أخر الاخبار

عشقت امرأة خطره "الحاديه عشر حتي الخامسه عشر بقلم ياسمينا احمد كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 عشقت امرأة خطره

"الحاديه عشر حتي الخامسه عشر

بقلم ياسمينا احمد

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


إجتمع "زيد" بكامل أسرته فى غرفة الضيافه وقد إذداد دهشه من حضور "بلال" بينهم رغم عقابه 

تحاشى النظر  تجاه "جده فايز " الذى ترأس الجلسه خشية من رؤيته غضبه الذى بات يكنه له بعد آخر 

لقاء بينهما وأثر المشادات بينهم لازل قائم لكنه لم يمنع نفسه من السؤال عن سبب حضور "بلال" بينهم :

_ بلال إنت جيت إزاى ؟


كان "بلال" متردد فى إجابته يخشى أن يتلفظ بلفظ قد لا يعجب جده ويقلب الأمر ضده،  بعد ثوان 

أجاب بشكل متقطع :

_ بابا ..جابنى 


نظر "زيد " بإتجاه عمه "عماد" والذى لم يغفل عن إغاظته بقوته ونفوذ قراره فى هذا المنزل ليشعره 

بالاقليه وعدم الاهتمام بنظراته الهازئه والمعتده بنفسه ظل يبارزه "زيد" بعيناه  ولم يزيح  نظره عنه 

حمحمت جده "فايز " جعلت "عماد" هو من يلتف عنه خشية من ملاحظته للامر،إنتبه الجميع 

وتأهب  لحديثه لقد إتضح من إصراره على جمعهم أن الامر هام للغايه إعتدلوا فى جلستهم حيث 

بدأ حديثه بإسم بلال بضيق :

_ بــلال ... عايز يصلح غلطه 

إرتعب "بلال" من نطق إسمه فى بادئ الحديثه وكأنه سيصدر عليه حكم الاعدام ،سكت "فايز" قليلا 

 ليجذب إنتباه "زيد" كان يتمنى أن يشاركه فى هذا القرار لانه كان الوحيد الذى علم برغبة والدها

 فى زواجها تمنى لو أنهم ليسوا على خلاف ليتشاور معه   كما إعتاد ولأنه يعجب 

كثيرا بطريقه تفكيره ، لكن خرجت الامور بينهما عن السيطره وسيعرف برأيه امام الجميع  .

أكمل وهو يسحب انفاسه بهدوء  :

_ عايز يتجوز بنت عمه وإحنا كلنا عيله مع بعضنا كل واحد يقول رأيه  وكويس إن "صبا" مش موجوده 

عشان كل واحد يقول رأيه بحريه من غير ما نجرحها وكمان ما حدش يبلغها حاجه من بعيد أو قريب 


كان يشدد من كلماته وهو ينظر إلى "ونيسه" ثم  أنهى حديثه بـ :

_ نبدأ بـ يحيى 


إذدراء "زيد" ريقه وهو يراه يتجاهه متعمدا ويعاقبه  بتهميشه وهذا ما لاحظه الجميع لقد كانت 

الاولويه دائما ل"زيد" لكنه تماسك حتى يشمت به أحد .

بالنسبه ل "يحيى "نداء جده له وإفتتاح  الجلسه بإسمه وأخذ رأيه شئ عظيم بالنسبه له جعله يشد ظهره

ويشعر بحجم كبيرومكانه هائلا كانت من قبل لأخيه الأكبرإبتسم وهو يجيب فى سرعه :

_ طبعا موافق الف الف مبروك يا اخويا 


لم يعجب" فايز" حماس "يحيى" فى إجابته فهو يثبت أنه لازال صغيرا على التفكير بحكمه والتريس 

فى أخذ القرار ،ارتسما على فمه  ابتسامه صغيره  وغير نظرته بإتجاه "عماد" وهتفت :

_ طبعا الفكره فكرتك فإنت ما عندكش مانع 


هم ليجيبه "عماد" لكنه تجاهله وسأل "ونيسه" ببرود :

_ وإنتى يا ونيسه رائيك إيه ؟


طرح سؤاله وهو يعرف إجابته فهى  كانت تتململ فى جلستها لتتمالك نفسها من إعلان رفضها 

القاطع  حتى عن  طرح الموضوع ولن تبدل كلماتها مهما حدث أجابته بوضوح :

_ مش موافقه  وعمرى ما هوافق ولوحكمت إنى أطلق من .......


قاطعها "فايز" بصوته الحاد والغاضب:

_ ونيسه.... سألتك عن رائيك وبس  الجواز والطلاق مش على كيفك 


إذدرائت ريقها وإبتلعت لسانها فهى تعرف جيدا ان حتى أمنية خلاصها لن تحققها وليس لها يد بالامر 

مَن تتزوج من عائلة الواصل لا تكون سوى دميه بيد "فايز الواصل" وجودها تماما يلغى .


بقى "زيد" صامتا يدعى الثبات وهو بداخله يخشي إلتفاته جده لمحادثته، تأخر فى توجيه الحديث له وبقيت

نظراته معلقه إلى "ونيسه" مما جعل "زيد" يرفع وجهه بإتجاه ليتأكد أنه لم يتجاهله وعلى فجأه ودون أن 

يتوقع نظر تجاه ووقعت عينه فى عينه الحاده لم يرمش له رمش وهو ينظر إليه، تبادلوا النظرات  معا 

بصمت خيم على الجميع حتى بات الكل يعرف أن "فايز" على خلاف واضح مع "زيد" ومابقى للشك مكان 

ثوان مرت كالدهر حتى نبث فم "فايز" بسؤلا مقتصر بإستياء :

_ وإنت ؟


عبث قليلا بخصلات شعره المتدليه على وجبهته ليعيدها للخلف ثم أومئ رأسه بهدوء وأجاب دون أن يترف له جفن :

_ موافق طبعا الف الف مبروك يا بلال 


لكم جده الارض بعصاه الذهبيه معلنا غضبه من إجابته هو الوحيد الذى كان ينتظر معارضته 

لعلمه السابق بأن والدها يريد إختيار زوج مناسب وبلال غير مناسب بالمره ،إجتاحه غضب 

من سلبيه "زيد" وعدم الوقوف بصفه كما إعتاده ،أنتبه الجميع لهذا الغضب وأصبحوا فى قلق 

مما ينوى "فايز الواصل " هذا  الذئب الهَرم ،صاح بإنفعال :

_أغبيه كل اللى قال موافق غبى 


صعق كلا من "عماد" وبلال " أما "زيد" فكان غير مهتم بينما "ونيسه " بدأت تطمئن أن رغبتها 

ستٌنفذ لذا إبتسمت وإنتظرت مرور العاصفه بصمت 

إسترسل "فايز" غضبه وهو يقول ل"بلال " بحنق :

_ صبا عايزه حد اقوى منها عشان تسمع كلامه وتبقى تحت طوعه وإنت يا بلال ومن غير مجامله 

عيل وأى كلمه توديك وتجيبك  مش أجوزهالك وأبقى خسرت راجل لانها هتعرف تقوم بالدورين 


إنفجر الدم فى وجه "بلال" وهو يستمع إلى رأئ جده الصادم به  لم يرفضه فقط بل قلل من شأنه 

فتمتم متعلثما :

_ يــعنى ...إيــ...ـــه ؟


ضيق "فايز" عينه ليوضح بإشمئزاز :

_ يعنى اللى سمعته ...صبا أرجل منك خاصتا بعد الموقف إللى عملته معاها  انا روحت شفت 

كامير المحل يومها وشفت إتصرفت إزاى 

هى لما حست إن العين عليكم  خافت ومشيت إنما إنت كنت عارف إللى هيحصل وأخدتها 


تدخل "عماد" بقلق من قرار "أبيه" القادم :

_ يا حاج بس ,,,,,

قاطعه بشراسه :

_ مافيش كلام تانى وإذا كان على إبنك خليه فى حضنك بس قوله يحترم نفسه ويحترم البيت 

اللى هو فيه 


كادت "ونيسه" تقفز من الفرحه لموافقه الاخيره على بقاء والدها ونجاحها فى إقصاء فكره 

زواج والدها من أخطر إمرأة تعرفها 

إلتف "فايز" لينهر "زيد " بحده :

_ وإنت كمان ما كنتش عارف كدا ولا خلاص ما بقتش عايز تبقى كبير العيله دى ؟


مط "زيد" شفاه ليرد بـ دبلوماسيه  رهيبه :

_ اللى تشوفه يا جدى أكيد انت عارف أكتر مننا كلنا وكلمتك تمشى علينا كلنا 


نبث فم "فايز" بإبتسامه ساخره وهو يرد عليه بضيق من إستمرار جفائهم :

_ كنت بحسبك أعقل من كدا 

ثم زعق بغضب ساحق:

_ كلكم ما بتفهموش كلكم ما عندكوش عقل 


إستمتع "عماد" بالمشاده التى بينهم  متجاهلا صياح والده فيهم كلهم لكنه كان متأكد انه يقصد 

"زيد" تحديدا ولم يهبأ بزيجه إبنه  من "صبا" فلم تكن غايته الزواج بل بقائه بالمنزل 


إستعد "زيد" للنهوض وهو يستأذن بإتزان :

_ ممكن أطلع انام ؟


رمقه "فايز " بحنق وصاح بضيق لم يختفى :

_ كلوا هيطلع ينام... مــعـــادا إنــــت !


عض طرف شفاه وهو ينظر إلى جانبه متفاديا نظراته الحاده وقسوته الموجهه إليه دونا عن الكل 

نهضوا جميعا  وخلت القاعه إلا من "زيد" وجده "ساد الصمت بعدما إختفى صوت أقدامهم 

وأصبح  المكان آمن  تماما لحديثهما بدأ  نهض  "جده "من مكانه ووقف بوجه وهم  بالحديث 

معاتبا إياه :

_ هااا نويت تصغر بنفسك 


يعرف إلى ما يرمى لكن التقليب فى الذكريات الماضيه كان يؤلمه خاصتا أنه إنتظر منه أن يراعى 

مدى جرحه من فعلت عمه وكذلك إتباع اومره فى عدم إخبار والدته بالامر وحفظ السر

زفر أنفاسه فقد كان على وشك الاختناق من ذكرياته المؤلمه التى عانى منها وحده ،فى نفس الوقت 

كان مجبر على إجابة "جده " حتى يكتفى من نظراته الائمه التى يرميها إليه  فقال بصوت متعب:

_ أنا ما كانش اقدر أرفض قدامهم لو رفضت اخويا هيزعل منى وعارف إنك مش هتوافق

فسيبت حضرتك تتكلم كلامك هيكون مقبول . 

كان "فايز" غاضبا من نفسه لاخبار "بلال " بحقيقته أو بنظريته  بهذه الصراحه التى تجرج 

وأيضا غاضب من "زيد" الذى لم يسانده فى قراره أمامهم حتى لا يضطر لجرح مشاعر حفيده 

إستدار عنه وهو يهتف بلوم :

_ ولو كنت إديت أى حجه إن شاء الله حتى دراسته كنت خففت عنى إنت عارف إن ابوها عايز يجوزها 

وسايب الموضوع فى رقبتى أنا 


حرك رأسه ليوافقه الرأى وهو يجبيه :

_ عارف وعارف كمان إن بلال ما ينفعش وإن عمى حسين لو صدر منه شئ هيلومك إنت 

فى الآخر 


أشار إليه "فايز" وقد نبث فمه بأبتسامه ماكره :

_ بس انا إختارتلها عريس حلو 


عاينه "زيد" بقلق وسأله مستفسرا :

_ مين دا ؟


إمتنع عن إجابته وقال :

_ لما ترجع لعقلك هبقى أقولك 


سأله "زيد" وقد تضاعف القلق بداخله من أن يزداد الخلاف بينهم فيخسر "جده" للابد 

وهو الذى يعتبره أبيه الروحى وسنده فى الحياه :

_ وإنت عايزنى أرجع لعقلى إزى يا جدى؟ 


بدى كمن وضع له الفخ ليخبره ببساطه  وبجديه :

_ تسمع كلامى   يا تتجوز نهى يا ترجع "مريم"  لستها


كاد أن يفلت غضبه أمامه فهو يعلم أن الحالين غير مناسبين له فهتف وقد نفذ صبره:

_ تانى ياجدى الموضوع دا مش هيتحل بالطرقتين  دول ...وبعدين إشمعنا انا مارضيتش 

ترجعنى لستى ورفضت أتربى بعيد عنك ولوقتى عايز مريم تخرج برا بيتك وتتربى بعيد عنى 


اجابه بضيق من معانده رأسه اليابس الذى يتعبه فى الفتره الأخيره :

_أمك ضحت عشانك إنت كمان عايز مريم ضحى عشانها 


صاح بضيق :

_ انتحر يعنى 

صاح به جده يسأله  :

_ هو جوازك من نهى إنتحار؟ 


بادله  "زيد" السؤال بسؤال :

_ هو إحنا لسه هنعيده ؟

إصتدم بأعين جده الغاضبه فهدء من نفسه حتى لا يغضبه من جديد لكنه لن ينفذ ابدا رغبته 

فى الزواج مرة اخرى  من أى إمراه كانت  نظم أنفاسه حتى يسيطر على إنفعاله وقال بهدوء :

_ خلاص سيب الموضوع على جنب ... مين العريس اللى اختارته لصبا ؟


لوح له دون إهتمام وقال بغموض :

_ هتعرف لما يجى يتقدم وان شاء الله هيجى قريب 

زفر "زيد" ونهض من مكانه يبدوا أن "جده" لن يرضى عنه إلا لو نفذ  رغبته من "نهى" وهذا

 لا ينوى فعله مما يوحى أن خلافهم سيظل ممتدد لفتره طويله 


______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____


"فى اليوم التالى فى بيت حكيم "


إجتمعت "صبا" من جديد على طاولة الافطار معهم لكنها كانت غاضبه من إيقاظها فى الصباح 

الباكر فهى لاتحب هذا  ولم تعتاده وضعت يدها على وجنتها وهى تشعر بالنعاس يثقل رأسها

 كان "حكيم" يلاحظ هذا مما جعله يهتف مرفقا بها :

_ بتصحيها لي يا بثينه كنتى سيبها لما تصحى وتفطر براحتها 


هدرت "بثينه " بفظاظه :

_ واحضرلها فطار تانى مخصوص هو انا كنت هشتغلها خدامه ولا ايه؟


صوتهم جعل "صبا " تتملل بضيق فى جلستها بانزعاج من ردود عمتها الغير مرحبه 

اصدرت صوت إعتراض بفمها سبق قولها :

_ تؤ ...خلاص انا كدا كدا همشى بكرا كفايه لحد كدا


اسرع "حكيم " بالتغطيه على حديث زوجته فقال مبتسما :

_ لا  تمشى إزاى؟ عمتك ما تقصدتش هى بس عشان إيد لوحدها فهى بتتعب معانا 

    

نهضت "صبا" من مكانها وهتفت دون اكتراث:

_ انا هطلع انام مش عايزه افطر إبقوا صحونى ع الغداء 


غادرتهم فهتفت "بثينه" بصوت جهور قاصده أن تسمعها :

_ يا سلام دا فعلا هبقى خدامه ليها 


اشار "حكيم " لها بالسكوت محذرا اياها من إزعاجها حتى يصل لمبتغاه ثم اشار إلى إبنه 

"عامر" الذى كان منهمك بتناول الطعام وقال :

_قوم وراها صالحها 

نهض "عامر" يٌعدل من قميصه  ويجذب ياقته بتفاخر ظنا منه أن يستطيع أن يوقع بها فى كلمه واحده 

 وتبعها حيث غابت باصرار .


وصلت "صبا" إلى باب غرفتها وهمت لتفتح الباب فمنعها نداء "عامر " بـ :

_ صبا إستنى عايزك 


إلتفت بإتجاه وقد لاحظت إبتسامته الغريبه التى تعتلى وجهه دون سبب واضح لكن أثار النعاس 

كانت اكبر من أن تحاول فهم سبب ابتسامته 

وقف قبالها دون أن تختفى ابتسامته ليقول :

_ ما تزعليش من امى هى فرحانه بيكى بس مش بتبين وانا كمان فرحان بيكى وابويا 

أومأت دون إهتمام واستدارت نحو غرفتها فأسرع لإيقافها :

_ مش هتمشي مش كدا دا انا حتى مش رايح الشغل عشانك 

وضعت يدها على كتفه لتربت بهدوء وبعفويه لا تقصد بها شئ:

_ لاء روح إنت شغلك انا عايزه اقعد مع نفسى 

أعجب بشده بوضع يدها على كتفه وظن   أنها تفاعلت معه بل ورأسه ذهبت بعيدا 

قال متحمسا :

_ لاء إنتى إدخلى نامى وأنا هستناكى تصحى براحتك إن شاء لبكره 


لم يكن لديها طاقه لمجادلته فإستدارت عنه لتدخل غرفتها دون إجابه يفعل ما يفعله المهم أن يتركها 

تنام الآن ...

______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____


"فى قصر الواصل "


بكاء "مريم " لم يهدا من الأمس ترفض بشكل غريب أى مصالحه من "زيد" وأى لعبه مزاجها 

سئ حتى انها طوال اليل تبكى دون سبب مما جعل "زيد" يستيقظ باكر ويبدل ملابسه ليذهب بها إلى 

الطبيب حملها بين ذراعيه وهو يسألها بإرهاق :

_ مالك بس يا مريم ؟


لم تكف عن البكاء فزاد شكه أنها مريضه بالفعل ظل يتحسس جبهتها وبقلق ويجب نفسه :

_ إنتى مش سخنه اومال فى إيه ؟


طرقات الباب ملئت  الغرفه فناد :

_ إدخل 

ولجت "نجلاء" إليه وقد إستمعت إلى صوت بكاء مريم من قبل أن تدخل وعندما رأته يرتدى 

ملابسه ضرب قلبها الخوف أن يتركها بهذه الحاله معها وتقضى اليوم كله فى عذاب بكائها 

فسألته بقلق :

_ هو حضرتك هتمشى ؟

نظر بإتجاه "مريم " وهتف بإستياء:

_ هأخد مريم واروح للدكتور مش عارف مالها طول اليل ما نيمتنيش 


نظرت "نجلاء" بإتجاهها وقالت بتاثر :

_ مش عارفه مالها من إمبارح من ساعة ما ست صبا مشيت وهى مزاجها مش رايق


إستمع "زيد" إلى إسمها وومض فى رأسه سريعا الاجابه لقد تعلقت مريم بصبا وهذا 

أسوء ما قد يصيب طفل يتيم، دس يده فى خصلات شعره ليرفعه للاعلى ويؤنب نفسه  كان عليه

أن ينتبه إلى هذه النقطه ولن يترك ابنته فى يد شخص مؤقت تعتاده فيرحل وصبا كانت أكبر خطأ 

خرج من الغرفه وهو يحملها بين يده ويحاول جذب إنتباها إليه بالحديث :

_تعالى يا حبيبة بابا نروح نتفسح بالعربيه ونجيب لعب ماشى يا مريومه 


لم تستجيب ابدا وظلت على نفس حالتها فقرر ان يتاكد إن ما كانت مريضه أو بالفعل تفتقد صبا 


______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____


"بعد ساعات" 


فتحت "صبا" باب غرفتها ترتدى عبايتها السوداء ذات الاكمام المربوطه تتزين بزينه رقيقه 

وتضع عطرا فواح لم تترك شئ إلا وأعطته حقه ووقته فى إصباغه وإظهاره بالشكل المثالى 

وما إن خطت إلى الدرج حتى وجدت "عامر" خلفها يهتف بفرح :

_ اخيرا صحيتى 

فزعت من ظهوره المفاجئ وصاحت بخوف:

_ خضتنى 


ابتسم لها وقال دون إكتراث :

_ المهم إنى لحقتك 


حركت رأسها واجابته بتعجب :

_ يعنى انا كنت هروح فين ما انا  قاعده 


وضع يده على كتفها ليقول :

_ انا عارف انك مش هتروحى بس انا كنت قاعد عشانك 


لاحظت يده الممتده فأزحتها بيدها وهدرت بتشنج :

_ ياريتك ما قعدت 


ضحك بصوت عالى غير مهتم بحديثها، تجاهل تماما نبرة الرفض التى بين السطور 

وهتف وهو يضع يده على ظهرها  :

_تعالى نقعد مع بعض شويه 


رفعت إحدى حاجبيها من إصراره على استخدام يده ودفعته بعيدا عنها وصاحت به :

_    مش عايزه اقعد معاك 


كاد ينفعل من اسلوبها الفظ معه فسأل بضيق :

_ وانا اقعد مع مين بقولك قاعد عشانك ؟


طوت ذراعيها امام صدرها وهتفت ببرود وتشنج  :

_روح اقعد مع امك 

صرعلى اسنانه فتركته وغادرت لتذهب إلى مقدمه المنزل وتجلس فى الهواء الطلق 

الذى جربته من قبل تبعها "عامر "  مصرا على التقرب إليها لكنه كان متعجبا من 

معاملتها الجافه بعكس الصباح  لم يفقد الامل لكنه كان متعجل .

______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____


"فى سيارة زيد"


بعد كشف دقيق ...

تأكد "زيد" من أن صحة إبنته على  ما يرام وأن ليس بجسدها ما يدعو لكل هذا الصراخ 

وبرغم من ذلك إذداد غبطه لم يكن بحسبانه ما حدث من سنوات وهو يشغل كل وقتها 

يتفهم حالتها النفسيه ومزاجها السيئ  لكن الآن بات عاجز تماما أمام حالتها الصعبه لم 

تلتفت لشئ ولم يغيرها شئ كلما عرض عليها لعبه أو حلوى تزداد فى البكاء ضمها إلى

 صدره بحنان وهو يحكيها متحيرا :

_ مالك بس يا حبيتى ؟


يخشى بشده ان يصيبها مكروه من كثرة البكاء رغما عنه تلفظ بما يفكر :

_ إنتى عايزه صبا ؟


إبتعدت عنه وكفت عن البكاء وتمتمت بتشنج وبصعوبه :

_ صاصااا  اممم صاصا 

إتسعت عيناها بذهول من تجاوبها معه وأيضا محاولتها الضعيفه بالحديث رغم أنها حتى الان لم تنطق 

بإسمه كان أقصى ما تقدمه كلمة بابا ،لم يجد مفر من اللجوء إلى "صبا "حتى وإن كانت رغبته بعدم الاقتراب

من "مريم " حتى لا تكون العواقب وخيمه إلا أن رضائها الآن بات شبه مستحيل فكان عليه أن يرضح لطلبها 

حتى ولو على حساب نفسه أدار سيارته وإنطلق نحو جهتها دون أن يفكر مرة أخرى إبنته أكبر من كبريائه 

وأكبر من إحراجه أمامها بعدما تشاجر معها فى آخر لقاء.

______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____


"فى بيت بثينه"


قد إذدات غضبا وضيق من ضحكات "حكيم " مع "صبا" وجلوسه المستمر معها فى مقدمه المنزل 

توشك على اقتلاعها من مكانها وإلقائها فى البحيره لتنتهى منها ومن شرها حاولت كثير فى كبج 

جماح غضبها تجاها لكن كانت تفشل حتى إنطلقت نحوهم بغضب عارم   لتجلس معهم بشكل 

مستفز وغاضب  نظرت "صبا" إلى حكيم " بشك من تصرفها الغريب  فمط شفتيه بابتسامه

عاديه حتى تطمئن ساد الصمت حتى هتفت "بثينه" بحنق :

_ ايه سكتوا ليه ؟ 

تحمحم "حكيم" قبل أن  يجيبها  باللين :

_ عملتي لنا غداء ايه يا بثينه ؟


لم تهدأ من سؤاله  الذى بدى ودى وهدرت بإعتراض وعصبيه :

_ والله هو انا بقيت خدامه خلاص  


اشاح "حكيم " بوجه عنها وهو يزفر ضيقه مستدعيا الهدوء لكنها لحقت بحديثها 

بمكر :

_ تعالى يا صبا اقفى معايا فى المطبخ 


لم تخفى "صبا" اعتراضها على ما تقول وهتفت فى جديه :

_ لاء طبعا انا مش بعرف اطبخ ولا بفهم فيه 


نهضت "بثينه " من مكانها وامسكت بمعصم "صبا" قائله باصرار :

_ تعالى أعلمك 


جذبتها عنوه لتمضى الاخرى معها بانزعاج من تصرفاتها الغريبه والغير مطمئنه 


ولجت إلى المطبخ واشارت إلى الاطباق التى تحتاج إلى جلى وهتفت أمره :

_ ما بتعرفيش تطبخى إغسلى المواعين 


لم تخفى ايضا إشمئزازها وضيقها من كل هذا فهى لم تحب اعمال المنزل ولم تقبل فى يوم 

على آيا منها وكثيرا ما  عاقبتها زوجة ابيها لعدم الامتثال لأومرها إن تغيبت الخادمه عنهم 

فى يوم كانت تقبل بأى عقاب إلا دخول المطبخ والضرب ،دفعتها "بثينه " فى كتفها كى تحسها 

على التحرك :

_ يلا خلصى عشان اعلمك الطبيخ


بدأت مرغمه فى تنفيذ ما قالته بضجر قد ظهر هذا التضرر على طريقة تعاملها مع الاوانى 


"بعد مده قصيره "


توقفت سياره "زيد" امام منزل عمته ترجل منها وهو يحتضن إبنته بين يديه وتوجه للداخل إستقبله 

"حكيم " بحفاوة ظهرت فى صوته ويده الممدوده :

_ أهلا اهلا  نورت الدنيا كلها   عاش من شافك يا زيد 

 

بالداخل 

فور سماع إسم "زيد" وصوته تركت ما بيدها وفزعت للخارج تاركه عمتها تناديها 

بضيق :

_ يا بت  يا بت إ نتى  تعالى هنا 

ومع استمرار منادتها وعدم استجابتها وهرولتها السريعه للخارج جعلت "بثينه" تتبعها للخارج وهى 

تلعنها قائله :

_ يجيلك خابط فى دماغك  يا بعيده 


وصلت "صبا" إلى "زيد" وقد تأكدت من حضوره بأم عينيها لم تخفى ابتسامتها  وكأنه اتى خصيصا 

لنجدتها من هنا واتسعت ابتسامتها اكثر لرؤيتها "مريم" بين ييده  تحركت صوبهم بسرعه بالغه 

وبحماس شديد هتفت  :

_ انت جيت ؟


رفع أحد حاجبيه واجاب مستنكرا :

_  لاء لسه ما جتش هو إنتى كنتى مستنيانى ولا حاجه ؟


أدركت بلاهة سؤالها وعدلت من طريقتها لتهتف :

_ لاء بس....

قاطعتها "مريم" التى إلتفت على إثر صوتها وغادرت حضن والدها لتقفز إلى احضانها تلقفتها "صبا" 

بسعاده ورحبت بضمتها برفق وحنان إلى صدرها وهى تقول :

_ وحشتينى 


شعر "زيد" بالراحه عندما إستكانت طفلته بعد بكاء طويل .


______جميع الحقوق محفوظه لدى صحفة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _____


"فى المساء"


إتصلت "ونيسه" ب"بثينه" لتزف إليها البشرى والتى استقبلتها وبثينه بسعاده:


_يا الف بركه يا الف بركه والله اخويا عماد ما طلع سهل وعرف يجيب بلال تانى 

صوت "ونيسه" كان مبتهج وهى تحادثها :

_دا انا كان قلبى هيوقف لو كان ابوكى وافق على جوازه من بنت بشرى 

وكأنها  تذكرتها فسألت عنها :

_ الا بصحيح عامله ايه عندك 

زفرت "بثبنه" بضيق :

_ على اخرى حكيم قاعدلها فى البيت الموضوع دا مضايقنى 

صاحت الاخرى معترضه:

_ ما تفتحى عينك انتى تايه عن بشرى ووساوسها ودى بنتها دى لعنه زيها ربنا ينجينا منها ويعدى 

مدتها بسلام 

قالت "بثينه " بشرود :

_ مدتها شكلها قاعده على قلبنا طول العمر


لم تسمعها "ونيسه " جيدا فسألتها بصوت عال :

_ إيه بتقولى ايه ؟


إنتبهت "بثينه" إلى ما تقول وغيرت مجرى الحديث لترد عليها بإعتدال :

_ بقولك أهى ملهيه فى "مريم" بنت زيد " من  الصبح 

صاحت "ونيسه" بدهشه وقد غزاها شك عميق :

_ إيه اللى جاب زيد ومريم عندكم ؟ دا كان رايح يوديها للدكتور


أجابتها "بثينه" يغير إهتمام :

_ وانا إيه عرفنى هو إبنى ولا إبنك عموما هو جاب البنت ومشى وقال لحكيم هيجى ياخدها باليل 

وهو راجع من الشغل   


هتفت "ونيسه" وقد إتضح على نبرتها الضيق :

_ ماشى خلاص هو حر يعمل اللى يعملوا 


أنهت معها المكالمه سريعا وظلت "بثينه" مكانها تنقر بأصابعها على يد الكرسي الذى تسند عليه 

تفكر فى عرض "حكيم" وفكرة زواج صبا  لإبنها نعم الثروة شئ مغرى ووهبها أفضل الاماكن فى المدينه 

سيجعل الجميع يتسابق لخطبتها لكن هى الوحيده التى لا ترغب بها لا تفكر بالعقل ابدا 

إنما تغلبها عاطفتها والكراهيه تعمى عيناها كانت تبغض أمها أشد البغض وأتت نسخه ثانيه 

منها أشد فتنه وأكثر عنادا ومؤخرا إذدات نفوذا .

أنتفضت من شرودها على ضحكاتها المجلجله "هى ومريم" التى تصدح بأركان البيت ،إشدد غضبها 

فور سماع ضحكاتها وكأنها تخبرها انها دوما ستكون الرابحه .


___________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد __________ 


"فى المساء" 


تجهزت "صبا" لترحل فوروصول "زيد" ومع "مريم " مهما كان وضع القصر هناك فهو أفضل 

من الوضع الممل الذى شهدته هنا وخاصتا محاصرة "عمتها " لها طوال الوقت .


حملت حقيبتها وحدثت "مريم" بمرح:

_ يلا بينا نرجع البيت 

كانت تقفز الصغيره دون حديث لتعلن موافقتها دون نطق ،لكن أصرت "صبا" على نطق الاجابه 

لذلك حفزتها بطفوله "مريم" :

_ مريم بليززز  قولى أى حاجه 

طالعتها الطفله بأعين متشتته فكررت "صبا" محايلتها :

_ أرجوكى قولى ماشى أوكى  أى حاجه ,,,

ومع إستمرار صمتها هدرت "صبا" بتحذير :

_هزعل  منك 


دقيقه كامله قضتها فى صمت ثم هتفت متعلثمه :

_ أوكى

قفزت "صبا" من مكانها وهى تصفق بسعاده لتحفزه أكثر بتشجيع :

_ شطورره  مريم حلوه وشطوره    حلوه حلوه 


ظلت تقفزبمرح ومريم تتفاعل معها وتكرر كلماتها التى أعجبتها :

_ أوكى أوكى أوكى 


وهذا ما جعل "صبا" تقفز اكثر وتسعد بتفاعلها صوت بواق سياره "زيد" العالى 

جعلها تهرول وهى تقول بحماس:

_ بابا جه  

سريعا امسكت حقيبتها وهرولت وهى تمسك بيد "مريم" وركضت فى الرواق 

وخطت على الدرج بسرعه هائله لتتقابل معه عند المدخل وسط دهشة "بثينه" وحكيم " وعامر"

الذين كانوا مجتمعين فى الخارج ضم "حكيم" حاجبيه من رؤية  حقائبها التى تحملها والتى تفضح 

عن نيتها فى المغادره ،فسأل بإندهاش :

_إي دا يا صبا إنتى ماشيه ولا إيه ؟


كانت تنظر بإتجاه "زيد" وإبتسامتها البلهاء  التى لا سبب لها مستمره لم تحيد عنه وهى ترد :

_ لاء أنا هروح مع زيد 

مسح "زيد" طرف أنفه وأشاح بوجه عنها وهو يتمتم فى نفسه بضيق :

_ آه يا هبله هتشبهينا 

نظرت "بثينه " بإتجاها وقالت بتعجب :

_ فى إي يا بت بشرى مالك ؟

إلتفت لها لتقول بضيق وتحدى :

_ إى هيكون فى إيه ؟عايزه أمشى 

 تدخل "عامر" ليحادثها بلطف :

_ إحنا لسه ما شبعناش منك يا صبا كنتى اقعدى شويه كمان 

رمقه "زيد" نظرة ساخره لا يعرف لها سبب لكنه شعر بالضيق الطفيف 

تمسكت "بثينه" بيدها لتدفعها للداخل قائله بحده :

_ لاء هتقعدى إمشى إدخلى جوا 

أبت التزحزح ودفعت يدها عنها بعنف وهى تقول بإصرار :

_ لاء مش هدخل أنا همشى مع زيد 


إحتدت "عمتها" من إصرارها فى المغادره دون رغبتها فأمسكت ذراعها وأدرت أطرافها لتؤلمها 

بغل وهى تقول من بين أسنانها :

_ قولتلك خشى جوا 


صرخت "صبا" متألمه من قرصتها المباغته :

_ أأأه ايدى إيدى 


أثارت إنتبه "حكيم وعامر " متسائلين بقلق :

_ مالك يا صبا ؟

_  فى إي يا بنتى ؟


تفحصها  "زيد" جيد ليحاول فهم سبب صراخها 

وسارعت "بثينه" لتغطى على فعلتها :

_ أيوا أيوا إتكهنى بقى 

نظرت "صبا"  لها وقد إتسعت عينها بدهشه من تحولها وكأنها لم تفعل شئ، وغده تكذب

بكل صدق هتفت بحنق :

_ انا بتكاهن إنتى ....

قاطعتها "بثينه" لتقول ببرائه :

_ يا بنتى مش شايفه إنتى بتعملى إيه ؟ هو حد زعلك دا إحنا شيلينك  على كفوف الراحه 

وأضاف "حكيم " :

_ والله دى منورانا 

صرت "صبا" على أسنانها من فرط كذبها لم تسعى لتوضيح موقفها ولم تريد أخذ حقها الآن 

هتفت بصوت واضح وبإصرار شديد :

_ أنا عايزه أمشى ..عشان انا عايزه كدا حد عنده مانع 


اشار "زيد" لها لتبعه دون إضافه شئ، تبعته بهدوء وبيدها مريم لايهم ما حدث من قليل المهم 

أنها حصلت على ما تريد إستقلت سيارته وجلست بالامام ووضعت "مريم " أعلى قدميها وضمتها 

إليها بعمق وكأنها  تدفن وجعها والمها بها ،دقائق حتى جلس "زيد" جوارها  فإبتعدت عنها وحتى لا تبكى 

امامه أمسكت هاتفها لتفتح لا ئحه الموسيقى وتضغط على احدهم :

_ مجنون ودماغى طاقه هربانه منى يا بروا 

وبدأت تندمج معها "مريم" وتتحرك امامها وتحرك يدها للاعلى ، فنفض "زيد" رأسه بيأس من جنونها 

ولم يمنعها هذه المره بسبب "مريم" التى تتفاعل معها بسعاده لم يراها من قبل ومع حركاتها العشؤائيه 

إنكشفت ذراعيها لتظهر العلامه الزرقاء التى تسببت فيها عمتها 

لاحظ أثناء إلتفاته بقعه شاذه عكس بشرتها البيضاء تواسط ساعدها  فتسأل بدهشه ودون أى تفكير :

_ من إى اللى فى دراعك دا ؟


إرتبكت من مباغته ورفعت اكمامها لتغطى ما ظهر منها وتحاول تجاهل السؤال بالكامل هى أيضا غاضبه

منه ومن أسلوبه الفظ فى معاملتها  فى آخر لقاء بينهم طال صمتها لتعطيه أجابه دون نطق أنها لن تحادثه 

بسب شجاره الذى دفعها لمغادرة المنزل عادت للرقص  مع "مريم " وتجاهله  ليزفر بضيق من صمتها

 لأول مرة يريد أن يحدثها ولأول مرة يفتح من جهته حديث فقال بجديه وهو يتمسك بالمقود ويقبض عليه بشده :

_عرفت إنك زعلانه عشان كلمتك بطريقه وحشه بس أنا ما فهمتش سبب جملة "أنا وأخويا على إبن عمى "

اللى قولتيها من غير داعى 

شعرت بالغضب  إجتاح قلبها وظهر هذا بسهوله على صفحة وجهها فإندفعت بوجه تصيح بلا توقف:

_ عشان أخوك قالى إنكوا مش عايزنى وأمك كمان بتقول عليا شر واللى عامله فيها عمتى وعزمانى عندها 

عملتلى أوحش معامله واللى فى إيدى دا منها ولما صرخت ما كنتش بدلع كان بسبب ضوافرها  اللى غرستهم 

فى إيدى أنتوا كلكم  بتكرهوا امى لكن ربنا بلاكم بالأدهى منها  ولو عايزين تنتقموا منها فيا هنتقم أنا منكم كلكم 

واللى يجى على سكتى يستحمل.


ضم حاجبيه وإستنكر عدائها الشديد رغم أن كل ما قالته مؤلم ،لكن طريقتها كانت خاطئه تماما ومع الشخص الخطأ

اوقف السياره بشكل مفاجئ لترتطم بكامل جسدها للامام لكنها تداركت الأمر سريعا  لتضم "مريم" إلى أحضانها 

حتى تفاديها من هذه الصدمه القويه التى من الممكن أن تؤذى رأسها صرخت بإسمها فى فزع :

_ مريم 

فأطفأت كل نيرانه التى إشتعلت بسببها وأوشكت على إلتهامها إذدرء ريقه ليسيطر على إنفعاله عندما وجدها تحتضن

"مريم" بين ذراعيها وتميل برأسها فوفها حتى لا تتأذى هدء تماما وإنتابه القليل من تأنيب الضمير على فزعها 

فسأل بهدوء :

_ إنتى كويسه ؟

نظمت أنفاسها وإستعادت قوتها لتخبره بزنق :

_ ايوا كويسه 

رغم أسلوبها الفظ الذى يثير حفيظته إلا أنه سأل بلطف :

_ إتعشيتى 


فى التو شعرت بالجوع الشديد الذى كانت تدثره فى الغناء والصخب،لكن عزة نفسها منعتها فردت بضيق:

_ مش عايزه أكل 

نظر أمامه ثم رفع كتفيه وهو يقول دون إكتراث :

_ إنتى حره كنت هعشيكى بيتزا من اللى بتحبيها  

 عضت طرف شفاها وجاهدت أن لا تبدى تشوقها إلى هذا النوع من الطعام الذى إعتادته وأصبح بعيدا 

عن منتاول يدها  شعر بهاوتفهم شعورها دون أن ينتظر إجابتها تقدم بسيارته وهتف مبتسما :

_ مش مهم هجيب لمريم 


****************جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا يا سمينا أحمد **********

بعد مده 


عاد "زيد" إلى القصر وقد إشترى لهم "بيتزا" وتناولوها معا بالسياره اوقف سيارته 

وقال وهو يحاول لملمت ما بقى من حاويات :

_ عمرى ما أكلت  فى عربيتى بس عشان خاطر مريم 

التفت "صبا" له وهى تحادثه بسخريه :

_ على أساس إنك ما أكلتش معانا 

حرك رأسه وهو يجيبها :

_ كنت بجاملكم بس 


فتحت باب السياره وهى تردد كلماته بسخريه وتقلد صوته :

_ كنت بجاملكم  انت اكل تلاته لوحدك 

سمعها وهتف مستنكرا :

ـ البت بتعد عليا 

اتجهت نحو باب القصر الداخلى وهى تحتضن "مريم" وتلاعبها وتغنى لها بطفوله :

_ هنا مقص وهنا مقص هنا عرايس بترص 


كانت "مريم" تتفاعل معها بشكل ملحوظ وتنصت لكل ما تقوله بإهتمام ،ولجت للداخل 

ووجدت "ونيسه " تجلس فى اريكاتها المعتاده وتحدق لها ببرود دون أدنى ترحيب أو حفاوه

 عيناها كانت تخبرها انها ترفض وجودها وايضا تتمنى عدم عودتها لكنها لا تحرك ساكنا 

كادت تتجاوزها وتصعد غرفتها دون محادثتها لكن صوت جدها العميق الذى نادها بحفاوة 

ودهشه فى آن واحد :

_ صبا حمد لله على السلامه 

توقفت ودارت على عقبيها لترد ندائه :

_ نعم يا جدو

إقترب منها وهو يخطو بخطوات مسموعه مستخدما عكازه الذهبى وسأل وهو يضيق عينه :

_ إيه رجعك بالسرعه ى من عند عمتك 


تعجبت من سؤاله لكنها اجابته بفضول :

_ أنت ما كنتش عايزنى أجى ولا إيه ؟


اشار لها بالجلوس وتجاهل سؤالها معبرا عن إستياؤه من إجابتها :

_ إقعدى 

اتخذت أقرب أريكه وضمت مريم إلى جوارها فى البدايه كانت قلقه من معاملته الغامضه 

لكن فور دخول "زيد" أمره هو الاخر بالجلوس جلس فى المقابل ثم جلس "فايز" هو الاخر 

سأله  بضيق خشية من أن يكون فعل هذا الامر دون علمه    :

_ إنت روحت جبت صبا ؟   

اجاب "زيد" :

_ لاء انا روحت لعمتى وبعدين صبا هى اللى قررت تيجى معايا 


سكوت "ونيسه" كان كالبركان الخامل غاضبه بشده من تصرفات زيد ومن عودة صبا 

خاصتا فى وجود ولدها "بلال" والذى تسببت فى نفيه 


تطرق جده إلى احاديث اخرى عن العمل فأصيبت "صبا" بالضجر ،اخرجت هاتفها وبدأت بإستخدامه 

لالتقاط بعض الصور مع "مريم"  والتى تحمست كثيرا التقطت صور عده باشكال مختلفه حتى استخدمت 

احد البرامج التى تضيف اشكال إلى الصور واستعملت هذا التطبيق المرح والذى يضيف اجزاء من الحيوانات للوجه 


طرق فى ذهنها فكره مجنونه أن تدير الكامير الخاصه بالهاتف تجاه الموجودين وبدأت بتغير الاقنعه والفلاتر

 على وجوهم هذا جعل "مريم" تطلق ضحكات عاليه أدهشت الحاضرين من الغير معتاد لمريم الضحك 

فكيف بكل هذه القهقات إستمرت "صبا" بتحويل الجميع إلى دمى  حيث إستخدمت تاج الورود إلى "زيد"


 وقناع الافعى ل"ونيسه " والاسد كان من نصيب "فايز " وعادت الكره بأشكال مختلفه لتضحك مريم وتعبث 

بوجوه الحاضرين قاطعها جدها فيما تفعل عندما شعر بعدم إهتمامها بما يقول كما انها 

تضج المجلس بضحكات "مريم" وتشتت إنتباهم ،ناد إياها :

_ صبا عايزه تطلعى تنامى؟.... إطلعى

همت بالنهوض وكأن جاء حكم البراءه بالنسبه لها ،أجابت بنبره يملؤها الارهاق :

_ ايو فعلا تعبانه جدا وعايزه انام  

سمح لها بأن حرك رأسه بالموافقه وعاد إلى "زيد" يحادثه عن إجرائات العمل وما ينوى "زيد" فعله 

وخطته فى فتح فروع اخرى لمعرض الاخشاب بمكان اخر أكثر حداثه 


***********جميع الحقوق محفوظه لدى  الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ************


صعدت "صبا" واتجهت نحو غرفة "زيد" لتترك "مريم" فى غرفته والتى بدى عليها هى الاخرى 

الارهاق والرغبه الشديده بالنوم مثلها تماما هذه المرة إقتحمت غرفته بإطمئنان واتجهت صوب الفراش 

لتضع "مريم" فوقه تمسكت "مريم" بعنقها فسألتها "صبا " :

_انتى عايزانى اقعد معاكى كمان 


تؤمى "مريم" برأسها وبنظراتها البريئه دعوتا للبقاء بإغراء طفولى لايقاوم فصعدت إلى جوارها وأسندت

ظهرها الى الفراش ومدتت قدمها وامسكت الهاتف من جديد لتتصفح الصور التى إلتقطتها للجميع بالاسفل

 وتضحك هى و"مريم"  حتى غلبهم النوم وغفوا سويا و يد "مريم" متشبثه بعنق "صبا " ساد الصمت 

وسقط الهاتف الى جوارها وإستسلمت "صبا " معها للنوم دون الانتباه أنها إحتلت فراش "زيد" 


بعد مده ..............................’’’

دخل "زيد" غرفته  أوصد من خلف الباب  اخيرا سيرتاح من عناء طوال اليوم 

شرع فى فك أزرار قميصه لكن يده توقفت فجأه عندما تصادم بوجود "صبا " فوق فراشه وبأحضانها

 "مريم " أذهلته الصدمه ووضع يده بسرعه فوق جبهته 

ليفكر كيف سيخرج من هذه الورطه لحظات  أنقذ نفسه من هذا الشتات وإقترب بحذر منها ونادها بهدوء:

_ صبا ...قومى 


لم يجد منها استجابه وكأنها فى غيبوبه تامه نقر بطراف اصابعه فوق كتفها وهو يقول :

_  مش هينفع تباتى  هنا فى الاوضه 

  التفت "صبا"  بإتجاه "مريم" وحاوطت كامل جسدها عندها أدرك هو انها لن تستجيب زفر بضيق 

من عدم استجابتها لكنه لاحظ هاتفها الملقى بإهمال إلى جوارها وصورته بأحد الاقنعه الغير مناسبه 

والمهينه له على سطح هاتفها امسكه بين يديه وتصفح سريعا الصور والتى التقطت له من قريب

وقد فهم سبب ضحكاتها هى ومريم بالاسفل عندها إشتعلت وجنتيه وشعر بالغضب من تصرفاتها الهوجاء 

والصبينيه والتى تدل أن تلك المرأة بعقل طفله فى عمر إبنته "مريم" صر على اسنانه وهتف متوعدا  :

_ ماشى ,,,,, باتى بقى هنا,,,,,,  إن مـا كـــنـت أطــــلـــع الـــبــــلاء عـــلـــى جــــتــتـــك 


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛يتبع 

عشقت إمرأة خطره_سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه" 

خمنوا بقى زيد ناوى على إيه ؟؟؟؟


"الثانيه عشر" 


قضى "زيد" ليله فى شرفة غرفته مخلفا من ورائه كومه من أعقاب السجائر ومع بذوخ الشمس 

إتجه للداخل رأها كما هى نائمه بعمق وتتشبث بإبنته المشهد لم يعتاده، وجود إمرأه بعد وفاة زوجته 

الاولى فى فراش بعد كل هذه السنوات لم يألفه ابدا، لكنها  كسرت حاجز كبير كان يضعه لنفسه

منذو سنوات طويله ،أحيانا ينتابه الشك من تصرفاتها ويجزم أنها متعمده وأحيانا ينتابه شعور أنها طفله

لم تتربى جيدا ونشأتها مع زوجة أبيها دون توجيه  جعلها منفلت الاخلاق متسيبه لابعد حد وتحتاج بشده

 إعادة تأهيل وتربيه  وهذا الارجح بالنسبه له .

إبتسم بخبث وإستدار نحو باب الغرفه ليغلقه تماما  بالمفتاح ثم  سحبه من مكانه ووضعه بجيبه  وإتسعت إبتسامته 

الخبيثه هو متجه نحو الفراش وجلس بالجهه المقابله لها إلى جوار مريم وإنزلق بهدوء ليلتف تجاهم فى البدايه 

كان يفكر فى معاقبتها بهذا الشكل لكن بدأت رهبه كبيره تجتاحه بلا رحمه فور رؤيته امام عائله صغيره 

كادت أن يملكها لولا معانده القدر أغمض عيناه ليسيطر على سيل مشاعره الذى إنتابه وحاول تهدئه نفسه 

ليخمد نيران إشتعلت فى جسده بالكامل عض طرف شفاه بقوة ليهدء ويتظاهر بالنوم ليتركها هى تستيقظ 

أولا .

 لم يمر الكثير من الوقت حتى فتحت "صبا" عيناها ثم أغلقتها من جديد لتفتحها من جديد  بقوة اكبر عندما 

رأت "زيد" بمقابلها أنتفضت كالملسوعه من مكانها وحركت رأسها بسرعه كبيره فى المكان لتدرك انها 

قضت ليلتها بالكامل فى غرفة "زيد" تنحت عن الفراش بسرعه وهى تتمتم داخلها :

ـ يادى اليله السوده انا إزاى نمت هنا ؟

على أطراف  أصابعها خطت نحو الباب وكتمت أنفاسها لتدير المقبض خشية من إصدرأى صوت يجعلها 

تتواجه مع "زيد" الذى بلا شك سيحرجها على فعلتها لكنها عادت للصدمه عندما أدركت أنه لا أمل من فتح 

الباب حاولت عدة مرات  حتى تأكدت أنها وقعت داخل المصيده إلتفت لتتحرك نحو الطاولة القصيره التى 

بجوار "زيد" لتبحث عن المفتاح بهدوء حتى لا يستقظ لكنها لم تكن تعلم أنه يتابعها 

خلسه ويضحك بداخله على حرجها وتوترها ،مالت بجذعها لتبحث عنه لكن يد"زيد" كانت الاسرع فى 

الامساك بمعصمها شهقت بفزع من مباغته وسارعت ترجوه :

ـ زيد بالله عليك خرجنى من هنا 

ظل متمدا دون أن يترف له جفن من قلقها ويدها التى  ترتعش  أسفل يده تعلق بها ونهض من مكانه ليجلس 

فوق الفراش ويسألها بمكر :

ـ ودى تيجى بذمتك هو دخول الحمام زى خروجه 


تراجعت للخلف وجاهدت تخليص يدها من يده لكن قبضته كانت فولاذيه حول معصمها نهض من مكانه 

لتتراجع هى تلقائيا ضمت حاجبيها بقلق من نظراته الغامضه وسألت بفزع :

ـ إيــــه .. هتعمل إيــه ؟

كاد أن ينفجر فى الضحك ويخرب كل شئ لكنه تماسك حتى يرهبها لأقصى درجه حتى تنتهى 

من إستهانتها بتصرفاتها فليس الكل  هنا "زيد" توقف عندما إلتصق ظهرها بالباب وكأن العالم 

إنتهى وإختفت الارض من أسفلها ،من جانبه هو كان ينجذب إليها بشكل أكبر ويقترب دون إراده 

عينه كانت تتجول بدهشه ونهم فى تفاصيلها بات كل شئ خطير حولها وقفز الشيطان بينهم كاد 

أن يدفعه لأمر جنونى بالفعل كاد أن ينجرف ويقلب اللعبه إلى حقيقه  فإعتصرت عينها لتستيقظ من هذا

 الكابوس وتمتمت بنبره متوسله :

ـ يارب اكون بحلم يارب يارب 


ـ  زيـــــــــــد ..... زيـــــــــــد  

سحب أنفاسه بسرعه وأجفل فور سماع "والدته" تناديه من خلف الباب وتسأله :

ـ  إنت ما روحتش الشغل إنهارده ؟

أدرك أنه سيقع فى مصيبه إن كشف أمرهم ، تعالت طرقات والدته مع إلحاح تام للاجابه :

ـ  زيد إنت ما بتردش ليه ؟

 رفع طرف بنانه نحو فمه ليشير لها بالسكوت  وحركت رأسها بالقبول ووضعت يدها أعلى فمها 

لتضمن أنها لن تخرج أنفاسها "ونيسه" إن علمت بما حدث لن ترحمها 

تحمحم "زيد"  ليرد بنبره طبيعيه  :

ـ ايوا يا أمى 

قالت "ونيسه" بإقتضاب :

ـ افتح الباب يا زيد عايزاك 

زاغ بصره من طلبها وإذدات "صبا" توتر ولوحت له بالنفي مع التاكيد لكنه كان مجبر والدته 

معتاده أن غرفته بإستمرار مفتوحه حرك رأسه أن لا فائده فأمسكت بيده حتى تمنعه لكنه 

حرك رأسه ليطمئنها مستمر بإشارته نحو فمه لها بالسكوت ،اخرج "المفتاح من جيبه 

ووضعه بمكانه  وارارده ليفتح الباب قليلا مخفيا  نصف جسده ويده ممسكه ب"صبا" 

بجواره خلف الباب تواجه مع والدته بثبات وهو يسألها بنبره مستفسرا :

ـ فى حاجه مهمه ؟

أجابت "ونيسه" وقد إتضح عليها الضيق :

ـ إنت روحت جبت مقصوفة الرقبه صبا  إمبارح ليه ؟

إتسعت عين "صبا" فورا ذكر إسمها بينما "زيد" يحاول أن يرد بثباته المعتاد حتى لا يثير شكوكها :

ـ  انا روحت لعمتى عشان مريم وهى أصرت تيجى معايا 

تأففت "ونيسه" بزنق وأظهرت هذا عبر إطلاقها سباب لاعن :

ـ  جاتلها مصيبه من تحت الأرض ربنا يخلصنا منها زى ما خلصنا من أمها 


كادت "صبا " أن تدق الارض من أسفلها لكن "زيد " ضغط على معصمها لتهدء أضافت "ونيسه"

بحنق :

ـ المهم أخوك بلال حط عينك عليه وحذره ممنوع يجى جنب البت دى ويقعد  عاقل زيك 


ظهرت إبتسامه واسعه على وجه "صبا" لمحها "زيد " بطرف عينه وفهم أنها سخريه تامه 

فقاطع "زيد" والدته وهتف :

ـ  حاضر  ممكن تسبينى ارتاح شويه قبل ما مريم تصحى 


حركت "ونيسه" رأسها بالقبول وقبل أن تستدير سألته :

ـ  إنت مش رايح الشغل إنهارده  ولا إيه؟

 


اجاب قائلا :

ـ هروح بس متاخر شويه عن إذنك 

تركته "ونيسه" واغلق الباب فورا ليلتف ل"صبا" التى سرعان ما زجرته :

ـ شــــوفـــت أمــــك 

رد عليها مغتاظا :

ـ إي شوفت أمك دى ما تحسنى ملافظك ونيسه لو عرفت إنك كنتى بايته فى أوضتى هتقيم عليكى الحد 


هتفت بتعصب من إلقاء اللوم عليها ناسينا نفسه  :

ـ ولو عرفت إن إبنها قفل الباب عليا ومش عايز يخرجنى من الاوضه هتعمل فيه إيه ؟


أجفل من تعصبها وشعورها دوما بالاحقيه فى الرد حتى وإن كانت مخطئه :

ـ الصبر من عندك يارب 

فتح الباب لينظر بالخارج حتى يتأكد أن الممر خالى وآمن لخروجها ثم عاد ليدفعها للخارج قائلا :

ـ إتكلى على الله قبل ما ارتكب جريمه فيكى 


هرولت سريعا نحو غرفتها كالمجنونه لكن لسوء حظهما أن رأى "بلال" خروجها من غرفة "زيد" 

وهذا أثار بداخله شكوك غير بريئه فأخرج هاتفه ليسجل هذا  .


______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد______


"فى مكتب فايز الواصل "


تهلل وجهه فور رؤية"حكيم وعامر " يدخلون إليه فقد علم من تعابير وجوهم انه وصل على غايته


ولج "حكيم" بوجه بشوش يصافحه بحراره قائلا :

ـ اخبارك يا جاج 

ابتسم "فايز" وهو يرد عليه :

ـ الحمد لله,اخباركم إنتوا 


صافحه "عامر " ومال إلى يده ليقبلها هاتفا :

ـ سيدى وحبييى يارب تكون بخير 


مسح على رأسه بلطف وابتسامه الرضا تتسع على ثغره 

ـ بخير يا عامر 

جلسوا فى مقابله وإنتظر "فايز" سماع ما يريده بفارغ الصبر لكن بثبات وجلد لم يجعله 

"حكيم" ينتظر وتحدث متمهلا :

ـ دلوقتى يا حاج عشان ما نحرجكش جينالك هنا فى المكتب بعيد على الدار عشان لو رفضت 

ما نحسش بحرج يعنى لا لينا ولا ليك مع إنى والله أشهدلك إنك عمرك ما ردتنى فى طلب ولا أحرجتنى 


إكتفى "فايز" بإبتسامه  وحرك رأسه  بهدوء وتريس رغم تحفزه   للموضوع 

إسترسل "حكيم " وهو يوزع نظراته بين عامر وفايز بابتسامه لطيفه :

ـ كنا جايين نطلب إيد "صبا" بنت إبنك "حسين" ل "عامر " إبنى 


لجم "فايز" ضحكته الفرحه وسكت قليلا ليستمع باقى حديثه بصمت :

 ـ طبعا حقها هتاخده وزياده واللى تؤمر بيه حضرتك والباش مهندس حسين ورأى حضرتك الأول والاخير


 وزع نظراته بينهم دون أن يعلق حتى أثار فى نفوسهم القلق وبدأ الشك يغزيهم من إحتمال رفضه ،اخيرا 

نبث فم "فايز " بعد مده لا بأس بها من الصمت قائلا بَرؤيَهْ :

ـ عامر دا زين الشباب وأنا متوقع منه إنه هيصون بنت خاله بالنسبه ليا انا ما ارفضوش أبدا لكن ابوها 

لازم ناخد رأيه 


سعد "عامر" بإثنائه عليه فهب من مقعده ليقبل يده شاكرا :

ـ الله يخليك لينا يا جدى 

حصل "فايز " على ما يريد وجائه العريس المنتظر دون أن يعرض عليه ،مسح على رأسه بحنو

 وبرضاء وهو يقول :

ـ كبرت يا عامر وتانى أحفادى هشوفه عريس وهشوف عياله ربنا يبارك فيك يا ولدى 


كلامه كان يسقط على قلب "عامر " بالسعاده فثناء جده عليه غير أى ثناء ممكن يلقى عليه 

مع حبه وفخره بجده القليل منه كثير،نفس الشعور كان من جانب "حكيم " بدأ يستبشر بالقبول

فإن رضي "فايز" لن يجرأ أحد على الرفض .


إنتهت مقابلتهم وغادروا مكتبه ليعبث هو بأزار هاتفه بحثا عن رقم ولده "حسين " ليزف إليه 

الخبر بالنسبه له "عامر " مناسب جدا قريب بما يكفى له ليأتمنه على" صبا" إضافة أن حفيدته

البعيده ستصبح إلى جواره للابد وايضا سيطمئن عليها بعيد عن زوجه والدها 


ـ أيوا يا حسين 


أجابه "حسين" بسعاده للاتصاله :

ـ ايوا ياحاج دا إيه النور اللى هل عليا دا 

هتف "فايز" بسخريه :

ـ والنور دا كان مستنى أتصل عليه  من يوم ما رميت بنتك عندى وإنت ما بتصلش

أسرع "حسين" بالتبريرمرتبكا :

ـ الشغل ما بيرحمش والله يا حاج 

قطع عليه "فايز" الحرج هادرا بجديه :

ـ خلاص قصروا ,,إيه رايك فى عامر إبن أختك بثينه عريس لصبا 

صمت قليلا وهو يحاول إستيعاب الامر فسأل بدهشه :

ـ هو عامر كبر إمته ؟

هدر "فايز" ساخرا :

ـ من وقت ما بطلت تيجى عندنا 

قال "حسين " مبرار :

ـ هو بإيدى ياحاج الشغل و.....

قاطعه "فايز" من جديد هادرا بصارمه :

ـ موافق على عامر ولا لاء 


لم يسمح "حسين " لنفسه بالتفكير اخيرا ستنهي أزمة إبنته وسيرتاح باله من ضغط زوجته

وضغط إبنته المستمر بالعوده ورفض زوجته رعايتها فتهلل قائلا برضاء تام :

ـ هو إنت هتختار حد وحش برضوا ياحاج بس خلى بالك بنتى وانا عارفها 

مش هتوافق بسهوله 


هتف "فايز" دون إكتراث :

ـ  طالما موافق سيبها عليا إحنا فى الحاجات اللى زى دى ما بناخدش رأي حد بنعمل الصالح 


سلم "حسين" زمام الامر كله لوالده :

ـ اللى تشوفه ياحاج       


أخبره "فايز" قبل إنهاء المكالمه : 

ـ الاجازه الجايه بتاعتك هتكون قراية الفاتحه 


_______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتيه سنيوريتا ياسمينا احمد ______


"لدى صبا"


كانت تجلس مع "مريم" وتلاعبها كعادتها وبدأت "نجلاء" تتركهم  معا لعدم حاجتهم اليها وإندماجهم 

التام معا مشطت شعرها ورفعته لأعلى وبدأت تغرقها بالقبل لجمالها الذى يبرز بالاهتمام سألتها :

ـ نعمل إيه بقى إنهارده ؟

تصنعت التفكير لتشاركها معها فأشارت "مريم " بطرف بنانها للاعلى وهى تقول :

ـ  فووو فووو 


حاولت "صبا" فهمها ومع تكرار إشارتها وكلماتها التى تفهم بصعوبه نابت عنها "صبا" قائلا:

ـ  نطلع فوق ...أما فكره انا ما طلعتش ولا مره فوق يلا بينا 


قفزت وهى تلتقطها إلى أحضانها وتركض بها مستخدمها إشارتها فى الاتجاه المؤدئ نحو الأعلى 

وطأت قدمها ذاك المكان المفتوح وإتسعت عينها من روعة ما رأت الارض تفترش بالنجيله الخضراء

بإمتداد واسع والالعاب الكبيره التى تصتف على كلا الجانبين من شبكه للقفز وأرجوحه وأيضا مسطحات 

مائله لتزلج وركن هادئ بكرسى فوقه ورود وإلى جانب اخر مسبح مضغوط بالهواء  انطلقت بجنون وحماس

ترفع ذيل عبايتها وتطلق ساقها للرياح وهى تقهقه عاليا بفرح وسعاده قائله :

ـ إيه الحلاوة دى ؟ عالم ديزنى دا كان مستخبى عنى فين ؟

بدأت بأدة القفز وتبعتها "مريم"  لتقلد جنونها ومرحها وكأنها وجدت نصفها الاخر  تعالت ضحكاتهم معا

حتى أحدث ضجتهم وصوت ضحكاتهم العالى  إنتباه "زيد" الذى كان يجلس فى الطرف يعمل بصمت 

وإلى جواره كومه من أعقاب التبغ ومخطاطات  كثيره لعمله   كان متمددا بأريحيه فإعتدل بارتباك ،مسح على

 وجهه مندهشا من حضورها المباغت وعفويتها الطاغيه فى التعامل بحريه وكأنها فى العالم لوحدها تابعها مده

 قصيره ثم إلتف وكأنها غير موجوده الشئ الوحيد الذى جعله يقلع عن غضبه عليها هو سعاده "مريم " معها 

وضحكاتها التى كادت تنعدم فى الفتره الاخيره حاول التركيز فيما يفعل لكن نداء "مريم" ما جعله يلتف رغما

 عنه عندما نادته :

ـ  بابا 

رمى نظره تجاها فرأئها تقبل نحوه بخطوات سريعا وسعيده لاحظ أيضا تصنم "صبا" وثبوتها فى مكانها

بخجل ضم إبنته إلى أحضانه واشار لها برأسه لتقترب لكنها كانت متردده تماما فى ألاقبال إليه بعد ما حدث 

بينهما صباحا فأشار بطرف بنانه ليحسها على القبول وبالفعل إستجابت متجاوزه قلقها ورهبتها منه وحرجها 


اشار لها بالجلوس فور جلوسها  فحدث "صبا " بلطف وهو ينظر بإتجاه ابنته ويداعبها اطراف أصابعها :

ـ إي طلعك هنا يا مريومه ؟


تقطعت إجابة "مريم" لكنها كانت واضحه :

ـ صاصا نلعب هنا مع بعض مع بعض 


ظهرت السعاده فى عينه وهو يستمع إلى كلماتها الجديده على مسامعه والتى كاد يفقد الامل فى سماعها 

اعتدل فى جلسته وسألها غير مصدقا :

ـ إي بتقولى إيه ؟


كررت "مريم" دون خوف :

ـ  صاصا نلعب صاصا حلوه 

ضحكت "صبا" على كلماتها وكأنها رأت لتو بناء شاهق من صنع يدها لترد عليها بفرح :

ـ أنتى اللى حلوه "مريم" حلوه 

قلدت اسلوبها لتضحك "مريم" بصوت عال وتكرر كلماتها :

ـ انا حوه بابا انا حوه 

ضمها إلى صدره وهو يقول فرحا :

ـ  إنتى  أحلى مريم  فى الدنيا 

الجوه المفعم بالحب والضحكات كان يريح "مريم" ويمنحها الامان الذى كانت تفتقده  بعد وفاة والدتها 

والذى جعلها تدخل فى صمت طويل وحالة نفسيه معقده بدأت  بالانتهاءبعد حضور" صبا" وإهتمامها بالتلاشي

إلتف ل"صبا" ليسألها بإمتنان :

ـ إطلبى اللى إنتى عايزاها وانا هعملهولك 

نظرت له "صبا" دون فهم ولاحظ هو ذلك فوضح قائلا :

ـ عشان اللى عملتيه مع مريم  أنا ملاحظ التحسن اللى وصلتلوا من وقت ما قربتى منها 


كان عرضه سخى للغايه ومغرى نظرت له بتمعن لتسأل  بتوكيد :

ـ أى حاجه  أى جاحه ؟


نظر لها بثقه وهو يرد عليها بعزة :

ـ عندك شك إنى ما أقدرش أنفذ 

بحثت فى ذاتها ما أكثر ما تحتاجه ما الذى من الممكن أن يقدمه لها شخص مثل "زيد" وبدقيقه واحده 

من التفكير تأكدت أن "زيد" خصيصا من الممكن  أن يمنحها أكبر شئ تحتاجه خاصتا فى هذه الفتره 

تعجب من صمتها فهتف هو :

ـ أيه صعب للدرجادى ولا مش محتاجه حاجه ؟


لم تتردد فى طلب ما تحتاجه لعل ذلك يعينها على العيش فى هذا المنزل للمده القادمه :

ـ عــــايــــــزه حــــمــــايــــه ؟


طلبها بالفعل جعله يرمش رغما عنه نفض رأسه بدهشه من طلبها ، فنظرت له بعمق وتحدى 

واستفزته قائله  :

ـ إيه ما بتقدرش ؟


 إشتم أنفاسه وهتف واثقا :

ـ إنتى بتطلبى الحمايه من "زيد الواصل " وإنتى اصلا  فى حمايته فلو عايزه حمايه مشدده يبقى ليكى اللى إنتى 

عايزاه


تلاعبت بحاجبيها وهى تتحدث إليه بدهاء:

ـ انا عايزه حمايه من أهلك يا إبن الواصل 

إنزلقت "مريم " من أعلى قدمه لتعبث بأوراقه من على الطاولة الصغيره التى امامه مباشرا 

لكنه اسرع بأن مال بجسده ووضع اوراقه على اعقاب السجائر الموضوعه فى الحاويه وإتضح 

عليه الانزعاج وهو ينمتعها مشيرا اليها :

ـ  روحى إلعبى بعيد يا مريم سيبى الورق  


تحركت "مريم" فى اتجاه إشارته وبدأت بالعب لاحظت "صبا" إنزعاجه ومحاولته فى التخلص من اعقاب

التبغ الخاصه به فى أقرب حاويه فسألته بفضول :

ـ إنت بتشرب من زمان 

اجاب وهو يخفى اثار كل ما فعله وكأنه خائف من أن يكتشف امره  امام ابنته :

ـ  ايوا بس من وقت ما خلفت مريم وانا مش بشرب قدمها بخاف  أذيها ،أنا أب فاشل فى العموم 

ومريم هى اللى ربتنى 

أردف مازحا دون إبتسام عميق:

ـ يمكن لو كنت جبت ولد كان زمانه  شرب معايا 


ـ إنت بتحب مريم لدرجادى ولا عشان كنت بتحب مامتها 


سؤالها المباغت جعلته يرفع رأسه بإتجاه بسرعه ورمقها بحده حتى هذا السؤال لم يكن مسموح لها كيف 

تجرأت  على طرحه لكنه اجاب بأنفعال :

ـ  بحبها عشان بنتى بحبها عشان حته منى 


شعرت بالخجل من نفسها عندما سألته هذا السؤال العفوي وإنفعاله جرحها صمتت قليلا لكن قفز ألى ذهنها 

الدميه التى وجدتها فى أغراضها فوثبت راكضه من مكانها لتغادر المكان بأكمله 

تابع خروجها السريع من المكان وتأنب ضميره لمحادثتها بهذه الفظاظه حاول تخفيف ألمه وعاد ليدخن لكنه 

تراجع لوجود "مريم" قى نفس المكان عمد إلى اوراقه من جديد يحملق فيها دون إنتباه فقط شئ يشعر به أنه 

مشغول ويوهم عقله الشارد أنه منتبها إلي عمله ، مريم الى جواره كانت تلعب وتثرثر بعشوائيه وكأنها تعوض 

سنوات الصمت التى قضتها دون ثرثره لم يعرف كم مر من الوقت حتى سقط امام عينه دميه تشبه وجه "صبا" 

وخصلاتها وفمها الصغير كاد يشرد لكنه إنتبه إلى صوتها الرقيق وهى تقول :

ـ العروسه دى لاقتها فى الاكياس اللى اشترتها مش عارفه هى بتاعة مريم ولا جات غلط 

امسكها "زيد" من يدها وتفحصها بأطراف أصابعه كان يود إقتنئها الشبه الذى بينهم لن يتكرر 

حتى خصلات شعرها البنيه المموجه كأنها صنعت من خصلاتها  لم يترك بها أنمله لم يمرر لمساته 

عليها شرد بها قليلا حتى اخرجته "صبا " من هذا الشرود هاتفه :

ـ  سرحت فى إيه تانى ؟

أنتبها إليها ووضعها على الطاوله القريبه بلطف كان يود الاحتفاظ بها لنفسه لكنه كان يريد إهدائها إليها 

تجمجم ليجيب بإقتضاب:

ـ  انا كنت شاريهالك 

تفاجأت من إجابته وأشارت إلى صدرها قائله :

ـ ليا انا 


وزع نظراته بين الدميه وبينها وكأنه يتأكد من الشبه الخطير بينهما ثم ثبت نظراته على الدميه ليقول 

بهدوء:

ـ ايوا مش إنتى اديتى السلسله بتاعتك لمريم


اختطفتها من امامه لتمسح على رأسها وهى تقول بإعجاب وعيون لامعه وكأنه أنزل على صحرائها ماء منهمر  :

ـ اول مره حد يدينى هديه والهديه اللى كان نفسي فيها 


سألها وهو يضم حاجبيه مستفسرا :

ـ كان نفسك فى عروسه


ضمتها إلى احضانها وأجابت بطفوله وزينت ضحكتها وجهها  وشكرته بفرح :

ـ أوى ..... شكرا أوى

كان من السهل على "زيد" إلتقاط بساطتها وسهولة رضائها التقط هاتفه من أعلى الطاوله 

ليعبث به قليلا ومن ثم وضعه على أذنه قائلا :

ـ اتنين بيتزا كبار من فضلك ابعتهم على قصر فايز الواصل 


إنتبهت إلى  حديثه فإتسعت عيناها فأزاح الهاتف عن أذنه ليسألها بجديه :

ـ عايزه حاجه تانيه ؟

عادت إبتسامتها الطفوليه تفقز على وجهها ونفضت رأسها اخفي إبتسامته واضاف :

ـ هات كمان أربعه شاورما فراخ ولحمه 

 

وضع هاتفه على الطاوله وأضاف محذرا :

ـ خلى بالك الحاجات دى ممنوعه منعا باتا تدخل القصر لو "ونيسه" لمحتها هترميها برا 


هتفت بامتعاض :

ـ ليه يعنى ؟هى كل حاجه لازم تتحكم فيها 

مط شفاه وأخبرها الاجابه :

ـ هى ما بتحبش حد يكسر قوانينها ومش بتحب الوجبات السريعه 

عادت إلى تذكرته أنها فى حمايته وهدرت وهى تعتدل فى جلستها :

ـ بس طبعا الكلام دا ما يمشيش عليك 

إبتسم ساخرا من شعورها بالقوة التى تستند عليها دون وضع حساب لقوة "ونيسه" سيدة المنزل

هدم احلامها وقال :

ـ لاء ازاى كلام "ونيسه" فى اللى يخص  بيمشي على الكل حتى على جدى فايز نفسه 

صعقت من اجابته وانتابها القلق من أنه قد لا يستطيع حمايتها منهم فهتفت بقلق :

ـ يعنى إي ؟ إنت طلعت فوتوشوب ولا ايه ؟ اومال كبير والكل بيعملك حساب 


تذكر ان يعاتبها عن ما فعلته به امس فمال بجذعه واشار لها ان تميل هى الآخرى فأطاعته 

همس مدعيا الحنق:

ـ بذمتك الكبير كان هيسمحلك تلعبى فى وشه  بالفلاتر زى  عملتى إمبارح ؟

عضت طرف شفاها فورا لتحبس ضحكاتها ما إن مرت امام عيناها صوره التى التقطتها فى غفلة منه 

تراجعت عنه وقررت الهرب من امامه ،إنطلقت نحو "مريم" لتزف إليها الخبر هاتفه بسعاده :

ـ مريومه هنتغدى إنهارده بيتزا وشاورما 

لم تفهم مريم قصدها لكن قفزت تهلل معها وتركض ورائها ع الارجوحه لم يكن شئ قليل لدي 

"صبا" أن تتناول طعامها المفضل امام كل ما تصنعه "ونيسه" ولم تستسيغه ابدا وفى منفاها هذا 

شئ كهذا بالتاكيد سيفرحها .


____جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________


لدى "مها "


جلست إلى جوار "رشدى" اخيها وقدمت إليه بعض من قطع الكيك لكنه لم يكن يريد أيا مما تقدمه 

فصاح غاضبا :

ـ ما تقوليلى جايبانى على ملاء وشى ليه  يا مها ؟

هتفت بابتسامه بارده :

ـ الجو بتاعك جالها عريس وابوها موافق 


قفز من جلسته كمن صعق :

ـ اوعى يكون قصدك على "صبا" 


مطت شفاها ببرود وحركت رأسها بالايجاب ليزداد إنفعالا ويمسك بجانبى رأسه :

ـ  لااااا دا أنا أروح فيكوا فى داهيه 

وقفت إلى جواره وهتفت بانفعال مشابه لانفعاله كي تردعه :

ـ جرى إيه يا "رشدى" هو اللى خلقها ما خلقش غيرها 


لم يكن فى وعيه لإدراك أنها ليست النهايه لكن جن جنونه لشعوره أنها ستفلت من بين يده 

بعد مده طويله قضاها فى محاولة رمي شباكه عليها دون فائده لذا هدد بيمين معظم حاد :

ـ يمين بالله يا "مها" لو ما اقنعتى ابوها بالجوازه دى لأكون مسيح دمها مش بعد كل دا 

تضيع كدا من إيدى دا انا قاعدلها بقالى سنين زى البيت الوقف 

طوت "مها " يدها إلى صدرها وأبدت عدم الاهتمام وهى تهدر :

ـ سيح يا رشدى دمها  هى كدا كدا ما تلزمنيش  


اطبق كفيه على  ذراعيها  وجحظت عينه مهددا اياها :

ـ طيب إباكى ما تسعدنيش وأنا اخسرك كل فلوسك اللى معايا 


دفعت يدها عنه وصرخت به :

ـ إنت بتهددنى يا رشدى 


أجابها بتحدى سافر :

ـ ايوا بهددك  كدا كدا الفلوس اللى عندى ما عندكيش إثبات عليها  ويا كدا يا تساعدينى 

فى إن الجوازه دى ما تتمش 


مسحت وجهها بضيق ولعنت غباؤئها  فى إعطائه مالها دون إيصال أو حتى إثبات للمتاجره به ومضاعفته 

فكرت قليلا انه لن ينفذ تهديده لكن غضبه ما دفعه لهذا لكن عليها الاحتياط وأخذ الحذر حتى لا تخسر اخيها 

وتفقد مالها :

ـ رشدى انا مش هاخد على كلامك دا وبرضوا ماعنديش حيله تمنع الجوازه دى  البنت كبرت وسبق  ورفضتك 

وانا ضغط عليها وطرتها للبلد عند جدها وبرضوا ما اترجعتش الموضوع كله خرج من إيدي


لم يستوعب كل ما قالته يريد تنفيذ غايته ولو بالقوة لكنه لآنا معها ليقول بنبره خبيثه :

ـ برضوا إنتى مش هتغلبى  دا انا اخوكى حبيبك 


زفرت انفاسها بضيق فلم يكن فى رأسها أى حيله لتستخدمها فى السيطره على "صبا "

سألها بمكر :

ـ حسين اتبقى له قد ايه ويرجع 


أجابت باقتضاب :

ـ شهرين 


حرك رأسه وهتف متاملا  :

ـ يبقى لسه قدمنا وقت 


______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________


"فى غرفة زيد"

اتجه نحو خزانته يقطر الماء من خصلات شعره المجعده الطويله المترميه بعشوائية فوق جبهته يرتدى شرشف 

ذو أكمام ناصع البياض عقلة يفكر بشرود كعادته ،دوماً يبدوا منفصلا عن  الحياه كأن جسده يخطو على الارض 

ورأسه شارد فى السماء فتح خزانته وإذ به يتفاجى بجسد آخر متكور بأرضيه الخزانه،إختفت دهشته عندما تحقق من ماهيتها وصر على أسنانه فى محاولة لكبح غضبه الذى ظهر جلياً من صوته الساحق  بين أسنانه  متسائلا :

ـ إنتى بتعملى ايه هنا؟


حدقيتها البنيه التى تراقصت داخل مقلتيها كشفت عن عدم تعمدها ذلك وأنها واقعه بمأزق يجعلها تختبى فى خزانته 


رغما عنها هذا ما جعله يهدأ نوعا ما، مد رأسه ليسألها بلطف أقرب للطفوله جسدتها  نبرته الهامسه:

ـ هاا بتعملى ايه هنا؟!


 إذرئت ريقها أثر ما تعرضت له من إحراج ابدا لم تتعمده وما يخجلها أكثر هو السبب  ومع استمرار

 سوداوية عيناه بالنظر تجاها  بفضول وتكهن، إجابته "صبا" بإرتباك :

 ‏ـ ااانا كنت بلعب مع مريم استغمايه واستخبيت هنا 


لا يعرف كيف أضحتكته من داخله على طفولتها المتأخره رغم ذلك لم يبدوا أى تأثر على ملامحه المتهجمه

 طول الوقت وكأنه خُلق عبوسا لكن حقا كان يقهقه بداخله ابتعد من امامها ليسمح لها بالخروج قائلا 

وهو يشير لها ببرود:

ـ بعد كدا ابقى إستخبى فى حته تانيه مش ضروري فى الاوض وبالذات فى الدولايب 


نهضت متعجله ومع تعجلها اصتدمت رأسها بحامل الملابس المعدنى تأوهت بصوت منخفض خشية من شماته 

المتوقعه وعوضا عن الحرج الذى انتابها  من الموقف برمته صاحت بعصبيه عليه :

ـ لى يعنى مانعلبش فى الاوض ما البيت كبير ولا هى تحكمات وخلاص 


رفع حاجبيه متعجباً من عنادها الذى يُستفز من أتفه الاسباب وطالعها ببرود متسائلا :

ـ معقول مش فاهمه ولا بتستغبى ؟!


تهجم وجهها وهى ترد عليه بطريقه هجوميه تكاد تصل للتشابك بالايدى :

ـ ايه بستغبى دى؟ وايه يعنى لما العب واخد رحتى مع مريم  هو انتم هتحجروا علينا؟!

 سبق وقولنا إن دا بيتى زى ماهو بيتك وماحدش ليه يقولى انتى هنا بتعملى ايه ولا ماتجيش هنا و......


فاض به من حديثها المستفز وثرثارتها الكثيره والتى من فرط سرعتها تكاد لا تفهم وكأنها لغه مختلفه 

عن كل لغات العالم قاطعها بجديه  وعينه تقدح شرارا:

ـ وسبق وقولنا برضوا إن البيت فى شباب ولازم تراعى تصرفاتك ما ينفعش تدخلى أوضهم وتستخبى

 فى دولايب ولا هتحطى نفسك فى موقف بايخ زى اللى انتى فيه دلوقت وبتكابرى .


انتهى وكعادته يفحمها.

 تفهمه متأخر ودوما يكون محقا لم تجرأ حتى على الاستمرار بالنظر الى عينه فرت هاربه من أمامه

 بل من الغرفه بالكامل .


لم تتابعها عيناه واكتفى بإرشاد صوت خطواتها بالمغادرة 

زفر انفاسه على مهل ليرتب ما بعثرته هى بحضورها واستفزازها وطفولتها كل وقت يمر وهى معهم تحت سقف 

واحد تثبت أنها لن تمر مرور الكرام ستفعل ما لم يفعله أحد وإن لم تفعل فقد تركت ذكريات وبصمات لا تمحى

 فى أركان هذا البيت المظلم، كل يوم يتأكد أنها إمرأة لا تُنسي ،إمرأة خَطره.


#عشقت_إمرأة_خَطره_سنيوريتا ياسمينا أحمد"الكاتبه"


الثالثه عشر


"فى وسط المنزل "


أمام "فايز" وعماد" ونيسه" وثبت"صبا" من جلستها فور ما سمعت ما طرحه "فايز" عليها بجديه


وما كان لديها سوى جواب واحد تمتمت بصدمه :


_ مــستـحـــيــل


قهقه "عماد " بضحكات عاليه من هذه المفاجأه بالامس رفض والده زوجا لها والان يعرض بمنتهى


السعاده والقبول والترحيب "عامر" إبن أخته كانت ضحكاته متهكمه يفهما والده لكنه تجاهلها بينما "ونيسه"


تبتسم بسعاده فسترحل كبوسها المرعب وإبنة عدوتها اللدوده


تمعنت"صبا" فى وجوهم لتتأكد أنها ليست بكابوس مرعب وياليتها ما تحققت ،إنه بالفعل حقيقه مؤكده فما كان


منها إلا أن صرحت برفض قاطع وتشدد:


_ لاء أنا مش موافقه


رفضها من قبوالها لم يهم "فايز" لقد كان خبر خطوبتها إعلام وليس سؤال للاجابه عنه بدل عصاه لليد الاخرى


وقال بنبره بارده :


_ يا بنتى إنتى ما أخديش بالك من اللى قولته ولا ايه ؟


أنا قولت إنى خطبتك لإبن عمتك "عامر " ،مش بقولك إيه رأيك فى عامر ؟


زاغ بصرها بتشت لم تصدم فى حياتها صدمه كهذه لم يأتى فى بالها أن يقرروا نيابة عنها هذا الشئ أو يجبروها


على أمر دون أى إعتبار لرائيها أجفلت قليلا ثم هتفت متوسله:


_ بس أنا مش عايزه معقول يا جدى مش هتعمل إعتبار لرفضي


صمت قليلا قبل أن يجيب بنصف إبتسامه لطيفه لعلها تهون عليها الصدمه قليلا :


_ مافيش هنا حد ليه رأي عشان يقبل أو يرفض قرار جدك يا صبا، ثم إن عامر إبن عمتك


مناسب جدا ليكى وبدل العيشه مع مرات ابوكى والقاعده هنا بين ولاد عمك الرجاله


لم تستسغ قراره كل شئ حولها كان يمشى ضدها وكأنها تحارب العالم بأكمله سمعت "ونيسه" زاجره بحده :


_ ولاااا إنتى كنتى عايزه تبقى طول عمرك كدا عزبه


رغما عنها ترقرقت عينها بالدموع وكاد يختل توازنها وعندما وجدت أنها أصبحت محط أنظار الجميع


ركضت بأقصي سرعه لغرفتها


تركتهم من خلفها يتحدثون دون أن تكترث بما يقولون


هتفت "ونيسه" متعجبا من حالتها :


_ حد عارف مالها دى كأننا قولنلها هنقتلك


رد عليها "عماد " بإمتعاض :


_ دا اللى فارق معاكى مش فارق معاكى إن إبنك اترفض وعامر اللى عجب


كان "فايز" لايزال بينهم يسمع ويرى لكن حقد " عماد" لم يستطع إخفاؤه ردت عليه "ونيسه" بسخط :


_ نعم مين قال إنى كنت راضيه بيها اصلا الحمد لله إنها هتمشى على رجليها بدل ما كنت أخرجها على ضهرها


لكم "فايز" الارض بعصاه الابنوسيه ليوقف الجدل الدائر على" صبا" محذرا بلهجه قاسيه:


_ بس كفايه كلام مش عايز حد يفتح موضوع بلال تانى" صبا" ما اتقدملهاش غير عامر وانا وافقت


اشار نحو "ونيسه" وأمرها مشددا :


_ وإنتى علميها كل حاجة البيت البنت لازم تخرج من هنا عارفه كل حاجه ومش عايز خناق


تمتمت وهى تلوى فمها :


_ أعملها إزاى دى ؟


"فى الاعلى "


زرعت الغرفه ذهابا وايابا وهى تتحدث مع والدها بعصبيه ودموعها تنهمر دون توقف تحاول إقناعه


بالعدول عن هذه الفكره الذى بدى مقتنعا بها تماما :


_ يا بابا بالله عليك انا مش عايزاه إعمل أى حاجه عشان خاطرى


جائها صوته النافذ الصبر كعادته عندما تطيل التحايل عليه :


ـ يووو عليكى يا صبا إنتى متعبه كدا ليه؟


هتفت وهى ترجوه لعله يفهمها لمرة واحده مرة واحده ستنقذها :


ـ انا مش عايزاه مش متقبلاه إفهمنى


إستدعى هدؤئه ليقنعها فزفر قائلا :


ـ بكرة تعودى عليه إدى لنفسك فرصه بس بلاش الرفض من غير داعى


ضغطت على رأسها وصرت على أسنانها لم تتقبل ابدا أن يرتبط إسمها بإسمه نظرت نحو الشرفه


المفتوحه على مصراعيها وإستخدمت آخر سلاح بيدها هددت من بين اسنانها :


ـ لو أصريتوا هموت نفسى اللى بتفكروا فيه دا مستحيل


هنا إشدد غضب والدها وصاح بها غير راضى عن عنادها :


ـ إعمليها يا صبا إعمليها بس لو فلتى من الموت أقسم بالله لأسود عيشتك


أغلق الهاتف بوجهها ظنا منه أنها لن تفكر ولن تجرأ على هذا ، لقد إعتاد سماع شكوى زوجته عنها أنها


عنيده متعبه لا ترضح بسهوله والآن هو تيقن من هذا فصبا كثيرة الجدال رفضت رشدى من قبل وهاهى ترفض


عامر لا يعرف إلى متى سيستمر الرفض


خرجت للشرفه وراحت تنظر للاسفل بأعين دامعه تفكر جديا فى إنهاء حياتها المأسويه هذه


من بعيد كانت تتابعها أعين" زيد" الذى لاحظ دورانها فى غرفتها يتضح عليه الانزعاج من شئ لم


يعلم سببه بعد ركز عليها حتى أنه ترك فمه مفتوح وهو يقرأ ما فى رأسها دون أن يفهم سبب محاولاتها


للانتحار تحرك من مكانه عندما بدأت برفع قدمها لأعلى السور متأهبا لأى حركه مفاجأه لكن بُعد المسافه


قد لا يجعله المنقذ لها مع ذلك هرول تاركا "مريم" خلفه لعله ينقذ ما يمكن إنقاذه عينه لم تسقط عنها وهو يركض


باتجاهها توقف اخيرا حين تراجعت لتمسك بهاتفها من جديد وتعود للداخل للتحدث بتوتر يتضح على خطواتها


المتبعثره فى الغرفه عندها عاد "زيد" لابنته بعدما أحدث قلقه إضطراب تام فى نبض قلبه .


"لدى صبا "


ـ لو سمحتى كلمى بابا ارجوكى وانا عمرى ما هنسالك الجميل دا وحيات وليد


وصلتها ضحكة "مها " المتهكمه وعرفت أنها لن ولم تساعدها ابدا لقد وصلت لغايتها


اخيرا بعد طردها من المنزل ، لكنها لم تحرمها من الاجابه :


ـ من امتى الادب دا يا صبا هو العريس مش عاجبك للدراجادى


تمالكت "صبا" نفسها حتى لا تلعنها علنا وتلعن قسوتها التى إعتادتها حاولت جاهده


تحملها كى تساعدها :


ـ ايوا مش عايزاه اكيد انتى فهمانى


قاطعتها "مها" بتعالى لقد جائتها الفرصه لتنتقم من عنادها السابق معها :


ـ ايوا فهماكى زى ما رفضى رشدى برضوا على أيامى كنتى بتقبلى وترفضى ،لتكونى فاكره إن حد هيراضاه


تفضلى طول عمرك كدا ترفضى دا ودا ودا واحنا نطول بالنا ، إنتى مستنيه إيه ولا مستنيه مين ؟


قالت "صبا" بانفعال لا تعرف كيف فلت منها :


ـ انا مش مستنيه حد انا من حقى اختار اللى اتجوزه هو يعنى مافيش فى الدنيا غير عامر ورشدى


هتفت "مها " بضيق :


ـ إنتى اللى اتبطرتى على رشدى روحى بقى لسى عامر بتاعهم يارب يعرف يربيكى


فشلت محاولتها الاخيره وتخلت عنها زوجة ابيها حاصرها اليأس ورحبت جدا بفكرة الموت


لتنهى هذه المأساه وترد بخنوع :


ـ شكرا


همت للاغلاق ،لكن صوت "مها " وهى تمنعها من الاغلاق هادره :


ـ استنى انا ممكن اساعدك لو هتوعدينى أنك هتسمعى كلامى


تأهبت للتنفيذ وحركت رأسها بالقبول لتقول بسرعه:


ـ هسمع هسمع كل اللى تقولى عليه


هتفت "مها " بهدوء ماكر للغايه لعلها تؤثر عليها :


ـ مادام كدا كدا لازم تتجوزى دى حقيقه مفيش منها مفر


لو فكرتى بعقلك كدا ثوانى هتلاقى إن "رشدى" أنسب ،رشدى شب حلو ودماغه متنوره


وبيحبك لو وافقتى عليه هخليه يكتبلك شقه بإسمك لو إرتاحتى معاه كملى ولو عايزه تطلقى


إطلقى ساعتها الشقه هتبقى بتاعتك وماحدش هيقدر يحكم عليكى وأهى جوازه والسلام


منك سمعتى الكلام ومنك عملتى اللى فى دماغك والخناق مافيش اسهل منه مع إنك مش


هتحتاجيه مع رشدى هما شهرين وهيزهق وانا عارفه.


سممت رأسها بالكلام وألجمت لسانها وملئت قلبها بالحسره ليتها لم تطلب منها المساعده


ليتها بقيت تظن أن لديها قلب قبل أن تثبت قسوتها ،هذه المره عن كل مره أذتها من قبل وخاصتا


وقعة "رشدى" السابقه معها إذدرئت ريقها لتقول بعد صمت طويل باشمئزاز:


ـ عن إذنك


قبل ان تغلق "مها " الخط بينهما هتفت :


ـ فكرى من هنا لحد ما بابا يرجع ويكتب الكتاب يا حلوة يا رشدى يا عامر.


لم ترد عليها وأغلقت الهاتف وإنفجرت فى البكاء وإلتف بكامل جسدها على الفراش


باكيه حزينه مكسورة تعانى من الخذلان والالم ترجو والدتها أن تضمها الآن حضنا واحدا


يسكن كل هذه الآللآم ويمحيها .


"بالاسفل "


جلس "زيد" مع جده واندهش من موافقه جده على "عامر " زوجا لصبا وقد فهم جيدا


سبب غضبها بالغرفه الذى إنتهى بمحاولة للانتحارلم تكتمل تحمحم متسائلا :


ـ طيب ياجدى هى موافقه


رمى له "جده" نظره جاحظه وكأنه يمنعه من المواصله ،مستنكرا طريقه تفكيره وهتف :


ـ ومن امتى حد بيبقالوا رأى بعد رأيي يا زيد


رفع إصبعه ليشير نحوه بغيظ مسترسلا :


ـ وإنت كمان دورك جاى


تغاضى "زيد" عن تهديده الجلى ليكسب ثقته من جديد حتى يستمع لرأئيه الذى تجاهله من مده كبيره:


ـ سيب الموضوع دا على جنب خلينا فى القرار اللى صدر جديد


حاول إقتاعه بهدوء :


ـ ياجدى مهما كان الدنيا اتغيرت والجواز بالذات شرطه القبول لو هى مش عايزه بلاش تغصبها خاصتا


إنها ما عاشتش عندنا ولا إتعودت على طبعنا ماينفعش نجبرها تطيع الاوامر وهى اصلا ما تأسستش عليها


كأنك بالظبط جبت سمكه من البحر ورمتها فى الصحراء اكيد هتموت


إنزعح جده من حديثه وصاح به محتدا :


ـ هما كل اللى اتجوزه ماتوا ولا إيه ياسى زيد ؟ إذا كان الرجالة عندنا مالهاش رأى البنات اللى هيبقالها رأى


إنت هتمسك مكانى لو سيبت كل واحد يعمل اللى على هواه هتخربها


وضع يده اسفل ذقنه وهو يستقبل حديث "جده" الصارم و قراره الصارم الذى لم يقصد به ظلم "صبا" ابدا


بل هى قواعد جعلت لهذه العائله مكانه وأصَلت جذورها بالارض ودونا عن الكل خرج منها


الحكم والسمع والطاعه والسلطه والنفوذ


حاول إقناعه لآخر مره لعله يغير هذا القرار من أجل حفيدته المسكينه :


ـ بس هى من حقها تختار مهما كان دا جواز وعشرة عمر


لم يهتم بما قاله وأجاب بنفس حدته :


ـ ما لهاش اختيار غير إللى على هوايا يا "زيد" ودا لازم تحطه فى رأسك مادام هتبقى الكبير


يبقى لازم تشوف الاصلح للكل هى كدا كدا هتجوز بدل ما تطلع برا العيله تبقى فى كننا وعلى رأى


المثل "جحا أولى بلحم توره".


حاول "زيد" أن يوضح نقطه أخيره من بعد الذى رأه هاتفا بقلق :


ـ الاجبار عواقبه مش حلوه يا جدى


لم يهتم بما قاله واشاح بوجهه عنه وكأنه لا يصدق أنها من الممكن أن تتمرد على عائله كعائلة الواصل


وهى تقف على ارضهم الثقه جميله لكن احيانا تكون مُـــهـــلــكـــه.


قطعت "صبا" التواصل معهم وإبتعدت تماما عن الجميع ثلاث ايام متواصله وهى


لا تغادر غرفتها ولا تجتمع معهم مع مرور الوقت بدأت تفكر فى حيله تخرجها من هذا


القصر تريد أن تعيش لكن ليس على هواهم،بالنسبه لهم لم يهتم احد الجميع منشغل بعيدا


عنها إلا شخص واحد إفتقدها وبشده وبدأ مزاجه يسوء لغيابها "مريم" التى طرقت باب غرفتها


بأصابعها الصغيره دموعها تتكوم فى مقلتيها وفمها ملتوى بخيبه لرفضها المستمر فتح الباب


لها لكن هذه المره قررت "مريم" ندائها بحراره :


_ صاصا ..افتحي مريم حلوه


نهضت رغما عنها لا يمكنها أن ترد "مريم" الطفله التى ترى فيها نفسها بل وترى لها نفس المصير


فى يوما ما ستفرض على زيجه لا ترغب بها وتغصب على رجلا لا ترغبه ولن تجد لها نصير أو حامي


قد يتزوج أبيها إمرأة متسلطه تأذيها كما تأذت وهى صغيره ربما ترى ألم ضعف ما تألمت هى ،هى عرفت هى كيف


تتغلب عليه لكن مريم محتمل لها ان تفشل، نهضت رغما عنها لتفتح لها وفى نفس الوقت تحرك زيد صوب مريم


ليمد يده لها ويأخذها معه بعدما يأس من وقوفه كهذا امام باباً بعد مدة قصيره سيصبح فارغا ،فجأه فتحت "صبا"


الباب ليراها "زيد" لاول مرة منذوا أيام أعينها الغائره وبشرتها شاحبه نحولها زائد والارهاق المسيطر على وجهها


حولها لشبح مخيف يشبه "صبا" لكن بالتأكيد هو النسخه اليأيسه وعلى غير العاده غير متأنقه منامتها واسعه للغايه


وشعرها غير مرتب لم تهتم بنظراته التى طالت إليها وفتحت يدها لتمسك بيد "مريم" التى قفزت فرحا لاستجابتها


شعر "زيد" بألم حاد إنتابه لرؤيتها كدا كزهره إعتاد رؤيتها متفتحه وفجأه آلت للذبول وكأن الكون تغيرت سجيته


سقطت النجوم وإختنقت العصافير ،الكون بأكمله إختل ليطفى شعلة الطاقه هذه،قبل أن تجذب مريم إلى جانبها تشبث


"زيد" بيد "مريم" لتقف بينهم يداها مُعلقه مع كل واحدا منهم


من بعدها هتف بصدق تام :


ـ مهما حصل حتى لو إتجوزتى "عامر" وفى يوم ضايقك أنا فى ظهرك، افتكرى إنك على طول فى حمايتى.


رفعت بصرها تجاه كلماته لمستها وشعرت بصدقها رغم اللعنات التى صبتها على هذه العائله إلا أن" زيد" أثلج


صدرها بكلماته إرتعشت شفاها بإبتسامه طفيفه وحركت رأسها فترك يد "مريم " لها وإستدارليتركها لها ببال مطمئن .


ضمتها إلى أحضانها لترتاح كانت بحاجه لهذا الحضن وهذا السند وتشتم رائحتها رائحتها التى تشبه رائحه "زيد"


"بعد مده فى الاسفل "


تحممت "صبا" وارتدت عباء مفتوحه اسفلها بنطال لم تغفل عن إخفاء شحوبها أسفل طبقات المكياج


لتعود لجمالها المعادل لجمالها الطبيعى اصتحبت معها "مريم" وزينتها بفستان أخر ملئ بالورود


وصففت شعرها على شكل كعكتين جانبتين بدت فرحه بهم من ضحكاتها وحركت رأسها لكلا الجانبين


رأتها "ونيسه" التى تقف امام باب المطبخ ولوت فمها وتأففت من حضورها من جديد لكنها لم تقلق


هذه المرة لا يوجد سوى "زيد" المنهمك فى العمل على الاريكه فى الساحه وبلال بالاعلى ويحيى بالخارج


لذا لا داعى للقلق تعرف وان وقفت بوجه زيد لن يراها لعبت "صبا" مع "مريم" فى الساحه بالكره وبدأ المرح بينهما


ـ جـــــــــــــون ,,,,, يلا يا مريم احدفى الكوره تانى


استجابت "مريم" وقذفت لها الكره إلتقطتها "صبا" وعاودت قذفها تجاهها وهى تصفق بحماس مرحها مع "مريم"


جعلها تنسي نفسها تماما ،ترجعت بظهرها للخلف دون انتباه و صاحت وهى تُهلل بحماس:


ـ احدفى الكورة بسرعه


وما إن راتها تسجيب لطلبها حتى أضافت:


ـ شاطرة


وأثناء تراجعها الاهوج وخطواتها العمياء تعرقلت قدمها فى الاريكه التى يجلس على طرفها "زيد "فإختل توازنها


لتميل بظهرها للخلف وتسقط شر سقطه فى أحضان الذى يجلس ممسك بهاتفه ويتصفح قائمه الصور الخاصة


ببعض تصميماته بتركيز ،لكن سقوطها بين ‏ذراعيه كان مفاجأة صادمه جعلته يشعر بالذهول ثوان معدودة كانت


كفيلة لتخبط مشاعرهم معا وتربك كل حواسهم حتى دفعها عنه" زيد" بضيق وهو يقول بغضب جم :


‏ـ انتى مش هتبطلى تحطى نفسك فى مواقف بايخه


استعادت توازنها الذى اوشك على الاختلال بسبب دفعه السريع وعدم تأهبها لذلك ،زادت حرج من حديثه


واجابته بتوتر:


ـ انا ما اقصدتش


هب من مقعدته ولازال يسيطر الغضب على نبرته الخشنه حين قال :


ـ عارف انك ما تقصديش لكن كل تصرفاتك بيتفهم غلط خلى بالك من تصرفاتك مش كل الناس م


مكن تفهمك زيي


وقبل أن تفكر فى اجابه كان غادر المكان بأكمله .


فى نفس الوقت ركضت اليها" مريم" تمسك بالكرة وهى تتمتم بلغتها البسيطه والركيكه :


ـ انتى كويسه


إكتفت بالايماءواحتضنتها على الفور تحاول تخفيف ما اصابها من توتر فى احضانها لعل


هذا الحضن الدافئ يمنع دموعها من الانزلاق ،سالتها "مريم " دون تعقيد :


ـ مريم حلوه


اجابتها بعدما نظمت انفاسها فى احضانها :


ـ اه يا حبيبتي مريم حلوه


ـ اهـــــــلا بــــمــــرات إبـــنــى


صوتها العالى الذى تبعته بضحكه مستفزه جعلت "صبا" تنفض من احضان "مريم "بسرعه


إقتربت منها "بثينه" وعيناها تقطر حقد أضافت نبرتها الغليظه لترعبها أكثر:


ـ مش تاخدى حماتك بالحضن


جذبتها عنوه إلى أحضانها ولاول مره تشعر بضعف وقلة الحيله لا تقوى على دفعها ولاحتى


الدفاع عن نفسها امام يدها التى تتحسس جسدها بحريه ووقاحه


لترمى لها إنتقاد لازع :


ـ يوه مالك عاملة زى الخشبه كدا ابقى أكليها كويس يا ونيسه


أجابت "ونيسه" من خلفها :


ـ دى عايشه على القدره بقالها كام يوم قاطعه الزاد


اخيرا دفعتها "بثينه" عنها وهى تقول :


ـ لاا بالله عليكى يا مرات اخويا تاخدى بالك الايام الجاين دول لأحسن كدا الناس هتاكل وشنا


ابتلعت "صبا" دموعها وإستمرت فى الصمت بعد كان صعب عليها أن يخنقها الشعور بعدم


الامان والتخلى وقبول المصير إجباريا فلم تجد سوى حل واحد وهو الفرار من المكان وعلى الفور


امسكت بيد "مريم" لتصعد للاعلى لكن جذبت "بثينه " من يدها "مريم" وهى تهدر :


ـ سيبى مريم عايزه اقعد معاها لو عايزه تطلعى اطلعى لوحدك


إسترسلت وهى تولى "ونيسه" إهتمامها متسائله :


ـ صحيح "زيد" طالع واخد فى وشه ومضايق ليه ؟


رمقت "ونيسه" صبا " بسخط ثم هتفت وهى تلوى فمها :


ـ اصل صبا خبطت فيه وإنتى عارفه "زيد" ما بيحبش حد يلمسه وبيقرف


ضحكت "بثينه" بصوت عال وردت عليها مازحه :


ـ عنده حق والله دى شبه البورص الجعان


لم تتحمل"صبا" الاهانه لكنها لم يكن لها طاقة لرد أو الدخول فى أى مشكله قد تسفر عن ضربها


من قبل الاثنين ويبدوا هذا ما يدفعونها إليه لاذت بالفرار من بينهما وركضت نحو الدرج


دون أن تنظر خلفها رغم سماع صوت "ونيسه" الواضح لها بالنداء ،لكنها تجاهلته حتى كررت الاخرى :


ـ يابت ابقى إنزلى ساعدينى فى المطبخ


اطلقت ساقها للريح واغرقت الدموع عينها حتى تشوهت الرؤيه وأصبح كل ما امامها خيالات، خطوه هوجاء


إتخذتها نحو غرفتها جعلتها ترطم بجسد صلب فأسرعت بمسح أعينها لرؤيه الجيده اول ما رأت كانت ضحكه


صفراء تمتلئ بالخبث نظرت إلى "بلال" نظره مطوله وهمست بإسمه بقلق :


ـ بلال


تعرف أنه قد يكون غاضب منها بسب نفيه من القصر ولاول مرة تراه من يوم الحادث والواضح من


عيناه التى تقدح بالشر أنه ينوى الا نتقام هتف بجملة مخيفه رغم بساطه فحواها :


ـ اهلا ست صبا


دس يده فى جيبه ليخرج هاتفه وضعوا بوجها ليريها الفيديو الذى إلتقطه لها وهى تخرج من غرفة


"زيد" ، إتسعت عينها وهى ترى بعينها هذا الفيديو القصير وهى تنطلق راضه من غرفة زيد،أسرعت بكتم


شهقاتها الفزعه وتحمحمت لتوضح :


ـ أنا هوضحلك


رفع طرف إصبعه بتعالى ليوقفها هادرا بسخريه وبرود :


ـ توضحى إيه ؟ انا مش عايز توضيح سمعت إنك إتخطبتى لعامر وكمان مش عاجبك


أمسك بطرف ذقنها بقوة ليسترسل بغضب :


ـ أحسنلك تغورى من البيت لأحسن هخرجك من البيت بفضيحه


ضيقت عينها من فرط قسوته ثم دفعت يده عن طرف ذقنها وإندفعت من امامه دون أن تلتف ضاقت الدائره


فلاعيش لها هنا إما ان تموت أو تخرج للزواج تساقطت دموعها تبعا وهى تركض باتجاه غرفتها


وقلبها ينتفض بحزن لا أخر له دلفت إلى غرفتها واغلفت الباب من خلفها لتدفع كل شئ من حولها


بغضب وجنون اين المفر من كل هذه المشكلات لارشدى مناسب ولا حتى عامر .


____________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد________


"فى المساء "


إجتمعت العائله على العشاء وإنضمت لهم "صبا" رغما عنها بناء على رغبة جدها واومره النافذه


الجميع حاضر "عماد وبلال ويحيى "معهم ونيسه وكذلك بثينه وغاب كالعاده "زيد" عن الطاوله


تناولوا الطعام فى صمت وإنشغلت "صبا" بالنظر لهم والتفكير فى مخرج يقلب الطاوله عليهم جميعا


مخرج غير متوقع يجبرهم على الانصياع دون نقاش نظرت بأتجاه عمتها اولا


فبارزتها "بثينه " بنظرات توعديه وكأنها تريد أن تؤكد لها أنها ستحرقها فى جحيم أبدى، تعرف "صبا"أن نقطة


ضعفها بالتأكيد إبنها الوحيد


حولت نظرنها نحو "ونيسه" والتى لم تخفى بغضها التى إعتادته تدرك جيدا أنها تعشق اولادها ومصدر قوتها


هو "زيد" الكبير المنتظر للعائله تركتها"صبا" تفترسها بنظراتها دون إهتمام


الاسوء كانت نظرات"بلال" التى تجعلها تخاف بلال تحديدا يغار من "زيد" وما يظنه أنها فضلته عليه وهذا


يجعله يتمنى تمزيقها إربا ونثر جسدها للطيورـ حاولت الثبات وهى تحاول الخروج من هذه الورطه بأقل خسائر


تحدث "الجد" وهو يتناول طعامه :


ـ انا كلمت حسين انهارده وقال إنه نازل قريب وقال إن الشهر اللى هينزل فيه نكتب الكتاب ونعمل الفرح


استرسل وهو يوجه حديثه لبثينه:


ـ إيه رأيك با بثينه جاهزه ولا إيه ؟


إنتفضت "صبا" من جلستها على هذا الخبر الصادم الذى أحدث إضطراب وشلل تام فى افكارها


ألقت "بثينه" نظره سريعه على "صبا" لتقول بفخر :


ـ انا جاهزه بس مستنين العروسه تتخن شويه


تابعت سخريتها بضحكات حتى تظهر فى ثوب مزاح فلا يعلق والدها


بالفعل انساقت "ونيسه" معها بضحكات عاليه ثم عاد "فايز" للحديث بعدما إكتفى من الطعام :


ـ وانتى يا صبا لو عايزه حاجه ولا نفسك فى حاجه تقولى


نظراتها تحولت فجأه لقوة وعداء لا مثيل لها نظرة تدل ان الشر قادم لامحاله بنظره خاطفه راجعت وجوهم


جميعا حتى تستمتع بالتغيرالذى سيطرأ عليها بعد ما تفجر القنبله الاخيره التى خبأتها فى جعبتها ،إن كانت


زيجتها إنتقام فالتنتقم على طريقتها الخاصه، إنتظرت حتى عاد يسألها جدها بفضول لصمتها الذى يبدو له تفكير :


ـ عايزه حاجه يا صبا ؟


رفعت طرف ذقنها وهتفت بثبات غير معهود :


ـ أنا مــش هــــــتجوز غــــير "زيـــــد " إبن عــــمى.


تصلبت نظراتهم بذهول عليها عندها فقط إلتقطت كأس العصير لترتشف منها برويه وتنسجم


مع إبتسامه الشر المخيفه والمرعبه التى إرتسمت على ثغرها،مفأجاه لم يستوعبها أحد ولن يكن


يجرأ عليها أحد من نساء الواصل لن يجرأن على الاختيارفى أمر كهذا لم يسبق لهم مصادفة من يجرأ


حتى جائتهم المتمرده الخطيره،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع


(عشقت إمرأة خطره _سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبه")


حصريات صفحة بقلم سنيوريتا      


توقعاتكم وتحليلاتكم وهبادتكم انا فى انتظارها  احب انوه إن الحلقات الجايه اخطر وأخطر فلازم تتفاعلو الجديد شديد,,,,,


"الرابعه عشر "


"يقلون مات بالقريه ساحرا فإرتاحوا من أذاه،خلف الساحر إبنا فاق فى السحر أباه "

"زيد"  


بعثرة الجلسه "صبا" وتركتهم صعدت إلى غرفتها بعدما قذفت قنبلة عنقوديه ودمرت الكل .

ولج من بوابه القصر وكعادته يقصد غرفته لكنه لاحظ الجمع الحاضر من أسرته 

أمامه "فايز" بجواره  "ونيسه" ،بثينه ،عماد" كذالك بلال ويحيى اخويه  الكل كان

فى أنتظاره فى ساحه المنزل الجميع كان وجه مكفر يفصح عن كارثه لأول مره يرى عين 

"جده" تستغيث به وكأنه يغرق ، من دون أى حديث  جلس بينهم وهو يسأل بحذر :

_ فى إيه مالكم قاعدين كدا ليه ؟

 كان الجواب الاول من "ونيسه" التى هتفت بإنفعال :

ـ مصيبه قولتلك البت دى مصيبه بعد ما طرت بلال م البيت لافت عليك عماله تخرب وتخرب

قولتلكم هتجيب عليها وطيها ماحدش صدقنى  


تشاركت معها الانفعال"بثينه " لحرقت قلبها برفض إبنها :

ـ وهى هتجيبه من برا دى بنت "بشرى "دى يتقطع رقبتها ع اللى عملته 

رمق "بلال" زيد" بسخريه لقد إشطات هو الاخر من فوز "زيد" كل معركه وكل مقارنه 

حتى بدأ رؤيته تشعره بالأقليه، ليهدر هو الاخر ساخرا :

ـ  مش هى بس كل واحد غلط لازم ياخد الجزاء اللى يستحقه 


كل هذا ولم يفهم "زيد" شيئا مما قيل كل ما إستشفه إن هذا الانقلاب على "صبا" لكن لا يعرف سببه

رمى "يحيى " كلمه اخيره قالها بإستحقار:

ـ حربايه بصحيح 


إتجه نظر "زيد" نحو جده وإنتظر إجابه واضحه منه هو لكنه كان يسند طرف ذقنه على يده المتشابكه 

والمتكئه على عصاه الابنوسيه  بصمت ،بعدما بدأت الاصوات تداخل وتلقى إهانات لاخر لها ل"صبا"

"فايز" لكم الارض بعصاه رفع وجه ليخرس كل الاصوات بنظرات محذره جعلت الصمت يعم 

إلا من سؤال "زيد" العميق والحذر :

ـ فى إي يا جدى ؟


اجاب "فايز" دون إنتظار لكن بنبره شديده الغضب :

ـ صـــــبا مــــش عــــايـــزه تتـــجــــوز غـــــيرك 


فرغ فمه وإتسعت عينه رغما عنه واختفى الكلام من رأسه 

صرت "بثينه" على اسنانها لتهدر بغيظ :

ـ تغور فى داهيه دا انا إبنى اصلا هو اللى مش عايزها وابوه اللى غصبوا، آه يا انى لو حد يحكمنى 

عليها لكنت أكلتها بسنانى .


ربتت "ونيسه" على ظهرها لتهدئها قائله :

ـ إهدى ياحبيبتى ،وهى هتنقى دى تحمد ربنا على كدا 


سأل "زيد" بدهشه لم تغادره بعد :

ـ هى اللى قالت كدا ؟

ردت "بثينه" :

ـ ايوا شفت البجاحه قالت قدمنا كلنا مش هتجوز حد غيرك 

جمله غير متوقعه  كقائلها غريبه بشده على مسامعه تدهشه يوما بعد يوم بجرأتها وبخطورتها .


هتف "بلال " وهو يخرج من جيبه هاتفه ليفجر القنبله الثانيه مشيرا بحنق تجاه "زيد" :

ـ وليه لاء ؟ ما هو مافيش حد هيستر عليها غيروا بعد ما كانت بتغفلنا كلنا وتروح تبات فى أوضته


رفع هاتفه ليريهم المقطع المسجل لعرض "صبا" من باب غرفته نحو غرفتها بسرعه إختطفت "ونيسه " 

الهاتف من يده لتصرخ به بإنهيار :

ـ إخرس إنت إتجننت تقول على أخوك كدا 


نهض "زيد" من مكانه ووقف بوجه "بلال " وتحفز للعراك معه ليسأله بغضب عارم :

ـ إنت  عارف إنت بتقول إي ؟ إنت إتخبلت فى مخك ولا ايه ؟

وقف "بلال" بوجه متمنيه أن يتشاجر معه كى يتثنى له لكمه بقسوة تطفئ نار قلبه تجاه 

هتف ليستفزه بعناد :

ـ ايوا إعمل  نفسك برئ وإنت مغفلنا كلنا 


وقفت "ونيسه " بينهم لكن يد "زيد" إمتدت وامسك بتلابيه  وهو يهتف محتدا :

ـ لم لسانك بدل ما أقطعهولك إنت مش عارف إنت بتقول إيه وعلى مين ؟


تماسك فى آخر لحظه ودفعه بقسوة حتى لا يستسلم لفكرة ضربه ، صرخت "ونيسه" لتوقفهم :

ـ بتمد إيدك على اخوك يا زيد


وقف "عماد" بصف "بلال" ومعه" يحيى" ليصرخ به وهو يرد دفعته لابنه بأخرى فى صدر "زيد" 

قائلا بإهتياج :

ـ إنت هتغطى على و******* بالصوت العالى والبلطجه يالاااا 


هدر "يحيى " مستندا إلى كتف أخيه :

ـ  يظهر عايزنا نطرمخ ع الموضوع 

تدخلت "بثينه " تكذب كل هذا وتصتف فى صف "زيد" :

ـ زيد اكيد ما عملش حاجه زيد بقالوا سنين من غير جواز ما حدش طرف عينوا اكيد بنت الحربيايه 

دى اللى عايزه توقعه فى مصيبه 

تدخل صوت "فايز " الذى تركهم يخرجوا كل ما بداخلهم حتى يتثنى له التفكير ووضع العقاب المناسب لكل 

من يستحق :

ـ اســــــــــكـــــــــتـــــــواا


إختطف الهاتف من يد "بلال " وإندفع نحو مكتبه وهو يهتف بحده :

ـ زيد تعال ورايا 


خرج صوت "عماد" ينهاه بجديه :

ـ لاء ااا ما عدتش فى حاجه تدارى  الحساب ييقى قدمنا كلنا 


إستدار "فايز" له  ونظراته تقدح بالشر متعجبا من جرأته فى إتخاذ قرار أو حتى معارضته 

فهتف بأستنكار :

ـ حساب ......إنت بتسألنى أنا عن حساب يا عماد ؟

إندفع نحوه ليمسك بتلابيه بغته أرعبته ، وبقسوة شديده  صاح به:

ـ لو هحاسب حد هتكون إنت أولهم وإنت فاهم أنا اقصد إيه بلاش افضحك قصاد ولادك 


دفعه بعيدا عنه ليزدرء ريقه لقد  أرعبه وافلته بقوة غير مناسبه لكبر سنه 

بقيت نظراته المحدته يقذفها بلا رحمه على الجميع حتى إرتخت أنظارهم عنه فرفع اصبعه 

ليهتف محذرا :

ـ كل واحد إتهم حفيدى ظلم وقال عليها كلمه باطله هحاسبه حساب شديد 


زعق عاليا فى "بثينه" وقد إتضح جم غضبه منها :

ـ وإنتى  خلى حد يوصلك بيتك  ما عندناش بنات للجواز 

تخضبت وجنتيها بحمرة الضيق ولم يكن السبب رفض الزيجه بل مدافعته عن "صبا" ترى 

والدها ينحاز إلى صف من لا يستحق دوما  إنطلقت من أمامه دون إجابه وتبعها "عماد" الذى كان بحاجه 

للهرب من وجه والده الغاضب.

وأشار هو لـ"زيد" أن يتبعه لتطلم "ونيسه " صدرها بقلق بعد كل ما حدث امسكت بكتف "بلال" 

لتسأله بانفعال :

ـ  إيه اللى إنت هببته  دا ؟

أجابها "بلال" بضيق :

ـ اللى انا عملته ولا اللى إبنك عمله 

هدرت منفعله وهى توشك على الانهيار :

ـ شيطان مين صورلك إن اخوك ممكن يعمل حاجه زى دى


يعميه غضبه لدرجه انه ينسى من هو "زيد" صاح بها وهو يزيح يدها عن كتفه :

ـ إنتى اللى مش عايزه تصدقى حاجه على ابنك الملاك 

وضعت يدها على وجهها لتهدر متاثره من كل هذه الشحناء:  

 ـما سألتنيش لى ما جتنيش أنا الاول  لى ؟

هتف مستهزا :

ـ إنتى كنتى هتقوليلوا كخ وتدارى عليه كمان لكن كان لازم اعمل كدا  عشان هو لازم يحاسب 


_________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ________


"فى مكتب فايز "


كرر الفيديو الذى امامه اكثر من مره يشاهده بتركيز وصمت جعل "زيد" يستفز ويهدر بضيق:

ـ يا جدى إنت مصدق الكلام دا، مافيش بينا أى  حاجه 


رفع "فايز" بصره تجاه فجأه ليسكته مسح وجهه ليزيل غضبه لكن دون فائده الامر تضخم فجأه حتى 

خرج عن السيطره وزفر انفاسه بتأفف ،أخير ترك جده الهاتف على سطح المكتب وتجدث إليه بنبرة إتهام :

ـ كانت بتعمل إيه فى اوضتك يا زيد ؟


لغة الاتهام هى ما صدمت "زيد" نظر له بصدمه غير متوقع منه أن يسأله هذا السؤال ،لم يهتم "جده" بصدمته

وكرر سؤاله مشددا :

ـ رد يا زيد 


أجفل قليلا وكأنه يبتلع تلك الاهانه ليستطيع التنفس دقائق معدوده استغرقها فى تقبل وضع الاتهام 

وهتف مع إنطلاق انفاسه:

ـ كانت نايمه مع مريم وما عرفتش أصحيها 


مال "فايز" برأسه وثبت نظراته عليه و مع استمرار التحديق به ، أردف دون أن يزحزح عينه عنه :

ـ ما خرجتش من البلكونه 

زمجر "فايز" من بين اسنانه بشراسه :

ـ  زيـــــــــــــد


ثم وثب من مقعده ليتنحى عنه وهو يقول :

ـ إنت إزاى تغلط غلطه زى دى ؟


لم يجد "زيد" إجابه واضحه لهذا السؤال لم يجرأ على قول انه أراد معاقبتها على عبثها بصوره 

عض على طرف شفاه وإستمر فى الصمت حتى وقف "فايز" بوجه ليعامد عصاه على قلبه قائلا :

ـ إنت اللى هتحكم على نفسك يا زيد 

لكمه فى صدره وأردف :

ـ عشان دى غلطتك إنت  وبسبب غلطتك دى بوظت سمعة بنت عمك 


سكت "زيد" وقلبه وجفا مما قاله ،انزل عصاه عن صدره وفك اشتباك اسنانه الغاضب لم يكن يتمنى 

لزيد هذا المصير لقد رسم له طريقا آخر استدار عنه وهو يوضح كيف نشأ إسم عائلة الواصل :

ـ أحب أفكرك عشان تحط فى إعتبارك ، مافيش حد ليه ملك ولا ذرة تراب بإسمه الاملاك كلها 

بإسمى ومن بعدى هتبقى بإسمك لانك إنت اللى اختارتك تكون الكبير من بعدى وعشان تعرف تمسك 

العيله لازم يكون مالهم تحت إيدك زى ما مالك ومال غيرك تحت إيدى ،لو فكرت إنك ترفض أو تتهاون 

فى الغلط اللى عملته هتطلع من باب القصر دال امال ولا عيال ولا ليك أهل زيك زى اللى سبقك 

فكر فى عقابك على مهلك إوعى تتسرع يا عــاقــل.

قاسى "فايز" فى التعامل لربما هذا الشئ الذى ميزه ليقود عائله كبيره وتخنع له رؤس بلده كامله ، ما سبق 

يعرفه "زيد" جيدا هو تربى بينهم ويعرف  أن الخطأ الواحد يعتبر الخطأ الاخير وإن لم يسرع بإصلاحه 

فقط ضاع للابد . 


  _________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ________


"بالخارج "


القلق كان كلمه بسيطه على ما تعانيه "ونيسه" الآن إبنها الكبير فى ورطه لن يتوان "جده" عن معاقبته 

 إن قرر إدانته سيطرده لا محاله وسيمنع من الاقتراب من القصر ولن تراه مجددا ،ظلت  تدور حول نفسها

 وكأن رأسها لا يهدى ،  ليس أمامها سوى "بلال " لتفرغ به غضبها  لذا هتفت بحده  :

ـ إزاى قلبك يجيلك تعمل كدا جدك مش هيسكت على العمله دى مافيش فى رأسك ذرة عقل 


امسكت تلابيبه وصاحت به متسعت العينان :

ـ والله فى سماه يا بلال لو كان ابوك اللى وراء العمله دى ل هخلى عيشتك سواد و...

قاطعها بأن سحب يدها من على قميصه ليرد بعنف :

ـ هو إنتى  حتى بعد ما شوفتى بعينك عمايل ابنك برضوا مش عايزه تصدقى 


استمرت على نفس ضيقها وهى تصرخ به :

ـ لا مش هصدق أخوك عمره ما يعمل حاجه زى دى" زيد" راجل، عارف يعنى ايه راجل؟ 


لكمت صدره بقوة وهى تسترسل :

ـ مش زيك، إنت تعملها هو لاء ،ولو كنت عملتها وهو عرف كان داره عليك 


وقبل أن يرد "بلال" مهاجمتها بهجوم مماثل خرج "فايز" كالعاصفه يزعق بحنق :

ـ عماد .. عماد 


ردت "ونيسه" وهى تهرول نحوه بفزع :

ـ راح يوصل "بثينه " يا حاج 

خرج "زيد " من ورائه وجهه محتقن ويبدو عليه الانزعاج  لاول مره تراه فى هذه الحاله بعد مدة طويله 

من وفاة زوجته ،أسرعت إليه تحدق بعيناه فى عينه وتمسك بكتفه تسأل دون حديث وهى توشك ع البكاء


لم يجبها سوى بنفض رأسه بيأس ولم يتثنى لها المعرفه اكثر من هذا بسبب غضب "فايز" العارم 

الذى صبه دفعه واحده على "بلال" ممسكا بعنقه وجذبها إلى صدره :

ـ إنت بقى أعمل إيه معاك بتصور بنت عمك إنت ما بتحرمش ؟


هتف "بلال" الذى كان يرتعش أسفل يده :

ـ  يعنى لو كنت قولت كنتوا هتصدقونى ؟


صاح به "فايز" بغضب عارم :

ـ يعنى إنت كمان مصدق إن اخوك بينه وبينها حاجه 


هرول "زيد" للاعلى دون إنتظار الباقى لم يدافع ولم يتدخل أكثر ما ألمه هو اليد التى صفعته

لم يتوقع من أخيه هذا فكم كان له دراعا من جده وكثيرا ما غطى عليه حتى لايعاقب  ،اليوم 

طعنه بقسوة والضربه القريبه دائما موجعه.


ركض ليختفى فى غرفته ليفكر بهدوء فى مخرج من كل هذا، إتجه صوب الباب وادار المقبض 

ليدخل فجأه ويرى بوجه "صبا" تجلس أعلى فراشه  وإلى جوارها "مريم " تغفو فى ثبات عميق ،وما إن

 رأها حتى إذدا إنفعالا وإشتعالا أغلق  الباب من خلفه ونظراته توحى بكارثه قادمه،ما إن رأته فهمت نواياه   

فانتفضت من فراشها تركض وتحاول تفاديه بينما هو كان  مصراً على الإمساك بها وهو

 يصيح بغضب عارم:


ـ وكمان قاعده فى أوضتى ...انتى بتستهبلى حضرتك ؟


لوحت له لتوقفه عن مطاردتها فى الغرفه وهى تقول :


ـ اسمع بس هفهمك

استمر بمحاولة الامساك بها  وهويصيح مغتاظا منها  : 


ـ تفهمينى ايه ؟ دا انا هخلع راسك دى واركبها على نعجه بصحيح 

كررت محاولتها فى تهدئته هتفت متوسله :

ـ زيد افهم اسمعنى بس 


كاد أن يمسك بها حتى صعت اعلى الفراش لتحتمى ب"مريم" النائمه وتشير نحوها هامسه :

ـ هتصحى مفزوعه إعقل وهفهمك 


صر على أسنانه وهو يهتف بصوت حاد رغم خفوته :

ـ افهم ايه جبتى منين جراتك دى رايحه تخطبينى من جدك يا بنت بشرى ؟!

لوحت بيدها وهى تشرح وجهة نظرنها بهدوء:


ـ اسمع بس ماكانش قدامى غير كدا ،جدو فايز مُصر اتجوز اللى اسمه عامر دا وانا ماحدش راضى 

يسمع رأيى حتى وعمالين يبيبعوا ويشتروا فيا

 

ماكانش فى غيرك قدامى قولت انك كدا كدا مش عايز تتجوز وانت اكتر حد بتقدر عليهم فقولتلهم

 انى مش هتجوز غير ابن عمى زيد   وإنت هترفض ونبقى إحنا الاتنين فى السليم .

فتح ذراعيه بطريقه مسرحيه مجاهدا أن لا يعلو صوته :


ـ ياسلام بالبساطة دى انتى مش عارفه إن الموضوع دا بيظنوا عليه بقالهم سنين وانتى جبتهالهم

 على طبق من ذهب .


هتفت "صبا" لتقنعه بسلاسه لاتوجد إلا فى خيالها  :


ـ ما انت تقدر ترفض انا ماحدش بياخد رأيي يا زيد اقف جانبى احمينى منهم انا ما قولتش 

اسمك غير وانا واثقه انك الوحيد اللى هتحمينى منهم ..مش إنت وعدتنى إنك هتحمينى طول عمرك ؟


أولها ظهره وعض على طرف شفاه تسجدى منه الحمايه وهو  الآن حشر معها  فى مأزق  لا تدركه 

صر على اسنانه وكور يده وهو يجيب بحنق :

ـ ما فيش حمايه ولا غيروا  جدك عرف إنك كنتى بايته فى أوضتى 


أتسعت عينها وهى تطالع ظهره بدهشه وكأنها ترى إنفعاله وما يدريه عنها سألت متردده :

ـ بلال أكيد بلال عملها 


لوى عنقه يسألها بضيق :

ـ  عرفتى منين ؟


أجابت وهى تكاد تسقط ارضا من فرط القلق :

ـ هو هددنى يا اتجوز عامر يا يفضحنى  وورانى الفيديو

إذداد "زيد" ضيقا وغضب ظل يعتصر يده حتى برزت عروقه ،سكت تماما  فسألته بقلق :

ـ زيد هتعمل إيه ؟

إستدار لها وقد ظهر على وجه الاستمتاع وهو يخبرها بتسليه تامه :

ـ جتينى فى ملعبى 

حدقت به مليا وهى تسأل بدهشه :


ـ يعنى ايه؟

حك طرف ذقنه وهو يقول  مبتسما بمكر :

 ـ يعنى جتيلى من السماء يا صبا  مش إنتى عايزه حمايه ؟  أنا هحميكى وهربيكى 


تسارع نبضها وهى تخشي معاندته ،لوحت بإصبعها لتردعه بفزع :

ـ اوعى توافق يا زيد ارفض 


حرك رأسه برفض قاطع وهو يقول بجديه :


ـ اسيبك,,,, دا على جثتى مش عاملة جريئه وطالبتى ايدى ألف ألف  مبروك والله فرحتلك 


ركلت الارض من تحتها وصاحت به بضيق :

ـ زيد ما تعندش فى دى كمان انا اصلا مش بطيقك انا اقصد انك مترهبن وحالى هيقف

 على ما يقنعوك ماهو مش هرفض عامر واتجوز واحد جلف زيك


ضيق عينه وهو يستمع لاهانتها وقدر قرر أنها بالفعل تستحق ما ينويه 

فصر على اسنانه ليكبح جماح غضبه : 


ـ انا قولتلك من الاول انك عايزه تتربى وأهى جات الفرصة أربيكى واللى يحضر عفريت يصرفوا


لم تتحمل كم الضغط الذى يثقل كاهلها لاوالد يساندها ولا من إدعى حمايتها دارت الارض من أسفلها 

فما عادت تريد العيش ولا حتى انتظار الامن والحمايه استسلمت لدوار الذى إنتابها و سقطت مغشيا عليها فورا

 

لم يبدى أى تأثير عندما تكومت على فراشه ،ووقف يطلعها ببرود دون أن يهتز له رمش دفع وجها ليتأكد 

انها لا تتصنع هذا لكنها بالفعل كانت مغشيا عليها زفر وهو يتمتم بضيق بعدما ورطته فى مشكله اخرى :

ـ إتحدفتى عليا من أى داهيه يا بت انتى. 


خرج تماما من الغرفه وإتجه  إلى جده على الفور هرول عبر الدرج لينقذ التى سقطت فى غرفته لم يجرأ حتى 

على لمسها بات "صبا" لغم لن يقربها أحد دون أن تأذيه، بعدما  إنتهى جده من توبيخ "بلال " وعاد من جديد 

إلى مكتبه دلف إليه بعد ان طرق باباه وسمح له بالدخول 


وقف من جديد أمامه لكن جده كان يأبى النظر إليه سأله بجديه :

ـ خير يا إبن نادر !

أجاب بإقتضاب وكأنه يقتصر المده التى يتواجد فيها معه لاول مره يقسوه عليه لهذه الدرجه :

ـ  صبا مغمى عليها فى أوضتى 

إلتفت  إليه ورمقه بحده وأعينه تلمع كصقر رأى لتو صيد ثمين وسأله بغضب  :

ـ صبا كانت بتعمل إى فى أوضتك؟


أمسك "زيد"  طرف أذنه وكأنه يلهى نفسه عن الحرج الذى وقع عليه :

ـ كانت بتنيم "مريم" 


وثب من كرسيه وإتجه صوبه وهو يسأل متسرعا وكأنه يتهمه بشئ :

ـ  وإيه اللى خلها يغمى عليها إنت عملتلها إيه ؟


وضعته "صبا" لمرة أخرى فى موقف حرج فهتف مجيبا وهو ينظر فى عينه دون خوف :

ـ عشان قولتلها إنى موافق ع الجواز

 وصل  "فايز "إليه لكن نظراته الشرسه لم تختفى وقف بوجه وهتف من بين اسنانه :

ـ كدا كدا كنت هـــتــجوزها غصب عنك ، سواء حكمت على نفسك أو لاء دا حكمك إنت بس حكمى أنا 

إنــــك هــــتـــجـــوز "نـــهــى "كـــمـــان 

ذكره قائلا :

ـ قولــتــلك قبل كدا أنت هتجوز أتنين 

إنت هتبقى الكبير مرات الكبير ما ينفعش تبقى كتيرة الغلط وإحنا جربنا "غاليه" الله يرحمها وكانت 

ست الستات أكيد أختها هتكون زيها وهتفهم طبعنا وتقدر مكانة جوزها .


انهى كلامه بأن دفعه من وجه تاركا إياه مذهولا، ليلة واحده  قلبت حياته رأسا 

على عقب ،خرج من الغرفه تماما لم يجد "زيد" قولا واحدا اصبح مقيد مجبر على وضع 

لم يريده يوما ولم يرتاح معه مهما طالت الايام زواجه من "صبا" حتمى وليس من أجل إختيارها 

بل من فعل أهوج لها توثيقه بالادلة  ،وزواجه من "نهى " حتمى ايضا لاجل  بقاء "مريم"

بين احضانه مع كل هذا الضغط الذى يوضع به وصدمات أخرى تلقاها بسب ولائه لهذه العائله 

الحفاظ على إبنته يحتاج تضحيه والخطأ الذى إرتكبه مع "صبا" يدفع ثمنه كل هذا سيجعله نيزك 

سيعود لشخصيه قديمه كرها شخصيه كانت تعجبهم لكنها لازالت تؤأرق ضميره .


_____جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

"في منزل بثينه"


صاح "حكيم" مذهولا مما سمعه  من زوجته  :

ـ إيه اللى بتقوليه دا ؟ إنتى رايحه تتفقى على الفرح ولا تخربى الجوازه يا بثينه 


صاحت هى الاخرى بضيق:

ـ نعم إنت ما خدتش بالك من كل اللى قولته ولا إيه البت رفضت بصريح العبارة نتحايل عليها إحنا 


انتفض"حكيم " من جلسته وهدر غاضبا:

ـ أيوا نتحايل عليها البت ومش نتحايل وبس دا إحنا نبوس رأسها كمان 


نهضت "بثينه" هى الاخرى لتقول مستنكره :

ـ ليه يعنى ؟ تكونش السفيره عزيزه ؟


إشطات "حكيم " وهو يوضح لها بانزاعج من سطحية تفكيرها  :

 ـ لاء مش السفيره عزيزه دى الوحيده في عيلة الواصل اللى مكتوب ملك بإسمها يا أغبى رأس في الكون 

البت دى كانت هتبقى ورثك  


صدمت "بثينه" من حديثه الذى لم تحسبها بهذه الطريقه التى تضمن لها إرث من وراء والدها ،بعدما يرث "زيد"

كل الثروة التى يترأس بها العائله، لكنها كانت مصرة على رفضها لغيرتها الشديده عليه وردت بانفعال :

ـ ورث ولا مش ورث انا كدا كدا ابويا مش مخلينى عايزه حاجه ؟


لطم "حكيم" يده ببعض وهتف من بين اسنانه :

ـ خلاص روحى قوليلوا يا ابا انا عايزاك تكتبلى ارض البوابه ولا بلاش البوابه هى بقت بتاعة صبا 

قوليلوا عايزه حتة ارض صغيره من عندك 


تعرف "بثينه" القوانين التى لا يتجرأ أحد على تعديها ليس لأى شخص ملك بإسمه لم يتميز أحد سوى "صبا" 

بهذا الانفراد والتميز حتى "زيد" لن يحصل على شبر واحد إلا بوفاة جده سيستلم من بعده كافة الاملاك ليديرها 

ويسيطر على الجميع بها ،تقطع صوتها وهى تجيبه :

ـ هو,,, ااا,,, يعنى ,,, مستحيل يرضى 

صاح بها "حكيم" وقد زاد إنفعاله:

ـ شوفتى إنك بغبائك دا ضيعتى على ابنك فرصة كبيرة قد إيه ؟ 

صمت قليلا وهتف مضيقا عينه : 

ـ ولسه ولسه يا عيلة الواصل "صبا" دى هتوصل اللى ما حدش وصلوا من قبل "صبا" هتبقى حوت كبير 

هيبلعكم بلع .

,,,,,,,,,,,جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ,,,,,,,,,,,,,,,


"فى منزل مها  "

تحدثت مع زوجها "حسين " عبر الهاتف تسأل بحيره بعدما أخبرها بخطبه إبنته إلى إبن عمها عوضا عن 

إبن عمتها وكتب الكتاب سيكون قريبا :

ـ إزاى يعنى إنت مش عارف إيه حصل يعنى ؟

أجاب بتوتر من هذه المفاجأه :

ـ لاء مش عارف حاجه أبويا بعد ما قالى هجوزها "عامر" إتصل بيا من شويه  وقالى إنه خطبها لإبن عمها زيد

وإنه شايف دوا الانسب


صمت لدقيقه لتسمح لعقلها بالتفكير ثم تسالت  قائله :

ـ وإنت شايف إيه ؟


أجاب "حسين" عبر الهاتف:

ـ اللى يشوفه اكيد يعنى مش هيسلمها لأى حد وبعدين أبويا لسه بعقله وعقله يوزن بلد 


حكت طرف ذقنها لايجاد حجه مناسبه لاقناعه لكن الوضع كله غامض وليس من الذكاء طرح أى 

أسئله هتفت دون تردد :

ـ طيب تحب أسافر اشوف إيه الوضع وأبلغك 

أسعده جدا محاولتها لإسعاد إبنته والإطمئنان على وضعها وقال :

ـ الله  عليكى يا مها مش عارف أرد جمايلك دى إزاى ؟

تردد قائلا :

ـ لأحسن اكون بتعبك معايا 

هتفت هى  بترحاب :

ـ لأ إزاى مافيش تعب ولا حاجه انا إن شاء الله هسافر وهاخد معايا "رشدى" عشان الطريق وكدا 

وممكن أستناك هناك  لحد ما تيجى 


رد عليها فرحا بمساعدتها :

ـ ربنا يخليكى ليا يا حبيتى انا عمرى ما هنسى جميلك دا وبكرا اعوضك عن كل حاجه ونعيش أنا وإنتى وليد

متهنين العمر كله 

 

______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ______


"فى الصباح "


صرخه مدويه كانت من جانب"ونيسه" أطلقتها بجنون عندما سمعت بخبر زواج "زيد" من صبا 

ـ  يااااالــــــهـــــــــــووووتــــــى 

    

أسكتها "فايز" بعصبيه :

ـ ونيسه إخرسي والله فى سماء لو فتحتى بوقك لأكسر دماغك 


اشاح "زيد" وجه عنها يعرف انها لن تقبل بسهوله ومهمه اقناعها بأمر كهذا شبه مستحيله 


هرول "عماد" على صوتها وصراخها العالى يسأل بفزع :

ـ فى ايه ؟ حصل إيه ؟

أجابت "ونيسه " وهى تمسك برأسها وتولول ببكاء :

ـ تعال شوف إبنى البكرى هيتجوز بنت بشرى على اخر الزمن 


نظر "عماد" صوب أبيه وكأنه يلومه على ما وصل إليه الحال فهتف بضيق:

ـ بقى كدا ياحاج ترفض "بلال" وترضى "بزيد " إنت هتفضل طول عمرك مش شايف غيروا


زعق به "فايز":

ـ إنت يوم ما تفهم القيامه هتقوم 

رد عليه "عماد" غير مقتنع بقراره المتعسف :

ـ انا مابقتش فاهمك هو زيد دا فيه إيه زياده عشان تتغاضى عن اخطاءه وتعلق المشنقه لغيروا 

وهو انت ....

 قاطعه "فايز" مشددا :

ـ عماد ..كلمه كمان والله فى سماء ما هتقعد فيها انا مش ناقصك 


سحب "عماد" ملابسه بضيق ليبتعد من وجه قائلا :

ـ خلاص خلاص انا ماشس لوحدى .


قال كلماته وانطلق نحو بوابه المنزل غير مهتم بما قد يحدث جديد ،بقيت ونيسه تحاول 

جاهده تغير القرار الذى إتخذه فايز وزيد:

ـ انا مش هقبل بيها مرات إبنى لو عملتوا فيا إيه انا مش هرضى بيها 


تحدث "فايز" بنفاذ صبر وقد اوشك على الجنون من تصرفاتهم المتخبطه :

ـ إنتى عايزه نعمل ايه بعد ما إبنك صورها خارجه من اوضته  وعمتها شافت الفيديو 

وابنك التانى بايتها فى أوضته ....

ردت "ونيسه " مدافعه وهى تلوح بشراسه ودموعها الحاره تسقط على جنتيها :

ـ لاء أنا عارفه ومتاكده إن إبنى ما عملهاش حاجه زيد ما اصدقش عليه الكلام دا،هى السبب هى 

أس البلاء تلاقيها ....

قاطعها "فايز" بشراسه وهو يكلم بعصاه الارض:

ـ هس إسكتى إنتى نسيتى إنك بتكلمى عن حفيدتى

كادت تزداد إنفعالا وهى تسأله  متاثره :

ـ وانا مافكرتوش فيا 

اجابته كانت أشبه بحكم نهائي ليرمي كلماته بسخط ولوم  :

ـ ولادك اللى جــــابوه 

كففت دموعها لكن رغما عنها كانت تولد غيرها وإلتفت إلى إبنها "زيد" لتمسك بتلابيه وهى تهتف متوسله:

ـ زيد إسمع كلامى أنا البت دى مش هيجى من وراها إلا الخراب  وانت اللى هتمسك العيلة من بعد جدك 

يعنى دى بالذات ما تنفعكش دى بذات هتخرب العيله 


رغما عنه  يحن لوالدته ويتألم لدموعها الساقطه هو الذى أقسم ان لا تنزل لها دمعه واحده طوال  حياته 

إحتضن وجنته بيده ومسح بأطراف اصابعه وجنتيها ليزيح حبات الدموع عنها وهتف مطمئنا :

ـ ما تخافيش أوى كدا يا أمى مش إنتى كنتى عايزانى أتجوز أدينى أهو هفرحك 

صاحت متشنجه :

ـ ايوا نفسي تجوز  بس إلا دى 

كان  متأثرا برفضها أبت الكلمات أن تجرى على لسانه لكنه كان مجبرلقولها   :

ـ هتبقى عـــدد انا كدا كدا هتجوز "نهى "


إتسعت عيناها وهى تسأل بدهشه من هول المفاجأه :

ـ إنت هتجوز الاتنين 

إكفى بالايماء، وعندها تجمدت تماما سلسلة جديده من الظلم يتعرض لها إبنها كما تعرضت لها من قبل

وغصبت على الزواج من "عماد" وعاشت سنوات من الجحيم الابدى تحت سقف هذا المنزل، ليدخل إبنها دائرة 

جديده ويظلم من نفس العائلة التى ظلمتها ’’’’’’’’’’’’’’’

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’يتبع 

عشقت إمراه خطره _سنيوريتا يا سمينا احمد "الكاتبه"


حصريات صفحة بقلم سنيوريتا 

 

 

تخيلتكم وتوقعاتكم شئ مهم للاستكمال سيبوا بصمتكم الذكريات دى ليا وليكم


"الخامسه عشر" 


وصلت "مها"  إلى بيت الجد "فايز" مع حفيده "وليد" وأخيها "رشدى " رحب بهم للغايه 

لكن توتر الجو العام كان يتضح للاعمى وخاصتا مقابلة "ونيسه" البارده والغير مرحبه بالمره 

إستأذنت "مها" من الجد "فايز" إبقاء أخيها معها الفترة التى تنوى البقاء فيها بالقصر ووافق

حيث أن القصر أغلبه بل كله شباب وخصص له غرفه فى زاويه القصر ايضا حتى تستطيع 

"صبا" أخذ حريتها .

بعد مدة لا باس بها ,,

أخيرا ظهرت "صبا" ورأتها "مها" وهى تنزل عن الدرج  وقد لاحظت  تغيرها  فى المده التى مكثتها هنا

 طالعت هيئتها النحيله وثيابها الطويله والواسعه بإبتسامه شامته إلتقطتها "صبا" فورا ،وما إن إقتربت 

منها حتى إختطفتها "مها" بين أحضانها بود زائف :

ـ حبيبتى  ...والله وحشتينى 


أردفت هامسه بالقرب من أذنها :

ـ شكلك ماشيه على عجين ما تلغبطيهوش هنا 


أغضبتها زوجه أبيها بحضورها الذى تعرف أنه ليس لصالحها ابدا إنها جائت لتهدم المعبد على رأسها 

  إبتلعت إهانتها وإبتعدت عنها ليصافحها  "وليد "  بسماجه  :

ـ ازيك يا صبا 

أجابته "صبا" بإمتعاض  :

ـ كويسه 


وبسرعه تفاجأت بحضور "رشدى" الذى اقبل يصافحها بحراره قائلا :

ـ ازيك يا صبا


شعرت بالضيق لحضوره وظهر الاشمئزاز على تعبيرتها مردده بجفاء وإقتضاب : 

ـ  كويسه 

 

اشارت "ونيسه " إلى احد الجوانب وهى تقول بتعب وحزن سيطر على وجهها :

ـ اتفضلى ارتاحى فى اوضين جنب بعض  ليكى ولاخوكى  لحد ما نجهز الاوضه اللى فى الجنينه 


الحديث مع "ونيسه " ليس الاول لكن "ونيسه" كانت جافه تماما مع الكل بسبب حالتها النفسيه 

السيئه فى هذه الفتره  هناك حجر ثقيل على قلبها يصعب عليها إزاحته،التفت اليها "مها "

وهى تود إستكشاف المزيد من الاشخاص وبالاخص العريس "زيد الواصل " لذا قالت :

ـ انا مش تعبانه بصراحه انا كان نفسي اقابلكم من زمان واتعرف عليكم بشكل اكبر من يوم

الفرح ما شفتش حد فيكم ولا حد زارنا 

أجابت "ونيسه" بضيق فهى ليست لها طاقه للحديث فقد اتت متأخره وفى وقت غير مناسب لذا هتفت 

بضيق :

ـ يلا معلش احنا عوايدنا كدا والستات عندنا ما بتطلعش من باب البيت إلا للضروره 


التقتط بسرعه "مها " الكلمات من فمها وهدرت متصنتعه الدهشه :

ـ معقول يعنى "صبا" بعد ما تجوز مش هتجينا 

وكأن هناك عقرب لدغ  "ونيسه" دحجتها بنظره ناريه ستقتلعها من مكانها وتحذرها من فتح هذا 

الموضوع الذى تريد إنكاره بشده دقائق معدوده من نظراتها العصبيه وضحت بشكل كافى ل"مها" 

أنها ترفض الزيجه بشكل قاطع اخير ردت" ونيسه " بغضب:

ـ عايزنها خدوها من دلوقت 

الاجابه أثبت صحة ما يدور فى عقلها ،لكنها احرجت بشده "صبا" امام رشدى و"مها "التى لم تغفل

عن رسم إبتسامه شامته على ثغرها لتغيظها هذا ما جعل "صبا" تضيق عينها وتنفعل قائله :

ـ ياسلام على  الكرم ومين قالك إن دا برأيك ؟


سحبت الفتيل لتنفجر "ونيسه" التى بالكاد تتحمل وجودها وصاحت بها :

ـ اقطعى لسانك يا بت إنتى الرأى هنا رأيي والامر أمرى وإعوك تسندى على جدك 

جدك مالوش دعوه بتصرفات الحريم 


عرفت "مها" أين تقفز امسكت بذراع "صبا" لتجذبها بالقرب منها وتقول بمكر :

ـ  عيب تردى على حماتك كدا  معقول مش عارفه تتعلمى الادب لحد دلوقت 

حقك عليا يا ونيسه اصلها لسه ناقصها كتير عشان تتعلم 

إنزعجت "صبا" بشدة من تبرير زوجه ابيها وهمت لتعترض لكن الصوت الرقيق الذى نادها 

بطلاقه الذى كان لمريم التى لم تستطيع "صبا" تجاهلها   :

ـ صبا 


إلتفت إليها ورأتها  تركض  تجاها ممكسه بدميتها فتحت "صبا" ذرعيها لها وتضمها إلى احضانها 

 سألتها "مريم " بعفويه وطفوله :

ـ مريم حلوه 

اغتصبت على شفاه إبتسامه لم تصل لقلبها وهى توافقها قائله  :

ـ مريم احلى واحده 

سريعا سألت "مها " ونيسه  :

ـالله ومين بقى الحلوه ؟

اجابتها بإقتضاب وهى تشيح بوجها فما عادت تحتمل الوقوف  معهم :

ـ بنت زيد 


شهقت بذهول وهى تردد مصدومه  :

ـ الـــــعــــريـــس 


________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ________


" فى غرفة مها"

لقد عرفت كل شئ فور وصولها ولم تبقى "ونيسه" فى جعبتها شئ حتى تجعل الرفض النهائي يأتى 

من قبل والدها "حسين" لعل "زوجته" نوضح له الامر وتنهيه قبل أن يبدأ برغم معرفتها التامه بأن حماها 

إن أقر قرار فلا راجع له  ،جلست بوجه "صبا" وهى تنهرها بحده قائله :

ـ إنتى غبيه يا بت إنتى،عايزه تتجوزى واحد  أرمل ومعاه عيله وفوق كدا هيتجوز واحده كمان 

 إنتى إتهبلتى 

تحملت "صبا" سبابها اللاذع الذى إعتادته لكنها بدأت ترفضه مؤخرا  هى تريد مخرج  من كل هذا 

متأمله فى  زوجه ابيها بكل حقدها تخرجها منه،هتفت بضيق :

ـ وإنتى عايزانى أعمل إيه ؟ جدى حكم عليا اتجوز عامر إبن بنته واقسم بالله زيد اللى مش عاجبك دا 

جنبه رحمه فقولت أحط العقده فى المنشار بس طبلت على دماغى 


زمت "مها" شفاها وهى تنهرها من جديد :

ـ هتفضلى طول عمرك حماره ورشدى كان مالوا يعنى ؟


اطالت "صبا" النظر إليها بإنزعاج لتخبرها دون نطق سبب رفضها الذى يعرفاه معا،تعلثمت وهى تبرر قائله :

ـ إنتى فهمتى اللى عملوا رشدى معاكى غلط هو بيحبك يا صبا وإنتى مش مقدره 


نهضت من مكانها وهى تقول بحزم:

ـ ما تتكلميش فى الموضوع دا لو سمحتى 


تبعتها "مها" وهى تنظرإليها بقلق تحاول توضيح الامر بمكر  :

ـ ياااا عليكى يا صبا  انتى وقتها كنتى  صغيره أووى ولسه لحد دلوقتى مش فاهمه 

أنه بيحبك وهيموت عليكى يا حبيبتى الرجاله مش بتعرف تعبر عن حبها غير كدا 

وهى حته البوسه دى وقفتلك فى الزور 

إلتفت إليها "صبا" وقد إذدات ضيق من حديث نهته منذوا زمن وعاشت مجبره على الصمت  

بسيب  سيطرة زوجة ابيها  وإرهابها من القول لأبيها تسترت تماما على فعلته وعاملتها كأنها لم تكن

لقد أخذت وقت طويل حتى تخرج من حالة الهلع التى إنتابتها فترة طويله ،اخيرا استطاعت الرد 

عليها بزنق لا يوازى ما بداخلها :

ـ انا عمرى ما حبيت رشدى اخوكى ولو كان اخر راجل مش هتجوزه 


رفعت احد حاجبيها وهى تستمع إلى حديثها دون إهتمام ورمقتها بنظره ثاقبه ثم سألتها عندما 

فرغت :

ـ وعلى كدا بقى بتحبى زيـــد ؟


لا تعرف لما الكلمه أرعبتها هى لم تحبه لكن هى تشعر بأنه ركن آمن خاصتا فى هذا الفوضى التى 

تجتاح حياتها رفعت كتفيها ونفضت رأسها لتؤكد :

ـ لاء زيد  كان طلب تعجيزى 


مازالت تفحصها بنظرات ثاقبه لا تصدق ما تقول بل تشعر ان زيد هذا منافس قوى لأخيها،تشوقت 

بالفعل لرؤيته وقبل ان ترد عليها قاطعها فى ذلك طرقات الباب فما نطقت سوى بكلمه :

ـ إدخل 

لتفتح الباب "نجلاء " مخبرة إياها بـ:

ـ  فايز بيه عايزكم 

القت كلمتها ورحلت لتنظر "صبا" إلى "مها" وقد خارت قواها وهدرت تستعطفها قائله :

ـ بالله عليكى لو تعرفى  تخرجينى من هنا خرجينى 

قلبت عينها بملل وقد إذدات قدرتها عندما لاحظت ضعفها واحتياجها لها فهتفت بمراوغه :


ـ مش هتطلعى من هنا يا صبا غير بالجواز من رشدى غير كدا خليكى بقى مع الارمل العجوز

زيد ومع حماتك اللى عتطلع الجديد والقديم على جتتك


________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________


"بالخارج "


جلست مع "فايز" وباقى العائله بدأت بالتعرف على الجميع وبدي الترحيب باهتا لكن كان واضح 

سعادة "فايز" بحضورهم وإنضمامهم للعائله ،ضم "وليد" إلى جانبه وطالعه بسعاده لطالما تمنى 

أن ينضم كل افراد اسرته فى بيتا واحد وإلى جواره وبعد حضور وليد اخر احفاده زاد شعوره 

بالارتياح،تجاذبت "مها" اطراف الحديث مع كلا من "بلال" ويحيى" بغرض إكتشافهم وتأثير

حضور "صبا" فى المنزل استمرت الاسئله حتى وصلت إلى هذا السؤال الذى وجهته بدقه ل بلال :

ـ إنت على كدا مبسوط إن صبا هتجوز زيد ؟

التفت "صبا" إلى سؤالها الذى قد يكشف الكثير، "بلال" لم يجد حرجا فى إخبارها لكن نظرات 

"جده" التى تسلطت عليه  نظر باتجاه صبا التى ظهر عليها التوتر وإكتفى بالرد ببرود :

ـ لايقين على بعض   


لكن جموح "يحيى " كان اقوى ليستأنف بسخريه :

ـ اومال الستر واجب 

إننفض "فايز" لينهاه غاضبا  :

ـ يحيى 

إهتز جسد  "يحيى" فزعا من منادته واصدر همهمات غير مفهومه ليبحث عن شئ يغطى 

ما قاله لكنه لم يجد إكتفى جده بأن زجره بنظرات حادة وبقى "رشدى " يرمق "مها " بنظرات 

مستفسره لقد بدأ يشعر ان هناك امر خفى ويحث أخته على إكتشافها،إبتسمت ابتسامه صفراء

ونظرت بإتجاه "فايز" وهتفت بلطف :

ـ سيبه على راحته انا مربيه صبا وعارفه طبعها هى شقيه جدا  ومش بتسمع الكلام 

مش أى حد ممكن يتقبلها ويتعامل معاها


صرت "صبا" على اسنانها غضبا من تقليلها من شأنها لكنها دائمة الشكوى منها دون سبب والإدعاء

عليها بالكذب 

رد عليها "فايز" مجيبا باقتضاب :

ـ بكرا ما يبقاش احسن منها 


إبتسمت نصف ابتسامه وسألت مغايره للموضوع بالكامل :

ـ اومال "زيد" فين ؟ عايزه اشوفه 


لم يجبها احد "فايز" لا يحب الثرثره وقد نالت ما يكفى من الاجابات والجميع ادعى الانشغال 

"ونيسه" كانت تتناوب عليهم وتقدم لهم المشروبات وبعض الحلوى السريعه فاجابة نيابه 

عنهم  قائله :

ـ فى الشغل 


امسكت من يدها الصنيه وهتفت بتودد شديد :

ـ معقوله  تاعبه نفسك  إنتى بقالك مده واقفه 

التفت ل"صبا" وهى تستأنف بمكر:

_ قومى يا صبا ساعديها إنتى اكيد عارفه اكتر منى 


تعرف كره "صبا" لأعمال المنزل لذا تضغط عليها اكثر أجابت عنها "ونيسه" قائله بجفاء:

ـ  انا ما بحبش ادخل بيتى حد غريب ولا أكل ولادى غير من ايدى

 

لازالت تعتبرها غريبه هناك اياما ثقال ستقضيها "صبا" تحت سقف هذا المنزل حتى يكن لها مكانه

لم يخفى على "مها" هذا النفور والنكران من الجميع وتاكدا تماما ان هذه الزيجه فاشله لكن عناد "صبا"

عائق كبير خاصتا عند موفقة وترحيب الجد بهذا الزواج حتى ولو كان ضد رغبه الجميع ،بقى "زيد" 

الرجل المختفى الغامض الذى تستمع عنه من وقت حضوره لكنها لم تراه الفضول يتزايد لرؤيته واستكشافه 

كالبقيه.

بعد مده قصيره دخل المنتظر "زيد" ركض "مريم" تجاه ومنادتاته بـ :

ـ بابا 

هو ما جعل "مها" تلتف بإنتباه وبسرعه شملته بنظره متمعنه وكان يسر جدا إكتشاف انه مختلف عن الجميع 

لديه حضور طاغى وهيبه توضح انه ليس بشخص عادى أو هين،حمل إبنته بين ذراعيه وتقدم الى وسط 

المكان ليلقى سلاما هادئا باقتضاب :

ـ سلام عليكم 

لم يحصل على ترحيب من اخويه وهذا كان ظاهرا على تصنعهم بالانشغال  بالهواتف ،كذالك جده الذى

 لازال غاضبا منه لاحد يمعن التركيز معه سوى "مهاورشدى " لاستكشافه  فأجابت "ونيسه" 

وهى تتحرك باتجاه :

ـ وعليكم السلام ، احضرلك عشاء

سؤال معتاد  تعرف اجابته مسبقا إبنها البكرى ليس له مكان هنا لا يعتبر نفسه منتمى لهذا القصر فطعامه 

دوما من الخارج وغدائه لوحده كانت متاكده من أنه سيرفض لكن الامل فى تغيره لم ينقطع،اجاب :

ـ اتعشيت فى الشغل 


هم ليغادر مع ابنته دون الالتفات لباقى الحضور الذى يعرفهم  لكن "جده " قاطعه فى ذالك هادرا :

ـ إقعد سلم على الضيوف 


حاد النظر عنه وسأل "مها" دون إندهاش :

ـ مرات عمى حسين مش كدا 


اجابت وهى تفحصه برويه :

_ اه أنت بقى زيد إبن المرحوم نادر 


كان سؤال صادم بالنسبه ل"صبا" لم تكن تعرف ان "زيد" يتيم هو الاخر كانت تظن انه إبن "عماد"


انتبهت إلى الحديث ووجدت نفسها تسأل بدهشه :

ـ لا ثانيه واحده هو زيد مش ابن عمو عماد 

السؤال لفت نظر الجميع بالاحرى جهلها الامر كان مدهشا اكثر من دهشتها هى  ،ضغطت 

على نقطه  أليمه بالنسبه ل"زيد و"ونيسه " إكتفى هو بالصمت وهدرت "ونيسه " ساخطه  :

ـ لا هو إنتى ما تعرفيش إن كان ليكى عم تانى 


 تسلطت عليها العيون واصبحت فى خجل خاصتا امام "زيد" الذى اشاح بوجه رافضا النظر تجاهم 

تدخل "فايز" لينقذها من الحرج قائلا :

ـ وهى هتعرف منين كانت صغيره وقتها 

التف اليها ليقول بلطف :

ـ ايوا يا صبا زيد ابن  عمك المرحوم نادر الله يرحمه 

سكت قليلا وكأنه يسترجع الذكريات وإستأنف بابتسامه متألمه :

ـ كان أطيب واحد فى الدنيا دى كلها كل حاجه فيه كانت بتقول إنه الدنيا دى ما تستاهلوش 

 كان إبن موت ساب زيد والبركه فيه 


ردت "مها" وكانت أول من يرد:

ـ الله يرحمه  وبعدين يا صبا برضوا عمو عماد  زى ابوبه 

كانت تلقى بجمر لا كلمات على قلب "زيد " حاول الثبات وهو يرد طائعا :

ـ طبعا

ثم قال بجديه حتى لا يعارضه احد :

 ـ عن اذنكم فرصه سعيده نتقابل الصبح 


غادر دون انتظار سماح من احد  وفورا تغيرت ملامح وجه  للتهجم وزاد من ضم "مريم" إلى احضانه 

تركه جده فهو أعلم شخص بالحقيقه ما عاناه من عنه لن ينساه ولن يهضمه مدى حياته.

إكتفى هو الاخر من هذه الجلسه وهب واقفا ليقول :

ـ وإنتوا كمان تصبحوا على خير


نهض الجميع طاعه له وإنفضت الجلسه من ورائه بقيت "مها " مع رشدى تتابع المغادرين 

بصمت هب "رشدى" من مكانه عندما خلت القاعه وصاح بأخته غاضبا :

ـ بقى هو دا اللى  هى عايزاه ما ترضاش بيا انا وتوافق على دا 


زفرت أنفاسها بملل من غضب اخيها المفرط وعدم صبره فيما يريد الحصول عليه :

ـ يووه يا رشدى عليك إصبر يا بابا اللى انا شايفه إن الدنيا كلها هنا مش عايزه صبا 

حتى "زيد" 

نهضت لتقف بجواره وهى تقول :

ـ و جهنم الحمراء أهون لصبا من العيشه هنا 


لم يهدأ من كلماتها بل إذداد غضب وهو يتسائل :

ـ اومال  فى ايه؟

اجابته وهى تحسه على التريس :

ـ  اللعب كلوا عندك اتقرب منها وإثبت حسن نيه عشان تميل دماغها 


بدأ يقتنع ويستعد ،مسح كفيه ببعض وهتف بحماس:

ـ ماشى انا مستعد 

بترت حماسه محذره :

ـ ما تتغاشمش زى المره اللى فاتت وخلى بالك هى مش ناسيه اللى حصل 


وضع يده أسفل ذقنه وتحير ماذا يفعل كى يؤثر عليها ،ما الذى يقنع إمرأة بالتزوج ممن تحرش بها 

كان جاهلا تماما أن "صبا" قد تلقى نفسها بالجحيم ولا تقبل به هو بالنسبه لها شئ منتهى و إن كان 

قدرها "رشدى" ستقبل بالجحيم.

________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سميوريتا ________


"فى الصباح "


إستيقظت "صبا" وتجهزت للنزول لكن قبل هذا كانت تريد مقابلة "زيد" تود أن تطلب منه المساعده

لكن ماوجدته فى غرفته وجدت "مريم" فقط تعجبت من تركه للغرفه دون إنتظار نجلاء لتسليمها 

"مريم" حتى.

 سالتها "مريم" بصوتها الرقيق :

ـ مريم حلوه صح 

ابتسمت لها "صبا" وأخبرتها فرحا بها وبسلاسة حديثها موخرا :

ـ مريم احلى واحده   


تفرح "مريم" بردة فعلها وكأنها تطمئن على مكانتها وتستمد منها فرحتها إحتضنتها 

"صبا" ورفعتها بين ذراعيها لتحملها على كتفها وتركض بها للاسفل بعدما فقد الامل

فى مقابله زيد .

نزلت على الدرج وقد سبقتها زوجة والدها فى النهوض رأتها وهى تحمل "مريم" على كتفها

وتخطوا بها نحو الاسفل فرمتها بنظره ساخره وإبتسامه مماثله وعندما وصلت إليها هتفت بسخريه 

لازعه :

ـ إنتى عامله زى الخدامه اللى على ايدها  عيل كدا ليه يا صبا ؟


إنزعجت "صبا" من حديثها وأنزلت "مريم"عنها حتى تستطيع الرد عليها بما يناسبها بعيد عن أذن "مريم "

ردت مزمجره :

ـ  خدامه,,,, هو اصلك بينقح عليكى 

لم تتهاون معها واقحمتها بماضيها فيكفى ما عاشته معه من إهانه وعنف بعدما كانت يوما ما مربيتها 

باغتها "مها" بلطمه قويه على وجنتها جعلت جانب فمها ينزف ،أكثر ما يؤلم "صبا" العنف ان يرفع 

أحد يده عليها لقد تربت تربيه قاسيه جعلتها ترتجف إن لوح احد امامها رغم ان جسدها إعتاد لكن روحها 

لم تعتاد اجفلت عينها وهى تحاول التماسك لكن رغما عنها أدمعت عينها مسحت وجهها سريعا وقلبها يرتجف

فجأه  إنسحب الهواء من حولها وإنطلقت نحو البوابه الخارجيه لـ تلقطت أنفاسها  لكن مع سرعتها فى التقدم 

والدموع التى أعتمت الرؤيه لم تجعلها تلاحظ وقوف "زيد" الذى يبتعد عنهم بخطوات ليست بكثيره التى سمحت 

له أن يرى الموقف كاملا، إصتدمت به دون مقدمات وكأنه تلقفها من هاويه سحيقه كادت أن تسقط بها 

كانت بحاجه قصوى أن تركن إلى أى كتف حتى لا تميل وتنهار لكن رائحته النفاذه والتى باتت تعرفها جيدا 

هذا ما جعلها تنتفض وتهرل سريعا من المكان .


نظر"زيد" ل"مها" نظره ثاقبه شعرت من خلالها أنه يريد إقتلاعها لكنها أبدت عدم الاهتمام وهى تبرر قائله :

ـ على فكره صبا ما بتجيش غير بالضرب صبا عنادية ومستفزه وأنت لو ما كنتش أقوى منها مش هترتاح عمرك 


خلا وجهه من التعبير وهو يرد عليها دون تفاعل :

ـ ما تقلقيش عليا انا بعرف  أتعامل 

يعرف انه سيأتى يوم ويعاقبها على هذه الصفعه أشد عقاب لكن الآن صعب .

عضت باطن وجنتها من الداخل كل ما يتحدث يرعبها ليس بالرجل السهل إقناعه أو حتى التأثير عليه 

توجهت نحوه وألقت نظره خاطفه على "مريم" التى تمسك بيده وسألته :

ـ معقول هتجوزها عشان تربيلك البنت 


حاول تجاوزها وهو يهدر دون إعارة سؤالها أى إهتمام :

ـ عن إذنك 

توجه للداخل لكنها وقفت بطريقه وهى تتعمد إيقافه لتخبره بجديه :

ـ لو كنت عايز صبا بصحيح لازم اكون أنا موافقه الاول 

استمع لها دون نظر ليميل اليها مصرا على تجاهلها وهو يهتف بحسم :

ـ إنتى اللى لو عايزه صبا لازم  تاخدى موافقتى الاول 

      

اصراره ومغادرتها دون إهتمام  لحديثها أرهبها "زيد" رجل خطير فعلا عندما يتعلق الامر بشئ 

أصبح يخصه .

________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________


"وقف فى شرفته بالاعلى "


ليفرغ صدره من الغضب الثبات امام من تريد أن تنفجر به امر صعب للغايه لاحظ جلوس"صبا"

فى الحديقه على الاريكه التى فى الزاويه تبكى وتحاول الوقوف لكنها كلما نهضت جلست 

من جديد لم ينكر شعوره بالاسف حيالها أحيت ببكائها العاجز أشياء كثيرا كان يظن انها إنتهت 

وأصبح شخص جديد لكن الماضى لا نهايه له والذكريات تلاحقه أينما وجه وجهه

لاحظ إقتراب زوجه ابيها منها من جديد لكنه فورا إلتف ليمنعها هذه المره من مواصلة العنف معها 

مهما حدث لن يسمح بالظلم .

"بالاسفل "

جلست "مها " إلى جوارها وهى تحاول إصلاح ما حدث حيث انه لا فائده من دفع "زيد" عنها 

ـ تانى بتستفزينى يا صبا وتطلعى اسوء ما فيا  


احتضنت وجنتها بيدها لتجبرها على الالتفات قائله بحنان مصتنع :

ـ دا أنتى بنتى الاولى يا عبيطه انا عايزه أساعدك لما طلبتى منى المساعده فضلت طول الليل افكر 

ازاى اخرجك من الورطه دى وفى الاخر  الاقيكى نازله وشايله البت على ايدك


تفحصت عبائتها السواء الواسعه واردفت بإذدراء:

ـ ولابسه لبس لا من سنك ولا استايلك فين لبسك اللى مشيتى بيه 


اجابتها "صبا" بضيق وهى تدفع يدها عن وجنتها :

ـ زيد مش راضى البسه


شهقت مستنكره :

ـ نعم ودا يرضى وما يرضاش ليه ؟ يا حبيبتى طالما عايزاه أو مش عايزاه 

لازم تثبتى شخصيتك مش كل اللى يتقال عليه يتقال حاضر لاحسن الطاعه العميه دى 

هتويكى فى داهيه 


لم تجيبها "صبا" وشردت ببصرها بعيد لتستأنف "مها" حديثها ووسواتها :

ـ لازم تثبتيله انه مش من مستواكى ولو كان عايز يتجوزك يقبلك زى ما انتى 

مش يغيرك على مزاجه 


خدى حريتك عشان يتاكد انه ما ينفعكيش والرفض يجى من ناحيته واعرف اخدك معايا 


الحلم لمع فى عينها وكأنها طوق النجاه فما إهتمت بيدها التى إمتدت تخلع عنها حجابها وتدفعها 

لتحرر حتى تجبر "زيد" على تركها  قائله :

ـ شيلى الطرحه وعيشي براحتك إعملى عكس اللى يقولهولك عشان يزهق ويرفض ويبعد 

 

ـ صبا وحشتينى 

قالها "رشدى " الذى إنضم إليهم فإ نتبهت له ولم تجيبه كان أثقل مخلوق على قلبها ،لاحظ تجاهلها 

وسأل معاتبا  :

ـ كدا برضوا يا صبا دا انا زعلان عليكى اوى من وقت ما جيتى هنا وإنتى إنتفيطى بقى دى صبا 

اللى كانت وردة مفتحه 


وصل إليهم "زيد" الذى اقتحم مجلسهم دون مقدمات وأشعلته  نظرات "رشدى" المزعجه وتقربه منها 

عض طرف شفاه وهو يستكشف نواياه بسهوله ،رؤيتها بينهم تشبه الغزاله التى وقعت فريسه بين الضباع 

فى بادى الامر كان قادم للدفاع عنها لكن عندما رأى وشاح رأسها ملقى بإهمال وشعرها مكشوف تبدل

 غضبه وأصبح موجها لها هى .

رمقه "رشدى " وهتف هازئا :

ـ اهلا يا شبح 

التف اليه وقد التقط نبرته الهازئه بسهوله ثم قرر تجاهله ليوجه انتباه ل"صبا" متسائلا بغضب:

ـ قولت كام مره ما تنزليش من غير طرحتك 


دفعتها "مها" لمعارضه عندما ردت عليه :

ـ وانت لسه ليك حكم عليها يا سى زيد ؟


تجاهلها هى الاخرى واشار ل"صبا" بيده ان تقترب لكنها بالفعل كانت خائفه منه 

فزعق بها :

ـ تـــعـــالـــى  

وقف "رشدى " بوجه ليقول :

ـ مالك يا شبح إنت مالك داخل حامى كدا ليه ؟


دفعه عنه زاعقا بضيق :

ـ إمشى يا بابا عشان ما امدش إيدى عليك 


كاد يسقط من دفعه لكن تماسك ،شعر بالاهانه وامام "صبا" تحديدا يريد أن يرد كرامته 

امسك بتلابيب "زيد" ولكمه بصدغه لكمه قويه جعلته يرتد للخلف، شهقت كُلا من  "صبا"

و"مها"  وهم "زيد" لرد لكمته والتى لم يتأخر بها كثيرا وبقوه كبيره لكم "رشدى" فى وجهه 

عند إذن تدخلت "مها" للدفاع عن اخيها عندما لاحظت تهاويه امام قوة "زيد" وجم غضبه 

المتحفز لإنهائه دون إعادة نظرلكن لم تقوى على إقصائه فصاحت :

ـ ابعد عنه إنت إتجنت ،حوشيه عنه يا صبا 


تدخلت "صبا" وبدأت بالمحاوله لابعاده لكنه كان أقوى من أن تسحبه بعيدا أو حتى تمسك يده التى 

تلكم "رشدى" بلا رحمه ولا تهاون  صرخت "صبا" به بقلق :

ـ هتموته ...كفايه هيموت فى ايدك 

 وفى ظل هذا التوتر والدماء التى بدأت تسيل من وجه "رشدى " حتى أخفت ملامحه وبدأ فعليا  بفقد الوعى كليا

 وهو بين يد أخته ،قررت "صبا" الدخول بينهما ومحاوله تكبيل "زيد" الذى لا يسمع لأحد وبعفويه شديده 

إحتضنته  وارتمت بثقلها على صدره وثبت قدمها بالارض لتدفعه رغما عنه للخلف بعيدا عن خصمه الذى 

أوشك على لفظ أنفاسه، ما فعلته "صبا" جعل "زيد" يفيق من صدمته على صدمه اكبر نظر إلى ما تفعله وتشنج جسده 

وجاهد لتخليص نفسه من بين يدها لكنها كانت تخشى العوده إلى ما يفعل ،صر على اسنانه وهو يسحق كلماته قائلا 

بتعصب:

ـ إبعدى عنى 


فى هذه اللحظه سقط "رشدى" على قدم اخته التى صرخت عاليا وهى تحاول إفاقته :

ـ رشدى فوق إنت سمعنى 

نظرت "صبا" بإتجاه "مها" ورأت حالة رشدى المزريه والتى يتضح خطورتها  واستدارت 

لتنظر لزيد الذى يحاول تخليص نفسه من بين يدها لكنها سقطت فى عيناه  الهاويه حالكة  السواد

كان غاضبا بشده وهو ينظر فى عينها  كاد أن يحرقها  بعيناه فاقت على صوته الحاد وهو يأمرها :

ـ نزلى إيدك من عليا وابعدى عنى 


إستجابت بسرعه عندما لاحظ الامر وهمت لتستدير نحو "مها ورشدى " لكنه امسك ساعدها 

ليمنعها من الذهاب عنفها قائلا وهو يشير بعصبيه نحو وجهها :

ـ إطلعى اوضتك وما تخرجيش منها تانى 


تعجبت من إسلوبه ومهاجمته الحاده وأيضا حبسها بالغرفه أمر غير عادل لذا ردت عليه بإندفاع :

ـ وإنت مين انت عشان تحبسنى وليه اصلا  ؟  


 اتسعت عيناه وهويستمع إلى ردودها الخشنه وأسألتها البارده أمسك بساعدها بقوة وصاح بها مجيبا:    

ـ تصدقى فعلا انك ما تربتيش وانا اللى هربيكى 

حاولت سحب ساعدها من بين قبضته لكن قبضته كانت فولاذيه يصعب إزحاتها

عندما فشلت طالبته مزمجره :

ـ سيب إيدى بقولك سيب إيدى  

لم يستمع لها واستدار وهو يمسك بها ويجرها خلفه لم يهتم ابدا بقياس سرعته بسرعتها وتحرك 

للداخل وهى تركض خلفه وتلكمه بشده فى ظهره يده حتى يتركها لكن دون جدوى ظلت تلعنه 

وهى توشك على البكاء:

ـ يا  بارد يا جلف يا رب تموت سيب إيدى يا حيوان إنت 

لم يستجيب لها برغم إستفزازها له يريد تنفيذ غرضه ومنعها من الخروج حتى وإن إقتضى الامر أن 

يغلق عليها بالقفل والمفتاح واثناء سيره للدخل سقطت ارضا فصرخت عاليا تستغيث :

ـ اااه حد يخليى البلوه دا يسيب ايدى يا ناس يالى هنا 


إلتف لينهاها عن هذا الصراخ الذى سيضخم الامر ويتسبب  بمشكله كبيره لها أولاا :

ـ حطى لسانك فى بقك و إخرسى بقى 


زعقت به دون إكتراث بصوت عال  :

ـ اخرس ليه ؟ إنت واخدنى على فين وبتعمل كدا ليه ؟


أجاب وهو يلتف حوله :

ـ هتعملى لنفسك مشكله كبيره بتصرفاتك دى ؟

لم تخاف تظن انها بريئه وهو المخطى فيما يفعل فهتفت بتعصب:

ـ لى بقى انا عملت ايه ضربت رشدى ولا عايزه احبسك فى اوضتك زى ما إنت عايز 

تحبسنى 

تذكرت إرادته وإذدات تعصب فأردفت  :

ـ يعنى إيه تحبسنى وتحبسنى ليه ؟ انت مين اصلا عشان تحكم فيا ؟

مال بجذعه لها ليزعق بغضب نارى :

ـ  احبسك عشان قلعتى طرحتك وأخده راحتك وفى واحد غريب فى البيت 

إنما انا مين فــأنا هبقى جـــــــــــوزك.

الكلمه الاخيره صعقتها وعمت الفوضى بداخلها نظرت إليه وهى ترى جنونه وتعصبه منكره تماما 

أنها فى يوم من الايام ستصبح زوجه لرجل عصبى مجنون غاضب وكئيب بإستمرار متعصب لرأيه 

لا يهتم بما تشعر بقدر فرض سيطرته عليها 

أدمعت عينها وراحت ترجوه بنبره إنكسار :

ـ والنبى يا "زيد" بلاش انا مش عايزاك سيب ايدى 


تفرض الشفقه فرضا على قلبه وتجعله يزداد تعنداً رغم أن الامر خرج عن يده ويدها وأصبح مجبر على 

التنفيذ حتى ضد رغبتها دفعته للغضب بتوسلها المحزن فصاح بها :

ـ إنتى ما بتفهميش الامر مش بإيدى ولا بإيدك إنتى اللى حطينا فى الورطه دى وخلتينا موضع شبهه لو

 رفضت إنتى وانا حياتنا هتدمر، قولتلك قبل كدا أنا مش شايفك وعمرى ما كنت هتجوزإنتى أو غيرك. 


نهضت من مكانها وكأنه أعطها وقود لتستعيد نشاطها بإستفزازه الواضح وتعمده التقليل منها بمحاوله 

إظهار عدم رغبته بها فلكمته فى كتفه بغلظه وهى تهتف متعصبه :

ـ طيب سيب إيدى بقى ،وإنت مين يرضى بيك دا انت أرمل ومعاك طفله واكبر منى وكمان مش عاجبك 

وبتقولى مش شايفك صحيح إنك جلف وما عندكش ذوق يارب تموت يا ابن ونيسه .


تركها توكز صدره بقبضتها الواهيه التى لا تُحدث أى تغير ثم ألقى كلمته وهو يستدير من بين اسنانه :

ـ إمشى معايا على اوضتك والله ماهتخرجى منها تانى  لحد ما تعقلى .


"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""


"فى مكتب الجد فايز "

كان يجلس بمقابلة "عماد" يستمع الى توبيخه الذي لا يتغير  ولا يجد له صدي أمام انفعاله ونهيه الذي ينادى به من سنوات تحدث بحده :

- عماد انت سايب شغلك فى المصنع بتاع الخشب ومش واخد بالك انك بتسحب فلوس لحملة الدعايا بتاعة مجلس الشعب يا سيادة النائب

تحدث"عماد "بامتعاض:

-وانا أعمل إيه بس الحملة عايزة فلوس ووقت وبعدين انا وزيد ما بنتفقش سواء وهو ماسك الرسم والتنفيذ والعمال 


إستاء من حجه الواهيه فايز وزعق به:

- بلاش كلام فارغ عندك المصنع والمزرعه شوف اللى انت عايزه واذا كان على زيد كدا كدا هيطلع منها عشان يفتح الفرع التانى وهيسيبلك البلد باللى فيها انما انت شوفلك شغلانه تدخلك فلوس للحملة الدعائية بتاعتك احنا مش هنصرف عليك مليم تانى يا ترجع لشغلك يا تشوف هتجيب منين فلوس الانتخابات


قضب حاجبيه متذمرا من شدة والده فهتف معترضا :

- انت بتعجزنى يا حاج ماهو يا دا يا دا 

رجع بظهره للخلف وتحدث بجدية:

- دا اللى موجود القوانين مش هتغير عشانك او عشان غيرك 

سأله وقد انفلت غضبه وضيقه:

-اومال اشمعنا صبا اتكسر عشانها القوانين


استاء من حديثه وسأله بعصبيه :

- تقصد ايه؟


اجابه وقد انتفخ صدرة من تفرقة أبيه فى المعامله:

- ملكتها وكتبتلها أرض البوابه وإحنا ممنوعين يتكتبلنا أى ملك لا كبير ولا صغير


انتضفت فى جلسته ليرهبه رغما عنه وصاح به بحده شديده:

- انت بتحاسبنى إيه داخلك فى اللى بعملة ايه فهمك فى اللى بعمله انت شكلك مش هتجبها لبر خلى بالك من تصرفاتك انا لسه لحد دلوقتي بعاملك على انك عيل صغير لكن اقسم بالله لو ما كنت تعقل لأكون رميك برا فاضي الجيب وعديم الضهر وأتبرى منك 


""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""""


جذبها خلفه من جديد لكنها هذه المره لم تكف عن الصراخ والتزمجر ميتغيثه بالجميع :

ـ يا جــــــــــــــدو ,,,,,يا طــــنــــط ونــــيــــســــه ,,,يا أونـــــــكـــــل عـــــمـــأد

صاح بها وهو يجرها خلفه :

ـ إمشى وإنتى ساكته 

نجحت محاولتها فى إخراج الجميع من أماكنهم على صوت إستغاثتها وإندفع "جده "تجاه بغضب 

ليجد الجميع يقف بوجه عندما وصل إلى البوابه الداخليه للقصر أجفل من ما قد يحدث من هذه 

المواجهه مع جده باتت الشحناء بينهم فى الفتره الاخيره تزداد  ،تسابقت "ونيسه" لتهدئة الجو فهى 

على علم تام بغضب "فايز" المؤذى صاح به منفعلا : 

   ـ فى إيـــــه ؟ إيه الــــدوشـــه اللى إنتوا عاملنها دى ؟

زعقت "صبا" راجيه جدها :

ـ خليه يسيب إيدى يا جدو إيدى وجعتنى 

أمره "جده" وهو ينظر بغلظه على يده الممسكه بساعده :

ـ سيب إيدها يا زيد 

إلتف "زيد" ليرمقها بنظرات شامته لدرايته الكامله أن جدها لو علم أنها خلعت حجاب رأسها 

ووقفت مع غريب فى ساحه قصره سينهرها وستندم أنه  لم يتصرف وحده ،ترك يدها 

وهو يهمس قائلا :

ـ قابلى بقى 

ما إن أفلتها حتى إتجهت خلف جدها لتحتمى بظهره تعجب جدها من خوفها وسأل بضيق :

ـ ما تقولوا فى إيه ؟

أجاب "زيد" وهو ينظر بإتجاهها ببرود  :

ـ  مافيش حاجه انا كنت عايز اطلعها عشان مش مغطيه شعرها هى عارفه إن دا ممنوع 


إستدار لها جدها ليتأكد من ما قاله وبالفعل لم يجد على رأسها حجابا ولا يبدوا له أثر، تحسست 

رأسها ورأت فى عين جدها الغضب المميت فأسرعت بالدفاع قائله بخوف :

ـ لاء يا جدو انا كنت نازله بشعرى متغطى بس طرحتى وقعت فى الخناقه 

توقف جدها  عند اخر كلمه  ليهتف مستنكرا : 

ـ خناقة إيه ؟

نظرت نحو "زيد" وإستعدت لتنتقم منه شر إنتقام مادام رمها  امام غضب جده فستحوله عليه 

لينقلب السحر على الساحر :

ـ خناقه كبيره اوى يا جدو زيد ضرب "رشدى " اخو طنط "مها" وكان هيموته 

شهقت "ونيسه " التى كانت تقف بالقرب منهم إلى جوار زوجها "عماد" وتدخلت بهجاء:

ـ كلام إيه اللى بتقوليه دا يا خرابه البيوت إنتى إبنى هيضرب رشدى بمناسبه إيه ؟


ضيقت عينها وهى ترد عليها بغل :

ـ إسأليه إحنا كنا واقفين سواء قام دخل علينا واتخانق معاه 


تعجب "زيد" مما ترميه به وتشويها للحقيقه بهذه السلاسه لكن عندما إلتفت اليه ورمت له نظره شامته عرف 

أنها متعمده أذيته حقدا وإنتقاما ،صرعلى اسنانه وهو يتممتم :

ـ  يا بنت,,,,,, بشرى    

 

لكن جده قطع غضبه متسائلا بعصبيه :

ـ الكلام دا حصل يا زيد 

اجابه نافيا متوقع منه أن يصدقه كالعاده فهو دائم الصدق معه :

ـ ما حصلش هى كانت واقفه معاه من غير حجاب لما نديت عليها إدخل ولم اصريت 

أنها تيجى راح ضربنى 

أشار إلى جانب فمه الذى يسل منه بعض الدماء،فإتجهت صوبه "ونيسه" لتفحصه وهى تقول 

بغضب:

ـ ضربه فى إيدو 

ثبت "فايز" نظراته عليه بينما عماد زعق بحنق فى زوجته :

ـ   تصدقي بالله  إبنك دا  بتاع مشاكل وكلكم بتغطوا عليه يضرب ضيف فى بيتا وكمان يتساب كدا عادى 


إستمعت "صبا" إلى إتهام "عماد" له وشعرت انها قست بشده على "زيد" ورأت بعينيها نبذه من قبل

عمه الذى من المفترض فى منزلة والده كيف يعامله وينبذه فشعرت بفداحة خطأها. 


 تركه جده له لاول مره دون تدخل حتى عندما رد "زيد" عليه بحده :

ـ أنا ما بكذبش 

إستدار "فايز" لصبا" كى يحسم الامر:

ـ إنتى بتقولى الحقيقه يا صبا ولا بتكـد بى 

عاد القلق إليها فرفعت يدها مسلمه وهى تقول :

ـ والله انا ما اعرفش حتى طرحتى راحت فين إحنا شلناه من فوق رشدى بالعافيه 


لمحت "مها" تقترب وهى تسند "رشدى " على كتفها والتى إستمعت لها وشهدت بقولها :

ـ ايوا يا بابا شوف حفيدك الهمجى دا عمل فى اخويا إيه ؟

إلتف الجميع نحو صوتها وفور رؤيه "رشدى" بهذه الحاله بات مستحيل تصديق "زيد" بأى صوره 

توجه "عماد" نحوه وهو يهدر :

ـ يا ليله مش فايته إيه اللى عملته دا يا زيد إزاى تأذى  الراجل بالشكل دا فى بيتنا 


كان واضح جدا انه يستفز غضب "فايز" ليشدد عقوبة "زيد" وبالفعل نجح زعق غاضبا :

ـ  إجرى عماد هات دكتور للجدع 

ثم إلتف ليفرغ غضبه على "زيد" زاعقا بحده :

ـ كأنك بقيت عيل اليومين دول كل مصيبه أنقح من التانيه هى دى تصرفات كبير دى 

هم ليدافع عن نفسه امام كل هذه الاتهامات وهتف :

ـ يا جدو صدقنى هو اللى مد ايدوا عليا الاول و,,,,

ـ إسكت خالص  إمشى على مكتبى 

هكذا قاطعه "فايز" غير راضيا بأى تبرير 

زفر "زيد" بضيق من الثقه التى إنتهت  بينهم وأصبحت عدم،تحرك من امامه لتقف "ونيسه" 

بوجه بعدما توجه "عماد ومها ورشدى " للداخل لترجوه :

ـ سايق عليك حبيبك محمد وحق بيت الله اللى زرته كفايا على الولد كدا ابوس إيدك إنت عارف إن 

زيد ما بيكذبش 

إلتفت إلى "صبا" وإستنئافت بحقد دفين :

ـ هى بنت المنكوبه دى اللى كدابه ما بيجيش من وراها غير الشر زيها زى أمها 


لوحت لها" صبا " وهى تحذرها بحده :

ـ ما تجبيش سيره أمى 

كانت "ونيسه" مستعده لسحقها دون رحمه لما تشعر به من نار تزيدها إشتعالا بأذيه اولادها واحد 

تلو الآخر فصاحت بها الاخرى مهدده :

ـ دا انا هقطم رقبتك والله لو إبنى إضر بسببك لاكون خنقاكى بإديا الاتنين دول

وضع "فايز" عصاه بينه وبينها وزعق بنبرته القويه :

ـ ونيسه إمشى من قدامى الساعه دى 


إكتفى بنظره مطوله نحو "صبا" جعلت أوصالها تهتز تفحصها جيدا ثم تركها وغادر إلى الداخل

أطلقت أنفاسها الحبيسه وتجاهلت نظرات "ونيسه" الشرسه والتى لم تقف معها طويلا وتبعت 

"فايز" فى الدخول ،مالت "صبا" بجذعها للامام وإسندت كفيها لركبتيها بتعب أكثر ما يشغلها 

الآن انها وضعت "زيد" فى ورطه كبيره وهذه الورطه تحتاجها فدو والفدوه هذا هى.


_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________   

        عشقت إمراة خطره _سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه"

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close