أخر الاخبار

عشقت امرأة خطره السادسه حتي العاشره بقلم ياسمينا احمد كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

عشقت امرأة خطره

 السادسه حتي العاشره

بقلم ياسمينا احمد

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


"فى وسط القصر "


ناد "فايز"بصوت جهور غاضب يرج أرجاء المنزل :

ـ فين الكلب اللى اسمه بلال


يا بـــــــــــــــلال


ندائه الغاضب لم يخرخ فقط "بلال "مذعور بل جلب معه كل من بالبيت بهلع وكذالك خرجت "صبا"


من غرفتها لتقف امام الدرج المُطل على ساحة المنزل هرول "بلال" وهو يرتعش


من نداء جده له ليمثل امامه مجيبا فى خنوع:

_نعم يا جدى


هجم عليه جده وامسك جانب كتفه بعنف ضارى صارخا فيه:

_بقى تاخد بنت عمك وسط البلد وتفرج الناس عليها يا واطى انت طالع خسيس وندل كدا لمين ؟


تحرك قلب "صبا"من مكانه وثباته المزيف الذى ادعته وهى تشاهد الحدث من أعلى جعلها تترجع فور ما رأت كيف


لجدها الهادى أن يتحول لذئب شرس, لكن تلك العائلة لن تكف عن مفاجأتها ونسل الذئاب شئ متأصل بها


والتناقض أمر عادى


رأت كيف لشاب ناضج يتحول الى فأر مذعور داخل مصيده من مجرد الامساك بقميصه وتعنيفه وتسالت


ما الذى يخيفه وما الداعى لكل هذه الفوضى لقد كان امر عاديا لكن هنا حتى العادى ليس بعادى.

بلاسفل


تدخلت "ونيسه" والحقيقة أنها كانت الاشجع بين الجميع للتدخل فى وسط تعصب الجد الهرم وان كان صوتها


مهزوز يتمتم بمدافعه واهيه لتخلص ابنها من بطشه :


_ الغلط عند اللى مشت على كيفها مش عند ....


لاحظت"صبا" كيف ابتلعت حديثها عندما دحجها بنظرة قاتلة وعلى اثر ذلك اختفت الشجاعه وحل محلها الصمت


والترقب والرضوح


الوضع يبدوا كارثى و"فايز" لم يكن ينوى التساهل مع أى طرف، من الباب الرئيسي دخل "زيد" بخطواته الهادئه


وتعبيراته وجهه كما هى لم يكن مذعورا أو حتى متأثرا، كعادته وكأن مشاعره ماتت دفعة واحده فى ظروف غامضة


وقف خلف "جده" لاينوى حتى إثناءه عن ما يفعل او محتمل أنه لا يقدر مثل غيره إن كان والد بلال بنفسه يقف بالزاويه


صامتا ،عاد صوت جده يرج الارجاء:


_ اناماعنديش رجالة بتغلط فاهم يا ابن الواصل الكلام دا قولته للرجالة اللى المفروض انك منهم


لم يكن ل"بلال"أى قوة أو نيه حتى لمخالفته والدفاع عن نفسه يبدوا انهم معا مقرين بخطأه


أقر وهو يحاول التماسك:

_ أول وآخر مره يا جدى


تدخلت عمته "بثينه" بخبث تنظر لأعلى بالتحديد لموضع صبا :

_ والله يا ابويا الموضوع مش مستاهل اكيد بلال ما يقصدش مش هنحط الذنب كله عنده


شعرت "صبا" بغرابه وأن كل الغضب المنطلق من جدها يعاد توجيه نحوها هى، لكن ما اقصى ما يفعله لها جدها


قد يجعلهم جميعا متشوقون لوضعها به ،اسمها الذى تردد صدها بغضب جعلها تنتفض من مكانها وتفيق من شرودها


المؤقت حين زمجر "فايز" بشراشه:

_صبا تعالى هنا


كانت مرتعبه فى البداية لكن إعتادت أن تظهر قويه أمام أعدائها وفى هذه الجلسه الكل أعداء شدت ظهرها وتوجهت


صوبه استغلت درجات السلم الطويله لتهدء نفسها حيث لا يخرج صوتها مهتزولا يظهر ارتعاش جسدها الذى برد فجأه


وصلت اليه ووقفت امامه ترفع ذقنها بكبرياء لاتشعر بأى ذنب كى تخشى أى عقوبه وإن كانت إعتادت الظلم


والصفع دون سبب لكن ان غدر هو بها لن يبقى لها حمايه فى هذا المكان.


تحولت عينه الضيقه الى سعه غير طبيعية وهو يزجرها بصوت خشن متعصب :

_ البيت دا ليه أصول ...وانتى منه مش ضيفه عليه، رجالة فايز الواصل رجالة وستاتهم بميت راجل


رغم انه أرعبها بهذه المقدمه إلا انها قاطعته بطيش منها متسائله:

_وانا عملت ايه ؟


مقاطعته لم تكن بالخيار الجيد خاصتا وأنه فى ذروه غضبه شدد نبرته وهو يصرخ بها بحزم :

_لما اتكلم ما تقطعنيش ،ولما تغلطى ما تكبريش


اذدرئت ريقها حتى تستعيد ثقتها التى طاحت فورا تخشى العنف وإن ضغط عليها أكثر من ذلك ستنهار فعليا ،اشارهو


تجاه زيد وأردف:

_ ابن عمك قالك ان اللبس بتاعك ما ينفعش عندنا هنا فى الدار ولسه لحد دلوقتي واقفه قدامى بشعرك عريان ومافيش حاجه اتغيرت


اجابت مبرره بسرعه:

_انا كنت فى اوضى وخرجت على الصوت ما قصدتش اخرج من اوضتى


على فجأة امسك شعرها وجذبه بيده كان اول تصرف همجى يتأخذه تجاهها بغته رغما عنها مالت مع اتجاه يده

وانفلت منها صرخه لم تنال من عاطفته شئ ,اكمل هو بشراسه:

_قولت ما تقطعنيش ولما تغلطى ما تكبريش


احنا عندنا بنعلم الصغار وهم صغيرين بالين بس الكبار لما نعلمهم بيكون بالشده الكلام بيكون مرة واحده


تسارعت انفاسها حتى لا تبكى الانهيار الآن سيندمها عمرا على هذا الضعف،ترى الشماته تلمع بأعينهم ترى الكره


يقطرمن نظراتهم لذا ستقاوم البكاء وتقاوم ايضا ثقل جفنيها ودوار رأسها والسقوط على ركبتيها للانصياع


لأى شئ مهما كان حتى لا يضربها تكره الضرب طفوله كامله عاشتها بالتعنيف جعلتها هشه امام أى يد تلوح أمامها.


امسك "زيد" يد جده الممسكه بخصلاتها فإنتبه الجميع الذين انغمسوا بالشماته بإبنة "بشرى"، جرأة لم يجربها أحد


ربما لانه الوحيد البائع للحياه والميت فوقها نظر اليه جده وسأل بغضب:

_انت اتجنت يا زيد ؟


هتف "زيد" دون تأثر وبجديه اعتادتها مع جده :

_ مافيش داعى يا جدى انا وانت عارفين مين السبب فى اللى حصل أجل الكلام دا لبعدين


وبعدين انا اللى غلطان إنى ماروحتش اجيبلها لبس


ثوان مرت كالدهر على "صبا" التى لا تدرى أى مشاعر بداخلها تسمح لها بالانفلات الصراخ بوجهم جميعا والانفعال ام الانهيار بشكل هستيرى ولتذهب مدعاتها للقوة الى الجحيم سمعت صوت جدها يقول بغضب وهو يفلت خصلاتها من بين اصابعه:

_ ما تطلعيش تانى من غير علمى


التقطت انفاسها الهاربه وكأن وسادة جامده فوق رأسها تقطع عنها الهواء، لم ترفع عينها عن الأرض وراحت تطوى الدرج تحت قدميها بسرعه البرق تود من اعماقها لو تحرقهم جميعا دون استثناء فماعاشته منذو لحظات أحيا بداخلها نقاط عدائيه كانت تكره الوصول اليها ،بما فعله جدها أثبت أنها ليست بالضيفه لتكرم ولا بالحفيده لتدلل


صوت "فايز"صدح من جديد يصدر فرمان صارم:

_انت يا بلال هات مفاتيح العربيه بتاعتك وانزل من دلوقت على مزرعه المواشي وانت عارف مكانك فيها فين


شهق "بلال" من فرط صدمته ثم حاول اثنائه عن رأيه بالتوسل :

_انا اسف يا جدى انا غلطان ما عدتش اكرر الغلط تانى


بس بلاش تبعتنى انا عندى كليه و...


قاطعه بحده مزجرا:

_ما كنت معزز مكرم انت اللى مقدرتش النعمه اللى بين اديك روح يمكن وانت لوحدك تعرف تفهم وتتعلم


تحركت "ونيسه" بقلق حول مصير ابنها وضياع مستقبله الوشيك فهتفت ترجوه:

_يا حاج بالله الواد عنده كليه


صاح بها معنفا :

_ صوتك طالع يا ونيسه وبقيتى بتردى عليا تكونيش ناويه تكسرى كلمتى


شعرت بالضيق من سؤاله فهى تعرف انه ما إن إتخذ قرار صعب إقصائه عنه لذا ولولولت حسره :

_ يا ويلى ....


التفت الى زوجها وهى ترجوه التدخل :

_ قول حاجه انت يا عماد


ماوجدت منه ردا وقد رمقها بنظره محذرة حتى لا تثنى كلمة والده وتعارض قراره خاصتا الآن لكنها لم تنصاع


لنظراته المحذره والتفت الى والدها الاكبر "زيد" هو الوحيد الذى من المكن أن يحدث تغير كما فعل منذ قليل


فترجته قائله:

_ زيد إلحق اخوك


ظل على نفس هدؤئه وتعبيراته الساكنه لم يبدى رفضا على قرار جده ولا إثناء كان حياديا يعرف جيدامهما كانت قيمته عند جده لن يتنازل عن هذا القرار،وسماحه للتدخل مره واحده لايعنى انه سيتقبلها ثانيا وليس من الذكاء مواجهة غضب جده مرة اخرى غضب جده عليه اكبر من غضبه على أى شخص آخر


تشنج "فايز" وهو يسأل "ونيسه" بإستنكار:

_ انتى مفكره ان كلمه زيد ولا غيروا هتغير رأيى والله فى سماء ابنك عمل عمله يستحق عليها القتل بس انا اللى رحمته انا ما باملش فى بيتى ديوث


انهى جملته بأن بصق أرضا باتجاه "بلال" وقبل ان يغادر هدر بغضب جم :

_غور من قدامى بدل ما افرغ فى راسك مسدسى


وضعت "ونيسه"يدها فوق رأسها لتنعى حظها العاثر لقد عاد شبح "بشرى" ليهدم حياتها من جديد


صاحت بصوت جهور :


_ خربتها بت بشرى قولتلكم هتخربها


__________________عشقت إمرأه خطره _سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه"____


فى غرفة "صبا"


تسابقت دموعها على وجنتيها وهى تحادث والدها عبر الهاتف وترجوه :


_ بابا الله يخليك سيبنى ارجع


صوته الحازم كان ينهى أملها بالرجوع :


_ لاء مش هترجعى يا صبا "مها" ما عدتش معاها صحه لتربيتك


عادت للبكاء وتحجرش صوتها وهى تخبره للمره العاشره :


_ بقولك كان هيضربنى


كانت يعز عليها إخباره بهذا وكذلك عدم نجدته لها وحتى أن تكرار الامرعليه لم يجعله


يتأثر وكررنفس رده المعتاد :


_ عادى يا صبا جدك ما بيعجبوش الغلط حاولى ما تغلطيش وهو مش هيضربك


رفعت شعرها لاعلى تكاد تقتلعه وهى تغدو الغرفه ذهابا وإيابا لم تشعر بأى تعاطف من جانبه


امسكت كلتا رأسها وإنهارت فى البكاء ترجوه بقهر بعدما إذدا الخذلانه منه :


_ انا مش عايزه اقعد هنا شوفى حته تانيه


لم يتأثر بدموعها معتقدا أنها تتدلل كما يعلم عنها ومؤيد والده فى تهذيبها حتى وإن كان بالضرب


ردد بقسوه اعتادت عليها :


_ ما تعقلى بقى يا صبا هو انتى مش هتكبرى ابدا دا اخوكى الاصغر منك مش تاعبنى كدا


كانت مصره على قول واحد هتفت به مرار وتكرار :


_ مش عايزه اقعد هنا عايزه امشى


_مش عايزه اقعد هنا شوفلى حته تانيه


ولكى يتخلص من إزعاجها المتكرر هتف ليسكتها بضيق :


_ خلاص يا صبا هشوفلك حته تانيه اسكتى بقى


اغلق الهاتف بوجهها وتركها تنخرط فى البكاء كانت تود الهرب من هذا الجحيم حتى ولو بالموت


استمرت بالبكاء وهى متيقنه انه لافائده منه توهمت أنها تزيج عنها ثقل وتمحى به الالم لكنها كانت


تزداد به ثقل وتتلاشى هى تماما عوضا عن الالم .


استقرت على فراشها تضم ركبتيها وتتطالع لهاتفها فى إنتظار كلمة الافراج .


__________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ___________


فى مكتب "فايز "


كان يجلس وحده خلف مكتبه المهيب المضاء بإضائه خفيفه ومريحه للاعصاب يحدق


بصمت وشرود ويده تستند على عصاه النصف فضيه ،عقله يفكر فى الف حكايه ورأسه


يضج بشده ظل على نفس ثباته حتى صدح صوت الهاتف الخاص به وقرأ إسم "حسين" على شاشته


حرك رأسه بهدوء وضغط زر القبول دون أن يرفع هاتفه إلى أذنه فتح مكبر الصوت ليستمع إليه


تواصل "حسين " مع والده "فايز " والذى إستشف سبب محادثته قبل حتى أن يلقى السلام


سأل "فايز " متهكما :


_ هاا يا حسين لتكون جاى تعاتبنى على اللى عملته فى بنتك ؟


رد عليه سريعا "حسين " متودد لوالده :


_ ما عشت ولا كنت يا حاج ،دى بت عايزه تتأدب أنا اصلا قولتلها كلمة جدك سيف على رقبتك


بس هى مدلعه زياده عن اللزوم.


إكتفى "فايز " بالايماء وبصوت أجش رد :


_ ااه والمطلوب يا حسين دخلتك دى عايز حاجه ؟


تعلثم قليلا لكنه تشجع قائلا بالنهايه :


_ يعنى يا حاج إنت كبيرنا والبت دى عايزه إعادة تأهيل ومها مراتى ما بقتش قادره عليها


وزى ما إنت فاهم هى مش أمها عشان تستحمل الدلع دا كله


ضيق عينه ليسمع إجابته وهو يسأله بمكر :


_ عايز تجوزها يا حسين ؟


قال "حسين " دون تردد :


_ ايوا هستنى اكتر من كدا فيه دى داخله العشرين وبعدين كان فى شب إتقدمها وهى مارضيتش


ودلوقتى ما بقاش فى داعى نستنى خلى قلبى يطمن زى ما إنت شايف أنا مسافر وفى غربه وقلبى متقسم


بينها وبين أخوها ومراتى لما أحطها فى ضل راجل هرتاح


بدى من نبرته أن يحاول التخلص منها لكنه يتحدث بمنطقيه بالنسبه لفتاة فقدت والداتها وقريبا ستم العشرين


والدها غير متواجد معها بإستمرار فالزواج شئ مناسب لها


طرق "زيد " الباب ليستأذن قبل دخوله سأل "فايز" بإهتمام :


_ مين ؟


اجاب "زيد " من خلفه :


_ زيد ياجدى


سمح له بأن دعاه :


_ تعال يا زيد


ولج "زيد " فأمره بجديه :


_ إقفل الباب وراك


إستجاب "زيد " وتعجب من جلوسه وحده بهذه الاستكانه وإستدعاه بعد كل ما حدث


إستمع الى صوت عمه وهو يكمل عبر الهاتف :


_ خلاص بقى يا حاج مش هعطلك وإنت بقى شوف عريس مناسب وانا مش هدور وراك


قضب "زيد" حاجبيه متعجبا من ختام الحديث نظر الى جده مستفهما لكنه حرك رأسه ليرد على إبنه قائلا :


_ بالسلامه إنت يا حسين


إنتهت المكالمه وسمح "زيد" لنفسه بالتسائل :


_ عمى حسين بيدور على عريس لمين ؟


أجابه "فايز" وهو يزفر انفاسه :


_ هيكون لمين يعنى لبته "صبا "


لم يبدى "زيد" أى تأثر إكتفى بإيماء قصير دون الاهتمام بالامر حيث أن إكتفى من كل المشكلات


وأصبح شغله الشاغل نفسه و تربيه إبنته على نحو سليم ،ليدخله جده فى حكايه أخرى قائلا بلوم حاد :


_ ضربته وعارف إنك ما بدأتش لكن لما ياسر إبن إبراهيم مد ايده عليك ما جتنيش ليه؟


رفع "زيد" وجه تجاه ليسأله بدهشه من هذا السؤال :


_ وانا هسيبه يمد إيدوا عليا وأجى أشتكى ؟


أنا باخد حقى وقتى يا جدى خلى الكلام دا للعيال الصغيرين


مد "فايز" جسده ليحاكيه بهدوء لعله يصل معه إلى حل فى المشكلة القائمه من سنوات ضم يده واشار له بها


ليفهمه :


_ ياض إنت هتبقى الكبير تصرفك محسوب عليك وانا سبق وقولتك إن العيله دى كلها من طينه وأنت من طينه


تانيه خالص إنت خليفتى وفيك حاجات مش موجوده فيا كمان


أوقفه "زيد" عن هذه لمجاملات التى يعرف ما ورائها ويعرف جيدا المغزى منها واشار له ليكتفى قائلا بتوضيح :


_ معلش ياجدى لو بقاطعك لو هنتكلم فى موضوع الجواز تانى يبقى مافيش داعى إنك تكمل .


زفر "فايز " انفاسه بضيق لاشئ يجدى نفعا معه لم يسبق له أنه اعاد طلبه مرتين أو فكر أحد بكسر كلمته


وبقى فى نفس حالته لكنه برغم إحباطه له عاد ليسترسل بشئ من الحنق :


_ اكتب عليها وهاتها تقعد مع مريم ومالكش دعوه بيها ما حدش بيقولك حبها


ثم زاد إنفعاله ليخبره بنفاذ صبر :


_ إسمع كلامى يا إبنى وما تتعبنيش دى جوازه يا زيد مش موته


تفأجئ بردته البارده والاشبه بالبكاء يعرف ما مر به لم يكن هين ليخوضه مرة أخرى وإذداد تعجبا


عندما أخبره "زيد" بصوت محتقن رغم إرتفاعه :


_ بالنسبالى أنا موته


أشاح بوجه ليعبئ رئتيه بالهواء وهو يقلب بصره بجدران مكتب جده الكبير ثم عاد بذكرياته ليبوح بما


لم يسمعه جده أبدا من قبل لقد كان حديث قلبه المتمزق والمتشتت من القسوة :


_ المكان دا شاهد قد إيه إنى عمرى ما تعبتك عمرى ما قولتلك لاء من كام سنه قعدنا نفس القعده


وطلبت منى أتجوز "غاليه" صحيح ما كنتش عايزها صحيح إنى قولت فى نفسى إنها جوازه مش موته


ويشهد الله إنها كانت فوق حلم أى راجل بس أنا قلبى ما حبهاش عمرى ما ضحكت فى وشها عمرى


ما إتدها ربع اللى بتدهولى دايما كنت مقصر ولا مره حسيت بالذنب لحد ماراحت "غاليه" راحت وسبتلى


الندم،ندم مخلينى مش بعرف أنام ،ندم مخلينى قليل قدام نفسى ،ندم كرهنى فى نفسى لانى كنت معاها ظالم وأنانى


مش لسه هعيده تانى ومع مين مع أختها أنا كفايا عليا "غاليه "وظلم "غاليه" صدقنى صحيفتى ما تشيلش ظلم


أكتر من كدا .


كان "فايز " يستمع له ويده على فمه كلام "زيد" أثر به وجعله يشعر بالندم حياله لكن الطريق الذى يرسمه له


لن يعترف بالمشاعر أو بالعواطف أن يكون قاضيا لابد أن يستأصل مشاعره وينبذ ضعفه بعد صمت مطول


سأله بهدوء :


_ ما ينفعش تدى لنفسك فرصه يمكن تحبها ؟


كان سؤال ساخر بالنسبه" لزيد "لذا مط شفتيه ب سخريه دون أن يبدى الابتسام كيف له ينبض قلبه لأخت من ظلمها


هى تحديدا ستكون بمثابة سكينا فى منتصف ذكرياته ،إجابه بمراره :


_ شوف انا بقولك إيه وانت بتقول إيه! يا جدى صدقنى انا ماعنديش حيل لمشاعر من أى نوع


لوح "فايز " بيده وتراجع للخلف منكرا هذا بإبتسامه ليخفف عن حفيده :


_ دا بس كــــــلام ..... بكرا تيجى المكتب دا وتقولى يا جدى عايز أتجوز مافيش حد ماعملهاش


تفهم "زيد" مداعبته وقرر مجارته قائلا برحابه :


_ لو قولتها بجد إبقى جوزنى "نهى "


أطال "فايز" النظر فى عين "زيد" وابتسامته لا تزال على شفتيه وهتف ممازحا :


_ والله شكلك هتجوز إتنين مش واحده وابقى قول جدى قال


ابتسم "زيد" رغما عنه وإن كانت فى حياته من المأسي ما يكفيه لأن لا يبتسم عمره :


_ برضوا ياحج؟ خلاص اللى تشوفه


اشار له "فايز "بيده وهو يتراجع بظهره إلى كرسيه قائلا بثقه ورثها من خبرته الطويله :


_ كان غيرك أشطر يا زيد ...كان غيرك أشطر


ركز جملته الاخيره وهو ينظر بعينه وكأنه يرسل إليه رساله واضحه ذات مغزى ثم أردف


وهو يشير نحوه بإصبعه فى تحول رهيب من المزح إلى الجديه بحده شديده :


_ خلى بالك إنت كسرت كلمتى وإنت عارف دى عقابها إيه ؟


كان "زيد" مستعد لأى عقوبه غير أن يفرض عليه الزواج للمرة الثانيه رغما عنه ظن أن ليس له


أى مطلب من الحياه كى يلوى ذراعه به لكن حين سمع قرار جده إنتفض كالملسوع وهزته الصدمه


حين قال أمرا :


_ مريم تروح لجدتها


هنا إنتفض من مكانه ليعارضه بشده :


_ لاء يا جدى إلا دى إن شاء الله أروح اقعد مكان بلال، مريم مش هتبعد عنى ومش هتغيب


عن عينى إلا بموتى


إنزعج جده من عناده المستمر وإصراره على معارضته دوما ،حتى أن أى حل لم ينفع معه لذا زجره


بقسوه وكأنه لا يعرفه :


_ إنت عقلك طار كل كلمه أقولها مش على هواك يظهر عليك إتسند أوى على محبتى ليك ونسيت


إنى ماعنديش عزيز فى الحق


لم يقابل "زيد" قسوته وتحوله بالين بل تحول معه لقسوة أكبر وشراسه أشد وكأنما ذئبان يتقاتلان


رد عليه بحده شبيه بحدته :


_ الحق ، والحق دا ليه ما مشيش عليا من الاول ليه؟


ليه لما عمى طعنى وكان عايز يقتلنى ما كانش فى حق .


عادت الجراح النازفه فى التجدد عادت بقسوة لتطعن إدعاء "فايز" للحق فى مقتل إمتعض وجهه حتى ظهرت


ثنايا جلده وكبرمائه عام فوق سنه ،حادثه قديمه جعلت "زيد" حفيده يوجعه بهذه الطريقه فى وقت كان فى موقف


قوة صاح به وهو يلكم سطح مكتبه :


_ دا إبــــنـــى ....عايزنى احبس إبنى؟


أجاب "زيد" وقد إتسعت عيناه وتحفزت كل خلاياه الجنون فى رأسه ونهض من مكانه قائلا بنفس قوته :


_ ودى بـــنــــتـــى .


أحنى "فايز" رأسه وتحاشي مواجهته وجها لوجه ليردد وكأنه يتهامس مع نفسه :


_ عماد كان شاب طايش وقت أما مات "نادرأبوك " طلبت منه يتجوز ونيسه ويربى إبن


اخوه إنت كنت عيل ومش فاهم عمرك ما إتفهمت معاه دايما شايف إن أمك ملكك


خارت قوى "زيد " وسقط جالسا على مقعده ليعود بذكرته من جديد متألما على ماضى لم ينسي


منه شيئا حضر علقمه فى فمه مع كل حرف يهدره من لسانه :


_ كنت غيران على أمى كنت عارف إنها مغصوبه على دا وما كانش ليا ذنب إنكم تحرمونى من أمى


زى ما إتحرمت من أبويا .


رد عليه "فايز " بنبره إنهزام كامله :


_ ما كنتش مدى لنفسك فرصه يعوضك عن حنان أبوك بالعكس كنت بتعانده لحد ما كرهتوا فيك


وبقيت عقبه قصاد حياه هنيه كان عايز يعشها وما تنساش انه كان شاب اول مرة يتجوز.


هنا إستأنف "زيد" الحديث ليقص ما بقى من الحكايه بألم :


_غلطه واحده كانت كفيله إنه يطعنى


رفع قميصه عن بطنه ليريه أثر الجرح القاطع فى منتصف بطنه وهدر أسفا :


_ويحاول يقتلنى


لم يكن يريد "فايز" سماع هذا لقد طوى سنوات عمره يحاول التكفير عن ذنب تستره على ولده


لم ينظر "فايز" إلى جرحه الذى لديه مثله فى قلبه ويتمزق للآلاف المرت على الاقل جرح


"زيد" تداوى وقلب "جده" بقى ينزف لسنوات لم يقوى على النظر تجاه لذا أمره بضعف :


_ غطى بطنك يا زيد قولتلك قبل كدا الجرح دا إتخيط فى قلبى أنا


أوشك "زيد" على البكاء إن كانت هذه حالة "جده" فما هى حالته بعدما طٌعن وظُلم وتَألم وفارق


وعاش رغما عنه مع قاتله وأصبح لديه إخوه منه تشدق متألما :


_ انا مش عايز أقولك انا حسيت بإيه لما عمى إتجوز أمى الجرح دا كان ولا حاجه


قصاد الالم دا دى أمى عارف يعنى إيه أمى تتغصب قصادى


هذا الامر جعله "فايز" يشتد من جديد مخبرا اياه :


_ شرع ربنا هتحرموا إنت


ظهرت عروق عنقه بارزه وهو يرد عليه :


_ هو شرع ربنا انها تهدد يا تسيب ابنها يا تجوز وتقعد معاه شرع ربتا بالغصب


ضم "فايز " حاجبيه متسائلا بغلظه :


_ ومين كان يرضالها إنها تخرج بإبن إبنى من دارى ولا تقعد فى وسط عزاب من غير راجل


اجابه "زيد" بتحد سافر :


_ وادى ابن ابنك قعد عشان يربيه عمه ..هااا عمه صان الامانه ولا مع اول مواجهه حاول يقتله


اشتد الحوار بينهم ،جاوبه "فايز" بقوه :


_ إنت كمان بتعاند فيه ودايما و,,,,,,


قاطعه "زيد" بغضب :


_ كنت بحمى أمى اللى إنتوا بعتوا واشتريتوا فيها


لقد عاش طوال العمر بفكر قاصر ومحدود وغيراته العمياء على والدته جعلته يرى أنها


إغتصبت لا تزوجت زواج شرعى كشر "فايز" عن انيابه ليردعه ويذكره مع من يتحدث


معتقدا انه نسي عقابه أخيه الذى لم يمر عليه يوم كامل، وكز الارض بعصاه وضخم من صوته


صائحا به بضراوه :


_إنت مش واعى انت بتكلم مع مين ؟ إحترم نفسك وإلزم حدودك .


أجفل "زيد" وجاهد تنظيم أنفاسه لم يفقد أعصابه بهذا الشكل من قبل خاصتا امامه جده لكن الحديث


عن ما عاناه انساه إلتزامه وحرصه الشديد على الصمت


إستأنف "فايز" حديثه بنفس القوة قائلا:


_ عملنا عيله وعيله كبيره ليها إسمها وتاريخها وكلمه وسط الناس وعشان اسم العيله


دى يبقا لازم الكل يضحى مافيش نار من غير حطب واللى بطلبه منك لوصعب عليك


فهو مش مستحيل


حاول ان يكتم غضبه لكنه فشل فشلا زيع فكلمات جده اوقدت نيرانه فعاد يهدر غاضبا :


_حياتى كلها بقضيها عشان العيله دى خسرت كل حاجه ومش مستعد أخسر بنتى كمان عشان خاطر العيله


ثبت "فايز " نظرته على" زيد" لعله يعى ما يقول ،رفضه اقتراحات جده تعنى تخليه عن ميراثه بالكامل وطرده من


العائله ،لكن عندما حدق بعمق عينه رأى حرقته وغضبه وتألمه لم يعطه عذر بقدر ما أشفق عليه إن إستمر بالحديث


معه سيخسره خسران بَين لذا أشاح وجهه عنه ورفع يده ليوقفه عن الحديث وبنبره مستائه قال :


_ كفايه ...لحد كدا يا زيد إمشى من قدامى


عض "زيد" أسفل شفاه متالما على ما آلت له الامور يعرف أنه أوجع جده وألمه اكثر مما يستحق لكنه كاد يجبره


على ترك إبنته ، لقد أفنى حياته بأكملها فى خدمه عائلته بإسمه وبساعده وبشبابه وأحلامه وبروحه التى كادت


أن تغادره على يد عمه لمعت عينه بالدموع عندما اشار له جده بالمغادره من جديد باشاره جاده أشبه بالطرد


التف على أثرها وعيناه تصر على حبس دموعه ،لا ولن يبكى لم يعد صغيرا لقد كبر على البكاء بالعين


فبكاء العيون للاطفال أما البالغين قلوبهم تنزف "


’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’جميع الحقوق محفوظه لدى سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه" ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’


صوت شجارهم وصل إلى الخارج وإستمع إليه كل من "ونيسه وبثينه" وقد ارتعبت قلوبهم


التى تحاول استيعاب طرد "بلال " لتو هرولت "ونيسه" فور خروجه تسأل بهلع :


_ صوتكم عالى ليه ؟


عمل على إخفاء عيناه وأدار وجهه بالكامل بعيدا عنها امسكت بكتفه لتطارده وتعاينه بعيناها المتورمه


من كثره البكاء متسائله بقلق :


_ طردك انت كمان ؟


لم يجبها وحاول الافلات من قبضة يدها كان يود الهروب من مواجهتها فما استطاع،فألحت قائله:


_ قولى فى ايه ؟


اخيرا افلت من يدها وهرول بعيدا عنها فإلتفت ل"بثينه " التى كانت تقف بالقرب منهم لتصيح


بجنون وخيبه :


_ شفتى عيالى اتفرطوا من إيدى قولتلكم هتخربها بت بشرى ياويلى يا ابا


إستمع "زيد" إلى نواحها لكنه لم يهتم كان همه هو طى الدرج أسفله والركض نحو غرفته بات صوتها


بعيد ورأسه هو فى دنيا أخرى ،وقبل أن يتأخذ مسار غرفته وصل إلى آذانه صوت نحيب خافت


قادم من الجهه المقابله على الفور عرف صاحبته الضيفه الجديده التى تحملها والدته ذنوب العالمين


غيرت قدمه مسارها من ممر غرفته لغرفتها لكنه أبى أن يتركها تجبره على الانسياق وراء عاطفته


لن يقدر على مواستها وهو فى أمس الحاجه الآن للمواساه اتجه نحو غرفته كى يدفن خيبته الجديده


فى نوم عميق لعله يستيقظ صباحا شخص آخر بذاكره جديده لا تعرف للالم مذاق .


وصل إلى غرفته وأغلق بابه وإستمتع برؤية "مريم " ملاكه البرئ يتوسط الفراش غافيه فى نوم عميق


بدل ملابسه بسرعه كى ينضم إليها يرغب بشده فى ضمها إلى قلبه كضماده لتمتص ألمه كاملا حتى لا يبقى


منه شئ ،واخيرا إنضم اليها وبرفق شديد وضع يده أسفل جسدها الصغير ليجذبها إلى صدره وهو ينظر إليها ويبتسم


رغما عنه لابتسامتها التى ترسمها على وجهها وهى تنعم بنوم هادى تحتاجه وهو يحتاجها أكثر، وقبل أن يستسلم


لثقل جفنيه لمعت امام عينه قلاده ذهبيه لفتاة ذات أجنحه امسك بها وتلاعب بها بين أطراف اصابعه ولم يكن


من المجهد معرفة صاحبتها الفتاه تعيسة الحظ التى إنضمت مؤخر لعائله لا تعترف بالمشاعر ولا تعرف الرحمه


الكل يقر بأنها خطره لكنه أدرك الآن مدى خطورتها التى يخشوها ربما يخشون أن تجعلهم يحيوا بحب


وسلام,,,,,,,,,,,,,,,,,,,...........................................................................يتبع


#عشقت_إمرأة_خَطره_سنيوريتا ياسمينا أحمد"الكاتبه"


من خطر إلى أخطر بإذن الله رائيكم فى الحلقه حبيباتى


"السابعه"


إستيقظ "زيد" وأول شئ فتح عليه عينه كان سلسال "صبا" الذى تركته معلقا فى عنق إبنته  تمعن به قليلا 


وإندهش من وجود "صبا" بين أحضانه فإنتفض سريعا ليجد أنه مجرد وهم ،خدعه له عقله إبنته هى من يضمها 


بين يده لا "صبا" إذدرء ريقه ومسح وجه وراح يجفف جبينه الذى تعرق من فرط الصدمه لايعرف لما تخيلها هى 


مكان إبنته محتمل لأنه كان يفكر بها كثيرا قبل النوم وعبث بهذا السلسال الملعون  قرر تشتيت ذهنه عن التفكير بها 


ونهض من فراشه تماما وإتجه إلى حمام غرفته لكن كان لعقله قرار آخر وخطه خاصه ب"صبا" تحديدا.


_________الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد "عشقت إمرآة خطره _________________  


"فى غرفه صبا "


استيقظت بمزاج مغاير عن ما بات به كانت تقاوم وتحاول ان تهرب من هذه المدينه ومن هذا الشعور ومن 

سلطتهم جميعا ، وكأنها لم تبكى طوال الليل إعتادت تماما على البقاء وكذالك المقاومه  نهضت تضع مساحيق 

التجميل لتخفى الاخاديد التى حفرت تحت عينايها وترسم بالكحل عيناها المنطفئه كى تخبئ آثار نزيفها وقبل

 أن تنتهى من كل هذا طرق باب غرفتها برتابه تفصح عن زائر ذو ثقل قادم إليها انهت سريعا من تفعله مهما

 كان لن تظهر امام عائلة الذئاب كالخروف الضعيف لتستفز طبيعتهم  الهجوميه .

فتحت الباب لتجد "جدها فايز "  بمقابلتها لم تكن مستعد لهذا ،وقفت قباله متيبسه سلطت عينها عليه تتفرسه لمعرفه  

 سبب حضوره لم يمسح لها بإستنزاف طاقتها لمعرفت ما سبب حضوره وهتف بنبرة جافه يخالطها بعضا من الحزم:

_ انزالى يلا عشان تفطرى 

عاينته بدهشه لم يأتى ولا مره لدعوتها على الطعام لما اليوم وخاصتا بعدما أبدى لها قسوته متعمد فى نظراته 

ولهجته أمرها رفعت ذقتها لتسأله بحميه  :

_ بابا قالك على طلبى 


قضب حاجبيه ليعقب على سؤالها بسؤال :

_ أى طلب ؟ 

   

قالت بتشدد :

_ انا عايزه امشى من هنا وطلبت منه يبلغك 


سأل بنبره هادئه :

_عايزه تروحى فين يا بنت بشرى؟

رغم استفزازه لها بمنادتها كالكل بإسم والدتها الذى يعتبره الكل عارعليها أجابته دون القلق 

من ردة فعله :

_ أروح أى حته إن شاء الله ياخدلى شقه لوحدى 

 

شملها بنظره غاضبه وصر على اسنانه وهو يحادثه بشده مشيرا بعصاه فى الهواء :

_إنتى فعلا شكلك ناقصه ربايه ،عايزه تسكنى فى شقه لوحدك ليه عدمتى عيلتك ؟

هى عيلتك قليله ولا بيت جدك قليل ؟

 

همت لترد عليه لكنه منعها من ذلك زاعقا بصوت عال :

_إنزالى   يلاااا معايا على الفطار وأول و أخر مره اسمع منك كلام زى دا 

ركلت الارض من أسفلها وأطبقت تعبيرها بيأس يبدو أن سجنها سيطول فى هذا المنفى 

الذى حكم عليه بها والدها ،قبل أن يستدير عنها استأنف مشددا :

_ شوفى حاجه حطيها على شعرك وحصلينى 


تركها تصر على اسنانها وتقفز بعصبيه دون أن يهتم إن الفروق  العمريه بينهم تجعل كل منهم فى وادى 


_________عشقت إمراه خطره "الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد" __________


"فى غرفه ونيسه "

"ونيسه "

سألت بتلهف حزين  زوجها "عماد" الذى يرتدى ملابسه امام الخزانه لا يبدو فى حال أحسن منها :

_ سألت على بلال ؟


أجابها مستاء:

_ هيكون حاله إزاى يعنى ؟ أهى كل المصايب دى من تحت رأس الكبير بتاعكم 


كففت دموعها وسـألته بعصبيه لدرياتها عن من يتكلم :

_ لى يعنى وزيد مالوا ؟

هتف بضيق قبل حتى أن تدافع عنه :

_ ما كان واقف حاطط ايده فى جيبه وجده عمال يهزق "بلال" وما ادخلش 

لم تعجب بإتهامه لزيد فهتف :

_ وإنت وعايزه يعمل ايه ؟

انت تايه عن أبوك وعناد ابوك إذا كنت انت بنفسك كنت واقف وما قدرتش تتكلم 

التف لها ليقول بعصبيه:

_انا ما اقدرش اتكلم هو يقدر انتى عارفه مكانته عند ابويا ، ما شوفتيش عمل ايه مع بنت عمه ؟


انتفضت من جلستها على الفراش وضغطت على رأسها الصراع الابدى بين " زيد وعماد" لا ينتهى وكأنه 

ليس إبن أخيه بل عدوا له مهما كبر تظل الشحناء بينهم :

_ حرام عليك الاتنين عيالى زيد لو كان فتح بقه كانوا الاتنين راحوا منى خف عن زيد يا عماد 

كفايا اللى فيه ،، اللى فيه مكفيه 


ظل مصرا على عناده وحقده الدفين من  تميزه عن الجميع ، فصاح بها غاضبا :

_ يادى اللى مكفيه ان شاء الله ربنا ياخده عشان جده يحس أن فى تلاته غيره على وش الدنيا 


شهقت مصدومه من تمنياته الحاره لولدها بكل هذا السوء فردت عليه  بانزعاج  : 

_ بعد الشر عليه ربنا يحميه لشبابه ويكفيه شر أعدائه


اشعلت فتيل غضبه وعلى صوته بغضب عارم :

_ مين اعدائه يا ونيسه اظن انا وولادى 


وقفت بوجهه وردت بإنفعال :

_ولاد مين ؟ دول ولادى  انت ساعات بتنسي إنهم عيالى زى ما هما عيالك ،إصحك يا إبن عمى 

تفرق زيد عنهم زيد وإبنى وإبن اخوك لو مش قادر تعتبره إبنك اعتبره إبن اخوك إبن  نادر

  "زيد " اللى لولاه ما  كنتش اتجوزتك 

 

امسك بذراعيها واتسعت عيناه بشر تحقيرها له يدفعه لحافة الجنون  صاح غاضبا وهو يذكرها بما كان :

_ ولادك إنتى اللى ما كنتيش عايزه تخلفيهم منى، لولا اصرارى على العيال كنتى اكتفيتى بزيد 


حاولت ان تفلت من بين يده وهى تهتف بنفور :

_ ما تقلبش فى اللى فات  الجواز الغصب مش بيتجاب منه عيال بالرضى 


وكأنها ضغطت على الزناد ليوجه لها لطمه قوية على وجهها سقطت على  إثرها أرضا 

مصاحبا ذلك صرخه مدويه فى الارجاء وهو يقول بغضب وجنون :

_ جوازى منك اكبر غلطه غلطه هدفعك انتى تمنها إنتى وابنك والله يا ونيسه لاحرق 

قلبك زى ما حرقتى قلبى .

اندفع نحو باب غرفته ليخرج منها تماما ويغادر وتفاجئ "بزيد " فى وجه مباشرا عيناه تقدح بالشرار 

لم يهز "عماد " لحضوره المفاجئ ووجوده خلف الباب لقد اعتاده من طفولته يقف خلف الباب مستعدا للخناق 

على أى شئ مقدما روحه على كفه ليأخذها أنّا يشاء ولا يمس والدته بسؤء لحظات بارزه  "زيد" بعيناه 

لا احد فيهم يتهاون كل طرف يملك للآخر بغضاء لا آخر لها   من بعدها هتف "زيد" متعصبا  :

_ إياك تكون مديت إيدك عليها 


نبث فم "عماد " ليجيبه بمكر:

_ يوووه كتير انت لسه جاى تسأل دلوقت ؟


يستمتع كثيرا عندما يرى الدماء تغلى فى عنقه وإستفذاذه يشكل له متعه لم يعادلها شئ ،هم "زيد" لينساق 

إلى ما يدفعه إليه فرفع يده وكورها امام وجه مستعدا لضربه لكنه تمالك نفسه على آخر لحظه عند نداء 

والدته المحذر :

_ زيـــــد اوعاك تعملها  


توقفت يده فى الهواء وحاول تنظيم انفاسه عندما خرجت اليه وعلامات اصابعه تخط على وجهها بالعدد 

تعمد "الاخر" وضع يده على كتفيها ليقول باستفزاز :

_ضرب الحبيب يا زيد زى اكل الزبيب 

كاد أن يحطم اسنانه دون أى اعتبار، بالاصل ما يفعله لن يمت الاحترام بشئ مسح وجهه وهو مقيد من 

كل النواحى جده زوج امه والدته عائلة كبيره تريده ان يصبح كبيرهم فجأه امسك تلابيبه فاليذهب كل شئ

للجحيم ويثأر للرجولته .

_زيـــــــــــــد

كان نداء غاضب هذه المره الذى منعه من مواصلة ما ينوى صوت لا مهرب منه صوت يوقره  كثيرا

ولن يستطيع تجاهله .

استأنف جده بغضب وهو يقترب منهم :

_ هتمد ايدك على عمك يا زيد ولا أنا اللى نظرى ضعف 

تركه "زيد" بهدوء والتف ليجيبه لعله يتدخل :

 ـ شوف عمل ايه فى امى  وإحكم 


القى نظره سريعه على وجه "ونيسه " وقد رأى بوضوح علامات اصابعه المدبوغه على جانب فكها 

رغم غضبه الداخلى من فعلة "عماد" إلا ان غضبه الاكبر من تمرد "زيد"  يغضبه اكثر فقال بهدوء 

حازم :

ـ مراته يا زيد  وعمك  فى مقام ابوك 

إجابة جده كان يعرف سببها كانت ردا على ما حدث امس يفهمه جيدا وعيبه الوحيد أنه يفهمه 

انتفخ صدر "عماد" عندما إتخذ والده صفه لأول مره وعلى إثر ذلك إستأنف "فايز" امرا :

_ انزلى يا ونيسه شوفى الفطار وشوفى زيد هيفطر هنا ولا فى شغله 


اندفع "زيد" من بينهم دون أن يصدرقرار إن القرار المناسب الذى من المفترض أن يتأخذه الآن هو 

تركهم للابد والتمرد على كل القرارات لكنه ليس بعادته التعجل فى أخذ أى قرار.

تحركت "ونيسه "خلفه وهى ترمى نظرات مشمئزه نحو عماد إلتقطتها "فايز" بوضوح  وعندما خلت الاجواء

إقترب منه واشهر إصبعه صوبه ليهتف محذرا :

_ والله فى سماه لو ما كنت تبطل كيد النسوان بتاعك دا لابعتك لابنك من غير مليم احمر يا سيادة النائب 


اتسعت عين "عماد" وهو يتلقى تهديد والده الخطير بالنفى والحرمان من الميراث دافع قائلا بتعجل :

_ يا ابا هو انت مش لسه كنت فى صفى 


امتعض وجه والده وهو يرد عليه :

_ انت ما بتفهمش إذا كان العيل الصغير فهم 


تحدث "عماد" بإعتراض:

_ هو لى انتوا الاتنين محسسنى إنكم متجوزينها  معايا مش دى مراتى برضوا ولا كل صغيره وكبيره 

اتحاسب عليها منك ومنه 

زعق والده وهويلكم بعصاه الارض :

_ احترم نفسك ، بتمد ايدك عليها ومش عايزنى أتدخل المفرض كنت سبته ضربك ،فى النهايه هى امه 

وهو بيعاملك زى الغريب سنين وانت مش عارف تكسبه فى صفك وتضمه تحت جناحك كل اللى بتعمله 

انك تكايد فيه وتستفزه مع إن اصلا انا مجوزك "ونيسه" عشان خاطره بس نقول إيه غبى. 


كلام والده لم يكن على هواه ولم يحتمله فهتف غاضبا :

_ خلاص يا ابا لو كان يريحكم اسيبلكم ونيسه أسيبها 


رمقه والده بنظرات محذره جعلته يبدى أسفه عن ما قال ليسترسل والده عتابه اللاذع قائلا :

_ اوعاك تكون فاكر إنى ما نعلمش بعيارك الفالت وسفرك ع الخمرات  انت وقعتك سوده 

دا عيالك ما يقدروش يعملوا ربع اللى بتعمله انت ياكبير


رفع يده الممسكه بعصاه واشار بإصبعه فى وجه :


_وإحذر غضبى فى ثانيه هنسى إنك أبنى وارميك برا القصر واتبرى منك خالص 

هنا مال "عماد " سريعا على قبضه والده ليقبلها بنهم وهو يقول خوفا من تنفيذ وعيده :

_ ولا ليا بركه إلا انت ياحاج 


سحب يده من بين يديه وهتف بإنفعال :

_ اسمع يا ياض انت آخر مرة تغلط إنت مش صغير عشان ألم وراك  و زيد مش صغير عشان 

تحط رأسك براسه ,,,,زيد دا كبير العيله من بعدى 


تحولت نظرات "عماد " إلى الكراهيه والغضب نسي من يقف امامه وسأل بزنق من بين اسنانه:

_ ليه يعنى ؟ إشمعنا زيد اللى متميز دونا عن الكل كأنك مش شايف غيروا ؟


دون أن يفصح عن مدى كرهيته له كان فايز يعلمها بالاصل المحبه والكره تظهر فى أعين البشر أكثر

من ألسنتهم وهذا ما كان بارع فيه "فايز" هو قراءة البشر من أعينهم فالاعين فضاحه أكثر من ملاوعة الكلام

حرك  رأسه لكلا الجانبين بيأس من أن يتغير إبنه، فى بادئ الزمان كان يعد غيرته من "نادر" غيره طفوليه 

عمياء لا تفرق كونه أخيه أو غريب لكن عندما استمرت غيراته حتى بعد الزواج و إمتدت  حتى طالت ولده

"زيد" جعلته يتأكد إنها غيره مرضيه لا علاج لها ،لكن كان حتما عليه أن يعلمه بسبب إختيار لزيد لهذه المكانه 

وتميزه عن الباقيه وما الذى يراه به دون عن الاخرين : 

 _بص حوليك يا عماد كدا شوف مين مناسب هتلاقى إنت راسك وعينك على منصب عقلك مش مركز غير فى 

إن الناس تقولك  يا حضرة النايب غير بقى اللى مدارى وراء البدله دى 


اشار نحو بدلته ورابطة عنقه بإستهزاء يعرف الآخر سببه إسترسل "فايز" محتقرا اياه :

_ سواد وغل ونص عقل وقلة حيا 

بص الناحيه التانيه هتلاقى اخوك التانى مش فاضى حتى لبته ومقدم شغله عن الكل ولادك الاتنين

واحد أول ما شد حيله شرب نفس غيرتك من اخوه  وعقله ما بقاش فى رأسه  كل همه إنه يبقى احسن 

منه حتى لو على حساب بت عمه، فى مين تانى يشيل مسؤليه عيلة الواصل معاها مسؤليه بلد غير زيد

ولد شاف قسوه من عمه ماشفهاش عيل من عيالك  دمه حامى محترم بيحسب خطواته عشان ما يغلطش 

وبرغم انك حاولت تقتله بغلك ما فتحش بقه وصان السر لحد اليوم من وهو عيل عنده عشر سنين سمع 

الكلمه ما تناهاش حتى امه ما تعلمش باللى عملته .


اقترب منه ليلاحظ عن قرب وجه المحتقن بالدماء وتفاعلات غيرته وحنقه وهو يذكر مميزات عدوه اللدود 

وهدر مضيقا عينه :

_ وفوق كل دا أنا اللى اختارته ولا يكون عندك رأى بعد رأيي يا سيادة النايب 


اشااح "عماد" وجهه عنه ليقول بابتسامه بارده :

_ لاء ازاى الف الف مبروك عليك ابن نادر 

هم ليغادره لكن قبل أن يتجاوزه صرح "فايز" بغلظه وكأنه يربيه من أول وجديد :

_ اياك تغلط تانى خليك فاكر إن الغلط المره الجايه مش فى مصلحتك .


____________عشقت امراة خطره سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه" _____


"بالاسفل"


نزلت "صبا" بحجاب قصير واستغلت الاخر الطويل على كتفيها ليس الامر بيدها لم تكن تعرف 

انه سيأتى يوما تتحكم عائلة بأكملها فيما ترتدى وتجبرها على الانصياع ،فور نزولها الدرج انتبهت الى 

مشهد درامى فى احد الزوايا ل "ونيسه " فى حضن زيد يواسيها على شئ لم تعلمه رأت "ونيسه" تبكى لاول مره

 فإقتربت لتسأل :

_ خير فى ايه ؟


لفت انتباه "زيد " المنشغل بالربت على كتف والدته وفور ملاحظة "ونيسه ل"صبا" اعتدلت فى جلستها 

ومسحت دموعها لتستعيد على الفور شراستها وهى تقول بحده :

_ منين هيجى الخير وانت هنا خربتيها وقعدتى على تلها يا بت بشرى 


نفخت"صبا" بصوت مسموع فتدخل "زيد" ليمنع الشجار المحتم بينهما خاصتا بعد نفى "بلال " وإقصاءه 

عن القصر امس :

_ خلاص يا أمى بلال هو اللى جابه لنفسه 

نظرت اليه "ونيسه" وهاتفته بلوم :

_ حتى انت كمان يا زيد هتدافع عن الحربايه دى 

فقد "صبا " اعصابها وردت عليها بحده بالغه  :

_ مين دى اللى حربايه يا أم اربعه واربعين 

انتفض "زيد" من مكانه على اثر جملتها فتراجعت "صبا" فورا خشيه من أن يتطاول عليها 

لكنه هدر محذرا :

_ اياكى تغلطى فيها مفهوم ولا مش مفهوم 


لوحت "صبا" بغضب تجاها لترد بتعصب :

_ مش هى اللى غلطت الاول 

واثناء اشارتها العشؤائيه ظهر من أسفل الحجاب ذراعيها دون قصد منها نفخ "زيد" بضيق واشاح 

بوجه بعيدا ليتسائل بدهشه :

_ مش عارف كانوا قيللك ايه عننا قبل ما تيجى كانوا مفهمينك انك طالعه مصيف مثلا 

لم تفهم "صبا" ماقاله فسألته بحنق :

_ انت بتقول ايه انت؟

اجفل وهو يدعك بأطراف اصابعه مقدمه رأسه وأمر بتعب :

_  اوووف ...اطلعى البسى عشان اخدك اجبلك لبس 

   

لم تجيبه لكنها لاحظت انزلاق الحجاب عن كتفيها وظهور ذراعيها  العاريتن بالكامل  التفت عنهم 

لتعود من حيث اتت ودون رد  .

بقيت "ونيسه " لتنظر اليه وتسأل بصدمه :

_ انت هتطلع معاها يا زيد مش كفايا اللى حصل لاخوك والله انتوا هتجيبوا أجلى 


هدئها "زيد" بأن أوضح :

_ يا ماما هو انا غبى هاخدها نص البلد انا هسافر نشترى من برا وهفيم العربيه 

لحد مانخرج 

نفخت "ونيسه "بغضب  لم تكن تريد هذا لكن امر جده نافذ كما أن تسهالها الذائد فى الملابس 

قد يخلق مشكلات كبيره مازالت تكرها وتخشى خطورتها وحدها من ذاق المر على يد والدتها 

وحدها من تحسب حساب كبير لها رغم صغر سنها   الأفعى الصغيره تكبروعندما تكبر الافعى 

تزاد الخطوره . 


_________________عشقت امراة خطره سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه"__________


بعد مده ,,,,


نزلت بسعاده الدرج لتتجه للخارج اخيرا ستغادر المكان خاصتا فى توقيت مثل هذا وبعد أخر مره 

مع "بلال" حرصت هذه المره على أن لا تسرف فى إطلالتها فلم تظهر خصلات شعرها كما اعتادت 

وإرتدت فستان طويل لكن لازالت اكمام فساتنها مشدوده  رائحتها تفوح بمبالغه لون احمر شفاها  

متناسب مع طلاء اظافرها ترسم أعينها بإتقان عيناها وحدها تشن حرب على دولة خطواتها الواثقه

لاتوحى بأن خلف هذه الجميله طفله هشه تخشى أى تلوح عابر طفله تخاف العنف وترهب الصراخ 

طفله لم تعش طفولتها بشكل طبيعى وامضت باقى عمرها تحاول ترميم ما أفسده الآخرين فيها

قاطع خطواتها المتلاحقه نحو البوابه صوت نداء :

_   صبا 

تراجعت لتلتفت إلى جدها وتجيب ندائه بـ :

_نعم يا جدو 

اشار لها لتقترب منه كان جالسا بنفس هيبته المعتاده على  أريكه جانبيه مسح إلى جوراه 

ليدعوها إلى الجلوس  إستجابت على مضض مع ترك مسافه كبيره خشية من تحوله المفاجئ

ظهرت إبتسامته هو يطالعها لثوان بحنو ليقول بنبره حنونه :

_ أنا قولت لإبن عمك أنك ما فطرتيش ووصيته يجبلك فطار من الحاجات اللى بتحبوا تاكلوها دى 

مطت جانب فمها وحركت رأسها بايماء قصير ، تهابه وتخشى تحوله على أى حال، لكنه زاد من حنوه

 أن رفع يده ليمسح على ظهرها بلطف لكنها تراجعت فورا بقلق تفهم جدها ما تخشاه فقال بهدؤء

 أسفا على نفورها منه بعد ما حدث :

_إنتى اتربيتى بطريقه غير اللى تناسب إسم عيله الواصل وغير كل اللى فى البلد هنا وانا مش بلوم عليكى 

ولاحتى على ابوكى بس انتى دلوقتى كبيره لو متعلمتيش  إزاى تحافظى على نفسك على الاقل اسمعى 

الكلام ربنا يهديكى 

اكتفت بالايماء وهمت لتنهض كانت تود الهرب بعيدا عنه  قبل أن تجيب بأى لفظ قد يستفز وحشيته 

فمنعها بأن قال حازما :

_ إقــعـــدى 

استجابت بهلع طفولى  وجلست ، لتسمح له ان يقول بإبتسامه :

_إصرفى وهاتى كل اللى انتى عايزاها بتجيبى بمالك ماحدش ليه فضل  عليكى  يا بنت الواصل 


ضمت حاجبيه لتستفهم فأوضح مبتسما :

_ انا كتبلك ثروة فى البنك بإسمك والفتره الجايه دى هعرفك املاكك كلها 

 حركت رأسها وسألته مخمنه :

_اعتبر دى مصالحه !

إبتسم  لها فالحفيده  الانثى ألطف ما قد برزق به الشخص لكنه رد بخشونه مسطنعه  :

_ جدك ما بيصالحش حد يا بت انتى 

نهضت من امامه لتقول بعفويه :

_ يا جدوا بقى انا هعتبرها كدا وابقى اول حد تصالحه 

بالفعل ابتسم لها ضعيف امامها وهى  كورده فى بستان كله ريحان وهو مغرم بأحفاده وبعائلته .


ركضت من امامه نحو سيارة "زيد" التى تعرفها ظنا منه انه فى انتظارها كما فعل من قبله "بلال"   

هى الاخرى تاخرت كثيرا فى التزين وصلت إلى سيارته لكنه لم يكن متواجد بها انت مفتوحه وفارغه 

فدلفت لتنتظره...............

 مر وقت طويل داهمها فيه الضجر لم يأتى فعبث فى ازرار المذياع الخاص بالسياره لتدمجه مع البث 

 مع هاتفها وتسمع بعض الموسيقى المجنونه لتنسي كل شئ وتندمج مع الصخب الذى يغطى 

على صخب أكبر فى روحها ...

التفت على حين غفله لتراه قادم من بوابه القصر الداخليه يبدو أن هناك من يبالغ أكثر منها فى الاهتمام 

بمظهره وإطلالته كان مرتب ومنظم ذو هيبه وجاذبيه نادره ذقنه الخفيفه مرتبه بعنايه تماما مثل شعره 

الذى يوحى بأن كل شعره يعتنى بها على الانفراد قميصه الابيض الناصع وبنطاله الاسود حذائه اللامع 

نظارته الشمسيه المتماشيه مع وجهه تجعله يبدو أنه نجم سينمائى يتهافت عليه المعجبين دون مبالغه 

إضافة إلى رائحه عطره السابقه لخطواته بأمتار رغما عنها علق نظراها عليه لكنه لم يكن ينظر بإتجاه شئ معين 

ينظر إلى خطواته متجهه نحو سيارته التى يعرف كم خطوه تجعله يقف أمامها دون عناء يحمل بيده جاكت خاص به 

وكذالك حقيبه يد صغيره تحمل بعض متعلقاته الهامه من بينها هاتفه 


دخل سيارته دون أن يلقى تحيه لكنه فورا تعجب من صوت الموسيقى الصاخبه التى تملئ سيارته دون معنى 

إنقبض وجهه بإشمئزاز  ورائحة عطرها النفاذه التى كادت تزكمه ادار محرك سيارته و هتف أمرا :


_اقفلى القرف دا

 التفت تنظر اليه وأجابته متشدده : 

_الله انا عايزه اسمع انت كمان هتحكم ع اللى هسمعه

إنطلق بقوة ورد  بإنفعال : 

_دى عربيتى وانا حر 

إنصاعت بضيق ورفعت هاتفها لتغلق البث وهدرت :

_خلاص هشغل تليفونى 


وضعت سماعات الرأس وبدأت  تندمج وتتمايل بغنج  لاحظه هو وإذدا ضيقه اغلق الزجاج حتى لا يراها احد 

وتسارعت انفاسه من احتجازه مع مجنونه تتمايل  رائحتها مع صورتها صباحا تتواتر على عقله مشاهد لا يعرف 

لها معنى ولم يجربها احد قبلها  تصارعت أنفاسه واذداد نبضه ورغم الصمت السائد الآن رأسه بها ضجيج لا يتوقف


  توتر بشده وفقد السيطره على ذاته  ومد يده خلع سماعات رأسها بعنف  وأمرها بعنف :


_احترمى نفسك بقى، عماله تتمايصى والواحد طايق نفسه بالعافيه

زعقت هى الاخرى من فرط تحكمه :


_الله مش انت الشريف العفيف اللى مش شايفنى ايه اللى يضايقك من تصرفاتى

أفقدته أعصابه بتصرفاتها الهوجاء فرد عليها وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق الذى 

 شق نحوه وجهتهم :

 

_انتى بت عمى وماشين على طريق ويعتبر فى الشارع  بذمتك دى  حركات واحده محترمه

ردت مستهزئه من حجته الواهيه لترد بضيق:


_انت قفلت القزاز ماحدش هيشوفنى واذا كان علي حته محترمه ف مافيش غيرك انت اللى هتحكم على تصرفاتى 

و انت شايف انى ما تربتش فمش فارقه بقى لانى ما يعنيش إنت ازاى شايفنى؟


على فجأه أوقف سيارته لتحدث صريرا عاليا وجعل جسدها بالكامل يندفع للامام صاحت بفزع من مباغته 

ليلتف بنصف جسده يقول حازما  :

_ لاء لماضه مش عايز وطولة اللسان اللى أنتى ممشياه مع الكل بلاش تجربيها معايا 

لأنى  هقصهولك ,,,,,زى ما تقولى كدا أنا غشيم 

رمقته بتحدى لكن مع الاستمرار بالنظر فى عيناه بالفعل خشيته ،ظلام عينه يبتلعها دون رحمه 

ودون أدنى مجهود منه إلتف وجهها عنه ونظرت امامها وأطبقت يدها على صدرها بإعتراض 

صامت  وتركته بانصياع تام لكل ما أراد.


عاد هو الآخر ليتحرك ثم سأل بنفاذ صبر وكأنه مجبر على ذلك  :

_ تفطرى بيتزا ولا كريب 


رفعت إحدى حاجبيها بإندهاش لكن مع معاشرتها لهذه العائله لا شئ مستحيل تضورها للجوع 

أنساها العناد فأجابت بإستمتاع :

_ بيتزا

لم تلاحظ أى تغير على وجهه واستمر بالقياده  دون إجابه حتى ظنت انه لم يسمعها فكررت 

أجابتها لتتاكد من إستماعه :

_ بيتزا 

بإقتضاب شديد اجاب :

_ حاضر 

ظل كما هو عينه مثبته على الطريق لا ينبث فمه بأى كلمه فقط انفاسه هى ما تثبت وجوده على قيد 

الحياه وكأن ما يسير فى عروقه ليس بدماء بل ثلج قطبى وضعت سماعات رأسها من جديد 

لتستمع إلى أى موسيقى  هادئه وتسترخى وهى ترى السياره تطوى مسافات بعيده عن تلك المدينه 

التى دخلتها وكأنها تنجو بدأت تتنفس بسعاده أخيرا خرجت من منفاها .


مدت يدها لتفتح الزجاج وتنعم بنسيم الهواء الطلق لكنه كان مغلق تماما بواسطته فالتفت لتطلب منه 

بضيق :

_ ممكن تفتح الإزاز 

ثوان مرت وهو على نفس حالته دون إهتمام لوجودها أمامه أو حتى  إثبات سماعها بعدها ضغط أحد الأزرار

الجانبيه ليسمح لها بإستعمال النافذه أخرجت يدها لتمسك الهواء وتلوح بفرح للنسمات التى تمر بين أصابعها 

كم كانت فرحه بأقل الأشياء  كمن يملك الدنيا وما عليها بينما هو عابث تماما يلاحظ حركاتها المجنونه وابتسامتها 

الطفوليه التى تنبثق على وجهها بالمرآه يالها من صدفه عجيبه  تجمع بين اكثر شخص محب للحياه  رغم قسوتها 

مع ميت لا يجيد الاستمتاع بكل ما يملك ، لم تحصل فقط سوى على الهواء وسعيده بهذا القدر تضرب بالحائط 

كل النظريات عن السعاده وتثبت أن السعاده تكمن بدواخلنا وتنبع من أعماقنا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع 

عشقت إمرأه خطره_سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبه "

صفحة بقلم سنيوريتا   


  


حلوه الحدوته يا حلويات ولا إيه ما تنسوش الجروب مفتوح لتعليقاتكم وتوقعتكم وصوركم الحلوه إبهرونى

الثامنه


إلى أقرب "مطعم " أخذها "زيد" وإشترى لها بيتزا كانت سعيده جدا أنها تتناول بيتزا بعد مده طويلها


قضتها فى تناول طعام منزلى تقليدى كانت من عشاق الوجبات السريعه وإشتاقت فعلا لها لكن من


ضمن القواعد التى تطبقها "ونيسه" أن لا يدخل المنزل أى وجبات خارجيه نهائى وهذا شامل اولادها


لم تفكر فى شئ وهى تلتهمها بنهم ولم تلاحظ حتى متابعته لها حتى تذكرت شئ معين فطرحته وهى


تلوك الطعام بين فكيها :


_ إنت إزاى عرفت إنى بحب البيتزا والكريب


ظل على نفس ثباته واجاب بهدوء وثبات :


_ انا ما اعرفش إنتى بتحبى إيه ولا مهتم أصلا باللى بتحبيه


توقف الطعام فى حلقها وقد إستائت من رده الجاف وبرودة أحاسيسه لمواجهة فتاه بهذا الجفاء


والغطرسه ،حاول تصحيح ما قاله عندما لاحظ توقفها عن الطعام فأردف بنفس التعبير الغير مبالى :


_ اكيد حد بعقليتك دى بيحب حاجات زى كدا


تركت ما بيدها ومسحت اطراف أصابعها وهى تقول:


_ لاء ما تحاولش إنت جيت تكحلها عمتها


نهضت من جلستها فتحركت عينه منها وهو يجلس بمكانه ثم هتف أمرا :


_ إقعدى


لم تنصاع لأومره وهتفت بضيق :


_ شبعت


ثبت نظراته على وجهها وقد ظهر الغضب على عيناه محذرا إياها من الرفض ووضعه فى موقف


محرج خاصتا أنها وقفت وقد لاحظ الجميع هذا ، أمرها بشده رغم خفوت صوته :


_ إقعدى مكانه ولما تكونى فى مكان عام مع شخص اوعك تقفى وهو قاعد وبذات انا إياكى تتخطينى


جلست مرة أخرى وتحدثت بعصبيه شديده لأومره المستمره والتى ما عادت تطيقها :


_ هو انا جاريه عندك جايبها من سوق العبيد اقعدى ما تلبسيش كدا اقفلى الاغانى اقفلى الشباك


ايه فى ايه حد قالك انك اشترتنى ؟


اشار بعينيه الى كلا الجانبين وقد إنفعل لانفعالها وهتف محذرا :


_ وكمان صوتك ما يعلاش


وقبل ان تستأنف عصبيتها أردف هو بحزم شديد :


_ اياكى تقولى حاجه تانى الناس ابتدت تبص علينا صحيح إحنا مش فى البلد


لكن المكان دا بأجيلوا كتير ما تشوهيش صورتى وخلى بالك انا قائد الرحله وممكن فى أى وقت


ألغيها ونرجع تانى لو حسيتك ممكن ما تلتزميش بقوانينى


صرت على أسنانها من فرط الغضب تكاد تقلب عليه الطاوله بما فيها أغضبها بشكل غير


مسبوق كما فعلت هى ايضا به لكنها كانت مرغمه للإذعان له هذه الفرصه لا تعلم متى


تتكرر سحقت كلماتها أسفل أسنانها وهى تسأله :


_ وإيه هى القوانين يا سيادة المستشار


لم يهتم لعصبيتها التى تخفيها ولا لإستهزائها الجلى المهم أنها إنصاعت وهذا مؤشر جيد


مع عنيده مثلها،دس يده إلى جيبه وأخرج علبة تبغ وتناول منها احد الفافات، إندهشت من بروده


تاره وتاره أخرى من معرفتها لإعتياده على التدخين ،تأنى هو فى إجابتها حتى أشعل ما بيده وبدأ


يسحب أنفاسها بهدوء أخيرا قال وهو يخرج الدخان من فمه :


_ صوتك ما يعلاش دى أهم حاجه بلاش أى تصرف يلفت النظر لينا ولما ندخل المول ما تبعديش عنى


وممنوع هئ ومهئ وحاجات الهبل اللى بطق فى دماغك فجأه دى إسألى قبل ما تتحركى وفوق دا تسمعى


الكلام


تسألت بإستهجاء :


_ ياسلام كل دا عشان حتة مشوار


إنشغل بنفث دخان سيجارته وهتف ببرود إعتاده :


_ خلاص يلا بينا يرجع


يعرف أنها مجبره لكى تظفر بجوله ممتعه بالنسبه لها بعد ما عرفت ملل القصر حق المعرفه نظرت له


بضيق فقال بجديه :


_ مقابل دا هجبلك اللى إنتى عايزاه ومش هستعجلك ولو سمعتى الكلام هغديكى فى مكان أحسن من دا


مخالطة رأفته مع شدته و الحزم تشتت عقلها ، لم تعش من قبل هذا الحزم ولم تشعر بأن هناك شخص


واحد على هذه الكره الارضيه يهتم لأمرها حتى والدها ولم يستخدم معها احد الحزم للحفاظ على مظهرها


امام الناس لذا ما يفعله "زيد" غريب بل أعجوبة حياتها لكنها مجبره على الالتزام .


__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد________


"فى القصر "


عادت "بثينه" صباجا إلى "ونيسه" لتحتسي معها كوبا من الشاى وتتحدث معها فى أمر هام


بدل ملامح "ونيسه" وزادها صدمه عندما كررت كلامها بصدمه :


_ بتقولى إيه ابوكى انهارده كان فى الشهر العقارى


اجابة "بثينه " وهى تحترق وتلطم فخذيها بحسره:


_ ايوا يا ختى جوزى قابله هناك وقال إيه رايح يكتب لبت بشرى املاك


شوفتى المرار الطافح اللى جاه علينا


تحركت "ونيسه "فى مكانها بعصبيه قائله :


_ دا معملهاش مع حد غير "زيد" بس "زيد" حاجه تانيه "زيد "ابوه ميت


التفت لها "بثينه" وصاحت بها غاضبه :


_احنا هنفضل قاعدين كدا نولول ومالنا وحالنا وعيالنا بيروحوا بسبب حتة بت عرفت تاكل عقله


"ونيسه "كادت أن تطلطم وجنتيها وهى ترد عليها :


_ نعمل ايه نعمل ايه ؟


فتحت "بثينه" عيناها وهدرت بشر:


_ لازم تغور فى داهيه بأسرع وقت وبأى طريقه


هزت "وونيسه" رأسها قائله بجديه :


_ انا معاكى فى أى حاجه دا بعد عملتها مع بلال عايزه امحيها بأستيكه


سألتها وكأنها إنتبهت لشئ ما كان غائب عنها :


_ قولتى لأخوكى عماد


أجابتها "بثينه " :


_ ايوا وقالى لما يجى هيتصرف


قالت "ونيسه " بزنق :


_ وهو يعنى هيعمل إيه ؟ دا ما قدرش يفتح بقه وأبوا بيطرد إبنه يا حسره قلبى عليك يا إبنى


هتفت "بثينه" لتهدئها :


_ إصبرى بس أهو يبقى معانا وعلى فكره هو قال هيروح لبلال إنهارده وهياخده أكل وحاجات


وهيبات معاه كمان


وكأن قلب "ونيسه " إرتوى لا شئ أعز عليها من أولادها مهما غلت قيمته أولادها عندها فى مكانه


عاليه نسيت ما بدر منه صباحا وهتفت متهلله :


_ بجد ربنا يهديه ويرضى يبات معاه يومين


ضيقت عينها بثينه وسألتها بعدما فهمت شئ من طريقتها فى الحديث عنه :


_ شكلكم اتخانقتوا ,,,,,, تانى يا ونيسه مش هتكبرى بقى


اشاحت "ونيسه " وجهها منها خجلا وضيق لا تريد التحدث عن الامر مهما تحدثت لن يفهمها أحد


ولن تكون عندها القدره لشرح كل ما تشعر به "احيانا الصمت يكن راحه كبيره من مجادلات البشر فيما لايعلمون "


________جميع الحقوق محفوظه لدى بقلم سنيوريتا ياسمينا "الكاتبه"______


"فى متجر الملابس "


بدأت "صبا" جولتها مع "زيد" اتخذ جهه معينه وبعد مرور كم هائل من متاجر الملابس الصيفيه


الجميله والشبابيه وجدت نفسها فى فى قسم العبايات السوداء وملابس لا تناسب مرحلتها العمريه بالمره


إنفرج فمها وتوقفت مكانهاو شهقت بصدمه جعلته يتراجع عن خطواته التى سبقها بها متسائلا بجديه :


_ فى إيه ؟ وقفتى ليه؟


نظرت له مصدومه من إصراره على التقدم وسألته بدهشه:


_ إنت مش عارف إنت جايبنى فين ؟


نظر أمامه دون إهتمام وأجاب بإستفزاز :


_ اه عارف


ضم حاجبيه وأردف بإستهزاء:


_ هو أنتى كنتى مفكره إنى هجبلك مايوهات ولا حاجه


ضربت الارض بقدمها وإشتعلت جنونا عندما صرحت بسخريه وضجر :


_ لما البس دا وانا فى عز شبابى هلبس إيه وانا أرمله


استدار عنها وهو يقول بجديه :


_ دا الموجود ومافيش غيروا


ركضت لتقف بوجه فجأه وبغته جعلته يتراجع لحفظ المسافه نظر لها بقوه متسائلا :


_ هنرجع تانى لشغل العيال؟ إحنا إتفقنا على إيه ؟


نفضت رأسها بكبرياء وقالت بطفوله :


_ إنت قولت لو سمعت كلامك هتجبلى اللى انا عايزاه


قاطعها بأن أوضح :


_ إلا فى اللبس إحنا جاين عشان نجبلك لبس يسترك مش لبس المصايف اللى جايباه معاكى


زمت شفاها بيأس،إقناع هذا العنيد مهمه مستحيله لكن هناك فكره جيده لتمرح ولو قليلا


رفعت أحد حاجبيها وهتفت بإصرار :


_ خلاص طالما دا إختيارك يبقى هات الللى إنت عايزه أنا هروح أشترى حاجات شخصيه وأرجع


من المحل اللى جانبك


رغم محاولة إحراجها له بإيجاد حجه مناسبه للانفصال عنه لكنه بالطبع لن يتركها تبتعد عن نظره


فى مكان واسع كهذا إن ضيعها تصبح كإبره فى كومه قش اشار بذقنه للداخل قائلا :


_ على جوا لما نخلص هنا هبقى أوديكى تشترى اللى إنتى عايزها


وضعت يدها سريعا على فمها واعطته نظره بريئه لتصنع الخجل قائله :


_ بقولك حاجات شخصيه إزاى يعنى تيجى معايا ؟


نفخ بضيق واشاح بوجه عنها وقوفها امامه بات يزعجه وصاح بنفاذ صبر:


_ هبقى استناكى برا يلااا امشى قدامى .


صرت على اسنانها وركلت الارض من جديد وتحركت من امامه لتعنته كثير فى رأسها


لكن لسانها كان صامت، تولى عنها المهمه بالكامل لقد اختار لها الكثير من الملابس الفضفاضه


السوداء هى كانت مجرد اداه للقياس كلما وجدت قطعه واحده بمقاس مناسب يعترض، حتى وقفت امامه


من جديد متمسكه بإحدى القطع قالت وهى تلتف حول نفسها :


_ مالها دى ما مظبوطه أهى


أجاب بإصرار وهو يجلس امامها على احد الكراسى القصيره الموجوده بجانب غرفه القياس :


_ ما هى عشان مظبوطه ما تنفعش


امسكت برأسها وكادت تصرخ من فرط التشدد الذى يجبرها عليه لتقول بزنق :


_ يعنى ال99 قطعه اللى حبتهم على مزاجك كلهم اكبر نمرتين عن مقاسى يا مفترى


والقطعه دى هى مش عايز تجيبها


زفر وهو يقول :


_ ضيقه


_ مظبوطه


اكد بعناد وهو يحذرها بعيناه من مجادلته فيما يراه :


_ قولت ضيقه


وضعت يدها فى جنبيها وإقتربت منه ومالت إليه بجرأه لتقول بتحدى والعناد يقطر من كلماتها :


_ هأخدها يا زيد وإلا هشتكى لجدو


رفع أحد حاجبيه وسأل بسخريه :


_ بتهددينى ؟


إقتربت أكثر دون إكتراث لتكرر عنادها دون أن تخشى شئ :


_ أه


الحقيقه أنه قاوم ان لا يفعل بها أول فعل جال برأسه لكنه أشاح وجه عنها وهتف بإنصياع غاضب


رغم مرونته :


_ خلاص خديها ابقى نامى بيها


اخيرا ابتعدت عنه لتعود الى غرفه القياس قائله بإنتصار :


_ قال أنام بيها قال دا انا عندى بجاماتى وأرنايبى قمر


نفخ انفاسه دفعه واحده كادت تخرجه عن طوره لكن جيد أنه مازال يحتفظ بعقله امام كتلة الجنون


والجاذبيه هذه ,,,,,,,,,,,,,


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,خرجت من هذا القسم اخيرا


وإتجهت إلى قسم الادوات التجميليه بالفعل إنتظرها "زيد" بالخارج


وظلت هى تتجول بالداخل القسم الواحيد القادر على نسيانها العالم بأكمله إنتقلت من شئ لشئ


وجربت أشياء عده وإختارت ألون جديده لاحمر الشفاه وكذالك طلاء الاظافر وانتقت عطور لاحصر لها


ومرطبات البشرة ذات رائحه نفاذه التى تعشقها و إنتقت زيوت وشامبوهات خاصه للعنايه بالشعر المعجد


هؤلاء إشترتهم خصصا ل"مريم" لقد ظلت برأسها لكى تعود إليها محمله بهدايا وكل ما ينفعها، ساعات قضتها


بالداخل دون الشعور بالوقت حتى سأم "زيد" من إنتظارها ودخل إليها،ظل يبحث عنها بالمكان حتى لمح ظهرها


من بعيد هرول تجاها بضيق من تبطأها أمام رفوف الكريمات وعلى فجأه أتى من خلفها ليناديها بقسوة :


_ إيه دا كل دا بتعملى إيه ؟


انتفض من مباغته واسقطت ما بيدها سريعا تهشمت العبوه تماما وأحدثت ضجيج جذب على أثرها الانظار


أجفل هو من ذلك فوضعت يدها على جانبى رأسها وقد إنتابها رعب من أن تعاقب كما إعتادت من وهى صغيره


لازال الماضى قادر على إفساد أكثر لحظاتها إستمتاعا لتقول برعب جلى ودون تفكير :


_ أنا أسفه


تعجب من إعتذارها الذى لا داعى له خاصتا وهو المتسبب لكنه لم يدقق بالامر كثيرا لقد كان همه


الوحيد هو الخروج وإصراف نظر الجميع عنهم هتف دون إكتراث:


_ ولا يهمك هدفع تمنها


عاد من جديد لطرح نفس السؤال :


_ اتاخرتى كدا ليه ؟


اجابتة بعدما استعادت توازنها :


ـ كنت بشترى حاجات


امسك بحقيبه المتجر التى انتقت بها عدد هائل من المنتجات المتنوعه والمختلفه ألقى نظره سريعه


لكل ما تبضعته ونظر حوله ليقول بسخريه :


ـ سيبتلهم إيه فى المحل بقى ؟


رفعت حاجبيها دون إكتراث وقالت بتفاخر :


- جدو قالى إشترى اللى إنتى عايزه


تعجب من اصراها على التحامى بجدها طوال الوقت على الرغم انه بالامس من أفلتها من يده ومن عقابه


بعدما كانت تحت رحمته لا حول لها ولا قوه :


- كدا على البركه


امسك من يدها الحقيبه المعدانيه ليحملها لاحظ اسم كريم تصفيف للشعر المجعد يستخدمه لنفسه فسألها


بعفويه :


_ إنتى جايبه الكريم دا لمين ؟ إنتى شعرك ناعم مش محتاج الكريم دا ؟


ضمت حاجبيها وقد إندهشت من ملاحظته لنوع شعرها ،شعر فورا بالحرج عندما طالعته بمثل هذه


النظره الغريبه وعلامات الشك المريبه فجعلته يبرر :


_ انا اقصد إنى بستخدمه لشعرى، دا بتاع الشعر الكيرلى


هتفت على مضض دون أن تنظر اليه :


_ جايباه لمريم وارجوك ما تقلبش فى الحاجات فى حاجات مش هتبسط لما تشوفها


نفخ بضيق ودفع إليها الحقيبه المعدنيه من جديد لتحملها بنفسها وسبقها للخارج فتبعته


وقبل أن تخرج نهائيا من المكان رأت إمراه تقاطعه تبدو كعارضات الازياء ولاحظت انه


يتجاوب معها فأسرعت فى خطواتها حتى تعرف ماذا تريد ومن هى بالنسبه له ليقف ويحادثها


"زيد الواصل" بهذه الأريحيه فورإقترابها إنقطع حديثهم حيث إختفت إبتسامه الشابه وهى تنظر بإتجاه


"صبا" متسائله بفضول :


_ من دى يا زيد؟


اجاب وهو يلقى نظره خاطفه إلى جواره :


_ دى بنت عمى حسين


ابتسمت الاخرى على مضض ومدت يدها لتصافحها قائله :


_ فرصه سعيده


اجابت صبا برود:


_ انا اسعد


شرعت الاخرى فى المغادره وهى تناوله كرت صغير مذهب الاطراف :


_ ارقامى كلها عليه لو مش هاشوفك قريب ياريت أسمع صوتك


التقطت منها الكارت وهو يبتسم ابتسامه خفيفه قائلا بذوق :


_ اكيد يا ميرى


غادرتهم الاخرى وبقيت "صبا" تنظر له نظرات شك أيعقل أن يكون "زيد" الذى يدعى الزهد


يحاول تكوين علاقات نسائيه من خارج العائله ولما لاء وقد إعترف صباحا أنه يأتى هنا كثيرا


الشك غزى قلبها وشدة ملاحظته كل التفاصيل الدقيقه حتى بنوع شعرها أقلقتها ليس على نفسها


بل كل تفكيرها كان يصب تجاه "مريم" ماذا سيكون مصيرها إن تزوج ابيها بأخرى سوف تعيش


نفس المعاناه التى عاشتها مع زوجه ابيها ستذوق ويلالت لا تتمناها ابدا لها ،مع شرود رأسها لم تلاحظ


نداء "زيد" المتكرر لها حتى وقف بوجهها وقال بتعصب :


_ انتى يا بنتى انتى مش سمعانى ؟


ردت"صبا" بشرود :


_هاا


كرر بضيق :


_ عايزه حاجه تانى ولا نمشى ؟


نفضت رأسها لتستجمع شتات عقلها وتجيب :


_ ايوا عايزه شيكولاته وحاجات من الماركت


وقبل ان بستدير عنها سألته بدهاء:


ـ مين دى اللى كانت بتكلمك


رمقها بإستعلاء وكأن ليس من حقها أن تعرف فأردفت محاولة اخفاء فضولها :


ـ اصل هى عطيتك الكارت بتاعها مافيش حاجه يعنى لو قولتى اصلا عادى انا كمان


لو حد إدانى كارت إنت مش هتوافق مش احنا ولاد عم برضوا


استدار عنها ليقول دون إكتراث :


ـ اطمنى لو حد عبرك وإداكى مارت مش هسألك.


تقدم امامها ليلبى رغبتها الطفوليه انتقلت بين الارفف لتنتقى لها ولمريم بعض الاشياء المميزه


التى جربتها من قبل وكانت بمثابة هرمون سعاده لم تكتفى بهذا بل انتقلت إلى متجر الالعاب الخاص


بالاطفال وقبل ان تدلف للداخل سأل "زيد" بسخريه :


_ هو حتى دا كمان ما سلمش منك عايزه ايه من هنا ؟


وقفت لتجيبه بضيق لقد بدأت لا تستصيغ جداله وتحكماته بها :


_ عايزه حاجات لمريم


طالعها بدهشه لثوان ثم إختفت ليحل محلها الضجر من إهتمامها الزائد بطفلته :


_ طيب يا ستى شكرا مريم عندها كتير


قالت باصرار:


_ اللى عندها مش مفيد انا هجبلها حاجات مفيده تنمى مهارتها


رد عليها بجفاء:


_ لاء يبقى انتى فعلا ماشوفتيش السطح بتاعنا


كادت تجن من عجرفته وتكبره لو لم تجرب من قبل سخائه فى دفع مبالغ طائله دون ضجر


أو لوم لأجزمت انه بخيل كان عليها إقناعه بأى طريقه وكان الهدوء اقصر طريق :


_ من فضلك ممكن تدخل تنقى معايا واللى موجود عندها تبلغنى بيه


لم يكن يرفض هدؤئها وطريقتها المهذبه فى الطلب لم يعتاد عليها بهذا التهذيب وقبول رغبتها


سيكون بمثابه محفز جيدا للاستمرار بهذه الطريقه، سمح لها وتابع اختيارتها بالفعل كان تركيزها


على العاب ذات فائده لتنمية الحواس اغلبها لم يكن موجود لديها تبادلت معه بعض الاراء واندمج


معها وهى تشاركه ما يخص ابنته لم يسبق ان شارك احد هذا الامر إنتقى لها الالوان التى تحبها


إبنته وساعدها فى اختيار الدمى التى تفضلها "مريم" وحقيقى أنه كان من داخله سعيد جدا


لمشاركتها الحنونه التى جعلته يشعر انه ليس وحده من يتحمل مسؤلية طفلته التى بقيت له من الحياه


اخيرا إنتقى هو دميه صناعه يدويه ذات عيون واسعه عسليه اللون تحمل شعر حقيقى باللون البنى


وثغر كحبه الكرز تأملها كثيرا وتلاعب بخصلاتها بين أطراف أصابعه وشرد بها كثيرا حتى سأله


البائع :


- حضرتك هتشترى دى كمان ؟


أجاب على الفورودون تردد :


_ أيوا


بالفعل وضعها البائع فى صندوق خشبى صغير مبطن بالستان و يشبه الفراش المكسى بخامه اخرى


ثقيله تحتها طبقه سميكه من الاسفنج كانت "صبا " فى الوقت هذا منشغله ببعض الكتب وتنتقى


قصص قصيره للاطفال ولم تلاحظ ما إشتراه "زيد" وحده ودون تدخل منها


اخيرا انتهت وطالبته بالغداء الذى وعدها به إن نفذت كل أومره وعلى الرحب وافق ليذهب بها


إلى أحد المطاعم الراقيه بالمنطقه وتركها تختار ما تشاء وتنتقى كل ما تحبه من لوحة الطعام


بعد مده قصيره استغلتها "صبا" فى إلتقاط بعض الصور لنفسها بأوضاع مختلفه وتعبيرات مختطله


وكأنها توثق لحظات حياتها بجميع مراحلها لاحظ "زيد" ما تفعل لكنه تظاهر بالانشغال بالنظر


الى شاشة هاتفه ومتابعة اعماله التى تلاحقت عبر الرسائل الخاصه دقائق وأتت وجبتها الساخنه


وعلى إثرها رفع "زيد" رأسه عن شاشه هاتفه فإعتدلت سريعا لتنكر ما كانت تفعله وتستقيم بإعتدال


لتتاول طعامها معه فى صمت ,,,,


_ زيد اخبارك إيه وحشنى ؟


كان تدخل من صوت خشن ماكر رغم حميمه ما يقول رفع "زيد" وجه نحو مصدر الصوت


إنه إبن عم جده "رياض" رجل كبير فى العمر لكنه فى منتهى الشباب العالم باسره يكبر وهو


كما هو لا يوجد بوجه أى خط تعبيرى لعدم إصداره أى ردة فعل لأى موقف الكثير يحسده


على شبابه الدائم وبروده اعصابه عينه كانت كالمرصاد وبسرعه شديده إلتقط "صبا" المهتمه


بطعامها الآن ربما منحته نظره خاطفه دون إهتمام لكنها كانت قادره على إعادته خمسين عاما للخلف


صافحه "زيد" وإهتم بأن يحجب نظره عنها لكن الاخر ابتسم وسأل ببرود :


_ جدك اخباره إيه ؟


باقتضاب شديد رد "زيد" :


_كويس


لم يمنع فضوله من النفاذ والسؤال الذى يخمن إجابته قبل أن يطرحه :


_مين اللى معاك دى ؟


لو كان بإمكان "زيد" أن لا يجيبه لفعل لكن نظراته المُصره تعرف الاجابه قبل نطقها لذا اخباره


من عدمه لن يشكل فارق خاصتا ل"رياض" تنحى "زيد" من وجه ليقدمها له قائلا بضيق :


_ صبا بنت عمى حسين


تجاوزه "رياض" ليقترب منها وقد لاحظت "صبا" لمعت عيناه ولهفته وهو يمد يده ليلتقط يدها


هاتفا بدهشه :


_ بنت "بشرى" اجمل ست مرت على الارض وعلى قلبى


وضع يدها بين يديه وطالعها بإنبهار كأنه يعاين جوهره ثمينه عيناه فقط هى التى كانت تتحرك


بينما هو ثابت كالتمثال الرخامى سألت "صبا" بدهشه ممثاثله لدهشته :


_ انت تعرف ماما ؟


اجاب بسعاده :


_ إلا اعرفها دى بشرى تعرفى انك نسخه تانيه منها بس هى كانت الاصل


انهى جملته بإبتسامه جعلتها تبتسم ،ابتسامتها اللذيذه التى تجعل عينها تختفى وترفع وجنتيها


التفاحيه لأعلى لم يرى "زيد" هذه الابتسامه الآثره من قبل ابتسامتها هذه تحمل الكون أجمع


ذنب إختفائها مع شرد "زيد" بها إندمج "رياض" وإنفرد بصبا ليحاكيها ولمده ثوان معدوده


قد كون معها علاقه وطيته انتهت بأن وضع الكارت الخاص به بين راحت يدها قائلا بسعاده :


_ لو إحتاجتى أى حاجه كلمينى


التف "رياض" لزيد"ليشكره :


_ شكرا ليك يا زيد


لكن "زيد" أوقف وتشبث بذراعه ليمنعه من الذهاب و بصوت منخفض شديد التحذير أخبره :


_ خلى بالك جدى مش هيرحمك لو لعبت فى عقلها


ابتسم الاخر نصف ابتسامه ماكره ورد عليه بثقه :


_ دا متوقف عليها هى


غادره فورا دون إهدار المزيد من الوقت ليعود للجلوس على الطاوله ويستمع ل"صبا" وهى


تمدحه قائله :


_ لطيف اوى عمو رياض


حذرها "زيد " بلهجه قاطعه :


_ اوعى يخدعك المظاهر


عادت لالتهام طعامها وهى تقول دون إكتراث:


_ على الاقل لاقيت حد بيحب أمى فى البلد دى


لوحت له بالكارت لتخبره أنها هى الاخرى حصلت على كارت مثله حركه كيديه صادفها بها القدر


فلم يستطيع "زيد" ان يأكل أو حتى مناقشتها هناك اشياء مهما منعت الانسان عنها سيظل متعلقا


بها بحماقته، تماما مثل التحذيرات الخطره فوق علب التبغ الجميع يعرف خطورتها لكن مدمنيها


لايعيرون إهتمام لمخاطرها ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع


عشقت إمرأه خطره_سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه"


إنهارده  ما تنسوش مسابقه احلى تعليق هيتنشر على الجروي بتاع محبين سنيوريتا وهنتبسط كلنا ما تنسوش كمان رياض


لانه ليه دور مهم فى وقت مهم


"التاسعه" 


عادت "صبا" إلى القصر معها الكثير من الحقائب لم تجد من "زيد" أى تسليه طوال الطريق فهو على مدار الساعه

 ونصف التى قضتها فى الطريق صامت وممل لأقصى درجه ولا تعرف كيف لشخص يصمت كل هذه المده ولا يجن 

فتحت باب  السياره لتتحرر منه وقفت لتتنفس الهواء المنعش لثوان وجدته يقف بجوارها ويهتف دون أن ينظر بإتجاهها :

_ ياريت ما نشوفش لبس المصايف بتاعك تانى 


 لم تنظر تجاه هى الآخرى إكتفت بتحريك نظرها إلى جانبها وقررت تجاهل حديثه يبدو أنه لم يلاحظ ركض

"مريم " فى الحديقه بإتجاهم فهرولت "صبا " من قبله  لتقبلها بمحبه وحماس ،حملتها عن الارض ودارت 

بها فى الهواء بات هذه الطفله جزء من مسؤليتها خاصتا بعد شكها فى "زيد" ونيته فى  البقاء عاكفا على تربيتها 

هتفت بسعاده :

_ دا انا جبتك حاجات تحفه 


إصتدمت ب"زيد" أثناء دورانها فأجفل يقاوم غضبه منها دوما متهوره لا تحسب أى تصرف قبل أن تفعله فدوما عواقبها 

كارثيه ،كإصتدمها الآن فى وسط صدره واستمرارها بالثبات حتى الآن اخيرا  إنتبهت حتى إبتعدت لتعتذر عندما لاحظت   فى عينه وتهويله للامر :

_ أسفه 

مد يده ليخطف "مريم " من احضانها قائلا بزنق :

_ هاتى مريم 


 فتراجعت لتمنعه من هذا هاتفه :

_ سبها معايا عايزه اوريها الحاجات إللى جبتها 


أصر على موقفه ومد يده يخطفها عنوه هادرا بعصبيه :

_ بعدين انا عايز ارتاح 

  

أفسد مزاجها بحرمانها من "مريم" وانصرف ،صعدت من ورائه نحو غرفتها أو سجنها الذى فرض

عليها مؤخرا 


فى الجانب الآخر 


فى طرف الحديقه كانت تجلس  "ونيسه" و"بثينه" يتابعان الموقف بدقه و إستنكرت  "بثينه" 

هدوء  "ونيسه" وهى تتابع الموقف وكذالك عدم إعتراضها على خروج الاثنان معا فخرجت 

عن صمتها موبخه إياها :

_ إنتى قاعده كدا ولا على بالك إزاى مش خايفه على زيد من الاعيب المسخوطه دى 

 إنتى مش عارفه سحر بشرى 


ظلت "ونيسه" هادئه وهى تضع اطراف اصابعها على وجنتها وتجيبها بهدوء :

_ مش على "زيد" لو عملت ايه" زيد" عمروا ما هيبصلها 


صاحت "بثينه" بإعتراض :

_ يا شيخه وهى بشرى كانت دخلت وسطينا إزاى ؟


زفرت "ونيسه" وهى ترد عليها دون حفاوه :

_ زيد ما عندوش قلب اصلا وعمروا ما هيفكر فى اى حاجه من ناحيتها وحتى لو فكر 

مش هيقول عشان جده ما يحكمش عليه يتجوز نهى إبنى وانا عارفاه 


نهضت "بثينه" من جوارها وهى تقول بنفاذ صبر :

_ على راحتك عموما حطى عينك عليها كويس  وانا بكرا هكلم ابويا أخدها عندى شويه


هتفت الأخرى بحماس  :

_ تبقى عملتى معروف 


بعد ما فعله "فايز" مع "صبا" وكتابة أملاك خاصه به  لها  بات تخاف وجودها بينهم أكثر من ذلك  


__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة الكاتبه سنيوريتا يا سمينا احمد ________


"فى المزرعه "


هذه مزرعه "المواشى الكبرى " الخاصه بجده أرض واسعه نائيه تبتعد عن المدينه بمسافه شاسعه 

وجود أى شخص معتاد على العيش فى المدينه يعتبر أكبر عقاب له لاقيمه للهواتف لأنعدام الشبكه

تماما المياه المعتمده غير نظيفه لا شئ سوى الحيوانات لا يوجد  سوى العمل الشاق كعقاب قاسى 

ومهين لشاب كان يعيش حياة كريمه ولديه كل سبل الراحه.

 وصل "عماد" لولده بعد قيادت ساعات كان فى حاله يرثى لها وفور سماعه الى صوت محرك سيارته

 ركض بإتجاه غير مصدقا حضوره  تحرك والده هو الاخر نحوه فتح ذراعيه المحمله بالاكياس إنزعج من

 رؤيته فى هذه الحاله كالجرو الجرب، ليهتف  محاولا الابتسام :


ـ وحشتنى يا واد 

احتضنه "بلال" وانهار فى البكاء عندها تمالك والده اعصابه من الانجراف فى البكاء معه وهتف مستنكرا :

ـ اجمد كدا يا بلال فى ايه انت راجل ياد قدها وقدود 


ابتعد عنه "بلال" ليهدر ببكاء :

ـ  يرضيك رميتى كدا يا بابا انتوا ناوين تسيبونى كدا لحد امته 


زم "عماد" شفاه بضجر فهو لا يعرف موعد ليعده به لكنه كان يملك من الحيل الخبيثه التى قد تنجد ولده من كل 

هذا الضياع ،هدئه قائلا :

ـ تعال بس نقعد وشوف جبتلك إيه ونولع نار عشان الناموس ونتكلم 


انصاع "عماد" غيره أنه كان زاهد فيما يقدمه والده جلس معه حول النار وبدأ "عماد"يسأله :

ـ قولى بقى بس إياك تخبى عنى إنت كنت قاصد اللى عملته مع بت عمك 


اشاح"بلال" وجه عنه واستعد للكذب قائلا بلسان ثقيل :

ـ لاء انا كنت عايزاخدها بس عشان تشم هواء و.........

ـ قولتلك ما تكذبش لو عايز تطلع من هنا  ما تكذبش عليا  

هكذا قاطعه "عماد" محذرا فعاد إلى رشده يخبره بنبره حزينه تشبه البكاء :

ـ   اه كنت  قاصد إن البلد تشوفنى معاه اشمعنا يعنى زيد اللى الكل مهتم بيه اشمعنا هو 

اللى الكل مركز معاه عملت كدا وشوفت فى عيون الناس اللى عايز اشوفه شفت ندم إنهم 

ماعملوليش حساب قبل كدا


زفر "عماد " انفاسه وتأكد أن والده لم يمر عليه فعلته دون عقاب ولم يرمى به هنا دون سبب واضح 

لقد رأى ما لم يتوقعه من  إبنه، سكت قليلا حتى اثار قلق "بلال"  فتسائل :

ـ إيه يا بابا مالهاش حل ؟


نظر إليه "عماد" وقد إتضح على وجه الغموض حتى بدى ل"بلال "أنه لا نجاه من هذا فتسأل :

ـ هفضل هنا كتير ؟

 نبث فم "عماد"بإبتسامه خبيثه  وهو يخبره :

 ـ لاء ,,, لو سمعت كلامى صدقنى هتخرج من هنا معايا الصبح 


لمعت عين "بلال" ببرييق وتلهف كان على أتم الاستعداد لعمل أى شئ حتى لو كانت جريمه للخروج 

من هذا المكان الموحش.

________________الكاتبه سنيوريتا يا سمينا احمد _________________

 "مضت اليله "


وأصرت "صبا" على عدم فتح أى شئ غير بوجود "مريم " إستيقظت فى الصباح لتبدأ 

استعداتها اليوميه فى التزين والتعطر وإستخدم بعض أدوت التجميل الخاصه بها لم تغفل 

عن استخدم بعض الزينه والعطور المناسبه لعبايات إن كان هذا مفروض عليها فستفعله بطريقتها 

الخاصه وستبدع فى الحفاظ على مظهرها الذى تهتم به بشده إرتدت عبايه سوداء وغطاء رأس من نفس 

اللون  وتركته مفتوحا قليلا عن عنقها كى يبدوا انيقا مع ما ترتديه وزينت ذراعيها بالاكسوار الذهبى 

وكذالك عنقها بعقد قصير مزخرف لعمله قديمه  كان مبدأها الاساسى الذى إعتمدت عليه "أن تبدع فيما 

تجبرعليه" وبما أنها تجد متعتها فى إبراز جمالها وزياده جذبيتها فلن يردعها السواد او عبايه فضفاضه فهى 

ستصبح جميله فى أى وقت وبأى شكل فهى من تجمل الاشياء ،الأشياء لا تضيف لها شئ بل هى من تضيف 

تطلعت إلى نفسها فى المرآه لم تألف شكلها الجديد لكن كان عليها أن تتأقلم بما يرضيها .

خرجت من غرفتها للتوجه نحو غرفة "زيد"  قاصده "مريم" فهى متشوقه لرؤيتها وفتح ما اشتراته معها كما أنها 

تريد ان تجربه كل ما إنتقته لها وفى أثناء مرورها من الطرقه المؤديه إلى وجهتها تقابلت مع "يحيى" الذى رمقها 

بحنق وسرعان ما أشاح وجه عنها وتجاهلها تماما ضمت حاجبيه وسألته عندما إقترب منها متخذا وجهته المعاكسه 

ـ فى ايه يا يحيى ماشى كدا ولا كأنك شفتنى ؟


نظر لها بحنق وقرر تجاهلها لكنها وقفت بوجه من جديد لتكرر سؤلها :

 ـ انت زعلان منى بجد بقى  مالك ؟


استمرارها بالوقوف امامه جعله يفجر غضبه الكامن منها من وقت غياب "بلال" عن المنزل 

فصاح بها :

ـ انتى اللى مالك عايزه إيه ؟ إنتى جايه تنتقمى مننا واحد واحد ولا ايه ؟ 


تعجبت من حديثه وهتفت منزعجه دون فهم :

ـ اي اللى بتقوله دا ؟ هو....


ـ اللى بقوله دا هو الحقيقه بعد ما "جدو" طرد "بلال" من البيت بسببك اكيد جايه تعملى مشكله معايا 

انا كمان عشان يطردنى انتى فعلا شر زى ما قالت أمى 

هكذا قاطعها بإنفعال وشراسه وعداوة لم تكن تلاحظها من قبل همت لترد عليه بضيق من إتهامه

الغير صحيح لكنها غادرها ليزيد من حنقها مضيفا وهو يتمتم فى طريقه بصوت مسموع :

ـ يلا بقى روحى إجرى اشتكى لجدوا حربايه بصحيح 


كادت تدفعه من الدرج من فرط العصبيه لم تكن مسالمه بالقدر الذى يسمح لها بتجاهل 

أى إهانه لها كانت تفتقر للهدوء والثبات وتحمل  تقلبات مزاج الغير تغيرهم المفاجئ 

ركلت الارض من تحتها و هى تقول :

ـ إلهى تتحرق إنت وأمك و لا أقولك يحرق البيت باللى فيه 


تحركت نحو وجهتها الرئيسه فالتاخذ مريم وتبتعد عن هذا الدمار وصلت الى غرفته وطرقت الباب 

بهدوء خشيه من وجود "زيد" بالداخل سمعت صوته ينادى :

ـ إدخل 

ضغطت على المقبض بسرعه لتفاجى مريم لكن وجدته وحده يجلس على كرسي قريب من المرآه و

يميل بمنتصف جسده ليرتدى حذائه  هو الآخر كان يهتم لمظهره عطره المميز لفح أنفها كنسمات البحر

الهادئه بالبدايه لم يلاحظ وجودها معه لكن هو الاخر إشتم إلى عطر ثقيل وغريب لم يعرف له صاحب 

رفع رأسه ليطالع من القادم فرأها فى أبهى صورتها الفتنه هى كما يجب أن تكون حتى بعدما إرتدت الاسود

والفضفاض مغريه مُشبعه بالجمال والروعه كأنها تحفه فنيه ذات بهجه ضيق عينه وهو ينظر تجاها وسأل بجفاء:

ـ عايزه إيه ؟

إجابته بضيق من معاملته الجافه  :

ـ عايزه مريم 

بإقتضاب شديد اجاب :

ـ تحت 

 على الفور إلتفت وغادرة الغرفه دون أن ترد عليه فقد تأكدت أنها غير مرغوبه من الجميع أنها بنظرهم

روح شريره حطت على المكان يجب إزهاقها بات ترى  الحقيقه بشكل واضح جدا ...


_________عشقت إمرأة خطره _سنيوريتا ياسمينا احمد __________

"بالاسفل "


عثرت أخيرا على ضالتها  امسكت بمريم وجلست على اقرب اريكه تلاعبها وتقهقه معها 

وسط ضيق ونظرات "ونيسه " التى تجلس بمقابله تشرف على مائده الافطار نظراتها تجاهها

كانت حاده دون أن تنطق ،فى حال أن  "صبا" لا تلاحظ أحد ولا تهتم لأحد سوى "مريم " وكأنها 

فى عالم منفصل عنها ،أمسكت بيدها تغازلها بمرح :

ـ يا جمال صوابعك المقطقطه دى عايز يتحطلها مانكير هتبقى قمر


طاف برأس "ونيسه" ذكريات عن غاليه والدة "مريم " وطباعها المتشدده فهتفت  ببرود ردا على ما قالته :

ـ ما سمعتكيش غاليه  ،الله يرحمها لا كانت بتاعت  الوان ولا مياصه من دى 


إستمعت "صبا" إلى حديثها لكنها تجاهلته وردت وهى تلطف مريم قائله بمزاح :

 ـ باين عليها كانت قفل أوووى 

إنفعلت "ونيسه" من إجابتها وحذرتها وهى تلاحظ "زيد" ينزل على الدرج من خلفها قائله :

ـ إياكى تغلطى فى غاليه 

وقبل أن ترد "صبا" إستمعت إلى صوت "زيد" من خلفها يزمجر بصوت عالى بعنف :

ـ إوعى تتعدى حدودك تانى 

نهضت من مكانها واستدارت لتواجه كان بداخلها غضب عارم من استمرار تعنيفهم  لها 

ونبذها باتت لا تتحمل الأمر خاصتا بعد حديث "يحيى" لها  الذى لم يمر عليه ساعه فإنفجرت به 

بحده ملوحه بإصباعها بوجهه مبديه غضبها العارم من الجميع :

ـ إنت اللى ما تتعاداش حدودك وصوتك ما تعليهوش ولما تحبوا تعملوا رجاله ما يبقاش على اللى منكم 


لم يفهم حديثها  صوتها العالى وغضبها الجنونى وهى مخطئه أعمى عيناه عن كل شئ رمقها بأعين 

متسعه يموج بها غضب ثائر سيبتلعها إن لم تسكت لسانها فورا وتختفى ،لكنها كانت حمقاء غبيه 

أو مجروحه ضعيفه تستخدم لسانها للعق جروحها النازفه مدعيه القوة والشجاعه أمام نظراته الشرسه 

أردفت ملوحه بيدها فى الهواء :

ـ ولا هى انا واخويا على ابن عمى 

فى جزء من الثانيه كانت يده تقبض على معصمها لم يضرب إمرأه قط لكن امام عنادها كان مستعد 

فى لحظه تبدلت قواها لذعر وتراجعت بباقى جسدها للخلف خشية من تطاوله

 

رغم رضاء "ونيسه" لفعل"زيد" وتمنياتها الحاره بقسمها إلى نصفين  لكنها تعرف توابع الخطأهتفت لتردعه :

ـ زيد ما تمدش إيدك عليها 


لكل شئ حد إلا حدود الغضب فور الخطأ فى "غاليه" زوجته وأم إبنته خياله كان يصارعها وهو 

يقترب بخطوات بطيئه دون التخلى عن يدها الذى إعتصرها بين اصابعه تراجعت أمامه بفزع 

ليس فقط من نظراته وبطئ حركته المميت بل من تطاوله اكثر ما يخيف "صبا" الضرب والاهانه 

الشئ الذى تهابه وضعت يدها الطليقه على وجنتها ولمعت عينها بالدموع 

ظنت أن لا منقذ من براثنه ، لكن صوت "مريم " الباكى والمتشبس بصبا :

_ بابا ,,,بابا


وكأنه فاق من غمرة غضبه على صوت صغيرته الباكى افلت يدها سريعا واشاح بوجه ليمسح 

جبهته وما إن أعاد النظر الى فريسته التى أراد بشده الانقضاض عليها كانت غادرت 

وما سمع سوى صوت قرع خطواتها الصاعده أعلى الدرج بعدما إختطفت طفلته بين 

احضانها وفرت من أمامه 

ـ قولت البت دى مصيبه ما حدش صدقنى 

هكذا هدرت "ونيسه " بإذدراء بكل ثقه أن "صبا" أخطر وأشرس إمرأه فى المدينه كلها لدرايتها 

الكافيه بوالدتها بشرى والتى أذقتها الأمرين خلال فترة تواجدها معها بنفس المنزل 

إنطلق   "زيد"  نحو الباب الخارجى دون أن يرد عليها كان منشغلا بتأنيب نفسه فى رغبته المنحرفه

بضربها لم يكن من قبل عدوانى لكن عندما تخطأ  خطأ صغير تستفزه بشكل مضاعف  

اثناء خروجه من الباب كانت "بثينه " قادمه للداخل رحبت به مهلله :

ـ زيد إزيك يا حبيبى 

ايضا غادرها دون إجابه أو حتى إهتمام ولجت للداخل وهى  تسأل "ونيسه" مستنكره :

ـ هو فى إيه "زيد" ماله ؟

اجابتها "ونيسه" وهى تعدل من الاطباق على طاولة الطعام :

 ـ اتخانق مع المغدوره وكان هيضربها 


ابتسمت "بثينه " وتسألت بفرح :

ـ وضربها ؟

زعقت بها "ونيسه" بإستهجاء :

 ـ يضربها إزاى دا كان جده يطين عشتنا 

اتضحح علامات الخيبه على وجه "بثينه "وقالت بتضرر:

 ـ ياسلام ما امها   عملت كتير حد كان كلمها 


شردت "ونيسه" مستحضره  بذكرتها ماضى قاتم عاشت به ظلم كبير لازالت تذوق مرارته فى حلقها

لقد خاضت حروب كثيره لم تنجو منها سوى بجسدها بينما روحها تمزقت وتناثرت بالهواء بقيت 

أم لثلاثه ابناء تجاهد أن لا تخسر أيا منهم مع عائلة قاسيه وزوج اناني لا يرحم 

سألت "بثينه" من جديد ،عندما طال صمتها وشرودها :

ـ  وهى فين دلوقت الست ؟

انتبهت لها واجابت متعبه :

ـ فوق طلعت اوضتها 


______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ______    


بالاعلى 


هدأت "صبا" من ذعر "مريم" بالاندماج فى تفرقه مشترياتها المتعدده رغم انها كانت تلهث 

من فرط الحزن تعض على اناملها لشعورها بالظلم ورغبتها الملحه بالانتقام بما أن الجميع 

يراها كارثه فلتصبح ما يخافونه لعلهم يرحموها قليلا من كل هذه المعاناه تشعر انها وحش برى 

هزيل لا يقوى على الطعام والكل يبرحه ضربا لإثبات انه هزم الوحش الكل يؤلمها بلا رحمه 

بينما هى لم تؤذى أحد الكل ينتقم منها بطريقته ،صوت "مريم" اخرجها من ضجيج فكرها :

ـ دا ....دا 

 التفتت لها ومطت شفاه بابتسامه قصيره لم تصل الى قلبها وسألتها مشيره نحو احد الحقائب الورقيه  

الجانبيه  :

ـ دا ..ايه عايزه تفتحيه


اسرعت "مريم" بالايماء بحماس فتجاوبت معها "صبا" ومدت يدها لتفتح لها الحقيبه تركتها تعبث بها 

فعثرت علىصدنوق خشبى لم تراه من قبل فتحته بفضول لترى  "دميه" يدويه الصنع مظهرها يخطف الانظار

وكأنها لم تخلق للعب عاينتها بدقه وهى تتلمس خصلاتها البنيه تجاهد لتذكر إن كانت ضافتها الى مشترياتها

 أو لا لكنها كانت متاكده أنها لم تراها من قبل رغم إعجابها الشديد بها وتشابها الكبير معها إلا أنها أعادتها

 للصندوق الخشبى الخاص بها  وهى تتمتم :

ـ خليها هنا لما ابقى اسأل زيد عليها إذا كانت بتاعته ولا السلر حطها بالغلط 

 

إلتفت إلى "مريم" والتى امسكت بأحد منتجات تصفيف الشعر بين يديها وهتفت فى حماس :

ـ  اها تعالى بقى اجربه على شعرك اكيد هيخليه تحفه 

شعر "مريم" كان كثيف وملتوى بالكامل لكن بنعومه  مهمل لجهل البعض بكيفيه الاعتناء بنوعه 

و قررته "صبا " هو الاعتناء به .


_____جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ______    


بالاسفل 


جلس الجد"فايز" على اريكته المفضله فى منتصف المنزل وسرعان ما جاورته "بثينه" لتبلغه 

رغبتها ومحاولة إقناعه بها :

 ـ بابا أنا عايزه "بت اخويا" تيجى تقعد معايا يومين 


إندهش" فايز " من طلبها وحدق بها مليا حتى يتأكد من أنها طلبته بنفسها يعرف صراعها الطويل 

مع والدتها وحقدها الدفين على "صبا" هى كانت اول من عارض حضورها ووجودها بينهم 

إلتقطت دهشته هذه فبررت قائله بعد صمته الطويل :

ـ   بتبصلى طدا لي ؟بنت اخويا ونفسى تقعد عندى يومين فيها حاجه دى


نفض رأسه كرد قصير على جملتها الاخيره بينما هو مازل مندهش من طلبها 

رد بصوت عميق :

ـ  ما فيهاش حاجه يا بثينه عايزه تاخديها خديها بس لو ,,,,,,

ـ  لو ايه يا بابا هو انت خلاص مش مأمنى انا عايزه اتونس بيها بدل ما كل يوم رايحه جايه 

على هنا عشان قعدة البيت طهقتنى 

قاطعته سريعا قبل أن يبدى اعتراضا أو يضع شروطا قاسيه قد لا تقوى على تنفيذها 

أومأ بالقبول وناد بصوت جهور :

 ـ يا نجلاء

أتت على الفور "نجلاء "   تهتفت  :

ـ  ايوا يا حاج    


اشار لها وهو يأمرها :

ـ  نادى "صبا" من فوق 

ـ حاضر 

قالتها "نجلاء  " واستدارت مهروله لتبتسم "بثينه " بفرح سوف تنفرد اخيرا بإبنة عدوتها 

ستشفى غليل سنوات من والدتها اللعينه التى قضت على أمها ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, 


بعد دقائق كانت "صبا" ماثله أمامه تجيب بهدوء:

ـ نعم يا جدو 

ابتسم لها وقال :

ـ عمتك عايزه تصضيفك عندها يومين إيه رأئيك 


نظرت "صبا" تجاه عمتها التى لم ترتاح لها ابد ولم تشعر نحوها بأى أمان وهمت لترفض 

رفضا قاطعا لكن عمتها  وكأنها علمت جوابها قبل نطقه فإندفعت قائله :

 ـ وهو معقول ترفض عزومتى دا انا عمتها وكمان انا عامله حسابى يعنى مالهاش حق ترفض 


اعادت النظر الى جدها متوسله له أن يعفيها من هذا الاحراج لكنه اشار لها برأسه بالموافقه وعلل ذلك ب:

ـ روحى معاها يا صبا غيرى جو عمتك ما عندهاش حد ويمكن تحبى القاعده هناك 

ومع الخلاف الناشب بينها وبين "زيد" وكذلك لو "يحيى " ومعاملة "ونيسه" الجافه لها قررت القبول 

بهذا العرض فترتاح قليلا من كل هذا اللوم عليها خاصتا ان الجميع يحملها المسؤليه الكامله فى نفى " بلال "

_____جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ______    


جمعت اغراضها وحملت حقيبتها ورحلت مع عمتها كان إنتصار عظيم لها أخذ "صبا" معها 

إلى عرينها بالنسبه إلى "صبا" لم تشعر بأى خطر هناك مثل هنا كله سجن إضافه إلى تجاهل 

والدها المستمر وعدم محادثته  لها جعلها تتمنى لو تنتهى حياتها  وترتاح من كل هذا العذاب والتشت

"فى السياره "

مسحت "بثينه" على ظهر "صبا" بفرح وكأنها إمتلكت كنز ثمين وضمنته وقالت بسعاده :

ـ  هتبسطى عندى أوى يا بنت أخويا 


مطت "صبا" شفاها رغما عنها ونظرت امامها بعدما إنطلقت السياره على الطريق وإختفى القصر 

الشاهق بين الاشجار العاليه  لتبقى حبيسة عمتها عوضا عن سجن جدها وأومر "زيد" وتحكماته 

وكره "ونيسه" ولوم "يحيى " كل ما كانت تحن إليه هناك هو "مريم" أما الباقى فليذهب للجحيم 


 _________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد  __________


"بالقصر "


حضر  "عماد"  ومعه "بلال" امسك بيده ودخل به إلى القصر بكل ثقه فور رؤية من قبل "ونيسه" 

هرولت إليه تنادى بدموع الفرح :

ـ بلال إبنى حبيبى 


امسكت بكتفيه غير مصدقه وجوده  وزعت نظراتها الملهوفه على وجهه وتشبثت به لتقول بجنون :

ـ انا مش مصدقه 


رد عليها "بلال " بحراره وهو يتمسك هو الاخر بها :

ـ وحشتينى يا أمى 


تدخل "عماد" قائلا وهو ينظر لها نظره ذات مغزى :

ـ عشان تعرفى بس قيمة جوزك 


نظرت بإتجاه غير مصدقه ما فعل اخيرا اعاد إبنها إلى أحضانها كادت تميل إلى يداها لتقبلها لكن 


ومض فى رأسها على  الفور "فايز" لو علم جده بحضوره دون إذنه لنهره وشدد من عقابه لذا إلتفت إلى 

"عماد" تسأله بقلق :

ـ إزاى ؟! 

رفع "عماد" ذقنه للاعلى وهو يخبرها بتكبر :

ـ إزاى دى بتاعتى بقى 

إلتف إلى إبنه يأمره بجديه  :

ـ إطلع انت يا بلال غير وارتاح 

إستجاب "بلال" لرغبته الشديده فى الاستراخاء والتنعم بالرحه فى غرفته الواسعه النظيفه وإستخدام هاتفه 

والتمتع بكل النعم التى حرم منها ،تابعه والده حتى إبتعد  وعاد من جديد إلى "ونيسه"  

لم ينسى ما حدث بينهما أمس فضيق عينه وهو ينظر إليها بمكر مسترسلا :

ـ عشان تعرفى بس يا ونيسه إن أنا الوحيد اللى عارف مصلحتك عيالك وإنى أنا الوحيد 

اللى عارف أنجدك مش زيد 


إذدرئت ريقها وتلون وجهها من جديد دائما "زيد" عقدة حياته لا يعامله كأنه إبنها بل عشيقها 

تعلم أن الحرب ستبدأ ليست مجرد خناقه عابره كل ما يخص "زيد" هو اعلان حرب 

وضعت يدها على رأسها وضغطت بشده وهى تصرخ به :

ـ كفايا بقى إنت ما بتتعبش 

صر على أسنانه قال بغضب :

ـ انا اللى ما بتعبش يا ونيسه ولا إنتى اللى متعبه 


زاد من الضغط  لا يرحمها يريدها ان تفرق بين اولادها ان تقسم قلبها ولا تعطى لزيد أى شئ

هتفت مغتاظه من طريقه تفكيره  :

ـ  شيل زيد من دماغك يا عماد ركزفى شغلك وولادك 


حرك رأسه وهتف متوعدا :

ـ هشيلو حاضر  يا ونيسه 


كلمتان فقط كانت كفيله أن تضرب النار فى  قلبها  امسكت بتلابيه وهى تصيح محذره :

ـ  اوعك تفكر تأذيه يا عماد والله فى سماء لاتبقى آخر اللى بينى وبينك  


جحظت عيناه من تهديدها وكأنه يعيد شر الماضى وجنون الانتقام امسك مرفقيها ليبعد يدها 

عنه وزمجر بغضب  عارم :

ـ أنا اصلا مافيش بينى وبينك غير العيال يا ونيسه ولا نسيتى 


ابتعدت عنه تماما واتجهت إلى غرفة ولدها لتفرح بوجوده بعدما اوشكت أن تفقده للابد 


تركت "زوجها" بلالسفل يغلى من فرط تجاهلها طوال حياته معها لامس منها رفض اكثر من القبول

وعاندته أكثر من ما وافقته وإستمرت بنبذه حتى جن جنونه وبقى متمسكا بها وكأن الانسان يعشق ما يعذبه 

مسح وجهه بعنف من وقت ما طلب منه والده الزواج منها دخل فى دوامه عميقه لا يستطيع الخروج منها

لا مس منها الرفض فإذداد تمسكا بها، كلما رأى "زيد" فى أحضانها إشتعل أكثر  كان حاقد على "نادر" 

ورث الحقد لأبنائه يصر على التفرقه بينهم ويجن من ونيسه عندما تأخذ صف "زيد" ولا توافقه فيما يريد 


ثوان وسمع صوت أبيه "فايز" يزأر بشده  فلم يحتاج لتفسير هرول تجاه الدرج حتى لا يقتل ولده قبل التوضيح 

وصل الى الغرفه يلهث ليرى "ونيسه" تقف بوجه والده وتخفى "بلال" خلف ظهرها  

وفايز يلوح بعصاه الذهبيه و يصرخ بها بعنف :

ـ ابعدى من وشى بدل ما اكسر العصايا دى على دماغك قبل ابنك يا ونيسه 


وفور حضور "عماد" إستصرخته :

ـ إلحقنا يا عماد 


لم يلاحظ "فايز" حضوره من عدمه وظل مصرا على إزاحتها بعصبيه :

ـ   جبت الفجر دا منين تعصى أومرى يا بلال وتدخل بيتى 

تدخل "عماد" ووقف بوجه ليخبره بقوة وشجاعه :

ـ  أنا اللى جبته يا حاج 

ساد الصمت فورا وهو يلتف إليه بنظرات شرسه تكاد تلتهمه فورا إذدراء "عماد"لعابه حتى 

يتماسك امام شراسه نظرته التى توحى بخطر مقبل خاصتا بعدما طال الصمت من جانبه 

وكأنه إنتظر نفى كلماته لكن "عماد" لم يفعل، هتف "فايز" بهدوء خطر :

ـ وإنت  نويت تكسر كلامى على كدا   

تأهب "عماد" ليخبره بشجاعه عن ما يريد لكنه سبق كلماته بخضوع تام :

ـ لا عشت ولا كنت يا ابويا بس الولد عرف غلطه وعايز يصلحه 

نظر إليه "فايز" وكأنه قرأ ما يدور فى عقله ظل مثبتا نظره عليه ليستأنف مستدعيا قوته لعل 

تنجح حجته وإلا سيطرد هو والده :

 ـ هيتجوز بنت عمه "صبا" 


هذا كان المتوقع بالنسبه "لفايز " الذى مط جانب فمه مستخفا بتفكيره بينما الصدمه الكبرى 

كانت من نصيب "ونيسه" التى شعرت بكلماته المسمومه كنصل بارد غرس بقوه فى منتصف قلبها

لقد إتفق الجميع على هلاكها حتى إبنها لم تكن تعلم خطته لكن ما إن علمت الآن بنواياه حتى شعرت بالنار

 تحاوطها من كل جانب فهى لن تقبل ابدا ب إبنة "بشرى " زوجه لإبنها ولن تقبل بفقد إبنها مرة أخرى  

ولن تزوجه إمرأة خطره ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع 

عشقت إمرة خطره _سنيوريتا ياسمينا أحمد _الكاتبه


"العاشرة "


وصلت "صبا" إلى بيت عمتها الذى لايقل مساحته عن قصر جدها بكثير لكن رغم هذا كان جميل ذو أثاث 

رفيع يطل على شاطئ كبير ورقعه خضراء كبيره ورغم روعة المنظر إلا أنها قد إعتادت على صخب المدينه

 وكلما زاد الهدوء تشعر بالغربه والاختناق والملل، إلتفت حولها لتجد "بثينه" تسحب حجابها لتلقيه بإهمال 

على أقرب أريكه لتقول بإبتسامه إنتصار :

ـ نورتى  البيت  يا بنت أخويا 

ثم أدرفت وهى تتحرك امامها :

ـ تعالى اوريلك أوضتك 

تبعتها "صبا" متجنبه أى حديث معها كل ما كان برأسها أن ينقذها والدها الذى لم يجيبها ولم يتصل عليها حتى مرة 

واحده أنتبهت عندما  توقف "عمتها"  امام أحد الغرف وأشارت مرحبه  :

ـ اتفضلى يا صبا 


تقدمت نحو إشارتها بقلق فهى لم تأمن أى شخص هنا كانت تحذر منهم جميعا وتستعد دائما وكأن هناك 

وحش سيهجم عليهاوتنظر الاسوء وضعت يدها داخل حقيبة يدها لتمسك بشئ تحتفظ به دائما للدفاع عن نفسها

 "صاعق كهربائى"

لم يفارق حقيبتها ابدا لكن الأن لم تحتاج له حيث أن اشارتها كانت نحو غرفه مرتبه ذات إضاءه جيده ،عاينتها بدقه 

وخاصتا بالزوايا  ما إن إطمئنت حتى تركت حقيبتها وعاودت النظر لـ عمتها لتمنحها إبتسامه متماسكه حتى تخفى 

رهبتها التى من الممكن قد تكون لاحظتها 

هتفت "بثيننه" بشئ من الغموض :

_ إرتاحى يا صبا لحد ما الغداء يجهز 

اغلقت الباب من خلفها فإرتمت "صبا"  فورا على الفراش  بشكل عكسى لتحدق بسقف الغرفه متمنيه أن 

تسقط فوقها وترتاح من كل هذا العناء كانت أكثر فتاة محبه للحياه وتكرها فى نفس الوقت 


_______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________


"فى قصر فايز "


إبتسامه ساخره علت وجه "فايز" وهو يدحج "عماد" بنظرات فاتره قائلا باستهزاء  :

_ لا يا شيخ، بقى عايز تجوز ابنك الحيله لبنت عمه عشان تصلح الغلط ولا عشان ترجعه البيت 

تانى .

 تلون وجه "عماد" فقد إعتقد أنه قد يخدع والده بهذه الحيله لكن والده كان من الصعب خداعه.

 وضع  "فايز" يده على ذقنه وحرها فوق شعرها القصير وإستأئف :

_ الشعر دا ما شابش من فراغ يا عماد إلعب غيرها 


 حاول تفادى الامر وإقترب منه "عماد "  قائلا  بإصرار :

_ وغلاوتك عندى يا حاج أنا غرضى المصلحه ولو عايزنى أروح أطلبها من حسين هروح 


تدخلت "ونيسه" لتهدر بإنفعال  :

_ والله لو فيها طلاقى ما هجوز إبنى لبت بشرى لو عملتوا اللى ما يتعملش 


إبتسم "فايز " ونظر إلى إبنه ليضعه أمام مشكله أخرى  وكأنه وضع فى مصيده هاتفا بتلذذ:

_ حل بقى يا فتك 


زاغ بصربه بينه وبين زوجته، "ونيسه" متصلبت الرأى ولن توافق أبدا على هذه الزيجه ولن يقدر أحد

 أن يغصبها على هذا لم يطاوعه عقله فى إقتراح  أى حيله لاقناعها لذا لجأ للعنف فصاح بها بحده :

_ وإنتى مالك إنتى يا ونيسه الوالد عايزها 


لم تخاف من حدته ولم تتراجع عن رأيها أمام حجته الواهيه فصاحت هى الاخرى به :

_ مالى ونص ولا نسيت أنه إبنى  

إتسعت عينها لتخبره بتحدى :

 _طلاقى قصاد الجوازه دى


قاطعهم "فايز " شامتا فى تخطيط وابنه الفاشل :

_ هتخرب بيتك عشان تجوز إبنك ولا هتعمل إيه يا سيادة النائب 


أصبح بين  السنديان والمطرقه لن يستطيع ترك ونيسه ولن يستطيع إبقاء إينه فتردد فى إجابته 

وإذداد شعوره بالخجل أمام إبنه الذى كان ينظر إليه بإستجاد حتى لا يتركه يعود إلى المكان الموحش 

الذى قضى أسوء أيام حياته 

صوت مفعهم بالسعاده واللهفه قطع حوارهم بـ:

_ بـــلال 

هكذا أنقذه إبنه الآخر من الخجل عندما هتف"يحيى " بسعاده لرؤية أخيه الذى إعتقد أنه ذهب بلا عوده 

   هرول تجاه وضمه إلى صدره قائلا بسعاده :

_ وحشتنى يا اخويا 


أمام هذا المشهد رق قلب "فايز" لم يقوى على حرمان أخ من أخيه خاصتا إن كان نقى مثل "يحيى " 


 وايضا هذا يتنافى مع رغبته بجمع عائلته إلى جواره  ،دار على عقبيه وخرج تماما من الغرفه غير مصرحا

 بأى قرار حيال "بلال" لكنه لن يمرر الامر هكذا . 


______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد __________

 "فى جانب آخر "


فى شقة "مها " زوجة  حسين الواصل  "


إمراة فى بدأيه العقد الرابع من عمرها متوسطة الجمال ماديه لابعد الحدود تعشق النفوذ وتحب المال قلبها

 لم يعرف الحب سوى لابنها الوحيد "وليد" والذى فعلت لأجله المستحيل  ومازالت تفعل .


ها هى  تتحدث عبر الهاتف بعصبيه لأخيها"رشدي" الذى يتطابق معها فى بعض الصفات ويزيد على ذلك أنانيته

 المفرطه وحبه للتملك :

ـ أعملك إيه يعنى يا  رشدى  "حسين" اللى طلب من ابوه يجوزها انا مالى 


عَلى صوته هو الآخر بضيق وهو يرد عليها بانفعال :

ـ  انتى مالك مش انتى اللى قاعدتى تحربى لحد ما طفشتيها يا مها


لم يعجبها إنفعاله عليها وردت"مها" بعنف :

ـ وانت يهمك فى ايه يا رشدى تقعد ولا تمشى كدا كدا هى رفضتك تفضل قاعده فى أربيزى انا ليه ؟


هدء من إنفعاله وهو يروضها بقوله :

ـ  يعنى "مها" بجلاله قدرها اللى عرفت توقع "حسين الواصل" مش عارفه تلف عقل عيله زى دى وتخليها توافق 


اجابته وهى تزفر بصوت واضح :

ـ دماغها ناشفه حجر ما بتلنش  وبعدين الدنيا ما وقفتش عليها روح شوف غيرها 


فاض به من تصنع اخته عدم قدرتها وهو يعرف جيدا انها إن أردات نفذت وايضا معاملتها بجفاء

 ليصيح بها من جديد:

ـ الصبر  يا ربى ، انا قولتك إن مافيش غيرها في يا"مها"  فى كتير بس انا عايز

دى هتسلى شويه وابقى خديها احرقيها بعد كدا 

ردت عليه " مها "بإذعان :

ـ مافيش فى ايدى حاجه رفضت وابوها قال سبيها على رحتها 

قاطعها "رشدى"مغتظا :

ـ ماهو انتى لسه قايله إن ابوها طلب من جدها يجوزها يعنى الجوازه دى هتكون بمزاجها 

ماهى اكيد غصب عنها وغصب بغصب أنا أولى  

ضغطت" مها " على رأسها من فرط الالم الذى سببه لها اخيها الذى يحاكيه منذو ساعه تقريبا 

وهتفت لمجراته :

ـ عموما مافيش حاجه هتم غير بموافقة حسين ودى عليا انا  واكيد كل حاجه هتتأجل لما يرجع من السفر

ساعتها أرجع أزن عليها تانى 

تهلل هاتفا :

ـ الله ينور عليكى ايوا كدا شغلى مخك معايا مع انى مش صابر بس هستنى ولحد ما جوزك يرجع من السفر 

انا هلغيها كدا كل شويه عشان اساعدك 


هدرت "مها"دون اهتمام :

ـ اشبع بيها يا رشدى ما تصدعنيش 


انهت محادثتها معه وقفز ابنها "وليد" إلى احضانها يحاكيها بحماس :

ـ ماما هننزل نشترى اوضة النوم الجديده امته ؟


ابتسمت له وضمته بين احضانها لتخبره بحنان :

ـ بكرا او بعده بس دى لازمها خطه عشان بابا يوافق يفتح اوضة صبا على اوضتك ونلغى اوضتها خالص 


قال "وليد" متحفزا :

ـ  انا هساعدك وهعمل كل اللى تقولى عليه 

زادت من ابتسامتها واحتضنته بحب وهتفت مؤكده :

 ـ كدا يبقى طلباتك اومر يا وليد باشا 

اعتلى وجه ابتسامه رضا بعدما إطمئن أن والدته ستستجيب لرغبته فى تكبير غرفته واضافة 

أشياء جديده فى مساحه اكبر منتهزين فرصة غياب "صبا" عن المنزل ومتجاهلين  حقوقها ومكانتها تماما  .


_________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________ 


فى بيت "بثينه "


اجتمعت "صبا" مع زوجها "حكيم " وكذلك إبنها ،"عامر " لم يكن يملك من اللباقه أو المظهر الحسن 

أى شئ اسلوبه فظ بشكل مروع  ملابسه غير منسقه صوته عالى ومنفر وكأنه أخر ذكر على وجه الارض

لم تخفى "صبا" إمتعاض وجهها وإشمئزازها من طريقته واسلوبه فور التعرف عليه لم تتقبله ابداكما لم تتقبل الطعام 

ايضا لقد اعتادت الطعام السريع وتفضله عن طعام المنزل فما بال بطعام ثقيل على معدتها ككل هذه الانواع التى 

امامها .

ـ ما تكلى يا صبا 

هكذا هتف "حكيم  " الذى بدى مرحبا للغايه بحضورها على عكس إبنه الذى إنشغل بتناول الطعام بشراهه وكأنها 

آخر وجبات حياته 

أجابت  بتهذيب وهدوء:

ـ شكرا يا عمو انا حاسه إنى شبعت 


 لم تبعد "بثينه " نظراتها عنها ولم تفارقها البته تتطالع إليها بشرود وهى تتناول طعامها وكأنها تمضغها هى 

عوضا عن طعامها ،هدر "حكيم "  معترضا :

ـ إزاى دا بقى إنتى ما اكلتيش حاجه خالص دا حتى نايبك سايباه  


تجشأ "عامر " بصوت عال مما جعل "صبا" تنتفض وعندما أدركت فعلته المقززه إمتعض وجهها بشده 

ووضعت يدها اعلى فمها لرغبتها المُلحه فى التقيئ  الآن 

لاحظ "حكيم " هذا ونظر بإتجاه ابنه ليرمقه بنظرات محذره ومحاكيه للاكتفاء لكن "عامر" لم يعتاد على قيد 

من احد أو حتى مراعاة شعور أحد صاح معترضا :

ـ فى ايه يعنى أفطس يعنى هى يعنى غريبه دى بت خالى 


جرأته فى الحديث والتبرير جعلتها تشمئز أكثر وثبت من مكانها دون إذن أو سابقه إنذار

واستمر "عامر" بالحديث بصوت مرتفع ومعترض :

ـ هى مالها دى كمان محسسانى انها بلاستك وقرفانه اوى 


عنفه والده وقاطعه بضيق:

ـ انت ايه ياض انت لطخ 


قذف "عامر" قطعة اللحم التى بيده وهدر بغضب :

ـ جرى ايه يا ابا ايه الكلام اللى يسد النفس دا 


تركت "بثينه" ما بيدها هى الاخرى وانتظرت إجابة "حكيم "  الذى هتف موضحا  وهو يزجره:

ـ انت مش شايف البت عامله زى البسكوت النواعم إزاى؟ وانت من ساعة ما دخلت 

مش عارف تمسك نفسك وتعمل بنى ادم شويه صغيرين 


وضعت "بثينه " يدها على وجنتها واستندت إلى الطاوله لترى ما سبب كل هذا الحنان الذى إجتاح

زوجها على غفله 

سأله "عامر " دون فهم :

ـ هو انا مش بنى ادم ولا ايه وبعدين انا فى بيتى اعمل اللى عايزه هى عشان جايه تقعد يومين 

تقرفنى انا 


كاد "حكيم" أن يقتلع شعر رأسه من فرط غباء إبنه فصاح به وهو يجز على اسنانه :

ـ غبى والله انك غبى إحنا لو كنا بنخطط لمستقبل جاموسه كانت فهمت 


نهض "عامر " من مكانه معلنا غضبه :

ـ  انتوا هضايقونى عشان حتة بت زى دى ولا إيه 

أمسك "حكيم" بذراعه قائلا بهجه امره :

ـ إقعد يا حيلة ابوك وامك اقعد 

انصاع "عامر" لكنه زفر بنفاذ صبر فمال اليه والده بعدما إلتفت خلفه ليتاكد أن ليس هناك من يسمعه :

ـ  بت خالك دى جدك راح يكتبلها اراضى وعقارات بإسمها البت دى هتبقى صاحبة أرض البوابه عارفها 


فرغ فم  "عامر " بذهول مندهشا من تصرف "جده" الغريب   فهذه الارض التى يشير إليها والده حلم كل شخص 

فى المدينه فهى فى  فى وجهة المدينه فى موقع متميز وذات شهرة واسعه  تصلح للاستسمار وتعتبر ثروة هائلة  

عندما لاحظ "حكيم" إندهاش إبنه وذهوله إسترسل محفزا إياه :

ـ تبقى البت دى تستاهل ولا ما تستاهلش 


صوب نظراته نحو والده وكأنه شارد أو مسحور إستنجد به قائلا :

ـ  أعمل إيه يا بابا دلنى انا إبنك حبيبك 

لم يخفى "عامر" رغبته فى ربط علاقته بصبا وقال سريعا وكأنه يقتنص الامر :

ـ  تتجوزها 

ـ انا مش هوافق 

نطقت "بثينه" ببرود بعدما شاهدت هذا العرض السخيف، مما جعل إبنها وزوجها يلتفوا نحوها ويهتفوا 

معا :

ـ لـــيـــه ؟

لكمت الطاوله بباطن يدها لتجيب بعصبيه مفرطه :

ـ  ليه ايه ؟ انتوا عايزنى اجوز ابنى بت بشرى دى لا عشت ولا كنت باقيه على وش الدنيا 

دى امها قتلت أمى اجبها بيتى تقتلنى هى 


مسح "حكيم" وجه بضيق من سطحيه تفكيرها ثم هدر غاضبا :

ـ ما تبقيش عنديه دى مصلحة إبنك 


كررتها بإصرار:

ـ قولت لاء يعنى لاء 


تدخل "عامر"  متسائلا :

ـ يعنى احنا لو قولنالها تتجوزنى هترضى 


دحجته"بثينه" بنظرات محذره وهى تهتف بإسمه بنبره محذره :

ـ عامر 

هتف "حكيم" ليهدئها كى تتعاون معهم :

ـ  إسمعى بس يا بثينه البت شكلها غير بشرى خالص ومتربيه تربيه تانيه ومفتاح الشاطر

ما يفتحش بقها  وابنك هيتهنى دا لو طلعه جنى من المصباح مش هيحققه الحاجات دى كلها 


هدرت بتشجنج وغل :

ـ والله لو طلب يطلع يخنقها بإديه فوق أنا مش هقف فى وشه وأعارضه لكن أجوزهالوا لاء 


ضم "حكيم" اطراف اصابعه إلى فمه وهو يصيح متشنجا :

ـ واحنا هنعمل إيه بموتها 

سكت قليلا  ليرتب حيلة جديده فى اقناعها ثم عاد يتحدث بهدوء  :

 ـ  خلاص إيه رائيك يتجوزها  ويمضيها على الارض ويطلقها 


تضامن "عامر" مع فكرة والده :

ـ ماشى حلوة دى  اتجوزها كام شهر كدا عشان جدى ما يزعلش وبعدين اقوله ما اتفقناش 


ظلت نظرات "بثينه" غاضبه غير موافقه بالمره على هذا القرار لكن إجماع زوجها وإبنها 

على نفس الرأى جعلها فى الكافه الخاسره إن أرد "حكيم " سيفعل وإن أيده "عامر" فلن ينفع 

قبولها من رفضه .

______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____

 

"بالاعلى "

جلست "صبا" حبيسه غرفه أخرى لا تشعر بالانتماء لها تجدد بداخلها ألم الخذلان الذى ذاقته 

على يد والدها وإستمراره فى تجاهل مكالمتها  امسكت هاتفها لتعبث به دون تركيز وتقرض 

أظافرها بشرود ثوان حتى قفز أمامها إشعار برساله من "رشدى " :

- إزيك يا صبا 

إمتعض وجهها وتجاهلتها لتسحب العلامه وترميها بالسلة حتى لا ترى صورته امامها ولا تفتحها 

قفزت الرساله من جديد :

ـ زعلان منك بجد 


عضت على طرف أصبعها بغيظ ما أصعب أن تكون بحاجه للحديث وأخر شخص فى العالم تريده 

هو المتاح، كررت نفس فعلتها السابقه وتجاهلت الرسالة دون فتحها ليعود برساله اخرى فهو معتاد 

على تجاهلها المستمر :

ـ عايزك ضرورى  ما تهربيش زى كل مره 


ترددت هذه المره من تجاهله لثوان ثم قررت فتح الرساله لتعلمه بالوصول ولم ترد وكأنها تبعث 

له إشاره هامه أنها تتجاهله متعمده وليرحل بهدوء وكرامه .


من جانبه هو إشتعل غضبا دوما تتجاهل رسائله ولا تترك مساحه لمحادثتها حتى ينفذ خطة الاستماله 

التى ينويها أسرع بإرسال إليها فيديو قصير وسألها من بعده :

ـ إنتى الوحيده اللى هتساعدينى وتفهمينى ممكن تشوفى الفيديو  وتقولى رأيك 

  

ضغطت على التشغيل وبدأت المشاهده  مع أغنيه 

"قولت مليون مرة أحبك  ,,,لما اشوفك بنسى أعاتبك "

وتناول المقطع لقطات سريعه من إرتداء "رشدى " لملابسه واستعراض اناقته بشكل واضح 

بتسلسل منظم ولطيف دون ظهور وجه وبالنهايه اختم بظهوره الكامل ليبتسم إلى الكاميرا 

ويقبل اطرافه وينتهى، فيديوا عبثى مما يصنع للعرض على مواقع معينه . 


كان جيد أمام ما رأته اليوم لكن لم يكن بالنسبه لها أفضل شئ تكره وتكره كل شئ من رائحة زوجة أبيها 

تركت ملصق معبرا بالاعجاب واغلقت الرسائل 

ليرد هو متصنعا الحزن :

ـ انا عايز رأيك بالتفصيل عشان أرفعه  وانتى اكتفيتى بكدا قد إيه أنتى ظالمه 


حدقتا مليا بالرساله لكنها لم يحضر ببالها أى إجابه  لتضيفها ،طرقات الباب المتواصله قطعت حيرتها

وتسالت :

ـ ودا مين دا كمان ؟

أطفأت شاشة هاتفها وتوجهت  نحو الباب لاكتشاف الطارق ،لاحظت إبتسامه بشوشه لعمها 

"حكيم " بيده طبق كبير من الفاكهة ويقول :

ـ ما عرفتيش تتغدى انا عارف جبتلك طبق الفاكهة دا وجيت اقعد معاكى أسليكى 


لم تجد مانع من حضوره فأزاحت الباب لتستقبله قائله :

ـ شكرا ليك ، تحب نقعد فين ؟


أخبرها "حكيم" متحمسا :

ـ فى الفرنده ،القاعده  هناك قدام المياه وشوية الهواء يردوا الروح  


 أشار لها لتتحرك معه فإستجابت لاشارته على الاقل هو الوحيد الذى يبدى إهتماما بين الحاضرين 

تركت هاتفها فى الغرفه يصدر إشعارات متواصله من "رشدى " دون أن تبالى بغضبه أو حزنه 

أو حتى شكوته إلى والدها المعتاده .


______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____

"فى قصر فايز الواصل "


عاد "زيد" من عمله بعد يوم طويل قضاه بعيدا عن إبنته إتجاه إلى غرفته مباشرة  لرؤيتها 

كانت الليله صامته لا تلعب ولا تتحرك ثابته فى أحضان "نجلاء" ترسم على وجهها علامات 

الحزن دون بكاء لكنها كانت فى ابهى صورة قد تكون عليها من وقت وفاة والدتها ، فتح "زيد "

زراعيه على مصرعيهم مناديا إياها بـ:

ـ حبيبتى مريومه القمر 


ركضت نحوه وكأنها وجدت طوق النجاه فحملها بين يده وأطال النظر إليها بتمعن فكان شعرها يلمع 

ومرتب رائحتها أيضا ذكيه وترتدى فستانا صيفيا دون اكمام ممتلئ بالالوان  الزاهيه بطريقه عشوائيه 

سألها مبتسما برضاء عن تأنقها :

 ـ إيه الشياكه دى بس ؟ مين اللى زوقك كدا ؟

لم يتوقع منها إجابه فهى دوما صامته زفر متألما لحالتها المعقده  وإلتف إلى نجلاء يسألها عوضا عنها :

ـ إنتى يا نجلاء اللى عملتى دا 

اجابت "نجلاء" مسرعه :

ـ لاء مش انا يا بيه دى الست صبا هى اللى سرحتها وقالتلى إنها هتعملها حاجه إسمها روتين 

عشان شعرها ما يتخبلش فى بعضه ويوجعها  فى التسريح


لم يبدى أى إندهاش من تصرف "صبا" لقد كان واضحا إهتمامها بها أثناء جولتها وعدم نسيانها 

ابدا لكنه كان معجبا بالنتيجه التى وصلت إليها ، لكنه قضب حاجبيه متعجبا من حزن "مريم" وتسأل  :

ـ اومال هى زعلانه ليه ومش بتلعب 


هتفت "نجلاء" وهى ترفع كتفيها معبره عن عدم معرفتها :

ـ  ما اعرفش يا بيه يمكن عشان الست صبا مشيت 


هذا ما جعله يزداد هشه ويسأل فى سرعه:

ـ مشيت فين ؟

اجابت "نجلاء"  :

ـ راحت مع ست بثينه هتقعد هناك  


قبل أن يسأل من جديد إقتحمت "ونيسه" غرفته دون إذن لتقول بلهجه غاضبه :

ـ  جدك تحت عايزك

تعجب من غضب والدته ودخولها المفاجئ والغير معتاد ، ونظر فى عينيها مستفهما لكنها لم تعطيه إجابه

 واضحه .

لم يطلبه جده ولم يحاكيه من وقت اخر مقابله وظن فى قراره نفسه أن هجره سيطول لأنه تجاوز حدوده 

بشكل غير مقبول .

ترك إبنته إلى نجلاء ليأمرها بهدوء :

ـ  نيميها على ما أرجع  


 ______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____

"فى منزل حكيم "


كان صادقا  معها بالفعل الجو والهواء منعش ولطيف أحسن ضيافتها وقطع الفاكهه وقدمها لها

بحنان وأصر على تناولها بكرم وحفاوة  بدأت ترتاح قليلا لجلسته وتسعد بحديثه لفقدها ركن وحنان

 الأبوه إستمر الحديث لوقت طويل حتى إلتف إليها ليقول برفق وحنان :

ـ والله إنتى نورتي البيت يا ريت كان عندى بنت زيك 

إبتسمت له لشعورها باللطف تجاه وأضاف حديثهم بعضا من الثقه ردت بسعاده :

ـ وانا كمان مبسوطه إنى إتعرفت عليك حضرتك ذوق جدا 


صاح فرحا :

ـ الله يجبر بخاطرك يارب 


سألها وهو يقترب منها :

ـ بما إننا إحنا الاتنين يعتبر بقينا أصحاب ممكن تبقى صريحه معايا 

رفعت كتفيها بعفويه وهى ترد :

ـ انا معنديش حاجه أخبيها 


تشجع ليسألها وكأنه مهتم للغايه براحتها وسعادتها :

ـ طالما كدا هسمح لنفسى أسألك إنتى مرتاحه فى بيت جدك 


نفضت رأسها دون إهتمام وتطلعت أمامها على المياه الممتده أمام عينها لترد دون مبلاه:

ـ انا ما مش مرتاحه فى أى مكان 

ضيق عينها متعجبا من إجابتها الواضحه وسألها دون فهم :

ـ يعنى إيه ؟

تواردت صور ذكرياتها القاسيه وطفولتها المعذبه امام عينها بشكل سريع مما جعل عينها تدمع ورأسها 

يدق بعنف مسحت على جبهتها بقوه و اجابته بإرهاق :

ـ يعنى كل مكان بروحه بحس إنه مش مكانى بحس إنى ماليش مكان لا فى بيت بابا ولا عند جدو ولا حتى هنا 


كان يحاول قرائتها جيدا ،الجلسه كلها غرضها التعرف عن قرب على المرأه التى يخافها الجميع لكن ما وجده 

وآمن به عقله أنها بالفعل خطره من لايخشى كل هذا الجمال وكل هذا الاختلاف تبدو كتحفه فنيه لامعه وسط 

خراب هائل بالطبع ستجذب الانظار ،بعد ثوانى من الصمت والتدقيق  إلتفت إليه لتغير حديثها بـ :

ـ يعنى كلوا بيتعامل على إنى بنت بشرى وما حدش شايفى أنا 

مط شفاه ولوح ليعيد النظر أمامه قائلا :

ـ لاااا خدى من دا كتير أمك كلوا كان كلوا بيشتكى منها لكن ماحدش مسك عليها حاجه 


إستدارت إليه بكامل جسدها وقد تحفزت لسؤله بإهتمام بالغ:

ـ إنت كنت تعرفها 

لم يتعجب من حماسها الزائد  لكنه شعر بالقلق فى فتح ملف "بشرى "والحديث عنها  :

ـ عادى زى ما كل الناس  تعرفها 


زاغ بصرها بيأس وشعرت بألم مضاعف فى رأسها كانت تتمنى أن تسمع قولا واحدا عن والدتها

من طرف حيادى ليطمئن قلبها أنها أفضل أم كما كانت بالنسبه لها لكن الجميع هنا يكرهوها وهذا 

واضح فى تعاملهم معها ،تسأئل عندما ظهر الاحباط على وجهها :

ـ هو فى حاجه معينه عايزه تعرفيه


همت بالنهوض من مكانها وهى تعتذر عن عدم قدرتها على مواصلته هذه الجلسه  :

ـ انا أسفه حاسه إنى مصدعه وعايزه ارتاح إن شاء .....

قاطع كلماتها صوت "بثينه" القريب وكلماتها المشحونه بـ:


ـ هو إذا حضرت الملائكه ذهبت الشياطين ولا إيه ؟ 


إنتبهت "صبا" لوجودها الذى لم تلاحظه سوى الآن فردت متعجبه من مهاجمتها الغير منطقيه:

ـ  شيطاين ايه وملايكه إيه هو انا كنت شوفتك ؟


رفعت "بثينه " حاجبيها بدهشه وهى تقول :

ـ لا يا شيخه يعنى انتى عينك فى عينى وانا جايه من أول الطرقه وما شوفتنيش 

شوفى إزاى لازم نكشف عليكى نظر بقى يا ضنايا 


إحتقن وجه "صبا" وهى توزع نظراتها بين "حكيم وبثينه " بدهشه من إتهامها الغير صحيح 

بالفعل لم تراها كانت شارده وكم من شارد لم يرى أمامه 

هتفت بانزعاج  :

ـ فى إيه هو انا كنت هقوم ليه يعنى لو كنت شوفتك 

 لطمت "بثينه" ظهر يدها بالاخرى وهى تجيب بغيظ :

ـ أنا عارفه إسألى نفسك 

لم يعجب "صبا"  إتهامها الباطل وعزمت على نهرها :

ـ  إنتى م,,,,,,

قاطعها "حكيم" فيما تنوى عندما رأي شراره النار تقفز من عينيها ناب عنها مهدئا الامر :

ـ  خلاص يا بثينه هى كانت بتقول مصدعه وعايزه تطلع ترتاح وانا اللى عطلتها

سالته "بثينه" بحنق:

ـ وأنت كنت المحامى بتاعها 


تركتهم "صبا" وعزمت على المغادره دون إلتفات ليبقى "حكيم " وبثينه التى ترمه بنظرات شك وغضب

 وما إن ضمنت إبتعادها حتى هدرت بغضب :

ـ فى إي يا حكيم سايب اللى وراك واللى قدامك وقاعد مع حتة العيله دى ليه ؟


إتسعت عين "حكيم " وهو يستمع إليها لاعنا عقلها الذى لم يحسن التفكير فهتف بزنق :

 ـ إنتى إتهبلتى يا بثينه ولا إيه دى  أصغر من إبنك هكون قاعد معاها ليه ؟!

البت دى بقت هى مصلحتنا ومصلحة ابننا 


جلست "بثينه " فى مقابله ومازالت متعصبه من رؤيته معها بالاصل هى تريد خنقها وزادت رغبتها 

فور رؤيته زوجها يعاملها بهذا اللطف  لتهتف بحده :

ـ  وانت مالك برضوا يا حكيم سيب ابنك اللى يتعامل معاها مش إنت 


إذداد غضب من تفكيرها المحدود الذى تغلب عليه العاطفه ولا يتخلله أى شئ من العقل  لذا صاح مستنكرا :

ـ يادينى على دماغك، إبن مين اللى يقعد معاها ابنك لو قعد مع البت البسكوته دى  هتنط فى المياه 

ولا ترضى تتجوزه    

صاحت هى الاخرى باستنكار مماثل :

ـ ياسلام وهترضى تجوزه عشان إنت ابوه


أوضح رغم ضيقه :

ـ لاء يا فالحه لما اقعد معاها واشوف بتحب إيه بتكره إيه وإيه دخلتها وبعدين اقعد مع عامر 

واحطه على اول الطريق عشان نختصر الوقت فهمتى 

كل كلام العالم ومهما إستمعت لمبررات لن يقنعها بأن تترك إبنة الشيطانه تجلس مع زوجها دون وجودها 

هتفت بإعتراض قاطع :

ـ مهما كان يا حكيم ما تقعدش معاها وحديكم وإن شاء عن ابنك ما إتجوزها اصلا 


فضل "حكيم " الصمت عن الرد على حديثها الذى يغضبه ويهلك تفكيره دون فائده ،شرد بعيدا 

عن وجهها بعدما فشل فى إقناعها فهو لا يفهم سبب كل هذا الكره الذى تكنه لها لكنه يفهم 

جيدا سبب الغيره التى قد تصيب قلبها إن إختلى بها ثانيا هو نفسه يخشي من فتنها ويجاهد 

رغبته بها خاصتا رائحه عطرها النفاذه التى لم تغادر المكان رغم مغادرتها  رائحه مغريه خطره.,,,,,,,,,,,,

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’يتبع 

عشقت إمراة خطره _سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبه"


 ______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close