نجع العرب
البارت الحادي عشر حتي البارت الخامس عشر
في منزل عائله شهين
كان صوتها كالرنين في المنزل الكبير بأكمله فكانت تصرخ في وجههم بغضب جامح....فلما رأتهم يدخلون المكتب ذهبت ورائهم حتى تعرف ماذا ستفعل وتين... ولكن عندما دلفت للمكتب وجدة شهين يكاد يفتك بها حقا وكأنه اول مره في حياته يرى امرأه اكلتها الغيره وملئها الحقد بشده فنصيبها كما كانت تدعوه دائما والتي طالما حاولت الأقرب منه الان معه فريسه أخرى....
زينب بصريخ: اي... خلاص المصراويه بتاعتك عملتك البجاحه وقلت الحياء... مبقتش تحترم حد
اعتدل شهين ببرود وامسك يد وتين وادخل رأسها في صدره بحنو: والله يا زينب الكل مشغول ومفيش حد موجود هنا ومركز معانا غيرك... متركيز انت وانت مش هتتعبي كده
زينب بحنق: يعني اي... انت خلاص مبقاش يهمك حاجه يعني
لم يكترث لها ومن ثم سحب وتين خلفه للسياره وفتح لها الباب ومن ثم جلس بجوارها وانطلق بها حتى وصل لمكان زراعي فارغ من البشر نوعا ما.... كان متوتر جدا فهي لم تنطق بأي كلمه هي فقد شارده وصامته ووجهها محمر بشده من كثرة الخجل ومن هول الموقف
شهين بحمحمه: اممم... بصي يا وتين انا عارف اني المفروض مكنتش اعمل كده بس دا غصب عني انا بجد محستش بنفسي الا وانا بعمل كده معرفش لي ولا علشان اي بس انا فعلا مش عاوز ابعد عنك.. بالعكس انا عاوز أقرب.... اي رأيك ندي لبعض فرصه ونبقى زي اي زوجين عاديين وانا اوعدك هعملك كل حاجه انت عوزاها هااا اي رأيك ؟
وتين بتردد وخجل: بس... بس احنا منعرفش بعض كويس ولا متفاهمين وكده
شهين بحماس: نتعرف ونقرب من بعض... وانا اوعدك نفضل صحاب لحد ما انت اللي تقليلي نتمم الجواز من بعض هاا اي رأيك؟
وتين بخجل وهي تهز رأسها: موافقه
لم يمر ثواني الا واطبق على شفتيها مره اخرى في شغف وجوع ثائر ولكن هذه المره ابتعد من نفسه سريعا
شهين بإبتسامه: علشان اعرف اصبر معلش.... يلا هنروح دلوقتي نجبلك فستان علشان تلبسيه بكره
أخذها وانطلق بها وعلى الرغم من خجلها الشديد الا انها كانت سعيده جدا.... انطلق بها لأحدى المحلات الشهيره لفساتين الزفاف والسهره وعندما دلفوا له كانت في صدمه كبيره فالفساتين جميله وراقيه بشده لا تروق لكونهم صعيد ومتحشمين
وتين بتعجب:هو... هو انا ازاي هلبس حاجه من دول قدام الناس وانا محجبه
نعم شعر بالغيره ولكن تبسم يا بني فهي تأخد رأيك وتتحاور معك
شهين بإبتسامه: عندنا هنا الستات بتقعد لوحدها في مكان منفصل عن الرجاله يعني محدش هيشوفك... غيري فهمتي... غمز لها في آخر كلامه مما اخجلها بشده
جائت العامله لهم وقد انتقى شهين فستان ابيض ملتصق على الجسد وذو جماله ومفتوح الظهر والثدي.... نعم جميل ورقيق ولكنه عاري بشده... أقسمت انها اذا أرادت هذا أمامه او حتى أمام النساء سوف تخجل بشده... كادت ان تعترض ولكنه أخذه ودفع الثمن واخذها من يدها للسياره وكان حماسه زائد بشده
وتين بتعجب: انت هتروحنا البيت من طريق تاني
شهين بسعاده: لا... هوديكي مكان انا بحبه اوي وكان نفسي لما اتجوز اجيب مراتي فيه وبما اننا اتفقنا ندي لبعض فرصه فا هجيبك فيه... تمام يا مراتي
لا تعرف لما كلماته البسيطه تلك نجلها سعيده بشده ولكنها مرتاحه
**********************************
في منزل الجبالي (اهل شهين)
جائت قمر وكريمه على صوت زينب الثائر والغضب بشده
قمر بتعجب: في اي يا بت يا زينب.... صوتك عالي لي؟
زينب بغل: في ان ابنك البيه ساحب المحروسه بتاعته وشغال فيها بوس واحضان وقلة ادب ولا عامل احترام لحد ولا عامل ادب لحد....
قمر بغضب منها ولكن حاولت التدارك: معلش يا كريمه يا اختي تسيبيني شويه مع بنت اختي... وانت شوفي البنات عملوا اي في الأكل
انسحبت كريمه وكانت خائفه على ابنتها بشده ولكن حسنا هي مع شهين وهذا يكفي
اغلقت قمر باب المكتب واقتربت منها في غضب جامح: انت هتفضلي طول عمرك غبيه ومتهوره... هتفضلي طول عمرك خايبه
زينب بوعيل: انا... انا يا خالتي ولا انت اللي بعتيني وبقيتي دلوقتي بتحامي ليهم ومعاهم ولا اكني بنت اختك.. قلتيلي هجوزهولك واديكي اهو بتحضري لفرحه على السنيوره بتاعه
قمر بقوه وغضب: انت بتتكلمي عن شهين وكأنه عروسه لعبه... هديهالك دا راجل... افهمي راجل انا مقدرش أجبره على اي حاجه ولا حتى امشي كلامي عليه وانت شفتي بعينك حاولت أقنعه بيكي مره واتنين وتلاته وعشره وهو رافض الرك عليكي انت... لازم انت اللي تقنعيه بيكي بس انت بقا غبيه مش قادره حتى تساعدي نفسك عوزاني اعملك اي هاااا
زينب بغل: انا هساعد نفسي وهتشوفي وابنك دا بتاعي انا ولا عاش ولا كان اللي هياخدوا مني فااااهمه
ذهبت زينب من أمام قمر وكانت الأرض من تحتها تحترق غلا وقهرا فالعمر يمر وهي لا تقدر على فعل اي شيء كما أن لم يأتها شخص واحد. حتى لطلب يدها..... أما قمر فقد قلقت نعم لا تنكر زينب متهوره بشده ويمكنها فعل اي شيء دون أن تفكر وهذا ما تخشاه... ولكنها اتخذت القرار اذا كان ابنها يحب وتين وهي بالفعل تستحق ستقوم بحمايتها منها.....
**********************************
عند داغر
قد انتهى من الإشراف على الرجال في وضع الزينه وتركيب افرع الاضائه وغيرها وقد أصبح كل شيء على أكمل وجه.... كان باله مشغول بشده وقد أنجز مهامه مبكرا فقرر التمشيه قليلا... ظل يمشي ويمشي ويرى المحاصيل الزراعيه والأجواء الريفيه المريحه للأعصاب ويرى النساء والرجال من حوله وجههم بشوش للغايه محتشمين وتعتبر حياتهم ليست بالمحببه للجميع ولكنهم فرحين للغايه... ولكنه شعر بالصداع فقرر البحث عن اي صيدليه يجلب منها قرص يريح رأسه ظل يبحث حتى وجد ما كان يريد.... دلف للظاخل فوجد الصيدلي يقف وامامه احدى الزبائن الذي ادهشته بشده فكانت تجلس على كرسي متحرك والغريب انها لن تكن ترتدي حجاب بل كانت بدونه... وهذه اول فتاه هنا يراها من دون الحجاب وكان شعرها اصفر مثل خيوط الذهب وعيونها العسليه وبشرتها البيضاء التي كانت تظهر بشده.... كانت جميله بشده ولكن مهلا وجهها شاحب بشده
الفتاه بحزن وهي تعطي حبه للطبيب: لو سمحت... انا كنت باخد الدواء دا من فتره وعاوزه اجدد العلبه فا انا عاوزه اعرف اسمه
الطبيب بإبتسامه: اه اكيد... ثانيه واحد يا استاذ معلش
داغر بإبتسامه: لا عادي... انا مش مستعجل
بعد وقت من بحث الطبيب بين اسماء الادويه وشكلها لم يجده فشك في أمره قليلا فبحث في كتيب يجمع اسماء الادويه للطبيب البطري الذي يعمل في الصيدليه المجاوره له... وكانت الصدمه حقا له فهو علاج للكلاب وليس البشر
الصيدلي بصدمه: انت متأكده انك كنتي بتاخدي الدوا دا..؟!
الفتاه بخوف: ايوه طبعا باخده بقالي سنتين
الصيدلي بحزن: مستحيل يكون دكتور هو اللي وصفه ليكي دا دوا للكلاب
الفتاه بصدمه: لا مستحيل انا كنت جيباه من......
نعم خافت ان تكمل اسم المشفى فعي وحيده وليس لها اي حد يأكلونها حيه دون اكتراث بالطبع
الفتاه(زهره) : طب اسمه اي
الطبيب: ريدوكائين
اعتلت الصدمه وجه داغر بشده فهذا علاج للكلاب يستخدم لعلاج الالام الساق... واذا تم أخذ جرعة لأي انسان فسوف يصنع له خلل في الأعصاب حتى يمكن أن... ان تُشل قدمه او ان يُصاب بالعمى ولكن مهلا مهلا هذه الأقراص انها نفسها التي كانت تأخذها المرضى في مستشفى اسلام الحديدي... اخذت زهره الحبه مره اخرى من الطبيب وبدأت في جر الكرسي الخاص بها لمنزلها والحزن يكسو وجهها بشده.... ذهب داغر ورائها مسرعا حتى انه لم يأخذ الدواء الذي جاء من اجله أراد أن يتحدث معها... ولكنها كانت تبكي بشده حتى دلفت لمنزل صغير... نعم سيأتي لها مره فيكفي لنه عرف بيتها
داغر لنفسه: انا لازم اعرف وتين.... ردي يا وتين ردي
**********************************
في قصر الحديدي
كان اسلام يجلس يرتدي بنطال فقط... وكان يفكر ويفكر... نعم ضميره يقتله ولكن إذا انصاغ له سوف يُقتل هو الاخر وهذا الاب المسموم لا يعرف ما هو الضمير ولا يشعر بتاتا فيما ابنه الوحيد فيه... فهو يظن ان المال والهدايا الذي يرسلها له دائما تعوضه ولكن أين التعويض يا ساده انا لا أراه
قطع شروده دخول الخادمه الليه
الخادمه وهي تضع رأسها أرضا: البنت جاهزه يا اسلام يا بيه... بس
اسلام بزفر: بس اي اخلصي
الخادمه بتوتر: أصلها غريبه اوي.... يعني مش زي اللي بيجوا دايما و....
تركتها تتحدث دون اكتراث وصعد لغرفته في الأعلى حيث توجد الفتاه هناك.... فتح الباب ولكنه حقا صُدم مما رأه فتاه يبدو عليها صغر السن جميله جدا وكأنه من الملائكه ليست من البشر تجلس على السرير تبكي بشده ترتدي شورت قصير وبلوز ضيقه للغايه تُظهر جسدها الصغير نسبيا... وعندما رأته يقف أمامها هبت واقفه وظل جسدها يرتعش بشده وهي تخفض رأسها بخوف
اسلام بتعجب فهذه اول مره يرى فتاه مثلها ولكنه لم يكترث فهي من ابيه: مالك واقفه كده لي تعالي صبلنا كاسيين
نور بعدم فهم: كاسيين اي يبيه... عاوزني اعملك اي؟
اسلام بزفر فيبدو انها من الريف ولا تفهم شيء: عندك ازازه هناك اهي... هتاخدي الكوبليه تحطي فيها تلج وبعدين تصبي شويه صغيريين مفهوم ولا اي؟!
نور بإيجاب ولا زالت ترتعش: حاضر
فعلت ما قاله لها وذهبت الليه وجسدها يرتجف بشده... أعطته له ووقفت صامته كما امروها... شرب الكأس على دفعه واحدها ومن ثم رماه بحقد حتى انه تهشم تماما ومن ثم جزبها من خصرها بسرعه حتى وقعت فوقه
نور ببكاء: ابعد عني يا بيه الله يخليك... انت ماسكني كده لي
اسلام بتلذذ: نوع جديد دا من اللي انتو بتعملوه بس يلا معلش اهو لطيف.... فكي بقا انا عاوز اخلص
ظن انها تمثل عليه حتى تأخذ المزيد من المال... ولكنها فعلا لم تكن تستجيب له ابدا حتى انه دفعها بعيدا وكان غاضب للغايه
اسلام بغضب: في اي يا بت انت... محسساني انها اول مره تكوني مع راجل
نور ببكاء: والله عمري ما عملت كده.... هما اللي خلوني اجي عندك
اسلام بإستفسار وقد التمس منها الصدق: انت بنت؟
نور ببراءه: يعني اي يا بيه
قد أدرك الان انها بالفعل بريئه منهم... هب من جوارها وارتدى ثيابه وامرها ان تبقى مكانها وذهب وكان غاضب بشده..........
**********************************
عند شهين ووتين
قد أخذها لأرض زراعيه بها الكثير من التوت بكل الأنواع والألوان وكانت هناك الكثير من انواع الفاكهه كانت وتين سعيده للغايه
شهين بإبتسامه: انا ببقى مرتاح اوي هنا... علشان كده جيتك المكان دا.. انا عاوزك تحاولي تدي العلاقه دي فرصه بجد يا وتين... انا عارف ان كل حاجه كانت حوالينا غريبه بس احنا عندنا فرصه كويسه وانا ان شاء الله هحاول اسعدك... بس انا بالنسبالي اهم حاجه اوعي تكدبي او تخبي عليا حاجه فاهمه
وتين بتوتر: هحاول
ابتسم لها لكي يخرجها مما هي فيه ومن ثم بدأ يقطف لها بعض انواع التوت وكان يطعمها بيده.. كانوا يشعرون بالإرتياح بشده ولكن هل يدوم..؟ قاطعهم رنين هاتف وتين وعندما نظرت له شهقت بسرعه... فكان هناك اكثر من مكالمه فائته لداغر وقد ارسل لها الكثير من الرسائل وكان اهمها (احنا لازم نقعد ونتكلم يا وتين الموضوع دا طلع كبير اوي... الحبوب اللي الناس بتاخدها دي طلعت ريدوكائين)
وتين بصدمه دون وعي: ريدوكائين... مستحيل بني آدم يعمل كده
شهين بإنتباه: اي ريدوكائين دا.... هو في اي بالظبط.....
**********************************
في غرفة زينب
كانت تدب الأرض ذهابا وايابا من كثرة الغضب ومن ثم اتاها الاتصال..
زينب بغضب: بكلمك مش بترد لي يلا.... انت هتنسى نفسك ولا اي
الرجل بملل: عاوزه اي يا هانم
زينب بغضب: عاوزاك تخلصلي من مرات شهين الجديده دي بأي طريقه ان شاء الله حتى تدبحها فاااهم
الرجل بعدم اكتراث: اهم حاجه الفلوس... منتي عارفه
زينب بخبث: متقلقش..
**********************************
البارت الثاني عشر
نجع العرب
نظر لها شهين بغموض وكانت معالم التوتر تظهر على وجهها بشده
شهين بحده: في اي يا بنتي ما تنطقي... اي اللي كان داغر بيتكلم عنه دا
وتين بتوتر: بص انا هقلك... بس اوعدني انك متمنعنيش من اللي انا عاوزه اعمله تمام
شهين بخوف من حديثها: تمام... اوعدك
وتين بزفير: انا من اول ما دخلت الكليه وانا كنت عاوزه اعرف كل حاجه فيها... وكل حاجه عن كل مصانع الادويه الكبيره علشان نفسي افتح مصنع ليا... بدأت اسأل واعمل سيرش عن اكبر رجال الأعمال اللي بيشتغلوا في الادويه او مجال الادويه بشكل عام... بعدها بدأت اسمع اسم.... صمتت ثم نتقطه بخوف: اسلام الحديدي... بدأت اعرف انه بيشتغل في الصناعه والاستيراد وغيره وغيره... بس كان فيه حاجه غريبه اوي عرفت انه عنده اكتر من مستشفى تحت إشرافه وان نسبة الوفي*ات في المستشفيات دي كبيره جدا جدا مع انها مجهزه بشكل كبير.... بصراحه كنت عاوزه اعرف اي السبب بعدها قلت لا انا في حالي هخليني في مذاكرتي فضلت فعلا سنه واتنين وتلاته في الكليه وانا بحاول مفكرش فيه ابدا... لحد ما داغر جه في يوم وقلي ان واحد صحبه باباه م* ات في المستشفى دي فاجأه من غير اي سبب مع انه كان كويس قبلها وبعدها قررت اني لازم اعرف في اي... بدأت اجمع عنه معلومات كتيره اوي لحد ما سمعت من اكتر من حد انه بيشتغل في الممنوعات وبالزات تجارة الأعضاء... مقدرش احدد دي حقيقه ولا لا بس انا واثقه ان في حاجه انا لازم اعرفها... انا مش هفضل ساكته لحد ما الناس تموت
شهين بصدمه كبيره: علشان كده اهلك كانوا بيخافوا عليكي
وتين بحزن: قرروا يخلصوا مني عن طريقك... لما عرفوا اني حاولت ادخل الشركه الرئيسيه بتاعته كنت عاوزه اعرف اي حاجه رحت انا وداغر وخدنا وقت طويل اوي لحد ما قدرنا ندخل.... بس طبعا تميم فتن علينا من اول قلم وبابا جه وجابنا قبل ما نعرف اي حاجه
شهين بهدوء: طب واي موضوع ريدوكائين دا ؟
وتين بتوتر: اصل.... بصراحه يعني بس من غير متدايق... انا لما خرجت بالليل انا وداغر رحنا المستشفى بتاعته اللي هنا... واستغربت اوي لما لقيت ان على الرغم من ان أمراض الناس اللي هناك مختلفه تماما وعلب الدوا فعلا مختلفه لمن الدوا نفسه اللي جوا كلو شبه بعضه... فا اخدت منه كذا قرص ودلوقتي داغر قلي انه طلع ريدوكائين........
انت مش فاهم يا شهين ريدوكائين دا مصيبه بجد... المفروض انه علاج بيعالجوا بيه الكلاب من الالتهاب في الساق... وطبعا تركبينا مختلف عن الحيوانات تماما فا أثر ريدوكائين على البشر... انه مع المداومه عليه بيبدأ يعمل خلل في الأعصاب... خلل شديد اوي ممكن يأثر على العين بتتعمي او يأثر الساق ودا الغالب بيعمل تخدير للرجل يعني بتتشل.. وعلاج شلل الرجل في الوقت دا بيكون صعب اوي... بيحتاج ادويه غاليه وعلاج طبيعي لوقت طويل وطبعا اغلب الناس في الريف او هنا أو في أي حته اصلا... مش هتقدر على مصاريف زي دي.... اول ما اسلام الحديدي فتح فروع المستشفيات بتاعته الناس كلها كانت بتقول ان الكشف في الاول كان بالمجان كان زي المستشفيات العامه كده... وكان بيديهم دوا كان بيخفف امراضهم بسرعه اوي لدرجه ان الناس وثقت فيه.... واللي انا فهمته ان موضوع ريدوكائين دا بقاله فتره كويسه اوي شغال مع الناس..... بس دا كل اللي انا اعرفه ومخبينه على الكل
كانت الصدمه تعتلي وجه شهين بشده... نعم يعلم ان اسلام يعمل بكل هذا ولكن موضوع ريدوكائين هذا لم يسمع به من قبل.. يعلم أن زوجته مجنونه من حديث ابيها عنها ولكن ليس لدرجة ان تكون متورطه في هذا... لو سمع اسلام بهذا سيقتلها بالتأكيد.... ظل صامتا واتجه نحو السياره وهي ورائه ويبدو انه قد حمل هما وعبئا على قلبه كبير... كانت تنظر له تنتظر منه اي ردة فعل ولكن ولا اي شيء.... بل ظل يقود في صمت
وتين بتردد: شهين... انت مش هتقول حاجه
شهين:.......
وتين بحزن: طب انت ساكت لي... قول اي حاجه انا والله قلتلك كل الحقيقه صدقني
شهين بغضب مكبوت: بعد اي.... اسكتي يا وتين
ظلوا صامتين طوال الطريق صمت احرق عقلها... هل سيقول لأحد؟... هل سيمنعها من هذا؟... بدأت تشعر كأن من الأفضل أن لم تقول هذا كانوا الان يضحكون ويأكلون وبدأت علاقتها تتوتط به والان هو غاضب منها وهي بالطبع لا تستطيع ارضائه
**********************************
في منزل اهل شهين
كان محمد يراجع اسماء العائلات ليتأكد من كل عائله تمت دعوتها وتم إرسال اللحم والطعام لهم بشكل... وفي نفس الوقت كان تميم يثرثر بشده وبالطبع لم يكن محمد يكترث له فقد اعتاد على حديثه الغبي
تميم بغضب طفولي وهو يصيح: يا عم محمد
محمد بإنتباه: هو انت لسه بتتكلم... اسكت يا تميم هتلغبطني
تميم بصوت عالي: انا بقالي ساعه بحاول اقلك... اني عاوز اتجوز
محمد بعدم اكتراث: طيب يا تميم ماشي.... ثم انتبه في صدمه: تتجوز؟!!
تميم بغيظ: ايوه اتجوز ومالك مصدوم كده لي هو انا بقلك رايح انتحر
محمد بفرحه كبيره وصدمه: هو انا أطول اني احضر فرحك انت وداغر وافرح بيكي.... بس بصراحه مش مصدق انت اتفه من اني اتوقع منك كده
تميم بغيظ: طيب طيب.... المهم انا عاوز اتجوز في أقرب وقت
محمد بود: ومالو... بس حاطط عينك على حد ولا ندور
تميم بهيام وسرعه: لا لا.. هي موجوده بس بصراحه صعب شويه اننا نتصرف في الموضوع دا
محمد بتعجب: لي يا بني؟!
بدأ تميم في سرد كل ما في داخله براحه كبيره... أخبر محمد كم يحبها وكم يريدها وكم سيكون سعيد إذا تم هذا الزواج... في اول الأمر غضب محمد كثيرا لانه فهم ان هذه الفتاه ليس لها اهل وما شابه ولكنه فرح لفرحة هذا المعتوه بشده وقرر. إن يطلبها من شهين في الليل... ففرح تميم بشده لأجل هذا......
**********************************
عند اسلام
كان يقود السياره لمنزل ياسين وهو غاضب بشده... كاد ان يفعل اكثر من حادث من شدة السرعه حسنا ليس ملاكا ولكن هذه الفتاه هي بالفعل ملاك كيف فعلوا هذا فيوجد الكثير من النساء التي تفعل هذه المهمه لما... لما فتاه بريئه لما يريدون تلويثها كما لوثوه.... وصل واخيرا يتخطى الحرس ودخل فوجد ياسين يعبث بالحاسوب الخاص به... فإنقض عليه يمسكه من ملابسه في غضب شديد
اسلام بغضب: انتو اي... هااا انتو عاوزين تبوظوا كل حاجه حلوه في الدنيا ليييي... انطق
ياسين بعدم فهم: في اي يا اسلام.... ابعد هتخنق
ابتعد عنه وهو يلهث بشده يعلم أن ليس لياسين شأن ولكنه يريد تفريغ غضبه
اسلام بلهث: البت اللي انت قلت هديه.... انتو ازاي تجيبوا واحده زي دي
ياسين بتعجب: مالها؟!.... انا شفتها والبت مزه مزه يعني هي عملت اي حراميه ولا اي؟!
اسلام بغضب اكبر: دي عيله صغيره يا ياسين متعرفش اي حاجه وواضح اوي انها اول مره ليها البنت صغيره وبريئه اوي اشمعنا دي... لي جبتوها اكيد خدتوها من أهلها بالغصب اكيد انتو شياطين
ياسين بغضب: في اي يا اسلام هي هتفرق في اي؟!... واحده هتقضي معاها وقت وخلاص... وبعدين يا اخويا متخفش اوي من موضوع اهلها دا ابوها هو اللي فضل يتحايل على ابوك انه ياخدها هديه لي؟!.... قام البوص باعتها ليك أنت
اسلام بصدمه: يعني اهلها باعوها؟!
ياسين بحزن: مش كل الناس زي اهلك يا اسلام
اسلام بحزن على حال صديقه: متزعلش يا ياسين انا مقصدش والله
ياسين بإبتسامه مكسوره: لا عادي دا مش زنبك انت.... هتعمل اي في البنت دي؟!
اسلام بحيره: مش عارف.... انا حاسس انها شبهي في حاجه غريبه
ياسين بخوف: اوعا يا اسلام... لو حاسس بأي حاجه من ناحيتها ابعد عنك فورا فاهم
اسلام بضحك: متخافش عليا انا تمام.... سلملي على البوص قله هديتك مقبوله بس ينساها خالص هو واهلها فاهم
ياسين بخوف: بلاش يا اسلام اسمع من صاحبك.... اه صحيح كلفوا شهين هو اللي يحقق ويدور وراك
اسلام بحزن: وكأن الدنيا بتعاقبني على حاجه مليش زنب فيها صح..... انا ماشي يا ياسين
**********************************
في منزل عائلة شهين
كانت قمر تشرف على الطعام من أجل العشاء فقد تعب الجميع بشده اليوم وعليهم ان يأكلون بشكل جيد... وفي هذه الاثناء لقد أحبت قمر كريمه جدا فهي سيده حنونه وطيبة القلب وودوده بشده.... تجمع الجميع على السفره وعندها دلف شهين ووتين من الباب وكان يبدو عليهم الضيق كثيرا فرحت زينب بهذا فرحة شديده... اما الجميع فقد قلق
قمر بإبتسامه: كنتم فين يا ولدي... سألت عنكم قالو بره من الصبح
شهين بإبتسامه: كنا بنجيب فستان الفرح لوتين وبعدها لفينا في البلد شويه
ابتسمت قمر وبدأت في الأكل.. كان داغر قلق كثيرا ينظر لشهين تاره ولوتين تاره أخرى
داغر بهمس لوتين: في اي؟... اي اللي حصل
وتين بضيق: قلتله على كل حاجه من وقتها وهو مبلم كده وساكت... مش بيرد عليا ولا حتى بينطق
داغر بغضب: وبتقليله لي اصلا
وتين بغضب اكبر: مكنتش هعرف اكدب يا داغر
داغر بتأفف: انت حره....
ومن ثم ترك الطعام وذهب خارج المنزل وهو غاضب بشده فقد اقتربوا كثيرا من هدفهم والان هي ذهبت واخيرا شهين من دون حتى الرجوع له...ساد الصمت فتره حتى قاطعه هذا الغبي
تميم بتسرع: انا عاوز اتجوز وداد يا شهين
زينب بغضب: نعععم؟!
**********************************
عند داغر
ظل يمشي ويمشي ساعه تقريبا ولا يعلم لماذا ولكن قدمه قادته نحو منزلها ظل يلتف حول المنزل الصغير وينظر هنا وهناك وكأنه سارق... ولكن المه قلبه بشده عندما وجد باب نافذتها مفتوح فتحه صغيره ولكنه استطاع ان يراها وكانت تبكي بشده حتى ان وجهها بالكامل أصبح احمر بشده
زهره ببكاء: يارب... انا تعبت اشمعنا انا... طب هما ليهم اهل يخلوا بالهم عليهم اما انا لوحدي هفضل عاجزه لوحدي... ثم اكملت بحسره: لو الكرسي دا جراله حاجه جايز امو*ت بعدها
ومن ثم نظرت للمرأه بحسره واشغلت تلفازها الصغير على احد الأفلام الكوميديه وجلست تشاهده بأعين مريضه وهزيله لا تبتسم ابدا الآلام تأكل قلبها... لا تستطيع أن تفعل اي شيء.....
**********************************
البارت الثالث عشر
نجع العرب
في صباح اليوم التالي
كانت ليله مرهقه للجميع فكان شهين غاضب بشده وقد زاد حمله أضعاف عندما علم الحقيقه من وتين فود لو لم يكن يعرف ابدا... واااااه اذا عرف الجميع حقيقة اسلام هذا ويالله لسخرية القدر وقد جمعني به بعد هذه السنوات.... أما وتين كانت تشعر بالحزن والطاقه السلبيه بشده فشهين لا يتحدث معها أبدا وايضا قد قام بوضع غطاء على الأرض ونام به لا تعلم لما شعرت بالفراغ من حولها وهو لا يتحدث معها..... أما داغر فقد المه قلبه عليها بشده تجلس وحيده ضحيه لهذا العقار الل*عين.... أما تميم فكان الوحيد الذي يشعر بالسعاده فقد وافقوا على زواجه من وداد والتي دق قلبها بشده عندما سمعت بطلبه ووافقت بخجل وقد حددوا موعد الزواج بعد ثلاثة أشهر... اما عن اسلام فقد ذهب لهذه المسكينه الصغيره وجلب معه مأذون وعقد قرانه عليها مما اغضب والده بشده ولكنه قرر ان يتركه بعض الوقت وبعدها سوف يعاقبه على هذا
**********************************
في صالة المنزل الكبيره
كان يجلس الجميع بعدما انتهوا من كل شيء فاليوم هو زواج شهين ووتين... قد زين المنزل وأعدت أشهى الأكلات وكانت السعاده ظاهره على وجوه الجميع على الرغم من الغضب الذي بهم... أما زينب فكانت تود ان تحرقهم جميعا وتتخلص منهم جميعا.... فكانت تشعر بالغيظ كثيرا من وداد فهي هنا هاله عليهم كما تسميها وهي الأن قد تمت خطبتها من هذا التميم يا الله سوف اجن... كان الصمت يسود المكان حتى قطعه هذا المعتوه
تميم بصوت عالي: السلام عليكم وحشني موت
محمد بغيظ: انت فين من الصبح يا غبي
تميم بمرح: صبرك عليا يا ميدو.... وداد... يا ودادي
ضحك الجميع رغما عنهم فهذا الغبي لا يستطيع التحكم في نفسه ابدا... أما شهين فحاول ان يحكم غضبه فوداد هو من رباها ويُعدها مثل اخته وهذا لا يخجل ابدا ان يغازها أمامه... جائت راكضه حتى وجدته واقف قد أصابها الخجل بشده وقد وجدته ينظر لها بهذه الطريقه
وداد بخجل: نعم
تميم بحب: نعم الله عليكي يا نور عيوني.... خدي انا جبتلك دا مؤقتا لحد ان شاء الله ما اخدك في الفرح اجبلك اللي انت عيزاه... اتفضلي
اخذت منه هذه العلبه القطنيه زرقاء اللون ولكن صدمت عندما فتحتها فكان بها خاتم من الذهب جميل جدا جدا ويبدو عليه ان ثمنه باهظ بشده
وداد بصدمه: لي تتعب نفسك دا شكله غالي اوي
تميم بهيام: بالعكس... دا عمره ما يجي من مقامك ابدا انا كلمت واحد معرفه خليته يجيبلك دا.. وانا جبت لنفسي الدبله دي هنلبسهم مؤقتا علشان الناس تعرف انه خطيبتي وبعدين اخدك انت تنقي براحتك وتعملي اللي انت عيزاه
وداد بفرحه وخجل: شكرا... دا كتير عليا اوي بجد
زينب بحقد: هو فعلا كتير اوي...
كادت ان تكمل ولكن نهرها شهين بغضب فتملكها الخوف بشده وصمتت... تحت مباركات الجميع استأذن منهم تميم ليأخذ وداد لكي يشتري لها ثياب جديده لتحضر بها حفلة الزفاف اليوم بالطبع عارضت بشده ولكنه أصر فوافقت على مضض
قمر براحه لشهين: انا اطمنت على وداد يا ولدي... الواد شكله طيب وابن حلال صح
شهين بإبتسامه: هو فعلا كده يا أمي.... انا هروح اتابع الأرض واشوف كام حاجه وبعدين ابقى اجي اجهز.... ياريت تجهزي العروسه علشان لما الناس تيجي
قمر بفرحه: متشلش هم يا حبيبي
ذهب شهين دون أن ينظر حتى أوتيت التي كان يغلبها الحزن بشده... ولكن لاحظت شرود داغر المبالغ فيه بشده فكان صامت ولا ينطق بأي شيء
وتين بحنان: داغر انت كويس؟
داغر بقلق: لا يا وتين... انا مش كويس ابدا... انا خايف وحاسس بخنقه انا معرفتش انام طول الليل مش عارف انا لي خايف عليها كده
وتين بعدم فهم: هي مين؟
حكى لها داغر كل ما حدث... كان يحكي وقلبه شغوف بشده مما جعلها تسعد لأجله تعلم هذا الشعور جيدا تعلم انه الان متوتر وخائف لا بجد تفسير لما هو به ولكن حسنا صديقي انا معك
وتين بهدوء: متخفش يا داغر... اي رأيك نخلص من موضوع الفرح دا نروحلها
داغر بقلة حيله: هنعمل اي لما نروحلها... انا معرفهاش وهي لوحدها حتى مفيش حواليها بيوت كتير... لوحدها يا وتين... يمكن اهلها سابوها زي ما اهلي عملوا فيا صح طب هي ازاي قادره تعيش وهي رجليها عاجزه... انا مش عارف اعمل ايه
وتين بحنان وهي تربت على كتفه: متخفش انا معاك.... انا لازم اطلع دلوقتي علشان اجهز وانت كمان ساعدهم واجهز ومشتغلش بالك بأي حاجه ان شاء الله هنلاقي حل
نظر لها بحب وشكر ظاهر في عينيه فعلى الرغم انه غضب منها البارحه الا انها الان تعطيه من حنانها البالغ وتعده انها معه....
**********************************
في غرفة قمر
كانت تؤدي فردها في خشوع... تصلي وتناحي ربنا ان يحمي لها ولدها
قمر ببكاء: يارب ابوهم ضيع واحد منهم... انا مش عاوزه التاني يضيع انا عارفه انه بيحب وتين وانا هحاول اساعدهم واكون كويسه معاها بس يارب احميه ليا.... انا مش عوزاهم يقفوا قصاد بعض... ويارب اهدي زينب وابعد شرها عنهم.. وطمني على ضنايا يارب نفسي أملي عيني منه
ظلت تبكي وهي تحدث ربنا وتشكوا له هبها فيبدوا انه من خلف هذا الوقار والجنود التي هي ترسمه تخبأ الآلام عديده......
**********************************
عند اسلام
كان يغط في نوم عميق فقد قرر ان يرتاح من كل شيء بضعة ساعات فقد أغلق هاتفه وأمر الخادمه بعدم الازعاج فإن حمله الان أصبح شيء يؤذي القلوب.... قاطع راحته دق الباب الخافت
اسلام بزمجره: ممممم
نور بخوف: انا.... انا نور لو سمحت انا عاوزه اتكلم معاك
هب اسلام وفتح الباب بسرعه مما ارعبها فكانت عينيه حمراء وعروقه بازره فقد قضى الليل من بعد عقد قرانه عليها وهو يشرب الخمور ويبكي على حياته حتى نام.... دخل الغرفه وجلس على السرير وحاول الهدوء حيث انه تأكد انها فتاه بريئه وصغيره كانت لا تخرج من منزلهم ابدا وحتى انها لا تعرف اي شيء عن العالم الخارجي وغيره
نور بحرج فكان اسلام عاري الصدر ويرتدي شورت قصير: انا.... انا مش عارفه انا بعمل اي هنا.. بابا قلي ان هفضل هنا يوم واحد وانت امبارح جبت الشيخ وكتب كتابي عليك دا اللي انا فهمته... ثم قالت بتوهان: انا بعمل اي هنا؟!
اسلام ببرود: انت مراتي... وهتفضلي هنا
نور بغضب لطيف: بس انا مش عاوزه ابقى مرات حضرتك
أراد أن يضحك فعلا لا يتم احترامه هكذا كثيرا: معلش يا ستي دا اللي حصل بقا....لازم ترضي بكده مش عاوزه تتكلمي مع أي حد غيري... انا معاكي وهعمل ليكي كل حاجه انت عوزاها وهحاول اكون بتعامل معاكي غير الباقيين انا عاوزك تبقي هاديه ومطيعه بس فاهمه
نور بخوف: بس... بس انت كسرت الكوبايه وكنت بتشدني ليك وانا مش بحب كده
اسلام بهدوء: لو كان دا مدايقك فا انا مش هعمله تاني.... ودلوقتي يلا روحي الاوضه اللي كنتي فيها خدي دش وانا جبتلك هدوم على السرير اللبسيها وتعالي هننزل نجيبلك فستان
نور بفرحه: بجد.... لي؟!
اسلام بإبتسامه: هنروح مناسبه انا وانت بالليل... روحي اجهزي يلا مفيش وقت
نور بإيماء: حاضر
ذهبت من أمامه... وكان قلبه يخفق بشده طوال هذه السنين لم يحنو عليه اي حد حتى صديقه ياسين على الرغم من انه يحبه لكنه ليس لديه تلك البراءه وهذه الطلاوه التي هي بها... ولكن حسنا عليا الان ان اصمد ليس عليا التعلق بهذه الفتاه والا سيتم التفك بي وبها.... لم يدم شروده كثيرا فقد دلف المرحاض وانهمر عليه المياه البارده لعلها تزيح غضبه... ومن بعدها ارتدى ثيابه المدونه من بنطال كحلي وتيشرت ابيض ومشط شعره.... وكاد ان يذهب لها ولكن عندما فتح الباب وجدها امانه وقد أرادت الفستان الأزرق الذي جلبه لها فكان فستاه طويل ومحتشم جدا ومع ذلك كانت جميله جدا جدا يناسب جسدها الذي لم يخفى كثيرا بالنسبه له بشرتها البيضاء تضو منه بطريقه جذابه ملامحها الانوثيه الممزوجه بالطفوله شعرها ..... شعرها!
اسلام بغضب: مش لابسه حجاب لي
نور بخوف: انا مكنتش بروح في حته... كنت كول الوقت في البيت فمكنتش بلبسه
اسلام بغضب وذهب لغرفتها واعطاها الحجاب الأبيض وامرها بإرتدائه.... ظلت تحاول عدة مرات حيث أن شعرها ناعم بشده فلا يثبت الحجاب في مكانه... ولكن في النهايه ها قد جهزت.. أخذها لمكان كبير جدا به كل أنواع الملابس وقد اشترى لها الكثير والكثير وكل الأنواع وكل شيء.... وكانت نور سعيده للغايه
نور بفرحه: شكرا.... كفايه كدا
اسلام: كده ناقصك حاجه؟
نور بأمتنان: لا دا كده كتير اوي.... دا حتى الفستان دا جميل اوي اوي انا اول مره حد يجبلي كل دا
ابتسم اسلام على تلك السعاده التي تذكره بعائلته.. وقام بدفع ثمن الأشياء واعطاها لحارس من حرسه ومن ثم امسك بيد نور واتجهوا نحو السياره وظل يقود كثيرا
نور بتساؤل: احنا رايحين فين
اسلام: هنروح ناكل في مطعم هنا بيقولوا بيعمل اكل بيتي كويس... وانا زهقت من أكل الخدم ملهوش طعم عاوز افرح شويه النهارده
نور بحنان: انا ممكن اعملك اللي انت عاوزه... انا بعرف اطبخ عمتي علمتني كل حاجه
اسلام بضحك فهذه القصيره الان سوف تصنع له طعامه: ناكل دلوقتي وبعدين نشوف
نور بغضب من سخريته: انت مفكرني بضحك عليك والله بعرف اطبخ كويس
احب مظهرها وهي غاضبه وأراد اغضابعا اكثر
اسلام بخبث: وبتعرفي ترقصي بقا على كده
نور بلا اراده: اه بعرف.... ثم تداركت بخجل: انت قليل الادب
ضحك بشده من قلبه حقا فهذه الفتاه مختلفه بشده وقد احبها بشده.... أتى الحارس بالطعام وبدأت نور في الاكل فكانت جائعه بشده وظلت تأكل وتعطي اسلام ليأكل أيضا... نعم يأخد حرصه من كل شيء ولكن لا مانع ببعض الحنان والمتعه مع هذه الصغيره.....
**********************************
في منزل اهل شهين
لقد أتى الليل سريعا واضائة الاضواء المكان وكانت الفرحه والازدحام يعم المكان... فقد امتألت الصاله بالنساء والحديقه كلها للرجال وقد اعتلى صوت الطبل البلدي وصهيل الاحصنه وكان الجو جميل بشده والأجواء مرحه ومريحه.... كان وتين قد قامت بتجهيز نفسها فرفض ان يساعدها احد فإرتدت هذا الفستان الذي اللتصق بجسمها منا أظهر مفاتها وانوثتها بشكل مغري للغايه أطلقت لشعرها العنان ووضعت لمسات خفيفه من اداوات التجميل ومن بعدها نزلت الأسفل كانت كل النساء تنظر لها بإنبهار شديد... وكان هناك الفرح والحاقد والحاسد وغير ذلك بينما زينب كانت في حاله لا يرثى لها فمظهر وتين بهذا الشكل وكأنه يهين أنوثتها.... اعتلت زعاريت النساء وقامت قمر بإمساك يد وتين واجلستها بجوارها
قمر بصدق: بسم الله ماشاء الله... زي القمر يا حبيبتي
وتين بمرح: مفيش قمر من بعدك يا جميل
كريمه بضحك: مش متخيله فرحتي يا حبيبتي.... ربنا يتتم بخير
احتضنت ابنتها بحنان ومن بعدها ظلت النساء تأتي وتبارك وتعطي الهدايا الثمينه.... وكان زينب تنظر لها بكره شديد حتى انها هبت من مكانها وخلعت عبائتها حتى أظهرت هذا الرداء الضيق بشده وكان من اللون الأحمر الفاقع وكان لا يخفي شيء منها وبدأت في الرقص والضحك والتمايل وهي تجذب احد الفتيات وترقص معها... وكانت وتين تضحك بشده على غبائها....
**********************************
في الخارج
كان الرجال يجلسون حول بعضهم وصوت هذا الرجل ينشد ويدندن بطريقه جميله للغايه كان الكل سعيد حتى شهين نسي غضبه قليلا وبدأ في الاندماج معهم... وكان لأول مره تميم وداغر يرتدون الجلباب الذي فرح به تميم بشده
تميم براحه: انت مش فاهم الجلبيه دي مريحه ازاي... دا انا حاسس اني مرحرح اوي
شهين بضحك: مهو هدومي عليك شوال
فكانت متسعه بشده على تميم.... هو ليس قليل الجسد ولكن هناك فارق كبير بينه وبينهم وخصوصا شهين الذي كان يفوقه بالعضلات... انقضى ساعه واثنان وإذا بضيف يأتي اللهم وسط خطواته الواثقه بشده
.... : اي يا شهين مش هتستقبل اخوك
اعتلت الصدمه وجههم جميعا... فهم الان لا يروا سوا رجل يشبه شهين بشده خلاف الألوان فقط....
**********************************
في قصر كبير وفخم للغايه
البوص: اسمع يا ياسين عقل صاحبك... انا مش هصبر عليه اكتر من كده فاااهم
ياسين بخوف: يا بوص انت عارف اسلام... هو بس مش حابب الشغلانه بتاعتها لكن متخافش هو تحت طوعك
البوص بغضب: تحت طوعي.... تحت طوعي ازاي وهو راح اتجوز البت دي لا واي عمال يشتري ليها ويعززها هو ناسي دي انا كنت جايبها لي.... خلصني من الموضوع دا يا ياسين وقله ان صبري نفذ......
**********************************
البارت الرابع عشر
نجع العرب
لقد كان يعلم أن عليه مواجهة القدر ولكن ليس بهذه السرعه ابدا فالأن هذا المدعو بأخوه يقف أمامه وهو حتى لا يستطيع احتضانه.... لا يستطيع التصرف حتى...
اسلام بهدوء: اي يا شهين هتفضل مبحلق فيا كده
شهين ببرود: لا نورت... خلي اللي معاك تدخل مع الحريم جوه وتعالي يا اسلام باشا تشرفنا بوجودك...القى كلماته الاخيره بسخيره ولكن لم يكترث اسلام كثيرا فأمر نور بأن تدخل للحريم وتذهب للسيده قمر وتقول لها انها زوجته... ومن بعدها ذهب بأتجاه شهين وجلس بجواره ببرود
اسلام وقد اخذ كوب الشاي الخاص بشهين: بتشربه مُر اوي يا اخويا... احطلك سكر
شهين بغيظ: لا كفايا وجودك معانا
اسلام بضحك: طول عمرك دمك تقيل
شهين: وانت جاي هنا علشان تقلي كده
اسلام ببرود وقد سحبه لمكان بعيد عن الناس: لا انا جاي أحذرك يا شهين.... ابعد عن القضيه اللي خلوك تمسكها دي بلاش نبقى اعداء
شهين بغضب: وهو انت مفكر اننا كده مش اعداء يا... يا اسلام باشا بقالك 20 سنه ماشي في القرف اللي انت فيه دا من غير اي سبب دا حتى من قبل ما بابا يموت اي اللي يخليك تعمل كده هااا؟... جيت وسألتك وقلت معلش افهم منه مهو جايز في حاجه انا معرفاش... فاكر عملت اي اتخانقت معايا وكنت هتضربني ومنعتني أقرب من المغاره اللي انت عايش فيها دي... وقلي كسبت اي هااا؟!...
اسلام بحزن فلا ينقصه احد يذكره: انا مقدرش اقلك حاجه... بس لازم تعرف اني عملت كل دا علشانكم انتو بس انا عمري ما كنت وحش يا شهين
كاد ان يذهب ولكن جزبه شهين بغضب وضربه بقوه فو وجهه مما جعله ينزف الدماء من جانب فمه
شهين بغضب جامح: انت مفكر نفسك اي هاااا.... بعد كل السنين دي تيجي ترمي كلمتين وتمشي هو انت مفكرني اهبل وهسيبك... بتقول عملت كل دا علشانا الناس اللي بتموت كل يوم دي علشانا احنا.. الفلوس اللي مبقتش عارف تعمل بيها اي ولا توديها فين برضه علشانا احنا... تجاره أعضاء ومخدرات علشانا احنا برضه انت كداب يا اسلام كداااب مفيش حاجه في الدنيا تجبرك على كده
اسلام بحزن شديد: سامحني انا مقدرش اقول اي حاجه.... بس انا مش عاوزك تزعل مني ابدا فاااهم
شهين وكاد ان يبكي: يا اسلام قول اي حاجه... اتكلم
اسلام بإبتسامه منكسره: مقدرش.... وبعدين بقلك اي هتضربني هتكسر عضمي انا هحضر فرح اخويا انت فاهم....
لم يكترث شهين لما قاله كثيرا.. بل تركه وذهب وكان في قمة الغضب والحزن... فإسلام هو الأخ الأكبر لشهين يكبره بسنوات ليست بالكثيره ولكن تعلق شهين به كان وكٱنه والده فلم يكن والد شهين من الذي يظهر الطيبه ونبرة الحنان كثيرا بل كان صارما بشده عكس اسلام الذي طالما فضل شهين عليه بكل شيء... قبل م*وت الوالد بقليل لاحظت الام القمر وشهين تغير اسلام الغريب بشده فكان يختفي اكثر الوقت كان غاضب وشارد... قاتم الوجه أصبح صوته يعلو بشده أصبح طوال الوقت يحبس نفسه في غرفته ولا يخرج منها ابدا واذا خرج لا يجلس في البيت... ولكن بعد وفاة الوالد كانت الصدمه عندما ترك لهم المنزل وذهب بحثوا عنه في كل مكان دوم جدوى وبعدها بدأ اسمه وصورته ينشروا في كل مكان ولكن ليس اسلام الجبالي... بل اسلام الحديدي رجل الأعمال المعروف والذي بالطبع يحمل خلف ستائره كل ما هو خبيث وشرير... حاول شهين الوصول الليه والتحدث معه ولكن دون جدوى كان وقتها شهين طفل دو 10 سنوات وكان اسلام لا يتعدى 17 عام... فكيف فعلوا من طفل لم يعد بعد حتى شابا... كيف صنعوا منه كل هذا......
**********************************
عند النساء
كانت الاغاني والزغاريد منشره بشده مع رقص الفتيات والضحكات وجو مليء بالفرح.... ظلت تنظر هذه الفتاه يمينا ويسارا حتى اصدمت بوداد
وداد بإبتسامه: مخدتش بالي معلش
نور بإبتسامه: لا عادي... انا كنت عاوزه اعرف فين الحاجه قمر
وداد بترحيب: تعالي معايا... اتفضلي
اخذتها واجلستها بجوار قمر التي تعجبت بشده فهي لا تعرف هذه الفتاه ولكن صمتت عندما اختبرتها وداد انها جائت بتسأل عنها
قمر بإبتسامه: انت مين يا بنتي؟
نور ببراءه: انا نور... مرات اسلام ابن حضرتك
اعتلت الصدمه وجه قمر وظلت تغلق عينيها وتفتحها حتى تستوعب ولكن العقل لا يستوعب ابدا
قمر بصدمه: بتقولي اي يا بنتي؟!!
نور بتوتر من معالم وجهها: انا نور مرات اسلام ابن حضرتك
قمر بفرحه: اسلام ابني... ابني انا هو فين
نور: بره معاهم
هبت قمر ومسكت يد نور وذهبت للجنينه الخلفيه وامرت احد الرجال بأن يخبر شهين ان يأتي ومعه اسلام سريعا... كانت نور تقف لا تفهم اي شيء ولكن يبدو أن السيده سعيده.... ظهر أمامها اسلام
قمر ببكاء وفرحه: اسلام حبيبي.... ثم ركضت وأخذته بين احضانها وظلت تقبل كتفه ووجهه بهستيريه: يا حبيبي... يا ضنايا... وحشتني يا اسلام... انت جيت خلاص هتفضل معانا
اسلام بحزن فقد رأى لمعة عينيها بالفرحه: لا لسه مينفعش دلوقتى... بس اوعدك انه قريب اوي كل حاجه هتبقى تمام
نظر له شهين بسخريه اهناك قريب أكثر من عشرون عام وانت بهذا الطريق يا اخي
قمر بإبتسامه: انا واثقه فيك.... دي مرات
امأ لها اسلام في هدوء حتى ذهبت لنور واحتضنتها بشده: ما شاء الله يا بنتي زي القمر.. عامله زي حوريات الجنه ما شاء الله
نور بخجل: شكرا
قمر بحب: خليكم معانا يا اسلام... انا لسه عاوزه اشبع منك... وعاوزه اعرف مرتك كمان
اسلام بنبره حنونه وهو يقبل يدها: ادعيلي انت بس يا ست الكل... واوعدك هرجع اسلام ابنك بتاع زمان
احتضنته قمر من جديد وهي تبكي بشده... بالطبع المه قلبه بشده ولكن ما باليد حيله اما نور فظلت عينيها تزرف الدموع فقد تأثرت بهذا الموقف كثيرا أرادت ان تكون لها ام تحبها مثل هذه السيده ولكن منذ وفاة عمتها وامها وابوها شيء لا يطاق
اسلام: احنا لازم نمشي دلوقتي
قمر بحزن: لا... دا انا لسه ملحقتش اشوفك يا ضنايا
اسلام بحب: معلش هعوضك والله... انت بس اجمدي كده وخلي بالك من شهين ومراته
قمر بحزن: طب هتكلمني؟
اسلام: ايوه هكلمك.... يلا يا نور
ذهبت نور له سريعا وامسك بها ونظر لأمه وشهين بإبتسامه مشتاقه ومن ثم رحل
شهين بحزن على حال امه التي تبكي أمامه ولأول مره من كل هذه السنوات
شهين بحزن: لي كده بس يا أمي
قمر بحزن: صعبان عليا نفسي.... حتى ولدي معرفتش اقعد معاه شويه ولا اعرف مرته بقا دا يرضي ربنا يا شهين
شهين بحزن: معلش يا أمي لازم نرضى بقدر ربنا... يلا ادخلي وانا نص ساعه وهفض الليله
امأت له ومن ثم ذهبت للداخل وحاولت إخفاء معالم الحزن من وجهها وبدأت في مشاركة أطراف الحديث مع كريمه.... وبالطبع وتين كانت ترقص وسط الفتيات وقد قررت أن تكون ليلة زفافها سعيده....
**********************************
عند الرجال
كان شهين يجلس شارد الذهن بعدما انتهى هذا المشهد المحزن بشده بالنسبه له... كان حائر ولا يعرف ماذا يفعل... اقترب منه داغر وتميم هم لا يعرفون شيئا ولكن من الواضح انه حزين الان بشده
تميم بمرح: اي يا عريس... هي العروسه ادتك علقه ولا اي؟
داغر بغيظ منه: اسكت دمك تقيل... ثم ربت على كتف شهين بحب اخوي: هو فعلا اخوك
حرك رأسه بمعنى نعم
داغر بحزن من اجله: طيب وانت قالبها دراما لي... كل حاجه هتبقى تمام سبها على الله انا عارف انه صعب بس مفيش حاجه صعبه على ربنا يا شهين اخوك اكيد متولدش ظالم وان شاء الله فيه حل اكيد
شهين بيأس: انت اللي بتقول كده يا داغر... دا انت اكتر واحد عارف بلاويه
داغر بإبتسامه: محدش عارف اي اللي المستخبي... روق كده بس وان شاء الله هنلاقي حل احنا معاك اهو
شهين: فض الليله دي... انا زهقت
تميم بسرعه: باااس سبهالي انا... وانت اطلع لعروستك
شهين بعدم اكتراث: اعمل اللي تعمله
داغر بخوف: ما بلاش انت
ذهب شهين وسط الاعيره الناريه التي تعبر عن المجامله والفرحه ودخل المنزل بعدما أخبر وداد ان تأخذ وتين للغرفه وترحل النساء.... انا تميم فقد امسك الميكروفون من المنشد وظل يغني بصوته النشاذ بالطبع **********************************
في غرفة داغر ووتين
كانت تجلس على الفراش بتوتر لا تعلم لماذا فحديث النساء بالأسفل لم يكن مطمأنا كثيرا... فظلوا يتحدثون عن ليلة الزفاف وما يحصل بها وايضا عن فكرة تعدد الزوجات التي تتكرر في الصعيد بشكل كبير جدا لا تعلم لما خافت كثيرا ان يفعل شهين مثلما قالوا... دلف للغرفة وكان وجهه حزين بعض الشيء نظر أمامه فوجد جميلته تجلس بهذا الفستان الذي جعل منها شيء لا يقاوم
شهين بتعجب: متنحه كده لي؟
وتين بهيام به:هاااا
شهين بضحك: ولا حاجه... انت زي الفل انا داخل اغير
ضحكت بخفه على حالها التي تسبب به هذا الشخص ولكنها مرتاحه لا تخجل من الإعجاب به ابدا... انقضى اليوم طبيعي فأبدلوا ملابسهم وخلدوا للنوم ولكن احتضنها شهين هذه المره بقوه ونام في راحه....
**********************************
في سياره اسلام
كان يقود السياره بسرعه كبيره وكان عضب وحزين بشده
نور بخوف: هدي السرعه الله يخليك.... هنموت كده بالله عليك يا باشا... هدي السرعه الله يخليك يا باشا والنبي
اوقف السياره مما جعل جسمها ينتفض للأمام حتى كادت ان تصدم بالسياره... نظر لها وكان على وشك الانهيار التام وكانت هي خائفه بطريقه كبيره فوجهه لم يكن يبشر بالخير ابدا...
اسلام بهدوء: هو انا وحش ؟!
نور بخوف:....
اسلام بغضب: ما تردي انا وحش يا نور.... انطقي
نور ببكاء: مش عارفة
عندما رأى دموعها شعر بنغزه في قلبه بشده وكان على وشك ان يفقد صوابه حقا: انا وحش اوي يا نور... انا اوحش من اي حاجه ممكن تيجي في خيالك انا اخويا كاره الدنيا بسببي وامي عماله تعيط وقلبها محروق بسببي كل الناس دي بتموت وانا مش قادر اعملهم اي حاجه وبرضه بسببي ودلوقتي انت بتعيطي وخايفه ودا بسببي برضه انا اللي زيي خساره فيه النفس....... دمعت عيناه وهو يتحدث: تعرفي اني كان نفسي احضن شهين اوي... كان نفسي اخده في حضني واقله انا معاك اهو انا رجعت يا شهين واحكيله كل اللي كنت مخبيه من سنين... كان نفسي اقله مش انت بتعتبرني ابوك... ابوك رجع افرح ومشلش الهم التاني بس انا حتى مقدرش اعمل كده انا مستحقش اعيش..
لا تعلم لما ولكنها اقتربت منه واحضنته بحنان وقد شعرت ما في داخله... أما هو فقد امسك بها واحضنها بحميميه بالغه وظلت يده تمسد على ظهرها ومن ثم انفجر في البكاء بشده وظل يصرخ وهو يدفت رأسه في عنقها بوجع شديد.... مده اكثر من عشرون عامل وهو يحتاج للأحتضان بهذه الطريقه وان يبوح بما في داخله...... لا يعلم كم طال هذا الاحتضان ولكنه ابتعد عنها في النهايه وقد عاد لطبيعته
اسلام بحرج من إظهار ضعفه امامها: تحبي تاكلي اي
نور بنبره حنونه: اي حاجه انت عاوز تاكلها
نظر لها نظره لا تفهمها فهذه الفتاه صاحبه الثامنية عشر عام... الان تحتوي هذا الشايب كما يدعو نفسه بالنسبه لها ولكن قرر عدم تركها ابدا الا اذا أصرت هي على ذلك......
**********************************
في غرفة زينب
كانت تدب الأرض ذهابا وايابا يكاد الغيظ ان يأكل قلبها بشده.... كانت تفكر في كيفية وجود حل لهذا ولكن بالطبع دون فائده ولكن قاطعها صوت الذي ينادي على احدهم.. اخذت عبائتها دون حجاب ونزلت الأسفل فإذا به غريب في البيت
زينب بتعجب: انت مين وبتعمل اي هنا؟
ياسين بزفر: اخيرا لقيت حد من البيت الميت دا... خدي دول اسلام بيه باعتهم لشهين بيه ياريت توصليهم لي
زينب بتوهان فكك كان جميلا بشده: انت مين
ياسين بغمزه: ياسين يا قمر...
**********************************
البارت الخامس عشر
نجع العرب
بعد مرور أربعة أشهر
كانت الاحداث تتوالى عليهم وكأنها سنوات فإسلام اشتد به المصائب وخصوصا بعد ضغط هذا المسمى بالبوص عليه في كل شيء وخصوصا بعد علمه بذهابه لزواج شهين وبالطبع لم يوافق اسلام على تطليق نور وحتى انه لم يلمسها مطلقا بل وانه يعاملها بطريقه جميله للغايه واشتدت به الجرأه حيث هدد البوص بأن يترك كل شيء إذا حاول الاقتراب منها او من عائلته فهو يطيعه كل هذه السنوات من أجلهم فقط وبالطبع زاد تعلق نور به بشده حتى انها أصبحت تهتم بأدق تفاصيله وهو بالطبع سعيد بهذا كثيرا...... أما تميم المرح خاصتنا فقد تزوج منذ شهر من وداد كما اتفق مع شهين وكان سعيد للغايه فقد احبها اكثر وتعلق بها بعد الزواج فظهر الجانب الحنون والخلوق منها بكثره وكانت هي تحبه وتحترمه بشده وقد عملت منذ إيام بخبر حملها الذي اسعد الجميع بشده..... أما داغر فكان يذهب كل يوم لكي يراقب صاحبة الشعر الذهبي دون أن تشعر به فقد اكتشف ويا الله ليخرية القدر فالأن داغر يحب ولكن حتى بمراقبته لها لم يعرف عنها سوى المعروف انها فتاه مسكينه ظلمها القدر ووحيده وليس لها اي احد ولا حتى أصدقاء ولكنه تمسك بفكرة انه سوف يتزوجها ويعوضها عن كل شيء...... أما قمر توطدت علاقتها بكريمه كثيرا حتى انها حكت لها عن اسلام وكل التفاصيل وايضا ذكرايتها في هذا المكان وذكرايتهم في نجع العرب قبل أن يأتوا إلى صعيد مصر وبالطبع محمد كان يشاهدهم من بعيد وهو سعيد من أجلهم للغايه...... اما زينب فأشتد بها الحزن حيث كلما حاولت الاقتراب من شهين تجد وتين فوق رأسها وايضا لا يسمح لها شهين بذلك ابدا.... أما بطلينا فقد تناسوا قليلا الغضب من بعضهم وخصوصا ان وتين أيقنت بالفعل انها تحب هذا الشهين بشده اعترفت بهذا بينها وبين نفسها بالطبع فهس تخجل ان تخبره بهذا اما شهين فكان يحاول ان يعوضها عن الجو المحيط بهم فكان حزنه يكسو وجهه بشده فقد اشتاق لإسلام بشده ولكن ما باليدي حيله... حاول بالفعل الاعتذار عن مهمته في التحقيق وراء هذا الإسلام ولكن القائد رفض رفضا تامًا حيث أن شهين كفو في عمله وهو الأنسب لهذه المهمه....
**********************************
في منزل اهل شهين
كان الجميع يتجمع حول طعام الغداء.. والكل يتحدث ويضحك على نظرات تميم التي لم تفارق وداد ابدا... فعلى الرغم من زواجها وحملها الا انها لم تفارق مساعدتها في المنزل ابدا.. كان تأتي بأطباق السلطه وهي تمشي بهدوئها ورقتها المعتاده
تميم بمرح وعبث: حاسب الأرض بتتهز من تحتك يا جميل يا قمر انت
وداد وقد كسى وجهها الحمره: اووف يا تميم
تميم بسخريه وهو يقلدها: اووف اووف يا تميم.... يلا يا بت تعالي اقعدي كفايا عليكي كده
اجلسها بجواره رغما عنها وظل ينظر لها بهيام شديد... مما زاد مش ضحكات الجميع عليه وبالطبع خجل وداد التي كانت سيغشى عليها بسبب أفعاله هذه
داغر بضحك: يا بني حل عنها بقا بقالك شهر مش عارفه تاخد نفسها منك
تميم ببرود: وهو انا متجوزه علشان اسيبها في حالها... خليك انت في حالك يا دغورتي لما نشوف اخرتك اي... ثم غمز بمكر في آخر كلامه كما وتر داغر بشده
محمد بغيظ: يا بني اعقل بقا هتبقى اب ازاي انت
تميم بمرح: لا منا ناوي اقعد معاك كل يوم تديني درس
محمد بتمثيل الخوف: لاااا... دا انا هلم هدومي وامشي
وتين بمقاطعه: اه صحيح هو احنا هنرجع القاهره امتى ؟!
قمر بعتاب: اي يا بنتي زهقتي مننا بسرعه كده
وتين بسرعه: لا والله مقصدش خالص...
بس انا امتحاناتي كمان اسبوعين وداغر كان بيجيبلي المحاضرات من زمايله بس انا لازم ارجع علشان اللحق اذاكر واشوف هعمل اي
شهين بتأييد: وتين معاها حق يا أمي... ان شاءالله هنرجع بكره نخلص الامتحانات بتاعتها وبعدين نبقى نشوف هنعمل اي
قمر بحزن: يعني البيت هيرجع فاضي تاني
كريمه بمواساه: متخافيش انا مش هخليهم يبعدوا عنك ابدا
ابتسمت قمر بود لهذه السيده الحنونه.... ومن ثم شرعوا بتناول الطعام وكان تميم يملىء المعلقه كثيرا ويدخلها في فم وداد بسرعه حتى كانت معدتها سوف تنفجر من كثرة الطعام ولكنه يحرص على ان تكون صحتها بأفضل حال.... والكل في حاله من المرح نوعا ما الا شرود داغر وغياب زينب عن الطعام الذي لفت نظر الجميع
شهين بتعجب: امال زينب فين يا أمي؟
قمر بهدوء: قالت هتروح ارض العنب... ملت من البيت عرفتني وخلتها تروح متخافش
شعرت وتين بالغيره ولكنها فضلت الصموت فهي تعرف ما به ولا تريد أن تزيد عليه الآن.....
**********************************
في شقه صغيره في القاهره
كان يجلس اسلام بتأفف مثل الأطفال فلقد تأخر الطعام بشده وهو جائع جدا... حتى لمح فتاته تأتي له بخطوات مسرعه وهي تضع المعكرونه بالبشاميل أمامه وكانت شهيه بشده ومن بعدها الدجاج المشوي وأنواع السلطات الكثيره وغيره
اسلام بإبتسامه: انا نفسي اعرف بتحبي تتعبي نفسك لي.... منا قلتلك هبعت اجيب اكل من بره او اجيب واحده تساعدك... وبعدين اي دا كله دا احنا اتنين بس
نور بود: مش خساره فيك... وبعدين انا بحب اعمل كل حاجه بنفسي مش عاوزه حد يفضل داخل وطالع كده علينا... وبعدين اي مش هتدوق... دوق بسرعه دوق دوق
اسلام بضحك: طيب حاضر.... ثم اخذ يتذوق كل شيء ويبدو عليه الفرحه بشده: حقيقي تسلم ايدك... يلا اقعدي انا عاوزك تاكلي كويس.. علشان عاملك مفاجأه
نور بتعجب: مفاجأه اي... قلي
اسلام بتأفف وهو يضع قطعة الدجاج في فمها بغيظ: هوووس اقفلي دا... يلا كلي وبعدين هتعرفي شغاله لوك لوك مش بتتعبي
نور بغيظ: طيب هاكل.... ثم نظرت له بتوتر: انا... يعني كنت..
اسلام ببرود: عاوزه تشوفي اهلك صح؟
نور بخوف: انا عارفه انك هتقول لا... بس هما وحشوني اوي بجد بقالي شهور مشفتش حد فيهم ولا حتى كلمتهم
اسلام بغضب: لا يا نور... دا مش هيحصل مش هتروحي لحد فاهمه
نور وكادت ان تبكي: بس هما وحشوني اوي
اسلام: وانت موحشتيش حد فيهم.... مجاش في بالك ازاي اب وام يقعدوا اربع شهور من غير حتى ما يحاولوا يوصلوا ليكي او يسألوا عنك دول باعوكي ب10 آلاف جنيه يا نور... انت متخيله لو كان واحد غيري كان حصل فيكي اي كان زمانهم دلوقتي بيأجروكي كل يوم لواحد شكل لحد ما تموتي بسببهم وكمان هتبقى ميته وانت غاضبه ربنا.... اللي يخلي اهل يحبسوا بنتهم في البيت لحد ما تكبر كده وهي ما تعرفش اي حاجه عن نعم الدنيا عمالين يخلفوا عيال ويرموهم عليكي وانت تربي ليهم ولا فكروا يعلموكي او يدوكي حب وحنان وفي الاخر كمان باعوكي يا نور انا عاوزك تفهمي اني بعمل كل دا علشانك وانا علشانك بس اصلا مش راضي ائذيهم فاهمه... مش عاوز اسمع اي حاجه في الموضوع دا تاني
لم تتحمل حديثه هذا تعلم أن معه كل الحق وانه يقول هذا لكي ترتقي بعقلها ولا تفكر فيهم ولكن هذه فطره لا يمكنها التحكم فيها ابدا فني رقيقة القلب وقد اشتاقت لأهلها كثيرا ولا يمكنها ان تظل هكذا فظلت تبكي بهستيريه... فما كان له إلا أن يقرب كرسيه منها ويحتضنها بحنان
اسلام بحزن من أجلها: صدقيني مقصدش ازعلك كده... انا خايف عليكي
نور ببكاء: عارفه
اسلام بإبتسامه: طب خلاص ممكن تبطلي عياط... يا ستي لو عاوزه تروحي ليهم هوديكي حاضر بس كفايا عياط
نور وعي تمسح دموعها بقوه زائفه: لا مش عوزاهم... انا عاوزه ابن عمتي يكون معايا هنا ممكن يا اسلام
فرح بشده لنطقها اسمه ولكنه تعجب: مين دا؟
نور بحزن:دا يبقى ابن عمتي بالتبني... كان ابن ناس غلابه عندنا في البلد وأهله ماتوا ومحدش من قرايبوا رضا خالص ياخدوا عنده 10 سنين وانا بحبه وبعتبره زي اخويا طيب اوي يا اسلام وزمان بابا مبهدله دلوقتي ومخليه يشتغل وهو مش حمل كده... دا طلبي الوحيده يا اسلام علشان خاطري
قد غضب وغار بشده وخصوصا ان الفرق بينها وبينه ليس بالكثير ولكن اهدا اسلام لا تفسد علاقتكم معا
اسلام بزفر: طيب حاضر... هنروح نجيبه مبسوطه كده
نور بسعاده: اه مبسوطه اوي... شكرا يا احلا اسلام في الدنيا
**********************************
عند داغر
كان لازال يراقب الفتاه.... التي كانت في عملها في إحدى المخابز التي تصنع كل أنواع المعجنات وكانت على كرسيها المتحرك وتبيع وهي تحاول أن تبتسم في وجه العملاء ولكن دون جدوى فعندما يكسو الحزن القلب والروح ما فائدة ابتسام الوجه......ظل يراقبها ويتأمل ملامحها الجميله الحزينه ولكن غار بشده عندما رأى احدهم ينظر لها نظره يعرفها جيدا كالرجل بالطبع
الرجل بخبث: عاوز حاجه حلوه من ايدك يا حلوه
زهره بسخط: الحاجات قدامك تقدر تختار
الرجل وهو يحاول ان يمسك يدها: اي حاجه الحلوه تختارها اكيد هتكون حلو....
ولكنه لم يستطيع إكمال ما كان يريده بسبب ضربة داغر التي اسقطته أرضا
الرجل بصوت عالي: انت ازاي تمد يدك عليا... انت متعرفش انا ابن مين...
داغر بغضب: حتى لو كنت أمير الدنيا انت ازاي تتجرأ وتلمسها كده انت معندكش ضمير
الرجل بخبث: الله الله.... دا الحلوه طلعت مدوراها وانا اللي كنت فاكر الكرسي باعد الكل عنها بس صحيح اللي تحسبه موسى
لم يتحمل داغر هذه الكلمات المسمومه فانقض عليه بالضرب حتى ان الرجل كاد ان يفقد وعيه... الا ان الكثير من الناس تدخلت ومنهم صوت صاحب المحل الذي كان غاضب بشده
صاحب المحل بصراخ: كل ده منك انت يا زهره لمالي البلط*جيه... انا وافقت اشغلك هنا على الرغم من اللي انت فيه بس علشان كنت مفكرك طيبه وغلبان لكن انا مش بحب المشاكل دا اخر يوم ليكي هنا فاهمه
لم تتحمل كل هذه الضغوطات... لم يكن بوسعها سوى أن تترك المكان وترحل وهي تبكي بشده... ركض خلفها داغر الذي شعر بخيبة الامل بشده فكلما حاول أن يقترب خطوه يبتعد الف خطوه... كان يركض خلفها وهي تسرع بكرسيها لا تريد أن ترى اي احد... الا انه ركض بسرعه ووقف أمامها وهو يلهث بشده
داغر بلهث: استني.... اصبري بالله عليكي انا اسف على اللي حصل
نور بحزن: لا بالعكس شكرا.... ثم ابتسمت ابتسامه منكسره: انت اول واحد يدافع عني من سنين بعد ازنك
كادت ان ترحل ولكن اوقفها صدمة حديثه: بحبك يا زهره والله بحبك
**********************************
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق