انها تود الموت..تود لو تنتهي حياتها في الحال..ولا تعيش الذُل هذا مره أخري
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
بينما ناجي يُتابعها بشفقة ممزوجة بسعادة
بالطبع لم يرضي بما فعله عادل..ولكن ءاك جاء لصالحله..وأثبت لها ان لا أحد سيتحملها مثله
لن يأويها بيت الآه..ملامحها المُنكسرة تُحزنه
ولكنها أمنية..لن يتحمل ان بعيش دونها..لا يحبها ويعشق بدر..ولكن أعتاد علي وجودها جواره حتي ولو صامتة لا تتحدث..ويعلم انها ستري الذُل والإهانة مع عادل ..لذا تراجع عن طلاقة لها سريعًا..وحاول ان يسترجعها رغم غضب بدر إلا انه لا يجوز تفريطة بأمنية الرقيقة...ورامي لم يتحمل غيابها وأراد ان ينتقل معها الي منزل عادل..ولكن منعته أمنية1
لن يستطيع العيش دون رامي أو أمنية
لذا سيتمسك بها وسيقنعها أن ترضي بالأمر الواقع
وتعتاد علي وجود بدر بحياته..وهو لن يقصر معها ابدا
هتف حينما رأها تُمسك بحقيبتها وتقف أمامه بضعف لتهمس بصوت خافت..
-خلصت
همهم وهو يحمل عنها الحقيبة وهي تسير أمامه
تسير بوهن وألم..وجل أمانيها ان ترحل عنهم جميعا
***
رواية "رُد قلبي"
الحلقة العشرون الجزء الثاني "تقتُليني"
.........................................
إستيقظ عُبيده في حدود الساعة الثامنة صباحًا بعدما سهر الليل يُحادث غزال التي لم تتركه ينام وكلما أراد الإغلاق هتفت مُتذمرة ألا يتركها وينام..حتي وصلت الساعة الخامسة صباحا لتسقط الأخري نائمة دون ان تدري..ضحك عليها وأغلق الخط ليشرد مطولا وهو يفكر بغزال..تلك المرحة المُدللة..ولكنها سطحية
سطحيتها تظهر بسهولة عندما تتعمق بالحديث..تتحدث عن الملابس وادوات الطلاء..والعصفور الذي يزعجها في كل صباح وحنقها من عائلة والدها وصديقتها رغدة
وشغفها الغريب بالخلاخيل الرائعة..فقط
عقلها الفراغ يجعله يفكر لثوان هل تناسبة تلك الفتاة
غرورها مع جمالها يشكلان واجهة عميقة لها
ولكن بمجرد ان تتحدث...يضحك من عفويتها وكلماتها الغريبة غزال مثال حي لكلمة " جميلة بس غبية"
أنهي تحضير قهوته الثقيلة وبدأ في إرتشافها وهو يعبث بشعره بشرود..حتي انتزعه صوت هاتفه ليُمسك الهاتف ويجيب قائلا..
-صباح الخير ياأم القرود
ضحكت شقيقته قائلة..
-صباح الفل ياخال القرود..عامل ايه ياحبيبي
وعروستك عاملة ايه
-الحمدلله بخير كويسين..رنيم وياسين وياسر عاملين ايه
لسه بعقلك معاهم !
-اهو عايشه بدادي وأطبطب وأحنن واساير
ولا يوم من أيامك ولا أيام دلعك ليا يا عُبيده
يابختها خطيبتك بيك
ضحك عُبيده بحنان قائلا..
-لو ياسر مش مدلعك تعالي وانا اقوم بالواجب
انتي بنتي مش اختي ياتوتة
همهمت شقيقتة بإشتياق..
-ياحبيبي ياسر مش مقصر بس انتا وحشتني
عايزة أنزل مصر واشوفك واشوف غزالتك
بس ايه دا ياعُبيدة دي حلوة اوي وبلدي كدا
عقد عُبيده حاجبيه بدهشة قائلا..
-بلدي ازاي !
-لا اقصد انها حلوة كدا اممم مش عارفة اقولهالك ازاي
بس دي في الصورة لابسة خلخال..وانتا مبتحبش الحجات الي بتعمل صوت
ضحك عُبيده مطولا ليقول..
-انتي جبتيها من أولها لأخرها بقا
-قول جيبناها..انا واختك مسيبناش حاجة فيها مدققناش فيها ..استغربنا في الأول بس هي بصراحة حلوة اوي ماشاء الله
-استغربتوا ليه
توترت شقيقتة لتقول بعد ثوان..
-لبسها متحرر شوية وانتا بردو مبتحبش كدا
بص سيبك مني قولي انتا مرتاح معاها !
تنهد عُبيده مطولا وهو يفرك جبينه قائلا بإختصار..
-ايوة غزال كويسة وانا مرتاح معاها يلا روحي نامي بقا ولا شوفي هتعملي ايه قبل ماالعيال يصحو
-عُبيده فين الدكتورة الي كنت بتحبها انا كنت فكراك هتخطبها هي..بس لاقيتك بتقول انك هتخطب واحدة جارتك انا مش فاهمة حاجة
انكمشت ملامحة وشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه عندما تذكر تلك الطبيبة ليهتف بخفوت...
-الدكتورة اتخطبت بقالها شهور..ربنا يسعدها
معلش ياحبيبتي ورايا حجات كتير وهبقا اكلمك بعدين
ادركت شقيقتة انه بود إنهاء المكالمة لتُهمهم وتودعه ليغلق الخط ويكمل إرتشاف قهوتة الباردة
وقد صار طعمها مُر في فمه بعد ذكر تلك الحبيبة
قد استراح عندما ضحك علي نفسه انه نسي أمرها ولكن
كلما حضرت الي عقله يشعر بخفقة مؤلمة بقلبة
استغفر الله ثم تنهد وأمسك بهاتفة من جديد يُهاتف صديقة وائل الذي أختفي تماما ولم يعد له أي أثر
حتي انه لم يحضر خطبته..ولا يدري أين ذهب بعد ذالك اليوم الذي جاء به يخبره بالكارثة التي فعلها بإبنة عمه ليلة
ليعنفه بقسوة متجاهلا شعور الذل والندم الذي يشعر به وائل ليهتف عُبيده بحدة..
-ايه الجو الرخيص بتاع الإنتقام والحق والكلام الأهبل دا
انتا بتبرر لنفسك القرف دا ازاي..يعني لولا الي كان معاك في الشقة كان زمانك اغتصبتها
كان وائل يفرك يده بوجوم وإمارات الندم واضحة علي وجهه ليقول بخفوت...
-اسكت بقا ياعُبيده انا مش مستحمل خِلقة
ابويا وعمي لو عرفوا ه
زجره عبيده بعنف...
-دا كل الي هامك ..مش هامك البت الي صدمتها وكنت هتضيعها خالص..هتفضل أناني لحد امتى
انتفض وائل صارخا..
-كفاية بقا تأنيب بقولك مكنتش واعي لنفسي وابن ال** الي كان معايا ضربني لحد مايبانلي صاحب وليلة نزلت معاه..وابويا طردني لمجرد اني زعلتها ...انا مش ناااقص كلامك دا
صمت عُبيده ليُمسك وائل أغراضة قائلا بحنون..
-اقولك علي حاجة..ملكوش دعوة بيا كلكوا انا انسان زبالة وجاي عليكوا كلكو محدش هيعرفلي طريق بعد كدا غر
اتاحوا خالص
ليخرج من الشقة ولم يعد مرة اخري..ليتصل به عُبيده ولكن لا رد..بعث له علي بريده الإلكتروني ولكن ايضا لم يُجب..إختفائه جعل عُبيده يشعر بتشتت وخواء
لا بعلم لِما شعر وكأن ضربة قاسية جائته بظهره
ضربة تعني أن وائل في مأزق
ولن يؤلمة ظهره سوا بفقدان صديق بمنزلة الأخ
ليهمس عُبيده بقلق..
-انتا فين ياوائل غيابك دا مش مطمني
أمسك هاتفه وأتصل بوالد وائل وقد حفظ رقمه سابقًا رغم عدم إتصاله به طوال سنوات صداقته مع وائل ليُجيب الرجل قائلا..
-الو
تنحنح عُبيده ليقول..
-السلام عليكم انا عُبيده صاحب وائل
صمت الرجل للحظات قبل ان يقول بصوت رغم شدته ظهر به الخوف..
-اهلا ياعُبيده..وائل فيه حاجه !
شحب وجه وائل وزاغت عينه بقلق أكبر ليقول..
-انا معرفش عنه حاجة واتصلت اسأل حضرتك لو رجع البيت وكلمكم تاني..عشان مبيردش عليا وأخر حاجة الموبيل اتقفل
سمع صرخة جائت من جوار والد وائل يصاحبة هتاف حاد علم انه صوت والدته...
-ابنييي حصلة ايه
صمت عُبيده وقد أدرك ان صديقة ليس بخير
إختفائه يُنبئ عن مصيبة حدث له
ويتمنى لو يكون بخير
***
تنحنح صالح وهو يجلس أمام جودي الخجلة
والتي تبتسم برقة تُذيب القلب..ولكن قلبه لم يذوب ابدا..ولكن تحامل علي نفسه وهو يقول بلطف..
-ازيك ياجودي
رفعت عيناها اللوزية له وامالت رأسها باسمة..
-انا الحمدلله تمام..انتا كويس
همهم شاكرًا نعمة الله وأردف..
-لو عندك أي اسئلة حابه تعرفيها اتفضلي
الرؤية الشرعية اتعملت عشان نمهد لعلاقتنا بعدين
همهمت بإيجاب لتقول بصوتها الرقيق...
-بحكم ان حضرتك كنت مديري فا انا عارفةشوية حجات..بس في اسئلة محتاجة اجابتك بردو
-اتفضلي
تحدثت جودي بثقة..
-مُدركة ان دا سؤال خاص بس احب اعرفه بردو
امم حضرتك عندك ٣٥سنة ايه أخرك عن جواز او خطوبة علي الأقل
تنهد صالح بثقل غريب علي قلبه ليقول..
-انا كنت خاطب من اربع سنين ومحصلش نصيب
وعلي فكرة انا خطبت مرتين قبل كدا بس الموضوع متوفقش لأسباب شخصية للطرف التاني
-اه طب وحضرتك ليه اخترت تتقدملي انا يعني
نطقت جودي بتلك الكلمات بنوع من العفوية اللذيذة
ليبتسم صالح قائلا...
-لأن فيكي كل حاجة تجذب راجل ليكي ياجودي
رغم تأخر الرد بس لسه شايف انك أنسب إنسانة تكون زوجة وام
إبتسمت جودي بخجل لتُهمهم...
-طب وعندك اي مشاكل اني اشتغل !
صمت صالح لثوان وتذكر مقولة صديقه
إن أردت أن تتزوج ربة منزل فلا تذهب لإمرأة عاملة وتجبرها علي ترك العمل..إبحث عن ماتريده دون غصب الطرف الأخر
رُد_قلبي
بقلم_وسام_أسامه
البارت السادس عشر حتي البارت العشرون
ليقول صالح بنفي..
-لا خالص طالما انتي حابة تشتغلي براحتك
حابة تقعدي في البيت براحتك..المهم تكوني مرتاحة
لمعت عين جودي بإعجاب لتقول برقة..
-طب آخر سؤال
سبق ودخلت في علاقة حب قبل كدا
او في علاقة لسه مستمرة في قلبك يعني !
ود صالح لو يضحك ساخرا من نفسه ومنها
كاد يقول..طوال سنوات عمري لم اسقط في الحب
وحينما أردت الزواج منكِ زارني الحب علي هيئة ليلة ثم هرب...هرب بعيدا جدا عني
وعندما طال صمته وشروده هتف بجفاف..
-لا محبيتش..ولا معايا تجربة مكملة معايا
لم تستوعب جودي ان ذاك الجالس أمامها لم يذق الحب ابدا..كيف!
ولكن لما يقول بتلك المرارة الغريبة
ولما تلك الحسرة بعيناه
انتشلها صالح من تفكيرها قائلا..
-في أي اسئلة تانية ولا تمام !
دلف شَريف في تلك اللحظة قائلا بإبتسامة..
-ايه الكلام مبيخلصش ولا ايه
اطرقت جودي رأسها خجلة ليضحك صالح قائلا..
-انا عن نفسي خلصت كلامي وقراري هو هو
انا عايزها مراتي
همهم شَريف ناظرا...
-وانتي ياجودي..بابا مستني قرارك برا
همست جودي بتوتر..
-انا موافقة
همهم شريف مُباركا بينما صالح رسم إبتسامة لم تخرج من قلبه ولكن طمس شعور الثقل ذاك
ونظر لجودي هامسا لنفسه انها تستحق السعاده
يتبع