القائمة الرئيسية

الصفحات

ندوب الهوي بقلم ندا حسن كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


ندوب الهوي

بقلم ندا حسن

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

"يدعي دائمًا في صلاته لتكُن من نصيبه، لا يدري كم من مرة بكى عندما كان يشعُر بضياعها من بين يديه!.، على الرغم من ذلك لا يستطيع التحدث أو البوح لها بما يشعر به داخله لأنه يعلم دينه الصحيح، رفض والده كان قاطع ولا يحتمل النقاش وهو بار به كثيرًا ولا يُريد الخروج عن أمره لتخلق داخله جروحٍ غائرة بجانب ذلك العشق تاركة من خلفها ندوب لا تُمحى تُأثر على الهوى.. لتكن "ندوب بين الهوى والروح"

جلس على سجادة الصلاة بعد أن أنهى صلاته رافعًا يديه إلى الأعلى يدعي ربه بصوتٍ خافض مُنهك:


-اللهم أنك تعلم ما في خاطري فحققه لي إن كان خير وأنتَ تعلم وأنا لا أعلم، اللهم أجعل قلبي يخفق بحبها دائمًا وأجعلها لي في الدنيا والآخرة


شعر أن عينيه تُدمع وحدها عندما تذكرها، وأتى على خاطرة كم من مرة استمع أن هناك من تقدم لخطبتها، وضع يده على وجهه متحملًا على نفسه مانعًا عينيه من ذرف الدموع، وتحدث بنبرة خافتة داعيًا من داخل قلبه:


-اللهم أجعلها من نصيبي عاجلًا غير أجلًا، اللهم أجعل قلب والدي يرق ناحيتي فلا استطيع تركها ولا استطيع عصيانه، اللهم إني اتيتك عبدًا مذلولًا فلا تردني إلا مجبورًا، اللهم تقبل مني دعائي..

حك مقدمة لحيته بعد أن استمع إلى حديثها رافعًا أحد حاجبيه، نظر إليها قائلًا بمكر وخبث:


-افهم من كده ايه؟


أقتربت منه "هدير" قائلة بسخرية وتهكم وهي تنظر إليه بـ اشمئزاز واضح:


-لو واخد منه فرش ولا عليك فلوس من الحاجات اللي بتوزعها ليه قولي وأنا اديلك بدل ماهو لاوي دراعك كده 


جذبها من خصلات شعرها بحدة وعصبية وهو يسب بشتايم بشعة داخل أذنها بعد أن استفزته بحديثها الذي يقلل من رجولته أمامهم جميعًا:


-طب عليا الحرام ما أنتِ طالعه من البيت ده ولا الاوضه دي إلا على بيته 


حاولت والدته جذبه ليبتعد عنها بينما ضربته "مريم" على ظهره بحدة وقوة تحاول التحلي بها أمامه وهي تطلق الدعاء من فمها عليه لما يشاهدونه على يده:


-ربنا ياخدك بعيد عننا.. سيبها حرام عليك كفاية اللي بتعملوا فينا كل يوم 


حاولت "هدير" جذب خصلاتها من بين يده، شعرت أنه اقتلعه من جذوره بيده عندما داهمها هذا الألم الشديد وشقيقتها ووالدتها لا يستطيعوا أن يجعلوه يبتعد عنها، صرخت به بحدة وهي تضربه في معدته بقبضة يدها:


-والله لو آخر يوم في عمري يا ابن أبويا ما هتجوزه 


تعالت صرخات "مريم" وهي تراه يصفعها بحدة وعصبية على وجنتيها الاثنين، ثم أتى بالصفعة الثالثة، ضربته والدته ضربات متتالية على ظهره بقبضة يدها محاولة أن تجذبه مرة أخرى ولكنه صخر لا تستطيع التغلب عليه وتراه وهو يقوم بضرب شقيقته الصغرى دون وجه حق.. لقد عانت منه كثيرًا والآن وصلت إلى مرحلة أنها لا تستطيع حماية بناتها من بطشه..


أخذت مريم حجاب صغير منزلي وجدته على الأريكة في الصالة لوالدتها، وذهبت إلى باب الشقة وفتحته لتذهب إلى الخارج تأتي بأحد ينقذ شقيقتها والدموع تخرج على جنتيها..


وجدت "جاد" يدلف من باب المنزل صرخت باسمه بلهفة وتوسل:


-يسطا جاد... الحقنا الله يخليك 


نظر إليها باستغراب ودهشة شديدة وهو يراها تبكي وحجابها ليس مهندم عليها بل هناك خصلات ظاهرة وعينيها منتفخة وتبكي ويخرج صوت شقيقها من الداخل وهو يصرخ بألفاظ رديئة، سألها باستغراب وقلق:


-في ايه يا مريم؟


أردفت بسرعة وخوف وهي تنظر إليه بتوسل ليدلف معها ينقذ شقيقتها:


-جمال نازل ضرب في هدير عايزها تتجوز مسعد 


لم تراه!.. لم يستمع إلى باقي جملتها من الأساس عندما شعر أن الأمر يتعلق بـ "هدير" دلف إلى الداخل سريعًا وقلبه يخفق بعنف داخل أضلعه، وجدها منحنية على نفسها و "جمال" يجذب خصلاتها بقوة بينما والدته تجذبه إليها وتحاول نزع يده من على شقيقته.. 


تقدم منه وأبعد والدته عنه ثم جذبه إليه بقوة شديدة من ذراعه جاعله يترك شقيقته وتلقى لكمة قوية في منتصف وجهة من "جاد" فترنح إلى الخلف ولم يقدر على استيعاب كيف دلف "جاد" إلى هنا!..


أخذت "نعمة" ابنتها بأحضانها وأتت لها "مريم" بحجاب لتغطي به خصلاتها عن أعين "جاد" بينما كانت ترتدي عباءة منزلية فضفاضة كعادتها..


خرجت الدموع من عينيها بكثرة في أحضان والدتها وهي تراه يلكم شقيقها مرة أخرى لأنه تطاول عليها، هو الوحيد الذي كان يناسبها ليأتي بحقها من الجميع وليحافظ عليها وعلى حبها، هو الوحيد وليس هناك سواه ولكن لم يُكتب من نصيبها، استمعت إليه يهتف بحدة واشمئزاز وهو ينظر إلى شقيقها:


-عيب على رجولتك اللي بتعمله ده، بتمد ايدك على أختك ليه


أبتعدت عن والدتها وذهبت لتقف أمام "جاد" جوار شقيقها وفي خلدها أن ما ستفعله صحيح ولم تكن تعلم أنها تحطم قلبين الحب داخلهم نقي حافظ عليه الله من الدنس الذي يحيطهم..


نظرت إلى "جاد" بتمعن وكانت نظرتها حزينة للغاية معاتبة إياه على ذهابه لأخرى بعد أن أخذت أكبر أمل بحياتها منه، نظرت إلى شقيقها قائلة ببرود وجدية استغربها الجميع:


-أنا موافقة اتجوز مسعد 


دُهش الجميع وهي التي كانت منذ لحظات ترفض وإن كان الموت البديل عن الزواج!. رُسمت الصدمة على ملامح الجميع وكأنها الآن بغيبوبة ولا تعلم ما الذي تقوله ولكن الصدمة الأكبر كانت من نصيب "جاد" الذي نظر إليها بحزن وصدمة ودهشة لم يراها بحياته..


الجميع حلت عليهم الدهشة ولكنه ما حل عليه كان أصعب بكثير، نظر إلى عسلية عينيها الباكية وكأنه يريدها أن تأكد حديثها بالزواج الآن لأنه لا يصدقه.. لا يصدق أن هذه من رفضته على السطح رفض قاطع.. لا يصدق أن من أحبها بصدق ونقاء ودعا ربه من أجلها توافق الآن على الزواج من غيره أمامه وتحت ناظريه..

يتبع

إنتظرو البقيه

                               ❈-❈-❈

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇

من هنا


تعليقات

التنقل السريع
    close