
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
"شبيهة أبيها"
...........................................
كانت جالسة تُتابع عملها بإنتباه تام قد إكتسبته من عملها مع والدها..وتلك الجدية الشديدة التي تعامل بها العاملين رغم لطفها في بعض الأحيان..ولكن هكذا هي سيدرا
كاموج البحر..لا تدري وقت هدوئها من ثورتها
ولكن كلما هدئت..كان الهدوء الذي يسبق العاصفة
صرامتها التي لا تليق مع حُسنها يجعل منها احجية صعبة
لا تستطيع حلها مهما تعمقت بها..تظل سيدرا كالوحة الموناليزا..هادئة وغامضة وجذابة
هكذا كان يُفكر مُدير العلاقات العامة للشركة السيد فادي وهو يقف خلف زجاج مكتبها ويُتابعها بشرود ومحبة خفية يحاول كبتها كي لا ينكسر كبريائة من رفضها
سيدرا ترفض كل تلميحات الحب الذي تُلقي أمام عتبة قلبها..لذا لم يحاول التلميح ابدا..كي لا يخسر لطفها معه
إستفاق علي صوت أنوثي جواره يقول بحنق..
-استاذ فادي انا بدور عليك بقالي ساعة وحضرتك واقف هنا !
إنتبه فادي لها ونظر لها بجديته المعتادة ليقول بحدة..
-عندك اي اعتراض اقف او اروح فين يارنا
ارتبكت رنا لتتنحنح بخفة قائلة..
-لا مقصدش بس..استاذ ادم عايزك..وطالب بنته
ألقت أخر كلمة بحدة وهو تنظر لسيدرا الغير واعية لوجودهم من الأساس..ليُصحح فادي كلماتها ببرود..
-وطالب الأنسة سيدرا..مش بنته
حسني سلوكك ياأنسة رنا عشان انتي مش ناقصة جزا
همهمت رنا وهي تكتم غيظها ودموعها في آن واحد
ليكمل فادي...
-اتفضلي علي شغلك وانا هروحله انا والانسة سيدرا
حركت رأسها بإيجاب وفرت من أمامه سريعا تكتم دموعها
ليتنهد فادي قبل ان يطرق باب مكتب سيدرا ويدلف مُتمتما...
-استاذة سيدرا..استاذ أدم عايزنا في مكتبة دلوقتي
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
رفعت سيدرا رأسها له وعلامات الإرهاق بادية علي وجهها المليح..لتُهمهم وهي تقف..
-تمام ثواني
ظل مُنتظرًا ليراها تُغلق الملف وتأخذه بيدها
وبيدها الأخري ارتفعت لتُدخل تلك الشعيرات البُنية الناعمة التي ظهرت من كثرة التحركات طول اليوم
لتدسها داخل حجابها السُكري المُلائم لبذلتهة العملية والأنوثية في آن واحد
انتبه عندما فرقعت سيدرا أصابعها أمامه قائلة بنفاذ صبر
-استاذ فادي يلا بقالي ساعة بكلم
همهم فادي وهو يبعتد عن الباب ويفسح لها مجال كي تسير ليسير خلفها وهي يمسد جبينه ويحاول حجب شروده بها..والذي يتمني ألا يلاحظة ادم الصياد وإلا كانت نهايتة وشيكة
وصلو الي مكتب أدم الصياد وطرقت سيدرا الباب ودلفت بصمت ليطل فادي من خلفها ليقول بجدية..
-طلبتنا يافندم
لوي ادم شفتية بحنق من نون الجمع الذي يضم بها إبنته ليقول بجدية متغاضيا..
-اتفضلوا ادخلوا
ليشير الي أحد الجالسين قائلا..
-اعرفكم..الأستاذ موسي المُحمدي..المدير التنفيذي في فرعنا في القاهرة
ثم أشار لسيدرا قائلا..
-سيدرا بنتي..مُساعد المدير التنفيذي في الشركة
ودا استاذ فادي مُدير العلاقات العامة
نظرت سيدرا لموسي بجدية مُتمتمة..
-اهلا
حرك رأسه دون ان يبادلها التحية..ليمد يده ويصافح فادي قائلا..
-اهلا يااستاذ فادي
جلسوا جميعهم ليقول أدم مبتدأ الحديث..
- طبعا كلنا عارفين المدير التنفيذي للشركة هنا هيسافر وهيمسك شغلنا الي بره نظرًا لكفائته
فا مفروض ان سيدرا هي الي تمسك المُدير التنفيذي مكانه
ليُتابع وهو ينظر لسيدرا بعتب..
-بس سيدرا رفضت الإدارة لأسباب انا شايفها ضعيفة وملهاش اي لازمة..لكن قرارها ومحترمه
نظر لها فادي بدهشة وكاد يهتف..
"انتي تتجننتي حد يرفض الإدارة"
ولكن تحدثت سيدرا بجدية جعلته يصمت..
-مدي خبرتي متهيأنيش اني اكون المدير التنفيذي
شايفة ان أي حد أقدم وأعلم مني جدير بالإدارة لو هيستحمل نتيجة قراراته
لم يقتنع فادي بينما موسى يتابعها بصمت
ليقول أدم متنهدًا...
-تمام وبناءا على القرار دا..الأستاذ موسى هو الي هيمسك الإدارة هنا..وسيدرا هتكون مساعدتة زي الحال مع الأستاذ أحمد
وهنرقي المدام فادية عشان تمسك الإدارة في القاهرة
همهمت سيدرا بإيجاب قائلة..
-ايوة بس المدام فادية عيلتها وحياتها هنا من الصعب انها تروح القاهرة..لازم نشوف هتقبل الترقية او لأ
نظر موسى الي ادم ليقول أخيرا بصوته الرزين..
-استاذ ادم انا مينفعش اسيب الإدارة هناك غير لما يشغل حد مكاني..مينفعش اكون هنا ولسه منظمناش هناك
صمت أدم يُفكر في تلك المُعضلة..ليقول فادي مُتدخلا..
-انا شايف ان استاذة سيدرا تعيد تفكير في الإدارة
كل الي هتحتاجية ان المدير التنفيذي يدربك أكتر قبل سفره عشان متبقيش مترددة
قاطعة أدم قائلا بتفكير..
-احمد مسافر الإسبوع الي جاي..مفيش وقت يدربها أكتر..كدا مفيش قدامنا إلا نشوف مين هيكون تحت مدام فادية
ليقول موسى بضيق..
-بس كدا الي هيمسك هيكون أقل كفائة ويضيع مجهودنا هناك
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
لينظر موسى الي سيدرا مُتسائلا بنبرة غليظة..
-بقالك قد ايه مساعدة مدير عشان متبقيش واثقة في نفسك وفي إدارتك
اتسعت عين سيدرا وجمدت ملامحها لتقول بحدة..
-اظن انه مش موضوعنا الأساسي البحث عن أسباب رفض الإدارة
إبتسم ادم بنصر حينما سمع رد سيدرا علي موسى
ليقول موسى بجدية متجاهلا اياها...
-بعتذر ياأستاذ ادم انا مش هقدر أهد مجهودي هناك عشان قلة ثقة الأستاذة في نفسها
همهم أدم بتفكير وهو ينظر لسيدرا وفادي ليقول..
-اتفضلوا علي شغلكم وانا هوصل لقرار مع موسى وابلغكم
وقفت سيدرا بهدوء وألقت نظرة باردة علي موسى الواجم وخرجت وتبعها فادي
بينما همس أدم في نفسه " إبنة أبيها"
***
نظرت ريشة لهاتفها تطلع اليه لتراه إذا اتصل بها او لا
ولكن كالعادة لا يوجد إتصالات او رسائل يطمئن بها عليها حتي..إبتسمت ساخرة ولم تدري
هل تُراه يذكرها أو لا !
ولكنها إبتلعت غصة مؤلمة في حلقها وهي تنظر للهاتف الحديث بيدها..والذي إشتراه لها بمجرد أن تمت خطبتهم الغريبة..قد إشتري لها هاتف غال الثمن
بثمنة تستطيع شراء شقة بحيهم المتهالك
وأيضًا ملابس جديدة وحقائب وملابس نوم وملابس للجلوس معهم وملابس أخري تخجل من ذكرها
وأحذية كثيرة ولكل نوع منهم حدث ومناسبة خاصة
جعل شقيقته جودي تذهب بها الي أحد صالونات التجميل لتخضع لجلسات تنظيف البشرة وتهذيب الأظافر وقص الشعر وخضوعة لجلسات العناية به
والذهاب للمشفي وإجراء كاافة الفحوصات اللازمة
للعلم إن كانت تشتكي مرضٍ ما او ما شابه
بإختصار شَريف أعطي التوصيات اللازمة لتكون الزوجة المُناسبة له..حاول تغيرها بالقدر الذي يجعلها تشعر وكأنها دُمية يتحكم بها ويُلبسها ماأراد1
ولم يقتصر الأمر علي المظهر الخارجي فقط
بل وأدخلها صفوف تعلم كيفية الحديث بلباقة وأدب
وتعلم فنون الإتيكيت..لتليق زوجة لوحيد آل صياد
ضحكت ساخرة وهي تتذكره وهو يقول بصوته المُرعب " لمي نفسك يابت انتي"
هل يعلم مُعلمها أن خطيبها إبن الحسب والنسب ينطق بتلك الطريقة العشوائية من وجهة نظرهم !
وقفت ببطئ واتجهت تجلس أمام مرآتها المتواضعة في شقة جدتها..لتنظر لهيئتها التي لا تصلح لهذا المكان المُتهالك..نظرت لخصلاتها القصيرة التي اختفي منها التقصف نهائيا وأضحي صحي يلمع
ثم تحسيت بشرتها النضرة للغاية والتي خضعت لتنظيف عميق وأُلزمت بوضع بعض الكريمات اليلية والنهارية للحفاظ عليها نظيفة ونقية
لتنظر لإظافرها اللامعة والمُنمقة..كانت تلك الأظافر ضعيفة وتتكسر من غسل الصحون وتعرضها للمياة بإستمرار
كادت تبكي وهي تري نفسها بالمرآه..لا تعلم ما سر تلك الكآبة التي تملكتها منذ ان خُطبت لشَريف
شَريف الذي استبدلها بأخري تليق به..ولم يكلف خاطره ويحادثها منذ ايام طويلة
ذبلت عيناها من كثرة الحزن وبهتت روحها بما يكفي
هي لا تحتاج لشعر صحي او بشرة نضرة او اظافر رائعة او ملابس غالية وصفوف تعلم الحديث
تحتاج لأحدهم يكون سندها ويعوضها عن تلك الوحدة الموحشة التي تعيشها
نظر للأساور الماسية التي أهدتها اياها تقي الصياد
ورغم رفضها ولك إصرار الأخري جعلها تأخذهم مُرغمة..كانت تنظر للأساور بغرابة..هي لا تعلم قيمة الماس لتطير فرحة بتلك الهدية !
هي لا تريدهم..لا تريد شيئ سوى...
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
قطعت تفكيرها وهي تبكي بعنف وتضع يدها علي وجهها وهي تُدرك أنها الآن تريد والديها..تريد الحاج كامل..تريد أي قلب يحبها بصدق أن يكون جوارها ويواسيها..لا تريد سوى ذالك
قطع بكائها صوت هاتفها وهي يصدح برنين مُستمر
لترفع رأسها عن يدها وتُمسك الهاتف لتُجيب بصوت باكِ..
-ايوة ياحج كامل ازيك
وصلها صوت ما جعلها تصرخ فزعة
- يالهوي حج كاااامل !
سمعت جدتها صراخها لتدلف لغرفتها سريعًا قائلة بقلق..
-خير يابنتي في ايه
توالت الدموع علي وجنة ريشة وسقط الهاتف من يدها لتقول بصوت مُرتجف...
-الحج كامل...
**"
...........................................
إنتفضت غزال عندما سمعت صوت إرتطام حاد جعلها تخرج من غرفتها سريعًا..لتجد كامل ينتصف أرضية المجلس بوجه شاحب وشفاه بيضاء..اطلقت صرخة خائفة وركضت إليه هاتفة بفزع...
-بابا..بابا فوق مالك باابا
لم تجد إستجابة لترتعش أطرافها وتركض سريعًا لهاتفها لتتصل بعُبيده سريعًا باكية..
-عُبيده بابا واقع اغم عليه..هو مبيردش تعالي بسرعة
همهم عُبيده سريعا وقد ترك عمله وسار في أروقة المشفي قائلا..
-اهدي ياغزال انا هجيب إسعاف وهاجي بسرعة
اهدي وحاولي تفوقيه خليه يشم ريحة قوية تفوقه
حركت رأسها بإيجاب وألقت الهاتف وركضت لغرفتها تُحضر أحد عطورها القوية لتنثره فوق ظهر يدها وتقربه من أنفه ليستنشقه
بينما هاتف كامل الساقط جواره لازالت ريشة علي الخط تهتف بخوف أن يجيبها..وغزال تبكي جواره وتحاول إفاقته
بينما هو مغمض العينان مُتعب الجسد..وقد عجز جسده لدرجة انه لا يقوي على النهوض وطمئنة من حوله..علاوة على ذالك روحة المتعبة التي ملت الحياة وزهدتها..روحة التي تنازعة كي تذهب لخالقها وقد ضاق بها ذراعًا من هموم الدنيا
يسمع بكاء حفيدته جيدا..يشعر بيدها التب تُمسد علي وجهه بخوف..ود لو يفتح عيناه ويطمئنها
ولكن لم يطاوعة جسده علي النهوض..او جفونه علي الفتح والسماح للنور ان يداعب عيناه
قبل أن يقع فاقدًا لوعيه سأل نفسه
مالذي يفعله عجوز في سنه في هذا الحياة غير التعب والتفكير والهموم.. وكأن شبابه كان نهاية رحلة السعادة في عمره..ومع العجز جاء المرض والهم
إنتفضت غزال عندما سمعت صوت الباب يُطرق بقوة
لتقف متجهه للباب ليقابلها وجه عُبيده القلق ليقول سريعا..
-ادخلي جوا علي ماالمُسعفين ينزلوه ونروح المستشفي ياغزال
هتفت بقوة وهق تفتح الباب لمن حوله..
-لا مش هدخل جوا وهاجي معاك..انا مش هسيب بابا
إحدت عين عُبيده ليهتف بحدة..
-ادخلي جوا ياغزال انتي واقفة قدامي بلبس النوم ادخلي جوا وخلينا نلحق جدك يلا
تغضن جبينها بغضب وسارت لغرفتها وهي تطرق الأرض بقوة بينما ..ليشير عُبيده للمُسعفين بالدخول ويساعدهم في نقل السيد كامل للأسفل
وحين وصلوا لأسفل البناية ووضعوه في عربة الإسعاف كانت غزال تهبط من البناية بإصرار وتتبعهم تحت نظرات عُبيده الحادة
لتصعد مع كامل وتجلس جواره دون أن تأبه بعُبيده
ليتنهد الأخر ويتجه الي مُقدمة السياره وقد أعطي الإشارة للسائق بالتحرك..
بعد خمسة عشر دقيقة وصلت السيارة الي المشفي ونُقل كامل للإستقبال كي يفحصه الطبيب
بينما غزال واقفة تبكي بخفوت خوفًا علي جدها الراقد أمامها..جدها التي تُجافيه بقسوة لم تتقصدها
لم تُشاركه الطعام منذ مدة ولم تجلس مع أو تبادله الحديث..تجاهلت وجوده كليًا عندما جافها لموافقتها علي الزواج من عُبيده..لذا تجاهلت جفائه وقابلته به
سمعت الطبيب يقول بحدة..
-المريض سُكره عالي وواضح إنه مبياخدش الأنسولين من امبارح..ايه الإهمال دا !
شهقت غزال بحدة وهي تنظر للطبيب بينما نظر لها عُبيده قائلا بتساؤل..
-انتي مقولتيلهوش امبارح او انهاردة ياخد دواه ياغزال
كادت غزال أن تقول أنها لا تعرف مانوعية الدواء الذي يأخذه من الأساس
ليقول الطبيب وقد أنهي فحصه..
-بياخد أدوية ايه غير الأنسولين
عجزت غزال عن الإجابة تحت نظرات عُبيده والطبيب اللذان ينتظران إجابة منها..لتقول..
-انا مش عارفة..ريشة هي الي كانت عارفة كل الأدوية الي بياخدها
تملكت الدهشة من عُبيده الذي كان يحدق بها بينما هتف الطبيب...
-طب كلموا حد مقرب منه واعرفوا نوع الأدوية الي بياخدها بالظبط عشان نعرف نتابع الحالة
كاد عُبيده يسألها " ازاي متعرفيش"
ولكن قطع سؤاله إتصال ريشة ليُجيب..
-ايوه ياريشة
وصله صوتها الباكي قائلة..
-استاذ عُبيده الحج كامل كان بيكلمني وفجأة سمعت صوت هبده وصريخ من غزال..بتصل علي موبيل البيت مبيردوش..ولا غزال كمان
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
قاطعها عُبيده بهدوء ولطف..
-اهدي ياريشة براحة..احنا في المستشفي الحج دخل في غيبوبة سكر..وكنت هكلمك عشان أعرف بياخد ادوية ايه
-انا جاية حالا طب..مسافة السكة هكون عندكم
همهم عُبيده بإيجاب وأغلق الهاتف لينظر لغزال التي تُتابعه بحدة لتسأل بقوة...
-من امتى وانتوا بينكم كلام وايه هيجيبها أصلا!
شعر عُبيده بالضيق من نبرتها الحادة ونظراتها الكارهه..لم يفهم لما كل هذا الغضب من ريشة
وايضا كلما سأل عنها سابقًا تقابله بإجابة مقتضبة
ليقول بحنق.
-وطي صوتك وانتي بتكلميني
وهتيجي عشان الي جوا دا الراجل الي مربيها
دا غير إنها الي عارفة هو تعبان بإيه وبياخد علاج ايه
بعكسك انتي
غضت غزال علي شفتيها بقوة وأشاحت وجهها رافضة لكلماته الصحيحة..والغل يأكلها من ريشة
تكاد تموت غيظا من مجرد ذكر إسمها
بعد القليل من الوقت كانت ريشة تتجه لهم وهي تبكي بخفوت وقفت أمام غزال قائلة..
-الحج كامل ماله
فغرت غزال فاهها وهي تري ريشة الجديدة تقف أمامها..تلك الأنيقة التي ترتدي بنطال قماشي بلون السماء وكنزة بيضاء تجاوزت خصرها بقليل
ووجهها الصغير البهي..وخصلاتها التي أضحت بُنية لامعة
يأست ريشة أن ترد عليها تلك التي تطالعها بعدم تصديق..لتقول لعُبيده..
-طمني عليه يااستاذ عُبيده فاق ولا لسه
تنهد عُبيده قائلا..
-لا ياريشة لسه..تعالي معايا مكتب الدكتور عشان تشرحيله تعبه والدوا الي بياخده
طاوعته ريشة وسارت خلفة بينما غزال تحدق في أثرها بصدمة..من تلك الأنيقة !
تلك ريشة خدامتها !
نظرت غزال لنفسها ولملابسها التي إرتدتها علي عجالة لتجدها سيئة بكل المقاييس
عضت باطن فمها بغيظ وسارت خلفهم وهي تود لو تسحق ريشة بضربة واحدة
جلست ريشة أمام الطبيب وأخذت تشرح ظروفه الصحية والعقاقير التي يأخذها بمواعيدها المُحدده
حتي أنها ذكرت أسباب إرتفاع السكري في بعض الأحيان ومتي ينخفض
ليقول الطبيب بعملية..
-انتي حفيدة المريض !
كادت ريشة أن تجيب ولكن هتفت غزال بحدة..
-لا دي الشغالة بتاعتنا انا الي حفيدته
زمجر عُبيده لها بحده وعضت ريشة علي شفتيها بقوة ليقول الطبيب ساخرا..
-لا والله بكل الي هي عارفاه واضح انها هي الي حفيدته2
ليتجاهلها شارحًا حالة كامل..
-المريض سكره عالي جدا..ومخدش الانسولين
غير إن ضغطة كمان مش مظبوط..ومشكلة عضمة كمان كل دا اتكاتر عليه وخلاه يفقد وعيه
وانه باين انه نظام أكله كمان مقصر فيه
نظرت ريشة لغزال والضيق والعتب يحتلانها
بينما غزال زمت شفتيها وأشاحت وجهها
ليُكمل الطبيب..
-وبخصوص غيبوبة السكر..علي بكرة بالكتير
ان شاء الله يبقا كويس
لينظر لعُبيده قائلا..
-انتا عارف هتعمل ايه ياعُبيده لو مفاقش انهاردة هتركبله قسطرة..وتديله محلول ** وتحطلة حقنة**
همهم عُبيده بإيجاب وخرج من المكتب لتتبعه ريشة وغزال ليرن هاتف غزال لتخرجة من جيب بنطالها
لتتسع عين غزال وهي تري ماركة الهاتف التي تحمله ريشة لم تمنع نفسها من الهتاف...
-لا دا انتي نضفتي علي الأخر
تجاهلتها ريشة وأسرتها في نفسها ولم تُبدها بينما كان عُبيده ينظر لغزال بإستياء غريب لتُجيب ريشة..
-ايوة يا شَريف..لا انا في المستشفي
لا انا كويسة..مفيش داعي انا هروح
صمتت قليلا لتتنهد بإختناق قائلة..
-تمام هستناك
أغلقت الهاتف ليقول عُبيده بلطف..
-الحج كامل قالي انك اتخطبتي ألف مبروك
إبتسمت بشحوب قائلة
-الله يبارك فيك..مبروك ليكو كمان
لتنظر لغزال قائلة بمغزي..
-توقعت الخطوبة دي بردو
انحسر الهواء حول غزال وتوترت وأشاحت بوجهها
ليقول عُبيده ولم يفهم ماقيل..
-عرفت انك مخطوبة لشَريف الصياد
همهمت بإيجاب قائلة..
-ايوة
صمت الجميع بينما غزال تنظر لها بغرابة
وتتسائل ..تلك ريشة. التي كانت تعطيها ملابسها التي لا تستهويها..تلك !
من هذا شريف الصياد الذي أغرقها بماله بهذا البزخ
من الأكيد انه رجل عجوز لعوب ينفق أمواله علي الصغيرات ويشتريهن بها
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
قطع تفكيرها وهي تري شاب..وكأنة خرج من مجلة للأزياء والموضة..بهيئته الأنيقة وملامحة الجذابة
ليقف أمامهم قائلا..
-مساء الخير
ردوا التحية لتُهمهم ريشة بتوتر..
-شَريف خطيبي..استاذ عُبيده..وخطيبتة وبنت الحج كامل
صافحة عُبيده قائلا بإبتسامة..
-سبق واتعاملنا قبل كدا تقريبا انتا صاحب المُلازم رؤوف الغانمي..
ضيق شَريف عيناه قائلا..
-انا بردو حاسس اتقابلنا قبل كدا..عموما اشرفنا ياأستاذ عُبيده
بينما غزال كانت عيناها متوسعة وهي تري خطيب ريشة..وعقلها يهتف مستحيل..مستحيل أن يكون هذا الشاب خطيب ريشة..بل جنون
***
كان رامي يُتابع المُباراه بشرود وعقله مُنشغل بوالدته الذابلة.. أمنية كتلة النشاط والحيوية باتت جسد يُنظف ويغسل ويُطعم ويصمت..لا أكثر
حتي الإبتسامة اصبحت نادرة الحدوث..والشرود رفيقها منذ أتت من منزل أخاها
يعلم أن والده يحزنها دائما ببروده وصمته..وخيانته لها..يدري ان والده علي علاقة بإمرأة أخري
ولكنه صمت لإجل مشاعر والدته لا شيئ اخر
تنهد ووقف ليتجه الي المطبخ ليراها تحضر الطعام بصمت وشرود..وجهها يزداد شحوب يومًا بعد يوم
ليتنحنح قائلا بمرح...
-مُنمن روح قلبي الي بطلت تقعد معايا وسابتني كدا من غير تغرقني بحنانها
نظرت له لتبتسم قائلة
-ليه بس ماانا معاك اهو..محتاج حاجة اعملها!
عقد حاجبية واقترب منها بضيق..
-ماما انا مش عايز حاجة غير انك تكوني كويسة وبخير بقا..مش عاجبني حالك..مش عاجبني حزنك
مهما كان الي حصل بينك وبين بابا مينفعش تعملي في نفسك كدا ابدا
كتمت امنية دموعها لتقول..
-احنا كويسين ياحبيبي متقلقش..انا مش حزينة ولا حاجة انا بس تعبانة شوية
إقترب رامي منها وعانقها فجأة وربت علي ظهرها قائلا..
-ماما مش عيب تكوني زعلانه..انا جنبك ديما متحسيش انك لوحدك
إرتعشت شفتاها لثوان قبل أن تنفجر باكية بقوة وكأن أحزان العالم تكالبت عليها..لتُمسك به بيأس
وهو يربت علي ظهرها قائلا بحزن..
-اهدي ياماما براحة..اهدي
"ماما" كلمة يقولها رامي رغم أنها لم تلده ولم يذق لبنها..الشيئ الوحيد الذي يُتيح انه يعتبرها امه انها أخ أولاد شقيقتها الكبيرة بالرضاعة..أي في أن رامي يساوي إبن شقيقتها بالرضاعة فقط
ليته ولدها من أحشائها وليس إبن بدر
ليتها كانت تملك إبن يقول كلمة أمي وتكون حقا
ولكن رامي إبن روحها..إبن قلبها الذي لا تتحمل أن يصيبه أي مكروه
كانت غارقة في بكائها وبينما هو يفكر بحزن علي حال والدته وقد إنتوي أن يحادث والده في امرها
يجبأن يضع حل لحزنها ذاك لن ينتظرها أن تكتئب وتسوء حالتها أكثر2
بينما ناجي يقف يتابعهم من بعيد..والحزن يعتصر قلبه علي الخطوة المُقدم عليها..وخاصة أن بدر مُصرة أن يعلم رامي من والدته الحقيقية
ومع علم رامي..سينكر قلب أمنية أكثر... وأكثر
***
رواية رُد قلبي
الحلقة "الثانية العشرين" سطحية متعجرفة"
....................................
" استاذ موسى هياخد أجازة لمدة شهر من فرع القاهرة ويدربك عشان تبقي المدير ويرجع شغله تاني"
كلمات ألقاها أدم علي مسمع سيدرا وتحت نظرات موسى الواجم..لتهتف سيدرا بإعتراض..
-بس يابابا
قاطعها أدم بحزم وقد فقد صبره..
-سيدرا مفيش وقت للجدال..هتبدأي من انهاردة
عايز أسيب الإدارة لشَريف وكل الأمور تمام ومفيش مشاكل..استاذ موسى مش هيقصر معاكي
زمت سيدرا شفتيها بقوة وهو تُهمهم بطاعة ودون جدال..
-تمام..انا جاهزة
حرك أدم رأسه بإستحسان ليشير لموسى..
-تقدر تبدأ معاها من انهاردة..وسيدرا ذكية وهتستوعب بسرعة
أجابة موسى بعبوس وهو يتمني لو يرفض الأمر برمته..
-اتمنى كدا..ويكون الموضوع يستاهل أجازة من فرع القاهرة
إغتاظت سيدرا..ولم تكن الوحيدة التي اغتاظت بل أدم أيضًا الذي لاحظ غرور المدعو موسى وكأنه محور الكون
يعامله بأنف مرتفع للسماء ناسيًا انه يعمل لديه
ليُتمتم أدم ببرود..
-علي حسب كفائتك ياموسى..اتفضلوا ومتضيعوش وقت أكتر من كدا
وقفت سيدرا وهي تتمالك اعصابها وخرجت من المكتب وتبعها موسى الذي هتف بخشونة..
-المكتب فين
نبرته الخشنة والفظه جعلتها تكور يدها بحدة وهي لا تقوي علي الإنفجار به الآن..لتُتمتم...
-أظن احنا رايحين دلوقتي وهتعرف هو فين
أجابها بهدوء وهو يسير جوارها واضعًا احد يدية في جيبه والأخري يرفعها ليري الساعة وهي تُشير للعاشرة صباحًا...
-لا انتي هتقوليلي هو فين وهتروحي الأرشيف تجيبيلي كل ملفات المشاريع في آخر سنتين الي عملها المدير التتنفيذي السابق
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
لوت شفتيها ساخرة..
-الملفات علي الأحهزة ومبقيناش محتاجين نجيب الورق من الأرشيف..اظن الدنيا اتطورت أكتر من كدا
تجاهلها عندما رأي اللافته التي تُشير لمكتب المُدير التنفيذي ليقف أمام الباب ناظرًا اليها بجمود هاتفًا..
-الملفات تكون عندي خلال ربع ساعة عشان نبدأ شغل
معنديش أساليب الطُرق السهلة
ثم دلف للمكتب وصفع الباب خلفه بينما هي تقف بمحلها مذهولة وعينيها متسعة لأخرها من تصرفه الفظ وأوامره المُتعجرفة
كورت قبضتها وتنهدت تحاول تُهدي نفسها وسارت نحو الأرشيف بخطي سريعة تكاد تخترق الأرض..بينما رنا تقف علي مقربة منها تكتم ضحكتها بصعوبة من تصرف السيد موسى
بينما دلف موسى الي المكتب واتجه الي المكتب مُباشره
ليأخذ اللوح الإلكتروني ويُهيئة للإستخدام وجلب رُزمة من الأوراق واتجه الي الأريكة الجلدية التقليدية بالمكتب
ليضع اشيائه علي الطاولة الصغير أمام المكتب ويجلس علي الأريكه يتصفح أعمال المُدير السابق وهو ينتظر سيدرا
لوي شفتيه بضيق من تلك الفتاة توقع أنها مُدلله أباها
الذي علي أتم الإستعداد أن يجلب لها المدير بفرع أخر كي تتعلم كيفية الإدارة
كتم غيظه وقد بدأ يشتاق لعائلته في القاهرة
كيف سيمضي شهر بأكمله بعيدًا عنهم..كيف سيبتعد عن الصغار ورويدا وأباه..وكل ذالك لإجل ست الحسن والدلال إبنة أدم الصياد المُدلله
تنهد ليقف مُتجهًا الي هاتف المكتب ليطلب مقهي الشركة
ضغط علي الزر ليصله صوت العامل ليقول..
-عايز قهوة سكر زيادة
-تمام يافندم ..مكتب الأستاذة سيدرا !
همهم موسى بإيجاب وأغلق الهاتف ليسمع طرق علي الباب يعقبه دخول سيدرا ومعها عامل يحمل الملفات عنها
لوي شفتيه ساخرًا ليقول للعامل..
-حطهم علي المكتب يابني
وضعهم العامل علي المكتب بصعوبة ليخرج بعدها تحت نظرات سيدرا وموسى الذي يطالعها بصمت..لتقول أخيرا بهدوء..
-الملفات اهي..نبدأ بإيه
همهم ليقول وهو ييسير الي الأريكة ليجلس عليها ويفرد ذراعية علي ظهرها قائلا..
-تمسكي اول ملف وتقعدي قدامي تقرأية بصوت عالي ومعاكي قلم تدوني الملحوظات الي عايزة تفهميها
جزت علي أسنانها لتكتف يدها قائلة..
-وفين التدريب في كدا
قطع كلامها طرق الباب ليدخل العامل واضعًا القهوة أمام موسى ومعها قطعتي مخبوزات طازجة ليقول بلطف..
-دا ترحيب بسيط بحضرتك
إبتسم موسى شاكرًا ليخرج العامل بينما سيدرا لازالت واقفة تكتف يداها..ليقف موسى متجهًا للحمام الداخلي للمكتب..ليغسل يداه جيدًا ثم يتجه الي الأريكه ليجلس عليها..ويأخذ احد المُعجنات ويبدأ بأكلها ببطئ وهو ينظر للجهاز اللوحي ويقول..
-سامعك..يلا ابدأي
كظمت غيظها وجلست علي المقعد جواره بعدما أمسكت أحد الملفات ووضعت مُفكرتها لتبدأ بالقرائة والتدوين
ورغم ضيقها من أفعاله المغيظة إلا انها انهمكت في القرائة سريعًا ليشاركها في استخراج الملحوظات الهامة
وقد ركنا العدائية جانبًا وبدأ العمل
***
كانا في السيارة صامتين ..لا هي تتحدث ولا هو ينظر اليها أثناء قيادته ولازالت تنظر الي الطُرق ولا تعيره اي إنتباه..ولكن بقلبها نار مستعرة
وخاطر مكسور..وغضب كبير منه..كبير للغاية
أين كان طوال تلك الأيام الماضية..أين هو من حياتها !
وضع خاتمة في يدها واختفي ..والقي أوامره من بعيد كي تتجهز وتكون الفتاة المُناسبة له
شَريف أصلح هيأتها..ولكن لم يُصلح الخراب داخلها
لم يُطمئن قلبها المنفطر..لم يهدهد عقلها المُتعب
لم يصلح كرامتها المعطوبة..لم يرى ريشة من الداخل
واكتفي بتزيين الخارج
كانت الدموع مكتومة بعيناها..وشعور قاسي يجتاحها كلما كانت جواره..تشعر بأناملها كااثلج..ومعدتها تنقلب رأسا علي عقب..وترتجف جواره كاريشة في مهب الريح
شعور غادر بالإشتياق إجتاحها عندما رأته في المشفي وكيف لا تشتاق وهو من بقى لها في كل شيئ..تشتاق للأمل الذي يلوح داخلها بأنه سيكون عوضها عن كل ألآم الماضي..ولكن اي عوض ذاك من يلقيها خلف ظهره ولا يأبه لها !
بينما شَريف كان شارد بعيدا جدا
غد او بعد غد بالكثير وسيتولى عمله في شركة والده
سيربط نفسه بأشياء لا يود أن يعيشها..سيترك شقته الرائعة وعمله المُحبب لقلبه ويعود لعرين الصياد من جديد
ضحك ساخرًا على نفسه وتسائل فجأه..هل هو بالكثير أن يعيش حياته كما أراد !
هل بالشيئ الكبير أن يرفض ما أراده أدم الصياد
هل..
قطع تفكيره وقد إنتبه للجالسه جواره أخيرًا
تغيرت هيأتها تمامًا..باتت فتاة جميلة تنتمي لوسطه المرموق..خصلاتها المُنمقة وملابسها الانيقة..ووجهها الطفولي..وتلك الملامح الحزينة التي بات يحفظها بها
كانت أجمل من الصور التي تلتقطها جودي لها وتبعثها له لتُريه نتيجة مجهودها معها
فقد قررق من مُده ان يأخذ إجازه طويلة من كل شيئ
إجازة توديع لحياة شَريف القديمة إجازه في أحد البلدان التي يحب أن يقضي بها إجازة هادئة
وفي خضم إجازته نسى امر ريشة تماما..او تناسى لا يمكنه التحديد
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
ليتحدث أخيرًا كي ينتشلها من هذا الشرود المُزعج..
-مقولتليش حمدلله علي السلامة
لوهله ظن انها لم تسمعه من الأساس ولكنها أجابت بنبرة خافتة...
-حمدلله علي سلامتك
عقد حاجبيه بعجب ليقول بعد صمت..
-بس مقولتليش انك رايحة المستشفي ولا قولتيلي ان الحج كامل تعبان
أجابته بجفاء لم تُخفيه..
-وانتا فين أصلا عشان اقولك او مقولكش
ماعلينا..انا اصلا عرفت انه تعبان قبل مااروح بحجات بسيطة
همهم ليُعقب ساخرًا..
-بس غزال دي باين بتعزك اوي
لم تلتقط حديثة الساخر لتقول بشرود..
-اكمني عشت معاهم عمري كله..بينا مَعزة شوية
استنكر حديثها ليقول..
-معزة ايه يابنتي..انتي مشوفتيهاش كانت بصالنا ازاي..دي كانت مستقلة بيكي جدا
او مستكتراني عليكي
شحب وجه ريشة ولم تُعقب ليستوعب مانطق به
ليُصحح حديثه قائلا...
-انا اقصد
قاطعته بهدوء..
-هي عندها حق..شافت حاجة احنا مشوفنهاش كويس..في فرق بينا
لم يُرد شَريف أن ينهمك في جِدال يعلم انها محقة به
لذا فضل السكوت والقيادة بصمت...ليقول..
-تيجي تشوفي ترتيبات الجناح بتاعنا و..
قاطعته نافية وهي تُريح رأسها علي زجاج السيارة..
-لا عايزة اروح..اعمل الي انتا شايفه مش مشكله اشوف
حرك كتفه بلا مبالاة وانطلق الي حارتها ليُصلها الي منزل جدتها..وآخر ما يشغله الآن هي ريشة وماتشعر به1
***
كان الجميع مجتمع علي طاولة الطعام
جودي وسيدرا وشَريف..وأدم وتقي..الجميع يأكلون بصمت كما آل بهم الحال مؤخرا..وخاصة عندما أصبح أدم اكثر صمتًا وشرود
ليقول أدم فجأة لشَريف..
-بكره اول يوم ليك في الشركة
تحدث شَريف بإختصار..
-ايوة
ثم نظر ادم لجودي قائلا...
-وانتي خلصتي ترتيبات خطوبتك ياجودي
خلاص قررتوا بكره
إبتسمت جودي بخجل..
-اه يابابا هنعملها هنا في جنينة القصر وتقريبا الترتيبات هتبدأ من الساعة ٩ الصبح
همهم ادم ونظر لسيدرا التي تُتابعه بغصة بحلقها وهي تعلم خطوته القادمه ليقول لها وقد خصها ببسمته الحانية عندما رأي الدموع بمقلتيها
-وانتي خلاص عرفتي منصبك في الشركة صح
حركت رأسها بإيجاب وصمتت كي لا تبكي
لينظر ادم لتقى التي تنظر له بشرود حزين وتجاهله لها يؤلمها بحق..يؤلمها أنه يبتعد عنها بعقله وقلبه
يؤلمها ان يُهمشها حبيب العمر
ليترك ادم الطعام ويتحدث بجدية...
-طالما حياتكم كلكم ماشية تمام..انا مسافر بعد بكرة
هروح آخد اجازة طويلة مع عمكم جواد
لينظر لتقى التي تطالعه بدهشة ورفض ليُكمل
هسافر لوحدي..واي حاجه تحصل هنا هاجي فورًا وهرجع تاني لاجازتي
شهقت تقى بقوة بينما غصت جودي بطعامها
ووقفت سيدرا تترك طاولة الطعام سريعًا..ليُمسك ادم يدها مانعًا اياها من الذهاب ليقول..
-اقعدي ياسيدرا
تحدثت جودي بحزن..
-هتسافر ليه يابابا ماتقضي اجازتك معانا
أجابها بإقتضاب ...
-محتاج اجازة لنفسي ومع نفسي
واهو كل واحد فيكم اموره كويسة
كانت تقى تبكي أثناء حديثة وحينما انهي جملته قالت بصوت ضعيف...
-وانا ياأدم
إشتد وجهه ليقول..
-معاكي ولادك ياتقى هياخدو بالهم منك
وانا مش هغيب كتير
لينظر أدم لشَريف الصامت ويتابع الحوار بملامح مبهمة...
-شوف هتتجوز امتى وقولي..انتا هتكون المسؤول قدامي عن امك واخواتك ومراتك..ومتنساش الإتفاق الي بينا
ثم وقف وسار لغرفتة بصمت..تاركا الجميع يُعاني حالة صدمة وحزن..بعكس تقى التي ادركت أن عمق الفجوة بينهم اتسعت لدرجة ان أدم بات يحاول الإبتعاد عنها بكل مايملك..ويرفض وجودها بأي شكل من الأشكال...وقسى قلبه من جديد
لتقف من الطاولة وتتبعه سريعًا تحاول أن تجعله يلغي تلك الفكرة من رأسه ويظل معهم
دلفت مُباشرة للغرفة لتجده يُمسك هاتفه ويتشاغل به عنها..لتقول متوسلة...
-أدم متعاقبنيش بالطريقة دي..عمرك مابعدت عني
جاي بعد العمر دا كله وتبعد
تجاهلها أدم وشد قبضته علي الهاتف لتجلس جواره واضعه يدها علي كتفه قائلة..
-حبيبي عشان خاطري متعملش كدا أنا مقصدش
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
قاطعها وهو يبتعد عنها قائلا بحده..
-عشان عمري مابعدت عنك ودايما ملازمك ومحاوطك بدأتي تشوفيني شيئ عادي موجود في حياتك..يزعل يتفلق تهمليه عادي
ليُكمل بنبرة قوية ذكرتها بسنوات طويلة ماضية..
-وادم الصياد مش شيئ وخلاص..مش انا ياتقى صدقيني3
حاولت الإقتراب منه باكية..
-والله ابدا..انتا كنت واخد مني موقف لمجرد اني عايزة ابني جنبي ياادم..انا أم ومستحيل اقدر اعيش مرتاحة طول ماابني بعيد عني
أشاح ادم بوجهه عنها ليقول بجمود..
-انا هسافر بعد خطوبة وجودي وهرجع تاني
انا محتاج وقت لنفسي..مش هفضل طول عمري عايش للكل إلا نفسي دا قراري
ثم اتضجع علي الفراش علي إستعداد النوم
بينما هي جالسة كالقرفصاء أمام الفراش تطالعه بصدمة وألم..وهي تسأل نفسها..هل انتهي حبها من قلبه لهذة الدرجة..لم يعد أسير لحبها!
لم يعد ذاك المهووس الذي لا يقوي علي الحياة دونها
أعاد القاسي من جديد !
شحب وجهها وهي تُدرك..أن عاد قاسي من جديد لن يُحبها..ابدا
***
رواية رُدقلبي
الحلقة الثالثة والعشرون
" شعور متناقض"
.................................
تجمعت العائلة في يومهم المعتاد للتجمع يوم الجمعة في منزل رجال العائلة..وكان التجمع هذة المرة عند جلال..ليأتي ناجي ومحمد وإسماعيل وشقيقاتهم وأزوجهم
وايضا شباب العائلة..رامي ورجاء وهالة وخالد
وبالطبع سارة وفاتح..ولأول مرة منذ خطبتهم يذهبوا لذاك التجمع مُتفقين..ولكن ندمت سارة علي قرارها بأن تذهب معه حالما رأت نظرات رجاء ووالدتها وهالة
كان الحقد يقفز من أعينهن وخاصة رجاء التي لم تمنع ملامحها الكارهه من الظهور
كادت تلتفت وتخرج من المنزل إلا انها شعرت بيد فاتح تعانق يدها هامسا...
-رايحة فين
نظرت له سارة بملامح متوترة ونظرت لرجاء من جديد وهي تخشى ان تفتعل معها شجار..ولكن فاتح لم يفهم أشارتها وسار بها حيث الشباب ليُلقي تحيته
ليجيبه رامي وخالد بينما هالة ورجاء تجاهلوه كُليا..
ليقول خالد مازحًا ...
-العريس المفقود..سارة خطفتك فين
انكمشت سارة في مقعدها وهي تُهيئ نفسها لجرعة التنمر التي اعتادتها منهم..ليقول فاتح
-لا مخطفتنيش انا الي خطفتها
تحدثت رجاء بحقد واضح...
-لا لو علي الخطف فا دي لعبتها..سارة معروفه بخطف الرجالة تقريبا
تحدث خالد بسخرية...
-علي الهااادي..وهاا قد بدأ العرض
تمالكت سارة أعصابها وكادت ترد ولكن قبض فاتح علي كفها وتجاهل كلمات رجاء لينظر لرامي قائلا...
-عمتي أمنية عاملة ايه يارامي سمعت انها تعبانة
تحدث رامي الصامت علي غير عادته..
-الحمدلله بقت كويسة..بس مقدرتش تيجي معانا
همهم فاتح داعيًا..
-ان شاء الله ديما تكون بخير..وصلها سلامي يارامي
حرك رامي رأسه بشرود وظل علي صمته
لتقول هالة بسخرية..
-طمنينا عليكي ياعروسة..ساكتة ليه
اوعي تكوني مكسوفة
كتمت سارة حنقها من تلك الثُعبانة التابعة للرجاء
لتبتسم إبتسامة صفراء وتُمسك بمرفق فاتح قائلة..
-انا زي الفل ياهالة..طلعت الخطوبة حلوة جدا
ولا ايه يافاتح !
إبتسم فاتح علي مقصدها في إغاظة رجاء بواسطة الرد علي هاجر ليقول..
-صح جدا
فلتت شهقة حزينة من رجاء وهي تطالعهم بغضب
لتقف سريعا تخرج من الغرفة تحت نظراتهم..لتنقلب نظرات سارة لشفقة عليها..ولكن فاجئتها رجاء عندما رجعت لتقف أمامها وترفع يدها عاليًا تصفعها بكل ماتم من قوة هاتفة بحقد...
-ياخطافة الرجالة ياحقيرة...انا هوريكي
انتفض فاتح ورامي سريعًا عقب تلك الصفعة..بينما التفت وجه سارة للجهة الأخري بصدمة ليصرخ فاتح بغضب...
-رجاااء
ليهتف رامي بحدة لرجاء المُنفعلة وهالة التي تُمسك بيدها تُساندها....
-انتي اتجننتي ازاي تمدي ايدك عليها
وايه خطافة رجالة دي ..ايه التخلف دا
كانت رجاء في أشد حالاتها جنونًا...
-ااااه مالازم تدافعلها ياسي رامي..مامرات ابوك خطافة رجالة زيها بالظبط..بس امنية هانم خطفت الأب وابنه1
شهقت هالة..بينما حدق اليها رامي بعدم فهم ليقول بحدة..
-ايه الهبل دا ازاي تتكلمي علي امي كدا
-مش لما تكون امك الأول
صُدم الجميع وأتي كِبار العائلة ليسمع ناجي آخر ماتفوهت به رجاء ليهتف بحدة..
-رجاء
إلتفتت صارخة بهم بجنون..
-محدش يقول رجاء..كلكم سكتوا لما فاتح كتب كتابة علي خطافة الرجالة وكلكم عارفين اننا كنا بنحب بعض وكان هيتجوزني..وباركتولهم ولا كإن الزفتة دي مكتوبة علي اسمه..فاتح كان حقي انا..وطالما انتوا مجبتوليش حقي انا هطربقها علي دماغكم كلكم
ليصرخ بها أباها إسماعيل بقوة..
-اخرسي يارجاء واكتمي بوقك دا
صرخت بقوة أكبر حتي بح صوتها..
-لا مش هسكت..انا هندمكم كلكم
لتنظر لرامي ساخرة..
-ياحرام رامي الي فاكر ان امنية خطافة الرجالة امه
-وكلنا عارفين ان ابن طنط بدر..وهو الوحيد المُغفل الي فينا ومش عارف حاجة
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
شهق الجميع وإقترب منها والدها ليصفعها ولكن فلتت منه سريعًا ناظرة لخالد...
-وانتا ياخالد يالي ماسكلي في ست رهف بتاعتك
امك وابوك مخططين يجوزوك هالة لما تخلص جيشك
هالة الي ماشية مع رامي اصلا
شهقت هالة وشحب وجهها وكذالك خالد الذي استنكر حديثها ونظر لأباه بإتهام..ليصرخ اسماعيل بغضب...
-رجاء قسمابالله ماهرحمك
لتهتف والدتها بقلق..
-ماخلاص بقا يابنتي يلا نمشي
بكت رجاء هاتفة بحدة...
-لا لسه موصلناش لست الحُسن..العيلة الي مكملتش ١٩سنة وخطفت راجل اكبر منها بعشر سنين بحالهم
الي كنا بنقول عليها مسترجلة وبتجري ورا الهبل
طلعت ماية من تحت تبن وطلعت بتلف الرجالة حوالين صوابعها2
نظر محمد لإسماعيل هاتفا...
-لم بنتك يااسماعيل انا ساكت عشان خاطرك
اتجه اسماعيل لرجاء وجذبها بقوة قائلا..
-انا هعرف اربي بنتي..تصبحوا علي خير
لتتبعه زوجتة بخوف..وليتجه محمد لسارة الباكية ياخذها تحت ذراعه ويخرج من الغرفة..ليتبعهم الجميع ليتبقي رمي وناجي فقط..وكلاهما صامتين شاحبين..
ليقول رامي ببطئ..
-ايه معني الكلام دا
تنهد ناجي بتعب وقلق..
-رامي افهم بس...انا مرضيتش اقولك عشان خاطر امنية متتجرحش بس فعلا انتا إبن بدر
زاد شحوب الأخر وقبض علي يده هامسًا بهدوء غريب..
-بدر دي الي انتا بتخون ماما معاها ومسميها علي موبيلك بدر البدور!
همهم ناجي موضحًا..
-انا مبخونهاش..بدر مراتي وامك
امنية ربتك لما اتطلقنا انا وبدر..وانا اتمسكت بيك وفضلت معايا وبدر سافرت بره..واتجوزت امنية وكانتلك الأم...بصراحة عاملتك احسن ماكانت هتعامل ولادها..بس بردو انتا إبن بدر..امك كانت عايزن تشوفك من أول مانزلت مصر..بس انا مقولتلكش عشان عارف ان امنية هتتأثر وانتا كمان كنت صغير ومش هتستوعب الموضوع..حقك تزعل بس فعلا الموضوع اصعب من انه يتبرر ..امك عايزة تشو..
قاطعة رامي وهو يسير نحو باب الغرفة...
-اتأخرنا علي امي..أمنية..انا مروح اتعشى معاها عشان متتعشاش لوحدها
وخرج بصمت غريب جعل ناجي يتطلع الي اثره بدهشة واستنكار..ماتلك ردة الفعل العجيبة..لم يهتم بسيرة بدر
لم يسأل عنها..وكل ماكان يُشغل حديثة أمنية
لقد ظن ان أمر مواجهة رامي صعب..ولكنه بات غريب أكثر
بينما كان محمد يضع بعض الثلج علي وجنة سارة وقد طُبعت انامل رجاء عليها من شدة الصفعة
كانت دموعها تتوالي وقد جُرحت كرامتها وقلبها في آن واحد..وصمت فاتح لم يُساعدها ابدا
بل شعرت بالبغض نحوه لأنه لم يُدافع عنها مُطلقا
بل صمت..وكأن ماتقوله رجاء صحيح وأنها سرقته بالفعل
كان فاتح يقف خلف أباها ويطالعها بصمت
وقد التقط نظراتها المُتهمة الكارهة في الحال
ليتنهد بثقل وينظر لوجنتها بغضب من رجاء
وحسم أمره بأخذ حق الصغيرة من الأخري
سارة لا تستحق الأذى ابدا
***
بدأت أجواء خطبة جودي وصالح في هدوء ورُقي جميلان..كما ان جودي في ثوبها الأبيض البسيط وحجابها الأزرق الداكن مع حُسنها وصالح ببذلته الرسمية وملامحه الجذابة الخشنة كانا يُشكلان ثُنائي رائع وراقي
كان جميع العاملين لدي صالح وزُملاء جودي ايضًا
والأقارب والأصدقاء..حتي أن جواد وزوجتة مريم وإبنتهم ماريانا وشقيقها التوأم مُراد قد حضروا صباح اليوم ليحضروا خطبتها
الجميع كان هانئ ومُنسجم فيما عدا أربع أشخاص
تقى التي تقف جوار إبنتها بإبتسامة زائفة وعيون دامعة من الحزن..وريشة التي تقف في ركن بعيد تُتابع تلك الأجواء الغريبة عليها كُليا وتشعر بالوحشة معهم
وسيدرا الواجمة التي تجلس جوار والدها وتكتم حزنها بصعوبة بسبب سفر والدها صباح الغد
وتلك العيون التي تقف علي بُعد تطالع صالح بصمت
لا تدري مالذي اتى بها في هذا الوقت
ولكنها أرادت ان تُهنة لخطبته وتُريه أنها قوية..عادت بعد إنكسارها..رغم عدم إلتأمها بعد إلا انها أرادت الحضور اليوم لأجله تحديدًا
كان صالح يُصافح المُهنئين ببسمته الدبلوماسية
وشعور الثقل لم يغادره..رغم تلك الجميلة التي تقف جواره في أبهى صورها إلا انه يشعر بفراغ داخلة1
ولكن ثقل تنفسه وهو يراها تقف أمامه..تقف بثقة وبسمتها الرائعة وكفها الأبيض ممدود له وينتظر أن يضم كفه لينقل له لعنتها..كانت هى
ليلة بكامل بهائها وجمالها..ولكن ليست تلك الليلة الغائمة الحزينة..كانت ليلة رائعة مليئة بالنجوم والقوة..ليلة برياح هادية جميلة..لتقول تنتشله من صدمته وتأمله لها...
-الف مبروك ياباشمهندس صالح
همس صالح بصوت أجش مثقول..
-ليلة
كانت همسته غريبة جعلت جودي تنتبه لتلك النبرة وتنظر لتلك الفاتنة التي تمد يدها الي صالح ولازال صالح لم يصافحها..ولكي لا تحرجها أكثر من ذالك
صافحتها هي ببشاشة قائلة..
-ليلة ازيك
ازاحت ليلة عيناها من تواصلها مع عيناي صالح لتبتسم بهدوء...
-الف مبروك ياأنسة جودي..فرحتلك جدا
تستاهلي كل خير
-الله يبارك فيكي يارب عقبالك
همهمت ليلة شاكرة وسحبت يدها منها لتُمسك بحقيبتها وتفتحها وتخرج عُلبتين إحداهما سوداء والاخرى بيضاء..لتمد يدها بالبيضاء لجودي قليلة..
-هدية صغيرة عشان خطوبتكم مبروك مرة تانية
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
اخذتها جودي شاكرة برقة..بينما نظرت ليلة الي صالح الذي لازال يحدق بها بشرود تائه باسمة..
-اتفضل دي هديتك
أخذها صالح وقد أجلى حنجرته ليقول..
-شكرًا
اهدته إبتسامة ناعمة وسارت من امامه تختفي بين الجموع..كاليلة جائت من الأحلام وتسربت من بين عيناه من جديد
كاد يلحق بها ولكن نظر جواره الي جودي وحدق بخاتم خطبتهم في إصبعه ليتذكر وضعه..ويتذكر عهده مع نفسه..في هذه اللحظة شعر انه مُكبل بأغلال قاسية وقلبه يطرق بعنف كلما تذكر طيف ليلة
شعر بإختناق ليُبعد ربطة عنقه قليلا وعيناه تبحث عنها وشيطانه يهتف..أذهب اليها والحق بها
اذهب اليها وعانقها وعبر عن شعورك المتناقض
عبر عن ذاك الشوق الذي يضرب قلبك
عبر عن ذاك الدفئ الذي يسري بأوردتك كلما رأيتها
اذهب ومُت بعيناها الرائعة..اذهب قبل ان تضيع من بين أناملك كالرمال الهاربة
وجزء من تعقله يُثبت قدماه بالأرض..إنتظر حتى أتي اصدقاء جودي ليُتمتم مستأذنًا ويتبع شيطانة ويسير باحثًا عن ليلة..يبحث وجزء منه يتمنى لو أنها تركت الحفل وذهب..وجزء أكبر يتمنى رؤيتها
لتستوقفه والدته قائلة بإبتسامة..
-رايح فين ياحبيبي
هتف صالح بعجالة..
-ثواني بس ياامي اشوف حاجة بس وهرج
وسار يُكمل بحثه عنها ليجدها بعد بحث دام لدقائق
تقف بعيدا عن الحفل وقد كانت تسير ذاهبة..ليهتف بنبرته الغريبة علي اذنه قبل اذنها..
-ليلة
وقفت فورا حينما سمعته..لتلتف اليه بدهشة ليقترب منها قائلا بإنفعال..
-كنتي فين !
ارتفع حاجبها بعدم فهم لتقول..
-نعم..كنت فين ازاي
-كنتي فين كل دا ياليلة اختفيتي فين
وراجعة دلوقتي ليه
شهقت بتعجب وهي تجذب غرتها بعيد عن عيناها لتقول..
-بتلومني اني جيت مخصوص من دبي عشان خطوبتك..ايه معني كلامك دا
زاد إنفعاله ليُمسك بمرفقها ويهزها بحدة..
-راجعة ليه ياليلة وجيتي ليه هنا
انتي عايزه مني ايه بالظبط فهميني
طريقة حديثه كانت غريبة وهمجية ومُشتتة لدرجة جعلتها في حيرة من امرها
إنفعلت هي الأخرى وحاولت تتملص منه..
-انا مش عايزة منك حاجة جيت أباركلك وبس
مظنش ان دا غلط ...وطالما وجودي مضايقك انا كدا كدا راجعة دبي بكرة
خفت قبضته علي يدها وهو ينظر اليها بتشتت والصراع داخله يرهقة وحديثها عن سفرها جعله يهتف بجفاف..
-فعلا وجودك مضايقني..وجودك قدامي دلوقتي مضايقني..متحاوليش تظهري قدامي تاني ياليلة
مش عايز اشوفك ولو صدفه
إبتلعت ليلة كبريائها وشمخت برأسها هاتفة بغضب..
-وانا كمان مش عايزه اشوفك..وندمانة اني جيت
ارجع لخطيبتك
وإلتفتت لتُغادر..ولكنه جذبها ليعانقها بقوة جعلتها تشهق بصدمة وتيبس جسدها المضموم لجسده
بينما صالح يحاوطها بقوة غريبة ووجهه مدفون في كتفها ويغمض عيناه بقوة..يعلم انه يُخطئ..ولكن ليكون العناق الأول والأخير لليلته
ولكن همستها المصدومة المتقطعة جعلته يُفلتها سريعا كالملسوع...
-ص..صالح
عاد لتعقله وثقل تنفسه ليمسح علي وجهه هاتفا بحدة وهو يدور حول نفسه..
-انا ايه الي بعمله دا
لينظر لتلك المشدوهة التي تنظر له بعدم استيعاب ليقول محاولا الهدوء
-امشي ياليلة امشي حالا
كانت مصدومة ومتوترة ولا تفهم اي شيئ
لا تفهم نظرته الغريبة او عناقه لها..كيف يجرؤ علي لمسها من الأساس لتهتف بحدة...
-انتا ازاي ت..
هتف بها بقوة اجفلتها وهو يدفعها لتبتعد...
-امشي ياليييلة امشي
دمعت عيناها بقهر والتفتت شبه راكضة بعيدًا عنه
بينما هو شعر بركلة حادة في قلبه ومسح علي خصلاته بقوة يشدها وقد تذكر جودي..خطيبة المتروكة علي بُعد امتار منه
ليستغفر الله ويلتفت يعود اليها ولكن تلك الواقفة خلفة تطالعه بنظرات مصدومة مستنكرة ومستحقرة ايضًا جعلته يُدرك كم الخطئ الذي ارتكبه في الحال
***
رجع رامي الي البيت ولم يستخدم مفتاحه هذة المره
بل طرق الباب بملامح خالية من اي تعبير
ليسمع خطواتها وتفتح له بملامحها الشاحبة
لتبتسم قائلة..
-نسيت مفتاحك تاني !1
همهم ودلف ليقول بهدوء لم تعتاده..
-لأ معايا
ليسير لداخل المنزل وتتبعه امنية لتقول..
-اتعشيت مع عمامك
هز رأسه نافيًا ليقول بعد صمت..
-هو انا مش شبهك ليه !
عقدت حاجبيها بعدم فهم..
-مش شبهي ازاي ..
تحدث وهو يكتم إنفعاله..
-ولا حاجة ..اتعشيتي !
ذهلت امنية في غرابته ولكن اودعتها أنه لربما تشاجر مع أباه لتقول...
-لا مليش نفس ياحبيبي..بس لو هتاكل هقعد معاك
وبالفعل حضرت الطعام سريعًا ودعته له
لتجلس ويجلس هو الأخر لتبدأ في وضع الطعام في صحنه كما إعتاد وهو يفكر في السنوات الماضية
مدى اعتنائها به خوفها عليه..محبتها له..دعواتها التي تُنقذه من البليِة ..ومن كل شر..امنية كانت أم حقيقية
ليقول ناظرًا لطبقة..
-انتي امي حتى لو مجبتنيش من بطنك
بس هفضل طول عمري عارف انك انتي امي
ولو الإنسان بيختار امه كنت هختارك بردو
صمت..وصمت..وصمت..حتي سمع شهقة باكية خرجت منها لينظر اليها ليجدها تكتم بكائها بصعوبة وتهمس بعذاب...
-انتا عرفت
كم ألمه قلبه حينما رأي الألم والعذاب علي وجهها
لم يكفيها ألم خيانة أباه..بل ومعرفته بالحقيقة
هز رأسه بإيجاب وعيناه تدمع والغصة تؤلم حلقه..
-اه عرفت
شهقت بقوه تبكي بإنهيار هامسة..
-كنت عارفة ان اليوم دا هيجي..بدر جت وخدت كل حاجة تاني..ابوك بيقتلني بيك
وقف رامي واتجه لها ليركع أمامها باكيًا هو الأخر ليقول بصوت مبحوح..
-امي متعيطيش انا ميفرقش معايا كل دا
انتي امي..الي ربتني وشالتني وخافت عليا كل السنين دي..انا معرفش أم غيرك..ولا عايز اعرف
صارت تحرك رأسها نافية وبكائها يزيد بجنون حتى بات صراخ عالٍ..ورامي بحاول تهدئتها ولكن امنية فقدت السيطرة تماما وبات الهذيان يلاحقها
وبدأ اكتئابها يبتلعها وكلما تألمت تصرخ أكثر بفزع وألم...ورامي يجلس أمامها يبكي كاطفل خائف ويحاول ان يعيدها لرشدها
ليدخل ناجي سريعًا ويرى امنية بتلك الحالة
وهي. تحرك رأسها وتبكي صارخة وهى بعالم أخر ليصرخ به رامي...
-كلم حد من المستشفي كلم الإسعاف بدأت تتشنج بسرعه
زاد فزع ناجي ليخرج هاتفة ويطلب عربة الإسعاف
ولازال رامي يمسح علي رأسها ويقرأ ماتيسر من القرآن..وناجي يحادث المشفي
لتفقد امنية وعيها وقد خارت قواها وبهتت روحها
ليزداد فزع رامي وهو يهتف بكلمة خرجت من أعماق روحة حتي لو لم تكن صحيحة هتف ب "أمي"
***
لحلقة الرابعة والعشرون الجزء الأول" كوني أكثر تعقلاً"
..................................
عزيمة كبيرة فعلتها تقى وجمعت بها عائلة جواد وعائلتها وايضا ريشة التي اضحت فردًا منهم..وبعثت تقى دعوة لصالح ولكنه رفضها بتهذيب متعللاً بعمله
ولكنها كانت عزيمة ثقيلة علي قلب ريشة وروحها
إبتلعت رمقها بصعوبة وهى ترى مريانا تُمازحة وهو يستقبل مُزاحها بسعة صدر..بينما هي تجلس في مقعد بعيد علي طاولة الطعام تنظر لصحنها بصمت
لتسمع مريانا تقول بعربيتها الضعيفة..
-شَريف متحاولش تغلبني في الأكل بسرعة..دي مُشكلتي مع مامي
تحدثت مريم باسمة بإقتضاب ناظرة لجواد..
-اتفضل بعد ماكانت بتقولي هتتغير اهي مبسوطة انها بتاكل زي الهمج
ضحك جواد قائلا وهو يخص صغيرته بنظرة حنونه..
-طالما بتعمل كدا معانا ومش قدام حد سيبيها يامريم
هزت مريم رأسها بلا فائدة بينما صرخت مريانا بحنق قائلة..
-شَريف بطل تحط الحاجة الخضراء دي في أكلي
ثم هتفت بتقززThis is disgusting
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
ضحك شَريف ورفع كتفيه ببرائة
-الله مش بهتم بصحتك وعايزك تاكلي بسلة ترم عضمك كدا ياحبيبتي
ضحك البعض بينما رفعت وجهها تحدق به بصمت
والشحوب يزحف لبشرتها وزاغت بعيناها وعقلها يُكرر
حبيبتي
حبيتي
حبيبتي!!2
يقول لإبنة عمه حبيبتي..ويُمازحها بتلك الطريقة اللطيفة
يعبث بخصلاتها الصفراء ويداعب وجنتها بشقاوة
يضع أمامها حبوب البازلاء ويضحك بخفوت
مريانا وشَريف كانا نجمين طاولة الطعام..وكم بدو يليقان ببعضهما بشدة..مريانا بجمالها ورقتها التي تُذيب القلب
وشَريف بوسامتة وحسه الفُكاهي
دمعت عيناها وتضخم حلقها بغصة صعبة مؤلمة
واستمرت بتقليب طعامها بصمت ولازال شَريف ومريانا يتحدثان بصخب وضحك1
شعرت ريشة بنظرات مُسلطة عليها لترفع وجهها وتجد ادم يحدق بها بصمت غريب..ازاحت عيناها عنه بتوتر وضغطت على كفها تهون عليها ذاك الإرتباك الغريب الذي يقتحمها من كلما نظرت لوالد خطيبها
تنحنح ادم بين الجميع ليقف قائلا..
-انا هقوم اقعد في الجنينة شوية
لينظر لجواد قائلا..
-خلص الاكل وتعالى عشان نرتب سفري بكرة
ثم وجه حديثه لريشة قائلا..
-خلصتي أكل !
انسحبت انفاسها وحركت رأسها بإرتباك مُتمتمة.
-اه اه خلصت الحمدلله
-طب تعالي ورايا ..نلعب دور شطرنج علي ماعمك جواد يخلص يلا
دُهشت..ولم تكن الوحيدة بل أن جميع الجالسين دُهشوا مثلها وخاصة شَريف الذي رفع حاجبية..لينظر الي والدتة
ليجدها دامعة شاردة..تنظر لطبقها بصمت وكتفيها مُنحنيان وكأن عليهما جبال من الهموم والألم
ليترك شوكته وقد انسدت شهيته فجأة
بينما تابع بعيناه سير ريشة خلف والده..وأدرك خوفها من قبضتها التي تضمها بقوة..مما تخاف تلك الفتاة !
تحدثت مريانا بصوت منخفض..
-حبيبتك شكلها غريب ياشَريف
رفع حاجبه متسائلا..
-غريب ازاي !
رفعت كتفها قائلة...
-ساكتة..حزينة مبتتكلمش..اممم عادية جدا
مكنتش فاكراك هتحب واحدة زيها
همهم شَريف ولم يُجيب علي كلماتها..بل ان عقله منشغل بما سيقوله والده لريشة..لما تقبلها هكذا فجأة
صار يوجه لها حديث..ويخبرها ان تشاركة اللعب ايضًا
ماخطة أدم الصياد نحوها..ايحاول اقناعها بالمغادرة !
هكذا فكر شَريف وعيناه تحترق بغيظ من والده
وطاقة عدائية غريبة تزداد داخلة..طاقة يود لو يفجرها دون تردد..
استفاق من شرودة على وقوف جواد مستأذنًا ليُجري مكالمة..لتنفجر تقى باكية حينما سألتها مريم "مالك"
كانت تبكي بخفوت وجسدها يرتعش بقوة..وخالتة مريم تربت علي ظهرها مُتمتمة بلين..
-كفاية ياتقى هو مش مهاجر دا مسافر معانا كام يوم وراجعلك..وبعدين ماجواد كمان هياخد اجازة شهر وهيسافروا المزرعة..انا معملتش كدا ليه !
تحدثت تقى بألم ولازالت تبكي..
-عمره مابعد عني اكتر من يومين تلاتة ..اكتر مره بعد فيها لما غاب اسبوع وانا حامل في سيدرا..وكان بيجي يطمن عليا وانا نايمة..ادم مبقاش يحبني يامريم
نفت مريم وهي تُبرر قائلة..
-ايه الي بتقوليه دا لا طبعا..ادم عمره مااخد أجازة ف..
قاطعتها تقى بعذاب وهي تطرق رأسها..
-فا قرر ياخد أجازة مني ويجرب حياته من غيري
انا زعلته وهو قرر يعاقبني بطريقة قاسية اوي
تحدثت سيدرا التي وقفت من الطاولة...
-بابا قرر ياخد أجازة لما لاقي ان اهتمامه بقا ملوش لازمة
وان مفيش مقابل للي بيعمله..ولما ملقاش المقابل قرر ميديش..راجعي نفسك وشوفي انتي بتاخدي منه ومبتديش غير اللوم بقالك كام سنة3
هتف شَريف بحدة..
-سيدرا
وكأنها انتظرت هتافة الحاد لتنظر له ساخرة وتهتف بقوة..
-حبيب ماما كله بسببك انتا..بابا هيسيب بيته وشغله وهيروح بعيد بسببك انتا وماما..وبعدين انا اختك الكبيرة متحاولش تستخدم النبرة دي معايا1
زاد بكاء تقى لتهتف مريم بضيق من حدة سيدرا..
-اظن ان مفروض متدخليش في الي بين ادم وتقى
ملكيش حق تقفي وتحاسبيها كدا انتي بنتها مش امها
تجاهلتها سيدرا وسارت لغرفتها دون حديث لتتنهد مريم بحدة قائلة...
-بنتك بقت غريبة ياتقى كتر قعدتها مع ابوها بقت مغرورة وفظيعة زيه..مكانش ناقص للعيلة حد قليل الذوق تاني3
زمجرت حودي بحدة هاتفة..
-بابا مش قليل الذوق
ثم وقفت وذهبت الي غرفتها هي الاخري
والضيق يحتل وجهها..لتصبح طاولة الطعام فوضى
قلبت مريم عيناها وربتت علي كتف تقى هاتفة..
-ااه ربنا يكون في عونك ياتقى والله عايشة مع نُسخ صغيرة من جوزك
المهم متزعليش
لتنظر لشَريف باسمة..
-انتا الي عاجبني في البيت دا..ماتيجي تعيش معانا احسن
هتفت مريانا بإعتراض..
-لااا شَريف خنيق يامامي..لما بخرج البسي دا ومتلبسيش دا..حقيقي austere
ضحكت مريم ليقول شَريف بخشونة..
-دي رجولة يابنتي ولاد بلدك دمهم حامي1
مسحت تقى دموعها لتبتسم بشحوب..
-من شابه أباه
صمت شَريف وهو يتسائل هل يشبه اباه
هل يشبه الصياد بأي شكل من الأشكال !
***
تنفست غزال بحدة وهي تقف في المشفي تكتف يدها..للمرة التي لم تعد تحصيها اتصلت بعبيده والأخر لا يرد عليها اطلاقا..منذ اول أمس وهو يتخذ منها موقفًا عدائيًا..وقد نشب الخلاف بينهم وهو يوصلها بعدما غادرت ريشة وخطيبها الوسيم
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
استرجعت الخلاف الذي حدث معهم وهو يرص علي أسنانه بغضب قائلا...
-انتي ايه الي عملتيه دا..ايه طريقتك دي مع ريشة
بتعملي معاها كدا ليه
تنفست بحدة لتقول..
-البت دي انا مش طيقاها اصلا ومش شايفة ان انا اتعاملت معاها بغرابة
أغمض عيناه بقوة يكظم غضبه ورفع يده يضعها خلف رقبته..
-الإستصغار الي عاملتيها بيه دا..او بمعني اصح الإستحقار..والتقليل منها قدامي وقدام خطيبها رغم انها في مقام اختك
دي طريقة مش غريبة !
رفعت غزال رأسها بغرور هاتفة..
-لا دي مش اختي..دي الخدامة الي كانت شغالة عندي
وانا بعاملها زي ماتستحق انتا مش عارف حاجة
تجعد وجهه بغضب أكبر ليقول بعد صمت..
-تمام اقعدي مع نفسك وفكري كلامك دا..لما تحسي بغلطك كلميني عشان تعتذري عن التفكير المتخلف دا
اندفعت الدماء الي رأسها لتهتف بحدة.. ولكن إج
-انا متخلفة ياعُبيده..بتشتمني عشان دي !
-قولتلك تفكيرك متخلف..مشتمتكيش..والبتاعة دي بني ادمة زيك واسمها ريشة..وكلمة زيادة ياغزال صدقيني هتندمي
صمتت غزال وهي تكاد تموت غيظًا من كلماته المستفزة
وتجاهلته تماما ولم تُحادثه..ليُفاجئها بتجاهله هو الأخر
مما زاد غضبها وغيظها منه..ولكن تسرب الخوف داخلها
علاقتهم لازالت كالغصن الأخضر من السهل كسرها
وبعدما حادثت رغد تسرد ما حدث بكامل غضبها
لتقول رغد ناصحة اياها ان تنحني للموج حتي تنتهي زوبعة الخلاف..عليها ان تُتظهر اكثر تعقلا ورفق
ولا يجب ان تنفرها منه بتلك الطريقة..لتصمت غزال وتسمع كلماتها بتأني وتفكر بها
لذالك حاولت الإتصال به كثيرًا ليُجيب اخيرًا ولكن إجابات باردة خالية من اللين او الإهتمام بل اكتفي بقول..
-هتكلمي ريشة وتعتذريلها ياشروق
هتفت بعِناد وقد غضبت من جديد لتهتف بصوت مرتفع..
-ماعاش ولا كان الي يخليني أعتذر..ولا حتى عشانك
كانت ثورتها تلك سببًا ليقول بهدوء ومن ثم يتجاهلها تماما..
-تمام متتصليش بيا تاني غير لما تعرفي غلطك وتعتذري
ليغلق الهاتف بعدها بينما هي شخص بصرها بقوة
ويدها تُمسك بالهاتف بعنف هامسة بغل..
-ريشة ريشة ريشة الله ياخدك ياشيخة
لتُمسك بالهاتف وتتصل برغد صارخة وشاكية ماحدث
لتؤنبها رغد علي كلماتها المندفعة وتعلمها بما عليها فعله وتمتص غضبها وعنجاهيتها الغير مُبرره
لتحاولش غزال ان تتصل به من جديد
ولا لا فائدة..لا يُجيب..حتي أن والدها استفاق من وعكته ولكن كانت صحته متدهورة أثر إهماله في تناول أدويته
إستفاقت من شرودها وهي تراه قادمًا ومعه أورق مؤشرات صحة السيد كامل لتسير جواره هاتفه برفق..
-عُبيده لازم نتكلم وو
استمر بتجاهلها ودلف الى غرفة كامل وأغلق الباب
لتشيح عيناها بحدة وتدلف خلفة..ليقابلها وجه كامل المُرهق لسأله عُبيده باسمًا..
-صحتك عاملة ايه دلوقتي ياحج
حرك كامل رأسه بتعب وأردف بصعوبة..
-الحمد..لله..بخير
-تستاهل الحمد ديما..قولي في حاجة معينة وجعاك دلوقتي..حاسس بإيه
نفي كامل وأغمض عيناه ليرتاح قائلا..
-انا كويس مش حاسس بحاجة..بس عايز اطلع من هنا وارجع بيتي
كاد عُبيده يجيبه ولكن أسرعت غزال تقترب منه وتُمسك يده قائلة برفض..
-لا يابابا مينفعش لما نطمن علي صحتك نبقا نشوف موضوع دا
لم يجادلها كامل بل حرك رأسه بإستسلام تام
واغمض عيناه بسكينة جعلت عُبيده يتوجس
ليقترب منه قائلا..
-متأكد انك كويس ياحج !
همهم كامل وهو يتحدث بلسان ثقيل..
-اه محتاج انام بس
همهم عُبيده بإيجاب واستعد ليخرج من الغرفة بعدما وضع له "محلول" يساعده في إستعادة وعيه
وخرج متمنيا له صحة أفضل..لتتبعه غزال بإلحاح قائلة...
-عبيده استنى عايزاك
ليلتفت اليها قائلا بهدوء....
-نعم
تنفست بحدة قبل ان تقول بلين..
-عُبيده انا أسفة..مقصدش ازعلك ولا اضايقك مني
لكن انا متعودش حد يجبرني علي حاجة
لم يتحرك لنبرتها الناعمة تلك بل هتف بجمود..
-هتعتذري عن غلطك
إقتربت منه مُمسكة بيده بلهفة..
-انا اعتذرتلك اهو وبقولك تاني انا اسفة و..
قاطعها بحدة..
-غزال انتي فاهمة بتكلم عن ايه..بقولك اعتذري لريشة علي غلطك فيها
عضت علي شفتيها بقوة هامسة..
-طب هبقا اعتذرلها واراضيها و..
قاطعها مرة اخري وهو يُكتف يده..
-لا هتتصلي بيها دلوقتي وتعتذريلها حالا قدامي
وهتعامليها بطريقة كويسة لو حصلت بينكم صدفة
ومش هتكرري الإسلوب دا تاني
شعور هائل بالإهانة اعتراها لتهتف بإعتراض..
-عُبيده متعملش كدا
رفع كتفيه قائلا بحزم وملامحة لا تُبشر بتراجع..
-ليكي الحرية توافقي او ترفضي
زي ماانا ليا الحرية اكمل حياتي مع واحدة عاقلة واكون مرتاح لطباعها او لأ..فاهمة ياغزال
وصلها تهديدة الصريح لتبتلع غصة بحلقها وتقول بخفوت وقد بدأت الدموع بالزحف الي عيناها وقد كتمت غضبها بصعوبة..
-فاهمة
لتُخرج هاتفها وتطلب رقم ريشة تحت نظراته..ووضعت الهاتف علي اذنها ليقول..
-افتحي المايك
ضربة أخري لها ولكنها اطاعته ليصلهم صوت ريشة التي قالت بقلق..
-الحج كامل حصله حاجة
تنفست غزال بصعوبة وشعور هائل بالضغط يقبع علي صدرها لتقول بصوت مختنق..
-لا بابا كويس..كنت بكلمك عشان..
وصمتت لا تسطيع إخراج الكلمة لتنظر لعُبيده برجاء ولكن نظرته الجامدة جعلتها تهمس..
-عشان اعتذرلك علي الي حصل..انا..انا اسفة ياريشة
صمت تاااام خيم علي الجميع..غزال تحترق بمحلها وعُبيده يتابعها بصمت وريشة منصدمة تماما بما سمعته لتقول دون فهم..
-انتي كويسة
زادت الغصة بحلق غزال لتُهمهم بخشونة..
-بطلي رغي كتير..انا اسفة مقصدش سلام
لتغلق الهاتف فورا تحت نظراته الغير راضية
ليقول بيأس..
-مفيش فايدة..المهم انك اعتذرتي
وميتكررش تاني الي حصل ولا تفكري ترفعي صوتك عليا
كانت الدموع تحرقها بشدة..كتمتها بصعوبة غير طبيعية ليقول بنفس جمودة..
-ادخلي اقعدي ما جدك..وركزي معاه شوية..بلاش إهمال..دواه وأكله من أولوياتك بلاش انانية و..
صمت عندما رأها تنفجر باكية بقوة كاطفلة تعرضتت لتعنيف قاسي..لتضع يدها علي وجهها وتبكي بقهر وحدة كبيران..وقد انعكس ذاك المجهود عليها
في ثوان معدودة تحولت بشرة وجهها البيضاء الي حمراء من شدة البكاء..وعيناه الجميلة تلطخت بكحلها الأسود..والدموع تزداد غزارة
بدأت النظرات تلاحقهم من بكائها الغريب وكأن احدهم قد مات وتبكيه
ليهمس بلين وقد رق قلبه لبُكائها..
-غزال متعيطيش الناس بتبص علينا
تجاهلته واتجهت الي غرفة كامل وارتمت علي صدرة تفرغ كل ذاك الضغط علي صدر جدها..ليستقيق كامل علي ثقلها ودموعها..ليحاوطها ويربت علي ظهرها بصمت..دون ان يسأل او يعلم تفاصيل
بينما عُبيده يتابع مايحدث وداخله شخصان يتجادلان..واحد يؤنبه علي قسوتة معها وتلك الحدة المؤلمة وإجبارها علي مالا تريدة..وآخر يخبره انه علي صواب ..بل ويلومه علي إرتباطة من تلك المُدلله حد الفساد..وبين الشخصين كان عُبيده تائه
وتمنى داخلة لو كانت غزال أكثر تعقلا
***
رواية رُد قلبي
الفصل الخامس والعشرون الجزء الأول "دلالك مُهلك'
.................................
مسحت غزال عيناها الدامعة وهي تنظر من شرفتها عليه وهو يسير بإرهاق وقد أنهى ساعات عمله..ثمان وأربعون ساعة مضت دون ان يحادثها او تُحادثة منذ أن خرج جدها من المشفى وهما علي حالة صمت واحدة
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
لم يتحدثا بعد نوبة بكائها بل إكتفى بالتصرف بجمود غريب..إهماله لها يجعلها تود لو تركل قلبها بعنف على إنجذابه لذاك البليد..ولكن ثوان وتهمس لقلبها بلوعة
"معك كُل العذر..إنه عُبيده"
تُصبر نفسها ببعض الكلمات التي تعطيها ثقة بنفسها
ولكن مع أول رد فعل غليظ منه..تستوعب أن كل مقاوماتها الأنوثية قد تهاوت أرضًا..بل وأصبحت كـ الزجاج المُتناثر أسفل قدمي عُبيده
حبست أنفاسها وهي تراه يرفع رأسه لشرفتها ينظر لها بحاجبين معقودان بضيق..لتختبئ خلف الستار سريعًا وتطلق أنفاسها المتوترة
إتجهت لمرآتها وهندمت هيأتها سريعًا وقلبها يُخبرها انه سيطرق بابها الآن..نظرت لمُلمع الشفاه ذو اللمعة الجذابة
لتضع منه القليل على ثغرها..ثم إتجهت يدها للكحل العربي لتخطط عيناها به ببراعة
لم تحتاج الكثير لتُبرز جمالها..لتلقي خصلاتها للأمام ثم للخلف لتُعطية هيئة عشوائية ناعمة
اطلقت زفرة قوية حينما انتهت من زينتها..لتسمع طرقاته علي باب المنزل
إتجهت لتفتح الباب وهي تسير بـ بطئ مُتعمد
لتفتح الباب وتقف أمامه تحدقه بعبوس..دُهش لثوان م هيئتها الجريئة بذاك الرداء الأصفر المُلتصق بجسدها
أشاح عيناه عنها ليهتف بحدة..
-انتي اي حد يخبط بتطلعيله بالمنظر دا
زاد عبوسها لتقول بضيق..
-لا مش اي حد بطلعله كدا..انا عارفة انك انتا الي هتخبط
نظر لها عُبيده ليقول بتحذير..
-غزال لا انا ولا غيري يشوفك بالمنظر دا
وقبل ماتفتحي الباب تحطي حاجة على شعرك
تمالكت أعصابها لتلين نبرتها وتقول بخفوت..
-هو دا الي انتا بتخبط عليا عشانه ياعُبيده !
صوتها الخافت مع نبرتها اللائمة كانا عاملين مؤثرين عليه ليلين هو الأخر ورغم ذالك هتف بخشونة..
-لا مجيتش عشان كدا..جيت اطمن على الحج كامل
صحته عاملة ايه
إستندت لإطار الباب لتُغمغم وهي تحدق به..
-الحمدلله كويس..بس نايم اصحيهولك
-لا لا ملوش لزوم..لما يصحي هبقى اجي اطمن عليه
همهمت غزال لتقول برقة..
-طب ادخل احضرلك حاجة تشربها
نفى عُبيده وهو يُخرج عُلبه زرقاء مخملية من جيب سترتة الداخلية ليقول..
-مره تانية يكون الحج صاحي..امم انا جيبتلك دا
متزعليش مني ياغزال ..حصل خير
نظرت ليده المدودة بالعُلبة لثوان قبل أن تقول بدون تصديق..
-انت جايبلي هدية وجاي تصالحني !
إبتسم على صدمتها ليقول بنبرة لينة..
-لو مصالحتكيش هصالح مين ياغزالة
توسعت عيناها وهي تسمع يـ "غزالة" منه بذاك الدفئ..عُبيده يُغازلها ويحضر لها هدية دون مُناسبة !
طال شرودها به لتسمعه يقول
-يلا افتحيها شوفي هديتك
لتُمسك بالعُلبة وتفتحها لتجد خُلخال ذهبي أنيق بأجراس صغيرة رقيقة..لتشهق قائلة بسعادة..
-الله..خلخال
فرحتها الظاهرة له جعلته يبتسم برفق وهو ينظر لإنعكاس الطفلة في عيناي غزال..لينهد قائلا..
-عارف انك بنحبيهم قولت اشاركك حُبهم بهدية صغيرة
المهم متكونيش زعلانة ياغزال
رفعت عيناها عن الخلخال لتقول بنبرة ناعمة وكانت مُمتنة لتلك اللفتة الرقيقة لتقول..
-عمري ماازعل منك ياعبوده..حد يزعل من روحه
كلمات بسيطة ولكن جعلته يرتبك ويشعر بتلك الحرارة تغزو جسده ليُحمحم قبل أن يقول..
-طيب ادخلي بقى ومتنسيش لما الحج كامل يصحي تسلميلي عليه
حركت رأسها بإيجاب والإبتسامة العريضة تحتل وجهها لتقول بخفوت ناعم..
-منتحرمش ياسي عبوده
دلالها يُذيب الحجر لو أرادت..لذالك لن يُنكر تأثيرها عليه..غزال كُتلة فتنة تُضل العباد..وهو ليس بقديس أو زاهد..بل أن دلالها أوقعه بها حتى رغم ضيقة من ذاك الدلال في بعض الأحيان..ولكن حينما تبتسم وتميل رأسها وتنظى له الك النظرة التي تُشعره وكأنه الرجل الوحيد علي وجه الأرض..تصبح فاتنة
ودلالها مُهلك حتى للقديس
ليبتسم قائلا بهدوء..
-طب يلا ادخلي جوا واقفلي الباب
أطاعته برقة ودلفت وأغلقت الباب ليتنهد بقوة قبل ان يصعد باقي الدرجات ليصل الى شقته سريعًا
بينما غزال صارت تُحدق بالخلخال بسعادة بالغة
عُبيده أراد مُصالحتها وأحضر هدية ليكسب ودها
لم يتجاهل حزنها كما كانت تظن..بل جائها وطلب رضاها دون خطط او مجهود
صرخت ضاحكة وهي تقفز كـ طفلة صغيرة مُشاغبة
بينما كامل كان يسمع ضحكتها السعيدة وهو لازال على فراشه...ليتنهد بثقل مُتمتمًا لها بالدعاء
أن يُديم الله عليها سعادتها وطمأنينتها وألا ينكسر خاطرها أبدا
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
تمنى من كل قلبه ألا يكون عُبيده درس قاسي لغزال
فهو لن يتحمل أن يراها تتألم ولو بسبب شوكة
فكيف لها أن تتحمل نيران الحب..!
***
مُتسطحة علي الفراش لا تدري مالذي عليها فعله
تشعر أنها غرقت في دوامة سوداء ستؤدي بها الى الهلاك ..دوامة تُسمى شَريف الصياد1
ذاك الرجل الغريب الذي يجذبها إليه تارة..ويُلقيها بعرض الحائط تارة وفي الحالتين هي تائهة
لاتدري مالذي عليها فعله1
هل تقترب منه وتستجيب لعواطفة المؤقتة
أم تُجافيه وتعامله بالبرود ذاته ولا تُلقي له بالاً
تنهدت بثقل وهي تسمع صوت إستلامها لرسالة
وبالتأكيد كانت منن .فهو الرقم الوحيد الذي يُراسلها في تلك الساعة المُتأخرة من الليل
رفعت الهاتف وحدقت بالرسالة لتجد كلمات باردة مُختصرة يُعلن فيها عن ميعاد عقد قرانهم
"حضري نفسك عشان كتب الكتاب بكرة بليل
السواق هيجي ياخدك..هاتي حاجتك الضرورية بس "
فقط لا شيئ أكثر مجرد إعلان واهي في رسالة وانتهى الأمر..إبتسمت ساخرة وهي تلمس البرود في تلك الرسالة..البرود الذي لم يكن له وجود في آخر لقاء بينهم بعد حديثها مع والده..أدم الصياد
إسترجعت ذاك اليوم حينما أنهت طعامها وذهبت خلف أدم سريعًا كما أمرها..لتجلس على المقعد جواره في حديقة قصر الصياد
سمعت تنهيدة أدم التي شعرت بها مُثقلة ونظر حوله لإرجاء القصر قبل أن يقول بشرود..
-تعرفي ان القصر دا كان مُرعب قبل مااشوف تقى
فاضى وغريب..كانت هي الحاجة الوحيدة الي فيها الروح في القصر دا
تمتمت بإرتباك من ذاك الإعتراف الصريح..
-ربنا بخليكم لبعض..هي شكلها بتحبك
تراخت ملامحه المُشتده ليقول بهدوء..
-تفتكري !
ذُهلت من تشكيكه لتقول..
-اه طبعا حضرتك مشوفتهاش بتبصلك ازاي
كلمة بتحبك قليلة علي شعورها ناحيتك يابيه
إبتسم أدم ليقول برفق..
-ابقى حماكي وتقوليلي يابيه..قوليلي بابا زي البنات مابيقولوا..1
همهمت خجلة..
-حاضر يابابا
قطع حديثهم قدوم العاملة ووضعها لصندوق الشطرنج والأخر للطاولة..ليقول...
-تحبي تلعبي اي واحدة فيهم
نظرت للألعاب بحيرة لتقول..
-مش عارفة انا مبعرفش ألعب الإتنين
عقد أدم حاجبيه ليقول بعد صمت..
-اول ماسيدرا كبرت شوية علمتها تلات حجات
الصيد والشطرنج والخيل..كنت دايما عايزها قوية وتعرف تفرق بين أهدافها..وتحقق الي هي عايزاه ومتكونش شخصية مُترددة..الحياة بالنسبالها ياأبيض ياأسود
أضافت بتأييد قائلة..
-وواضح عليها كدا فعلا شكلها قوية جدا
تجاهل تعليقها ليُكمل بنفس الهدوء وهو يوزع الجنود السوداء على لُعبة الشطرنج...
-بعكس شَريف..دايما كان عشوائي شايف الألوان كلها
وممكن في عز الإختيارات يختار أحمر عادي
طالع لتقى..عنده للمشكلة مليون حل
بس لازم عشان ينفذ حل من الحلول دي محتاج حد يكُر الخيط منه
نظر لجنودها باللون الأبيض ليقول أمرًا..
-رصي الجنود زي ماانا راصصها
إرتبكت للحظات وهب تنظر للجنود بتركيز وتحاول توزيعهم بحسب توزيعة ليُكمل..
-وعشان انا هو شخصياتنا مش واحدة كانت أهدافه بعيدة عن الي انا كان نفسي فيه..إختياراتي ليه هو شايفها إجبار وفرض رأي..وإختياراته انا شايفاها مش مُناسبة ابدا..ومن كتر خلافتنا ساب البيت وقرر يكمل أهدافه بعيد1
عقدت ريشة حاجبيها وأخيرًا علمت سبب الأجواء المتوترة دائما بينه وبين شَريف..ولكن تسائلت أن كان تركهم..لما رجع من جديد !
قرأ أدم تساؤلها من نظرتها ليقول..
-عشان اوافق انه يتجوزك..خليته يسيب شغله في الداخلية ويمسك شغلي في مصر..ويشيل مسؤلية
رغم اني بتحايل عليه يعمل كدا إلا ان وجودك كان القيد الوحيد الي خلاه يوافق ويتنازل
صُدمت لتُكرر..
-وافق بسببي انا
همهم ليقول بهدوء وهو ينظر لصدمتها..
-اه..واضح انك غالية عنده ياريشة
صدمتها جعلتها عاجزة عن الرد ليأتي جواد ويقاطع حديثهم..لتقف ولازال الصمت يُلازمها وكادت تسير ليوقفها صوت أدم وهو يقول..
-خليكي معاها كُري الخيط ياريشة
ابني مش هياخد أي خطوة من نفسه إبني بيجي بالإجبار وبس1
رواية "رُد قلبي"
بقلم وسام اسامه
الحلقة الواحد والعشرون الجزء الاول والثاني
حتي الحلقه الخامسه والعشرون
حركت رأسها بشرود وسارت عائدة للقصر
وعند أحد الأركان المنزوية شعرت بيده وهو يجذبها اليه سريعًا..شهقت بحدة لتقول..
-حرام عليك هتجيبلي ساكتة قلبية في مره
أنزل شَريف يده من حولها ليقول بجدية..
-بابا كان عايزك في ايه ياريشة
سيطرت على فزعها لتأخذ شهيق بطيئ وتقول..
-روح اسأله بنفسك
هتف بحدة...
-رييشة..ابويا كان عايزك في ايه !
عضت على شفتيها بخوف من حدته ولكن تمالكت نفسها لتقول..
-انت ازاي كدا وازاي دا ابوك..ابوك باشا
انما انت
نظرته المُحذرة جعلتها تبتلع كلماتها وتقول..
-امم خلاص متبصليش كدا..كان بيوصيني خليك
محسسني انك محتاج توصية
همهم شَريف ليقول بعد صمت..
-مكلتيش كويس ليه
لوت شفتيها ساخرة..
-كتر خيرك انك لاحظت..كنت مشغول مع مريله بنت عمك
صمت للحظات قبل أن يضحك بدهشة مُكررًا..
-مريلة !..اسمها مريانا بوظتي اسمها ياريشة
تجاهلت حديثة لتقول بضيق..
-اسفين لإسمها
صمت شَريف وتحسس وجنتها فجأة لترتجف أوصالها وتبتعد خطوة للخلف لتقول بإرتباك..
-انت مقرب كدا ليه
-وانتي خايفة كدا ليه..انتي خايفة مني ياريشة
حركت رأسها بنفي..ليقترب منها أكثر لتحبس أنفاسها بخوف داخلي..لتشعر به يطبع قبلة مطوله على وجنتها..وابتعد ببطئ ليراها إحمرت كـ ثمرة ناضجة
ليقول..
-متحاوليش تكدبي عليا تاني ياريشة
أدم الصياد مبيوصيش حد..وانا مش عيل عشان اصدق الكدبة الغبية دي1
إبتعدت عنه سريعًا وعادت أدراجها بعدما أطلق صراحها أخيرًا..كانت ترتعش وأنفاسها تضمحل ووجنتها ساخنة وكأنه وضع لهب مُحترق عليها
استفاقت من شرودها وهي تترك هاتفها جانبًا وتُغمض عيناها بخوف من القادم..الخوف من شَريف الصياد وألوانه الغريبة..
كتبت رسالة لترد عليه
"تمام قبل كتب الكتاب هروح للحج كامل الأول"
انهت كتابة الرسالة لتُرسلها وتتنهد بعمق
وهي مُدركة أن إمكانية الفرار من عائلة الصياد مُنعدمة
***
نظرت جودي لهاتفها بحيرة للحظات وهي لا تدري مالذي عليها فعله في حالة عدم إتصال صالح بها قُرابة العشر ساعات تقريبًا..وحينما تتصل هي يُجيبها بكلمات مُختصرة ويغلق الخط سريعًا وكأنه يهرب منها
حسمت أمرها وتنهدت وهي تكتب له...
"صالح انت كويس !"
ظهرت أمامها علامة إستلامه للرسالة..ليغيب قُرابة العشر دقائق لتصلها رسالته المُختصرة كما حديثة..
"اه انا كويس..بس ورايا شغل كتير"
عقدت حاجبيها بحيرة قبل أن تكتب له
"طيب ربنا معاك..خلص وكلمني"
بعثت الرسالة ووضعت هاتفها جانبًا وشردت في شخصية صالح الجدية والعملية أكثر من اللازم..رغم انها مُعجبة بشخصيته القوية وحضوره الواثق..إلا أن جفائة غريب
إبتعاده ايضًا غريب..لا يحاول كسب ودها او رضاها
أودعت هذا لإنشغاله الشديد في عمله ولم تُرد التركيز كي لا تتكون أفكار سلبية بعقلها
سمعت طرقات على باب غرفتها لتقول..
-ادخل
دلفت مريانا وعلى وجهها إبتسامة صغيرة..
-نمتي !
هزت راسها نافية لتقول باسمة..
-لا يامريانا تعالي ادخلي
دلفت مريانا وأغلقت الباب خلفها لتقول...
-مجاليش نوم قولت اجي اقعد معاكي قبل مااسافر
همهمت جودي مُرحبة لتقول مريانا بهدوء..
-امم صالح عامل ايه !
إستغربت جودي من سؤالها على صالح لتقول..
-صالح كويس الحمدلله
همهمت مريانا لتقول..
-بتحبيه ياجودي..امم قصدي صالح
إرتبكت جودي لتقول باسمة بخجل..
-انا لسه مخطوباله من كام يوم مش هلحق احبه يعني ياميري
تنهدت مريانا بإرتياح وكادت أن تتكلم..ولكن تابعت جودي بشرود وإبتسامة..
-بس مُعجبة بيه وبجديته وإحترامة
اقولك سر يامريانا..انا مُعجبة بيه من اول مااشتغلت معاه
تهدلت أكتاف مريانا بحزن لتقول..
-جودي..صالح دا مش كويس
حاولي متحبيهوش..انت تستاهلي حد أحسن
عقدت جودي حاجبيها بضيق قائلة..
-ليه بتقولي كدا يامريانا..شوفتي منه ايه عشان تقولي عليه كدا !
ترددت مريانا للحظات قبل أن تقول..
-امم شوفته وهو بيحضن واحدة بره الخطوبة
وكان وشه غريب..شكله ببحبها جودي..وهي كمان خافت منه
تصنمت جودي ولم تستوعب ماقالتة مريانا
وهي تُكرر داخلها كلماتها بصدمة
***
رواية رُد قلبي
الفصل الخامس والعشرون الجزء الثاني"غضب أسود'
.................................
تنهد رامي بثقل وهو ينظر لوالدته النائمة بتعب واضح
أكملت الأربع أيام على فراش المشفى وخرجت لتعود معه الي المنزل بصمت..ولازالت حزينة ذابلة...أقسم لها انه لا يهمه من أنجبته وانما هي من تهمه
ولكن لا فائدة..تبكي الى ان تنام ولا تنظر لعيناه أبدا
زفر بضيق وهو ينظر لوالده الذي أتي لتوه..والده الذي لا يأتيه سوا كل صباح ليطمئن عليهم ولا يبيت في المنزل .ومن الواضح انه ينام ببيت تلك المرأة..وهو الأخر لم ينظر لعيناها..يتحاشى أن يواجهها..فيكتفي بأن يلقي عليها نظرات مُختلسة ثم يغادر لعمله فقط
كره ضعف والدته حينما يخرج ناجي من الغرفة
يكره كونها تنتظر خروجة لتُطلق دموعها المحبوسة
وتضيع وسط إكتئابها من جديد
في أيام معدودة شعر وكأنه هرم..شعر وكأن العجز إمتلك منه..رؤية من نحبهم يذبلون مؤلمة...تنهد وهو يُلقي بجسده على الأريكة ويغمض عيناه بتعب حقيقي وقلبه يود بعض الدفئ والدعم..قلبه يطلب هالة التي إختفت عن حياته منذ ذاك الشجار التي أشعلته رجاء
وحينما يحاول الإتصال بها يجد الهاتف مُغلق
إختفت تماما من حياته...لا تتواجد على مواقع التواصل
وهاتفها مُغلق لا يأتي بإستجابة..وكأنه كان ينقصه إختفائها هي الأخرى
قطع تفكيره جرس الباب وهو يعلن عن زائر
إعتدل من نومته واتجه الى الباب ليفتحه بملامح مُقتضبة
ليري إمرأة تقف أمامه تنظر له بنظرات باسمة ولكن إستطاع رؤية الخبث بعيناها..لا يدري لِما إتقبض قلبه منها ليقول بضيق...
-خير مين حضرتك
همهمت المرأة وهي تدلف الى الشقة لتقول..
-حضرتي..اممم انا بدر ..مرات ناجي وأمك
علم الآن لِما لم يرتاح قلبه لها..إكتفى بأن يُكتف يده وينظر لها بصمت ونظرات متحفظة..ليخرج ناجي من الحمام وهو يمسد بالمنشفة على وجهه..ولكن تسمر حينما رأي بدر تقف في وسط داره ..داره التي تسكنها أمنية
بُهت ليقترب منها قائلا بدهشة..
-بدر بتعملي ايه هنا
همهمت بدر وهي تتجه له لتُقبل وجنته بدلال لتقول..
-جيت أعمل الواجب ياحبيبي..أمنية تستاهل اني اشكرها بردو..مهما كان دي الي ربت ابني
قاطعها رامي بخشونة..
-وجودك هيزود وضعها سوء متشكرين لزيارتك
إلتفتت له بدر ورفعت حاجبها بإستنكار لتقول...
-هيزود وضعها سوء..امم أمنية زي ماهي بتبالغ في ردود أفعالها..من وهي عيلة صغيرة بضفاير
لتنظر لناجي وتُتابع بإبتسامة مرحة..
-فكرتني ياناجي لما جاتلك قبل فرحنا وبتقولك انها بتحبك وانت رفضت..ساعتها بهدلت اهلها عياط وشحتفه ومستشفيات
قاطعها ناجي بضيق هاتفًا وهو يُمسك يدها..
-انزلي استني في العربية يابدر وانا هغير هدومي وانزل اوصلك
نزعج وجهها لتُفلت يدها من يده هاتفة..
-ايه إستقبالكم البايخ دا ياناجي2
لتنظر لرامي قائلة بعتب..
بذمتك دا واحد مشافش امه بقاله عمر بحاله
هي أمنية وصيتك تعمل كدا لما تشوفني
هي دي تربيتها الي ناجي فالقني بيها
كان رامي يسمع حديثها بدهشة حقيقية من إسلوبها الغريب..كلماتها التي تُشبه السيف ذو حدين
ونظراتها البسيطة التي تُبعد عنها شُبهات بغضها لوالدتة..كيف لتلك المرأة أن تتصرف بهذا الشكل الغريب
إستفاق على تنهيدتها المُتذمرة حينما هتفت...
-انا جاية عشان أمنية معقول مسمعتش صوتي كل دا
انا عايزة اشوفها واطمن عليها
وسارت في طُرقات المنزل تهتف..
-أمنية انتي فين ..أمنية
لحقها رامي وهو يهتف بحدة..
-لو سمحتي ملكيش دعوة بيها..هي كويسة ومش محتاجة أبدا انها تشوفك وانا بحذرك انك تفكري تظهري في حياتي انا وهي...دي امي وانا إبنها
يعني انتي بكل بساطة ملكيش وجود بينا
إختفت الإبتسامة من وجهها ودمعت ليزمجر ناجي..
-رامي إلتزم حدودك واعرف انك بتكلم امك
قاطعته بدر وهي تنظر لرامي بدموع لم تغادر مُقلتيها..
-سيبه ياناجي..مسيره يعرف الحقيقة ويندم على كل كلمة قالها..وساعتها
لانت نظراتها وهي تحدقه بحنان..
-وساعتها انا هسامحه عادي مش هتصرف بتهور زيه كدا..وعمومًا سلامتها ألف سلامة انا قولت من الواجب اطمن عليها
ثم سارت لباب المنزل ونظرت لناجي قائلة بهدوء..
-هستناك في العربية تحت عشان توصلني ياناجي
ولو رامي وأمنية محتاجينك هروح لوحدي مش مشكلة1
نفى ناجي سريعًا ليقول...
-لالا انا هلبس بسرعة وانزلك متقلقيش
القت نظرة أخيرة على رامي قبل أن تخرج وتُغلق الباب خلفها..لينظر ناجي الي رامي بغضب ليُشيح بوجهه عنه ويذهب لأحد الغرف الجانبية ليغير ملابسه..بينما رامي يقف بمحله ولأول مره يشعر بضياع وتشتت
لا يدري هل بدر تلك الأم الأنانية التي تركته خلفها وعادت لتخرب حياتهم دون أي تفكير
أم تلك العفوية الطيبة التي كانت تقف أمامه منذ لحظات !1
شعر بأنه يود لو يلقي رأسه على وسادته ويغيب عن الوعي ليقف عقله عن التفكير ولو بشكل مؤقت
ولكن نحيب مكتوم خرج من غرفة أمنية
إتجه سريعًا ليفتح الباب ويطمئن عليها..ليجد الباب موصد..ولازالت أمنية تبكي بصوت مكتوم وإرتعاش
إذًا سمعت صوت بدر هنا
اغمض عيناه بتعب وأسند رأسه على الحائط
وهو يسأل نفسه..الى متى ستظل أجوائهم مُعكرة
أمنية تكاد تموت من فرط الحزن..وناجي موقفه غير مفهوم..وهو التائه في المنتصف. والمُعلق بين كل شيئ
***
لم يستطع فاتح إستيعاب حديث عمه أحمد..وهو يخبره بكل بساطة أن ينفصل عن سارة..ويفسخ عقد القران الذي يجمعهم..ليهتف فاتح بقوة...
-ودا ليه بقا ان شاء الله مش حضرتك بردو الي صممت ان انا أكتب كتاب عشان مجيش بعدين واسيبها
تنهد محمد وهو يقول بهدوء..
-كنت غلطان وانا اهو بصلح غلطي دا
انا مينفعش أجبر بنتي على حاجة..انا غلطت لما كنت فاكر ان انا كدا بربيها...معلش يافاتح سيبها وانت شوفلك بنت حلال تكون مُناسبة ليك
جز فاتح على أسنانه وأغمض عيناه يحاول استيعاب حديث عمه ليهتف بخشونة..
-وسارة رأيها ايه في الموضوع دا
-سارة نفسها الي طلبت الطلاق..وانا شايف ان معاها كل الحق انها تقرر هي عايزة ايه
إنتفض فاتح ليُزمجر بغضب أسود..
-وانا من حقي ايه بالظبط..اتجوز يافاتح وطلق يافاتح..انا رأيي فين في كلامكم دا..ولا انا مش راجل كفاية في عينيكم عشان تعملوا كدا
تدخلت رُقية مُهدأة لحدة الحديث...
-ياحبيبي متقولش كدا..وبعدين ماانت عارف ان كل شيئ نصيب..وربنا بيعوض خير..وانت اصلا كنت تعبان من اسلوب سارة ...شوف طريقك مع واحدة غيرها يابني
صاح من جديد بحدة...
-لا ..المرادي هقول لا البت دي مراتي انا
يعني انا الي اقرر أطلقها ولا اخليها علي ذمتي
مش كفاية ان من يوم المشكلة وهي بتعاقبني وكإني انا الي عملت المشكلة دي
خرجت سارة من غرفتها كالإعصار المُدمر لتقول بجنون...
-مش انت الي عاملها بس انت سكت علي اهانتها وكأني فعلا خطفتك منها..هتطلقني يافاتح وهتبعد عني انت وباقي العيلة كلكم..انا مش مداس لحد فيكم
إستنكر تعبيراتها القاسية ليقترب منها بعصبية قائلا..
-بقا كدا طب انا مش مطلقك ياسارة
وأعلى مافي خيلكم اركبوه..هتفضلي مراتي وعلى ذمتي ولو جدعة اعرفي افلتي مني
صرخت سارة بوجهه بكل غضبها..
-هتطلقني يافاتح غصب عنك..انا مستحيل اقبل ان يحصلي كدا بسببك تاني وانت تسكت وانت شايفني بتهان
تمالك أعصابة بصعوبة وهو يهتف..
-يابنتي بلاش غباء وافهمي انا عملت كدا ليه متخلنيش اكسرلك دماغك الغبية دي
إنتفض محمد بعصبية من تهديده لإبنته...
-انت اتجننت ياواد انت ولا ليه..هتطلقها ورجلك فوق رقبتك..وإلا هيكونلي كلام مع ابوك على قلة أدبك دي
استنكر فاتح حديثه ليهتف وهو يتجته لباب المنزل..
-مش مطلقها ياعمي..ولو السما نزلت على الأرض مش هطلقها..انا مش لعبة في ايديكم..وبكرة تندموا على تقليلكم مني دا
خرج وصفع الباب خلفه بقوة لتنهار سارة في أحضان رُقية بينما أمسك محمد هاتفه وأتصل بشقيقة ليسرد عليه ماحدث صارخًا
لتربت رُقية على رأس سارة قائلة..
-كفاية عياط ياحبيبتي والله كل دا هيتحل
هزت سارة رأسها بقوة وهمست..
-لا ياماما مش هيتحل..تهديد فاتح بيقول انه هيعمل حاجة ومش هيسكت ابدا على طلبي للطلاق
أبعدتها رقية برفق لتقول بحيرة..
-مش انتو كنتم متفقين على الطلاق قريب
ايه الي حصل وخلاه يرفض كدا
-مش عارفة ياماما..بس أكيد بيعند فيا وبس
زي مااتجوزني وهو بيعند فيا..مش هيطلقني بسهولة
نفت رقية وهي تنظر لسارة بعمق...
-لا ياسارة دا مش تصرف واحد بيعند
دا تصرف واحد مراته الي بيحبها بتتاخد منه
عقدت حاجبيها ومسحت دموعها لتقول..
-قصدك ايه ياماما !
نظرات رُقية الصامتة بعث داخلها قشعريرة مصدومة..أتقصد انه بات يحبها ولا يستطيع التنازل عنها بسهولة..فاتح العابس يحبها هي..هكذا ببساطة !
نظرت لوالدتها بحيرة لتسمع صوت والدها وقد بلغ الغضب ذروته...
-هطلقك منه ياسارة..هيطلقك غصب عن عينه
زي ماسلمتك ليه بنفسي هطلقك منه بنفسي متقلقيش يابنتي
صمتت سارة وقد شعرت ببعض الندم انها قصت على والدها كل ماحدث بينها وبين فاتح من البداية
ليقابلها ندمه الشديد ووعده لها بأنه سيطلقها منه مهما حدث..
زاغت عيناها وقد دمعتا من جديد وهي تسأل نفسها بمنتهي الجديه هل هي فعلا تود الطلاق من فاتح !
بينما كان فاتح يقود سيارتة بنظرات غاضبة ويده تشتد على عجلة القيادة أكثر كلما تذكر كلمات سارة
ليمسك هاتفه ويتصل على أحدهم مُرحبا في البداية
ليقول بعدها...
-زياد معلش محتاج منك خدمة
-اؤمر يافاتح انا عينيا ليك
تنفس فاتح بقوة ليقول بجمود...
-عايز أعرف إجراءات طلب الزوجة في بيت الطاعة..ويشترط أكون زوجها فعليًا ولا عادي بكتب كتاب ممكن اطلبها..1
أجابه الطرف الآخر بينما هو لازال يفكر في تلك الخطوة حاسمًا امره سيتمسك بسارة حتى ولو أرادت الإفلات..هو ليس لُغبة بيدهم...
***